الآية الثانية
قوله تعالى (فساهم فكان من المدحضين) الآية 16فيها أربع مسائل
المسألة الأولى
يونس عليه السلام رسول رب العالمين وهو يونس بن متى قال النبي لا تفضلوني على يونس بن متى ونسبه إلى أبيهأخبرني غير واحد من أصحابنا عن إمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك بن عبد الله ابن يوسف الجويني أنه سئل هل الباري تعالى في جهة فقال لا وهو يتعالى عن ذلك قيل له ما الدليل عليه قال الدليل عليه قوله عليه السلام لا تفضلوني على يونس بن متى فقيل له ما وجه الدليل من هذا الخبر قال لا أقوله حتى يأخذ ضيفي هذا ألف دينار يقضي بها دينه فقام رجلان فقالا هي علينا فقال لا يتبع بها اثنين لأنه يشق عليه فقال واحد هي علي
فقال إن يونس بن متى رمى بنفسه في البحر فالتقمه الحوت وصار في قعر البحر في ظلمات ثلاث ونادى لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين كما أخبر الله عنه ولم يكن محمد بأقرب من الله من يونس حين جلس على الرفرف الأخضر وارتقى به وصعد حتى انتهى به إلى موضع يسمع منه صرير الأقلام وناجاه ربه بما ناجاه
وأوحى إلى عبده ما أوحى بأقرب من الله من يونس بن متى في بطن الحوت وظلمة البحر
قصدت قبره مرارا لا أحصيها بقرية جلجون في مسيري من المسجد الأقصى إلى
قبر الخليل وبت به وتقربت إلى الله تعالى بمحبته ودرسنا كثيرا من العلم عنده والله ينفعنا به