النقباء اثنا عشر
إن أهلي أعطوني أربعة دراهم لاشتري لهم حاجة فضاعت ، فلا أجسر أن أرجع إليهم فأعطاها ، رسول الله صلى الله عليه و آله أربعة دراهم و قال : ارجعي إلى أهلك و مضى رسول الله صلى الله عليه و اله إلى السوق فاشترى قميصا بأربعة دراهم و لبسه و حمد الله عز و جل فرأى رجلا عريانا يقول : من كساني كساه الله من ثياب الجنة ، فخلع رسول الله صلى الله عليه و اله قميصه الذي اشتراه و كساه السائل ، ثم رجع عليه السلام إلى السوق فاشترى بالاربعة التي بقيت قميصا آخر فلبسه و حمد الله عز و جل و رجع إلى منزله فإذا الجارية قاعدة على الطريق تبكي فقال لها رسول الله صلى الله عليه و اله : مالك لا تأتين أهلك ؟ قالت : يا رسول الله إني قد أبطأت عليهم أخاف أن يضربوني ، فقال رسول الله صلى الله عليه و اله : مري بين يدي وليني على أهلك ، و جاء رسول الله صلى الله عليه و اله حتى وقف على باب دراهم ، ثم قال : السلام عليكم يا أهل الدار ، فلم يجيبوه فأعاد السلام فلم يجيبوه ، فأعاد السلام فقالوا : و عليكم السلام يا رسول الله و رحمة الله و بركاته ، فقال عليه الصلاة و السلام : ما لكم تركتم إجابتي في أول السلام و الثاني ؟ فقالوا : يا رسول الله سمعنا كلامك فأحببنا أن نستكثر منه ، فقال رسول الله صلى الله عليه و اله : إن هذه الجارية أبطأت عليكم فلا تؤذوها ( 1 ) ، فقالوا : يا رسول الله هي حرة لممشاك ، فقال رسول الله صلى الله عليه و اله : الحمد لله ما رأيت اثني عشر درهما أعظم بركة من هذه ، كسا الله بها عاريين ، و أعتق نسمة .النقباء اثنا عشر 70 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال : حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، و أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، عن أبان بن عثمان الاحمر ، عن جماعة مشيخة قالوا : اختار رسول الله صلى الله عليه و اله من أمته اثني عشر نقيبا أشار إليهم جبرئيل و أمره باختيارهم كعدة نقباء موسى عليه السلام تسعة من الخزرج و ثلاثة من الاوس ، فمن الخزرج : أسعد بن زرارة ، و البراء بن -1 - في بعض النسخ " فلا تؤاخذوها " .