تفسير قمي سوره رعد - تفسیر قمی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر قمی - نسخه متنی

علی بن ابراهیم القمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير قمي سوره رعد

تفسير القمي ج : 1ص :359

13 سورة الرعد مكية آياتها ثلاث و أربعون 43

بسم الله الرحمن الرحيم الر تلك آيات الكتاب و الذي أنزل إليك من ربك الحق و لكن أكثر الناس لا يؤمنون الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها يعني بغير أسطوانة ترونها ثم استوى على العرش و سخر الشمس و القمر كل يجري لأجل مسمى إلى قوله يتفكرون فإنه محكم و في الأرض قطع متجاورات أي متصلة بعضها إلى بعض و جنات من أعناب أي بساتين و زرع و نخيل صنوان و الصنوان الفتالة التي نبت من أصل الشجرة و غير صنوان يسقى بماء واحد و نفضل بعضها على بعض في الأكل فمنه حلو و منه حامض و منه مر يسقى بماء واحد إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ثم حكى عز و جل قول الدهرية من قريش فقال و إن تعجب فعجب قولهم أ إذا كنا ترابا أ إنا لفي خلق جديد ثم قال أولئك الذين كفروا بربهم و أولئك الأغلال في أعناقهم و أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون و كانوا يستعجلون العذاب فقال الله عز و جل و يستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة و قد خلت من قبلهم المثلات أي العذاب و قوله و يقول الذين كفروا لو لا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر و لكل قوم هاد فإنه حدثني أبي عن حماد عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه‏السلام‏) قال المنذر رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) و الهادي أمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) و بعده الأئمة (عليهم‏السلام‏) و هو قوله « و لكل قوم هاد » أي في كل زمان إمام هاد مبين و هو رد على من ينكر أن في كل عصر و زمان إماما و أنه لا تخلو الأرض من حجة كما قال أمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) « لا تخلو الأرض من إمام قائم بحجة الله إما ظاهر مشهور و إما خائف مقهور لئلا يبطل حجج الله و بيناته » و الهدى في كتاب الله عز و جل على

تفسير القمي ج : 1ص :360

وجوه فمنه الأئمة (عليهم‏السلام‏) و هو قوله « و لكل قوم هاد » أي إمام مبين و منه : البيان و هو قوله « أ و لم يهد لهم » أي يبين لهم و قوله « و أما ثمود فهديناهم » أي بينا لهم و مثله كثير و منه : الثواب و هو قوله « و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و إن الله لمع المحسنين » أي لنثيبنهم و منه : النجاة و هو قوله « كلا إن معي ربي سيهدين » أي سينجيني و منه الدلالة و هو قوله « و أهديك إلى ربك » أي أدلك .

و أما قوله الله يعلم ما تحمل كل أنثى و ما تغيض الأرحام و ما تزداد و كل شي‏ء عنده بمقدار ما تغيض أي ما تسقط من قبل التمام « و ما تزداد » يعني على تسعة أشهر كلما رأت المرأة من حيض في أيام حملها زاد ذلك على حملها و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه‏السلام‏) في قوله سواء منكم من أسر القول و من جهر به فالسر و العلانية عنده سواء و قوله مستخف بالليل مستخف في جوف بيته ، و قال علي بن إبراهيم في قوله و سارب بالنهار يعني تحت الأرض فذلك كله عند الله عز و جل واحد يعلمه و قوله له معقبات من بين يديه و من خلفه يحفظونه من أمر الله فإنها قرئت عند أبي عبد الله (عليه‏السلام‏) فقال لقارئها أ لستم عربا فكيف تكون المعقبات من بين يديه ؟ و إنما المعقب من خلفه ، فقال الرجل جعلت فداك كيف هذا ؟ فقال إنما نزلت « له معقبات من خلفه و رقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله » و من ذا الذي يقدر أن يحفظ الشي‏ء من أمر الله و هم الملائكة الموكلون بالناس و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه‏السلام‏) في قوله له معقبات من بين يديه و من خلفه يحفظونه من أمر الله يقول بأمر الله من أن يقع في ركي أو يقع عليه حائط أو يصيبه شي‏ء حتى إذا جاء القدر خلوا بينه و بينهم يدفعونه إلى المقادير و هما ملكان يحفظانه بالليل و ملكان بالنهار يتعاقبانه و قال علي بن إبراهيم في قوله و إذا أراد الله بقوم

تفسير القمي ج : 1ص :361

سوءا فلا مرد له و ما لهم من دونه من وال أي من دافع و قوله هو الذي يريكم البرق خوفا و طمعا يعني يخافه قوم و يطمع فيه قوم أن يمطروا و ينشى‏ء السحاب الثقال يعني يرفعها من الأرض و يسبح الرعد الملك الذي يسوق السحاب و الملائكة من خيفته و يرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء و هم يجادلون في الله و هو شديد المحال أي شديد الغضب ، و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه‏السلام‏) في قوله و الذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشي‏ء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه فهذا مثل ضربه الله للذين يعبدون الأصنام و الذين يعبدون آلهة من دون الله فلا يستجيبون لهم بشي‏ء و لا ينفعهم إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه ليتناوله من بعيد و لا يناله ، و قال علي بن إبراهيم في قوله و ما دعاء الكافرين إلا في ضلال أي في بطلان و حدثني أبي عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر (عليه‏السلام‏) قال جاء رجل إلى النبي (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) فقال يا رسول الله رأيت أمرا عظيما فقال و ما رأيت ؟ قال كان لي مريض و نعت له ماء من بئر بالأحقاف يستشفى به في برهوت قال فانتهيت و معي قربة و قدح لآخذ من مائها و أصب في القربة و إذا بشي‏ء قد هبط من جو السماء كهيئة السلسلة و هو يقول يا هذا اسقني الساعة أموت ، فرفعت رأسي و رفعت إليه القدح لأسقيه فإذا رجل في عنقه سلسلة فلما ذهبت أنا و له القدح فاجتذب مني حتى علق بالشمس ثم أقبلت على الماء أغرف إذ أقبل الثانية و هو يقول العطش العطش اسقني يا هذا الساعة أموت فرفعت القدح لأسقيه فاجتذب مني حتى علق بالشمس حتى فعل ذلك ثالثة فقمت و شددت قربتي و لم أسقه فقال رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) ذاك قابيل بن آدم الذي قتل أخاه و هو قول الله عز و جل « و الذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشي‏ء إلى قوله إلا في ضلال » و قوله « و لله يسجد من في السموات و الأرض طوعا و كرها و ظلالهم بالغدو و الآصال قال بالعشي
قال ظل المؤمن يسجد طوعا و ظل الكافر يسجد كرها و هو نموهم و حركتهم و زيادتهم و نقصانهم .

تفسير القمي ج : 1ص :362

و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه‏السلام‏) في قوله « و لله يسجد من في السموات و الأرض طوعا و كرها » الآية أما من يسجد من أهل السماوات طوعا فالملائكة يسجدون لله طوعا و من يسجد من أهل الأرض طوعا فمن ولد في الإسلام فهو يسجد له طوعا و أما من يسجد كرها فمن أجبر على الإسلام و أما من لم يسجد فظله يسجد له بالغداة و العشي و قوله قل من رب السموات و الأرض قل الله قل أ فاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا و لا ضرا قل هل يستوي الأعمى و البصير يعني المؤمن و الكافر أم هل تستوي الظلمات و النور أما الظلمات فالكفر و أما النور فهو الإيمان و أما قوله أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها يقول الكبير على قدر كبره و الصغير على قدر صغره فاحتمل السيل زبدا رابيا و مما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله قول الله « أنزل من السماء ماء » يقول أنزل الحق من السماء فاحتملته القلوب بأهوائها ذو اليقين على قدر يقينه و ذو الشك على قدر شكه فاحتمل الهوى باطلا كثيرا و جفاء ، فالماء هو الحق و الأودية هي القلوب و السيل هو الهوى و الزبد هو الباطل و الحلية و المتاع هو الحق قال الله كذلك يضرب الله الحق و الباطل فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض فالزبد خبث الحلية هو الباطل و المتاع و الحلية هو الحق من أصاب الزبد و خبث الحلية في الدنيا لم ينتفع به و كذلك صاحب الباطل يوم القيامة لا ينتفع به و أما الحلية و المتاع فهو الحق من أصاب الحلية و المتاع في الدنيا انتفع به و كذلك صاحب الحق يوم القيامة ينتفع به كذلك يضرب الله الأمثال .

تفسير القمي ج : 1ص :363

و قال علي بن إبراهيم في قوله « قل من رب السموات و الأرض قل الله »
الآية محكمة و قوله « أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا » أي مرتفعا « و مما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية » يعني ما يخرج من الماء من الجواهر و هو مثل أي يثبت الحق في قلوب المؤمنين و في قلوب الكفار لا يثبت « كذلك يضرب الله الحق و الباطل فأما الزبد فيذهب جفاء » يعني بطل « و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض » و هذا مثل للمؤمنين و المشركين فقال عز و جل كذلك يضرب الله الأمثال للذين استجابوا لربهم الحسنى و الذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعا و مثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب و مأويهم جهنم و بئس المهاد فالمؤمن إذا سمع الحديث ثبت في قلبه و أجابه و آمن به فهو مثل الماء الذي يبقى في الأرض فينبت النبات و الذي لا ينتفع به يكون مثل الزبد الذي تضربه الرياح فيبطل و قوله « و بئس المهاد » قال يمهدون في النار ثم قال أ فمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب أي أولوا العقول و قوله الذين يوفون بعهد الله و لا ينقضون الميثاق و الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب فإنه حدثني أبي عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن (عليه‏السلام‏) قال إن رحم آل محمد (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) معلقة بالعرش يقول اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني و هي تجري في كل رحم و نزلت هذه الآية في آل محمد و ما عاهدهم عليه و ما أخذ عليهم من الميثاق في الذر من ولاية أمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) و الأئمة (عليهم‏السلام‏) بعده و هو قوله « الذين يوفون بعهد الله و لا ينقضون الميثاق الآية » ثم ذكر أعداءهم فقال الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه يعني أمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) و هو الذي أخذ الله عليهم في الذر و أخذ عليهم رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) بغدير خم ثم قال أولئك لهم اللعنة و لهم سوء الدار و قوله و يخافون سوء الحساب فإنه دخل رجل على أبي عبد الله

تفسير القمي ج : 1ص :364

(عليه‏السلام‏) فقال أبو عبد الله ما لفلان يشكوك قال طالبته بحقي فقال أبو عبد الله (عليه‏السلام‏) و ترى أنك إذا استقصيت عليه لم تسى‏ء به أ ترى الذي حكى الله عز و جل في قوله « و يخافون سوء الحساب » أي يجور الله عليهم و الله ما خافوا ذلك و لكنهم خافوا الاستقصاء فسماه الله سوء الحساب و قوله و الذين صبروا ابتغاء وجه ربهم و أقاموا الصلاة و أنفقوا مما رزقناهم سرا و علانية و يدرءون بالحسنة السيئة يعني يدفعون و حدثني أبي عن حماد عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه‏السلام‏) قال قال رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) لعلي يا على ما من دار فيها فرحه إلا تبعها ترحة و ما من هم إلا و له فرج إلا هم أهل النار فإذا عملت سيئة فأتبعها بحسنة تمحها سريعا و عليك بصنائع الخير فإنها تدفع مصارع السوء و إنما قال رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) لأمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) على حد التأديب للناس لا بأن أمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) له سيئات عملها .

و حدثني أبي عن النضر بن سويد عن محمد بن قيس عن ابن أبي يسار عن أبي عبد الله (عليه‏السلام‏) قال أقبل رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) يوما واضعا يده على كتف العباس فاستقبله أمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) فعانقه رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) و قبل ما بين عينيه ثم سلم العباس على علي فرد عليه ردا خفيفا فغضب العباس فقال يا رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) لا يدع علي زهوه فقال رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) : يا عباس لا تقل ذلك في علي فإني لقيت جبرئيل آنفا فقال لي لقيني الملكان الموكلان بعلي الساعة فقالا ما كتبنا عليه ذنبا منذ

تفسير القمي ج : 1ص :365

ولد إلى هذا اليوم ، و قوله جنات عدن يدخلونها و من صلح من آبائهم و أزواجهم و ذرياتهم و الملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار قال نزلت في الأئمة (عليهم‏السلام‏) و شيعتهم الذين صبروا و حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد الله (عليه‏السلام‏) قال نحن صبرنا و شيعتنا أصبر منا لأنا صبرنا بعلم و صبروا على ما لا يعلمون و قوله الذين آمنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله قال الذين آمنوا الشيعة و ذكر الله أمير المؤمنين و الأئمة (عليهم‏السلام‏) ثم قال ألا بذكر الله تطمئن القلوب الذين آمنوا و عملوا الصالحات طوبى لهم و حسن مآب أي حسن مرجع و حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي ابن رئاب عن أبي عبيدة عن أبي عبد الله (عليه‏السلام‏) قال طوبى شجرة في الجنة في دار أمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) و ليس أحد من شيعته إلا و في داره غصن من أغصانها و ورقة من أوراقها يستظل تحتها أمة من الأمم و عنه قال كان رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) يكثر تقبيل فاطمة (عليهاالسلام‏) فأنكرت ذلك عائشة ، فقال رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) يا عائشة إني لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى و ناولني من ثمارها فأكلت فحول الله ذلك ماء في ظهري فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة فما قبلتها قط إلا وجدت رائحة شجرة طوبى منها و قوله و لو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا قال لو كان شي‏ء من القرآن كذلك لكان هذا و قوله أ فلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا يعني جعلهم كلهم مؤمنين و قوله و لا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أي عذاب .

تفسير القمي ج : 1ص :366

و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه‏السلام‏) في قوله « و لا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا فارعة » و هي النقمة أو تحل قريبا من دارهم فتحل بقوم غيرهم فيرون ذلك و يسمعون به و الذين حلت بهم عصاة كفار مثلهم ، و لا
يتعظ بعضهم ببعض و لن يزالوا كذلك حتى يأتي وعد الله الذي وعد من المؤمنين من النصر و يخزي الله الكافرين و قال علي بن إبراهيم في قوله فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم أي طولت لهم الأمل ثم أهلكتهم و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه‏السلام‏) في قوله أ فمن هو قائم على كل نفس بما كسبت و جعلوا لله شركاء قل سموهم أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول الظاهر من القول هو الرزق و قال علي بن إبراهيم في قوله و ما لهم من الله من واق أي من دافع و عقبى الكافرين النار أي عاقبة ثوابهم النار قال أبو عبد الله (عليه‏السلام‏) إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم و قد أطفئت سبعين مرة بالماء ثم التهبت و لو لا ذلك ما استطاع آدمي أن يطفئها و إنها ليؤت بها يوم القيامة حتى توضع على النار فتصرخ صرخة لا يبقى ملك مقرب و لا نبي مرسل إلا جثى على ركبتيه فزعا من صرختها ، و في رواية أبي الجارود في قوله الذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك فرحوا بكتاب الله إذا تلي عليهم و إذا تلوه تفيض أعينهم دمعا من الفزع و الحزن و هو علي بن أبي طالب (عليه‏السلام‏) و هي في قراءة ابن مسعود « و الذي أنزلنا إليك الكتاب هو الحق و من يؤمن به » أي علي بن أبي طالب يؤمن به و من الأحزاب من ينكر بعضه أنكروا من تأويل ما أنزله في علي و آل محمد (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) و آمنوا ببعضه فأما المشركون فأنكروه كله أوله و آخره و أنكروا أن محمدا رسول الله و قال علي بن إبراهيم في قوله لكل أجل كتاب يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب فإنه حدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله (عليه‏السلام‏) قال إذا كانت ليلة القدر نزلت الملائكة و الروح و الكتبة إلى سماء الدنيا فيكتبون ما يكون من قضاء الله تبارك و تعالى في تلك السنة فإذا أراد الله أن يقدم أو يؤخر أو ينقص شيئا أو يزيده أمر الله أن يمحو ما يشاء ثم أثبت الذي أراد ،

تفسير القمي ج : 1ص :367

قلت و كل شي‏ء عنده بمقدار مثبت في كتابه ؟ قال نعم قلت فأي شي‏ء يكون بعده قال سبحان الله ثم يحدث الله أيضا ما يشاء تبارك الله و تعالى و قوله أ و لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها فقال موت علمائها و الله يحكم لا معقب لحكمه أي لا مانع و قوله و قد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا قال المكر من الله هو العذاب و سيعلم الكفار لمن عقبى الدار أي ثواب القيامة و قوله قل كفى بالله شهيدا بيني و بينكم و من عنده علم الكتاب فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن أذنية عن أبي عبد الله (عليه‏السلام‏) قال الذي عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) و سئل عن الذي عنده علم من الكتاب أعلم أم الذي عنده علم الكتاب فقال ما كان علم الذي عنده علم من الكتاب عند الذي عنده علم الكتاب إلا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر ، فقال أمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) ألا إن العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الأرض و جميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) .

/ 1