عمل و الفاعلیة طریق التقدم نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عمل و الفاعلیة طریق التقدم - نسخه متنی

حسن موسي صفار

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الأصل أحاديث ألقيتها في بعض المناسبات.

وإذ أقدمها اليوم ضمن هذا الكتيب، لأرجو أن تسهم في بث روح الفاعلية والنشاط، وتنمية إرادة العمل والحركة والجد والاجتهاد، ومع إدراكي للأبعاد الأخرى ذات التأثير الكبير على مسألة الفاعلية والعمل في مجتمعاتنا، إلا أني في هذه الأحاديث أتوجه بالخطاب للإنسان ذاته، فهو إذا قرر العمل، وامتلك إرادته، وتحلّى بأخلاقياته، فسيكون أقدر على مواجهة المعوقات، وتجاوز الصعوبات.

عسى الله تعالى أن يمنّ علينا جميعاً بالتوفيق للخير، والمبادرة لصالح الأعمال، إنه سميع مجيب.

27/4/1421هـ 29/7/2000م بين الأمل والعمل هناك ثلاثة عوالم تحيط بشخصية الإنسان وتتفاوت من حيث التأثير على واقع حياته، وهي:

عالم الآمال والتطلعات.

عالم الأفكار والمعتقدات.

عالم السلوك والأعمال.

ويهمنا في هذا البحث استقراء وتلمس مدى ارتباط كل واحد منها بواقع الإنسان وتأثيره على صنع وضعه ومجريات حياته.

الآمال والتطلعات:

من إشراقات نور العقل الذي اختص الله تعالى به الإنسان، القدرة على التخيل والتطلع، فالواقع الذي يعيشه الإنسان لا يشكل سقفاً لأشعة تفكيره، بل إن ذهنه يحلّق بعيداً متجاوزاً معطيات الواقع المعاش.

لذا يمتاز الإنسان بحالة الأمل والتمني، وهي وليدة ملكة الخيال، فحينما يتخيل شيئاً يتمناه، ويأمل الوصول إليه، ويتطلع لتحقيقه.

وأكثر منجزات الإنسان العلمية ومكاسبه الحضارية، كانت في بدايتها خيالات وأحلام، وآمال وتطلعات، حتى أصبح عندنا لون من ألوان الأدب الإبداعي، يطلق عليه قصص الخيال العلمي، حيث ينطلق الفكر لدى بعض الأدباء محلقاً في سماء الخيال والتمني، لينسج أحداثاً وأوضاعاً تتخطى الواقع المعاش، وليرسم صوراً ولوحات تتجاوز الإمكانات المتاحة، ولكنها قد تتحقق فيما بعد وتصبح ظواهر حية مألوفة.

إن ارتياد الفضاء والسفر إلى القمر، الذي أنجزه إنسان القرن العشرين، كان حلماً وخيالاً داعب عقل الإنسان من القرن الثاني للميلاد، حيث كتب (لوسيان) السوري كتاباً باللغة اليونانية بعنوان "قصة حقيقية" كما كتب فيما بعد الفرنسي (سيرانودي برجراك) في القرن السابع عشر متخيلاً رجالاً يطيرون في الفضاء في سفن وصواريخ متعددة الطوابق، وكتب الفلكي الألماني (يوهانس كيبلر) قصة "رحلة إلى القمر". ومن عجيب ما يذكر أن المخابرات الأمريكية أصيبت بالشك والحيرة حين نشر الكاتب الأمريكي (كارتميل) عام 1944م قصته "الموعد النهائي" التي تشير إلى صنع قنبلة ذرية. ومردّ هذا الشك وهذه الحيرة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تجدّ في ذلك الوقت في صناعة القنبلة الذرية في جوٍ من السرية التامة، وثبت من التحقيقات التي أجرتها المخابرات الأمريكية أن الكاتب لم يطّلع على هذا السر، وإنما كان ذلك من بنات أفكاره وأعمال خياله. (1) وعن المدى الواسع لتطلعات الإنسان وآماله، يقول الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام:

(الأمل لا غاية له)(2).

(الآمال لا تنتهي)(3).

(لا تخلو النفس من الأمل حتى تدخل في الأجل)(4).

إن أهمية الأمل والتطلع عند الإنسان تتحقق عندما يكون وقوداً للحركة، وطاقةً للسعي، وعندما يخلق حالة الاندفاع نحو العمل، وبنفس القدر يكون مؤثراً في حياة الإنسان وفاعلاً في واقعه.

/ 24