والصحيح إحكامها فإن شروط النسخ معدومة فيها من المعارضة وتحصيل المتقدم من المتأخر وقوله (فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون) الأنفال 57 فلا حجة فيه لأن التشريد قد يكون بالمن والفداء والقتل فإن طوق المنن يثقل أعناق الرجال ويذهب بنفاسة نفوسهم والفداء يجحف بأموالهم ولم يزل العباس تحت ثقل فداء بدر حتى أدى عنه رسول الله
وأما قوله (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) فقد قال وأحصروهم فأمر بالأخذ كما أمر بالقتل
فإن قيل أمر بالأخذ للقتل
قلنا أو للمن والفداء وقد عضدت السنة ذلك كله فروى مسلم أن النبي أخذ من سلمة بن الأكوع جارية ففدى بها ناسا من المسلمين وقد هبط على النبي من أهل مكة قوم فأخذهم النبي ومن عليهم وقد من على سبي هوازن وقتل النضر بن الحارث صبرا فقالت أخته قتيلة ترثيه:
يا راكبا إن الأثيل مظنة
أبلغ بها ميتا بأن تحية
مني إليه وعبرة مسفوحة
فليسمعن النضر إن ناديته
أمحمد ولأنت ضنء كريمة
ما كان ضرك لو مننت وربما
لو كنت قابل فدية لفديته
والنصر أقرب من أسرت قرابة
ظلت رماح بني أبيه تنوشه
صبرا يقاد إلى المنية متعبا
رسف المقيد وهو عان موثق
من صبح خامسة وأنت موفق
ما إن تزال بها النجائب تخفق
جادت بواكفها وأخرى تخنق
إن كان يسمع ميت أو ينطق
في قومها والفحل فحل معرق
من الفتى وهو المغيظ المحنق
بأعز ما يغلي به من ينفق
وأحقهم لو كان عتق يعتق
لله أرحام هناك تشقق
رسف المقيد وهو عان موثق
رسف المقيد وهو عان موثق