مصباح الفقاهة (الجزء: ٢) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مصباح الفقاهة (الجزء: ٢) - نسخه متنی

ابوالقاسم خوئی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ولا فارق فيما ذكرناه بين الجمل الخبرية والجمل الانشائية،
وغيرهما من الألفاظ المفردة والمركبة التي هي من الأمارات الجعلية.

نعم تفترق الجمل الانشائية عن الجمل الخبرية بأن الجمل الانشائية
إنما وضعت بهيئاتها الانشائية لابراز أمر ما من الأمور النفسانية، وهذا
الأمر النفساني قد يكون اعتبارا من الاعتبارات، كما في الأمر والنهي
والعقود والايقاعات، وقد يكون صفة من الصفات، كما في التمني
والترجي.

ولأجل ذلك أن الجمل الانشائية لا تتصف بالصدق تارة وبالكذب
أخرى، إذ ليس في مواردها خارج تطابقه النسبة الكلامية أو لا تطابقه،
وهذا بخلاف الجمل الخبرية فإنها موضوعة لابراز قصد الحكاية عن
الثبوت أو السلب، وعليه فالهيئات التركيبية للجمل الخبرية أمارة على
قصد المتكلم للحكاية عن النسبة، وهذه الحكاية قد تطابق الواقع فتكون
الجملة صادقة وقد تخالفه فتكون كاذبة.

وقد اتضح لك مما ذكرناه أن المتصف بدأ بالصدق والكذب في
الجمل الخبرية إنما هو الحكاية عن الواقع، وأما اتصاف الجملة الخبرية
بهما إنما هو من قبيل وصف الشئ بحال متعلقه.

والمتحصل مما بيناه أن استعمال اللفظ في المعنى ليس إلا إظهار
المقاصد النفسانية بمبرز خارجي سواء في ذلك الجمل وغيرها، وإذن
فالانشاء من مصاديق استعمال اللفظ في المعنى بلا ارتباط له بايجاد
المعنى باللفظ (1).


1 - ثم إن الانشاء قد يكون موضوعا لحكم الشارع أو العقلاء وامضائهم، وقد لا يكون،
كما أن المسافر يكون موضوعا لوجوب القصر والحاضر موضوعا لوجوب التمام، ولا معنى لأن
يتسبب المنشئ بالانشاء إلى اعتبار الشارع كما لا يتسبب إلى حكمه بوجوب القصر في السفر،
وهكذا لا يتسبب المنشئ بالانشاء إلى اعتبار العقلاء، بل يمكن أن يتحقق البيع مع عدم وجود
عاقل في العالم سوى المتبايعين، ومع وجودهم أيضا، فالغالب أن المتبايعين لا يقصدان
التسبب إلى ذلك، بل يكونان غافلين عن اعتبار العقلاء.

وبالجملة فكما لا يوجد المعنى بالانشاء كذلك لا يتسبب به إلى اعتبار الشارع أو العقلاء
أصلا، بل ليس في مورده سوى ابراز الاعتبار النفساني، وربما يترتب عليه اعتبار العقلاء أو
الشارع، وهذا غير التسبيب، وما ذكرناه جار في جميع الانشاءات من العقود والايقاعات من
غير فرق بينهما - المحاضرات 2: 26.

/ 820