المسألة السادسة
إطعام الطعام قد بينا فضله وهو مع السغب الذي هو الجوع أفضل من إطعامه لمجرد الحاجة أو على مقتضى الشهوة وإطعام اليتيم الذي لا كافل له أفضل من إطعام ذي الأبوين لوجود الكافل وقيام الناصر وهيالمسألة السابعة
والمسألة الثامنة قوله تعالى (ذا مقربة)
يفيد أن الصدقة على القريب أفضل منها على البعيد ولذلك بدأ به قبل المسكين وذلك عند مالك في النفل وقد بينا ذلك فيما تقدم مع قوله تعالى (أو مسكينا ذا متربة) والمتربة الفقر البالغ الذي لا يجد صاحبه طعاما إلا التراب ولا فراشا سواه والله أعلمسورة الشمس فيها آية واحدة
قوله تعالى (ولا يخاف عقباها) الآية 15روى ابن وهب وابن القاسم عن مالك قالا أخرج إلينا مالك مصحفا لجده زعم أنه كتبه في أيام عثمان بن عفان حين كتب المصاحف مما فيه ولا يخاف عقباها بالواو وهكذا قرأ أبو عمرو من القراء السبعة وغيره
فإن قيل لم يقرأ به نافع وقد قال مالك السنة قراءة نافع
قلنا ليس كل أحد من أصحابه ولا كل سامع يفهم عنه في قراءة نافع الهمز وحذفه والمد وتركه والتفخيم والترقيق والإدغام والإظهار في نظائر له من الخلاف في القراءات فدل على أنه أراد السنة في توسع الخلق في القراءة بهذه الوجوه من غير ارتباط إلى شيء مخصوص منها وقد بينا ذلك في تأويل قوله أنزل القرآن على سبعة أحرف وقد ثبت عن النبي أنه قال لمعاذ لا تكن فتانا اقرأ سبح اسم ربك الأعلى والشمس وضحاها ونحوهما فخصهما بالذكر