تفسير قمي سوره ناس
تفسير القمي ج : 2ص :450114 سورة الناس مكية [ مدنية ] آياتها ست 6
بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الناس و إنما هو أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس اسم الشيطان الذي هو في صدور الناس يوسوس فيها و يؤيسهم من الخير و يعدهم الفقر و يحملهم على المعاصي و الفواحش و هو قول الله عز و جل الشيطان يعدكم الفقر و يأمركم بالفحشاء ، و قال الصادق (عليهالسلام) ما من قلب إلا و له أذنان على أحدهما ملك مرشد و على الآخر شيطان مغتر هذا يأمره و هذا يزجره و كذلك من الناس شيطان يحمل الناس على المعاصي كما يحمل الشيطان من الجن .قال : حدثني أبي عن بكر بن محمد عن أبي عبد الله (عليهالسلام) قال كان سبب نزول المعوذتين أنه وعد رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) فنزل جبرئيل بهاتين السورتين فعوذه بهما ، حدثنا سعيد بن محمد قال : حدثنا بكر بن سهل عن عبد الغني بن سعيد الثقفي عن موسى بن عبد الرحمن عن مقاتل بن سليمان عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس في قوله من شر الوسواس الخناس يريد الشيطان لعنه الله على قلب ابن آدم ، له خرطوم مثل خرطوم الخنزير يوسوس لابن آدم إذا أقبل على الدنيا و ما لا يحب الله فإذا ذكر الله عز و جل انخنس يريد رجع ، قال الله : الذي يوسوس في صدور الناس ثم أخبر أنه من الجن و الإنس فقال عز و جل من الجنة و الناس يريد من الجن و الإنس ، حدثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال قلت لأبي جعفر (عليهالسلام) : إن ابن مسعود كان يمحو المعوذتين من المصحف فقال (عليهالسلام) : كان أبي يقول إنما فعل ذلك ابن مسعود برأيه و هما من القرآن .
تفسير القمي ج : 2ص :451
و عنه عن أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله (عليهالسلام) قال إن رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) قال لعلي : يا علي القرآن خلف فراشي في الصحف و الحرير و القراطيس فخذوه و اجمعوه و لا تضيعوه كما ضيعت اليهود التوراة فانطلق علي (عليهالسلام) فجمعه في ثوب أصفر ثم ختم عليه في بيته و قال : لا أرتدي حتى أجمعه فإنه كان الرجل ليأتيه فيخرج إليه بغير رداء حتى جمعه ، قال و قال رسول الله : لو أن الناس قرءوا القرآن كما أنزل الله ما اختلف اثنان ، حدثنا جعفر بن أحمد قال : حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم قال : حدثنا محمد بن علي القرشي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليهالسلام) قال ما أحد من هذه الأمة جمع القرآن إلا وصي محمد (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) ، حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال : حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة عن وهيب بن حفص عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليهالسلام) قال : سمعته يقول إن القرآن زاجر و آمر يأمر بالجنة و يزجر عن النار و فيه محكم و متشابه فأما المحكم فيؤمن به و يعمل به [ و يدبر به ] و أما المتشابه فيؤمن به و لا يعمل به و هو قول الله : فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ، و آل محمد (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) الراسخون في العلم .
حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن علي بن حديد عن مرازم عن أبي عبد الله (عليهالسلام) قال إن القرآن تبيان كل شيء حتى و الله ما ترك الله شيئا يحتاج العباد إليه إلا بينه للناس حتى لا يستطيع عبد يقول لو كان هذا نزل في القرآن إلا و قد أنزل الله تبارك و تعالى فيه تم الكتاب .