الآية السابعة
قوله تعالى (واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا) الآية 8فيها مسألتان
المسألة الأولى في معنى التبتل
وهو عند العرب التفرد قاله ابن عرفة وقال غيره وهو الأقوى هو القطع يقال بتل إذا قطع وتبتل إذا كان القطع في نفسه فلذلك قالوا إن معنى الآية انفرد لله وصدقة بتلة أي منقطعة من جميع المالوفي حديث سعد رد رسول الله على عثمان بن مظعون التبتل ولو أذن له فيه لاختصينا يعني الانقطاع عن النساء
اتخذ له الباب بعد ذلك ولم يكن ترك الباب له شرعا وإنما كان من تقصير النفقة واختصار الحالة
المسألة الرابعة
مع أن المساجد لله لا يذكر فيها غير الله فإنه تجوز القسمة للأموال فيها ويجوز وضع الصدقات فيها على رسم الاشتراك بين المساكين فكل من جاء أكل ويجوز حبس الغريم فيها وربط الأسير والنوم فيها وسكنى المريض فيها وفتح الباب للجار وإنشاد الشعر فيها إذا عري عن الباطل ولا نبالي أن يكون غزلا وقد بينا ذلك في موضعهالمسألة الخامسة قوله (فلا تدعوا مع الله أحدا)
هذا توبيخ للمشركين في دعواهم مع الله غيره في المسجد الحرام وهو لله اصطفاه لهم واختصهم به ووضعه مسكنا لهموأحياه بعد الممات على يد أبيهم وعمره من الخراب بسلفهم وحين بلغت الحالة إليهم كفروا هذه النعمة وأشركوا بالله غيره فنبه الله رسوله عليهم وأوعز على لسانه إليهم به وأمرهم بإقامة الحق فيه وإخلاص الدعوة لله بمعالمه