قال الحسين: وكسى كل شيء كسوة فاتنة لا ينفك منها إلا من عصمه الله وهو
أضطرار في الأحوال لا اختيار في التلذذ بالشواهد والأعراض.قال الواسطي رحمه الله: ما أوجد موجودا إلا لفتنة وما أفقد مفقودا إلا لفتنة.قال الله تعالى: (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة) .قال أبو عثمان: في قوله: (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة) .قال: في الخلق فتنة من وجوه فأعظم الفتنة أن يشغلوك عن الله ويتعلق قلبك بهم
عند الفاقات والحاجات فهم محتاجون مثلك إلى من هو كاشف الكرب، وقاضي
الحاجات.قال أبو صالح حمدون: ما اعتمد على شيء سوى الله فهو عليه فتنة.سمعت الشيخ أبا الوليد يقول: اختار محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم، وكان
رئيسا بمصر في موكبه بالمزنى وكان فقيرا ونظر إليه وقال: وجعلنا بعضكم لبعض فتنة
أتصبرون، ثم قال: نصبر يا رب ولك الحمد.قوله تعالى: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) [الآية: 23].قال ابن عطاء رحمه الله تعالى: اطلعناهم على أعمالهم.فطالعوها بعين الرضا فسقطوا عن أعيننا بذلك وجعلنا أعمالهم هباء منثورا.قوله تعالى: (أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا) [الآية: 24].قال بعضهم: خير مستقرا في دار القرار مع ميعاد لقاء الجبار من غير خوف، ولا
زوال، وأحسن مقيلا استرواحا.قوله تعالى: (الملك يومئذ الحق للرحمن) [الآية: 26].قال أبو سعيد الخراز: حقيقة الملك لمن هو مستغن عما أبداه في الملك من جميع
المكونات لا يرضيه من حركات العباد شيء جل وتعالى، وأنشد في معناه قوله:
لو كان يرضيه شيء من بريته
أو كان يسخطه من دونه سبب
فلا رضا، ولا سخط يليق به
أن الحقيقة أمر ليس يدركها
أمر الشريعة إلا خطرة البال
ما كان إبليس في غايات إذلال
ما كان يسطخه سحرا باختلال
ولا قبول، ولا رد على حال
أمر الشريعة إلا خطرة البال
أمر الشريعة إلا خطرة البال