القسم الأول
الأصول الاعتقادية
فصل
في ذكر بيان ما يتوصل به إلى ما ذكرناه
لا طريق إلى معرفة هذه الأصول التي ذكرناها إلا بالنظر في طرقها، ولايمكن الوصول إلى معرفتها من دون النظر.وإنما قلنا ذلك لأن الطريق إلى معرفة الأشياء أربعة لا خامس لها:
أولها
أن يعلم الشئ ضرورة لكونه مركوزا في العقول، كالعلم بأن الاثنينأكثر من واحد، وأن الجسم الواحد لا يكون في مكانين في حالة واحدة، وأن
الجسمين لا يكونان في مكان واحد في حالة واحدة، والشئ لا يخلو من أن
يكون ثابتا أو منفيا، وغير ذلك مما هو مركوز في العقول.
والثاني
أن يعلم من جهة الادراك إذا أدرك وارتفع اللبس، كالعلمبالمشاهدات والمدركات بسائر الحواس (1).
والثالث
أن يعلم بالأخبار، كالعلم بالبلدان والوقائع وأخبار الملوكوغير ذلك.
والرابع
أن يعلم بالنظر والاستدلال.(1) في ر (والذي كان لسائر الحواس).