ص: 162
الأول أمیر المؤمنین ع و بالرجل الثانی رسول الله ص و یؤیده ما مر من روایة الحاکم فالمقابلة بین الرجلین باعتبار أن التشاکس بین الأتباع إنما حصل لعدم کون متبوعهم سلما للرسول ص و لم یأخذ عنه ص ما یحتاج إلیه أتباعه من العلم فیکون ذکر الشیعة هنا استطرادیا لبیان أن شیعته لما کانوا سلما له فهم أیضا سلم للرسول ص و الثانی أن یکون المراد بالرجل الأول کل واحد من الشیعة و بالرجل الثانی أمیر المؤمنین ع و المعنی أن الشیعة لکونهم سلما لإمامهم لا منازعة بینهم فی أصل الدین فیکون الأول حقا بیانا للرجل الثانی و شیعته بیانا للرجل الأول و المقابلة فی الآیة تکون بین رجل فیه شرکاء و بین الرجل الثانی من الرجلین المذکورین ثانیا و الأول أظهر فی الخبر و الثانی أظهر فی الآیة (1).
12- کا، الکافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها قُلْتُ مَا السِّلْمُ قَالَ الدُّخُولُ فِی أَمْرِنَا (2).
بیان: الجنوح المیل و السلم بالکسر و الفتح الصلح و یؤنث و یذکر و قیل الآیة منسوخة و قیل هی فی موادعة أهل الکتاب و علی تأویله یمکن أن یکون الضمیر راجعا إلی المنافقین أی إن أظهروا القول بولایة علی فی الظاهر فاقبل منهم و إن علمت نفاقهم.
13- فس، تفسیر القمی قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا الْآیَةَ فَإِنَّهُ مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ع وَ شُرَکَائِهِ الَّذِینَ ظَلَمُوهُ وَ غَصَبُوا حَقَّهُ وَ قَوْلُهُ تَعَالَی مُتَشاکِسُونَ أَیْ مُتَبَاغِضُونَ وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَجُلًا
--------------------------------------------------------------------------------
1- ذکر فی نسخة الکمبانیّ بعد ذلک الحدیث المتقدم تحت الرقم 5، و حیث کان مکرّرا فاسقطناه هاهنا.
2- أصول الکافی 1: 415. و الآیة فی الأنفال: 61.