سورة الأعلى فيها أربع آيات
الآية الأولى
قوله تعالى (سنقرئك فلا تنسى) الآية 6فيها مسألتان
المسألة الأولى قوله (سنقرئك)
أي سنجعلك قارئا فلا تنسى ما نقرئك وقد تقدم ذكره وقد روى ابن وهب قال سألت مالكا عن قوله (سنقرئك فلا تنسى) قال فتحفظ قال علماؤنا يريد مالك أن الله لم يأمره بترك النسيان إذ كان ليس من استطاعته ولكنه قدم له تركه وحكم له بأنه لا ينسى ما أنزل عليهقال القاضي وهذا صحيح لأن تكليف الناسي في حال نسيانه أن يصرف نسيانه لا يعقل قولا فكيف يكون مكلفا به فعلا
فإن قيل فقد قال الله عز وجل (ولا تنس نصيبك من الدنيا) القصص 77
قلنا معناه لا تترك وقد بينا أن النسيان هو الترك لغة والترك على قسمين ترك بقصد وترك بغير قصد والتكليف إنما يتعلق بما يرتبط بالقصد من الترك والله أعلم
المسألة الثانية
ثبت أن النبي كان يقرأ في العيدين ب (سبح اسم ربك الأعلى) و (هل) *الآية الثالثة
قوله تعالى (إنه لقول فصل وما هو بالهزل) الآيتان 13 - 14قد بينا أنه ليس في الشريعة هزل وإنما هي جد كلها فلا يهزل أحد بعقد أو قول أو عمل إلا وينفذ عليه لأن الله تعالى لم يجعل في قوله هزلا وذلك لأن الهزل محل للكذب وللباطل يفعل وللعب يمتثل وقد بينا هذا الغرض في الآيات الواردة فيه وفي مسائل الفقه