عجالة المعرفة في أصول الدين نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عجالة المعرفة في أصول الدين - نسخه متنی

محمد بن عبد الوهاب ابن عبد الوهاب؛ مصحح: محمد سالم محیسن

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

 التوحيد الذي هو حق الله على العبيد


 


محمد بن عبد الوهاب
بسم الله الرحمن الرحيم
(كتاب بالتوحيد)
قال الله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وقوله
تعالى (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا
الطاغوت) الآية، وقوله: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه
وبالوالدين إحسنا) الآية، وقوله: (واعبدوا الله ولا تشركوا به
شيئا) الآية، وقوله: (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم
أن لا تشركوا به شيئا) الآيات قال ابن مسعود: من أراد أن
ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمة فليقرأ قوله تعالى (قل
تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا إلى قوله
(وأن هذا صراطي مستقيما) الآية وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه
2

قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي يا معاذ أتدري ما حق
الله على العباد، وما حق العباد على الله؟ فقلت الله ورسوله أعلم
قال فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق
العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا فقلت يا رسول الله
أفلا أبشر الناس قال لا تبشرهم فيتكلوا) أخرجاه في الصحيحين
3

(باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب)
وقول الله تعالى (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) الآية
عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من شهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن
عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه
4

والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل). أخرجاه.
ولهما في حديث عتبان: (فإن الله حرم على النار من قال
لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله) وعن أبي سعيد الخدري عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال: قال موسى يا رب علمني شيئا أذكرك
وأدعوك به قال قل يا موسى لا إله إلا الله قال يا رب كل عبادك يقولون
هذا، قال يا موسى لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين
السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله
إلا الله) رواه ابن حبان والحاكم وصححه الترمذي وحسنه عن أنس
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (قال الله تعالى يا ابن
آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك
بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة)
5

(باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب)
وقول الله تعالى (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم
يك من المشركين). وقال: (والذين هم بربهم لا يشركون).
عن حصين بن عبد الرحمن قال: كنت عند سعيد بن جبير
فقال: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ فقلت أنا ثم قلت
6

أما إني لم أكن في صلاة ولكنني لدغت قال: فما صنعت؟
قلت ارتقيت قال: فما حملك على ذلك؟ قلت حديث حدثناه
الشعبي قال وما حدثكم؟ قلت حدثنا عن بريدة بن الحصيب
أنه قال لا رقية إلا من عين أو حمة قال قد أحسن من انتهى
إلى ما سمع ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال (عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط
والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد إذ
دفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي هذا موسى
وقومه فنظرت فإذا سواد عظيم قيل لي هذه أمتك ومعهم
سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب) ثم نهض
فدخل منزله فخاض الناس في أولئك فقال بعضهم فلعلهم
الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم
فلعلهم الذين ولدوا في الاسلام فلم يشركوا بالله شيئا وذكروا
أشياء فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه فأخبروه
فقال هم الذين لا يسترقون ولا يكتبون ولا يتطيرون
7

وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله
أن يجعلني منهم قال أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال ادع
الله أن يجعلني منهم فقال سبك بها عكاشة
8

(باب الخوف من الشرك) وقول الله عز وجل: (إن الله لا
يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)
وقال الخليل عليه السلام: (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام).
10

وفي حديث (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر فسئل
عنه فقال الرياء) وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال (من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار)
رواه البخاري والمسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال (من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ومن لقيه
يشرك به شيئا دخل النار).
(باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله) وقال تعالى: (قل
هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة) الآية.
11

عن ابن عباس رضي الله عنهما (أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال له إنك تأتي قوما من أهل الكتاب
فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله) وفي رواية
(إلى أن يوحدوا الله فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله
افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوك
لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم
فترد على فقرائهم فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم
واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب) أخرجاه
ولهما عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال يوم خيبر. (لأعطين الراية غدا رجلا يحب
الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه فبات الناس
يدوكون ليتهم أيهم يعطاها فلما أصبحوا غدوا إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال أين
علي بن أبي طالب فقيل هو يشكي عينيه فأرسل إليه فأتى
به فبصق في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع فأعطاه
12

الراية فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم
إلى الاسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه فو الله
لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم).
يدوكون أي يخوضون.
13

(تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله) وقول الله تعالى
(أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب)
الآية، وقوله (وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إني برآء مما تعبدون
14

إلا الذي فطرني) الآية، وقوله (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم
أربابا من دون الله) الآية، وقوله (ومن الناس من يتخذ من
دون الله أندادا يحبونهم كحب الله) الآية.
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من قال لا إله إلا الله
وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله
عز وجل).
15

(باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما
لرفع البلاء أو دفعه)
وقول الله تعالى (قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني
الله بضر هل هن كاشفات ضره) الآية.
عن عمران بن حصين رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في
يده حلقة من صفر فقال: ما هذا؟ قال من الواهنة فقال انزعها
16

فإنها لا تزيدك إلا وهنا فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت
أبدا رواه أحمد بسند لا بأس به، وله عن عقبة بن عامر
مرفوعا (من تعلق تميمة فلا أتم الله له ومن تعلق ودعة فلا
ودع الله له) وفي رواية (من تعلق تميمة فقد أشرك)
ولابن أبي حاتم عن حذيفة أنه رأى رجلا في يده خيط من
الحمى فقطعه وتلا قوله (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم
مشركون).
17

(باب ما جاء في الرقي والتمائم)
في الصحيح عن أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه أنه كان مع
18

رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فأرسل
رسولا أن لا يبقين في رقبة بغير قلادة من وتر أو قلادة إلا
قطعت وعن ابن مسعود رضي الله عنه (قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول إن الرقي والتمائم والتولة شرك) رواه أحمد
وأبو داود وعن عبد الله بن عكيم مرفوعا (من تعلق شيئا وكل
إليه) رواه أحمد والترمذي التمائم شئ يعلق على الأولاد
يتقون به العين لكن إذا كان المعلق من القرآن فرخص
فيه بعض السلف وبعضهم لم يرخص فيه وتجعله من المنهي
عنه منهم ابن مسعود رضي الله عنه والرقي هي التي تسمى
العزائم، وخص منه الدليل ما خلا من الشرك فقد رخص
19

فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من العين والحمة والتولة هو شئ يصنعونه يزعمون
أنه يحبب المرأة إلى زوجها والرجل إلى امرأته وروى أحمد عن
رويفع قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رويفع لعل الحياة تطول بك
فأخبر الناس أن من عقد لحيته أو تقلد وترا أو استنجى برجيع
دابة أو عظم فإن محمدا برئ منه * وعن سعيد بن جبير قال (من
قطع تميمة من انسان كان كعدل رقبة) رواه ربيع وله عن
إبراهيم قالوا كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن وغير القرآن.
20

(باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما)
وقول الله تعالى (أفرأيتم اللات والعزى) الآيات
عن أبي واقد الليثي (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة
يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط
فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم
ذات أنواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الله أكبر إنها السنن قلتم والذي
نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم
آلهة قال إنكم قوم تجهلون لتركبن من كان قبلكم) رواه
الترمذي وصححه
21

(باب ما جاء في الذبح لغير الله)
وقول الله تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب
العالمين لا شر يك له) الآية وقوله: (فصل لربك وأنحر) وعن
علي رضي الله عنه قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع
كلمات لعن الله من ذبح لغير الله لعن الله من لعن والديه لعن
24

الله من آوى محدثا لعن الله من غير منار الأرض) رواه مسلم
وعن طارق بن شهاب (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
دخل الجنة رجل في ذباب ودخل النار رجل في ذاب قالوا وكيف
ذلك يا رسول الله؟ قال مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجاوزه رجل حتى
يقرب له شيئا فقالوا لأحدهما قرب قال ليس عندي شئ أقرب
قالوا له قرب ولو ذبابا فقرب ذبابا فخلوا سبيله فدخل النار وقالوا
25

للآخرة قرب فقال ما كنت لأقرب لأحد شيئا دون الله عز وجل
فضربوا عنقه فدخل الجنة) رواه أحمد في كتاب الزهد له
26

(باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله)
(وقول الله تعالى لا تقم فيه أبدا) الآية
عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال (نذر رجل أن ينحر
إبلا ببوانة فسأله النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل كان فيها وثن من
أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا لا قال فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟
قالوا لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوف بنذرك فإنه
لا وفاء بنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم) رواه أبو داود
وإسنادها على شرطهما.
27

(باب من الشرك النذر لغير الله) لقوله تعالى (يوفون بالنذر)
وقوله (وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه).
28

وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه)
(باب من الشرك الأستاذة بغير الله وقول الله تعالى وإنه كان
29

رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا وعن
خولة بنت حكيم قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من
نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم
يضره شئ حتى يرحل من منزله ذلك) رواه مسلم.
30

(باب من الشرك أن يستغيث بغير الله) أو يدعوا غيره وقوله
31

الله (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك
إذا من الظالمين) وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو الآية
وقوله (فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه) الآية وقوله (ومن أضل
32

ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة (الآيتين
33

وقوله (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء).
وروي الطبراني بإسناده (أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه
وسلم منافق يؤذي المؤمنين فقال بعضهم قوموا بنا نستغيث برسول الله
صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله)
34

(باب)
قول الله تعالى: (أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون
ولا يستطيعون لهم نصرا) الآية وقوله تعالى (والذين تدعون من
35

دونه ما يملكون من قطمير) الآية.
وفي الصحيح عن أنس قال (شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم
أحد وكسرت رباعيته فقال كيف يفلح قوم شجوا نبيهم فنزلت (ليس
لك من الأمر شئ) وفيه عن ابن عمر رضي الله عنهما (أنه سمع
36

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رفع رأسه من الركوع في
الركعة الأخيرة من الفجر اللهم العن فلانا وفلانا بعد ما يقول سمع
الله لمن حمده ربنا ولك الحمد فأنزل الله ليس لك من الأمر شئ)
الآية. وفي رواية (يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو
والحارث بن هشام فنزلت (ليس لك من الأمر شئ) وفيه عن
37

أبي هريرة رضي الله عنه قال (قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
أنزل عليه وأنذر عشيرتك الأقربين قال: يا معشر قريش أو كلمة
نحوها اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا يا عباس بن عبد
المطلب لا أغني عنك من الله شيئا يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا أغني عنك من الله شيئا، ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي
ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا) *
38

(باب قول الله تعالى) (حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال
39

ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير) وفي الصحيح عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا
قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعنا
لقوله كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك حتى إذا فزع
عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير
فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض
وصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه فيسمع الكلمة
فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على
40

لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها
وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة فيقال أليس
قد قال لنا يوم كذا وكذا فيصدق بتلك التي سمعت من
السماء).
41

وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال (قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله تعالى أن يوحي بالأمر تكلم
بالوحي أخذت السماوات منه رجفة أو قال رعدة شديدة
خوفا من الله عز وجل فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعقوا
وخروا سجدا فيكون أول من يرفع رأسه جبريل فيكلمه
الله من وحيه بما أراد ثم يمر جبريل على الملائكة كلما مر
بسماء سأله ملائكتها ماذا قال ربنا يا جبريل؟ فيقول جبريل
قال الحق وهو العلي الكبير فيقولون كلهم مثل ما قال
جبريل فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل).
42

(باب الشفاعة وقول الله عز وجل) (وأنذر به الذين يخافون
43

أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع) وقوله
44

(قل لله الشفاعة جميعا) وقوله (من ذا الذي يشفع عنده إلا
بإذنه) وقوله (وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا
إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى) وقوله (قل ادعوا
الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات
ولا في الأرض) الآيتين.
45

قال أبو العباس: نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون
فنفى أن يكون لغيره ملك أو قسط منه أو يكون عونا لله ولم
يبق إلا الشفاعة فبين أنها لا تنفع إلا لمن أذن له الرب كما
قال: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) فهذه الشفاعة التي يظنها
المشركون هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن وأخبر النبي
صلى الله عليه وسلم (أنه يأتي فيسجد لربه ويحمده، لا يبدأ
بالشفاعة أولا ثم يقال له ارفع رأسك وقل تسمع وسل تعط
(واشفع تشفع) وقال له أبو هريرة صلى الله عليه وسلم (من أسعد
الناس بشفاعتك؟ قال من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه) فتلك
الشفاعة لأهل الإخلاص بإذن الله ولا تكون لمن أشرك بالله)
وحقيقته أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص فيغفر لهم
46

بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع ليكرمه وينال المقام المحمود
فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك ولهذا أثبت الشفاعة
بإذنه في مواضع وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا تكون إلا لأهل
التوحيد والإخلاص انتهى كلامه.
(باب قول الله تعالى) (إنك لا تهدي من أحببت) الآية
47

وفي الصحيح عن ابن المسيب عن أبيه قال: لما حضرت
أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عبد الله بن أبي
أمية وأبو جهل فقال له يا عم قل لا إله إلا الله، كلمة أحاج
لك بها عند الله فقالا له أترغب عن ملة عبد المطلب فأعاد عليه
النبي صلى الله عليه وسلم فكان آخر ما قال هو على ملة عبد
المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله فقال النبي صلى الله عليه
وسلم لأستغفرن لك ما هم أنه عنك فأنزل الله عز وجل (ما كان للنبي والذين
48

آمنوا أن يستغفروا للمشركين) وأنزل الله في أبي طالب (إنك لا تهدي
من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء).
49

(باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو
الغلو في الصالحين) * وقول الله عز وجل (يا أهل الكتاب
لا تغلوا في دينكم).
50

وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى (وقالوا
لا تذرون آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث
ويعوق ونسرا) قال هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح
فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم
التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا ولم تعبد حتى
إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت).
51

وقال ابن القيم قال غير واحد من السلف لما ماتوا عكفوا على
قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم.
وعن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تطروني كما أطرت
النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله أخرجاه
52

لمسلم عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم والغلو
قائما أهلك من كان قبلكم الغلو) ولمسلم عن ابن مسعود (أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (هلك المتنطعون فلها ثلاثة).
53

(باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر
رجل صالح فكيف إذا عبده)
في الصحيح عن عائشة (أن أم سلمة ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم
كنيسة رأتها في أرض الحبشة وما فيها من الصور فقال أولئك
إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا
وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله)
55

فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين فتنة القبور وفتنة التماثيل.
ولهما عنها قالت لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق
يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم بها كشفها فقال وهو كذلك
لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد - يحذر
ما صنعوا ولولا ذلك أبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا -
أخرجاه.
ولمسلم عن جندب بن عبد الله قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
56

قبل موته بخمس وهو يقول إني أبرأ إلى الله أن يكون لي
منكم خليل فإن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا
ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ألا وإن
من كان من قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ألا فلا
تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك) فقد نهى عنه في
57

آخر حياته ثم إنه لعن وهو في السياق من فعله والصلاة عندها
من ذلك وإن لم يبن مسجد وهو معنى قوله أخشى أن يتخذ
مسجدا فإن الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجدا وكل
موضع قصدت الصلاة فيه فقد اتخذ مسجدا بل كل موضع
يصلى فيه يسمى مسجدا كما قال صلى الله عليه وسلم جعلت لي الأرض
مسجدا وطهورا). ولأحمد بسند جيد عن ابن مسعود رضي الله
عنه مرفوعا إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم
أحياء والذين يتخذون القبور مساجد رواه أبو حاتم
في صحيحه.
58

(باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين
يصيرها أوثانا نعبد من دون الله)
روى مالك في الموطأ (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم لا تجعل قبري
وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).
60

ولابن جرير بسنده عن سفيان عن منصور عن مجاهد في قوله (أفرأيتم
اللات والعزى) قال كان يلت لهم السويق فمات فعكفوا على قبره
وكذا قال أبو الجوزاء عن ابن عباس كان يلت السويق للحاج
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات
القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج) رواه أهل السنن
61

(باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد
وسده كل طريق يوصل إلى الشرك) *
وقول الله تعالى (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه
63

ما عنتم) الآية
64

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تجعلوا بيوتكم
قبورا ولا تجعلوا قبري عيدا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث
كنتم) رواه أبو داود بإسناد حسن ورواته ثقات وعن علي
65

ابن الحسين رضي الله عنه (أنه رأى رجلا يجئ إلى فرجة كانت عند قبر
النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو فنهاه وقال ألا أحدثكم حديثا سمعته من
أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تتخذوا قبري عيدا ولا
بيوتكم قبورا وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم) رواه في المختار.
66

(باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان)
وقول تعالى (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون
بالجبت والطاغوت) وقوله تعالى (قل هل أنبئكم بشر من ذلك
68

مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة
والخنازير وعبد الطاغوت) وقوله تعالى (قال الذين غلبوا على
69

أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا).
عن أبي سعيد رضي الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لتتبعن
سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب
70

لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن) أخرجاه
ولمسلم عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله زوى
إلي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها
ما زوي لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت
71

ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من
سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال يا محمد إني إذا
قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك ألا أهلكهم
بسنة بعامة وألا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح
بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون بعضهم يهلك
بعضا ويسبي بعضهم بعضا) ورواه البرقاني في صحيحه وزاد
72

(وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين وإذا وقع عليهم السيف
لم يرفع إلى يوم القيامة ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي
بالمشركين وحتى تعبد فئان من أمتي الأوثان وأنه سيكون في
أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين
لا نبي بعدي ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة
لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى).
74

(باب ما جاء في السحر) وقول الله تعالى (ولقد علموا لمن اشتراه
كل واحدة منها أبعد ما يكون من العقول الثالثة عشرة حصر الخوف
على أمته من الأئمة المضلين. الرابعة عشرة التنبيه على معنى عبادة الأوثان
77

ماله في الآخرة من خلاق) وقوله (يؤمنون بالجبت والطاغوت).
78

قال عمر: الجبت السحر والطاغوت من الشيطان وقال جابر
79

الطواغيت كهان كان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا
السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن؟ قال الشرك بالله والسحر
وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم
والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.
80

وعن جندب مرفوعا (حد الساحر ضربه بالسيف) رواه
الترمذي وقال الصحيح إنه موقوف * وفي صحيح البخاري
عن بجالة بن عبدة قال: (كتب عمر بن الخطاب أن اقتلوا كل
ساحر وساحرة قال فقتلنا ثلاث سواحر) وصح عن حفصة
82

رضي الله عنها (أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها فقتلت
وكذلك صح عن جندب قال أحمد عن ثلاثة من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم.
83

(باب بيان شئ من أنواع السحر)
قال أحمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عوف عن حيان بن العلاء
حدثنا قطن بن قبيثة عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم (قال إن العيافة
والطرق والطيرة من الجبت). قال عوف العيافة زجر الطير
84

والطرق الخط يخط بالأرض. والجبت قال الحسن رنة الشيطان
85

إسناده جيد * ولأبي داود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسند
منه * وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم (من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد
ما زاد) رواه أبو داود وإسناده صحيح وللنسائي من حديث
86

أبي هريرة (من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر
فقد أشرك ومن تعلق شيئا وكل إليه).
87

وعن ابن مسعود (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا هل أنبئكم ما
العضة هي النميمة القالة بين الناس) رواه مسلم.
89

ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
(إن من البيان لسحرا).
90

(باب ما جاء في الكهان ونحوهم)
روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
92

(من أتى عرافا فسأله عن شئ فصدقه لم تقبل له صلاة
أربعين يوما).
93

وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من أتى كاهنا فصدقه بما
يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) رواه أبو داود.
وللأربعة والحاكم وقال صحيح على شرطهما عن أبي هريرة
(من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على
محمد صلى الله عليه وسلم).
ولأبي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود مثله موقوفا وعن
عمران بن حصين مرفوعا (ليس منا من تطير له أو تكهن
94

أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد
كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) رواه البراز بإسناد جيد
ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن من حديث ابن عباس
دون قوله (ومن أتى) إلى آخره. قال البغوي: العراف الذي يدعي
معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة
ونحو ذلك وقيل هو الكاهن والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات
في المستقبل وقيل الذي يخبر عما في الضمير وقال أبو العباس بن
تيمية العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم
في معرفة الأمور بهذه الطرق وقال ابن عباس في قوم يكتبون
95

أبا جاد وينظرون في النجوم ما أرى من ماله في الآخرة فعل ذلك
له عند الله من خلاق.
(باب ما جاء في النشرة)
عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة فقال (هي من
عمل الشيطان) رواه أحمد بسند جيد وأبو داود وقال سئل أحمد
عنها فقال ابن مسعود يكره هذا كله وفي البخاري عن قتادة
96

قلت لابن المسيب رجل به طب أو يؤخذ عن امرأته أيحل
عنه أو ينشر قال لا بأس به إنما يريدون به الإصلاح فأما ما ينفع
فلم ينه عنه انتهى * وروى عن الحسن أنه قال لا يحل السحر
إلا ساحر. قال ابن القيم النشرة حل السحر عن المسحور وهي
نوعان إحداهما حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان وعليه
97

يحمل قول الحسن فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب
فيبطل عمله عن المسحور. والثاني النشرة بالرقية والتعوذات
والأدوية والدعوات المباحة فهذا جائز.
فيه مسألتان: الأولى النهي عن النشرة * الثانية الفرق بين المنهي عنه
والمرخص فيه مما يزل الأشكال *
(باب ما جاء في التطير) وقول الله تعالى (ألا إنما طائرهم
98

عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون)
100

وقوله: (قالوا طائركم معكم) الآية
101

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى
ولا طيرة ولا هامة ولا صفرة أخرجاه زاد مسلم ولا نوء
ولا غول.
102

ولهما عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا عدوى ولا طيرة
103

ويعجبني الفأل قالوا وما الفأل؟ قال الكلمة الطيبة).
ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر قال ذكرت
الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (أحسنها الفأل ولا ترد مسلما فإذا
104

رأى أحدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا
يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك).
وعن ابن مسعود مرفوعا (الطيرة شرك الطيرة شرك وما منا
إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل) رواه أبو داود والترمذي
105

وصححه وجعل آخره من قول ابن مسعود ولأحمد من حديث
ابن عمرو (من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك قالوا فما كفارة
ذلك قال أن بقول اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله
غيرك)، وله من حديث الفضل بن عباس رضي الله عنه (إنما الطيرة
106

ما أمضاك أو ردك).
(باب ما جاء في التنجيم)
قال البخاري في صحيحه قال قتادة خلق الله هذه النجوم لثلاث
107

زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى به فمن تأول فيها
غير ذلك أخطأ أو ضاع نصيبه وكلف ما لا علم له به انتهى
108

وكره قتادة تعلم منازل القمر ولم يرخص ابن عيينة ذكره حرب
عنهما. رخص في تعلم المنازل أحمد وإسحاق.
109

وعن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاثة لا يدخلون
الجنة مدمن الخمر ومصدق بالسحر وقاطع الرحم) رواه أحمد وابن
حبان في صحيحه.
110

(باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء)
111

و قول الله تعالى (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون)
112

عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال (أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركوهن الفخر بالأحساب
والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة)
114

وقال (النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها
سربال من قطران ودرع من جرب) رواه مسلم * ولهما عن زيد
بن خالد رضي الله عنه قال (صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل
على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم
قال: قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال
مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما
117

من قال مطرنا بنوء كذا وكذا ذلك كافر بي مؤمن بالكواكب)
ولهما من حديث ابن عباس بمعناه وفيه قال بعضهم لقد صدق
نوء كذا وكذا فأنزل الله هذه الآية (فلا أقسم بمواقع النجوم)
إلى قوله (تكذبون).
119

(باب قول الله تعالى) ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا
يحبونهم كحب الله)
و قوله إن كان آباؤكم وأبناؤكم) إلى قوله (أحب إليكم
الله ورسوله)
120

عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا يؤمن أحدكم حتى
أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين) وأخرجاه
121

لهما عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاث من كن فيه
وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما
و أن يحب المرء لا يحبه إلا الله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد
إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار)
122

و في رواية (لا يجد طعم حلاوة الإيمان حتى) إلي آخره وعن
ابن عباس (من أحب في الله وأبعض في الله ووالي في الله وعادي في
الله فإنما تنال ولاية الله بذلك ولن يجد عبد طعم الإيمان وأن
كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك وقد صارت عامة مؤاخاة
125

الناس على أمر الدنيا وذلك لا يحدي على أهله شيئا) رواه ابن
جرير وقال ابن عباس في قوله (وتقطعت بهم الأسباب) قال المودة
126

(باب قول الله تعالى) (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم
وخافون إن كنتم مؤمنين) وقوله إنما يعمر مساجد الله
127

من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتي الزكاة ولم يخش
إلا الله
128

الآية) وقوله (ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أذي في الله جعل
فتنة الناس كعذاب الله) الآية
129

و عن أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعا (إن من ضعف اليقين أن
ترضى الناس بسخط الله وأن تحمدهم على رزق الله وأن تذمهم
على ما لا يؤتك الله إن الله لا يجره حرص حريص ولا يرده
كراهية كاره.
و عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
(من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس
و من التمس رضا الله بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه
130

الناس (رواه ابن حبان في صحيحه.
(باب ما جاء في قول الله تعالى) (وعلى الله فتوكلوا
إن كنتم مؤمنين) الآية
131

وقوله (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم)
الآية وقوله (يا أيها النبي حسبك الله الآية، وقوله ومن يتوكل
على الله فهو حسبه)
قال ابن عباس قال حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم صلى الله علة وسلم
حين ألقى في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له (إن الناس قد
134

جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا) الآية رواه البخاري والنسائي
(باب ما جاء في قول الله تعالى) (أفأمنوا مكر الله فلا يأمن
مكر الله إلا القوم الخاسرون) وقوله (ومن يقنط من رحمة
ربه إلا الضالون)
135

عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن
الكبائر فقال: (الشرك بالله واليأس من روح الله والأمن من
مكر الله).
وعن ابن مسعود قال أكبر الكبائر الشراك بالله
والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله
رواه عبد الرزاق.
136

(من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله) وقول الله تعالى:
137

(ومن يؤمن بالله يهد قلبه).
138

قال علقمة هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله
فيرضى ويسلم.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اثنتان
في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت).
ولهما عن ابن مسعود مرفوعا (ليس منا من ضرب الخدود وشق
الجيوب ودعي بدعوى الجاهلية وعن أنس أن رسول
139

الله صلى الله عليه وسلم قال (إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في
140

الدنيا وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به
يوم القيامة (وقال النبي صلى الله عليه وسلم) إن عظم الجزاء مع عظم
البلاء وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي الله
فله الرضا ومن سخط فله السخط رواه الترمذي وقال حديث
حسن صحيح.
141

(باب ما جاء في الرياء) وقول الله تعالى (قل إنما أنا بشر مثلكم
يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد) الآية.
142

عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى (أنا أغنى
الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته
وشركه) رواه مسلم. وعن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
(ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال) قلنا
بلى قال الشرك الخفي يقوم الرجل فيزين صلاته لما يرى من نظر
رجل رواه أحمد.
143

(باب من الشرك إرادة الانسان بعمله الدنيا) وقوله تعالى
(من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها)
الآيتين وفي
144

الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تعس
عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة
إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك
فلا انتقش طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث
رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان
في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم
يشفع له).
145

(باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل
ما حرم الله فقد اتخذهم أربابا من دون الله)
148

وقال ابن عباس يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر وقال أحمد بن
149

حنبل عجبت من قوم عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي
سفيان والله تعالى يقول (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن
تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) أتدرون ما الفتنة الفتنة
الشرك لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شئ من
الزيغ فيهلك.
150

و عن عدي بن حاتم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية
(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) الآية (فقلت
له إنا لسنا نعبدهم قال أليسوا يحرمون ما أحل الله فتحرمونه
ويحلون ما حرم الله فتحلونه فقلت بلى قال (فتلك عبادتهم) رواه
أحمد والترمذي وحسنه.
153

(باب قول الله تعالى) (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل
إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد
أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضللا بعيدا)
الآيات
154

وقوله (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون)
وقوله (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) وقوله (أفحكم الجاهلية
155

يبغون) الآية.
156

عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا يؤمن أحدكم حتى
يكون هواه تبعا لما جئت به) قال النووي حديث صحيح.
157

رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح. وقال الشعبي كان بين رجل من
المنافقين لا يأخذوا رجل من اليهود خصومة فقال اليهودي
نتحاكم إلى محمد عرف أنه الرشوة ولا يميل في الحكم وقال
المنافق نتحاكم إلى اليهودي لعلمه أنهم يأخذون الرشوة
160

فاتفقوا أن يأتيا كاهنا في جهينة فيتحاكمان إليه فنزلت (ألم تر
إلى الذين يزعمون) الآية. وقيل نزلت في رجلين اختصما فقال أحدهما
نترافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال الآخر نترافع إلى كعب بن
الأشرف ثم بعد ذلك إلى عمر فذكر له أحدهما القصة فقال للذي لم
يرض برسول الله صلى الله عليه وسلم أكذلك؟ قال نعم فضربه بالسيف
فقتله فنزلت
161

(باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات) وقول الله تعالى
(وهم يكفرون بالرحمن) الآية
162

قال البخاري في صحيحه قال علي حدثوا الناس بما يعرفون
أتريدون أن يكذب الله ورسوله وروى عبد الرزاق عن
معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس أنه رأى رجلا انتفض
حين سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات استنكارا لذلك
163

فقال ما فرق هؤلاء يجدون رقة عند محكمة ويهلكون عند
متشابهه انتهى. ولما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم
يذكر الرحمن أنكروا ذلك فأنزل الله فيهم (وهم يكفرون
بالرحمن).
164

(باب قول الله تعالى) (يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها
الآية قال مجاهد ما معناه هو قول الرجل هذا مالي وورثته عن آبائي.
وقال عون بن عبد الله يقولون لولا فلان لم يكن كذا وقال ابن
قتيبة يقولون هذا بشفاعة آلهتنا وقال أبو العباس بعد حديث
زيد بن خالد الذي فيه إن الله تعالى قال (أصبح من عبادي مؤمن
بي وكافر) الحديث وقد تقدم وهذا كثير في الكتاب والسنة
يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به قال بعض
السلف هو كقولهم كانت الريح طيبة والملاح حاذق ونحو ذلك
مما هو جار على ألسنة كثير من الناس
165

(باب قول الله تعالى) (فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون)
قال ابن عباس في الآية الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب
النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل وهو أن تقول والله وحياتك
يا فلانة وحياتي وتقول لولا كلب لأتانا اللصوص ولولا البط
في الدار لأتانا اللصوص وقول الرجل لصاحبه ما شاء الله وشئت وقول
الرجل لولا الله وفلان لا تجعل فيها
166

فلانا هذا كله به شرك رواه ابن أبي حاتم وعن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من حلف بغير
الله فقد كفر أو أشرك) رواه الترمذي وحسنه وصححه الحاكم.
وقال ابن مسعود: لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف
بغيره صادقا.
167

وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان)
رواه أبو داود بسند صحيح وجاء عن إبراهيم النخعي أنه يكره
أن يقول أعوذ بالله وبك ويجوز أن يقول بالله
168

ثم بك قال ويقول لولا الله ثم فلان وتقولوا لولا الله وفلان.
169

(باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله)
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا تحلفوا بآبائكم
من حلف بالله فليصدق ومن حلف له بالله فليرض ومن لم يرض
فليس من الله في شئ) رواه ابن ماجة بسند حسن.
(باب قول ما شاء الله وشئت)
عن قتيبة (أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنكم
تشركون تقولون ما شاء الله وشئت وتقولون والكعبة فأمرهم النبي
صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة وأن
يقولوا ما شاء الله ثم شئت)
170

رواه النسائي وصححه وله أيضا عن ابن عباس (أن رجلا قال للنبي
صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت فقال أجعلتني لله ندا قل
ما شاء الله وحده ولابن ماجة عن الطفيل أخي عائشة لأمها) قال
رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود فقلت إنكم لأنتم القوم لولا
171

أنكم تقولون عزير ابن الله قالوا: وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم
تقولون ما شاء الله وشاء محمد ثم مررت على نفر من النصارى
فقلت إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله قالوا
وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد.
فلما أصبحت أخبرت بها من أخبرت ثم أتيت النبي صلى الله
عليه وسلم فأخبرته قال هل أخبرت بها أحدا؟ قلت نعم. قال
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن طفيلا رأى رؤيا
أخبر بها من أخبر منكم وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا
وكذا إني أنهاكم عنها فلا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد
ولكن قولوا ما شاء الله وحده).
172

(باب من سب الدهر فقد آذى الله)
وقول الله تعالى (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا
وما يهلكنا إلا الدهر) الآية.
173

في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله
تعالى يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار)
وفي رواية (لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر).
174

(باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه)
في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن أخنع اسم عند
الله رجل تسمى ملك الأملاك لا مالك إلا الله) قال سفيان مثل
شاهان شاه وفي رواية (أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه)
قوله (أخنع) يعني أوضع.
175

(باب احترام أسماء الله وتغيير الاسم لأجل ذلك)
عن أبي شريح أنه كان يكنى أبا الحكم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
(إن الله هو الحكم وإليه الحكم فقال إن قومي إذا اختلفوا في
شئ أتوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين فقال ما أحسن
هذا فمالك من الولد؟ قال شريح ومسلم وعبد الله قال فمن
أكبرهم؟ قلت شريح قال فأنت أبو شريح) رواه أبو داود
وغيره.
(باب من هزل بشئ فيه ذكر الله أو القرآن
أو الرسول * وقول الله تعالي)
(ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب) الآية.
176

عن ابن عمر ومحمد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة دخل
حديث بعضهم في بعض أنه قال: رجل في غزوة تبوك (ما رأينا
مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند
اللقاء يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القراء فقال
له عوف بن مالك كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله
عليه وسلم فذهب عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره فوجد
القرآن قد سبقه فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم وقد ارتحل وركب ناقته فقال رسول الله إنما كنا نخوض
ونتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق فقال ابن عمر
كأني أنظر إليه متعلقا بتسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإن الحجارة تنكب رجليه وهو يقول إنما كنا نخوض ونلعب
فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم (أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون)
ما يتلفت إليه وما يزيده عليه.
177

(باب قول الله تعالى ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء
مسته ليقولن هذا لي) الآية
قال مجاهد هذا بعملي وأنا محقوق به وقال ابن عباس يريد من
عندي وقوله (قال إنما أوتيته على علم عندي) قال قتادة على علم
مني بوجوه المكاسب. وقال آخرون على علم من الله أنى له أهل وهذا
معنى قول مجاهد أوتيته على شرف وعن أبي هريرة أنه
178

سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن ثلاثة من بني إسرائيل أبرص
وأقرع وأعمى فأراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا فأتى
الأبرص فقال أي شئ أحب إليك قال لون حسن وجلد حسن
ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به قال فمسحه فذهب عنه
قذره فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا قال فأي المال أحب إليك
قال الإبل أو البقر - شك إسحاق - فأعطي ناقة عشراء وقال بارك
الله لك فيها قال فأتى الأقرع فقال أي شئ أحب إليك قال
179

شعر حسن ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به فمسحه
فذهب عنه وأعطي شعرا حسنا فقال أي المال أحب إليك قال
البقر أو الإبل فأعطي بقرة حاملا قال بارك الله لك فيها فأتى
الأعمى فقال أي شئ أحب إليك قال أن يرد الله علي بصري
فأبصر به الناس فمسحه فرد الله إليه بصره قال فأي المال
أحب إليك قال الغنم فأعطي شاة والدا فأنتج هذان وولد
هذا فكان لهذا واد من الإبل ولهذا واد من البقر ولهذا واد
من الغنم قال ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال رجل
مسكين قد انقطعت بي الجبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله
ثم بك أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال
بعيرا أتبلغ به في سفري فقال الحقوق كثيرة فقال له كأني أعرفك
ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأغناك الله عز وجل فقال
إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر فقال إن كنت كاذبا فصيرك
الله إلى ما كنت قال وأتى الأقرع في صورته فقال له مثل ما قال
لهذا ورد عليه مثل ما رد عليه هذا فقال إن كنت كاذبا فصيرك
180

الله إلى ما كنت وأتى الأعمى في صورته فقال رجل مسكين
وابن سبيل قد انقطعت بي الجبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم
إلا بالله ثم بك أسئلك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري
فقال كنت أعمى فرد الله إلي بصري فخذ ما شئت ودع
ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم بشئ أخذته لله فقال أمسك
مالك فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك)
أخرجاه.
181

(باب قول الله تعالى فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما
آتاهما) الآية
قال ابن حزم اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله
كعبد عمر وعبد الكعبة وما أشبه ذلك حاشا عبد المطلب.
183

وعن ابن عباس في الآية قال (لما تغشاها آدم حملت فأتاهما
إبليس فقال إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة لطتيعانى أو
لأجعلن له قرني أبل فيخرج من بطنك فيشقه ولأفعلن يخوفهما
سمياه عبد الحارث فأبيا أن يطيعاه فخرج ميتا ثم حملت فأتاهما
فقال مثل قوله فأبيا أن يطيعاه فخرج ميتا ثم حملت فأتاهما
فذكر لهما فأدركهما حب الولد فسمياه عبد الحارث فذلك
قوله (جعلا له شركاء فيما آتاهما) رواه ابن أبي حاتم، وله
بسند صحيح عن قتادة قال شركاء في طاعته ولم يكن في
عبادته وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله (لئن آتيتنا صالحا) قال
أشفقا ألا يكون إنسانا وذكر معناه عن الحسن
وسعيد وغيرهما.
184

(باب قول الله تعالى) (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين
يلحدون في أسمائه) الآية
ذكر ابن أبي حاتم عن عن أبي حاتم يلحدون في أسماءه يشركون
وعنه سموا اللات من الإله والعزى من العزيز وعن الأعمش يدخلون
فيها ما ليس منها.
185

(باب لا يقال السلام على الله) *
في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال (كنا إذا كنا
مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا السلام السلام على الله
من عباده السلام على فلان فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقولوا السلام على الله فإن
الله هو السلام)
(باب قول اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت)
في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا يقول
أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ليعزم
المسألة فإن الله لا مكره له). ولمسلم
186

(وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شئ أعطاه).
(باب لا يقول عبدي وأمتي)
187

في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(لا يقل أحدكم أطعم ربك ووضئ ربك وليقل سيدي ومولاي ولا
يقل أحدكم عبدتي وأمتي وليقل فتاي وفتاتي وغلامي).
(باب لا يرد من سأل الله)
188

عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سأل
189

بالله فأعطوه ومن استعاذ بالله فأعبدوه ومن دعاكم فأجيبوه
ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه
فادعوا له حتى ترون أنكم قد كافأتموه رواه أبو داود والنسائي
بسند صحيح.
190

(باب لا يسأل بوجه الله إلا الجنة)
عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يسأل بوجه الله إلا
191

الجنة) رواه أبو داود.
(باب ما جاء في اللو وقول الله تعالى)
(يقولون لو كان لنا من الأمر شئ ما قتلنا هاهنا)
وقوله (الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا).
192

في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أحرص
على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن وإن أصابك شئ فلا تقل
لو أني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله
وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان).
193

(باب النهي عن سب الريح)
عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لا تسبوا الريح فإذا رأيتم منها ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك
من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ونعوذ
بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به
صححه الترمذي
(باب قول الله تعالى) يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية
يقولون هل لنا من الأمر من شئ قل إن الأمر كله لله) الآية
و قوله (الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء) الآية
194

(باب ما جاء في منكري القدر)
وقال ابن عمر والذي نفس ابن عمر بيده لو كان لأحدهم مثل أحد
ذهبا ثم أنفقه في سبيل الله ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر ثم
استدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه
196

ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره) رواه مسلم.
وعن عبادة بن الصامت أنه قال لابنه يا بني إنك لن تجد طعم
الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن
197

ليصيبك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول ما خلق الله
القلم فقال له اكتب فقال رب وماذا أكتب قال أكتب
مقادير كل شئ حتى تقوم الساعة يا بني سمعت رسول الله صلى
الله وسلم يقول من مات على غير هذا فليس مني) وفي
رواية لأحمد أن أول ما خلق الله تعالى القلم فقال له اكتب
فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة. وفي رواية
لابن وهب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن لم يؤمن بالقدر
خيره وشره أحرقه الله بالنار وفي المسند والسنن عن ابن
الديلمي قال أتيت أبي بن كعب فقلت في نفسي شئ من القدر
فحدثني بشئ لعل الله يذهبه من قلبي فقال لو أنفقت مثل
198

أحد ذهبا ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك
لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ولو مت
على غير هذا لكنت من أهل النار قال فأتيت عبد الله بن مسعود
وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت فكلهم حدثني بمثل ذلك عن
النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح رواه الحاكم في صحيحه.
(باب ما جاء في المصورين)
199

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله
تعالى ومن أظلم ممن ذهب يخلق بخلقي فليخلقوا ذرة أو
200

ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة) أخرجاه ولهما عن عائشة
رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أشد الناس عذابا يوم
القيامة الذين يضاهون بخلق الله، ولهما عن ابن عباس سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل مصور في النار يجعل له بكل
صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم) ولهما عنه مرفوعا (من
صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ).
ولمسلم عن أبي الهياج قال: قال لي علي ألا أبعثك على ما بعثني
201

عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرفا
إلا سويته).
204

(باب ما جاء في كثرة الحلف وقول الله تعالى - واحفظوا أيمانكم).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول الحلف منفقة للسلعة ممحقة للكسب أخرجاه * وعن سلمان
206

أن رسول الله صلى عليه وسلم قال (ثلاثة لا يكلمهم الله ولا
يزكيهم ولهم عذاب أليم أشيمط زان وعائل مستكبر ورجل
جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه
رواه الطبراني بسند صحيح. وفي الصحيح عن عمران بن حصين
207

رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير
أمتي قرني ثم الذين يلونهم) قال عمران فلا أدري أذكر بعد
قرنه مرتين أو ثلاثا ثم إن بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون
ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم
السمن)
208

وفيه عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (خير الناس قرني ثم الذين
يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجئ قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه
ويمينه شهادته) قال إبراهيم كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد
ونحن صغار.
209

(باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه) وقول (وأوفوا بعهد الله
إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها) الآية.
210

عن بريدة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا على جيش أو
سرية أوصاه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ثم قال
(اغزوا بسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا
ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا وإذا لقيت عدوك من
المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال - أو خلال - فأيهن ما أجابوك
فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين
211

وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على
المهاجرين فإن أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون
كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله تعالى ولا يكون لهم
في الغنيمة والفئ شئ إلا أن يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا
فاسألهم الجزية فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم فإن
هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك
أن تجعل ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة
نبيه ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك فإنكم إن تخفروا
ذممكم وذمة أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة
نبيه وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على
حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك
فإنك لا تدري أتصيب فيهم حكم الله أم لا) رواه مسلم.
212

(باب ما جاء في الإقسام على الله)
عن جندب بن عبد الله رضي الله قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم (قال رجل والله لا يغفر الله لفلان فقال
الله عز وجل من ذا الذي يتألى علي أن لا اغفر لفلان
فإني قد غفرت له وأحبطت عملك) رواه مسلم. وفي حديث
215

عن أبي هريرة أن القائل رجل عابد قال أبو هريرة تكلم
بكلمة أو بقت دنياه وآخرته.
216

(باب لا يستشفع بالله على خلقه)
عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال جاء أعرابي إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله نهكت الأنفس وجاع العيال وهلكت الأموال
فاستسق لنا ربك فإنا نستشفع بالله عليك وبك على الله فقال
النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله سبحان الله فما زال يسبح حتى
عرف ذلك في وجوه أصحابه فقال ويحك أتدري ما الله إن شأن الله
أعظم من ذلك إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه وذكر
217

الحديث رواه أبو داود.
218

(باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد وسده طرق
الشرك
عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال (انطلقت في وفد
بني عامر إلى رسول صلى الله عليه وسلم فقلنا أنت سيدنا وابن سيدنا فقال السيد
الله تبارك وتعالى قلنا وأفضلنا فضلا وأعظمنا طولا فقال قولوا بقولكم
أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان) رواه أبو داود
بسند جيد.
219

وعن أنس رضي الله عنه (أن ناسا قالوا يا رسول الله يا خيرنا
وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا فقال يا أيها الناس قولوا بقولكم
أو بعض قولكم ولا يستهوينكم الشيطان أنا محمد عبد الله ورسوله ما أحب أن
ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل) رواه النسائي
بسند جيد.
220

(باب ما جاء في قول الله تعالى)
(وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم
القيامة) الآية
221

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال (جاء حبر من الأحبار
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إنا نجد الله يجعل السماوات
على إصبع والأرضين على إصبع والماء على إصبع
والثري على إصبع وسائر الخلق على إصبع فيقول أنا الملك فضحك
النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول
الحبر ثم قرأ وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته
يوم القيامة) الآية. وفي رواية لمسلم (والجبال والشجر على إصبع
ثم يهزهن فيقول أنا الملك أنا الله) وفي رواية للبخاري (يجعل
السماوات على إصبع والماء والثري على إصبع وسائر الخلق على
إصبع) أخرجاه، ولمسلم عن ابن عمر مرفوعا (يطوي الله
225

السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول أنا
الملك أين الجبارون أين المتكبرون ثم يطوي الأرضين السبع ثم
يأخذهن بشماله ثم يقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون)
وروي عن ابن عباس قال ما السماوات السبع في كف الرحمن إلا
كخردلة في يد أحدكم.
وقال ابن جرير حدثني يونس عن ابن وهب قال: قال ابن
زيد حدثني أبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما السماوات السبع
في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس قال: قال
أبو ذر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ما الكرسي
في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة
من الأرض).
وعن ابن مسعود قال بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام
226

وبين كل سماء خمس مائة عام وبين السماء السابعة والكرسي
خمسمائة عام وبين الكرسي والماء خمسمائة عام والعرش فوق
الماء والله فوق العرش لا يخفى عليه شئ من أعمالكم) أخرجه
ابن مهدي عن حماد بن سلمه عن عاصم عن زر عن عبد الله
و رواه بنحوه عن المسعودي عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله
قاله الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى قال: وله طرق.
وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم (هل تدرون كم بين السماء والأرض قلنا الله ورسوله
أعلم قال بينهما مسيرة خمسمائة سنة ومن كل سماء إلى سماء
مسيرة خمسمائة سنة وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة وبين
السماء السابعة والعرش بحر بين أسفله وأعلاه كما بين
227

السماء والله فوق ذلك وليس يخفى عليه شئ من أعمال بني آدم)
أخرجه أبو داود وغيره.
228

/ 1