يعني زائلين عن دينهم حتى تأتيهم البينة ببطلان ما هم عليه وتلك البينة هي (رسول من الله يتلو صحفا مطهرة) البينة 2 وهي المسألة الرابعة قالوا (مطهرة)من الشرك وقالوا مطهرة بحسن الذكر وقلب مطهر من كل عيب وقد قال مالك في الآية التي في (عبس وتولى) * مكرمة مرفوعة مطهرة) إنها القرآن وإنه لا يمسه إلا المطهرون كما قال في سورة الواقعة وهذه الآية توافق ذلكوتؤكده فلا يمسها إلا طاهر شرعا ودينا فإن وجد غير ذلك فباطل لا ينفي ذلك في كرامتها ولا يبطل حرمتها كما لو قتل النبي لم تبطل نبوته ولا أسقط ذلك حرمته ولا اقتضى ذلك تكذيبه بل يكون زيادة في مرتبته في الدارين الآية الثانيةقوله تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) الآية 5
فيها مسألتان
المسألة الأولى
أمر الله عباده بعبادته وهي أداء الطاعة له بصفة القربة وذلك بإخلاص النية بتجريد العمل عن كل شيء إلا لوجهه وذلك هو الإخلاص الذي تقدم بيانه
المسألة الثانية
إذا ثبت هذا فالنية واجبة في التوحيد لأنها عبادة فدخلت تحت هذا العموم دخول الصلاةفإن قيل فلم خرجت عنه طهارة النجاسة وذلك يعترض عليكم في الوضوءقلنا إزالة النجاسة معقولة المعنى لأن الغرض منها إزالة العين لكن بمزيلمخصوص فقد جمعت عقل المعنى وضربا من التعبد كالعدة جمعت بين براءة الرحم والتعبد حتى صارت على الصغيرة واليائسة اللتين تحقق براءة رحمهما قطعا لا سيما ومنها غرض ناجز وهو النظافة فيستقل به وليس في الوضوء غرض ناجز إلا مجرد التعبد بدليل أنه لو أكمل الوضوء وأعضاؤه تجري بالماء وخرج منه ريح بطل وضوءه وقد حققنا القول فيها في كتاب تخليص التلخيص