تفسير قمي سوره قلم
68 سورة القلم مكية آياتها اثنتان و خمسون 52بسم الله الرحمن الرحيم ن و القلم و ما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون قال فحدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن [ عبد الرحيم ] القصير عن أبي عبد الله (عليهالسلام) قال سألته عن ن و القلم ، قال : إن الله خلق القلم من شجرة في الجنة يقال لها الخلد ثم قال لنهر في الجنة كن مدادا فجمد النهر و كان أشد بياضا من الثلج و أحلى من الشهد ثم قال للقلم اكتب قال و ما أكتب يا رب قال اكتب ما كان و ما هو كائن إلى يوم القيامة ، فكتب القلم في رق أشد بياضا من الفضة و أصفى من الياقوت ثمتفسير القمي ج : 2ص :380طواه فجعله في ركن العرش ثم ختم على فم القلم فلم ينطق بعد و لا ينطق أبدا ، فهو الكتاب المكنون الذي منه النسخ كلها ، أ و لستم عربا فكيف لا تعرفون معنى الكلام ، و أحدكم يقول لصاحبه انسخ ذلك الكتاب أ و ليس إنما ينسخ من كتاب أخذ من الأصل و هو قوله : إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون قوله و ما يسطرون أي ما يكتبون و هو قسم و جوابه ما أنت بنعمة ربك بمجنون قوله إن لك لأجرا غير ممنون أي لا نمن عليك فيما نعطيك من عظيم الثواب قوله فستبصر و يبصرون بأيكم المفتون بأيكم تفتنون هكذا نزلت في بني أمية بأيكم أي حبتر و زفر و علي .و قال الصادق (عليهالسلام) لقي فلان أمير المؤمنين (عليهالسلام) فقال يا علي بلغني أنك تتأول هذه الآية في و في صاحبي« فستبصر و يبصرون بأيكم المفتون » قال : أمير المؤمنين (عليهالسلام) أ فلا أخبرك يا أبا فلان ! ما نزل في بني أمية« و الشجرة الملعونة في القرآن » قال : كذبت يا علي ! بنو أمية خير منك و أوصل للرحم و قوله : فلا تطع المكذبين قال في علي (عليهالسلام) ودوا لو تدهن فيدهنون أي أحبوا أن تغش في علي فيغشون معك و لا تطع كل حلاف مهين قال الحلاف فلان حلف لرسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) أنه لا ينكث عهدا هماز مشاء بنميم قال كان ينم على رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) و ينم بين أصحابه قوله مناع للخير معتد أثيم قال : الخير أمير المؤمنين (عليهالسلام) ، معتد أي اعتدى عليه و قوله عتل بعد ذلك زنيم قال : العتل عظيم الكفر و الزنيم الدعي و قال الشاعر :
زنيم تداعاه الرجال تداعيا
كما زيد في عرض الأديم الأكارع
كما زيد في عرض الأديم الأكارع
كما زيد في عرض الأديم الأكارع
يوم يكشف عن ساق و يدعون إلى السجود قال : يوم يكشف عن الأمور التي خفيت و ما غصبوا آل محمد حقهم و يدعون إلى السجود قال يكشف لأمير المؤمنين (عليهالسلام) فتصير أعناقهم مثل صياصي البقر يعني قرونه فلا يستطيعون أن يسجدوا و هي عقوبة لأنهم لم يطيعوا الله في الدنيا في أمره و هو قوله : و قد كانوا يدعون إلى السجود و هم سالمون قال إلى ولايته في الدنيا و هم يستطيعون قوله سنستدرجهم من حيث لا يعلمون قال تجديدا لهم عند المعاصي ثم قال لنبيه (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) فاصبر لحكم ربك و لا تكن كصاحب الحوت يعني يونس (عليهالسلام) لما دعا على قومه ثم ذهب مغاضبا لله و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليهالسلام) في قوله : إذ نادى و هو مكظوم أي مغموم و قال علي بن إبراهيم في قوله لو لا أن تداركه نعمة من ربه قال : النعمة الرحمة لنبذ بالعراء قال : العراء الموضع الذي لا سقف له قوله و إن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر قال : لما أخبرهم رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) بفضل أمير المؤمنين (عليهالسلام) قالوا هو مجنون فقال الله سبحانه و ما هو يعني أمير المؤمنين (عليهالسلام) إلا ذكر للعالمين .