تاريخ الإسلام (جزء 35) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تاريخ الإسلام (جزء 35) - نسخه متنی

محمد بن احمد ذهبی؛ محقق: عمر عبدالسلام تدمری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تاريخ الإسلام


الذهبي
الجزء: ٣٥
الوفاة: ٧٤٨
المجموعة: مصادر التاريخ
تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمرى
5 (بسم الله الرحمن الرحيم))
5 (الطبقة الحادية والخمسون حوادث))
((الأحداث من سنة إلى))
4 (سنة إحدى وخمسمائة))
4 (فتنة العميد على سيف الدولة صدقة بن مزيد))
كان سيف الدولة صدقة قد صار ملك العرب في زمانه، وبنى مدينة الحلة وغيرها. وقبل ذلك كان صاحب عمود وسيف، فعظم شأنه، وارتفع قدره، وصار ملجأ لمن يستجير. وكان معينا للسلطان محمد على حروبه مع أخيه، وناصرا له، فزاد في إقطاعه مدينة واسط، وأذن له في أخذ البصرة. ثم افتن ما بينهما العميد أبو جعفر محمد بن الحسين البلخي مع ما كان يفعله صدقة من إجارة من يلتجيء إليه من أعداء السلطان محمد. وشغب العميد السلطان عليه، ثم زاد عليه بأن صبغه بأنه من الباطنية، ولم يكن كذلك كان شيعيا. وسخط السلطان على سرخاب بن دلف صاحب ساوة، فهرب منه، فأجاره صدقة، فطلبه السلطان منه، فامتنع. إلى أمور أخر، فتوجه السلطان إلى العراق.
فاستشار صدقة أصحابه، فأشار إليه ابنه دبيس بأن ينفذه إلى السلطان بتقادم وتحف وخيل، وأشار سعيد بن حميد صاحب جيش صدقة بالحرب، فأصغى إليه، وجمع العساكر، وبذل الأموال، فاجتمع له عشرون ألف فارس، وثلاثون ألف راجل. فأرسل إليه المستظهر ينهاه عن الخروج، ويعده بأن يصلح أمره. وأرسل السلطان يطلبه ويطيب قلبه، ويأمره بالتجهز معه لقصد غزو الفرنج، فأجاب بأنهم ملأوا قلب السلطان علي، ولا آمن من سطوته.
وقال صاحب جيشه: لم يبق لنا في صلح السلطان مطمع.
5

4 (دخول السلطان بغداد))
ودخل السلطان بغداد في العشرين من ربيع الآخر جريدة لا يبلغ عسكره ألفي فارس، فلما اطمأن ببغداد، وتحقق معاندة صدقة له بعث شحنة بغداد سنقر البرسقي في عسكر، فنزل على صرصر، وبعث بريدا يستحث عساكره فأسرعوا إليه.
4 (الحرب بين السلطان وصدقة بن مزيد))
ثم نشبت الحرب بين الفريقين شيئا فشيئا، وتراسلوا في الصلح غير مرة، فلم يتفق، وجرت لهم أمور طويلة. ثم التقى صدقة والسلطان في تاسع عشر رجب، فكانت الأتراك ترمي الرشقة)
عشرة آلاف سهم، فتقع في خيل العرب وأبدانهم. وبقي أصحاب صدقة كلما حملوا منعهم نهر بين الفريقين من الوصول، ومن عبر إليهم لم يرجع. وتقاعدت عبادة وخفاجة شفقة على خيلها.
وبقي صدقة يصيح: يا آل خزيمة، يا آل ناشرة، ووعد الأكراد بكل جميل لما رأى من شجاعتهم. وكان راكبا على فرسه المهلوب، ولم يكن لأحد مثله، فجرح الفرس ثلاث جراحات.
وكان له فرس آخر قد ركبه حاجبه أبو نصر، فلما رأى الترك قد غشوا صدقة هرب عليه، فناداه صدقة، فلم يرد عليه. وحمل صدقة على الأتراك وضرب غلاما منهم في وجهه بالسيف، وجعل يفتخر ويقول: أنا ملك العرب، أنا صدقة. فجاءه سهم في ظهره، وأدركه بزغش مملوك أشل، فجذبه عن فرسه فوقع فقال: يا غلام أرفق. فضربه بالسيف قتله، وحمل رأسه إلى السلطان، وقتل من أصحابه أكثر من ثلاثة آلاف فارس، وأسر ابنه دبيس، وصاحب جيشه سعيد بن حميد.
6

4 (ترجمة صدقة بن منصور))
وكان صدقة كثير المحاسن بالجملة، محببا إلى الرعية، لم يتزوج على امرأته، ولا تسرى عليها. وكان عنده ألوف مجلدات من الكتب النفيسة. وكان متواضعا محتملا، كثير العطاء.
4 (سفر فخر الملك ابن عمار إلى بغداد))
وأما طرابلس، فلما طال حصارها، وقلت أقواتها، وعظمت بليتها ولا حول ولا قوة إلا بالله، من الله عليهم سنة خمسمائة بميرة جاءتهم من البحر، فتقووا شيئا. واستناب فخر الملك أبو علي بن عمار على البلدان ابن عمه، وسلف المقاتلة رزق ستة أشهر. وسار منها إلى دمشق ليمضي إلى بغداد فأظهر ابن عمه العصيان، ونادى بشعار المصريين، فبعث فخر الملك إلى أصحابه، فأمرهم بالقبض عليه، ففعلوا به ذلك. واستصحب فخر الملك معه تحفا ونفائس وجواهر وحلى غريبة، فاحترمه أمير دمشق وأكرمه، ثم سار إلى بغداد، فدخلها في رمضان قاصدا باب السلطان، مستنفرا على الفرنج، فبالغ السلطان محمد في احترامه. وكان يوم دخوله مشهودا.
ورتب له الخليفة الرواتب العظيمة. ثم قدم للسلطان التقادم، وحادثه السلطان في أمر قتال الفرنج، فطلب النجدة، وضمن الإقامة بكفاية العساكر، فأجابه السلطان. وقدم للخليفة أيضا، وحضر دار الخلافة وخلع عليه. وجرد السلطان معه عسكرا لم يغن شيئا.
7

4 (دخول فخر الملك جبلة))
)
ثم وصل إلى دمشق في المحرم سنة اثنتين، وتوجه بعسكر دمشق إلى جبلة، وأطاعه أهلها.
4 (القبض على جماعة ابن عمار))
وأما أهل طرابلس فراسلوا المصريين يلتمسون واليا وميرة في البحر، فجاءهم شرف الدولة ومعه الميرة الكثيرة، فلما دخلها قبض على جماعة من أقارب ابن عمار، وأخذ نعمهم وذخائرهم، وحمل الجميع إلى مصر في البحر.
4 (إظهار السلطان العدل ببغداد))
وفي شعبان أطلق السلطان الضرائب والمكوس ببغداد، وكثر الدعاء له، وشرط على وزير الخليفة العدل وحسن السيرة، وأن لا يستعمل أهل الذمة، وعاد إلى إصبهان بعد إقامة نحو الستة أشهر، فأحسن فيها ما شاء. وكتب في يوم أربعمائة فقير. ومضى يوما إلى مشهد أبي حنيفة، فانفرد وغلق عليه الأبواب يصلي ويتعبد، وكف غلمانه عن ظلم الرعية، وبالغ في ذلك.
4 (بناء حصن عند صور))
وفيها حاصر بغدوين ملك الفرنج صور، وبنى تلقاءها حصنا، وضيق
8

عليهم، فبذل له متوليها سبعة آلاف دينار، فرحل عنها.
4 (منازلة الفرنج صيدا))
ونازل صيدا ونصب عليها البرج الخشب، وقاتلها في المراكب. وجاء أصطول ديار مصر ليكشف عنها، فقاتلهم أصطول الفرنج، وظهر المسلمون، وبلغ الفرنج مسير عسكر دمشق نجدة لأهل صيدا، فتركوها ورحلوا عنها.
4 (أسر صاحب طبرية))
وأغار أمير دمشق طغتكين على طبرية، فخرج ملكها جرفاس لعنه الله فالتقوا، فقتل خلق من عسكره وأسر هو، وفرح المسلمون.
9

4 (سنة اثنتين وخمسمائة))
4 (حصار مودود الموصل))
كان السلطان قد بعث الأمير مودود إلى الموصل فحاصرها مدة، وانتزعها من يد جاولي سقاووا. وكان جاولي قد سار في سنة خمسمائة في المحرم منها، قد بعثه السلطان محمد إلى الموصل والأعمال التي بيد جكرمش، وكان جاولي سقاووا قبل هذا قد استولى على البلاد التي)
بخوزستان وفارس، فأقام بها سنتين، وعمر قلاعها، وظلم وعسف، وقطع، وشنق، ثم خاف جاولي من السلطان، فبعث إليه السلطان الأمير مودود، فتحصن جاولي، وحصره مودود ثمانية أشهر، ثم نزل بالأمان ووصل إلى السلطان فأكرمه، وأمره بالمسير لغزو الفرنج، وأقطعه الموصل ونواحيها.
4 (الحرب بين جاولي وجكرمش))
وكان جكرمش لما عاد من عند السلطان قد التزم بحمل المال وبالخدمة، فلما حصل ببلاده لم يف بما قال، فسار جاولي إلى بغداد ثم إلى الموصل، ونهب في طريقه البواريج بعد أن أمن أهلها، ثم قصد إربل، فتجمع جكرمش في ألفين، وكان جاولي في ألف، فحمل جاولي على قلب جكرمش فانهزم من فيه، وبقي جكرمش وحده لا يقدر على الهزيمة، فعالج به فأسروه. ونازل
10

جاولي الموصل فحاصرها وبها زنكي بن جكرمش، ومات جكرمش أمام الحصار عن نحو ستين سنة.
4 (تملك قلج أرسلان الموصل))
وأرسل غلمان جكرمش إلى الأمير صدقة بن مزيد وإلى قسيم الدولة البرسقي وإلى صاحب الروم قلج أرسلان قتلمش يستدعون كلا منهم ليكشف عنهم، ويسلمون إليه الموصل. فبادر قلج أرسلان، وخاف جاولي فترحل. وأما البرسقي شحنه بغداد فسار فنزل تجاه الموصل بعد رحيل جاولي بيوم، فما نزلوا إليه، فغضب ورجع، وتملكها قلج أرسلان، وحلفوا له في رجب. وأسقط خطبة السلطان محمد، وتألف الناس بالعدل وقال: من سعى إلي في أحد قتلته.
4 (منازلة جاولي الرحبة))
وأما جاولي فنازل الرحبة يحاصرها، ثم افتتحها بمخامرة وأنهبها إلى الظهر. وسار في خدمته صاحبها محمد بن سباق الشيباني.
4 (غرق قلج بالخابور))
ثم سار قلج أرسلان ليحارب جاولي، فالتقوا في ذي القعدة فحمل قلج أرسلان بنفسه، وضرب يد صاحب العلم فأبانها، ووصل إلى جاولي فضربه بالسيف. فقطع الكزاغند فقط. وحمل أصحاب جاولي على الآخرين فهزموهم فعلم قلج أرسلان أنه مأسور، فألقى نفسه في الخابور، وحمى نفسه من أصحاب جاولي، فدخل به فرسه في ماء غميق، فغرق، وظهر بعد أيام، فدفن)
ببعض قرى الخابور.
11

4 (تملك جاولي الموصل))
وساق جاولي إلى الموصل، ففتح أهلها له وتملكها، وكثر رجاله وأمواله، ولم يحمل شيئا من الأموال إلى السلطان. فلما قدم السلطان بغداد لحرب صدقة جهز عسكرا لحرب جاولي، وتحصن هو بالموصل وعسف وظلم، وأهلك الرعية.
4 (دخول مودود الموصل))
ونازل العسكر الموصل في رمضان سنة إحدى وخمسمائة وافتتحوه بمعاملة من بعض أهله، ودخلها الأمير مودود، وأمن الناس، وعصت زوجة جاولي بالقلعة ثمانية أيام، ثم نزلت بأموالها.
4 (أخذ جاولي بالس))
وأما جاولي فإنه كان في عسكره بنواحي نصيبين. وجرت له أمور طويلة، وأخذ بالس وغيرها، وفتك ونهب المسلمين.
4 (وقعة جاولي وصاحب أنطاكية))
ثم فارقه الأمير زنكي بن اقسنقر، وبكتاش النهاوندي، وبقي في ألف فارس، فخرج لحربه صاحب أنطاكية تنكري في ألف وخمسمائة من الفرنج، وستمائة من عسكر حلب، فانهزم جاولي لما رأى تقلل عسكره، وسار نحو الرحبة، وقتل خلق من الفريقين.
4 (صفح السلطان عن جاولي))
ثم سار جاولي إلى باب السلطان، وهو بقرب إصبهان، فدخل وكفنه تحت
12

إبطه، فعفا عنه.
وكان السلطان محمد كثير الحلم والصفح.
4 (غزوة طغتكين إلى طبرية))
وفيها سار طغتكين متولي دمشق غازيا إلى طبرية، فالتقى هو وابن أخت صاحب القدس بغدوين. وكان المسلمون ألفي فارس سوى الرجالة، وكانت الفرنج أربعمائة فارس وألفي راجل. فاشتد القتال، وانهزم المسلمون فترجل طغتكين، فتشجع العسكر وتراجعوا، وأسروا ابن أخت بغدوين، ورجعوا منصورين. وبذل في نفسه ثلاثين ألف دينار، وإطلاق خمسمائة أسير فلم يقنع منه طغتكين بغير الإسلام، ثم ذبحه بيده، وبعث بالأسرى إلى بغداد.))
4 (مهادنة طغتكين وبغدوين))
ثم تهادن طغتكين وبغدوين على وضع الحرب أربع سنين.
4 (أخذ الفرنج عرقة))
ثم سار طغتكين لتسلم حصن عرقة، أطلقه له ابن عمار لعجزه عن حفظه، فقصده السرداني بالفرنج، فتقهقر عسكر طغتكين ووصلوا إلى حمص كالمنهزمين، وأخذ السرداني عرقة بالأمان من غير كلفة.
4 (وزارة ابن جهير))
وفيها عزل الخليفة هبة الله بن المطلب بأبي القاسم علي بن أبي نصر بن جهير.
13

4 (زواج المستظهر بالله))
وفيها تزوج المستظهر بالله بأخت السلطان محمد على مائة ألف دينار، وعقد العقد القاضي أبو العلاء صاعد بن محمد النيسابوري الحنفي، وقبل العقد ابن نظام الملك، وذلك بإصبهان.
4 (شحنة بغداد))
وفيها ولي شحنكية بغداد مجاهد الدين بهروز.
4 (مقتل قاضي إصبهان))
وفيها قتلت الباطنية قاضي إصبهان عبيد الله بن علي الخطيبي بهمذان، وكان يحرض عليهم، وصار يلبس درعا تحت ثيابه حذرا منهم. قتله أعجمي يوم الجمعة في صفر.
4 (مقتل قاضي نيسابور))
وقتلوا يوم الفطر أبا العلاء صاعد بن محمد قاضي نيسابور وقتل قاتله، واستشهد كهلا.
4 (أخذ الفرنج قافلة من دمشق))
وفيها تجمع قفل كبير، وسار من دمشق طالبين مصر، فأخذتهم الفرنج.
4 (قتل الباطنية بشيزر))
وفيها ثار جماعة من الباطنية لعنهم الله في شيزر على حين غفلة من أهلها، فملكوها وأغلقوا الباب، وملكوا القلعة، وكان أصحابها أولاد منقذ قد
14

نزلوا يتفرجون على عيد النصارى، فبادر أهل شيزر إلى الباشورة، فأصعدهم النساء في حبال من طاقات، ثم صعد أمراء الحصن، واقتتلوا بالسكاكين، فخذل الباطنية في الوقت، وأخذتهم السيوف، وكانوا مائة، فلم ينج منهم)
أحد.
4 (مقتل الروياني شيخ الشافعية))
وفيها قتلت الباطنية شيخ الشافعية أبا المحاسن عبد الواحد الروياني.
4 (أخذ طرابلس))
وفيها على ما ذكر أبو يعلى حمزة أخذت طرابلس.
15

4 (سنة ثلاث وخمسمائة))
4 (سقوط طرابلس بيد الفرنج))
قال ابن الأثير: في حادي عشر ذي الحجة تملك الفرنج طرابلس، وكانت قد صارت في حكم صاحب مصر من سنتين، وبها نائبه، والمدد يأتي إليها، فلما كان في شعبان وصل أصطول كبير من الفرنج في البحر، عليهم ريمند بن صنجيل، ومراكبه مشحونة بالرجال والميرة، فنزل على طرابلس مع السرداني ابن أخت صنجيل الذي قام بعد موت صنجيل، وهو منازل لها، فوقع بينهما خلف وقتال، فجاء تنكري صاحب أنطاكية نجدة للسرداني، وجاء بغدوين صاحب القدس، فأصلح بينهما، ونزلوا جميعهم على طرابلس، وجدوا في الحصار في أول رمضان، وعملوا أبراجا وألصقوها بالسور، فخارت قوى أهلها وذلوا، وزادهم ضعفا تأخر الأصطول المصري بالنجدة والميرة، وزحفت الفرنج عليها، فأخذوها عنوة، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ونجا واليها وجماعة من الجند التمسوا الأمان قبل فتحها، فوصلوا إلى دمشق.
16

4 (أخذ بانياس))
وسار تنكري إلى بانياس فأخذها بالأمان.
4 (أخذ جبلة))
ونزل بعض الفرنج على جبلة وبها فخر الملك بن عمار الذي كان صاحب طرابلس، فحاصروها أياما، وسلمت بالأمان لقلة الأقوات بها، وقصد ابن عمار شيزر، فأكرمه سلطان بن علي بن منقذ الكناني، فاحترمه وسأله أن يقيم عنده، فسار إلى دمشق فأكرمه طغتكين وأقطعه الزبداني.
وذكر سبط الجوزي: أخذ طرابلس في سنة اثنتين، وذكر الخلاف فيه.
4 (محاصرة حصن الألموت))
)
وفيها سار وزير السلطان محمد، وهو أحمد بن نظام الملك فحاصر الألموت، وبها الحسن بن الصباح، ثم رحل عنها لشدة البرد.
17

4 (إقامة السلطان ببغداد))
وفي ربيع الآخر قدم السلطان بغداد، فأقام بها أشهرا.
4 (جرح الباطنية ابن نظام الملك))
وفي شعبان ظفر باطني على الوزير ابن نظام الملك فجرحه، فتعلل أياما وعوفي، وسقي الباطني خمرا وقرر، فأقر جماعة بمسجد المأمونية، فأخذوا وقتلوا.
4 (موت صاحب آمد))
وفيها مات إبراهيم بن ينال صاحب آمد، وكان ظلوما غشوما، نزح كثيرا من أهل آمد عنها لجوره. وتملك بعده ابنه.
4 (تعويق محمد بن ملكشاه عن الغزو))
وفيها عزم محمد بن ملكشاه على غزو الفرنج، وتهيأ. ثم عرضت له عوائق.
4 (أخذ الفرنج طرسوس وحصن شيزر))
وفيها أخذ تنكري صاحب أنطاكية طرسوس، وقرر على شيزر ضريبة في السنة وهي عشرة آلاف دينار. وتسلم الحصن.
18

4 (سنة أربع وخمسمائة))
4 (سقوط بيروت))
نزل بغدوين وابن صنجيل على بيروت، وجاءت الفرنج الجنوية في أربعين مركبا، وأحاطوا بها، ثم أخذوها بالسيف.
4 (سقوط صيدا))
ثم نازلوا صيدا في ثالث ربيع الآخر، فأخذوها في نيف وأربعين يوما، وأمنوا أهلها، فتحول خلق من أهلها إلى دمشق، وأقام أكثر الناس رعية للفرنج، وقرر عليهم
في السنة قطيعة عشرين ألف دينار.
4 (عصيان نائب عسقلان))
وكان نائب بعسقلان شمس الخلافة، فراسل بغدوين صاحب القدس وهادنه وهاداه، وخرج عن)
طاعة صاحب مصر، فتحيلوا للقبض عليه فعجزوا.
19

ثم إنه أخرج الذي عنده من عسكر مصر خوفا منهم، وأحضر جماعة من الأرمن واستخدمهم، فمقته أهل عسقلان وقتلوه، ونهبوا داره، فسر بذلك أمير الجيوش الأفضل، وبعث إليها أميرا.
4 (أخذ الفرنج حصني الأثارب وزردنا))
وفيها نازل صاحب أنطاكية حصن الأثارب، وهو على بريد من حلب، فأخذوه عنوة، وقتل ألفي رجل، وأسر الباقين.
ثم نازل حصن زردنا، وأخذه بالسيف. وجفل أهل منبج، وأهل بالس، فقصدت الفرنج البلدين، فلم يروا بها أنيسا.
تعاظم البلاء وعظم بلاء المسلمين، وبلغت القلوب الحناجر، وأيقنوا باستيلاء الفرنج على سائر الشام، وطلبوا الهدنة، فآمتنعت الفرنج إلا على قطيعة يأخذونها. فصالحهم الملك رضوان السلجوقي صاحب حلب على اثنتين وثلاثين ألف دينار، وغيرها من الخيل والثياب، وصالحهم أمير صور على شيء، وكذا صاحب شيزر، وكذا صاحب حماه علي الكردي، صالحهم هذا على ألفي دينار، وكانت حماه صغيرة جدا.
20

4 (ثورة الناس ببغداد))
وسار طائفة من الشام إلى بغداد يستنفرون الناس، واجتمع عليهم خلق من الفقهاء والمطوعة، واستغاثوا وكسروا منبر جامع السلطان، فوعدهم السلطان بالجهاد. ثم كثروا وفعلوا أبلغ من ذلك بكثير من جامع القصر، وكثر الضجيج، وبطلت الجمعة، فأخذ السلطان في أهبة الجهاد.
4 (وزارة الميبذي))
وفيها عزل وزير السلطان محمد نظام الملك بن أحمد بن نظام الملك ووزر الخطير محمد بن حسين الميبذي.
4 (زواج الخليفة ببنت السلطان))
وفي رمضان دخل الخليفة ببنت السلطان ملكشاه، وزينت بغداد وعملت القباب، وكان وقتا مشهودا.
4 (الريح السوداء بمصر))
)
وفيها هبت بمصر ريح سوداء مظلمة أخذت بالأنفاس، حتى لا يبصر الرجل يده، ونزل على الناس رمل، وأيقنوا بالهلاك. ثم تجلى قليلا وعاد إلى الصفرة. وكان ذلك من العصر إلى بعد المغرب.
21

4 (مهادنة طغتكين بغدوين))
وفيها غدر بغدوين ونازل طبرية، وبرز طغتكين إلى رأس الماء، ثم وقعت هدنة.
وفيها حيف على المسلمين وإذلال، ولم ينجدهم لا جيش الشرق ولا جيش مصر، واستنصرت الفرنج بالشام.
22

4 (سنة خمس وخمسمائة))
4 (محاصرة المسلمين الرها))
وفيها سارت عساكر العراق والجزيرة لقتال الفرنج، فحاصروا الرها، ولم يقدروا عليها، واجتمعت جموع الفرنج، فلم يكن وقعة.
4 (مسير المسلمين إلى الشام))
ثم سار المسلمون وقطعوا الفرات إلى الشام ونازلوا تل باشر خمسة وأربعين يوما، ورحلوا فجاءوا إلى حلب، فأغلق في وجوههم صاحبها رضوان بابها، ومات مقدمهم سقمان القطبي، واختلفوا ورجعوا، وما فعلوا شيئا، إلا أنهم أطمعوا في المسلمين عساكر الفرنج.
4 (حصار صور))
فتجمعت الملاعين، وساروا مع بغدوين فحاصروا صور.
23

قال ابن الأثير: عملوا عليها ثلاثة أبراج خشب، علو البرج سبعون ذراعا، وفيه ألف رجل فألصقوها بالسور.
وكان نائب المصريين بها عز الملك، فأخذ المسلمون حزم حطب، وكشفت الحماة بين أيديهم إلى أن وصلوا إلى البرج، فألقوا الحطب حوله، وأوقدوا النار فيه، وأشغلوا الفرنج عن النزول من البرج بالنشاب، وطرشوهم بجرار ملأى عذرة في وجوههم، فخبلوهم، وتمكنت النار، فهلك من في البرج إلا القليل. ثم رموا البرجين الآخرين بالنفط فآحترقا. وطلبوا النجدة من صاحب دمشق، فسار إلى ناحية بانياس، واشتد الحصار.
قلت: وجرت فصول طويلة.))
4 (غارات طغتكين))
وكان تلك الأيام يغير طغتكين على الفرنج وينال منهم وأخذ لهم حصنا في السواد، وقتل أهله.
وما أمكنه مناجزة الفرنج لكثرتهم.
4 (إحراق المراكب بصيدا))
ثم جمع وسار إلى صور، فخندقوا على نفوسهم ولم يخرجوا إليه، فسار إلى صيدا وأغار على ضياعها، وأحرق نحو عشرين مركبا على الساحل.
وبقي الحصار على صور مدة، وقاتل أهلها قتال من آيس من الحياة، فدام
24

القتال إلى المغل، فخافت الفرنج أن يستولي طغتكين على غلات بلادهم، وبذل لهم أهل صور مالا ورحلوا عنها.
4 (الملحمة بالأندلس))
وفيها كانت ملحمة كبيرة بالأندلس بين علي بن يوسف بن تاشفين وبين الأذفونش لعنه الله، نصر فيها المسلمون، وقتلوا وأسروا وغنموا ما لا يعبر عنه. فخاف الفرنج منها، وامتنعوا من قصد بلاد ابن تاشفين، وذل الأذفونش حينئذ وخاف فإنها وقعة عظيمة أبادت شجعان الفرنج.
وانصرف ابن الأذفونش حينئذ جريحا، فهلك في الطريق. وكان أبوه قد شاخ وارتعش.
25

4 (سنة ست وخمسمائة))
4 (موت بسيل الأرمني))
فيها مات الملك بسيل الأرمني صاحب الدروب، فسار تنكري صاحب أنطاكية الفرنجي ليملكها فمرض، فعاد ومات بعد أيام. وتملك أنطاكية بعده سرخالة ابن أخته.
4 (موت قراجا صاحب حمص))
وفيها مات قراجا صاحب حمص، وقام بعده ولده قرجان. وكلاهما ظالم.
4 (قدوم القادة للجهاد في الإفرنج))
وفي أواخر السنة، خاض الفرات صاحب الموصل مودود بن التون تكين، وصاحب سنجار تميرك، والأمير اياز بن إيلغازي بنية الجهاد، فتلقاهم صاحب دمشق طغتكين إلى سلمية، وكان كثير المودة بمودود. وكانت الفرنج قد تابعت الغارات على حوران، وغلت الأسعار بدمشق، فاستنجد طغتكين بصديقه مودود، فبادر إليه، فاتفق على قصد بغدوين صاحب القدس، فساروا حتى صاروا إلى الأردن، ونزل بغدوين على الصنبرة وبينهما الشريعة.)
26

4 (سنة سبع وخمسمائة))
4 (موقعة المسلمين والفرنج عند الشريعة))
في ثالث عشر المحرم التقى عسكر دمشق الجزيرة وعسكر الفرنج بقرب طبرية، وصبر الفريقان، واشتد الحرب، وكانت وقعة مشهورة، ثم انكسرت الفرنج ووضع المسلمون فيهم السيف، وأسروا خلقا، وأسر ملكهم بغدوين، لكن لم يعرف، فأخذ الذي أسره سلاحه وأطلقه، فنجا جريحا، ثم مات بعد أشهر. وغرق منهم في الشريعة طائفة. وغنم المسلمون الغنيمة.
ثم جاء عسكر أنطاكية وعسكر طرابلس، فقويت نفوس المنهزمين وعاودوا الحرب، فثبت لهم المسلمون فآنحاز الملاعين إلى جبل، ورابط المسلمون بإزائهم يرمونهم بالنشاب، فأقاموا كذلك ستة وعشرين يوما، وهذا شيء لم يسمع بمثاله قط، وعدموا الأقوات.
ثم سار المسلمون إلى بيسان، فنهبوا بلاد الفرنج وضياعهم من القدس
27

إلى عكا، ورجعوا فنزلوا بمرج الصفر، وسافرت عساكر الموصل.
4 (اغتيال مودود صاحب الموصل))
ودخل مودود في خواصه دمشق، وأقام عند صاحبه طغتكين، وأمر عساكره بالبحر في الربيع ونزل هو وطغتكين يوم الجمعة في ربيع الأول للصلاة، ومشى ويده في يد طغتكين في صحن الجامع، فوثب على مودود باطني جرحه في مواضع، وقتل الباطني وأحرق.
قال أبو يعلى حمزة: ولما قضيت الجمعة تنفل بعدها مودود، وعاد هو والأتابك وحولهما من الأتراك والديلم والأحداث بأنواع السلاح من الصوارم والصمصامات والخناجر المجردة ما شاكل الأجمة المشتبكة، فلما حصلا في صحن الجامع وثب رجل لا يؤبه له، فقرب من مودود كأنه يدعو له ويتصدق عليه، فقبض ببند قبائه، وضربه بخنجر أسفل سرته ضربتين، هذا والسيوف تنزل عليه. ومات مودود ليومه صائما. وكان فيه عدل وخير.
فقيل: إن الإسماعيلية قتلته.
وقيل: بل خافه طغتكين، فجهز عليه الباطني، وذلك بعيد.
قال ابن الأثير: حدثني والدي رحمه الله أن ملك الفرنج كتب إلى
28

طغتكين أن ملك الفرنج كتب إلى طغتكين كتابا فيه: وإن أمة قتلت عميدها، يوم عيدها، في بيت معبودها، لحقيق على الله أن يبيدها.)
ودفن مودود في تربة دقاق بخانكاه الطواويس، ثم حمل بعد ذلك إلى بغداد، فدفن في جوار الإمام أبي حنيفة، ثم نقل إلى أصبهان. وتسلم صاحب سنجار حواصله وحملها إلى السلطان محمد، فأقطع السلطان الموصل والجزيرة لأقسنقر البرسقي، وأمره أن يتوافق هو والأمير عماد الدين زنكي ابن أقسنقر، وتشاوروا في المصلحة لنهضته وشهامته.
4 (نقل المصحف العثماني إلى دمشق))
وكان بطبرية مصحف. قال أبو يعلى القلانسي: كان قد أرسله عثمان رضي الله عنه إلى طبرية، فحمله أتابك طغتكين منها إلى جامع دمشق.
4 (وفاة الوزير ابن جهير))
وفيها مات الوزير أبو القاسم علي بن جهير، وولي وزارة الخليفة بعده ربيب الدين أبو منصور الحسين بن الوزير أبي شجاع.
29

4 (وفاة الملك رضوان))
وفيها توفي الملك رضوان صاحب حلب، وولي بعده ألب أرسلان الأخرس فقتل أخوين له مباركشاه وملكشاه، وقتل رأس الباطنية أبا طاهر الصائغ في جماعة من أعيانهم، فرحلوا عن حلب، وكان لهم بها منعة وشوكة قوية.
وكان رضوان قد عمل لهم دار دعوة بحلب لقلة دينه، وكان ظالما فاتكا يقرب الباطنية، ويستعين بهم، وقتل أخويه بهرام، وأبا طالب، وكان غير محمود السيرة.
4 (ثورة الباطنية بشيزر))
وفيها، ذكر سبط الجوزي ثورة الباطنية بشيزر، وقد مر لنا ذلك قبل هذه السنة.
4 (مهادنة بغدوين أهل صور))
وفيها هادن بغدوين أهل صور، وأتتهم النجدة والإقامات من مصر في البحر.
30

4 (سنة ثمان وخمسمائة))
4 (خروج البرسقي لحرب الفرنج))
في أولها قدم أقسنقر البرسقي على مملكة الموصل، وسير معه السلطان محمد ولده مسعودا في جيش كبير لحرب الفرنج. فنازل البرسقي الرها في خمسة عشر ألف راكب، فحاصرها شهرين، ثم رحل لقلة الميرة، وعاد إلى شحنان، فقبض على إياز بن إيلغازي، ونهب أعمال)
ماردين.
ثم تسلم حصن مرعش من الفرنج صلحا.
4 (حرب صاحب ماردين والبرسقي))
وأما صاحب ماردين فغضب لخراب بلاده ولأسر ولده، فنزل وحشد، ونزل معه ابن أخيه صاحب حصن كيفا ركن الدولة داود بن سقمان، فالتقى هو والبرسقي في أواخر السنة، فانهزم البرسقي وخلص أياز، ولكن خاف إيلغاز من السلطان، فسار إلى دمشق، وكان صاحبها خائفا من السلطان أيضا لأنه نسب قتل مودود صاحب الموصل إليه، فاتفقا على الامتناع والاعتضاد بالفرنج، فأجابهما إلى المعاوية صاحب أنطاكية وجاء، فآجتمعوا به على بحيرة حمص، وتحالفوا وآفترقوا.
31

4 (أسر إيلغازي وإطلاقه))
وسار إيلغازي إلى ديار بكر، فنزل بالرستن ليستريح، وشرب فسكر، فتبعه صاحب حمص، فأسره ودخل به حمص، ثم طلب أن يصاهره ويطلقه، ويأخذ ولده إياز رهينة، فأطلقه خوفا من طغتكين.
4 (وفاة سلطان الهند))
وفيها مات سلطان الهند وغزنة علاء الدولة مسعود، وجرت بعده أمور سقتها في ترجمته.
4 (الزلزلة بالجزيرة والشام))
وفيها جاءت زلزلة مهولة بالجزيرة والشام، هلك خلق كثير تحت الهدم.
4 (وفاة الشريف بدمشق))
وفيها مات الشريف النسيب بدمشق.
4 (مقتل صاحب حلب))
وفيها قتل صاحب تاج الدولة ألب أرسلان بن الملك رضوان بن تتش، قتله غلمانه. وكان المستولي عليه الخادم لؤلؤ. وملكوا بعده سلطان شاه أخاه بإشارة الخادم.
32

4 (هلاك بغدوين))
وفيها هلك بغدوين الفرنجي صاحب القدس من جراحة، أصابته في مصاف طبرية.
4 (موت صاحب مراغة))
)
وفيها مات الأمير أحمديل صاحب مراغة، وكان شجاعا جوادا، إقطاعه تغل في العام أربعمائة ألف دينار، وعسكره خمس آلاف دينار. وثب عليه ثلاثة من الباطنية، فقتلوه وقتل.
بل قتل بعد ذلك بقليل، وكذا بغدوين تأخر موته فيحرر ذلك.
33

4 (سنة تسع وخمسمائة))
4 (عصيان صاحبي ماردين ودمشق على السلطان))
لما بلغ السلطان عصيان صاحب ماردين وصاحب دمشق غضب، وبعث الجيوش لحربهما، فساروا وعليهم برسق صاحب همذان في رمضان من السنة الماضية، وعدوا الفرات في آخر العام، فأخذوا حماه عنوة ونهبوها، وهي لطغتكين، فاستعان بالفرنج فأعانوه.
4 (استرجاع كفر طاب من الفرنج))
وسار عسكر السلطان وهم خلق كثير، فأخذوا كفر طاب من الفرنج واستباحوها.
4 (خذلان المسلمين أمام الفرنج))
ثم ساروا إلى المعرة، فجاء صاحب أنطاكية في خمسمائة فارس وألفي راجل، فوقع على أثقال العساكر، وقد تقدمتهم على العادة، فنهبوها وقتلوا السوقية والغلمان، وأقلبت العساكر متفرقة، ولم يشعروا بشيء، فكان الفرنج يقيلون كل من وصل. وأقبل برسق مقدم العساكر في مائة فارس، فرأى الحال، فصعد تلا هناك، والتجأ إليه الناس وعليهم ذل وانكسار، فأشار على برسق أخيه بأننا ننزل وننجو. فنزل بهم على حمية، وساق وراءهم الفرنج نحو
34

فرسخ. ثم ردوا، فتمموا الغنيمة والأسر، وأحرقوا كثيرا من الناس، واشتد البلاء، وتبدل فرح المسلمين خوفا وحزنا، لأنهم رجوا النصر من عساكر السلطان، فجاء ما لم يكن في الحساب، وعادت العساكر بأسوأ حال، نعوذ بالله من الخذلان.
4 (موت برسق وأخيه))
ومات برسق، وأخوه زنكي بعد سنة قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا.
4 (استرداد رفنية من الفرنج))
وجالت الفرنج بالشام، وأخذوا رفنية، فساق إليهم طغتكين على غرة، واسترد رفنية، وأسر وقتل.))
4 (اجتماع طغتكين بالسلطان))
ثم رأى المصلحة أن يتلافى أمر السلطان، فسار بنفسه إلى بغداد بتقادم وتحف للسلطان والخليفة، فرأى من الإكرام والتبجيل ما لا مزيد عليه، وشرف بالخلع، وكتب له السلطان منشورا بإمرة الشام جميعه.
وكان السلطان هذه السنة قد قدم بغداد واجتمع بعه طغتكين في ذي القعدة.
35

4 (مصالحة بغدوين والأفضل))
قال سبط الجوزي: وفيها صالح بغدوين صاحب القدس الأفضل متولي الديار المصرية. وكان بغدوين صاحب القدس قد سار إلى السنجة المعروفة مما يلي العريش، فأخذ قافلة عظيمة جاءت من مصر، فهادنه الأفضل، وأمن الناس قليلا.
36

4 (سنة عشر وخمسمائة))
4 (قتل صاحب مراغة))
الأصح أن أحمديل صاحب مراغة قتل في أول سنة عشر ببغداد بدار السلطان، وكان جالسا إلى جانب طغتكين صاحب دمشق أتاه رجل فبكى وبيده قصة، وتضرع إليه أن يوصلها إلى السلطان محمد، فأخذها منه، فضربه بسكين، فجذبه أحمديل في الحال، وبرك فوقه، فوثب باطني آخر، فضرب أحمديل بسكين، فأخذتهما السيوف. ووثب رفيق لهما والسيوف تنزل عليهما، فضرب أحمديل ضربة أخرى، فهبروه أيضا.
4 (موت جاولي))
وفيها مات جاولي الذي كان قد حكم على الموصل، ثم أخذها السلطان منه، فخرج على الطاعة. ثم إنه قصد السلطان لعلمه بحلمه، فرضي عنه.
وأقطعه بلاد فارس، فمضى إليها وحارب ولاتها وحاصرهم، وأوطأهم ذلا إلى أن مات.
4 (محاصرة ابن باديس تونس))
وفيها حاصر علي بن يحيى بن باديس مدينة تونس وضيق عليها، فصالحه
37

صاحبها أحمد بن خراسان على ما أراد.
4 (فتح ابن باديس جبل وسلات))
وفيها افتتح ابن باديس جبل وسلات وحكم عليه. وهو جبل منيع كان أهله يقطعون الطريق،)
فظفر بهم، وقتل منهم خلقا.
4 (فتنة مشهد الرضا))
وفي يوم عاشوراء كانت فتنة في مشهد علي بن موسى الرضا بطوس خاصم علوي فقيها، وتشاتما وخرجا، فاستعان كل منهما بحزبه، فثارت فتنة عظيمة هائلة، حضرها جميع أهل البلد، وأحاطوا بالمشهد وخربوه، وقتلوا جماعة، ووقع النهب، وجرى ما لا يوصف، ولم يعمر المشهد إلى سنة خمس عشرة وخمسمائة.
4 (حريق بغداد))
ووقع ببغداد حريق عظيم، ذهب للناس فيه جملة.
4 (هرب ابن صنجيل بالبقاع))
وقال أبو يعلى بن القلانسي: وفي سنة عشر ورد الخبر بأن بدران بن صنجيل صاحب طرابلس جمع وحشد، ونهض إلى البقاع، وكان سيف الدين سنقر البرسقي صاحب الموصل قد وصل إلى دمشق لمعونة الأتابك طغتكين، فتلقاه وسر به، فاتفقا على تبييت الفرنج، فساقا حتى هجما على الفرنج وهم غارون، فوضعوا فيهم السيف قتلا وأسرا، فقيل هلك منهم نحو ثلاثة آلاف
38

نفس، وهرب ابن صنجيل، وغنم المسلمون خيلهم وسلاحهم، ورجعوا. ورد البرسقي إلى الموصل، وقد استحكمت المودة بينه وبين طغتكين.
4 (مقتل الخادم لؤلؤ))
وفيها قتل الخادم لؤلؤ المستولي على حلب.
وكان قد قتل ألب أرسلان بن رضوان، وشرع في قتل غلمان رضوان، فعملوا عليه وقتلوه.
والصحيح أنه قتل في السنة الآتية.
4 (حج الركب العراقي))
وفيها حج بالركب العراقي أمير الجيوش الحبشي مولى المستظهر بالله، ودخل مكة بالأعلام والكؤوسات والسيوف المسللة، لأنه أراد إذلال أمير مكة وعبيده.
39

5 (بسم الله الرحمن الرحيم))
5 (الطبقة الحادية والخمسون وفيات))
4 (وفيات سنة إحدى وخمسمائة))
4 (حرف الألف))
أحمد بن الحسن بن أحمد بن يزداد. أبو العز المستعملي.
روى عن: الجوهري، والعشاري.
أحمد بن الحسين بن أحمد. أبو طاهر بن النقار الحميري.
ولد بالكوفة سنة ثمان عشرة وأربعمائة، ونشأ ببغداد.
وكان يعرف القراءات ويفهمها.
قرأ على: خاله أبي طالب بن النجار.
وقرأ الأدب على أبي القاسم بن برهان، ثم انتقل إلى دمشق وإلى مصر، وسكن طرابلس.
وبدمشق توفي في رمضان.
40

أحمد بن عبد الله بن سبعون. أبو بكر القيسي، القيرواني، ثم البغدادي.
سمع: أبا الطيب الطبري، وأبا محمد الجوهري.
وعنه: ابنه عبد الله، وعمر بن ظفر.
إبراهيم بن مياس القشيري الدمشقي. سمع: أبا عبد الله بن سلوان، وأبا القاسم الحنائي، وأبا الحسين بن المهتدي بالله، وغيره ببغداد.
سمع منه: الصائن هبة الله، وغيره.
توفي في شعبان، وله خمس وستون سنة.
41

إسماعيل بن عمرو بن محمد بن أحمد. أبو سعيد بن أبي عبد الرحمن البحيري، النيسابوري.
ثقة، صالح، محدث، من بيت الحديث. وكان صحيح القراءة.
قال السمعاني: سمع بإفادته خلق، وتفقه على ناصر العمري.)
وكان يقرأ دائما صحيح مسلم للغرباء والرحالة على أبي الحسين عبد الغافر الفارسي، وكف بصره بأخرة.
سمع من: أبي بكر أحمد بن علي بن منجويه الحافظ، وأبي حيان المزكي، وأبي العلاء صاعد بن محمد، وعبد الرحمن بن حمدان النصروي.
روى لنا عنه: إسماعيل بن جامع بمرو، وواكد بن محمد العالم بسمنان، وأبو شجاع البسطامي ببخارى، وأبو القاسم الطلحي بإصبهان.
قال ابن النجار: كان نظيفا، عفيفا، اشتغل بالتجارة وبورك له فيها، وحصل جملة.
وقال ابن السمعاني: وقرأت بخط والدي قال: سمعت أبا سعيد البحيري يقول: قرأت صحيح مسلم على عبد الغفار أكثر من عشرين مرة. وولد سنة تسع عشرة وأربعمائة، وتوفي في آخر السنة بنيسابور.
42

وقد أملى مجالس بنيسابور، وتوفي ابنه محمد قبله.
إسماعيل بن يحيى بن حسين. أبو نصر الملاح. بغدادي.
حدث بشيء يسير عن الجوهري.
وتوفي في صفر.
4 (حرف التاء))
تميم بن المعز بن باديس بن المنصور بن بلكين بن زيري بن مناد. السلطان أبو يحيى الحميري الصنهاجي، ملك إفريقية بعد أبيه.
43

كان حسن السيرة، محبا للعلماء، قصده الشعراء من النواحي، وآمتدحه الحسن بن رشيق القيرواني، وغيره.
وكان ملكا جليلا، شجاعا، مهيبا، فاضلا، شاعرا، جوادا، ممدحا.
ولد سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، ولم يزل بالمهدية منذ ولاه أبوه إياها من صفر سنة خمس وأربعين إلى أن توفي أبوه بعد أشهر في شعبان.
ومن شعره:
* سل المطر العام الذي عم أرضكم
* أجاء بمقدار الذي فاض من دمعي)
* (إذا كنت مطبوعا على الصد والجفا
* فمن أين لي صبر فأجعله طبعي
* ولابن رشيق فيه، وأجاد:
* أصح وأعلى ما سمعناه في النوى
* من الخبر المأثور منذ قديم
*
* أحاديث ترويها السيول عن الحيا
* عن البحر عن كف الأمير تميم
* وفي أيامه أجتاز ابن تومرت بإفريقية وأظهر الإنكار على من خرج عن الشرع، وراح إلى مراكش.
آمتدت دولة تميم إلى هذه السنة، وتوفي في رجب.
44

وخلف من البنين أكثر من مائة ولد، ومن البنات ستين على ما ذكره حفيده العزيز بن شداد بن تميم، وملك بعده ولده يحيى وقد تكهل، فأحسن السيرة في الرعية، وافتتح حصنا كبيرا امتنع على أبيه، ولم يزل مظفرا منصورا.
4 (حرف الخاء))
الحسن بن محمد بن عبد العزيز. أبو علي التككي.
بغدادي صالح، صحيح السماع.
سمع: أبا علي بن شاذان.
روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وسلمان الشحام، وأبو طاهر السلفي، وأبو بكر بن النقور.
توفي في رمضان.
أخبرنا ابن الفراء: أنا ابن قدامة، أنا عبد الله بن أحمد بن النرسي: أنا الحسن بن محمد، أنا أبو علي بن شاذان، أنا عثمان، وهو ابن السماك: ثنا موسى بن سهل، ثنا إسماعيل بن علية، نا حميد، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليدخل العبد الجنة بالأكلة أو الشربة يحمده عليها.
هذا حديث غريب على شرط الصحيح، مع لين في موسى الوشاء.
حمزة بن هبة الله بن سلامة.
45

أبو يعلى العثماني، الدمشقي.
روى عن: علي بن الخضر السلمي، وغيره.)
سمع منه: أبو محمد بن صابر، وغيره.
4 (حرف الراء))
رزماشوب بن زايار. الإمام، الأديب، أبو نصر الديلمي.
أرخه السلفي في السنة. مات في رمضان.
وروى عنه في جزء ابن قلبنا، وقال: كان من أفراد الدهر، ونوادر العصر. له نظم رائق، ونثر فائق، ورياسة.
4 (حرف الصاد))
صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد.
46

الأمير سيف الدولة ابن بهاء الدولة الأسدي، الناشري، صاحب الحلة السيفية.
كان يقال له ملك العرب. وكان ذا بأس وسطوة. نافر السلطان محمد بن ملكشاه، وأفضت بينهما الحال إلى الحرب، فتلاقيا عند النعمانية، فقتل صدقة في المعركة يوم الجمعة سلخ جمادى الآخرة وحمل رأسه إلى بغداد. وكانت وفاة أبيه سنة تسع وسبعين، ووفاة جده في سنة ثلاث وسبعين.
4 (حرف العين))
عبد الرحمن بن حمد بن الحسن بن عبد الرحمن. أبو محمد الذوني، الصوفي، الزاهد.
من بيت زهد وعبادة، من قرية الدون، ويقال: دونة. وهي على عشر فراسخ من همذان، مما يلي الدينور.
روى كتاب السنن للنسائي، عن ابن الكسار، وهو آخر من حدث به عنه.
قرأه عليه السلفي بالدون في سنة خمسمائة، وقال: قال لي ابنه أبو سعد: لوالدي خمسون سنة ما أفطر بالنهار.
47

وقال شيرويه في تاريخه: كان صدوقا، متعبدا، سمعت منه السنن، ورياضة المتعبدين.
وقال السلفي: كان سفياني المذهب، ثقة. بلغنا أنه توفي في رجب.
قال: وولد سنة سبع وعشرين وأربعمائة في رمضان.)
وقال غيره: سمع السنن في شوال سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.
وحدث عنه: أبو بكر محمد بن منصور السمعاني، وأبو العلاء الحسن بن أحمد العطار، والسلفي، وأبو زرعة المقدسي، وأبو الفتح عبد الله بن أحمد الخرقي، وأحمد بن ينال الترك، وعبد الرزاق بن إسماعيل القومساني الهمذاني، وابن عمه المطهر بن الكريم، ومحمد بن سليمان، وأبو الفتوح الطائي، وأبو الحسن سعد الخير الأندلسي، وخلق.
وأجاز للحافظ أبي القاسم بن عساكر.
عبد الرحمن بن خلف بن مسعود. أبو الحسن الكناني القرطبي.
روى عن: حكم بن محمد، ومحمد بن عتاب، وابن عمر بن القطان.
وكان معتنيا بالسماع الكثير، وكان يعظ ويذكر في مسجده. وهو دين، ثقة، عالم.
عبد الكريم بن المسلم بن محمد بن صدقة. الشبلي، العطار.
سمع: أبا القاسم الحنائي، وعبد العزيز الكتاني.
وهو دمشقي، قليل الرواية.
48

4 (حرف الميم))
محمد بن أحمد بن مسعود بن مفرج. أبو عبد الله الأندلسي، الشسلبي، الفقيه.
كان مفتي تلك الناحية.
تفقه على: أبيه.
وسمع صحيح البخاري بإشبيلية من أبي عبد الله بن منظور. وكان بصيرا بالفتوى، إماما، ثقة.
توفي في ذي الحجة.
محمد بن سليمان بن يحيى. أبو عبد الله القيسي، المقرئ.
قرأ على أصحاب عمرو الداني بالروايات.
ومات كهلا.)
محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد. أبو سعد الأسدي، البغدادي، المؤدب.
سمع: أبا علي بن شاذان، وابن بشران، وغيرهما.
روى عنه: السلفي، وعبد الحق، وخطيب الموصل، وجماعة.
ضعفه ابن ناصر لأنه كان يلحق سماعاته مع أبيه، وكان الإلحاق بينا طريا.
49

توفي في رمضان وقد جاوز الثمانين بيسير.
قال السمعاني: ألحق سماعه في أجزاء.
محمد بن عبد الواحد بن علي. أبو الغنائم ابن الأزرق.
سمع: أبا طالب بن غيلان، وأبا محمد الخلال، وعبد العزيز بن علي الأزجي.
روى عنه: عمر بن عبد الحربي، وأبو المعمر الأنصاري، وجماعة. ويعرف بابن الشهرستاني.
وممن روى عنه مسعود بن أبي علان شيخ أحمد بن طبرزد.
محمد بن العراقي بن أبي عنان القزويني، الطاوسي. أبو جعفر.
حدث في شوال من السنة بهمذان، عن محمد بن الحسين المقومي بأحاديث. وكان صالحا، قدوة.
محمد بن عمر بن قطري. أبو بكر الزبيدي، الإشبيلي.
50

سمع من: أبي الوليد الباجي، وجماعة.
ورحل إلى المشرق.
وسمع من: أبي بكر الخطيب، وجماعة.
وكان عالما بالنحو والأصول.
توفي بسبتة
51

محمد بن محمود بن حسن بن محمد بن يوسف.)
أبو الفرج ابن العلامة أبي حاتم الأنصاري القزويني.
من آمل طبرستان.
فقيه، دين، صالح، صاحب معاملة.
حج سنة سبع وتسعين، وأملى بمكة مجلسا. وضاع ابن له قبل وصوله المدينة.
قال بعضهم: فرأيناه في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يتمرغ في التراب ويتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم في لقي ولده، والخلق حوله، فبينا هو في تلك الحال إذ دخل ابنه من باب المسجد، فاعتنقا زمانا.
رواها السمعاني، عن أبي بكر بن أبي العباس... المروزي، أنه حج تلك السنة، ورآه يتمرغ في التراب، والخلق مجتمعون عليه، وهو يقول: يا رسول الله جئتكم من بلد بعيد زائرا، وقد ضاع آبني، لا أرجع حتى ترد علي ولدي. وردد هذا القول، إذ دخل ابنه، فصرخ الحاضرون.
سمع: أباه، ومنصور بن إسحاق الحافظ، وسهل بن ربيعة، وأبا علي الحسيني.
روى عنه: ابن ناصر، والسلفي، وابن الخل، وشهدة، وآخرون.
52

توفي بآمل في المحرم سنة إحدى. وكان أبوه من كبار الفقهاء.
محمد بن هبة الله بن محمد بن الحسن بن المأمون الهاشمي. أبو نصر.
سمع: أبا محمد الجوهري.
روى عنه: أبو المعمر الأنصاري وأثنى عليه.
توفي في ربيع الأول.
قال ابن النجار: سمع أيضا من: أبي علي بن المذهب، وابن المحسن التنوخي.
وكان من سروات بيته، صالحا، متدينا.
روى عنه: أبو طاهر السلفي، وعبد الحق اليوسفي.
منصور بن الحسن بن عاذل. أبو الفرج البجلي، البوازيجي.
والبوازيج: بين تكريت والموصل.
قدم بغداد، وتفقه بأبي إسحاق الشيرازي، ولازمه.)
وسمع من: ابن المهتدي بالله، وغيره، روى عنه: علي بن أحمد اليزدي، ومحمد بن أبي الغنائم التكريتي.
وكان من العقلاء، الصلحاء.
ولي قضاء البوازيج، وعاش إلى هذا العام.
53

4 (حرف الهاء))
هبة الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون. أبو طاهر بن أبي الحسين بن أبي نصر النرسي، البغدادي، المعدل، الشاهد.
من أولاد المحدثين.
سمع: أبا طالب بن غيلان، وعبد الملك بن عمر الرزاز.
روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو طاهر السنجي، وغيرهما.
وتوفي في ربيع الآخر.
4 (حرف الياء))
يحيى بن محمد بن بذال. أبو نصر الحريمي، الطاهري، ولد محمد.
شيخ صالح.
سمع: أبا إسحاق البرمكي، والجوهري.
روى عنه: أبو المعمر الأنصاري.
توفي في رمضان.
54

4 (وفيات سنة اثنتين وخمسمائة))
4 (حرف الألف))
أبق بن عبد الرزاق. الأمير أبو منصور، عضب الدولة، الذي بالتربة العضبية، خارج باب الفراديس.
أخو الأمراء الكبار، من خواص صاحب دمشق تاج الدولة تتش. وهو الذي مدحه ابن الخياط بقصيدته الطنانة:
* سلوا سيف ألحاظه الممتشق
* أعند القلوب دم للحدق
*)
أحمد بن عبد العزيز. الدلال، البغدادي، المعروف بالخرمي.
روى عن: أبي الحسن القزويني يسيرا.
روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وعبد الله بن منصور الموصلي.
توفي في جمادى الأولى.
أحمد بن علي بن أحمد بن سعيد. الخطيب أبو حاتم النيسابوري، الصوفي.
55

سمع: أبا عثمان الصابوني.
وحدث ببغداد.
روى عنه: سعد الخير الأنصاري، والسلفي.
حدث في هذه السنة، ولا أعلم متى توفي. مولده سنة إحدى وعشرين.
أحمد بن علي بن حسين. الشابرخواستي، القاضي أبو طاهر، الصالح، الزاهد، العابد.
روى عن علي بن القاسم البصري، عن أبي روق الهزاني.
روى عنه السلفي في البلد التاسع والعشرين.
توفي في هذه السنة.
4 (حرف الباء))
بدر بن خلف بن يوسف. أبو نجم الفركي، والفرك: قرية من قرى إصبهان.
سمع: أبا نصر الكسار، وغيره.
وعاش ثلاثا وثمانين سنة.
روى عنه أبو طاهر السلفي قطعة من ذاك الجزء المتبقي من سنن النسائي.
وسمع من أبي نصر إبراهيم بن الكساري أيضا.
56

4 (حرف الحاء))
الحسين بن علي بن الحسين.)
أبو الفوارس ابن الخازن الكاتب، الديلمي.
روى عن: أبي محمد الحوهري.
حدث عنه: السلفي وقال: كان أحسن الناس خطا.
قلت: هو صاحب الخط الفائق، كان مشتهرا بلعب النرد. وقيل إنه نسخ خمسمائة مصحف، وكتب من مقامات الحريري عدة نسخ، ومن الأغاني ثلاث نسخ. ولم يخلف وارثا.
وكان يسكن بدرب حبيب ببغداد.
وله شعر جيد، فمنه:
* عنت الدنيا لطالبها
* وآستراح الزاهد الفطن
*
* كل ملك نال زخرفها
* حسبه مما حوى كفن
*
* يقتني مالا ويتركه،
* في كلا الحالتين مفتتن
*
* أكره الدنيا وكيف بها،
* والذي تسخو به وسن
*
* لم تدم قبلي على أحد،
* فلماذا الهم والحزن
* توفي فجأة في ذي الحجة.
وقيل: توفي سنة تسع وتسعين.
وسيأتي في سنة ثمان عشرة ابن الخازن الشاعر الكاتب.
57

حمد بن عبد الله بن أحمد بن حنة. أبو أحمد المعبر، إصبهاني، فقيه، مشهور.
سمع: أبا الوليد الحسن بن محمد الدربندي، وأبا طاهر بن عبد الرحيم الكاتب، وأحمد بن محمد بن النعمان الصائغ، ومنصور بن الحسين سبط بحروية، وجماعة.
وأملى عدة مجالس.
روى عنه: أبو طاهر السلفي، وأبو الفتح عبد الله بن أحمد الخرقي، وآخرون.
قال السلفي: ذكره ابن نقطة فقال: خرج له إسماعيل بن محمد بن الفضيل الحافظ فوائده. وكان يؤم في الجامع الأعظم ثلاث صلوات، ويفتي، ويعبر الرؤيا.
وكان من شيوخ الصوفية. قال لي إسماعيل بن محمد بن الفضيل: النزول عن أبي الصلت الطهراني، ومحمد بن عزيزة، وحمد بن حنة، أحب إلي من العلو عمن سواهم فهم لا يدرون ما)
يروون.
4 (حرف الزاي))
زيد بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن حسن بن القاسم بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
أبو هاشم الحسيني الهمذاني، رئيس البلد وأميره.
روى عن أبي سعد جامع بن محمد الأديب حديثا واحدا.
وكان هيوبا، مطاعا، سائسا. جمع الأموال، وظلم، وعسف. وكان يطرح
58

الشيء الذي يساوي درهما بثلاثة دراهم وأكثر. واستعبد الناس، وعمر دهرا.
توفي في رجب وله ثلاث وتسعون سنة. وهو ابن بنت الصاحب إسماعيل بن عباد.
4 (حرف الصاد))
صاعد بن محمد بن عبد الرحمن.
أبو العلاء البخاري، القاضي.
قال السمعاني: هو من أهل إصبهان، الإمام المقدم في زمانه على أقرانه فضلا، وعلما، وزهدا، وتواضعا.
تفقه على مذهب أبي حنيفة حتى صار مفتي إصبهان.
سمع من أصحاب ابن المقرئ ولقي ببغداد ابن النقور، وبمكة أبا علي الحسن بن عبد الرحمن الشافعي.
قتل في جامع إصبهان يوم عيد الفطر وله خمس وخمسون سنة. قتله باطني.
4 (حرف الطاء))
طاهر بن سعيد بن فضل الله بن أبي الخير. أبو الفتح الميهني. والد أحمد. وأبي القاسم.
59

كان من أهل الخير، ومن بيت المشيخة والتصوف. أقام ببغداد مدة يسمع ويطلب، وسافر الكثير، ولقي الكبار.
وسمع من: جده الشيخ أبي سعيد فضل الله، وخلف بن أحمد الأبيوردي، وأبي القاسم القشيري، وأبي علي الحسن بن غالب المقرئ البغدادي، وأبي الغنائم بن المأمون.)
روى عنه: أبو شجاع عمر بن محمد البسطامي، وغيره.
توفي في جمادى الآخرة.
وكان ذا تعبد وتأله وخير.
4 (حرف العين))
عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم. أبو علي الدينوري، المؤذن.
حدث عن: عبد الرزاق بن الفضيل الكلاعي.
سمع منه: سهل بن بشر مع تقدمه، وأبو محمد بن صابر.
عبد الله بن سعيد بن حكم. الزاهد، أبو محمد القرطبي، المقتلي.
قرأ القرآن على أبي محمد مكي بن أبي طالب. وكان آخر من قرأ عليه.
وكان أحد العباد الزهاد، المتبرك بهم.
60

عبيد الله بن عمر بن محمد بن أحيد. أبو القاسم الكشاني، الخطيب.
ثقة، إمام، مشهور. أملى مدة سنين، وطال عمره.
سمع: محمد بن الحسن الباهلي، وعلي بن أحمد السنكباثي، وأبا سهل عبد الكريم الكلاباذي، وأبا نصر أحمد بن عبد الله بن الفضل، وعبد العزيز ابن أحمد الحلواني.
قال السمعاني: ثنا عنه إبراهيم بن يعقوب الكشاني، وأبو العلاء آصف بن محمد النسفي، وعطاء بن مالك النقاش، وآخرون كثيرون بما وراء النهر.
ولد في حدود سنة عشر وأربعمائة.
وتوفي في رجب.
عبد الله بن يحيى. أبو محمد التجيبي، الأندلسي، الأقليشي، ويعرف بابن الوحشي.
أخذ القراءات بطليطلة عن أبي عبد الله المغامي.
وسمع من: خازم بن محمد، وأبي بكر بن جماهر.)
وكان من أهل المعرفة والذكاء. وآختصر كتاب مشكل القرآن لابن فورك، وولي أحكام أقليش.
61

عبد الله بن أبي بكر. أبو القاسم النيسابوري، البزاز، الفقيه شيخ الحنفية في عصره، ومناظرهم، وواعظهم.
سمع من: أبي الحسين عبد الغافر الفارسي، وغيره، وأبي طاهر محمد ابن علي الإسماعيلي البخاري، سمع منه الشمائل.
قال: أنبا إبراهيم بن خلف، أنا الهيثم الشاشي، ثنا الترمذي.
توفي في جمادى الآخرة.
عبد الباقي بن محمد بن سعيد بن أصبع. أبو بكر الأنصاري، الحجازي، الأندلسي، ويعرف بابن بريال.
روى عن: المنذر بن المنذر، وهشام بن أحمد الكناني، وابن عم الطلمنكي، والقاسم بن فتح.
وكان نبيلا، حافظا، ذكيا، شاعرا، محسنا.
قال ابن بشكوال: ثنا عنه غير واحد من شيوخنا. وتوفي في شعبان ببلنسية. وكان مولده سنة ست عشرة وأربعمائة.
قلت: أخذ عنه ابن العريف وله سماع أيضا من أبي عمر بن عبد البر، عرض عليه القرآن.
عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد بن محمد.
62

أبو المحاسن الروياني، الطبري، فخر الإسلام، القاضي أحد الأئمة الأعلام.
له الجاه العريض، والقبول التام في تلك الديار.
سمع: أبا منصور محمد بن عبد الرحمن الطبري، وأبا محمد عبد الله بن جعفر الخبازي، وأبا حفص بن مسرور، وأبا بكر عبد الملك بن عبد العزيز، وأبا عبد الله محمد بن بيان الفقيه، وأبا غانم أحمد بن علي الكراعي، وعبد الصمد بن أبي نصر العاصمي البخاري، وأبا نصر أحمد بن محمد البلخي، وأبا عثمان الصابوني، وجده أبا العباس أحمد بن محمد بن أحمد الروياني، وتفقه عليه.
وسمع بمرو، وغزنة، وببخارى من طائفة.
روى عنه: زاهر الشحمامي وأبو رشيد إسماعيل بن غانم، وأبو الفتوح الطائي، وعبد الواحد بن يوسف، وإسماعيل بن محمد التيمي الحافظ، وأبو طاهر السلفي، وجماعة كثيرة.)
ولد في ذي الحجة سنة خمس عشرة وأربعمائة، وتفقه ببخارى مدة، وبرع في المذهب، حتى كان يقول فيما بلغنا: لو احترقت كتب الشافعي أمليتها من حفظي.
63

وله مصنفات في المذهب ما سبق إليها منها: كتاب بحر المذهب وهو من أطول كتب الشافعية، وكتاب مناصيص الشافعي، وكتاب الكافي، وكتاب حلية المؤمن. وصنف في الأصول والخلاف.
وكان قاضي طبرستان.
قال السلفي: بلغنا أنه أملى بآمل، وقتل بعد فراغه من الإملاء، بسبب التعصب في الدين، في المحرم.
قال: وكان العماد محمد بن أبي سعد صدر الري في عصره يقول: القاضي أبو المحاسن، شافعي عصره.
وقال معمر بن الفاخر: قتل بجامع آمل يوم الجمعة ثالث عشر المحرم قتلته الملاحدة. وكان نظام الملك كثير التعظيم له.
رويان: بلدة بنواحي طبرستان.
عبد الواحد بن محمد بن عمر بن هارون. الفقيه أبو عمر الولاشجردي.
وولاشجرد من قرى كنكور، وهي قرية من همذان.
64

كان فقيها، دينا، خيرا.
سمع ببغداد في رحلته من: أبي الحسين بن المهتدي بالله، والصريفيني، والخطيب.
وتوفي بكنكور.
عبيد الله بن علي بن عبيد الله. أبو إسماعيل الخطيبي الفقيه، قاضي القضاة بإصبهان.
سمع عبد الرزاق بن شمة.
روى عنه السلفي: وقال: قتل بهمذان شهيدا، وأنا بها، في صفر رحمه الله. قتلته الباطنية.
عبيد الله بن عمر بن محمد بن أحيد. الخطيب، العالم، أبو القاسم الكشاني.)
ثقة، مكثر، معمر، ولد في حدود سنة عشر وأربعمائة، وروى الكثير. وأملى عن: محمد بن الحسن الباهلي، وعلي بن أحمد بن ربيع الشنكباثي، وأبي سهل عبد الكريم الكلاباذي، وطائفة.
وعنه: إبراهيم بن يعقوب الكشاني، وأبو العلاء آحف بن محمد
65

الخالدي، وعطاء بن مالك بن أحمد النقاش، وأبو المعالي محمد بن نصر المديني، وآخرون.
مات في سادس عشر رجب عن نيف وتسعين سنة.
عبيد الله بن محمد بن طلحة. الدامغاني، القاضي، ابن أخت قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن علي الدامغاني.
شهد عند خاله في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، وولي قضاء ربع الكرخ سنة سبعين.
وكان صالحا، ورعا، عفيفا.
سمع: أبا القاسم التنوخي، وعبد الكريم بن محمد بن المحاملي.
روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وعمر بن ظفر، وأبو طاهر السلفي.
وتوفي في صفر.
وكان مولده بالدامغان سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
علي بن أحمد بن علي بن الإخوة. المحدث، المفيد، أبو الحسن البيع، الحريمي.
من كبار المحدثين.
سمع: الخطيب، وأبا الغنائم بن المأمون، وغيره.
انتقى عليه أبو علي البرداني.
66

وكتب عنه: أبو عامر العبدري، وابن ناصر.
مات كهلا.
علي بن الحسين بن عبد الله بن عريبة. أبو القاسم الربعي، البغدادي.
تفقه على أقضى القضاة، أبي الحسن الماوردي، وأبي الطيب الطبري.
ولم يبرع في المذهب.
ثم صحب أبا علي بن الوليد وغيره من شيوخ المعتزلة، وأخذ عنهم.)
وقد سمع: أبا القاسم بن بشران، وأبا الحسين بن مخلد البزار.
روى عنه: أبو بكر محمد بن منصور السمعاني، وعبد الخالق بن أحمد اليوسفي، وأبو طاهر السنجي، وابن ناصر، وأبو طاهر السلفي، وأبو محمد بن الخشاب النحوي، وشهدة.
قال شجاع الذهلي: كان يذهب إلى الاعتزال.
وقال أبو سعد السمعاني: سمعت أبا المعمر الأنصاري إن شاء الله، أو غيره يذكر أنه رجع عن ذلك، وأشهد المؤتمن الساجي وغيره على نفسه بالرجوع عن رأيهم، والله أعلم.
قال: وسمعت علي بن أحمد اليزدي يقول: قال لي أبو القاسم الربعي: ولدت في سنة أربع عشرة وأربعمائة.
67

توفي في ثالث وعشرين رجب.
علي بن عبد الرحمن. أبو الحسن السمنجاني، الفقيه. أحد الأئمة.
تفقه ببخارى على أبي سهل الأبيوردي.
وسمع من: محمد بن عبد العزيز القنطري، وغيره.
روى عنه: تأمر بن علي الصوفي، وإسماعيل بن محمد الحافظ، والسلفي.
توفي في شعبان.
علي بن عبد الوهاب بن موسى. أبو الكرم الهاشمي، الخطيب. بغدادي جليل.
حدث مجلسين عن أبي علي بن المذهب.
روى عنه: أبو المعمر الأنصاري.
علي بن أبي طالب محمد بن علي بن عبيد الله. المؤدب، أبو الحسن الهمذاني، ثم البغدادي.
روى عن أبي الطيب الطبري، وأبي محمد الجوهري.
4 (حرف الميم))
محمد بن عبد القادر.
68

أبو الحسين بن السماك البغدادي.)
روى عن: ابن غيلان، وغيره.
روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وأبو طاهر السلفي.
وتوفي في رجب.
وكان واعظا.
رماه ابن ناصر بالكذب كأبيه.
محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن ثابت بن الحسن. المهلبي، الخجندي، أبو بكر، صدر الدين، ويعرف بصدر العراق على الإطلاق في زمانه. كذا قال أبو سعد في الذيل.
وكان إماما، مناظرا، وواعظا، جوادا، سمحا، مهيبا.
كان يروي الحديث، في وعظه من حفظه. وكان السلطان محمود يصدر عن رأيه. وكان بالوزراء أشبه منه بالعلماء.
وقد درس ببغداد وناظر، وسمع من أبي علي الحداد.
يؤخر خمسين سنة.
محمد بن عبد الكريم بن خشيش.
69

أبو سعد البغدادي.
سمع: أبا علي بن شاذانن وغيره.
روى عنه: أبو طاهر السلفي، وشهدة، وأبو السعادات القزاز.
وسمع جزء ابن عرفة من أبي مخلد. وكان شيخا صالحا، صحيح السماع.
توفي في عاشر ذي القعدة، وله تسع وثمانون سنة.
محمد بن يحيى بن مزاحم. أبو عبد الله الأشبوني، ثم الطليطلي.
المقرئ مصنف كتاب الناهج في القراءات.
وقد رحل إلى مصر وأكثر السماع، وحمل عن القضاعي وطبقته.
مات في أول السنة.
وذكره أحمد بن محمد بن حرب المستملي أنه قرأ عليه القرآن، وأنه قرأ على أبي عمرو)
الداني.
محمد بن يوسف بن عطاف. أبو عبد الله الأزدي، قاضي المرية.
روى عن: أبي القاسم عبد الرحمن بن مالك، وأبي عبد الله بن القزاز،
70

الفقيه. وغيرهما من علماء الأندلس.
وكان فقيها، مدرسا، يناظر عليه، ويجتمع في علم الرأي إليه.
أخذ عنه: أبو بكر بن أسود، وعبد الرحيم بن الفرس، وأبو عبد الله بن أبي يد، وأبو الحسن بن اللواتي، وغيرهم.
توفي بالمرية.
مسعود بن عثمان بن خلف. أبو الخيار الشنتمري.
رحل وسمع من: أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي.
وكان شيخا صالحا.
توفي بمرسية.
منصور بن أحمد بن الفضل بن نصر بن عصام. أبو القاسم المنهاجي، الأسفزاري، الفقيه الصالح.
كان ورعا، حسن السيرة، ظهر له القبول التام بالجبال ونواحيها، وبنى بهمذان وغيرهما خانقاهات، وكثر عليه المريدون، وآزدحم، عليه الناس، وتبركوا بلقائه.
وكان قد تفقه بمرو على الإمام أبي المظفر السمعاني، ولزمه مدة.
وسمع ببغشور جامع الترمذي من أبي سعد محمد بن علي البغوي الدباس.
وقتل فتكا على باب خانقاه المقري بهمذان في شوال.
71

4 (حرف الهاء))
هبة الله بن أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم بن سعد الزهري ابن الموصلي. أبو عبد الله، من أهل باب المراتب ببغداد.
شيخ صالح، صحيح السماع.)
سمع: عبد الملك بن بشران، والحسين بن علي بن بطحا.
روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وعبد الخالق اليوسفي، وابن ناصر، والسلفي، وخطيب الموصل، وشهده، وآخرون.
وكان مولده في ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، وقيل في ربيع الآخر.
وتوفي في شوال.
هبة الله بن محمد بن بديع. الوزير أبو النجم الإصبهاني.
سمع: أباه، وأبا طاهر بن عبد الرحيم الكاتب، وإبراهيم سبط بحرويه، وغيرهم. وآنتقى عليه الحافظ أحمد بن محمد بن شيرويه.
روى عنه: أبو نصر اليونارتي، وأبو مسعود عبد الجليل كوتاه، وأبو طاهر السلفي.
وقدم دمشق، ووزر بحلب لرضوان بن تتش.
72

ثم استوزره طغتكين أتابك مدة، ثم صادره في هذا العام، وخنق، وألقي في جب بقلعة دمشق.
وكان مولده في سنة ست وثلاثين وأربعمائة.
4 (حرف الياء))
يحيى بن علي بن محمد بن الحسن بن بسطام. أبو زكريا الشيباني، التبريزي، الخطيب، اللغوي، أحد الأعلام في علم اللسان.
رحل إلى الشام، وقرأ اللغة والأدب على أبي العلاء بن سليمان بالمعرة، وعلى عبيد الله بن علي الرقي، وأبي محمد الدهان اللغوي.
73

وسمع بصور من سليم بن أيوب الفقيه، ومن عبد الكريم بن محمد السياري.
وسمع كتبا عديدة أدبته من أبي بكر الخطيب، ومن أبي ثمال، ومن ابن برهان.
وأقام بدمشق مدة، ثم سكن بغداد وأقرأ بها اللغة.
روى عنه: أبو منصور موهوب بن الجواليقي، وابن ناصر الحافظ، وسعد الخير الأندلسي، وأبو طاهر السلفي، وأبو طاهر محمد بن أبي بكر السنجي.
وقد روى عنه شيخه الخطيب في تصانيفه. وكان موثقا في اللغة ونقلها.
تخرج عليه خلق، وصنف شرح الحماسة، وشرح ديوان المتنبي، وشرح سقط الزند، وشرح)
السبع قصائد المعلقات، وكتاب تهذيب غريب الحديث.
وكانت له نسخة بتهذيب اللغة للأزهري فحمله في مخلاة على ظهره من تبريز إلى المعرة.
ودخل إلى مصر أيضا، وأخذ عن أبي الحسن طاهر بن بابشاذ، وغيره.
74

ومن شعره:
* خليلي ما أحلى صبوحي بدجلة
* وأطيب منه بالصراة غبوقي
*
* شربت على الماءين من ماء كرمة
* فكانا كدر ذائب وعقيق
*
* على قمري أفق وأرض تقابلا
* فمن شائق حلو الهوى ومشوق
*
* فما زلت أسقيه وأشرب ريقه
* وما زال يسقيني ويشرب ريقي
*
* وقلت لبدر التم: تعرف ذا الفتى
* فقال: نعم، هذا أخي وشقيقي
* ومما رواه عن شيخه ابن نحرير من شعره:
* يا نساء الحي من مضر
* إن سلمى ضرة القمر
*
* إن سلمى لا فجعت بها
* أسلمت طرفي إلى السهر
*
* فهي إن صدت وإن وصلت
* مهجتي منها على خطر
*
* وبياض الشعر أسكنها
* في سواد القلب والبصر
* كان أبو زكريا يقرئ الأدب بالنظامية.
وقال أبو منصور بن محمد بن عبد الملك بن خيرون: ما كان بمرضي الطريقة، وذكر منه أشياء.
75

توفي في جمادى الآخرة لليلتين بقيتا منه.
وعاش إحدى وثمانين سنة.
وقال ابن نقطة: ثقة في علمه، مخلطا في دينه، لعبة بلسانه.
وقيل إنه تاب من ذلك.
وقال ابن ناصر، عن أبي زكريا: التبريزي، بكسر التاء.
يحيى بن المفرج. أبو الحسين اللخمي، المقدسي، الفقيه، الشافعي.)
قاض الإسكندرية.
تفقه على الفقيه نصر المقدسي، وحدث عنه.
76

4 (وفيات سنة ثلاث وخمسمائة))
4 (حرف الألف))
أحمد بن إبراهيم بن محمد. الدينوري، ثم الدمشقي.
سمع: رشأ بن نظيف، وأبا عثمان الصابوني، وجماعة.
سمع منه: أبو محمد بن صابر.
أحمد بن علي بن أحمد. أبو بكر بن العلثي، الحنبلي، العبد الصالح.
كان أحد المشهورين بالصلاح والزهد، وإجابة الدعوة. وظهر له قبول زائد.
تفقه على القاضي أبي يعلى، وحدث عنه بشيء يسير.
روى عنه: علي بن المبارك بن الصوفي، وابن ناصر، وأبو طاهر محمد بن أبي بكر السنجي.
77

وكان في صباه يعمل في صنعة الجص والإسفيذاج، ويتنزه عن التصوير.
وورث من أبيه عقارا، فكان يبيع منه شيئا بعد شيء، ويتقوت به.
حج في هذا العام، وتوفي عشية عرفة بعرفة محرما، فحمل إلى مكة، وطيف به، ودفن عند قبر الفضيل بن عياض.
وقيل: كان إذا حج يجيء إلى قبر الفضيل، ويخط بعصاه، ويقول: يا رب ها هنا، يا رب هنا هنا. فاتفق أنه مات ودفن عنده، رحمهما الله.
وروى عنه السلفي، وقال: كان من زهاد بغداد، ومن القوالين بالحق، والناهين عن المنكر.
أحمد بن المظفر بن الحسين بن عبد الله بن سوسن. أبو بكر البغدادي، التمار.
78

حدث عن: أبي علي بن شاذان، وأبي القاسم الحرفي، وأبي القاسم ابن بشران.
روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وابن سلفه، وآخرون.
وكان ضعيفا.)
قال السمعاني: كان يلحق سماعاته في الأجزاء. قاله شجاع الذهلي.
توفي في صفر، وله اثنتان وتسعون سنة.
وقال عبد الوهاب الأنماطي: هو شيخ مقارب.
أحمد بن هبة الله بن محمد بن المهتدي بالله. الخطيب، أبو تمام ابن الغريق، الهاشمي، البغدادي.
سمع: جده القاضي أبا الحسين محمد بن علي.
وحدث.
وتوفي في جمادى الآخرة. وكان من كبار المعدلين.
روى عنه: السلفي.
إسماعيل بن إبراهيم بن العباس. أبو الفضل الحسيني، أخو أبي القاسم النسيب.
كان إماما كبير القدر، ولي قضاء دمشق وخطابتها بعد والده.
79

وسمع: أبا الحسين أحمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي.
سمع منه: أبو محمد بن صابر.
وتوفي في صفر عن ثلاث وثمانين سنة.
4 (حرف الحاء))
حمد بن الفضل بن محمد. الإصبهاني، الخواص، أبو محمد.
توفي في ذي الحجة، وصلى عليه القاضي أبو زرعة، واجتمع لجنازته خلق كثير.
4 (حرف العين))
عبد الله بن عمر بن البقال. أبو الكرم المقرئ، البغدادي.
سمع: الحسن بن المقتدر، وابن غيلان، وأبا طاهر محمد بن علي العلاف.
روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وأبو بكر بن النقور.
وتوفي في ذي القعدة وله سبع وسبعون سنة.)
علي بن علي بن شيران. أبو القاسم الواسطي المقرئ، المجود للقراءآت.
كان حافظا للقراءآت، جيد الأخذ. قدم بغداد في شعبان من السنة.
وحدث عن: الحسن بن أحمد الغندجاني.
80

روى عنه: علي بن أحمد اليزدي.
وقال سعد الله بن محمد الدقاق: كان يميل إلى الاعتزال.
علي بن محمد بن الحبيب بن شماخ. أبو الحسن الغافقي.
من أهل مدينة غافق بالأندلس.
روى عن: أبيه، والقاضي أبي عبد الله بن السفاط.
وكان من أهل المعرفة والنبل والذكاء. ولي قضاة بلدة مدة. وحمدت سيرته.
عمر بن عبد الكريم بن سعدويه بن وهمت.
81

أبو الفتيان الدهستاني، الرواسي، الحافظ، الرحال.
رحل إلى خراسان، والعراق، والحجاز، والشام، ومصر، والسواحل.
وكان أحد الحفاظ المبرزين، حسن السيرة، جميل الأمر. كتب ما لا يوصف كثرة.
وسمع: أبا عثمان الصابوني، وأبا حفص بن مسرور، وأبا الحسين عبد الغافر الفارسي، وطائفة.
وببغداد: أبا يعلى بن الفراء، وابن النقور.
وبمرو، ومصر.
وسمع بدهستان. أبا مسعود البجلي وبه تخرج.
وسمع بحران: مبادر بن علي بن مبادر.
روى عنه: شيخه أبو بكر الخطيب، وأبو حامد الغزالي، وأبو حفص عمر بن محمد الجرجاني، ومحمد بن عبد الواحد الدقاق، وشيخه نصر المقدسي الفقيه، وهبة الله بن الأكفاني، وإسماعيل بن محمد التيمي الحافظ، ومحمد بن أبي الحسين الجويني، وآخرون، والسلفي بالإجازة.
82

ودخل طوس في آخر عمره، وصحح عليه أبو حامد الغزالي الصحيحين.)
ثم خرج من طوس إلى مرو قاصدا إلى الإمام أبي بكر السمعاني بآستدعائه إياه، فأدركته المنية بسرخس، فتوفي في ربيع الآخر كما هو مؤرخ على بلاطة قبره.
قال أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني الحافظ: ما رأيت في تلك الديار أحفظ منه، لا بل في الديار كلها. كان كتابا، جوالا، دار الدنيا لطلب الحديث. لقيته بمكة، ورأيت الشيوخ يثنون عليه ويحسنون القول فيه. ثم لقيته بجرجان، وصار من إخواننا.
وقال أبو بكر بن السمعاني: قال لي إسماعيل بن محمد بن الفضيل بإصبهان: كان عمر خريج أبي مسعود البجلي. سمعته يقول: دخل أبو مسعود دهستان، فآشترى من أبي رأسا، ودخل المسجد يأكله. فبعثني والدي إليه، فقال لي: تعرف شيئا فقلت: لا. فقال لوالدي: سلمه إلي فسلمني أبي إليه، فحملني إلى نيسابور، وأفادني، وآنتهى أمري إلى حيث آنتهى.
وقال خزيمة بن علي المروزي الأديب: سقطت أصابع عمر الرواسي في الرحلة من البرد الشديد.
وقال الدقاق في رسالته: إن عمر حدث بطوس بصحيح مسلم من غير أصله، وهذا أقبح شيء عند المحدثين. وحدثني أن مولده بدهستان سنة ثمان وعشرين وأربعمائة. وأنه سمع منه هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي في سنة ست وخمسين وأربعمائة.
قال ابن نقطة في كتابه الإستدارك: سمعت غير واحد من أهل العلم، أن أبا الفتيان سمع من ثلاثة آلاف وستمائة شيخ.
وقال الرواسي: أريد أن أخرج إلى مرو وسرخس على الطريق، وقد قيل إنها مقبرة العلم، فلا أدري كيف يكون حالي بها.
83

قال الراوي: فبلغنا أنه توفي بها.
قال ابن طاهر، وغيره: الرواسي نسبة إلى بيع الرؤوس.
وقال ابن ماكولا: كتب الرواسي عني، وكتبت عنه، ووجدته ذكيا.
وقال السمعاني: سمعت أبا الفضل أحمد بن محمد السرخسي يقول: لما قدم عمر بن أبي الحسن الرواسي سرخس روى بها وأملى. حضر مجلسه جماعة كثيرة فقال: أنا أكتب أسماء الجماعة على الأصل بخطي. وسأل الجماعة وأثبت، ففي المجلس الثاني حضرت الجماعة، فأخذ القلم وكتب أسماءهم كلهم عن ظهر قلب، بحيث ما آحتاج أن يسألهم. أو كما قال.)
ثم سمعت محمد بن محمد بن أحمد يقول: حضرت هذا المجلس، وكان الجمع اثنان وسبعون نفسا.
وقال عبد الغافر بن إسماعيل: عمر بن أبي الحسن الرواسي، مشهور، عارف بالطرق. كتب الكثير، وجمع الأبواب، وصنف، وكان سريع الكتابة. وكان على سيرة السلف، مقلا، معيلا.
خرج من نيسابور إلى طوس، فأنزله الغزالي عنده وأكرمه، وقرأ عليه الصحيح، ثم شرحه.
84

4 (حرف الميم))
محمد بن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن سندة. الإصبهاني، المطرز، أبو سعد، خازن الرئيس أبي عبد الله.
سمع: الحسين بن إبراهيم الجمال، وأبا نعيم، أحمد بن عبد الله الحافظ، وأبا علي بن يزداد غلام محسن، وأبا الحسن بن عبد كويه، ومحمد بن عبد الله العطار.
كنيته أبو سعد.
ولد في ربيع الأول سنة إحدى عشرة وأربعمائة.
روى عنه: أبو طاهر السلفي، وسعد الخير الأندلسي، وأبو طاهر محمد ابن محمد السنجي، وجماعة من الإصبهانيين.
وروى عنه حضورا الحافظ أبو موسى المديني وقال: توفي في الثاني
85

والعشرين من شوال سنة ثلاث، وهو أول من حضرت عنده للسماع.
قال السمعاني: ثقة، صالح.
وقال السلفي في معجمه: كان في الفضل على غاية من الجلالة، قرأنا عليه عن غلام محسن، وابن مصعب، وجماعة. وقرأت عليه القرآن، عن أبي بكر بن البقاء المقرئ صاحب أبي علي بن حبش، وغيره.
خرج له غانم بن محمد الحافظ خمسة أجزاء، سمعناها.
محمد بن عبد الحميد بن عبد الرحمن. أبو بكر القرشي، الزهري، البخاري.
كان فقيها، صالحا، مسنا، خيرا. سمعه أبوه من جماعة من المتقدمين، وعمر حتى حدث وأملى.)
وتوفي في رجب، وله ثمانون سنة.
محمد بن علي بن محمد. أبو عبد الله الطليطلي.
سمع من: عبد الرحمن بن سلمة، وقاسم بن هلال، وأبي الوليد الباجي. وولي خطابة فاس، ثم سبتة.
وكان أعمى، صالحا.
توفي خطيبا بسبتة في المحرم.
محمد بن عبد العزيز بن السندواني. أبو طاهر البغدادي، شيخ صالح من أهل نهر الدجاج.
86

حدث عن: أبي الحسن القزويني، وأبي إسحاق البرمكي.
روى عنه: أبو طالب بن خضير.
وتوفي في ربيع الأول.
المحسر بن محمد بن أحمد بن الحسين. أبو طاهر الإسكاف، الإصبهاني.
حدث بالمعجم الكبير للطبراني عن: ابن أبي الحسين بن فاذشاه.
قال معمر، وغيره: مات في ربيع الآخر.
4 (حرف الهاء))
هبة الله بن محمد بن علي. أبو المعالي الكرماني، ويعرف بابن المطلب الوزير.
وزر للخليفة مدة.
وسمع من: أبي الحسين بن المهتدي بالله.
وما كأنه حدث.
ولد سنة أربعين وأربعمائة، وتوفي في ثاني شوال. وكان كاتبا مجيدا حاسبا بارعا، تفرد في زمانه بعلم الديوان والتصرف. ومدة وزارته سنتان وأربعة أشهر.
وكان ذا بر ومعروف وجلالة.)
87

4 (وفيات سنة أربع وخمسمائة))
4 (حرف الألف))
أحمد بن أبي الفتح عبد الله بن محمد بن أحمد بن القاسم. أبو العباس الإصبهاني، الخرقي.
سمع: ابن ريذة، وأبا القاسم بن أبي بكر الذكواني، ومحمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب، وغيرهم.
روى عنه: ابنه أبو الفتح عبد الله، والحافظ أبو موسى المديني، وجماعة.
توفي في السابع والعشرين من ذي القعدة. نعم.
روى عنه السلفي، وجماعة من شيوخ ابن اللتي الذين بالإجازة.
وخرق: موضع بإصبهان.
قال السلفي: كان يقول: سمعت ببغداد من أبي علي بن شاذان مع سليمان الحافظ.
أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله. أبو المكارم بن السكري، الكاتب، البغدادي.
سمع: الحسن بن المقتدر بالله.
88

روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وغيره، والسلفي.
إسماعيل بن عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر بن أحمد. أبو عبد الله ابن الشيخ أبي الحسين الفارسي، ثم النيسابوري.
زوج بنت القشيري.
سمع في صباه من: أبي حسان محمد بن أحمد المزكي، وأبا سعد عبد الرحمن بن حمدان النصروي، وأحمد بن محمد بن الحارث النحوي، ومحمد ابن عبد العزيز النيلي.
ورحل سنة ثلاث وخمسين، وبقي يطوف عشر سنين في خوزستان وفارس. وكتب قريبا من ألف جزء بخطه.
وسمع ببغداد: عبد الصمد بن المأمون، وقبله أبا محمد الجوهري، وجماعة.
روى عنه: عبد الله بن الفراوي، وعبد الخالق بن الشحامي، وأبو شجاع عمر البسطامي، وأم سلمة، والحافظ عبد الغافر، وعمر بن الصفار، وأبو بكر التفتازاني، وطائفة سواهم.)
وتوفي في ذي القعدة.
وكان مولده في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
قال السمعاني: كان فاضلا، عالما، لم يفتر من السماع والتحصيل.
89

4 (حرف الحاء))
الحسين بن علي. أبو عبد الله بن الحبال، الحنبلي، المقرئ.
سمع: أبا محمد الخلال، والغساني.
مات في ذي القعدة.
حمزة بن محمد بن علي. أبو يعلى، أخو طراد الزينبي، الهاشمي.
توفي في رجب، في سادس عشره.
قال السلفي: كان أبو يعلى جليل القدر. ولد سنة سبع وأربعمائة. وروى لنا عن أبي العلاء الواسطي، وأبي محمد الخلال. وذكر لي أنه قرأ الفصيح على علي بن عيسى الربعي.
قلت: وكذا ورخ ابن السمعاني مولده، ولو أن حمزة سمع في صغره مثل أخيه طراد، لسمع من أبي الحسين بن بشران، وهلال الحفار، ولصار مسند الدنيا في عصره، وأنا أتعجب كيف لم يسمعوه.
قال السلفي: قال لي أبو يعلى: قد سمعت على القاضي أبا الحسين التوزي، وأبي الحسن بن فشش المالكي. وتمول الوزير ابن أبي الريان على حملي إلى أبي الحسن بن الحمامي المقرئ، فلم يتفق ذلك، ولا سمعت منه.
قلت: عاش سبعا وتسعين سنة.
90

4 (حرف العين))
عبد الغفار بن عبد الملك بن عبد الغفار. أبو منصور البصري الأديب، من شيوخ همذان. ثقة صدوق.
له رحلة إلى بغداد.
سمع من: أبي الحسين ابن النقور، وطبقته.)
توفي في رجب.
وقد روى اليسير.
عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر. أبو القاسم الكلابي، الدمشقي، الوراق، المعروف بالمديد.
سمع: أبا عبد الله بن سلوان، وأبا القاسم بن الفرات، وأبا علي الأهوازي، ورشأ بن نظيف، وأبا الحسين بن أبي نصر، وجماعة.
روى عنه: الصائن هبة الله بن عساكر، وأبو المعالي بن صابر، وغيرهما.
وكان مولده في سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
وأول سماعه بعد الأربعين.
وتوفي في ثامن ذي القعدة. فذكر ابن الأكفاني أنه نزل في بركة حمام حارة فمات.
عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الله بن محمد بن علي. أبو الفرج السيبي، ثم البغدادي.
كان يعرف النحو واللغة، وأدب أولاد الخليفة.
91

سمع: أبا محمد الصريفيني.
توفي في المحرم، وقد جاوز الثمانين، في طريق الحج، ودفن بالمدينة المنورة.
علي بن الحسين بن المبارك. أبو الحسن، ابن أخت المزرفي. إمام مسجد درب السلسلة.
كان إماما فاضلا، حسن الإقراء ختم عليه خلق.
وكان قد قرأ على: أبي بكر الخياط، وأبي علي بن البنا، وغيرهما.
قرأ عليه القرآن سعد الله الدقاق وقال: كان أوحد عصره في حسن الأداء، والقراءة الحسنة، والنغمة الطيبة. وما كان لسانه يفتر عن ذكر الموت.
توفي في ربيع الآخر.
علي بن محمد بن علي إلكيا.
92

أبو الحسن الهراسي، الطبرستاني، الفقيه الشافعي، عماد الدين.
تفقه بنيسابور مدة على إمام الحرمين، وكان مليح الوجه، جهوري الصوت، فصيحا، مطبوع)
الحركات، زكي الأخلاق.
ثم خرج إلى بيهق، فأقام بها مدة، ثم قدم العراق، وولي تدريس النظامية ببغداد إلى أن توفي.
وحظي بالحشمة والجاه والتجمل، وتخرج به الأصحاب.
وروى شيئا يسيرا عن أبي المعالي، وغيره.
روى عنه: سعد الخير الأنصاري، وعبد الله بن محمد بن غلاب الأنباري، وأبو طاهر السلفي.
وكان يستعمل الحديث في مناظراته.
وإلكيا: بالعجمي هو الكبير القدر، المقدم.
توفي أول المحرم.
93

وكان مولده في سنة خمسين. وأربعمائة.
وقد رمي إلكيا، رحمه الله، بأنه يرى في المناظرة رأي الإسماعيلية، وليس كذلك، بل وقع الاشتباه على القائل بأن صاحب الألموت ابن الصباح يلقب بإلكيا أيضا. فافهم ذلك، وأما الهراسي فبريء من ذلك.
94

قرأت على العلامة أبي محمد عبد المؤمن بن خلف الحافظ: أخبركم أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي الحافظ سنة تسع وثلاثين إملاء، أنه قرأ من حفظه على أبي الحسن علي بن المفضل الحافظ قال: ثنا أبو طاهر بن سلفة الحافظ، ثنا أبو الحسن علي بن محمد الطبري إلكيا: أنا إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف: أنا والدي أبو محمد، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا الشافعي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المتبايعان كل واحد منهما على صاحبه بالخيار ما لم يتفرقا، إلا بيع الخيار. متفق عليه.
وممن يشتبه بإلكيا الهراسي معاصره الإمام القاضي: أبو الحسن علي بن محمد بن علي الطبرستاني الآملي. سمع من الحافظ عبد الله بن جعفر الخباز بآمل في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، ومن أبي يعلى الخليلي، وأبي جعفر ابن المسلمة، وابن المأمون.
وله قصيدة رثى بها إمام الحرمين.
95

ذكره ابن الصلاح في الشافعية، ولم يذكر له وفاة. وكأنه مات قبل هذا الأوان، فالله أعلم.)
روى عنه: قاضي آمل ابن أخته أبو جعفر محمد بن الحسين بن أميركا.
4 (حرف الميم))
محمد بن أحمد بن علي ابن الصندلي. أبو بكر المقرئ البابصري.
سمع: أبا محمد الخلال.
وحدث.
روى عنه: سعد الله بن محمد الدقاق.
ومات في صفر.
محمد بن صالح بن حمزة بن محمد. أبو يعلى ابن الهبارية، الهاشمي، العباسي الشريف البغدادي نظام الدين.
أحد الشعراء المشهورين. أكثر شعره في الهجاء والسخف.
96

وكان ملازما لخدمة نظام الملك. وله كتاب نتائج الفطنة في نظم كليلة ودمنة. وديوان شعره في ثلاث مجلدات.
وهو القائل:
* رأيت في النوم عرسي وهي ممسكة
* ذقني، وفي كفها شيء من الأدم
*
* معوج الشكل مسود به نقط
* لكن أسفله في هيئة القدم
*
* حتى تنبهت محمر القذال، فلو
* طال الرقاد على الشيخ الأديب عم
* قال العماد الكاتب: توفي بكرمان سنة أربع وخمسمائة.
97

وهبار جد لأمه.
وقيل: توفي سنة تسع، فسأعيده هناك.
محمد بن أحمد بن محمد بن أبي النضر.
99

أبو بكر البلدي، النسفي، المحدث. منسوب إلى بلد نسف، يعني أنه ليس من قرى نسف.
حدث بالكتب الكبار كالصحيح لعمر بن محمد بن بجير.
سمع من: جعفر بن محمد المستغفري، وأحمد بن علي المايمرغي، وغيرهما.
قال ابن السمعاني: ثنا عنه نحو من عشرين نفسا.)
وقال عمر بن محمد النسفي في كتاب القند إنه توفي في ثالث صفر سنة خمس وخمسمائة، وإنه ولد في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
قال أبو سعد: كان إماما فاضلا، وعمر العمر الطويل حتى روى الكثير.
وسمع: أباه أبا نصر، ومحمد بن يعقوب السلامي، وأبا مسعود أحمد بن محمد البجلي، والحسين بن إبراهيم القنطري.
روى لنا عنه أحمد بن عبد الجبار البلدي، والحسن بن عبد الله المقرئ، ومسعود بن عمر الدلال، وميمون بن محمد الدربي.
محمد بن الحسين.
100

أبو جعفر السمنجاني. إمام مسجد راعوم.
تفقه ببخارى على: أبي سهل الأبيوردي.
وبمرو الروذ على: القاضي حسين.
وأملى ببلخ.
قال السمعاني: ثنا عنه جماعة بما وراء النهر، وخراسان، ومات ببلخ.
محمد بن علي بن محمد. أبو الحسن بن الحديثي، البغدادي، عرف بآبن الشداد.
سمع: أبا طالب بن غيلان.
وعنه: أبو المعمر الأنصاري، والسلفي.
محمد بن عمر بن أبي العصافير. الخزرجي، الجياني.
أبو عبد الله.
كان فقيها مبرزا، تفقه على أبي مروان بن مالك بقرطبة.
ورحل فأخذ عن عبد الحق بن هارون الفقيه. وشوور في الأحكام. وطال عمره، وشاخ.
4 (حرف الياء))
يحيى بن علي بن الفرج.
101

أبو الحسين المصري، الخشاب، المقرئ، الأستاذ.)
قرأ على: أبي العباس بن نفيس، ومصنف العنوان أبي الطاهر إسماعيل بن خلف، ومحمد بن أحمد القزويني، وأبي الحسين الشيرازي، وجماعة.
قرأ عليه الشريف أبو الفتوح الخطيب شيخ أبي الجود، وغيره.
وتوفي في هذه السنة.
فأما: علي بن أحمد. المصيصي، الأبهري، الضرير، صاحب أبي علي الأهوازي، فلم أظفر له بترجمة، وهو أكبر شيخ للشريف الخطيب. تلا عليه بعد عام خمسمائة.
102

4 (وفيات سنة خمس وخمسمائة))
4 (حرف الألف))
أحمد بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن كوشيذ. أبو غالب الإصبهاني.
توفي في غرة جمادى الأولى، وله ثمانون سنة.
من شيوخ الحافظ أبي موسى المديني، سمع منه جميع الكبير للطبراني، عن ابن ريذة.
أحمد بن عمر بن عطية. أبو الحسين الصقلي، المؤدب.
سمع: أبا القاسم السميساطي، وعبد العزيز الكتاني.
وكان يؤدب في مسجد رحبة البصل.
قال الحافظ ابن عساكر: أدركته وأجاز لي، وتوفي في ربيع الآخر، وهو ثقة.
103

سأله ابن صابر عن مولده فقال: سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.
أصبغ بن محمد بن أصبغ. أبو القاسم الأزدي، القرطبي، العلامة، كبير المفتين بقرطبة.
روى الكثير عن: حاتم بن محمد.
وتفقه على أبي جعفر رزق.
وأخذ عن: أبي مروان بن سراج، وأبي علي الغساني.)
وأجاز له أبو عمر بن عبد البر، وأبو عمر بن الحذاء ما رووه.
وكان من جلة العلماء وكبار الفقهاء، بارعا في المذهب، قدوة في الشروط لا يجارى. وأم بجامع قرطبة.
وكان مجودا للقرآن، فاضلا، متصونا، عزيز النفس. سمع الناس منه، وناظروا عليه.
توفي في صفر. وولد في سنة خمس وأربعين.
إبراهيم بن سعد بن إبراهيم. النيسابوري.
شيخ، صالح، دلال.
سمع: أبا حفص بن مسرور، وأبا عثمان الصابوني، وجماعة.
توفي فجأة.
إبراهيم بن محمد. الفقيه أبو إسحاق الجرجاني، الزاهد، نزيل إسفراين.
ذكره عبد الغافر، وأنه توفي سنة خمس تخمينا، وقال: أحد الأولياء والعباد، وأرباب الفنون، المشتغلين بمراعاة الأنفاس مع الله، المعرضين عن الدنيا بنى دويرة بإسفراين.
104

إلى أن قال: وكان من أصحاب الكرامات الظاهرة، رحمه الله.
4 (حرف الباء))
بركات بن الفضل بن محمد. التغلبي، الفارقي.
سمع: أبا الحسين بن المهتدي بالله، وأبا الحسين بن النقور، وابن البطر، وجماعة في كهولته.
مولده بميافارقين سنة سبع وعشرين وأربعمائة.
وتوفي بصور.
قال ابن عساكر: ثنا عبدان بن رزين، ثنا بركات الفارقي في سنة تسع وثمانين وأربعمائة، أنا ابن البطر.
4 (حرف التاء))
تمرتاش بن... كين التركي.)
روى عن: أبي جعفر ابن المسلمة.
ذكره شجاع الذهلي في معجمه.
4 (حرف الحاء))
الحسن بن إسماعيل بن حفص. أبو المعالي المصري.
روى عن: أبي القاسم بن القطاع.
روى عنه: أبو محمد العثماني.
الحسن بن عبد الأعلى. أبو علي الكلاعي، السفاقسي.
105

أخذ ببلده عن أبي الحسن اللخمي.
وسمع بالأندلس من: أبي عبد الله بن سعدن، وأبي علي الغساني.
وسكن سبتة، وأريد على قضاء الجزيرة فآمتنع.
وكان فقيها، متكلما، عارفا بالهندسة والفرائض.
مات كهلا.
الحسن بن عبد الواحد بن أحمد بن الحصين. أبو القاسم الدسكري، ويعرف بابن الفقيه، وكيل الخليفة المستظهر، وناظر المخزن.
ذهب رسولا إلى إصبهان.
وحدث عن: الصريفيني، وابن النقور.
روى عنه: محمد بن عبد الخالق الجوهري، وطائفة.
4 (حرف الخاء))
خلف بن سليمان بن خلف بن محمد بن فتحون. أبو القاسم الأندلسي.
من أهل أوريوله.
روى عن: أبيه، وابن الوليد الباجي، وطاهر بن مفوز.
وكان فقيها، أديبا، شاعرا، مفلقا. ولي قضاء شاطبة، ودانية.)
روى عنه: ابنه محمد، وزياد بن محمد.
وكان يصوم الدهر. وله مصنف في الشروط، رحمه الله.
106

4 (حرف السين))
سعد بن محمد بن المؤمل. أبو نصر النيسابوري.
سمع: أبا حفص بن مسرور.
قال يحيى بن مندة: سمعت منه، وقدم إصبهان مرارا.
مات في ربيع الآخر، وله إحدى وسبعون سنة.
4 (حرف العين))
عبد الله بن علي بن عبد الله بن محمد بن علي ابن الآبنوسي. أبو محمد، أخو أبي الحسن أحمد الفقيه.
كان أحد وكلاء القاضي أبي عبد الله الدامغاني، وغيره من القضاة.
وكان قد اشتغل وحصل، وسمع الحديث من: التنوخي، والجوهري، وأبي طالب العشاري.
وسمع التاريخ من الخطيب.
روى عنه: محمد بن محمد السنجي، وعبد الله الحلواني بمرو، وجماعة ببغداد، والسلفي.
قال أبو بكر السمعاني: سمعت أبا محمد الآبنوسي يقول: كنت لا أسمع مدة من التنوخي لما أسمع من مليه إلى الاعتزال، ثم سمعت منه حتى صرت عنده أعز من كل أحد، وكان يسميني يحيى بن معين.
ولد سنة ثمان وعشرين.
وتوفي في يوم الثلاثاء سادس عشر جمادى الأولى.
107

عبد الملك بن محمد بن حسين. البزوغاني، الحربي، أبو محمد.
روى عن: أبي الحسن القزويني.
روى عنه: محمد بن محمد السنجي، وأبو المعمر، وغيرهما، وعبد الحق.
مات في المحرم.)
عبد الواحد بن أحمد بن عمر بن السمرقندي. أبو طاهر، أخو عبد الله، وإسماعيل.
سمع: أبا محمد الصريفيني، وابن النقور.
ومات في صفر، ولم يرو.
علي بن محمد بن علي بن محمد بن يوسف بن يعقوب. أبو الحسن بن أبي طاهر ابن العلاف البغدادي.
من بيت الحديث والقراءة.
108

وكان أحد حجاب الخليفة.
عمر حتى رحل إليه الناس، وكان ذا طريقة جميلة وخصال حميدة. وهو آخر من روى عن الحمامي. وسمع عبد الملك بن بشران أيضا.
روى عنه: ابنه أبو طاهر محمد، ومحمد بن محمد السنجي، والسلفي، وخطيب الموصل، وأبو بكر بن النقور، وخلق كثير.
وآخر من حدث عنه أبو السعادات القزاز.
وقال أبو بكر السمعاني بعد أن ذكر من لحق من أصحاب ابن بشران فسمى ابن العلاف، وقال: هو أجل أصحابه عندي. سمعته يقول: ولدت في المحرم سنة ست وأربعمائة، وسمعت من أبي الحسين بن بشران.
وقال: وعظ والدي الناس سبعين سنة.
توفي في الثالث والعشرين من المحرم سنة خمس. وكمل تسعا وتسعين سنة.
4 (حرف الميم))
المبارك بن سعيد. أبو الحسن الأسدي، البغدادجي، التاجر، ويعرف بابن الخشاب.
سمع: القضاعي، وأبا بكر الخطيب.
ودخل الأندلس تاجرا، فحدث بتاريخ بغداد.
سمع منه: أبو علي الغساني، والكبار.
وسمع هو من أبي مروان بن سراج.)
قال ابن يشكوال: كان من أهل الثقة والثروة. رجع إلى بغداد.
وقال ابن السمعاني: كان أحد الشهود المعدلين.
مات في ذي القعدة.
109

المبارك بن فاخر بن محمد بن يعقوب. الأستاذ، إمام النحو، أبو الكرم ابن الدقاق.
ولد سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، ولازم ابن برهان الأسدي.
وروى عن: الجوهري، وابن المسلمة، والقاضي أبي يعلى، وغيره.
أخذ عنه: ابن ناصر، والسلفي، وابن السجزي.
وصنف، وتصدر، وبرع.
توفي في ذي القعدة.
حط عليه ابن ناصر وكذبه.
110

محمد بن أحمد بن أبي النضر بن موسى بن سعيد بن منذر بن صاحب. البلدي، أبو بكر النسفي.
محدث ما وراء النهر.
قد ذكرناه في السنة الماضية، والأصح وفاته في هذه، فينقل إلى هنا.
محمد بن حيدرة بن مفوز بن أحمد بن مفوز. أبو بكر المعافري، الشاطبي.
روى عن: عمه طاهر، وأبي علي الغساني وأكثر عنهما.
وأخذ أيضا عن: أبي مروان بن سراج، ومحمد بن فرج الطلاع.
وأجاز له أبو عمر بن الحذاء، وأبو الوليد الباجي.
وكان حافظا للحديث وعلله، عارفا برجاله، متقنا، ضابطا، عارفا، بالأدب، والشعر، والمعاني، كامل العناية بذلك.
أسمع الناس بقرطبة، وخلف أبا علي شيخه في مجلسه، وأقرأ على ابن حزم في جزء، وتصدر وعلم إلى أن توفي سنة خمس وخمسمائة.
وكان مولده سنة ثلاث وستين، رحمه الله.)
محمد بن عبد الرحمن بن سعيد. أبو عبد الله بن المحتسب القرطبي، المقرئ.
أخذ عن: أبي محمد بن أبي شعيب، وأبي مروان بن سراج. وكان نحويا، لغويا، علامة.
111

أخذ الناس عنه.
محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم. أبو سعد الإصبهاني المديني، يعرف بسر فرتج الثاني.
كان من أجلاء الكتبة.
روى عن: أبي نعيم الحافظ.
وحدث عنه جماعة، منهم أبو موسى المديني، وهو من كبار شيوخه.
توفي في آخر يوم من السنة.
وقد حدث ببغداد.
وروى عنه: أبو الفتح بن البطي، والسلفي.
وقد خدم بالشام.
محمد بن علي بن محمد. شيخ الحنابلة، أبو الفتح الحلواني، الزاهد.
توفي يوم الأضحى، وشيعه خلائق.
صحب القاضي أبا يعلى قليلا، ثم برع على الشريف أبي جعفر.
وأفتى، ودرس، وتعبد، وتأله.
112

محمد بن عيسى بن حسن. القاضي أبو عبد اله التميمي، الفقيه، المالكي، السبتي.
أخذ عن: أبي محمد المسيلي، ولزمه مدة.
وتفقه أيضا على أبي عبد الله بن العجوز.
وسمع بالمرية صحيح البخاري على ابن المرابط.
ورحل إلى قرطبة، فأخذ عن: عبد الملك بن سراج، وأبي علي الغساني، ومحمد بن فرج.
وكتان حسن السمت، وافر العقل، مليح الملبس.)
تفقه به أهل سبتة، وكان يسمى: الفقيه العامل.
تفقه عليه: أبو محمد بن شبونة، والقاضي عياض، وأبو بكر بن صلاح.
ورحل إليه الناس من النواحي، وبعد صيته، وآشتهر اسمه، ونجب من أصحابه خلق.
وكان خيرا، رقيق القلب، سريع الدمعة، مؤثرا للطلبة.
بنى جامع سبتة، وعزل نفسه من القضاء بأخرة. ثم ولوه قضاء الجماعة بفاس، فلم تعجبة الغربة، فرجع، وتوفي بسبتة في جمادى الآخرة.
قاله تلميذه أبو عبد الله محمد بن حمادة الفقيه، وبالغ في تعظيمه حتى قال: كان إمام المغرب في وقته. ولم يكن في قطر من الأقطار منذ يحيى بن يحيى الأندلسي من حمل الناس عنه أكثر منه، ولا أكثر نجابة من أصحابه.
وقال عياض: مولده سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
113

محمد بن محمد بن محمد بن أحمد. الإمام زين الدين أبو حامد الغزالي، الطوسي، الفقيه الشافعي، حجة الإسلام.
قرأ قطعة من الفقه بطوس على أحمد الراذكاني، ثم قدم نيسابور في طائفة من طلبة الفقه، فجد وآجتهد، ولزم إمام الحرمين أبا المعالي حتى تخرج
115

عن مدة قريبة، وصار أنظر أهل زمانه، وواحد أقرانه، وأعاد للطلبة، وأخذ في التصنيف والتعليق.
وكان الإمام أبو المعالي مع علو درجته وفرط ذكائه، لا يطيب له تصديه للتصنيف، وإن كان في الظاهر مبتهجا به.
ثم إن أبا حامد خرج إلى المعسكر، فأقبل عليه نظام الملك، وناظر الأقران بحضرته، فظهر اسمه، وشاع أمره، فولاه النظام تدريس مدرسته ببغداد، ورسم له بالمصير إليها، فقدمها، وأعجب الكل مناظرته. وما لقي الرجل مثل نفسه. ثم أقبل على علم الأصول، وصنف فيها وفي المذهب والخلاف، وعظمت حشمته ببغداد، حتى كانت تغلب حشمة الأمراء والأكابر، فآنقلب الأمر من وجه آخر، وظهر عليه بعد مطالعة العلوم الدقيقة، وممارسة التصانيف طريق التزهد والتأله فترك الحشمة، وطرح الرتبة، وتزود للمعاد، وقصد بيت الله، وحج، ورجع على طريق الشام، وزار القدس، وأقام بدمشق مدة سنين، وصنف بها إحياء علوم الدين وكتاب الأربعين، والقسطاس، ومحك النظر، وغير ذلك.)
وأخذ في مجاهدة النفس، وتغيير الأخلاق، وتهذيب الباطن، وآنقلب شيطان الرعونة، وطلب الرئاسة والتخلق بالأخلاق الذميمة، إلى سكون النفس، وكرم الأخلاق، والفراغ عن الرسوم، وتزيا بزي الصالحين.
ثم عاد إلى وطنه، لازما بيته، مشتغلا بالتفكير، ملازما للوقت، فبقي على ذلك مدة. وظهرت له التصانيف. ولم يبد في أيامه مناقضة لما كان فيه، ولا آعتراض لأحد على مآثره، حتى انتهت نوبة الوزارة إلى فخر الملك، وقد سمع وتحقق بمكان أبي حامد وكمال فضله، فحضره وسمع كلامه، فطلب منه أن لا تبقى أنفاسه وفوائده عقيمة، لا آستفادة منها ولا آقتباس من أنوارها، وألح عليه كل الإلحاح، وتشدد في الاقتراح إلى أن أجاب إلى الخروج، وقدم نيسابور. وكان الليث غائبا عن عرينه، والأمر خافيا في مستور قضاء الله ومكنونه. ورسم
116

له بأن يدرس بالمدرسة النظامية، فلم يجد بدا من ذلك.
قال هذا كله وأكثر منه عبد الغافر بن إسماعيل في تاريخه. ثم قال: ولقد زرته مرارا، وما كنت أحدس في نفسي مع ما عهدته في سالف الزمان عليه من الزعارة، وإيحاش الناس، والنظر إليهم بعين الازدراء، والاستخفاف بهم كبرا وخيلاء وآعترارا بما رزق من البسطة في النطق، والخاطر، والعبارة، وطلب الجاه، والعلو في
المنزلة أنه صار على الضد، وتصفى من تلك الكدورات. وكنت أظن أنه متلفع بجلباب التكلف، متنمس بما صار إليه، فتحققت بعد السبر والتنقير أن الأمر على خلاف المظنون، وأن الرجل أفاق بعد الجنون.
وحكى لنا في ليال كيفية أحواله، من آبتداء ما ظهر له بطريق التأله، وغلبة الحال عليه، بعد تبحره في العلوم، وآستطالته على الكل بكلامه، والاستعداد الذي خصه الله به في تحصيل أنواع العلوم، وتمكنه من البحث والنظر، حتى تبرم بالاشتغال بالعلوم العرية عن المعاملة، وتفكر في العاقبة، وما ينفع في الآخرة فآبتدأ بصحبة أبي علي الفارمذي، فأخذ منه استفتاح الطريقة، وآمتثل ما كان يشير بع عليه من القيام بوظائف العبادات، والإمعان في النوافل، وآستدامة الأذكار والاجتهاد والجد، طلبا للنجاة، إلى أن جاز تلك العقاب، وتكلف تلك المشاق، وما حصل على ما كان يرومه.
ثم حكى أنه راجع العلوم، وخاض في الفنون، وعاود الجد في العلوم الدقيقة، وآلتقى بأربابها، حتى تفتحت له أبوابها، وبقي مدة في الوقائع، وتكافؤ الآداب، وأطراف المسائل.)
ثم حكى أنه فتح عليه باب من الخوف، بحيث شغله عن كل شيء،
117

وحمله على الإعراض عما سواه، حتى سهل ذلك عليه. وهكذا إلى أن آرتاض كل الرياضة، وظهرت له الحقائق، وصار ما كنا نظن به ناموسا وتخلقا، طبعا وتحققا. وأن ذلك أثر السعادة المقدرة له من الله تعالى.
ثم سألناه عن كيفية رغبته في الخروج من بيته، والرجوع إلى ما دعي إليه من أمر نيسابور.
فقال معتذرا: ما كنت أجوز في ديني أن أقف عن الدعوة، ومنفعة الطالبين، وقد خف علي أن أبوح بالحق، وأنطق به، وأدعو إليه. وكان صادقا في ذلك.
فلما خف أمر الوزير، وعلم أن وقوفه على ما كان فيه ظهور وحشة وخيال طلب جاه وحشمة، ترك ذلك قبل أن يترك، وعاد إلى بيته، وآتخذ في جواره مدرسة لطلبة العلم، وخانقاه للصوفية، ووزع أوقاته على وظائف الحاضرين، من ختم القرآن، ومجالسته أصحاب القلوب، والقعود للتدريس لطالبه، إلى أن توفاه الله بعد مقاساة أنواع من القصد، والمناوأة من الخصوم، والساعين به إلى الملوك، وكفاية الله إياه، وحفظه وصيانته عن أن تنوشه أيدي النكبات، أو ينتهك ستر دينه بشيء من الزلات.
وكانت خاتمة أمره إقباله على طلب حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومجالسة أهله، ومطالعة الصحيحين. ولو عاش لسبق الكل في ذلك الفن بيسير من الأيام. ولم يتفق له أن يروي، ولم يعقب إلا البنات.
وكان له من الأسباب إرثا وكسبا ما يقوم بكفايته، وقد عرضت عليه أموال فما قبلها.
ومما كان يعترض به عليه، وقوع خلل من جهة النحو يقع في أثناء كلامه، وروجع فيه، فأنصف من نفسه، وآعترف بأنه ما مارسه، وآكتفى بما كان يحتاج إليه في كلامه، مع أنه كان يؤلف الخطب، ويشرح الكتب بالعبارة التي يعجز الأدباء والفقهاء عن أمثالها.
118

ومما نقم عليه أيضا ما ذكر من الألفاظ المستبشعة بالفارسية في كتاب كيمياء السعادة والعلوم، وشرح بعض الصور والمسائل، بحيث لا يوافق مراسم الشرع، وظواهر ما عليه قواعد الإسلام.
وكان الأولى به، والحق أحق ما يقال، ترك ذلك التصنيف، والإعراض عن الشرح له، فإن العوام ربما لا يحكمون أصول القواعد بالبراهين والحجج، فإذا سمعوا أشياء من ذلك تخيلوا منه ما هو المضر بعقائدهم، وينسبون ذلك إلى بيان مذهب الأوائل على أن المنصف اللبيب إذا)
رجع إلى نفسه، علم أن أكثر ما ذكره مما رمز إليه إشارات الشرع، وإن لم يبح به. ويوجد أمثاله في كلام مشايخ الطريقة مرموزة، ومصرحا بها، متفرقة. وليس لفظ منه إلا وكما يشعر أحد وجوهه بكلام موهوم، فإنه يشعر بسائر وجوهه بما يوافق عقائد أهل الملة، فلا يجب إذا حمله إلا على ما يوافق، ولا ينبغي أن يتعلق به في الرد عليه متعلق، إذا أمكنه أن يبين له وجها. وكان الأولى به أن يترك الإفصاح بذلك كما تقدم.
وقد سمعت أنه سمع من سنن أبي داود، عن القاضي أبي الفتح الحاكمي الطوسي.
وسمع من أبي عبد الله محمد بن أحمد الخواري، مع آبنيه الشيخين: عبد الجبار، وعبد الحميد، كتاب المولد لابن أبي عاصم، عن أبي بكر أحمد بن محمود بن الحارث، عن أبي الشيخ، عنه.
قلت: ما نقم عبد الغافر على أبي حامد من تلك الألفاظ التي في كيمياء السعادة فلأبي حامد أمثاله في بعض تواليفه، حتى قال فيه، أظنه تلميذه ابن العربي: بلغ شيخنا أبو حامد الفلاسفة، وأراد أن يتقيأهم فما آستطاع. رأيت غير واحد من الأئمة يقولون، إنه رد على الفلاسفة في مواضع، ووافقهم عليها في بعض تواليفه، ووقع في شكوك، نسأل الله السلامة واليقين، ولكنه مثال حسن القصد.
119

وللإمام أبي عبد الله محمد بن علي المازري الصقلي كلام على الإحياء يدل على تبحره وتحقيقه، يقول فيه: وبعد فقد تكررت مكاتبتكم في استعلام مذهبنا في الكتاب المترجم بإحياء علوم الدين، وذكرتم أن آراء الناس فيه اختلفت، فطائفة انتصرت وتعصبت لإشهاره، وطائفة منه حذرت وعنه نفرت، وطائفة لعيبه أظهرت، وكتبه حرقت، ولم تنفردوا أهل المغرب باستعلام ما عندي، بل كاتبني أهل المشرق مثل ذلك، فوجب عندي إبانة الحق. ولم نتقدم إلى قراءة هذا الكتاب سوى نبذ منه. فإن نفس الله العمر، مددت في هذا الكتاب للأنفاس، وأزلت عن القلوب الالتباس. وآعلموا أن هذا الرجل، وإن لم أكن قرأت كتابه، فقد رأيت تلامذته وأصحابه، فكل منهم
يحكي لي نوعا من حاله وطريقته، استلوح منها من مذاهبه وسيرته، ما قام لي مقام العيان، فأنا اقتصر في هذا الإملاء على ذكر حال الرجل، وحال كتابه، وذكر جمل من مذاهب الموحدين، والفلاسفة، والمتصوفة وأصحاب الإشارات. فإن كتابه متردد بين هذه الطرائق الثلاث، لا تعدوها، ثم أتبع ذلك بذكر حيل أهيل مذهب على أهل مذهب آخر، ثم أبين عن طرق الغرور، وأكشف عما فيه من خيال الباطل، ليحذر من الوقوع في حبائل صائده.)
ثم أثنى المازري على أبي حامد في الفقه، وقال: هو بالفقه أعرف منه بأصوله، وأما علم الكلام الذي هو أصول الدين، فإنه صنف فيه أيضا، وليس بالمستبحر فيها، ولقد فطنت لسبب عدم استبحاره، وذلك لأنه قرأ علوم الفلسفة قبل إستبحاره في فن الأصول، فأكسبته قراءة الفلسفة جرأة على المعاني، وتسهلا للهجوم على الحقائق، لأن الفلاسفة تمر مع خواطرها، وليس لها حكم شرع يزعها، ولا يخاف من مخالفة أئمة تتعبها. وعرفني بعض أصحابه أنه كان له عكوف على رسائل إخوان الصفاء، وهي إحدى وخمسون رسالة،
120

ومصنفها فيلسوف قد خاض في علم الشرع والنقل، فخرج ما بين العلمين، وذكر الفلسفة، وحسنها في قلوب أهل الشرع بآيات يتلو عندها، وأحاديث يذكرها.
ثم كان في هذا الزمان المتأخر رجل من الفلاسفة يعرف بابن سينا، ملأ الدنيا تواليف في علوم الفلسفة، وهو فيها إمام كبير، وقد أداه قوته في الفلسفة إلى أن حاول رد أصول العقائد إلى علم الفلسفة، وتلطف جهده حتى تم له ما لم يتم لغيره. وقد رأيت جملا من دواوينه، ووجدت هذا الغزالي يعول عليه في أكثر ما يشير إليه من علوم الفلسفة.
إلى أن قال: وأما مذاهب الصوفية، فلست أدري على من عول فيها، ولكني رأيت فيما علق عنه بعض أصحابه، أنه ذكر كتب ابن سينا وما فيها، وذكر بعد ذلك كتب أبي حيان التوحيدي، وعندي أنه عليه عول في مذاهب الصوفية. وقد أعلمت أن أبا حيان ألف ديوانا عظيما في هذا الفن، ولم ينقل إلينا شيء منه.
ثم ذكر المازري توهنه أكثر ما في الإحياء من الأحاديث. وقال: عادة المتورعين أن لا يقولوا: قال مالك، قال الشافعي. فيما لم يثبت عندهم. وفي كتابه مذاهب وآراء في العمليات هي خارجة عن مذاهب الأئمة. واستحسانات عليها طلاوة، لا تستأهل أن يفتى بها. وإذا تأملت الكتاب وجدت فيه من الأحاديث والفتوى ما قلته، فيستحسن أشياء مبناها على ما لا حقيقة له، مثل قص الأظفار أن تبدأ بالسبابة، لأن لها الفضل على بقية الأصابع، لأنها
121

المسبحة، ثم نقص ما يليها من الوسطى، لأنها ناحية اليمين، ونختم بإبهام اليمنى. وذكر في ذلك أثرا.
وقال: من مات بعد بلوغه ولم يعلم أن الباريء قديم، مات مسلما إجماعا. ومن تساهل في حكاية الإجماع في مثل هذا الذي الأقرب أن يكون فيه الإجماع يعكس ما قال، الحقيق أن لا يوثق بما فعل.)
وقد رأيت له في الجزء الأول أنه ذكر أن في علومه هذه ما لا يسوغ أن تودع في كتاب. فليت شعري، أحق هو أو باطل فإن كان باطلا فصدق، وإن كان حقا، وهو مراده بلا شك، فلم لا يودع في الكتب، ألغموضه ودقته فإن كان هو فهمه، فما المانع لأن يفهمه غيره.
قال الطرطوشي محمد بن الوليد في رسالة لابن المظفر: فأما ما ذكرت من أمر الغزالي، فرأيت الرجل وكلمته، ورأيته جليلا من أهل العلم، قد نهضت به فضائله، واجتمع فيه العقل والفهم، وممارسة العلوم طول عمره. وكان على ذلك معظم زمانه، ثم بدا له عن طريق العالم، ودخل في غمار العمال، ثم تصوف، فهجر العلوم وأهلها، ودخل في علوم الخواطر، وأرباب العقول، ووساوس الشيطان، ثم شابها بآراء الفلاسفة، ورموز الحلاج، وجعل يطعن على الفقهاء والمتكلمين. ولقد كاد أن ينسلخ من الدين. فلما عمل الإحياء عمد يتكلم في علوم الأحوال ومرامز الصوفية، وكان غير أنيس بها، ولا خبير بمعرفتها، فسقط على أم رأسه وشحن كتابه بالموضوعات.
122

وقال أبو عمرو بن الصلاح: فصل لبيان أشياء مهمة أنكرت على الغزالي في مصنفاته، ولم يرتضها أهل مذهبه وغيرهم من الشذوذ في تصرفاته، منها قوله في المنطق: هو مقدمة العلوم كلها، ومن لا يحيط به، فلا ثقة له بمعلومه أصلا، وهذا مردود، فكل صحيح الذهن منطقي بالطبع، وكيف غفل الشيخ أبو حامد حال مشايخه من الأئمة، وما رفعوا بالمنطق رأسا.
123

قال ابن الصلاح: وأما كتاب المضنون به على غير أهله، فمعاذ الله أن يكون له. شاهدت على نسخة بخط القاضي كمال الدين محمد بن عبد الله ابن الشهرزوري أنه موضوع على الغزالي، وأنه مخترع من كتاب مقاصد الفلاسفة، وقد نقضه بكتاب التهافت.
وقال أبو بكر الطرطوشي: شحن الغزالي كتابه الإحياء بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا أعلم كتابا على بسطة الأرض أكثر كذبا على رسول الله منه. ثم شبكه بمذاهب الفلاسفة، ومعاني رسائل إخوان الصفاء وهم قوم يرون النبوة إكتسابا. فليس نبي في زعمهم أكثر من شخص فاضل، تخلق بمحاسن الأخلاق، وجانب سفاسفها، وساس نفسه، حتى ملك قيادها، فلا تغلبه شهواته، ولا يقهره سوء أخلاقه، ثم ساس الخلق بتلك الأخلاق. وزعموا أن المعجزات حيل ومخاريق.
124

وقال الحافظ أبو القاسم بن عساكر في ترجمته: ثم حج، ودخل الشام، وأقام بها نحوا من عشر)
سنين، وصنف، وأخذ نفسه بالمجاهدة، وكان مقامه بدمشق في المنارة الغربية من الجامع.
وقد سمع صحيح البخاري من أبي سهل محمد بن عبيد الله الحفصي.
وقدم دمشق في سنة تسع وثمانين.
قلت: وجالس بها الفقيه نصر المقدسي.
وقال القاضي شمس الدين بن خلكان إنه لزم إمام الحرمين، فلما توفي خرج إلى نظام الملك، فبالغ في إكرامه، وولاه نظامية بغداد، فسا إليها في سنة أربع وثمانين، وأقبل عليه أهل العراق، وآرتفع شأنه. ثم ترك ذلك في سنة ثمان وثمانين، وتزهد، وحج، ورجع إلى دمشق، فآشتغل بها مدة بالزاوية الغربية، ثم انتقل إلى بيت المقدس، وجد في العبادة، ثم قصد مصر، وأقام مدة بالإسكندرية، ويقال إنه عزم على المضي إلى الأمير يوسف بن تاشفين سلطان مراكش، فبلغه نعيه.
ثم إنه عاد إلى وطنه بطوس.
وصنف التصانيف: البسيط، والوسيط، والوجيز، والخلاصة في الفقه، وإحياء علوم الدين.
وفي الأصول: المستصفى، والمنخول، واللباب، وبداية الهداية، وكيمياء السعادة، والمأخذ، والتحصين، والمعتقد، وإلجام العوام، والرد على الباطنية، والاقتصاد في اعتقاد الأوائل، وجواهر القرآن، والغاية القصوى، وفضائح الإباحية، وعود الدور.
وله: المنجل في علم الجدل، وكتاب تهافت الفلاسفة، وكتاب محك النظر، ومعيار العلم، والمضنون به على غير أهله.
125

وشرح الأسماء الحسنى، ومشكاة الأنوار، والمنقذ من الضلال، وحقيقة القولين، وغير ذلك من الكتب. وقد تصدر للإملاء.
ولد سنة خمسين وأربعمائة.
وقال عبد الغافر: توفي يوم الاثنين رابع عشر جمادى الآخرة سنة خمس، ودفن بمقبرة الطابران، وهي قصبة بلاد طوس.
وقولهم: الغزالي، والعطاري، والخبازي، نسبة إلى الصنائع بلغة العجم، وإنما ينبغي أن يقال الغزال، والعطار، ونحوه.
وللغزالي أخ واعظ مدرس له القبول التام في التذكير واسمه:)
أبو الفتوح أحمد. درس بالنظامية ببغداد، نيابة عن أخيه لما ترك التدريس، قليلا، وبقي إلى حدود سنة عشرين وخمسمائة.
وقال ابن النجار في تاريخه: الغزالي إمام الفقهاء على الإطلاق، ورباني الأمة بالاتفاق، ومجتهد زمانه، وعين أوانه. برع في المذهب، والأصول، والخلاف، والجدل، والمنطق، وقرأ الحكمة، والفلسفة، وفهم كلامهم، وتصدى للرد عليهم. وكان شديد الذكاء، قوي الإدراك ذا فطنة ثاقبة، وغوص على المعاني، حتى قيل إنه ألف كتابه المنخول، فلما رآه أبو المعالي قال: دفنتني وأنا حي، فهلا صبرت حتى أموت، لأن كتابك غطى على كتابي.
ثم روى ابن النجار بسنده، أن والد الغزالي كان رجلا من أرباب المهن يغزل الصوف، ويبيعه في دكانه بطوس، فلما احتضر أوصى بولديه محمد وأحمد إلى صديق له صوفي صالح، فعلمهما الخط، وفني ما خلف لهما أبوهما، وتعذر عليهما القوت، فقال: أرى لكما أن تلجأ إلى المدرسة كأنكما طالبين للفقه، عسى يحصل لكما مقدار قوتكما. ففعلا ذلك.
126

وقال أبو العباس أحمد الخطيبي: كنت يوما في حلقة الغزالي، رحمه الله، فقال: مات أبي، وخلف لي ولأخي مقدارا يسيرا، ففني، بحيث تعذر القوت علينا، وصرنا إلى مدرسة نطلب الفقه، ليس المراد سوى تحصيل القوت. وكان تعلمنا لذلك لا لله. فأبى أن يكون لله.
وقال أسعد الميهني: سمعت الغزالي يقول: هاجرت إلى أبي نصر الإسماعيلي بجرجان، فأقمت إلى أن أخذت عنه التعليقة.
قال ابن النجار: وقرأت على أبي القاسم الأسدي العابد بالثغر، عن أبي محمد عبد الله بن علي الأشيري قال: سمعت أبا محمد عبد المؤمن بن علي القيسي، سمعت أبا عبد الله محمد عبد الله بن تومرت السوسي يقول: أبو حامد الغزالي قرع الباب وفتح لنا.
قال ابن النجار: بلغني أن أبا المعالي الجويني كان يصف تلامذته يقول الغزالي بحر مغرق، إلكيا أسد مخرق، والخوافي نار تحرق.
وقال أبو محمد العثماني، وغيره: سمعنا محمد بن يحيى بن عبد المنعم العبدري المؤدب يقول: رأيت بالإسكندرية سنة خمسمائة كأن الشمس طلعت من مغربها، فعبره لي عابر ببدعة تحدث فيهم، فبعد أيام وصل الخبر بإحراق كتب الغزالي بالمرية.)
وقال أبو عامر العبدري الحافظ: سمعت أبا نصر أحمد بن محمد بن عبد
127

القاهر الطوسي يحلف بالله أنه أبصر في نومه كأنه ينظر في كتب الغزالي، فإذا هي كلها تصاوير.
قلت: للغزالي غلط كثير، وتناقض في تواليفه، ودخول في الفلسفة، وشكوك. ومن تأمل كتبه العقلية رأى العجائب. وكان مزجي البضاعة من الآثار، على سعة علومه، وجلالة قدره، وعظمته.
وقد روى عنه أبو بكر بن العربي الإمام صحيح البخاري، بروايته عن الحفصي، فيما حكى ابن الحداد الفاسي، ولم يكن هذا بثقة، فالله أعلم.
128

* أنا صب مستهام
* وهموم لي عظام
*
* طال ليلي دون صحبتي
* سهرت عيني وناموا
*
* بي غليل وعليل
* وغريم وغرام
*
* ففؤادي لحبيبي
* ودمي ليس حرام
*
* ثم عرضي لعذولي
* أمة العشق كرام
* مقاتل بن عطية بن مقاتل. أبو الهيجا البكري، الحجازي.
الأمير شبل الدولة. من أولاد أمراء العرب.
دخل خراسان، وغزنة لوحشة وقعت بينه وبين إخواته، وآختص بالوزير نظام الملك وصاهره، ثم عاد إلى بغداد لما قتل النظام.
وله شعر جيد.
ثم قصد كرمان ليمتدح وزيرها ناصر الدين مكرم بن العلاء، فوفد عليه،
129

فوصله بألفي دينار لما أنشده قصيدته:
* دع العيس تذرع عرض الفلا
* إلى ابن العلاء وإلا فلا
* ثم إنه دخل هراة، وأحب بها امرأة، وقال فيها الأشعار، ثم مرض، وغلبت عليه السوداء، وتوفي في حدود هذه السنة، في ربيع الأول بمرو وله ديوان.
4 (حرف الهاء))
هبة الله بن علي بن الفضل.)
أبو سعد الشيرازي، الأديب.
سمع: أبا طالب محمد بن محمد بن غيلان.
روى عنه: محمد بن أحمد بن علي زفرة المفيد الإصبهاني، وغيره.
وتوفي في صفر عن: أربع وسبعين سنة.
4 (حرف الياء))
يوسف بن عبد العزيز بن عديس. أبو الحجاج الأنصاري، الأندلسي.
مكثر عن: أبي عمر بن عبد البر.
وسمع بطليطلة من جماهر بن عبد الرحمن. وسكنها وتفقه بها.
وكان حافظا، ذكيا، متقنا، مصنفا.
130

روى عنه: أبو عامر بن حبيب الشاطبي.
توفي في نصف شوال.
131

4 (وفيات سنة ست وخمسمائة))
4 (حرف الألف))
أحمد بن الفرج بن عمر. أبو نصر الدينوري، الإبري، والد شهدة.
شيخ، زاهد، ثقة، خير.
سمع: أبا يعلى بن الفراء، وأبا الغنائم بن المأمون، وجماعة.
روى عنه: بنته.
وتوفي في جمادى الأولى من السنة.
أحمد بن أبي عاصم. الصيدلاني، الهروي. أحد المعمرين.
سمع: أبا يعقوب القراب الحافظ.
قال أبو سعد السمعاني: أجاز لي مروياته في سنة ست هذه.
أحمد بن محمد بن عمر بن إبراهيم.)
أبو منصور الكرماني، ثم الإصبهاني، الواعظ، الزاهد، ويعرف بابن إدريس.
132

روى عن: أبي طاهر بن عبد الرحيم.
روى عنه: أبو موسى الحافظ وقال: توفي في تاسع صفر. ودفن عند قبر حممة الدوسي.
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد ابن القارئ. أبو غالب الهمذاني، الخفاف، العدل.
كان شيخا مسنا، معمرا، من أهل الشهادات. وجد سماعه في كتب المحدثين.
روى عن: أبي سعيد بن شبانة، ومنصور بن عبد الرحمن الحنبلي، والحسين بن عمر النهاوندي الصوفي.
روى عنه: السلفي، وشهردار بن شيرويه.
وأظن الحافظ أبا العلاء روى عنه. وآخر من روى عنه أبو الكرم علي بن عبد الكريم.
وقد حدث في سنة ست هذه. ولم يذكر له شيرويه وفاة.
أحمد بن عبد الرحمن بن الحسين. الأستاذ أبو الحسين الكرماني، الزاهد، شيخ الصوفية.
ذكره عبد الغافر الفارسي فقال: أحد أولياء الله، ومن أفراد عصره مجاهدة ومعاملة وخلقا مشاهدة.
ورد نيسابور، وأقام عند أبي القاسم القشيري، وسلك طريق الإرادة ونفذ منها. وكان أبو القاسم يعتني به.
وحصل من العلوم ما يحتاج إليه من الأصول والفروع، وجمع كتب أبي القاسم وسمعها، ثم غلب عليه قوة الحال، فصار مستغرقا في الإرداة.
وكان ظريف اللقاء، مقبول المشاهدة، رخيم الصوت، ولم يزل في صحبة
133

الشيخ أبي القاسم إلى أن توفي، فعاد إلى كرمان، وقد طاب وقته مرة، فخرج من الكتب التي حصلها، ووضعها في الوسط، فأشار عليه أبو القاسم بحفظ ذلك. وقال: احفظها وديعة عندك، ولم يأذن له في بيعها ولا هبتها، فكان يستصحبها، يصونها ولا يطالعها، ويقول: إنها وديعة للإمام عندي. واشتغل بما كان له من الأحوال العالية الصافية، ثم بعدما صار إلى كرمان، بقي شيخ وقته، ووقع له القبول عند الملوك، والوزراء، والأكابر، واستكانوا له، وتبركوا به. وما كان يرغب فيهم ولا)
يأخذ أموالهم، بل كان يجتنبهم، ويختار العزلة والانزواء ببعض القرى.
جاء نعيه إلى نيسابور في سنة أربع وسبعين وأربعمائة، ثم ظهر خلاف ذلك، وعاش إلى سنة ست وخمسمائة، فجاء نعيه في منتصف ربيع الأول.
سمع الكثير، وما روى إلا القليل.
قلت: عاش سبعين أو ثمانين سنة.
أحمد بن علي بن محمد بن عبدوس. أبو حامد بن الحذاء النيسابوري.
ذكره عبد الغافر فقال: شيخ مستور من أقارب الحاكم الحسكاني.
سمع من: صاعد بن محمد. وسمع مسند العشرة من أبي سعد النصروي.
وسمع فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل من النصروي، بسماعه من أبي بكر القطيعي سنة سبع وستين.
أنا عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد: نا أبي وقرئ عليه بدلالة الوالد عليه. واسم أبي سعد عبد الرحمن بن حمدان.
ولد أحمد في سنة ثمان عشرة، وتوفي في شوال.
روى عنه: عمر بن أحمد الصفار، وجماعة من مشيخة عبد الرحيم السمعاني.
134

أحمد بن عبد الواحد بن محمد ابن الدباس. أبو سعد، ويعرف بابن السقلاطوني وبابن الحريري.
حدث عن: أبي محمد الجوهري.
وعنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو طاهر السلفي.
توفي في شعبان.
أحمد بن أبي نصر. البغدادي، الغضاري.
سمع: الحسن بن محمد الخلال.
روى عنه: المبارك بن كامل، وأبو طالب بن خضير.
توفي في ذي الحجة، ودفن بباب حرب، رحمه الله.)
إبراهيم بن حمزة بن ينكي بن محمد بن علي. أبو محمد الخداباذي، البخاري.
حج سنة خمسمائة، فسمع بالبصرة، وسمع بمكة أبا محمد بن بتنة.
روى عنه ابنه حمزة ببخارى.
توفي بالمدينة، ودفن بالبقيع يوم عاشوراء.
135

إدريس بن هارون بن الحسين. أبو محمد البغدادي، الصائغ، المقرئ.
شيخ صالح، روى قليلا عن أبي الحسين بن النقور.
وتوفي في رمضان.
روى عنه: السلفي، وأبو عامر العبدري.
وما زال يسمع إلى أن مات.
إسماعيل بن أحمد بن محمد بن أحمد. أبو الرجاء ابن الشيخ أبي الفتح الحداد الإصبهاني.
روى عن: أبي بكر بن ريذة، وعبد العزيز بن أحمد بن ماذويه، وأبي طاهر بن عبد الرحيم.
روى عنه: المبارك بن المبارك السراج، والمبارك بن أحمد الأنصاري، وأبو طاهر السلفي.
سكن بغداد، ثم سكن مصر، وبها توفي.
إسماعيل بن الحسن بن علي بن حمدون. أبو القاسم السنجبستي الفرائضي، القاضي، مسند وقته.
ولد في حدود سنة عشر وأربعمائة.
وسمع: أبا بكر أحمد بن الحسن الحيري، والصيرفي، وأبا علي الحسن البلخي.
136

وسمع منه الآباء والأبناء، وعمر دهرا طويلا، وكان ذا مروءة وحشمة.
روى عنه: محمد بن محمد السنجي، وأبو شجاع عمر بن محمد البسطامي، ومحمد بن الحسين الواعظ بواسط، وأبو الفتوح الطائي، وجماعة كثيرة.
توفي في شهر صفر بسنجبست.
وثقه عبد الغافر.)
وسنجبست: على مرحلة من نيسابور.
وكان يدخل البلد ويحدث.
4 (حرف الجيم))
جعفر الحنبلي. المعروف بالدرزيجاني، الفقيه.
صاحب القاضي أبى يعلى بن الفراء.
ذكره أبو الحسين بن الفراء في طبقات أصحاب أحمد.
137

وقد لقن خلقا القرآن.
وكان جوادا، مهيبا، ذا سطوة وجلالة. وهو جعفر بن الحسن.
وبالغ في تعظيمه ابن النجار، وأنه كان يختم كل يوم القرآن في ركعة واحدة، وأنه تفقه على أبي يعلى.
4 (حرف الحاء))
حبيبة بنت عبد العزيز بن موسى بن سباع. الأندلسية، زوجة أبي القاسم بن مدبر.
سمعت: أبا عمر بن عبد البر، وأبا العباس العذري.
وكان لها خط مليح ومعرفة، وفيها دين.
وولدت سنة سبع وثلاثين.
الحسين بن الحاكم أحمد بن عبد الرحيم. الإسيماعيلي أبو سعيد.
سمع من: أبي الحسين عبد الغافر، وجماعة.
وتوفي في ذي الحجة.
الحسن بن محمد بن محمود بن سورة. أبو سعيد النيسابوري، سبط شيخ الإسلام أبي عثمان الصابوني.
ذكره عبد الغافر فقال: فاضل، عالم، عهدناه أفضل أهل بيته. سمع من جده ومشايخ عصره، وسمع من الواحدي تفسيره. وعقد مجلس الإملاء.)
138

توفي في شوال في آخر الكهولة.
حمد بن إسماعيل بن حمد بن محمد. أبو الحسن الهمذاني، المعروف بالشيخ الزكي.
كان صدوقا حجاجا.
سمع: ابن غيلان، والخلال، والطناجيري، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وابن المذهب.
روى عنه: عبد الخالق بن يوسف، والسلفي.
وتوفي في نصف ربيع الأول بالمدينة، ودفن بالبقيع.
روى عنه السلفي في البلد الأول من أربعيه.
حمد بن محمد بن أحمد بن منصور. أبو القاسم الإصبهاني، القصاب، والصوفي، الطويل.
حمد بن محمد بن أبي بكر. أبو شكر الإسكاف.
حمد بن طاهر بن أحمد. أبو الفضل الأنماطي، المؤذن.
إصبهاني يروي عن الباطرقاني.
139

روى عنه: أبو موسى المديني.
حيدرة بن أحمد بن حسين. أبو تراب الأنصاري، الدمشقي المقرئ، المعروف بالخروف.
سمع: أبا الحسين بن مكي، وأبا القاسم الحنائي، وأبا بكر الخطيب.
قال ابن عساكر: سمعت منه جزءا من تاريخ بغداد. وكان مكثرا.
وتوفي في ربيع الأول.
قلت: وهو أقدم شيخ لابن عساكر موتا.
4 (حرف الخاء))
خلف بن محمد. الشيخ أبو القاسم بن المريي.)
كان من سكان المرية من الأندلس.
قال ابن الدباغ: رأيته سنة ست وخمسمائة.
سمع من: أبي العباس العذري.
ولقي أبا عمرو عثمان بن سعيد الداني.
وكان عنده أدب.
4 (حرف الصاد))
صاعد بن منصور بن إسماعيل بن صاعد.
140

أبو العلاء النيسابوري، الخطيب، القاضي، المدرس، قاضي القضاة.
كان إمام الحرمين يثني عليه، وكان محبوبا، مقبولا، رضي الأخلاق، خلف أباه في الخطابة، والتدريس، والوعظ، ثم ولي قضاة خوارزم.
وحج، وأقام ببغداد مدة، ثم عاد إلى نيسابور، وعقد مجلس الإملاء.
سمع جده: أبا الحسن، وعمه أبا علي، وأباه القاضي أبا القاسم، وعمر بن مسرور، وأبا عثمان الصابوني، وعبد الغافر الفارسي، والحسن بن محمد الدربندي، وجماعة.
روى عنه: أبو عثمان إسماعيل العصائدي، وأبو شجاع عمر البسطامي، وغيرهما.
توفي في رمضان.
4 (حرف الطاء))
طونة بنت عبد العزيز بن موسى بن طاهر. العالمة، زوجة أبي القاسم بن مدبر.
أخذت عن أبي عمر بن عبد البر، وكتبت تصانيفه.
وكانت حسنة الخط.
عاشت سبعين سنة.
141

4 (حرف العين))
العباس بن أحمد بن محمد. أبو الفضل الحسنوي، النيسابوري، الشقاني، الفقيه، المحدث.
أنفق عمره في طلب الحديث، وأفاد، وكتب، وكان رقيق الحال، فقيرا، قانعا.)
سمع: عبد الرحمن بن حمدان النصروبي، وأحمد بن محمد بن الحارث التميمي الإصبهاني، وأبا حسان محمد بن أحمد بن جعفر، ومحمد بن إبراهيم المزكي، وجماعة كثيرة.
وقل أن يوجد بنيسابور جزء إلا قد سمعه.
روى عنه: محمد بن محمد السنجي، وعمر بن محمد البسطامي، وعبد الرحيم بن الإخوة، وآخرون كثيرون.
وتوفي في ذي الحجة.
وكان من المسندين بنيسابور.
وكان أبوه أبو العباس من الأئمة.
وابنه أبو بكر محمد: يروي عن القشيري. سوف يأتي.
والآخر اسمه أحمد، يأتي أيضا.
عبد الله بن الحسن بن هلال بن الحسن.
142

أبو القاسم الأزدي، الدمشقي.
سمع: أبا علي الأهوازي، وأبا عبد الله بن سعدان، ورشأ بن نظيف، وسحنام، وجماعة سواهم.
وكان يسكن بقرية سقبا، ولم يكن الحديث من شأنه.
روى عنه: الصائن هبة الله، وجماعة.
توفي في سقبا، في ذي القعدة، وبها دفن.
عبد الجبار بن عبيد الله بن أبي سعد محمد بن ظورويه. أبو بكر الإصبهاني، الدلال، الصفار.
ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
وسمع من: أبي نعيم.
روى عنه: أبو موسى المديني، وغيره.
ومات في ربيع الآخر.
عبد الملك بن عبد الله بن أحمد بن رضوان. أبو الحسين المراتبي، من أهل باب المراتب.
كان صالحا، خيرا، رئيسا، كثير الصدقة.)
وكان صاحب ديوان الرسائل لأمير المؤمنين المستظهر بالله.
روى عن: أبي محمد الجوهري.
وعنه: أبو المعمر الأنصاري.
وتوفي في شوال.
143

علي بن عبد الملك بن محمد بن شاذان. أبو الحسن الطوسي، الجوهري، الصوفي، الزاهد، سمع الكثير بنفسه من: أبي حفص بن مسرور، وأبي الحسين عبد الغافر، وأبي سعد الكنجروذي.
ورحل فسمع من: أبي يعلى بن الفراء، وابن المهتدي بالله.
روى عنه: علي بن الحسن المقرئ، ومحمد بن أبي بكر السنجي، وغيرهما.
قال ابن السمعاني: توفي بعد سنة أربع وخمسمائة، وكان مقرئا، صالحا.
قلت: إنما كتبته هنا على سبيل التقريب، لا أنه توفي في هذا العام.
علي بن ناصر بن محمد بن الحسن. أبو الفضل العلوي المحمدي. من ولد محمد بن الحنفية.
وكان نقيب مشهد باب التبن. وكان يسكن الكرخ، وله معرفة بالأنساب.
سمع: أبا محمد الجوهري.
روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو طالب بن خضير، وغيرهما.
وحدث في هذه السنة، ولم تؤرخ وفاته.
4 (حرف الفاء))
الفضل بن أحمد بن محمد بن متوبه. أبو عمرو الكاكوتي. كان يقال لأبيه كاكو.
144

سمع من: عبد الغافر الفارسي، وأبي عثمان الصابوني، وابن مسرور بإفادة والده.
قال أبو سعد السمعاني: أجاز لي، وحدثني عنه جماعة.
وتوفي ليلة عيد الفطر.
وكان مولده في سنة تسع وثلاثين.)
ومن الرواة عنه ولده، وبقي إلى سنة أربع وخمسين.
وروى أبوه أحمد كاكو عن: أبي عبد الله بن نظيف.
الفضل بن محمد بن عبيد بن محمد بن محمد بن مهدي. أبو محمد القشيري، النيسابوري.
شيخ، ثقة، مشهور، من بيت العدالة والصلاح.
كان مبالغا في الاحتياط في الشهادات، ومن أعيان العدول.
كان صوفيا، مليحا، خيرا.
سمع: عبد الرحمن بن حمدان النضرويي، وعبد القاهر أبا منصور البغدادي، وأبا حسان المزكي، وأبا الحسين الفارسي.
وحدث ببغداد لما حج.
روى عنه: أبو الفتح محمد بن عبد السلام الكاتب، وغيره.
ولد سنة عشرين وأربعمائة.
وتوفي في رمضان. وهو آخر عبيد القشيري، سيأتي.
فضل الله بن محمد بن أحمد بن أبي جعفر.
145

أبو محمد بن أبي الفضل الطبسي. من أولاد المحدثين.
سافر الكثير، وسمع، ونسخ.
سمع ببلده: أباه، وأبا عثمان العيار، وأبا بكر البيهقي، وعبيد الله بن محمد بن مندة.
وبنيسابور. وسمع ببغداد من: أبي الفضل بن خيرون.
وبالبصرة من: أبي علي القشيري.
وبإصبهان من: إبراهيم بن محمد القفال.
روى عنه: عبد العزيز بن محمد بن سيما، وجماعة.
وأجاز للجنيد القايني في هذه السنة.
ولم تضبط وفاته.
4 (حرف الميم))
محمد بن أبلي القاسم الفضل بن محمد بن عبد الله.)
أبو بكر الإصبهاني الأعسر، القرابي القصار.
عبد صالح، يقال إنه كان من الأبدال.
روى عن: ابن ريذة.
روى عنه: أبو موسى في معجمه.
وتوفي في ذي الحجة.
محمد بن محمد بن أيوب بن محسن.
146

أبو محمد القطواني، السمرقندي.
وقطوان: على خمسة فراسخ من سمرقند كان إماما في الوعظ، له القبول. التام من الخاص والعام، سمع من جماعة، وحدث.
روى عنه جماعة من أهل سمرقند. وكان مولده في سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
رماه فرسه فآندقت عنقه.
وتوفي من الغد في سادس رجب.
محمد بن محمد بن الحسن بن عيشون. موفق الملك، أبو الفضل المنجم.
كان رأسا في صنعة التنجيم بالعراق، وله شعر رقيق.
روى عنه: أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين.
فمن شعره:
* أنت يا مغرور ميت
* فتأهب للفراق
*
* وذر الحرص على الرز
* ق، فما أنت بباق
*
* فالأماني والمنايا
* تتجارى في سباق
*
* لك بالأخرى اشتغال
* فتهيأ للتلاق
* محمد بن موسى بن عبد الله. القاضي أبو عبد الله التركي، البلاساغوني، الحنفي.
147

سمع ببغداد من شيخه القاضي أبي عبد الله الدامغاني، ومن: أبي الفضل ابن خيرون.
ونزل بدمشق.)
روى عنه: أبو البركات الحضري عبد الحارثي.
وولي قضاء القدس مدة، فشكوه وعزل. ثم ولي قضاء دمشق، وكان قد عزم على نصب إمام حنفي بجامع دمشق، من محبته في مذهبه، وعين إماما، فآمتنع أهل دمشق من الصلاة خلفه، وصلوا بأجمعهم في دار الخيل، وهي القيسارية التي قبل المدرسة الأمينية.
وهو الذي رتب الإقامة في الجامع مثنى مثنى، فبقي إلى أن أزيل في أيام صلاح الدين في سنة سبعين.
قال ابن عساكر: سمعت أبا الحسن بن قبيس الفقيه يذمه، ويذكر أنه كان يقول: لو كان لي أمر لأخذت من الشافعية الجزية.
وكان مبغضا للمالكية أيضا.
توفي في جمادى الآخرة.
محمود بن يوسف بن حسين. أبو القاسم التفليسي، الشافعي.
قدم بغداد، وتفقه بها على الشيخ أبي إسحاق.
148

سمع من: أبي يعلى بن الفراء، وعبد الصمد بن المأمون، وجماعة. ورجع إلى بلاده.
روى عنه: الطيب بن محمد الغضائري.
وتوفي في هذه السنة أو بعدها.
مصعب بن محمد بن أبي الفرات. أبو العرب القرشي العبدري، الصقلي، الشاعر المشهور.
دخل الأندلس عند تغلب الروم على صقلية. وحظي عند المعتمد بن عباد.
وديوانه بأيدي الناس.
روى عن: أبي عمر بن عبد البر.
أخذ عنه: أبو علي بن عريب أدب الكاتب لابن قتيبة، ثم إنه صار في آخر أمره إلى صاحب ميورقة ناصر الدولة، فتوفي هناك.
وله:
* كأن أديم الأرض كفاك إن يسر
* به راكب تقبض عليه الأناملا
*)
149

* فأين يفر المرء عنك بجرمه
* إذا كان في كفيك يطوي المراحلا
* المعمر بن علي بن المعمر بن أبي عمامة. أبو سعد الحنبلي، الواعظ.
بغدادي كبير، درس، وأفتى، وناظر، وحفظ الكثير من النوادر والغرر، وآنفراد بالكلام على لسان الوعظ، وآنتفع الخلق بمجالسه.
وكان يبكي الحاضرين ويضحكهم، وله قبول عظيم. وله من سرعة الجواب، وحدة الخاطر، ما شاع وذاع، ووقع عليه الإجماع.
وكان يؤم المقتدي بالله في التراويح وينادمه.
وسمع من: أبي طالب بن غيلان، والخلال، والأزجي، والحسن بن المقتدر، وجماعة.
روى عنه: ابن ناصر، وأبو المعمر الأنصاري.
ولد في سنة تسع وعشرين وأربعمائة.
وتوفي في ربيع الأول. قاله ابن النجار.
150

4 (حرف النون))
ناجية بنت أبي عبد الله محمد بن أحمد بن الحسن بن جردة.
151

وتعرف بست السعود، الحاجبة.
روت عن: أبي محمد الجوهري.
روى عنها: أبو المعمر الأنصاري.
وتوفيت في شوال، ودفنت بالحربية.
152

4 (وفيات سنة سبع وخمسمائة))
4 (حرف الألف))
أحمد بن أحمد بن هبة الله. أبو الفتح العراقي.
روى عن: الأمير حسن بن المقتدر، والحسن بن محمد الخلال، وأبي القاسم التنوخي.
روى عنه: أبو المعمر الأنصاري.
وتوفي في شوال وله تسع وثمانون سنة.)
وقد سمع ديوان المطرز منه.
وعنه أيضا: المبارك بن خضير، وغيره.
أحمد بن عثمان بن علي بن قرايا. أبو الحسن البغدادي البزاز.
سمع: الحسين بن جعفر السلماسي، صاحب أبي حفص بن شاهين.
روى عنه: المبارك بن كامل، والسلفي.
أحمد بن أبي نصر القصاري. البغدادي.
153

سمع: أبا محمد الخلال.
مات في ذي الحجة.
أحمد بن علي بن بدران بن علي. أبو بكر الحلواني، البغدادي، المعروف بخالوه.
شيخ صالح، دين.
سمع الكثير بنفسه، وكتب، وخرج له الحميدي فوائد عن شيوخه.
سمع: أبا بكر محمد بن علي بن شبانة الدينوري، وأبا الطيب الطبري، وأبا الحسن الماوردي، والجوهري.
روى عنه: أبو القاسم السمرقندي، والسلفي، وأبو طالب بن خضير، وخطيب الموصل أبو الفضل، وخلق آخرهم ابن كليب.
ذكره ابن ناصر فقال: شيخ صالح، ضعيف، لا يحتج بحديثه، ولم يكن له معرفة بالحديث.
ولد في حدود سنة عشرين وأربعمائة.
وتوفي
154

في جمادى الآخرة سنة ست، وأوصى أن يدفن بجنب إبراهيم الحربي.
وقال السلفي: كان ثقة، زاهدا.
وقال ابن النجار: قرأ بالروايات على أبي علي الحسن بن غالب، وعلي بن محمد بن فارس الخياط.
وسمع الكثير وخرج تخريجات. وأثنى عليه الحميدي.)
قرأ عليه أبو الكرم الشهرزوري.
أحمد بن محمد بن عبد الله بن عمروس. الفقيه، أبو العباس المالكي. من أهل محلة النصرية ببغداد.
كان صالحا، خيرا، عارفا بمذهب مالك.
ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وأجاز له أبو علي بن شاذان، وأحمد بن الباداء.
قال شجاع الذهلي: قرأت عليه بهذه الإجازة من نحو ثلاثين سنة.
وقال غيره: كان أبوه إماما مبرزا في مذهب مالك.
وتوفي في ثالث عشر رمضان.
حدث عنه: المبارك بن خضير، ونصر الله بن القزاز.
أحمد بن محمد بن عبد السلام بن قيداس. أبو نصر.
سمع: أبا بكر محمد بن علي الدينوري المقرئ، وأبا بكر بن بشران.
روى عنه: أبو محمد بن الخشاب.
وتوفي في هذه السنة أو بعدها.
155

أحمد بن محمد بن عبد الله. أبو منصور الصيرفي، المراتبي.
روى عن أبي الحسن القزويني يسيرا.
روى عنه: المبارك، وعبد الوهاب الصابوني.
إبراهيم بن عبد الواحد بن أبي ذر محمد بن إبراهيم بن علي. الصالحاني، الإصبهاني.
توفي في جمادى الآخرة. وهو من شيوخ أبي موسى الحافظ.
روى عن ابن ريذة.
إسماعيل بن الحسين بن حمزة. أبو الحسين العلوي، الهروي، العمري، من ولد عمر بن علي بن أبي طالب.
ولد سنة تسع وأربعمائة.)
وسمع: سعيد بن العباس القرشي.
مات في سابع المحرم، وله مائة إلا سنتين.
إسماعيل بن الإمام أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى. شيخ القضاة أبو علي البيهقي، الخسروجردي.
156

حدث عن أبيه، وعن: أبي حفص بن مسرور، وأبي عثمان الصابوني، وعبد الغافر الفارسي.
روى عنه: أبو القاسم بن السمرقندي، وإسماعيل بن أبي سعد الصوفي. وأجاز لأبي سعد السمعاني.
وتوفي في جمادى الآخرة في بيهق. وكان قد سافر عنها نحو ثلاثين سنة، وعاد إليها قبل وفاته بأيام.
وسكن خوارزم مدة، ثم بلخ وكان إماما، مدرسا، فاضلا، عالما.
ولد سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
4 (حرف الحاء))
الحسين بن عقيل بن سنان. الخفاجي، الحلبي، المعدل، الأصولي، الشيعي.
له كتاب المنجي من الضلال في الحرام والحلال، فقه، بلغ عشرين مجلدة، ذكر فيه خلاف الفقهاء، يدل على تبحره.
4 (حرف الخاء))
خيرون بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون الدباس. أخو محمد.
سمع الكثير من: أبي علي بن المذهب، وأبي إسحاق البرمكي، والجوهري.
157

روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وغيره.
وتوفي في المحرم.
4 (حرف الراء))
رابعة بنت محمود بن عبد الواحد. أم الغيث الإصبهانية.)
سمعت: سعيد بن أبي سعيد العيار، وأبا بكر الباطرقاني.
وحدثت ببغداد لما حجت.
روى عنها: عمر بن ظفر.
رضوان ابن سلطان دمشق تتش بن ألب رسلان السلجوقي. ولي سلطنة حلب بعد أبيه إلى أن مات بها في هذه السنة.
وولي بعده ابنه ألب رسلان الأخرس، وله ست عشرة وكان رضوان لما مات أبوه بالري في القتال.
أقيمت السكة والخطبة بدمشق أياما لرضوان، ثم استقر على إمرة حلب ونواحيها. ومنه أخذت الفرنج أنطاكية سنة اثنتين وتسعين.
وقد ذكر من سيرته المذمومة في الحوادث.
158

4 (حرف السين))
سراج بن عبد الملك بن سراج بن عبد الله. الإمام أبو الحسين بن العلامة اللغوي أبي مروان.
وقد مر أبوه بعد الثمانين وأربعمائة.
سمع: أباه، وأبا عبد الله بن عتاب.
وخلف أباه بالأندلس في معرفة الأدب.
وكان من أذكياء العالم.
توفي بقرطبة. قاله ابن الدباغ.
159

4 (حرف الشين))
شجاع بن فارس بن الحسين بن فارس بن الحسين بن غريب بن بشير بن عبد الله بن منخل بن ثور بن مسلمة بن سعنة بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة.
الحافظ أبو غالب الذهلي، السهروردي، ثم البغدادي، الحريمي.
قال ابن السمعاني: نسخ بخطه من التفسير، والحديث، والفقه، ما لم ينسخه أحد من الوراقين.
قال لي عبد الوهاب الأنماطي: دخلت عليه يوما، فقال لي: توبني. فقلت: من أي شيء قال: كتبت شعر ابن الحجاج بخطي سبع مرات.)
سمع: أبا طالب بن غيلان، وعبد العزيز بن علي الأزجي، والأمير أبا محمد بن المقتدر، وأبا محمد الجوهري، وأبا جعفر ابن المسلمة، وأبا بكر الخطيب، وطبقتهم، ومن بعدهم، إلى أن سمع من جماعة من طبقته.
روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبو طاهر السلفي، وعمر بن ظفر، وسلمان بن جزوان، وطائفة من الطلبة.
وملكت بخطه عدة أجزاء.
160

قال عبد الوهاب: قل ما يوجد بلد من بلاد الإسلام إلا وفيه شيء بخط شجاع الذهلي، وكان مفيد وقته ببغداد، ثقة، سديد السيرة. أفنى عمره في الطلب. وكان قد عمل مسودة تاريخ بغداد ذيلا على تاريخ الخطيب، فغسله في مرض موته.
توفي في ثالث جمادى الأولى، وولد في سنة ثلاثين.
4 (حرف العين))
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر بن جحشويه. أبو محمد الطوابيقي، الآجري، الحربي، القصار.
شيخ صالح، سمع: أبا الحسن القزويني، والجوهري.
روى عنه: المبارك بن خضير، ومحمد بن جعفر بن عقيل، وغيرها.
وتوفي في صفر.
عبد الله بن مرزوق بن عبد الله. الهروي، أبو الخير الحافظ، مولى أبي إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري.
كان أصم، غير أنه تعلم ورزق فهم الحديث. وكان حسن السيرة. جميل الأمر، متقنا، متثبتا.
سمع: أبا إسماعيل الأنصاري، وغيره بهراة، وأبا عمرو بن مندة، وغيره بإصبهان، وأبا القاسم بن البسري، وطبقته ببغداد، وأبا الفضل محمد بن أحمد الحافظ بطبس.
161

وجال في الآفاق، ثم سكن إصبهان.
روى عنه: حنبل الفخاري، وأبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضيل.
الإصبهاني، وآخرون.
توفي في جمادى الآخرة.)
وأكبر شيخ له أبو عمر المليحي.
عبد القدر بن محمد. أبو محمد الصدفي، القروي، المعروف بابن الحناط، نزيل المرية.
روى عن: أبي بكر أحمد بن محمد بن يحيى الصقلي، وعبد الرحمن بن محمد الخرقي، وأبي مروان عبد الملك بن زيادة الله الطبي، سمع منه بالقيروان، ومحمد بن الفرج، سمع منه بمصر، وعبد الله بن محمد القرشي، والفقيه عبد الحق الصقلي، وغيرهم.
وكان صالحا، زاهدا، معتنيا بالعلم والرواية.
روى عنه جماعة.
وتوفي في ربيع الأول عن بضع وثمانين سنة.
عبد الوهاب بن أحمد بن عبيد الله بن الصحنائي. أبو غالب البغدادي، المستعملي.
سمع: أبا محمد الخلال، وعلي بن محمد بن قشيش، وأبا طالب بن غيلان، وأبا القاسم الأزجي.
162

روى عنه: عمر بن ظفر، وأبو المعمر الأنصاري، وعبد الحق اليوسفي، وآخرون.
توفي في ذي الحجة.
وكان مولده في سنة عشرين وأربعمائة.
علي بن الحسين المردستي. أبو الفوارس الحاجب.
سمع: أبا محمد الجوهري.
وكان شيعيا من بيت حشمة.
علي بن علي بن عبد السميع بن الحسين. الهاشمي، العباسي، أبو الحارث.
سمع: أبا طالب بن غيلان.
وحدث.
سمع منه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو طاهر السلفي.
علي بن محمد بن علي بن أحمد بن إسماعيل.)
الواعظ، أبو منصور الأنباري.
كان يسكن دار الخلافة.
سمع الكثير، وانتشرت عنه الرواية.
سمع: ابن غيلان، وأبا بكر بن بشران، وأبا إسحاق البرمكي، وجماعة.
وقرأ بالروايات على أبي علي الشرمقاني.
163

وتفقه على القاضي أبي يعلى.
روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وعبد الخالق اليوسفي، وأبو المعمر الأزجي، وجماعة.
توفي في ذي الحجة، وولد سنة خمس وعشرين. وهو من علماء الحنابلة.
عمر بن أحمد بن رزق. أبو بكر بن الفصيح التجيبي، الأندلسي.
من أهل المرية.
روى عن: أبي عمرو الداني المقرئ، وغيره.
قال ابن بشكوال: كان ثقة فيما رواه. أخذ الناس عنه. أخبرني بأمره يحيى بن محمد صاحبنا.
4 (حرف الميم))
مالك بن عبد الله. أبو الوليد العتبي، السهلي، القرطبي، اللغوي.
من أئمة الأدب.
سمع من: محمد بن عتاب، وحاتم بن محمد، وأبي مروان بن حيان المؤرخ، وسراج القاضي.
روى الناس عنه كثيرا.
ومات بقرطبة.
164

محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر. الإمام أبو بكر الشاشي، الفقيه، الشافعي، مؤلف المستظهري، بميافارقين سنة تسع وعشرين وأربعمائة.
وتفقه على الإمام أبي عبد الله محمد بن بيان الكازروني.
165

وتفقه على قاضي ميافارقين أبي منصور الطوسي تلميذ الأستاذ أبي محمد الجويني. ثم رحل)
أبو بكر إلى العراق، ولازم الشيخ أبا إسحاق، وكان معيد درسه. وكان يتردد إلى أبي نصر بن الصباغ، فقرأ عليه الشامل.
وسمع الحديث من الكازروني شيخه، ومن ثابت بن أبي القاسم الخياط.
وبمكة من أبي محمد هياج الحطيني.
وسمع ببغداد من: أبي بكر الخطيب، وجماعة.
روى عنه: أبو المعمر الأزجي، وأبو الحسن علي بن أحمد اليزدي، وأبو بكر بن النقور، وشهدة، والسلفي، وغيرهم.
وتفقه به جماعة.
قال القاضي ابن خلكان: أبو بكر الشاشي، الفارقي، المعروف بالمستظهري، الملقب فخر الإسلام. كان فقيه وقته. ودخل نيسابور صحبة الشيخ أبي إسحاق، وتكلم في مسألة بين يدي إمام الحرمين وتعين في الفقه ببغداد بعد أستاذه أبي إسحاق.
وانتهت إليه رئاسة الطائفة الشافعية، وصنف تصانيف حسنة، من ذلك كتاب حلية العلماء في المذهب ذكر فيه مذهب الشافعي، ثم ضم إلى كل مسألة اختلاف الأئمة فيها، وسماه المستظهري، لأنه صنفه للإمام المستظهر بالله.
وصنف أيضا في الخلاف. وولي تدريس النظامية ببغداد بعد شيخه، وبعد
166

ابن الصباغ، والغزالي. ثم وليها بعد موت إلكيا الهراسي سنة أربع وخمسمائة في المحرم. ودرس بمدرسة تاج الملك وزير ملكشاه.
وتوفي في خامس وعشرين شوال، ودفن مع شيخه أبي إسحاق في قبر واحد.
وقيل: دفن إلى جانبه.
وكان أشعريا، أصوليا.
167

محمد بن إبراهيم بن سعيد بن نعم الخلفاء. أبو عبد الله الرعيني، الأندلسي.
سمع بسرقسطة من أبي الوليد الباجي، ورحل وحج.
وقرأ القراءات على أبي معشر الطبري.
وكان مولده في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.)
وتوفي بأوريوله. وكان ثقة، خيارا.
محمد بن الحسين بن وهبان. أبو المكارم الشيباني.
عن: القاضي الطبري، والجوهري.
سمع لنفسه من ابن غيلان.
محمد بن طاهر بن علي بن أحمد.
168

الحافظ أبو الفضل المقدسي، ويعرف بابن القيسراني، الشيباني.
له الرحلة الواسعة.
سمع ببلده من: نصر المقدسي، وابن ورقاء، وجماعة.
ودخل بغداد سنة سبع وستين، فسمع من: الصريفيني، وابن النقور، وطبقتهما.
وحج، وجاور فسمع من: أبي علي الشافعي، وسعد الزنجاني، وهياج الحطيني.
وصحب الزنجاني، وتخرج به في التصوف، والحديث، والسنة، ورحل بإشارته إلى مصر، فسمع بها من أبي إسحاق الحبال.
وبالإسكندرية من الحسين بن عبد الرحمن الصفراوي.
وبتنيس من علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الحداد، حدثه عن جده، عن أحمد بن عيسى الوشاء، عن عيسى بن زغبة وذلك من أعلى ما وقع له في الرحلة المصرية.
وسمع بدمشق من أبي القاسم بن أبي العلاء الفقيه.
169

وبحلب من الحسن بن مكي الشيرازي.
وبالجزيرة العمرية من أبي أحمد عبد الوهاب بن محمد اليمني، عن أبي عمر بن مهدي.
وبالرحبة من الحسين بن سعدون.
وبصور من القاضي علي بن محمد بن عبد الله الهاشمي.
وبإصبهان من: عبد الوهاب بن مندة، وإبراهيم بن محمد القفال، وطائفة.
وبنيسابور من: الفضل بن المحب، وموسى بن عمران، وأبي بكر بن خلف.
وبهراة من: محمد بن أبي مسعود الفارسي، وكلار، وبيبى، وشيخ الإسلام.
وبجرجان من: إسماعيل بن مسعدة، والمظفر بن حمزة البيع.)
وبآمد من قاسم بن أحمد الخياط الإصبهاني، وهو من كبار شيوخه، سمع سنة أربع وثمانين وثلاثمائة من محمد بن أحمد بن جشنس، صاحب ابن صاعد.
وبأستراباذ من: علي بن عبد الملك الحفصي، حدثه عن هلال الحفار.
وببوشنج من: عبد الرحمن بن محمد بن عفيف كلار.
وبالبصرة من: عبد الملك بن شغبة.
وبالدينور من: أحمد بن عيسى بن عباد الدينوري، عن ابن لآل الهمذاني.
وبالري من: إسماعيل بن علي الخطيب، عن يحيى بن إبراهيم المزكي.
وبسرخس من: محمد بن عبد الملك المظفري، عن أحمد بن محمد بن الفضل الكرابيسي، عن محمد بن حمدويه المروزي.
170

وبشيراز من: علي بن محمد بن علي الشروطي، عن الحسن بن أحمد ابن محمد بن الليث الحافظ إملاء سنة إحدى وأربعمائة، ثنا ابن البختري ببغداد.
وبقزوين من: أبي بكر محمد بن إبراهيم بن علي العجلي الإمام، عن أبي عمر بن مهدي، قدم عليهم.
وبالكوفة من: أبي القاسم الحسين بن محمد، من طريق آبن أبي غرزة.
وبالموصل من: هبة الله بن أحمد المقرئ، عن محمد بن علي بن بحشل، عن محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب.
وبمرو: محمد بن الحسن المهربن دقشابي، عن أحمد بن عبدوس النسوي.
وبمرو الروذ من: الحسن بن محمد الفقيه، عن الحيري.
وبنوقان من: محمد بن سعيد الحاكم، عن السلمي.
وبنهاوند من: عمر بن عبيد الله القاضي، عن عبد الملك بن بشران.
وبهمذان من: عبد الواحد بن علي الصوفي، عن محمد بن علي بن حمدويه الطوسي.
وبالمدينة النبوية من: طراد الزينبي.
وبواسط من صدقة بن محمد المتولي.
وبساوة من: محمد بن أحمد الكامخي.
وبأسداباذ من: أبي الحسن علي بن محمد المحلمي، عن الحيري.)
وبالأنبار من: أبي الحسن علي بن محمد بن محمد الخطيب.
وبإسفراين من: عبد الملك بن أحمد العدل، عن علي بن محمد بن علي السقاء.
وبآمل طبرستان من: الفضل بن أحمد البصري، عن جده، عن أبي أحمد ابن عدي.
171

وبالأهواز من: عمر بن محمد بن حيكان النيسابوري، عن ابن ريذة.
وببسطام من: أبي الفضل محمد بن علي السهلكي، عن الحيري.
وبخسروجرد من: الحسن بن أحمد البيهقي، عن الحيري.
فهذه أربعون مدينة قد سمع فيها الحديث، وسمع في بلدان أخر تركتها.
روى عنه: شيرويه الهمذاني، وأبو جعفر محمد بن الحسن الهمذاني، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، وعبد الوهاب الأنماطي، وابن ناصر، والسلفي، وطائفة كبيرة، آخرهم موتا محمد بن إسماعيل الطرسوسي الإصبهاني.
قال أبو القاسم بن عساكر: سمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يقول: أحفظ من رأيت محمد بن طاهر.
وقال يحيى بن مندة في تاريخه: كان أحد الحفاظ، حسن الإعتقاد، جميل الطريقة، صدوقا، عالما بالصحيح والقيم، كثير التصانيف، لازما للأثر.
وقال السلفي: سمعت ابن طاهر يقول: كتبت صحيح البخاري ومسلم وابن داود سبع مرات بالوراقة، وكتبت سنن ابن ماجة بالوراقة عشر مرات، سوى التفاريق بالري.
وقال ابن السمعاني: سألت أبا الحسن محمد بن أبي طالب عبد الملك الفقيه بالكرج، عن محمد بن طاهر، فقال: ما كان على وجه الأرض له نظير. وعظم أمره، ثم قال: كان داودي المذهب.
قال لي: اخترت مذهب داود.
فقلت: له: ولم قال: كذا اتفق.
فسألته عن أفضل من رأى، فقال: سعد الزنجاني، وعبد الله بن محمد الأنصاري.
وقال أبو مسعود الحاجي: سمعت ابن طاهر يقول: بلت الدم في طلب الحديث مرتين. مرة ببغداد، ومرة بمكة. وذاك أني كنت أمشي حافيا في حر
172

الهواجر، فلحقني ذلك. وما ركبت دابة قط في طلب الحديث. وكنت أحمل كتبي على ظهري، إلى أن استوطنت البلاد. وما سألت في)
حال الطلب أحدا. وكنت أعيش على ما يأتي من غير مسألة.
وقال ابن السمعاني يقول: سمعت بعض المشايخ يقول: كان ابن طاهر يمشي في ليلة واحدة قريبا من سبعة عشر فرسخا. وكان يمشي على الدوام بالليل والنهار عشرين فرسخا.
أخبرنا إسحاق الأسدي، أنا ابن خليل، أنا خليل بن أبي الرجاء الرازاني، نا محمد بن عبد الواحد الدقاق قال: محمد بن طاهر كان صوفيا ملامتيا، سكن الري، ثم همذان. له كتاب صفوة الصوفية. له أدنى معرفة بالحديث في باب شيوخ البخاري ومسلم، وغيرهما. شاهدناه بجرجان، ونيسابور. ذكر لي عنه حديث الإباحة، أسأل الله أن يجنبنا منها، وممن يقول بها من الرجال والنساء، والأخابث الكحلية من جوانية زماننا، وصوفية وقتنا، وأن ينقذنا من المعاصي كلها، وهم قوم ملاعين، لهم رموز ورطانات، وضلالة، وخذلان، وإباحات، إن قولهم عند فعل الحرام المنع شؤم، والسراويل حجاب. وحال
173

المذنبين من شربة الخمور والظلمة، يعني خير منهم.
وقال ابن ناصر: محمد بن طاهر ممن لا يحتج به. صنف كتابا في جواز النظر إلى المرد، أورد فيه حكاية يحيى بن معين أنه قال: رأيت جارية بمصر مليحة صلى الله عليها.
فقيل له: تصلي عليها فقال: صلى الله عليها وعلى كل مليح.
ثم قال ابن ناصر: كان يذهب مذهب الإباحة. يعني في النظر إلى الملاح. وإلا فلو كان يذهب إلى إباحة مطلقة لكان كافرا، والرجل مسلم متبع للأثر، شيء. وإن كان قد خالف في أمور مثل جواز السماع، وقد صنف فيه مصنفا ليته لا صنفه.
وقال ابن السمعاني: سألت عنه إسماعيل الحافظ، فتوقف، ثم أساء الثناء عليه. وسمعت أبا القاسم بن عساكر يقول: جمع ابن طاهر أطراف الصحيحين، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وأخطأ فيه في مواضع خطأ فاحشا. رأيته يخط عند أبي العلاء العطار.
وقال ابن ناصر: محمد بن طاهر كان لحنة وكان يصحف. قرأ وإن جبينه
174

ليتقصد عرقا بالقاف فقلت: بالفاء، فكابرني.
وقال السلفي: كان فاضلا يعرف، ولكنه كان لحنة. حكى لي المؤتمن قال: كنا بهراة عند عبد الله الأنصاري، وكان ابن طاهر يقرأ ويلحن، فكان الشيخ يحرك رأسه ويقول: لا حول ولا قوة)
إلا بالله.
وقال ابن طاهر: ولدت في شوال سنة ثمان وأربعين ببيت المقدس، وأول ما سمعت سنة ستين.
ورحلت إلى بغداد سنة سبع وستين. ثم رجعت إلى بيت المقدس، فأحرمت من ثم إلى مكة.
وقال ابن عساكر: كان ابن طاهر له مصنفات كثيرة، إلا أنه كثير الوهم، وله شعر حسن، مع أنه كان لا يحسن النحو. وله كتاب المختلف والمؤتلف.
وقال ابن طاهر في المنثور: رحلت من مصر إلى نيسابور، لأجل أبي القاسم الفضل بن المحب صاحب أبي الحسين الخفاف، فلما دخلت عليه قرأت في أول مجلس جزءين من حديث أبي العباس السراج فلم أجد لذلك حلاوة، واعتقدت أني نلته بغير تعب، لأنه لم يمتنع علي، ولا طالبني بشيء، وكل حديث من الجزءين يسوى رحلة.
وقال: لما قصدت الإسكندرية كان في القافلة من رشد إليها رجل من أهل الشام، ولم أدر ما قصده في ذلك. فلما كانت الليلة التي كنا في صبيحتها
175

ندخل الإسكندرية رحلنا بالليل، وكان شهر رمضان، فمشيت قدام القافلة، وأخذت في طريق غير الجادة، فلما أصبح الصباح، كنت على غير الطريق بين جبال الرمل، فرأيت شيخا في مقثأة، فسألته عن الطريق، فقال: تصعد هذا الرمل، وتنظر البحر وتقصده، فإن الطريق على شاطيء البحر. فصعدت الرمل، ووقعت في قصب الأقلام، وكنت كلما وجدت قلما مليحا اقتلعته، إلى أن اجتمع من ذلك حزمة عظيمة، وحميت الشمس وأنا صائم، وكان الصيف. فتعبت، فأخذت أنتقي الجيد، وأطرح
سواه، إلى أن بقي معي ثلاثة أقلام لم أر مثلها طول كل عقدة شبرين وزيادة: فقلت إن الإنسان لا يموت من حمل هذه. ووصلت إلى القافلة المغرب، فقام إلي ذلك الرجل وأكرمني. فلما كان في بعض الليل رحلت القافلة، فقال لي: إن في هذه الليلة مكس، ومعي هذه الفضة، وعليها العشر، فإن قدرت وحملتها معك، لعلها تسلم، فعلت في حقي جميلا.
فقلت: أفعل.
قال: فحملتها ووصلت الإسكندرية وسلمت، ودفعتها إليه فقال: تحب أن تكون عندي، فإن المساكنة تتعذر.
فقلت: أفعل.
فلما كان المغرب صليت، ودخلت عليه، فوجدته قد أخذ الثلاثة الأقلام، وشق كل واحد منها)
نصفين، وشدها شدة واحدة، وجعلها شبه المسرجة وأقعد السراج عليها. فلحقني من ذلك من الغم شيء لم يمكني أن آكل الطعام معه، وآعتذرت إليه، وخرجت إلى المسجد، فلما صليت التراويح، أقمت في المسجد، فجاءني القيم وقال: لم تجر العادة لأحد أن يبيت في المسجد.
فخرجت وأغلق الباب، وجلست على باب المسجد، لا أدري إلى أين أذهب، فبعد ساعة عبر الحارس، فأبصرني، فقال لي: من أنت فقلت: غريب من أهل العلم، وحكيت له القصة.
فقال: قم معي. فقمت معه، فأجلسني في مركزه، وثم سراج جيد، وأخذ يطوف ويرجع إلى عندي، واغتنمت أنا السراج، فأخرجت الأجزاء، وقعدت
176

أكتب إلى وقت السحر، فأخرج إلي شيئا من المأكول، فقلت: لم تجر لي عادة السحور.
وأقمت بعد هذا بالإسكندرية ثلاثة أيام، أصوم النهار، وأبيت عنده، وأعتذر إليه وقت السحر، ولا يعلم إلى أن سهل الله بعد ذلك وفتح.
وقال: أقمت بتنيس مدة على أبي محمد بن الحداد ونظرائه، فضاق بي، ولم يبق معي غير درهم، وكنت في ذلك أحتاج إلى خبز، وأحتاج إلى كاغذ، فكنت أتردد إن صرفته في الخبر لم يكن لي كاغذ، وإن صرفته في الكاغذ لم يكن لي خبز، ومضى على هذا ثلاثة أيام ولياليهن لم أطعم فيها، فلما كان بكرة اليوم الرابع قلت في نفسي: لو كان لي اليوم كاغذ لم يمكن أن أكتب فيه شيئا لما بي من الجوع، فجعلت الدرهم في فمي، وخرجت لأشتري الخبز، فبلعته، ووقع علي الضحك، فلقيني أبو طاهر بن حطامة الصائغ، المواقيتي بها وأنا أضحك، فقال لي: ما أضحكك فقلت: خير.
فألح علي وأبيت، فحلف بالطلاق لتصدقني لم تضحك فأخبرته. وأخذ بيدي، وأدخلني منزلة، وتكلف لي ذلك اليوم أطعمة، فلما كان وقت صلاة الظهر خرجت أنا وهو إلى الصلاة، فآجتمع به بعض وكلاء عامل تنيس، فسأله عني، فقال: هو هذا. فقال: إن صاحبي منذ شهر أمرني أن أوصل إليه في كل يوم عشرة دراهم، قيمتها ربع دينار، وسهوت عنه.
قال: فأخذ منه ثلاثمائة درهم، وجاءني وقال: قد سهل الله رزقا لم يكن في الحساب. وأخبرني بالقصة، فقلت: تكون عندك، ونكون على ما نحن من الاجتماع إلى وقت الخروج، فإنني)
وحدي. ففعل. وكان بعد ذلك يصلني ذلك القدر، إلى أن خرجت من البلد إلى الشام.
وقال: رحلت من طوس إلى إصبهان لأجل حديث أبي زرعة الرازي الذي أخرجه مسلم عنه في الصحيح، ذاكرني به بعض الرحالة بالليل، فلما
177

أصبحت شددت علي، وخرجت إلى إصبهان، فلم أحلل عني حتى دخلت على الشيخ أبي عمرو، فقرأته عليه، عن أبيه، عن أبي بكر القطان، عن أبي زرعة، ودفع إلي ثلاثة أرغفة وكمثراتين، ثم خرجت من عنده إلى الموضع الذي نزلت فيه، وحللت عني.
وقال: كنت ببغداد في أول الرحلة الثانية من الشام، وكنت أنزل برباط الزوزني وكان به صوفي يعرف بأبي النجم، فمضى علينا ستة أيام لم نطعم فيها، فدخل علي الشيخ أبو علي المقدسي الفقيه، فوضع دينارا وآنصرف، فدعوت بأبي النجم وقلت: قد فتح الله بهذا، أي شيء نعمل به.
فقال: تعبر ذاك الجانب، وتشتري جبزا، وشواء، وحلواء، وباقلى أخضر، ووردا، وخسا بالجميع، وترجع. فتركت الدينار في وسط مجلدة معي وعبرت، ودخلت على بعض أصدقائنا، وتحدثت عنده ساعة، فقال لي: لأي شيء عبرت.
فقلت له.
فقال: وأين الدينار؟
178

فظننت أني قد تركته في جيبي، فطلبته فلم أجده، فضاق صدري ونمت، فرأيت في المنام كأن قائلا يقول لي: أليس قد وضعته في وسط المجلدة فقمت من النوم، وفتحت المجلدة، وأخذت الدينار، واشتريت جميع ما طلب رفيقي، وحملته على رأسي، ورجعت إليه وقد أبطأت عليه، فلم أخبره بشيء إلى أن أكلت، ثم أخبرته، فضحك وقال: لو كان هذا الأكل لكنت أبكي.
وقال: كنت ببغداد في سنة سبع وستين، فلما كان عشية اليوم الذي بويع فيه المقتدي بأمر الله دخلنا على الشيخ أبي إسحاق جماعة من أهل الشام، وسألناه عن البيعة، كيف كانت فحكى لنا ما جرى، ثم نظر إلي، وأنا يؤمئذ مختط، وقال: هو أشبه الناس بهذا. وكان مولد المقتدي في الثاني عشر من جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، ومولدي في سادس شوال من هذه السنة.
قال أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر: أنشدني أبي لنفسه:)
* لما رأيت فتاة الحي قد برزت
* من الحطم تروم السعي في الظلم
*
* ضوء النهار بدا من ضوء بهجتها
* وظلمة الليل من مسودها الفحم
*
* خدعتها بكلام يستلذ به
* وإنما يخدع الأحرار بالكلم
* وقال المبارك بن كامل الخفاف: أنشدنا ابن طاهر لنفسه:
* ساروا بها كالبدر في هودج
* يميس محفوفا بأترابه
*
* فاستعبرت تبكي، فعاتبتها
* خوفا من الواشي وأصحابه
*
* فقلت: لا تبك على هالك
* بعدك ما يبقى على ما به
*
* للموت أبواب، وكل الورى
* لا بد أن تدخل من بابه
*
* وأحسن الموت بأهل الهوى
* من مات من فرق أحبابه
* وله:
* خلعت العذار بلا منة
* على من خلعت عليه العذارا
*
179

* وأصبحت حيران لا أرتجي
* جنانا، ولا أتقي فيه نارا
* وقال شيرويه في تاريخ همذان: محمد بن طاهر سكن همذان، وبنى بها دارا. وكان ثقة، صدوقا، حافظا، عالما بالصحيح والسقيم، حسن المعرفة بالرجال والمتون، كثير التصانيف، جيد الخط، لازما للأثر، بعيدا من الفضول والتعصب، خفيف الروح، قوي السير في السفر، كثير الحج والعمرة. كتب عن عامة مشايخ الوقت.
180

قال شجاع الذهلي: مات ابن طاهر عند قدومه بغداد من الحج يوم الجمعة في ربيع الأول.
وقال أبو المعمر: توفي يوم الجمعة النصف من ربيع الأول ببغداد.
181

محمد بن أبي العباس أحمد بن محمد أحمد بن إسحاق. الرئيس أبو المظفر الأموي، المعاوي، الأبيوردي، اللغوي، الشاعر المشهور، من أولاد عنبسة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية.
كان أوحد عصره، وفريد دهره في معرفة اللغة والأنساب، وغير ذلك. وله تصانيف كثيرة مثل تاريخ أبيورد ونسا.
وكان حسن السيرة، جميل الأمر، منظرانيا من الرجال، وكان فيه تيه
182

وتكبر. وكان يفتخر بنسبه ويكتب: العبشمي المعاوي، لا أنه من ولد معاوية بن أبي سفيان، بل من ولد معاوية بن محمد)
بن عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان.
وله شعر فائق، وقسم ديوان شعره إلى أقسام، منها العراقيات، ومنها النجديات، ومنها الوجديات.
وأثنى عليه أبو زكريا بن مندة في تاريخه بحسن العقيدة، وحميد الطريقة، وكمال الفضلية.
وقال ابن السمعاني: صنف كتاب المختلف، وكتاب طبقات العلم، وما آختلف وآئتلف من أنساب العرب.
وله في اللغة مصنفات ما سبق إليها.
سمع: إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، وأبا بكر بن خلف الشيرازي، ومالك بن أحمد البانياسي، وعبد القاهر الجرجاني النحوي.
وسمعت غير واحد من شيوخي يقولون: إنه كان إذا صلى يقول: اللهم ملكني مشارق الأرض ومغاربها.
وذكره عبد الغافر فقال: فخر العرب، أبو المظفر الأبيوردي، الكوفني، الرئيس، الأديب، الكاتب، النسابة، من مفاخر العصر، وأفاضل الدهر. له الفضائل الرائقة، والفصول الفائقة، والتصانيف المعجزة، والتواليف المعجبة،
183

والنظم الذي نسخ أشعار المحدثين، ونسج فيه على منوال المعري ومن فوقه من المفلقين. رأيته شابا قام في درس إمام الحرمين مرارا، وأنشأ فيه قصائد طوالا كبارا، يلفظها كما يشاء زبدا من بحر خاطره، كما نشأ ميسر له الإنشاء، طويل النفس، كثير الحفظ، تلتفت في أثناء كلامه إلى النثر والوقائع والاستنباطات الغريبة. خرج إلى العراق، وأقام مدة يجذب فضله بطبعه، ويشتهر بين الأفاضل كمال فضله، ومتانة طبعه حتى ظهر أمره، وعلا قدره، وحصل له من السلطان مكانه ونعمة.
ثم كان يرشح من كلامه نوع تشبث بالخلافة، ودعوة إلى آتباع فضله، آدعاء استحقاق الإمامة.
تبيض وساوس الشيطان في رأسه وتفرخ، ويرفع الكبر بأنفه، ويشمخ، فاضطره الحال إلى مفارقة بغداد، ورجع إلى همذان، فأقام بها يدرس ويفيد، ويصنف مدة.
ومن شعره:
* وهيفاء لا أصغي إلى من يلومني
* عليها، ويغريني أن يعيبها
*
* أميل بإحدى مقلتي إذا بدت
* إليها، وبالأخرى أراعي رقيبها)
* (وقد غفل الواشي فلم يدر أنني
* أخذت لعيني من سليمى نصيبها
* وله:
* أكوكب ما أرى يا سعد أم نار
* تشبها سهلة الخدين معطار
*
* بيضاء إن نطقت في الحي أو نظرت
* تقاسم الشمس أسماع وأبصار
*
* والركب يسيرون والظلماء راكدة
* كأنهم في ضمير الليل أسرار
*
* فأسرعوا وطلا الأعناق مائلة
* حيث الوسائد للنوام أكوار
* عن حماد الحراني قال: سمعت السلفي يقول: كان الأبيوردي والله
184

من أهل الدين والخير والصلاح والعفة، قال لي: والله ما نمت في بيت فيه كتاب الله، أو حديث رسول لله، احتراما لهما أن يبدو مني شيء لا يجوز.
أنشدنا أبو الحسين النوبي، أنا جعفر، نا السلفي: أنشدنا الأبيوردي لنفسه:
* وشادن زارني على عجل
* كالبدر في صفحة الدجا لمعا
*
* فلم أزل موهنا لحديثه
* والبدر يصغي إلي مستعما
*
* وصلت خدي بخده شغفا
* حتى التقى الروض والغدير معا
* وقال أبو زكريا بن مندة: سئل الأديب أبو المظفر الأبيوردي عن أحاديث الصفات، فقال: نقر ونمر.
وقال أبو الفضل بن طاهر المقدسي: أنشدنا أبو المظفر الأبيوردي لنفسه:
* يا من يساجلني وليس بمدرك
* شأوي، وأين له جلالة منصبي
*
* لا تتعبن فدون ما حاولته
* خرط القتادة وآمتطاء الكواكب
*
* والمجد يعلم أينا خير أبا
* فاسأله يعلم أي ذي حسب أبي
*
* جدي معاوية الأغر سمت به
* جرثومة من طينها خلق النبي
*
* ورثته شرقا رفعت مناره
* فبنو أمية يفخرون به وبي
* وقيل: إنه كتب رقعة إلى الخليفة المستظهر بالله، وعلى رأسها: المملوك المعاوي، فحك الخليفة الميم، فصار العاوي، ورد إليه الرقعة.
185

ومن شعره:
* تنكر لي دهري ولم يدر أنني
* أعز وأحداث الزمان تهون)
* (فبات يريني الخطب كيف اعتداؤه
* وبت أريه الصبر كيف يكون
* ومن شعره:
* نزلنا بنعمان الأراك وللندى
* سقيط به ابتلت علينا المطارف
*
* فبت أعاني الوجد والركب نوم
* وقد أخذت منا السرى والتنائف
*
* وإذا خودا إن دعاني على النوى
* هواها أجابته الدموع الذوارف
*
* لها في مغاني ذلك الشعب منزل
* لئن أنكرته العين فالقلب عارف
*
* وقفت به والدمع أكثره دم
* كأني من جفني بنعمان راعف
* أنشدنا أبو الحسن ببعلبك: أنشدنا أبو الفضل الهمذاني: أنشدنا السلفي: أنشدنا الأبيوردي لنفسه:
* من رأى أشباح تبر
* حشيت ريقة نحله
*
* فجمعناها بذورا
* وقطعناها أهله
* توفي بإصبهان في ربيع الأول مسموما.
186

محمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن عبد الله بن عبد الواحد بن عبد الله بن محمد بن الحجاج بن مندويه.
أبو منصور الإصبهاني، الشروطي، المعدل.
سمع: أبا نعيم.
روى عنه: أبو موسى المديني، وقال: توفي في الثامن، وقيل السادس، والعشرين من جمادى الآخرة.
محمد بن عيسى بن محمد اللخمي. أبو بكر الأندلسي، الشاعر، المعروف بابن اللبانة الداني.
كان من جلة الأدباء وفحول الشعراء، معين الطبع، واسع الذرع، عزيز الأدب، قوي العارضة، متصرفا في البلاغة.
له تصانيف. له كتاب مناقل الفتنة، وكتاب نظم السلوك في وعظ المملوك، وكتاب سقيط الدر ولقيط الزهر في شعر ابن عباد، ونحو ذلك. وديوان شعره موجود.
188

أخذ عنه: أبو عبد الله بن الصفار.
وتوفي بميورقة.)
وقد سقت من شعره في ترجمة المعتمد بن عباد. وكان من كبراء دولة محمد بن صمادح.
وهو القائل في صاحب ميورقة مبشر العامري:
* وضحت وقد فضحت ضياء النير
* فكأنما التحفت ببشر مبشر
*
* وتبسمت عن جوهر فحسبته
* ما قلدته محامدي من جوهر
*
* وتكلمت فكان طيب حديثها
* متعب منه بطيب مسك وإذفر
*
* هزت بنغمة لفظها نفسي، كما
* هزت بذكراه أعالي المنبر
*
* ولئمت فاها فاعتقدت بأنني
* من كفه سوغت لثم الخنصر
*
* بمعاطف تحت الذوائب خلتها
* تحت الخوافق ما له من سمهري
*
* ملك أزرة برده ضمت على
* بأس الوصي وعزمة الإسكندر
* وهي طويلة.
محمد بن محمد بن أحمد بن محمد. الآبنوسي، أبو غالب بن أبي الحسين.
روى عن أبيه.
189

وعنه: المعمر بن أحمد، وأبو طاهر السلفي.
مات في شوال، وله ثمانون سنة.
محمد بن مكي بن دوست. أبو بكر البغدادي.
يروي عن: أبي محمد الجوهري، والقاضي أبي الطيب.
وعنه: السلفي، وابن خضير.
محمد بن وهبان. أبو المكارم البغدادي.
روى عن: أبي الطيب الطبري، وأبي محمد الجوهري.
توفي في صفر.
روى عنه: المبارك بن كامل.
المفضل بن عبد الرزاق.)
سديد الدين، أبو المعالي الإصبهاني، صاحب ديوان الحسن ببغداد.
ولد بعد الأربعين وأربعمائة.
وتفقه على: أبي بكر محمد بن ثابت الخجندي.
وولي ديوان العرض، ورأى من الجاه والمال ما لم يكن لعارض.
قدم بغداد مع السلطان بركياروق سنة أربع وتسعين وأربعمائة فأقام بها، فسفر له أبو نصر بن الموصلايا كاتب الإنشاء في الوزارة، وطلب، وخلع عليه خلع الوزارة.
وكان ابن الموصلايا يجلس إلى جانبه فيسدده، لأنه كان لا يعرف الاصطلاح، ثم عزل بعد عشرة أشهر. وكانت حاشيته سبعين مملوكا من الأتراك، فآعتقل بدار الخلافة سنة، ثم أطلق بشفاعة بركياروق، فتوجه إلى
190

المعسكر، فولاه السلطان الاستيفاء، ثم صودر، وجرت له أمور.
توفي في ربيع الأول. ورخه أبو الحسن الهمذاني.
ملكة بنت داود بن محمد. الصوفية، العالمة.
سمعت بمصر سنة اثنتين وخمسين من الشريف أحمد بن إبراهيم بن ميمون الحسيني. وبمكة من كريمة.
وسكنت مدة بدويرة السميساطي بدمشق.
سمع منها: غيث بن علي، وقال: سألتها عن مولدها، فذكرت أنه على ما أخبرتها أمها في ربيع الأول سنة وأربعمائة، بناحية جنزة، ونشأت بتفليس.
توفيت بشوال سنة سبع، ولها مائة وخمس سنين.
قال ابن عساكر: أجازت لي، وحضرت دفنها بمقبرة باب الصغير.
المؤتمن بن أحمد بن علي بن الحسين بن عبد الله. الحافظ أبو نصر الربعي، الديرعاقولي، ثم البغدادي، المعروف بالساجي. أحد أعلام الحديث.
حافظ كبير، متقن، حجة، ثقة، واسع الرحلة، كثير الكتابة، ورع، زاهد.
191

سمع: أبا الحسين بن النقور، وعبد العزيز بن علي الأنماطي، وأبا القاسم ابن البسري، وأبا القاسم عبد الله بنم الجلال، وأبا نصر الزينبي، وإسماعيل بن مسعدة، وخلقا ببغداد.
وأبا بكر الخطيب بصور وأبا عثمان بن ورقاء ببيت المقدس والحسن بن مكي الشيرازي)
بحلب.
ولم أره سمع بدمشق، ولا كأنه رآها. ودخل إلى إصبهان فسمع: أبا عمرو عبد الوهاب بن مندة، وأبا منصور بن شكرويه، وطبقتهما.
وبنيسابور: أبا بكر بن خلف.
وبهراة: أبا إسماعيل الأنصاري، وأبا عامر الأزدي، وهؤلاء وأبا علي التستري وجماعة بالبصرة.
ثم سمع ببغداد ما لا يحصر، ثم تزهد وآنقطع.
روى عنه: سعد الخير الأنصاري، وأبو الفضل بن ناصر، وأبو المعمر الأنصاري، ومحمد بن محمد السنجي، وأبو طاهر السلفي، وأبو سعد البغدادي، وأبو بكر بن السمعاني، ومحمد بن علي بن فولاذ، وطائفة.
قال ابن عساكر: سمعت أبا الوقت عبد الأول يقول: كان الإمام عبد الله بن محمد الأنصاري إذا رأى المؤتمن يقول: لا يمكن أحد أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دام هذا حيا. حدثني أخي أبو الحسين هبة الله قال: سألت السلفي، عن المؤتمن الساجي، فقال: حافظ متقن، لم أر أحسن قراءة منه للحديث، تفقه في صباه على الشيخ أبي إسحاق، وكتب الشامل، عن ابن الصباغ بخطه، ثم خرج إلى الشام، فأقام بالقدس زمانا. وذكر لي أنه سمع من لفظ أبي بكر الخطيب حديثا واحدا، بصور، غير أنه لم يكن عنده نسخة. وكتب ببغداد كتاب الكامل لابن عدي، عن ابن مسعدة الإسماعيلي وكتب بالبصرة السنن عن التستري. وانتفعت بصحبته ببغداد، ونعي إلي وأنا بثغر سلماس، وصلينا عليه صلاة الغائب يوم الجمعة.
192

وقال أبو النضر الفامي: أقام المؤتمن بهراة نحو عشر سنين، وقرأ الكثير، وكتب الجامع للترمذي ست كرات. وكان فيه صلف نفس، وقناعة، وعفة واشتغال بما يعنيه.
وقال أبو بكر محمد بن منصور السمعاني: ما رأيت بالعراق من يفهم الحديث غير رجلين: المؤتمن الساجي ببغداد، وإسماعيل بن محمد التيمي بإصبهان.
وسمعت المؤتمن يقول: سألت عبد الله بن محمد الأنصاري، عن أبي علي الخالدي، فقال: كان له في الكذب قصة، ومن الحفظ حصة.
وقال السلفي: لم يكن ببغداد أحسن قراءة للحديث منه، يعني الساجي، كان لا يمل قراءته وإن)
طالت. قرأ لنا على أبي الحسين بن الطيوري كتاب الفاضل للرامهرمزي في مجلس.
وقال يحيى بن مندة الحافظ: قدم المؤتمن الساجي إصبهان، وسمع من والدي كتاب معرفة الصحابة وكتاب التوحيد والأمالي، وحديث ابن عيينة لجدي، فلما أخذ في قراءة غرائب شعبة بلغ إلى حديث عمر في لبس الحرير فلما انتهى إلى آخر الحديث كان الوالد في حال الإنتقال إلى الآخرة، وقضى نحبه عند انتهاء ذلك بعد عشاء الآخرة. هذا ما رأينا وشاهدنا وعلمنا. ثم قدم أبو الفضل محمد بن طاهر سنة ست وخمسمائة، وقرأنا عليه جزءا من مجموعاته، وقرأ عليه أبو نصر اليونارتي جزءا من الحكايات فيه. سمعت أصحابنا بإصبهان يقولون: إنما تمم المؤتمن الساجي كتاب معرفة الصحابة على أبي عمرو بعد موته، وذلك أنه كان يقرأ عليه وهو في النزع، ومات وهو يقرأ عليه. وكان يصاح به: نريد أن نغسل الشيخ.
قال يحيى: فلما سمعت هذه الحكاية قلت: ما جرى ذلك، يجب أن
193

تصلح هذا، فإنه كذب وزور.
وكتب اليونارتي في الحال على حاشية النسخة صورة الحال. وأما قراءة معرفة الصحابة فكان قبل موت الوالد بشهرين. وكان المؤتمن والله، متورعا، زاهدا، صابرا على الفقر، رحمه الله.
وقال أبو بكر محمد بن فولاذ الطبري: أنشدنا المؤتمن لنفسه.
* وقالوا كن لنا خدنا وخلا
* ولا والله أفعل ما شاءوا
*
* أحابيهم ببعضي أو بكلي
* وكيف وجلهم نعم وشاء
* وقال ابن ناصر: سألت المؤتمن عن مولده فقال: في صفر سنة خمس وأربعين وأربعمائة.
وتوفي في صفر سنة سبع. وصليت عليه. وكان عالما، فهما، ثقة، مأمونا.
مودود بن ألتونكين. سلطان الموصل.
194

قتل بدمشق في رمضان صائما، كما هو مذكور في الحوادث.
4 (حرف النون))
ناصر بن أحمد بن بكران. القاضي أبو القاسم الخويي.
قدم بغداد وتفقه على: أبلي إسحاق الشيرازي.)
وسمع: أبا الحسين بن النقور.
وقرأ العربية وبرع فيها.
روى عنه: السلفي، وقال: كتبنا عنه بخوي. وكان شيخ الأدب ببلاد أذربيجان بلا مدافعة، وله ديوان شعر ومصنفات. وولي القضاء مدة كأبيه.
توفي في ربيع الآخر.
نصر بن عبد الجبار بن منصور بن عبد الله بن عبد الرحمن. أبو منصور التميمي، القزويني، الواعظ، المعروف بالقرائي. من أهل قزوين.
كان واعظا، صالحا، صدوقا، قدم بغداد.
وسمع: أبا محمد الجوهري، وأبا طالب العشاري.
وسمع بقزوين من: أبي يعلى الخليل بن عبد الله الحافظ.
روى عنه: إسماعيل بن أبي الفضل الناصحي، وطيب بن محمد الأبيوردي، وأظن السلفي سمع منه.
وقد حدث في سنة سبع وخمسمائة، ولا أعلم وفاته.
وقد جمع لنفسه معجما.
195

4 (حرف الهاء))
هادي بن إسماعيل بن الحسن بن علي بن أبي محمد الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
الشريف أبو المحاسن العلوي، الحسيني، الإصبهاني.
قال السمعاني: كان له تقدم ووجاهة، وصيت وشهرة ببلده. ورد بغداد حاجا، فتوفي بها بعد حجه.
روى عن: أبي طاهر بن عبد الرحيم، وأبي عثمان العيار.
روى عنه: أبو موسى المديني، وأبو المعمر الأنصاري، وأبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الإصبهاني، وعبد الحق بن يوسف.
توفي في ثالث عشر ربيع الأول، وهو أخو داعي.
وقد تقدم في سنة تسعين وأربعمائة وفاة سميه هادي بن الحسن العلوي. وفي سنة خمس)
وتسعين ذكر والده إسماعيل.
وقال السلفي في معجم إصبهان: قرأنا عليه، وعلى أبيه، وأخيه، وهذا فأحسنهم خلقا، وكتابة، وخطا. وأنشدنا فيه أبو عبد الله النضري:
* لهادي بن إسماعيل خلال أربع
* بها غدا مستوجبا للإمامة
*
* خطاب ابن عباد وخط ابن مقلة
* وخلق ابن يعقوب وخلق أمامة
*
4 (حرف الياء))
يحيى بن أحمد بن حسين. أبو زكريا الغضائري، الدربندي.
سمع بمصر: أبا عبد الله القضاعي وبمكة: كريمة المروزية وبآمد: أبا
196

منصور بن أحمد الإصبهاني وبنيسابور: أبا القاسم القشيري.
روى عنه: إسماعيل بن الفضيل بطبرستان، وغيره.
وكان عالما، فاضلا، صالحا، ورعا، متميزا.
كان حيا في سنة سبع.
يحيى بن عبد الله بن الجداء. أبو بكر الفهري، اللبلي، نزيل إشبيلية.
كان جامعا لفنون من العلم، وشوور في الأحكام بإشبيلية.
وتوفي في جمادى الأولى.
يحيى بن عبد الوهاب بن عثمان بن الفضل. أبو سالم بن المخبزي، البغدادي، ابن خال أبي الحسين بن الطيوري.
صالح، خير. سمع: أبا الطيب الطبري، والجوهري.
روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، والسلفي، وأبو المعمر الأنصاري، وغيرهم.
ومات في جمادى الأولى.
197

4 (وفيات سنة ثمان وخمسمائة))
4 (حرف الألف))
أحمد بن بغراج.)
أبو نصر البغدادي.
سمع: أبا الحسن القزويني، وغيره، وأبا محمد الخلال.
توفي يوم عاشوراء.
روى عنه: المبارك بن كامل، وابن ناصر.
وقد قرأ بالروايات على أبي الخطاب الصوفي، وأبي ياسر محمد بن علي الحمامي.
قرأ عليه يوسف بن إبراهيم الضرير.
وكان شيخا صالحا، كثير التلاوة.
توفي في المحرم، وهو أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن بغراج.
أحمد بن الحسن. المخلطي، أبو العباس الحنبلي، الفقيه.
198

من علماء بغداد وثقاتهم.
سمع من: القاضي أبي يعلى.
أحمد بن خالد الطحان. توفي في رجب ببغداد.
روى عن: أبي يعلى أيضا.
أحمد بن عبيد الله بن أبي الفتح محمد بن أحمد. أبو غالب المعير، البغدادي، المقرئ. ابن خال أبي طاهر بن سوار.
قرأ لابن عمرو على عبد الله بن مكي السواق، عن أبي الفرج الشنبوذي.
قال المبارك بن كامل: قرأت عليه برواية أبي عمرو. وقد سمع: محمد ابن محمد بن غيلان، ومحمد بن الحسين الحراني، وأبا محمد الخلال، وأبا الفتح المحاملي، وأحمد بن علي التوزي، وجماعة.
روى عنه: السلفي، وابن ناصر، وأبو المعمر الأنصاري، وأبو الحسين عبد الحق.
وكان ثقة، مقرئا، صالحا.
وتوفي في جمادى الأولى، وله ثمانون سنة.
199

أحمد بن محمد بن أحمد.)
أبو نصر البغدادي، سبط الأقفالي، الزاهد.
سمع: أبا محمد الجوهري.
وعنه: السلفي.
سقط من سطح فمات في جمادى الأولى.
أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن غلبون. أبو عبد الله الخولاني، القرطبي، ثم الإشبيلي.
روى عن أبيه الحافظ أبي عبد الله الخولاني كثيرا. وسمع معه من: أبي عمر، وعثمان بن أحمد القشطالي، وأبي عبد الله الأحدب، وأبي محمد الشنتجالي، وعلي بن حمويه الشيرازي.
وأجاز له يونس بن عبد الله القاضي، وأبو عمر الطلمنكي، وأبو عمرو المرشاني الذي له إجازة أبي بكر الآجري، وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي، وأبو عمران الفاسي، ومكي بن أبي طالب، وأبو عمرو الداني المقرئان.
قال ابن بشكوال: وكان شيخا، فاضلا، عفيفا، منقبضا، من بيت علم، ودين، وفضل. ولم يكن عنده كبير علم أكثر من روايته عن هؤلاء الجلة. وكانت عنده أيضا أصول يلجأ، ويعول عليها.
أخذ عنه جماعة من شيوخه وكبار أصحابنا.
قال لي أبو الوليد بن الدباغ إن هذا ولد سنة ثمان عشرة وأربعمائة وتوفي في شعبان، وله تسعون سنة.
200

وهو خال أبي الحسن شريح.
وقد أجاز لابن الدباغ. وسمع من خلق منهم علي بن الحسين اللواتي.
وقرأ عليه ابن الدباغ الموطأ، بسماعه من عثمان بن أحمد، والحرمي. روى عنه كتابة أبو...
أحمد بنت محمد بن عبد العزيز بن بغراج. أبو نصر السقلاطوني.
كان مولده في سنة ثلاث وعشرون.
وذد ذكر في أول السنة فنسب إلى أبيه.
إبراهيم بن محمد بن مكي بن سعد. الفقيه أبو إسحاق الساوي، الملقب بشيخ الملك.)
فاضل معروف، مشتغل بالتجارة والدهقفة. وكان يعد من دهاة الرجال.
روى عن: أبي الحسين عبد الغافر، وأبي عثمان الصابوني، والحاكم أبي عبد الرحمن الشاذياخي، وغيرهم.
ومرض مدة، وقاسى حتى توفي في سلخ صفر.
إسماعيل بن المبارك بن وصيف.
201

أبو خازم الحنبلي.
تفقه على أبي يعلى بن الفراء، وسمع منه.
ومن: أبي محمد الجوهري.
وتوفي في رجب.
روى عنه: المبارك بن كامل وبالإجازة ابن كليب.
ألب رسلان ابن السلطان رضوان ابن السلطان تتش بن ألب التركي. ولي إمارة حلب في جمادى الآخرة بعد أبيه صاحب حلب وله ست عشرة سنة. وولي تدبير مملكته البابا لؤلؤ، فقتل أخويه ملكشاه ومباركا، وقتل جماعة من الباطنية، والقرامطة، وكانت دعوتهم قد ظهرت في أيام أبيه.
ثم قدم دمشق في رمضان من سنة سبع، فتلقاه طغتكين والأعيان، وأنزلوه في القلعة، وبالغوا في خدمته، فأقام أياما، ثم عاد إلى حلب وفي خدمته طغتكين، فلما وصلا إلى حلب لم ير منه طغتكين ما يحب، ففارقه ورد إلى دمشق.
ثم إن ألب رسلان ساءت سيرته بحلب، وانهمك في المعاصي واغتصاب الحرم، وخافه البابا لؤلؤ، فقتله في ربيع الآخر سنة ثمان، ونصب في السلطة أخا له طفلا عمره ست سنين. ثم قتل لؤلؤ ببالس في سنة عشر.
202

4 (حرف الباء))
بغدوين. ملك الفرنج الذي أخذ القدس.
هلكلعنه الله من جراح أصابته يوم مصاف طبرية.
وقيل: بل توفي بعد ذلك كما هو في الحوادث.))
4 (حرف الخاء))
خلف بن محمد بن خلف. أبو القاسم بن العربي، الأنصاري، الأندلسي.
من أهل المرية.
روى عن: أحمد بن عمر العذري، وأبي بكر ابن صاحب الأحباس، وأبي علي الغساني.
وكان معنيا بالآثار، جامعا لها. كتب بخطه علما كثيرا ورواه. وكان متقنا، أديبا، شاعرا. يذكر أنه لقي أبا عمرو الداني، وأخذ عنه قليلا.
وكان مولده في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة.
4 (حرف الدال))
دعجاء بنت أبي سهل الفضل بن محمد بن عبد الله الإصبهاني الكاغدي. روت عن جدها أحمد بن محمد بن محمد بن زنجويه، عن ابن فورك القباب.
203

روى عنها: أبو موسى المديني.
دلال بنت الخطيب أبي الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهتدي بالله. سمعت: أباها، وأبا علي بن المذهب.
روى عنها: ابن ناصر.
أرخها ابن النجار.
4 (حرف الراء))
ريحان. غلام أبي عبد الله بن جردة البغدادي.
روى عنه أبو المعمر الأنصاري، عن أبي علي بن البنا.
توفي في ربيع الآخر.
4 (حرف السين))
سالم بن إبراهيم بن الحسن. أبو عبد الله الجرار، البغدادي، المراتبي.
سمع: أبا يعلى بن الفراء.)
وعنه: أبو المعمر.
سبيع بن المسلم بن علي بن هارون.
204

المعروف بابن قيراط.
أبو الوحش الدمشقي، المقرئ، الضرير.
قرأ لابن عامر على رشأ بن نظيف، والأهوازي، وسمع منهما.
ومن: عبد الوهاب بن برهان بصور، وأبي القاسم السميساطي، وجماعة.
وانتهت إليه الرئاسة في الدعوة بدمشق، وصار أعلى الناس فيها إسنادا. وكان يقرئ القرآن من ثلث الليل إلى قريب الظهر. وأقعد، فكان يؤتى به محمولا إلى الجامع.
قال ابن عساكر: سمعت منه: وكان ثقة. ولد سنة تسع عشرة وأربعمائة.
وتوفي في شعبان سنة ثمان.
سراج بن عبد الملك بن سراج بن عبد الله. الوزير أبو الحسين القرطبي.
روى عن أبيه كثيرا وعن: محمد بن عتاب الفقيه.
وبرع في الآداب واللغة، وحمل الناس عنه الكثير.
وله شعر رائق.
مات في جمادى الآخرة وقد ناطح السبعين.
وهو من بيت علم وجلالة.
205

سليمان بن حسين. أبو مروان الأنصاري، الأندلسي.
سمع بقرطبة: أبا عبد الله محمد بن عتاب، وأبا عمران بن القطان، وحاتم بن محمد.
وبشرق الأندلس: أبا عمر بن عبد البر، وأبا الوليد الباجي.
وولي قضاء لاردة.
روى عنه: ابنه أبو الوليد يحيى، والحافظ أبو محمد القلني.
وعاش أكثر من تسعين سنة.
سعيد بن إبراهيم بن أحمد.)
أبو الفتح الإصبهاني، الصفار.
يروي عن: أبي طاهر بن عبد الرحيم.
روى عنه: الحافظ أبو موسى.
توفي في ذي الحجة.
206

سعيد بن محمد بن سعيد. أبو الحسن الجمحي، الأندلسي، المعروف بابن قوطة الفرجي.
من أهل مدينة الفرج.
له راحلة في القراءات، قرأ فيها على عبد الباقي فارس، وغيره.
وأخذ أيضا عن: أبي عمرو الداني، وأبي الوليد الباجي.
وأقرأ الناس ببلده.
وأخذ عنه غير واحد.
توفي سنة ثمان أو تسع وخمسمائة.
4 (حرف العين))
عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن حزمون. أبو الأصبغ القرطبي.
روى عن: حاتم بن محمد، وأبي جعفر بن رزق وناظر عليه.
وأجاز له أبو العباس العذري.
وكان إماما بصيرا بالفتوى، أخذ الناس عنه وتفقهوا له.
وولي الإمامة بجامع قرطبة.
وتوفي بشعبان وله ثمان وستون سنة.
عبد الله بن الحسين بن أحمد بن جعفر. أبو جعفر النوبي، الهمذاني.
شيخ صالح، مسن، هو آخر من روى عن أبي منصور محمد بن عيسى الهمذاني. وسمع أيضا من والده، وتوفي والده سنة أربع وثلاثين وأربعمائة،
207

ومن: أبي حاتم أحمد بن الحسن بن خاموش الرازي، وجعفر بن محمد بن مظفر، وجماعة.)
قال شيرويه الحافظ: سمعت منه، وكان صدوقا، حسن السيرة، عدلا، مرضيا. توفي في السادس والعشرين من رمضان.
وقال السلفي في معجمه: كان من أعيان الهمذانيين وشهودهم. وكان له كتاب وأصول جيدة.
وما كتبته عنه قد أودعته بسلماس.
قلت: سمع منه: محمد بن السمعاني، ومحمد بن محمد السنجي، والسلفي.
ومات في رمضان.
عثمان بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمد بن الفضل. أبو عمرو الأسدي، الفضلي، البخاري.
كان شيخا، معمرا، صالحا، عالما.
سمع: إبراهيم بن الريورثوني، وعلي بن الحسين السغدي، القاضي.
قال ابن السمعاني: ثنا عنه جماعة كثيرة. وعاش اثنتين وثمانين سنة وكان ابنه السيف عبد العزيز قاضي بخارى.
علي بن أحمد بن علي بن فتحان. أبو الحسن الشهرزوري، البغدادي.
شيخ كبير مسن، صالح.
سمع مجلسا من إملاء أبي القاسم بن بشران. وسمع أيضا أبا علي بن المذهب.
روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، والسلفي، وابن الخشاب، وجماعة.
208

توفي في جمادى الآخرة، وولد سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
علي بن إبراهيم بن العباس بن الحسين بن العباس بن الحسن بن الرئيس أبي الجن حسين بن علي بن محمد بن علي بن إسماعيل بن الصادق جعفر بن محمد.
الشريف، النسيب أبو القاسم الحسيني، الدمشقي، الخطيب.
كان صدرا، نبيلا، مرضيا، ثقة، محدثا، مهيبا، سنيا، ممدوحا بكل لسان خرج له شيخه الخطيب عشرين جزءا سمعها بكاملها وعلى أكثر تصانيف الخطيب خطه وسماعه.
وأول سماعه في سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة. وكان مولده في سنة أربع وعشرين.
وقرأ القرآن على أبي علي الأهوازي، وغيره.)
وسمع: أبا الحسين محمد بن عبد الرحمن التميمي، ورشأ بن نظيف، ومحمد بن علي المازني، وسليمان بن أيوب الفقيه، وأبا عبد الله القضاعي، وكريمة المروزية، وأبا القاسم الحنائي، وأبا بكر الخطيب، وجماعة.
روى عنه: هبة الله الأكفاني، والخضر بن شبل الحارثي، وعبد الباقي بن محمد التميمي، وعبد الله أبو المعالي بن صابر، والصائن، وأبو القاسم ابنا ابن عساكر، وخلق سواهم.
قال ابن عساكر: كان ثقة مكثرا، له أصول بخطوط الوراقين. وكان
209

متسننا، وسبب تسننه مؤدبه أبو عمران الصقلي وكثرة سماعه للحديث.
سمع منه شيخه عبد العزيز الكتاني، وسمعت منه كثيرا. وحكي لي أنني لما ولدت سأل أبي: ما سميته وكنيته فقال: أبو القاسم علي. فقال: أخذت اسمي وكنيتي.
قال لي أبو القاسم السميساطي، أو قال أبو القاسم بن أبي العلاء، إنه ما رأى أحدا اسمه علي وكني أبا القاسم إلا كان طويل العمر.
وذكر أنه صلى على جنازة، فكبر عليها أربعا.
قال: فجاء صاحب مصر إلى أبيه يعاتبه في ذلك، فقال له أبوه: لا تصل بعدها على جنازة.
قلت: كان صاحب مصر رافضيا.
قال ابن عساكر: كانت له جنازة عظيمة، ووصى أن يصلي عليه أبو الحسن الفقيه جمال الإسلام، وأن يسنم قبره، وأن لا يتولاه أحد من الشيعة. وحضرت دفنه.
وتوفي في الرابع والعشرين من ربيع الآخر، ودفن في المقبرة الفخرية في المصلى، ولقبه نسيب الدولة، وإنما خفف فقيل: النسيب.
علي بن محمد بن محمد بن محمد بن جهير. الوزير، ابن الوزير، ابن الوزير زعيم الدولة أبو القاسم.
ولي نظر ديوان الزمام في أيام جده، ووزر للمستظهر بالله مرتين، تخللهما الوزير أبو المعالي بن المطلب.
وكان عاقلا، حليما، سديد الرأي، معرقا في الوزارة.
210

مات في أوائل الشيخوخة.
4 (حرف الميم))
)
محمد بن إبراهيم بن محمد. الأستاذ أبو بكر بن الصناع، المقرئ، الملقب بالهدهد.
من أهل بلنسية.
أخذ القراءات عن أبي داود، وكان أنبل أصحابه.
أخذ عنه: أبو عبد الله بن أبي إسحاق المريي وأقرأ بقرطبة.
وتوفي كهلا.
محمد بن سليمان. أبو بكر الكلاعي، الإشبيلي، الكاتب المعروف بابن القصيرة.
رأس أهل البلاغة في زمانه.
أخذ عن: أبي مروان بن سراج، وغيره.
وكان من أهل الأدب البارع، والتفنن في أنواع العلوم.
وتوفي عن سن عالية، وقد خرف.
محمد بن عبد الواحد بن الحسن. أبو غالب الشيباني، البغدادي، القزاز.
قرأ القراءات على: الشرمغاني، وأبي الفتح بن شيطا.
وحدث عن: أبي إسحاق البرمكي، والجوهري، والعشاري، وجماعة.
وكان مولده سنة ثلاثين وأربعمائة. نسخ الكثير، وسمع، وسمع ولده أبا منصور عبد الرحمن.
211

وتوفي في رابع شوال.
وكان ثقة، مقرئا، فاضلا، حاذقا بالقراءآت.
روى عنه: حفيده نصر الله بن عبد الرحمن، وسعد الله الدقاق، ويحيى ابن السدنك.
محمد بن علي بن محمد. القاضي أبو سعيد المروزي الدهان.
سمع: أبا غانم الكراعي، وابن عبد العزيز القنطري، وجماعة.
أجاز للسمعاني، وعنده تفسير ابن راهويه، يرويه عن الحاكم محمد بن عبد العزيز القنطري، عن الحاكم محمد بن الحسين الحدادي، عن محمد بن يحيى بن خالد المروزي، عنه.)
ولد في حدود سنة ثلاثين وأربعمائة.
وقيل: مات سنة عشر.
محمد بن علي بن محمد بن عبد العزيز بن حمدين. أبو عبد الله، قاضي القضاة بقرطبة.
تفقه على والده.
وروى عنه، وعن: محمد بن عتاب، وجماعة.
وكان من أهل التفنن في العلوم. وكان حافظا، ذكيا، فطنا، أديبا، شاعرا، لغويا أصوليا. ولي القضاء سنة تسعين، فحمدت سيرته.
212

وتوفي في المحرم سنة ثمان وخمسمائة.
وكان مولده سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
محمد بن المختار بن محمد بن عبد الواحد بن عبد الله بن المؤيد بالله. أبو العز الهاشمي، العباسي، المعروف بابن الخص. والد الشيخ أبي تمام وأحمد.
نزيل خراسان. من أهل الحرم الطاهري، شريف، ثقة، صالح، دين، سمع الكثير، وعمر حتى حمل عنه.
روى عن: أبي الحسن القزويني، وأبي علي بن المذهب، وعبد العزيز الأزجي، والبرمكي.
روى عنه: أبو علي الرحبي، وأحمد بن السدنك، وابن كليب.
وتوفي في عاشر المحرم وله ثمانون سنة.
ميمون بن محمد بن محمد بن معتمد بن محمد بن محمد بن مكحول بن الفضل. الإمام، الزاهد، أبو المعين المكحولي، النسفي رضي الله عنه.
قال عمر بن محمد النسفي في كتاب القند: هو أستاذي. كان بسمرقند
213

مدة، وسكن بخارى، يغترف علماء الشرق والغرب من بحاره، ويستضيئون بأنواره.
توفي في الخامس والعشرين من ذي الحجة، وعمره سبعون سنة.
قلت: روى عنه شيخ الإسلام محمود بن أحمد الشاغرجي، وعبد الرشيد بن أبي حنيفة الوأو الجي.
4 (حرف الهاء))
)
هبة الله بن الحسن بن محمد. الحافظ، الزاهد، أبو الخير الأبرقوهي.
رحل إلى إصبهان.
وسمع من: أبي طاهر بن عبد الرحيم، وطبقته.
وقع لنا من حديثه.
روى عنه: أبو طاهر السلفي، وأبو موسى المديني، وأبو الفتح الخرقي. وآخرون. توفي بأبرقوه في شعبان، وكان قد عمر.
قال السلفي: كان قاضي أبرقوه، وهي بقرب يزد. وكان من المكثرين، من أهل الفضل، ثقة.
214

4 (وفيات سنة تسع وخمسمائة))
4 (حرف الألف))
أحمد بن أبي القاسم الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد. أبو العباس الإصبهاني، المعروف بنجوكه.
روى عن: أبي نعيم الحافظ.
وتوفي في عشر التسعين.
روى عنه: أبو موسى المديني، وقال: توفي في ثامن شوال.
أحمد بن الحسين بن أبي ذر محمد بن إبراهيم بن علي. أبو العباس، الصالحاني، الواعظ.
الرجل الصالح.
ولد في حدود سنة أربع وعشرين وأربعمائة.
وحدث عن جده أبي ذر.
روى عنه: أبو موسى وقال: توفي في ربيع الآخر.
وقال غيره: في ربيع الأول.
إبراهيم بن حمزة بن نصر.
215

أبو طاهر الجرجرائي، ثم لدمشقي، المقرئ، المعدل.
قرأ على أبي بكر أحمد الهروي صاحب الأهوازي.)
وسمع: الحسن بن علي اللباد، وأبا بكر الخطيب.
وعنه: أبو القاسم بن عساكر وقال: توفي في ربيع الأول.
إبراهيم بن غالب. أبو إسحاق الفقيه، الشافعي، ابن الآمدية.
من علماء الإسكندرية.
روى عنه: أبو محمد العثماني.
إسماعيل بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن أبي سعيد بن ملة. أبو عثمان المحتسب، الواعظ، الإصبهاني، صاحب المجالس المروية.
سمع: أبا بكر بن ريذة، وأبا طاهر بن عبد الرحيم، وجماعة من أصحاب ابن المقري، وغيره.
وأملى بجامع المنصور.
روى عنه: ابن ناصر، وظاعن بن محمد الخياط، وجماعة آخرهم موتا عبد المنعم بن كليب.
وكان ضعيفا.
216

قال ابن ناصر: وضع حديثا وأملاه، وكان يخلط.
توفي في ثاني ربيع الأول بإصبهان.
قلت: روايته عن ابن ريذة حضور، فإنه قال: ولدت في رجب سنة ست وثلاثين.
قلت: ومات ابن ريذة سنة أربعين.
وقال أبو نصر اليونارتي في معجمه: إسماعيل بن ملة كان من الأئمة المرضيين، يرجع في كل فن من العلم إلى حظ وافر.
وروى عنه السلفي فقال: هو من المكثرين. يروي عن عبد العزيز فاذويه، وأبي القاسم عبد الرحمن من أبي بكر الذكواني. وكان يعظ.
وأبوه يروي عن عمر بن أبي محمد بن زكريا البيع.
4 (حرف الجيم))
جامع بن أبي بكر الحسن بن علي. أبو الحسن الفارسي.
سمع: أباه، وأبا حفص بن مسرور، وجماعة.)
وتوفي في شعبان.
جامع بن الحسن بن علي. أبو علي البيهقي.
ذكر أبو علي السمعاني أنه حضر عليه بقراءة والده، وأنه كان معمرا.
سمع من: أبي بكر أحمد بن محمد بن الحارث الإصبهاني، والفضل بن عبد الله الأبيوردي.
وأن مولده بعد العشرين وأربعمائة.
ومات في شعبان أيضا.
217

4 (حرف الحاء))
الحسن بن نصر بن عبيد الله بن عمر بن محمد بن علان. النهاوندي، أبو عبد الله بن المرهف.
فقيه فاضل، قدم بغداد.
وسمع: أبا محمد الجوهري، وجماعة.
وحدث بإصبهان، ونهاوند.
روى عنه: مهدي بن إسماعيل العلوي.
وتوفي في المحرم.
حمد بن نصر بن أحمد بن محمد بن معروف. أبو العلاء الأديب، ويعرف بالأعمش.
همذاني، حافظ، مكثر، ثقة.
سمع بهمذان من: عبيد الله بن أبي عبد الله بن مندة، وأبي مسلم بن غزو النهاوندي، وأبي محمد بن ماهلة.
وولد في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.
قال أبو سعد السمعاني: أجاز لي في ذي القعدة سنة تسع.
قلت: روى عنه: السلفي، وأبو العلاء العطار، وجماعة.
وكان مع بصره بالحديث عارفا بمذهب أحمد، ناصرا للسنة، وافر الحرمة.
أملى عدة مجالس من حفظه، رحمه الله تعالى.)
وكان أحد الأدباء بارعا في فضائله. وقع لنا من روايته في السلماسية، مات سنة اثنتي عشرة.
وسيعاد فيضم ما هنا إلى هناك.
218

4 (حرف الشين))
شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسرو بن خسركان. الحافظ، أبو شجاع الديلمي، الهمذاني، مؤرخ همذان، ومصنف كتاب الفردوس.
سمع الكثير بنفسه، ورحل.
سمع: أبا الفضل محمد بن عثمان القومساني، ويوسف بن محمد بن يوسف المستملي، وسفيان بن الحسين بن محمد بن فنجويه الدينوري، وعبد الحميد بن الحسن
الفقاعي الدلال، وأبا الفرج علي بن محمد بن علي الجريري البجلي، وأحمد بن عيسى بن عباد الدينوري، وخلقا سواهم.
وببغداد: أبا منصور عبد الباقي بن محمد العطار، وأبا القاسم بن البسري، وخلقا.
وبإصبهان: أبا عمرو بن مندة، وغيره.
وبقزوين والجبال.
قال فيه يحيى بن مندة: شاب كيس، حسن الخلق والخلق، زكي القلب،
219

صلب في السنة، قليل الكلام.
روى عنه ابنه شهردار، ومحمد بن الفضل الإسفرائيني، ومحمد بن أبي القاسم الساوي، وأبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ، وآخرون.
وتوفي في تاسع عشر رجب.
وهو متوسط المعرفة، وليس هو بالمتقن.
ولد سنة خمس وأربعين وأربعمائة. وكان صلبا في السنة.
دخل إصبهان في سنة خمس وخمسمائة، فروى عنه أبو موسى المديني، وطائفة.
4 (حرف الصاد))
صدقة بن محمد بن صدقة. أبو الكرم الإسكاف.
شيخ صالح بغدادي.
سمع: أبا يعلى بن الفراء، وأبا الحسين بن المهتدي بالله.)
روى عنه: عمر بن ظفر.
4 (حرف الظاء))
ظفر بن عبد الملك. الخلال، والإصبهاني.
ورخه عبد الرحيم الحاجي.
توفي في ربيع الأول.
كأنه أخو الحسين.
220

4 (حرف العين))
عبد الله بن بننان. أبو محمد النحوي، نزيل إشبيلية.
روى عنه: أبي عبد الله بن يونس الحجازي، وعاصم بن أيوب، وابن الحجاج الأعلم.
روى عنه: أبو الوليد بن خيرة، وأبو عامر بن ربيع الأشعري، وهارون بن أبي الغيث، وأبو الحسن بن فيل.
وكان حافظا لكتب الآداب، ذاكرا للكامل للمبرد، وأمالي القالي.
علم الناس النحو بقرطبة.
وكان حيا في هذه السنة. قاله ابن الأبار.
عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت. أبو محمد الأموي، الأندلسي. خطيب شاطبة.
روى كثيرا عن أبي عمر بن عبد البر.
وعن: أبي العباس العذري.
وكان زاهدا، ورعا، فاضلا، منقبضا.
سمع منه جماعة، ورحلوا إليه، واعتمدوا عليه.
ولد سنة ست وأربعين وأربعمائة.
وقال: زارنا ابن عبد البر مرة في منزلنا، فحفظت من لفظه يقول:
* ليس المزار على قدر الوداد، ولو
* كانا كفيين كنا لا نزال معا
*)
عبد الله بن عبد العزيز بن المؤمل. الأديب، أبو نصر الزيتوني.
221

كان إخباريا، علامة.
روى عن: أحمد بن عمر النهرواني، وعلي بن محمود الزوزني، ومحمد بن الحسين بن الشبل، وجماعة من الشعراء.
روى عنه: عبد الخالق اليوسفي، وعبد الرحيم ابن الإخوة، والسلفي، وآخرون.
قال السمعاني: ما كان مرضي السيرة. كان جماعة من شيوخي يسيئون الثناء عليه.
توفي في ذي القعدة، وله تسعون سنة.
عبد الوهاب بن أحمد بن عبيد الله بن الصحنائي. أبو غالب المستعمل.
عن: جده لأمه عبد الوهاب بن أحمد الدلال، وابن غيلان، وعبد العزيز الأزجي، وعدة.
وعنه: عمر المغازلي، وآخرون.
مات في ذي الحجة عن تسعين سنة.
علي بن أحمد بن سعيد. أبو الحسن اليعمري، الشاعر، الأندلسي، الأديب.
أخذ بقرطبة عن أبي مروان بن سراج.
وأقرأ العربية والأدب.
وكان كاتبا، شاعرا، فقيها.
توفي وهو في عشر الثمانين.
222

علي بن عبد الله بن محمد. أبو الحسن النيسابوري، الواعظ.
وأصله من إصبهان.
سمع: أبا حفص بن مسرور، وأبا الحسين بن عبد الغافر، وغيرهما.
قال السلفي: بلغني أنه توفي سنة تسع وخمسمائة.
وقال ابن عساكر: أجاز لي سنة عشر.)
قلت: سأعيده سنة عشر.
علي بن محمد بن عبد الله. أبو الحسن الجذامي، الأندلسي، من أهل المرية، ويعرف بالبرجي، بفتح الباء.
أخذ القراءات عن: أبي داود، وابن الدش.
وسمع من أبي علي الغساني.
وكان مقرئا حاذقا، وفقيها، مفتيا، من أهل الخير، والصلاح، والتفنن في العلم.
قال ابن الأبار: دارت له مع قاضي المرية مروان بن عبد الملك قصة غريبة في إحراق ابن حمدين كتب الغزالي وأوجب فيها حين اسفتي تأديب محرقها، وضمنه قيمتها. وتبعه على ذلك أبو القاسم بن ورد، وعمر بن الفصيح.
أخذ عنه: عمر بن نمارة، والشيخ أبو العباس بن العريف.
223

علي بن محمد بن علي. أبو الحسن الأندش، النيسابوري، الشعري.
ولد سنة خمس عشرة وأربعمائة.
وسمع: أبا العلاء صاعد بن محمد، وابن مسرور.
قال السمعاني: حضرت عليه جزء ابن نجيد.
ومات في رمضان.
4 (حرف الغين))
غيث بن علي بن عبد السلام بن محمد. أبو الفرج الصوري، الأرمنازي. خطيب صور، ومحدثها مفيدها.
224

سمع: أبا بكر الخطيب، وعلي بن عبيد الله الهاشمي، وجماعة.
وقدم دمشق، وسمع: أبا نصر بن طلاب، وأبا الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، وجماعة.
ورحل إلى تنيس، فسمع بها في سنة تسع وستين من: رمضان بن علي.
وبمصر، والإسكندرية.
وكتب الكثير، وسود تاريخا لصور. وكان ثقة، ثبتا، حسن الخط.)
روى عنه: شيخه الخطيب شعرا.
225

وسكن دمشق في الآخر، وبها توفي في صفر، وله ست وستون سنة.
وروى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وجماعة.
226

4 (حرف القاف))
قوام بن زيد بن عيسى. الإمام أبو الفرج القرشي، التيمي، البكري، الدمشقي، المري، الفقيه الشافعي.
سمع: أبا بكر الخطيب بدمشق، والصريفيني، وابن النقور ببغداد.
روى عنه: الصائن بن عساكر، وأخوه الحافظ، وعبد الصمد بن سعد النسوي، وغيرهم.
قال الحافظ ابن عساكر: كان شيخا ثقة. حدث عنه الفقيه نصر الله المصيصي. وتوفي في رمضان، وحضرت دفنه.
قلت: عاش سبعا وسبعين سنة.
227

4 (حرف الميم))
محمد بن الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن القاسم الزينبي بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل.
العلوي الإصبهاني.
شيخ جليل معمر.
يروي عن: أبي سعد عبد الرحمن بن أحمد بن عمر الصفار.
روى عنه: أبو موسى المديني.
وتوفي في ثاني رمضان.
كنيته أبو العساف.
محمد بن الخلف بن إسماعيل. أبو عبد الله الصدفي، البلنسي، المعروف بابن علقمة الكاتب.
صنف تاريخ بلنسية، وحمله الناس عنه على سوء ما رصفه.
توفي في شوال، وقد جاوز الثمانين.
محمد بن أبي العافية.)
أبو عبد الله الإشبيلي النحوي، المقرئ.
إمام جامع إشبيلية.
أخذ عن: أبي لحجاج الأعلم النحوي.
وكان بارعا في النحو، واللغة.
حمل الناس عنه. وقد قرأ بالقراءآت على أبي عبد الله محمد بن شريح.
محمد بن علي بن الحسن بن أبي المضاء محمد بن أحمد بن أبي المضاء.
228

أبو المضاء البعلبكي، ويعرف بالشيخ الدين.
سمع: أبا بكر الخطيب، وعبد العزيز الكتاني، وجماعة.
روى عنه: الصائن هبة الله.
وأجاز للحافظ أبي القاسم.
توفي في شعبان وله أربع وثمانون سنة. وأول سماعه سنة ست وأربعين وأربعمائة.
محمد بن سعد. الإمام أبو بكر البغدادي، الحنبلي، الغسال، المقرئ، الملقب بالتاريخ.
حدث عن: أبي نصر الزينبي، وعدة.
وكان رأسا في حفظ القرآن، وحسن الصوت، خيرا، ثقة، صالحا. كبير القدر، محسنا إلى الناس.
229

كانت جنازته مشهودة.
عاش بضعا وأربعين سنة.
محمد بن كمار بن حسن بن علي. الفقيه أبو سعيد الدينوري، ثم البغدادي.
قال: ولدت سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وكانت زوجة أبي بكرر الخطيب ترضعني، فلما كبرت أسمعني من: ابن غيلان، وأبي محمد الخلال، وأبي إسحاق
البرمكي، وأبي الحسن القالي، وغيرهم.
وقرأت القرآن على أبي الحسن القزويني، وسمعت منه الحديث.
وقرأت المقنع على القاضي أبي الطيب الطبري، ثم علقت تعليقة كاملة في الخلاف عن أبي)
إسحاق الشيرازي، وقرأت الفرائض على أبي عبد الله الوني، إلا أن كتبي ذهبت كلها في النهب، ولم يبق عندي منها شيء إلا ما بقي بأيدي الناس من مسموعي. ووزنا عشرة دنانير حتى سمعنا المسند من ابن المذهب.
وسمعت من الأزجي، يعني عبد العزيز، كتاب يوم وليلة للمعمري.
قلت: روى عنه: الحسين بن خسرو البلخي، والسلفي، عن البرمكي، والفالي. ثم آنحدر إلى واسط، وبها مات في جمادى الآخرة سنة تسع.
محمد ابن الهبارية. هو محمد بن محمد بن صالح بن حمزة بن محمد بن عيسى بن محمد بن
230

عبد الله بن محمد بن داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، أبو يعلى الهاشمي، العباسي، البصري.
والهبارية هي من جداته، وهي من ذرية هبار بن الأسود بن المطلب.
قرأ الأدب ببغداد، وخالط العلماء، وسمع الحديث، ومدح الوزراء والأكابر.
وله معرفة بالأنساب، وصنف كتاب الصادح والباغم والحازم والعازم، نظمه لسيف الدولة صدقة، وضمنه حكما وأمثالا، ونظم كليلة ودمنة. وله كتاب مجانين العقلاء، وغير ذلك.
وله كتاب ذكر الذكر وفضل الشعر.
وقد بالغ في الهجو حتى هجا أباه وأمه.
وشعره كثير سائر، فمنه قصيدة شهيرة: أولها:
* حي على خير العمل
* على الغزال والغزل
* يقول فيها:
* لو كان لي بضاعه
* أو في يدي صناعه
*
* ألقى بها المجاعة
* لم أخلع الخلاعه
* ولم أفق من الخذل
* ولا درست مسأله
* ولا رحلت بعمله
*
* ولا قطعت مجهله
* ولا طلبت منزله
* ولا تعلمت الجدل)
* ولا دخلت مدرسه
* سباعها مفترسه
*
* وجوههم معبسه
* ما لي وتلك المنحسه
* لولا النفاق والخبل
* الأصفر المنقوش
* شيدت به العروش
*
* به الفتى يعيش
* وباسمه يطيش
* مولاه ما شاء فعل
* يا عجبا كل العجب
* لا أدب ولا حسب
*
231

* ولا تقى ولا نسب
* يغني الفتى عن الذهب
* سبحانه عز وجل
* بؤسا لرب المحبره
* وعيشه ما أكدره
*
* ودرسه ودفتره
* يا ويله ما أدبره
* إن لم تصدقني فسل
* إصعد إلى تلك الغرف
* وانظر إلى قلب الحرف
*
* وآبك لفضلي والشرف
* وآحكم لضري بالسرف
* وآضرب بخذلاني المثل وله أيضا القصيدة الطويلة التي أولها:
* لو أن لي نفسا هربت لما
* ألقى، ولكن ليس لي نفس
*
* ما لي أقيم لدى زعانفة
* شم القرون أنوفهم فطس
*
* لي مأتم من سوء فعلهم
* ولهم بحسن مدائحي عرس
* وهجا في هذه القصيدة الوزير، والنقيب، وأرباب الدولة بأسرهم فأطيح دمه، فاختفى مدة، ثم سافر ودخل إصبهان، وانتشر ذكره بها، وتقدم عند أكابرها، فعاد إلى طبعه الأول، وهجا نظام الملك، فأهدر دمه، فاختفى، وضاقت عليه الأرض. ثم رمى نفسه على الإمام محمد بن ثابت الخجندي، فتشفع فيه، فعفا عنه النظام، فاستأذن في مديح، فأذن له فقام، وقال قصيدته التي أولها:
* بعزة أمرك دار الفلك
* حنانيك فالخلق والأمر لك
*)
فقال النظام: كذبت، ذاك هو الله تعالى.
وتمم القصيدة، ثم خرج إلى كرمان وسكنها، ومدح بها، وهجا على جاري طبيعته.
وحدث هناك عن: أبي جعفر ابن المسلمة.
232

سمع منه: محمد بن عبد الواحد الدقاق، ومحمد بن إبراهيم الصيقلي في آخر سنة ثمان وتسعين.
وروى عنه: القاضي أحمد بن محمد الأرجاني، الشاعر، حديثا عن مالك البانياسي.
قال ابن النجار: فأخبرنا محمد بن معمر القرشي كتابة، أن أبا غالب محمد بن إبراهيم أخبره: أنا أبو يعلى محمد بن محمد بن صالح العباسي الشاعر بكرمان، أنا ابن المسلمة سنة ستين وأربعمائة، أنا أبو الفضل الزهري، أنبا الفريابي، ثنا إبراهيم بن الحجاج، نا عبد الوارث، نا محمد بن حجادة، فذكر حديثا.
وقد روى عنه من شعره: عمر بن عبد الله الحربي، وأبو الفتح محمد بن علي النطنزي، وأحمد بن محمد بن حفص الكاتب، وآخرون.
ومن غرر قصائده قوله:
* يا صاحبي هات المدامة هاتها
* فصبيحة النيروز من أوقاتها
*
* كرمية، كرمية، ذهبية
* لهبية، بكرا تقوم بذاتها
*
* رقت وراقت في الزجاج فخلتها
* جادت بها العشاق من عبراتها
*
* من كف هيفاء القوام كأنما
* عصرت سلاف الخمر من وجناتها
*
* السحر في ألحاظها، والغنج في
* ألفاظها، والدل في حركاتها
*
* أو ما ترى فصل الربيع وطيبه
* قد نبه الأرواح من رقداتها
*
* والطير تصدح في الغصون كأنما
* مدحت نظام الملك في نغماتها
*
* فآنهض بنا وآنشط لنأخذ فرصة
* من لذة الأيام قبل فواتها
*
* يا صاحبي سرى فلا أخفيكما
* ما أطيب الدنيا على علاتها
*
* قم فآسقنيها بالكبير، ورح إلى
* راح تريح النفس من كرباتها
*
* إن مت فخلني وغوايتي
* إن الغواية حلوة لجناتها
*
233

* ولقد جريت على الصباية والصبي
* وجذبت أقراني إلى غاياتها)
* (ثم آرعويت وما بكفي طائل
* من لذة الدنيا سوى تبعاتها
* وهي قصيدة طويلة.
قال الأرجاني: سألت ابن الهبارية عن مولده، فقال: سنة أربع عشرة وأربعمائة.
وقال أبو المكارم يعيش بن الفضل الكرماني الكاتب: مات بكرمان في جمادى الآخرة سنة تسع وخمسمائة.
ولابن الهبارية:
* وإذا البيادق في الدسوت تفرزنت
* فالرأي أن يتبيذق الفرزان
*
* خذ جملة البوى ودع تفصيلها
* ما في البرية كلها إنسان
* مغاور بن الحكم. أبو الحسن السلمي، الشاطبي، المؤدب.
أخذ القراءات عن: أبي الحسن بن الدش.
وأقرأ الناس.
أخذ عنه: ابنه محمد، وأبو عبد الله بن بركة، وعبد الغني بن مكي.
مهذب الدولة. أمير البطائح. هو أبو العباس أحمد بن محمد بن عبيد بن أبي الجبر الكناني.
أديب، فاضل، شاعر، إخباري، دون شعره.
234

ولي البطيحة وأعمالها. وتولى النظر بواسط وأعمالها، مضافا إلى إمرة البطيحة.
ولم يزل آباؤه وأجداده أمراء البطيحة.
وله شعر في المستظهر بالله.
توفي في المحرم.
4 (حرف الهاء))
هابيل بن محمد بن أحمد بن هابيل. أبو جعفر الألبيري، الأندلسي.
أخذ بقرطبة عن: أبي القاسم بن عبد الوهاب المقرئ، وأبي مروان الطبني، وأبي مروان بن سراج.)
روى عنه: أبو الحسن بن الباذش المقرئ.
وتوفي في رمضان سنة تسع، ويحتمل أن تكون سنة سبع.
هبة الله بن أحمد بن هبة الله بن الرحبي. أبو القاسم الدباس.
من أولاد الشيوخ.
سمع: أبا الحسن القزويني، وأحمد بن محمد الزعفراني، وعلي بن المحسن.
روى عنه: عمر المغازلي، وأبو المعمر الأنصاري.
هبة الله بن المبارك بن موسى بن علي.
235

أبو البركات السقطي، المفيد.
أحد من عني بهذا الشأن، وسمع ببغداد، وإصبهان، والموصل، والكوفة، والبصرة، وواسط.
وتعب وبالغ. وكان فيه فضل ومعرفة باللغة.
جمع الشيوخ، وخرج الفوائد، وقيل إنه ذيل على تاريخ الخطيب، وما ظهر ذلك.
وله معجم في مجلد، آدعى فيه لقي أناس كأبي محمد الجوهري، ولم يدركه وضعفه شجاع الذهلي، وكذبه ابن ناصر.
روى عنه: ابنه أبو العلاء وجيه، وأبو المعمر الأزجي، وعبد القادر الجيلي، وغيرهم.
وتوفي في ربيع الأول، سامحه الله.
236

هبة الله بن محمد بن علي بن المطلب. أبو المعالي الكرماني، الكاتب الوزير.
من رؤساء بغداد. تفرد في عصره بكتابة الحساب والديوان. ووزر للمستظهر سنتين ونصف، ثم عزل.
وكان فقيها شافعيا.
سمع: عبد الصمد بن المأمون، وطبقته.
وله معروف وصدقات.
روى اليسير. ولقبه مجد الدين.
ولد سنة، وكان من الأذكياء حسن المحاضرة.)
عزل سنة اثنتين وخمسمائة.
ومات سنة تسع.
هشام بن أحمد بن سعيد. أبو الوليد القرطبي، المعروف بابن العواد.
تلميذ أبي جعفر أحمد بن رزق، وأخذ أيضا عن: أبي مروان بن سراج، ومحمد بن فرج الفقيه، وأبي علي الغساني.
وكان من جلة الأئمة وأعيان المفتين بقرطبة. مقدما في الرأي والمذهب على جميع أصحابه، ذا دين وورع، وآنقباض عن الدولة، وإقبال على نشر العلم وبثه، واسع الخلق، حسن اللقاء، محببا إلى الناس، حليما متواضعا. دعي إلى القضاء فامتنع.
237

تفقه به خلق كثير نفعهم الله به.
توفي في صفر، وشيعه عالم كثير، ومتولي قرطبة.
مولده في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة. وعاش سبعا وخمسين سنة، رحمه الله، ورضي عنه.
4 (حرف الياء))
يحيى بن السلطان تميم بن المعز بن باديس. الملك أبو طاهر الحميري، الصنهاجي صاحب إفريقية وبلادها.
تسلطن بعد أبيه، وخلع على الأمراء، ونشر العدل، وافتتح قلاعا لم يتمكن أبوه من فتحها.
وكان كثير المطالعة لكتب الأخبار والسير، شفوقا على الرعية والفقراء، مقربا للعلماء، جوادا، ممدحا.
وفيه يقول أبو الصلت أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت:
* وآرغب بنفسك إلا عن ندى ووغى
* فالمجد أجمع بين البأس والجود
*
* كدأب يحيى الذي أحيت مواهبه
* ميت الرجاء بإنجاز المواعيد
*
* معطي الصوارم والهيف النواعم وال
* جرد الصلادم والبزل الجلاميد
*
* إذا بدا بسرير الملك محتبيا
* رأيت يوسف في محراب داود
*
238

توفي يحيى يوم الأضحى فجأة أثناء النهار، وخلف ثلاثين ولدا ذكرا، وقام بالملك بعده ابنه علي، فبقي ست سنين ومات، فأقاموا في المملكة ابنه الحسن ابن علي، وهو صبي ابن ثلاث)
عشرة سنة، فآمتدت دولته إلى أن أخذت الفرنج أطرابلس المغرب بالسيف، وقتلوا أهلها في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، فخاف الحسن وخرج هاربا من المهدية هو وأكثر أهلها. ثم إنه التجأ إلى السلطان عبد المؤمن بن علي.
ومما تم ليحيى أن ثلاثة غرباء كتبوا إليه أنهم كيمائيون، فأحضرهم ليعملوا ويتفرج. وكان عنده الشريف أبو الحسن وقائد الجيش إبراهيم، فجذب أحدهم سكينا، وضرب
يحيى، فلم يصنع شيئا، ورفسه يحيى ألقاه على ظهره، ودخل المجلس وأغلقه، وأما الثاني، فضرب الشريف قتله، وجذب الأمير إبراهيم السيف وحط عليهم، ودخل الغلمان فقتلوا الثلاثة، وكانوا من الباطنية.
239

4 (وفيات سنة عشر وخمسمائة.))
4 (حرف الألف))
أحمد بن الحسين بن علي بن قريش. أبو العباس البغدادي، البناء، النساج، المقرئ.
سمع: أبا طالب بن غيلان، وأبا إسحاق البرمكي، وجماعة.
روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي، وأحمد بن الطلاية الزاهد، وابن ناصر، والسلفي، وفارس الحفار.
ومات في رجب وله خمس وثمانون سنة. وكان صالحا ثقة. أجاز لابن كليب.
أحمد بن عبد الله بن مظفر بن محمد بن ماجة. أبو الرجاء الإصبهاني.
روى عن: ابن ريذة، وغيره.
روى عنه: أبو موسى الحافظ.
أحمد بن محمد بن عمر. المركزي أبو البركات.
شيخ مؤدب ببغداد.
240

كان يروي عن: إسحاق البرمكي.
وعنه: السلفي، وأبو المعمر الأنصاري.
مات في نصف شعبان.)
أحمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن سليم. أبو الفضل بن أبي بكر بن أبي علي.
من بيت حديث.
توفي في صفر.
روى عنه: أبو موسى المديني، عن علي بن أحمد بن يوسف.
إبراهيم بن أحمد. أبو الفضل المخرمي، البغدادي.
روى عن: الصريفيني، وابن النقور.
إسماعيل بن الفضل بن إسماعيل. أبو القاسم بن أبي عامر التميمي، الجرجاني.
قدم في هذه السنة بغداد ليحج، فحدث عن عبد الرحمن بن سعيد العسكري، عن أبي أحمد الغطريفي.
روى عنه: المبارك بن كامل، وروح بن أحمد الحديثي قاضي القضاة، ويحيى بن هبة الله البزاز، وأحمد بن سالم المقرئ، وأبو الفتح عبد الوهاب بن الحسن الفرضي.
241

4 (حرف الحاء))
حبيب بن أبي مسلم محمد بن أحمد بن يحيى. الفقيه الزاهد الكبير، أبو الطيب الطهراني، الإصبهاني.
روى عن: أبي طاهر بن عبد الرحيم.
وعنه: أبو موسى، وغيره.
توفي ليلة الثلاثاء، ثاني عشر ربيع الأول.
وهو من شيوخ السلفي ومن أقاربه.
الحسن بن أحمد بن يحيى. أبو أحمد بن أبي سلمة الكاتب، النيسابوري، أحد المعروفين بالفضل والشعر.
سمع من: الأمير أبي الفضل عبيد الله بن أحمد الميكالي، وأبي الحسين عبد الغافر.
روى عنه: ولده أحمد.)
وتوفي في ربيع الأول.
الحسن بن عبد الكريم. أبو حرب العباسي، الإصبهاني، النقيب.
سمع: أبا أحمد المكفوف.
242

كتب عنه: يحيى بن مندة.
توفي في المحرم.
4 (حرف الخاء))
خميس بن علي بن أحمد بن علي بن الحسن. الحافظ، أبو الكرم الواسطي، الحوزي.
ورد بغداد، وسمع: أبا القاسم بن البسري، وطبقته.
وسمع بواسط: علي بن محمد النديم، وهبة الله بن الجلخت، وخلقا سواهم، وكتب وجمع.
روى عنه: أبو الجوائز سعد بن عبد الكريم، وأبو طاهر السلفي، وآخر من روى عنه أبو بشر عبد الله بن عمران الباقلاني، المقرئ.
وله شعر جيد، فمنه:
* إذا ما تعلق بالأشعري
* أناس، وقالوا: وثيق العرى
*
* وطائفة رأت الاعتزال
* صوابا، وما هو فيما ترى
*
* وأخرى روافض لا تستحق
* إذا ذكر الناس أن تذكرا
*
* فنحن معاشر أهل الحديث
* علقنا بأذيال خير الورى
*
* فمن لم يكن دأبه دأبنا
* فنحن وأحمد منه برا
*
243

وقد سأل السلفي خميسا عن أهل واسط المتأخرين، فأجابه في جزء، وانتفى عليه جزءا سمعناه، وكان يثني عليه ويقول: كان عالما ثقة، يملي علي من حفظه.
وقد ذكره ابن نقطة، فذكر معه الحسن بن إبراهيم بن سلامويه.
قال: والحوز قرية بشرقي واسط. حدث عن عبد العزيز بن علي الأنماطي، ومحمد بن محمد العكبري النديم.
قال: وكان له معرفة بالحديث والأدب.)
قال: ومولده في شعبان سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة.
ومات أيضا في شعبان.
4 (حرف الطاء))
طاهر بن أحمد بن الفضل. أبو القاسم الإصبهاني، الخطاط، المعروف بالبزاز.
توفي في شعبان، وله تسعون سنة.
روى عن: ابن ريذة.
244

وعنه: أبو موسى المديني.
4 (حرف العين))
عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت. أبو محمد الأندلسي، ثم الشاطبي، البلالي.
وبلالة من عمل شاطبة. دين، عاقل، عالم.
سمع من: ابن عبد البر، وأبي العباس العذري.
وعنه: أبو الوليد يوسف بن الدباغ، وقال: سمعت منه كتاب الصحابة، وكتابي التقصي، وكتاب الأنباء.
وقرأت عليه الموطأ والسيرة. أنا بجميع ذلك، عن أبي عمر، وقال: كان بيننا وبين أبي مصاهرة.
ومولده في سنة ست وأربعين وأربعمائة.
عبد الغفار بن محمد بن الحسين بن علي بن شيرويه بن علي. أبو بكر الشيرويي، النيسابوري، التاجر.
سمع: أبا بكر الحيري، وأبا سعيد الصيرفي.
وهو آخر من روى في الدنيا عنهما.
وروى عن: أبي حسان المزكي، وأحمد بن محمد بن الحارث النحوي، ووالده.
245

روى عنه: الحافظ أبو سعد السمعاني، وأبو الفتوح الطائي، وعبد المنعم الفراوي، وخلق كثير.
وروى عنه بالإجازة: ذاكر بن كامل الخفاف، وأبو المكارم أحمد بن محمد اللبان.)
وكان مولده في ذي الحجة سنة أربع عشرة.
وتوفي في ثامن عشر ذي الحجة، وقد استكمل ستا وتسعين سنة.
قال السمعاني في كتاب الأنساب: كان صالحا، عابدا، معمرا، رحل إليه من البلاد، وسمع الحيري، والصيرفي، وعبد القاهر بن طاهر، ومحمد ابن إبراهيم المزكي.
وقد دخل إصبهان، وسمع بها من ابن ريذة، وأبي طاهر بن عبد الرحيم. أحضرني والدي مجلسه. وكان أبوه يروي عن المخلص.
وهو فقد أجاز لمن شاء الرواية عنه. وهو من قرية كونابذ، ثم عربت، فقيل: جنابذ، بفتح الباء.
وهي من قهستان من رساتيق نيسابور.
وكان صالحا، عفيفا، تجر إلى البلاد مضاربة بأموال الناس، ثم عجز، وانقطع لتسميع الحديث.
وكان مكثرا.
ومن شيوخه أبو سعيد نصر الدين بن أبي الخير الميهني، وأبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي.
ألحق الأحفاد بالأجداد، وسمع منه من دب ودرج. وسار ذكره، ولم تتغير حواسه، إلا بصره فضعف.
246

ومن شيوخه: أبو عبد الله بن باكويه السراج.
قال الفضل بن عبد الواحد الإصبهاني: سمعت الرئيس الثقفي يقول: لا جادنا من خراسان ناصر إلا بأبي بكر الشيرويي، فإنه أخيرهم وأنفعهم.
قال السلفي: سمعت منه الكثير، ولي ثلاث سنين ونصف بقراءة أبي. وسمع أخي في الخامسة، فمن ذلك جزء سفيان، وخمسة أجزاء من ثمانية من مسند الشافعي خمسة أجزاء من ثمانية أجزاء.
عبد الله بن عبد الرحمن بن يونس. أبو محمد بن خيرون الأندلسي، القضاعي.
محدث مكثر عن ابن عبد البر.
وسمع: مكثر عن ابن عبد البر.
وسمع: أبا الوليد الباجي، وابن دلهاث.)
وكان عارفا بالفقه، والشعر. ولي قضاء قربيطر.
روى عنه: أبو محمد بن علقمة، ومحمد بن يعيش، وعبد الوهاب التجيبي، وآخرون.
علي بن أحمد بن محمد بن بيان. أبو القاسم بن الرزاز، البغدادي.
مسند الدنيا في عصره.
روى عنه خلق لا يحصون.
247

سمع: أبا الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد، وطلحة بن الصقر الكتابي، وأبا علي بن شاذان، وأبا القاسم بن بشران الواعظ، وأبا القاسم الحرفي، وأبا العلاء الواسطي، وجماعة.
ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. وكانت إليه الرحلة من الأقطار. وهو آخر من حدث بنسخة ابن عرفة.
قال أبو سعد السمعاني: وكان يأخذ على روايتها دينارا عن كل واحد على ما سمعت. وأجاز لي، وحدثني عنه جماعة كثيرة.
سمعت أبا بكر محمد بن عبد الباقي يقول: كان أبو القاسم بن بيان يقول: أنتم ما تطلبون الحديث والعلم، أنتم تطلبون العلو، وإلا ففي دربي جماعة سمعوا مني هذا الجزء، فاسمعوه منهم، ومن أراد أن يسمع مني يزن دينارا.
سمعت أبا بكر محمد بن عبد العطار بمرو يقول: وزنت الذهب لأبي القاسم بن بيان، حتى سمعت منه جزء ابن عرفة. وكذا ذكر لي محمد بن أبي العباس بسمرقند، أنه أعطاه دينارا حتى سمع منه.
قلت: روى عنه: أبو الفتوح الطائي، والسلفي، وخطيب الموصل، وأحمد بن محمد بن قضاعة، وأحمد بن محمد المنبجي، وأبو محمد عبد الله بن الخشاب النحوي، ومحمد بن عبد الباقي ابن النرسي، والمبارك بن محمد بن سكينة، ووفاء بن أسعد التركي، والحافظ أبو العلاء العطار، ومحمد بن بدر الشيحي، ومحمد بن جعفر بن عقيل، وأبو الفرج محمد بن أحمد حفيد ابن نبهان، وأبو الفتح بن شاتيل، وأحمد بن المبارك بن درك، وأحمد بن أبي الوفاء الصائغ، وأبو السعادات نصر الله القزاز، وأبو منصور عبد الله بن عبد السلام، وعبد المنعم بن كليب.
248

توفي في سادس شعبان.)
علي بن عبد الله بن محمد. أبو الحسن النيسابوري، الواعظ.
توفي في سلخ المحرم، وله نيف وتسعون سنة.
روى بإصبهان عن: ابن حفص بن مسرور.
وعنه: أبو موسى الحافظ، وأبو طاهر السلفي، ومحمد بن حمزة الزنجاني، وأبو غانم بن زينة، وزيد بن حمزة الطوسي.
وروى عنه بالإجازة أبو القاسم بن عساكر.
وقد سمع: أبا عثمان الصابوني، وأبا الحسين عبد الغافر الفارسي.
وبدمشق: أبا القاسم الجنائي.
روى عنه: الفقيه نصر المقدسي، قلت: وهو أكبر منه، وأبو موسى. وذلك يدخل في السابق واللاحق.
قال السلفي: أبو الحسن علي بن عبد الله بن الصباغ، ذكر أنه يعرف بنيسابور بالإصبهاني، وبإصبهان بالنيسابوري. وكان يعقد المجلس في جامع إصبهان، ثقة.
4 (حرف الغين))
غانم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد.
249

أبو سهل بن الشيخ أبو الفتح الحداد.
يروى عن: أبي القاسم بن أبي بكر الذكواني، والإصبهانيين.
وعنه: أبو موسى، وجماعة.
وحدث ببغداد عن: الذكواني، وأبي طاهر بن عبد الرحيم، وأبي نصر الكسائي.
توفي في ربيع الأول. وهو أخو صاحب الأموال الجزيلة أبي سعيد الحداد ووالد محمد ومحمود.
سمع أيضا من أبي طاهر بن عبد الرحيم، وأبي الوليد الدربندي، وإبراهيم بن محمد الكسائي، وعدة. أجاز للسمعاني.
4 (حرف الميم))
المبارك بن الحسين بن أحمد.)
الغسال أبو الخير البغدادي، الشافعي، المقرئ.
كان صالحا، ثقة، متميزا. قرأ القرآن على: أبي القاسم بن الغوري، وأبي بكر محمد بن علي الخياط، وأبي علي الحسن بن غالب المقرئ، وأبي بكر ابن الأطروش، وأبي بكر اللحياني.
ورحل إلى واسط في طلب القراءات، فقرأ على أبي علي غلام الهراس، وتصدر للإقراء، وقصده الطلبة.
وكان محافظا، مجودا، يتكلم على معاني القرآن.
250

وسمع الحديث من: أبي محمد الخلال، وأبي جعفر ابن المسلمة، وأبي يعلى بن الفراء.
روى عنه: أبو طاهر محمد بن محمد السنجي، وعلي بن أحمد المحمودي، وسعد الله بن محمد.
وآخر من روى عنه: عبد المنعم بن كليب.
وقد أجاز لابن السمعاني.
وكان مولده قبل الثلاثين وأربعمائة.
وتوفي في غرة جمادى الأولى والغسال بغين معجمة.
المبارك بن محمد بن علي. أبو الفضل الهمذاني.
سمع: أبا يعلى بن الفراء، وابن المسلمة.
وأجاز له أبو محمد الجوهري.
روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وغيره.
توفي في ربيع الآخر.
محفوظ بن أحمد بن الحسن بن الحسين.
251

الإمام، أبو الخطاب الكلوذاني، الأزجي، شيخ الحنابلة.
كان مفتيا، صالحا، ورعا، دينا، وافر العقل، خبيرا بالمذهب، مصنفا فيه، حسن العشرة والمجالسة. له شعر رائق.
صنف كتاب الهداية المشهور في المذهب، ورؤوس المسائل. وتفقه على: أبي يعلى.
وسمع: أبا محمد الجوهري، وأبا طالب العشاري، وأبا علي محمد بن الحسين الجازري، حدث عنه بكتاب الجليس والأنيس للمعافى.)
روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، والمبارك بن خضير، وأبو الكرم بن الغسال. وتفقه عليه أئمة.
وكان مولده في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
ولأبي الخطاب قصيدة في العقيدة يقول فيها:
* قالوا: أتزعم أن على العرش استوى
* قلت: الصواب كذاك خبر سيدي
*
* قالوا: فما معنى استواه أبن لنا،
* فأجبتهم: هذا سؤآل المعتدي.
* قال السمعاني: أنشدنا دلف بن عبد الله بن التبان بسمرقند في فتوى جاءت إلى أبي الخطاب:
252

* قل للإمام أبي الخطاب مسألة
* جاءت إليك، وما إلا سواك لها:
*
* ماذا على رجل رام الصلاة، فإذ
* لاحت لناظره ذات الجمال لها
* فكتب في الحال:
* قل للأديب الذي وافى بمسألة:
* سرت فؤآدي لما أن أصخت لها
*
* إن الذي فتنته عن عبادته
* خريدة ذات حسن فانثنى ولها
*
* إن تاب، ثم قضى عنه عبادته
* فرحمة الله تغشى من عصى ولها
* توفي في الثالث والعشرين من جمادى الآخرة.
253

محمد بن أحمد بن طاهر بن حمد. أبو منصور البغدادي، الخازن. أخو أبي غالب المتوفى سنة أربع وتسعين.
سمعا معا من: أبي طالب بن غيلان، وأبي القاسم بن المحسن التنوخي، وجماعة.
روى عنه: أبو منصور بن الجواليقي، وابن ناصر.
وروى عن هذا عبد المنعم بن كليب.
وكان من رؤوس الشيعة وفقهائهم، وفيه اعتزال. وقد أدب أولاد نقيب الطالبيين. وعاش نيفا وتسعين سنة.
أخذ النحو عن ابن برهان، والثمانيني.
توفي في شعبان.
محمد بن الشيخ أبي علي الحسن بن أحمد بن البناء. أبو نصر الحنبلي.)
254

بغدادي من بيت العلم والرواية.
سمع: أبا محمد الجوهري، وأبا بكر محمد بن عبد الملك بن بشران.
روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وغيره.
وتوفي في ربيع الأول وله أربع وسبعون سنة.
محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم. الدمشقي أبو طاهر الحنائي.
من أهل بيت حديث، وعدالة، وسنة، وكان ثقة، صدوقا. سمع: أباه أبا القاسم الحنائي، وأبا الحسين محمد، وأبا علي أحمد ابني عبد الرحمن بن أبي نصر، ومحمد بن عبد الواحد الدارمي، وابن سحنام، والأهوازي، ورشأ بن نظيف، ومحمد بن عبد السلام بن سعدان، ومحمد بن علي بن سلوان، والحسن بن علي بن شواش، وطائفة سوام.
روى عنه: الحافظان السلفي، وابن عساكر، والصائن ابن عساكر، وأبو طاهر بن الحصني، والخضر بن شيل الحارثي، والخضر بن طاوس، والفضل بن البانياسي، وأبو المعالي بن صابر.
ولد سنة ثلاث وثلاثين. وأول سماعه في سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
وتوفي في ثالث جمادى الآخرة عن سبع وسبعين سنة.
محمد بن عبد المنعم بن حسن بن أنس. السمرقندي، ابن الفقيه.
255

تفقه على السيد أبي شجاع بن حمزة العلوي.
وسمع: أبا عمارة بن أحمد.
روى عنه: عمر السلفي.
وتوفي بسمرقند في رابع عشر رجب.
محمد بن علي بن ميمون بن محمد الحافظ. أبو الغنائم النرسي، الكوفي، المقرئ. ويعرف بأبي. ثقة، مفيد، سمع الكثير بالكوفة، وببغداد.
وكان ينوب عن خطيب الكوفة.
وسمع: محمد بن علي بن عبد الرحيم العلوي، وأبا طاهر محمد بن العطار، ومحمد بن إسحاق)
بن فدويه، ومحمد بن محمد بن خازم بن نفط، وجماعة بالكوفة وكريمة المروزية، وعبد العزيز بن بندار الشيرازي بمكة، وأبا الحسن أحمد بن محمد الزعفراني، وأحمد بن محمد بن قفرجل، وعبد الكريم بن محمد المحاملي، وأبا الفتح بن شيطا، وأبا بكر بن بشران، وأبا عبد الله بن حبيب القادسي، وأبا القاسم التنوخي، وأبا إسحاق البرمكي، وأبا الطيب الطبري، وأبا منصور بن السواق ببغداد.
وقدم الشام زائرا بيت المقدس.
256

وسمع بالشام، وكان يقول: ما بالكوفة أحد من أهل الحديث والسنة إلا أبيا.
وكان مولده سنة أربع وعشرين وأربعمائة.
روى عنه: أبو الفتح نصر المقدسي الفقيه مع تقدمه، وابن كليب إجازة وبينهما في الموت مائة وست وسنين، ومحمد بن ناصر، ومعالي بن أبي بكر الكيال، ومسلم بن ثابت النحاس، ومحمد بن حيدرة بن عمر الحسيني، وخلق كثير.
وسمع منه الحفاظ: أبو عبد الله الحميدي، وجعفر بن يحيى الحكاك، وأبو بكر بن الخاضبة، وأبو مسلم عمر بن علي الليثي في سنة ستين وأربعمائة.
وجمع لنفسه معجما، وخرج مجاميع حسانا، ونسخ الكثير.
وممن روى عنه من القدماء: عبد المحسن بن محمد الشيحي التاجر.
وقال: أول سماعي للحديث سنة اثنتين وأربعين. وأول رحلتي سنة خمس. أدركت البرمكي، فسمعت منه ثلاثة أجزاء ومات.
وقد وصفه عبد الوهاب الأنماطي بالحفظ والإتقان، وقال: كانت له معرفة ثاقبة.
وقال محمد بن علي بن فولاذ الطبري: سمعت أبا الغنائم الحافظ يقول: كنت أقرأ القرآن على المشايخ وأنا صبي، فقال الناس: أنت أبي، وذلك لجودة قراءتي.
قلت: قرأ على محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، عن قراءته على أبي عبد الله الجعفي.
قرأ عليه أبو الكرم الشهر زوري لعاصم.
وروى عنه السلفي أجزاء وقعت لنا.
257

وقال ابن ناصر: كان حافظا، ثقة، متقنا، ما رأينا مثله. كان يتهجد، ويقوم الليل.
قرأ عليه أبو طاهر بن اللفة حديثا فأنكره، وقال: ليس هذا من حديثي. فسأله عن ذلك، فقال:)
أعرف حديثي كله، لأني نظرت فيه مرارا، فما يخفى علي منه شيء.
وكان يقدم كل سنة من سنة ثمان وتسعين في رجب، فيبقى ببغداد إلى بعد العيد ويرجع. ونسخ بالأجرة ليستعين على العيال.
وأول ما سمع سنة اثنتين وأربعين.
وكان أبو عامر العبري يثني عليه ويقول: ختم هذا الشأن بأبي رحمه الله.
مرض أبي ببغداد، وحمل إلى الكوفة، فأدركه أجله بالحلة السيفين. وحمل إلى الكوفة مشيا، فدفن بها، وذلك في شعبان.
ومات يوم سادس عشره.
258

محمد بن علي بن محمد. القصار، الإصبهاني. ويعرف بمكرم.
من شيوخ بغداد.
روى عن: القزويني، وابن لؤلؤ، وأبي محمد الجوهري.
روى عنه: المبارك بن كامل، وقال: توفي في رجب.
محمد بن علي بن محمد بن علي بن خزيمة. أبو بكر الخزيمي، النسوي، العطار، الفقيه، المزكي.
سمع: جده محمد بن علي، وأبا عامر الحسن بن محمد النسوي.
أجاز لأبي سعد بن السمعاني، وقال: توفي في رجب، وثنا عنه عبد الخالق بن زاهر.
محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار. الإمام أبو بكر ابن العلامة أبي المظفر التميمي، السمعاني، المروزي، الحافظ، والد الحافظ أبي سعد.
259

قال ولده: نشأ في عبادة وتحصيل، وحظي من الأدب وثمرته نظما ونثرا بأعلى المراتب، وكان متصرفا في الفنون بما يشاء، وبرع في الفقه والخلاف، وزاد على أقرانه بعلم الحديث، ومعرفة الرجال، والأنساب، والتواريخ، وطرز فضله بمجالس تذكيره الذي تصدع صم الصخور عن تحذيره، ونفق سوق تقواه عن الملوك والأكابر.
وسمع: والده، وأبا الخير محمد بن أبي عمران الصفار، وأبا القاسم الزاهري، وعبد اله بن)
أحمد الطاهر، وأبا الفتح عبيد الله الهاشمي.
ورحل إلى نيسابور فسمع: أبا علي نصر الله بن أحمد الخشنام، وعلي بن أحمد المؤذن، وعبد الواحد بن القشيري.
ودخل بغداد سنة سبع وتسعين، فسمع بها: ثابت بن بندار، ومحمد بن عبد السلام الأنصاري، وأبا سعد بن خشيش، وأبا الحسين بن الطيوري، وطبقتهم.
وبالكوفة: أبا البقاء المعمر الحبال، وأبا الغنائم النرسي.
وبمكة، والمدينة. وأقام ببغداد مدة يعظ بالنظامية.
وقرأ التاريخ على أبي محمد الأبنوسي، عن الخطيب، ثم رحل إلى همذان في سنة ثمان وتسعين، فسمع بها وبإصبهان من أبي بكر أحمد بن محمد ابن مردويه، وأبي الفتح أحمد بن محمد الحداد، وأبي سعد المطرز.
ورجع إلى مرو.
قال: ثم رحل بي وبأخي سنة تسع وخمسمائة إلى نيسابور، وأسمعنا من الشيروي، وغيره.
وتوفي في صفر، وله ثلاث وأربعون سنة، وقد أملى مائة وأربعين مجلسا بجامع مرو، كل من رآها اعترف له أنه لم يسبق إليها. وكان يروي في الوعظ والحديث بأسانيده. وقد طلب مرة للذين يقرأون في مجلسه، فجاءه لهم ألف دينار من الحاضرين.
وقيل له في مجلس الوعظ: ما يدرينا أنه يضع الأسانيد في الحال ونحن لا
260

ندري، وكتبوا له بذلك رقعة، فنظر فيها، وروى حديث: من كذب علي متعمدا.. من نيف وتسعين طريقا، ثم قال: إن كان أحد يعرف فقولوا له يكتب عشرة أحاديث بأسانيدها، ويخلط الأسانيد، ويسقط منها، فإن لم أميزها فهو كما يدعي. ففعلوا ذلك امتحانا له، فرد كل اسم إلى موضعه. وفي هذا اليوم طلب لقراء مجلسه، فأعطاهم الناس ألف دينار. هذا معنى ما ثنا شيخنا محمد بن أبي بكر السنجي وسمعت إسماعيل بن محمد الإصبهاني الحافظ يقول: لو صرف والدك همته إلى هدم هذا الجدار لسقط.
وقال السلفي فيه فيما سمعت أبا العز البستي ينشده عنه:
* يا سائلي عن علم الزمان
* وعالم العصر لدى الأعيان
*)
261

* لست ترى في عالم العيان
* كابن أبي المظفر السمعاني
* وله:
* هو المزني كان أبا الفتاوى
* وفي علم الحديث الترمذي
*
* وجاعظ عصره في النثر صدقا
* وفي وقت التشاعر بحتري
*
* وفي النحو الخليل بلا خلاف
* وفي حفظ اللغات الأصمعي
* قلت: روى عنه: السلفي، وأبو الفتوح الطائي، وخلق من أهل مرو.
262

محمد بن منصور بن محمد بن الفضل. الشيخ أبو عبد الله الحضرمي، الإسكندراني، المقرئ.
قرأ لورش على أحمد بن نفيس.
وسمع من جماعة.
قرأ عليه أحمد بن الحطيئة وروى عنه العثمانيات.
263

ورخ موته ابن المفضل.
محمود بن سعادة بن أحمد بن يوسف. أبو القاسم الهلالي، السلماسي.
سمع: أحمد بن حريز السلماسي، الفقيه، وأبا يعلى الخليلي، وأبا عثمان الصابوني. قدم عليهم.
وهو من بيت رئاسة وصلاح.
روى عنه: السلفي، وقال: توفي في سنة عشر، وسماعه من الخليلي سنة اثنتين وعشرين.
ومات وقد قارب المائة.
مسعود بن حمزة أبو الوفاء الحداد.
سمع: أبا محمد الجوهري.
روى عنه: المبارك بن أحمد، وغيره.
توفي سنة إحدى عشرة.
4 (حرف النون))
نصر بن أحمد بن إبراهيم.)
أبو الفتح الهروي، الحنفي، الزاهد، العابد.
سمع: جده لأمه أبا المظفر منصور بن إسماعيل صاحب ابن خميرويه، وإسحاق القراب، وأبا الحسن الدباس، وجماعة.
وخرج له شيخ الإسلام ثلاث مجلدات. وكان أسند من بقي بهراة وأعبدهم، رحمه الله.
آخر الطبقة الحادية والخمسين
264

بعون الله وتوفيقه تم تحقيق هذه الطبقة الحادية والخمسين من تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام لمؤرخ الإسلام الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي المتوفى سنة ه.، وقام بضبط النص، وتخريج أحاديثه، وتوفيق مادته، والإحالة إلى مصادره، والتعليق عليه، خادم العلم وطالبه الحاج أبو غازي عمر عبد السلام تدمري، أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، عضو الهيئة العربية العليا لإعادة كتابة تاريخ الأمة في اتحاد المؤرخين العرب، وكان الفراغ منه عند أذان عصر يوم الجمعة الواقع في ذي القعدة ه. الموافق أيار مايو م. وذلك بمنزله بساحة النجمة بطرابلس المحروسة. والله الموفق.
265

5 (بسم الله الرحمن الرحيم))
5 (الطبقة الثانية والخمسون حوادث))
((الأحداث من سنة إلى))
4 (سنة إحدى عشر وخمسمائة))
4 (زلزلت بغداد يوم عرفة))
وفيها زلزلت بغداد يوم عرفة ووقعت دور، وحوانيت بالجانب الغربي.
4 (مهاجمة الفرنج حماه))
وفيها هجمت الفرنج حماه في الليل، وقتلوه بها مائة وعشرين رجلا.
4 (رحيل العساكر عن الألموت))
وفيها ترحلت العساكر، وتركت حصار الألموت عندما بلغها موت السلطان محمد، بعد أن كادوا يفتحونها.
4 (غرق سنجار بالسيل))
وفيها غرقت سنجار. جاءها سيل عرم، وهدم سورها. خلق كثير، حتى أن السيل أخذ باب المدينة وذهب به عدة فراسخ، واختفي تحت التراب الذي جره السيل، ثم ظهر بعد سنوات.
269

وسلم طفل في سرير له، حمله السيل، فتعلق السرير بثوبه، وعاش وكبر.
4 (مقتل لؤلؤ الخادم))
وفيها قتل قوم من الأتراك لؤلؤا الخادم صاحب حلب وهو متوجه إلى قلعة جعبر.
4 (وفاة السلطان محمد بن ملكشاه))
والسلطان محمد بن ملكشاه، فيها توفي أيضا بإصبهان، وقام بالأمر بعده ابنه محمود، وله أربع عشرة سنة، وفرق خزائنه في العسكر. وقيل كانت أحد عشر ألف ألف دينارا عينا، وما يناسب ذلك من العروض.
4 (هلاك بغدوين))
وفيها هلك بغدوين صاحب القدس
270

4 (هلاك ملك القسطنطينية))
وفيها هلك ملك القسطنطينية، لعنهما الله.
271

4 (سنة اثنتي عشرة وخمسمائة))
))
4 (حريق محلات ببغداد))
فيها كان حريق كبير ببغداد، احترقت الريحانيتين ومسجد ابن عبدون.
4 (إعدام ابن الجزري))
وفيها قبض على صاحب المخزن أبي طاهر بن الجزري وأعدم. وأخذ من داره أربعمائة ألف دينار مدفونة.
4 (وفاة ولدي المسترشد بالله))
وتوفي ولد المسترشد بالله الكبير، ثم الصغير بالجدري، فبكى عليه المسترشد بالله حتى أغمي عليه.
4 (مصادرة ابن كمونة))
وقبض على ابن كمونة وصدور، وأخذ منه مال كثير.
4 (إمارة الموصل))
وفيها كان على إمرة الموصل مسعود بن السلطان ملكشاه، له أربع عشرة
272

سنة، وأبو بكر جيوش بك، ووزيره فخر الملك أبو علي بن عمار صاحب طرابلس.
4 (الخلعة لابن مزيد))
وفيها خلع على دبيس بن مزيد جبة، وفرجية، وطوق، وعمامة، وفرس، وسيف، ومنطقة ولواء، وحمل إليه نقيب النقباء نجاح، وكان يوما مشهودا.
4 (حجابة ابن طلحة))
وصرف عن الحجابة أبو جعفر بن الدامغاني، وولي أبو الفتوح بن طلحة.
4 (شحنكية بغداد))
وفيها ولي شحنكية بغداد أقسنقر البرسقي، وعزل مجاهد الدين بهروز الخادم، وتحول بهروز إلى تكريت، وهي له. ثم ولي شحكنية بغداد منكبرس، فحاربه البرسقي.
4 (وفاة الخليفة المستظهر))
ومات الخليفة المستظهر بعد أيام، وبويع المسترشد ولده فنزل أبو الحسن علي بن المستظهر في مركب هو وثلاثة نفر، وانحدروا إلى الحلة إلى عند دبيس، فأكرمه وخدمه، وأهم ذلك المسترشد، وطلبه من دبيس، فتلطف في المدافعة عنه.)
273

4 (سنة ثلاث عشرة وخمسمائة))
4 (انفصال ابن المستظهر بالله عن الخليفة))
وفيها انفصل على الحلة الأمير أبو الحسن بن المستظهر بالله، فمضى إلى واسط، ودعى إلى نفسه، واجتمع معه جيش، وملك واسط وأعمالها، وجبى الخراج. وشق ذلك على الخليفة، فبعث ابن الأنباري كاتب الإنشاء إلى دبيس، وعرفه وقال: أمير المؤمنين يعول عليك.
فأجاب، وجهز صاحب جيشه عنان في جمع كبير، فلما سمع أبو الحسن ترحل من واسط في عسكره ليلا، فأضلوا الطريق، وساروا ليلهم أجمع حتى وصلوا إلى عسكر دبيس، فلما لاح لهم العسكر انحرف أبو الحسن عن الطريق، فتاه مع عدد من خواصه، وذلك في تموز، ولم يكن معهم ماء، فأشرفوا على التلف، فأدركه نصر بن سعد الكردي، فسقاه، وعادت نفسه إليه، ونهب ما كان معه من مال، وحمله إلى دبيس إلى النعمانية، فأقدمه إلى بغداد خيم بالرقة، وبعث به إلى المسترشد بعد تسليم عشرين ألف دينار قررت عليه. وكانت أيامه أحد عشر شهرا وشهر وزيره ابن زهمويه على جمل، ثم
275

قتل في الحبس.
فقيل: إن الأمير أبا الحسن دخل على أخيه المسترشد، فقبل قدمه فبكيا جميعا، ثم قال له: قضحت نفسك، وباعوك مع العبيد. وأسكنه في داره التي كان فيها وهو ولي عهد. ورد جواريه وأولاده، وأحسن إليه. ثم شدد عليهن بعد ذلك.
4 (الخطبة بولاية العهد))
وفيها خطب بولاية العهد للأمير أبي جعفر منصور بن المسترشد، وله اثنا عشر سنة.
4 (الوقعة بين السلطان سنجر وابن أخيه))
وفي جمادى الأولى كانت الوقعة بين السلطانين سنجر ومحمود ابن أخيه وزوج ابنته. وذلك أن سنجر لما بلغه موت أخيه السلطان محمد دخل عليه حزن مفرط، وجلس للعزاء على الرماد وصاح، وأغلق البلد أياما، وعزم على قصد العراق ليملكه، وندم على قتل وزيره أبي جعفر محمد بن فخر الملك ابن نظام الملك لأمور بدت منه، وأخذ أمواله، وكان له من الجواهر والأموال ما لا يوصف، فالذي وجدوا له من العين ألف ألف دينار. فلما قتله استوزر بعده شهاب الإسلام عبد الرزاق ابن أخي نظام الملك.
ولما سمع محمود بحركة عمه سنجر نحوه راسله ولاطفه وقدم له تقادم، فأبى إلا القتال أو)
النزول له عن السلطنة. فتجهز محمود، وتقدم على مقدمة أمير
276

حاجب في عشرة آلاف.
ووصل محمود إلى الري فخلها، ثم ضجر منها وتقدم منها، وجاء إلى خدمته منصور أخو دبيس، وجماعة أمراء، وأصبح معه ثلاثون ألفا، وأقبل سنجر في نجو مائة ألف، وكانت الوقعة بصحراء ساوة، وكان مع سنجر خمسة ملوك على خمسة أسرة وأربعون فيلا، عليها البركصطوانات والرايات والزينة الباهرة، وألوف من الباطنية، وألوف من كفار الترك، فلما التقوا هبت ريح سوداء أظلمت الدنيا، أظهر في الجو حمرة منكرة، وآثار مزعجة، خاف الناس، ثم انكشفت الظلمة واقتتلوا، فانكسرت ميمنة سنجر، ثم ميسرته، وثبت هو في القلب والفيل معه، وكذا بقي محمود في القلب وحده، وتفرق أكثر جيشه في النهب، فحمل سنجر بالفيلة، فولت الخيل منها، فتأخر محمود ولم ينهزم، فلم يتبعه سنجر لأنه أي مجنبتيه قد انهزموا، وثقله ينهب، وكثير من أمرائه قد قتلوا، ووزيره قد أسر، ورأى ثبات ابن أخيه، فأخذ في المخادعة فأرسل إلى ابن أخيه محمود يقول: أنت ابن أخي وولدي، وما أؤآخذك، إنك محمول على ما صنعت، ولا أؤآخذ أصحابك، لأنهم لم يطلعوا على حسن نيتي لهم.
فقال محمود: وأنا مملوكه.
ثم جاء بنفسه، وسنجر قد جلس على سرير، فقبل الأرض، فقام له سنجر، واعتنقه وقبله، وأجلسه معه، وخلع عليه خلعة عظيمة، كان على سرج فرس الخلعة جوهر بعشرين ألف دينار. وأكل معه، وخلع على أمرائه. وأفرد له إصبهان يكون حاكما عليها، وعلى مملكة فارس وخوزستان، وجعله ولي عهده، وزوجه بابنته.
ثم عاد إلى خراسان. ثم جاءت رسله بالتقادم إلى الخليفة.
277

4 (هزيمة صاحب أنطاكية بأرض حلب))
وفيها اجتمع طغتكين وايلغازي، وخرج صاحب أنطاكية في عشرين ألفا، فالتقوا في أرض حلب، فانهزموا الملعون، وقتل من أصحابه خلق، وأسر خلق. ولم ينج إلا الأقل، وفرح المؤمنون بهذه الوقعة الهائلة.
وقد ذكرها أبو يعلى حمزة فقال: ولم يمض ساعة إلا والإفرانج على الأرض سطح واحد، فارسهم وراجلهم، بحيث لم يفلت منهم شخص يخبر خبرهم، وقتل طاغيتهم صاحب أنطاكية.
ولم يتفق مثل هذا الفتح للمسلمين.))
4 (الفتنة بين الآمر والأفضل أمير الجيوش))
وفيها وقعت الفتنة والمباينة بين الأفضل أمير الجيوش وبين الآمر، واحترز كل منهما، وحرض الأفضل على اغتيال الآمر.
ودس إليه السم مرارا، فلم يقدر. وجرت لهما أمور طويلة.
4 (الخلعة لابن صدقة))
وفيها خلع على أبي علي بن صدقة، ولقب جلال الدين.
278

4 (هدايا السلطان سنجر للخليفة العباسي))
ووردت كتب من السلطان سنجر، فيها أقطاع للخيفة بخمسين ألف دينار وللوزير ببضعة آلاف دينار. ثم جاء من سنجر هدايا، ثلاثين تختا من الثياب، وتحف وعشرة مماليك.
4 (التضييق على الأمير أبي الحسن))
وفي آخر السنة زاد التضييق على الأمير أبي الحسن، وسد عليه الباب، وكان ينزل إليه ما يصلحه من طاقة.
4 (قتل منكبرس))
وفيها ولي منكبرس شحكنكية بغداد، وظلم وعسف، وعتر الرعية، وضج الناس وأغلفت الأسواق إلى أن قلعة الله وطلبه السلطان، وقتله صبرا.
4 (شحنكية بهروز))
ثم أعيد الخادم بهروز إلى الشحنكية.
4 (وفاة ربيب الدولة))
ومات فيها وزير السلطان ربيب الدولة.
4 (وزارة السميرمي))
ووزر بعده الكمال السميرمي.
279

4 (ظهور قبور الخليل، وإسحاق، ويعقوب عليهم السلام))
وفيها ظهر قبر إبراهيم الخيل، وقبر إسحاق، ويعقوب صلى الله عليهم وسلامه، ورآهم كثير من الناس لم تبل أجسادهم. وعندهم في المغارة قناديل من ذهب وفضة. قاله حمزة بن أسد التميمي في تاريخه على ما حكاه ابن الأثير.)
280

4 (سنة أربع عشرة وخمسمائة))
4 (الخطبة واللقب للسلطان سنجر وابن أخيه))
فيها هطب للسلطان سنجر ولابن أخيه السلطان محمود معا في موضع واحد، وسمي كل واحد شاهنشاه.
ولقب سنجر: عضد الدولة ولقب محمود: جلال الدولة.
4 (نقل أبي الفتح من الحجابة))
وفي صفر نقل أبو الفتوح حمزة بن علي من الحجابة إلى وكالة الخليفة وإلى نظر المخزن.
4 (تمرد العيارين ببغداد))
وتمرد العيارون، وأخذوا زوارق منحدرة إلى بغداد، وفتكوا بأهل السواد وأسرفوا، وهجموا على محلة العتابين، فحفظوا أبواب المحلة ونهبوها عنوة، فأمر الخليفة بإخراج أتراك دارية لقتالهم، فخرجوا وحاصروهم في الأجمة خمسة عشر يوما.
ثم إن العيارين نزلوا في السفن، وانحدوا إلى شارع دار الرقيق ودخلوا المحلة، وأفلتوا منها إلى الصحارى. وقصد أعيانهم دار الوزير أبي علي بن صدقة بباب العامة في ربيع الأول، وأظهروا التوبة. وخرج فريق منهم لقطع
281

الطريق، فقتلهم أهل السواد بأوانا، وبعثوا برؤوسهم إلى بغداد.
4 (زواج دبيس بن صدقة))
وفيها ورد قاضي الكوفة أبو جعفر عبد الواحد بن أحمد الثقفي من جهة سيف الدولة دبيس إلى الأمير إيلغازين بن أرتق خطب منه ابنته لدبيس، فزوجه بها، ونفذها في صحبته.
4 (الخلف بين السلطان محمود وأخيه))
وفيها وقع الخلف بين السلطان محمود وأخيه مسعود، فتلطفه محمود، فلم يصلح، فانحاز البرسقي إلى محمود، وانهزم مسعود وعسكره، واستولى على أموالهم.
وقصد مسعود جبلا، فأخفى نفسه، ثم أحضروه إلى السلطان محمود بالأمان، واعتنقا، وبكيا طويلا.
ولما بلغ دبيس اشتغال محمود أخذ في أذية السواد، وانجفل أهل نهر عيسى، ونهر الملك، وأتى غسان صاحب جيشه، فحاصر بعقوبا، وأخذها، وسبى الحرم والأولاد. وكان دبيس يعجبه اختلاف السلاطين فلما خاف من مجيء محمود أمر بإحراق الغلات والإتيان، وبعث إليه)
الخليفة ينذره، فلم ينفع. وبعث إليه السلطان محمود يتألفه، فلم يهتز لذلك، وقدم بغداد ونازلها بإزاء دار الخليفة، فوجل منه الناس، وأخرج نقيب الطالبين، وتهدد دار
282

الخلافة، وقال: إنكم استدعيتم السلطان، فإن إنتم صرفتموه، وإلا فعلت وفعلت.
فأنفذ إليه أنه لا يمكن رد السلطان، بل نسعى في الصلح. فانصرف دبيس، فسمع أصوات أهل باب الأزج يسبونه، فعاد وتقدم بالقبض عليهم، وضرب جماعة منهم بباب النوبي.
4 (خروج الخزر إلى بلاد الإسلام))
وفيها، قال ابن الأثير: خرج الكرج، وهم الخزر، إلى بلاد الإسلام. وكانوا قديما يغيرون، فامتنعوا أيام ملكشاه. فلما كان في هذه السنة خرجوا فارس، فالتقى الجمعان، فانكسر المسلمون، واصطدام المنهزمون، وتبعهم الكفار يقتلون ويأسرون، فقتلوا أكثرهم، أسروا أربعة آلاف رجل، ونجا طغرل أخو السلطان دبيس.
ونازلت الكرج تفليس، وحصروها مدة إلى سنة خمس عشرة، وأخذوها بالسيف.
4 (المصاف بين السلطان محمود وأخيه))
وفيها في ربيع الأول كان المصاف بين السلطان محمود وأخيه الملك مسعود، وكان بيد مسعود أذربيجان والموصل، وعرمه إحدى عشرة سنة. وسبب الحرب أن دبيس بن صدقة كان يكاتب أتابك الملك مسعود، ويحثه على طلب السلطنة لمسعود، وكان مع مسعود قسيم الدولة، اقسنقر البرسقي الذي كان
283

شحنة بغداد قد أقطعه مراغه والرحبة، وكان معاديا لدبيس، فكاتب دبيس للأتابك جيوش بك يحرضه على القبض على البرسقي، فعرف البرسقي، ففارقهم إلى محمود، فأكرمه ورفع محله.
واتصل أبو إسماعيل الحسين بن علي الإصبهني الطغرائي مصنف لامية العجم بمسعود. وكان ولد الظغرائي يكتب لمسعود، فلما وصل الطغراني استوزره مسعود قبل أن يعزل أبا علي بن عمار الذي كان صاحب طرابلس، فحسن أيضا لمسعود الخروج على أخيه محمود، وخطب لمسعود بالسلطنة، ودقت له النوبة في الأقوات الخمس. فأقبل محمود، والتقوا ند عقبة أسداباذ، ودام القتال طوال النهار، وانهزم جيش مسعود، وأسر منهم خلق، منهم الطغرائي، ثم قتل بحضرة السلطان محمود، وحرب خواص مسعود به إلى جبل، فاختفى به وبعث يطلب الأمان، فرق له السلطان محمود وأمنه.)
ثم قووا نفس مسعود، وساروا به إلى الموصل، فلحق البرسقي، ورد به، واعتنقه أخوه وبكيا، وعد ذلك من مكارم محمود. ثم جاء جيوش بك وخاطر، فعفا عنه أيضا السلطان.
4 (ظهور ابن تومرت بالمغرب))
وفي هذا الوقت كان ظهور ابن تومرت بالمغرب، كما هو مذكور في ترجمته وانتشرت دعوته في جبال البربر، إلى أن صار من أمره ما صار.
284

4 (إنهزام دبيس من بغداد))
وفي رجب قدم السلطان محمود، فتلقاه الوزير، ونثر عليه أهل باب الأزج الدنانير، فبعث دبيس زوجته بنت عميد الدلوة بن جهير إلى السلطان، فقدم عشرين ألف دينار، وثلاثة عشر فرسا، فما وقع الرضا عنه، وطولب بأكثر من هذا، فأصر على اللجاج، ولم يبذل شيئا آخر، فمضى السلطان إلى ناحيته، فبعث يطلب الأمان، وغالط لينهزم، فلما بعث إليه خاتم الأمير دخل البرية.
4 (الأمر بإراقة الخمور))
وفيها أمر الخليفة بإراقة الخمور إلى سوق السلطان، ونقض بيوتهم.
4 (رد الوزير السميرمي))
وفيها رد وزير السلطان الوزير المعروف بالسميرمي المكوس والضرائب. وكان السلطان محمد قد أسقطها سنة إحدى وخمسمائة، ورجع السلطان، فتلقاه الوزير والموكب، فطلب الإفراج عن الأمير أبي الحسن أخي المسترشد بالله، فنذل له ثلاثمائة ألف دينار ليسكت عن هذا.
4 (إنهزام المسلمين أمام ابن ردمير ملك الإفرنج))
وفيها نازل ملك الفرنج ابن ردمير مدينة قتنده، فحاصرها، وهي قريبة من مرسية، فجاء عسكر المسلمين، فطلب المصاف، فانهزم المسلمون، وقتل خلق، منهم ابن الفراء، وابن سكرة، واستطال ابن ردمير لعنه الله.
285

4 (سنة خمس عشرة وخمسمائة))
4 (وفاة جدة السلطان محمود))
فيها بلغ السلطان محمود وفاة جدته، فرد من الصيد، عمل غزاءها ببغداد، وتلكم أبو سعد)
إسماعيل بن أحمد، وأبو الفتوح أحمد الغزالي الطوسيان.
4 (عزل ابن طراد عن النقابة وإعادته))
وفيها استدعى علي بن طراد النقيب الحاجب من الديوان، وقرأ عليه الوزير توقيعا بان قد استغني عن خدمتك. فمضى ولزم بيته. وكانت بنته متصلة بالأمير أبي عبد الله بن المستظهر، وهو المقتفي.
وفي ربيع الأول انحدر أبو طالب علي بن أحمد السميرمي وزير السلطان متفرجا، فلما حاذى باب الأزج عبر إليه علي بن طراد وحدثه، فوعده، ثم تلكم في حقه، فأعيد إلى النقابة.
4 (إنقضاض كوكب))
وفيه انقض كوكب صارت من ضوئه أعمدة عند انقضاضه، وسمع عند ذلك هدة كالزلزلة.
4 (خلعة القضاء للهروي))
وفيه خلع على القاضي أبي سعد الهروي خلعة القضاء، قلده السلطان
286

محمود القضاء بجميع الممالك سوى العراق مراعاة لقاضي القضاة أبي القاسم الزينبي، وركب إلى داره ومعه كافة الأمراء.
4 (احتراق دار المملكة))
وفي جمادى الآمرة احترقت دار المملكة التي استجدها بهروز الخادم، وكان بها السلطان نائما على سطح، فنزل وخرب في سفينة، وذهب من الفرش والآلات والجواهر ما يزيد ثمنه على ألف ألف دينار، وغسل الغسالون التراب، وظفروا بالذهب والحلي قد تسبك، ولم يسلم من الدار ولا خشبة، وأمر السلطان ببناء دار على المسناة المستحدثة، وأعرض عن الدار التي احترقت، وقال: إن أبي لم يمتع بها ولا آمتد بقاؤه بعد انتقاله إليها. وقد ذهبت أموالنا فيها.
4 (أحتراق جامع بإصبهان))
واحترق بإصبهان جامع كبير أنفقت عليه أموال، يقال إنه غرم على أخشابه ألف ألف دينار.
4 (انعقاد مجلس السلطان))
وفي شعبان عقد مجلس، وحلف السلطان للخليفة على المناصحة والطاعة. ثم نفذ هدية إلى الخليفة. وجلس الخيفة في الدار الشاطئية، وهي من الدور البديعة التي أنشأها المقتدي، وتممها المسترشد، فجلس في قبته، وعليه ثوب مصمت وعمامة رصافية، وعلى كتفه البردة، وبين)
يديه القضيب.
287

ورتب وزيره ابن صدقة الأمور.
وأتى وزير السلطان أبو طالب السميرمي والمستوفي وخواص دولتهم، ثم وقف ابن صدقة عن ياسر السدة، وأبو طالب السميرمي عن يمينها.
وأقبل السلطان محمود ويده في يد أخيه مسعود، فلما قرب استقبله الوزيران والكبار، وحجبوه إلى بين يدي الخيفة، فلما قاربوا كشفت الستارة لهما، ووقف السلطان في الموضع الذي كان وزير واقفا فيه، وأخوه إلى جانبه، فخدما ثلاث مرات ووقفا، والوزير ابن صدقة يذكر له عن الخليفة أنسه به وتقربه وحسن اعتقاده فيه.
ثم أمر الخليفة بإفاضة الخلع عليه، فحمل إلى مجلس لذلك، ثم وقف الوزيران بين يدي الخليفة يحضران الأمراء أميرا أميرا، فيخدم ويعرف خدمته، فيقبل الأرض وينصرف.
ثم عاد السلطان وأخوه، فمثلا بين يدي الخليفة، وعلى محمود الخلع السبع والطواق، والسواران، والتاج، فخدما. وأمر الخيلفة بكرسي، فجلس عليه السلطان، ووعظه الخليفة وتلي عليه قوله تعالى: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعلم مثقال ذرة شرا يره وأمره بالإحسان إلى الرعية، ثم أذن للوزير أبي طالب في تفسير ذلك عليه، ففسره، وأعاد عنه أنه قال: وفقتني الله لقبول أوامر مولانا أمير المؤمنين، وارتسامها بالسعادات. فلما فعلا قال: اقمع بهما الكفار والملحدين. وعقد ل بيده لواءين حملا معه، وخرج، فقدم له في صحن الدار فرس من مراكب الخليفة، بمركب جديد صيني، وقيد بين يديه أربعة أفراس بمراكب الذهب.
288

4 (الأمطار ببغداد))
وفيها كان ببغداد أمطار عظيمة متوالية، ثم وقع ثلج، عظيم وكبر حتى كان علو ذراع.
4 (الثلج بالبصرة))
قال ابن الجوزي: وقد ذكرنا في كتابنا هذا، يعني المنتظم أن الثلج وقع في سنين كثيرة في أيام الرشيد، وفي أيام المقتدر، والمعتمدة، وفي أيام المطيع، والطائع، والقادر، والقائم، وما سمع بمثل هذا الواقع في هذه السنة، فإنه بقي خمسة عشر يوما ما ذاب، وهلك شجر الأترج، والنارنج والليمون، ولم يعهد سقوط ثلج بالبصرة إلا في هذه السنة.
4 (خروج دبيس إلى الحلة ومصالحته))
ودخل دبيس الحلة، فأخرج أهلها، فازدحموا على المعابر، فغرق منهم نحو الخمسمائة، ودخل)
أخوه النيل، فأخرج شحنة السلطان منها، وأخذ ما فيها من الميرة، فحث الخليفة السلطان على دبيس، فندب السلطان الأمراء لقصد دبيس، فلما قصدوه أحرق دار أبيه، وذهب إلى النيل، فأتى العسكر الحلة، فوجودها فارغة، فقصدوه وهو بنواحي النيل، ثم صالحوه. خلف السلطان.
4 (إقطاع الموصل لآقسنقر))
وفي صفر أقطع السلطان أقسنقر البرسقي الموصل وأعمالها، وبعثه إليها،
289

وأمره بجهاد الفرنج، فسار إليها في عسكر كبير، واستقر بها.
4 (حكم إيلغازي بماردين))
وكان الأمير إيلغازي بن أرتق في هذه المدة حاكما على ماردين وحلب، وابنه سليمان بحلب، فعزل سلميان منها سليمان منها لكونه أراد أن يعصي على أبيه.
4 (إلزامه الباعة المكوس))
وفيها أعيدت المكوس، وألزمت الباعة أن يدفعوا إلى السلطان ثلثي ما يأخذونه من الدلالة، وفرض على كل ثوب من السلاطوني ثمانية قراريط. ثم قيل للباعة: زنوا خمسة آلاف شكرا للسلطان، فقد أرم بإزالة المكوس.
4 (مرض الوزير وشفاؤه))
ومرض وزير السلطان، فعاده السلطان وهنأه بالعافية، فاحتمل واحتفل وعمل، أعني الوزير، وليمة عظيمة إلى الغاية، فيها الملاهي والأغاني، نابه عليها خمسون ألف دينار.
4 (وفاة ابن يلدرك))
وفيها توفي علي بن يلدرك التركي، وكان شاعرا مترسلا ظريفا، توفي في صفر ببغداد.
قال أبو الفرج بن الجوزي: نقلت من خط ابن عقيل قال: حدثني الرئيس أبو الثناء علي بن يلدرك، وهو من خبرته بالصدق، أنه كان في سوق نهر
290

المعلى، وبين يديه رجل على رأسه قفص زجاج، وهو مضطرب المشي، يظهر منه عدم المعرفة بالحمل، فما زلت أترقب سقوطه.
قال: فسقط، فتكسر الزجاج، فبهت الرجل، ثم أخذ عند الإفاقة من البكاء يقول: هذا والله جميع بضاعتي، والله لقد أصابني بمكة مصيبة عظيمة توفي على هذه، ما دخل على قلبي مثل هذه.
واجتمع حوله جماعة يرثون لهن ويبكون عليه، وقالوا: ما الذي أصابك بمكة قال: دخلت قبة زمزم، وتجردت للاغتسال، وكان في يدي دملج ثمانون مثقلا، فخلعته)
واغتسلت، وأنسيته، وخرجت.
فقال رجل من الجماعة: خذه، له معي سنين. فدهش الناس من إسراع جبر مصيبته.
4 (منازلة ابن تاشفين قرطبة))
وفيها نازل الملك علي بن يوسف بن تاشفين البربري مدينة قرطبة وحاصرها، وأذل الناس، فذللوا له، وبذلوا له أموالا عظيمة، حتى ترحل عنهم. وكانوا قد خرجوا عليه لكونه بعث على نيابه قرطبة قائدا ظالما، فأراد عبد من عبيده أن يكره امرأة ويضطهدها علانية، فضربه الناس، فآل الأمر إلى قتال، حتى تسوروا على القائد وأخرجوه، بعد أن كادوا يقتلوه. وجرت فتنة عظيمة. وكان البربر في هذه السنين غالبين على الأندلس، وفيهم قلة دين.
وقبل سفر ابن تاشفين وقف له بجامع مراكش محمد بن تومرت الفقيه، وكلمه بكلام فج، فقال: أيها الأمير، وإنك حلت بين بصرك وبين الحق، فظلمت التقليد، وقلدت قوما أكلوا الدينا بالآخرة، وأنا أناظرهم بين يديك، وأصقل نرآتك، حتى تأمر بالاحتياط عليه. وأحضر به جماعة من أهل الأصول والفروع.
291

4 (سنة ست عشرة وخمسمائة))
4 (مصالحة البرسقي ودبيس بن صدقة))
فيها كلم الخيفة الوزير أبا طالب السميرمي في أمر دبيس، وأن في قرية من بغداد خطرا، فنؤثر مقام أقسنقر البرسقي عندنا لنصحه، فوافق السلطان محمود على ذلك.
ثم خرج في ربيع الأول من بغداد، وكانت إقامته بها سنة وسبعة أشهر ونصف. وخلع على البرسقي، وكلم في شأن دبيس، فتوجه إلى صرصر، وتصاف العسكران، وانجلت الوقعة عن هزيمة البرسقي، وكان في خمسة آلاف فارس، ودبيس في أربعة آلاف، بأسلحة ناقصة، إلا أن رجالته كانت كثيرة. ورأى البرسقي في المسيرة خللا، فأمر بحط خيمته لتنصب عندهم ليشجعهم بذلك، وكان ذلك ضلة من الرأي، لأنهم لما رأوها حطت أشفقوا فانهزموا، وكان الحر شديدا، فهلكت البراذين والهمالج عطشا، وترقب الناس من دبيس الشر، فلم يفعل، وأحسن السيرة، وراسل الخيفة وتلطف، وتقررت قواعد الصلح.
4 (وزارة الزينبي))
ثم جرت أمور، وولي علي بن طراد الزينبي نيابة الوزارة، وعزل ابن صدقة، ولم يؤذ.)
292

4 (وزارة عثمان بن نظام الملك))
ثم قدما قاضي القضاة أبو سعد الهروي من العسكر بتحف من سنجر، وأن السلطان محمود قد استوزر عثمان بن نظام الملك، وعول عثمان علي أبي سعد بأن يخاطب
الخليفة في أن يستوزر أخاه أحمد بن نظام الملك، وأنه لا يستقيم له وزارة بدار الخلافة.
4 (نزول ابن صدقة حديثة الفرات))
فتخير ابن صدقة حديثة الفرات ليكون عند سليمان بن مهارش. فأخرج وخفر، فوقع عليه يوسف الكرامي، وجرت له معه قصص.
4 (وزارة أحمد بن النظام))
واستدعى أبو نصر أحمد بن النظام من داره نقيب النقباء علي بن طراد، وابن طلحة، ودخل الخليفة وحده وخرج مسرورا، وخلع عليه للوزارة.
4 (تألم دبيس من معاملة الخليفة له))
وفي رمضان بعث دبيس طائفة، فنهبوا أكثر من مائة ألف رأس، فأرسل الخليفة يقبح ما فعل، فبث ا في نفسه، وما يعامل به من الأمور الممضة، منها أنهم ضمنوا له إهلاك عدوه ابن صدقة الوزير، فأخرجوه من الضيق إلى السعة، ومنها أنه طلب إخراج البرسقي من بغداد، فلم يفعلوا، ومنها أنهم وعدوه في حق أخيه منصور أن يطلقوه.
وكان قد عصى على السلطان بركيا روق وخطب لمحمد، فلما ولي محمد
293

صار به بالخطبة، جاءه عند محمد، وقرر مع أخيه أن لا يتعرض لصدقه، وأقطعه الخيفة الأنبار، ودمما، ولفلوجة، وأعطاه واسط، وأذن له في أخذ البصرة، فصار يدل على السلطان الإدلال الذي لا يحتمله، وإذا وقع إليه زاد التوقيع، وطال مقام الرسول على مواعيد لا ينجزها، وأوحش أصحاب السلطان، وعادى البرسقي، وكان أيضا قد أظهر سب الصحابة بالحلة، فأخذ العميد أبو جعفر ثقة الملك فتاوى فيما يجب على من سب، وكتب المحاضر فيما يتم في بلاد ابن مزيد من ترك الصلوات، وأنهم لا يتعتقدون الجمعة ولا الجماعات، ويتظاهرون بالمحرمات، فكتب الفقهاء بأنه يتعين قتالهم.
ثم قصد العميد باب السلطان وقال: إن حال ابن مزيد قد عظمت، وقد قلت فكرته في أصحابك، واستبد بالأموال، وأراه الفتوى وقال: هذا سرخاب قد لجأ إليه، وهو عل غاية من بدعته التي)
هي مذهب الباطنية. وكانا قد اتفقا على قلب الدولة وإظهار مذهب الباطنية.
4 (إحتماء سرخاب بابن مزيد))
وكان السلطان قد تغير على سرخاب، فهرب منه إل الحلة، فتلقاه دبيس بالإكرام، فراسله السلطان، وطالبه بتسليم سرخاب، فقال: لا أسلم من لجأ إلي، وإن السلطان قصده. فاستشار أولاده، فقال ابنه دبيس: تسلم إلي مائة ألف دينار، وتأذن لي أن أنتقي ثلاثمائة فرس من الإصطبلات، وتجرد معي ثلاثمائة فارس، فإني أقصد باب السلطان، وأعتذر عنك، وأخذمه بالمال والخيل ويقرر معه أن لا يتعرض لأرضك.
فقال غيره: الصواب أن لا تصانع من تغيرت فيك نيته. فقال: هذا الرأي. وجمع عشرين ألف فارس، وثلاثين ألف راجل، وتمت وقعة هائلة، ثم قتل صدقة. وقد مر ذلك.
294

4 (خروج الخليفة لقتال دبيس))
ونشأ دبيس، ففعل القبائح، ولقي الناس منه فنون الأذى، وطغى وبغى فنفذ إليه المسترشد يهدده، فتواعد وأوعد، وأرسل، وبعث طلائعه، فانزعج أهل بغداد. فلما كان ثالث شوال صلب البرسقي تسعة، قيل: إنهم مجهزون من دبيس لقتل البرسقي، وعبر البرسقي في ذي القعدة.
ونصب الخيفة سرادقه عند رقة ابن دحروج، ونصب هناك الجسر. وبعث القاضي أبا بكر الشهرزوري إل دبيس ينذره. وفي الكلام: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا.
فاحتد وغضب وجمع، فكانت فرسانه تزيد على ثمانية آلاف، ورجالته عشرة آلاف. ونزل المسترشد بالله راكبا من باب الغربة، ثم عبر في الزبزب، وعليه القباء، والعمامة، وبيده القضيب، وعلى كتفه البردة النبوية، وعلى رأسه طرحة، ومعه وزيره أحمد بن نظام الملك، وقاضي القضاة الزينبي، والنقيبان، والهاشميون، والقضاء، فنزل بالمخيم، وأقام به أياما
4 (مقتل الوزير السميرمي))
وفيها قتل الوزير أبو طالب السميرمي ببغداد
4 (وزارة شمس الملك))
وولي وزارة السلطان محمود بعده شمس الملك عثمان بن نظام الملك، فأبطل ما جدده السميرمي من المكوس.
4 (مقتل الأمير جيوش بك))
)
وفي رمضان قتل السلطان محمود الأمير جيوش الأمير جيوش بك. وكان تركيا من
295

مماليك السلطان محمد، وكان مهيبا شجاعا. قتله محمود خوفا، فأمن عائلته.
4 (وفاة إيلغازي))
وفيها مات إيلغازي صاحب ماردين، وحلب، وميافارقين.
4 (إقطاع البرسقي واسط وأعمالها))
وفيها أقطع السلطان محمود قسيم الدولة البرسقي واسطا وأعمالها، مضافا إلى ولاية الموصل، وشحكنيكة العراق. فسير إلى واسط عماد الدين زنكي بن اقسنقر.
4 (الغزنزي الواعظ ببغداد))
وفيها وصل إلى بغداد أبو الحسن الغزنوي، فوعظ، وأقبلوا عليه،
4 (ورود أبي الفتوح الإسفرائيني بغداد))
ثم ورد بعد أبو الفتوح الإسفرائيني، ونزل بربا أبى سعد، وتكلم بمذهب الأشعري، ثم سلم إليه رباط الأرجوانية.
296

4 (سنة سبع عشرة وخمسمائة))
4 (الحرب بين المسترشد ودبيس))
في أولها رحل المسترشد بالله، ثم نزل بقرية تعرف بالحديثة من نهر الملك، وأتاه البرسقي وجماعة من الأمراء، وحلفوا على المناصحة والمبالغة في الحرب.
وقرأ محمد بن عمر الأهوزاي على المسترشد جزء ابن عرفة وهو سائر. ثم سار إلى النيل.
ورتب البرسقي بنفسه الجيش صفوفا، فكانوا نحو الفرسخ عرضا، وجعل بين ك ل صفين مجالا للخيل، ووقف الخيفة في موكبه من ورائهم، بحيث يراهم: فرتب دبيس عسكره صفا واحدا، والرجالة بين يدي الفرسان بالتراس الكبار، ووقف في القلب، ومنى عسكره، ووعدهم نهب بغداد.
فلما تراءى الجمعان حملت رجاله دبيس، وكان قد استصحب معه القيان والمخانيث بالدفوف والزمر يحرضون عسكره، ولم يسمع في عسكر الخليفة إلا القرآن والكر والدعاء، فحمل عنبر الكردي على صنف الخليفة، فتراجعوا وتأخروا، ثم جرد الخليفة سيفه وصعد على تل، فقال عسكر دبيس إن عنبرا خامر، فلم يصدق، فلما رأى المهد والعلم والموكب قد صعدوا أيقن غدر)
عنبر بن أبي العسكر، فهرب ووقعت الهزيمة. وعبر دبيس الفرات بفرسه،
297

وأدركته الخيل، ففاتهم، فقيل: إن عجوزا هناك قالت: دبيس دبير خبيث. فقال: دبير من لم يجيء. وقتل خلق من رجالته، وأسر خلق كبير. وقتل ممن عسكر الخليفة عشرون فارسا، وعاد منصورا.
4 (بناء سور بغداد))
ودخل بغداد يوم عاشوراء. وأمر بجباية الأموال ليعمل سورا على بغداد، فجبى شيء كثير، ثم أعيد إليهم، فعظم دعاؤهم له، وشرعوا في عمل السور في صفر.
وكان كل جمعة يعمل أهله محلة يخرجون بالطبول والخيالات.
4 (ختان أولاد الخيفة))
وعزم الخليفة على ختان أولاده وأولاد إخوته، فكانوا اثنا عشر صبيا، فغلقت بغداد، وعمل الناس القباب، وعملت خاتون قبة باب النوبي، وعلقت عليها من الديباج والجواهر ما أدهش الأبصار، وعملت قبة على باب السيد العلوي، عليها غرائب الحلي والحلل، من ذلك ستران من الديباج الرومي، طول الستر نحو عشرين ذراعا، على الواحد اسم المتقي لله، وعلى الآخر اسم المعتز بالله، وبقوا أسبوعا.
298

4 (أعمال دبيس المنكرة))
وجاء الخبر أن دبيس ذهب إلى غزية، فدعاهم إلى الشقاق، فقالوا: ما عادتنا معاداة الملوك، فذهب إلى بني المنتفق، فخالفوه، وقصد البصرة، وكبس مشهد طلحة على مال وجعلوا على ل رأس شيئا.
4 (القبض على الوزير شمس الملك))
وفيها قبض السلطان محمود على وزيره شمس الملك عثمان بن نظام الملك، لأن سنجر طلبه منه، فقال أبو نصر المستوفي له: متى ذهب إلى سنجر لم تأمنه، فاقتله وابعث برأسه. فقتله وبعث إلى الخليفة ليعزل أخاه، فانقطع في منزله، وناب في الوزارة علي بن طراد.
4 (وزارة ابن صدقة))
ثم طلب الوزير ابن صدقة من الحديثة، فأخضر، واستوزر في ربيع الآخر.
4 (استيلاء الأميربن بهرام على حران))
وفيها استيلاء الأميربلك بن بهرام بن أرتق على حران، وسار منها فنزل على حلب وضيق)
عليها، وبها ابن عمه بدر الدولة سليمان بن عبد الجبار،
299

فسلمها إليه بالأمان، فدخلها وتزوج بنت الملك رضوان.
4 (التدريس في نظامية بغداد))
وقدم ابن الباقرحي ومعه كتب محمود وسنجر بتدريس نظامية بغداد. ثم وصل في شعبان أسعد المهيني بتدريسها، وصرف ابن الباقرحي.
4 (موت ابن قراجا صاحب حماه))
وفيها سار محمود بن قراجا صاحب حماه إلى حصن فامية، ونهب ودخلها، فأصابه سهم، وعاد فمرض ومات، وكان ظالما جائرا، فاستولى طغتكين صاحب دمشق على حماه، ورتب بها واليا وعسكرا.
4 (مقتل بلك صاحب حلب))
وفيها التقى بلك صاحب حلب بالفرنج، فهزمهم وقتل منهم خلقا، وعاد إلى منبج فحاصرها وبها الأمير حسان، فأتاه سهم غرب قتله.
4 (تحول تمرتاش عن حلب))
وتسلم حسام الدين تمرتاش حلب فسكنها، رتب بها نوابه، ثم سار إلى ماردين لأنه رأى الشام في بلاء وحروب مع الفرنج مستمرة، وكان يحب الفاهية والراحة، فأخذت حلب منه.
300

4 (سنة ثمان عشرة وخمسمائة))
4 (ظهور الباطنية بآمد))
وردت الأخبار بأن الباطنية ظهروا بآمد وكثروا، فنفر إليهم أهل أمد، فقتلوا منهم سبعمائة رجل.
4 (رد شحنكية بغداد إلى برتقش))
وردت شحنكية بغداد إلى سعد الدولة برتقش الزكوي، وأمر البرسقي بالعود إلى الموصل.
4 (تأهب الخيفة لمواجهة ابن صدقة))
وورد الخبر بان دبيس بن صدقة التجأ إلى الملك طغرلبك أخي السلطان محمود بعد عوده من الشام، وأنهما على قصد بغداد، فتأهب الخليفة، وجمع الجيوش من كل ناحية.
301

4 (الوباء ببغداد والبصرة))
)
وجاء الوباء ببغداد وإلى البصرة في ربيع الأول.
4 (زواج الخليفة))
وتزوج الخليفة ببنت السلطان سنجر.
4 (قتل جماعة من الباطنية))
وفيها أخذ جماعة من الباطنية كانوا قد قدموا في قافلة، فقتلوا في بغداد. قيل: جاءوا لقتل الوزير ابن صدقة والأمير نظر. واخذ في الجملة ابن أيوب قاضي عكبرا ونهب، فقيل: كانت عنده مدارج من كتب الباطنية، وأخذ آخر كان يعينهم.
4 (القبض على أستاذ الدار))
وفيها قبض على ناصح الدولة أستاذ الدار وصودر، وقرر عليه أربعون ألف دينار.
4 (مقتل بلك صاحب حلب))
وفيها التقى صاحب حلب بلك بن بهرام هو والفرنج، فهزمهم وقتل منهم خلقا، وعاد فاصر منبج، وهي لحسان البعلبكي، فجاءه سهم غرب قتله، وكان معه ابن عمته تمرتاش بن إيلغاري، فحمله قتيلا إلى ظاهر حلب، وتسلمها في ربيه الأول من السنة، واستقر بها. ثم رتب بها نائبا له ورد ورد إلى ماردين لأنه رأى الشام كثيرة الحروب مع الفرنج، وكان يحب الراحة، فلما رد أخذت حلب منه.
302

4 (محاصرة الإفرانح صور))
وفيها أخذت الفرنج صور، وكان بها عسكر للعبيديين ونائب إلى سنة ست وخمسمائة، فحاصرتها الفرنج، وخربوا ضياعها، ثم نجدهم صاحب دمشق طغتكين، وأمدهم بما يصلحهم، ولم يقطع منها خطبة المصريين، فبعث إليه صاحب مصر يشكره ويثني عليه، وجهز لها أسطولا.
4 (القبض على والي صور))
واستقام أمرها عشر سنين لأمر مسعود الطغتكيني، لكنه كثرت الشكاية منه، فجاء أصطول من مصر، ومعهم أمر أن يقبضوا على مسعود، فخرج مسعود للسلام على مقدم الأصطول، وطلع إلى الركب، فقبض عليه المقدم، ونزل إلى البلد، فاستولى عيه، وبعث مسعودا إلى مصر، فأكرموه ورودوه إلى دمشق، فرضي طغتكين بذلك.))
4 (عودة الفرنج لمحاصرة صور وسقوطها))
وتحركت الفرنج، وفويت أطماعهم، فرأى المصريون أن يردوا أمرها إلى طغتكين، وراسلوه بذلك، فملكها، ورتب بها الجند، فنازلها الفرنج، وجدوا في الحصار، وقلت بها الأقوات. وسار طغتكين إلى بانياس ليرهب الفرنج، فما فكروا فيه، واستنجد بالمصريين، فما نجدوه، وتمادت الأيام، وأشرف أهلها على الهلاك، فراسل طغتكين ملك الفرنج، على أن يسلمها إليه، ويمكن أهلها من حمل ما يقدرون عليه من الأمتعة، فأجابه إلى ذلك، ووفى بالعهد، وتفرقت أهلوها في البلاد، ودخلها الفرنج في الثلث والعشرين من جمادى الأولى. وكانت من أمنع حصون الإسلام، فإنا لله وإنا إليه راجعون. ودامت في يد الفرنج إل سنة تسعين وستمائة.
303

4 (عزل البرسقي عن بغداد))
وفيها عزل عن بغداد البرسقي، وولي سعد الدولة برتقش الزكوي، لأن المسترشد نفر عن البرسقي، وطلب من السلطان أن يصرفه، فأجابه.
4 (إكرام السلطان لعماد الدين زنكي))
وسار عماد الدين زنكي من البصرة، وكانت إقطاعه، إلى خدمة السلطان محمود، فأكرمه ورده على إمرة البصرة.
4 (ملك البرسقي حلب))
وفي ذي الحجة ملك البرسقي مدينة حلب، وكانت الفرنج لما ملكوا صور طمعوا، وقويت نفوسهم، ثم وصل إليهم دبيس بن صدقة، قبحه الله، فطمعهم أيضا في المسلمين، وقال: إن أهل حلب شيعة، ويميلون إلي، ومتى رأوني سلموها إلي، فاكون نائبا لكم. فساروا معه، وحاصروا حصارا شديدا، فاستنجد أهلها بالبرسقي، فسار إليها بجيوشه، فترحل الفرنج عنها وهو يراهم، فلم يهجمهم، ودخل حلب وتب أمرها.
304

4 (سنة تسع عشرة وخمسمائة))
4 (القبض على دبيس))
في صفر برز الخليفة إلى صحراء الشماسية بجيوشه، ثم رحل فنزل الدسكرة. وجاء دبيس وطغرلبك فدبروا أن يكبسوا بغداد ليلا، ويحفظ دبيس المخايض، وينهب طغرلبك بغداد، فمرض طغرلبك تلك الليلة، وجاء المطر، وزاد الماء، وضج الناس بالإبتهال إلى الله تعالى،)
وأرجف عند الخيفة بأن دبيسا دخل بغداد، فرحل مجدا إلى النهروان، فلم يشعر دبيس إلا برايان الخليفة، فلما رآها دهش، وقبل الأرض، وقال: أنا العبد المطرود، أما أن يعفى عن العبد المذنب، فلم يجبه أحد، فأعادو القول والتضرع، فرق له الخليفة، وهم بالعفو عنه، فصرفه عن ذلك الوزير أبو علي بن صدقة، وبعث الخليفة نظر الخادم إلى بغداد بالبشارة، ونودي في البلد بأن يخرج العسكر لطلب دبيس، والإسراع مع الوزير ابن صدقة. ودخل الخليفة. وسار دبيس وطغرلبك إلى سنجر مستجيرين به، هذا من أخيه، وهذا من الخليفة، فأجارهما، وليسا عليه فقالا: قد طردنا الخليفة وقال: هذه البلاد لي.
فقبض سنجر على دبيس وسجنه خدمة للخليفة.
4 (شكوى برتقش من الخليفة))
في رحب راح سعد الدولة برتقش، فاجتمع بالسلطان خاليا وأكثر
305

الشكوى من الخليفة، وحقق عنده أنه يطلب الملك، وأنه خرج من بيته نوبتين وكسر من قصده، وإن لم يفكر في حسم ذلك اتسع الخرق. وسترى حقيقة ذلك إذا دخلت بغداد. والذي يحلمه على ذلك وزيره.
وقد كاتب أمراء الأطراف، وجمع الأكراد والعرب. فحصل في نفس محمود ما دعاه إلى المجيء إلى بغداد.
4 (رواية ابن الجوزي عن قتل آقسنقر))
وفيها قتلت الباطنية بالموسل آقسنقر البرسقي في مقصورة الجامع، فيما ذكر ابن الجوزي.
والصحيح سنة عشرين.
4 (كسرة الفرنح للبرسقي))
وفيها قدم البرسقي فنازل كفرطاب، وأخذها من الفرنج، ثم عمل مصافا مع الفرنج، وكانوا خلقا، فكسروه، وقتلوا نحوا الألف من المسلمين، وأسروا خلقا.
4 (هزيمة المسلمين أمام بغدوين))
زفيها جمع بغدوين الصغير صاحب القدس وحشد، وأغار على حوران، فخرج لحربة طغتكين في خلق كثير وتركمان قدموا للجهاد، وخلق من أحداث دمشق، من المرج، والغوطة بالعدد التامة، فالتقوا بمرج الصفر، فحملت الملاعين على المسلمين، فهزموهم إلى عقبة سحوراء، وقتلوا أكثر الرجالة، وما نجا إلا من له فرس جواد. وجاء طغتكين وقد أسرت أبطاله، وما شك)
الناس أن الفرنج يصبحون البلد، فحازوا الغنائم والأسرى ورجعوا، فلا قوة إلا بالله.
306

4 (منازلة ابن ردمير بلاد الأندلس))
وفيها عسكر اللعين ابن ردمير الذي استولى على شرق الأندلس في جيش بأربعة آلاف فارس بفاوة من سرقطية، ثم عل بلنسية، ثم مرسية، ومر على جزيرة شقير،
فنازلهم أياما.
وكان على الأندلس تميم بن يوسف بن تاشفين، ومقامه بغرناطة، فجمع الجيوش.
والتف على ابن أردمير سواد عظيم من نصارى البلاد، فوطيء بلاد الإسلام يغير وينهب.
وقصده المسلمون، فالتقوا، فأصيب خلق من المسلمين وغاب ابن أردمير في بلاد الإسلام أكثر من سنة، ورجع بغنائم لا تحصى.
307

4 (سنة عشرين وخمسمائة))
4 (كتاب سنجر إلى السلطان محمود))
لما علم السلطان محمود بقتال الخليفة لطغرلبك فرح، وكاتب الخليفة وقال: قد علمت ما فعلت لأجلي، وأنا خادمك. وتراسلا بالأيمان والعهود عل أنهما ينقصان على سنجر، فعلم سنجر، وبعث إلى محمود يقول: أنت صبي، والخليفة قد عزم على أن يمكر بك وبي، فإذا اتفقتما علي ففرغ مني، عاد إليك، فلا تصغ إليه. وأنا فما لي ولد ذكر، وأنت لما ضربت معي مصافا فظفرت بك، لم أسيء إليك وقتلت من كان سببا لقتالنا، وأعدتك إلى السلطنة، وجعلتك ولي عهدي، وزوجتك ابنتي، فلما توفيت زوجتك الأخرى، فسر إلى بغداد بالعساكر، وأمسك الوزير أب صدقة، واقتل رؤوس الأكراد وخذ آلة السفر التيعلمها، وتقول للخليفة: ما تحتاج إلى هذا، أنا سيفك وخادمك، فإن فعل وإلا أخذته بالشدة، وإلا لم يبق لي ولا لك معه أمر.
وبعث إليه رجلا، وقال: هذا يكون وزيرك. فثنى عزمه.
4 (انزعاج الخليفة من قدوم السلطان إلى بغداد))
فكتب صاحب الخبر إلى الخليفة بذلك، فنفذ الخليفة إليه سديد الدولة ابن الأنباري يقول له: ينبغي أن تتأخر في هذه السنة لقلة الميرة. فقال: لا بد لي من المجيء وتوجه. فلما سمع الخيفة نفذ رسولا وكتابا إلى وزير السلطان، يأمره برد السلطان عن المجيء، فأبى، أجاب بجواب ثقل سماعه على الخيفة، وشرع ف يعمل آلة القتال، وجمع الجيش. ونودى ببغداد في ذي القعدة بعبور الناس إلى الجانب الغربي، وازدحم الخلق، وبعد أيام بدا
308

للخليفة وقال: أنا)
أخلي البلد له، وأحقن دماء المسلمين ونودي بالعبور إلى الجانب الشرقي، واشتدت الأمطار حتى كادت الدور أن تغرق، وانتقل الخليفة إلى مخيمه بالجانب الغربي تحت الرقة، فعرف السلطان، وقرب ن بغداد، فبعث برتقش الزكوي، وأسعد الطغرائي، فذهبا إلى الخيفة، وأديا رسالة السلطان وتألمه من انزعاج الخليفة. ثم حشيا في آخر الرسالة، فقال المسترشد: أنا أقول به يجب أن تتأخر في هذه السنة، ولا يقبل، ما بيني وبينه إلا السيف.
وقال لبرتقش: أنت كنت السبب في مجيئه وأنت أفسدته. وهم بقتله، فمنعه الوزير وقال: هو رسول. فرجعا بكتاب الخيفة وبالسالة، فاستشاط غضبا، وأمر بالرحيل إلى بغداد.
4 (صلاة الخليفة بالناس يوم الأضحى))
وفي يوم الأضحى نصبت خيمة عظيمة، وصلى المسترشد الخليفة بالناس، وكان المكبرون خطباء الجوامع ابن الغريق، وابن المهتدي، وابن التريكي. وصعد المنبر، ووقف ولي عهده الراشد بالله دونه، وبيده سيف مشهور، فقال: الله أكبر، ما سحت الأنواء، وأشرق الضياء، وطلعت ذكاء، وعلت على الأرض السماء، الله أكبر، ما همع سحاب، ولمع سارب، وأنجح طلاب، وسر قادم بإياب. وذكر خطبة بليغة، ثم جلس، ثم قام فخطب وقال: اللهم أصلحني في ذريتي، وأعني على ما وليتني، وأودعني شكر نعمتك، ووفقتي وانصرني. فلما أنهاها وتهيأ للنزول بدره أبو المظفر محمد بن أحمد بن عبد العزيز الهاشمي فأنشده:
* عليك سلام الله يا خير من علا
* على منبر قد حف أعلامه النصر
*
309

* وأفضل من أم الأنام وعمهم
* بسيرته الحسنى وكان له الأمر
*
* وأفضل أهل الأرض شرقا ومغربا
* ومن جده من أجله نزل القطر
*
* لقد شرفت أسماعنا منك هطبة
* وموعظة فضل يلين لها الصخر
*
* ملأت بها كل القلوب مهابة
* فقد رجفت من خوف تخويفها مصر
*
* وزدت بها عدنان مجدا مؤثل
* فأضحى لها بين الأنام بك الفخر
*
* وسدت بني العباس حتى لقد غدا
* تباهي بك السجاد والعلم البحر
*
* فلله عصر أنت فيه إمامه
* ولله دين أنت فيه لنا الصدر
*
* بقيت على أليام والملك كلما
* تقادم عصر أنت فيه أتى عصر
*
* وأصبحت بالعيد السعيد مهنئا
* تشرفنا فيه صلاتك والنحر
*)
ونزل، فنحر البدنة بيده، وكان يوما لم ير مثله من دهره. ثم دخل السرادق، ووقع البكاء على الناس، ودعوا له بالنصر، وجعمت السفن جميعها على الجانب الغربي، وانقطع عبور الناس بالكلية.
4 (وصول السلطان إلى حلوان))
وبلغ السلطان حلوان، فأرسل من هناك الأمير زنكي إلى واسط، فأزاح عنها عفيف الخادم، فلحق بالخليفة، ولم يبق بالجانب الشرقي سوى الحاجب لحفظ دار الخلافة، وسدت أبوابها كلها سوى باب النوبى، ونزل السلطان بالشماسية في ثامن عشر ذي الحجة، ونزل عسكره في دور الناس. وترددت
310

الرسل إلى الخليفة تتلطف به، وتطلب الصلح وهو يمتنع ثم وقف عسكر السلطان بالجانب الشرقي، والعامة بالجانب الغربي يسبون الأتراك، ويقولون: يا باطنية، ما ملاحدة. عصيتم أمير المؤمنين، فعقودكم باطلة وأنكحتكم فاسدة: وتراموا بالنشاب.
4 (وصول ابن ردمير إلى قرب قرطبة))
ظفيها عاث ملك الفرنج بان ردمير، لعنه الله، بالأندلس، وشق بلاد المسلمين جميعها، وسبى ونهب، حتى انتهى إلى قرب قرطبة، فحشد المسلمون وقصدوه، فكبسهم وقتل منهم مقتلة، ثم عاد نحو بلاده، وهو الذي كسر المسلمين أيضا سنة أربع عشرة وخمسمائة. ثم حاصر سنة ثمان وعشرين مدينة أفراغه، وأهلكه الله.
4 (هياج الإسماعيلية بخراسان))
وفيها هاجت الإسماعيلية بخراسان، ونصر عليهم عسكر سنجر، وقتلوا منهم مقتلة كبيرة.
4 (مقتل البرسقي))
وفيها قتل البرسقي.
311

4 (تكاثر الإسماعيلية بالشام))
وفيها كثرت الإسماعيلية بالشام، وكان الناس والكبار يخافونهم، فرأى طاهر بن سعد الدين المزدقاني من المصلحة أن يسلم إلى رئيسهم بهرام حصنا، فأعطاه طغتكين بانياس وتأمل الناس
4 (وقعة مرج الصفر))
4 (استفحال الباطنية بحلب والشام))
)
وفيها استفحل أم ربهرام داعي الباطنية بحلب والشام، وعظم الخطب وهو على غاية الاختفاء، يغير الزي، ويطوف البلاد والقلاع، ولا يعرف إلا أن حصل بدمشق
بتقرير قرره إيلغازي بن أرتق مع طغتكين، فأكرم اتقاء لشره، وما كذب العناية به، فتبعه جهلة وسفهاء من العامة وأهل البر وتحزبوا معه. ووافقه الوزير طاهر بن سعد المزدقاني، وإن لم يكن عل عقيدته. وأعانه على بث شره، وخفى سره ليكون عونا له.
ثم التمس من طغتكين حصنا يحتمي بهن فأعطاه بانياس سنة عشرين هذه، فصار إليها يجمع إليها أوباشا اسغواهم محالة وخداعة، فعظمت البلية بهم، وتألم العلماء وأهل الدين، وأحجموا عن الكلام فيهم بالتعرض لهم، خوفا من شرهم، لأنهم قتلوا جماعة من الأعيان، بحيث لا ينكر عليهم ملك ولا وزير، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
312

5 (بسم الله الرحمن الرحيم))
5 (الطبقة الثانية والخمسون وفيات))
4 (وفيات سنة إحدى عشرة وخمسمائة))
4 (حرف الألف))
أحمد بن إبراهيم بن أحمد.
أبو جعفر بن إبراهيم بن أحمد.
أخذ عن: أبي جعفر أحمد بن رزق.
وسمع الكثير من: حاتم بن محمد.
وشوور في الأحكام. وولي خطابه قرطبة.
توفي في جمادى الآخرة وله أربع وستون سنة. أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الحق.
أبو جعفر الخزرجي القرطبي المقرئ.
روى عن: أبى القاسم الخزرجي، وأبي عبد الله الطرفي المقرئين ونظرائهما.
وقرأ على الأستاذ مكي بن أبي طالب أحزابا من القرآن.
وأقرأ الناس دهرا. وعمر وعاش تسعين سنة، وتوفي في ربيع الأول.
قال ابن بشكوال: جالسته وأنا صغير.)
313

أحمد بن محمد بن عبد الله.
أبو الوفا بن الخضر، الكاتب، المحدث.
سمع الكثير بنفسه، وكتب وعلق.
روى عن: أبي نصر الزينبي، وعاسم بن الحسن فمن يعجهما بحيث أنه أكثر عن أصحابه الجوهري.
روى عنه: الحسين بن خسرو السلفي.
وله شعر جيد. أحمد العربي.
الرجل الصالح.
رأى أبا الحسن القزويني، وقرأ عليه شيئا من القرآن.
ذكره أحمد بن صالح فقال: ولي لله، حزر الجمع في جنازته بمائة ألف. وصلى عليه أبو الحسين بن الفراء بوصية منه. ودفن بقرب قبر معروف، وكان من المنطقين الملهمين، ومن بقايا ببغداد.
توفي في رمضان.
قال المبارك بن كامل الحمصي: ممن حضره ينيف على سبعين ألفا. أسعد بن طبيب خراسان عبد الرحمن بن علي بن أبي صادق أبو الفضل النيسابوري الطيب. كان أبوه جالينوس زمانه.
سمع أسعد من: أبي عثمان البحيري، وأبي سعد الكنجروذي.
قال أبو سعد السمعاني: أسمعني منه والدي حضورا.
وعاش نحوا من ثمانين سنة.
314

4 (حرف الباء))
بختيار السلار.
نائب طغتكين على دمشق.
كان ورعا نزها، دينا حسن السيرة، وافر الحرمة، أمرا بالمعروف نهاء عن المنكر، كثير المحاسن.)
توفي في شعبان، وحزن عليه الناس، وولي شحنكية دمشق بعده ابنه عمر السلار. بغدوين.
هو بردويل الفرنجل الطاغية الذي افتتح القدس وغيرها من مدن الشام. وكان شجاعا مهيبا خبيثا. وقد استفحل شره، وكثر جنده، فجمع العساكر وسار ليأخذ الديار المصرية من بني عبيد، إلى أن قارب تنيس، فسبح في النيل، فانتقض عليه جرح كان به، فرجع ونزل بداء الموت بالسبخة المعروفة، فمات، فشقوا بطنه، ورموا بحشرته هناك، فهي ترجم إلى اليوم، وحملوه فدفنوه بالقمامة بالقدس في ذي الحجة سنة إحدى عشرة، وكان قد جاء القمص صاحب الرها إلى القدس زائرا، فوصى بغدوين له بالملك من بعده. فبعث يطلب عقد الهدنة مع طغتكين، فسار طغتكين إلى طبرية فنهبها وما حولها، وسار عسقلان، وكاتب المصريين، فجاءته سبعة آلاف فارس، وأقاموا بعسقلان شهرين، ولم يؤثروا في الفرنج، ورجع طغتكين.
315

4 (حرف الحاء))
الحسين بن أحمد.
أبو عبد الله بن الشقاق البغدادي.
لم يكن له نظير في الفرائض ببغداد، ولا في الحساب.
روى عنه خطيب الموصل من شعره.
وعليه تفقه أبو حكيم الخبري، وغيره.
وممن روى عنه: ابن ناصر، أبو طالب بن العجمي الحلبي، والسلفي، وقال: كان آية من آيات الزمان، ونادرة من نوادر الدهر.
قال ابن النجار: وسمع من أبي الحسين بن المهتدي بالله، وكان شقاقا للقرون للعشي. قرأ الفرائض والحساب على الخبري، وعبد الملك بن إبراهيم الهمذاني. ومات في ذي الحجة عن إحدى وسبعين سنة. الحسين بن محمد بن الحسين.
الوزير أبو منصور ابن الوزير الكبير أبي شجاع الروذراوري، ثم البغدادي.
وزر أبوه للمقتدي، ووزر هو للمستظهر سنة ثمان وخمسمائة.
ثم خرج إلى إصبهان، فمات بها.)
ذكره ابن الدبيثي.
4 (حرف العين))
عباد بن محمد بن المحسن.
316

أبو القاسم الجعفري الإصبهاني.
من بيت شرف وتقدم.
سمع تفسير أبي الشيخ أب أبي أحمد محمد بن علي ابن المكفوف، عن مؤلفه.
وسمع: أبا سعد عبد الرحمن بن عمر الصفار، وعلي بن مهران.
قال السمعاني: أجاز لنا في ذي القعدة سنة عشرة.
قلت: لعل السلفي سمع منه. عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر بن عمر.
المحدث أبو محمد السلمي الدمشقي، ويعرف بابن سيده.
سمع: أبا القاسم بن أبي العلاء، وأبا عبد الله بن أبي الحديد، وأبا الفتح نصرا المقدسي، وخلقا بعدهم.
قال ابن عساكر: سمعنا بقراءته الكثير، وكان ثقة متحرزا. ولد سنة إحدى وستين وأربعمائة.
قلت: روى عنه الحافظان: السلفي، وابن عساكر. وتوفي في رمضان.
وهو والد أبي المعالي عبد الله.
قال السلفي: كان قارئ الحديث بدمشق، وكان ثقة، سئ الخلق، بخيلا بالإفادة. عبد الرحيم بن يحيى بن إسماعيل.
317

أبو الفضائل الأموي العثماني الديباجي.
روى عن جده لأمه أبي حفص البوصيري.
وعنه: ولده أبو محمد عبد الله العثماني.
ورخه ابن المفضل، وقال: تكلم في سماعه. علي بن أحمد بن كرز.
أبو الحسن الأنصاري الغرناطي المقرئ.
روى عن: أبي القاسم بن عبد الوهاب المقرئ، وغانم بن دليل، وأبي عبد الله بن عتاب،)
وجماعة.
وعني بالإقراء وسماع العلم. وكان ثقة فاضلا.
4 (حرف الغين))
غانم بن محمد بن عبيد الله بن عمر بن أيوب بن زياد.
أبو القاسم بن أبي نصر الإصبهاني البرجي. وبرج قرية من قرى إصبهان.
سمع أبا نعيم، من ذلك مسند الحارث بن أبي أسامة، أنبا ابن خلاد النصيبي، ولأبي نعيم فوت معروف.
وسمع من ابن فاذشاه وأجاز له: أبو علي بن شاذان، وأبو القاسم بن بشران، والحسين بن شجاع الموصلي أجازوا له في سنة تسع عشرة وأربعمائة والحسين بن إبراهيم الحمال.
318

وعاش تسعين سنة أو نحوها.
روى عنه: السلفي، وأبو بكر محمد بم منصور السمعاني، وأبو العلاء الحسن بن أحمد العطار، ومعمر بن الفاخر، وأبو طاهر محمد بن محمد السنجي، وأبو موسى المديني، وأبو سعد محمد بن عبد الواحد الصائغ الحفاظ والفضل بن القاسم الصيدلاني، مسعود بن أبي منصور الجمال، ومحمد بن عبيد بن الشيخ أبي علي الحداد.
وآخر من روى عنه بالإجازة أبو المكارم اللبان.
قال السمعاني: أجاز لي، وهو شيخ صالح، سديد، ثقة، مكثر. عمر العمر الطويل، وكان من تلاميذ محمد الخابوطي.
سمع: أبا نعيم، وابن فاذشاه، والفضل بن محمد القاشاني، ومحمد بن عبد الله بن شهريار، وعمر بن محمد بن عبد الله بن الهيثم، وأبا الفتح محمد بن عبد الرزاق بن أبي الشيخ.
ومن مسموعه مسند الطيالسي، من أبي نعميم، وسمع الحلية سوى أجزاء من موضعين، وجزء محمد بن عاصم، وجزء الجابري.
ثم سمى السمعاني عدة مرويات.
قال أبو موسى: وفاته في سابع وعشرين ذي القعدة. وسأله أبي عن مولده فقال في ذي القعدة سنة.
4 (حرف الميم))
) محمد بن أحمد بن عبد الله بن فاذويه.
أبو الفضل ابن العجمي الواسطي البزاز.
319

سمع: أبا الحسن بن مخلد، والحسن بن أحمد الغندجاني.
وببغداد من: ابن المسلمة، وابن النقور.
وروى الكثير.
روى عنه: أبو طالب الكتاني المحتسب، وهبة الله بن نصر الله بن الجلخت، وأحمد بن سالم البرجويي، وعدة.
وأملي بجامع واسط.
وثقة أبو الكرم الحوزي، وأثنى على فهمه.
توفي بواسط في صفر. محمد بن الحسن بن عبد الله بن بأكبر.
الكاتب الشيعي.
تولى في الأعمال السلطانية.
وسمع: الحسن بن علي الشاموخي بالبصرة، وعبد السلام بن سالبة الصوفي بفارس، سمع منه تفسير النقاش، بروايته عن أبي القاسم علي بن محمد الزيدي الحراني، عنه.
روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وهبة الله بن محمد بن مميك الشيرازي.
قال ابن ناصر: حاله أشهر من أن يذكر، صاحب المظالم، لا تحل الرواية عنه.
توفي في ربيع الأول عن بضع وثمانين سنة.
320

محمد بن سعيد بن إبراهيم بن سعيد بن نبهان.
أبو علي الكاتب.
من أهل الكرخ.
سمع: أبا علي بن شاذان، وبشر بن الفاتني، وابن دوما النعالي، وجده لأمه أبا الحسين الصابئ.
وطال عمره، وألحق الصغار بالكبار.
روى عنه: حفيده محمد بن أحمد، ومحمد بن جعفر بن عقيل، وأبو ظاهر بن سلفة، ودهيل بن)
كاره، وعيسى بن محمد الكلوذاني.
وآخر من روى عنه عبد المنعم بن كليب.
ذكره ابن السمعاني فقال: شيخ عالم فاضل مسن، من ذوي الهيئات. وهو آخر من روى عن ابن شاذان، ولي منه إجازة.
وقال ابن ناصر: كان فيه تشيع، وكان سماعه صحيحا. وبقي قبل موته بسنة ملقى على ظهره لا يعقل، من قرأ عليه في تلك الحال فقد أخطأ وكذب
321

عليه، فإنه لم يكن يفهم ولا يعقل ما يقرأ عليه من أول سنة إحدى عشرة.
وسمعته يقول: مولدي سنة إحدى عشرة وأربعمائة. ثم سمعته مرة أخرى يقول: سنة خمس عشرة. فقلت له ذلك، فقال: أردت أن يدفع عني العين، وإلا فمولدي سنة إحدى عشرة.
وقال ابن السمعاني: سمعت أبا العلاء بن عقيل يقول: كان شيخنا ابن نبهان إذا مكث عنده أصحاب الحديث وطولوا قال: قوموا، فإن عندي مريضا. بقي على هذا سنتين، فكانوا يقولون: مريض ابن نبهان لا يبرأ.
توفي ابن نبهان ليلة الأحد السابع عشر من شوال، وقد استكمل مائة سنة.
قال ابن النجار: وقرأ بخط ابن ناصر: كان ابن نبهان قد بلغ ستا وتسعين سنة، وسمعه جده هلال بن المحسن من ابن شاذان أول أمره على معاملة الظلمة، وكان رافضيا، وقد تغير في سنة إحدى عشرة.
قال: والصحيح أن مولده سنة خمس عشرة، وكذلك وجد بخط الحميدي.
وذكر ابنه، وجده بخط جده ابن الصابئ. محمد بن علي بن طالب.
أبو الفضل البغدادي الخرقي الحنفي، ويعرف بابن زبيبا.
322

حدث عن: علي بن المذهب، وأبي المذهب، وأبي بكر بن بشران، وأبي حفص بن أبي طالب المكي، وأبي محمد الجوهري.
وتوفي في شوال.
قال ابن ناصر: كان كثير السماع، ولم يكن في دينه مرضيا. كان يذهب إلى أن النجوم هي المدبرة للعالم. لا تجوز الرواية عنه.)
قلت: وكان بزازا، أجاب لابن كليب.
وروى عنه: الصائن ابن عساكر، وأبو المعمر المبارك بن أحمد. المبارك بن طالب.
الإمام أبو السعود الحلاوي الحنبلي صاحب الزاهد أبي منصور الخياط.
سمع: ابن هزارمرد، وأبا علي بن البنا.
وتلا على ابن البنا، على الخياط.
سمع منه: ابن ناصر، وغيره.
وكان أمارا بالمعروف، زاهدا، وحسن التلاوة.
مات في ربيع الأول.
4 (حرف النون))
نصر بن أحمد بن إبراهيم بن أسد بن أحمد
323

أبو الفتح الحنفي الهروي.
وساق السمعاني نسبه إلى حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. وقال: هو من أهل العلم والسداد والصلاح. أفنى عمره في كتابه العلم. حدث بالكثير، وتفرد بالرواية الكثيرة.
سمع: أباه، وجده أبا العباس إبراهيم، وجده لأمه منصور بن إسماعيل الحنفي، وأبا عثمان سعيد بن العباس القرشي، وإسحاق بن أبي إسحاق القراب، وعبد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن الفضيل الفضيلي.
وحدثني عنه جماعة بهراة، ومرو، وبوسنج.
ولد سنة تسع عشرة وأربعمائة، ومات بهراة في سابع شعبان.
قلت: هذا كان مسند تلك الديار في عصره. وقد مر أيضا في سنة عشر، ولكن هذا أصح.
4 (حرف الهاء))
هبة الله بن المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري.
الأخرس.
سمعه أبوه من أبي الحسين بن الزينبي. وتوفي رحمه الله في شوال. هبة الله بن المبارك بن أحمد.
أبو المعالي ابن الدواتي الكاتب.)
324

من أهل باب المراتب.
كان ينسخ بالأجرة.
سمع: ابن غيلان، وأبا الحسين التوزي، وأبا الحسن القزويني، والبرمكي.
قال ابن ناصر: لم يكن في دينه بذاك، وكان يتهم بالرفض والإعتزال. وكان جمع نحو مائتي دينار، وهو يظهر الفقر، فأخذت منه في الحمام وبقي متحسرا عليها. وترك من كان يحسن إليه مراعاته.
أخبرني جماعة أنه لم ير في جمعة قط في الجامع.
4 (حرف الياء))
يمن.
أبو الخير مولى المستطهر بالله.
كان مهيبا وقورا، سمحا، جوادا، فطنا، ذا رأي ومعرفة، ولي إمرة الحاج، ونفذ رسولا غير مرة إلى السلطان.
وسمع: أبا عبد الله النعالي.
وحدث بإصبهان.
وكان يلقب أمير الجيوش.
توفي في ربيع الآخر.
325

4 (وفيات سنة اثنتي عشرة وخمسمائة))
4 (حرف الألف))
أحمد المستظهر بالله.
أمير المؤمنين أبو العباس ابن المقتدي بالله أمير المؤمنين أبي القاسم عبد الله ابن الأمير محمد الذخيرة ابن القائم بأمر الله أبي جعفر عبد الله ابن القادر بالله أحمد بن إسحاق بن المقتدر بالله جعفر بن المعتضد الهاشمي العباسي.
بويع بالخلافة بعد موت المقتدي في ثامن عشر المحرم سنة سبع وثمانين، وعمره ستة عشر عاما وشهران، فإن ولد في شوال سنة سبعين، وصلى بالناس الظهر، ثم صلى على والده.
وكان ميمون الطلعة، حميد الأيام. وزر له أبو منصور بن محمد بن جهير.
326

وولي القضاء له)
أبو بكر بن المظفر الشامي قليلا، ومات فولي بعده القضاء أبو الحسن علي بن محمد بن علي الدامغاني. ووزر له بعد عميد الدولة أبي منصور سديد الدولة أبو المعالي الإصفهاني، ثم زعيم الرؤساء أبو القاسم علي بن عميد الدولة بن جهير، ثم مجد الدين أبو المعالي هبة الله بن المطلب، ثم نظام الدين أبو منصور الحسين بن أبي شجاع الوزير.
قال ابن الأثير: كان لين الجانب، كريم الأخلاق، يسارع في أعمال البر، وكانت أيامه أيام سرور للرعية، فكأنها من حسنها أعياد. وكان حسن الخط، جيد التوقيعات، لا يقاربه فيها أحد، يدل على فضل غزير، وعلم واسع.
ومات بعلة التراقي، وهي دمل تطلع في الحلق.
وكان سمحا جوادا.
قال ابن الجوزي: كان حافظا للقرآن، محبا للعلماء والصالحين، منكرا للظلم.
ومن شعره:
* أذاب حر الهوى في القلب ما جمدا
* لما مددت يدي إلى رسم الوداع يدا
*
* وكيف أسلك نهج الاصطبار وقد
* أرى طرائق مهوى الهوى قددا
*
* إن كنت انقض عهد الحب في خلدي
* من بعد حبي، فلا عاتبتكم أبدا
* وكانت خلافته خمسا وعشرين سنة وثلاثة أشهر وأياما ولم تصف له الخلافة، بل كانت أياما مضطربة، كثيرة الحروب. وغسله شيخ الحنابلة ابن
327

عقيل، وصلى عليه ابنه المسترشد بالله الفضل، وخلف من الأولاد هذا، والمقتفي لأمر الله، ومحمدا، وعليا، وأبا طالب العباس، وإبراهيم، وعيسى، وإسماعيل.
وتوفيت بعده بقليل جدته أرجوان الأرمنية والدة المقتدي، ولا يعلم خليفة عاشت بعده جدته إلا هو.
قال السلفي: قال لي أبو الخطاب ابن الجراح: صليت بالمستظهر بالله في رمضان فقرآت: إن ابنك سرق رويناها عن الكسائي، فلما سلمت قال: هذه قراءة حسنة، فيها تنزيه أولاد الأنبياء عن الكذب.
وللصارم مرجا البطائحي الشاعر فيه:
* أصبحت بالمستظهر بن المقتدي
* بالله بن القائم بن القادر)
* (مستعصما أرجو نوافل جوده
* وبأن يكون على العشيرة ناصري
*
* فيقر مع كبري قراري عنده،
* ويفوز من مدحي بشعر سائر
* فوقع المستظهر: يخير بين الصلات والإنحدار، أو المقام والإدبار. فاختار الإنحدار.
ولمرجا هذا شعر كثير، أكثره في الهجو.
توفي أمير المؤمنين إلى رضوان الله في يوم الأربعاء الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر من هذه السنة. أحمد بن محمد بن أحمد بن علي.
أبو العباس بن الزوال الهاشمي العباسي المأموني المعدل.
سمع: القاضي أبا يعلي، وأبا جعفر ابن المسلمة، وعبد الصمد بن المأمون، وجماعة.
328

وقد قرأ القرآن على: محمد بن علي الخياط، وأبي علي بن البنا توفي في المحرم عن سبعين سنة. أحمد بن محمد بن عبد السلام بن قيداس.
البغدادي، أبو نصر المقرئ.
سمع: أبا طالب محمد بن الحسين بن بكير، أبا طاهر بن العلاف، وأبا بكر بن بشران.
وعنه: أبو محمد بن الخشاب، وأبو العز محمد بن محمد بن الخراساني.
ولد سنة أربع وثلاثين.
قلت: إن صح مولده، فروايته عن أبي بكر حضورا غلط.
قال أبو الحسن بن الزاغوني: توفي ابن قيداس المقرئ بالحريم في جمادى الأولى. وقد قرأ القرآن، وسمع الحديث. أرجوان.
وتدعى قرة العين، الأرمنية. والدة الخليفة المقتدي، وجدة المستظهر.
عاشت في العز والجاه حتى رأت البطن الرابع من أولادها.
وكانت صالحة، كثيرة الصدقة. حجت مرات ولها رباط بمكة، ورباط ببغداد، ولها حشمة وهيبة ومعروف وبر، رحمها الله.
عاشت إلى هذا الوقت.))
4 (حرف الباء))
بكر بن محمد بن علي بن الفضل بن الحسن بن أحمد بن إبراهيم.
329

العلامة أبو الفضل الأنصاري الجابري، من ولد جابر بن عبد الله البخاري الزرنجري.
وزرنجر من قرى بخارى الكبار. ويعرف بشمس الأئمة أبي الفضل.
كان فقيه تلك الديار، ومفتي ما وراء النهر. وكان يضرب به المثل في حفظ مذهب أبي حنيفة.
قال لنا أبو العلاء الفرضي: كان الإمام على الإطلاق، والموفود إليه من الآفاق. رافق في أول أمره برهان الأئمة سراج الأمة الماضي عبد العزيز بن عمر ابن مازة تفقها معا على شمس الأئمة محمد بن أبي سهل السرخسي.
ولد أبي الفضل في سنة سبع وعشرين وأربعمائة. وسمع الحديث في صغره، وأدرك الكبار.
وتفقه أيضا على شمس الأئمة أبي محمد عبد العزيز بن أحمد الحلوائي، وكان أبوه محمد يروي عن إسماعيل بن أحمد الفضائلي، وغيره.
سمع: أباه، وأبا حفص عمر بن منصور بن خنب، وأبا مسعود أحمد بن محمد البجلي، وميمون بن علي الميموني، أبا سهل أحمد بن علي
330

الأبيوردي، وإبراهيم بن علي الطبري، ويوسف بن منصور السياري الحافظ، وأبا بكر محمد بن سليمان الكاخستوائي.
وسمع صحيح البخاري من أبي سهل المذكور. أنبا أبو علي بن حاجب الكشاني.
وقال أبو سعد السمعاني: وورد بغداد حاجا قبل الخمسمائة، وتفرد بالرواية عن جماعة. وكتب لي بالإجازة بمسموعاته. وكان يسمى أبا حنيفة الأصغر. سألوه عن مسألة فقال: كررت عليها أربعمائة مرة. وكانت له معرفة بالأنساب والتواريخ. وثنا عنه جماعة منهم: عمر بن محمد بن ظاهر الفرغاني، وأبو جعفر أحمد بن محمد الحلمي البلخي، ومحمد بن يعقوب نزيل سرخس، وعبد الحليم بن محمد البخاري.
تفقه على شمس الأئمة: ابنه عمر، وتوفي ابنه عمر سنة وشيخ
331

الإسلام برهان الدين علي بن أبي بكر الفراغاني، وجماعة.
وتوفي في تاسع عشر شعبان. الحسن بن عمر بن الحسن بن عمر.
أبو القاسم الهوزني الإشبيلي.)
روى عن: أبيه، وأبي محمد بن الباجي، وأبي عبد الله بن منصور وحج، وسمع بالمهدية من: عبد الله بن منصور الحضرمي.
وبمصر من: محمد بن بركات.
وأجاز له أبو عمر بن عبد البر، وأبو محمد بن وليد.
وكان فقيها مشاورا، فاضلا، رحل الناس إليه.
وتوفي في ذي القعدة.
وكان مولده في سنة خمس وثلاثين وأربعمائة. الحسين بن محمد بن علي بن الحسن.
نور الهدى أبو طالب الهاشمي العباسي الزينبي، الفقيه الحنفي، رئيس الطائفة الحنفية.
كان إمام معظما كبير الشأن، مكرما للغرباء، بارعا في المذهب. ولد سنة عشرين وأربعمائة.
وسمع: أبا طالب بن غيلان، وأبا القاسم الأزهري، وأبا القاسم التنوخي، والحسن بن المقتدر.
وسمع بمكة الصحيح من كريمة. وتفرد به عنها ببغداد.
332

وسمعه منه الناس.
روى عنه: عبد الغافر الكاشغري، ومات قبله بأربعين سنة أو أكثر، وابن أخيه علي بن طراد الوزير، والصائن هبة الله بن عساكر.
وسمع منه الصحيح عبد المنعم بن كليب وقد قرأ القرآن على الزاهد أبي الحسن القزويني.
وتفقه على قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني.
وقد مدحه الغزي الشاعر بقصيدة حسنة.
توفي في صفر، وله اثنتان وتسعون سنة، فهو وأخوه أبو نصر محمد، وطراد ماتوا في عشر المائة. وتفردوا في وقتهم.
ولم يزل نور الهدى مدرس مدرسة شرف الملك، وترسل إلى ملوك الأطراف. وولي نقابة العباسيين والطالبيين. ثم استعفى بعد أشهر، فأعفي، وأحضر أخوه، طراد من الكوفة، كان نقيبها، فولي نقابة العباسيين. حمد بن نصر بن أحمد.
333

الحافظ أبو العلاء الهمذاني الأعمش الأديب.)
أجاز لأبي سعد السمعاني، وقال: كان عارفا بالحديث حافظا ثقة، مكثرا. سمع الكثير بنفسه وأملى وحدث.
سمع: أبا مسلم بن غزو النهاوندي، وأبا الحسن عبيد الله بن مندة، وهارون بن ماهلة الهمذاني، وطبقتهم.
ومولده بهمذان سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.
ومات في عاشر شوال.
أنبأ أحمد بن عبد الكريم، أنبا نصر بن جرو، أنبا أبو طاهر السلفي: سعمت حمد بن نصر الحافظ بهمذان: سمعت علي بن حميد الحافظ: سمعت طاهر بن عبد الله الحافظ يقول: سمعت حمد بن عمر الزجاج الحافظ يقول: لما أملى صالح بن أحمد التميمي الحافظ بهمذان كانت له رحى، فباعها بسبعمائة دينار، ونثرها على محابر
أصحاب الحديث.
رواها أبو سعد السمعاني، عن شيخ له، عن السلفي، فكأنس لقيته وسمعتها منه، مع أن حمد بن نصر، رحمه الله، قد أجاز لأبي سعد.
4 (حرف الراء))
رابعة بنت الإمام أبي حكيم عبد الله بن إبراهيم الخبري.
أم الفضل والدة الحافظ ابن نصر.
334

امرأة صالحة، سمعت: أباها، وأبا محمد الجوهري، وأبا جعفر ابن المسلمة.
روى عنها: ابنها، وأبو المعمر الأنصاري.
وتوفيت في ذي القعدة.
4 (حرف الطاء))
طلحة بن أحمد بن طلحة بن أحمد بن الحسن بن سليمان بن الحارث.
أبو البركان الكندي العاقولي ولد بدير العاقولي، وهي على خمسة عشر فرسخ من بغداد.
ودخل بغداد سنة ثمان وأربعين، واشتغل بالعلم.
وقرأ على القاضي أبي يعلى كتاب الخصال، وسمع منه، ومن: أبي محمد الجوهري، وأبي الحسن بن حسنون النرسي، وجماعة.
روى عنه: هبة الله الصائن، ومحمد بن أبي القاسم بن حمزة الشاوي، وابن ناصر، وغيرهم.)
وكان من الأئمة الصالحين.
335

توفي في شعبان ببغداد، وله ثمانون سنة.
4 (حرف العين))
عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل.
أبو الفضائل الأموي العثماني الديباجي، والد العثمانيين.
قال ابن المفضل: روى عن جده لأمه أبي حفص البوصيري.
روى عنه: ولده أبو محمد العثماني.
ثم قال ابن المفضل الحافظ: وقد تكلم في سماعه.
مات في المحرم. عبد الكريم بن أحمد بن قاسم بن أبي عجينة.
الشيخ أبو محمد القباري، والمعروف بالخلقاني الإسكندراني، المؤذن المعمر.
من شيوخ السلفي.
قال فيه: كان يقال إنه ابن مائة وعشرين سنة.
أنبا عن أحمد بن إبراهيم الرازي، وغيره.
وسمعت أبا عبد الله بن الحطاب الرازي، وجماعة يقولون: ما عندنا أكبر منه سنا.
قال أبو عبد الله: وقد بلغ مائة وعشرين سنة أو دونها بقليل، وبلغني انه بقي ثلاثا وستين سنة لا يأكل لحما إلا لحم الصيد الذي يصيده بنفسه، ومنه قوته. ولم يأكل اللبن ولا الجبن هذه المدة تورعا. وكان يأكل من القبار المباح، ويعبر المنامات ويصيب، وهو أمي لا يكتب. رأيته وهو حاضر الذهن يبصر
336

ويسمع، ويعبر المنامات، ولا يتتعتع في حرف. وقد سمع على أين العباس الرازي كثيرا.
وتوفي في رجب، رحمه الله تعالى.
قال السلفي: وقد كنت أداعبه وأقول: أنت مكبر، مخبر، معبر فيبتسم.
وقد ذكر لي أن رأى أبا عمران الفاسي لما قدم الإسكندرية حاجا. قال: وكان مخبر. وكان مالكيا. كان مع كبر سنه يقصدني إلى أن مات محمولا كأنه قفة. عبد الكريم بن علي بن محمد بن علي بن فورجة.)
أبو الخير الإصبهاني.
ولد سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
وروى عن: أبي الحسين بن فاذشاه، وأبي طاهر بن عبد الرحيم.
روى عنه: أبو موسى المديني، وغيره.
وآخر من روى عنه حضورا أبو جعفر الصيدلاني.
توفي في ثامن عشر شوال.
ومما يوري الزهد لأسد، سمعه من ابن فاذشاه، وكتاب ثواب الأعمال لأبي الشيخ، رواه عن الفضل بن محمد بن سعيد، عنه. عبيد بن محمد بن عبيد.
أبو العلاء القشيري النيسابوري التاجر، من بيت عدالة ورواية.
337

سمع: عبد الرحمن بن حمدان النصروبي، وعبد القاهر بن طاهر البغدادي، وأبا حسان محمد بن أحمد المزكي، وأبا حفص بن مسرور.
وسافر في شبيبته إلى المغرب تاجرا، وأقام هناك مدة، وحصل أموالا، ثم عاد إلى نيسابور ولزم داره.
وكان قليل المخالطة.
وحدث ببغداد مع أخيه لما قدم للحج وقد مر أخوه الفضل من سنوات.
روى عنهما: أبو الفتح محمد بن عبد السلام. سمع منهما في سنة سبع وثمانين.
وسأله اليونارتي عن مولده فقال: في سنة سبع عشرة وأربعمائة. وذكر أنه غاب عن نيسابور نيفا وعشرين سنة.
ووصفه عبد الغافر في تاريخه: بالصدق والعدالة والعبادة، وصحة السماع، ولإنفاق على الفقراء. وتصدق في آخر عمره بصدقات كثيرة. وثقل سمعه. وتوفي في شعبان.
قال أبو سعد السمعاني: كان والدي أحضرني للسماع عليه في سنة تسع وخمسمائة.
338

وتوفي في ثامن عشر شعبان سنة، رحمه الله. قاله ابن النجار. عيسى بن شعيب بن إبراهيم.
الزاهد المعمر أبو عبد الله السجزي الصوفي نزيل هراة.)
ولد بسجستان بعد سنة عشر وأربعمائة.
وسمع من علي بن بزي الحافظ وبهراة من عبد الوهاب بن محمد الخطابي وبغزنة الخليل بن أبي يعلى.
وحمل ولده أبا الوقت على كتفه من هراة إلى بوسنج، فأسمعه الصحيح.
قال أبو سعد السمعاني: شيخ صالح، مسن، حريص على السماع. أجاز لي مروياته.
مولده في سنة عشرين وأربعمائة، وتوفي بمالين هراه في ثاني عشر شوال وله مائة وسنتان.
4 (حرف الميم))
محمد بن أحمد بن عبد الرحمن.
أبو عبد الله الأنصاري الطليطلي المقرئ ويعرف بابن فرقاش. نزيل فارس.
له مصنف في القراءات.
339

أخذ عن: المغامي، وأبي الحسن الألبيري.
قرأ عليه في هذا العام بغرناطة: أبو إسحاق الغرناطي. محمد بن أحمد بن عون.
أبو عبد الله المعافري القرطبي.
روى عن: حاتم بن محمد، وأبي عبد الله بن عتاب.
وكان فقيها، إماما، ورعا، متصاونا، كثير الكتب.
ومات في ذي القعدة، فصلى عليه ابنه أبو بكر. محمد بن الحسين بن محمد.
فخر القضاة أبو بكر الأرسابندي المروزي. وأرسابند من قرى مرو.
تفقه على الأستاذ أبي منصور السمعاني.
ورحل إلى بخارى، فتفقه عل القاضي الزوزني صاحب أبي زيد.
وبرع حتى صار يضرب به المثل في علم النظر.
وحج، سمع من رزق الله التميمي.
روى عنه: صاحباه أبو الفضل عبد الرحمن بن أميرويه الكرماني، وقاضي مرو محمد بن عبد الله الصائني، وغيرهما من كبار الحنفية.)
وتوفي ربيع الأول.
340

محمد بن عتيق بن أبي بكر محمد بن أبي نصر.
أبو عبد الله التميمي القيرواني الأشعري المتكلم، ويعرف بابن أبي كديه.
درس الأصول بالقيروان على أبي عبد الله الحسين بن حاتم الأزدي صاحب ابن الباقلاني.
وسمع بمصر من أبي عبد الله القضاعي.
وقدم الشام، فأخذ عنه أبو الفتح نصر الله بن محمد المصيصي. ودخل العراق، وأقرأ علم الكلام بالمدرسة النظامية. وكان صلبا في الإعتقاد.
توفي ببغداد في ذي الحجة. وقد سمع بالأندلس من ابن عبد البر. وقرأ بالروايات بمصر على أبي العباس بن نفيس.
وسمع ببغداد من عبد الباقي العطار، وصاحب المخلص. وأقام بالشام مدة، ثم قدم بغداد ثانيا، وأقرأ بها القرآن أيضا.
قرأ عليه: أبو الكرم الشهرزوري.
وحدث عنه: عبد الحق اليوسفي بكتاب الشهاب، فقال فيه ابن عقيل: ذاكرته، فرأيته مملوءا علما وحفظا.
وقال السلفي في معجمه: كان مشارا إليه في علم الكلام، وقال لي: أنا أدرس علم الكلام من سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. وكان مقدما على
341

نظرائه، مبجلا عند من ينتحل مذهبه، مجانبا عند مخالفيه. جرت بينه وبين الحنابلة فتن، وأوذي غاية الإيذاء.
وأتى من شعر صديقه الحسن بن رشيق. وقال لي إنه قرأ أيضا الكلام ببلده على أبي طاهر علي بن محمد بن عرس الموصلي صاحب ابن الباقلاني. وإنه سمع من أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد الخرقي.
قلت: عاش تسعين سنة أو جاوزها. وسأله السلفي عن مسألة الاستواء، فذكر أن أحد الوجهين لأبي الحسن الأشعري أن يحمل على ما ورد ولا يفسر.
342

محمد بن عيسى بن محمد بن بقاء.
أبو عبد الله الأنصاري الأندلسي.
أحد القراء المجودين.)
قرأ على أبي داود صاحب أبي عمرة الداني.
وأقرأ بدمشق.
قرأ عليه جماعة من الدمشقيين.
وكان فاضلا، تاركا للتكلف حفظه للحكايات. يسكن في دار الحجارة. توفي في ذي القعدة وله ثمانية وخمسون سنة. محمد بن محمد بن علي بن حكيم.
أبو عبد الله الباهلي القرقوي، الأندلسي، المري.
سمع: أبا خالد يزيد مولى المعتصم، وأبا علي الغساني.
وحدث بتقييد المهمل لأبي علي بالإسكندرية، فأخذه عنه: السلفي، وأبو محمد العثماني، وأخوه أبو الفضل العثماني.
وروى عنه بالإجازة: بركات الخشوعي.
ووصفه السلفي بالحفظ، وقال: ثنا من حفظه، من أبي بكر حازم بن محمد الطليلطي. وكان من أهل المعرفة بقوانين الحديث. أخذ ذلك عن أبي علي الجياني، وغيره. وقد كتب عني.
343

قال ابن الأبار: توفي في رجب سنة اثنتي عشرة.
قال السلفي: توفي في رجوعه من الحج بالبادية. محمود بن الفضل بن محمود بن عبد الواحد.
أبو نصر الصباغ الإصبهاني الحافظ، نزيل بغداد.
بالغ في الطلب، وكتب بخطه السريع كثيرا لنفسه ولغيره. وكان حميد الطريقة مفيدا لغويا. نسخ الكتب الكبار.
وقد سمع: عبد الرحمن وعبد الوهاب ابني أبي عبد الله من مندة، وأبا الفضل البزاني، وأبا بكر بن ماجة.
وحدث ببغداد بشيء يسير عن عائشة بنت الحسين الوركانية.
قال شيرويه الديلمي: قدم علينا همذان سنة اثنتين وخمسمائة، وكان حافظا ثقة، يحسن هذا الشأن، حسن السيرة، عارفا بالأنساب والأسماء، مفيدا لطلبه العلم.
وقال غيره: توفي في جمادى الأولى ببغداد، وقد سمع بها من رزق الله التميمي، وطراد،)
وطبقتهما، وخلقا من أصحاب أبي علي بن شاذان. ثم خلقا من أصحاب ابن غيلان. وبالغ حتى كتب عن أصحاب الصريفيني، وعلي بن البسري.
روى عنه: ابن ناصر، وأبو الفتح بن عبد السلام، والمبارك بن كامل. قال
344

السلفي: كان رفيقنا محمود بن الفضل يطلب الحديث، ويكتب العالي والنازل فعاتبته في كتبه النازل، فقال: والله، إذا رأيت سماع هؤلاء لا أقدر على تركه.
فرأيته بعد موته، فقلت: ما فعل الله بك قال: غفر لي بهذا. وأخرج من كمه جزءا. مروان بن عبد الملك.
الفقيه.
ولي قضاء المرية. وجرت له قصة مع أبي الحسن البرجي المفرئ في إحراق كتب أبي حامد الغزالي الذي اتبعه عليها أبو القاسم بن ورد وغيره.
وتوفي بالمرية سنة اثنتي عشرة.
4 (حرف الياء))
يحيى بن عثمان بن الحسين بن عثمان.
أبو القاسم بن الشواء البغدادي، البيع، الفقيه الحنبلي، تلميذ القاضي أبي يعلى، كتب أكثر تواليفه.
وسمع: أبا محمد الجوهري، وأبا جعفر ابن المسلمة.
أجاز لابن كليب.
مات في جمادى الآخرة سنة 512. يحيى بن محمد بن حسان.
345

أبو محمد القلعي الأندلسي المقرئ، من قلعة أيوب.
أخذ القراءات عن أبي جعفر عبد الوهاب بن حكم ورحل فأخذ عن أبي عبد الله بن الحداد الأقطع القراءات بالمهدية، وعن أبي عبد الله الطرابلسي الأشقر.
وتصدر ببلده للإقراء.
أخذ عنه: أبو عمرو البلخي.
وكان صالحا صواما.)
توفي في سنة اثنتي عشرة أو نحوها.
346

4 (وفيات سنة ثلاث عشرة وخمسمائة))
4 (حرف الألف))
أحمد بن الحسن بن طاهر.
ألو المعالي الفتح بغدادي جليل.
روى عن: أبي الطيبي الطبري، وأبي يعلى بن الفراء.
قال المبارك بن كامل: توفي في رجب روى عنه: ابن ناصر، والمبارك بن خضر، وعبد الحق اليوسفي. أحمد بن محمد بن شاكر.
أبو سعيد الطرسوسي، ثم البغدادي الخرزي.
شيخ مستور يبيع الخرز في رحبة الجامع.
سمع: أبا الحسن القزويني، والجوهري، وابن غيلان.
وحدث.
وتوفي في صفر.
روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وذاكر بن كامل.
وعاش خمسا وتسعين سنة. وقد كان يمكنه أن يسمع من أبي علي بن شاذان.
347

قرأ القرآن على القزويني أيضا. قاله ابن النجار.
ويقال له: البارزي، وكذا يقال لبياع الخرز والخواتم.
روى عنه السلفي وقال فيه: الموازيني العتابي.
4 (حرف الحاء))
الحسين بن علي بن داعي بن زيد بن علي.
الشهيد أبو عبد الله العلوي الحسني النسابة النيسابوري.
سمع بإفادة أبيه أبي الحسن الزاهد من: أبي حفص بن مسرور، وأبي سعد الكنجروذي، وأبي الحسين عبد الغافر، وجماعة.
وختم به كثير من الأجزاء، فإنه كان من المكثرين في السماع.)
وتوفي في المحرم.
وكان رحمه الله تعالى معتنيا بالأنساب ودقائقها.
4 (حرف الخاء))
خليص بن عبيد الله بن أحمد.
أبو الحسن العبدري البلنسي.
روى عن: أبي عمر بن عبد البر، وأبي الوليد الباجي، وجماعة.
وكتب بخطه علما كثيرا، ولم يكن بالضابط لما كتب.
قال ابن بشكوال: سمعت بعضهم يضعفه وينسبه إلى الكذب.
قلت: روى عنه السلفي بالإجازة.
348

4 (حرف العين))
عبد الباقي بن محمد بن عبد الواحد.
أبو منصور البغدادي الغزال، والد يحيى بن عبد الباقي.
شيخ صالح عابد.
سمع: أبا محمد الجوهري، وأبا الغنائم بن المأمون.
روى عنه جماعة.
وتوفي في رجب. علي بن عقيل بن محمد بن عقيل بن عبد الله.
الإمام أبو الوفاء البغدادي، الظفري، شيخ الحنابلة، وصنف التصانيف.
349

كان يسكن الظفرية، ومسجده بها معروف.
ولد سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.
وسمع: أبا بكر محمد بن عبد الملك بن بشران، وأبا الفتح بن شيطا المقرئ، وأبا محمد الجوهري، والقاضي أبا يعلى، والحسن بن غالب المقرئ، وجماعة.
روى عنه: أبو حفص المغازلي، وأبو المعمر الأنصاري، ومحمد بن أبي بكر السنجي، والسلفي، وخطيب الموصل، وآخرون.
وتفقه على القاضي أبي يعلى، وعلى الموجودين بعده.)
وقرأ علم الكلام على أبي علي بن الوليد، وأبي القاسم بن التبان البغداديين صاحبي القاضي أبي الحسين البصري.
350

أنبئت عن حماد الحراني قال: سمعت السلفي يقول: ما رأت عيني مثل الشيخ أبي الوفاء بن عقيل الفقيه. ما كان أحد يقدر أن يتكلم معه لغزارة علمه، وحسن إيراده، وبلاغه كلامه، وقوة حجته. ولقد تكلم يوما مع شيخنا أبي الحسن إلكنا في مسألة، فقال له شيخنا: هذا ليس بمذهبك.
فقال له أبو الوفاء: أكون مثل أبي علي الجبائي، وفلان، وفلان لا أعلم شيئا أنا لي اجتهاد، حتى ما طالبني خصم بحجة، كان عندي ما أدفع به عن نفسي وأقوم له بحجتي.
فقال شيخنا: كذلك الظن بك.
قلت: وكان إماما مبرزا، مناظرا، كثير العلم، له يد طولى في علم الكلام. وكان يتوقد ذكاء. له كتاب الفنون لم يصنف في الدنيا أكبر منه. حدثني من رأى المجلد الفلاني بعد الأربعمائة يحكي فيه بحوثا شريفة ومناظرات وتواريخ ونوادر، وما قد وقع له.
قال رحمه الله: عصمني الله في شبابي بأنواع من العصمة، وقصر محبتي على العلم، وما خالطت لعابا قط، ولا عاشرت إلا أمثالي من طلبه العلم، وأنا في عشر الثمانين، أجد من الحرص على العلم أسند ما كنت أجده وأنا ابن عشرين، وبلغت لاثنتي عشرة سنة. وأنا اليوم لا أرى نقصا في الخاطر والفكر والحفظ، وحدة النظر بالعين لرؤية الأهلة الخفية، إلا أن القوة ضعيفة.
351

قال ابن الجوزي: وكان دينا، حافظا للحدود. توفي له ولدان، فظهر منه من الصبر ما يتعجب منه. وكان كريما ينفق ما يجد، وما خلف سوى كتبه وثياب بدونه، وكانت بمقدار.
وتوفي بكرة الجمعة ثاني عشر جمادى الأولى. وكان الجمع يفوت الإحصاء.
قال شخنا ابن ناصر: حزرتهم بثلاثمائة ألف.
أخبرنا إسحاق الأسدي: أنا أبو البقاء يعيش، أنبا عبد الله بن أحمد الخطيب، أنبا أبو الوفاء علي بن عقيل الفقيه: أنبا أبو محمد الجوهري، أنبا أبو بكر القطيعي، ثما بشر بن موسى، نبا هوذ، نبا عوف، عن سعيد بن أبي الحسن قال: كنت عند ابن عباس إذ أتاه رجل فقال: إنما معيشتي من صنعة يدي التصاوير. فقال ابن عباس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صور صورة عذبه الله بوم القيامة حتى ينفخ فيها، وليس بنافخ فيها أبدا.)
352

فرنا له الرجل واصفر، فلما رأى ذلك منه قال: فإن لم يكن من ذلك بد فعليك بالشجر وما لا روح فيه.
رأيت شيخنا وغيره من علماء السنة والأثر يحطون على ابن عقيل لما تورط فيه من تأويل الجهمية، وتحريف النصوص، نسأل الله الستر والسلامة.
وقد توفي في سادس عشر جمادى الآخرة، وقيل في جمادى الأولى، فالله أعلم.
وقال أبو الفرج بن الجوزي فيه: فريد دهره، وإمام عصره، وكان حسن السيرة والصورة، ظاهر المحاسن.
قرأ بالروايات على أبى الفتح بن شيطا، وأخذ النحو عن أبي القاسم بن برهان.
وقال: قرأت على القاضي أبي يعلى من سنة سبع وأربعين إلى أن توفي. حطيت من قربه بما لم يحظ به أحد من أصحابه مع حداثة سني. وكان أبو الحسن الشيرازي إمام الدنيا وزاهدها، وفارس المناظرة وواحدها، يعلمني المناظرة، وانتصفت بمصنفاته. ثم ذكر جماعة من شيوخه.
قال: وكان أصحابنا الحنابلة يريدون مني هجران جماعة من العلماء، وكان ذلك يحرمني علما نافعا. وأقبل علي أبو منصور بن يوسف، وقدمني على الفتاوى، وأجلسني في حلقة البرامكة بجامع المنصور لما مات شيخي
353

سنة ثمان وخمسين. وقام بكل مؤونتي وتجملي، وأما أهل بيتي فأي بيت، أي كلهم أرباب أقلام وكتابة وأدب وعانيت من الفقر والنسخ بالأجرة شدة، مع عفة وتقى. ولا أزاحم فقيها في حلقة، ولا تطلب نفسي رتبة من رتب أهل العلم القاطعة عن الفائدة، وأوذيت من أصحابي حتى طلب الدم. وأوذيت في دولة النظام بالطلب والحبس.
وقال ابن الأثير في تاريخه: كان قد اشتغل بمذهب المعتزلة في حداثته على أبي علي بن الوليد، فأراد الحنابلة قتله، فاستجار بباب المراتب عدة سنين، ثم أظهر التوبة.
قال ابن الجوزي: وتكلم على المنبر بلسان الوعظ مدة، فلما كانت سنة خمس وسبعين، وجرت الفتنة ترك الوعظ.
وذكر سبط ابن الجوزي في ترجمة ابن عقيل حكايات، ثم قال: ومنها ما حكاه ابن عقيل عن نفسه، قال: حججت، فالتقطت عقد لؤلؤ منظوم في خيط
354

أحمر، فإذا بشيخ أعمى ينشده، ويبذل لملتقطه مائة دينار. فرددته عليه وقال: خذ الدنانير. فامتنعت.
قال: وخرجت إلى الشام، وزرت القدس، ونزلت إلى دمشق، وقصدت بغداد، وكانت أمي باقية،)
فاجتزت بحلب، وأويت إلى مسجد وأنا جائع بردان، فقدموني فصليت بهم، فعشوني، وكانت ليلة رمضان، وقالوا: إمامنا توفي من أيام، ونسألك أن تصلي بنا هذا الشهر. ففعلت. فقالوا: لإمامنا الميت بنت. فتزوجت بها، فأقمت معها سنة، وولد لي منها ولد. ثم مرضت في نفاسها، فتأملتها ذات يوم، وإذا خيط أحمر في عنقها، وإذا به العقد الذي لقيته بعينه. فقلت لها: يا هذه، إن لهذا العقد قصة. وكيت لها، فبكت وقالت: أنت هو والله، لقد كان أبي يبكي ويقول: اللهم ارزق بنتي مثل الذي رد علي العقد. وقد استجاب الله منه. ثم ماتت، فأخذت العقد والميراث، وعدت إلى بغداد.
ومنها ما حكاه أيضا عن نفسه قال: كان عندنا بالظفرية دار كلما سكنها ناس أصبحوا موتى.
فجاء مرة رجل مقريء، فقال: أكروني إياها.
فقالوا: قد عرفت حالها.
قال: قد رضيت.
فبات بها وأصبح سالما. فعجب الجيران، وأقام بها مدة، ثم انتقل، فسئل عن ذلك فقال: لما دخلتها صليت العشاء، وقرأت شيئا، وإذا بشاب قد صعد من البئر، فسلم علي، فبهت، فقال: لا بأس عليك، علمني شيئا من القرآن. فشرعت أعلمه. فلما فزعت قلت: هذه الدار كيف حديثها قال: محن قوم من الجن مسلمون نقرأ ونصلي، وهذه الدار ما يكتريها إلا الفساق، فيجتمعون على الخمر، فنخنقهم.
قلت: وفي الليل أخاف منك فأجعل مجيئك في النهار.
قال: نعم. فكان يصعد من البئر في النهار، ووالفته. فبينما هو قاعد
355

عندي يقرأ إذا بمعزم في الدرب يقول: المرقي من الدبيب ومن العين ومن الجن.
فقال: إيش هذا قلت: هذا معزم يعرف أسماء الله، ويفعل ما تسمع.
فقال: اطلبه. فقمت وأدخلته، فإذا بالجني قد صار ثعبانا في السقف، فضرب المعزم المندل وعزم، فما زال الثعبان يتدلى حتى سقط في وسط المندل. فقام ليأخذ ويدعه في الزنبيل، فمنعته، فقال: أتمنعني من صيدي فأعطيته دينارا وأخرجته. فانتفض الثعبان، وخرج الجني وقد ضعف واصفر وذاب، فقلت: ما لك)
قال: قتلني هذا الرجل بهذه الأسامي، وما أظنني ألفح، فاجعل بالك الليلة، متى سمعت من البئر صراخا فانهزم.
قال: فسمعت تلك الليلة النعي، فانهزمت.
قال ابن عقيل: وامتنع أحد أن يسكن تلك الدار.
ولابن عقيل في الفنون، قال: الأصح لاعتقاد العوام ظواهر الآي، لأنهم ما يثبتون بالإثبات.
فمتى محونا ذلك من قلوبهم زالت الحشمة. فتهافتهم في التشبيه أحب إلي من إغراقهم في التنزيه. لأن التشبيه يغمسهم في الأثبات، فيخافون ويرجعون والتنزيه يرمي بهم إلى التقى، ولا طمع ولا مخافة في التقى. ومن تدبر الشريعة رآها غامسة للمكلفين في التشبيه بالألفاظ التي لا يعطي ظاهرها سواه، لقول الأعرابي: أو يضحك ربنا قال: نعم. فلم يكفهر لقوله، بل تركه وما وقع له.
4 (حرف الكاف))
كتائب بن علي بن حمزة بن الخضر.
السلمي الدمشقي الجابي، أبو البركات ابن المقصص الحنبلي.
سمع: أبا بكر الخطيب، وعبد العزيز الكتاني.
356

ورحل إلى بغداد وإصبهان، وسمع: مالكا البانياسي، وغيره.
قال السلفي: قال لي كتائب: لما دخلت إلى إصبهان كتب عني الحافظ يحيى بن مندة، وكتب عني عمر الدهستاني وقت قدومه دمشق وقال: اسمك غريب نحتاج إليه في معجم الشيوخ.
وقال الحافظ ابن عساكر: سمعت أبا محمد بن الأكفاني يقول للحافظ أبي طاهر الإصبهاني: بلغني أنك سمعت من ابن المقصص قال: نعم، دخل إلينا في الدويرة، وسمعنا منه فقال: هذا كان في صباه يغني ويأخذ الجرز على الغناء.
فاعتذر إليه أبو طاهر بأنه ما علم بذلك.
ولد كتائب سنة أربع وأربعين وأربعمائة، وتوفي قريبا من سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.
4 (حرف الميم))
محمد بن أحمد بن الحسين بن محمويه.)
أبو عبد الله اليزدي، أخو أبي الحسن.
سافر في طلب القراءات إلى البلاد، وكان طيب الصوت يبكي من يسمعه.
وقد حدث عن أبي إسحاق الشيرازي.
وكان مولده في سنة خمس وخمسين.
وقرأ على أصحاب الحمامي، وغيره.
357

محمد بن عبد الباقي بن محمد بن يسر.
أبو عبد الله الدوري السمسار.
شيخ صالح، ثقة، بغدادي.
سمع: أبا محمد الجوهري، وأبا طالب العشاري، وأبا بكر بن بشران، وغيرهم.
ولد في سنة. وتوفي في صفر.
روى عنه: أبو عامر العبدري، وابن ناصر، والسلفي، وذاكر بن كامل، والصائن ابن عساكر، وجماعة.
قال ابن السمعاني: كان شيخا صالحا، ثقة، خيرا.
وقال ابن نقطة: هو محمد بن عبد الباقي بن محمد بن أبي البسر.
وآخر من حدث عنه بالإجازة عبد المنعم بن كليب. محمد بن محمد بن القاسم بن منصور.
أبو بكر بن عمران العمراني النسوي النسفي، الوزير.
ثم ترك الوزارة في آخر عمره. وتوفي في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة، وهو ابن ثلاث وثمانين سنة.
قاله مصنف القند، وحدث عنه قال: أنبا الدهقان إبراهيم بن محمد الحاجي الحليمي.
358

المبارك بن علي بن الحسين.
أبو سعد المخزومي، الفقيه الحنبلي. أحد شيوخ المذهب.
ولي القضاء بباب الأزج، وكان إماما مفتيا، ذكيا، كثير المحفوظ، جميل السيرة، مليح العشرة.
تفقه على: السيف أبي جعفر بن أبي موسى الهاشمي، وعلى: القاضي يعقوب بن إبراهيم الطبري.)
وسمع: القاضي أبا يعلى، وأبا الحسين بن المقتدي بالله، وجماعة.
وكان مولده في سنة. وتوفي ليلة الجمعة ثامن عشر المحرم.
روى عنه: أبو المعمر الأنصاري.
وتفقه به جماعة كثيرة.
ودفن بجنب المروذي في مدرسته بباب الأزج، ثم شهرت بالشيخ عبد القادر تلميذه، رضي الله عنهم. المؤمل بن محمد بن الحسين بن علي بن عبد الواحد بن إسحاق بن المعتمد على الله بن المتوكل ابن المعتصم بن الرشيد.
359

أبو البقاء العباسي الواسطي الخطيب، ويعرف بابن المنبور.
سكن بغداد، وأم بالنظامية.
وسمع: أبا الحسين بن النقور.
سمع منه: الصائن هبة الله بن عساكر، وغيره.
4 (حرف الياء))
يوسف بن محمد.
أبو الفضل القيرواني، ابن النحوي.
روى عن أبي الحسن اللخمي صحيح البخاري، وعن الأبي عبد الله المازري.
وكان عارفا بالفقه وأصول الدين، وله تصانيف. وكان لا يرى التقليد.
روى عنه: القاضي موسى بن حماد، وغيره.
وعاش ثمانين سنة. وله رحلة إلى الأندلس.
360

4 (وفيات سنة أربع عشرة وخمسمائة))
4 (حرف الألف))
أحمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي ليلى.
أبو القاسم المرسي.
روى عن: هشام بن أحمد بن وضاح المرسي، وأبي الوليد الباجي، وأبي العباسي العذري.
وكان فقيها فاضلا، شروطيا، استقضي بشلب.)
ومات فجأة عن سنة. أحمد بن الخطاب بن حسن.
أبو بكر البغدادي الحنبلي، ويعرف بابن صوفان الغسال.
قرأي بالروايات على: أبي علي بن البنا.
وسمع من: عبد الصمد بن المأمون، والصريفيني.
روى عنه: ذاكر بن كامل.
ومات رحمه الله في ذي القعدة. قاله ابن النجار.
361

أحمد بن عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الله.
أبو البركات السبي البغدادي. مؤدب أولاد المستظهر بالله.
سمع: أبا محمد الصريفيني، وأبا الحسين بن النقور، وأبا القاسم بن البسري.
وكان كثير الصدقات والمعروف. وحدث، وولي نظر المخزن سنة وثمانية أشهر، وخلف مائة ألف دينار أو نحوها، وأوصى بثلث ماله.
وعاش ستا وخمسين سنة وثلاثة أشهر.
روى عنه: الخليفة المقتفي، والمبارك بن كامل.
وتوفي في المحرم سنة أربع عشرة. أحمد بن محمد بن علي بن أحمد.
أبو المعالي ابن البخاري، البزاز. بغدادي. قال أبو بكر المفيد: هو ابن البخوري فجعل البخاري كما جرت عادة البغاددة في تقليب الألفاظ. كان جدة يبخر الناس يوم الجمعة بالمبخرة، وكان شيخا مستورا خيرا.
سمع: أبا طالب بن غيلان، وأبا علي بن المذهب، وأبا محمد الجوهري.
362

روى عنه: هبة الله بن عساكر، وأبو المعمر الأنصاري، وأبو منصور الدقاق، والسلفي، وابن أبي عصرون، وجماعة.
وتوفي في جمادى الآخرة وله أربع وثمانون سنة. إسماعيل بن محمد بن أبي بكر محمد بن عبد الرحمن.
أبو القاسم المديني.)
روى عن: ابن ريذة.
وتوفي في ذي القعدة فجأة في التشهد الأول من صلاة العصر، وهو إمام.
روى عنه أبو موسى الحافظ. وبالإجازة ابن السمعاني.
عرف بالكاغذي.
4 (حرف الثاء))
ثابت بن سعيد بن ثابت بن قاسم بن ثابت.
أبو القاسم السرقسطي العوفي، قاضي سرقسطة.
من بيت فضل وجلالة وعلم، رحمه الله.
4 (حرف الحاء))
الحسن بن خلف بن عبد الله بن بليمة.
363

أبو علي القروي المقرئ الأستاذ. نزيل الإسكندرية، ومصنف كتاب تلخيص العبارات بلطيف الإشارات، في القراءات.
ولد سنة سبع أو ثمان وعشرين وأربعمائة، وعني بالقراءآت في صغره، فقرأ بالقيروان على: أبي بكر القصري، والحسن بن علي الجلولي، وأبى العالية البندوني، وعثمان بن بلال العابد، وعبد الملك بن داود القسطلاني.
وقرأ على أبي عبد الله محمد بن سفيان الفقيه مصنف كتاب الهادي.
ثم رحل إلى مصر، وقرأ بها سنة خمس وأربعين على محمد بن أحمد بن علي القزويني تلميذ طاهر بن غلبون، وعلى: عبد الباقي بن فارس، وأبي العباس أحمد بن سعيد بن نفيس. وتصدر للإقرار والإفادة.
قرأ عليه: أبو القاسم عبد الرحمن بن عطية شيخ الصفراوي، وأبو العباس أحمد بن الحطيئة.
وتوفي في ثالث عشر رجب سنة أربع عشرة.
وكان هو وابن الفحام أسند من بقي بديار مصر، وماتا بالإسكندرية. الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد.
364

العميد مؤيد الدين، وأبو إسماعيل الإصبهاني، صاحب ديوان الإنشاء ويعرف بالطغرائي.
كان يتولى الطغراء، وهي العلامة التي تكتب على التواقيع.)
ولي من قبل السلطان محمد بن ملكشاه. ثم ولي الوزارة لابنه السلطان مسعود بن محمد. وكان من أفراد الدهر، وحامل لواء الشعر. كامل الظرف، لطيف المعاني.
وهو صاحب لامية العجم المشهور:
* أصالة الرأي صانتني عن الخطل
* وحلية الفضل زانتني لدى العطل
* ومن شعره في قصيدة مدح بها نظام الملك:
* إذا مادجى ليل العجاجة لم تزل
* بأديهم حمر إلى الهند منصوب
*
* عليها سطور الضرب يعجبها الفتا
* صحائف يغشاها من النقع تثريب
* وله:
* تمنيت أن ألقاك في الدهر مرة
* فلم أك في هذا التمني بمرزوق
*
* سوى ساعة التوديع دامت فكم مني
* أنالت وما قامت بها أملا سوق
*
* فيا ليت أن الدهر كل زمانه
* وداع، ولكن لا يكون بتفريق
* وله:
* يا قلب ما لك والهوى من بعدما
* طاب السلو وأقصر العشاق
*
* أو ما بدا لك في الإفاقة والألى
* نازعتهم كأس الغرام أفاقوا
*
* مرض النسيم وصح والداء الذي
* أشكوه لا يرجى له إفراق
*
* وهذى خفوق البرق والبرق الذي
* تطوى عليه أضالعي خفاق
*
365

وله يرثي غلاما:
* يا ارض تيها فقد ملكت به
* أعجوبة من محاسن الصور
*
* إن قدمت مقلتي فلا عجب،
* فقد حثوا تربه على بصري
*
* لا غرو إن أشرقت مضاجعه
* فإنها من منازل القمر
* وذكره أبو البركات ابن المستوفي في تاريخ إربل، وأنه ولي الوزارة بمدينة إربل مدة.
وذكره العماد الكاتب في كتاب نصرة الفترة وعصرة الفطرة، وهو تاريخ الدولة السلجوقية، وذكر أنه كان ينعت بالأستاذ، وكان وزير السلطان مسعود بالموصل. وأنه لما جرى المصاف بين مسعود وبين أخيه السلطان محمود بقرب همذان، فكانت النصرة لمحمود، وانهزم مسعود، أسر الطغرائي، وذبح بين يدي محمود. وذلك في ربيع الأول سنة أربع عشرة.)
وقيل: في سنة ثلاث عشرة. وجاوز الستين سنة.
وقيل: قتله طغرل أخو بيده.
366

الحسين بن محمد بن فيرة بن حيون بن سكرة.
أبو علي الصدفي السرقسطي الأندلسي الحافظ.
أخذ ببلده عن: أبي الوليد الباجي، وغيره.
ورحل فسمع ببلنسية من أبي العباس بن دلهاث، وبالمرية من محمد بن سعدون القروي الفقيه.
وحج سنة إحدى وثمانين ودخل مصر على أبي إسحاق الحبال، وقد منعه
367

المستنصر العبيدي الرافضي من التحديث.
قال: فأول ما فاتحته الكلام أجابني على غير سؤالي، حذرا أن أكون مدسوسا عليه، حتى بسطته وأعملته أنني من أهل الأندلس أريد الحج، فأجاز لي لفظا وامتنع من غير ذلك.
وأخبرني أن مولده سنة إحدى وتسعين، وأنه سمع من عبد الغني بن سعيد سنة سبع وأربعمائة، وأنه توفي سنة ثمان.
ورحل أبو علي إلى العراق، فسمع بالبصرة من: جعفر بن محمد بن الفضل العباداني، وعبد الملك بن شغبة.
وبالأنبار: الخطيب أبا الحسن علي بن محمد بن محمد الأقطع.
وببغداد: علي بن الحسين بن قريش بن الحسن صاحب ابن الصلت الأهوازي، وعاصم بن الحسن الأديب، وأبا عبد الله الحميدي، ومالك بن أحمد البانياسي.
وبواسط: أبا المعالي محمد بن عبد السلام بن أحمولة.
وتفقه ببغداد على: أبي بكر الشاشي، وأخذ عنه التعليقة الكبرى.
وأخذ بالشام عن الفقيه نصر المقدسي.
ورجع إل بلاده في سنة تسعين بعلم كثير، وأسانيد شاهقة واستوطن مرسية، وجلس للإسماع بجامعها.
ورحل الناس إليه وكان عالما بالحديث وطرقه، عارفا بعلله ورجاله، بصيرا بالجرح والتعديل.
مليح الخط، جيد الضبط كثير الكتابة، حافظا لمصنفات الحديث، ذاكرا لمتونها وأسانيدها. وكان قائما على الصحيحين مع جامع أبي عيسى. ولي قضاء مرسيه ثم استعفى منه فأعغي، وأقبل)
على نشر العلم وتأليفه.
368

وكان صالحا دينا، خيرا، عاملا بعلمه، حليما، متواضعا.
قال ابن بشكوال: هو أجل من كتب إلي بالإجازة.
وخرج له القاضي عياض مشيخة، فذكر في أولها ترجمة لأبي علي في أوراق، وأنه أخذ عن مائة وستين شيخا، وأنه جالس نحو أربعين شيخا من الصالحين والفضلاء، وأنه أكره على القضاء فوليه، ثم اخفتى حتى أعفي منه. وأنه قرأ بروايات على أبي الفضل بن خيرون، ولقالون على رزق الله التميمي. وأن الفقيه نصر بن إبراهيم كتب عنه ثلاثة أحاديث قلت: روى عنه بدمشق: أنبا صابر، وأبو المعالي محمد بن يحيى القرشي.
وبالمغرب: القاضي عياض، وخلق.
وقد سمع منه عياض صحيح مسلم، حدثه به عن العذري، عن أبي العباس أحمد بن الحسن الرازي.
استشهد أبو علي الصدفي في وقعة قتندة بثغر الأندلس، لست بقين من ربيع الأول وهو من أبناء الستين. وكانت هذه الوقعة على المسلمين.
وكان عيش أبي علي من كسب بضاعة مع ثقات إخوانه. حمد بن محمد بن أحمد بن مندويه.
أبو القاسم الإصبهاني القاضي.
ولد في حدود الثلاثين.
369

وسمع: أبا بكر بن ريذة.
روى عنه: السمعاني بإجازة.
ومن مسموعاته: الفتن لنعيم بن حماد، عن ابن ريذة.
مات في شعبان.
4 (حرف الخاء))
خلف بن محمد بن عبد الله بن صواب.
أبو القاسم التجيبي القرطبي.
روى عن: سراج بن عبد الله القاضي، وأبي عبد الله الطفري المقرئ، وأبي محمد بن شعيب،)
وأبي محمد البسكلاري وطائفة سواهم.
وكان فاضلا ثقة قديم الطلب، ذا عناية بلقى الشيوخ، عارفا بالقراءات وطرقها. كتب بخطه علما كثيرا.
قال ابن بشكوال: وأجاز لي ما رواه. وسمع منه جلة أصحابنا. وعمر وكف بصره في آخر عمره. ولم ألق في شيوخنا أسن منه.
ولد في المحرم سنة أربع وعشرين وأربعمائة.
وتوفي في ثالث جمادى الأولى، وصلى عليه قاضي الجماعة أبو الوليد بن رشد.
قلت: لعله قرأ على ابن شعيب.
4 (حرف العين))
عبد الرحمن بن محمد بن نجا بن محمد بن علي بن شاتيل.
الدباس. أخو عبد الله، وعم عبيد الله، ووالد قاضي المدائن حمد.
370

أبو البركات الأزجي.
سمع: أبا جعفر بن المسلمة، وأبا بكر محمد بن علي الخياط.
وتوفي في ذي القعدة.
روى عنه: عبد الله بن شاتيل، وغيره. عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع.
أبو الحسن الأندلسي المريي، الفقيه الأستاذ.
تلميذ أبي محمد عبد الله بن سهل.
ورى عن: أبي عمر بن عبد البر، وأبي تمام القطيني النحوي، وخلف بن إبراهيم المقرئ الطليطلي، وابن سهل، وغيرهم.
وأقرأ الناس بجامع المرية.
أخذ عنه: أبو عبد الله محمد بن الحسن بن غلام النرسي، وغيره.
قال أبن بشكوال، كان شيخا صالحا، مجودا للقرآن، حسن الصوت به. وسمعت صاحبنا أبا عبد الله القطان يثني عليه، ويصحح سماعه من ابن عبد البر.
مولدوه قبل الثلاثين وأربعماية. وتوفي بالمرية في شعبان، وله بضع وثمانون سنة.) عبد العزيز بن علي بن عمر.
371

الدينوري، ثم البغدادي أبو حامد.
أحد ذوي اليسار المعروفين يفعل الخيرات والإيثار.
روى قليلا عن: أبي محمد الجوهري، وابن النقور.
روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو العباس بن خالد.
وهو والد المحدث أبي بكر محمد بن عبد العزيز الدينوي، وجد شيخ الأبرقوهي محمد بن هبة الله بن عبد العزيز.
روى عنه: عبد الحق اليوسفي. عبيد الله بن نصر.
أبو محمد الزعفراني والد العلامة أبي الحسن، والمسند أبي بكر.
كان صالحا من أهل القرآن.
سمع: أبا جعفر ابن المسلمة، وجماعة.
روى عنه: ذاكر بن كامل.
وتوفي في صفر.
4 (حرف الميم))
محمد بن إبراهيم بن محمد.
أبو عبد الله الأبيوردي المقري الصوفي، نزيل بغداد.
قرأ بالروايات على: أبي معشر الطبري بمكة.
وسمع من: إسماعيل بن مسعدة، وغيره.
372

قرأ عليه: أبو العلاء العطار الهمذاني، برواية أبي عمرو.
وروى عنه: هو، والسلفي، وعبد الملك بن علي الهراسي، وسعد الله بن محمد المقرئ.
وتوفي في شوال، وله نيف وثمانون سنة. محمد بن علي بن محمد بن إسحاق.
أبو الفوارس الكرخي.
قيل إنه من كرخ البصرة.)
سمع: أبا بكر بن بشران، وأبا جعفر بن المسلمة.
روى عنه: المبارك بن كامل، وغيره.
وتوفي في ربيع الآخر.
وعنه أيضا حفيده عبد الرحمن بن محمد. محمد بن علي بن محمد الدينوري.
القصاب المؤدب، أبو بكر.
شاعر بليغ، كان يؤدب بدرب الدواب.
أخذوا عنه من شعره.
وتوفي في المحرم.
كتبوا عنه كثيرا، وهو مشهور.
373

محمد بن محمد بن علي.
أبو الفتح الفراوي الواعظ.
كان حسن الوعظ، حلو الإيراد، مليح الإشارة.
قدم بغداد وعقد بها مجلس الوعظ والإملاء.
وحدث عن: أبي القاسم القشيري، وغيره.
وكانت وفاته بالري.
قال ابن الجوزي: لكنه كان يروي الكثير من الموضوعات.
قال: وكذلك مجالس الغزالي الواعظ وابن العبادي فيها العجائب المتخرصة والمعاني التي لا توافق الشريعة. وهذه المحنة تعم أكثر القصاص، بل كلهم، لاختيارهم ما ينفق على العوام.
وذكره ابن النجار.
374

محمود بن إسماعيل بن محمد بن محمد.
أبو منصور الإصبهاني الصيرفي الأشقر.
راوي المعجم الكبير عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن فاذشاه.
وهو محمد بن أبي العلاء.
ولد في ربيع الآخر سنة إحدى عشرين وأربعمائة.)
وسمع المعجم وغيره في سنة إحدى وثلاثين.
وسمع: أبا بكر محمد بن عبد الله بن شاذان الأعرج.
روى عنه: أبو القاسم إسماعيل التيمي في كتاب الترغيب، وأبو طاهر السلفي، وأبو موسى المديني، وأبو بكر محمد بن أحمد المهاد، ومحمد بن إسماعيل الطرسوسي، ومحمد بن أبي زيد الكراني.
وآخر من روى عنه أبو جعفر الصيدلاني سمع منه حضورا.
قال السلفي: كان رجلا صالحا، وله اتصال ببني مندة، وبإفادتهم سمع الحديث.
وقال أبو موسى: توفي في ذي القعدة. محمود بن مسعود بن عبد الحميد.
375

أبو بكر الشعيبي البوزجندي، وبوزجندة بلدة بفرغانة.
ولد سنة أربعين وأربعمائة تقريبا.
قال ابن السمعاني: كان إماما، فاضلا، مفتيا، متقننا، مناظرا، مبرزا، تفقه على الإمام محمد بن أبي سهل السرخسي، وحظي من الملوك. وجاء رسولا إلى المستظهر بالله من جهة الخاقان صاحب ما وراء النهر، وأكرم مورده.
سمع من: شيخه ابن أبي سهل، وأبي بكر محمد بن علي بن حيدرة الجعفري، والمشطب الفرغاني، وعطاء بن علي الأديب.
روى عنه: محمد وعمر ابنا أبي بكر محمد بن عثمان السنجي، ومحمود بن أبي بكر الصابوني، وغيرهم.
قال عمر بن محمد النسفي في كتاب القند: توفي قاضي القضاة أبو بكر الشعيبي بسمرقند في سابع ربيع الأول، وحمل تابوته إلى بخارى. محمد بن يحيى بن عبد الله بن زكريا.
القاضي الزاهد أبو عبد الله بن الفراء الأندلسي، قاضي المرية.
روى عن: أبي العباس العذري كثيرا وعن: أبي عبد الله بن المرابط، وأبي محمد بن العسال.
وكان إماما زاهدا، صالحا، ورعا متواضعا، قوالا بالحق، مقبلا على الآخرة. لما شرعوا في جباية المعونة كتب إلي علي بن يوسف بن تاشفين: إن الله قلدك أمر المسلمين ليبلوك فيما آتاك)
مما يزلفك لديه أو يدنيك بين يديه. وهذا المال الذي يسمى المعونة جبي من أموال اليتامى والمساكين بالقهر والغصب، وأنت المسؤول عنه: والمجيب على النقير والقطمير، والكل في صحيفتك.
376

ولعل بعض فقهاء السوء أشار عليك بهذا، واحتج لك بأن عمر أخذ من المسلمين معونة جهز بها جيشا، فإن عمر لم يفعل حتى توجه إلى القبلة، وحلف أنه ليس في بيت المال درهم، وإن تجهيز ذلك الجيش مهم، فيلزمك أن تفعل كعمر.
فلما وقف على هذا الكتاب قال: صدق، هم والله أشاروا علي، وما بيت المال يحتاج. ثم رد ثلث الأموال إلى أربابها.
ولم يكن بين يدي ابن الفراء شرطي قط.
استشهد ابن الفراء في وقعة كتندة، ويقال قتندة، رحمه الله وقد أراد ابن تاشفين مرة مصادرته، وأن يقيده، فدفع الله عنه بصدقه ودينه. المعمر بن محمد بن الحسين.
أبو نصر الأنماطي البيع، بغدادي صالح، مكثر كثير التلاوة، مقريء، فاضل.
حدث بتاريخ الخطيب عنه.
وسمع: أبا محمد الجوهري، وابن المسلمة، وأبا الحسين ابن الأبنوسي، وجماعة.
روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو العباس بن هالة، وهبة الله بن عساكر، وآخرون آخرهم ذاكر بن كامل.
كان يؤدب الصبيان.
وزعم الحافظ أب ناصر أنه كان ضعيفا، ألحق سماعه في جزءين من تاريخ الخطيب، فقلت له: لم فعلت هذا.
قال: لأني سمت الكتاب كله.
توفي في شعبان، عن تسعين سنة.
قلت: لا يؤثر قدح ابن ناصر فيه، فإن الرجل كان فيه نباهة، وما يمنع من
377

أنه كان له فوت، فأعيد له بعد كتابة الطبقة، ثم ألحق اسمه، بل الضعيف من يروي الموضعات، ولا يتلكم عليها. مكي بن أحمد بن محمد بن مظفر.)
أبو بكر البغدادي المقرئ الحنبلي.
قرأ بالروايات على: غلام الهراس، وابن موسى الخياط، وأبي علي بن البنا.
وكانت رحلته إلى غلام الهراس في سنة خمس وخمسين.
قرأ عليه طائفة منهم: أحمد بن محمد بن شقيق، ومقبل بن الصدر.
وحدث عنه: أبو طالب بن خضير.
توفي في رمضان سنة أربع عشرة.
4 (حرف الياء))
يونس بن أبي سهولة بن فرج.
أبو الوليد الشنتجالي، نزيل دانية.
لقي أشياخ طليطلة كأبي محمد بن عباس، وأبي المطرف بن سلمة.
وكان إماما مدرسا مشاورا.
تحدث عنه: أبو عبد الله ابن برنجال، وأبو عبد الله بن سعيد بن غلام الفرس، وأبو إسحاق بن خليفة.
توفي بدانية في ربيع الأول.
378

4 (وفيات سنة خمس عشرة وخمسمائة))
4 (حرف الألف))
أحمد بن عبد الرحمن بن جحدر.
أبو جعفر الأنصاري الشاطبي.
روى عن: طاهر بن مفوز، ومحمد بن سعدون القروي، وعلي بن عبد الرحمن المقرئ.
وكان حافظا للفقه، بصيرا بالفتوى. ثقة ضابطا. وولي القضاء بشاطبة، ثم صرف.
4 (حرف الحاء))
الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن علي بن مهرة.
أبو عي الإصبهاني الحدادي المقرئ. مسند إصبهان في القراءات والحديث. ولد في شعبان سنة تسع عشرة وأربعمائة، فسمع الحديث في سنة أربع وعشرين وأربعمائة، وبعدها. وعاش بعدما سمع إحدى وتسعين سنة.)
379

سمع: أبا بكر محمد بن علي بن مصعب، وأبا نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، فأكثر عنه إلى الغاية، وأبا الحسين بن فاذشاه، ومحمد بن عبد الرزاق بن أبي الشيخ، وهارون بن محمد الكاتب، وأبا القاسم عبد الله بن محمد العطار المقرئ، وأبا سعد عبد الرحمن بن أحمد بن عمر الصفار، وعلي بن أحمد بن مهران الصحاف، وأحمد بن محمد بن بزدة الملنجي، وأحمد بن محمد بن الأسود الشروطي، أبا نصر الفضل بن محمد القاشاني، محمد بن عبد الله التبان، وأبا احمد محمد بن علي بن سيويه المكفوف، ومحمد بن عبد الله بن مهران البقال، وأبا ذر محمد بن إبراهيم الصالحاني، أبا بكر بن ريذة، وطائفة كبيرة.
وخرج نفسه معجما سمعناه، أو لعله بتخريج ولده الحافظ عبيد الله.
وقرأ بالروايات على: أبي القاسم عبد الله بن محمد العطار مقريء إصبهان، صاحب أبي جعفر التميمي الصابوني، ومحمد بن جعفر بن جعفر الذي قرأ على جعفر بن محمد بن الطيار.
وقرأ على: أبى الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي الزاهد، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، أحمد بن بزدة، وجماعة.
قال السمعاني في تحبيره: رحل الناس إليه، ورأى من العز ما لم يره أحد في عصره. وكان خيرا، صالحا، مقرئا ثقة، صدوقا. وهو أجل شيخ أجاز لي. وحدثني عنه جماعة كثيرة.
ومن مسموعه على أبي نعيم: كتاب التوبة والاعتذار، وكتاب شرف الصبر، وكتاب ذم الرياء والسمعة، وكتاب الحث على كسب الحلال،
380

وكتاب حفظ اللسان، وكتاب تثبيت الإمامة، وكتاب رياضة الأبدان، وكتاب فضل التهجد، وكتاب الإيجاز وجوامع الكلم، وكتاب خصائص فضل علي، وكتاب الخطب النبوية، وكتاب لباس السواد، وكتاب تعظيم الأولياء، وكتاب الساعين، وكتاب التعبير، وكتاب رفع اليدين في الصلاة، وكتاب تجويز المزاح. وكتاب الهدية، وكتاب حرمة المساجد، وكتاب فضل الجار، وكتاب فضل السحور، وكتاب الفرائض، وكتاب اثنتين وسبعين فرقة، وكتاب مدح الكرام، وكتاب الجواب عن: ثم أورثنا الكتاب، وكتاب إسماع الكليم، وكتاب سحنة العقلاء، وكتاب حديث الطير، وكتاب لبس الصوف، وكتاب الأربعين في الأحكام وأربعي الصوفية، وكتاب الاستسقاء، وكتاب الخسف، وكتاب الصيام والقيام، وكتاب الرؤية، وكتاب قراءآت النبي صلى الله عليه وسلم، وكتاب معرفة الصحابة، وكتاب علوم الحديث، وتاريخ إصبهان،
381

وكتاب)
الأخوة، وكتاب العلم، وكتاب الحلية، وكتاب المتواضعين، وكتاب القراءة خلف الإمام، وكتاب التشهد، وكتاب حسن الظن، وكتاب المؤآخاة، وكتاب وعيد الزناة، وكتاب الشهداء، وكتاب القدر، وكتبا غير ذلك، والجميع تأليف أبي نعيم، وسماعه منه.
روى عنه: معمر بن الفاخر، وأبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني العطار. وقرأ عليه بالروايات وأكثر عنه، وأبو طاهر السلفي، أبو موسى المديني، أبو مسعود الحاجي، أبو الفتح عبد الله الخرقي، وأبو الفضل خطيب الموصل وأبو سعد الصائغ، ويحيى الثقفي، والفضل بن القاسم الصيدلاني، ومحمد بن الحسن بن الفضل الأدمي، والأديب محمد بن أحمد المصلح، وعبد الرحيم بن محمد الخطيب، ومسعود بن أبي منصور الخياط، وخليل بن بدر الراراني، ومحمد بن إسماعيل الطرسوسي، وأبو المكارم اللبان، ومحمد بن أبي زيد الكراني، أبو جعفر الصيدلاني، وله عنه حضور كثير، ولم يسمع منه مع إمكان ذلك.
وآخر من روى عنه بالإجازة عفيفة الفارقانية، وعاشت بعده إحدى وتسعين سنة.
قال أبو سعد السمعاني: كان عالما ثقة، صدوقا، من أهل العلم
382

والقرآن والدين. قرأ القرآن بروايات، وعمر العمر الطويل، حتى حدث بالكثير ورحل الناس إليه. كان والده يخرج إلى حانوته ليعمل في الحديد ويأخذ بيد الحسن، ويدفعه في مسجد أبي نعيم، فأكثر عنه، حتى صار بحيث لا يفوته إلا ما شاء الله.
قال ابن نقطة: سمع من أبي نعيم الموطأ، عن الطبراني، عن علي بن عبد العزيز، عن القعنبي، عن مالك. ح وعن ابن خلاد النصيبي، عن تمتام، عن القعنبي، عن مالك.
وسمع من أبي نعيم مسند الإمام أحمد، عن ابن الصواف بعضه، وتمامه عن القطيعي، كلاهما عن عبد الله، عن أبيه.
وسمع منه مسند الطيالسي، ومسند الحارث بن أبي أسامة، ولكن لأبي نعيم فوت في مسند الحارث، وذلك جزءان معلومان: الثالث عشر، والسادس والعشرون، وكتاب السنن لأبي مسلم رواه له عن فاروق الخطابي، وبعضه عن حبيب القزاز.
وسمع منه المستخرجين عل الصحيحين، وكتاب الحلية، وأشياء كثيرة، والمعجم الأوسط للطبراني، ومسانيد سفيان الثوري، وعوالي الأوزاعي، والجود، ومسند الشاميين والسنن)
المخرجة من كتب عبد الرزاق، وجامع عبد الرزاق ومغازيه، الكل سمعه من أبي نعيم، أنبا الطبراني.
وسمع من أبي نعيم كتاب غريب الحديث لأبي عبيد، وكتاب مقتل الحسين، وكتاب الشواهد، وكتاب القضاء بسماعه الكل من الطبراني، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد.
وسمع من أبي نعيم فوائد سمويه، وفوائد أبي علي بن الصواف، ومسند الطيالسي، والطبقات لابن المديني، وتاريخ الطالبيين للجعابي، وجزء محمد بن عاصم، وجزء ابن الفرات، وأربعي الآجري.
وسمع ابن ريذة المعجم الكبير للطبراني.
383

4 (حرف الخاء))
خلف بن سعيد بن خير.
أبو القاسم الطليطلي الزاهد، نزيل قرطبة.
كان يلقن القرآن، وقد قرأ على: أبي عبد الله المغامي.
وأخذ أيضا عن: عبد الصمد بن سعدون.
وكان ورعا، قانعا، متواضعا، متبراكا به، وحسن الأخلاق مذكورا بإجابه الدعوة وكان ينوب في جامع قرطبة.
توفي في نصف ذي العقدة. وكانت جنازته مشهورة قل أن سمع بمثلها، رحمه الله تعالى.
4 (حرف الراء))
روزبة بن موسى بن روزبة.
أبو الحسن الخزاعي الفقيه.
ولي القضاء بغير موضع بمصر، ثم استعفى من القضاء.
وكان مولده في رجب سنة عشرين وأربعمائة.
قال السلفي: روى لنا عن نصر بن عبد العزيز الشيرازي، وأبي إسحاق الحبال.
وتوفي في رجب.
وكان حسن الخلق والخلق، كثير العبادة.
384

قال ابنه: كان أبي يختم في اليوم والليلة، ويقوم الليل رحمه الله.))
4 (حرف السين))
سعيد بن فتح.
أبو الطيب الأنصاري الأندلسي القلعي المقرئ، من قلعة أيوب.
أخذ القراءات عن: أبي داود، وابن الدس، وابن البياز، وأبي القاسم بن النحاس.
وسمع من جماعة.
وتصدر للإقرار بمرسية، وعلم، وكان ماهرا مجودا، أديبا، محققا.
أخذ عنه: أبو عبد الله بن فرج المكانسي، وغيره.
وتوفي بقرطبة في هذه السنة أو في التي بعدها.
4 (حرف الشين))
شاهنشاه الأفضل.
أمير الجيوش أبو القاسم ابن أمير الجيوش بدر الجمالي الأرمني.
كان بدر هو الكل، وكان المستنصر مقهورا معه، وتوفي سنة ثمانين. فلما مات قام الأفضل مقام أبيه. وقضيته مع نزار بن المستنصر وغلامه أفتكين متولي الإسكندرية مشهورة في أخذهما وإحضارهما إلى القاهرة، ثم لم يظهر لهما خبر بعد ذلك. وذلك في سنة ثمان وثمانين أيضا.
385

فأما أفتكين فقتل ظاهرا، وأما نزار فيقال إن المستعلي أخاه بنى عليه حائطا.
ونزار المذكور هو الذي تنسب إليه الإسماعيلية أرباب قلعة الألموت.
وكان الأفضل داهية، شهما، مهيبا كأبيه، فحل الرأي، جيد السياسة. أقام في الخلافة الآمر ولد المستعلي بعد موت المستعلي، ودبر دولته، وحجر عليه، ومنعه من شهواته، فإنه كثير اللعب، فحمله ذلك على قتله، فأوثب عليه جماعة. وكان يسكن بمصر، فلما ركب من داره وثبوا عليه فقتلوه في سلخ رمضان في هذه السنة.
وخلف من الأموال ما لم يسمع بمثله.
قال ابن الأثير: كانت ولايته ثمانية وعشرين سنة، وكان الإسماعلية يكرهونه لأسباب، منها تضييقه على إمامهم، وتركه ما يجب عندهم سلوكه معهم، وتركه معارضه أهل السنة في اعتقادهم، والنهي عن معارضتهم، وإذنه للناس في إظهار معتقداتهم، والمناظرة عليها.)
قال: وكان حسن السيرة، عادلا. يحكى انه لما قتل وظهر الظلم بعده اجتمع جماعة، واستغاثوا إلى الخليفة. وكان من جملة قولهم: إنهم لعنوا الأفضل. فسألهم عن سبب لعنته، فقالوا: إنه عدل وأحسن السيرة، ففارقنا بلادنا وأوطاننا، وقصدنا بلاده لعدله، فقد أصابنا هذا الظلم، فهو كان سبب ظلمنا. فأمر الخليفة بالإحسان إليهم إلى الناس.
وقيل إن الآمر بأحكام الله وضع عليه من قتله، وكان ق فسد ما بينهما.
وكان أبو عبد الله البطائحي هو الغالب على أمر الأفضل، فأسر إليه الأمر أن يعمل على تلافه، ووعده بمنصبه، فلما قتل ولي البطائحي وزارة الآمر، ولقب بالمأمون، وبقي إلى سنة تسع عشرة وصلب.
386

وقال سبط الجوزي في ترجمة الأفضل، ووضعها في سنة ست عشرة، وكأنه وهم، قال: إن الأفضل ولد بعكا سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
قال أبو يعلى بن القلانسي: وكان الأفضل حسن الإعتقاد، سنيا، حميد السيرة مؤثرا للعدل، كريم الأخلاق، صادق الحديث. لم يأت الزمان بمثله، ولا حمد التدبير عند فقده. واستولى الآمر على خزائنه، وجميع أسبابه.
وكان الأفضل جوادا ممدحا، مدحه جماعة، منهم قاضي مصر القاضي الرشيد أحمد بن القاسم الصقلي صاحب الديوان الشعر.
قال القاضي شمس الدين: قال صاحب الدول المنقطعة: خلف الأفضل ستمائة آلف ألف دينار، ومائتين وخمسين إردب دراهم، وخمسة وسبعين ألف ثوب ديباج، وثلاثين راحلة أحقاق ذهب، عراقي ودواة منت ذهب مجوهرة قيمتها اثنا عشر ألف دينار ومائة مسمار من ذهب وزن المسمار مائة مثقال، في كل مجلس منها عشرة، على كل مسمار منديل مشدود مذهب، فيه بذلة بلون من الألوان، أيما أحب منها لبسه، وخمسمائة صندوق كسوة لخاصته. وخلف من الرقيق والخيل والبغال والطيب والتجمل ما لم يعلم قدره إلا الله، ومن الجواميس والبقر والغنم ما يستحي من ذكر عدده، بلغ ضمان ألبانها في العام ثلاثين ألف دينار.
وقلت: كذا قال هذا الناقل ستمائة ألف ألف دينار، والعهدة عليه.
وفي الجملة فإن الأفضل هذا تصرف في الممالك، وكنز الأموال، وجمع
387

ما لم يجمعه ملك.
وكان ملكه سبعا وعشرين سنة.)
وفي أيامه تغلبت الفرنج، لعنهم الله، على القدس، وأنطاكية، وعكا، وطرابلس، وصور، وصيدا، وبيروت، وقيسارية، وعدة حضون سوى ذلك وكذا كل ملك نهمته في جمع الأموال يبخل عن استخدام الجيوش، ويفرط. فلله الأمر كله.
قال ابن الأثير في كامله: وثب عليه ثلاثة، فضربوه بالسكاكين، فقتلوه، وحمل وبه رمق إلى داره، ونزل الآمر بأحكام الله إلى داره، وتوجع له، فلما مات نقل من أمواله ما لا يعلمه إلا الله.
وبقي الخليفة الآمر في داره أربعين يوما أو نحوها، والكتاب بين يديه، والدواب تحمل وتنقل ليلا ونهارا، ووجد له من الأعلاق النفسية، والأشياء المعدومة، وما لا يوجد لغيره، وحبس أولاده. شمس النهار بنت الحافظ أبي علي أحمد بن محمد البرداني.
أم الفضل، زوجة أبي منصور عبد الرحمن بن زريق القزاز.
سمعها أبوها من: أبي جعفر ابن المسلمة، وغيره.
روى عنها: أبو المعمر الأنصاري.
4 (حرف الطاء))
طلحة بن الحسن بن أبي ذر محمد بن إبراهيم الصالحاني.
الأديب أبو الطيب.
ولد سنة ست وعشرين وأربعمائة.
وسمع من: جده، وابن ريذة.
روى عنه: أبو موسى، وقال: توفي في صفر.
وأجاز لابن السمعاني، وقال: فمن مسموعاته: كتاب أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
388

وشمائله لأبي الشيخ، يرويه عن جده أبي ذر، عنه وكتاب السنة الصغير لأبي الشيخ، وعن جده، والبر والصلة لأبي الشيخ بالإسناد، وكتاب القدر لعلي بن محمد الطنافسي، وكتاب الصوم لابن أبي عاصم، وعن جده، عن القباب، عنه.
4 (حرف العين))
عبد الله بن إدريس.
أبو محمد السرقسطي المقرئ.)
كان من أهل الضبط.
أخذ عن: عبد الوهاب بن حكم، وغيره.
وتصدر بجامع سبتة للإقراء.
وقرأ عليه: القاضي عياض، وغيره. عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن.
أبو ياسر البرداني، أخو أبي علي.
شيخ صالح خير.
سمع: أباه، وأبا الحسن القزويني، أبا إسحاق البرمكي، وأبا محمد الجوهري، وجماعة.
روى عنه: علي بن طراد، وشعبة بن عمر الإصبهاني، والصائن هبة الله، والسلفي، وجماعة. عبد الوهاب بن حمزة.
389

أبو سعد الحنبلي صاحب أبي الخطاب.
كان فقيها مفتيا، معدلا.
سمع: أبا محمد الصريفيني، ابن النقور.
روى عنه: أبو حكيم إبراهيم بن دينار النهرواني.
وتوفي في شعبان. علي بن جعفر بن علي بن محمد بن عبد الله بن حسين بن أحمد بن محمد بن زيادة الله بن محمد بن الأغلب.
الأغلبي أبو القاسم بن القطاع، السعدي الصقلي، الكاتب اللغوي.
ولد بصقلية في سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، وأخذ بها عن: أبي بكر محمد بن علي بن البر اللغوي، غيره.
وبرع في النحو، وصنف التصانيف.
ونزح عن صقلية حين أشرف الفرنج على تملكها، وقدم مصر في حدود الخمسمائة، فبالغوا في إكرامه، وأحسنت إليه الدولة.
وله كتاب الأفعال، من أجود الكتب في معناه، وكتاب أبينة الأسماء
390

جمع فيه فأوعب، وله مصنف في العروض، وكتاب الذرة الخطيرة في المختار من شعراء الجزيرة، جزيرة صقلية،)
وأورد فيه لمائة وسبعين شاعرا، وكتاب لمح الملح.
وكان نقاد المصريين ينسبوه إلى التساهل في الرواية. وذلك لأنه لما قدم سألوه عن كتاب الصحاح للجوهري، فذكر أنه لم يصل إلى صقلية. ثم أنه لما رأى اشتغالهم فيه ركب له إسنادا، وأخذه الناس عنه مقلدين له.
قال السلفي: سمعت عبد الواحد بن غلاب يقول: سمعت أبا القاسم بن القطاع يقول: لما خرجت من المغرب، شيعني شيخي أبو بكر محمد بن علي ابن البر التميمي اللغوي، وقال: توجه حيث أردت، فما يرى مثلك.
قال ياقوت الحموي: كان أبوه جعفر ذا طبقة عالية في اللغة والنحو، وجده علي شاعر محسن، مدح الحاكم، وولي ديوان الخاصة. وجد أبيه من الشعراء أيضا. وكذلك جدهم الأعلى الحسين بن أحمد.
وكان أبو القاسم بن القطاع يعلم ولد الأفضل أمير الجيوش، إلى أن ذكر أنه مات سنة.
وكان ذكيا شاعرا، رواية للأدب.
وله في غلام اسمه حمزة:
* يا من رمى النار، في فؤآدي
* وأنبط العين بالبكاء
*
* اسمك تصحيفه بقلبي
* وفي ثناياك برء دائي
*
* أردد سلامي فإن نفسي
* لم يبق منها سوى الذماء
* وله:
* وشادن في لسانه عقد
* حلت عقودي وأوهنت جلدي
*
391

* عابوه جهلا بها، فقلت لهم:
* أما سمعتم بالنفث في العقد
* توفي رحمه الله بمصر في صفر. وهو من ولد زيادة الله بن الأغلب الأمير. علي بن زيد بن شهريار.
أبو الوفاء الإصفهاني التاجر المقرئ.
في جمادى الأولى توفي.
سمع: أبا الحسن الداوودي، وأبا عمر المليحي، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بن مسعود بن الناقد، ويحيى بن ثابت، والسلفي.)
من كبراء أهل إصبهان وثقاتهم. له بصر بالحديث.
عاش سبعا وسبعين سنة.
4 (حرف الميم))
محمد بن أحمد بن مبارك القطان.
أبو عبد الله القرطبي.
سمع: أبا علي الغساني، وأبا عبد الله أحمد بن محمد الخولاني.
وكان مختصا بالقراءة على الشيوخ لمعرفته وذكائه، وحسن قراءته، وكان الشيوخ يعظمونه ويكرمونه.
توفي كهلا. محمد بن الحسن بن علي.
392

أبو عبد الله الخولاني الأندلسي المربي، ويعرف بالبلغي. رحل، وقدم دمشق. وحدث بها عن: خلف بن إبراهيم، والحسين بن بكير. وسمع من: سهل ابن بشر الإسفرائيني، وأبي حامد الغزالي، والشريف النسيب.
وكان صالحا، مقبلا على شأنه، قانعا باليسير، طلابة للعلم.
روى عنه: هبة الله بن طاوس.
وتوفي بالمرية في رمضان سنة خمس عشرة، وله ثلاث وسبعون سنة. محمد بن خليفة بن محمد بن حسين.
أبو عبد الله النمري العراقي، الشاعر المعروف بالسنبسي، لأن أمه سنبسية وأصله من هيت.
وأقام في الحلة عند صدقة بن مزيد، وكان شاعره وشاعر ولده دبيس. لكن لم يحسن له دبيس فتركه، وقدم بغداد، مدح الوزير أبا علي بن صدقة، فأجزل عطاءه. وأقام ببغداد.
وله شعر رائق.
393

روى عنه: السلفي، وعبد الرحيم ابن الإخوة، وهزارسب بن عوض، وغيرهم.
وكان يعرف بالقائد السنبسي.
وتوفي في أول العام، وقد عمي، وجاوز التسعين.
قال عز الدين أبو القاسم بن رواحة: أنشدنا السلفي قال: أنشدني أبو عبد الله السنبسي لنفسه من)
قصيدة:
* وكم ليلة قد سرتها غير مرة
* إليها وقد نام الغيور المخلف
*
* فبات حشاها تجت ركبتي بطانة
* لكشحي وما عين من الناس تطرف
*
* وما بينا إلا النطاق وحليها
* وأبيض مسحور العذارين أهيف
*
* فبت أجاريها الحديث وأشتكي
* جوى الحب حتى كادت الشمس تشرف
*
* فرأيت ولم تحلل معاقد مئزري
* على ريبة أخزى بها حين أقرف
*
* سوى رشفات من شفاه وكأنها
* جني الورد من أغصانه حين يقطف
* أبرد أنفاسي بهن وألتويعلى كبدي ولله بالسر أعرف ومما شجاني يوم بانت حمولهاحمام بأعلى دمنة الدار هتف
* عشية راحوا بالنياق فغربوا
* وأصبحت في آثارها أتعرف
*
* بكيت إلى أن لان من ماء أدمعي
* صميم الحصا أو كاد بالدمع ينطف
*
* وما الحي بالحي الذين ألفتهم
* ولا الدار بالدار التي كنت أعرف
* محمد بن عبد الباقي بن جعفر بن محمد بن مجالد.
أبو منصور البجلي الكوفي الشاهد.
سمع: الشريف محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، وعبيد الله بن علي بن أبي قربة، ومحمد بن عبد العزيز النهشلي العطار، ومحمد بن إسحاق بن فدوية، ودارم بن محمد، ومحمد ابني ممد بن عيسى بن حازم ومحمد بن حمزة التميمي الزيات وجماعة وخرجله أبي النرسي جزءا عن شيوخه.
394

وقدم بغداد تاجرا غيره مرة.
روى عنه ابن ناصر، وعبد الوهاب بن الصابوني، وأبو طالب بن خضير وغيرهم.
وثقة أبي.
وقال يحيى بن سعد الله بن عبد الباقي البجلي: توفي عمي في السابع والعشرين من ربيع الأولي بالكوفة.
قلت: وسمع منه: السلفي، والصائن ابن عساكر.
ذكره الحافظ ابن عساكر وقال: أجاز لي. وذكر أنه قدم دمشق.) محمد بن علي بن عبيد الله.
أبو بكر بن الدنف.
بغدادي مقريء.
سمع: عبد الصمد بن المأمون، وابن المسلمة.
وكان إماما صالحا، خيرا، حنبليا.
توفي في شوال.
وقد تفقه على أبي جعفر بن أبي موسى، وجلس للاشتغال مدة.
روى عنه: ذاكر بن كامل، وابن بوش.
4 (حرف الهاء))
هزارسب بن عوض بن حسن.
395

أبو الخير الهروي، المفيد، المحدث، نزيل بغداد.
أحد من عني بهذا الشأن وتعب عليه. وكان يحرض الناس على السماع، ويفيدهم ويبالغ.
وحصل أصولا كثيرة.
وتوفي قبل أوان الرواية.
سمع: طراد الزينبي، وأحمد بن عبد القادر بن يوسف، وأصحاب أبي علي بن شاذان. إلى أن سمع من أصحاب أبي الحسين بن النقور.
وتوفي في ربيع الأول، وخطه دقيق مليح.
روى عنه: بن أحمد البزدي، وذاكر بن كامل.
4 (حرف الياء))
يحيى بن صاعد بن سيار.
الكناني، الهروي، الحنفي، أبو عمرو، قاضي قضاة هراة.
قال أبو النصر عبد الرحمن الفامي: كان في العلوم بحرا لا يدرك قعره.
عاش ثلاثا وتسعين سنة.
396

4 (وفيات سنة ست عشرة وخمسمائة))
))
4 (حرف الألف))
أحمد بن سعد بن خالد بن بشتغير.
أبو جعفر اللخمي اللورقي.
روى عن: أبي العباس العذري، وطاهر بن هشام، وجماعة.
وأجاز له: أبو عمر بن عبد البر، وحاتم بن محمد.
وكان واسع الرواية، كثير السماع، عالي الإسناد.
4 (حرف الجيم))
جامع بن عبد الصمد.
أبو منصور الخلقاني الصوفي النيسابوري.
روى عن: أبي الحسين عبد الغافر، وابن مسرور الكنجروذي، وجماعة.
397

وتوفي في ذي القعدة.
وكان كثير الصلاة والصيام، وله عناية بإحياء قبور المشايخ.
سمع منه: أبو سعد السمعاني، وغيره.
4 (حرف الحاء))
الحسن بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد.
أبو علي الباقرحي، ثم البغدادي.
من أولاد المحدثين. رجل مستور كثير السماع.
ولد سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.
وسمع: أبا الحسن القزويني، وأبا بكر بن بشران، وأبا الفتح بن شيطا، وأبا طاهر محمد بن علي العلاف، وأبا إسحاق البرمكي، وأبا القاسم التنوخي.
روى عنه جماعة. وله مشيخة سمعناها.
روى عنه: ذاكر بن كامل، وأبو نصر بن يوسف.
ومات في رجب.
4 (حرف الدال))
داود بن إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين ب داود.)
السيد أبو جعفر ابن النقيب أبي المعالي العلوي النيسابوري.
398

شيخ أهل بيته في وقته.
سمع: أبا حفص بن مسرور، وأبا الحسين عبد الغافر، وأبا سعد الكنجروذي.
توفي فيسادس صفر، وعنده صحيح مسلم.
4 (حرف السين))
سليمان بن الفياض.
أبو الربيع الإسكندراني، الشاعر.
تلميذ أمية بن الصلت قرأ عليه من الفلسفة والعلوم المهجورة شيئا كثيرا.
وكان من فحول الشعراء. دخل العراق، خراسان، والهند.
وتوفي في الغبرة في حدود سنة ست عشرة، أو بعد ذلك بيسير.
وله يقول:
* بيني وبينك ما لو شئت لم يضع
* سر إذا ذاعت الأسرار لم يذع
*
* به أحتمل، واستطل أصبر، أعز أهن
* وول أقبل، وقل أسمع، ومر أطع
*
4 (حرف العين))
عبد الجبار بن أبي بكر محمد بن حمديس.
أبو محمد الصقلي الشاعر.
أمتدح ملوك الأندلس بعد السبعين وأربعمائة، واختص بالمعتمد بن عباد، فحظي لديه لحسن شعره. فلما أسر المعتمد وسجن بأغمات قدم عليه أبو
399

محمد وافيا ومعزيا. وانصرف إلى أفريقيا، فامتدح ملكها يحيى بن تميم الصنهاجي، ثم ابنه الحسن، وآخر العهد به سنة ست عشر.
ومن شعره:
* حرك لمعناك لفظا كي يزان به
* وقل من الشعر سحرا أو فلا تقل
*
* فالكحل لا يفتن الأبصار منظره
* حتى يصير حشو الأعين النجل
* عبد الجبار بن عبد الله بن أحمد بن أصبغ.
أبو طالب الأموي المرواني الهاشامي القرطبي.
روى عن: محمد بن فرج الفقيه، وأبي جعفر بن رزق، وجماعة.)
وجمع تاريخا كبيرا. وكان أديبا إخبرايا، شاعرا ذكيا.
ولد سنة خمسين وأربعين، وتوفي في رمضان.
وقد لقي أبا عبيد البكري المؤرخ، وحمل عنه.
400

عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف.
أبو طالب بن أبي بكر البغداي.
كان يسكن القرية داخل دار الخلافة.
ولد سنة نيف وثلاثين وأربعمائة، وسمع المصنافت الكبار من: أبي علي بن المذهب، وأبي إسحاق البرمكي، وأبي بكر بن بشران، أبي محمد الجوهري، وجماعة.
وتفرد في وقته بكثرة المرويات.
روى عنه: السلفي، وأبو العلاء الهمذاني، والصائن ابن عساكر، وأبو طالب بن خضير، وأبو محمد بن الخشاب، أبو الحسن بن عساكر البطائحي، وأبو الحسين عبد الحق، وأبو بكر النقور، ولشيخ عبد القادر الجيلي، وأبو الحسين عبد الحق اليوسفي، وأبو منصور محمد بن أحمد الدقاق، ويحيى بن برش، وخلق سواهم.
قال السمعاني: شيخ صالح، ثقة، دين، منحري في الرواية، كثير السماع. انتشرت عنه الرواية في البلدان، وحمل عنه الكثير.
وقال السلفي: تربى أبو طالب على طريقة والده في الاحتياط التام في الدين من غير تكلف وكان كامل الفضل، حسن الجملة، ثقة، متحريا إلى غاية ما عليها مؤيد. قل من رأيت مثله.
وكان والده أبو بكر أوهد خلق الله.
وقال محمد بن عطاف: توفي في آخر يوم الجمعة، وقيل ليلة السبت، ثامن عشر ذي الحجة، رضي الله عنه.
401

علي بن أحمد بن حرب.
أبو طالب السميرمي.
وزير السلطان محمد. وسميرم: قرية من قرى إصبهان.
كان مجاهدا بالظلم والفسق، بنى ببغداد دارا فظلم الناس، أخرب محلة التوثة، ونقل آلتها، فاستغاث أهلها، فحبسهم وغرمهم.)
وهو الذي أعاد المكوس بعد أربع عشرة سنة. وكان يقول: قد فرشت حصيرا في جهنم، وقد استححيت من كثرة الظلم.
قال هذا في الليلة التي قتل في صبيحتها. ركب في موكب عظيم وحوله السيوف المسللة، فمر بمضيق، فظهر رجل من دكة فضربه، فجاءت في البغلة، فهرب، فتبعه الأعوان والغلمان، وبقي منفردا، فوثب عليه آخر فضربه في خاصرته، وجذب هرماه، ثم ضربه عدة جراحات ثم ذبحه. وقتل ذلك الرجل فوق الوزير، وقتل اثنان من أصحاب الوزير، وقتل ثلاثة كانوا من قاتله يقاتلون الغلمان فقتلوا. وذلك في سلخ صفر.
402

علي بن محمد بن الحسين.
أبو الحسن المداري، أخو أحم، وأبي السعود.
بغدادي من باب المراتب.
كان محتشما متمولا.
سمع: أبا الحسين بن ألبنوسي، وأبا الحسن المكي.
وعنه: أبو المعمر الأنصاري.
مات في ذي الحجة عمر بن الأستاذ أبي بكر محمد بن الحسن الخراساني.
المعروف بالحامدي الزاهد الصوفي، والأستاذ أبو عبد الرحمن.
ذكره عبد الغافر فقال: من وجوه أصحاب أبي عبد الله الإمام في علم القراءات وسمع صحيح مسلم من: أبي الحسين عبد الغافر.
وسمع من: مر بن مسرور.
وحدث.
توفي في ثامن عشر ربيع الأول.
حرف الميم محمد بن أحمد بن أبي عمر المظهر بن أبي نزار محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن بجير.
403

الرئيس أبو عدنان الربعي الإصبهاني.)
من أولاد المحدثين.
ولد سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.
وسمع المعجم الصغير من ابن ريذة.
ورى عنه: يحيى الثقفي، وأبو موسى وقال: توفي في ربيع الأول.
وأجاز للسمعاني، وقال فيه: شيخ سديد، صالح، وهو والد شيخنا عبد المغيث، وعبد الجليل.
وسمع من: جده المطهر، وجعفر بن محمد بن جعفر، وأبي القاسم عبد الرحمن بن محمد الذكواني.
يروي كتاب الرهان للأسلمي، عن الذكواني، عن أبي عثمان، عن الشعراني، عنه، وكتاب معرفة شيوخ شعبة، ألفه أبو داود الطيالسي، بسماعه من الذكواني، عن أبي الشيخ، وكتاب العيد لأبي الشيخ، وألطعمة لابن أبي عاصم، والسنة ليعقوب الفسوي، المحنة جمع صالح بن أحمد وعدة تواليف ذكرها السمعاني. محمد بن عبد الله.
أبو الوفاء الطوسي، المعروف بالمقدسي. شيخ الحرم في وقته.
رأى الكبار وخدمهم. وكان سيدي الطريقة، مرضي الأمر.
جاور مدة طويلة.
وسمع من: هياج بن عبيد.
وببغدادي من: أبي بكر الطريثيثي.
404

وتوفي في حدود سنة ست عشرة، رحمه الله. محمد بن عبد الواحد بن محمد.
الحافظ أبو عبد الله الدقاق، ألإصبهاني.
قال: عرفت بين المحدثين بالدقاق بصديقي أبي علي الدقاق. فإنهم سألوني في وقت سماعي: بأي شيء تكتب تعريف سماعك فقلت: بالدقاق.
وولدت بمحلة جرواءآن سنة بضع وثلاثين وأربعمائة، سمعت سنة سبع وأربعة م أبي المظفر الباطرقاني المقرئ.
وسمعت سنة من أصحاب أبي بكر بن المقرئ، سمعت من أبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد)
الرازي المقرئ قدم علينا، ومن سعيد بن أبي سعيد العيار.
وأول من سمعت منه: السديد الأوحد، أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن مندة.
وألو رحلتي في سنة ست وستين وأربعمائة. وأول ما أمليت الحديث بسرخس في سنة أربع وسبعين، فسمع مني: الإمام أبو عبد الله العميري، وأبو عروبة عبد الهادي
الصاري، وأبو الفتح عبد الرزاق بن حسان المنيعي، وجماعة من شيوخي.
405

وكان أبي من أهل البيوتات، لم يكن من المحتشمين، كان من أوساط المسلمين من أهل القرآن، معبرا، يرجع إلى قليل من العلم، سمع من أبي سعيد النقاش، وغيره.
ثم إنه ذكر البلدان التي دخلها لسماع الحديث، فذكر نيسابور، وطوس، وسرخس، وهراة، ومرو، وبلخ، وجرجان، وبخاري، وسمرقند، وكرمان، إلى أن ذكر أكثر من مائة وعشرين موضعا، ما بين مدينة إلى قرية. ولم يصل إلى العراق، ولا حج، مع كثرة ترحاله وتغربه.
وقال: فأما المشايخ الدين كتبت عنهم بإصبهان، فأكثر من ألف شيخ إن شاء الله، وأما من كتبت عنهم في الرحلة، فأكثر من ألف أخرى، لأني سمعت بنيسابور، وهراة من نحو ستمائة شيخ.
وكان الدقاق صالحا، محدثا، سنيا، أثريا، قانعا باليسير، فقيرا متقالا.
روى عنه: أبو طاهر السلفي، وخليل بن أبي الرجاء الراراني، وأبو سعد محمد بن عبد الواحد الصائغ.
أخبرنا أبو علي الخلال ا، أم الفضل الأسدية أخبرتهم، عن عبد الرحيم بن أبي الوفاء الحاجي قال: توفي الشيخ الحافظ أبو عبد الله الدقاق ليلة الجمعة، وقت السحر، السادس من شوال، سنة ست عشرة. محمد بن علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء.
أبو عبد الله ابن الفقيه أبي القاسم المصيصي، ثم الدمشقي المعدل.
سمع: أباه، وأبا القاسم السميساطي، وأبا القاسم الحنائي، وعبد الدائم الدلال، وأبا بكر الخطيب، وجماعة.
وكان ثقة صحيح السماع.
406

روى عنه: أبو طاهر السلفي، وأبو القاسم بن عساكر، وعبد الرزاق التجار.
وتوفي في رمضان، وله إحدى وسبعون سنة.) محمد بن علي بن منصور بن عبد الملك.
أبو منصور القرائي، قيده ابن نقطة بضم القاف، وألف ساكنه، القراء القزويني، اللغوي، نزيل بغداد. أو ولد بها.
قرأ القرآن على: أبي بكر بن موسى الخياط. وأقرأ عنه.
وسمع: أبا طالب بن غيلان، وأبا إسحاق البرمكي، وأبا الطيب الطبري، وأبا الحسن الماوردي.
روى عنه: الصائن ابن عساكر، وجماعة آخرهم يحيى بن بوش.
ومولده تقديرا في سنة أربع وثلاثين، وتوفي في شوال.
والقرآء من أجداده. المعلا بن عبد العزيز.
أبو محمد المرغيناني الحنفي.
407

حج في أواخر عمره، وسكن بغداد يدرس بها ويفتي ويناظر.
أملى عن: والده، ومحمد بن أبي سهل السرخس، وأبي المعالي محمد ابن محمد بن زيد الحسيني الحافظ.
روى عن: الحسين بن خسرو، وعلي بن أبي سعد الخباز.
مات في رمضان رحمه الله عن اثنتين وسبعين سنة.
حرف الهاء هشام بن محمد ب سعيد.
القدوة، أبو علي المغربي الطليطلي الزاهد، نزيل بغداد.
من كبار المشايخ. له كلام في الحقيقة. ونظر في الزهد.
حكى عنه جماعة.
ذكره ابن النجار.
4 (حرف الياء))
يحيى بن محمد بن أبي نعيم.
أبو نعيم الأبيوردي، شيخ الصوفية بأبي ورد.
حج سبع حجج، وكان من سادة القوم.)
توفي رحمه الله ورضي عنه في صفر.
408

4 (وفيات سنة سبع عشرة وخمسمائة))
4 (حرف الألف))
أحمد بن عبد الجبار بن أحمد بن القاسم.
أبو سعد ابن الطيوري، الصيرفي، الكتبي، المقرئ، المجود. البغدادي.
أخو المبارك.
شيخ صالح مكثر، اعتنى به أخوه، وسمعه وستجاز له.
سمع: أبا طالب بن غيلان، وأبا محمد الخلال، وأبا الطيب الطبري، وأبا طالب العشاري، وأبا محمد الجوهري، وآخرين.
وأجاز له محمد بن علي الصوري الحافظ، وأبو علي الأهوازي المقرئ. وكان دلالا في الكتب، صدوقا.
روى عنه: السفلي، والحسين بن عبد الملك الخلال، والصائن ابن عساكر، وذاكر بن كامل، وجماعة آخرهم وفاة يحيى بن برش.
وكان مولده في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.
وتوفي في رجب.
409

قال ابن النجار: قرأ بالروايات على: أبي بكر محمد بن علي الخياط، وأبي علي بن البنا.
وأجاز له: الحسن بن محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجي أيضا. أحمد بن هبة الله بن محمد بن أحمد بن حسنون.
أبو نصر النرسي. من أهل باب المراتب.
سمع: جدة أبا الحسين.
وقيل إنه تغير بآخرة واختلط.
توفي في ربيع الأول.
وقد شهد عند أبي الحسن علي بن الدامغاني.
وكان متدينا، حسن الطريقة.
روى عنه: ابن ناصر، ويحيى بن بوش، أبو طاهر بن سلفة وقال: ذكر لي أبو منصور بن)
النقور قال: قلما قمت من الليل إلا وسعمت قراءة أبي نصر بن النرسي في الصلاة. إبراهيم بن محمد بن خيرة.
أبو إسحاق القونكي، نزيل قرطبة.
روى بقونكة عن القاضي محمد بن خلف بن السقاط صحيح البخاري.
وأكثر بقرطبة عن: أبي علي الغساني، وحازم بن محمد.
410

وكان حافظا للحديث، وهو من شيوخنا. قاله ابن بشكوال.
وتوفي في شوال. إبراهيم بن محمد.
أبو إسحاق الأنصاري.
القرطبي الضرير.
جود القرآن على أبي عبد الله المغامي.
وسمع من: جماهر بن عبد الرحمن.
وأقرأ الناس القراءات.
وكان ثقة صالحا منقبضا، مقبلا على شأنه.
توفي في شعبان. إسماعيل بن نصر بن بكر بن أحمد بن الحسين بن مهران.
المقرئ النيسابوري.
سمع: أبا عثمان الصابوني، وأبا القاسم القشيري.
أجاز لأبي سعد السمعاني.
مات في صفر وكان من أولاد الأئمة.
4 (حرف الحاء))
حمزة بن العباس بن علي بن الحسن بن علي.
الشريف أبو محمد العلوي الحسيني الإصبهاني الصوفي.
توفي في سادس عشر جمادى الأولى.
411

قال أبو موسى: سمع أبا طاهر بن عبد الرحيم الكاتب، وغير واحد بإصبهان.)
وعنه: أبو موسى، وأبو سعد محمد بن عبد الواحد الصائغ، وأبو ظاهر السلفي، ومحمد بن عبد الخالق بن أبي سكر الجوهري، وجماعة سواهم، آخرهم موتا عفيفة الفارقانية.
وروى عنه بالإجازى أبو سعد السمعاني، وقال: مات سنة ست عشرة. وطول ترجمته بتسمية مسموعاته.
وقال: كان شيخ الصوفية ومقدمهم، ويعرف ببرطلة. سيد، حسن السيرة، حميد الأمور، ورع عفيف. رحل الناس إليه.
سمع: أبا أحمد محمد بن علي بن سمويه المكفوف، وابن ريذة، والحسين بن عبد الله بن فنجويه، وعلي بن القاسم الخياط، وابن النعمان القصاص، وأبا طاهر بن عبد الرحيم.
وأجاز له: أبو الحسن بن صخر الأزدي من مكة، وأبو سعد عبد الرحمن بن أحمد الصفار.
ومن مسموعاته: فوائد أبي علي بن فنجويه، خمسون جزءا سمعها منه وكتاب التوحيد لعلي بن أحمد البوسنجي، رواه عن علي بن القاسم، عن أبي بكر الطاهري، عن محمد بن حامد الموصلي، عنه وكتاب الهادي للحافظ ابن مندة.
وكان مولده في حدود سنة ثلاثين وأربعمائة.
412

4 (حرف العين))
عبد الصمد بن أبي الفوارس أحمد بن الفضل.
أبو نهشل العنبري الإصبهاني.
من بني العنبر.
ولد سنة سبع وعشرين وأربعمائة.
وسمع: أبا بكر بن ريذة.
وله إجازة من ابن فاذشاه، وعاينت أصل سماعه بالزهد لأسد من ابن فاذشاه سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
روى عنه: أبو موسى المديني، وأبو جعفر الطرسوسي، وجماعة.
توفي في ذي الحجة.
وروى عنه أيضا: عبد الرحيم بن محمد بن حمويه الإصبهاني، ومسعود بن أبي منصور الجمال، ومسعود بن محمود بن خلف العجلي، وعبد الواحد بن أبي المطهر الصيدلاني.)
وأجاز لأبي سعد السمعاني، وقال: كان معمرا مكثرا ن ووالده أبو الفوراس كانن من فضلاء الأدباء.
وكان عبد الصمد من غلاة العبد رحمانية. سمع هارون بن محمد بن أحمد، وابن فإذا، وابن ريذة، وأبا بكر بن شاذان الأعرج.
فمن مسموعاته: المعجم الكبير والمعجم الصغير للطبراين، رواهما عن ابن ريذة وكتاب فضائل القرآن لعبد الرزاق، رواه عن هارون، عن الطبراني، عن الديري، عنه وكتاب المواعظ لأبي عبيد وبر الوالدين لأبي الشيخ وفضائل القرآن لإسماعيل بن عمر البجلي، رواه عن أبي القاسم بن مهران، عن عبد العزيز بن محمد السعدي، عن محمد بن علي بن
413

مخلد، عنه والموطأ، رواه عن أبي القاسم بن مهران، عن المعري، عن علي بن عبد الله بن عبان المكي القزاز، عن أبي مصف، عن مالك رحمه الله تعالى. عبد المنعم بن حفاظ بن أحمد بن خلف.
أبو البركات بن البقلي، الأنصاري، الدمشقي.
سمع: أبا القاسم بن أبي العلاء وبمصر: أبا الحسن الخلعي وبمكة: هياج بن عبيد.
ووزر لصاحب حمص، ثم غضب عليه وكحله فأعماه.
سمع منه جماعة. عبيد الله بن أبي علي الحسن بن أحمد بن الحسن الإصبهاني.
الحداد، أبو نعيم الحافظ.
رحل في الحديث، وعني بجمعه، ونسخ الكثير بخطه المليح.
وكان يكرم الغرباء ويفيدهم، ويقرأ لهم، ويهبهم الأجزاء، وينسخ لهم، مع الدين والتقوى والبكاء والخشية والفضيلة التامة.
جمع أطراف الصحيحين، وانتشرت عنه، واستحسنها كل من رآها. وانتقى على الشيوخ.
سمع: أبا عمرو بن مندة، وسليمان بن إبراهيم، وأبا طاهر أحمد بن محمد النقاش، وحمد بن ولكيز.
ورحل بعيد الثمانين، فسمع بنيسابور: أبا المظفر موسى بن عمران، وأبا بكر بن خلف.
414

وبهراة: أبا عبيد الله العميري، وأبا سهل نجيب بن ميمون، وأبا الأزدي.)
وببغداد: أبا الغنائم بن أبي عثمان، وابن طلحة النعالي، وجماعة.
قال محمد بن عبد الواحد الدقاق: بإصبهان صديق لي هو ابن نعيم بن الحداد، أحد العلماء في فنون كثيرة، بلغ مبلغ الإمامة بلا مدافعة. وله عندي أياد كثيرة سفرا وحضرا. وجمع ما لم يجمعه أحد من أقرانه، وحصل ما لم يحصله أحد من إخوانه، من الكتب الكثيرة، والسماعات الغزيرة النفيسة. صدوق في جمعه وكتبه، أمين في قراءته، بارك الله فيه وفي عمره.
قال السمعاني: سألت الحسين بن الحداد عن وفاة أخيه فقال: ي جمادى الأولى ثم كتب إلي معمر إنها في ربيع الأول.
قلت: هذا غلط، فإن أبا موسى الحافظ روى عنه قال: توفي يوم الاثنين السادس والعشرين من جمادى الأولى.
وكان مولده في سنة ثلاث وستين وأربعمائة.
وقال أبو مسعود الحلبي: مات يوم الثلاثاء وقت الظهر السابع والعشرين من جمادى الأولى.
قلت: كأنه ورخ ساعة دفنه، وورخ أبو موسى موته.
وآخر من روى عنه بالإجازة عفيفة الفارقانية. علي بن محمد بن أبي الحسين أحمد بن محمد بن النقور.
أبو الحسن البغدادي.
شيخ صالح.
سمع جده وحدث.
توفي رحمه الله في ربيع الأول. علي بن منكدر بن محمد بن محمد.
415

السيد أبو الحسن العلوي الحسيني الفارسي، الأمير الشاعر المفلق.
توفي فجأة في شوال.
ذكره عبد الغفر الفارسي. عيسى بن إسماعيل بن عيسى بن إسماعيل بن محمد.
أبو زيد العلوي الحسيني الصوفي الأبهري.
شيخ عارف نبيل، كثير الأسفار. له حال عجيب في السماع، وفيه كيس وظرف.)
سمع في الكهولة من: فاطمة بنت أبي علي الدقاق، ومحمد بن علي العميري الهروي، ورزق الله التميمي، ومكي الرملي، وخلق.
روى عنه: شهردار بن شيرويه، ومحمد بن أبي بكر السنجي، وجماعة.
توفي في شوال بنيسابور.
4 (حرف الميم))
محمد بن أحمد بن عمر بن الطبر.
أبو غالب البغدادي الحريري.
روى عن: أبي الحسن ابن زوج الحرة، وأبي الطيب الطبري، وأبي طالب العشاري.
توفي في صفر.
وهو أخو هبة الله بن الطبر. محمد بن حيدر.
416

أبو طاهر البغدادي، الشاعر المشهور.
شاعر محسن، سائر القول.
توفي في رجب.
ومن شعره يقول:
* بنفسي التي عاد عود الأراك
* عن ثغرها وهو للطيب عود
*
* ولكن علا قدره في النفوس
* من أن يحكم فيه الوقود
* محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد.
أبو منصور بن أبي ياسر البراداني الخريمي.
من بيت الحديث والفضيلة.
سمع: أبا جعفر ابن المسلمة، وأبا الغنائم بن المأمون.
وعنه: علي بن أبي سعد الخباز، وأبو المعمر الأنصاري.
وتوفي في أول العام وله نيف وستون سنة. محمد بن عثمان بن أبي بكر بن نصر.
الإمام بكر السمرقندي الدباس أمير الحاج.)
حج بأهل سمرقند مرات.
وتوفي بسرخس.
417

روى عنه: أبي الحسين بن النقور.
وعنه: عمر بن محمد النسفي. مرشد بن يحيى بن القاسم.
أبو صادق المديني، ثم المصري.
سمع: أبا الحسن علي بن حمصة الحراني، وعلي بن ربيعة، علي بن محمد الفارسي، وأبا الحسن محمد بن الحسين الطفال، وداجن، والحيمي، وجماعة.
وأجاز له علي بن منبر بن أحمد الخلال، والقاضي أبو الحسن بن جعفر، وغيرهما.
قال السلفي: كان ثقة، صحيح الأصول، أكثرها بخط ابن بقا وبقراءته.
روى عنه السلفي، ومحمد بن علي بن محمد الرحبي، وعسير بن علي المزارع، وإسماعيل بن قاسم الزيات، وعلي بن هبة الله الكاملي، وعبد الله بن بري النحوي، وأبو القاسم هبة الله بن علي البوصيري، وجماعة.
توفي في ذي القعدة. موسى بن عبد الرحمن بن خلف بن موسى بن أبي تليد.
أبو عمران الشاطبي.
من بيت الرواية فإن جدهن الأعلى أبا تليد رحل وسمع من النسائي، وحدث بالسنن بالأندلس سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، وابنه موسى سمع من قاسم بن أصبغ وجماعة، حفيده خلف بن موسى سمع من عبد الوارث بن سفيان، وروى عنه ولده عبد الرحمن.
وولد موسى سنة أربع وأربعين. وسمع كثيرا من أبي عمر بن عبد البر، وسماعه بخطو الثقات.
418

روى عنه: ابن الدباغ وأثنى عليه، وقال: سمع كتاب الإستذكار، وكتاب التقصي. وحج، وسمع عيسى بن أبي ذر الهروي. وحدث.
روى عنه جماعة: أبو عبد الله بن زرتون، وغيره.
4 (حرف الياء))
) يحيى بن عامر بن علي.
أبو الحسين المقدسي الرملي، خطيب الأغربة بدمشق.
سمع بالقدس: أبا عثمان محمد بن أحمد بن ورقاء وبدمشق: أبا القاسم بن أبي العلاء.
توفي في رمضان وله سبع وستون سنة.
أجاز للحافظ ابن عساكر.
419

4 (وفيات سنة ثمان عشرة وخمسمائة))
4 (حرف الألف))
أحمد بن محمد بن الفضل بن عبد الخالق.
أبو الفضل بن الخازن الدينوري الأصل، والبغدادي. الكاتب الشاعر، صاحب الخط الفائق.
وهو والد أبي الفتح نصر الله الكاتب المشهور أيضا الذي توج بخطه مقامات الحريري كثيرا.
ومن شعر أبي الفضل وقد دعاه صديق له إلى بستان وفيه حمام، فدخله وتغسل:
* وافيت منزله فلم أر حاجبا
* إلا تلقاني بسن ضاحك
*
* والبشر في وجه الغلام أمارة
* لمقدمات حياء وجه المالك
*
* ودخلت جنته وزرت جحيمه
* فشكرت رضوانا ورأفة مالك
*
420

وله:
* من لي بأسمر حجبوه بمثله
* في لونه والقد والعسلان
*
* من رامه فليدرع صبرا على
* طرف السنان وطرفه الوسنان
*
* راح الصبا تثنيه لا ريح الصبا
* سكران ولي من حبه سكران
* توفي في صفر سنة ثمان عشرة، وله سبع وأربعون سنة. وذكره ابن الجوزي في المنتظم في سنة اثنتي عشرة.
وذكره ابنه وغيره سنة ثمان عشرة، وهو الصحيح.
وقد ذكره العماد في الخريدة، وقال: ما بعد خط أبي الفوارس بن الخازن مثل خطه في الحسن.
وكلاهما يقال له ابن الخازن، وقد تناسبا خطا وفضلا. فهو أبو الفضل وابن الفضل كنيته، ونسبا، وأدبا وحسبا. وكان ظريفا، لبيبا، أديبا، أربيا، كاتبا حاسبا.)
مر أبو الفوارس سنة. أحمد بن أبي الفتوح محمد بن أحمد بن علي.
أبو العباس الخراساني الواعظ.
حدث بإصبهان عن الحسن بن عبد الرحمن المكي الشافعي.
وعنه: أبو موسى الحافظ.
وسمع أيضا من: سعيد بن أبي سعيد العيار، وعبد لوهاب بن مندة.
وحج خمس حجج، وجاور، ووعظ ببغداد، ونفق عليهم لعذوبة منطقه ولزهده وورعه.
421

قال معمر بن الفاخر: بن عند أحمد بن أبي الفتوح ابن الهراساني، ففرغ الدهن من السراج، فقال: أدنوا مني السراج. فأدنيته، فأصلح الفتيلة وقال: لا تقربوا منه. فكان يضيء إلى أن فرغت من مسخ جزءي جملة، ثم نمنا وهو يزهر. إسحاق بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن نوح.
الخطيب أبو إبراهيم النسفي النوحي، الفقيه.
أملي بسمرقند. وسمع منه أمم.
روى عن محمد بن عبد الرحيم المقرئ، ناقلة محمد بن علي الترمذي، روى كتاب تنبيه الغافلين عن مصنفه أبي الليث السمرقندي. وكان محمد هذا معمرا.
قال أبو سعد السمعاني: عاش أزيد من مائة وعشر سنين.
وروى النوحي عن: علي بن الحسين السعدي، وعلي بن الحسن بن مكي النسفي، وعمر بن أحمد بن شاهين السمرقند، والفقيه أحمد بن عبد العزيز بن أحمد الحلواني، وأبي مسعود أحمد بن محمد البجلي، وجماعة.
وتوفي في جمادى الأولى.
وكان من كبار الفقهاء أصحاب الرأي، وعاش خمسا وثمانين سنة.
روى عنه: عمر بن الحسن الدرعي، وإبراهيم بن يعقوب الواعظ، ومحمد بن محمد بن السعدي المعلم، ومحمد بن يوسف النجانيكثي، وأسعد بن إبراهيم القطواني، ومحمد بن أحمد بن فارس الهاشمي، ومحمود بن علي النسفي، وعلي بن عبد الخالق السكري، وخلق من مشيخة عبد الرحيم بن السمعاني.)
422

إسماعيل بن علي بن سعل المسيبي.
شيخ الصوفية.
سمع: أبا عثمان الصابوني، والقشيري.
أجاز لأبي سعد السمعاني، وأرخه في معجمه. أسعد بن نصر.
المهراني النيسابوري المقرئ.
سمع: أبا محمد عبد الله بن يوسف الجويني، وعبد الغافر الفارسي، والكنجروذي.
أجاز للسعماني.
مات في جمادى الأولى.
4 (حرف الحاء))
حمزة بن أبي علي محمد بن طاهر بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الملقب بطباطبا ابن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
الشريف أبو الفضل الإصبهاني العلوي.
توفي يوم الجمعة سلخ السنة.
من شيوخ أبي موسى.
423

4 (حرف الدال))
داود الملك الكرجي.
ملك الأبخاز الذي افتتح تفليس.
مات في هذه السنة وهو على كفره.
4 (حرف العين))
عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الهيثم.
أبو طاهر الإصبهاني الذهبي الصباغ، المعروف بالدشتج وبالدشتي.
آخر من حدث عن أبي نعيم الحافظ.
توفي في ربيع الأول في ثاني عشر.
روى عنه: أبو موسى المديني، وأحمد بن أبي الفضل الكراني، وعفيفة الفارقانية، وجماعة.)
وعفيفة آخر من سمع منه.
وروى عنه حضورا: أبو جعفر، وعبد الواحد بن القاسم الصيدلانيات.
وهو أيضا آخر من حدث عن عبد الرحمن بن أحمد بن عمر الصفار.
وسمع من: ابن ريذة، وأبي الوفاء مهدي بن محمد، وعبيد الله بن المعتز النبسابوري.
سمع منه أيضا حضورا يحيى الثقفي.
424

عثمان بن عبد الرحيم بن محمد.
أبو عمرة الكبيكي النبيسابوري.
حدث في هذا العام بإصبهان عن: عمر بن مسرور.
روى عنه: أبو موسى المديني، وأبو إبراهيم أحمد بن القاسم الحسيني. سكن في أيام الشدة الثغر وكان شافعيا، فتمذهب لمالك.
وكان كثير السماعات.
ولد سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.
وأدرك ابن الفارسي، والطفال.
وسمع من: أبي زكريا البخاري، ونصر الشيرازي.
وانتقيت من أصوله التي ارتاب فيه أكثر من مائة جزء، ووقفت فيها على لا أرتضيه. وخلف كتبا كثيرة.
مات في شعبان. علي بن أحمد بن عبيد الله بن أبي الفتح.
أبو الحسن بن المعبر.
شيخ بغدادي من أولاد الشيوخ.
شمع: ابن المسلمة، وأبا بكر الخطيب، أبا محمد الصريفيني.
وعنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو طاهر السلفي، وأحمد بن محمد الزناتي.
توفي في ربيع الأول. علي بن أبي سعد هاشم بن طاهر بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الشريف طباطبا.)
العلوي أبو الحسين الإصبهاني، صاحب ابن ريذة.
425

توفي في ذي الحجة قبل ابن عمه المذكور بعدة أيام، وله ست وتسعون سنة.
وعنه: أبو موسى.
4 (حرف الفاء))
الفضل بن محمد بن أحمد بن أبي منصور.
أبو القاسم الأبيوردي العطار.
أحد شيوخ نيسابور.
كان صالحا عفيفا، حسن السيرة، عابدا، جاور بمكة مدة.
وسمع: فضل الله بن أبي الخير الميهني، وأبا عثمان الصابوني، وأبا القاسم القشيري.
وروى عنه: عمر الفرغولي، وإبراهيم بن سهل المسجدي، ويوسف بن شعيب وجماعة.
وأجاز لأبي سعد السمعاني، وهو الذي ترجمه وقال: توفي في سادس صفر بنيسابور.
وقال عبد الغافر: شيخ مشهور، معمر، نيف على المائة. وكان كثير العبادة، مشتغلا بنفسه.
سمع الكثيرين، مثل: أبي الحسين عبد الغافر، وابن مسرور.
وسمى جماعة، ثم قال: وسمع معجم البغوي من أبي نصر الإسفرائيني، رحل إليه إلى إسفراين.
426

وعاش حتى قريء عليه الكثير.
وقد سمع سنن الدارقطني عاليا، وانقطع إسناده بموته.
رواه عن النواقاني، عنه. رواه عنه أبو سعد الصفار.
وقال السمعاني: لقد عمر حتى أناف على المائة، وكان كثير العابدة.
سمع محمد بن عبد العزيز النيلي، وعدة.
روى لي عنه جماعة كثيرة، رحمه الله تعالى.
4 (حرف الكاف))
كامل بن ثابت.
أبو تمام الصوري الفرضي.
ولد سنة إحدى وثلاثين.)
وسع بصور: أبا بكر الخطيب، وغيره.
وبمصر: أبا الحسن الخلعي.
روى عنه: السلفي، وقال: كامل كان كاملا في فنون العلم، منها الفرائض، وله حلقة بمصر لإقراء الفرائض. وكان فريد عصره.
قال لي: ألفت في الفرائض تصانيف، وولدت بعكا سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وأنا أدري الفرائض والحساب من ستين سنة.
قرأت الفرائض على أبي عبد الله الوني، وعلى أبي الحسن الجهرمي.
قال السلفي بعد أن روى عنه حديثا وشيئا من نظمه: توفي سنة ثمان عشرة، أبو سنة تسع عشرة بمصر.
427

4 (حرف الميم))
محمد بن عبد العزيز بن أبي الخير بن علي.
أبو عبد الله الأنصاري السرقسطي القرطبي.
روى عن: أبي الوليد الباجي واختص به، وأبي العباس العذري، ومحمد بن سعدون القروي، وأبي داود المقرئ.
وقرأ القراءات على أبي عبد الله المغامي فأحكمها. وكان عارفا بالأصول والفروع، كامل المروءة، كثير البر.
وقد أخذ عنه: أبو علي الغساني، والقاضي أبو عبد الله بن الحاج.
قال ابن بشكوال: قرأت عليه كثيرا من روايته، وصحبته إلى أن توفي في رجب، وصلى عليه أخوه أبو جعفر. محمد بن نصر بن منصور.
القاضي أبو سعد الهروي الحنفي.
قدم دمشق ووعظ بها، ثم توجه إلى بغداد فولي قضاء الشام، وعاد قاضيا فأقام مدة، ثم رجع إلى العراق.
428

وقد ولي القضاء في مدن كثيرة بالعجم. وكان في صباه يؤدب الصبيان، ثم ترقت حاله وبلغ ما بلغ. وكان من دهاة العالم. قتلته الباطنية لعنهم الله بجامع همذان في هذه السنة.)
وله شعر رائق، فمنه يقول:
* البحر أنت سماحة وفضلا
* فالدر ينثر بين يديك وفيكا
*
* والبدر أنت صباحة وملاحة
* والخير مجموع لديك وفيكا
* وكان بفرد عين، ويلقب بزين الإسلام.
وترسل من الديوان العزيز إلى الملوك، وبعد صيته وعظيمت رتبته.
قال ابن النجار: ولي القضاء ببغداد سنة اثنتين وخمسمائة للمستظهر بالله على حريم دار لخلافة وما يليه من النواحي والأقطار، وديار مضر، وربيعة، وغير ذلك.
وخوطب بأقصى القضاء زين الإسلام. واستناب في القضاء أبا سعد المبارك بن علي المخرمي الحنبلي بباب المراتب وباب الأزج، والحسن بن محمد الأسراباذي الحنفي باب النوبي، وأبا الفتح عبد الله بن البصاوي بسوق الثلاثاء.
ثم عزل في شوال سنة أربع وخمسمائة، واتصل بخدمة السلاطين السلجوقي إلى أن قتل.
وقد حدث بأحاديث مظلمة، رواها عنه الحسين بن محمد البلخي.
وللغزي يهجوه:
* واها لإسلام غدا
* والأعور الهروي زينه
*
* أيزين الإسلام من
* عميت بصيرته وعينه
* محمد بن وهب بن محمد بن وهب.
أبو عبد الله بن نوح الغافقي الأندلسي.
أحد الفقهاء.
429

كان إماما مشاورا معظما، ترعاه السلاطين.
ونزل بلنسية، وولي قضاء سقر، وبها مات في صفر.
حدث عنه: ابنه أيوب.
430

4 (وفيات سنة تسع عشرة وخمسمائة))
4 (حرف الألف))
أحمد بن عبد الملك بن موسى بن المظفر.
القاضي أبو نصر الأشروسني، المعروف بكال.)
من علماء ما وراء النهر.
ولد سن ثلاث وثلاثين وأربعمائة.
وحدث عن العلامة محمود بن حسن القاضي، فسمع منه المصنف.
وفاته في ربيع الأول. أحمد بن محمد ب أحمد بن إبراهيم.
أبو لبقاء البغدادي الملحي، المقرئ، المؤدب. قرأ بالروايات على: أبي بكر محمد بن علي بن موسى الخياط، وأبي الخطاب ابن الجراح.
وسمع من: أبي بكر الخطيب، وأبي محمد الصريفيني.
روى عنه: المبارك بن كامل، وغيره.
توفي في جمادى الأولى. وما علم أحدا قرأ عليه.
431

4 (حرف الحاء))
الحسن بن الحسين ألب رسلان.
الحافظ، الإمام أبو علي.
روى عن: إسحاق بن أبي منصور.
روى عنه: عمر النسفي في كتاب القند، وقال: توفي في تاسع عشر ربيع الآخر، وهو ابن مائة سنة وتسع وثلاثين سنة. وخرجت الحيات من المقبرة التي دفن بسمرقند.
4 (حرف العين))
علي بن إبراهيم بن عمر.
أبو الحسن الناتلي، الحلبي، التاجر بنيسابور.
سمع من: موسى بن عمران، ومحمد بن إسماعيل التفليسي، وأبي بكر بن خلف.
وكان يفهم ويعرف.
سمع منه ابن ناصر.
وحدث عنه: أبو محمد بن الخشاب، ويحيى بن بوش.
وكان مولده بحلب، وعاش سبعين سنة. علي بن الحسين بن عمر.)
أبو الحسن بن الفراء الموصلي، ثم المصري.
روى عنه: السلفي، وقال: من ثقات الرواة، وأكثر شيوخنا بمصر سماعا.
ومن شيوخه: عبد لعزيز بن الضراب أخذ عنه المجالسة، وعبد الباقي بن
432

فارس، وأبو زكريا عبد الرحيم البخاري، وابن المحاملي، وأبو إبراهيم أحمد بن لقاسم بن ميمون العلوي، ومحمد بن مكي الأزدي، وكريمة المروزية بمكة، وابن الفراء بالقدس.
وأصول أصول أهل الصدق. وقد انتخبت من أجزائه مائة جزء.
وقال لي: ولدت في سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة في أول يوم منها. وتوفي في ربيع الآخر.
روى عنه: أبو القاسم البوصيري وبالإجازة أبو عبد الله الأرتاحي. علي بن القاسم بن محمد.
أبو الحسن التميمي، المغربي، القسنطيني، والأشعري، المتكلم.
سمع بدمشق البخاري من الفقيه نصر المقدسي.
وأخذ الكلام عن أبي عبد الله محمد بن عتيق القيرواني.
ورحل إلى العراق.
وله تصنيف سماه تنزيه الإلهية وكشف فضائح المشبهة المشوية، خرج فيه عن قشوره.
قال ابن عساكر: وكان يذكر عنه أنه يعمل الكيميا الفضة.
توفي بدمشق. علي بن أبي القاسم محمود بن محمد.
النصراباذي النيسابوري أبو الحسن، المتفنن في العلوم.
أنفق عمره وماله على العلم.
433

وحدث عن: أبي صالح المؤدب، وجماعة.
وكان مكثرا بمرة.
توفي في نصف شعبان.
وسمع أيضا من: علي بن محمد الدينوري نزيل غزنة، وأبي الحسن الواحدي، وطائفة.
أجاز للسمعاني.
4 (حرف الميم))
) المأمون.
أبو عبد الله بن البطائحي، وزير الديار المصرية.
ولي الممالك بعد قتل الأفضل أمير الجيوش سنة ست عشرة.
وكان أبوه من جواسيس أمير الجيوش بالعراق، فمات ولم يخلف شيئا، وربي محمد هذا يتيما، فاتصل بإنسان يعرف البنات بمصر، ثم صار حمالا بالسوق، فدخل مع الحمالين إل دار الأفضل شابا ضعيفا، حلو الحركات، فأعجبه، فسأل عنه، فقيل: هو ابن فلان. فاستخدمه مع الفراشين. ثم تقدم عنده، وترقت حاله.
وكان آخر أمره انه عمل على قتل الأفضل، وولي منصبه.
434

وكان كريما، شهما، مقدما ن سفاكا للدماء. وفي الآخر راسل أخا الآمر بذلك، فأمسكه، ثم صلبه. محمد بن عبد الله بن حسين.
أبو عبد الله بن حسن الكلبي المالقي، قاضي مالقة وابن قاضيها.
وكان فصيحا بليغا، ماضي الأحكام.
وولي قضاء مالقة. وابن قاضيها.
وكان فصيحا بليغا، ماضي الأحكام.
وولي قضاء مالقة. محمد بن عبد الرحمن بن موسى بن عياض.
أبو عبد الله المخزومي الشاطبي المقرئ المنتيشي، من قرية المنتيشة.
أخذ القراءات عن: أبي داود، وابن الدش، وابن شفيع، وأبي القاسم بن النحاس، ومنصور بن لخير، وجماعة.
وسمع من: ابن سكرة، وجماعة.
وتصدر للإقراء بشاطبة، فأخذ عنه الناس. وكان إماما في التفسير، مقدما في البلاغة، مشاركا في أشياء.
وكان يفسر كل جمعة.
روى عنه أبو عبد الله المكناسي.)
وتوفي وهو كهل. محمد بن واجب بن عمر بن واجب.
أبو الحسن القيسي البلنسي، قاضي بلنسية.
روى عن: أبي العباس الذري وأكثر عنه.
435

وعن: أبي الوليد الباجي، وأبي الليث السمرقندي.
قال ابن بشكوال: كتب إلينا بمروياته، وكان محببا إل أهل بلده، رفيقا بهم، عفيفا.
توفي في ذي الحجة، وله اثنان وسبعون سنة. منصور بن علي.
روى عنه العثماني بالإسكندرية.
ورخه ابن المفضل.
436

4 (وفيات سنة عشرين وخمسمائة))
4 (حرف الألف))
أحمد بن علي بن غزلون.
أبو جعفر الأموي الأندلسي.
روى عن: أبي الوليد الباجي.
قال ابن بشكوال: وهو معدود في كبار أصحابه وكان من أهل الحفظ والمعرفة والذكاء. أخذ عنه أصحابنا، وتوفي بالعدوة في نحو العشرين وخمسمائة.
وقيل: توفي سنة أربع وعشرين، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين. أحمد بن محمد بن أحمد بن عيسى بن منظور.
أبو القاسم القيسي الإشبيلي، قاضي إشبيلية.
روى عن: أبيه، وابن عم أبيه أبي عبد الله محمد بن أحمد.
واستقضى ببلده مدة طويلة.
أخذ عنه ابن بشكوال.
وعاش أربعا وثمانين سنة.
والصواب في جدهم محمد بدل عيسى، حرره ابن رشيد.) إسحاق بن عمر بن عبد العزيز.
437

أبو القاسم النيسابوري الشجاعي الجميلي، الشاعر المشهور الشروطي.
كان كثير الفنون، شاعرا مفلقا، مجودا في فنون الشعر، كثير القول.
سمع: عمر بن مسرور، وعبد الغافر بن محمد الفارسي، وأبا عثمان الصابوني، والطبقة.
وكان يختم أماليه بأشعاره الرائقة، وحسنت سريرته وتوبته في آخر أيامه.
وكان ذا تجمل وحشمة.
توفي في جمادى الآخرة، وعاش ثمانين سنة.
روى عنه: أبو سعد السعماني بالإجازة. إسماعيل بن أحمد بن محمد بن مكرم.
أبو القاسم الصيدلاني النيسابوري لعطار.
كان والده أبو حامد محدث عصره.
ولد أبو القاسم سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
وسمع: عبد الغافر، والفارسي، وابن مسور، وعبد الله بن يوسف الجويني.
أجاز للسمعاني.
438

4 (حرف الباء))
بهرام بن بهرام بن فارس.
أبو شجاع البغدادي البيع.
أحد الرؤساء والمتمولين.
ولد في المحرم سنة ثلاثين وأربعمائة.
وسمع: أبا القاسم التنوخي، وأبا محمد الجوهري، وغيرهما.
قال ابن السمعاني: صلح أمره فيآخره عمره، وحسنت طريقته، وكان له معروف كثير وصدقة جارية.
قال أبو الفرج: كان سماعه صحيحا. وكان كريما بنى مدرسة للحنابلة بلواذا ودفن فيها.
ووقف قطعة من أملاكه على الفقهاء.
وتوفي في سادس عشر محرم.))
4 (حرف الجيم))
جابر بن عبد الله بن محمد بن علي بن مت.
الأنصاري، شيخ هراة، أبو عطية ابن شيخ الإسلام أبي إسماعيل.
كان زاهدا صلفا، تام المروءة، ذا خيبة وجلالة.
ولد سنة، وسمع الكثير من أصحاب عبد الرحمن بن أبي شريح، وغيرهم.
وكان قليل العلم. وكان يعظ ويزدحمون عليه.
439

سمع: أبا عمر المليحي، محلم بن إسماعيل الضبي، ومحمد بن عبد العزيز الفارسي.
روى عنه طائفة.
ومات في غرة ذي القعدة.
4 (حرف الطاء))
طرخان بن محمود الشيباني.
أحد الأمراء الكبار بدمشق، وصاحب المدرسة التي بجيرون.
توفي في رجب.
4 (حرف العين))
عبد الله بن طاهر بن محمد بن كاكو.
أبو محمد الصوري، الواعظ، المعروف بالقاضي ابن زينة.
واعظ الأعزية.
قال ابن عساكر: كان كثير التطفيل. ذكر لي أنه سمع بمصر من أبي عبد الله القضاعي، وأنه تفقه ببغداد على أبي إسحاق الشيرازي، وأنه ولد سنة نيف وثلاثين
وأربعمائة.
اجتمعت به غير مرة.
440

عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن.
أبو القاسم الإصبهاني الصفار.
أخو أبي على الدقاق الحافظ.
روى عن: إبراهيم سبط بحرويه.
وعنه: أبو موسى.)
وتوفي في رمضان. عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن.
أبو محمد الجيزباران.
ذكره عبد الغافر فقال: شيخ معروف من أبناء المياسير وذوي النعم.
سمع الكثير من: أبي حفص بن مسرور، وأبي عثمان الصابوني، أبي الحسين عبد الغافر، والكنجروذي، وأبي عثمان البحيري، وأبي بكر البيهقي، والمتأخرين.
توفي سنة عشرين.
441

وذكر السمعاني فيمن أجاز له، وقال فيه: التميمي البيع الجيزباراني المعروف بالجيزباران.
مات في ربيع الأول. سمعت من ولده محمد الكثير، وأما والده فعاش مائة وخمس سنين. عبد العظيم بن سعيد اليحصبي.
الداني، المقرئ أبو محمد.
روى عن: أبي سخل المقرئ، وأبي الوليد الباجي، وأبي الحسن ابن الخشاب، وأبي القاسم الطليطلي.
وأقرأ الناس بدانية.
وتوفي في نحو العشرين وخمسمائة. علي بن محمد بن دري.
أبو الحسن الطليطلي الغرناطي، خطيب غرناطة.
روى عن: أبي عبد الله المغامي، وأبي الوليد الوقشي، وأبي المطرف ابن سلمة، وجماعة.
وكان مقرئا، فاضلا، ضابطا، عارفا. أخذ الناس عنه.
وتوفي رحمه الله في رمضان. عمر بن محمود بن غلاب.
أبو حفص الإفريقي الباجي، باجة إفريقية، لا باجة الأندلس.
توفي في صفر، وله ست وثمانون سنة.
442

قال السلفي: علقت عنه حكايات عن شيوخه الذين صحبهم، كعبد الحق ابن محمد السبتي، وعبد الجليل بن مخلوف.))
4 (حرف الفاء))
فضل الله بن عمر بن أحمد بن محمد.
أبو طاهر المعروف بليلى النسوي.
سمع بدمشق: أبا القاسم الحسين بن محمد.
وبصور: أبا بكر الخطيب.
وبالقدس: عبد العزيز بن أحمد النصيبي.
روى عنه: أبو سعد السعماني، وقال: كان شيخا معمرا مشهورا، سمع منه الكبار في مجلس نظام الملك مثل جدي أبي المظفر السمعاني، ووالدي، وعمي.
وتوفي في رمضان ودفن برباط بمرو، وله تسعون سنة.
4 (حرف الميم))
محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد.
أبي الوليد القرطبي المالكي، قاضي الجماعة بقرطبة.
روى عن: أبي جعفر أحمد بن رزق الفقيه شيخه وعن: أبي علي الغساني.
443

وأجاز له أبو العباس العذري.
قال ابن بشكوال: وكان فقيها عاملما، حافظا للفقه، مقدما فيه عل جميع أهل عصره، عارفا بالفتوى على مذهب مالك وأصحابه، بصيرا بأقوالهم، نافذا في علم
الفرائض ولأصول، من أهل الرئاسة في العلم والبراعة في الفهم، مع الدين والفضل والوقار والحلم، والسمت الحسن والهدي الصالح.
ومن تصانيفه: كتاب لمقدسات لأوائل كتب المدونة، وكتاب البيان والتحصيل لما في المستخرجة من التوجيه والتعليل، واختصار المبسوطة، واختصار مشكل الآثار للطحاوي، إلى غير ذلك.
سمعنا عليه بعضها، وأجاز لنا سائرها. وسار في القضاء بأحسن سيرة وأقوم طريقة، ثم استعفى منه فأعفى. ونشر كتبه وتواليفه، وكان الناس يعولون عليه ويلجؤون إليه.
وكان حسن الخلق، سهل اللقاء، كثير النفع لخاصته، وجميل العشرة لهم، حافظا لعهدهم، بارا بهم.)
توفي في حادي عشر ذي القعدة.
وصلى عليه ابنه أبو القاسم، وعاش سبعين سنة.
قلت: روى عنه: أبو الوليد ابن الدباغ فقال: كان أفقه أهل الأندلس في وقته، وقد صنف شرحا للعتيبة، وبلغ فيه الغاية.
قلت: وهو جد ابن رشد الفيلسوف.
444

محمد بم خلف بن سليمان بن فتحون.
أبو بكر الأندلسي الأوريولي الحافظ.
روى عن: أبيه، وأبي الحسن طاهر بن مفوز. وأكثر عن: أبي علي بن سكرة، وغيره.
وكان معتنبا بالحديث، عارفا بالرجال، وله استدراك على ابن عبد البر في كتاب الصحابة في سفرين، وكتاب، آخر في أوهام الصحابة المذكور، وأصلح أيضا أوهام معجم ابن قانع في جزء.
وأجاز لابن بشكوال من مرسية. محمد بن الربيع.
أبو سعد الهروي الجيلي.
يروي صحيح البخاري عن: أبي عمر المليحي.
ويروي جامع الترمذي عن جماعة.
توفي في حدود العشرين. محمد بن عبد الخالق بن محمد.
القاضي أبو المؤيد ابن القاضي أبي بكر.
ولي قضاء سمرقند، ثم قضاء كس أكثر من ثلاثين سنة.
وكان من خيار الحنفية.
مات أبوه في سنة ثمانين وأربعمائة، وكان أبوه مستملي شمس الأئمة الحلواني بكس.
445

مسعود بن الحسين.
أبو المعالي الكشاني السمرقندي.
نقله الخاقان من بخاري إلى سمرقند للتدريس بالمدرسة الخاقانية وولاه خطابة سمرقند، فبقي)
على ذلك مدة.
وتوفي في ربيع الأول، وله ثلاث وسبعون سنة.
تفقه عليه غير واحد.
446

((ومن هذه الطبقة ممن لا أعرف وفاته))
4 (حرف الألف))
أحمد بن علي بن الحسن بن محمد بن أحمد بن سلمويه.
أبو العباس النبيسابوري الصوفي، من أولاد المشايخ.
مرة أبوه سنة ثمان وسبعين.
وهو: شيخ صالح، سمع من: عبد الغافر الفارسي، وابن مسرور، وغيرهما.
سمع منه: أبو سعد السمعاني حضورا، وذكره في الأنساب في السلموني، وقال: توفي سنة عشرة وخمسمائة. أسعد بن أحمد بن أبي روح.
القاضي العالم أبو الفضل الطرابلسي.
رأس الشيعة بالشام، وتلميذ القاضي ابن البراج.
447

جلس بعد ابن البراج بطرابلس لتدريس الرفض، وصنف التصانيف. وولاه ابن عمار قضاء طرابلس بعد ابن البراج.
وله كتاب عيون الأدلة في معرفة الله، وكتاب التبصرة في خلاف الشافعي للإمامية، وكتاب البيان عن حقيقة الإنسان، وكتاب المقتبس في الخلاف بيننا وبين مالك بن أنس، وكتاب التبيان في الخلاف بيننا وبين النعمان، مسألة تحريم الفقاع، كتاب الفرائض، كتاب المناسك، كتاب البراهين، وأشياء أخرى ذكرها ابن أبي طيء في تاريخه، وأنه انتقل من طرابلس إلى صيدا، وأقام بها، وكان مرجع الإمامية بها إليه. فلم يزل بها إلى أن ملكت الفرنج صيدا.
قال ابن أبي طيء. فأظنه قتل بصيدا عندما ملكت الفرنج البلاد. ورأيت من يقول إنه انتقل إلى دمشق.
قال: وذكره ابن عساكر فقال: كان جليل القدر، يرجع إليه أهل عقيدته.
قال: وكان عظيم الصلاة والتجهد، لا ينام إلا بعض الليل. وكان صمته أكثر من كلامه.)
448

قلت: لم أره في تاريخ ابن عساكر.
وحكى أبو اللطف الداراني، قال: ما استيقظت من الليل قط إلا وسمعت حسه بالصلاة. وبالغ في وصفه، وحكى له كرامة.
وحكى الراشدي تلميذه قال: جمع ابن عمار بين أبي الفضل وبين مالكي مناظرة في تحريم الفقاع، وكان الشيخ جريئا قصيحا، فنطق بالحجة ووضح دليله، فانزعج المالكي وقال: كلني كلني.
فقال: ما أنا على مذهبك. أراد أن مذهبه جواز أكل الكلب.
وقال له ابن عمار يوما: ما الدليل على حدث القآن قال: النسخ، والقديم لا يتبدل ولا يدخله زيادة ولا نقص.
وقال له آخر: ما الدليل على أنا مخيرون في أفعالنا قال بعثه الرسل.
وقال له أبو الشكر ب عمار: ما الدليل على المتعة قال: قول عمر: متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنا أنهى عنهما. فقبلنا روايته، ولم نقبل قوله في النهي.
قلت: هلا قبلت رواية إمامك علي بن أبي طالب رضي الله عنه في النهي عن متعة النساء.
449

4 (حرف العين))
علي بن عبد الله بن محمد بن الهيصم.
450

الإمام أبو الحسن النيسابوري، أحد الوجوه.
من أئمة أصحاب أبي عبد الله، البارع في الفنون.
سمع الحديث في صباه، وسمع صحيح مسلم من: أبي الحسين عبد الغافر.
وسمع من أبيه.
وله أولاد نجباء. عيسى بن شعيب بن إبراهيم.
أبو عبد الله السجري، شيخ صالح، خير.
سكن هراة وولد سنة بها أبو الوقت.)
سمع: علي بن بشري الليثي.
قال أبو سعد السعماني: أجاز لي مسموعاته، ومات سنة نيف عشرة وخمسمائة.
قلت مر سنة اثنتي عشرة.
4 (حرف الميم))
محمد بن أحمد بن الحسين.
أبو منصور الرزاز الخلال. ويعرف بالرفاء. أخو أبي ثعلب.
شيخ بغدادي عالي الإسناد.
حدث في سنة عشرة. وكان ذا دين وصلاح وتلاوة.
ولد سنة ثمان وعشرين وأربعمائة في صفر.
451

وسمع من: الحافظ أبي محمد الخلال، وأبي طالب العشاري، والجوهري.
روى عنه: المبارك بن أحمد الأنصاري، وصالح ب زرعان التاجر، ويحيى بن بوش.
ذكره ابن النجار. محمد بن عبد الجبار بن محمد بن الحسن.
أبو سعد الجويمي الفارسي، المقرئ الشيرازي.
أحد من عني بالقراءآت، ورحل إلى الآفاق فيها. وصنف فيها التصانيف.
قرا على: أبي القاسم هبة الله بن علي بن عراك المغربي التاجر، تلميذ أبي عمرو الداني، وأبي علي الأهوازي.
وقرأ بالأهواز على: أبي بكر محمد بن عبد الكريم الفرغاني.
وببغداد على: أبي الخطاب بن الجراح، وابن سوار.
وسمع من: طراد، وجماعة.
وسكن بغداد.
قرأ عليه: المبارك بن كامل الخفاف، وهبة الله بن بدران العجان في سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
وروى عنه: معمر بن الفاخر. محمد بن عبد الملك بن محمد.)
أبو بكر الأشناني، المؤدب، الأديب، المعروف بالباقلاني.
وأسنان من قرى بلد الخالص.
سكن بباب الأزج يؤدب.
روى عنه من شعره: من وجهر بن تركانشاه، وأبو نصر الرسولي، وأبو
452

المعمر المبارك الأنصاري.
قال أبوالمعمر: أنشدنا لنفسه:
* قل للمليحة في الخمار المذهب
* ذهب الزمان وحبكم لم يذهب
*
* وجمعت بين المذهبين فلم يكن
* للحسن عن ذهبيهما من مذهب
*
* نور الخمار ونور وجهك نزهة
* عجبا لخدك. كيف لم يتلهب
*
* وإذا رنت عيني لتسرق نظرة
* قال الجمال لها: اذهبي لا تذهب
* أبو عدنان.
محمد بن أبي نزار. المؤمل بن الجنيد بن محمد.
أبو الفتوح الإسفرائيني، الصوفي. شيخ الصوفية.
قال عبد: يختم في اليوم والليلة ويتجهد لصلاة الليل، ويقوم بحقوق الصوفية.
سمع من: سعيد بن أبي سعيد العيار.
وتوفي قبل العشرين وخمسمائة.
4 (حرف الهاء))
هبة الله بن علي بن العقاد.
أبو الحسن العجلي، المؤدب.
من فضلاء بغداد.
روى عن: أبي طالب بن غيلان.
قال ابن السمعاني: كان أدبيا لسنا، له بلا بلاغة وفصاحة وفيه دين وعفة.
سمع بإفادة أبيه.
نبا عنه: أبو المعمر الأزجي، ومحمد بن علي بن عبد السلار الكاتب.)
453

4 (حرف الياء.))
يحيى بن علي بن عبد اللطيف.
أبو لحسن التنوخي المعري، الأديب.
ذكر انه سمع من أبي صالح محمد بن المهذب بالمعرة، وروى أناشيد عن عبد الباقي بن أبي حصين المعري، وغيره.
كتب عنه: السلفي، وقال: هو حفظه للتواريخ وأخبار العرب والملوك، وأشعار لقدماء والمحدثين.
قال لي قاضي دمشق أبو المعالي: هذا تاريخ الشام.
قال السلفي: وكان يتحرى الصدق، ويذكر بالصلاح.
وقال السلفي: أنشدنا يحيى بن علي قال: حفظني أبي هذين البيتين، ثم أمر غلامنا، فحملني إلى أبي لعلاء المعري، فقرأتهما عليه، وهما:
* إلى الله أشكو أنني كل ليلة
* إذا نمت لم أعدم طوارق أوهام
*
* فإن كان شرا فهو لا بد واقع
* وإن كان خيرا فهو أضغاث أحلام
* يوسف بن أحمد بن عبد الله.
أبو يعقوب اللجامي الغزنوي، الواعظ الشهير.
سار ذكره في الآفاق، وتخرج به العلماء. وله رحلة إل العراق وغيرها. وعمر حتى صار يحمل في محفة.
ذكره السمعاني هكذا فيمن أجاز له، وقال: سمع: أبا بكر بن ريذة الضبي، وخاله محمد ب أحمد بن حمدان الحدادي، ويوسف بن إسرائيل القاضي، وأبا محمد سعيد بن إسحاق المفسر، وأبا عثمان العيار، وعلي بن نصر الدينوري اللبان، وأبا جعفر محمد بن إسحاق البحاثي الزوزني.
454

توفي بغزنة في السنة التي توفي فيها القاضي الفخر.
كذا قال، ولم أعرف وفاة الفخر.
455

/ 1