ص: 381
قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَيَّامَ قَتْلِ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ وَ صَلْبِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ فَقَالَ لِي يَا حَفْصُ إِنِّي أَمَرْتُ الْمُعَلَّى بْنَ خُنَيْسٍ بِأَمْرٍ فَخَالَفَنِي فَابْتُلِيَ
بِالْحَدِيدِ إِنِّي نَظَرْتُ إِلَيْهِ يَوْماً وَ هُوَ كَئِيبٌ حَزِينٌ فَقُلْتُ مَا لَكَ يَا مُعَلَّى كَأَنَّكَ ذَكَرْتَ أَهْلَكَ وَ مَالَكَ وَ عِيَالَكَ فَقَالَ أَجَلْ فَقُلْتُ ادْنُ مِنِّي فَدَنَا مِنِّي
فَمَسَحْتُ وَجْهَهُ فَقُلْتُ أَيْنَ تَرَاكَ فَقَالَ أَرَانِي فِي بَيْتِي هَذِهِ زَوْجَتِي وَ هَؤُلَاءِ وُلْدِي فَتَرَكْتُهُ حَتَّى تَمَلَّأَ مِنْهُمْ وَ اسْتَتَرْتُ مِنْهُ حَتَّى نَالَ مَا يَنَالُ الرَّجُلُ مِنْ
أَهْلِهِ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ ادْنُ مِنِّي فَدَنَا مِنِّي فَمَسَحْتُ وَجْهَهُ فَقُلْتُ أَيْنَ تَرَاكَ فَقَالَ أَرَانِي مَعَكَ فِي الْمَدِينَةِ وَ هَذَا بَيْتُكَ فَقُلْتُ لَهُ يَا مُعَلَّى إِنَّ لَنَا حَدِيثاً مَنْ حَفِظَهُ
عَلَيْنَا حَفِظَ اللَّهُ عَلَيْهِ دِينَهُ وَ دُنْيَاهُ يَا مُعَلَّى لَا تَكُونُوا أُسَرَاءَ فِي أَيْدِي النَّاسِ بِحَدِيثِنَا إِنْ شَاءُوا مَنُّوا عَلَيْكُمْ وَ إِنْ شَاءُوا قَتَلُوكُمْ يَا مُعَلَّى إِنَّ مَنْ كَتَمَ
الصَّعْبَ مِنْ حَدِيثِنَا جَعَلَهُ اللَّهُ نُوراً بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَ رَزَقَهُ اللَّهُ الْعِزَّةَ فِي النَّاسِ وَ مَنْ أَذَاعَ الصَّعْبَ مِنْ حَدِيثِنَا لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَعَضَّهُ «1» السِّلَاحُ أَوْ يَمُوتَ
بِخَبَلٍ «2» يَا مُعَلَّى وَ أَنْتَ مَقْتُولٌ فَاسْتَعِدَّ «3».
35- ختص، الإختصاص ير، بصائر الدرجات الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَلَمَةَ اللُّؤْلُؤِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَقَّاحٍ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ قَالَ: سَأَلْتُ
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْحَوْضِ فَقَالَ هُوَ حَوْضٌ مَا بَيْنَ بُصْرَى إِلَى صَنْعَاءَ أَ تُحِبُّ أَنْ تَرَاهُ فَقُلْتُ لَهُ نَعَمْ قَالَ فَأَخَذَ بِيَدِي وَ أَخْرَجَنِي إِلَى ظَهْرِ الْمَدِينَةِ ثُمَّ
ضَرَبَ بِرِجْلِهِ فَنَظَرْتُ إِلَى نَهَرٍ يَجْرِي مِنْ جَانِبِهِ هَذَا مَاءٌ أَبْيَضُ مِنَ الثَّلْجِ وَ مِنْ جَانِبِهِ هَذَا لَبَنٌ أَبْيَضُ «4» مِنَ الثَّلْجِ وَ فِي وَسَطِهِ خَمْرٌ أَحْسَنُ
__________________________________________________
(1) عضه: امسكه باسنانه و يقال بالفارسية: گزيد.
(2) الخبل: فساد الأعضاء و الفالج و قطع الأيدي و الارجل و فساد العقل و في المصدر: [او يموت كبلا] و كبله: قيده. حبسه.
(3) الاختصاص: 321. و رواه الصفار في البصائر و 119 بإسناده عن ابن أبي الخطاب عن موسى بن سعدان عن عبد اللّه بن القاسم عن حفص الابيض
التمار.
(4) في البصائر: فنظرت الى نهر يجرى لا يدرك حافتيه الا الموضع الذي انا فيه قائم فانه شبيه بالجزيرة فكنت انا و هو وقوفا فنظرت الى نهر
يجرى جانبه ماء ابيض.