المسألة الثانية
هذه ملاطفة من الكريم إلى الحبيب ناداه بحاله وعبر عنه بصفته ومثله قول النبي لعلي رضي الله عنه قم أبا تراب إذ خرج مغاضبا لفاطمة ونام في المسجد فسقط رداؤه وأصابه ترابه وقوله لحذيفة يوم الخندق قم يا نومانالآية الثانية
قوله تعالى (وربك فكبر) الآية 3فيها مسألتان
المسألة الأولى
التكبير هو التعظيم حسبما بيناه في كتاب الأمد الأقصى ومعناه ذكر الله بأعظم صفاته بالقلب والثناء عليه باللسان بأقصى غايات المدح والبيان والخضوع له بغاية العبادة كالسجود له ذلة وخضوعاالمسألة الثانية
هذا القول وإن كان يقتضي بعمومه تكبير الصلاة فإنه مراد به التكبير والتقديس والتنزيه بخلع الأنداد والأصنام دونه ولا تتخذ وليا غيره ولا تعبد ولا ترى لغيره فعلا إلا له ولا نعمة إلا منه لأنه لم تكن صلاة عند نزولها وإنما كان ابتداء التوحيدوقد روي أن أبا سفيان قال يوم أحد اعل هبل اعل هبل فقال النبي قولوا له الله أعلى وأجل وقد صار هذا اللفظ بعرف الشرع في تكبير العبادات كلها أذانا وصلاة وذكرا بقوله الله أكبر وحمل عليه لفظ النبي الوارد على الإطلاق في مواردها منها قوله تحريمها التكبير وتحليلها التسليم والشرع يقتضي بعرفه ما يقتضي بعمومه ومن موارده أوقات الإهلال بالذبائح لله تخليصا له من الشرك وإعلانا باسمه في النسك وإفرادا لما شرع لأمره بالسفك