الآية الثانية
قوله تعالى (ودوا لو تدهن فيدهنون) الآية 9فيها مسألتان
المسألة الأولى
ذكر المفسرون فيها نحو عشرة أقوال كلها دعاوى على اللغة والمعنى أمثلها قولهم ودوا لو تكذب فيكذبون ودوا لو تكفر فيكفرونوقال أهل اللغة الإدهان هو التلبيس معناه ودوا لو تلبس إليهم في عملهم وعقدهم فيميلون إليك
وحقيقة الإدهان إظهار المقاربة مع الاعتقاد للعداوة فإن كانت المقاربة باللين فهي مداهنة وإن كانت مع سلامة الدين فهي مداراة أي مدافعة
وقد ثبت في الصحيح عن عائشة أنه استأذن على النبي رجل فقال ائذنوا له بئس أخو العشيرة هو أو ابن العشيرة فلما دخل ألان له الكلام فقلت له يا رسول الله قلت ما قلت ثم ألنت له في القول فقال لي يا عائشة إن شر الناس منزلة من تركه أو ودعه الناس اتقاء فحشه
وقد ثبت أن النبي قال مثل المداهن في حدود الله والقائم عليها كمثل قوم استهموا في سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها فأراد الذين في أسفلها أن يستقوا الماء على الذين في أعلاها فمنعوهم فأرادوا أن يستقوا الماء في أسفل السفينة فإن منعوهم نجوا وإن تركوهم هلكوا جميعا
وقد قال الله تعالى (أفبهذا الحديث أنتم مدهنون) الواقعة 95 قال المفسرون يعني مكذبون وحقيقته ما قدمناه أي أفبهذا الحديث أنتم مقاربون في