(كنتم إياه تعبدون) لأنه متصل بالأمر وقال ابن وهب والشافعي موضعه (وهم لا يسأمون) لأنه تمام الكلام وغاية العبادة والامتثال
وقد كان علي وابن مسعود يسجدان عند قوله تعالى (إن كنتم إياه تعبدون) وكان ابن عباس يسجد عند قوله (يسأمون)وقال ابن عمر اسجدوا بالآخرة منهما وكذلك يروى عن مسروق وأبي عبد الرحمن السلمي وإبراهيم النخغي وأبي صالح ويحيى بن وثاب وطلحة والحسن وابن سيرين وكان أبو وائل وقتادة وبكر بن عبد الله يسجدون عند قوله (يسأمون) والأمر قريب
الآية السادسة
قوله تعالى (ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد) الآية 44فيها أربع مسائل
المسألة الأولى في سبب نزولها
روي أن قريشا قالوا إن الذي يعلم محمدا يسار أبو فكيهة مولى من قريش وسلمان فنزلت هذه الآية وهذا يصح في يسار لأنه مكي والآية مكية وأما سلمان فلا يصح ذلك فيه لأنه لم يجتمع مع النبي إلا بالمدينة وقد كانت الآية نزلت بمكة بإجماع من الناسالمسألة الثانية في معنى الآية
وهو أن الله تعالى أراد أن هذا القرآن لو نزل باللغة الأعجمية لقالت قريش لمحمد يا محمد إذا أرسلت إلينا به فهلا فصلت آياته أي بينت وأحكمتالمسألة الثالثة أعجمي وعربي
التقدير أنى يجتمع ما يقولون أو ينتظم ما يأفكون يسار أعجمي والقرآن عربي فأنى يجتمعانالمسألة الرابعة
قال علماؤنا هذا يبطل قول أبي حنيفة في قوله إن ترجمة القرآن بإبدال اللغة العربية فيه بالفارسية جائز لأن الله تعالى قال ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا كذا لنفي أن يكون للعجمة إليه طريق فكيف يصرف إلى ما نهى الله تعه فأخبر أنه لم ينزل بهوقد بيناه في مسائل الخلاف وأوضحنا أن التبيان والإعجاز إنما يكون بلغة العرب فلو قلب إلى غير هذا لما كان قرآنا ولا بيانا ولا اقتضى إعجازا فلينظر هنالك على التمام إن شاء الله لا رب غيره ولا خير إلا خيره