بسم الله الرحمن الرحيم
كلام ابن العوجاء مع صاحبه
روى محمد بن سنان (1)، قال: حدثني المفضل بن عمر (2) قال: كنت
ذات بعد العصر جالسا في الروضة بين القبر والمنبر، وأنا مفكر فيما خص
الله تعالى به سيدنا محمدا صلى الله عليه وعلى آله، من الشرف والفضائل، وما
منحه وأعطاه وشرفه وحباه، مما يعرفه الجمهور من الأمة وما جهلوه من فضله
وعظيم منزلته، وخطير مرتبته، فإني لكذلك إذ أقبل (ابن أبي العوجاء) (3)
1 - هو أبو جعفر الزاهري. لا ذكر الكشي في شأنه ما يدل على مدح عظيم وعلى قدح أيضا، وذكرأنه روى عنه جماعة من العدو والثقاة من أهل العلم والإنصاف، وجميع الروايات المجرحة لهواهية ساقطة، فقد أشار الكثير إلى قوته والذب عنه، وتفنيد ما قيل فيه من الضعف. وإناجتماع الأعيان على الرواية عنه أدل شئ على كمال قوته عده الشيخ المفيد من خاصة الإمامالكاظم وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته كما عده الشيخ في الغيبة من الوكلاءالمرضيين الذين لم يغيروا ولم يبدلوا، بل مضوا على منهاج الأئمة، وفي الخلافة كان مكفوفالبصر أعمى توفي عام 220 ه.
2 - مضت ترجمة المفضل بصورة مفصلة في المقدمة.
3 - هو عبد الكريم بن أبي العوجاء ربيب حماد بن سلمة على ما يقول ابن الجوزي ومن تلامذةالحسن البصري، وذكر البغدادي إنه كان مانويا يؤمن بالتناسخ ويميل إلى مذهب الرافضة (!)ويقول بالقدر، ويتخذ من شرح سيرة ماني وسيلة للدعوة، وتشكيك الناس في عقائدهم،ويتحدث في التعديل والتجوير على ما يذكر البيروني. ومن هنا يتبين أن ابن أبي العوجاء هذاكان زنديقا مشهورا بذلك. وله مواقف حماسة مع الإمام الصادق، أفحمه الإمام في كل مرةمنها، سجنه والي الكوفة محمد بن سليمان ثم قتله في أيام المنصور عام 155 ه، وقيل عام160 ه في أيام المهدي تجد ذكره في تاريخ الطبري ج 3 ص 375 ط ليدن، وفهرست ابنالنديم ص 338، والفرق بين الفرق ص 255 ط محمد بدر، ودائرة المعارف الإسلامية مج1 ص 81، واحتجاج الطبرسي ص 182 و 183 ط النجف، وما للهند من مقولة ص123.
5