الله ألسنا بإخوانك فقال بل أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد وأنا فرطهم على الحوض
فبين النبي أن إخوانهم كل من يأتي بعدهم وهذا تفسير صحيح ظاهر في المراد لا غبار عليه
الآية العاشرة
قوله تعالى (لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) الآية 14فيها مسألتان
المسألة الأولى في المراد بها
فقيل إنهم اليهود وقيل هم المنافقون وهو الأصح لوجهين:أحدهما أن الآيات مبتدأة بذكرهم قال تعالى:(ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب)إلى قوله (الظالمين) الحشر 11 - 17وعد عبد الله بن أبي اليهود بالنصر وضمن لهم أن بقاءه ببقائهم وخروجه بخروجهم فلم يكن ذلك ولا وفى به بل أسلمهم وتبرأ منهم فكان كما قال تعالى (كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين) الحشر 16 فغر أولا وكذب آخرا
الثاني أن اليهود والمنافقين كانت قلوبهم واحدة على معاداة النبي ولم تكن لإحداهما فئة تخالف الأخرى في ذلك
والشتى هي المتفرقة قال الشاعر:
إلى الله أشكو نية شقت العصا
هي اليوم شتى وهي بالأمس جمع
هي اليوم شتى وهي بالأمس جمع
هي اليوم شتى وهي بالأمس جمع