بشارة أحمد في الإنجيل نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بشارة أحمد في الإنجيل - نسخه متنی

محمد حسینی ریس؛ محققین: معوض عوض ابراهیم، حسینی مصطفی ریس

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

 بشارة أحمد في الإنجيل


 


محمد الحسيني الريس
بشارة أحمد في الإنجيل
مناظرة بين مجموعة من القساوسة وعلماء المسلمين
إعداد وتأليف
محمد الحسيني الريس
مقدمة مراجعة وتعليق
فضيلة الشيخ / معوض عوض إبراهيم فضيلة الشيخ / الحسيني مصطفى الريس
من علماء الأزهر من علماء الأزهر
ذلك الكتاب
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، أحمد الفعال،
والأسوة الحسنة على كل حال، والرحمة المهداة الذي كان حفيا وفيا لأنبياء الله
ورسله وهو يبلغ القرآن إلى البشرية حتى أخر الزمان، ورادا قاله لسوء عن المصطفين
الأخيار، كاشفا عن أقدارهم في أقوامهم منذ اصطفاهم مولاهم وأرسلهم مبشرين
ومنذرين في إعصارهم بعد أن دعا الخليل إبراهيم وهو يرفع وإسماعيل القواعد من
البيت (ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا
انك أنت التواب الرحيم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم
الكتاب والحكمة ويزكيهم انك أنت العزيز الحكيم) (128 - 129) البقرة.
وقال عيسى عليه السلام (يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي
من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) الصف 6.
وقد أورد أبو نعيم في الحلية حديثا قدسيا فيه حوار بين الله وبين موسى عليه
السلام يؤكد أن " أحمد " من أسماء النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه. وقد صح تنويه
النبي بأنه دعوة إبراهيم وبشارة عيسى ورؤيا أمه.
وهذا الكتاب خليق بأن يتحدث عن نفسه وأن نرهف له الإسماع فدوافعه جليلة وأصوله
ومصادرة من الصدق والوضوح إلى استقامة المنهج ويسر العرض وسمو المقصد وشرف الغاية
تؤهله لكل رعاية واهتمام.
يصطنع الأمانة العلمية وإفساح الصدر لمن يجادلون في الحق بعد ما تبين بقدر سكينة
نفس وهو كلام بعض من أنصفوا الإسلام ورسوله وشمائله من وراء الساحة ومن لم يذعنوا
جهرة للحقيقة الإيمانية في السياق الذي استهدفه " أبو أحمد " وهو
1

شهادة الكتب
المقدسة باسم " أحمد " صلوات الله عليه على نحو يثير اليقين ويضاعف الثقة في المؤلف
الفاضل وجهده المستعلن في كل سطر بل وفي كل جملة من جمل هذه الباكورة المباركة
التي تمس الحاجة إليها والى أمثلها في مواجهة ما يشغب به كثيرون على الإسلام
ورسوله اليوم من أحفاد الذين حكى القرآن من أقوالهم " وقال الذين كفروا لا تسمعوا
لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون " فصلت 26.
وها نحن في الخمس الأول من القرن الخامس عشر للهجرة والقرآن يتألق نوره ويشيع
شذاه وعبيره والى الأبد إن شاء الله " وما يبدئ الباطل وما يعيد " سبأ 49
ولقد انتهى أبو أحمد من رحلته البرة في هذا الكتاب بصفحتين أوجز فيهما ما بسط
وأجمل ما فصل زيادة في تمام الإفادة به والانتفاع منه ودلالة على أنه من اليقين
الذي قد يتكرر الإعراب عنه فلا يزيده التكرار إلا جلاء ووضوح مراد وسطوع حجه.
والله أسأل أن يتقبل بقبول حسن عمل " أبى أحمد " الأستاذ محمد الحسيني الريس، وأن
يثبت به إيمانه، وهو يحتسب عند ربه وحيده وليده (أحمد) وأن يخلف لك ولزوجك
قرة عين، وبركته في الدرتين الغاليتين وهو حسبنا ونعم الوكيل.
الشيخ / معوض عوض إبراهيم
ربيع الأول 1419 ه‍
الإهداء
أهدى هذا الكتاب إلى كل من يطلب الحق ويبغض الباطل ويؤمن بما جاء عن رسل الله
في حقيقة محمد r والإيمان به والتصديق بما جاء به عن الله كما أهدى هذا الكتاب
إلى روح ابني أحمد الذي كنت أمله أن يواصل بعدي ما بدأت به من التحقق في حقيقة
محمد r وذلك من الكتب المقدسة السابقة فآثر جوار الله على جوار الناس وأختاره
الله تبارك وتعالى وهو يافعا ينبض بالحياة، كما أهدى هذا الكتاب إلى والدي
الذين لهم أثر في تربيتي ونشأتي سائلا الله أن يجعل هذا الكتاب في ميزان حسناتي
يوم أن ألقاه عز وجل.
المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد تخيلت جمعا يحاول كل منهما مناظرة أخيه في مسألة عقدية يهتم بها الناس
2

جميعا
على اختلاف ألوانهم وعقائدهم وديانتهم ولأهمية هذه المناظرة فقد تخيلتها وإنني
أدير حوارها بين طائفتين مختلفتين وفكرتين متعارضتين وانه ليشرفني إدارة هذا
الحوار من أجل الوصول إلى الحقائق التي تظهر الطريق الصحيح إلى مرضاة الله أنني
لأشكر جميع الحاضرين الذين قبلوا الحوار وقبلوا أن ينتقد عملهم وعلى سعه صدر
الجميع بلا تشنج ولا عصبية مما جعل هذا الحوار قيما لقد أدرت هذا الحوار الذي
حضره مجموعه من قساوسة النصارى وعلماء المسلمين فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر
فجمعت آرائهم من خلال كتبهم وجعلت هذا الحوار الذي أهديه إلى كل البشرية وإلى كل
الأديان نموذجا لعدم التشنج والحوار الهادئ الذي يولد الإحساس بالاحترام المتبادل
كما أهدى هذا العمل إلى والدي الذي علمني الحوار الهادئ واحترام جميع الآراء
لعلنا نستفيد من مجمل الآراء ولعل هذا الرأي المخالف يكون مصباحا يضئ لنا طريق
الحق وأسأل الله أن يوفقني إلى ما يحب ويرضاه.
المؤلف
حضر من أرباب الفكر قساوسة النصارى
القس / نقولا يعقوب غبريال
الأنبا / غريغوريوس
د. القس / منيس عبد النور
د. القس / لبيب ميخائيل
وأيضا فقد حضر من علماء المسلمين
الشيخ / أحمد ديدات
البروفيسور / عبد الأحد داود (قسيس سابق)
الشيخ / إبراهيم خليل أحمد (قسيس سابق)
سليمان شاهد مفسر (قسيس سابق)
المستشار / محمد عزت الطهطاوي
د / احمد حجازي السقا
اللواء / أحمد عبد الوهاب
الشيخ / جعفر السبحاني
والآن فليتفضل القس / نقولا يعقوب غبريال بالحديث
شكرا لكم جميعا, تحية طيبة لكم جميعا
يدعى إخواننا المسلمون أن أسم نبيهم محمد قد ورد في الإنجيل استنادا إلى ما ورد
في القرآن (وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا
لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد) (1) وقالوا إن
معنى باراكليت اليونانية الواردة في الإنجيل
3

أحمد وأحمد ومحمد سيان، وبعضهم
يدعى إن الإنجيل مبدل لأن هذه البشارة ليست فيه الآن، مع أنها لا تزال مدونة كما
كانت في أيام محمد في اللغة اليونانية ولكن ما فهمه القرآن من الكلمة المقصودة
في الآية في غير محله، لأن الكلمة في اليونانية هكذا IIAPAKAHTOE وليست هكذا
IIEPIKAHTOE وبالحروف الإفرنجية هكذا PARACLETOS وليست PERICLETOS تعريبها
باراكليتس وليست بركليتوس فالأولى معناها المعزى والثانية المشهور والمحمود.
وهذه الآية لم تزل في الإنجيل برهانا على أنه لم يتغير. ولنرجع الآن إلى إيراد
الآيات التي فيها لفظة الباراكليت $ لنفهم معناها من القرائن، ولنرى هل يصح أن
تنسب إلى عهد محمد كما يدعى إخواننا المسلمون؟
أولا:
قول المسيح " وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا باراكليت آخر ليمكث معكم إلى
الأبد، روح الحق، الذي لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه ولا يعرفه، و
أما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم " (2).
ثانيا:
قول المسيح " ومتى جاء المعزى الباراكليت $ الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح
الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي " (3).
ثالثا:
قول المسيح " لأنه إن لم أنطق لا يأتيكم المعزى باراكليت ولكن إن ذهبت أرسله
إليكم ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة " (4).
رابعا:
" وفيما هو (المسيح) مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم، بل ينتظروا
موعد الآب الذي سمعتموه منى، لأن يوحنا (يحيى) عمد بالماء، وأما أنتم فستتعمدون
بالروح القدس ليس بعد هذه الأيام بكثير " (5).
1 - سورة الصف، الآية (6) 3 - إنجيل يوحنا (15: 26) ج 5 إنجيل يوحنا (1: ج 4 5)
2 - إنجيل يوحنا (14: ج 16 17) 4 - إنجيل يوحنا (16: ج 7 8)
خامسا:
" ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة. وصار بغتة من السماء صوت
كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين. وظهرت لهم
4

ألسنة منقسمة
كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم. وامتلأ الجميع من الروح القدس
وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا " (1).
لا يخفى أن المسيح كان معلم الحواريين مدة إقامته بينهم، وكان مرشدا ومعزيا لهم
ومدافعا عنهم حتى تعلقت قلوبهم به، وهو سابق علمه عرف أن فراقه بواسطة الموت
سيحزنهم جدا. وتحقق أنهم في حاجة إلى مساعدة سماوية للتقوية والإرشاد والتعزية
بعد فراقه، لذلك سبق فوعدهم بالروح القدس المعزى الآخر، كما رأيت في الآيات
السالفة الذكر وبعد إنعام النظر في هذه الآيات يتضح لنا أن الشخص الموعود به لا
يمكن أن يكون محمدا نبي المسلمين لأسباب تراها في نفس الآيات: أن الموعود به غير
ذي جسم " روح الحق " لذلك لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه وهذا الوصف لا
يصدق على محمد لأنه ذو جسم وقد رآه العالم المؤمن والكافر.
أن الموعود به جاء ليمكث مع الحواريين إلى الأبد " ليمكث معكم إلى الأبد " وهذا
أيضا لا يصدق على محمد، لأنه لم يأت في زمن الحواريين، ولم يمكث في العالم أو
معهم إلى الأبد.
أن الموعود به كان وقتئذ مع الحواريين " لأنه ماكث معكم " وهذا أيضا لا يصدق على
محمد لأنه لم يكن مع الحواريين.
أن المسيح أوصى الحواريين " أن لا يبرحوا من أورشليم بل ينتظروا " ذاك المعزى
الروح القدس، وهم إطاعة لأمر سيدهم (والمسلمون يعتقدون أن الحواريين طائعون)
انتظروا عشرة أيام في أورشليم حتى جاء ذلك المعزى " وامتلأ الجميع من الروح
القدس " وهذا أيضا لا يصدق على محمد، وإلا كان يجب على الحواريين أن ينتظروا في
أورشليم نحو ستمائة سنة إلى مجئ محمد، وأنى لهم هذا العمر. وخصوصا أن المسيح
وعدهم بإرسال هذا الروح المعزى على عجل، وإلا فليس من فائدة للتعزية وهم موتى
، فتعزية لهم قال: " وأما أنتم فستتعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه الأيام
بكثير " (2).
ولست أظن أن الأخ المسلم يريد أن
5

يعتقد أن المسيح هو الذي أرسل محمدا، لأن
الآيات السالفة تبين أن المسيح هو الذي أرسل الروح المعزى. فإن كان ذلك كذلك فلنا
معه بحث لآخر، فيه يضطر أن يسلم بألوهية المسيح المرسل، لأن محمدا كان يدعى أنه
رسول الله
ج 1 أعمال الرسل (2: ج 1 4)
ج 2 أعمال الرسل (1: 5)
فتأمل؟ الله أسأل أن يهب أخي المسلم هذا الروح القدس كما وهب الحواريين، كي
يرشده إلى الحق ويهديه سواء السبيل، وينير ذهنه ليعرف الغت من السمين (1). و
شكرا لكم جميعا.
شكرا للقس نقولا والآن فليتفضل د / القس لبيب ميخائيل.
شكرا لكم جميعا.
المعزى الذي تحدث عنه المسيح لتلاميذه، لم يكن نبيا آتيا بعده، وإنما كان الروح
القدس كما أوضح له المجد بفمه المبارك قائلا " وأما المعزى الروح القدس الذي
سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم " (2).
فالمسيحيون لم ينتظروا نبيا آخر يأتي بعد المسيح، بل كان رجاؤهم وما زال في عودة
المسيح ثاني بعد صعوده إلى السماء كما وعدهم " وها أنا أتى سريعا وأجرتي معي
لأجازي كل واحد كما يكون عمله " (3).
ولذا فإن صلاة المسيحيين الحقيقيين في كل العصور تركزت في الكلمات " آمين. أيها
الرب يسوع " (4) وهي آخر كلمات اختتم بها سفر الرؤيا (5)، أخر أسفار الكتاب المقدس
وشكرا لكم جميعا على حسن استماعكم لي.
شكرا للقس لبيب والآن فليتفضل القس منيس عبد النور.
تحية لكم جميعا وكماله للبحث السابق نقول من هو هذا المعزي؟
(1) " المعزي " وفي اليونانية " باراكليت " تعني " المؤيد " أو " الوكيل " ولقب "
المؤيد والوكيل " لا يصح إسنادهما إلى مخلوق، لأنهما من ألقاب الله.
(2) لم تستعمل كلمة الباراكليت $ " المعزي " في أسفار العهد الجديد إلا للدلالة علي
الروح القدس راجع (يوحنا 14: 16، 17: 26، 15: 26، 16: 13) وجاءت أيضا
للتلميح إلي المسيح (يوحنا 14: 16، 1 يوحنا 2: 1)
(3) لا يمكن أن يكون
6

الباراكليت $ (حسبما ورد في هذه الآيات) إنسانا ذا روح وجسد،
بل هو روح محض غير منظور، روح الحق الذي عندما قال المسيح عنه انه يأتي، كان (أي
الروح) حينئذ ماكثا مع التلاميذ (يوحنا 15: 26, 16: 17)
(4) إن الذي يرسل " الباراكليت $ " هو المسيح (يوحنا 15: 26، 16: 17)
(5) عمل الروح القدس أن يبكت علي الخطية، وجوهر الخطية عدم الإيمان بالمسيح (
يوحنا 16: 9)
(6) قيل عن الروح القدس انه متي جاء يمجد المسيح ولا يمجد نفسه، لأنه يأخذ مما
للمسيح ويخبرنا (يوحنا 16: 14 و 15)
1 - مباحث المجتهدين (ص ص ج 107 111) 3 - الرؤيا (22: 12) ج 5 هل المسيح هو الله
(ص 209)
2 - إنجيل يوحنا (14: 26) 4 - الرؤيا (22: 20)
(7) قيل عن الباراكليت $ انه سيسكن في قلوب المسيحيين الحقيقيين (يوحنا 16: 14
قابل 1 كورنثوس 6: 19 ورومية 8: 9)
(8) وعد المسيح أن الروح القدس يجب أن ينزل من السماء علي التلاميذ بعد صعوده
بأيام قليلة (يوحنا 14: 26) وأمرهم أن لا يباشروا خدماتهم كرسل حتى يحل عليهم
الروح القدس (متي 28: 19, 20 وأعمال 1: 25) وبناء علي أمره مكثوا في أورشليم
إلي أن تم هذا الوعد (انظر لوقا 24: 49 وأعمال 1: 4 و 8 و 2: 1 - 36).
فهل تظنون أن مراد المسيح أن ينتظر تلاميذه بدون أن يمارسوا عملهم حتى يجئ نبي
بعده؟ هذا محال وعليه فالنبوة هنا تشير إلي ما حدث يوم الخمسين بعد صعود المسيح
بأيام قليلة (انظر أعمال الرسل 2) ومن بعد ذلك الوقت نالت جماعة الرسل قوة
فائقة وحكمة واسعة وجالوا يكرزون بالإنجيل في الأرض كلها وشكرا لكم جميعا لعلكم
تصلون إلي الحقيقة شكرا (1)
شكرا للدكتور / القس منيس عبد النور وعلي الإضافات القيمة 0
والآن فليتفضل الأنبا غريغوريوس بالحديث
شكرا لكم جميعا والي جميع الحاضرين أن حديث كل من القس / نقولا والقس / منيس لهو
حديث شامل ولا أضيف سوي اختصارا بسيط وهو أن روح الحق هو " الروح القدس " وليس
7

محمد بناء علي تحقيق وعد المسيح لتلاميذه ورسله وحوارييه عنه في يوم الخمسين،
كما أورده سفر أعمال في إصحاحه الثاني وشكرا لكم (2) 0
شكرا للسادة القساوسة والآن هل أحد من الجمهور الحاضر يضيف شئ علي ما قاله
القساوسة فليتفضل 0
وقام أحد الجمهور من الحاضرين وتقدم إلي الميكرفون وبدأ بالحديث
بسم الله الرحمن الرحيم أنني أتفق مع ما قاله القساوسة وأنه حسب النص فان النبي "
محمد " لم يرسله الله (الآب) باسم يسوع، بل أرسله باسمه، باسم الحق، ولم يرسله
يسوع بل أرسله رب العالمين، ولم يرسله لتمجيد يسوع وأخذ كلامه ونشر رسالته، بل
لتمجيد الله وهداية البشر وتطهرهم من دنس الشرك والخطيئة وهذا واضح من أدني تتبع
للنص وهل يمكن ألا يراه العالم ولا يعرفه وان لم يقبله كما عبر أول النص؟
فالمراد من روح الحق هو الروح القدس الذي يدعي تلامذته أنه عليه السلام أخبرهم
بأنه سيقيم معهم ويكون فيهم وسيظهر عليهم بعد ذهابه من العالم فما رآه البعض غير
صحيح من أن الباراكليت $ هو محمد (3) وشكرا لكم جميعا.
والآن أجد أحد الجالسين يطلب أن يشارك معنا في هذا الحوار فليتفضل
ج 1 شبهات وهمية حول الكتاب المقدس (ص ص ج 402 403) ج 3 المسيح بين القرآن و
الإنجيل (ص 182)
ج 2 اللقاء بين الإسلام والنصرانية (ص ص ج 18 22)
شكرا لكم لو رجعنا إلى قاموس الكتاب المقدس تحت أشراف نخبه من أساتذة الكتاب
المقدس 27 من صفوه علماء الكتاب المقدس إذا رجعنا إلى كلمه (معز): (يوحنا 14:
16 و 15: 26 و 16: 7) هو الروح القدس. ولم ترد إلا في إنجيل يوحنا والكلمة
الأصلية اليونانية " براكليتيس " وتعني " معز " و " معين " و " شفيع " و " محام "
وتشير إلى عمل الروح القدس لأجلنا (1) هذا ما قاله قاموس الكتاب المقدس وشكرا لكم
جميعا.
شكرا لجميع الحاضرين وجميع المتكلمين والآن جاء دور علماء المسلمين ولنبدأ
بالشيخ / أحمد ديدات حيث طلب العلماء الأفاضل تقديمه عليهم
8

فليتفضل الشيخ / أحمد
ديدات بالحديث
بسم الله الرحمن الرحيم " وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله
إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد " (2) صدق
الله العظيم السيد الرئيس السادة الأعزاء إن المسلم يحتار لغرور وعناد المسيحي و
الرؤيا الضيقة التي تمنعه من أن يرى الضوء في المصباح الذي في يديه من أن يستمع
إلى صوت الضمير لكي يتعرف على الحقيقة فيما سبق وبالمقابل فإن المسيحيين يحتارون
ويندهشون لغلظة قلوب اليهود وعنادهم (3) فتذكروا أنه حتى القرن السادس من
التقويم المسيحي حينما كان محمد صلى الله عليه وسلم يرتل كلام الله الذي أوحى به
إليه لم يكن الإنجيل قد ترجم بعد إلى اللغة العربية ولم يكن يستطيع أن يعرف كبشر
أنه كان ينجز ويحقق ما تفوه به سلفه عيسى عليه السلام إلى أبعد مدى (4). لقد بشر
الإنجيل برسولنا الأعظم فإذا نظرنا إلى اسم وجدناهما يعنيان أحمد ومحمد تعنى
موضع الثناء والحمد وهي تترجم في اللغة اليونانية دائما بكلمة بيريكليتوس و
إنجيل يوحنا حاليا في الآيات 14: 16، 15: 26، 16: 7 يستخدم كلمة COMFORTES (
معزى) من النسخة الإنجليزية كترجمة للكلمة اليونانية باراكليتوس والتي تعنى
شفيع أو مدافع وهو الشخص الذي يدعى لمساعدة آخر أو صديق رحيم أكثر مما تعنى معزى
والأساتذة المتخصصون في اللاهوت يقولون إن باراكليتوس هي تحريف في القراءة للكلمة
الأصلية بيركليتوس، وفى القول الأصلي ليسوع المسيح فيه تنبؤ لنبينا أحمد بالاسم
وحتى لو قرأنا باراكليتوس فإنها تدل على النبي الكريم الذي كان رحيما بكل
الخلائق (5). ومن فضلك عدد ضمائر " هو " he ' s المستخدمة لوصف الباراكليت $:
Hom brit when he the spirit of truth is come, he will guide you into all truth
for he shall not speak of himself, but what so ever he shall hear that shall
he speak and he will show you things to come.
ستجدهم
9

سبعة ضمائر مذكرة في جملة واحدة. لا توجد آية أخرى في ال‍ 66 سفرا
لإنجيل
ج 1 قاموس الكتاب المقدس (ص 626) 4 - محمد r الخليفة الطبيعي للمسيح (ص ص ج 31
32)
ج 2 سورة الصف (الآية 6) 5 - محمد r الخليفة الطبيعي للمسيح (ص 38)
ج 3 محمد r الخليفة الطبيعي للمسيح (ص ص ج 24 25)
البروتستانت أو ال‍ 73 سفرا لإنجيل الكاثوليك بها سبعة ضمائر مذكرة وسوف
توافقني أن كل هذه الضمائر المذكرة من آية واحدة لا يمكن أن تدل على GHOST (شبح
أو طيف أو روح) سواء كان مقدسا أم لا (1).
عندما نوقشت في هذه النقطة الخاصة بالسبعة ضمائر المذكورة في آية واحدة من
الإنجيل في مناظرة في الهند بين المسلمين والمبشرين المسيحيين غيرت النسخة
الأردية من الإنجيل وهو خداع معتاد من المبشرين خاصة في اللغات الإقليمية. آخر
حيلة عثرت عليها في الإنجيل باللغة الإفريقية في هذه الآية موضع البحث فقد غيروا
كلمة معزى (مساعد COMFORTER) إلى كلمة وسيط (MEDIATOR) وأقحموا فيها جملة
الروح القدس وهي التي لم يجرأ أي دارس إنجيلي في إقحامها إلى النسخ الإنجليزية
المتعددة لا ولا حتى جماعة شهود يهوا. وهكذا يصنع المسيحيون كلمات الله (2). إذا
رجعنا إلى الكلمة (الروح القدس في الأصل اليوناني " بنيوما PENUMA ". ومعناها
النفس أو الروح أو الغاز أو الهواء ولا توجد كلمة واحدة منفصلة للتعبير عن الروح
في الكتب المقدسة اليونانية، وبالنسبة لمحرري نسخة الملك جيمس والتي تسمى أيضا
النسخة المرجع ونسخة الرومان الكاثوليك أعطوا أفضلية لكلمة GHOST بمعني الطيف أو
الشبح بدلا من كلمة SPIRIT بمعني الروح عندما يترجمون كلمة PENUMA اليونانية (3)
ويمكن أن نلاحظ أن أي دارس إنجيلي من أي مستوي لم يحاول أن يوازن أو يقارن في
المعني بين كلمة باراكليتوس في النسخ الأصلية اليونانية وبين الطيف القدسي HOLY
GHOST ونستطيع الآن أن نقول بكل ثقة وبدون تردد أنه إذا كان المعزي أو المساعد
10

هو
الروح القدسي أو الإلهي إذا فان الروح القدسي أو الإلهي هو النبي القدسي أو
الإلهي ونحن كمسلمين نقر ونؤمن بأن أي نبي مرسل من قبل الله عز وجل هو نبي قدسي
وبدون أي خطيئة (4) أن يوحنا الذي ينسب إليه الإنجيل وكتب ثلاث رسالات هي أيضا
أجزاء من الإنجيل المسيحي استخدم تعبير الروح الإلهي للدلالة علي النبوة الإلهية
" أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله لأن أنبياء
كذبة كثيرين قد خرجوا إلي العالم " (5).
وفي استطاعتك أن تلاحظ أن كلمة استخدمت هنا مرادفة لكلمة النبي، الروح الحقيقي هو
النبي الحقيقي والروح المزيف هو النبي المزيف (6). لكن القديس يوحنا لم يتركنا
معلقين في الهواء لكي نخمن الحق من الباطل ولكن أعطانا اختبارا حاسما للتعرف علي
النبي الحق. فيقول "
1 - محمد r الخليفة الطبيعي للمسيح (ص ص ج 89 90) ج 5 إنجيل يوحنا (4: 1)
2 - محمد r الخليفة الطبيعي للمسيح (ص ص ج 90 91) 6 - محمد r الخليفة الطبيعي
للمسيح (ص ص ج 48 49)
3 - محمد r الخليفة الطبيعي للمسيح (ص ص ج 44 45)
4 - محمد r الخليفة الطبيعي للمسيح (ص ص ج 47 48)
بهذا تعرفون روح الله كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله
" (1).
وتبعا لكلمات يوحنا التفسيرية السابقة فمعنى روح مرادفة لكلمة نبي وعلي هذا فمعنى
روح الله في الآية هي نبي الله ومعني كل روح هو كل نبي (2).
وبذلك يكون المساعد أو المعزي المذكور في إنجيل يوحنا لا يمكن أن يكون هو الروح
القدسي (HOLY GHOST) لأن المسيح عليه السلام قال " وأنا أطلب من الآب فيعطيكم
معزيا آخر ليمكث معكم إلي الأبد " (3) أنني أحب أن أو كد هنا علي كلمة " آخر " من
الآية معناها شخص بخلاف الأول شخص إضافي ولكن من نفس النوع وان كان يختلف بوضوح
عن الشخص الأول 0
من إذا هو المعزي الأول؟ (4)
لكن المعزي الموعود يمكث معكم إلي الأبد أنها معجزة القرآن 0
شروط قدوم المعزي: -
11

المعزي ليس هو الروح القدس بكل تأكيد لأن قدوم المعزي له شروط لا تنطبق علي الروح
القدس كما نلاحظ من النبؤة " لكن أقول لكم الحق انه خير لكم أن أنطلق، لأنه إن
لم أنطلق لا يأتيكم المعزي ولكن إن ذهبت أرسله إليكم " (5) إذا لم أذهب لا يأتي
ولكن إذا ذهبت أرسله (6) أما الروح القدس كان يساعد عيسى عليه السلام في وظائفه
وواجباته الدينية - الروح القدس كان يساعد الحواريين أيضا في مهامهم التبشيرية
الوعظية والانتقالية، وان كان لا يزال عندكم شك في مفهوم وظيفة الروح القدس
أرجو أن تقرؤوا هذه الآية " فقال لهم يسوع أيضا سلام لكم كما أرسلني الآب أرسلكم
أنا ولما قال هذا نفخ وقال لهم أقبلوا الروح القدس " (7) (8) إذا حاولتم فهم النبوءة
موضع الدراسة بطريقة محايدة مع تشديد النطق علي الضمائر الواردة في النبوءة فسوف
توافقني بدون أي شك أن المعزي القادم يجب أن يكون رجلا وليس روحا. " وأما متي جاء
ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلي جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع
يتكلم به ويخبركم (هو) بأمور آتيه " (9)، " ذاك (روح الحق) يمجدني (عيسى) لأنه
يأخذ مما لي ويخبركم " (10)، " ومتي جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح
الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي " (11) (12) ملايين المسلمين اليوم يؤمنون
بعيسى عليه السلام كأحد أولي العزم من الرسل انهم يؤمنون أنه المسيح ويؤمنون
ج 1 إنجيل يوحنا (4: 2) 7 - محمد r الخليفة الطبيعي للمسيح (ص 58)
2 - محمد r الخليفة الطبيعي للمسيح (ص 50) 8 - إنجيل يوحنا (20: 21: 22)
3 - إنجيل يوحنا (14: 16) 9 - إنجيل يوحنا (16: 13)
4 - محمد r الخليفة الطبيعي للمسيح (ص 51) 10 - إنجيل يوحنا (16: 14)
5 - إنجيل يوحنا (16: 7) 11 - إنجيل يوحنا (15: 16)
6 - محمد r الخليفة الطبيعي للمسيح (ص 56) 12 - محمد r الخليفة الطبيعي للمسيح (ص
105)
بميلاده المعجز والذي لا يؤمن به الكثير من المسيحيين من الأساقفة منهم
12

ويؤمنون
بمعجزاته الكثيرة بما فيها إحياء الموتى بإذن الله ويشفي الأعمى والمجزوم بإذن
الله (1).
لا أطيل عليكم كثيرا فالمطلوب من المسيحيين الحياد في فهمهم لهذه النقاط السابقة
. وأخيرا اشكر الجميع علي سعه الصدر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والآن جاء دور سليمان شاهد مفسر فليتفضل
بسم الله الرحمن الرحيم أيها السادة الأفاضل أن هذا البحث لهو من الاهتمامات التي
دفعتني لأن أشهر إسلامي يعتقد بعض العلماء أن ما قاله عيسى بلغته الآرامية، أقرب
إلى الكلمة اليونانية PERIKLYTOS التي تقابلها كلمة " محمد " في العربية، وقد ثبت
أن ثمة حالات كثيرة مماثلة في العهد الجديد، حلت فيها كلمة محل أخري، أضف علي ذلك
أن هناك احتمال آخر، وهو أن الكلمة كانت PERIKLTOS، ثم أغفل الكتبة إحداهما
لتشابههما الشديد مع الأخرى وقربها المكاني منها، وإذا صح هذا الغرض، فسيكون معني
النص اليوناني " فيعطيكم معزيا آخر، محمد " بدلا من " فيعطيكم معزيا آخر " وقد
ظهرت مثل تلك الأخطاء في كتابة أناجيل العهد الجديد لعدم وجود مسافات بين الحروف
في النص اليوناني، وذلك قد ينتج عنه أن تغفل عين الكاتب كلمة تشبه أخرى أو
تقاربها في المكان (2) أما بالنسبة لكلمة " روح " التي وردت في هذا الموضوع أن
النبي القادم سيكون من جنس البشر، ففي أناجيل العهد الجديد أطلقت هذه الكلمة أيضا
على من يتلقى الوحي الإلهي، وعلى من يمتلك القدرة على الاتصال الروحي وبناء على
ذلك " روح الحق " هو ذلك الشخص الذي لديه قوى اتصال روحية، أي ذلك الشخص الذي
يتلقى الوحي الإلهي، والذي يتميز بأنه مكرس للحق كليتا في حياته وسلوكه
وشخصيته (3) وأن عيسى عليه السلام قد ذكر أن ذلك النبي سوف يكشف عن أمور يجهلها
عيسى نفسه، ولو كان عيسى قد جاء " بجميع الحق " لما كانت هناك حاجة لأن يأتي نبي
من بعده يحل للناس " جميع الحق " أن " المعزى " سيكون مثل عيسى، بشرا نبيا، وليس
13

روحا. يقدم لنا النص اليوناني الإجابة الواضحة على ذلك السؤال لأنه يستخدم كلمه
allon وهي مفعول به مذكر من كلمه allos التي معناها " آخر من نفس النوع " أما
الكلمة التي معناها " آخر من نفس مغاير " فهي hetenos وهي غير مستخدمة في النص
اليوناني، وهذا يحسم المسألة، فسيكون " المعزى " إذن " آخر من نفس النوع "، أي
مثل عيسى وموسى الذي قال " مثلي " أي بشر وليس روح ويمكننا أن نرسم معالم الصورة
التي يبرزها لنا العهد الجديد، ونتوصل إلى شكل واضح ومحدد لذلك الرسول الذي أبرز
سماته أنه:
ج 1 يأتي بعد أن تنتهى رسالة عيسى.
ج 1 محمد r الخليفة الطبيعي للمسيح (ص 106) ج 3 عيسى عليه السلام رسول الإسلام (ص
34)
ج 2 عيسى عليه السلام رسول الإسلام (ص 33)
2 - رحمة ونصحا لبني آدم " معزى " paraclete ولذلك سيعرف بأنه " محمد " الشخص
المعزى " periclyte "
3 - يشتهر بالصدق.
4 - يبلغ " جميع الحق ".
ج 5 يظل لعهده أثر يبقى.
6 - يمجد عيسى (يوحنا 14: 16، 17 - 16: 13) (1) وآخر دعونا أن الحمد لله رب
العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لسليمان شاهد.
والآن البروفيسور / عبد الأحد داود فليتفضل بالحديث.
بسم الله الرحمن الرحيم. لقد قام الأستاذ الفاضل الشيخ أحمد ديدات بشرح قضية أن
" المعزى " ليس " الروح القدس " وأثبت أنه شخص وليس شبح وكذلك سليمان شاهد ولكني
أكمل البحث من وجهه نظري الخاصة الإنجيل الرابع فهو مثل أي كتاب أو سفر آخر من
العهد الجديد، فقد كتب باليونانية وليس بالآرامية التي كانت اللغة الوطنية لعيسى
وتلاميذه ما هي الكلمة أو الاسم الذي استعمله عيسى في لغته الأصلية والتي نقلها
الإنجيل الرابع بلفظ " البرقليط أو الفرقليط " ثم ترجمت إلى " المعزى " في جميع
نسخ ذلك الإنجيل والآن نتقدم لنعري وندحض الخطأ النصراني حول " الفرقليط "
وسأحاول أن أبرهن في هذه الحلقة أن الفرقليط كما تعتقد الكنائس النصرانية ليس
14

هو
الروح القدس ولا تعنى كلمة " الفرقليط " المعزى أو الشفيع، وبعد ذلك أبين بوضوح
أن الكلمة التي تعنى أحمد بمعنى الأشهر والأكثر حمدا وشهرة هي ليست باراكليت
paraclete، بل هي بيروكليت.
1 - الروح القدس موصوف في العهد الجديد بأنه شئ آخر غير شخصي إن دراسة دقيقة
للعبارات التالية في العهد الجديد سوف تقنع القراء أن الروح القدس ليس هو "
الأقنوم " الثالث للثالوث كما أنه ليس شخصية مستقلة، ولذلك فهذا الفرق الأساسي
بين الأمرين حجة قاطعة ضد الافتراض بأنهما نفس الشخص.
(أ) " فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة فكم بالأحرى
الآب الذي في السماء يعطى الروح القدس للذين يسألونه " (2) يقال إن الروح القدس "
هبة من الله ".
(ب) " ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا
من الله " (3) يوصف هذا " الروح القدس " بصيغة المجد " الذي لا هو مؤنث ولا مذكر "
الروح من الله ويذكر القديس بولس بوضوح أنه كما أن الروح التي في الإنسان تجعله
يعرف الأشياء
ج 1 عيسى عليه السلام رسول الإسلام (ص ص ج 37 39) ج 3 سفر الكورنثيين الأول
(2 / 12)
ج 2 إنجيل لوقا (11 / 13)
التي تخصه، فإن روح الله تجعل الإنسان يعرف الأشياء التي تخصه، يعرف الأشياء
الإلهية (حيث أن روح المرء هي التي تمكنه من معرفة ذاته كذلك فإن روح الله تمكن
المرء من معرفة الأمور الإلهية) (1) وبالتالي فإن الروح القدس هنا ليس هو الله
ولكنه منفذ أو طريق أو وسيط يختص الله بواسطته من يشاء من عباده بالتعليم
والتنوير والإلهام.
(ج) مرة أخرى (أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم
من الله وأنكم لستم لأنفسكم) (2) نقرأ أن عباد الله الأتقياء يطلق عليهم " هيكل
الروح القدس " تلك التسمية التي " تقلدها من الله " وهنا مرة أخرى دليل على أن
الروح الإلهي ليس شخصا أو ملاكا ولكنه
15

كلمة الله أو قداسة الله أو قوة الله
ودينه.
(د) في الرسالة الموجهة إلى الرومان (وأما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح إن
كان روح الله ساكنا فيكم) (3) فإن هذه الروح نفسها التي " تعيش " داخل المؤمنين
بشئ " روح الله " و " روح المسيح " بالتناوب وفى هذه العبارة فإن الروح تعنى
ببساطة الإيمان ودين الله الحقيقي الذي نادى به عيسى وبالتأكيد فإن هذه الروح لا
يمكن أن تعنى المثل الأعلى النصراني للروح القدس أي " ثالث الثلاثة الأخير " أما
بالنسبة للروح القدس في معادلة فهو ليس شخصا أو روح فرد، بل وسيلة أو قوة أو قدرة
الله التي يولد بها الإنسان أو يهدى إلى الدين والى معرفة إله واحد.
ماذا يقول الآباء النصارى الأولون عن الروح القدس.
(أ) يفهم هرماس (التثنية 5: 5 - 6) أن الروح القدس يعنى العنصر الإلهي في
المسيح.
(ب) جوستين المسمى بالشهيد (100 - 167 م) وتيفيلس يفهمان أن الروح القدس تعنى
أحيانا نوعا غريبا من إظهار الكلمة وأحيانا صفة الهبة. ولكن لا تعنى شخصا إلهيا
أبدا.
(ج) يقول أثيناغوراس (110 - 180 م) إن الروح القدس هي فيض من الله يأتي منه
ويعود إليه كأشعة الشمس، ويقول أيرينايوس (130 - 202 م) إن الروح القدس والابن
خادمان لله. وإن الملائكة يخضعون لهما. والفرق الشاسع بين الإيمان والمفاهيم
لهذين الأولين عن الروح القدس أوضح من أن يحتاج إلى أي تعليق.
وخلاصة القول يمكننا أن نفهم أن الروح القدس ما لم توصف بصورة محددة كشخصية. أنها
قوة الله ونعمته وعطاؤه وعمله وإلهامه.
ونعود إلى شرح للفرقليط فالهجاء للكلمة هي (parakiytos) وقد جعلتها كتابات
الكنسية تعنى " شخص يدعى للمساعدة، محام، وسيط " (القاموس اليوناني - الفرنسي)
تأليف " إسكندر " لكن البديهي أن الكلمة اليونانية التي تقابل معنى المعزى ليست
(باراكليتوس
ج 1 سفر الكورنثيين 2 (11 / 12) ج 3 رسالة بولس (8 / 9)
2 - سفر الكورنثيين الأول
16

(6 / 19)
paraklytos) بل (بارا كالون‍ parakalon) وقد وردت هذه الكلمة الأخيرة في الترجمة
السبعينية اليونانية مقابل كلمة (مناحيم) العبرية التي تعنى (معزى) (انظر
سفر مراثي إرميا 1: 2، 9، 16، 17، 21.. الخ)، وهناك كلمة يونانية أخرى
مرادفة لكلمة (معزى) وهي باريجوريتس (parygorytys) مشتقة من (أنا أعزي) أما
المعنى الأخر وهو (الوسيط أو المحامي) الذي تعطيه الأدبيات الكنسية لكلمة
برقليط فإن الكلمة اليونانية (بارا كالون parakalon) أيضا وليس (باراكليتوس
paraklytos) هي التي تؤدى معنى مشابها لذلك حيث أن الكلمة (parakalon) مشتقة
من فعل باراكالو (parakaloo) الذي يعنى " ينادى، يدعو، يحث، يعزى، يرجو، يناشد "
وهناك أيضا كلمة sunegorus اليونانية التي تعنى (الوسيط) أو (الشفيع) ولقرون
طويلة كتب الأوروبيون واللاتينيون الجهلة اسم Muhammad على أنه Mahomet وأسم
Mushi على أنه Moses فهل من عجب أن يكون أحد الرهبان النصارى أو النساخين قد حرف
اسم (أحمد periqlytos) إلى paraklytos؟
ذلك أن أحمد يعنى (الأشهر، أو الجدير بالحمد)؟
أما الكلمة المحرفة فهي تعنى العار لأولئك الذين جعلوها تحمل معنى المعزى أو
المحامي منذ ثمانية عشر قرنا.
إن النص قبل التحريف هكذا " وسوف أذهب إلى الآب وهو سيرسل لكم رسولا آخر (أو
الرسول الأخير) سيكون اسمه " البرقليطوس " لكي يبقى معكم إلى الأبد " وبالكلمات
التي أضيفت، يعود تواضع عيسى الذي سلب منه، كما نتعرف على طبيعة " البرقليطوس "
وسبق أن رأينا أن " البرقليط " ليس بالروح القدس، أي أنه ليس شخصا إلهيا، ولا هو
جبريل، أو أي ملاك آخر ويبقى الآن أن نثبت أن البرقليط أو " البرقليطوس " لا يمكن
أن يكون معزيا ولا محاميا أو وسيطا عن الله والبشر أن " البرقليط " ليس هو "
المعزى " ولا " الوسيط " ولقد أظهرنا بوضوح استحالة العثور على معنى " العزاء "
أو "
17

الوساطة " والمسيح لم يستخدم كلمة " paraqalon " " باراكالون "، يضاف إلى
ذلك أنه من ناحية دينية وأخلاقية، فإن فكرة التعزية أو الوساطة ليست مقبولة.
وبعد أن أثبتنا أن البرقليطوس المذكور في إنجيل القديس يوحنا لا يعني ولا يمكن أن
يعني " المعزي أو المحامي أو أي شئ البتة " وأن الكلمة صورة مشوهة عن كلمة أخرى
برقليطي periqlytos، بعد أن فعلنا ذلك نرجو أن نتابع مسيرتنا في مناقشة هذا
الأمر وإبراز أهميته الحقيقية. إن كلمة برقليطوس تعني من الناحية اللغوية البحتة
" الأمجد والأشهر والمستحق المديح "، وإنني أتناول قاموس الإسكندر الإغريقي
بالفرنسية حيث يفسر كلمة periqleitos فيقول هذا الاسم المركب مكون من مقطعين
الأول (peri) والثاني (kleitos) وهذا مشتق من التمجيد أو الثناء والاسم الذي
أكتبه بالحروف الإنجليزية وهو " periqleitos " أو " periqlytos " يعني بالضبط ما
يعنيه اسم احمد باللغة العربية أي المشهور والممجد. والصعوبة الوحيدة التي ينبغي
حلها والتغلب عليها هي اكتشاف الاسم السامي الأصلي الذي استخدمه عيسى المسيح إما
بالعبرية أو الآرامية فإن الصيغة الآرامية لابد أنها كانت " محامدا " أو "
حميدا " وذلك لتتناسب مع كلمة " محمد " العربية أو " أحمد " والبرقليط
اليونانية لا يوجد أدنى شك أن المقصود " بالبرقليط " هو محمد أي أحمد - فالاسمان
لهما نفس الدلالة بالضبط، واحد باليونانية والآخر بالعربية، لهما معنى واحد هو "
الأشهر أو أكثر حمدا " ورأينا أن ترجمة الكلمة إلي ى ى " معز " أو " محام "
مستحيلة وخاطئة والصيغة المركبة لبراقلون " paraquion " مشتقة من الفعل المؤلف من
" para - qulo " بينما " periqlyte " مشتقة من " peri - qlue " والفرق واضح كل الوضوح
فلنفحص علامات ال " periqlyte " التي لا توجد إلا في أحمد ومحمد من الواضح تماما
في وصف الإنجيل الرابع أن برقليط اسم شخص محدد المعالم وروح مقدسة مخلوقة، ستأتي
جسما بشريا، لتؤدي العمل الهائل
18

المحدد لها من قبل الله، ذلك العمل الذي لم يقم
به أو ينجزه قط أحد من الأنبياء بما فيهم موسى وعيسى وغيرهما أنه محمد صلى الله
عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين (1) وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكرا للبروفيسور / عبد الأحد داود
وحقا بحثا مختلف كل الاختلاف في طبيعته
والآن المستشار / محمد عزت الطهطاوي فليتفضل.
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين أما بعد فشكرا لكم
جميعا وعلى إنصاتكم لكل ما قيل وهذا أن دل فأنه يدل على حبكم لمعرفة الحقيقة التي
يمكن أن نصل إليها جميعا، لن أكرر إثبات أصل كلمه باركليتوس أو أنها تعنى (أحمد
) ولا إثبات أن الباركليتوس ليس الروح القدس وإنما هنا سوف نرد على نقاط أثارها
القساوسة أن روح الحق ليس هو روح القدس كما تزعم النصارى لأن روح الحق إنسان وله
صفة السمع (فلا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به) كما جاء في قوله (كما
يخبر عن الأمور الآتية في المستقبل وذلك عن طريق سماعها من قبل الله) (2).
وهذا الوصف لا ينطبق إلا على نبي الإسلام (محمد) صلى الله عليه وسلم، إذ كان لا
يقرأ ولا يكتب، وكان يبلغ رسالته وكلام الله عن طريق ما يسمعه من الوحي الذي
يأتيه من
ج 1 محمد r كما ورد في كتاب اليهود والنصارى (ص ص ج 132 148)
ج 2 إنجيل يوحنا (16: 13)
السماء، وذلك معنى قوله تعالى في القرآن الكريم (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا
وحي يوحى) (1)، وقد استطرد المسيح عليه السلام في أقواله الواردة بالإصحاح سالف
الذكر إلى القول (ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم) ولم يمجد المسيح نبي
ظهر بعده إلا نبي الإسلام (محمد) فهو قد أثنى عليه وبين فضله ومنزلته وأشاد
بمكانته السامية بين الأنبياء والمرسلين كما سمعه من قبل الله، وذلك عن طريق
الوحي الذي أوحاه الله إليه في القرآن الكريم أو في الأحاديث النبوية التي تكلم
فيها عن المسيح عليه السلام، وأنه
19

كان صلى الله عليه وسلم يأخذ من نفس المعين
المقدس الذي كان يأخذ منه المسيح من الرب وهو معين التوحيد والآداب الفاضلة ويخبر
قومه عنها مثل ما أخبر عنها المسيح عليه السلام.
أما روح القدس فهو الذي كان يحل على الأنبياء عليهم السلام أي العناية
الربانية. (2)
شكرا لكم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله
شكرا للمستشار / محمد عزت الطهطاوي
والآن الدكتور / احمد حجازي السقا فليتفضل
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين سيدنا محمد أما بعد
....
لقد قال عيسى عليه السلام (وأما أنتم فتعرفونه) وكان الصواب أن يقول (وأما
أنتم فترونه وتعرفونه) ولما كان قد حذف الرؤية دل على أن المقصود بالرؤية
المعرفة الحقيقية، لا الرؤيا البصرية وهنا معناه " أن النبي إذا جاء لن يعرفه أهل
العالم معرفة حقيقية، بينما يعرفه التلاميذ معرفة حقيقية، لأن عندهم خبر عنه.
(وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم) قوله (ماكث معكم) لا ينطبق
على الروح الإلهي، لأن الروح الإلهي على زعم النصارى ما كان قد نزل بعد، ولو كان
هو ماكث فلماذا وعدهم بنزوله عليهم؟ ولو كان هو ماكث ما كان من داع أن يطلب من
الله أن يرسله ليمكث، وما كان يقول (إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى) وهذا القول
من أقوى الإشارات على بطلان قولكم بنزول الإله والمعنى الصحيح لهذا القول تفسره
الجملة التالية له وهي (ويكون فيكم) أي: يكون مستقبلا وعلى ذلك فالمكث يكون
مستقبلا أيضا وقول المسيح عليه السلام (ومتى جاء المعزى الذي سأرسله أنا إليكم
من الآب، روح الحق الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي وتشهدون أنتم أيضا لأنكم
معي من الابتداء) هذا الكلام لا يصح انطباقه على الروح الإلهي، لأن الإله لا
يرسل إلها مثله، والمعنى أن هذا (الباراكليت) سيأتي من عند الآب وحده أي سيرسل
من الله وحده والنص اليوناني هكذا (يشهد لي وستشهدون أنتم أيضا) وهذا يعنى أن
عيسى عليه
20

السلام سيطلب من الله إرساله، ليفيد تلاميذه أنه يجب عليهم احترامه
وتوقيره لأنه تسبب في إرساله.
ج 1 سورة النجم (الآيتين ج 3 4) ج 2 البرهان بورود اسم محمد وأحمد في الأسفار (ص
ص ج 28 32)
النصارى يضطرهم الناس إلى هذه الشهادة هل نبي الإسلام صادق أم لا؟
(ومتى جاء المعزي يبكت العلم على خطية وعلى بر وعلى دينونة كلمة (يبكت) جاءت (
يفحم) و (أفحمه)، أسكته في خصومة أو غيرها والمعنى: أن النبي الآتي سيكون من
شأنه توبيخ (1) العالم بحيث يفحمهم عن الرد عليه، ولا يستطيعون مع هذا التوبيخ
مناقضة كلامه، لكن من المقصود بالعالم؟ يقول النصارى " العالم اليهودي والأمم "
ونقول معهم اليهود والأمم. فهل لما نزل الروح الإله وبخ (يبين مساوئ) اليهود
والأمم؟ (أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي) وهذا لا ينطبق على الروح الإله
لأن التلاميذ ساعة نزوله على حد قولكم، كانوا مؤمنين بعيسى نبيا رسولا إنما ينطبق
على نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم لأنه وبخ (يبين مساوئ) اليهود في عدم
إيمانهم برسالة عيسى عليه السلام ووبخ غير اليهود الذين ألصقوا بعيسى صفة
الربوبية، والذين أنكروه أصلا، وأنكروا رسالات السماء (وأما متى جاء ذاك روح
الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به)
أي إذا جاء نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم فإنه سيرشدكم إلى جميع الحق، والحق
الذي عرفتكم به وأنا معكم، سيذكركم به وحق سيأتي به من عند الله، هذا كله سيخبركم
به، لأن الله هو الذي سيوحي إليه، ولن يتكلم بشئ من تلقاء نفسه، والروح الإله
لما نزل يوم الخمسين لم يتكلم كلاما حقا أو باطلا.
وفى النهاية يشهد عيسى عليه السلام شهادة قيمة لنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم
بقوله (ذاك يمجدني) إنه يعظم رسالتي ويعترف بفضلي وعلى ذلك فلا تحتقروا رسالته
ولا تنكروا فضله، بل أتبعوه وعظموه ومجدوه، كما يمجدني وهذا التمجيد منه لي (
لأنه يأخذ مما لي ويخبركم) (2) إنه يأخذ من الله ما
21

هو معد لي من علم الله، أي من
نفس العلم الذي أخذت منه، ونسب لي لأني أنا الذي أتكلم معكم. كلانا في الهدف
سواء، ومن هذا المصدر الذي أخذته منه، سوف يأخذ ويخبركم.
وأما عن وصف عيسى لنبي الإسلام وهو (سيخبركم بأمور آتية) فهذا تشير إليه
الآيات
ج 1 " توبيخ العالم " هذا لفظ لا يليق بمقام النبوات وإنما محمد جاء " شاهدا و
مبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا " (سورة الأحزاب، الآيتين 45
و 46).
ج 2 آيات القرآن تبين أخذ العهد والميثاق على الرسل السابقين لمحمد r بأن الله
سيبعث رسولا يرشد الناس وعلى أتباع الرسل متى جاء أن يصادقوا به ويؤمنوا بدعوته
ويقومون بنصرته وتأييده و أشهدهم على ذلك بل وقارن الله شهادته بشهادتهم " وإذ
أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم
لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا
وأنا معكم من الشاهدين " (سورة آل عمران، الآية 81). لما ذكر الله تعالى خيانة
أهل الكتاب بتحريفهم كلام الله عن مواضعه، وتغييرهم أوصاف رسول الله r الموجودة
في كتبهم حتى لا يؤمنوا بمحمد r إن أدركوا حياته، وأن يكونوا من أتباعه و
أنصاره، فإذا كان الأنبياء قد أخذ عليهم العهد أن يؤمنوا به ويبشروا بمبعثه فكيف
يصح من أتباعهم التكذيب برسالته؟ ثم ذكر الله تعالى أن الإيمان بجميع الرسل شرط
لصحة الإيمان وبين أن الإسلام هو الدين الحق الذي لا يقبل الله دينا سواه.
الكريمات (آلم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين
لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو
العزيز الرحيم وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون يعلمون
ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون) (1) وأيضا قوله تعالى (لقد صدق
الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام
22

إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم
ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا هو الذي أرسل
رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا) (2)، وقول عيسى
عليه السلام (ذاك يمجدني) يشير إليه قوله تعلى (ما المسيح بن مريم إلا رسول قد
خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم
انظر أنى يؤفكون) (3).
1 - أما بالنسبة لكلمة باراكليتوس فهي لفظه يونانية، تعنى شخصا بشريا يأتي بعد
عيسى عليه السلام، ليبلغ الناس شريعة الله والكلمة اليونانية التي وضع بدلها لفظ
المعزى كما يقول الآب متى المسكين " كلمة يونانية قديمة مكونة من مقطعين: الأول
" بارا " ويفيد الملازمة، والثاني " كليتوس " ويفيد الدعوة للمعنه وينحصر على
الصفة القضائية للشخص الذي يمكنه القانون من الدفاع والمحاماة، والشفاعة عن آخر،
وقد وردت في اصطلاحات الربيين اليهود بهذا المعنى. وبالذات في كتابة العلامة فيلو
اليهودي، وإنما كانت تنطق باللغة العبرية هكذا (البرقليط) وهذا النطق عينه هو
الذي اشتق إلى الأخذ في اللغة العبرية البرقليط، ووردت أيضا بهذا المعنى في
كتابات الأباء الرسوليين، وبالذات في رسالة برناباس، وتوجد وثيقة في كنيسة (فينا
) ليدسابيوس القيصري وردت فيها كلمة البراقليط كصفة أطلقت على شخص تبنى مسؤولية
الدفاع عن المساحيين المتهمين بمسيحيتهم. وهي مقالة ممتعة فيها ينعت المسيحيون
هذا الشخص، واسمه " فيتوش أيب، أجانوس " بالبراكليتي، لأنه حامى عنهم، وتشفع لهم
جهارا معرضا حياته للهلاك... وهذه الوثيقة تصور كلمة الباركليت تصويرا واقعيا
حيا. إنما على مستوى بشرى.
2 - ومما يدل على أن لفظ بيرقليط: يعنى نبيا آتيا من بعد عيسى عليه السلام - أن
مونتانوس ادعى النبوة في القرن الثاني للميلاد، وزعم أنه البيرقليط الذي وعد
بمجيئه عيسى، وكذلك ماني الفارسي في القرن الثالث. وهذا يدل على أن هذه
23

اللفظة
تعنى شخصا بشريا، وإلا ما جرؤ هذان على هذا القول.
ويقول الأنبا اثناسيوس " إن لفظ باراقليط إذا حرف نطقه قليلا يصير بيريكليت
ومعناه الحمد أو الشكر وهو قريب من لفظ " أحمد ".
ج 1 سورة الروم (الآيات ج 1 7) ج 3 سورة المائدة (الآية 75)
ج 2 سورة الفتح (الآيتين 27، 28)
3 - الأوصاف التي جاءت في إنجيل يوحنا بعد هذا الاسم تدل على شخص بشرى، وإذا دلت
على شخص بشرى، يكون اللفظ الذي نطق به المسيح هو بيرقليط، لا باراقليط، وإذا ترجم
إلى اللغة اليونانية GREEK يكون " بيركليتوس " لا " باراكلي طوس " ومما يجدر
الإشارة إليه هنا أن اليونانية تزيد حرف السين في آخر كل أسم والدليل على أن "
بيركليتوس " أسم: مجيئا في اللغة اليونانية بالسين. مثل بومباي. يقولون:
بومبيوس، ومثل " بيركليتوس " في إضافة السين كلمة " باراكليتوس " إلى هذا الحين في
التراجم اليونانية. ومما يدل على أنها أسم: أن حروف المد - وهي: الألف والياء
والواو - لم تكن قبل القرن الخامس الميلادي. فباراكليتوس هي نفسها في رسم الكلمة
بيركليتوس. ولذلك فإن التراجم اليونانية تكتبها " باراكليتوس " بالين، لأنها أسم،
وليست صفة في نظر المترجمين.
إن الاسم الذي فاه به عيسى هو " المنحمنا " بضم الميم وفتح الحاء والميم وتشديد
النون مفتوحة، باللغة السريانية (1) وشكرا لكم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله
شكرا للدكتور / احمد حجازي السقا
والآن الأستاذ / إبراهيم خليل فليتفضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوف أبدأ حديثي عن كلمه " البراقليط " ثم بعد ذلك الدليل على نبوة محمد صلى الله
عليه وسلم الكلمة الإغريقية " البراقليط " قد وردت معناها في قاموس اللغة
اليونانية على هذا النحو:
1 - المعزى
2 - المحامي
3 - الشفيع
4 - أل محمد
5 - المحمود
ومهما اعتقد العلماء الباحثون أن حديث المسيح عن المعزى بلسانه الآرامي بأنه
يمثل في دقة متناهية الترجمة اليونانية
24

Peroklytos التي تعنى المعجب Admirable أو
الممجد Glorified فكلمة (الباراقليط) تطابق كلمة (محمد) أو (محمود) في اللغة
العربية. إن ملحوظة باهرة تستوقف الانتباه وهي التشابه بين كلمتي Periklytos و
Parakletos اليونانيتين. فالحروف الساكنة تتشابه تماما وإنما الاختلاف في الحروف
المتحركة فقط. الأمر الذي يزيد في احتمالات استعاضة كلمة مكان أخرى أو حذف كلمة
نتيجة عبور البصر (تخطى البصر) عند النسخ. ويوجد في كتاب العهد الجديد الترجمة
اليونانية حالات من هذا القبيل مؤكدة وكثيرة، أخرى هذه الاحتمالات تكمن في أن
النص اليوناني الأصلي يشتمل
ج 1 بيركليت اسم نبي الإسلام في إنجيل عيسى عليه السلام حسب شهادة يوحنا (ص ص 36
ج 68)
على الكلمتين ونظرا للتشابه التام في التهجئة والتقارب الدقيق الواحدة للأخرى
في الجملة التامة. فإن احتمال أن إحدى الكلمتين قد سقطت سهوا من الناسخ ومثل هذه
الأخطاء تموت في النسخ بسبب أن النصوص القديمة نجد كتاباتها متقاربة الحروف
بعضها لبعض، الأمر الذي قد تتعرض له في النسخ للتخطي لكلمة متشابهة في التهيئة
أو متقاربة في وضعها مع الأخرى (1).
فجاءت في ترجمتها العربية " المعزى " في النصوص الآتية: -
1 - (وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد) (2).
2 - (ومتى جاء المعزى الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب
ينبثق فهو يشهد لي) (3).
3 - (وأما المعزى الروح القدس الذي سيرسله الآب بأسمى فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم
بكل ما قلته لكم) (4).
4 - (لكني أقول لكم الحق إنه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم
المعزى ولكن إن ذهبت أرسله إليكم) (5).
5 - (وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من
نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية) (6).
وجاءت في ترجمتها العربية " الشفيع " في النص التالي: (يا
25

أولادي أكتب إليكم
هذا لكي لا تخطئوا وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار) (7) لقد
تنبأ يسوع قائلا (إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي. وأنا أطلب من الآب فيعطيكم
معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد روح الحق الذي لا يستطيع العلم أن يقبله لأنه لا
يراه ولا يعرفه وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم) (8) (9).
كان يصلى ليرسل الله معزيا آخر وحسب النص اليوناني (Ho parakletos allon) فإذا
قال " آخر " فإنه يعنى أن هناك " مسيا " أول فيكف نستدل على المسيا الأول. يجيب عن
هذا يوحنا في رسالته الأولى فيقول وحسب النص اليوناني (وإن أخطأ أحد فلنا
(parakletos) عند الآب يسوع المسيح البار) (10).
إن كلمة (allon) تعطى حقيقة يقينية وهي تعنى آخر مماثل والكلمة (Heteros)
التي تعنى آخر مغاير، لم تستخدم لتؤكد أن نبوءة عيسى عن النبي الذي يأتي بعده
مثلما تنبأ موسى
ج 1 محمد r في التوراة والإنجيل والقرآن (ص ص ج 51 52) ج 6 إنجيل يوحنا (16:
13)
ج 2 إنجيل يوحنا (16: 14) ج 7 رسالة يوحنا الأولى (2: 1)
ج 3 إنجيل يوحنا (15: 26) ج 8 إنجيل يوحنا (14: ج 15 17)
ج 4 إنجيل يوحنا (14: 26) ج 9 محاضرات في مقارنة الأديان (ص ج 110 112)
ج 5 إنجيل يوحنا (16: 7) ج 10 رسالة يوحنا الأولى (2: 1)
من قبل (1).
إن الفعلان اليونانيان (LAlEO، AKOUO) يعنيان فعلين ماديين لا يمكن أن يخصا
إلا كائنا يتمتع بجهاز للسمع وآخر للكلام، وبالتالي فتطبيق هذين الفعلين على "
الروح القدس " أمر غير ممكن إن نص هذه الفقرة من إنجيل يوحنا، كما تسلمه لنا
المخطوطات اليونانية، غير مفهوم بالمرة إذا ما قبلناه في تمامه مع كلمتي " الروح
القدس " في الآية 26 من الإصحاح 14 وهي " paraklet " الروح القدس الذي سيرسله
الآب بأسمى " الخ أنها الجملة الوحيدة في إنجيل يوحنا التي لا تثبت تطابق بين
ال " paraklet " والروح القدس ولكن إذا حذفنا كلمتي
26

الروح القدس من هذه الجملة
(to pn euma to agion) فإن نص يوحنا كله يقدم عندئذ دلالة شديدة الوضوح ويضاف إلى
ذلك أن هذه الدلالة تتخذ شكلا ماديا وذلك من خلال نص آخر ليوحنا وهو نص الرسالة
الأولى حيث يستخدم هذه الكلمة " paraklet " للإشارة ببساطة إلى المسيح باعتباره
الوسيط لدى الله (2).
ومما سبق إثبات لنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبمراجعة إنجيل يوحنا بخصوص
البشارة نجد أن.
1 - البشرى بنبي يوحي إليه بآيات هي الأعجاز العلمي:
جاء إنجيل يوحنا (وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا
يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية) (3).
" روح الحق " تأكيد لشخصية النبي الذي يأتي بعد يسوع أنه روح الحق وقد جاء في
يوحنا (روح الحق الذي لا يستطيع العلم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه وأما
أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم) (4).
أنه روح الحق، وهذا لا ريب يدحض افتراءات المستشرقين والمبشرين بأن عيسى تنبأ عن
النبي الكذاب في قوله (احترزوا من الأنبياء الكذبة) (5) هؤلاء الذين يفترون على
محمد صلى الله عليه وسلم جهلا أو تجاهلوا سياق الكلام بحجه أن المسيح قال عن
الأنبياء الكذبة (ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات. بل الذي
يفعل إرادة أبى الذي في السماوات كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب أليس
باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا الشياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة. فحينئذ أصرح لهم
أنى لم أعرفكم قط. اذهبوا عنى يا فأعلى الإثم) (6) ويقول يوحنا (أيها الأحباء لا
تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا
إلى العلم) (7) (8) هذا عن الأنبياء الكذبة.
ج 1 محاضرات في مقارنة الأديان (ص 113) ج 4 إنجيل يوحنا (14: 17) ج 7 رسالة
يوحنا الأولى (4: 1)
ج 2 محاضرات في مقارنة الأديان (ص 114) ج 5 إنجيل متى (7: 15) ج 8 محاضرات في
27

مقارنة الأديان (ص 117)
ج 3 إنجيل يوحنا (16: 13) ج 6 إنجيل متى (7: ج 21 23)
" فهو يرشدكم إلى جميع الحق " إن وظيفة النبي الذي يأتي بعد يسوع هي التي ترشد
للحق ولذلك يقول الله في القرآن الكريم (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدى من يشاء
وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير
يوف إليكم وأنتم لا تظلمون) (1).
" ويخبركم بأمور آتيه "
دلالة واضحة على الأعجاز العلمي في القرآن الكريم، ولقد حضرت المؤتمر الطب
الإسلامي الدولي عن الأعجاز العلمي للقرآن الكريم المنعقد بجامعة الدول العربية
بالقاهرة في الفترة (من 22 - 26 سبتمبر 1985) وكانت المفاجأة السارة والمبهرة
في مساء الخميس (26 سبتمبر 1985) بفندق ماريوت بالزمالك إذ نطق البروفسيور /
أليسون بالمر رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر المئوي للجمعية الجيولوجية الأمريكية
نطق قائلا " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله " في حضرة مندوب
رئيس الجمهورية والأمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر وفضيلة الدكتور وزير الأوقاف
وقال: إن القرآن الكريم لا ريب هو كلام الله، ثم تلا قوله سبحانه (ولقد خلقنا
الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقه
فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر
فتبارك الله أحسن الخالقين) (2)، وقوله تعالى (الذي أحسن كل شئ خلقه وبدأ خلق
الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل
لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون) (3)، وصرخ قائلا على رؤوس الأشهاد
إن العلماء قد قضوا سنوات، مضنية من البحوث من نشأة الجنين في رحم المرأة وكيف
تدب فيه الحياة، ولقد انبهر بالقرآن الكريم حينما استمع لتلاوة الشيخ عبد المجيد
الزنداني لهذه الآيات وأبصرها بنفسه وقرأها في تدبر، وقال إن القرآن الكريم سبق
العلم الحديث في هذا المضمار العلمي،
28

ومن ثم فإن القرآن الكريم هو كلام الله حقا،
وإن محمدا هو رسول الله حقا وله الشرف الكبير أن يعلن إسلامه ويبرأ من كل دين
يغاير دين الله.
2 - البشرى بنبي يدافع عن عيسى ويدفع عنه الشبهات:
جاء في إنجيل يوحنا (ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم) (4).
أثار ظهور يحيى بن ذكريا والمسيح عيسى ابن مريم بلبلة بين اليهود دفعتهم أن
يسألوا يوحنا المعمدان قائلين (وهذه هي شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من أورشليم
كهنة ولآويين ليسألوه من أنت فاعترف ولم ينكر وأقر أنى لست أنا المسيح. فسألوه
إذا ماذا. إيليا أنت فقال لست أنا. النبي أنت. فأجاب لا) (5).
ج 1 سورة البقرة (الآية 272) ج 3 سورة السجدة (الآيات ج 7 9) ج 5 إنجيل يوحنا (1
: ج 19 21)
ج 2 سورة المؤمنون (الآيات ج 12 14) ج 4 إنجيل يوحنا (16: 14)
وفطن عيسى إلى هذه البلبلة فسأل تلاميذه قائلا (وفيما هو يصلى على انفراد كان
التلاميذ معه. فسألهم قائلا من تقول الجموع أنى أنا فأجبوا وقالوا يوحنا المعمدان
وآخرون إيليا. وآخرون إن نبيا من القدماء قام) (1).
في مجمع نيقية عام 325 م قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم اجتمعوا لباحثة حياة
المسيح فزادوا حياته تعقيدا وتمخضت هذه المجامع عن شبهات خمسة رئيسية هي: -
1 - الإله المتجسد.
2 - النبوة الإلهية.
3 - الثالوث المقدس.
4 - الخطيئة الأصلية.
5 - الفداء (الصليب).
هنا تنبأ عيسى المسيح عن محمد صلى الله عليه وسلم قائلا (ذاك يمجدني) (2) أي ذاك
يدفع عن الشبهات (3). وقد اشتملت هذه الآيات على ثلاث أمور:
1 - أن المعزى الذي يأتي بعد عيسى (يكبت) الناس ويوبخهم على عدم الإيمان بعيسى
عليه السلام، وذلك معنى قوله أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي.
2 - أنه يوبخهم على اعتقادهم الفاسد من أنهم قتلوه وصلبوه وأهانوه يرشدهم إلى
الحقيقة وهي أن الله رفعه إليه وذلك معنى قوله (وأما على بر فلأني ذاهب إلى أبى
ولا ترونني) وذلك الفهم لابد
29

منه في هذه الجملة وإلا كانت لغوا من القول لأنه لا
معنى لتوبيخهم على البر إلا هذا. فهو يوبخهم على ما فعوا من اضطهاده وما قصدوه من
إرادة قتله ويبين لهم أنهم فشلوا في ذلك وباءوا بالخزي والعار بدون أن ينالوا منه
شيئا لأنه ذهب إلى ربه وهم لم يروه.
3 - يوبخهم على انقيادهم لرئيسهم ورئيس أمثالهم في العالم وهو إبليس اللعين الذي
أستحق الطرد من رحمة الله وصار مدانا بخروجه على ربه. فهم بانقيادهم إليه
ومسارعتهم إلى العمل بما يوسوس لهم من اضطهاد الأنبياء وقتلهم قد أصبحوا مدانين
مثله لهم نار جهنم خالدين فيها أبدا.
شكرا لكم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكرا للأستاذ / إبراهيم خليل
والآن فليتفضل الأستاذ / احمد عبد الوهاب
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد أما
بعد...
ج 1 إنجيل لوقا (9: ج 18 20) ج 3 محاضرات في مقارنة الأديان (ص ص ج 119 122)
ج 2 إنجيل يوحنا (16: 14)
سوف أتكلم عن خصوصيات هذه البشارة
1 - روح الحق إنسان:
ولقد بين يوحنا التلميذ أن روح الحق يطلق على الإنسان الصادق في القول والعقيدة
فقال (أيها الأحباء، لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله... نحن
من الله
فمن يعرف الله يسمع لنا، ومن ليس من الله لا يسمع لنا من هذا نعرف: روح الحق:
وروح الضلال (1) من ذلك يتبين أن اللغة الشاعرية التي كتب بها يوحنا التلميذ
إنجيله ورسائله، تعنى أن: روح الحق هو إنسان صادق، هو من الله - وأن روح الضلال
هو إنسان كاذب ليس من الله في شئ.
ولقد أكدت ذلك حاشية كتاب أورشليم الفرنسي (المقدس) فأشارت إلى أن " روح الحق "
الذي تكلم عنه يوحنا في رسالته الأولى هنا (4: 6) هو ما سبق أن ذكره في إنجيله
(14: 17).
2 - روح الحق غير الروح القدس:
لقد ذكرت نبوءة المسيح اسم " روح الحق " ثلاث مرات وذلك في الفقرات 3: ا، ج، ه‍
(14: 17، 15: 26، 16: 13) بينما استبدل
30

كاتب إنجيل يوحنا هذا الاسم
ب‍ " الروح القدس " مرة واحدة فقط وذلك في الفقرة 3: ب (14: 26) لقد عالج
الدكتور موريس بوكاى هذه المشكلة في كتابه المعروف باسم: الكتاب (المقدس)
والقرآن والعلم، إذ بينت المقارنة مع مخطوطة سريانية شهيرة اكتشفت بدير سيناء عام
1812 أن النص الوارد في (14: 26) يخلو من كلمة " القدس " أي أنه يتحدث عن "
الروح " فقط، وليس " الروح القدس " وهو ما يعنى أن كلمة " القدس " قد أضيفت بفعل
أحد النساخ مما سبق يتبين ضرورة إسقاط كلمتي " الروح القدس " التي حرفها قلم
الكاتب في (14: 26) واعتبارهما " روح الحق " التي ذكرت في ذلك النبوءة ثلاث
مرات متتاليات.
3 - مجئ الروح القدس غير مرتبط برحيل المسيح:
تقول الفقرة (3: د) من النبوءة، على لسان المسيح (أقول لكم الحق إنه خير لكم
أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى) (16: 7) إنها تقرر هنا شيئا هاما
وهو أن المسيح وذلك الرسول المعزى لا يجتمعان في الدنيا معا، مما يؤكد مرة أخرى
أن المعزى لا يمكن أن يكون الروح القدس الذي أيد المسيح طيلة حياته.
1 - رسالة يوحنا الأولى (4 / ج 1 6)
4 - الله وحده هو مرسل المرسلين وليس المسيح:
تقول الفقرة (3: ا) إن المسيح سيطلب من الله أن يرسل لمن سيرحل عنهم رسولا
آخر، وذلك في قوله (أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر) (14: 16) وفى ترجمة
أخرى دقيقة فإن هذه الفقرة تقرأ هكذا (أتوسل إلى الآب...) ثم تطور ذلك آلي
الفقرة (3: ب) إلى القول (سيرسله الآب بأسمى) (14: 26).
ثم تطور مرة أخرى ليكون في الفقرة (3: ج) (الذي سأرسله أنا إليكم من الآب)
(15: 26)، وفي الفقرة (3: د) (إن ذهبت أرسله إليكم) (16: 7) لكن الذي لا مرية
فيه هو أن الله وحده هو مرسل المرسلين وليس المسيح. إن هذا هو ما أعلنه المسيح
على رؤوس الأشهاد وبينه قولا وفعلا من أنه ليس له من الأمر شئ، وأن الأمر كله لله
فقال
31

(تعليمي ليس لي، بل للذي أرسلني.. إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف التعليم
هل هو من الله أم أتكلم أنا من نفسي من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه وأما من يطلب
مجد الذي أرسله فهو صادق وليس فيه ظلم) (1).
(إني لم آت من نفسي، بل ذاك أرسلني) (2) ومن ثم يتبين أن كل حديث عن إرسال
المسيح " لروح الحق " بعد رحيله عن الدنيا، إنما هو زعم باطل وافتراء على الحق.
5 - روح الحق (ما ينطق عن الهوى):
(لأنه لا يتكلم من نفسه، بل بكل ما يسمع يتكلم به) (3).
6 - روح الحق يعلم الناس الدين الكامل:
(فهو يعلمكم كل شئ، ويذكركم بكل ما قلته لكم... وهو يرشدكم إلى جميع الحق) (4).
7 - ما جاء به روح الحق باق إلى الأبد:
إن لغة الكتاب (المقدس) تعتبر الحديث عن الأنبياء مكافئا صحيحا للحديث عن الكتب
التي جاء بها هؤلاء الأنبياء ومن أمثلة ذلك ما ذكره لوقا في قصة الغنى الذي
استمتع بالدنيا وكانت عاقبته الجحيم، ولعازر الفقير الذي كانت عاقبته النعيم في
حضن إبراهيم أن يرسل لعازر من الأموات لينذر أهل بيته، (حتى يشهد لهم لكيلا
يأتوا هم أيضا إلى موضع العذاب هذا) فعلى ضوء ذلك يفهم معنى قول المسيح فيما يجئ
به الرسول الآتي بعده حين أعلن لتلاميذه أنه (يمكث معكم إلى الأبد) (5) (6) أن
تلاميذ المسيح الذين قال لهم هذا الكلام لم يمكثوا إلى الأبد، لكنهم ماتوا أو
قتلوا - جميعا - منذ تسعه عشر قرنا. فهذا القول لا يصلح للتأويل حرفيا ولكنه يعنى
أن ما يأتي به " روح الحق " إلى الأجيال المتلاحقة سيبقى إلى يوم الدين
ج 1 إنجيل يوحنا (7: ج 16 18) ج 4 إنجيل يوحنا (14: 26، 16: 13) ج 5 إنجيل
يوحنا (14: 16)
ج 2 إنجيل يوحنا (8: 42) ج 6 روح القدس أن يرسل برسالة من الله تعالى إلى رسله
لتبليغ رسالة إلى الناس
ج 3 إنجيل يوحنا (16: 13) أما روح الحق فهو من الله تعالى المنزل على الرسل.
وصدق الله العظيم (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) (1).
32

المسيح وأسماء الناس
تبين الأناجيل أن المسيح اعتاد أن يطلق اسما آخر على بعض أحبابه، يرى فيه دلالة
صادقة تميز شخصية كل منهم. فلقد فعل ذلك مع بعض تلاميذه الاثني عشر، إذ (جعل
لسمعان اسم بطرس، ويعقوب ابن زبدى ويوحنا أخا يعقوب وجعل لهما اسم: بوانرجس، أي
ابن الرعد) (2) ومن هنا كان إطلاق المسيح اسم: أحمد - بصيغة أفعل التفضيل هذه ج
على محمد رسول الله، الآتي إلى الناس من بعده، متفقا تماما وما عرف عنه وهو
برهان واضح، يضاف إلى البراهين الأخرى التي تؤكد انطباق النبوة التي نطق بها
المسيح في إنجيل يوحنا على محمد الرسول روح الحق، إذ تقول إنه (لا يتكلم من
نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به).
لقد عرف بين الناس، قبل النبوة باسم محمد، وعرف بينهم بعد النبوة، باسم محمد،
وذكره القرآن بهذا الاسم أربع مرات، وعلى هذا فإن المنطق البسيط يقول إنه لو كان
القرآن من عند محمد لكان أولى به يذكر في تبشير المسيح به - الذي ذكره القرآن -
اسم: محمد وليس اسم: أحمد (3).
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكرا للواء / احمد عبد الوهاب.
والآن الشيخ / جعفر السبحاني فليتفضل.
بسم الله الرحمن الرحيم أيها الأحباء جميعا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن كلمة (فارقليط) لفظ من اللغة السريانية التي كان يتحدث بها أهل سورية آنذاك
حيث نرى اللفظ مستخدما في الأناجيل التي كتبت بالسريانية ويتفق علماء الإسلام و
مفسرا الإنجيل على أن هذا اللفظ معرب عن اليوناني الذي كتب يوحنا به إنجيله،
ولكنهم يختلفون في معنى هذا اللفظ في اللغة اليونانية. والآن سوف نترجم النصوص.
1 - (إن كنتم تحبونني، احفظوا أحكامي، حتى أطلب من الآب لكم " فارقليط " آخر،
سيكون معكم إلى الأبد، إنه روح الحق والحقيقة لا يقبله العالم بسبب عدم رؤيتهم له
- معرفتهم به، أما أنتم فتعرفونه لأنه سيبقى معكم وفيكم) (4) طبعة لندن عام 1837
33

ميلادي وباقي الجمل نقلت أيضا من هذه الطبعة، ومن أجل التأكد أكثر طبعنا ما لدينا
مع التراجم الفارسية الأخرى عن اللغة السريانية والكلدانية.
2 - (إن هذه الأحاديث قلتها لكم عندما كنت معكم، ولكن ذلك " الفارقليط " الذي
سيبعث من قبل الآب بأسمى وهو الذي سيذكركم بما تعلمتموه وما علمتكم إياه) (5).
ج 1 سورة الحجر (الآية 9) ج 3 النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية و
الإسلام (ص ص ج 145 165)
ج 2 إنجيل مرقس (3: ج 16 17) ج 4 إنجيل يوحنا (14: ج 15 17) ج 5 إنجيل يوحنا
(14: ج 25 26)
3 - (والآن وقبل الوقوع أخبرتكم، وما إن يقع عليكم أن تؤمنوا) (1).
4 - (وسأبعث لكم " الفارقليط " من جانب الآب والذي ستأتيكم روح حقيقية من جانبه
تشهد بصددي) (2).
5 - (والحقيقة أقول إن ذهابي عنكم سيكون مفيدا لكم، وإذا بقيت فلن يتاح لذلك "
الفارقليط " المجئ إليكم، وإذ ما ذهبت فسوف أبعثه لكم. ولكنه عندما سيأتي سيلزم
العالمين بالمعصية وبالصدق وبالإنصاف بالمعصية لعدم أيمانهم به، وبالصدق لأنني
سأذهب إلى الآب وسوف لن تروني بعدها. وبالإنصاف لأن الحكم جرى على كثيرة رئيس
العالم وعندي أشياء أريد أن أقولها لكم ولكنكم لا تتحملون ذلك، وإنه سوف يأتي
ويخبركم بجميع الإرشادات وإنه لن يقول شيئا من عنده، بل سيقول ما سيسمع،
وسيخبركم بما ستؤول إليه الدنيا وستمدحني ويمجدني لأن ما سيخبركم به سيكتسب منى
وكل ما كان عندي هو من الآب، ولهذا قلت إنه يأخذ عنى ويخبركم) (3).
" ما هو الفارقليط "؟
أولا: يجب الالتفات إلى أن بعض التواريخ المسيحية استخدمت قبل الإسلام بين علماء
ومفسري الإنجيل تشير إلى أن " الفارقليط " هو الرسول الموعود، وقد أساء البعض
استخدامها فادعى بأنه " الفارقليط " الموعود.
فعلى سبيل المثال، " منتس " الرياضي الذي عاش في القرن الثاني الميلادي والذي
أدعى في عام 187 ميلادي في آسيا الصغرى الرسالة قائلا: بأنه الفارقليط الذي
34

أخبر
عنه عيسى وقد تبعه وقتها أناس وفرق.
ثانيا: يستفاد من الآثار والتواريخ الإسلامية ما ذكر عن انتظار القادة السياسيين
وعلماء الدين المسيحي لأيام الرسول الأكرم وإنهم كانوا ينتظرون موعود الإنجيل،
ويذكر صاحب الطبقات الكبرى موقف ملك الحبشة بعد أن قرأ كتاب النبي محمد صلى الله
عليه وسلم الذي أرسله بيد سفيره إليه والتفاته بعد انتهائه من القراءة إلى السفير
ليقول له: " أنا أشهد على أنه الرسول الذي وعد به أهل الكتاب كما وعد موسى وأخبره
بنبوة عيسى في توراته وقد وعد عيسى في إنجيله عن نبوة آخر الزمان وأعطى علائم
وشواهد الرسول الذي سيأتي من بعده " وكذلك عندما وصل كتاب الرسول إلى قيصر الروم
وأتم قراءته حقق في أمر الرسول الأكرم وأجاب بكتاب جاء فيه: قرأت كتابك وتعرفت
على دعوتك، وكنت أعلم أن رسولا سوف يرسل، ولكني كنت أظن بأنه سوف يأتي من الشام،
يستفاد من هذه النصوص التاريخية إنهم كانوا ينتظرون نبيا، ومن المؤكد إن مثل هذا
الانتظار له جذور إنجيلية.
ج 1 إنجيل يوحنا (14: 29) ج 3 إنجيل يوحنا (16: ج 7 15)
ج 2 إنجيل يوحنا (15: 26)
شرح للقرائن:
ا - بدأ المسيح حديثه هكذا " إن كنتم تحبونني، احفظوا أحكامي، وسأطلب لكم من الآب
" فارقليط " آخر (1).
أولا: -
نفهم من الطريقة التي تحدث بها المسيح، حيث جعل المحبة أول كلامه، أن هناك
احتمالا لعدم قبول البعض للشخص الذي سيأتي من بعده والذي بشر به لذا حاول المسيح
تحريك العواطف حتى يدفع ذلك البعض إلى القبول. فإذا كان المقصود بهذا التحريك هو
" روح القدس " الذي تصور البعض إن لفظ الفارقليط يعنيه ج ففي هذه الحالة ج لا
موجب لتهيئة الأرضية من أجل روح القدس بهذا الشكل العاطفي، لكونه لا يحتاج إلى
ذلك، لأن " روح القدس " بعد النزول كان له في القلوب والأرواح أثر عميق أزال معه
كل الشكوك والإنكارات، ولكن إذا كان المقصود هو النبي الموعود لا تأثير له
35

بغير
طريق البيان لكسب القلوب والأرواح، وبناء على هذه الملاحظة فإن قسما منصفا يتقرب
وينجذب إليه والقسم الآخر يبتعد عنه.
إن المسيح لم يكتفي بهذا المقدار في التذكير بل أصر في الجملة 29 من الباب 14
قائلا (أما الآن وقبل الوقوع أخبرتكم لكي يتسنى لكم الأيمان حين الوقوع) في
الوقت الذي لا يحتاج الأيمان بروح القدس إلى توصية لكن الذي حدث هو إصرار المسيح
بالمقدار الذي يدلل على أن المقصود ليس روح القدس.
ثانيا: -
لقد جاء في حديث المسيح جملة تقول (سوف يعطيكم " فارقليط " آخر) فإذا قلنا إن
المقصود من ذلك رسول آخر أصبح كلامنا معقولا وصحيحا ولكن إذا قلنا بأن المقصود هو
روح القدس الآخر سوف لن يكون كلامنا معقولا ولا صحيحا، لأن روح القدس واحد وغير
متعدد.
ب - (كل شئ قلته لكم سوف يذكركم به) (2)
(وإن الروح الحقيقية من طرف الآب سوف تشهد لي بذلك) نحن نعلم أن الروح القدس
نزل على الحواريين بعد خمسين يوما من صلب المسيح، فهل يجوز أن يكون هؤلاء
المنتخبون الخلص قد نسوا جميع الأحكام التي علمها لهم المسيح في هذه المدة
القصيرة حتى يعلمهم روح القدس إياها مرة أخرى؟
وهل يحتاج المسيح إلى شهادة أصحابه؟ ولكن المقصود بهذه الشهادة هو الرسول
الموعود، وبهذا تصبح الجملتان صحيحتين، لأن الأمة المسيحية على أثر طول الزمان
وسرقة البعض لصفحات من الإنجيل وللتحريف الداخل عليه أصبحت أحكامه في عالم
النسيان، وقد أجاب الرسول محمد على عامة الأحكام التي ينبغي أن يعمل بها إضافة
إلى شهادته على نبوة عيسى
ج 1 إنجيل يوحنا (14: 15) ج 2 إنجيل يوحنا (14: 26)
عليه السلام، وتبرئته من التهم المنسوبة إليه بادعاء الألوهية والربوبية أو ما
شابه ذلك فبرئت ساحة المسيح المقدسة من التهم والأقاويل.
ج - (إذا لم أذهب لن يأتي فارقليط) (1)
إن ذهابه مشروط بمجئ " فارقليط " ومجئ فارقليط مشروط بذهاب المسيح، فإذا كان
المقصود روح القدس، فإن نزوله على
36

المسيح أو على الحواريين ليس مشروطا بذهاب
المسيح، لأن روح القدس كان قد نزل بعقيدة المسيحيين حينما أرسل المسيح حوارييه
من أجل نشر الدين. وبناء على هذا فإن نزوله ليس مشروطا بذهاب المسيح، ولكن لو
قلنا إن المقصود هو نبي وصاحب شريعة عالمية، لأصبح الأمر منطقيا ومعقولا لأن
مجيئه مشروطا بذهاب المسيح لكونه سينسخ رسالته.
د - على أثر نزول " فارقليط " ستعرف ثلاثة أشياء لكل العالم، وسيلزم الناس إذا
أخطئوا أو أساءوا (عندما سيأتي سيكون الناس ملزمين بالمعصية والصدق والإنصاف،
بالمعصية لعدم إيمانهم بي) الجملة 7.
لقد جاء في أكثر الأناجيل القديمة كلمة " توبيخ " بدلا من كلمة " ملزم " والكلمة
الثانية أنسب وأوضح لأن البعض من المفسرين والكتاب المسيحيين عندما يصلون إلى هذه
الجملة يرون إنه ليس من المناسب استخدامها مع روح القدس لأنها تجرؤ على مقامه وإن
المقصود من رئيس العالمين هو الشيطان الذي يلزم الناس بالمعاصي وشاهد هذه الجملة
يأتي على لسان المسيح في الآية 30 حيث جاء فيها (يأتي رئيس العالم وليس له حصة
منى) أي لا يتمكن من غلبة المسيح، ومثل هذا التفسير لا يتعدى أن يكون فكرا
شيطانيا محضا، وعلى سبيل الفرض أن ذلك الرئيس يلزم الناس المعاصي، فكيف يمكنه
إلزامهم بالصدق والإنصاف؟ والإلزام، وكلمة " ملزم " هنا جاءت بعنوان توبيخ وهي
موجودة في أغلب الأناجيل القديمة، وأما الجملة التي جاء فيها (رئيس العالم وليس
له حصة منى)، أي إن الذي سيأتي من بعده شخصية مستقلة تماما وليس فرعا من نبوة
المسيح بل هو مكمل لشرعة المسيح. نحن نعلم أن " روح القدس " نزل على الحواريين
بعد خمسين يوما من صلب عيسى ولم يلزمهم أبدا بالمعصية والصدق والإنصاف إذا انه لم
ينزل على الحواريين الذي لم يكذبوا المسيح طرفة عين بل إن نزوله على المنكرين
والجاحدين لرسالة المسيح.
ه‍ ج (فارقليط يشهد لي) (2)، (وسينبئكم بمستقبلكم علاوة على تمجيده
37

لي) (3) إن
الشهادة للمسيح لا يمكن أن يقوم بها روح القدس لأن الحواريين لا يحتاجون إلى من
يشهد للمسيح بأنه نبي لكونهم صدقوه من قبل وساروا على نهجه، وكذا التمجيد
والثناء عليه، وهذا ما قام به رسول الإسلام محمد حيث شهد له بالنبوة وأثنى عليه
من خلال إكمال رسالة جديدة إن التدقيق
ج 1 إنجيل يوحنا (15: 7) ج 2 إنجيل يوحنا (15: 26) ج 3 إنجيل يوحنا (16: 14)
في هذه القرائن يمكن أن يوصلنا إلى الحقيقة التي وصل إليها علماء ومحققو الإسلام
العظيم، وإن هذه القرائن غير منحصرة بما قيل، بل يمكن من خلال تدقيق أكثر وبحث
أعمق ج العثور على قرائن أخرى والآن ماذا قالت دائرة المعارف الفرنسية الكبرى ج
23 ص 4174 " محمد مؤسس دين الإسلام، ورسول الله وخاتم النبيين " كلمة " محمد "
بمعنى محمود بكثرة، ومصدرها " حمد " التي تعنى التمجيد والتجليل والعجيب وعلى
وجه الصدفة إن اسما آخر يترادف مع لفظ محمد ينتمي إلى نفس المصدر " حمد " وهو "
أحمد " الذي يحتمل احتمالا قويا بأنه هو المستخدم من قبل العيسويين الذين كانوا
يقطنون شبه الجزيرة العربية والذين كانوا يبحثون عنه لتعيين " فارقليط "، فأحمد
تعنى محمودا جدا وجليلا جدا وهو ترجمة للفظ " باراكليتوس " والتي تقرأ خطأ "
بريكليتوس " ولقد طرق سمعنا هذا الترتيب للكتاب المسلمين مرار حيث قالوا إن
المراد من هذا اللفظ هي البشارة على ظهور رسول الإسلام وقد أشار القرآن المجيد
أيضا وبشكل علني إلى هذه الآية العجيبة في سورة الصف التي تهتم بهذا الموضوع.
انتهى.
هناك أسئلة حول الفارقليط
السؤال الأول: -
قال المسيح صراحة إن الفارقليط روح حقيقية، وهذه الآية لا يمكن أن تتعلق بمحمد
لكونه إنسانا وليس روحا.
الجواب: -
إن لفظ الروح التي استعملت في روح القدس يمكن استخدامها في مطلق الإنسان الذي
يمتلك روحا ملهمة بالفجور والتقوى وإن استعمال لفظ الروح في المعنى الثاني وفى
كتب العهدين كثيرة، فعلى سبيل
38

المثال ما جاء في الرسالة الأولى ليوحنا كما يلي:
" أيها الأحبة لا تصدقوا كل روح، بل عليكم اختبار الأرواح على أنها من الله أومن
غيره، لأن الأنبياء الكذابين ازدادوا في العلم " فمن هنا نعلم أن كل روح تتجسد
في عيسى المسيح هي من الله، وكل روح تتنكر لتجسد عيسى ليست من الله وهكذا تلك
الروح المخالفة للمسيح، وأن الدجال الذي سمعتم به بأنه سيأتي، موجود في العالم.
نحن من عند الله وكل من يعرف الله يسمع حديثنا، ومن لم يكن من عند الله لا ينصت
لنا، ومن هنا تمكن من التمييز بين روح الحق وروح الضلالة (رسالة الأولى ليوحنا 4
/ 12 - 7) هذه الجمل تشير إلى استخدام لفظة " الروح " وإشاعتها في غير " روح القدس
" وإن ذيل الآية يشير بصراحة إلى أن كل شخص يدعو إلى الحق والصواب، يكون روحا
حقيقية وكل فرد يدعو إلى الضلالة تكون روحه روح ضلال.
وبناء على هذا، تكون المقولة المطلقة على النبي الموعود من أنه روح حقيقية،
لكونه سيدعو الناس إلى الحق والحقيقة، وإن هذا النوع من التعبير بين شعوب العالم
كثير " وسائغ "، وإن التدقيق في ذلك يبتعد كثيرا بالمدقق عن الشك والشبهة.
السؤال الثاني: -
هكذا قال المسيح بحق الفارقليط: إن العالم لا يتمكن من قبوله لأنهم لن يرونه ولن
يعرفونه في الوقت الذي عرف فيه النبي محمد r وشاهده الآلاف من الأشخاص فكيف ذلك؟
الجواب: -
إن المقصود من المشاهدة أو الرؤية هو المعرفة ببصيرة الفؤاد وهذا ما حصل بالفعل
للمسيحيين الذين لم يتعرفوا على رسول الإسلام أو لم يروه. وإن الاستعمال بين
الناس معروف ويرى بكثرة حتى في العهدين، فمن باب المثال: يقول البعض أن فلانا
يمتلك فهما ولا يفهم ويمتلك عينا ولكنه لا يبصر بها، وهكذا قال أشيعا بحقهم (
ستسمعون باتصالهم ولكن لن تفهموا، نظروا ولكنهم لم يروا شيئا أو يسمعوا شيئا
) (1).
وكذا الأمر بالنسبة للمعرفة حيث لم يتعرفوا على حقيقة رسول الإسلام بشكل كامل كل
أولئك الذين
39

يعيشون على سطح العالم، وفى أغلب الأحيان لم يتقبلوه، أي: لم
يتعرفوا عليه. وهذا الاستعمال موجود بكثرة في كل اللغات وحتى في نفس الإنجيل
فمثلا التصريح الذي يقول: لا يعرف الابن " المسيح " غير الله، على الرغم من أن
المسيحيين كلهم عرفوه " لا يعرف الابن غير الآب " (2).
" قالوا له: أيها الآب أين أنت؟ فأجاب عيسى أنتم لا تعرفونني ولا تعرفون أبى،
ومتى ما تعرفتم على تعرفتم على أبى " (3)، وبناء على هذا فإن القصد من عدم رؤية
العالم للفارقليط تعنى عدم إدراكهم لحقيقته الكاملة.
السؤال الثالث: -
إن المسيح وعد الحواريين وبشرهم في الوقت الذي جاء محمد r بعد 600 سنة من ذلك
الوعد، وفى زمانه لم يبق أحد من الحواريين.
الجواب: -
لقد كان المخاطب " وهم الحواريون " ظاهرا ولكن المقصود الحقيقي هم أمة عيسى إن
جميع المصلحين والمحدثين العالميين يستعملون هذا الأسلوب في الخطاب فتراهم
يتحدثون إلى جمع من الناس وهم يقصدون كل البشر بذلك، وهذا كثير في الإنجيل حيث
جاء " وأقول لكم أيضا إن إنسانا سوف يأتي بعد هذا الابن وعلى يده اليمنى تأتى
القوة كما تأتى غيوم السماء " (4).
ج 1 إنجيل متى (13 / ج 13 14) ج 3 إنجيل يوحنا (8 / 19)
ج 2 إنجيل متى (11 / 27) ج 4 إنجيل متى (26: 64)
إن الذين خاطبهم المسيح حينها لم يشاهدوا شيئا من هذا الوضع الذي جاء في خطابه
بل لم تشاهد أمة عيسى إلى الآن ذلك وبعد مضى ألف وتسعمائة وتسعين عاما.
على أية حال، إن النتيجة التي يمكن أن تتوصل إليها هي: إن خطابات وأحاديث الرسل
والأنبياء والمصلحين يقصد بها عامة البشر، وإن كانت تلك الخطابات في مجالس صغيرة
لا يتعدى جلساؤها عدة أفراد.
السؤال الرابع:
إن آخر سؤال هو إن المسيح قال بصدد الفارقليط " سيبقى معكم وفيكم " فهل يمكن أن
يبقى محمد في شخص ما؟ لأنه في الإمكان أن يكون شخص مع شخص آخر ولكن كيف يكون أحد
ما في شخص آخر؟
الجواب: -
إن
40

جملة " فيكم سيبقى " تعنى أحكامه وقوانينه ستبقى إلى الأبد بينكم وبين ظهوركم
وإن أحكامه سوف لن تنسخ ولن تتمكن هذه النوعية من الشبهات الصبيانية آن تقلل من
قيمة الآيات التي تتطرق إلى ظهور الرسول الموعود مع كل هذه القرائن (1)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكرا للشيخ / جعفر السبحاني
وأجد البروفيسور / عبد الأحد داود يريد أن يعلق فليتفضل.
بسم الله الرحمن الرحيم بالنسبة للمذاهب التي وصمت بالهرطقة مثل الغنوصيين
Gnostics والأبوليناريين Appolinarians والدوكيتيين Docetas وغيرهم وقد اتخذ
أحد زعماء تلك المواهب لنفسه اسم " البراقليوس " وادعى أنه النبي (أل أحمد)
الذي تنبأ به المسيح وصار له أتباع عديدون.
أما بالنسبة لعلامات (البرقليطوس الآخرى)
(أ) أنه (سوف يوبخ العالم لأجل الخطيئة والاستقامة والعدالة) (2) أما تفسير (
الاستقامة) بما نسب إلى عيسى في قوله (لأنني ذاهب إلى أبى) (3) فهو تفسير غامض
مبهم. إذ يجعل عودة عيسى إلى ربه سببا كافيا لتأنيب العالم بواسطة (البرقليطوس
) لماذا؟ ومن الذي أنب العالم بسبب ذلك؟ لقد اعتقد اليهود أنهم صلبوا عيسى
وقتلوه ولم يؤمنوا أنه رفع إلى السماء. ثم عاقبهم محمد ووبخهم بشدة بسبب كفرهم
هذا. وقد أصاب هذا التوبيخ النصارى الذين يعتقدون أنه صلب ومات على الصليب وأنه
إله أو ابن الله وقد أوضح القرآن هذه النقطة بقوله تعالى (وقولهم إنا قتلنا
المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه
ج 1 أحمد موعود الإنجيل (ص ص ج 89 102) ج 3 إنجيل يوحنا (16 / 10)
ج 2 إنجيل يوحنا (16 / 8)
لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه مالهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه
يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما) (1)
علما أن الكثيرين من النصارى الأوائل أنكروا صلب المسيح وأصروا على أن أحد أتباعه
(يهوذا الأسخريوطي) أو شبها له ألقى القبض عليه وصلب بدلا منه كما
41

أن
الكورنثيون cornithians والبازيلديون Basilidans والقربوبقراطيون Corpocations
وغيرهم كثيرون كانوا من نفس الرأي.
(ب) من أهم علامات (البركليتوس) أيضا أنه (سوف يؤنب العالم لأجل الدينونة) (2) (
لأن رئيس هذا العالم قد أدين) (3) لأن العالم كان خاضعا له.
وفى الفصل السابع من سفر دانيال يصف النبي دانيال كيف عقدت الدينونة الكبرى وصدر
الحكم الإلهي بتحطيم ديانة الشيطان على يد البر ناشا (ابن الإنسان) محمد
ويستخدم دانيال تعبير مشابهة جدا لتعبير القرآن الكريم عن يوم الحساب أو الدينونة
وعن الدين الحق أي الإسلام وأن استعمال القرآن لكلمة (دين) الواردة في سفر
دانيال (بالآرامية دينا) بما يعنى الحكم أو الدينونة أو الدين أمر في غاية
الأهمية لأنه في رأى من أحد البراهين على الحقيقة التي أنزلها الروح القدس جبريل
على كل من دانيا ل وعيسى ومحمد إذ لم يكن باستطاعة محمد أن يختلق هذا أو لفقه حتى
ولو كان فيلسوفا ضليعا كأرسطو.
(ج) والعلامة الأخيرة للبرقليوس هي أنه (لا يتكلم من عنده، بل يتكلم بما يسمع،
ويخبركم بما يأتي) (4) وهكذا كان محمد ينطق الوحي كما يسمعه من جبريل وكان الوحي
يدون على يد الكتبة المختارين حتى تم جمع القرآن.
هذا هو البركليتوس الحقيقي إذن فهل باستطاعتكم أن تدلونا على أي شخص آخر تنطبق
عليه كل هذه الصفات والعلامات والمميزات التي للبركليتوس؟ إنكم لا تستطيعون (5).
وشكرا لكم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكرا للبر فسور / عبد الأحد داود
والآن جاء دور الجمهور فلنستمع من أحد الباحثين عن الحقيقة فليتفضل
بسم الله الرحمن الرحيم أطلب منكم أن تعطوني وقتا كافيا لكي اشرح شرحا وافيا لكل
فقرة
سوف نعطيك وقتا كافيا دون مقاطعة وإنصات كامل
شكرا لكم جميعا
أنا أحاوركم بكلامكم بصرف النظر عن ثقتي في أصل مصدره، أنني كنت أعددت شرحا
وافيا لكل كلمة وإرجاعها إلى
42

أصولها في تلك البشارات وكان من المفروض أن تكون
أصول
ج 1 سورة النساء (الآيتين ج 157 158) ج 2 إنجيل يوحنا (12 / 31) ج 3 إنجيل يوحنا
(14 / 30)
ج 3 إنجيل يوحنا (16 / 13) ج 4 محمد r كما ورد في كتاب اليهود والنصارى (ص ص 145
ج 148)
الإنجيل باللغة الآرامية عندما أرسلت رسالة للقس د / منيس عبد النور للإستفسار عن
اللغة التي كان يستخدمها المسيح فقال كان يستخدم اللغة السائدة في قومه وهي
الآرامية فأين الإنجيل باللغة الآرامية؟ لا يوجد لكن المرجع حاليا للنصوص
الأصلية باللغة اليونانية فلا بد من إرجاع الكلمات إلى أصولها وخصوصا المختلف
عليها في هذا النص الوارد على لسان سيدنا عيسى (إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي
. وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد. روح الحق الذي لا
يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه. وأما أنتم فتعرفونه لأنه
ماكث معكم ويكون فيكم) (1).
أول كلمة عليها جدل هي (البركليتوس) لقد حاول القساوسة إثبات أنها تعنى المعزى
وهي تخص الروح القدس فقط.
إذا رجعنا إلى كلمة (معزى) الواردة سابقا لقد استخدمت في العهد الجديد على صور
شتى لقد فسرها د / قس منيس عبد النور بأنها تعنى " الوكيل " أو " المؤيد " وقد
أرجعها الأستاذ / إبراهيم خليل إلى القاموس اليوناني " المعزى " أو " الشفيع " أو
" آل محمد " أو " المحمود " وإذا رجعنا إلى ما قاله القس / غسان خلف ترجمها "
المعزى " أو " الشفيع " لكن قبل شرح وافى لهذه الكلمة لنا أن ننتقل إلى الكلمة
التي بعدها مباشرا وهي " آخر " يقول القس / غسان خلف هناك كلمتان ترجمتا إلى
العربية بكلمة " آخر " هما " ألوس " " alloV " رقم أ 212 ص 44، و " هيتروس "
" خ t خ roV " رقم 1845 ص 311 ومع أن هاتين الكلمتين استعملتا متبادلتان بنفس المعنى
في بعض المواضع غير أن هناك تمييزا في المعنى بينهما في مواضع كثيرة فالأولى تعنى
" آخر من النوع نفسه
43

" والثانية تعنى " آخر من نوع مختلف " الأماكن التي استخدمت
فيها كلمة آخر من نفس الصنف الأول
(أنت هو الآتي أم ننتظر آخر) (2) أي أنهم كانوا ينتظرون نبي آخر
(الذي يشهد لي هو آخر) (3) أي نبي مثلي
(إن أتى آخر باسم نفسه فذلك تقبلونه) (4) أي أسمه يدل على صفته ولم يأتي رسول
أسمه يدل على صفته إلا محمد صلى الله عليه وسلم حيث أن الاسم مصدر من الحمد
(فيعطيكم معزيا آخر) (5)
(الآتي يكرز بيسوع آخر) (6)
أن كلمة " آخر " تدل على أن هناك صنف من نفس النوع أي أن هناك معزيا أول فهل كانت
الروح القدس معزيا أول بالطبع لا هل كانت الروح القدس معزيا ثانيا لا. فلنبحث عن
المعزى إذا رجعنا إلى الأصل اليوناني ذكرت كلمه " عزاء " على أربع صور
ج 1 إنجيل يوحنا (14: ج 15 17) ج 3 إنجيل يوحنا (5: 32) ج 5 إنجيل يوحنا (14:
16)
ج 2 إنجيل لوقا (7: ج 19 20) ج 4 إنجيل لوقا (5: 43) ج 6 رسالة كورنثوس الثانية
(11: 4)
1 - جاءت على صوره (يعزى) (يشجع) " paramuq خ‍ omai رقم 3220
(إلى مرثا ومريم ليعزوهما) (1)
(كانوا معها 0000 يعزونها) (2)
وهنا العزاء لشئ مادي محسوس
2 - وجاءت على صوره (يعظ) (واعظ) (يعزى) (يتعزى) " paracal خ w " رقم 3202.
(ولا تريد أن تتعزى) (3)
(هو يتعزى وأنت تتعذب) (4)
وهنا يتقبل العزاء لشئ مادي محسوس أيضا
3 - وجاءت على صوره (تعزية) (عزاء) (وعظ) " paraclhsiV " رقم 3206
(ينتظر تعزية إسرائيل) (5)
(لأنكم قد نلتم عزاءكم) (6)
(بتعزية الروح القدس) (7)
4 - وجاءت على صوره (المعزى) (الشفيع) " paraclhtoV " رقم 3207
(فيعطيكم معزيا آخر) (8)
(المعزى الروح القدس) (9)
(متى جاء المعزى) (10)
(يأتيكم المعزى) (11)
(إن أخطأ أحد فلنا شفيع) (12)
هنا التعزية لشئ مادي ملموس ذو حواس ومعلوم وليس طيف وسوف نعرف بعد قليل حقيقة
الروح القدس الواردة في يوحنا 14:
44

26 (المعزى الروح القدس) الروح وردت بالمعنى
التالية (روح) (روحي) (نفس) ووردت بمعنى (نبي) أيضا
(بل امتحنوا الأرواح) (13)
(كل روح لا يعترف بيسوع) (14)
(روح الحق وروح الضلال) (15)
ج 1 إنجيل يوحنا (11: 19) ج 6 إنجيل لوقا (6: 24) ج 11 إنجيل يوحنا (4: 1)
ج 2 إنجيل يوحنا (11: 31) ج 7 الأعمال (9: 31) ج 12 يوحنا الأولى (2: 1)
ج 3 إنجيل متى (2: 18) ج 8 إنجيل يوحنا (14: 16) ج 13 يوحنا الأولى (4: 1)
ج 4 إنجيل لوقا (16: 25) ج 9 إنجيل يوحنا (14: 26) ج 14 يوحنا الأولى (4: 3)
ج 5 إنجيل لوقا (2: 25) ج 10 إنجيل يوحنا (15: 26) ج 15 يوحنا الأولى (4: 6)
" pn خ uma " رقم 3468 ص 630
القدس وردت بالمعاني التالية (مقدس) (قديس) (قدوس) (أقدس) (قدس) (قدس)
" agioV " رقم 30 ص 10
(يوحنا 0000 رجل بار وقديس) (1)
إذا المعنى (الروح القدس) هي (نفس قديسة) أو (نبي مقدس) إذا التعزية
والشفاعة لشئ مادي محسوس وليس شئ غيبي غير محسوس
الاعتراض الآخر على كلمة يمكث إلى الأبد وكلمة أبد وردت بالمعاني التالية (دهر)
(أزل) (أبد) (عالم) " aiwn " رقم 141 ص 30
أي أنه أثره يبقى بقاء الدهر كله وهو القرآن الكريم، والسنة الشريفة ورسالته
عالمية.
والاعتراض على " روح الحق " لقد عرفنا سابقا أن الروح تعنى نبي أما كلمة الحق فقد
وردت على الصور الآتية (حق) (حقيقة) (صدق) (صادق) " alhq خ ia " ص 40 رقم
196 أي (نبي صادق) ولقد وصف الرسول الله صلى الله عليه وسلم بالصادق الآمين من
قبل بعثته.
والاعتراض على (لا يراه ولا يعرفه) (2) فكلمة (يرى) فقد وردت على الصور الآتية
(ينظر) (ناظر) (يرى) (يبصر) " q خ wr خ w " رقم 2040 ص 371 وقد استخدمت الكلمة
في
(لا يراه ولا يعرفه) (3)
(الذي يراني يرى الذي أرسلني) (4)
(لا يراني العالم 000 أما أنتم فتروني) (5) (6)
أي أن الرؤيا هنا مجازيه لشئ مادي
45

محسوس أما الشئ غير منظور الذي لا يرى
فيستخدم الكلمة " aoratoV " رقم 467 ص 84
وقد استخدمت الكلمة في
(أموره غير المنظورة ترى) (7)
(صورة الله غير المنظور) (8)
(الذي لا يفني ولا يرى) (9)
ج 1 إنجيل مرقس (6: 20) ج 2 الذي يبلغ الحق لابد أن يكون بشرا من جنس الناس حتى
يكون الاستئناس به أكمل والاقتناع
ج 3 إنجيل يوحنا (14: 17) بكلامه أوقع. أما الذي لا يرى إما جن أو ملاكا الذي لا
يرى كالهواء هل هذا يقنع الناس بكلمة الحق ج 4 إنجيل يوحنا (12: 45) ج 5 إنجيل
يوحنا (14: 19) ج 6 وهذا دليل على محدودية رسالة المسيح لقومه بنى
ج 7 رسالة رومية (1: 20) إسرائيل كما قال (لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل
ج 8 كورنثوس الأولى (1: 15) الضالة) متى 15: 24
ج 9 تيموثاوس الأولى (1: 17)
وكلمة يعرف وردت على الصور الآتية (يعرف) (يعرف) (عارف) (معروف) (يعلم
) (عالم) (يفهم) " ginwscw " رقم 961 ص 157 وقد استخدمت الكلمة في (فقال
قوم من أهل أورشليم أليس هذا هو الذي يطلبون أن يقتلوه. وهاهو يتكلم جهارا ولا
يقولون له شيئا. فلعل هو. وأما المسيح فمتى جاء لا يعرف أحد من أين هو) (1)
فعدم المعرفة التي وردت هنا ليس شمولية وإنما خصوصية أما عدم المعرفة الشاملة ففي
اليونانية " agnohma " رقم 41 ص 13 التي تعنى (لا يعرف) (غير معروف) (يجهل)
(مجهول) وإنما المعني أن الحواريين أكثر الناس معرفة بالرسول r عن الآخرين ومتى
جاء المسيحيين أكثر الناس أيمانا به لأن المسيح عليه السلام بشر به وعرف
الحواريين بصفاته فإذا رأوه آمنوا به لأنهم يعرفونه حقا أما الآخرين الذين لا
يعرفونه ولا يرونه فإنهم لن يؤمنوا به ودليل على معرفتهم به النص (وأما أنتم
فتعرفونه) لما (لأنه ماكث معكم ويكون فيكم) لم يستخدم تعبير مكث أو يمكث أي
يبقى الفترة الزمنية المحددة لهم في الأرض لكن أستخدم المترجمون كلمة ماكث أي أنة
46

بقائه مستمر والكلمة المستخدمة باليونانية " m خ nw " رقم 2739 ص 500 والاستخدامات
المتعددة لها (يبقى) (الباقي) (يمكث) (ماكث) (يثبت) (ثابت) (يستقر)
(مستقر) (يدوم) (دائم) (يقيم) (ينتظر) (يلبث) (حال) (عند)
(ماكث معكم ويكون فيكم) (2)
(بل يمكث عليه غضب الله) (3)
(من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة) (4)
بالاستخدامات السابقة للكلمة أن البقاء معهم أي البشارة به معهم وتتوارثها
الأجيال وهم أعرف الناس به (ويكون فيكم) أي الإنجيل الذي هو بشارة به ولو أن
البقاء معهم بنفسه الشريفة لأستخدم " diatribw " رقم 1150 ص 189 بمعنى (يمكث) (
يقيم) (يصرف) وقد استخدمت بهذا المعنى في
(مكث معهم هناك وكان يعمد) (5)
(ومكث هناك مع تلاميذه) (6)
ج 1 إنجيل يوحنا (7: ج 25 27)
ج 2 إنجيل يوحنا (14: 17)
ج 3 إنجيل يوحنا (3: 36)
ج 4 إنجيل يوحنا (12: 46)
ج 5 إنجيل يوحنا (3: 22)
ج 6 إنجيل يوحنا (11: 54)
لكن الكلمة المستخدمة تدل على مجاز ويدل على أنه يتخلل أجسامكم أن يكون مصباحا
لهم (ماكث معكم ويكون فيكم) (1) أي أنكم أكثر الناس معرفة به من غيركم لأن
البشارة الموجودة في الإنجيل كافيه لكم وكلمة فيكم تفيد أنه يتخللكم ويسكن فيكم
. إذا عدنا إلى النص السابق كاملا سوف يكون الصيغة الحقيقية له هي (إن كنتم
تحبونني فاحفظوا وصاياي. وأنا أطلب من الآب فيمنحكم شفيعا آخر مثلي ليمكث فيكم
إلى الأزل، نبيا حقيقيا صادقا الذي لا يمكن للعالم أن يشاوره لأنه لا يراه ولا
يعرفه كل البشر، وأما أنتم فتعرفونه لأنه مبشر به في إنجيلكم ويكون في ضمائركم)
وأستخدم تعبير (أما أنتم فتعرفونه) وكان يجب أن يقول (أما أنتم فترونه وتعرفونه
) وحذفت الرؤيا هنا دليلا قاطعا أنه لم يأتي في فترة الحواريين وإنما سوف يأتي
بعد ذلك لكن لابد أن تكونوا عارفين به وأول ناس تؤمنوا به. الاعتراض الآخر هو في
قوله (ومتى جاء المعزى
47

الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق الذي من عند
الآب ينبثق فهو يشهد لي) (2)
لقد أستخدم تعبير " anap خ mpw " رقم 333 ص 61 التي تعنى (يرسل) (يرد)
(أرسله إلى هيرودس) (3) هنا الإرسال من بشر إلى بشر
أما إذا كان الإرسال من الله إلى البشر أستخدم " p خ mpw " رقم 3317 ص 601 التي
تعنى (يرسل) (مرسل) (مرسل) وقد استخدمت في
(يكرم الآب الذي أرسلني) (4)
(ويؤمن بالذي أرسلني) (5)
(الآب الذي أرسلني) (6)
(الذي أرسلني يشهد لي) (7)
(مشيئة الذي أرسلني) (8)
(المعزى. سيرسله الآب باسمي) (9)
ج 1 (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم) البقرة 146، الأنعام 20.
أي اليهود والنصارى يعرفون محمدا معرفة لا امتراء فيها كما يعرف الواحد منهم
ولده معرفة يقينية. قال عبد الله بن سلام رضي الله عنه ج وكان من علماء اليهود و
أخبارهم: أنا أعلم به منى بابني. فقال له عمر رضي الله عنه: لم؟ قال: لأني لست
أشك في محمد أنه نبي فأما ولدى فلعل والدته خانت ج فقد اعترف من هداه الله من
أحبارهم كهذا العالم الجليل وتميم الداري من علماء النصارى أنهم عرفوه r معرفة
لا يتطرق إليها الشك.
ج 2 إنجيل يوحنا (15: 26) ج 6 إنجيل يوحنا (5: 30)
ج 3 إنجيل لوقا (23: 7) ج 7 إنجيل يوحنا (5: 37)
ج 4 إنجيل يوحنا (5: 23) ج 8 إنجيل يوحنا (6: 38)
ج 5 إنجيل يوحنا (5: 24) ج 9 إنجيل يوحنا (14: 26)
معنى ذلك أن هناك خلل كيف أن الله تبارك وتعالى هو الذي يرسل الشفيع وكيف يقال
على لسان المسيح (سأرسله أنا) والتصحيح اللغوي هو (ومتى جاء الشفيع الذي سوف
أطلب من الآب إرساله إليكم، النبي الصادق الذي من عند الآب ينطلق فهو يشهد لي)
والعبارة الأخرى (لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم الشفيع ولكن إن ذهبت مرسل إليكم من
قبل الله) الكلمة التي استخدمت للدلالة على أن المسيح أرسل لها معاني متعددة فهي
لا تستخدم بمعنى أرسل وإنما تستخدم
48

بمعنى (يرسل) و (مرسل) ومعنى ذلك أن
الإرسال من قبل الله تبارك وتعالى، الاعتراض الآخر في قوله (وأما المعزى الروح
القدوس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم) (1)
الاعتراض الأول أن المعزى هو الروح القدس وقد تكلم في ذلك الأستاذ / احمد عبد
الوهاب أن بالكشف الإشعاعي على أقدم مخطوطة وجد الخط بقلم مختلف الذي كتب كلمة
الروح القدس وأن أقدم مخطوطة لم تكن موجود فيها كلمة القدس لكن بالتفسير اللغوي
للكلمة عرفنا أن كلمة روح تعنى نبي أيضا وأن الكلمة لها معنى آخر هو نبي قدسي
وكلمه باسمي تعنى (اسم) (يسمى) (يسمى باسم) (يتسمى باسم)
" onoma " رقم 3047 ص 551 ويكون التصحيح اللغوي للعبارة السابقة (وأما الشفيع النبي
القدسي الذي سيبعثه الآب يسمى باسم أحمد فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته
لكم عن البشارة به ويصحح مفاهيمكم) معنى ذلك أن كلمة أحمد حذفت هنا إذا كنتم
تريدون أن تعرفوا مكان الحذف لأن العبارة سوف تصبح ناقصة يسمى باسم؟ باسم ماذا؟
أين الاسم الذي يسمى به حذف في هذه العبارة وبالتأكيد أنه الباركليت الذي معناه
أحمد أو محمود كما فسر سابقا (2) وشكرا لكم جميعا على سعة صدركم جميعا والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
وقبل أن ننهى هذا اللقاء هل من أحد من الجمهور له أن يسأل أو يضيف شئ فليتفضل.
بسم الله الرحمن الرحيم لقد قرأنا في أحد المجلات أنه توجد نظرية قالت أن رجلا
عربيا مسيحيا يتحدث اليونانية أشار على آمنة بذلك لكي يتواءم أسم محمد مع الفقرة
التالية من الإنجيل التي تقول على لسان المسيح لأتباعه (إذا لم أترككم لن يأتي
البركليتوس إليكم، لكن إذا تركتكم سوف يبعث إليكم وبمجيئه سوف يفرض على العالم
العدل والحكمة) ومعنى كلمة (البريكليتوس) اليونانية أحمد أو محمد أو محمود،
فما رأى السادة العلماء؟ وشكرا
أحد الجمهور يريد التحدث عن نفس الموضوع
؟ بسم الله الرحمن الرحيم
49

بالنسبة للنقطة التي آثارها الأخ عن النظرية التي تدعى
أن رجلا عربيا مسيحيا يتحدث اليونانية أشار على آمنة بذلك لكي يتواءم أسم محمد
مع الفقرة الإنجيل " البركليتوس ".
ج 1 إنجيل يوحنا (14: 26) ج 2 جميع الكلمات من الفهرس العربي لكلمات العهد
الجديد اليونانية.
1 - لم نجد أي دليل يثبت أنها قابلت أي شخص تكلم معها عن هذا الاسم.
2 - الذي سماه جده عبد المطلب كما نعرف من كتب السيرة سماه محمد رجاء أن يحمد في
الأرض وفى السماء.
3 - إذا افترضنا صحة هذا الكلام معنى ذلك أنها كانت تعرف أن ابنها قادم بدين
جديد ومبشر به في الكتب السابقة بأنه نبي
4 - أن وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإنجيل وصف ليس الاسم فقط بل وصف
الشريعة وصف موقفه من المسيحية لأنه يؤيد ما سبقه من الرسل وهذا ما جاء به القرآن
.
وشكرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
و الآن أمامنا أحد الجمهور يريد أن يتحدث فليتفضل
بسم لله الرحمن الرحيم، أمامنا ثلاثة نصوص يوجد بها بشارات غير البشارة
المذكورة " الباراكليت " في الإنجيل سوف أقرأها عليكم من إنجيل متى، مرقس، لوقا
النص الأول:
" اسمعوا مثلا آخر. كان إنسان رب بيت غرس كرما وأحاطه بسياج وحفر فيه معصرة و
بنى برجا وسلمه إلى كرامين وسافر ولما قرب وقت الأثمار أرسل عبيده إلى
الكرامين ليأخذ أثماره فأخذ الكرامون عبيده وجلدوا بعضا وقتلوا بعضا ورجموا
بعضا ثم أرسل أيضا عبيدا آخرين أكثر من الأولين ففعلوا بهم كذلك فأخيرا أرسل
إليهم ابنه قائلا يهابون أبني وأما الكرامون فلما رأوا الابن قالوا فيما بينهم
هذا هو الوارث هلم نقتله ونأخذ ميراثه فأخذوه وأخرجوه خارج الكرم وقتلوه فمتى
جاء صاحب الكرم ماذا يفعل بأولئك الكرامين؟ قالوا له أولئك الأردياء يهلكهم هلاكا
رديا ويسلم الكرم إلى كرامين آخرين يعطونه الأثمار في أوقاتها قال لهم يسوع أما
قرأتم قط في الكتب. الحجر الذي رفضه
50

البناؤون هو قد صار رأس الزاوية. من قبل الرب
كان هذا وهو عجيب في أعيننا لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة
تعمل أثماره ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه " (1).
النص الثاني:
" وابتدأ يقول لهم بأمثال إنسان غرس كرما وأحاطه بسياج وحفر حوض معصرة وبنى برجا
وسلمه إلى كرامين وسافر. ثم أرسل إلى الكرامين في الوقت عبدا ليأخذ من الكرامين
من ثمر الكرم. فأخذوه وجلدوه وأرسلوه فارغا. ثم أرسل إليهم أيضا عبدا آخر.
فرجموه وشجوه وأرسلوه مهانا. ثم أرسل أيضا آخر. فقتلوه. ثم آخرين كثيرين
فجلدوا منهم بعضا وقتلوا بعضا. فإذ كان له أيضا ابن واحد حبيب إليه أرسله أيضا
إليهم أخيرا قائلا إنهم يهابون أبني.
ج 1 إنجيل متى (21: ج 33 44)
ولكني أولئك الكرامين قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث. هلموا نقتله فيكون لنا
الميراث. فأخذوه وقتلوه وأخرجوه خارج الكرم. فماذا يفعل صاحب الكرم. يأتي
ويهلك الكرامين ويعطى الكرم إلى آخرين. أما قرأتم هذا المكتوب. الحجر الذي رفضه
البناؤون هو قد صار رأس الزاوية. من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا.
فطلبوا أن يمسكوه ولكنهم خافوا من الجمع لأنهم عرفوا أنه قال المثل عليهم:
فتركوه ومضوا " (1).
النص الثالث:
" وابتدأ يقول للشعب هذا المثل. إنسان غرس كرما وسلمه إلى كرامين وسافر زمانا
طويلا. وفى الوقت أرسل إلى الكرامين عبدا لكي يعطوه من ثمر الكرم. فجلده
الكرامون وأرسلوه فارغا. فعاد وأرسل عبدا آخر. فجلدوا ذلك أيضا وأهانوه وأرسلوه
فارغا. ثم عاد فأرسل ثالثا. فخرجوا هذا أيضا وأخرجوه. فقال صاحب الكرم ماذا
أفعل. أرسل أبني الحبيب. لعلهم إذا رأوه يهابون. فلما رآه الكرامون تآمروا
فيما بينهم قائلين هذا هو الوارث. هلموا نقتله لكي يصير لنا الميراث. فأخرجوه
خارج الكرم وقتلوه. فماذا يفعل بهم صاحب الكرم. يأتي ويهلك هؤلاء الكرامين
ويعطى
51

الكرم لآخرين. فلما سمعوا قالوا حاشا. فنظر إليهم وقال إذا ما هو هذا
المكتوب الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية. كل من يسقط على ذلك
الحجر يترضض. ومن سقط هو عليه يسحقه " (2).
السؤال هو (ماذا قصد المسيح بمثل الكرامين الأردياء وهل هذه النصوص بشارة عن نبي
يأتي بعد عيسى أم لا؟ وشكرا لكم جميعا
وأجد القس د / منيس عبد النور يريد أن يتكلم فليتفضل
شكرا لكم جميعا. للرد على التساؤل السابق فنقول: رب البيت هو الله، وابنه هو
المسيح، وأنه تكلم عن نفسه كأن اليهود قتلوه. وما دام المسيح قائل هذه الأقوال
يكون هو ابن الله، وأنه مات عن خطايا العالم. وبعد إرسال الابن لم يرسل رسول
آخر. كان الرسول الأخير هو الابن، فليس من المعقول أنه بعدما أرسل الابن يرجع
فيرسل العبيد. عدا ذلك فإن المسيح اقتبس هنا خبر " الحجر الذي رفضه البناؤون "
(3) وقال بطرس إن صاحب سفر المزامير قصد بالحجر الذي رفضه البناؤون المسيح نفسه،
حيث يقول " فليكن معلوما عند جميعكم وجميع شعب إسرائيل أنه باسم يسوع الناصري
الذي صلبتموه أنتم، الذي أقامه الله من الأموات، بذاك وقف هذا أمامكم صحيحا. هذا
هو الحجر الذي احتقرتموه أيها البناؤون الذي صار رأس الزاوية " (أعمال 4: 10
, 11, 1 بطرس 2: ج 4 8) وعليه فالبناءون كانوا يهود عصره. وقال المسيح المثل
خطابا لليهود " ملكوت الله ينزع منكم
ج 1 إنجيل مرقس (12: ج 1 12) ج 3 مزمور (118: ج 21 22)
ج 2 إنجيل لوقا (20: ج 9 18)
ويعطى لأمة تعمل أثماره " (1).
والعهد الجديد يبين أنه يعطى للذين يؤمنون بالمسيح إيمانا حقيقيا، الذين هم "
جنس مختار وكهنوت ملوكي، أمة مقدسة شعب اقتناء " وقال لهم " لكي تخبروا بفضائل
الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب، الذين قبلا لم تكونوا شعبا وأما الآن
فأنتم شعب الله، الذين كنتم غير مرحومين وأما الآن فمرحومون " (2) وهنا تلميح
لطيف إلى الأثمار
52

التي يطلبها رب البيت من الأمة التي تتولى الكرم، ألا وهي
الكنيسة المسيحية، والكرم ملكوت الله (متى 21: 43 يشرح عدد 41) وعليه فقد ثبت
أن الحجر الذي رفضه البناؤون هو المسيح نفسه. وأما مقاومة المسيح وعدم الرضوخ له
فهما سبب سخط الله وحول نقمته على أعدائه. وقد تم شئ من ذلك عند خراب أورشليم
وتمثيل الرومان باليهود تمثيلا فظيعا (سنة 70 م) بعد صلب المسيح نحو أربعين سنة
.
والمراد برب البيت هو الله، لأن المسيح (في عدد 37 بحسب ما جاء في المثل) هو
ابن رب البيت (3) وشكرا لكم جميعا.
والآن أجد الشيخ / إبراهيم خليل أحمد يريد أن يعلق فليتفضل.
بسم الله الرحمن الرحيم بالنسبة للبشارة السابقة يقرر سيدنا عيسى عليه السلام
قرار الرب بانتزاع النبوة والكتاب من ذرية إسحاق إلى ذرية من؟
قال لهم يسوع: " أما قرأتم قط في الكتب: الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس
الزاوية. من قبل الرب كان هذا وهو في أعيننا. لذلك أقول لكم: إن ملكوت الله
ينزع منكم، ويعطى لأمه تعمل أثماره " (4) ولتفسير هذا القرار الخطير نستند إلى
قوله تعالى في القرآن الكريم لعلنا نهتدي إلى شخصية الرسول الكريم الذي يتحدث عنه
المسيح عيسى بن مريم عليه السلام.
1 - الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية: -
قال الرسول الكريم: " مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنيانا، فأحسنه
وأجمله، إلا موضع لبنة من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبهم البناء فيقولون
: ألا وضعت هنا لبنة فيتم البناء؟ قال صلى الله عليه وسلم: فأنا اللبنة، جئت
فختمت الأنبياء " (5) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي يؤيده القدير بقوله
: (إنه لقول رسول كريم. وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون. ولا بقول كاهن
قليلا ما تذكرون. تنزيل من رب العالمين) (6)
إذا من هو النبي الذي رفضه بنو قومه: إنه جد الرسول عليه السلام، إنه سيدنا
إسماعيل بن إبراهيم عليه
53

السلام
ج 1 1 بطرس (2: ج 9 10) ج 4 إنجيل متى (15: ج 8 9)
ج 2 إنجيل متى (21: 43) ج 5 صحيح مسلم
ج 3 شبهات وهمية حول الكتاب المقدس (ص ص ج 322 323) ج 6 سورة الحاقة (الآيات ج 40 43)
54

/ 1