حسن موسى الصفارالطبعة الأولى 2000م.جميع الحقوق محفوظة للمؤلفتوزيع دار الكنوز الأدبيةبيروت - لبنانص.ب 7226 - 11هاتف/ فاكس 739696 - 01هذه السطور 5بين الأمل والعمل 7إرادة العمل 12العمل والفاعلية في رؤية الإسلام 19كيف يعمل الآخرون 25إتقان العمل 35حواشي الكتاب 43بسم الله الرحمن الرحيم{ وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ }( سورة التوبة آية 105)هذه السطورالإنسان هو أساس التنمية، ومحور النهوض والتغيير، فلا تحدث تنمية حقيقية إلا من خلال إنسان فاعل، ولا يتحقق تقدم إلا عبر مجتمع ناهض، وأوطاننا ومجتمعاتنا لن تتجاوز تخلفها إلا إذا قرر أبناؤها استخدام قدراتهم وطاقاتهم في العمل والبناء، وهل ينقص إنساننا شيء؟إنه لا يقل ذكاءً وفطنة عن أبناء المجتمعات الأخرى، وليست مواهبه واستعداداته أضعف من الآخرين، لكن ما يحتاج إليه إنساننا هو إرادة العمل، بأن يقرر بذل أقصى طاقته، وغاية جهده، من أجل بناء الوطن، وصنع المستقبل الأفضل.وإرادة العمل تعني نفض غبار الكسل والخمول، ورفض منطق التبرير والتواكل، وتحدي المشاكل والصعوبات، وتحمل المشقة والعناء.الكثيرون منا يفقدون هذه الإرادة، ويتذرعون بمختلف الحجج والأعذار، ويلقون باللائمة على غيرهم من جهات وأوضاع.والكثيرون يشفقون على أنفسهم من بذل أقل جهد أو تحمل أبسط عناء.وإرادة العمل إذا ما تفجرت وأشرقت في نفس الإنسان، انعكست أشعتها وآثارها على مختلف جوانب حياته، فبها يتفتق ذهنه عن الخطط والمشاريع، وينتج عقله الآراء والأفكار، وتنشط حواسه وأعضاؤه للحركة والأداء.وبامتلاك إرادة العمل وتفعيلها يتطور وضع الإنسان الثقافي والاقتصادي والاجتماعي، فانتشار الدين، وتعزيز مكانته، والتفاف الناس حوله، لا يحصل إلا إذا كان هناك عمل ونشاط من قبل المتصدين للقضايا الدينية" والمستوى الثقافي لا يتقدم لدى الفرد والمجتمع إلا بوجود حركة ثقافية والاقتصاد إنما يتطور وينمو من خلال السعي وبذل الجهد وهكذا في سائر المجالات.لقد عايشت وخالطت فئات عديدة، وأفراداً كثيرين من أبناء المجتمع، ووجدتهم يشكون من نواقص ومشاكل مختلفة في حياتهم، ويتحدثون عن بعض التطلعات والآمال في نفوسهم، لكنهم يقفون عند حدود التذمر والشكوى، وبث مشاعر الأمل والرجاء، مع امتلاكهم لشتى القدرات والطاقات، وتوفرهم على أفضل الفرص والإمكانات..مما كان يدفعني للتأمل في هذه الحالة، والبحث عن خلفياتها وجذورها، وتلمس أفضل الطرق والأساليب للخروج من هذه القوقعة المتخلفة، إلى آفاق الفاعلية والتقدم.فكانت هذه السطور المتواضعة والتي هي في