تفسير قمي سوره مطففين
83 سورة المطففين مكية آياتها ست و ثلاثون 36بسم الله الرحمن الرحيم ويل للمطففين الذين يبخسون المكيال و الميزان و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليهالسلام) قال نزلت على نبي الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) حين قدم المدينة و هم يومئذ أسوأ الناس كيلا فأحسنوا الكيل و أما الويل فبلغنا و الله أعلم أنها بئر في جهنم ، حدثنا سعيد بن محمد قال حدثنا بكر بن سهل عن عبد الغني بن سعيد عن موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريح عن عطا عن ابن عباس في قوله : الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون و إذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون قال كانوا إذا اشتروا يستوفون بكيل راجح و إذا باعوا يبخسوا المكيال و الميزان و كان هذا فيهم و انتهوا ، قال علي بن إبراهيم في قوله الذين إذا اكتالوا لأنفسهم على الناس يستوفون و إذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون فقال الله أ لا يظن أولئك أي أ لا يعلمون أنهم يحاسبون على ذلك يوم القيامة كلا إن كتاب الفجار لفي سجين قال ما كتب الله لهم من العذاب لفي سجين ثم قال و ما أدراك ما سجين كتاب مرقوم أي مكتوب يشهده المقربون الملائكة الذين كتبوا عليهم و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليهالسلام) قال السجين الأرض السابعة و عليون السماء السابعة حدثنا أبو القاسم الحسيني قال حدثنا فرات بن إبراهيم عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن الحسين بن إبراهيم عن علوان بن محمد قالتفسير القمي ج : 2ص :411حدثنا محمد بن معروف عن السندي عن الكلبي عن جعفر بن محمد (عليهماالسلام) في قوله كلا إن كتاب الفجار لفي سجين قال هو فلان و فلان و ما أدراك ما سجين إلى قوله الذين يكذبون بيوم الدين زريق و حبتر و ما يكذب به إلا كل معتد أثيم إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين و هما زريق و حبتر كانا يكذبان رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) إلى قوله إنهم لصالوا الجحيم هما ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون يعني هما و من تبعهما كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين و ما أدراك ما عليون إلى قوله عينا يشرب بها المقربون و هم رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) و أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة (عليهمالسلام) إن الذين أجرموا زريق و حبتر و من تبعهما كانوا من الذين آمنوا يضحكون و إذا مروا بهم يتغامزون برسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) إلى آخر السورة فيهما .و قال علي بن إبراهيم في قوله : كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين أي ما كتب لهم من الثواب ، قال حدثني أبي عن محمد بن إسماعيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليهالسلام) قال إن الله خلقنا من أعلى عليين و خلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه و خلق أبدانهم من دون ذلك فقلوبهم تهوي إلينا لأنها خلقت مما خلقنا منه ثم تلا قوله : كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين إلى قوله يشهده المقربون يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك قال ماء إذا شربه المؤمن وجد رائحة المسك فيه ، و قال أبو عبد الله (عليهالسلام) من ترك الخمر لغير الله سقاه الله من الرحيق المختوم ، قال يا بن رسول الله من ترك الخمر لغير الله ؟ قال نعم و الله صيانة لنفسه و في ذلك فليتنافس المتنافسون قال : فيما ذكرنا من الثواب الذي يطلبه المؤمن و مزاجه من تسنيم و هو مصدر سنمه إذا رفعه ، لأنه أرفع شراب أهل الجنة ، أو لأنه يأتيهم من فوق ، قال : أشرف شراب أهل الجنة يأتيهم في عالي تسنيم و هي عين يشرب بها المقربون ، و المقربون آل محمد (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) يقول الله : السابقون السابقونأولئك المقربون رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) و خديجة و علي بن أبي طالب و ذرياتهم تلحق بهم ، يقول الله : ألحقنا بهم ذرياتهم ، و المقربون يشربون من تسنيم بحتا صرفا و سائر المؤمنين ممزوجا .تفسير القمي ج : 2ص :412قال علي بن إبراهيم فمن ثم وصف المجرمين الذين كانوا يستهزءون بالمؤمنين و يضحكون منهم و يتغامزون عليهم فقال إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون إلى قوله فاكهين قال يسخرون و إذا رأوهم يعني المؤمنين قالوا إن هؤلاء لضالون فقال الله و ما أرسلوا عليهم حافظين ثم قال الله : فاليوم يعني يوم القيامة الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار يعني هل جوزي الكفار ما كانوا يفعلون .