تفسير قمي سوره نحل - تفسیر قمی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر قمی - نسخه متنی

علی بن ابراهیم القمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير قمي سوره نحل

تفسير القمي ج : 1ص :382

16 سورة النحل مكية آياتها مائة و ثمانية و عشرون 128

بسم الله الرحمن الرحيم أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه و تعالى عما يشركون قال نزلت لما سألت قريش رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) أن ينزل عليهم العذاب فأنزل الله تبارك و تعالى « أتى أمر الله فلا تستعجلوه » و قوله ينزل الملائكة بالروح من أمره يعني بالقوة التي جعلها الله فيهم و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه‏السلام‏) في قوله على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون يقول بالكتاب و النبوة و قال علي بن إبراهيم في قوله خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين قال خلقه من قطرة ماء منتن فيكون خصيما متكلما بليغا و قال أبو الجارود في قوله و الأنعام خلقها لكم فيها دف‏ء و منافع و الدف‏ء حواشي الإبل و يقال بل هي الأدفأ من البيوت و الثياب و قال علي بن إبراهيم في قوله « دف‏ء » أي ما تستدفئون به مما يتخذ من صوفها و وبرها و قوله و لكم فيها جمال حين تريحون و حين تسرحون قال حين ترجع من المرعى و حين تسرحون حين تخرج إلى المرعى و تحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس قال إلى مكة و المدينة و جميع البلدان ثم قال و الخيل و البغال و الحمير لتركبوها و لم يقل عز و جل لتركبوها و تأكلوا منها كما قال في الأنعام و يخلق ما لا تعلمون قال العجائب التي خلقها الله في البحر و البر و على الله قصد السبيل و منها جائر يعني الطريق و لو شاء لهديكم أجمعين يعني الطريق و قوله عز و جل هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب و منه شجر فيه تسيمون أي تزرعون ثم قال ينبت لكم به الزرع و الزيتون و النخيل و الأعناب

تفسير القمي ج : 1ص :383

و من كل الثمرات يعني بالمطر إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون و قوله و ما ذرأ لكم في الأرض أي خلق و أخرج مختلفا ألوانه إن في ذلك لآية لقوم يذكرون و قوله عز و جل و هو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا و تستخرجوا منه حلية تلبسونها يعني ما يخرج من البحر من أنواع الجواهر و ترى الفلك مواخر فيه يعني السفن و ألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم يعني الجبال و أنهارا و سبلا أي طرقا لعلكم تهتدون يعني كي تهتدوا و قوله عز و جل و علامات و بالنجم هم يهتدون فإنه حدثني أبي عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله (عليه‏السلام‏) قال النجم رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) و العلامات الأئمة (عليهم‏السلام‏) و قوله و الذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا و هم يخلقون فإنه رد على عبدة الأصنام و قوله و إذا قيل لهم ما ذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين يعني أكاذيب الأولين حدثني جعفر بن أحمد قال حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر (عليه‏السلام‏) يقول في قوله فالذين لا يؤمنون بالآخرة يعني أنهم لا يؤمنون بالرجعة أنها حق قلوبهم منكرة يعني أنها كافرة و هم مستكبرون يعني أنهم عن ولاية علي مستكبرون لا جرم أن الله يعلم ما يسرون و ما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين عن ولاية علي و قال نزلت هذه الآية هكذا « و إذا قيل لهم ما ذا أنزل ربكم في علي قالوا أساطير الأولين » و قال علي بن إبراهيم فقال الله عز و جل ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة و من أوزار الذين يضلونهم بغير علم قال يحملون آثامهم يعني الذين غصبوا أمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) و آثام كل من اقتدى بهم و هو قول الصادق (عليه‏السلام‏) و الله ما أهريقت محجمة من دم و لا قرع عصا بعصا و لا غصب فرج حرام و لا أخذ مال من غير حله إلا و وزر ذلك في أعناقهما من غير أن ينقص من أوزار العاملين بشي‏ء .

تفسير القمي ج : 1ص :384

قال علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد الله (عليه‏السلام‏) قال خطب أمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) بعد ما بويع له بخمسة أيام خطبة فقال فيها : « و اعلموا أن لكل حق طالبا و لكل دم ثائرا و الطالب [ بحقنا ] كقيام الثائر بدمائنا و الحاكم في حق نفسه هو العادل الذي لا يحيف و الحاكم الذي لا يجور و هو الله الواحد القهار ، و اعلموا أن على كل شارع بدعة وزره و وزر كل مقتد به من بعده من غير أن ينقص من أوزار العاملين شي‏ء و سينتقم الله من الظلمة مأكلا بمأكل و مشربا بمشرب من لقم العلقم و مشارب الصبر الأدهم فيشربوا بالصب من الراح السم المذاق و ليلبسوا دثار الخوف دهرا طويلا و لهم بكل ما أتوا و عملوا من أفاويق الصبر الأدهم فوق ما أتوا و عملوا ، أما إنه لم يبق إلا الزمهرير من شتائهم و ما لهم من الصيف إلا رقدة ويحهم ما تزودوا و جمعوا على ظهورهم من الآثام فيا مطايا الخطايا [ و يا رزء الزور ] و زاد الآثام مع الذين ظلموا اسمعوا و اعقلوا و توبوا و ابكوا على أنفسكم فسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ، فأقسم ثم أقسم ليتحملنها بنو أمية من بعدي و ليعرفنها في دار غيرهم عما قليل فلا يبعد الله إلا من ظلم و على البادي [ يعني الأول ] ما سهل لهم من سبيل الخطايا مثل أوزارهم و أوزار كل من عمل بوزرهم إلى يوم القيامة و من أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون » و حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه‏السلام‏) في قوله قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم و أتاهم العذاب من حيث لا يشعرون قال ثبت مكرهم أي ماتوا فألقاهم الله في النار و هو مثل لأعداء آل محمد (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) ثم يوم القيمة يخزيهم و يقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم قال الذين أوتوا العلم إن الخزي اليوم و السوء على الكافرين قال الذين أوتوا العلم الأئمة (عليهم‏السلام‏) يقولون لأعدائهم أين

تفسير القمي ج : 1ص :385

شركاؤكم و من أطعتموهم في الدنيا ثم قال فيهم أيضا الذين تتوفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم أي سلموا لما أصابهم من البلاء ثم يقولون : ما كنا نعمل من سوء فرد الله عليهم فقال بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين ثم ذكر المؤمنين فقال الذين تتوفيهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون قوله طيبين قال هم المؤمنون الذين طابت مواليدهم في الدنيا و قوله هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملئكة أو يأتي أمر ربك من العذاب و الموت و خروج القائم كذلك فعل الذين من قبلهم و ما ظلمهم الله و لكن كانوا أنفسهم يظلمون و قوله فأصابهم سيئات ما عملوا و حاق بهم ما كانوا به يستهزءون من العذاب في الرجعة و قوله : و قال الذين أشركوا إلى قوله البلاغ المبين فإنه محكم و قوله : و اجتنبوا الطاغوت يعني الأصنام قوله فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين أي انظروا في أخبار من هلك من قبل و قوله إن تحرص على هديهم مخاطبة للنبي (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) فإن الله لا يهدي أي لا يثيب من يضل أي يعذب و قوله و أقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا و لكن أكثر الناس لا يعلمون فإنه حدثني أبي عن بعض رجاله يرفعه إلى أبي عبد الله (عليه‏السلام‏) قال ما يقول الناس فيها ؟ قال يقولون نزلت في الكفار قال إن الكفار كانوا لا يحلفون بالله و إنما نزلت في قوم من أمة محمد (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) قيل لهم ترجعون بعد الموت قبل القيامة فحلفوا إنهم لا يرجعون فرد الله عليهم فقال ليبينن لهم الذي يختلفون فيه و ليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين يعني في الرجعة يردهم فيقتلهم و يشفي صدور المؤمنين فيهم و قوله و الذين هاجروا في الله أي هاجروا و تركوا الكفار في الله و قوله أ فأمن الذين مكروا السيئات يا محمد و هو استفهام أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث

تفسير القمي ج : 1ص :386

لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين قال إذا جاءوا و ذهبوا في التجارات و في أعمالهم فيأخذهم في تلك الحالة أو يأخذهم على تخوف قال على تيقظ و قوله أ و لم يروا إلى ما خلق الله من شي‏ء يتفيؤا ظلاله عن اليمين و الشمائل سجدا لله و هم داخرون قال تحويل كل ظل خلقه الله و هو سجود لله لأنه ليس شي‏ء إلا له ظل يتحرك بتحريكه و تحريكه سجوده و قوله و لله يسجد ما في السموات و ما في الأرض من دابة و الملئكة و هم لا يستكبرون يخافون ربهم من فوقهم و يفعلون ما يؤمرون قال الملائكة ما قدر الله لهم يمرون فيه ثم احتج عز و جل على الثنوية فقال : لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون و قوله : و له ما في السموات و الأرض و له الدين واصبا أي واجبا ثم ذكر تفضله فقال : و ما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجئرون أي تفزعون و ترجعون و النعمة هي الصحة و السعة و العافية و قوله : و يجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم و هو الذي وصفناه مما كانت العرب يجعلون للأصنام نصيبا في زرعهم و إبلهم و غنمهم فرد الله عليهم فقال : تالله لتسئلن عما كنتم تفترون و يجعلون لله البنات سبحانه و لهم ما يشتهون قال قالت قريش إن الملائكة هم بنات الله فنسبوا ما لا يشتهون إلى الله فقال الله عز و جل « و يجعلون لله البنات سبحانه و لهم ما يشتهون » يعني من البنين ثم قال : و إذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا و هو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أ يمسكه على هون أي يستهين به أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون و قوله : و لو يؤاخذ الله الناس بظلمهم أي عند معصيتهم و ظلمهم ما ترك عليها من دابة و لكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون و قوله : و يجعلون لله ما يكرهون و تصف ألسنتهم الكذب يقول ألسنتهم الكاذبة أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار و أنهم مفرطون أي معذبون و قوله :

تفسير القمي ج : 1ص :387

و الله أنزل من السماء ماء الآية محكمة و قوله : و إن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث و دم لبنا خالصا سائغا للشاربين قال الفرث ما في الكرش و قوله : و من ثمرات النخيل و الأعناب تتخذون منه سكرا قال الخل و رزقا حسنا قال الزبيب و قوله : و أوحى ربك إلى النحل قال وحي إلهام تأخذ النحل من جميع النور ثم تتخذه عسلا .

و حدثني أبي عن الحسن بن علي الوشاء عن رجل عن حريز بن عبد الله عن أبي عبد الله (عليه‏السلام‏) في قوله و أوحى ربك إلى النحل قال نحن النحل التي أوحى الله إليها أن اتخذي من الجبال بيوتا أمرنا أن نتخذ من العرب شيعة و من الشجر يقول من العجم و مما يعرشون يقول من الموالي و الذي يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه العلم الذي يخرج منا إليكم و قوله و الله خلقكم ثم يتوفيكم إلى قوله لكي لا يعلم من بعد علم شيئا قال إذا كبر لا يعلم ما علمه قبل ذلك و قوله و الله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء قال لا يجوز للرجل أن يخص نفسه بشي‏ء من المأكول دون عياله و قوله و الله جعل لكم من أنفسكم أزواجا يعني حواء خلقت من آدم و حفدة قال الأختان و قوله : ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شي‏ء قال لا يتزوج و لا يطلق ثم ضرب الله مثلا في الكفار فقال : و ضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شي‏ء و هو كل على مولاه أين ما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو و من يأمر بالعدل و هو على صراط مستقيم قال كيف يستوي هذا و هذا الذي يأمر بالعدل أمير المؤمنين و الأئمة (عليهم‏السلام‏) و قوله و الله أخرجكم من بطون أمهاتكم إلى قوله إن في ذلك الآيات لقوم يؤمنون فإنه محكم و قوله : و الله جعل لكم من بيوتكم سكنا يعني المساكن و جعل لكم من جلود الأنعام بيوتا يعني الخيم و المضارب
تستخفونها يوم ظعنكم أي يوم سفركم و يوم إقامتكم يعني في مقامكم و من أصوافها و أوبارها و أشعارها أثاثا و متاعا إلى حين و في رواية أبي الجارود في قوله أثاثا قال المال و متاعا قال المنافع إلى حين أي إلى حين بلاغها .

تفسير القمي ج : 1ص :388

و قال علي بن إبراهيم في قوله و الله جعل لكم مما خلق ظلالا قال ما يستظل به و جعل لكم من الجبال أكنانا و جعل لكم سرابيل تقيكم الحر يعني القمص و إنما جعل ما يجعل منه و سرابيل تقيكم بأسكم يعني الدروع و قوله : يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها قال نعمة الله هم الأئمة و الدليل على أن الأئمة نعمة الله قول الله تعالى : « أ لم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا » قال الصادق (عليه‏السلام‏) نحن و الله نعمة الله التي أنعم الله بها على عباده و بنا فاز من فاز ، و قوله : و يوم نبعث من كل أمة شهيدا قال لكل زمان و أمة إمام يبعث كل أمة مع إمامها و قوله : و الذين كفروا و صدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب قال كفروا بعد النبي (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) و صدوا عن أمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون ثم قال و يوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم يعني من الأئمة ثم قال لنبيه (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) و جئنا بك يا محمد شهيدا على هؤلاء يعني على الأئمة فرسول الله شهيد على الأئمة و هم شهداء على الناس و قوله : إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم قال : العدل شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) و الإحسان أمير المؤمنين و الفحشاء و المنكر و البغي فلان و فلان و فلان حدثنا محمد بن أبي عبد الله قال حدثنا موسى بن عمران قال حدثني الحسين بن يزيد عن إسماعيل بن مسلم قال جاء رجل إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهماالسلام‏) و أنا عنده فقال يا بن رسول الله إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلكم تذكرون .

تفسير القمي ج : 1ص :389

و قوله : أمر ربي ألا تعبدوا إلا إياه فقال نعم ليس لله في عباده أمر إلا العدل و الإحسان فالدعاء من الله عام و الهدى خاص مثل قوله : و يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم و لم يقل و يهدي جميع من دعا إلى صراط مستقيم .

و قال علي بن إبراهيم في قوله : و أوفوا بعهد الله إذا عاهدتم و لا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها و قد جعلتم الله عليكم كفيلا فإنه حدثني أبي رفعه قال قال أبو عبد الله (عليه‏السلام‏) لما نزلت الولاية و كان من قول رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) بغدير خم سلموا على علي بإمرة المؤمنين فقالوا : أ من الله و رسوله فقال لهم نعم حقا من الله و رسوله ، فقال إنه أمير المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين يقعده الله يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة و يدخل أعداءه النار و أنزل الله عز و جل و لا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها ... إلخ يعني قول رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) من الله و رسوله ثم ضرب لهم مثلا فقال : و لا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه‏السلام‏) قال التي نقضت غزلها امرأة من بني تيم بن مرة يقال لها رابطة [ ريطة ] بنت كعب بن سعد بن تيم بن كعب بن لؤي بن غالب كانت حمقاء تغزل الشعر فإذا غزلت نقضته ثم عادت فغزلته فقال الله كالتي نقضت غزلها قال إن الله تبارك و تعالى أمر بالوفاء و نهى عن نقض العهد فضرب لهم مثلا .

رجع إلى رواية علي بن إبراهيم في قوله « أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم » فقيل يا بن رسول الله نحن نقرؤها هي أربى من أمة قال ويحك و ما أربى ؟ و أومأ بيده بطرحها إنما يبلوكم الله به يعني بعلي بن أبي طالب (عليه‏السلام‏) يختبركم و ليبين لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون و لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة قال على مذهب واحد و أمر واحد و لكن يضل من يشاء قال يعذب بنقض العهد و يهدي من يشاء قال يثيب و لتسئلن عما كنتم تعملون

تفسير القمي ج : 1ص :390

و لا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم قال هو مثل لأمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) فتزل قدم بعد ثبوتها يعني بعد مقالة النبي (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) فيه و تذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله يعني عن علي و لكم عذاب عظيم و لا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا معطوف على قوله : و أوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ثم قال : ما عندكم ينفد و ما عند الله باق أي ما عندكم من الأموال و النعمة تزول و ما عند الله مما تقدموه من خير أو شر فهو باق و قوله : من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحيينه حيوة طيبة قال القنوع بما رزقه الله ، ثم قال : فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم قال الرجيم أخبث الشياطين فقلت له و لم سمي رجيما ؟ قال لأنه يرجم و قوله إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا و على ربهم يتوكلون قال ليس له أن يزيلهم عن الولاية فأما الذنوب فإنهم ينالون منه كما ينالون من غيره و قوله و إذا بدلنا آية مكان آية و الله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر قال كانت إذا نسخت آية قالوا لرسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) أنت مفتر فرد الله عليهم فقال : قل لهم يا محمد نزله روح القدس من ربك بالحق يعني جبرئيل (عليه‏السلام‏) و في رواية أبي الجارود في قوله روح القدس قال هو جبرئيل (عليه‏السلام‏) و القدس الطاهر ليثبت الذين آمنوا هم آل محمد و هدى و بشرى للمسلمين و أما قوله : و لقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي و هو لسان أبي فكيهة مولى ابن الحضرمي كان أعجمي اللسان و كان قد اتبع نبي الله و آمن به و كان من أهل الكتاب فقالت قريش هذا و الله يعلم محمدا بلسانه يقول الله : و هذا لسان عربي مبين و أما قوله من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان فهو عمار بن ياسر أخذته قريش بمكة فعذبوه بالنار حتى أعطاهم بلسانه ما أرادوا و قلبه مطمئن بالإيمان و أما قوله و لكن من شرح بالكفر صدرا فهو عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث من بني لؤي يقول الله « ذلك بأن

تفسير القمي ج : 1ص :391

الله ختم على سمعهم و أبصارهم و قلوبهم و أولئك هم الغافلون لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون » هكذا في قراءة ابن مسعود و قوله أولئك الذين طبع الله على قلوبهم و سمعهم و أبصارهم الآية هكذا في القراءة المشهورة هذا كله في عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان عاملا لعثمان بن عفان على مصر و نزل فيه أيضا « و من قال سأنزل مثل ما أنزل الله و لو ترى إذا الظالمون في غمرات الموت » و قال علي بن إبراهيم ثم قال أيضا في عمار ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا و صبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم .

و قوله : و ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفروا بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع و الخوف بما كانوا يصنعون قال نزلت في قوم كان لهم نهر يقال له الثلثان [ الثرثار ] و كانت بلادهم خصبة كثيرة الخير فكانوا يستنجون بالعجين و يقولون هو ألين لنا ، فكفروا بأنعم الله و استنجوا [ و استخفوا ] بنعمة الله فحبس الله عنهم الثلثان فجدبوا حتى أحوجهم الله إلى أكل ما كانوا يستنجون به حتى كانوا يتقاسمون عليه ثم قال عز و جل و لا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال و هذا حرام لتفتروا على الله الكذب قال هو ما كانت اليهود يقولون ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا و محرم على أزواجنا و قوله إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا أي طاهرا اجتباه أي اختاره و هداه إلى صراط مستقيم قال إلى الطريق الواضح ثم قال لنبيه (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا و هي الحنفية العشر التي جاء بها إبراهيم (عليه‏السلام‏) خمسة في البدن و خمسة في الرأس فأما التي في البدن : فالغسل من الجنابة ، و الطهور بالماء و تقليم الأظفار و حلق الشعر من البدن ، و الختان ، و أما التي في الرأس : فطم الشعر ، و أخذ الشارب ، و إعفاء اللحى ، و السواك ، و الخلال ، فهذه لم تنسخ إلى يوم القيامة
و قوله إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه .

تفسير القمي ج : 1ص :392

الآية و قد كتبنا خبره في سورة الأعراف و قوله و جادلهم بالتي هي أحسن قال بالقرآن و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر في قوله « إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا » و ذلك أنه كان على دين لم يكن عليه أحد غيره فكان أمة واحدة و إنما قال قانتا فالمطيع و أما الحنيف فالمسلم قال و ما كان من المشركين و أما قوله إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه و إن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون و ذلك أن موسى أمر قومه أن يتفرغوا إلى الله في كل سبعة أيام يوما يجعله الله عليهم و هم الذين اختلفوا فيه و أما قوله و إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به و لئن صبرتم لهو خير للصابرين و ذلك أن المشركين يوم أحد مثلوا بأصحاب النبي (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) الذين استشهدوا ، منهم حمزة فقال المسلمون أما و الله لئن أولانا الله عليهم لنمثلن بأخيارهم ، فذلك قول الله « و إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به » يقول بالأموات : « و لئن صبرتم لهو خير للصابرين »

/ 1