الآية الثالثة
قوله تعالى (وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين) الآية 69فيها خمس مسائل
المسألة الأولى كلام العرب
على أوضاع منها الخطب والسجع والأراجيز والأمثال والأشعار وكان النبي أفصح بني آدم ولكنه حجب عنه الشعر لما كان الله قد ادخر من جعل فصاحة القرآن معجزة له ودلالة على صدقه لما هو عليه من أسلوب البلاغة وعجيب الفصاحة الخارجة عن أنواع كلام العرب اللسن البلغاء الفصح المتشدقين اللد كما سلب عنه الكتابة وأبقاه على حكم الأمية تحقيقا لهذه الحالة وتأكيدا وذلك قوله (وما ينبغي له) لأجل معجزته التبي بينا أن صفتها من صفته ثم هي زيادة عظمى على رتبتهالمسألة الثانية
قد بينا فيما سبق من أوضاعنا في الأصول وجه إعجاز القرآن وخروجه عن أنواع كلام العرب وخصوصا عن وزن الشعر ولذلك قال أخو أبي ذر لأبي ذر لقد وضعت قوله على أقوال الشعراء فلم يكن عليها ولا دخل في بحور العروض الخمسة عشر ولا في زيادات المتأخرين عليها لأن تلك البحور تخرج من خمس دوائرإحداها دائرة المختلف ينفك منها ثلاثة أبحر وهي الطويل والمديد والبسيط ثم تتشعب عليها زيادات كلها منفكة