وقد روى مجاهد أن عبد الله بن رواحة لما سمعها قال لا أزال حبيسا في سبيل الله حتى أقتل
والصحيح عندي أن الوعد يجب الوفاء به على كل حال إلا لعذر
الآية الثانية
قوله تعالى (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) الآية 4فيها ثلاث مسائل
المسألة الأولى قوله تعالى (مرصوص)
أي محكم ثابت كأنه عقد بالرصاص وكثيرا ما تعقد به الأبنية القديمة عاينت منها بمحراب داود عليه السلام والمسجد الأقصى وغيرهما وهو كذلك بالصاد المهملة ويقال حديث مرسوس بالسين المهملة أي سيق سياقة محكمة مرتبةالمسألة الثانية قوله تعالى (يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا)
وقد بينا في كتاب الأمد أن المحبة هي إرادة الثواب للعبدالمسألة الثالثة
في إحكام الصفوف جمال للصلاة وحكاية للملائكة وهيئة للقتال ومنفعة في أن تحمل الصفوف على العدو كذلكوأما الخروج من الصف فلا يكون إلا لحاجة تعرض للإنسان أو في رسالة يرسلها الإمام ومنفعة تظهر في المقام كفرصة تنتهز ولا خلاف فيها أو يتظاهر على التبرز للمبارزة
وفي الخروج عن الصف للمبارزة خلاف على قولين:أحدهما أنه لا بأس بذلك إرهابا للعدو وطلبا للشهادة وتحريضا على القتالوقال أصحابنا لا يبرز أحد طالبا لذلك لأن فيه رياء وخروجا إلى ما نهى الله عنه من تمني لقاء العدو وإنما تكون المبارزة إذا طلبها الكافر كما كانت في حروب النبي يوم بدر وفي غزوة خيبر وعليه درج السلف