قبر بطوس به أقام إمام
قبر أقام به السلام و إن غدا
قبر سنا أنواره تجلو العمى
قبر يمثل للعيون محمدا
خشع العيون لذا و ذاك مهابة
قبر إذا حل الوفود بربعه
أمن العقاب و أومنوا
الله عنه به لهم متقبل
عن سقي الغمام فإنه
قبر علي بن موسى حله
إليه السعي كالبيت الذي
من زاره في الله عارف حقه
و مقامه لا شك يحمد في غد
و له بذاك الله أوفى ضامن
صلى الإله على النبي محمد
و كذا على الزهراء صلى سرمدا
و عليه صلى ثم بالحسن ابتدى
و على علي ذي التقى و محمد
و على المهذب و المطهر جعفر
الصادق المأثور عنه علم
و كذا على موسى أبيك و بعده
و على محمد الزكي فضوعفت
على الرضا ابن الرضا الحسن الذي
و على خليفته الذي لكم به
فهو المؤمل أن يعود به الهدى
لو لا الأئمة واحد عن واحد
كل يقوم مقام صاحبه إلى أن
يا ابن النبي و حجة الله التي
ما من إمام غاب عنكم لم يقم
إن الأئمة تستوي في فضلها
أنتم إلى الله الوسيلة و الأولى
أعلام أنتم ولاة الدين و الدنيا
ما الناس إلا من أقر بفضلكم
أضل عن السبيل بكفرهم
يدعون في دنياكم و كأنهم
يا نعمة الله التي تحبو بها
غاب منك الجسم عنا إنه
أرواحكم موجودة أعيانها
الفرق بينك و النبي نبوة
قبران في طوس الهدى في واحد
قبران مقترنان هذا ترعة
و كذاك ذلك من جهنم حفرة
قرب الغوي من الزكي مضاعف
إن يدن منه فإنه لمباعد
و كذاك ليس يضرك الرجس الذي
لا بل يريك عليك أعظم حسرة
سوء العذاب مضاعف تجري
يا ليت شعري هل بقائمكم غدا
تطفي يداي به غليلا فيكم
و لقد يهيجني قبوركم إذا
من كان يغرم بامتداح ذوي الغنى
و إلى أبي الحسن الرضا أهديتها
خذها عن الضبي عبدكم الذي
إن أقض حق الله فيك فإن لي
فاجعله منك قبول قصدي إنه
من كان بالتعليم أدرك حبكم
فمحبتي إياكم إلهام
حتم إليه زيارة و لمام
تهدى إليه تحية و سلام
و بتربة قد تدفع الأسقام
و وصيه و المؤمنون قيام
في كنهها لتحير الأفهام
رحلوا و حطت عنهم الآثام و تزودوا
من أن يحل عليهم الأعدام
و بذاك عنهم جفت الأقلام إن يغن
لولاه لم تسق البلاد غمام
بثراه يزهو الحل و الإحرام فرض
من دونه حق له الإعظام
فالمس منه على الجحيم حرام
و له بجنات الخلود مقام
قسما إليه تنتهي الأقسام
و علت عليا نصرة و سلام
رب بواجب حقها علام
و على الحسين لوجهه الإكرام
صلى و كل سيد و همام
أزكى الصلاة و إن أبى الأقزام
ما فيكم به تتمسك الأقوام
صلى عليك و للصلاة دوام
و على علي ما استمر كلام و
عم البلاد لفقده الأظلام
تم النظام فكان فيه تمام
غضا و أن تستوثق الأحكام
درس الهدى و استسلم الإسلام
تنتهي بالقائم الأيام
هي للصلاة و للصيام قيام
خلف له تشفى به الأرغام
و العلم كهل منكم و غلام
علموا الهدى فهم له
و من لله فيه حرمة و ذمام
و الجاحدون بهائم و سوام بل هم
و المقتدي منهم بهم أزلام
في جحدهم إنعامكم أنعام
من يصطفي من خلقه المنعام إن
للروح منك إقامة و نظام
إن عن عيون غيبت أجسام
إذ بعد ذلك تستوي الأقدام
و الغي في لحد يراه ضرام
جنوية فيها يزار إمام
فيها يجدد للغوي هيام
لعذابه و لأنفه الإرغام
و عليه من خلع العذاب ركام
يدنيه منك جنادل و رخام
إذ أنت تكرم و اللعين يسام
به الساعات و الأيام و الأعوام
يغدو و يكفي للقراع حسام
بين الحشا لم ترو منه أوام
هاجت سواي معالم و خيام
فبمدحكم لي صبوة و غرام
مرضية تلتذها الأفهام
هانت عليه فيكم الألوام
حق القرى للضيف إذ يعتام
غنم عليه حداني استغنام
فمحبتي إياكم إلهام
فمحبتي إياكم إلهام
66- باب في ذكر ثواب زيارة الإمام علي بن موسى الرضا (ع)
1- حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن ياسر الخادم قال قال علي بن موسى الرضا (ع) لا تشد الرحال إلى شي ء من القبور إلا إلى قبورنا ألا و إني مقتول بالسم ظلما و مدفون في موضع غربة فمن شد رحله إلى زيارتي استجيب دعاؤه و غفر له ذنوبه .
2- حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق و محمد بن أحمد السناني و علي بن عبد الله الوراق و الحسين بن إبراهيم بن هشام المكتب رضي الله عنهم قالوا حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي الأسدي عن أحمد بن محمد بن صالح الرازي عن حمدان الديواني قال قال الرضا (ع) من زارني على بعد داري أتيته يوم القيامة في ثلاث مواطن حتى أخلصه من أهوالها إذا تطايرت الكتب يمينا و شمالا و عند الصراط و عند الميزان .
3- حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه قال حدثنا عبد الرحمن بن حماد عن عبد الله بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن زيد قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع) يقول يخرج رجل من ولد ابني موسى اسمه اسم أمير المؤمنين (ع) إلى أرض طوس و هي بخراسان يقتل فيها بالسم فيدفن فيها غريبا من زاره عارفا بحقه أعطاه الله عز و جل أجر من أنفق من قبل الفتح و قاتل .
4- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال حدثنا عبد العزيز بن يحيى قال حدثنا محمد بن زكريا قال حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين علي (ع) قال قال رسول الله (ص) سيدفن بضعة مني بأرض خراسان لا يزورها مؤمن إلا أوجب الله عز و جل له الجنة و حرم جسده على النار .
حدثنا أحمد بن الحسن القطاني و محمد بن أحمد بن إبراهيم الليثي و محمد بن إبراهيم بن إسحاق المكتب الطالقاني و محمد بن بكران النقاش قالوا حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني مولى بني هاشم قال أخبرنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع) أنه قال إن بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة و لا يزال فوج ينزل من السماء و فوج يصعد إلى أن ينفخ في الصور فقيل له يا ابن رسول الله و أي بقعة هذه قال هي بأرض طوس و هي و الله روضة من رياض الجنة من زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله (ص) و كتب الله تعالى له ثواب ألف حجة مبرورة و ألف عمرة مقبولة و كنت أنا و آبائي شفعاءه يوم القيامة .
حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي (ع) يقول إن بين جبلي طوس قبضة قبضت من الجنة من دخلها كان آمنا يوم القيامة من النار .
حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا (ع) قال ضمنت لمن زار أبي (ع) بطوس عارفا بحقه الجنة على الله تعالى .
و بهذا الإسناد عن عبد العظيم بن عبد الله قال قلت لأبي جعفر (ع) قد تحيرت بين زيارة قبر أبي عبد الله (ع) و بين زيارة قبر أبيك (ع) بطوس فما ترى فقال لي مكانك ثم دخل و خرج و دموعه تسيل على خديه فقال زوار قبر أبي عبد الله (ع) كثيرون و زوار قبر أبي (ع) بطوس قليلون .
حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال سمعت الرضا (ع) يقول و الله ما منا إلا مقتول شهيد فقيل له و من يقتلك يا ابن رسول الله قال شر خلق الله في زماني يقتلني بالسم ثم يدفنني في دار مضيقة و بلاد غربة ألا فمن زارني في غربتي كتب الله تعالى له أجر مائة ألف شهيد و مائة ألف صديق و مائة ألف حاج و معتمر و مائة ألف مجاهد و حشر في زمرتنا و جعل في الدرجات العلى في الجنة رفيقنا .
10- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال قرأت كتاب أبي الحسن الرضا (ع) أبلغ شيعتنا أن زيارتي تعدل عند الله ألف حجة قال فقلت لأبي جعفر (ع) ابنه ألف حجة قال إي و الله ألف ألف حجة لمن زاره عارفا بحقه حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي مولى بني هاشم عن علي بن الحسين بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع) أنه قال له رجل من أهل خراسان يا ابن رسول الله رأيت رسول الله (ص) في المنام كأنه يقول لي كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي و استحفظتم وديعتي و غيب في ثراكم نجمي فقال له الرضا (ع) أنا المدفون في أرضكم و أنا بضعة نبيكم فأنا الوديعة و النجم ألا و من زارني و هو يعرف ما أوجب الله تبارك و تعالى من حقي و طاعتي فأنا و آبائي شفعاؤه يوم القيامة و من كنا شفعاءه نجا و لو كان عليه مثل وزر الثقلين الجن و الإنس و لقد حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن آبائه (ع) أن رسول الله (ص) قال من زارني في منامه فقد زارني لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي و لا في صورة أحد من أوصيائي و لا في صورة أحد من شيعتهم و إن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوة .
12- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي نجران قال سألت أبا جعفر (ع) ما تقول لمن زار أباك قال الجنة و الله .
13- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن علي بن أسباط قال سألت أبا جعفر (ع) ما لمن زار والدك (ع) بخراسان قال الجنة و الله الجنة و الله .
14- حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد قال حدثنا محمد بن سليمان المصري عن أبيه عن إبراهيم بن أبي حجر الأسلمي قال حدثنا قبيصة بن جابر بن يزيد الجعفي قال سمعت وصي الأوصياء و وارث علم الأنبياء أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) يقول حدثني سيد العابدين علي بن الحسين عن سيد الشهداء الحسين بن علي عن سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قال قال رسول الله (ص) ستدفن بضعة مني بأرض خراسان ما زارها مكروب إلا نفس الله كربته و لا مذنب إلا غفر الله ذنوبه .
15- حدثنا جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي رضي الله عنه قال حدثني جدي الحسين بن علي عن الحسين بن يوسف عن محمد بن أسلم عن محمد بن سليمان قال سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا (ع) عن رجل حج حجة الإسلام فدخل متمتعا بالعمرة إلى الحج فأعانه الله تعالى على حجه و عمرته ثم أتى المدينة فسلم على النبي (ص) ثم أتى أباك أمير المؤمنين (ع) عارفا بحقه يعلم أنه حجة الله على خلقه و بابه الذي يؤتى منه فسلم عليه ثم أتى أبا عبد الله الحسين بن علي (ع) فسلم عليه ثم أتى بغداد فسلم على أبي الحسن موسى (ع) ثم انصرف إلى بلاده فلما كان في هذا الوقت رزقه الله تعالى ما يحج به فأيهما أفضل أ هذا الذي حج حجة الإسلام يرجع أيضا فيحج أو يخرج إلى خراسان إلى أبيك علي بن موسى الرضا (ع) فيسلم عليه قال بلى يأتي إلى خراسان فيسلم على أبي (ع) أفضل و ليكن ذلك في رجب و لا ينبغي أن تفعلوا هذا اليوم فإن علينا و عليكم من السلطان شنعة .
16- حدثنا أبي رحمه الله و محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال سمعت الرضا (ع) يقول ما زارني أحد من أوليائي عارفا بحقي إلا تشفعت له يوم القيامة .
17- حدثنا علي بن عبد الله الوراق رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف قال حدثنا عمران بن موسى عن الحسين بن علي بن النعمان عن محمد بن الفضيل عن غزوان الضبي قال أخبرني عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد قال قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) سيقتل رجل من ولدي بأرض خراسان بالسم ظلما اسمه اسمي و اسم أبيه اسم ابن عمران موسى (ع) ألا فمن زاره في غربته غفر الله تعالى ذنوبه ما تقدم منها و ما تأخر و لو كانت مثل عدد النجوم و قطر الأمطار و ورق الأشجار .
18- حدثنا الحسين بن إبراهيم بن تاتانة و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب و أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم و محمد بن علي ماجيلويه و محمد بن موسى بن المتوكل و علي بن هبة الله الوراق رضي الله عنهم قالوا حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن حمزة بن حمران قال قال أبو عبد الله (ع) يقتل حفدتي بأرض خراسان في مدينة يقال لها طوس من زاره إليها عارفا بحقه أخذته بيدي يوم القيامة فأدخلته الجنة و إن كان من أهل الكبائر قال قلت جعلت فداك و ما عرفان حقه قال يعلم أنه إمام مفترض الطاعة شهيد من زاره عارفا بحقه أعطاه الله تعالى له أجر سبعين ألف شهيد ممن استشهد بين يدي رسول الله (ص) على حقيقة و في حديث آخر قال قال الصادق (ع) يقتل لهذا و أومى بيده إلى موسى (ع) ولد بطوس و لا يزوره من شيعتنا إلا الأندر فالأندر .
19- حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أيوب بن نوح قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن موسى (ع) يقول من زار قبر أبي (ع) بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر فإذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول الله (ص) حتى يفرغ الله تعالى من حساب العباد .
20- حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن سليمان بن حفص المروزي قال سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر (ع) يقول من زار قبر ولدي علي كان له عند الله تعالى سبعون حجة مبرورة قلت سبعون حجة قال نعم و سبعون ألف حجة ثم قال رب حجة لا تقبل و من زاره أو بات عنده ليلة كان كمن زار الله تعالى في عرشه قلت كمن زار الله في عرشه قال نعم إذا كان يوم القيامة كان على عرش الله تعالى أربعة من الأولين و أربعة من الآخرين فأما الأولين فنوح و إبراهيم و موسى و عيسى (ع) و أما الأربعة الآخرون فمحمد و علي و الحسن و الحسين (ص) ثم يمد المطمار فتقعد معنا زوار قبور الأئمة ألا إن أعلاهم درجة و أقربهم حبوة زوار قبر ولدي علي .
قال مصنف هذا الكتاب رحمة الله عليه معنى قوله (ع) كان كمن زار الله تعالى في عرشه ليس بتشبيه لأن الملائكة تزور العرش و تلوذ به و تطوف حوله و تقول نزور الله في عرشه كما نقول نحج بيت الله و نزور الله لأن الله تعالى ليس بموصوف بمكان تعالى عن ذلك علوا كبيرا .
21- حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه قال حدثنا أبي قال حدثنا أحمد بن علي الأنصاري عن أبي الصلت الهروي قال كنت عند الرضا (ع) فدخل عليه قوم من أهل قم فسلموا عليه فرد عليهم و قربهم ثم قال لهم الرضا (ع) مرحبا بكم و أهلا فأنتم شيعتنا حقا و سيأتي عليكم يوم تزوروني فيه تربتي بطوس ألا فمن زارني و هو على غسل خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه .
22- حدثنا محمد بن أحمد السناني رضي الله عنه قال حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي قال حدثني سهل بن زياد الأدمي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال سمعت علي بن محمد العسكري (ع) يقول أهل قم و أهل آبة مغفور لهم لزيارتهم لجدي علي بن موسى الرضا (ع) بطوس ألا و من زاره فأصابه في طريقه قطرة من السماء حرم الله جسده على النار .
23- حدثنا أحمد بن هارون الفامي رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن جعفر بن بطة قال حدثنا محمد بن علي بن محبوب عن إبراهيم بن هاشم عن سليمان بن حفص المروزي قال سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر (ع) إن ابني علي مقتول بالسم ظلما و مدفون إلى جنب هارون بطوس من زاره كمن زار رسول الله (ص) .
24- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الوشاء قال سمعت أبا الحسن الرضا (ع) يقول إن لكل إمام عهدا في عنق أوليائه و شيعته و إن من تمام الوفاء بالعهد و حسن الأداء زيارة قبورهم فمن زارهم رغبة في زيارتهم و تصديقا بما رغبوا فيه كانت أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة .
25- حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن علي بن محمد الحصيني عن علي بن محمد بن مروان عن إبراهيم بن عقبة قال كتبت إلى أبي الحسن الثالث (ع) أسأله عن زيارة أبي عبد الله الحسين (ع) و عن زيارة أبي الحسن و أبي جعفر (ع) فكتب إلى أبو عبد الله (ع) المقدم و هذا أجمع و أعظم أجرا .
26- حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن العباس بن معروف عن علي بن مهزيار قال قلت لأبي جعفر (ع) يعني محمد بن علي الرضا (ع) جعلت فداك زيارة الرضا (ع) أفضل أم زيارة أبي عبد الله الحسين (ع) فقال زيارة أبي (ع) أفضل و ذلك أن أبا عبد الله (ع) يزوره كل الناس و أبي (ع) لا يزوره إلا الخواص من الشيعة .
27- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الوشاء قال قال أبو الحسن الرضا (ع) إني سأقتل بالسم مظلوما فمن زارني عارفا بحقي غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر .
28- حدثنا محمد بن أحمد السناني رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال حدثنا أبو محمد بكر بن عبيد الله بن حبيب قال حدثنا تميم بن بهلول عن أبيه عن إسماعيل بن مهران عن جعفر بن محمد (ع) قال إذا حج أحدكم فليختم حجه بزيارتنا لأن ذلك من تمام الحج .
29- حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن جابر عن أبي جعفر (ع) قال تمام الحج لقاء الإمام .
30- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر (ع) قال إنما أمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار فيتطوفوا بها ثم يأتوننا فيخبرونا بولايتهم و يعرضوا علينا نصرتهم .
31- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن زيد الشحام قال قلت لأبي عبد الله (ع) ما لمن زار واحدا منكم قال كمن زار رسول الله (ص) .
32- حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب و محمد بن علي ماجيلويه و أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم و الحسين بن إبراهيم تاتانة و علي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهم قالوا حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الصقر بن دلف قال سمعت سيدي علي بن محمد بن علي الرضا (ع) يقول من كانت له إلى الله حاجة فليزر قبر جدي الرضا (ع) بطوس و هو على غسل و ليصل عند رأسه ركعتين و ليسأل الله حاجته في قنوته فإنه يستجيب له ما لم يسأل في مأثم أو قطيعة رحم و إن موضع قبره لبقعة من بقاع الجنة لا يزورها مؤمن إلا أعتقه الله من النار و أحله إلى دار القرار .
33- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني مولى بني هاشم قال حدثنا علي بن الحسن بن فضال عن أبيه قال سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا (ع) يقول أنا مقتول و مسموم و مدفون بأرض غربة أعلم ذلك بعهد عهده إلي أبي عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب (ع) عن رسول الله (ص) ألا فمن زارني في غربتي كنت أنا و آبائي شفعاءه يوم القيامة و من كنا شفعاءه نجا و لو كان عليه مثل وزر الثقلين .
34- حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب و علي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهما قالا حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن عبد السلام بن صالح الهروي قال دخل دعبل بن علي الخزاعي ره على علي بن موسى الرضا (ع) بمرو فقال له يا ابن رسول الله (ص) إني قد قلت فيك قصيدة و آليت على نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلك فقال (ع) هاتها فأنشده :
مدارس آيات خلت من تلاوة
و منزل وحي مقفر العرصات فلما بلغ إلى قوله .
أرى فيئهم في غيرهم متقسما
و أيديهم من فيئهم صفرات بكى أبو الحسن الرضا (ع) و قال له صدقت يا خزاعي فلما بلغ إلى قوله :
إذا وتروا مدوا إلى واتريهم
أكفا عن الأوتار منقبضات جعل أبو الحسن (ع) يقلب كفيه و يقول أجل و الله منقبضات فلما بلغ إلى قوله :
لقد خفت في الدنيا و أيام سعيها
و إني لأرجو الأمن بعد وفاتي قال الرضا (ع) آمنك الله يوم الفزع الأكبر فلما انتهى إلى قوله :
و قبر ببغداد لنفس زكية
تضمنها الرحمن في الغرفات قال له الرضا (ع) أ فلا ألحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك فقال بلى يا ابن رسول الله فقال (ع) :
و قبر بطوس يا لها من مصيبة
توقد في الأحشاء بالحرقات إلى الحشر حتى يبعث الله قائما
يفرج عنا الهم و الكربات فقال دعبل يا ابن رسول الله هذا القبر الذي بطوس قبر من هو فقال الرضا (ع) قبري و لا تنقضي الأيام و الليالي حتى تصير طوس مختلف شيعتي و زواري ألا فمن زارني في غربتي بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة مغفورا له ثم نهض الرضا (ع) بعد فراغ دعبل من إنشاد القصيدة و أمره أن لا يبرح من موضعه فدخل الدار فلما كان بعد ساعة خرج الخادم إليه بمائة دينار رضوية فقال له يقول لك مولاي اجعلها في نفقتك فقال دعبل و الله ما لهذا جئت و لا قلت هذه القصيدة طمعا في شي ء يصل إلي و رد الصرة و سأل ثوبا من ثياب الرضا (ع) ليتبرك و يتشرف به فأنفذ إليه الرضا (ع) جبة خز مع الصرة و قال للخادم قل له خذ هذه الصرة فإنك ستحتاج إليها و لا تراجعني فيها فأخذ دعبل الصرة و الجبة و انصرف و سار من مرو في قافلة فلما بلغ ميان قوهان وقع عليهم اللصوص فأخذوا القافلة بأسرها و كتفوا أهلها و كان دعبل فيمن كتف و ملك اللصوص القافلة و جعلوا يقسمونها بينهم فقال رجل من القوم متمثلا بقول دعبل في قصيدته :
أرى فيئهم في غيرهم متقسما
و أيديهم من فيئهم صفرات فسمعه دعبل فقال له لمن هذا البيت فقال لرجل من خزاعة يقال له دعبل بن علي قال فأنا دعبل قائل هذه القصيدة التي منها هذا البيت فوثب الرجل إلى رئيسهم و كان يصلي على رأس تل و كان من الشيعة فأخبره فجاء بنفسه حتى وقف على دعبل و قال له أنت دعبل فقال نعم فقال له أنشدني القصيدة فأنشدها فحل كتافه و كتاف جميع أهل القافلة و رد إليهم جميع ما أخذ منهم لكرامة دعبل و سار دعبل حتى وصل إلى قم فسأله أهل قم أن ينشدهم القصيدة فأمرهم أن يجتمعوا في المسجد الجامع فلما اجتمعوا صعد المنبر فأنشدهم القصيدة فوصله الناس من المال و الخلع بشي ء كثير و اتصل بهم خبر الجبة فسألوه أن يبيعها منهم بألف دينار فامتنع من ذلك فقالوا له فبعنا شيئا منها بألف دينار فأبى عليهم و سار عن قم فلما خرج من رستاق البلد لحق به قوم من أحداث العرب و أخذوا الجبة منه فرجع دعبل إلى قم و سألهم رد الجبة فامتنع الأحداث من ذلك و عصوا المشايخ في أمرها فقالوا لدعبل لا سبيل لك إلى الجبة فخذ ثمنها ألف دينار فأبى عليهم فلما يئس من ردهم الجبة سألهم أن يدفعوا إليه شيئا منها فأجابوه إلى ذلك و أعطوه بعضها و دفعوا إليه ثمن باقيها ألف دينار و انصرف دعبل إلى وطنه فوجد اللصوص قد أخذوا جميع ما كان في منزله فباع المائة الدينار التي كان الرضا (ع) وصله بها فباع من الشيعة كل دينار بمائة درهم فحصل في يده عشرة آلاف درهم فذكر قول الرضا (ع) إنك ستحتاج إلى الدنانير و كانت له جارية لها من قلبه محل فرمدت عينها رمدا عظيما فأدخل أهل الطب عليها فنظروا إليها فقالوا أما العين اليمنى فليس لنا فيها حيلة و قد ذهبت و أما اليسرى فنحن نعالجها و نجتهد و نرجو أن تسلم فاغتم لذلك دعبل غما شديدا و جزع عليها جزعا عظيما ثم إنه ذكر ما كان معه من وصلة الجبة فمسحها على عيني الجارية و عصبها بعصابة منها من أول الليل فأصبحت و عيناها أصح ما كانتا قبل ببركة أبي الحسن الرضا (ع) .