عيون اخبار الرضا (ع) / الجزء الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين .
30- باب فيما جاء عن الرضا (ع) من الأخبار المنثورة
1- ما حدثنا به أبو الحسن محمد بن القاسم المفسر الجرجاني رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني عن الحسن بن علي عن أبيه عن محمد بن علي عن أبيه الرضا عن أبيه موسى بن جعفر (ع) قال نعي إلى الصادق جعفر بن محمد (ع) إسماعيل بن جعفر و هو أكبر أولاده و هو يريد أن يأكل و قد اجتمع ندماؤه فتبسم ثم دعا بطعامه و قعد مع ندمائه و جعل يأكل أحسن من أكله سائر الأيام و يحث ندماءه و يضع بين أيديهم و يعجبون منه أن لا يرون للحزن أثرا فلما فرغ قالوا يا ابن رسول الله لقد رأينا عجبا أصبت بمثل هذا الابن و أنت كما ترى قال و ما لي لا أكون كما ترون و قد جاء في خبر أصدق الصادقين أني ميت و إياكم إن قوما عرفوا الموت فجعلوه نصب أعينهم و لم ينكروا من يخطفه الموت منهم و سلموا لأمر خالقهم عز و جل .
2- و بهذا الإسناد عن الرضا (ع) عن أبيه موسى بن جعفر قال كان قوم من خواص الصادق (ع) جلوسا بحضرته في ليلة مقمرة مضحية فقالوا يا ابن رسول الله ما أحسن أديم هذه السماء و أنوار هذه النجوم و الكواكب فقال الصادق (ع) إنكم لتقولون
هذا و إن المدبرات الأربعة جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و ملك الموت (ع) ينظرون إلى الأرض فيرونكم و إخوانكم في أقطار الأرض و نوركم إلى السماوات و إليهم أحسن من أنوار هذه الكواكب و إنهم ليقولون كما تقولون ما أحسن أنوار هؤلاء المؤمنين .
3- و بهذا الإسناد عن الرضا (ع) عن أبيه موسى بن جعفر (ع) قال جاء رجل إلى الصادق (ع) فقال قد سئمت الدنيا فأتمنى على الله الموت فقال تمن الحياة لتطيع لا لتعصي فلان تعيش فتطيع خير لك من تموت فلا تعصي و لا تطيع .
4- و بهذا الإسناد عن الرضا (ع) عن أبيه موسى بن جعفر (ع) قال قال الصادق (ع) إن الرجل ليكون بينه و بين الجنة أكثر مما بين الثرى و العرش لكثرة ذنوبه فما هو إلا أن يبكي من خشية الله عز و جل ندما عليها حتى يصير بينه و بينها أقرب من جفنه إلى مقلته .
5- و بهذا الإسناد عن الرضا (ع) عن أبيه موسى بن جعفر (ع) قال قيل للصادق (ع) أخبرنا عن الطاعون قال عذاب الله لقوم و رحمة لآخرين قالوا و كيف تكون الرحمة عذابا قال أ ما تعرفون أن نيران جهنم عذاب على الكفار و خزنة جهنم معهم فيها فهي رحمة الله عليهم .
6- و بهذا الإسناد عن الرضا (ع) عن أبيه موسى بن جعفر (ع) قال قال الصادق (ع) كم ممن كثر ضحكه لاعبا يكثر يوم القيامة بكاؤه و كم ممن كثر بكاؤه على ذنبه خائفا يكثر يوم القيامة في الجنة سروره و ضحكه .
7- و بهذا الإسناد عن الرضا (ع) عن أبيه موسى بن جعفر (ع) قال سأل الصادق جعفر بن محمد (ع) عن بعض أهل مجلسه فقيل عليل فقصده عائدا و جلس عند رأسه فوجده دنفا فقال له أحسن ظنك بالله تعالى فقال أما ظني بالله فحسن
و لكن غمي لبناتي ما أمرضني غير رفقي بهن فقال الصادق (ع) الذي ترجوه لتضعيف حسناتك و محو سيئاتك فارجه لإصلاح حال بناتك أ ما علمت أن رسول الله (ص) قال لما جاوزت سدرة المنتهى و بلغت أغصانها و قضبانها رأيت بعض ثمار قضبانها أثداؤه معلقة يقطر من بعضها اللبن و من بعضها العسل و من بعضها الدهن و يخرج من بعضها شبه دقيق السميد و من بعضها النبات و من بعضها كالنبق فيهوي ذلك كله إلى نحو الأرض فقلت في نفسي أين مفر هذه الخارجات عن هذه الأثداء و ذلك أنه لم يكن معي جبرئيل لأني كنت جاوزت مرتبته و اختزل دوني فناداني ربي عز و جل في سري يا محمد هذه أنبتها في هذا المكان الأرفع لأغذو منها بنات المؤمنين من أمتك و بنيهم فقال لآباء البنات لا تضيقن صدوركم على فاقتهن فإني كما خلقتهن أرزقهن .
8- و بهذا الإسناد عن الرضا (ع) عن أبيه موسى بن جعفر (ع) قال كتب الصادق (ع) إلى بعض الناس إن أردت أن يختم بخير عملك حتى تقبض و أنت في أفضل الأعمال فعظم لله حقه أن لا تبذل نعماءه في معاصيه و أن تغتر بحلمه عنك و أكرم كل من وجدته يذكر منا أو ينتحل مودتنا ثم ليس عليك صادقا كان أو كاذبا إنما لك نيتك و عليه كذبه .
9- و بهذا الإسناد عن الرضا عن أبيه موسى بن جعفر (ع) قال كان الصادق (ع) في طريق و معه قوم معهم أموال و ذكر لهم أن بارقة في الطريق يقطعون على
الناس فارتعدت فرائصهم فقال لهم الصادق (ع) ما لكم قالوا معنا أموالنا نخاف عليها أن تؤخذ منا أ فتأخذها منا فلعلهم يندفعون عنها إذا رأوا أنها لك فقال و ما يدريكم لعلهم لا يقصدون غيري و لعلكم تعرضوني بها للتلف فقالوا فكيف نصنع ندفنها قال ذلك أضيع لها فلعل طاريا يطري عليها فيأخذها و لعلكم لا تغتدون إليها بعد فقالوا كيف نصنع دلنا قال أودعوها من يحفظها و يدفع عنها و يربيها و يجعل الواحد منها أعظم من الدنيا و ما فيها ثم يردها و يوفرها عليكم أحوج ما تكونون إليها قالوا من ذاك قال ذاك رب العالمين قالوا و كيف نودعه قال تتصدقون به على ضعفاء المسلمين قالوا و أنى لنا الضعفاء بحضرتنا هذه قال فاعرضوا على أن تتصدقوا بثلثها ليدفع الله عن باقيها من تخافون قالوا قد عزمنا قال فأنتم في أمان الله فامضوا فمضوا فظهرت لهم البارقة فخافوا فقال الصادق (ع) كيف تخافون و أنتم في أمان الله عز و جل فتقدم البارقة و ترجلوا و قبلوا يد الصادق (ع) و قالوا رأينا البارحة في منامنا رسول الله (ص) يأمرنا بعرض أنفسنا عليك فنحن بين يديك و نصحبك و هؤلاء لندفع عنهم الأعداء و اللصوص فقال الصادق (ع) لا حاجة بنا إليكم فإن الذي دفعكم عنا يدفعهم فمضوا سالمين و تصدقوا بالثلث و بورك لهم في تجاراتهم فربحوا للدرهم عشرة فقالوا ما أعظم بركة الصادق (ع) فقال الصادق (ع) قد تعرفتم البركة في معاملة الله عز و جل فدوموا عليها .
10- و بهذا الإسناد عن الرضا عن أبيه موسى بن جعفر (ع) قال رأى الصادق (ع) رجلا قد اشتد جزعه على ولده فقال يا هذا جزعت للمصيبة الصغرى و غفلت عن المصيبة الكبرى و لو كنت لما صار إليه ولدك مستعدا لما اشتد عليه جزعك فمصابك بتركك الاستعداد أعظم من مصابك بولدك .
11- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن الرضا علي بن موسى (ع) أنه قال إن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها
قال و قال الرضا (ع) كان أبي (ع) إذا خرج من منزله قال بسم الله الرحمن الرحيم خرجت بحول الله و قوته لا بحولي و قوتي بل بحولك و قوتك يا رب متعرضا به لرزقك فأتني به في عافية .
12- حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم رضي الله عنه قال حدثني أبي عن جدي إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد قال قال الرضا (ع) سمعت أبي يحدث عن أبيه (ع) أن أول سورة نزلت ِ بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ و آخر سورة نزلت إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ .
13- حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) بقم في رجب سنة تسع و ثلاثين و ثلاثمائة قال حدثني أبي عن ياسر الخادم عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي (ع) قال قال رسول الله (ص) لعلي (ع) يا علي أنت حجة الله و أنت باب الله و أنت الطريق إلى الله و أنت النبأ العظيم و أنت الصراط المستقيم و أنت المثل الأعلى يا علي أنت إمام المسلمين و أمير المؤمنين و خير الوصيين و سيد الصديقين يا علي أنت الفاروق الأعظم و أنت الصديق الأكبر يا علي أنت خليفتي على أمتي و أنت قاضي ديني و أنت منجز عداتي يا علي أنت المظلوم بعدي يا علي أنت المفارق بعدي يا علي أنت المحجور بعدي أشهد الله تعالى و من حضر من أمتي إن حزبك حزبي و حزبي حزب الله و إن حزب أعدائك حزب الشيطان .
14- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر بن جامع الحميري عن أحمد بن هلال العبرتائي عن الحسن بن محبوب عن أبي الحسن الرضا (ع)
قال قال لي لا بد من فتنة صماء صيلم تسفط فيها كل بطانة و وليجة و ذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي يبكي عليه السماء و أهل الأرض و كل حرى و حران و كل حزين لهفان ثم قال بأبي و أمي سمي جدي شبيهي و شبيه موسى بن عمران (ع) عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس كم من حرى مؤمنة و كم مؤمن متأسف حيران حزين عند فقدان الماء المعين كأني بهم آيس ما كانوا قد نودوا نداء يسمع من بعد كما يسمع من قرب يكون رحمة على المؤمنين و عذابا على الكافرين .
15- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الوشاء قال سمعت الرضا (ع) يقول أقرب ما يكون العبد من الله عز و جل و هو ساجد و ذلك قوله تبارك و تعالى وَ اسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ .
16- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا (ع) قال الصلاة قربان كل تقي .
17- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله و محمد بن يحيى العطار جميعا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحجال عن سليمان الجعفري قال قال الرضا (ع) جاءت ريح و أنا ساجد و جعل كل إنسان يطلب موضعا و أنا ساجد ملح في الدعاء على ربي عز و جل حتى سكنت .
18- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن
الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال رأيت أبا الحسن (ع) إذا سجد يحرك ثلاث أصابع من أصابعه واحدة بعد واحدة تحريكا خفيفا كأنه يعد التسبيح ثم يرفع رأسه قال و رأيته يركع ركوعا أخفض من ركوع كل من رأيته يركع كان إذا ركع جنح بيديه .
19- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الوشاء عن أبي الحسن الرضا (ع) قال سمعته يقول إذا نام العبد و هو ساجد قال الله عز و جل للملائكة انظروا إلى عبدي قبضت روحه و هو في طاعتي .
20- حدثنا أبي و محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا حدثنا محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال قرأت كتاب أبي الحسن الرضا (ع) إلى أبي جعفر يا أبا جعفر بلغني أن الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير فإنما ذلك من بخل بهم لئلا ينال منك أحد خيرا فأسألك بحقي عليك لا يكن مدخلك و مخرجك إلا من الباب الكبير و إذا ركبت فليكن منك ذهب و فضة ثم لا يسألك أحد إلا أعطيته و من سألك من عمومتك أن تبره فلا تعطه أقل من خمسين دينارا و الكثير إليك و من سألك من عماتك فلا تعطها أقل من خمسة و عشرين دينارا و الكثير إليك إني أريد أن يرفعك الله فأنفق و لا تخش من ذي العرش إقتارا .
21- حدثنا أبو علي أحمد بن أبي جعفر البيهقي قال حدثنا أبو علي أحمد بن علي بن جيرئيل الجرجاني البزاز قال حدثنا إسماعيل بن أبي عبد الله أبو عمرو القطان قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن عامر الطائي ببغداد على باب صقر
السكري عند جسر أبي الزنج قال حدثني أبو أحمد بن سليمان الطائي عن علي بن موسى الرضا (ع) بالمدينة سنة أربع و تسعين و مائة قال حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين قال حدثني أبي الحسين بن علي قال حدثني أبي علي بن أبي طالب (ع) قال قال النبي (ص) تحشر ابنتي فاطمة (ع) يوم القيامة و معها ثياب مصبوغة بالدماء تتعلق بقائمة من قوائم العرش تقول يا أحكم الحاكمين احكم بيني و بين قاتل ولدي قال علي بن أبي طالب (ع) قال رسول الله (ص) و يحكم لابنتي فاطمة و رب الكعبة .
22- حدثنا أبو أسد عبد الصمد بن عبد الشهيد الأنصاري رضي الله عنه بسمرقند قال حدثنا أبي قال حدثنا أحمد بن إسحاق العلوي الموسوي قال حدثنا أبي قال أخبرني عمي الحسن بن إسحاق قال سمعت عمي علي بن موسى الرضا (ع) يقول حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين (ع) قال قال رسول الله (ص) من دان بغير سماع ألزمه الله البتة إلى الفناء و من دان بسماع من غير الباب الذي فتحه الله عز و جل لخلقه فهو مشرك و الباب المأمون على وحي الله تبارك و تعالى محمد (ص) .
23- حدثنا أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال حدثنا أبو سعيد النسوي قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن هارون قال حدثنا أحمد بن أبو الفضل البلخي قال حدثني خال يحيى بن سعيد البلخي عن علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب (ع)
قال بينما أنا أمشي مع النبي (ص) في بعض طرقات المدينة إذ لقينا شيخ طويل كث اللحية بعيد ما بين المنكبين فسلم على النبي (ص) و رحب به ثم التفت إلي فقال السلام عليك يا رابع الخلفاء و رحمة الله و بركاته أ ليس كذلك هو يا رسول الله فقال له رسول الله (ص) بلى ثم مضى فقلت يا رسول الله ما هذا الذي قال لي هذا الشيخ و تصديقك له قال أنت كذلك و الحمد لله إن الله عز و جل قال في كتابه إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً و الخليفة المجعول فيها آدم (ع) و قال يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ فهو الثاني و قال عز و جل حكاية عن موسى حين قال لهارون (ع) اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَ أَصْلِحْ فهو هارون إذا استخلفه موسى (ع) في قومه فهو الثالث و قال عز و جل وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ فكنت أنت المبلغ عن الله و عن رسوله و أنت وصيي و وزيري و قاضي ديني و المؤدي عني و أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فأنت رابع الخلفاء كما سلم عليك الشيخ أ و لا تدري من هو قلت لا قال ذاك أخوك الخضر (ع) فاعلم .
24- حدثنا علي بن عبد الله الوراق رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن سهل بن زياد الأدمي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن محمد بن علي الرضا عن أبيه الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قال دخلت أنا و فاطمة على رسول الله (ص) فوجدته يبكي بكاءً شديدا فقلت فداك أبي و أمي يا رسول الله ما الذي أبكاك فقال يا علي ليلة أسري بي إلى السماء رأيت نساء من أمتي في عذاب شديد فأنكرت شأنهن فبكيت لما رأيت من شدة عذابهن و رأيت امرأة معلقة بشعرها يغلى دماغ رأسها و رأيت امرأة معلقة بلسانها و الحميم يصب في
حلقها و رأيت امرأة معلقة بثدييها و رأيت امرأة تأكل لحم جسدها و النار توقد من تحتها و رأيت امرأة قد شد رجلاها إلى يديها و قد سلط عليها الحيات و العقارب و رأيت امرأة صماء عمياء خرساء في تابوت من نار يخرج دماغ رأسها من منخرها و بدنها متقطع من الجذام و البرص و رأيت امرأة معلقة برجليها في تنور من نار و رأيت امرأة تقطع لحم جسدها من مقدمها و مؤخرها بمقاريض من نار و رأيت امرأة يحرق وجهها و يداها و هي تأكل أمعاءها و رأيت امرأة رأسها رأس الخنزير و بدنها بدن الحمار و عليها ألف ألف لون من العذاب و رأيت امرأة على صورة الكلب و النار تدخل في دبرها و تخرج من فيها و الملائكة يضربون رأسها و بدنها بمقامع من نار فقالت فاطمة (ع) حبيبي و قرة عيني أخبرني ما كان عملهن و سيرتهن حتى وضع الله عليهن هذا العذاب فقال يا بنيتي أما المعلقة بشعرها فإنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال و أما المعلقة بلسانها فإنها كانت تؤذي زوجها و أما المعلقة بثدييها فإنها كانت تمتنع من فراش زوجها و أما المعلقة برجليها فإنها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها و أما التي كانت تأكل لحم جسدها فإنها كانت تزين بدنها للناس و أما التي شد يداها إلى رجليها و سلط عليها الحيات و العقارب فإنها كانت قذرة الوضوء قذرة الثياب و كانت لا تغتسل من الجنابة و الحيض و لا تنتظف و كانت تستهين بالصلاة و أما الصماء العمياء الخرساء فإنها كانت تلد من الزناء فتعلقه في عنق زوجها و أما التي كانت تقرض لحمها بالمقاريض فإنها كانت تعرض نفسها على الرجال و أما التي كانت تحرق وجهها و بدنها و هي تأكل أمعاءها فإنها كانت قوادة و أما التي كان رأسها رأس الخنزير و بدنها بدن الحمار فإنها كانت نمامة كذابة و أما التي كانت على صورة الكلب و النار تدخل في دبرها و تخرج من فيها فإنها كانت قينة نواحة حاسدة ثم قال (ع) ويل لامرأة أغضبت زوجها و طوبى لامرأة رضي عنها زوجها .
25- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن عرفة قال قال أبو الحسن الرضا (ع) يا ابن عرفة إن
النعم كالإبل المعقولة في عطنها على العوم ما أحسنوا جوارها فإذا أساءوا معاملتها و إنالتها نفرت عنهم .
26- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم عن ياسر الخادم عن أبي الحسن الرضا (ع) قال السخي يأكل من طعام الناس ليأكلوا من طعامه و البخيل لا يأكل من طعام الناس لئلا يأكلوا من طعامه .
27- حدثنا محمد بن جعفر بن مسرور رضي الله عنه قال حدثني الحسين بن محمد بن عامر عن معلى بن محمد البصري عن الحسن بن علي الوشاء قال سمعت أبا الحسن (ع) يقول السخي قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس بعيد من النار و البخيل بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار قال و سمعته يقول السخاء شجرة في الجنة أغصانها في الدنيا من تعلق بغصن من أغصانها دخل الجنة .
28- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و أحمد بن محمد عن أبيه عن علي بن أسباط و الحجال أنهما سمعا الرضا (ع) يقول كان العابد من بني إسرائيل لا يتعبد حتى يصمت عشر سنين .
29- حدثنا أبو الحسن محمد بن القاسم المفسر رضي الله عنه قال حدثنا يوسف بن محمد بن زياد و علي بن محمد بن صياد عن أبويهما عن الحسن بن علي عن أبيه علي بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه الرضا علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي (ع) قال قال أمير المؤمنين (ع) في قول الله عز و جل هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ قال هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي
الْأَرْضِ جَمِيعاً لتعتبروا و لتتوصلوا به إلى رضوانه و تتوقوا به من عذاب نيرانه ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ أخذ في خلقها و إتقانها فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ و لعلمه بكل شي ء علم المصالح فخلق لكم كلما في الأرض لمصالحكم يا بني آدم .
30- حدثنا محمد بن علي ماجيلويه و أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم و أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنهم قالوا حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن الرضا علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب (ع) قال قال رسول الله (ص) لكل أمة صديق و فاروق و صديق هذه الأمة و فاروقها علي بن أبي طالب (ع) و إنه سفينة نجاتها و باب حطتها و إنه يوشعها و شمعونها و ذو قرنيها معاشر الناس إن عليا خليفة الله و خليفتي عليكم بعدي و إنه لأمير المؤمنين و خير الوصيين من نازعه فقد نازعني و من ظلمه فقد ظلمني و من غالبة فقد غالبني و من بره فقد برني و من جفاة فقد جفاني و من عاداه فقد عاداني و من والاه فقد والاني و ذلك أنه أخي و وزيري و مخلوق من طينتي و كنت أنا و هو نورا واحدا .
31- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا علي بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر الكميداني و محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال سمعت أبا الحسن الرضا (ع) يقول إن رجلا من بني إسرائيل قتل قرابة له ثم أخذه و طرحه على طريق أفضل سبط من أسباط بني إسرائيل ثم جاء يطلب بدمه فقالوا لموسى (ع) إن سبط آل فلان قتلوا فلانا فأخبرنا من قتله قال ايتوني ببقرة قالُوا أَ تَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ و لو أنهم عمدوا إلى أي بقرة أجزأتهم و لكن شددوا فشدد الله عليهم قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَ لا بِكْرٌ يعني لا صغيرة و لا كبيرة عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ و لو أنهم عمدوا إلى أي بقرة أجزأتهم و لكن شددوا فشدد الله عليهم قالُوا
ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما لَوْنُها قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها تَسُرُّ النَّاظِرِينَ و لو أنهم عمدوا إلى أي بقرة لأجزأتهم و لكن شددوا فشدد الله عليهم قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا وَ إِنَّا إِنْ شاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَ لا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فطلبوها فوجدوها عند فتى من بني إسرائيل فقال لا أبيعها إلا بملإ مسكها ذهبا فجاءوا إلى موسى (ع) فقالوا له ذلك فقال اشتروها فاشتروها و جاءوا بها فأمر بذبحها ثم أمر أن يضرب الميت بذنبها فلما فعلوا ذلك حيي المقتول و قال يا رسول الله إن ابن عمي قتلني دون من يدعى عليه قتلي فعلموا بذلك قاتله فقال رسول الله موسى بن عمران (ع) لبعض أصحابه إن هذه البقرة لها نبأ فقال و ما هو قال إن فتى من بني إسرائيل كان بارا بأبيه و إنه اشترى تبيعا فجاء إلى أبيه و رأى أن المقاليد تحت رأسه فكره أن يوقظه فترك ذلك البيع فاستيقظ أبوه فأخبره فقال له أحسنت خذ هذه البقرة فهي لك عوضا لما فاتك قال فقال له رسول الله موسى بن عمران (ع) انظروا إلى البر ما بلغ بأهله .
32- حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال حدثنا الريان بن الصلت قال سألت الرضا (ع) يوما بخراسان فقلت يا سيدي إن إبراهيم بن هاشم العباسي حكى عنك أنك رخصت له في استماع الغناء فقال كذب الزنديق إنما سألني عن ذلك فقلت له إن رجلا سأل أبا جعفر (ع) عن ذلك فقال له أبو جعفر (ع) إذا ميز الله بين الحق و الباطل فأين يكون الغناء فقال مع الباطل فقال له أبو جعفر (ع) قد قضيت .