تفسير قمي سوره عبس
80 سورة عبس مكية إثنان وأربعون 42بسم الله الرحمن الرحيمعبس و تولى أن جاءه الأعمى قال : نزلت في عثكن و ابن أم مكتوم و كان ابن أم مكتوم مؤذنا لرسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) و كانتفسير القمي ج : 2ص :405أعمى ، و جاء إلى رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) و عنده أصحابه و عثكن عنده ، فقدمه رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) عليه فعبس وجهه و تولى عنه فأنزل الله عبس و تولى يعني عثكن أن جاءه الأعمى و ما يدريك لعله يزكى أي يكون طاهرا أزكى أو يذكر قال يذكره رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) ثم خاطب عثكن فقال : أما من استغنى فأنت له تصدى قال أنت إذا جاءك غني تتصدى له و ترفعه و ما عليك ألا يزكى أي لا تبالي زكيا كان أو غير زكي إذا كان غنيا و أما من جاءك يسعى يعني ابن أم مكتوم و هو يخشى فأنت عنه تلهى أي تلهو و لا تلتفت إليه قوله كلا إنها تذكرة قال القرآن في صحف مكرمة مرفوعة قال : عند الله مطهرة بأيدي سفرة قال بأيدي الأئمة كرام بررة قتل الإنسان ما أكفره قال هو أمير المؤمنين قال ما أكفره أي ما ذا فعل فأذنب حتى قتلوه ثم قال : من أي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره قال : يسر له طريق الخير ثم أماته فأقبره ثم إذا شاء أنشره قال في الرجعة كلا لما يقض ما أمره أي لم يقض علي أمير المؤمنين (عليهالسلام) ما قد أمره و سيرجع حتى يقضي ما أمره .تفسير القمي ج : 2ص :406أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر [ أبي بصير ] عن جميل بن
دراج عن أبي أسامة عن أبي جعفر (عليهالسلام) قال سألته عن قول الله« قتل الإنسان ما أكفره » قال : نعم نزلت في أمير المؤمنين (عليهالسلام) ما أكفره ، يعني بقتلكم إياه ثم نسب أمير المؤمنين (عليهالسلام) فنسب خلقه و ما أكرمه الله به فقال : من أي شيء خلقه يقول من طينة الأنبياء خلقه فقدره للخير ثم السبيل يسره يعني سبيل الهدى ثم أماته ميتة الأنبياء ثم إذا شاء أنشره قلت ما قوله : ثم إذا شاء أنشره قال : يمكث بعد قتله في الرجعة فيقضي ما أمره فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا إلى قوله و قضبا قال : القضب القت و حدائق غلبا أي بساتين ملتفة مجتمعة و فاكهة و أبا قال الأب الحشيش للبهائم قوله متاعا لكم و لأنعامكم فإذا جاءت الصاخة أي القيامة قوله لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه قال : شغل يشتغل به عن غيره .ثم ذكر عز و جل الذين تولوا أمير المؤمنين (عليهالسلام) و تبرءوا من أعدائه فقال وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة ثم ذكر أعداء آل محمد و وجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة أي فقر من الخير و الثواب أولئك هم الكفرة الفجرة حدثنا سعيد بن محمد قال حدثنا بكر بن سهل قال حدثني عبد الغني بن سعيد قال حدثنا موسى بن عبد الرحمن عن مقاتل بن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس في قوله متاعا لكم و لأنعامكم يريد منافع لكم و لأنعامكم قوله وجوه يومئذ عليها غبرة يريد« مسودة » ترهقها قترة يريد قتار جهنم أولئك هم الكفرة الفجرة أي الكافر الجاحد .