تفسير قمي سوره لقمان - تفسیر قمی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر قمی - نسخه متنی

علی بن ابراهیم القمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير قمي سوره لقمان

تفسير القمي ج : 2ص :161

31 سورة لقمان مكية آياتها أربع و ثلاثون 34

بسم الله الرحمن الرحيم الم تلك ءايات الكتاب الحكيم هدى و رحمة للمحسنين الذين يقيمون الصلوة و يؤتون الزكوة و هم بالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم أي على بيان من ربهم و أولئك هم المفلحون و قوله و من الناس من يشتري لهو الحديث قال : الغناء و شرب الخمر و جميع الملاهي ليضل عن سبيل الله بغير علم قال : يحيد بهم عن طريق الله ، و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه‏السلام‏) في قوله« و من الناس من يشتري لهو الحديث إلخ ... » فهو النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة من بني عبد الدار بن قصي و كان النضر راويا لأحاديث الناس و أشعارهم ، يقول الله عز و جل : و إذا تتلى عليه ءاياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كان في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم و قوله و بث فيها من كل دابة يقول جعل فيها من كل دابة و قوله و أنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم يقول من كل لون حسن و الزوج اللون الأصفر و الأخضر و الأحمر و الكريم الحسن ، أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن علي بن محمد عن بكر بن صالح عن جعفر بن يحيى عن علي بن [ القصير ] النضر عن أبي عبد الله (عليه‏السلام‏) قال قلت جعلت فداك قوله و لقد ءاتينا لقمن الحكمة قال أوتي معرفة إمام زمانه .

تفسير القمي ج : 2ص :162

و قال علي بن إبراهيم في قوله هذا خلق الله أي مخلوق الله لأن الخلق هو الفعل و الفعل لا يرى و إنما أشار إلى المخلوق و إلى السماء و الأرض و الجبال و جميع الحيوان فأقام الفعل مقام المفعول و قوله و لقد ءاتينا لقمن الحكمة أن اشكر لله و من يشكر فإنما يشكر لنفسه و من كفر فإن الله غني حميد فإنه حدثني
أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حماد قال سألت أبا عبد الله (عليه‏السلام‏) عن لقمان و حكمته التي ذكرها الله عز و جل ، فقال : أما و الله ما أوتي لقمان الحكمة بحسب و لا مال و لا أهل و لا بسط في جسم و لا جمال و لكنه كان رجلا قويا في أمر الله متورعا في الله ساكتا سكينا عميق النظر طويل الفكر حديد النظر مستعبرا بالعبر لم ينم نهارا قط و لم يره أحد من الناس على بول و لا غائط و لا اغتسال لشدة تستره و عمق نظره و تحفظه في أمره و لم يضحك من شي‏ء قط مخافة الإثم ، و لم يغضب قط و لم يمازح إنسانا قط و لم يفرح بشي‏ء إن أتاه من أمر الدنيا و لا حزن منها على شي‏ء قط ، و قد نكح من النساء و ولد له من الأولاد الكثيرة و قدم أكثرهم إفراطا ، فما بكى على موت أحد منهم ، و لم يمر برجلين يختصمان أو يقتتلان إلا أصلح بينهما و لم يمض عنهما حتى يحابا ، و لم يسمع قولا قط من أحد استحسنه إلا سأل عن تفسيره و عمن أخذه ، و كان يكثر مجالسة الفقهاء و الحكماء ، و كان يغشي القضاة و الملوك و السلاطين ، فيرثي للقضاة ما ابتلوا به و يرحم للملوك و السلاطين لعزتهم بالله و طمأنينتهم في ذلك و يعتبر و يتعلم ما يغلب به نفسه و يجاهد به هواه و يحترز به من الشيطان فكان يداوي قلبه بالفكر و يداوي نفسه بالعبر و كان لا يظعن إلا فيما ينفعه فبذلك أوتي الحكمة و منح العصمة ، فإن

تفسير القمي ج : 2ص :163

الله تبارك و تعالى أمر طوائف من الملائكة حين انتصف النهار و هدأت العيون بالقائلة فنادوا لقمان حيث يسمع و لا يراهم فقالوا : يا لقمان هل لك أن يجعلك الله خليفة في الأرض تحكم بين الناس ؟ فقال لقمان : إن أمرني الله بذلك فالسمع و الطاعة لأنه إن فعل بي ذلك أعانني عليه و علمني و عصمني و إن هو خيرني قبلت العافية فقالت الملائكة يا لقمان لم قلت ذلك ؟ قال : لأن الحكم بين الناس من أشد المنازل من الدين و أكثرها فتنا و بلاء ما يخذل و لا يعان و يغشاه الظلم من كل مكان و صاحبه فيه بين أمرين إن أصاب فيه الحق فبالحري أن يسلم و إن أخطأ أخطأ طريق الجنة و من يكن في الدنيا ذليلا و ضعيفا كان أهون عليه في المعاد أن يكون فيه حكما سريا شريفا و من اختار الدنيا على الآخرة يخسرهما كلتيهما تزول هذه و لا تدرك تلك ، قال فتعجبت الملائكة من حكمته و استحسن الرحمن منطقه ، فلما أمسى و أخذ مضجعه من الليل أنزل الله عليه الحكمة فغشاه بها من قرنه إلى قدمه و هو نائم و غطاه بالحكمة غطاء فاستيقظ و هو أحكم الناس في زمانه ، و خرج على الناس ينطق بالحكمة و يثبتها فيها . قال : فلما أوتي الحكم بالخلافة و لم يقبلها أمر الله الملائكة فنادت داود بالخلافة فقبلها و لم يشترط فيها بشرط لقمان فأعطاه الله الخلافة في الأرض و ابتلي فيها غير مرة و كل ذلك يهوي في الخطإ يقبله الله و يغفر له ، و كان لقمان يكثر زيارة داود (عليه‏السلام‏) و يعظه بمواعظه و حكمته و فضل علمه و كان داود يقول له : طوبى لك يا لقمان أوتيت الحكمة و صرفت عنك البلية و أعطي داود الخلافة و ابتلي بالحكم و الفتنة . ثم قال أبو عبد الله (عليه‏السلام‏) : و إذ قال لقمن لابنه و هو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم قال فوعظ لقمان لابنه بآثار حتى تفطر و انشق و كان فيما وعظه به يا حماد ! أن قال : يا بني إنك منذ سقطت إلى الدنيا استدبرتها

تفسير القمي ج : 2ص :164

و استقبلت الآخرة فدار أنت إليها تسير أقرب إليك من دار أنت عنها متباعد ، يا بني جالس العلماء و زاحمهم بركبتيك لا تجادلهم فيمنعوك و خذ من الدنيا بلاغا و لا ترفضها فتكون عيالا على الناس و لا تدخل فيها دخولا يضر بآخرتك و صم صوما يقطع شهوتك و لا تصم صوما يمنعك من الصلاة فإن الصلاة أحب إلى الله من الصيام ، يا بني إن الدنيا بحر عميق قد هلك فيها عالم كثير فاجعل سفينتك فيها الإيمان و اجعل شراعها التوكل و اجعل زادك فيها تقوى الله ، فإن نجوت فبرحمة الله و إن هلكت فبذنوبك يا بني إن تأدبت صغيرا انتفعت به كبيرا ، و من غني بالأدب اهتم به و من اهتم به تكلف علمه و من تكلف علمه اشتد طلبه و من اشتد طلبه أدرك منفعته فاتخذه عادة فإنك تخلف في سلفك و تنفع به من خلفك و يرتجيك فيه راغب و يخشى صولتك راهب و إياك و الكسل عنه و الطلب لغيره فإن غلبت على الدنيا فلا تغلبن على الآخرة و إذا فاتك طلب العلم في مظانه فقد غلبت على الآخرة و اجعل في أيامك و لياليك و ساعاتك لنفسك نصيبا في طلب العلم فإنك لن تجد له تضييعا أشد من تركه ، و لا تمارين فيه لجوجا و لا تجادلن فقيها و لا تعادين سلطانا ، و لا تماشين ظلوما ، و لا تصادقنه و لا تصاحبنه فاسقا نطفا و لا تصاحبن متهما ، و اخزن علمك كما تخزن ورقك ، يا بني خف الله خوفا لو أتيت القيامة ببر الثقلين خفت أن يعذبك و ارج الله رجاء لو وافيت القيامة بإثم الثقلين رجوت أن يغفر لك . فقال له ابنه يا أبت و كيف أطيق هذا و إنما لي قلب واحد ؟ فقال له لقمان يا بني لو استخرج قلب المؤمن فشق لوجد فيه نورين نورا للخوف و نورا للرجاء

تفسير القمي ج : 2ص :165

لو وزنا لما رجح أحدهما على الآخر بمثقال ذرة فمن يؤمن بالله يصدق ما قال الله و من يصدق ما قال الله يفعل ما أمر الله و من لم يفعل ما أمر الله لم يصدق ما قال الله فإن هذه الأخلاق تشهد بعضها لبعض فمن يؤمن بالله إيمانا صادقا يعمل لله خالصا ناصحا و من عمل لله خالصا ناصحا فقد آمن بالله صادقا و من أطاع الله خافه و من خافه فقد أحبه و من أحبه اتبع أمره و من اتبع أمره استوجب جنته و مرضاته و من لم يتبع رضوان الله فقد هان عليه سخطه نعوذ بالله من سخط الله ، يا بني ! لا تركن إلى الدنيا و لا تشغل قبلك بها فما خلق الله خلقا هو أهون عليه منها أ لا ترى أنه لم يجعل نعيمها ثوابا للمطيعين و لم يجعل بلاءها عقوبة للعاصين و قوله و وصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن يعني ضعفا على ضعف ثم قال و إن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلى قوله بما كنتم تعملون و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه‏السلام‏) في قوله و اتبع سبيل من أناب إلي يقول اتبع سبيل محمد (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) .

قال علي بن إبراهيم ثم عطف على خبر لقمان و قصته فقال يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير قال من الرزق يأتيك به الله و قوله و لا تصعر خدك للناس أي لا تذل للناس طمعا فيما عندهم و لا تمش في الأرض مرحا أي فرحا و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه‏السلام‏) في قوله« و لا تمش في الأرض مرحا » أي بالعظمة و قال علي بن إبراهيم في قوله و اقصد في مشيك أي لا تعجل و اغضض من صوتك أي لا ترفعه إن أنكر الأصوات لصوت الحمير و روي فيه غير هذا أيضا و أما قوله و أسبغ عليكم نعمه ظاهرة و باطنة قال فإنه حدثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن شريك عن جابر قال قرأ رجل عند أبي جعفر (عليه‏السلام‏) و أسبغ عليكم نعمه ظاهرة و باطنة قال أما النعمة الظاهرة

تفسير القمي ج : 2ص :166

فهو النبي (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) و ما جاء به من معرفة الله عز و جل و توحيده و أما النعمة الباطنة فولايتنا أهل البيت و عقد مودتنا فاعتقد و الله قوم هذه النعمة الظاهرة و الباطنة . و اعتقدها قوم ظاهره و لم يعتقدوا باطنه ، فأنزل الله« يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا ءامنا بأفواههم و لم تؤمن قلوبهم » ففرح رسول الله عند نزولها إذ لم يتقبل الله تعالى إيمانهم إلا بعقد ولايتنا و محبتنا و قوله و من يسلم وجهه إلى الله و هو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقي قال بالولاية و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه‏السلام‏) في قوله و من الناس من يجادل في الله بغير علم و لا هدى و لا كتاب منير و إذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه ءاباءنا أ و لو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير فهو النضر بن الحارث قال له رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) اتبع ما أنزل إليك من ربك قال بل أتبع ما وجدت عليه آبائي و قوله و لو أن ما في الأرض من شجرة أقلام و البحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم و ذلك أن اليهود سألوا رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) عن الروح ، فقال الروح من أمر ربي و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا ، قالوا نحن خاصة ؟ قال بل الناس عامة قالوا فكيف يجتمع هذان يا محمد تزعم أنك لم تؤت من العلم إلا قليلا و قد أوتيت القرآن و أوتينا التوراة و قد قرأت : و من يؤت الحكمة و هي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا ، فأنزل الله تعالى : و لو أن ما في الأرض من شجرة أقلام و البحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله يقول علم الله أكثر من ذلك و ما أوتيتم كثير فيكم قليل عند الله .

تفسير القمي ج : 2ص :167

و قال علي بن إبراهيم في قوله :« و لو أن ما في الأرض من شجرة أقلام الآية » معنى ذلك أن علم الله أكثر من ذلك فأما ما آتاكم فهو كثير فيكم قليل في ما عند الله و قوله أ لم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمت الله قال السفن
تجري في البحر بقدرة الله ، و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه‏السلام‏) في قوله ما خلقكم و لا بعثكم إلا كنفس واحدة بلغنا و الله أعلم أنهم قالوا يا محمد خلقنا أطوارا نطفا ثم علقا ثم أنشأنا خلقا آخر كما تزعم و تزعم أنا نبعث في ساعة واحدة ! فقال الله ما خلقكم و لا بعثكم إلا كنفس واحدة إنما يقول له كن فيكون و قوله أ لم تر أن الله يولج الليل في النهار و يولج النهار في الليل يقول ما ينقص من الليل يدخل في النهار و ما ينقص من النهار يدخل في الليل و قوله : و سخر الشمس و القمر كل يجري إلى أجل مسمى يقول كل واحد منهما يجري إلى منتهاه لا يقصر عنه و لا يجاوزه ، و قال علي بن إبراهيم في قوله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور قال هو الذي يصبر على الفقر و الفاقة و يشكر الله على جميع أحواله و قوله و إذا غشيهم موج كالظلل يعني في البحر دعوا الله مخلصين له الدين إلى قوله فمنهم مقتصد أي صالح و ما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور قال الختار الخداع و قوله يا أيها الناس اتقوا ربكم و اخشوا يوما لا يجزى والد عن ولده إلى قوله إن وعد الله حق قال ذلك القيامة و قوله إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدري نفس ما ذا تكسب غدا و ما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير قال الصادق (عليه‏السلام‏) هذه الخمسة أشياء لم يطلع عليها ملك مقرب و لا نبي مرسل و هي من صفات الله عز و جل .

/ 1