رأيت أبا يعقوب وهو ماش في طريق القرافة وهو شيخ أسمر اللون كث اللحية مدور العمامة بيده كتاب وهو يطالع فيه في مشيته وهذا الذي ذكره ابن بركات فيه نظر فان الحافظ أبا إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله المعروف بالحبال ذكره في كتاب الوفيات الذي جمعه فقال توفي أبو يعقوب بن خرزاذ النجيرمي يوم الثلاثاء رابع المحرم سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة وقال غيره ولد أبو يعقوب يوسف النجيرمي يوم عرفة من سنة خمس وأربعين وثلاثمائة رحمه الله تعالى وابن بركات المذكور ولد بمصر في سنة عشرين وأربعمائة وتوفي بها في سنة عشرين وخمسمائة وكان نحوي مصر هكذا قاله الموفق ابن الخلال المذكور فكيف يمكن أن يرى أبا يعقوب وقد كان ابن بركات في تاريخ وفاة النجيرمي في السنة الثالثة من عمره لكن لعله رأى ولده والله أعلموقال القاضي الفاضل ليس في شعر ابن بركات المذكور أحسن من هذين البيتين وعملهما في مسافر العطار:
يا عنق الإبريق من فضة
هبك تجافيت فأقصيتني
تقدر أن تخرج من قلبي
ويا قوام الغصن الرطب
تقدر أن تخرج من قلبي
تقدر أن تخرج من قلبي
وخرزاذ بضم الخاء المعجمة والراء المشددة وبعدها زاي وبعد الألف ذال معجمة قلت هكذا يضبط أهل الحديث هذا الاسم وهو لفظ أعجمي وتفسير زاذ بالعربي ابن وأما خر بتشديد الراء فليس له معنى