المسألة السادسة وهي من الآية الثانية قوله (نصفه)
ذكر علماء الأصول أن قوله (نصفه) دليل على استثناء الأكثر من الجملة وإنما يفيد استثناء شيء فبقي مثله والمطلوب استثناء شيء من الجملة فبقي أقل منها تحت اللفظ المتناول للجميع وهذا مبني على أصل وهو أن قوله (نصفه) بدل من قوله (الليل) كأن تقدير الكلام قم نصف الليل أو انقص منه أو زد عليه يسيرا ويعضده حديث ابن عباس في الصحيح بت عند خالتي ميمونة حتى إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ رسول الله فقام إلى شن معلق فتوضأ وضوءا خفيفا ذكر أول الحديث وآخرهوإن كان قوله (نصفه) بدلا من قوله (قليلا) كان تقدير الكلام قم الليل إلا نصفه أو أقل من نصفه أو أكثر من نصفه ويكون أيضا استثناء الأكثر من متناول الجملة وإذا احتمل الوجهين سقط الاحتجاج به لا سيما والأول أظهروفي الصحيح أن النبي مر بحبل معلق في المسجد فسأل عنه فقيل له فلانة تصلي لا تنام الليل فإذا أضعفت تعلقت به فقال النبي اكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملواوقد اندرجت الآية الثالثة في هذه الأوجه وهي قوله (أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا) الآية 4قال أهل اللغة معناه بين قراءته تقول العرب ثغر رتل ورتل بفتح العين وكسرها إذا كان مفلجا لا فضض فيهقال مجاهد معناه بعضه إثر بعض وقال سعيد بن جبير معناه فسره تفسيرا يريد تفسير القراءة حتى لا يسرع فيه فيمتزج بعضه ببعض
وقد روى الحسن أن النبي مر برجل يقرأ آية ويبكي فقال ألم تسمعوا إلى قول الله تعالى (ورتل القرآن ترتيلا) هذا الترتيل
وسمع رجل علقمة يقرأ قراءة حسنة فقال رتل القرآن فداك أبي وأمي
وقد روى أنس أن قراءة النبي كان يمد صوته مدا وقد تقدم تمام هذا