تعددیة و الحریة فی الإسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تعددیة و الحریة فی الإسلام - نسخه متنی

محمدمهدي شمس الدين

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


التعددية والحرية في الإسلام
بحث حول حرية المعتقد وتعدد المذاهب
تقديم للطبعة الثانية
بقلم سماحة آية الله الشيخ محمد مهدي شمس
الدين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على
سيدنا ونبينا محمد واله الطيبين الطاهرين.
إن نظرة بسيطة إلى ما حولنا في الكون
المادي الطبيعي، وانتباها إلى ما يحيط
بعالمنا و محيطنا الخاص، على مساحة الكرة
الأرضية، والتفاته بسيطة إلى آفاق السماء
وأعماق الأرض، وإلى الأكوان الإخرى في
المجرات الإخرى، تجعل الإنسان يتلقى فورا
إحدى اكبر الحقائق الموضوعية التي تطبع
عالم الشهادة القريب والبعيد، تطبع
الأكوان كلها، وهي التنوع الهائل المدهش
الذي تتسم به كل العوالم: عالم المادة
الجامدة بشتى تجليانها، من الذرة وما
تستبطنه من عوالم إلى المجرات الكبرى،
وعالم النبات بكل تنوعاته المدهشة
والرائحة والمعجبة، من البذرة الصغيرة
المتناهية في الصغر، إلى الأشجار
العملاقة، أشجار السيكويا العملاقة.
وعالم الحيوان بكل تنوعاته الرائعة من
النملة الصغيرة إلى الكائنات لكبيرة.
هذا التنوع ليس تنوعا في الأشكال فقط، بل
هو تنوع في المهمات وفي الوظائف، وفي
التركيب الداخلي، وفي المظاهر الخارجية،
إنه تنوع يستوعب كل شيء، ويشمل كل شيء.
من هنا فان التنوع يعتبر ظاهرة كونية،
وهذا الخنوع في عالم الطبيعة بشتى
تجليانها لم يحدث صدفة، كما لم يحدث
بطبيعة الحال خارج الإرادة الإلهية
المقدسة، بل دل الكتاب العزيز والسنة
المطهرة، على أن هذا التنوع من مظاهر
الخلق الكبرى، ومن مظاهر الإعجاز في
الخلق، ومظاهر الإبداع في الخلق، وتلاحظ
الآيات المباركة التي تنص على هذه الحقيقة
في عالم الممكنات، فهي تدل على أن الله
سبحانه وتعالى وتبارك هو احسن الخالقين، و
أبدع الخالقين لا بمجرد إيجاد الأشياء من
العدم، بل بإيجادها على هذه الصورة
البديعة في تنوعها واختلافها وهي التي
تعطي نكهة وطعما للعالم فتجعله عالما
جميلا وفاتناً.
وهذا التنوع كما تدلنا آيات الكتاب
العزيز هو لي!س سمة عالم الدنيا فقط، بل هو
سمة عالم الآخرة أيضا. الآيات المباركة
حدثتنا عن أن الوجود الاخروي وجود متنوع
أيضا. طبعأ هناك فائزون وهناك خاسرون،
تحدث هنا عن الفائزين، الآيات تتحدث عن
نعيم متشابه
(وأتوا به متشابها) ولكن الآيات القرآنية
تتحدث أيضا عن تنوع كبير في أوضاع
الفائزين، نسأل الله أن يجعلنا منهم، ومن
الرتب العالية فيهم برحمته وكرمه.
الفائزون هم أيضا يعيشون حياة متنوعة،
وليست رتيبة، وهذه نقطه يحسن تقصيها في
القرآن الكريم، وفي السنة الشريفة
المتعلقة بهذا الموضوع.
هذا التنوع في عالم الموجودات المادية ما
خفي منها وما ظهر، يجعلنا ننتقل بالفكر
إلى التنوع الموجود في ميول البشر، وفي
اعتقاداتهم ونزعاتهم واتجاهاتهم، وليس
خصوص تنوعهم المادي في إشكالهم ولغاتهم
وامزجتهم.
نلاحظ مستويين من التنوع: نلاحظ تنوعا
فيما لا يتصل بالعقائد الدينية، في
الثقافات والأذواق، وأنماط العيش، وطرز
البناء، والزيّ، وما إلى ذلك مما يتصل
بالثقافة بالمعنى العام، في صيغة الحياة
الإنسانية، وممارستها على الأرض وفي
المجتمع. وهو تنوع هائل وقد يكون في كثير
من الحالات رائعا، لأنه ينسجم مع التنوع
التكويني في المخلوقات فيضيف بهجة وعنصر
إثارة إلى المجتمعات الإنسانية وإلى
حياتها.
وهناك تنوع نلاحظه في مجال الاعتقادات
الدينية، وما يتصل بها من قناعات واتجاهات
سياسية تتعلق بالصيغة التي ينبغي أن تكون
عليها حياة الإنسان في مجتمعه من حيث
نظامه السياسي والاجتماعي وما يتصل بذلك.

/ 85