وافي بالوفيات (جزء 20) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وافي بالوفيات (جزء 20) - نسخه متنی

خلیل بن ایبک صفدی؛ محققین: احمد ارناووط، ترکی مصطفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

 الوافي بالوفيات


الصفدي
الجزء: ٢٠
الوفاة: ٧٦٤
المجموعة: مصادر التاريخ
تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى
بسم الله الرحمن الرحيم
((علي))
1 - علي بن آدم البزاز علي بن آدم كان من تجار الكوفة يبيع البز وكان صالح الشعر فهوى جارية تدعى ممهلة واستهام بها مدة ثم بيعت فأسف عليها ومات أسفا وله حديث طويل معها في كتاب مفرد مشهور صنفه أهل الكوفة لهما ذكر فيه قصصهما وقتا وقتا وما قال فيها من الأشعار
وقيل إنه مات لما بيعة وبلغها خبره فماتت أيضا
ومن شعره فيها (من مجزوء الكامل)
* يا نصب عيني لا أرى
* حيث التفت سواك شيا
*
* إني لميت إن صددت
* وإن وصلت رجعت حيا
*
وقال محمد بن سماعة آخر من مات من العشق علي بن آدم ومن شعره فيها (من مجزوء الكامل)
* إني لما يعتادني
* من حب لابسة السواد
*
* في فتنة وبلية
* ما إن يطيقها فؤادي
*
* فبقيت لا دنيا أصبت
* وفاتني طلب المعاد
*
وكان شكا حاله فيها إلى أم جعفر فوقعت له بما أحب من المساعدة
2 - علي بن إبراهيم أبو الحسن القطان علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحر أبو الحسن القزويني الحافظ القطان عالم بجميع العلوم التفسير والفقه والنحو واللغة ارتحل وسع وله فضائل أكثر من أن تعد توفي سنة خمس وأربعين وثلاثمائة لقي
5

المبرد وثعلبا وابن أبي الدنيا وهو شيخ أبي الحسين أحمد بن فارس القزويني وكتبه محشوة بالرواية عنه وقال لما علت سنه كنت لما خرجت إلى الرحلة احفظ مائة ألف حديث وأنا اليوم لا أقوم على حفظ مائة حديث وسع أبا حاتم الرازي ومحمد بن الفرج الأزرق والحارث بن أبي أسامة والقاسم بن محمد الدلال وخلقا من القزوينيين والرازيين والبغداديين وسع بالكوفة ومكة وصنعاء وهمدان وحلوان ونهاوند
وقد أقام الصيام ثلاثين سنة وكان يفطر على الخبز والملح
3 - علي بن إبراهيم الحوفي النحوي علي بن إبراهيم بن سعيد بن يوسف الحوفي أصله من شبر النخلة من خوف بلبيس من الديار المصرية
أخذ عن أبي بكر بن علي الإدفوي صاحب النحاس وكان نحويا قارئا توفي في مستهل ذي الحجة سنة ثلاثين وأربعمائة
له من التصانيف كتاب الموضح في النحو
تفسير القرآن قال ياقوت بلغني انه في ثلاثين مجلد ضخمة بخط دقيق
4 - العمي الشيعي علي بن إبراهيم بن هاشم القمي ذكره ابن النديم وذكره أبو جعفر أيضا في مصنفي الإمامية وقال له كتب منها كتاب التفسير كتاب الناسخ والمنسوخ كتاب المغازي كتاب الشرائع كتاب قرب الإسناد كتاب المناقب كتاب أخبار القرآن ورواياته
5 - الكاتب علي بن إبراهيم بن محمد بن إسحاق الكاتب كان من أهل المعرفة وتوفي بعد الثمانين وثلاثمائة
له كتاب في نسب بني عقيل جوده صنفه الأمير المقلد بن المسيب بن رافع العبادي
6 - أبو القاسم الدهكي علي بن إبراهيم بن محمد الدهكي
قال ياقوت هكذا وجدته بخط عبد السلام مكسور الدال والمحدثون يفتحونها وهي نسبة إلى قرية من قرى الري يقال لها دهك بالكاف
6

هو أبو القاسم أحد رواة الأخبار وجماعي الأشعار قرأ على أبي الفرج الأصبهاني كتاب الأغاني قال ياقوت أخبرنا الشيخ الإمام النسبتين بين دحية والحسين أبو الخطاب عمر بن حسن المعروف بان دحية المغربي السبتي بمصر سنة اثنتي عشرة وستمائة إجازة قال أنا شيخي أبو عبد الله بن محمد بن أبي القاسم بن عميرة المروزي قال أنا أبو الحسن يونس بن محمد بن مغيث ويعرف بابن الصفار عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن بشير عن أبي الوليد هشام بن عبد الرحمن الصابوني عن أبي القاسم علي بن إبراهيم الدهكي عن أبي الفرج الأصبهاني
7 - أبو الحسن الواعظ الحنبلي علي بن إبراهيم بن نجا بن غنائم أبو الحسن الأنصاري الواعظ الحنبلي سبط أبيس الفرد عبد الواحد بن الفرج الحنبلي الدمشقي سمع ضاله عبد الوهاب بن عبد الواحد الشيرازي الحنبلي وعلي بن أحمد بن منصور بن قبيس الغساني وقد بغداد وسمع بها أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال وعبد الخالق ابن أحمد بن يوسف وأحمد بن محمد بن أبي سعد البغدادي وغيرهم وعقد مجلس الوعظ ببغداد وعاد إلى دمشق ثم قد بغداد رسولا من عند نور الدين الشهيد ثم عاد إلى الشام وسكن مصر إلى أن توفي فيها سنة تسع وتسعين وخمسمائة
وكان مليح الوعظ حلو الإيراد لطيف الطبع له مكانة عند الملوك وعاش عيشا طيبا متلذذا بالمباحات من المطعم والمشرب والملبس والمنكح وكان صدوقا
8 - ابن سعد الخير البلنسي علي بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن سعد الخير أبو الحسن الأنصاري البلنسي
كان مع تفننه في العربية وتقدمه في الآداب منسوبا إلى غفلة تغلب عليه وله رسائل بديعة وتواليف منها كتاب الحلل في شرح الجمل للزجاجي ابتدأه من حيث انتهى أبو محمد البطليوسي وكتاب جذوة البيان وفريدة العيقان وكتاب القرط على الكامل وتوفي سنة إحدى وسبعين وخمسمائة ومن شعره (من الطويل)
* ألا سائل الركبان هل ظل لعلع
* كما كان مطلول الأصائل سجسجا
*
* وهل وردوا ماء العذيب مناهلا
* إذا صافحت كف النسيم تأرجا
*
* وعن حرجات الحي ما لي ومالها
* تجدد لي شوقا إذا الركب عرجا
*
7

* وعن أثلاث الجزع هل مال ظلها
* وهل تخذت ريح الصبا منه مدرجا
*
* لئن ظمئت نفسي إليها فطالما
* وردت بمغناهن أشنب أفلجا
*
* بحيث يشف الستر عن ماء مبسم
* أرى باب صبري عنه أبهم مرتجا
*
ومنه (من الخفيف)
* بأبي من بني الملوك عزيز
* قد ترديت فيه برد التصابي
*
* ضاعفت حسنه ضفيرة شعر
* هي منه طراز برد الشباب
*
* تتلوى على الرداء مراحا
* كحباب ينساب فوق حباب
*
ومنه في سحابة (من المتقارب)
* وسارية سحبت ذيلها
* وهزت على الأفق أعطافها
*
* تسل البروق بأرجائها
* كما سلت الزنج أسيافها
*
ومنه أيضا (من المتقارب)
* بدا البدر في أفقه لابسا
* ثيابا من الشفق الأحمر
*
* فشبهته والدجى حائل
* عروسا تزف إلى أسمر
*
ومنه في رمانة مفتحة (من المتقارب)
* وساكنة من ظلال الغصون
* بخدر تروقك أفنانه
*
* تضاحك أترابها عندما
* غدا الجو تدمع أجفانه
*
* كما فتح الليث فاه وقد
* تفرج بالدم أسنانه
*
ومنه يصف إبرة في لبد احمر (من مخلع البسيط)
* ومخيط ضاق عنه وصفي
* يعجز عن فعله اليماني
*
* يكمن في لبدة ويبدو
* كالعرق في باطن اللسان
*
ومنه في حلقة كتاب اصطف بها غربان (من الطويل)
* ومخضرة الأرجاء قد طلها الندى
* وقابلها أنف الصبا بتنفس
*
* تبدى بها الغربان سطرا كما بدت
* ضفيرة شعر فوق بردة سندس
*
ومنه (من الكامل)
8

* لله دولاب يفيض بسلسل
* في روضة قد أينعت أفنانها
*
* قد طارحته بها الحمائم شجوها
* فيجيبها ويرجع الألحانا
*
* فكأنه دنف يدور بمعهد
* يبكي ويسأل فيه عمن كانا
*
* ضاقت مجاري جفنه عن دمعه
* فتفتحت أضلاعه أجفانا
*
ومنه في كلة (من الطويل)
* حميت الذي يبغي لدي منامه
* إذا كان خبر أو تطوق قرقس
*
* كأني فؤاد حشوه البر والتقى
* ومن حوله جن البعوض توسوس
*
ومنه في مليح أرمد وقد لبس ثيابا حمرا
* ومهفهف تجري بصفحة خده
* ولماه من ماء الحياة عبابه
*
* ما زال يهتك باللحاظ قلوبنا
* حتى تضرج طرفه وثيابه
*
* فبدا بحمرة ذا وحمرة هذه
* كالسيف يدمي حده وقرابه
*
ومنه (من مجزوء الوافر)
* فتاة ما بدت إلا
* هزئت بصفحة البدر
*
* وأين البدر من شمس
* ترى في مطلع الخدر
*
قلت شعر جيد فيه غوص وجزالة وحسن تخيل
9 - ابن هشام الحنفي علي بن إبراهيم بن خنشام بالخاء المعجمة والشين المعجمة وبعد النون ألف وميم ابن أحمد الفقيه أبو الحسن الحميدي الكردي الحلبي من كبار
الحنفية روى عنه الدمياطي والبدر محمد بن النوزي وغيرهما عدم بحلب عند دخول التتار إليها في سنة ثمان وخمسين وستمائة
10 - الأزدي الشيرازي علي بن إبراهيم بن أحمد بن حمويه أبو الحسن الأزدي الشيرازي كان من الفضل والثقة وكان حيا في حدود الثلاثين والأربعمائة
11 - الطبيب ابن بكس علي بن إبراهيم بن بكس قال ابن اصيبعة كان طبيبا فاضلا عالما بصناعة الطب مشهورا بها جيد المعرفة بالنقل وقد نقل كتبا كثيرة إلى العربية
9

علي بن إبراهيم الواسطي نزيل بغداد روى عنه ابن صاعد وأبو عمرو السماك في صحيح البخاري
علي بن روح بن عبادة قال الحاكم هو الواسطي هذا وقال ابن عدي أشبه أن يكون علي بن الحسين بن إبراهيم بن إشكاب والله أعلم
12 - المؤيد ابن خطيب عقرباء علي بن إبراهيم ابن الخطيب يحيى بن عبد الرزاق بن يحيى العدل المسند مؤيد الدين أبو الحسن الزبيدي المقدسي ثم الدمشقي ابن خطيب عقرباء ولد سنة إحدى وعشرين وتوفي سنة تسع وتسعين وستمائة سمع من جده والناصح ابن الحنبلي وابن غسان والإربلي وابن اللتي والقاضي ابن الشيرازي وسالم بن صصرى ومحمد بن نصر القرشي وحج فسمع بالمدينة من النجم سلام وكان دينا متواضعا ولي مخزن الأيتام وناب في نظر الجامع وغير ذلك وشهد على القضاة
13 - علاء الدين العطار الشافعي علي بن إبراهيم بن داود الشيخ الإمام المفتي المحدث الصالح بقية السلف علاء الدين أبو الحسن ابن الموفق العطار ابن الطبيب الشافعي شيخ دار الحديث النورية ومدرس القوحية والعلمية
ولد يوم الفطر سنة أربع وخمسين وستمائة وتوفي سنة أربع وعشرين وسبعمائة وحفظ القرآن وسمع من ابن عبد الدايم وابن أبي اليسر وعبد العزيز بن عبد الله والجمال بن الصيرفي وابن أبي الخير والمجد محمد بن إسماعيل بن عساكر والعماد محمد بن صصرى وابن مالك شيخ العربية والشمس بن أبي هامل وأبي بكر محمد بن البشتي وخطيب بيت الآبار ومحمد بن عمر الخطيب والقطب ابن أبي عصرون وأحمد بن هبة الله الكهفي والكمال بن فارس المقري والشيخ حسن الصقلي والفقيه زهير الزرعي والقاضي أبي محمد بن عطاء الأذرعي ومدللة بنت الشيرجي وإلياس بن علوان المقري وغيرهم وسمع بمكة من يوسف بن إسحاق الطبري وأبي اليمن بن عساكر وبالمدينة من أحمد بن محمد النقيبي وبالقدس من قطب الدين الزهري وبنابلس من العماد عبد الحافظ وبالقاهرة من الأبرقوهي وابن دقيق العيد وعمل له الشيخ شمس الدين معجما سمعه الشيخ كمال الدين بن الزملكاني بقراءته سنة سبع وتسعين وابن الفخر وابن المجد والمجد الصيرفي والبرزالي والمقاتلي وصحب الشيخ محي الدين النووي
10

وتفقه عليه وقرأ عليه التنبيه وأفتى ودرس وجمع وصنف ونسخ الأجزاء ودار مع الطلبة وسمع الكثير وكان فيه زهد وتعبد وامر بالمعروف على زعارة في أخلاقه وله اتباع ومحبون
أصيب بالفالج سنة إحدى وسبعمائة وكان يحمل في محفة إلى المدارس والى الجامع رأيته غير مرة ولم اسمع منه وكان والده يهوديا
14 - ابن العلاء المصري علي بن إبراهيم المعروف بابن العلاء المصري توجه إلى مصر ومدح الأفضل
قيل إن فخر الملك ابن عمار صاحب طرابلس اقترح على الشعراء أن يعملوا له على وزن قصيدة ابن هانئ وهي (من الكامل)
* فتقت لكم ريح الجلاد بعنبر
*
فسبهم أبو الحسن بن العلاء هذا ونظم ما أعجبه وأجازه عليه واستغنى به عنهم وهو (من الكامل)
* هل بارع الشعراء غير مقصر
* عن بارع من مجدك المتخير
*
* أم كنهه ما ليس ندركه به
* أقوى كمنسوف الجمابه مخير
*
* فعلى البليغ الجهد منه فإن نجد
* عهر وإن يك مقصرا فليعذر
*
* يا ناصر الدين الذي لما يظل
* عنه مقارعة العدى لم ينعر
*
* ليطل بقاؤك للمكارم والعلى
* فربوعهن معالم لم تدثر
*
* ولترع عين الله منك حلاحلا
* سبق الورى سبق الجواد المحضر
*
* يحتاطك التوفيق لا يألوك
* في تسهيله لك كل صعب أوعر
*
* وإذا دجت ظلم الأمور فلا تزل
* سفافها بسراج رأي أنور
*
كذا قال العماد الكاتب وأورد هذه القصيدة بمجموعها في الخريدة وليست بطائل والعجب أن تكون هذه تناظر تلك القصيدة التي لابن هانئ حتى لقد قلت أنا (من الكامل)
* إن كان نظمك مثل هذا كله
* فيما أراه من الركالة فانشر
*
وأورد العماد الكاتب له أيضا في الأفضل ابن أمير الجيوش (من الكامل)
* زارت وواشيها نسيم المنزل
* ورقيبها في الليل وسواس الحلي
*
منها (من الكامل)
11

* وسمعت في الدنيا بسبعة أبحر
* ورأيت ثامنها يمين الأفضل
*
15 - التجاني البجلي علي بن إبراهيم التجاني البجلي أخبرني العلامة أثير الدين المذكور أستاذ تونس يقرأ عليه النحو والأدب قدم علينا حاجا وأنشدنا بالقاهرة لنفسه (من السريع)
* إن الذي يروي ولكنه
* يجهل ما يروي وما يكتب
*
* كصخرة تنبع أمواهها
* تسقي الأراضي وهي لا تشرب
*
قال وأنشدنا لنفسه وكان الممدوح قد وهبه مالا عونا على الحج (من السريع)
* يا سيدا قامت لدهري به
* على الذي يعتبه الحجة
*
* جودك للناس ربيع ولى
* منه ربيعان وذو الحجة
*
16 - ابن الزبير الأسواني علي بن إبراهيم بن الزبير الأسواني والد القاضي الرشيد والقاضي المهذب وقد تقدم ذكرهما في مكانيهما
كان فاضلا شاعرا رئيسا وروى عنه ابن أخيه القاضي الموفق محمد بن إبراهيم المعروف بابن الراعي
ومن شعره (من الكامل)
* يا سائلي عما لقيت من الأسر
* لفراقهم ما الشوق مما يوصف
*
* حتى متى يتجلد القلق الحشا
* وإلى متى يتكلف المتكلف
*
* أحبابنا والله ما لي حيلة
* في البعد إلا أنني أتشوف
*
* أنا من عرفتم لا أميل عن الهوى
* عمن عرفت به لمن لا أعرف
*
* لتطيب نفوسكم الغداة فإنه لي نفسا
* تفيض مع الدموع وتذرف
*
* قالوا بكيت دما فقلت وهمتم
* ما كنت إلا من جفول أرعف
*
* لو لم يبت قلبي قتيل هواكم
* لم تمس أجفاني جراحا تنزف
*
17 - علاء الدين ابن الشاطر علي بن إبراهيم بن محمد بن الهمام أبي محمد بن
12

إبراهيم بن حسان بن عبد الرحمن بن ثابت الأنصاري الأوسي هو الإمام فريد الزمان المحقق المتقن البارع الرياضي أعجوبة الدهر الشيخ علاء الدين أبو الحسن علي المعروف بابن الشاطر رئيس المؤذنين بالجامع الأموي بدمشق
قرأ على علي بن إبراهيم بن يوسف وكان يعرف بابن الشاطر فسمى هو بذلك سألته عن مولده فقال في خامس عشر شعبان سنة خمس وسبعمائة بدمشق رأيته غير مرة ودخلت إلى منزله في شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة لرؤية الإسطرلاب الذي أبدع وضعه فوجدته قد وضعه في قائم حائط في منزله داخل باب الفراديس في درب الطيار ورأيت هذا الإسطرلاب فأنشأ لي طربا وجدد لي في المعارف أربا وعلمت به أن من تقدمه من الأفاضل عند جبل علمه الراسخ هباء فلو رآه النصير الطوسي لما كانت متوسطاته إلا مبادي أو المؤيد الفرضي لخذل عند الحواضر والبوادي أو القطب الشيرازي لما خرج عن دائرته إلى يوم التنادي بل لو رآه أقليدس كما كان إلا نقطة من خطه أرشميدس لتراءى شكله قطاعا في تحريره وضبطه فسبحان من يفيض على بعض النفوس ما يشاء من المواهب ويجدد في كل عصر من يحيي رسوم الفضل الذي عدم في الليالي الذواهب لا إله غيره
وصورة هذا الإسطرلاب المذكور قطره مقدار نصف أو ثلث بذراع العمل تقريبا يدور أبدا على الدوام في اليوم والليلة من غير رمل رحى ولا ماء على تحركات الفلك لكنه نسق بتثاقيل قد رتبها على أوضاع مخصوصة تعلم منه الساعات المستوية والساعات الزمانية بحركة واحدة وهنا من اغرب ما يكون ويعلم من الطالع والغارب والمتوسط والوتر ويعلم منه ارتفاع الشمس وسمتها وسعة مشرقها ووقت طلوع الكواكب وتوسطها وغروبها وما يتعلق بذلك من سعة الطلوع والغروب والبعد والمطالع وبالجملة فكل ما في رسائل الإسطرلاب من الأبواب والأعمال فإنه يظهر في هذا الإسطرلاب للعيان من غير عمل يوضع يد أو غيرها وفوق الإسطرلاب دائرة تدور دورة كاملة في ربع درجة والزوايا مقسومة بخمسين قسما متساوية ومقسومة أيضا بخمسة عشر قسم متساوية وفي مركز هذه الدائرة شخص يمتد إلى محيطها وكلها وصل رأس الشخص إلى أول قسم من الخمسة عشر كان جزءا واحدا من ستين جزء من الدرجة الواحدة وهو دقيقة وهو واضح مقداره في العين مساحة إصبعين وذا وصل الشخص المذكور إلى أول قسم من الأقسام الخمسينية كان جزءا من مائتي جزء من الدرجة الواحدة فعلى هذا تكون الساعة منقسمة بستين قسما بكمال الدورة وبتسعمائة قسم من الأقسام الثانية وبثلاثة آلاف قسم من
13

الأقسام الثالثة فيكون اليوم بلياليه منقسما مائتين وسبعين ألفا قسم متساوية وكل منها مدرك بالبصر مساحة عرضه دون الإصبع وفي كل قسم من هذه الأقسام الاثنين
والسبعين ألفا يسمع عند مضي كل قسم دقة من آلة تذهبا وتجئ على أعلى الإسطرلاب وفي أعلاه ثلاثة أبواب إذا مضت ساعة مستوية والباب الثالث الأوسط يسقط منه بندقة في الكأس الأيمن عند أول كل وقت من أوقات الصلوات الخمس فيعلم بلك دخول أول الوقت الشرعي
ومجموع هذا الإسطرلاب وما يحركه من الآلات في مساحة ذراع تقريبا طولا وعرضا وعمقا
وأما حسن هذا الإسطرلاب ووضعه وتحرير آلاته وإتقانها وظرفها ففي غاية الحسن
والذي أقوله في هذا أن الإنسان العارف لو سمع بها في إقليم بعدي من مكانه وكانت الطريق مشقة وكابد أهوالها في السعي إلى رؤيته وظفر برؤيته لما أضاع زمانا ولا تعبا فان هذا أمر لم اسمع به أنه اتفق لغيره في الوجود ولما رأيت الإسطرلاب خطر لي معنى فنظمته وهو (من الكامل)
* أفلاك شوقي مذ تغيب شخصكم
* دارت على قطب الجوى في خاطري
*
* لا يعتريها فترة في دورها
* فكأنها أسطرلاب ابن الشاطر
*
وذكر لي أن الإشكالات التي وقعت في أرصاد المتقدمين وفي الطرق التي حد سوها على هيئة أفلاك الكواكب السيارة الجامعة لحركاتها الموجودة بالعيان جملة
الأول قرب فلك البروج من معدل النهار
الثاني حركة الإقبال والإدبار
الثالث كون حامل تدوير القمر بقطه قسيا متساوية في أزمنة متساوية إلى مركز العالم لا إلى مركزه
الرابع محاذاة قطر فلك تدوير القمر إذا تحرك من الأوج إلى الحضيض
الخامس أفلاك معدلات المسير للكواكب السيارة
السادس عروض الكواكب
السابع الأفلاك الخوارج المراكز العلوية فإنها في الأوضاع المشهورة تقطع قسيا متساوية في أزمنة مختلفة لأن استواء حركتها مرصود عند مراكز أفلاك معدلات المسير
14

الثامن فلك مسير عطارد
التاسع الخارج المركز لعطارد فان استواء حركته عند مركز معدل المسير له
العاشر كون عرض الزهرة غير ثابت بل ينتقل من الجنوب على الشمال وبالعكس
قال النصير الطوسي حاولنا إزالة الإشكالات وما يتفرع منها فلم يمكن إلى الآن
قال علاء الدين صاحب هذه الترجمة ثم ظهر لي إشكالات آخر منها عشرة في القمر وأربعة من كل كوكب من الكواكب السيارة خلا عطارد ففيه خمس اشكالات قال فأما الإشكال الأول والثاني وهما قرب فلك البروج من معدل النهار وحركة الإقبال والإدبار فإني وضعت في ذلك مقالتين بينت فيهما ما وقع للأقدمين والمتأخرين من الأرصاد إلى تاريخي وثبت بما ظهر لي من تلك الأرصاد عدم الإشكالين ثم فرضت صحة الإشكالين وتتبع به الأرصاد المذكورة فلم يتطابق الرصد من زمان البرخس إلى تاريخنا ووجدت الخلل من ثلاثة أشياء
أحدها الذي كان ظهر لبعض الأقدمين إنما كان بسبب ما حد سوه من أوضاع هيئة أفلاك الشمس
والثاني من حركات الشمس
والثالث أن الأقدمين بنوا أمرهم في ذلك على إضاءة الهدفة المقابلة الهدفة القريبة إلى الشمس بإضاءة تامة ومن المعلوم أن ظل الهدفة العليا إذا وقع على الهدفة الوسطى لم يسترها من الجهات الثلاث سترا تاما دفعة واحدة فمن هنا ظهر أن في الارتفاع على وضع الأقدمين يكون تفاوت وقع من قبله الإشكال
وأما الإشكالات الباقية فيما يتعلق بالكواكب فقد وضعت لها أوضاعا أزلت بها تلك الإشكالات وأقمت عليها براهين هندسية ورصدية ذكرتها في كتاب مختص بذلك وسميته تعليق الأوتاد وتكلمت في ذلك كله على ما يلزم من الأمور الحسابية والهندسية ووضعت في بعض ذلك طرقا مختصرة تغني عما بسطه الأقدمون من ذلك أنه حصل لي مقوم القمر من تعديل واحد مع مطابقة الترصد وفي المشهور أربع تعاديل
ومن علوم علاء الدين بن الشاطر كتاب أرقليدس والهندسة الثانية وما يتعلق بالحساب والجبر والمقابلة وفن المساحة
وأما من وضعه من آلات الوقت فمنها آلة سماها الربع التام لمواقيت الإسلام والربع الجامع والممرات الآفاقية والربع المجبع والآلة الجامعة وكل آلة من هذه وضع لها رسالة تخصها
15

ووضع كتابا سماه نهاية الغايات في أعمال الفلكيات وكتابا في المساحة وكتابا في الحساب وكتابا في الهندسة سماه المحصول في ضبط الأصول وكتاب الذبح السيفي
وضعه للأمير سيف الدين تنكز
واما صناعة التطعيم والنجارة والنحت فله في ذلك اليد الطولى مع الإتقان والتحرير
18 - ابن قرناص الشافعي علي بن إبراهيم بن عبد المحسن بن قرناص علاء الدين الخزاعي الحموي الشافعي ابن قرناص ولد سنة أربع وخمسين وستمائة وتوفي رحمه الله سنة اثنتي عشرة وسبعمائة بدمشق اخذ عن جماعة وسمع ونسخ وقرأ على الشيوخ ولم يكثر سمع بمصر من ابن خطيب المزة وبدمشق من شرف الدين ابن عساكر وكان فصيح القراءة قليل الدربة بالرجال وله نظم من شعره
19 - ابن الثرد الواعظ علي بن إبراهيم بن علي بن معتوق بن عبد المجيد بن وفاء علاء الدين أبو الحسن الواسطي الأصل البغدادي المنشأ المعروف بابن الثردة الواعظ
سألته عن مولده فقال بكرة الاثنين ثاني عشرين شعبان سنة سبع وتسعين وستمائة
قدم إلى دمشق مرات ووعظ بها بالجامع الأموي ثم إنه حصل له خلط سوداوي فتغير حاله وكان يدعي في هذه الحالة أنه كانت له ببغداد كتب تقدير ألفي مجلدة وأن جماعة من التجار الذين قدموا إلى دمشق اغتصبوها واخذوها منه ولم يلق من يساعده على ذلك وكان ذلك كله من مخيلة السوداء فساءت حاله وأضرت به والتحق بعقلاء المجانين وكان يتخذ كارة يحملها تحت إبطه لا يفارقها ليلا ولا نهارا بحيث أنه كان إذا دخل إلى الطهارة يكون جالسا وهي تحت إبطه وكلما وجدت خيطا أو حبلا شدها به فلا تزال في نمو وزيادة وهو حاملها وكان يقول لو دفع لي فيها ألف دينار ما بعتها
وكان ينظم الشعر الجيد في هذه الحالة وعلق عني أشياء وعلقت عنه وكان إذا دفع
16

إليه أحد شيئا من دراهم أو غيرها يقول من أنت أظن عندك شيئا من كتبي فأنت تبرطلني على ذلك ولا يقبل لأحد شيئا إلا بعد الجهد
وكنت أراه فأتألم له وأتوجع لما أصابه وآخر الأمر لما زادت تلك الكارة وثقلت أبطل حملها ثم إنه مرض وحمل إلى المارستان النوري فطالت علته وتوفي رحمه الله تعالى في أول ربيع الآخر سنة خمسين وسبعمائة وكتب قصيدة إلى الأمير سيف الدين كافل السلطنة بدمشق يشكو فيها خصومه وهي (من الكامل)
* يا نائب السلطان لا تك غافلا
* عن قتل قوم للظواهر زوقوا
*
* قوم لهم وقع وذكر في الورى
* ويرى عليهم للمهابة رونق
*
* وإذا رأوا شيئا عليه تحيلوا
* في أخذه وتأولوا وتملقوا
*
* ما هم تجار بل لصوص كلهم
* فأمر بهم أن يقتلوا أو يشنقوا
*
* ألمين دأبهم إذا ما حدثوا
* ما فيهم من في كلام يصدق
*
* مرقوا من الدين الحنيف بأسرهم
* كالسهم ظل من الرمية يمرق
*
* كم أستغيث وكم أصيح وأشتكي
* منهم إليك وكم لقلبي أحرقوا
*
* سدوا علي الطرق بغيا منهم
* أني اتجهت وللأعادي أذلقوا
*
* وأتوا بمالي من لآمة طبعهم
* نحو الشآم وبينهم قد فرقوا
*
* وأراك لا تجدي لديك شكاية
* إلا كأنك حائط لا ينطق
*
* ماذا جوابك حين تسأل في غد
* عنهم ورأسك من حياتك مطرق
*
* ما أنت راع والأنام رعية
* وإذا ركبت لك الملوك تطرق
*
* كن منصف المظلوم من غرمائه
* فالبغي مصرعه وفعل موبق
*
* واكشف ظلامه من شكا من خصمه
* فالحق حق واضح هو مشرق
*
* لا تعف عن قوم سعوا بفسادهم
* في الأرض بغيا منهم وتحرقوا
*
* وانصب لهم شرك الردى إن أنجدوا
* أو أتهموا أو أشأموا أو أعرقوا
*
* لا تبترق منهم وإن هم أسرجوا
* أو ألجموا أو أرعدوا أو أبرقوا
*
* ومتى ظفرت بمفسد لا تبقه
* فبقاؤه للناس ضر مقلق
*
* واكفف أكف الظالمين عن الورى
* ليكف عنك الله شرا يطرق
*
17

* لا زلت سيفا للأعادي قاطعا
* ورؤوسهم مهما حييت تحلق
*
* وبقيت في مجد رفيع لا يهى
* وبنود نصرك عاليات تخفق
*
20 - أمير المؤمنين المكتفي بالله علي بن أحمد بن طلحة بن جعفر بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب هو أمير المؤمنين المكتفي بالله بن المعتضد بن الموفق بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور الهاشمي العباسي
ولد سنة أربع وستين ومائتين وتوفي سنة خمس وتسعين ومائتين
كان معتدل القامة دري اللون اسود الشعر حسن اللحية جميل الصورة
بويع له بالخلافة عند موت والده في جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وكانت أيامه ستة أعوام ونصفا ومات شابا في ذي القعدة وبويع بعده أخوه المقتدر وقد دخل في أربع عشرة سنة بتفويض المكتفي إليه في مرضه بعد أن سئل وصح أنه احتكم وخلف مائة ألف ألف دينار وعينا وأمتعة وعقارا وأواني وثلاثة وستين ألف ثوب وكانت أمه أم ولد يقال لها أم جيجك تركته لم تدرك خلافته وكان يلقب بالمترف لنعمة جسمه ولدونته والصنم لحسنه وجماله وكان حسن الميل إلى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكاتبه أبو الحسن بن عبيد الله بن سليمان بن وهب إلى أن مات وكتب له العباس بن الحسن بن أيوب باستخلاف أبي الحسن القاسم إياه
وحاجبيه حفيف السمرقندي ثم سوسن مولاه
ونقش خاتمه اعتمادي على من خلقني وقيل علي يتوكل على ربه وقيل الحمد لله الذي ليس كمثله شيء
وهو خالق كل شيء كخاتم أبيه وافتتح المكتفي دولته بقتل بدر مولى أبيه العظيم في دولته وهو الذي يقول فيه يحيى بن علي المنجم (من الكامل)
* أولى الأنام بأن يهان ويسلب الإكرام
* من لا يعرف الإكراما
*
وكان بدر قد اشتعر من المكتفي فتباطأ ببلاد الجيل لمنافسة كانت بينهما في أيام المعتضد فكتب إليه المكتفي بالله كتابا بيده نسخته أمتعنا الله ببقائك ثقة بالله عز وجل وبمالك عندي فإني عالم بنيتك واثق بأمانتك ولا تستشعر مما كان بيننا فإن تلك حال
18

منافسة وهذه حال خلافة وأنا أحق من عبد الملك بن مروان بقول الأخطل (من البسيط)
* شمس العداوة حتى يستقاد لهم
* وأعظم الناس أحلاما إذا قدروا
*
فلما قرأ خطه طابت نفسه وبادر إلى بغداد فلما وصل إلى النهروان أوقف له الوزير أبو القاسم بن عبيد الله بن علي جسر النهروان من قتله
ومن شعر المكتفي بالله (من السريع)
* من لي بأن تعلم ما ألقى
* فتعرف الصبوة والعشقا؟!
*
* ما زال لي عبدا وحبي له
* صيرني عبدا له حقا
*
* أعتق من رقي ولكنني
* من حبه لا آمل العتقا
*
وينسب المكتفي بالله (من الوافر)
* تلطف في رسولك يا أميري
* فإني من رسولك في غرور
*
* أحمله رسالاتي فينسى
* ويبلغك القليل من الكثير
*
* وأرسل من إذا لحظته عيني
* حكى لك طرفه ما في ضميري
*
(من الوافر)
* إذا كان لرسولك كذا بليدا
* تقطعت الجوانح في الصدور
*
وفي المكتفي يقول ابن المعتز (من الكامل)
* قايست بين جمالها وفعالها
* فإذا الملاحة بالخيانة لا تفي
*
* والله لا كلمتها لو أنها كالبدر
* أو كالشمس أو كالمكتفي
*
وما أحسن قول ابن سناء الملك (من الكامل)
* وملية بالحسن يسخر وجهها
* بالبدر يهزأ ريقها بالقرقف
*
* لا أرتضي بالشمس في تشبيهها
* والبدر بل لا أكتفي بالمكتفي
*
وقد تعنت عليه شرف الدين ابن حبارة في كتابه نظم الدرر من نقد الشعر وأجبت عنه في شرح لامية العجم
19

((عثمان))
21 - أبو عمرو الداني المقري عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الإمام أبو عمرو الداني الأموي مولاهم القرطبي المزي الحافظ المعروف في وقته بابن الصيرفي وفي هذا الوقت بأبي عمرو الداني صاحب التصانيف
ولد سنة إحدى وسبعين وستمائة وتوفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة ورحل إلى المشرق سنة سبع وتسعين وثلاثمائة وحج ورجع إلى قرطبة وقرأ طائفة بالروايات بمصر والأندلس
قال ابن بشكوال كان أحد الأئمة في علوم القرآن وآياته وتفسيره ومعانيه وطرقه وإعرابه وجمع في ذلك كله تواليف حسانا مفيدة يطول ذكرها وله معرفة بالحديث وطرقه ورجاله ونقلته وكان حسن الخط جيد الضبط من أهل الحفظ والمعرفة والذكاء والتفنن في العلم وكان دينا ورعا سنيا
قال المغامي كان مجاب الدعوة مالكي المذهب
له كتاب جامع البيان في القراءات السبع وطرقها المشهورة والغريبة في ثلاثة أسفار وكتاب إيجاز البيان في أصول قراءة ورش مجلد كبير والتخليص في قراءة ورش مجلد متوسط والتيسير والمقنع والمحتوى على القراءات الشواذ مجلد كبير والأرجوزة في أصول الديانة نحو ثلاثة آلاف بيت ومعرفة القراء في ثلاثة أسفار والوقف والابتداء
قيل إن مصنفاته مائة وعشرون مصنفا
وآخر من روى عنه بالإجازة أبو العباس أحمد بن عبد الملك بن أبي حمزة والمرسي والد العاصي أبي بكر محمد
وتوفي أبو عمرو بدانية في نصف شوال سنة أربع وأربعين ومائة ومشى السلطان أمام نعشه ومن شعر أبي عمرو الداني (من البسيط)
* قد قلت إذ ذكروا حال الرجال وما
* يجري على كل من يعزى إلى أدب
*
* لا شيء أبلغ من ذل يجرعه
* أهل الخساسة أهل الدين والحسب
*
20

* القائمين بما جاء الرسول به
* والمبغضين لأهل الزيغ والريب
*
22 - ورش المقرئ عثمان بن سعيد بن عبد بن غزوان بن داود بن سابق المصري القبطي المعروف بورش المقرئ القرشي مولى لآل الزبير بن العوام
واصله من القيروان وقيل من أفريقية كنيته أبو سعيد وقيل أبو عمرو
مات سنة سبع وتسعين ومائة
وولد بمصر سنة عشر ومائة قرأ على نافع سنة خمس وخمسين ومائة وإنما قيل له ورش لأنه كان ازرق ابيض اللون قصيرا ذا كدنة وكان نافع يلقبه بالورشان وهو طائر معروف لكونه قصيرا ويلبس ثيابا قصارا فكان إذا مشى بدت رجلاه مع اختلاف ألوانه فلزمه ذلك وخفف فقيل له ورش
وقيل إن الورش شيء يصنع من اللبن فلقب به لبياضه
وكان ورش حجة في القراءة ثبتا طيب الصوت هدادا به هاجر إلى نافع بالمدينة
وكان نافع لا يقرأ إلا ثلاثين آية فدخل على نافع ببعض أصحابه فقال له بت في المسجد فلما أصبح حضر نافع وقال أين الغريب هات اقرأ فإنك حضرت قبل الناس فقرأ ثلاثين آية ومد بها صوته فأطرب الناس فلما فرغ قام واحد وقال يا مولاي وهبته عشر آيات من نصيبي فقرأها فقام آخر فقال مثل ذلك فقرأ خمسين ثم كان يقرئه بعد الناس خمسين أخرى فقرأ عليه ختمات
7719 - معين الدين ابن تولوا عثمان بن سعيد بن عبد الرحمن بن أحمد بن تولوا بضم التاء ثالثة الحروف وسكون الواو الأولى وضم اللام وفتح الواو الثانية وبعدها ألف الأديب معين الدين أبو عمرو الفهري المصري ولد بتنيس سنة خمس وستمائة وتوفي سنة خمس وثمانين وستمائة
21

وسمع بدمشق من القاضي أبي نصر ابن الشيرازي وغيره وكان أحد الشعراء في عصره
قال الشيخ شمس الدين أنشدنا عنه أبو الحسن اليونيني وغيره وتوفي بالقاهرة
قلت وعليه تخرج الحكيم شمس الدين ابن دانيال وبه تأدب وله معه حكايات كان يسخر به ويهزو ويضحك من الناس
ومن شعره (من المنسرح)
* جمعك بين الكثيب والغصن
* فرق بين الجفون والوسن
*
* يا فتنة ما دقيت صرعتها
* مع حذري دائما من الفتن
*
* باللفظ واللحظ كم ترى أبدا
* تسخر بي دائما وتسحرني
*
* وقد ألفت الغرام فيك كما
* فرقت بين الحياة والبدن
*
أنشدني العلامة أثير الدين أبو حيان قال أنشدني معين الدين بن تولوا لنفسه (من البسيط)
* أما السماح فقد أقوت معالمه
* فما على الأرض من ترجى مكارمه
*
* فلا يغرنك من يلقاك مبتسما
* فطالما غر برق أنت شائمه
*
* لا تتعب النفس في استخلاص راحتها
* من باخل لؤمه في الجود لائمه
*
* أخي المذلة إعزازا لدراهمه
* ويصحب الذل من عزت دراهمه
*
* ماذا أقول لدهر عاش باهله
* غنى ومات بسيف الفقر عالمه
*
* قد سالم النقص حتى ما يحاربه
* وحارب الفضل حتى ما يسالمه
*
ومن شعره (من الخفيف)
* يا أهل مصر وجدت أيديكم
* عن بسطها بالنوال منقبضه
*
* فمذ عدمت الغذاء عندكم
* أكلت كتبي كأنني أرضه
*
ومنه (من البسيط)
* يا رب شيخ دعاني للفسوق به
* فجئته غير مسرور ولا راضي
*
* علما بأني سألقى منه شائبة
* قضى عليها بذل دائم قاضي
*
* كأنها فم شيعي شواربه شابت
* وما مسها يوما بمقراض
*
22

24 - من بني شيبة الحجبي عثمان بن طلحة بن أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الله بن عبد الدار بن قصي قتل أبوه طلحة وعمه عثمان بن أبي طلحة يوم أحد كافرين قتل حمزة عثمان وقتل علي طلحة وكلاب بن طلحة كلهم اخوة عثمان قتلوا كفارا يوم أحد وهاجر عثمان بن طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هدنة الحديبية مع خالد بن الوليد فلقيا عمرو بن العاص مقبلا من عند النجاشي يريد الهجرة فاصطحبوا وقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فقال رسو الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم رمتكم مكة بأفلاذ كبدها يريد انهم وجوه أهل مكة وأسلموا
وشهد عثمان فتح مكة فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة إليه والى شيبة بن عثمان بن أي طلحة وقال خذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم ثم نزل عثمان بن طلحة المدينة فأقام بها إلى وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سكن مكة حتى مات رضي الله عنه أول خلافة معاوية سنة اثنتين وأربعين وقيل إنه قتل يوم أجنادين وهو وهم
25 - عثمان بن أبي العاتكة عثمان بن أبي العاتكة الأزدي الواعظ الدمشقي كان معلم أهل دمشق وقاضي الجند
قال أبو حاتم لا بأس به بليته من كثرة روايته عن علي بن يزيد الألهاني
وقال ابن معين ليس بشيء
وقال النسائي ليس بالقوي
توفي سنة خمس وخمسين ومائة وروى له أبو داود والترمذي
26 - أبو عبد الله الثقفي عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبد بن دهمان أبو عبد الله الثقفي هو أخو الحكم وقد تقدم ذكره لهما صحبة قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف
23

قال الحسن البصري ما رأيت أفضل منه
وتوفي سنة إحدى وخمسين للهجرة استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف فلم يزل عليها حياته وخلافة أبي بكر وسنتين من خلافة عمر ثم عزله عمر وولاه على عمان والبحرين سنة خمس عشرة فصار إلى عمان ووجه أخاه الحكم بن أبي العاص إلى البحرين وسار هو إلى توج فافتتحها ومصرها وقتل ملكها شهدك سنة إحدى وعشرين وعلى يديه كان افتتاح إصطخر الثانية سنة سبع وعشرين وقيل الذي افتتحها عبد الله بن عامر سنة تسع وعشرين وأقطعه عثمان بن عفان اثني عشر ألف جريب وسكن عثمان بن أبي العاص البصرة وروى عنه أهله وأهل المدينة والحسن أروى الناس عنه وقد قيل أنه لم يسمع منه وعثمان بن أبي العاص كان سبب إمساك ثقيف عن الردة لأنه قال لهم حين هموا بالردة يا معشر ثقيف كنتم آخر الناس إسلاما فلا تكونوا أول الناس ردة وهو القائل الناكح مغترس فلينظر أين يضع غرسه فإن عرق السوء لا يزال ينزع بعد حين
وروى له مسلم والأربعة وكان يغزو حنيفا ويرجع فيشتو بتوج وأولاده وعقبة أشراف
27 - أبو حصين الكوفي عثمان بن عاصم أبو حصين الأسدي الكوفي أحد الأشراف الأئمة روى عن جابر بن سمرة وابن الزبير وأنس بن مالك والقاضي شريح وأبي وائل والأسود بن هلال وإبراهيم النخعي وتوفي في حدود الثلاثين ومائة وروى له الجماعة
28 - والد أبي بكر الصديق عثمان بن عامر أبو قحافة القرشي التيمي والد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما أسلم أبو قحافة يوم فتح مكة وأتى به يوم الفتح ليبايع ورأسه ولحيته كأنهما ثغامة بيضاء فال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم غيروا هذا بشيء وجنبوه السواد
فهو أول مخضوي في الإسلام وعاش بعد ذلك ومات سنة أربع عشرة للهجرة وهو ابن سبع وتسعين سنة وتوفي ولده أبو بكر قبله وورث منه السدس ورده على ولد أبي بكر وأضر بأخوة
29 - القاضي الطرسوسي عثمان بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد أبو عمر
24

الطرسوسي الكاتب القاضي
كان من الأدباء الفضلاء كتب لكثير بخطه من كتب الأدب والشعر وجمع شعر جماعة من عصره منهم أبو العباس الصقري وأبو العباس الناشي وغيرهما
وصنف كتبا منها كتاب في أخبار الحجاب وكان متقن الخط سريع الكتابة وولي القضاء بمعرة النعمان وسمع الحديث الكثير ورواه وروى عنه أبو حصين عبد الله بن محسن بن عبد الله بن محسن بن عمرو المعري وعبد الرحمن بن محمد بن حسين الكفرطابي وأبو علي الأهوازي والقاضي أبو الفضل بن السعدي وتوفي سنة إحدى وأربعمائة
30 - المدني أمير مكة عثمان بن عبد الله بن سراقة المدني أمه زينب بنت عمر بن الخطاب
روى عن أبي هريرة وجده عمر وخاله ابن عمير ورأى أبا قتادة الأنصاري وولي إمرة مكة ووثقه أبو زرع والنسائي وروايته عن جده عمر مرسلة
وتوفي سنة ثمان عشرة ومائة
وروى له البخاري وابن ماجة
31 - الحافظ الأنطاكي عثمان بن عبد الله بن محمد بن خرزاذ أبو عمرو الأنطاكي الحافظ محدث أنطاكية سمع جماعة وروى عنه النسائي وقال ثقة وأبو حاتم الرازي هو أكبر منه وابن جوصي وأبو عوانة وجماعة
وقال أبو عبد الله الحاكم ثقة مأمون
وسمى له صاحب التهذيب مائة واثنين وثلاثين شيخا
توفي سنة إحدى وثمانين ومائتين
32 - اللاحقي عثمان بن عبد الله الحميد اللاحقي توفي سنة تسعين ومائة
33 - الجمحي عثمان بن عبد الرحمن عثمان بن عبد الرحمن الجمحي البصري
25

توفي سنة أربع وثمانين ومائة وروى له الترمذي وابن ماجة وروى عن محمد بن زياد الجمحي ونعيم المجمر صاحبي أبي هريرة وأيوب السختياني ويونس بن عبيد وروى عنه علي بن المديني وأحمد بن عبدة الضبي وبشر بن الحكم ونصر بن علي الجهضمي وجماعة وقال أبو حاتم لا تحتج به
34 - الحراني الأموي المؤدب عثمان بن عبد الرحمن بن مسلم الحراني الطرائفي المؤدب مولى بني أمية
قال ابن معين صدوق
وقال ابن أبي حاتم أتكر أبي على البخاري إدخاله في كتاب الضعفاء
توفي في حدود العشرة ومائتين
وروى له الأربعة
35 - الشيخ تقي الدين ابن الصلاح عثمان بن عبد الرحمن بن موسى الإمام مفتي المسلمين تقي الدين أبو عمرو ابن الإمام البارع أبي القاسم صلاح الدين الكردي الشهرزوري الشافعي ولد سنة سبع وتسعين وخمسمائة وتوفي سنة ثلاث وأربعين وستمائة
تفقه على والده الصلاح بشهرزور ثم نقله والده إلى الموصل فاشتغل بها مدة وبرع في المذهب
قال ابن خلكان بلغني أنه كرر على جميع المهذب ولم يطمر شاربه وولي الإعادة عند العلامة عماد الدين بن يونس وسمع من عبيد الله بن السمين ونصر الله بن سلامة الهيثمي ومحمود بن علي الموصلي وعبد المحسن خطيب الموصل وعبد الله بن أبي السنان ورحل وله بضع وعشرون سنة إلى بغداد وسمع بها من ابن سكينة وابن طبرزذ أبي النجيب ودنيسر من إسماعيل بن إبراهيم النجار وبهمذان بن أبي الفضل بن المعزم وبنيسابور من منصور الفراوي والمؤيد الطوسي والقاسم بن الصفار وغيرهم وبمرو
26

من أبي المظفر عبد الرحيم ابن السمعاني وغيره ودخل الشام سنة سبع عشرة أو قبلها فسمع من الموفق الحنبلي وزين الأمناء وأخيه المفتي فخر لدين وسمع بحلب من أبي محمد الأستاذ وقد ورد دمشق قبل ذلك وسمع من أبي الحرستاني وسمع بحران من الحافظ عبد القادر الرهاوي ثم في النوبة الثانية درس بالقدس بالمدرسة الصلاحية فلما خرب المعظم سور القدس قدم دمشق وتولى تدريس الرواحية وولى سنة ثلاثين مشيخة دار الحديث الأشرفية ثم تدريس الشامية الصغرى وكان إماما بارعا حجة متبحرا في العلوم الدينية بصيرا بالمذهب ووجوهه خبيرا بأصوله عارفا بالمذاهب جيد المادة من اللغة العربية حافظا للحديث متقننا فيه حسن الضبط كبير القدر وافر الحرمة مع ما هو فيه من النسك والورع وكانت فتاويه مسددة وهو أحد أشياخ ابن خلكان وبه اشكالات على الوسيط
تفقه عليه خلق كثير منهم الإمام شمس الدين عبد الرحمن بن نوح والإمام شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل أبو شامة والإمام كمال الدين سلار والإمام كمال الدين إسحاق والإمام تقي الدين بن رزين قاضي القضاة بمصر وروى عنه جماعة
توفي أيام حصار الخوارزمية بدمشق خرج بجنازته دون العشرة مشمرين ودفن في مقابر الصوفية وصلى عليه خلق في باطن المدينة
36 - شماس عثمان بن عثمان بن السريد بن سويد بن هزمر بن عامر بن مخزوم المعروف بشماس وإنما سمي بذلك لأنه شماسا من الشماسة قدم مكة في الجاهلية وكان جميلا فعجب الناس من جماله فقال عتبة بن ربيعة وكان خال عثمان لنأتينكم بشماس أحسن منه فأتى بابن أخته عثمان بن عثمان فسمى شماسا من يومئذ
وكان رضي الله عنه من مهاجرة الحبشة شهد بدرا وقتل يوم أحد
37 - عثمان بن الزبير عثمان بن عروة بن الزبير بن العوام أحد خطباء قريش وعلمائهم وأشرافهم كان دميم الهيئة وتوفي في حدود المائة وأربعين وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة
27

39 - أمير المؤمنين عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي القرشي الأموي أمير المؤمنين أبو عبد الله وأبو عمرو ذو النورين أحد السابقين الأولين صاحب الهجرتين وزوج الابنتين هاجر برقية إلى الحبشة وخلفه النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر ليمرضها فتوفيت بعد بدر بليال وضربه له بسهم من بدر وأجرة وزوجه بالبنت الأخرى أم كلثوم
كان لا بالطويل ولا بالقصير حسن الوجه كبير اللحية أسمر اللون عظيم الكراديس بعيد ما بين المنكبين تخضب بالصفرة وشد أسنانه بالذهب
قال قتادة ولي عثمان ثنتي عشرة سنة غير اثني عشر يوما وكذا قال خليفة وغيره
وقال أبو معشر السندي قتل لثماني عشرة خلت من ذي الحجة يوم الجمعة وزاد غيره بعد العصر ودفن بالبقيع وهو ابن اثنتين وثمانين سنة وهو الصحيح قيل دفن بثيابه في دمائه ولم يغسل وقيل صلى عليه مروان ونائلة وأم البنين زوجتاه هما اللتان دلتاه في حفرته على الرجال الذين نزلوا في قبره ولحدوا له وغيبوا قبره وتفرقوا
وكانت نائلة مليحة الثغر فكسرت ثناياها بحجر وقالت والله لا يجتليكن أحد بعد عثمان وخطبها معاوية بالشام فأبت
وقيل إن تخلفه عن بدر لأنه كان مريضا بالجدري
واما تخلفه عن بيعة الرضوان الحديبية فلأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وجهه إلى مكة في أمر لا يقوم به غيره من صلح قريش على أن يتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعمرة فلما أتاه الخبر الكاذب بقتل عثمان جمع أصحابه ودعاهم إلى البيعة فبايعوه على قتال أهل مكة وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عثمان يومئذ بإحدى يديه على الأخرى ثم أتى الخبر بأنه لم يقتل
قال ابن عمر يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خير من يد عثمان لنفسه
وعثمان معدود في بدر والحديبية لذلك ولما زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته أم كلثوم قال لو كان عندي غيرها لزوجتكها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
سألت ربي عز وجل ألا يدخل النار أحدا صاهر إلي أو صاهرت إليه وارتج أحد وعليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أثبت فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان
وعثمان رضي الله عنه أحد العشرة المشهود لهم بالجنة واحد الستة الذين جعل
28

عمر فيهم الشورى واخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو عنهم راض ولم يعلم أن أحدا أرسل سترا على ابنتي نبي غيره
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان عثمان أوصلنا للرحم وكان من الذين آمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين
واشترى عثمان بئر رومة وكانت ركية ليهودي يبيع للمسلمين ماؤها فقال رسول الله اصلى الله عليه وسلم من يشتري رومة فيجعلها للمسلمين يضرب بدلوه في دلائهم وله بها مشرب في الجنة فأتى عثمان ليهودي فساومه بها فأبى أن يبيعها كلها فاشترى نصفها باثنتي عشر ألف درهم فجعله للمسلمين فقال له عثمان إن شئت جعلت على نصيبي قرنين وإن شئت فلي يوم ولك يوم قال بل لك يوم ولي يوم فكان إذا كان يوم عثمان استقى المسلمون ما يكفيهم يومين فلما رأى ذلك اليهودي قال أفسدت علي ركيتي فاشتر النصف الآخر فاشتراه بثمانية آلاف درهم
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يزيد في مسجدنا فاشترى عثمان موضع خمس سواري فزاده في المسجد وجهز جيش العسرة بتسعمائة وخمسين بعيرا وأتم الألف بخمسين فرسا وذلك في غزوت تبوك
وقال محمد بن سيرين كان عثمان يحيي الليل بركعة يقرأ فيها القرآن وكثر المال في زمانه على المسلمين حتى بيعت جارية بوزنها وفرس بمائة ألف درهم ونخلة بألف درهم وقام عمرو بن العاص إلى عثمان وهو يخطب فقال يا عثمان انك قد ركبت بالناس المهامة وركبوها فتب إلى الله وليتوبوا قال فالتفت إليه عثمان وقال وانك هنا يا ابن النابغة ثم رفع يديه واستقبل القبلة وقال أتوب إلى الله اللهم أنا أول تائب إليك
وقال الحسن سمعت عثمان يقول يا أيها الناس ما تنقمون علي وما من يوم إلا وأنتم تقسمون فيه خيرا
قال الحسن وشهدت مناديه ينادي يا أيها الناس اغدوا على أعطياكم فيغدون فيأخذونها وافرة يا أيها الناس اغدوا على أرزاقكم فيغدون فيأخذونها منه حتى والله سمعته أذناي يقول اغدوا على كسواتكم فيأخذون الحلل واغدوا على السمن والعسل
قال الحسن أرزاق دارة وخير كثير وذات بين حسن ما على الأرض مؤمن يخاف مؤمنا إلا يوده وينصره ويألفه فلو صبر الأنصار على الأثرة لوسعهم ما كانوا فيه من
29

العطاء والرزق ولكنهم لم يصبروا وسلوا السيف مع من سل فصار عن الكفار مغمد وعلى المسلمين مسلولا إلى يوم القيامة
وقال موسى بن طلحة أتينا عائشة نسألها عن عثمان فقالت اجلسوا أحدثكم عما جئتم له إنا عتبنا على عثمان في ثلاث خلال فلم تذكرهن فعمدوا إليه حتى إذا ماصوه كما يماص الثوب بالصابون اقتحموا عليه العقر الثلاثة حرمة البلد الحرام والشهر الحرام وحرمة الخلافة ولقد قتلوه وانه لمن أوصلهم للرحم واتقاهم لربه
وقال الزبير بن عبد الله أخبرتني جدتي وكانت خادمة لعثمان قالت كان لا يوقظ نائما من أهله إلا أن يجده يقظان فيدعوه فيناوله وضوءه وكان يصوم الدهر
وقال ابن عمر أذنب عثمان ذنبا عظيما يوم التقى الجمعان بأحد فعفا الله عنه وأذنب فيكم ذنبا صغيرا فقتلتموه
وقتل عثمان بالمدينة يوم الجمعة لثمان عشرة أو سبع عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين للهجرة وكان أول من دخل عليه الدار محمد بن أبي بكر فأخذ بلحيته فقال دعها يا ابن أخي فوالله لقد كان أبوك يكرمها فاستحيا وخرج ثم دخل رومان بن سرحان رجل أزرق قصير محدود ومعه خنجر فاستقبله به وقال على أي دين أنت يا نعثل فقال لست بنعثل ولكن عثمان بن عفان وأنا على ملة إبراهيم حنيفا مسلما وما أنا من المشركين قال كذبت وضربه على صدغه الأيسر فقتله فخر رضي الله عنه وأدخلته امرأته نائلة بينها وبين ثيابها ودخل رجل من أهل مصر معه السيف مصلتا فقال والله لأقطعن انفه فعالج المرأة فكشف عن ذراعيها وقبض على السيف فقطع إبهامها فقالت لغلام لعثمان معه سيف يقال له رباح اعني على هذا وأخرجه عني فضربه الغلام بالسيف فقتله وأقام عثمان يومه ذلك مطروحا إلى الليلة
وقيل إن الذي قتله محمد بن أبي بكر ضربه بمشقص
وقيل بل قتله سودان بن حمران وقيل بل رومان اليماني وقيل غيره وقيل إن محمد بن أبي بكر اخذ بلحيته يهزها فقال ما أغنى عنك معاوية ما أغنى عنك ابن أبي سرح ما أغنى عنك ابن عامر
قال ابن عبد البر وأكثرهم يروي أن قطرة أو قطرات من دمه سقطت على المصحف على قوله * (فسيكفيكهم) * البقرة 137
وقال كنانة مولى صفية بنت حيي شهدت مقتل عثمان فأخرج من الدار أمامي أربعة من شباب قريش مخرجين بالدم محمولين كانوا يدرؤون عن عثمان الحسن بن علي وعبد
30

الله بن الزبير ومحمد بن حاطب ومروان بن الحكم فقيل له هل ندى محمد بن أبي بكر بشيء من دمه قال معاذ الله وقال أبو هريرة أني لمحصور مع عثمان في الدار فرمى رجل منا فقلت يا أمير المؤمنين الآن طاب الضراب قتلوا منا رجلا قال عزمت عليك يا أبا هريرة إلا رميت سيفك فإنما تراد نفسي وسأقي المؤمنين بنفسي قال أبو هريرة فرميت السيف لا أدري أين هو حتى الساعة
وكان معه في الدار من يريد الدفع عنه عبيد الله بن عمر وعبد الله بن سلام وعبد الله بن الزبير والحسن بن علي وأبو هريرة ومحمد بن حاطب وزيد بن ثابت ومروان بن الحكم في طائفة من هم المغير بن الأخنس وقتل يومئذ قبل عثمان
وعن مالك أن عثمان لما قتل ألقي على المزبلة ثلاثة أيام
وفيه يقول حسان بن ثابت (من البسيط)
* من سره الموت صرفا لا مزاج له
* فليأت مأدبة في دار عثمانا
*
* ضحوا بأشمط عنوان السجود به
* يقطع الليل تسبيحا وقرآنا
*
* لتسمعن وشيكا في دياركم
* الله أكبر يا ثارات عثمانا
*
وبعضهم ينسب هذين لعمران بن حطان
وقال حسان أيضا (من البسيط)
* إن تمس دار بني عفان موحشة
* باب صريح وباب محرق خرب
*
* فقد يصادف وباغي الخير حاجته
* فيها ويأوي إليها الجود والحسب
*
وقال عمر بن شبة قال الوليد بن عقبة (من الطويل)
* فكف يديه ثم أغلق بابه
* وأيقن أن الله ليس بغافل
*
* وقال لأهل الدار لا تقتلوهم
* عفا الله عن ذنب امرئ لم يقاتل
*
* فكيف رأيت الله ألقى عليهم العداوة
* والبغضاء بعد التواصل
*
* وكيف رأيت الخير أدبر بعده
* على الناس إدبار السحاب الجوافل
*
وقال أيمن بن خزيمة (من البسيط)
* ضحوا بعثمان في الشهر الحرام ضحى
* وأي ذبح حرام ويحهم ذبحوا
*
* وأي سنة كفر سن أولهم
* وباب شر على سلطانهم فتحوا
*
31

* ماذا أرادوا أضل الله سعيهم
* بسفك ذاك الدم الزاكي الذي سفحوا
*
والمراثي فيه كثيرة جدا إلى الغاية
قيل لأنس بن مالك إن حب علي وعثمان لا يجتمعان في قلب واحد فقال كذبوا لقد اجتمع حبهما في قلوبنا
ومن كلام عثمان رضي الله عنه وقد صعد المنبر أول خلافته فارتج عليه ما يزغ الله بالسلطان أكثر مما يزغ بالقرآن فسيجعل الله بعد عسر يسرا وبعد عنى بيانا وأنتم على إمام فعال أحوج منكم إلى إمام قوال وقيل إنه كتب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو محصور أما بعد فقد بلغ السيل الزبى وتجاوز الحزام الطبيين وطمع في من لا يدفع عن نفسه ولم يعجزك كلئيهم ولم يغلبك كمغلب فأقبل إلي على أي أمريك أحببت (من الطويل)
* فإن كنت مأكولا فكن خير أكل
* وإلا فأدركني ولما أمزق
*
ومن شعر عثمان رضي الله عنه (من الطويل)
* غنى النفس يغني النفس حتى يفكها
* وإن عظها حتى يضر بها الفقر
*
* وما عسرة فاصبر لها إن تتابعت
* بباقية إلا سيتبعها يسر
*
وكان يقول إذا جاءه الأذان للصلاة (من الرجز)
* فمرحبا بالقائلين عدلا
* وبالصلاة مرحبا وأهلا
*
39 - ابن أبي عمامة البغدادي عثمان بن علي بن المعمر بن أبي عمامة أبو المعالي البقالي أخو أبي سعد المعمر بن علي الواعظ سمع شيئا من أبي طالب ابن غيلان وأبي الفتح عمر بن عبد الملك الرزاز وقرأ الأدب على عبد الواحد بن برهان وأبي محمد الحسن بن الدهان وغيرهما
وحدث باليسير وكان عسرا في الرواية غير مرضي السيرة يخل بالصلوات ويرتكب المحظورات روى عنه أبو المعمر الأنصاري وأبو طاهر السلفي
وتوفي سنة سبع عشرة وخمسمائة
ومن شعره (من الطويل)
* أرى شعرة بيضاء في الخد نابتة
* لها لوعة في صفحة الصدر ثابتة
*
32

* ومن شؤمها أني إذا رمت نتفها
* نتفت سواها وهي تضحك شامتة
*
و (من السريع)
* أيا جمال المرتجى
* لكل خير كم أناديكا
*
* مالي على أني أخفي الذي
* ما بي وبالخير أباديكا
*
* اجلس في الحمام من شقوتي
* أغسل أثوابي المراديكا
*
* والديك في دارك ذو بسطة
* يروح عنها ويغاديكا
*
* محتكرا يلقط ما عاينت عيناه
* أو مر بناديكا
*
* فكلم البواب في الإذن لي
* مقربا أو كشكش الديكا
*
* وعش كما تؤثر في نعمة
* تكتب بالذل أعاديكا
*
قلت شعر جيد
40 - أبو عمرو الصقلي عثمان بن علي بن عمر السرقوسي النحوي الصقلي أبو عمرو
قال السلفي كان من العلم بمكان نحو ولغة وقرأ القرآن على ابن الفحام وابن بليمة وغيرهما وله تواليف في القراءات والنحو والعروض وكانت له حلقة في الإقراء في جامع مصر ولازمني مدة مقامي بمصر وقرأ علي كثير وأنشدني لنفسه (من الكامل)
* إن المشيب من الخطوب خطيب
* أن لا هوى بعد الشباب يطيب
*
وكتب إليه السلفي كتابا منه (من السريع)
* ما وقعت عيناي على مثله
* في فضله الوافي وفي نبله
*
* وليس بدعا مثل أخلاقه
* منه وممن كان في شكله
*
* فإنه من عنصر طيب
* ويرجع الفرع إلى أصله
*
فأجابه بشر ونظم وهو (من السريع)
* توجني مولاي من قوله
* تاجا على التيجان من قبله
*
* لأنها تبلى وهذا إذا
* مرت به الأيام لم تبله
*
33

* فنثره الإكليل في فرعه
* ونظمه الجوهر من أصله
*
* وهو فقيه حافظ في الورى
* مهذب يجري على رسله
*
* كلا وأما إن درى فالورى
* غدرانهم ما كان من سيله
*
* وعلمه يشتق من لفظه
* ولفظه يشتق من فضله
*
* تكاملت أوصافه كلها
* ومثله من كان من مثله
*
* وما أنا إلا كمهد إلى
* بغداد والبصرة من نخله
*
قلت كذا ذكره ياقوت في معجم الأدباء ثم قال بعده
عثمان بن علي بن عمر الخزرجي الصقلي روى عنه الحافظ أبو الطاهر السلفي وأبو محمد بن بري وأبو البقي صالح بن عادي العذري الأنماطي المصري
وأنا أرى أن هذا ترجم له ثانيا هو هذا المذكور أولا والله أعلم
وذكر لهذا الثاني كتاب مختصر في القوافي رواه السلفي عنه ستة سبع عشرة وخمسمائة وكتاب مخارج الحروف وكتاب مختصر العهدة وكتاب شرح الإيضاح
41 - أبو سعد العجلي الشافعي عثمان بن علي بن شراف بتشديد الراء الإمام أبو سعد المروزي البنجديهي العجلي بالفتح الفقيه الشافعي أحد الأئمة الأعلام تفقه على القاضي حسين وسمع من جماعة ونسبته إلى بعض أجداده كان يعمل العجل
وتوفي سنة ست وعشرين وخمسمائة
42 - فخر الدين ابن بنت أبي سعد الشافعي عثمان بن علي العلامة المفتي فخر الدين الأنصاري الشافعي المصري ابن بنت أبي سعد
من كبار الفقهاء ناب في الحكم ودرس بجامع ابن طولون وحدث عن الكمال الضرير والرضا بن البرهان
وتوفي سنة تسع عشرة وسبعمائة وله تسعون عاما
43 - أبو عمرو الشلبي عثمان بن علي بن عثمان أبو عمرو الإمام الأندلسي الشلبي
34

كان أديبا بارعا بليغ العلم واللسان كاتبا شاعرا محسنا له مصنف في شعراء عصره
توفي في حدود الستين وخمسمائة ومن شعره
44 - فخر الدين ابن خطيب جبرين عثمان بن علي الإمام العلامة صاحب الفنون قاضي القضاة فخر الدين أبو عمرو بن زين الدين الطائي الحلبي الشافعي قاضي قضاة حلب المعروف بابن خطيب جبرين
فقيه حلب فاضلها ومقرؤها
ولد سنة اثنتين وستين وستمائة وتوفي بالقاهرة هو وابنه سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة
رأيته بحلب وقرأت عليه في الأربعين للإمام فخر الدين وفي الشمسية مشروحة لابن المطهر
وحضرت دروسه للجماعة المشتغلين فكنت أرى منه العجب لم يحضر إليه أحد بأي كتاب كان في أي علم كان في أي باب كان ذلك الكتاب إلا وأقرأه فيه ولم أر مثله في جل كلام الناس رأيته وهو يقرأ في الشاطبية والحاوي في الفقه والمختصر لابن الحاجب والمحصل للإمام فخر الدين وفي الفرائض والحساب والجبر والمقابلة وكتاب
النجدة والميل والحاجبية في النحو وتمرين التصريف لابن الحاجب وغير ذلك من كتب الحكمة لابن الخطيب مثل الملخص وغيره وكان ينوب يومئذ للقاضي الشافعي والقاضي الحنفي ويحكم لكل منها بمذهبه وعنده دين وبيده مسبحة كلما خلا من الكلام سبح بها وكان تلا بالسبع على شمس الدين الخابوري والبدر الشاذفي وابن بهرام والكمال الغرناطي وتفقه بقاضي حلب شمس الدين بن بهرام وقاضي حماة شرف الدين واخذ عن ابن مكي علم الكلام وتصدر وأقرأ وتخرج به القراء والفقهاء واشتهر اسمه وكان عاقلا ذكيا صنف شرح الشامل الصغير وشرح التعجيز ومختصر ابن الحاجب والبديع لابن الساعاتي وله نظم في الفرائض وشرحه في مجلد ومصنف المناسك وفي اللغة وشرح الحاوي في الفقه فيما أظن تلا عليه بالسبع محتسب حلب نجم الدين ابن السفاح الحلبي والشيخ علي السرميني وجمال الدين يوسف بن حسن
35

التركماني وأحمد بن يعقوب ولم يكمل وتولى قضاء القضاة الشافعية بحلب سنة ست وثلاثين وسبعمائة ثم طلبه السلطان وطلب ولده فروعهما الحضور قدامه لكلام أغلظة لهما فنزلا مرعوبين ومرضا بالبيمارستان المنصوري بالقاهرة ومات ولده قبله وتوفي هو بعد بيوم أو بيومين وكانت مدة مرضهما دون الجمعة
((عكاشة))
45 - عكاشة بن الأسدي وعكاشة بن محسن بن حرثان بن قيس الأسدي حليف بني أمية أبو محصن كان من فضلاء الصحابة شهد بدا وأبلى فيها بلاء حسنا وانكسر سيفه فأعطاه رسو الله صلى الله عليه وسلم عرجونا أو عودا فاصر في يده سيفا يومئذ وشهد أحدا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في خلافة أبي بكر الصديق يوم بزاخة قتله طليحة بن خويلد الأسدي وقيل ثابت بن اقرم في الردة هذا قول جمهور أهل السير إلا سلميان التيمي فإنه ذكر انه قتل في سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني أسد بن خزيمة فقتله طليحة
وقيل ثابت بن أرقم
وكان يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أربع وأربعين وتوفي بعده بسنة
قال ابن سعد سمعت بعضهم يشدد الكاف وبعضهم يخففها وكان من أجمل الرجال وروى عنه من الصحابة أبو هريرة وابن عباس
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجوه أنه قال يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم فقال عكاشة بن محصن يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال له أنت منهم ودعا له فقام رجل آخر فقال يا رسول الله ادع الله لي سبقك بها عكاشة
قال ابن البر قال بعض أهل العلم كان ذلك الرجل منافقا فأجابه بمعاريض من القول وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يمتع شيئا يسأله إذا قدر عليه
46 - العمى الشاعر عكاشة بن عبد الصمد العمى هو من بني العم ونسبهم كالمدفوع لأنهم نزلوا في بني تميم بالبصرة أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأسلموا وغزوا مع المسلمين فقالت لهم العرب إنكم وإن لم تكونوا من العرب فإخوتنا وبنو عمنا فلقبوا بني العم وفيهم قال الشاعر (من الوافر)
36

* وجدنا آل سامة في لؤي
* كمثل العم بين بني تميم
*
كان عكاشة من فحول الشعراء وكان يهوى جارية لبعض الهاشميين تدعى نعيما وكان لا يراها إلا في الأحيان وربما اجتمع بها مع صديقه حميد بن سعيد أو بسعيد أبيه وهو الصحيح فيشربون وتغنيهم وتنصرف إلى أن قدم قادم من بغداد فاشترى نعيما ورحل بها عن البصرة إلى بغداد فعظم أسف عكاشة وجزعه واستهيم بها طول عمره واستحالت صورته وطبعه وكان ينوح عليها بأشعاره ويبكي
ومن شعره (من الطويل)
* إلا ليت شعري هل يعودن ما مضى
* وهل راجع ما فات من صلة الحبل
*
* وهل أجلسن في مثل مجلسنا الذي
* نعمنا به يوم السعادة بالوصل
*
* عشية صبت لذة الوصل طيبها
* علينا وأفنان الحياة جنى النحل
*
* وقد دار ساقينا بكأس روية
* ترحل أحزان الكئيب مع الغفل
*
* وشجت شمول بالمزاج فطيرت
* كألسنة الحيات خافت من القتل
*
* فبتنا وعين الكأس سح دموعها
* بكل فتى يهتز للمجد كالنصل
*
* وقينتنا كالظبي تحتج بالهوى
* وبث تباريح الفؤاد على رسل
*
* إذا ما حلت بالعود رجع لسانها
* رأيت لسان العود من كفها يملي
*
* فلم أر كاللذات أمطرت الهوى
* ولا مثل يومي ذاك صادفه مثلي
*
ومن شعره (من الطويل)
* وجاءوا إليه بالتمائم والرقى
* وصبوا عليه الماء من شدة المس
*
* وقالوا به من أعين الجن نظرة
* ولو صدقوا قالوا به نظرة الإنس
*
ومنه وهي طويلة منها (من الكامل)
* هذا وكم من مجلس لي مونق
* بين النعيم وبين عيش دان
*
* نازعته أردانه فلبسها
* مع طيبة من عيشنا الفينان
*
* تنسى الحليم من الرجال معاده
* بين الغناء وعودها الحنان
*
37

* حتى يعود كأن حبة قلبه
* مشدودة بمثالث ومثاني
*
* ظلت تغنيني وتعطف كفها
* بالعود بين الراح والريحان
*
* فسمعت ما أبكى وأضحك
* فسكرت من طرب ومن أشجان
*
* ومشيت في لجج الهوى متبخترا
* ومشى إلي اللهو في ألوان
*
* فعلمت أن قد عاد قلبي عائد
* من بين عود مطرب وبنان
*
ومنه من أبيات (من الكامل)
* إذ نحن نسقاها شمولا قرقفا
* تدع الصحيح بعقله مرتابا
*
* حمراء مثل دم الغزال وتارة
* بعد المزاج ثغالها زريابا
*
* من كف جارية كأن بنانها
* من فضة قد قمعت عنابا
*
* تزداد حسنا تأسها في كفها
* ويطيب منها نشرها أحقابا
*
* وإذا المزاج علا فشج جبينها
* بقيت بألسنة المزاج حبابا
*
* وتخال ما جمعت فأحدق سمطه
* بالطوق ربق جنادب ورضابا
*
* والعود متبع غناء خريدة
* غردا يقول كما تقول صوابا
*
* وكأن يمناها إذا نطقت به
* تلقى على يدها الشمال جوابا
*
قال لهم المهدي لما سمع قوله زريابا قد أحسنت وصفها إحسان من شربها واستحققت الحد فقال يا أمير المؤمنين وما يدريك أن قد أحسنت وصفها إن كنت لا تعرفها فقال اغرب قبحك الله وضحك منه
((عكرمة))
47 - القرشي المخزومي عكرمة بن أبي جهل عكرمة بن أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن لؤي القرشي المخزومي كان يكنى أبا الحكم فكناه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جهل فذهبت
38

وكان عكرمة شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية هو وأبوه وكان فارسا مشهورا هرب حين الفتح ولحق باليمن ولحقت به امرأته أم حكيم بنت
الحارث بن هشام فأتت به النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال مرحبا بالراكب المهاجر فأسلم وذلك في سنة ثمان بعد الفتح وحسن إسلامه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه إن عكرمة يأتيكم فإذا رأيتموه فلا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذي الحي
واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حج على هوازن يصدقها ووجهه أبو بكر إلى عمان وكانوا ارتدوا فظهر عليهم ثم وجهه إلى اليمن ثم لزم عكرمة الشام مجاهدا حتى قتل يوم اليرموك وقيل يوم أجنادين وقيل يوم مرج الصفر وكان قد اجتهد في قتال المشركين وقيل إنه استشهد باليرموك عكرمة والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو وأتوا بماء وهم صرعى فتدافعوا كلما دفع إلى رجل منهم يقول اسق فلانا حتى ماتوا ولم يشربوه ولما أسلم قال للرسول صلى الله عليه وسلم والله لا أنزل مقاما قمته لأصد به عن سيبل الله إلا قمت مثله في سبيل الله ولا تركت نفقة كنت أنفقتها لأصد بها عن سبيل لله إلا أنفقت مثلها في سبيل الله ولما مات رضي الله عنه وجد به بضع وسبعون جراحة ما بين طعنة وضربة ورمية وكان إن اجتهد في اليمين قال لا والذي نجاني يوم بدر
48 - أخو أبي بكر عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث أخو أبي بكر سمع أباه وأم سلمة وعبد الله بن عمرو وتوفي سنة ثلاث ومائة وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
49 - عكرمة مولى ابن عباس عكرمة البربري مولى ابن عباس أحد العلماء الربانيين روى عن ابن عباس وعائشة وعلي بن أبي طالب وذلك في سنن النسائي وعن أبي هريرة وعقبة بن عامر وعبد الله بن عمر وأبي سعيد وغيرهم
وقد وثقه ابن معين وغيره
وكان أحمد بن حنبل والبخاري والجمهور يحتجون به وأبو حاتم الرازي يحتج به إذا كان عن ثقة وقيل إن ابن عمر قال لنافع لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن
39

عباس وهذا ضعيف وكذا يروى عن سعيد بن المسيب وقال ابن المديني كان يرى رأي الإباضية رأى نجدة الحروري وقال مصعب الزبيري كان يرى رأي الخوارج
وقيل إنه مات هو وكثير عزة سنة سبع ومائة فما شهد جنازتيهما إلا المدينة فقيل مات أفقه الناس وأشعر الناس
وقد روى له الجماعة وكان عكرمة كثير التطواف والجولان في البلاد العربية دخل خراسان وأصبهان ومصر
وقيل إنه مات بالقيراوان
وعمارة بن حمزة الموصوف بالتيه من أولاده
وقال عبد الله ابن الحارث دخلت على علي بن عبد الله بن عباس وعكرمة موثقا على باب الكنيف فقلت أتفعلون هذا بمولاكم فقال إن هذا مكذوب على أبي وقد قال ابن المسيب لمولاه برد لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس
وكان عكرمة قد أباعه علي بن عبد الله بن عباس على خالد بن يزيد بن معاوية بأربعة آلاف دينار فأتى عكرمة عليا فقال له ما خير لك أتبيع علم أبيك فاستقال خالدا فأقاله فأعتقه علي
50 - شيخ القراء بمكة عكرمة بن سليمان مولى آل شيبة العبدري الحجبي كان أمينا حافظا
قال أبو حاتم صدوق وربما يهم
وقال ابن معين ثقة ثبت
وقال البخاري يضطرب في حديث ابن أبي كثير ولم يكن عنده كتاب
وقال الدارقطني ثقة وتوفي سنة تسع وخمسين ومائة
وروى له الأربعة ومسلم متابعة
العكوك علي بن جبلة العكي المغربي الشاعر اسمه سعيد بن عمر
40

52 - العلاء بن الحضرمي يقال اسم الحضرمي عبد الله بن عمار وقيل عبد الله بن ضمار ويقال غير ذلك حليف بني أمية ولاه النبي صلى الله عليه وسلم البحرين وتوفي وهو عليها فأقره أبو بكر ثم أقره عمر وتوفي سنة أربع عشرة وقيل سنة إحدى وعشرين واستعمل عمر مكانه أبا هريرة
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعثه إلى المنذر بن ساوى ملك البحرين فلما فتحها أقره عليها وهو أول من نقش خاتم الخلافة وأخوه عامر بن الحضرمي قتل يوم بدر كافرا وأخوهما عمرو بن الحضرمي أول قتيل قتل من المشركين قتله مسلم وكان ماله أول مال خمس وكان العلاء بن الحضرمي مجاب الدعوة
عن أبي هريرة قال لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم العلاء بن الحضرمي إلى البحرين رأيت منه ثلاث خصال لا أدري أيتهن أعجب انتهينا إلى شاطئ البحر فقال سموا واقتحموا فسميناه واقتحمنا فما بل الماء إلا أسافل أخفاف إبلنا فلما قفلنا صرنا بعد بفلاة من الأرض ليس معنا ماء فشكونا إليه فصلى ركعتين ثم دعا فإذا سحابة مثل الترس ثم أرخت عزاليها فسقينا واستقينا
ومات بعدها بعثه أبو بكر إلى البحرين لما ارتدت ربيعة فأظفره الله عليهم وأعطوا ما منعوا من الزكاة ومات فدفناه في الرمل فلما سرنا غير بعيد قلنا يجيئ سبع فيأكله فرجعنا فلم نره
وأخته الصعبة بنت الحضرمي كانت تحت أبي سفيان بن حرب فطلقها فخلف عليها عبيد الله بن عثمان التيمي فولدت له طلحة بن عبيد الله وكان له أخ يقال له ميمون هو
صاحب البئر التي بأعلى مكة كان حفرها في الجاهلية
ولما وفد العلاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنشده (من الطويل)
* وحي ذوي الأضغان تسب قلوبهم
* تحية ذي الحسنى فقد ترفع الدغل
*
* وإن دحسوا بالكره فاعف كريهة
* وإن خنسوا عند الحديث فلا تسل
*
* فإن الذي يؤذيك منه سماعه
* وإن الذي قالوا وراءك لم يقل
*
41

وقال النبي صلى الله عليه وسلم إن من الشعر حكما وإن من البيان سحرا
53 - العامري العلاء بن مسروج من بني عامر هو الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قضى في الجنين بغرة يا رسول اله من لا أكل ولا شرب الحديث
54 - الزاهد المصري العلاء بن كثير القرشي المصري الإسكندراني الزاهد كان حسن الصوت بالقرآن فإذا قام بالليل استيقظ له الجيران فخاف الفتنة فدعا الله تعالى فذهب صوته توفي في حدود الخمسين ومائة
55 - الأسدي العلاء بن المسيب بن رافع الأسدي
قال ابن معين ثقة مأمون
توفي في حدود الخمسين ومائة وروى له الجماعة
56 - الرقي العلاء بن هلال بن عمر بن هلال الباهلي الرقي ضعفه أبو حاتم وتوفي بالرقة سنة خمس عشرة ومائتين وروى له النسائي
57 - أبو شبل المدني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب أبو شبل المدني أحد المشاهير ولاؤه للحرقة من جهينة
روى عن أبيه وعن ابن عمر وأنس بن مالك وأبي السائب مولى هشام بن زهرة ومعبد بن كعب بن مالك
قال أبو حاتم ما أنكر من حديثه شيئا
وقال ابن معين ليس حديثه بحجة وقال مرة ليس بالقوي
42

وقال ابن عدي ما أرى بحديثه بأسا
توفي سنة ثمان وثلاثين ومائة وروى له مسلم والأربعة
58 - العطار العلاء بن عبد الجبار العطار مولى الأنصار روى عنه البخاري وروى الترمذي وابن ماجة عن رجل عنه
وتوفي سنة ثنتي عشرة ومائتين
59 - ابن الموصلايا العلاء بن الحسن بن وهب بن الموصلايا أبو سعد البغدادي أحد الكتاب المعروفين الذين يضرب بهم المثل كان نصرانيا فلما رسم الخليفة في رابع عشر صفة سنة أربع وثمانين وأربعمائة بإلزام أهل الذمة بلبس الغيار والتزام ما شرطه عليهم عمر بن الخطاب فهربوا كل مهرب وأسلم أبو غالب الأصباغي وابن الموصلايا صاحب ديوان الإنشاء وابن أخته أبو نصر صاحب الخبر على يدي الخليفة وكان يتولى ديوان الرسائل منذ أيام القائم بأمر الله وناب في الوزارة وأضر آخر عمره وكانت مدة خدمته خمسا وستين سنة كل يوم منها يزيد جاهه وناب في الوزارة وقد أضر مرات
وكان ابن أخته هبة الله بن الحسن يكتب الإنشاءات عنه وإذا حضر وكان كثير الصدقة والخير
ومولده سنة اثنتي عشرة وأربعمائة وتوفي سنة سبع وتسعين وأربعمائة ثاني عشر جمادى الأولى وكان الخليفة قد لقبه أمين الدولة
قال محمد بن عبد الملك الهمذاني ومن قرأ علم السير علم أن الخليفة والملوك لم يثقوا بأحد ثقتهم بأمين الدولة ولا نصحهم أحد نصيحة
ومن شعره (من السريع)
* يا هند رقي لفتى مدنف
* يحسن فيه طلب الأجر
*
* يرعى نجوم الليل حتى يرى
* حل عراها بيد الفجر
*
* ضاق نطاق الصبر عن قلبه
* عند اتساع الخرق في الهجر
*
43

ومنه (من الطويل)
* وكأس كساها الحسن ثوب ملاحة
* فجازت ضياء مشرقا يشبه الشمسا
*
* أضاءت له كف المدير وما درى
* وقد دجت الظلماء أصبح أم أمسى
*
ومنه (من الوافر)
* أقول للائمي في حب ليلى
* وقد ساوى نهار منه ليلا
*
* أقل فما أقلت قط أرض
* محبا جر في الهجران ذيلا
*
ومنه (من الطويل)
* بنفسي وإن عزت وأهلي أهلة
* لنا غرر في الحسن تبدو وأوضاح
*
* نجوم أعاروا النور للبدر عندما
* أغاروا على سرب الملاحة واجتاحوا
*
* فتتضح الأعذار فيه إذا بدوا
* ويفتضح اللاحون فيهم إذا لاحوا
*
* وكرضية عذراء يعذر حبها
* ومن زندها في الدهر تقدح أقداح
*
* إذا جليت في الكأس والليل ما انجلى
* تقابل إصباح لديك ومصباح
*
* يطوف بها ساق لسوق جماله
* نفاق لإفساد الهوى فيه إصلاح
*
* به عجمة في اللفظ تغري بوصله
* وإن كان منه في القطيعة إفصاح
*
* وغرته صبح وطرته دجى
* ومبسمه در وريقته راح
*
* أباح دمي مذ بحت في الحب باسمه
* وبالشجو من قبلي المحبون قد باحوا
*
* وأوعدني بالسوء ظلما ولم يكن
* لإشكال ما يفضي إلى الضيم إيضاح
*
* وكيف أخاف الضيم أو أحذر الردى
* وعوني على الأيام أبلج وضاح
*
* وظل نظام الملك للكسر جابر
* وللضر مناع وللخير مناح
*
60 - المعري أبو العلاء بن أبي الندى بن عمرو وقيل ابن جعفر المعري اشتغل صغيرا بالفقه وكان عديم المثل سمح البديهة والروية شاعرا مجودا فقيها وتوفي في نيف وخمسين وخمسمائة وله حدود خمس وعشرون سنة قال العماد الكاتب ولو عاش كان آية ولم يبق في علم من العلوم غاية وكان في المدرسة النورية بحلب عند العلاء الغزنوي وأورد له (من الكامل)
* من أين كان يا حدق المها
* علم بنفث السحر في عقد النهى
*
44

* أمن غار البان في مهج الورى
* فتكا فأصبح بالقنا متشبها
*
* من كل مياد القوام منعم
* يختال من سكر الشباب ويزدهى
*
* واهي الجفون فلو تكفل جفنه
* فعل الصوارم لاستقل وما وهى
*
* يبدو بوجه كلما قابلته
* أهدى إليك من المحاسن أوجها
*
* كالفضة البيضاء إلا أنه
* يلقاك من ذهب الحياء مموها
*
* فله على القمر المنير فضيلة
* كفضيلة القمر المنير على السها
*
* جم البهاء كأنما جمعت له
* تلك الصفات الغر من شيم البها
*
* البدر يقصر أن أقايسه به
* والشمس تصغر أن أشبهه بها
*
* وظلمت شامخ مجده أن جئته
* عند المديح ممثلا ومشبها
*
ومنها (من الكامل)
* أنت بني الزهراء أهل الحجة الزهراء
* إن فطن المحاور أوسها
*
* فإلام يجحد في البرية حقكم
* قد آن للوسنان أن يتنبها
*
* صنتم ببذل عروضكم أعراضكم
* وصيانة الأعراض في بذل اللهى
*
* ماذا أقول وما لوصف علاكم
* حد ولا لنهائكم من منتهى
*
* منكم بدا الشرف المبين
* جميعه وإلى بهاء الدين بعدكم انتهى
*
وأورد له في المزوجة (من المتقارب)
* وقابضة بعنان النسيم
* تصوفه كيف شاءت هبوبا
*
* فمن حيث شاءت أهبت صبا
* ومن حيث شاءت أهبت جنوبا
*
* تضمخ بالطيب أردانها
* فتهدي لملبسها الطيب طيبا
*
* إذا أقبل القر كانت عدوا
* وإن أقبل القيظ صارت حبيبا
*
وأورد له في غلام مليح ينظر في المرآة (من البسيط)
* نفسي الفداء لساجي الطوف ساحرة
* تحار في وصفه الألباب والفكر
*
* يرنح التيه قدا منه معتدلا
* كالغصن ما شانه طول ولا قصر
*
* بدا لنا فازدهانا صورته
* حتى امترينا لها في أنه بشر
*
45

* وقابلت وجهه مرآته فبدت
* كأنها هالة في وسطها قمر
*
61 - ابن السوادي الكاتب العلاء بن علي بن محمد بن علي أبو الفرج بن السوادي الواسطي الكاتب الشاعر المشهور من بيت حشمة كان أبو الفضل هبة الله بن الفضل القطان قد هجا قاضي القضاة الزينبي بقصيدة أولها (من مجزوء الرمل)
* يا أخي الشرط أملك
* لست للثلب أترك
*
وهي تزيد على مائة بيت مشهورة فأحضر القاضي وصفعه وحبسه مدة ثم بعد ذلك مدح أبو الفرج هذا قاضي القضاء الزينبي لما قدم من واسط فتأخرت عنه جائزته وتردد مرات فما أجدى فكتب إلى صديق لقاضي القضاة (من المديد)
* يا أبا الفتح الهجاء إذا
* إذا جاش صدر منه متسع
*
* وقواي الشعر واثبة
* ولها الشيطان متبع
*
* فاحذروا كافات منحدر
* ما لكم في صفعه طمع
*
فاتصلت بالزينبي فأجازه وأرضاه
توفي سنة ست وخمسين وخمسمائة
ومن شعره (من الكامل)
* أشكو إليك ومن صدورك أشتكي
* وأظن من شغفي بأنك منصفي
*
* وأصد عنك مخافة من أن يرى
* مذك الصدود فيشتفي من يشتفي
*
((الألقاب))
62 - أبو العلاء المعرق اسمه أحمد بن عبد الله أبو العلاء الأسدي اسمه أحمد بن الحسين بن العلائي صلاح الدين خليل بن كيكلدي الشافعي أبو العلاء المعري اسمه علي بن إبراهيم
ابن العلان الحسن بن علي بن علان الواسطي اسمه محمد بن عبيد الله وعز الدين أحمد بن المسلم
ابن علان المسند المسلم بن محمد
63 - العلبائية من الروافض الألباء بن ذراع الدوسي وقيل الأسدي قال ابن أبي الدم كان يفضل عليا على النبي صلى الله عليه وسلم ويزعم أن عليا هو الذي بعث محمدا وكان تارة يذم
46

محمدا لعن الله العلباء وصلى الله على محمد وإنما ذمه لزعمه أن محمدا بعث ليدعو إلى علي فدعا إلى نفسه ومن العلبائية من قال بألهية محمد وعلي جميعا ويقدمون محمدا في الإلهية ويسمون الميمنة ومنهم من يقدم عليا في الإلهية ويسمون العينية ومنهم من قال بإلهية خمسة أشخاص وهم أصحاب الكسا محمد صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين وقالوا فمستهم شيء واحد والروح حالة فيهم بالسوية لا فضل لواحد منهم على الآخر وكرهوا أن يقولوا فاطمة بالهاء فقالوا فاطم وفي ذلك قال بعض شعرائهم (من الطويل)
* فواليت بعد الله في الدين خمسة
* نبيا وسبطيه وشيخا وفاطما
*
الوزير علجة اسمه محمد بن ناصر
((علقمة))
64 - علقمة الليثي علقمة بن وقاص الليثي ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره الواقدي وتوفي في حدود الثمانين للهجرة وروى له الجماعة وله بالمدينة دار في بني ليث
65 - الخزاعي علقمة بن الفغواء الخزاعي كان دليل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك روى عنه ابنه عبد الله وعلقمة أخو عمرو بن الفغواء كان يسكن باب أبي شرحبيل وهي بين ذي خشب والمدينة وكان يأتي المدينة
66 - الحضرمي علقمة بن مرثد بالراء والثاء المثلثة الكوفي الحضرمي أبو الحارث أحد الأئمة روى عن أبي عبد الرحمن السلمي وطارق بن شهاب وعبد الرحمن بن أبي ليلى وسعد بن عبيدة قال أحمد بن حنبل هو ثبت في الحديث
وتوفي سنة عشرين ومائة وروى له الجماعة
67 - النخعي علقمة بن قيس النخعي الكوفي خال إبراهيم النخعي وشيخه
47

أدرك الجاهلية وكان فقيها مقرئا طيب الصوت ثبتا حجة أعرج
توفي سنة اثنتين وستين وروى له الجماعة
68 - النحوي أبو علقمة النميري النحوي قال ياقوت وأراه من أهل واسط أتي أبو علقمة إلى أبي زلازل الحذاء فقال يا حذاء احذ لي هذا النعل فقال وكيف تريد أن احذوها قال خصر نطاقها وغضف معقبها وأقب مقدمها وعرج ونية الذؤبة بحزم دون بلوغ الرصاف وأنحل مخازم خزامها وأوشك في العمل فقال أبو زلازل فتأبط متاعه فقال أبو علقمة إلى أين إلى ابن القرية ليفسر لي ما خفي علي من كلامك
وقال لغلامه يوما خذ من غريمنا هذا كفيلا ومن الكفيل أمينا ومن الأمين زعيما ومن الزعيم عزيما فقال الغلام للغريم مولاي كثير الكلام معك شيء فأرضاه وخلاه فلما انصرف قال يا غلام ما فعل غريمنا قال سقع قال ويلك ما سقع قال بقع قال ويلك ما بقع قال استقلع قال ويلك ما استقلع قال انقلع قال ويلك لم طولت قال منك تعلمت
وركب يوما بغلا فوقف به على أبي عبد الرحمن القرشي فقال يا أبا علقمة إن لبغلك هذا منظرا فهل له مع هذا المنظر من خبر فقال أو ما بلغك خبره قال لا قال خرجت عليه مرة من مصر فقفز بي قفزة إلى فلسطين والثانية إلى الأردن والثالثة إلى دمشق فقال له أبو عبد الرحمن تقدم إلى أهلك بأن يدفنوه معك فلعله يقفز بك الصراط
وجمش امرأة كان يهواها فقال يا خريدة قد كنت أخالك عروبا فإذا أنت نوار مالي أمقك فتسبيني فقالت يا رقيع ما رأيت أحدا يحب أحدا ويشتمه سواك
وقال لأعين الطبيب أمتع الله بك إني أكلت من لحوم هذه الجوازل فطبئت طبأة فأصابني وجع بين الوالبة إلى دألة العنق فلم يزل ينمى حتى خالط الخلب وألمت له الشراسيف فهل عندك دواء فقال له أعين نعم خذ خرقفا وسلقفا وشرقفا فزهزقه ورقرقه واغسله بماء روث واشربه فقال أبو علقمة أعد علي فإني لم أفهم عنك فقال له أعين لعن الله أقلنا إفهاما ويحك وهل فهمت عنك شيئا مما قلت
واستدعى يوما بحجام فقال له لا تعجل حتى أصف لك ولاتكن كامرئ خالف
48

وما أمر به ومال إلى غيره اشدد قصب المحاجم وأرهف ظبة المشاريط وأسرع الوضع وعجل النزع وليكن شرطك وخزا ومصك لهزا ولا تزدن آتيا ولا تكرهن آبيا
فوضع الحجام محاجمه في قفته وقال يا قوم هذا رجل قد ثار به مرار ولا ينبغي أن يخرج دمه في هذا الوقت وانصرف
وقال يوما لغلامه أصعقت العتاريق فقال له الغلام زقفيلم فقال أبو علقمة وما زقفيلم فقال الغلام وما صعقت العتاريق قال قلت لك أصاحت الديوك فقال الغلام وأنا قلت لك لم يصح منها شيء
وكان يوما يسير على بغلة فنظر إلى عبدين حبشي وصقلبي فإذا الحبشي قد ضرب بالصقلبي الأرض وأدخل ركبيتيه في بطنه أصابعه في عينيه وعض أذنيه وضربه بعصا فشجه وأسال دمه فاستشهد الصقلبي بأبي علقمة فقال احمله إلى الأمير فحمله وقال لأبي علقمة اشهد لي فنزل عن بغلته وجلس بين يدي الأمير فقال له بم تشهد يا أبا علقمة فقال أبو علقمة أصلح الله الأمير بينا أنا أسير على كوذني هذا إذ مررت بهذين العبدين فرأيت هذا الأسحم قد مال على هذا الأبقع فمطأه على فدفد ثم ضغطه برضفتيه في أحشائه حتى ظننت أنه يدمج جوفه وجعل يلج بشناتوه في جحمتيه يكاد يفقؤهما وقبض على صنارتيه بمبرمه فكاد يجذهما جذا ثم علاه بمسنأة كانت معه فعجفه بها وهذا أثر الجريال بينا وأنت أمير عادل فقال الأمير والله ما فهمت شيئا مما قلته فقال أبو علقمة قد فهمناك إن فهمت وأعلمناك إن علمت وأديت إليك ما علمت وما أقدر أن أتكلم بالفارسية فجعل الأمير يجهد أن يكشف الكلام ولا يفعل حتى ضاق صدر الوالي فقال للصقلبي أعطني خنجرا فأعطاه فكشف له رأسه فقال له شجنى خمسا وأعفني من شهادة هذا
علقمة الشاعر كان موجودا في سنة سبع وثمانين وأربعمائة وهو من شعراء بدر الجمالي أمير الجيوش قيل إن الشعراء وقفوا بباب بدر المذكور فلم يأذن لأحد منهم وخرج بدر إلى الصيد فخرج علقمة الشاعر في إثره وعمل في عمامته ريش النعام كأنه مظلوم فلما قرب منه أنشده (من الكامل)
* نحن التجار وهذه أعلاقنا
* ذر وجود يمينك المتباع
*
* قلب وفتشها بسمعك إنما
* هي جوهر تختاره الأسماع
*
* كسدت علينا بالشام وكلما
* قل النفاق تعطل الصناع
*
* فأتاك بحملها إليك تجارها
* ومطيها الآمال والأطماع
*
49

* حتى أناضرها ببابك والرجا
* من دونك السمسار والبياع
*
* فوهيت ما لم يعطه في دهره
* هرم ولا كعب ولا القعقاع
*
* يا بدر أقسم لوبك اعتصم الورى
* ولجوا إليك جميعهم ما ضاعوا
*
وكان علي يد بدر بازي فدفعه إلى البازدار وقبض على يد علقمة وانفرد به عن الجيش وجعل يستنشده الأبيات ويرددها حتى عاد إلى مجلسه ثم التفت إلى غلمانه وخاصته وقال من أحبني فليخلع عليه قال علقمة فوالله لقد خرجت من عنده ومعي سبعون وقر بغل من الخلع وأمر لي بعشرة آلاف درهم فقلت لمن ببابه من الشعراء يا متخلفين الحقوني إلى منزلي فلحقوني فما منهم إلا من خلعت عليه وأعطيته من جائزتي
69 - الألقاب ابن العلقمي الوزير مؤيد الدين اسمه محمد بن محمد بن علي
ولد عز الدين ابن العلقمي اسمه محمد بن محمد بن محمد ثلاثة ابن علقمة البلنسي عبد الله بن معد بن مالك عبد الرحمن بن أحمد علم الرؤساء أبو القاسم المصري كاتب الإنشاء اسمه عبد الرحمن بن هبة الله علم السنة عتيق بن عبد الله البكري علم الأدب محمد بن حرب
((علوان))
70 - الأسدي الضرير علوان بن علي بن مطارد الأسدي الضرير سمع منه سلمان الشحام في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين وخمسمائة
ومن شعره (من الطويل)
* أوجهك أم شمس النهار أم بدر
* وثغرك أم در وريقك أم خمر؟!
*
* وقدك أم غصن ترنحه الصبا
* وغنج أراه حشو جفنك أم سحر؟!
*
* تبدى لنا والليل حلق جرانه
* فعاد نهارا قبل أن يطلع الفجر
*
* أعاذلتي ما أقتل الحب للفتى
* إذا كان من يهواه شيمته الغدر
*
* ويا معشر العشاق ما أعجب
* الهوى يرى مرة عذبا وأعذبه مر
*
50

* ولم أنس حالي يوم زمت ركابهم
* أقام بجسمي الضر وارتحل الصبر
*
* فما للنوي لا ألف الله شملها
* وما لغراب البين لا ضمه وكر
*
* وليل كيوم الحشر معتكر الدجا
* طويل المدى لا يتسبين له فجر
*
* أراعي نجوما ليس يلغى زوالها
* ولا مؤنس إلا الستهد والفكر
*
* أرى أسهم الأيام تقصد مهجتي
* كأن صدوق الدهر عندي لها وتر
*
* ألا أيها الدهر المكدر عيشتي
* رويدك مثلي لا يروعه ذعر
*
* أتحسب أن ألقى لغدرك ضارعا
* فإني وفخر الدين لي في الورى ذخر
* نعوم
ومنه في غلام أسود (من السريع)
* سواد عيني فذا أسود
* في داخل القلب له نقطه
*
* البدر ما استكمل في حسنه
* حتى اكتسى من كونه خطه
*
* مخطط بالحسن لكنما
* قلبي من الخطة في خطه
*
((علوي))
71 - علوي الباز الأشهب الحلبي علوي بن عبد الله بن عبيد الشاعر الحلبي المعروف بالباز الأشهب كان أديبا متفننا مليح الإيراد للشعر توفي سنة ست وتسعين وخمسمائة ببغداد
ومن شعره (من الطويل)
* سل البانة الغناء وهل مطر الحمى
* وهل أن للورقاء أنه تترنما
*
* هو عذبات الرند نبهها الصبا
* لذكر الصبى فقد كن نوما
*
* وإن تكن الأيام قصت جناحها
* فقد طالما مدت بنانا ومعصما
*
* بكتها الغوادي رحمة فتفست
* وأعطت رياض الحزن سرا مكتما
*
* وشقت ثيابا كن سترا لأمرها
* فلما رآها الأقحوان تبسما
*
* خليلي هل من سامع ما أقوله
* فقد منع الجهال أن أتكلما
*
51

* عرفت المعالي قبل تعرف نفسها
* ولا سفرت وجها ولا فغرت فما
*
* وأوردتها ماء البلاغة منطقا
* فصارت لجيد الدهر عقدا منظما
*
* وكانت تناجي بألسن حالها
* فأدرك سر الوحي منها توهما
*
* فما لليالي لا تقر بأني
* خلقت لها منها بدورا وأنجما
*
* ورب جهول قال لو كان صادقا
* لأمكنت الأيام أن يتقدما
*
* ولم يدر أني لو أشاء حويتها
* ولكن صرفت النفس عنها تكرما
*
* أبى الله أن ألقى بخيلا بمدحه
* وقد جعل الشكوى إلى المدح سلما
*
* إذا المرء لم يحكم على النفس قادرا
* يمت غير مأجور ويحيا مذمما
*
* سلام على الماء الذي طاب موردا
* وإن صيرته وقفة الذل علقما
*
* فقد كنت لا أبغي سوى العز مطمعا
* ولا أرتضي ماء ولو بلغ الظما
*
* وكنت متى مثلت للنفس حاجة
* أرى وجه إعراضي ولو كن أينما
*
* وأحسب أن الشيب غير حالتي
* وصير حل الغانيات محرما
*
72 - المغني علوية المغني اسمه علي بن عبد الله بن سيف يأتي ذكره في موضعه إن شاء الله ابن العلوية الصوفي محمد بن محمود بن العلاف هبة الله بن الحسن
((الألقاب))
عطاء السندي أفلح بن يسار ابن عطاء الله أحمد بن محمد بن عبد الكريم العطار جماعة منهم بدر الدين العطار المسند اسمه أحمد بن شيبان كمال الدين الكاتب أحمد بن محمود علاء الدين بن العطار الشافعي علي بن إبراهيم العطار الحافظ الحسن بن أحمد بن العطار البغدادي منصور بن نصر العطار المالكي محمد بن أحمد
73 - ابن حاجب التميمي عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس التميمي وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من وجوه قومه فيهم الأقرع بن حابس والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم وعمرو بن الأهتم والحباب بن يزيد وغيرهم وأسلموا وذلك سنة تسع وكان سيدا في قومه زعيما وقيل إنما قدموا سنة عشر والأول أصح
52

العطاردي اسمه أحمد بن عبد الجبار العطاردي علي بن محمد العطاردي أحمد بن محمد بن غالب
74 - أبو سعيد الآلسي المؤيد عطاف بن محمد بن علي بن أحمد أبو سعيد الآلسي الشاعر باللام والسين المهملة المعروف بالمؤيد ولد بآلس قرية بقرب الحديثة سنة أربع وتسعين وأربعمائة وتوفي سنة سبع وخمسين وخمسمائة وكان قد نشأ بدجيل ودخل بغداد وصار جاويشا في أيام المسترشد ونظم الشعر وعرف به ومدح وهجا ولجأ إلى خدمة السلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه وتفسح في ذكر الإمام المقتفى وأصحابه بما لا ينبغي فقبض عليه وسجن بعدما كان أثرى واقتنى عقارا وأملاكا وأقام في السجن
عشر سنين إلى أن عشا بصره من ظلمة المطهورة واخرج في زمان المستنجد وكان زيه زي الأجناد ثم سافر إلى الموصل وتوفي بعد خروجه بثلاث سنين وكان قبل موت المقتفى بسنة عرض المؤيد قصة فوقع المقتفى عليه يفرج عن هذا وكن ضاحي نهار فأفرج عنه ومضى إلى بيته فاجتمع بزوجته وبرز العصر توقيع الخليفة ينكر الإفراج عنه وتقدم بالقبض على صاحب الخبر فإنه الذي عرض القصة وأعيد بعد العصر إلى المطهورة وجاءه ولد يدعى محمدا كان قد علقت به امرأته منه عند حضوره إليها في ذلك اليوم من الحبس وقد تقدم ذكر ولده محمد بن المؤيد في المحمدين
ومن شعره (من الطويل)
* لعتبة من قلبي طريف وتالد
* وعتبة لي حتى الممات حبيب
*
* وعتبة أقضى منيتي وأعز من
* علي وأشهى من إليه أثوب
*
* غلامية الأعطاف تهتز للصبا
* كما اهتز في ريح الشمال قضيب
*
* تعلقتها طفلا صغيرا ويافعا
* كبيرا وها رأسي بها سيشيب
*
* وصيرتها ديني ودنياي لا أرى
* سوى حبها إني إذا لمصيب
*
* وقد أخلقت أيدي الحوادث جدتي
* وثوب الهوى ضافى الدروع قشيب
*
* سقى عهدها صوب العهاد بجوده
* ملث كتيار الفرات سكوب
*
* وليتنا والعرب ملق جرانه
* وعود الهوى داني القطوف رطيب
*
53

* ونحن كأمثال الثريا يضمنا
* رداء على ضيق المكان رحيب
*
* إلى أن تقضى الليل وامتد فجره
* وعاود قلبي للفراق وجيب
*
* فيا ليت دهري كان ليلا جميعه
* وإن لم يكن لي فيه منك نصيب
*
* أحبك حتى يبعث الله خلقه
* ولي منك في يوم الحساب حسيب
*
* وألهج بالتذكار باسمك دائما
* وإني إذا سميت لي لطروب
*
* فلو كان ذنبي أن أديم لودكم
* حياتي بذكراكم فلست أتوب
*
* إذا حضرت هاجت وساوس مهجتي
* وتزداد بي الأشواق حين تغيب
*
* فوا أسفا لا في الدنو ولا النوى
* أرى عيشتي يا عتب منك تطيب
*
* بقلبي من حبيك نار وجنة
* ولي منك داء قاتل وطبيب
*
* فأنت التي لولاك ما بت ساهرا
* ولا عاودتني زفرة ونحيب
*
ومنه (من البسيط)
* لنا صديق يغر الأصدقاء ولا
* نراه مذ كان في ود له صدقا
*
* كأنه البحر طول الدهر تركبه
* وليس تأمن منه الخوف والغرقا
*
75 - المغني ابن عطايا شرف الدين محمد بن عبد القادر عطود مولى الأنصار وقيل مولى مزينة أبو هارون كان ينزل قباء وكان حسن الوجه طيب الغناء والصوت جيد الصنعة حسن الوجه والمروءة فقيها قارئا يغني مرتجلا أدرك دولة بني أمية وبقي إلى أول أيام الرشيد وكان معدل الشهادة بالمدينة وكان أيام بني العباس منقطعا إلى سليمان بن عجل وتوفي في خلافة المهدي أو في أول خلافة الرشيد
((عطية))
76 - القرظي عطية القرظي له صحبة ورواية قليلة توفي في حدود السبعين للهجرة وروى له الأربعة
وقال ابن عبد البر لا أقف على اسم أبيه كان من سبي قريظة ووجد يومئذ لم
54

ينبت فخلي سبيله
روى عنه مجاهدة وعبد الملك بن عمير وكثير بن السائب إلا أنه ليس في حديث السائب تصريح باسمه
7773 - السعدي عطية بن عرفة السعدي ويقال له ابن عامر أبو محمد روى عنه أهل اليمن وأهل الشام وهو جد عروة بن محمد بن عطية أتى في أناس من بني سعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أصغرهم فخلفوه في رجالهم ثم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى حوائجهم ثم قال هل بقي منكم أحد قالوا يا رسول الله غلام منا خلفناه في رحالنا فأمرهم أن يبعثوا به إليه فأتاه فقال له ما أغناك الله فلا تسأل الناس شيئا فإن اليد العليا هي المنطية وإن اليد السفلى هي المنطاة وإن مال الله مسؤول ومنطي فكلمه بلغته
وتوفي في حدود الثمانين للهجرة وروى له أبو داود والترمذي وابن ماجة
78 - المازني عطية بن يسر المازني أخو عبد الله بن بسر ولهما صحبة توفي في حدود الثمانين للهجرة روى عنه مكحول حديث عكاف بن وداعة وروى له ابن ماجة
79 - ابن قيس المذبوح عطية بن قيس المذبوح قرأ القرآن على أم الدرداء وأرسل عن أبي بن كعب وحدث عن معاوية وعبد الله بن عمرو وجماعة من الصحابة قال غزوت فارسا زمن معاوية فبلغ نفلي مائتي دينار
وقال أبو مسهر مولد عطية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم سنة سبع ومات سنة إحدى وعشرين ومائة وكذا رواه جماعة عن أبي مسهر
وقيل توفي سنة عشر ومائة وروى له مسلم والأربعة
80 - العوفي الكوفي عطية بن سعد بن جنادة أبو الحسن العوفي الكوفي روى
55

عن ابن عباس وأبي سعيد الخدري قال أبو حاتم ضعيف يكتب حديثه وكذا ضعفه غير واحد
قيل إن الحجاج ضربه أربعمائة سوط على أن يلعن عليا فلم يفعل وكان شيعيا
توفي سنة إحدى عشرة ومائة وروى له أبو داود والترمذي وابن ماجة
81 - أبو محمد الأندلسي عطية بن سعيد بن عبد الله أبو محمد الأندلسي كان عارفا بأسماء الرجال وكان يجوز السماع فلذلك كان المغارية يتحامونه توفي سنة سبع وأربعمائة
82 - ابن الأذخان عطية بن علي بن عطية بن علي بن الحسن بن يوسف القرشي الطبني القيرواني أبو الفضل المعروف بابن الأذخان بالذال والخاء المعجمتين جاور بمكة مع والده سنين وسمع من عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد الطبري وقدم بغداد وكان أديبا وتوفي سنة ثلاث وستين وخمسمائة
ومن شعره (من مجزوء الكامل)
* يا من تبرقع بالجمال
* فغض أبصار الأنام
*
* يا من أباح مهجتي
* بصدوده نار الغرام
*
* رفقا بقلب متيم
* أو ردته حوض الحمام
*
* ألحاظ أنباء الملوك
* أشد من وقع السهام
*
ومنه (من السريع)
* قالوا وانكسفت شمسه
* وما دروا عذر عزاريه
*
* مرآة خديه جلاها الصبا
* فبان فيها في صدغيه
*
83 - جمال الدين بن عطية بن إسماعيل بن عبد الوهاب بن محمد بن عطية بن مسلم بن رجاء اللخمي الإسكندراني المالكي العدل الكبير جمال الدين أبو الماضي بن مكين الدين توفي في ذو الحجة سنة أربع عشرة وسبعمائة وقد زاد على الثمانين
56

أشهرا سمع كرامات الأولياء من مظفر بن عبد القوي وتفرد بذلك وكان والده من أصحاب الصفراوي وجده روى عن الحافظ ابن المفضل وجدهم عطية أخو أحمد يروى عن أبي بكر الطرطوشي
84 - الكوفي أبو عطية الواعي الكوفي روى عن ابن مسعود وعائشة وتوفي قبل الثمانين للهجرة وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
((الألقاب))
ابن عطية الشاعر اسمه محمد بن أحمد
ابن عطية المفسر عبد الحق بن غالب سبطه عبد الحق بن محمد
ابن العظيمي المؤرخ اسمه محمد بن علي
عفان الباهلي قاضي جرجان
عفان بن سيار الباهلي قاضي جرجان توفي سنة إحدى وثمانين ومائة وروى له النسائي
((عفان))
85 - أبو عثمان الأنصاري عفان بن مسلم بن عبد الله مولى عزرة بن ثابت الأنصاري ولد سنة أربع وثلاثين ومائة تقريبا وتوفي سنة عشرين ومائتين
هو أبو عثمان البصري الصفار الحافظ نزيل بغداد روى عنه البخاري وروى الباقون عن رجل عنه وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وابن المديني وابن معين والفلاس وأبو بكر بن أبي شيبة والذهلي وغيرهم
قال العجلي بصري ثقة ثبت صاحب سنة وكان أول من امتحن من الناس بالقول بخلق القرآن عفان هذا فامتنع وكان يجري عليه في الشهر ألف درهم فقطع ذلك عنه قال أشهر وأوثق من أن يقال فيه شيء ولا أعلم له إلا أحاديث مراسيل
57

((عفير))
86 - عفير بن معدان أبو عائذ الحمصي المؤذن
قال أبو داود صالح ضعيف الحديث وقال ابن معين ليس بشيء
توفي سنة ست وستين ومائة وروى له الترمذي وابن ماجة
ابن عفير سعيد بن عفير
((عفيف الكندي))
87 - عفيف بن قيس بن معد يكرب الكندي
يقال إن عفيفا الكندي الذي له صحبة غير عفيف بن معدي الذي يروى عن عمر وقيل إنهما واحد ولا يختلف أن الكندي له صحبة روى عنه ابناه يحيى وإياس
قال عفيف كنت رجلا فقدمت الحج فأتيت العباس بن عبد المطلب فوالله إني لعنده يوما إذ خرج رجل من خباء قريب منه فنظر إلى السماء فلما رأى الشمس مالت قام يصلي ثم خرجت امرأة من ذلك الخباء الذي خرج منه ذلك الرجل فقامت تصلي خلفه فقلت للعباس ما هذا يا أبا الفضل قال هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي فقلت من هذه المرأة قال خديجة بنت خويلد زوجته ثم خرج غلام حين راهق الحلم من ذلك الخباء فقام يصلي معه فقلت من هذا الفتى قال هذا علي بن أبي طالب ابن عمه قلت فما هذا الذي يصنع قال يصلي يزعم أنه نبي ولم يتبعه على أمره إلا امرأته وابن عمه هذا الفتى وهو يزعم أنه سيفتح كنوز كسرى وقيصر وكان عفيف يقول بعدها أسلم وحسن إسلامه ولو كان الله رزقني الإسلام حينئذ كنت ثانيا من علي بن أبي طالب
88 - البصري الفقيه عفيف بن سالم البجلي مولاهم البصري رحل وطوف في
58

طلب العلم وثقه أبو حاتم وغيره وهو أحد علماء الموصل وتوفي سنة ثلاث وثمانين ومائة
89 - اليهودي الحلبي الطبيب عفيف بن عبد القادر بن سكرة اليهودي الحلبي الطبيب كان عارفا بالطب مشهورا بالعمل وجودة النظر وله أولاد أكثرهم اشتغل بالطب ومقامهم بحلب وله من الكتب مقالة في القولنح
90 - عفيفة الفارفانية عفيفة بنت أبي بكر بن أحمد بن عبد الله بن محمد أم هانئ الفارفانية بفائين الأصبهانية شيخة معمرة مشهورة ولدت سنة ست عشرة وخمسمائة وتوفيت سنة ست وستمائة
عفيفة بنت محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد المجيد المصري أم الحياء الواعظة البغدادية سمعت أبا الوقت وابن البطي قال محب الدين بن النجار كتبنا عنها وكانت امرأة صالحة فاضلة صادقة وتوفيت سنة ثمان وستمائة
ابن عفير المغربي الشاعر اسمه سعد السعود بن أحمد
العفيف التلمساني اسمه سليمان بن علي وولده شمس الدين محمد
((عقبة))
91 - عقبة بن أبي معيط أبان بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وأم عقبة آمنة بنت كليب بن ربيعة وعقبة هذا عدو رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال عروة بن الزبير سألت عبد الله بن عمر عن أشد ما صنعه المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما هو صلى الله عليه وسلم يصلي في حجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى أخذ بمنكبه فدفعه عنه وقال أتقتلون رجلا أن
يقول ربي الله ولما كان يوم بدر أسر عقبة فقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم صبرا فقال له وقد أمر فيه بذلك يا محمد أنا خاصة من قريش قال نعم قال فمن للصبية بعدي قال النار فلذلك يسمى صبية العيط بن أبي معيط صبية النار
59

واختلف في قاتله فقيل علي بن أبي طالب ضرب عنقه وعنق النضر بن الحارث
وقيل قاتل عقبة هو عاصم بن ثابت الأنصاري
92 - النوفلي عقبة بن الحارث بن عامر النوفلي أسلم يوم الفتح وتوفي في حدود السبعين وروى له البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وهو حجازي مكي
قال الزبير هو الذي قتل خبيب بن عدي له حديث واحد ما حفظ له غيره في شهادة امرأة على الرضاع روى عنه عبيد بن أبي مريم وابن أبي مليكة وكنيته أبو سروعة وقيل سروعة أخوه
93 - أمير الغرب عقبة بن نافع بن عبد قيس الفهري ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن عبد البر لا تصح له صحبة وهو ابن خالة عمرو بن العاص ولاه عمرو بن العاص إفريقية هو على مصر فانتهى إلى لواته وزناته فأطاعوا ثم كفروا فغزاهم من سنته وقتل وسبى سنة إحدى وأربعين
وفتح سنة ثلاث وأربعين كورا من كور السوادان وافتتح عامة بلاد البربر هو الذي اختط القيروان زمن معاوية
قال ابن عبد البر فالقيروان اليوم حيث اختطها عقبة بن نافع بموضع يدعى اليوم القرن فنهض إليه عقبة فلم يعجبه فركب بالناس إلى موضع القيروان اليوم وكان واديا كثير الأشجار غيضه مأوى الوحوش والحيات فأمر بقلع ذلك وحرقه واختط القيراون وأمر الناس بالبنيان
وقال عبد الرحمن بن حاطب لما افتتح عقبة بن نافع إفريقيا وقف على القيروان فقال يا أهل الوادي أنا حالون إن شاء الله فظعنوا ثلاث مرات قال فما رأينا حجرا ولا شجرا إلا وتخرج من تحته حية أو دابة حتى هبطن بطن الوادي ثم قال انزلوا باسم الله
وقتل عقبة سنة ثلاث وستين بعد أن غزا سوس القصوى قتله ابن ملزم الأوروبي وقتل معه أبا المهاجر دينارا وكان كسيلة نصرانيا ثم قتل كسيلة في ذلك العام أو فيما يليه زهير بن قيس البلوي ويقولون إن عقبة كان مجاب الدعوة
60

7790 - المهاجري الأنصاري عقبة بن وهب بن كلدة الغطفاني شهد العقبتين وبدرا قال ابن إسحاق وكان أو من أسلم من الأنصار لأنه كان حليف بن سليم بن غنم بن عوف بن الخزرج ولحق برسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وخرج مهاجرا مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقال له مهاجري أنصاري وقيل إنه الذي نزع الحلقتين من وجنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل إن الذي نزعهما أو عبيدة بن الجراح
عقبة بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق الأنصاري شهد بدرا هو وأخوه سعد بن عثمان
قال ابن إسحاق وقد كان الناس انهزموا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حتى انتهى بعضهم إلى المنقى دون الأعوض وفر عثمان بن عفان وعقبة بن عثمان وسعد بن عثمان أخوان من الأنصار حتى بلغ الجبل مما يلي الأعوض فأقاموا به ثلاثا ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد ذهبتم بها عريضة
95 - أبو مسعود البدري عقبة بن عمرو بن ثعلبة أبو مسعود الأنصاري مشهور بكنيته وكان يسكن بدرا فقيل له البدري ولم يشهد بدرا وهو قول ابن إسحاق وموسى بن عقبة وقالت طائفة شهد بدرا وذكره البخاري في البدريين ولا يصح شهوده بدرا واستخلفه علي يوم خروجه إلى صفين
وتوفي سنة إحدى أو اثنتين وأربعين للهجرة
96 - الأزدي البصري عقبة بن صهبان الأزدي البصري روى عن عائشة وعثمان وتوفي في حدود الثمانين للهجرة وروى له البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة
61

97 - الجهني الصحابي عقبة بن عامر أبو حماد الجهني صحابي مشهور ولي مصر لمعاوية وكان كاتبا قارئا له هجرة وسابقة وله مصحف مشهور كتبه بيده
توفي سنة ثمان وخمسين للهجرة وروى له الجماعة وروى عن من الصحابة جابر وابن عباس وأبو أمامة ومسلمة بن مخلد ورواته من التابعين كثيرون وفي كنيته خلاف كثير
98 - الأزدي العوذي عقبة بن عبد الغافر الأزدي العوذي روى عن أبي سعيد الخدري وعبد الله بن مغفل وتوفي في حدود التسعين وروى له البخاري ومسلم والترمذي
99 - السكوني عقبة بن خالد السكوني توفي سنة ثمان وثمانين ومائة وروى له الجماعة
عقبة بن مكرم بن أفلح توفي في حدود الخمسين ومائتين روى عنه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة وبقي بن مخلد وغيرهم
أبو خريم الباهلي عقبة بن الصهباء أبو خريم الباهلي مولاهم البصري وثقه ابن معين وقال ابن حنبل صالح الحديث ولم يخرجوا له شيئا
توفي سنة ست وثلاثين ومائة
101 - الرفاعي الأصم عقبة بن عبد الله الرفاعي الأصم ضعيف توفي سنة ست وستين ومائة وروى له الترمذي
102 - المعافري عقبة بن نافع المعافري شيخ الإسكندرية وفقيهها توفي سنة ست
62

وستين ومائة
((الألقاب))
ابن عقبة الحافظ أحمد بن محمد بن سعيد
العقرب الغرناطي الشاعر اسمه محمد بن شيبة
ابن عقبة صدر الدين إبراهيم بن أحمد
ابن العقيقي اسمه أحمد بن الحسين
ابن العقيب نور الدين علي بن أحمد
((عقيل))
103 - أخو علي بن أبي طالب عقيل بن أبي طالب أبو يزيد الهاشمي أخو علي رضي الله عنه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا يزيد إني أحبك حبين حبا لقرابتك مني وحبا لما كنت أعلم من حب عمي إياك
قدم البصرة ثم أتى الكوفة ثم الشام وتوفي في خلافة معاوية وله دار بالمدينة مذكورة وكان قد أخرج إلى بدر مكرها ففداه عمه العباس ثم أتى مسلما قبل الحديبية وشهد غزوة مؤتة وكان أسن من أخيه جعفر بعشر سنين وكان جعفر أسن من علي بعشر سنين وكان عقيل أنسب قريش وأعلمهم بأيامهم ولكنه كان يعد مساوئهم وكانت له طنفسة تطرح في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عليها ويجتمع إليه في علم النسب وأيام العرب وكان أسرع الناس جوابا وأحضرهم مراجعة في القول وأبلغهم في ذلك وكان الذين يتحاكم إليهم ويوقف عند قولهم في علم النسب أربعة عقيل بن أبي طالب ومخرمة بن نوفل الزهري وأبا جهم بن حذيفة العدوي وخويطب بن عبد العزي العامري وعقيل أكثرهم ذكرا لمثالب قريش فعادوه لذلك وقالوا فيه الباطل ونسبوه إلى الحمقى واختلفوا عليه أحاديث مزورة وكان مما أعانهم عليه في ذلك مغاضبته لأخيه علي وخروجه إلى معاوية وإقامته معه وقال معاوية يوما ما بحضرته هذا أبو زيد لولا علمه بأني خير له من أخيه لما أقام عندنا وتركه فقال عقيل أخي خير لي في ديني
63

وأنت خير لي في دنياي وقد أثرت دنيا وأسأل الله خاتمة خير
وكان عقيل لما التحق بمعاوية بالغ معاوية في بره وإكرامه إرغاما لعلي رضي الله عنه فلما قتل علي واستقل معاوية بالأمر ثقل عليه أمر عقيل فكان يسمعه ما يكره لينصرف عنه فبينما هو يوما في المسجد حفل بأعيان الشام إذ قال معاوية أترون أبا لهب الذي أنزل الله في حقه * (تبت يدا أبي لهب) * المسد 1 من هو فقال أهل الشام لا فقال معاوي هو عم هذا وأشار إلى عقيل فقال عقيل أتعرفون امرأته التي قال الله في حقها * (وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد) * من هي فقالوا هذا قال هي عمة هذا وأشار إلى معاوية وكانت عمته أم جميل بنت حرب بن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف زوجة أبي لهب عبد العزى
وتوفي في حدود الخمسين وشهد غزوة مؤتة وروى النسائي وابن ماجة و ما أحسن قول محمد بن شرف القيرواني (من الوافر)
* وجدت الناس أكثرهم طلوا
* فلم أطل الوقوف على الطلول
*
* ترى ما شئت منهم من قول
* ولكن رب ذي قول فعول
*
* وتسمع منهم ما لا تراه
* كسامع ضربة السيف الكليل
*
* فمن بسواك باعك فاغن عنه
* كما استغنى علي عن عقيل
*
104 - أبو حكيم المزني عقيل بن مقرن أبو حكين المزني أخو النعمان بن مقرن وسويد ومعقل وكانوا سبعة بنو مقرن كلهم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه وسيأتي ذلك في ذكر النعمان وكان عقيل ممن نزل الكوفة
105 - أبو خالد الأيلي عقيل بن خالد بن عقيل الأيلي مولى عثمان بن عفان روى عن أبيه وعمه زيادة وعراك والقاسم ين محمد وعكرمة وسالم بن عبد الله وكان إماما حافظا ثبتا ثقة لازم الزهري سفرا وحضرا وتوفي سنة أربع وأربعين ومائة روى له الجماعة وعقيل هذا بضم العين وفتح القاف
106 - المري عقيل بن علفة بن الحارث بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع
64

ينتهي إلى قيس بن غيلان بن مضر أبو العلمس وأبو الجرباء وأمه عمرة العوراء بنت الحارث بن عوف بن أبي حارثة كان شاعرا مجيدا فصيحا مقدما من شعراء الدولة
الأموية وكان أعرج حافيا شديد الهوج والغجرية والبزخ بنسبة في بني مرة لا يرى أن له كفؤا في بيته وكانت قريش ترغب في مصاهرته تزوج إليه حلفاؤها وأشرافها تزوج يزيد بن عبد الملك ابنته الجرباء وولدت ليزيد ابنا درج وتزوج بنته عمرة سلمة بن عبد الله بن المغيرة فولدت له يعقوب بن سلمة وتزوج ابنته أم عمرو ثلاثة نفر من بني الحكم ابن أبي العاص يحيى والحارث وخالد
وكان لعقيل جار من بني سلامان فخطب إليه ابنته فغضب عقيل وأخذ السلاماني فكتفه وده استه بشحم وألقاه في قرية النمل فأكلت خصييه حتى ورم جسده ثم حله وقال يخطب إلى عبد الملك وتجترى أنت علي
وقال له عمر بن عبد العزيز تخرج إلى أقاضي البلاد وتدع بناتك في الصحراء لا كالئ لهن والناس ينسبونك إلى المغيرة وتأبى أن تزوج الأكفاء فقال إني أستعين عليهن نخلتين تكلؤهن فأستعنى عن سواهما قال وما هما قال العرى والجوع
وغدا عقيل يوما على أفراس له عند بيوته فأطلقتها ثم رجع وإذا بنوه مع بناته وإنهم مجتمعون فشد على عملس ابنه فحاد عنه وتعنى ابن علفة (من الطويل)
* قضي يا ابنة المري أسألك ما الذي
* تريدين فيما كنت منيتنا قبل
*
* تخبرك إن لم تنجزي الوعد أننا
* ذو دخلة لم يبق بينهما وصل
*
* فإن شئت كان الصرم منا سجية
* وإن شئت لا يفتى التكارم والبذل
*
فقال عقيل يا ابن اللخناء مني تشك نفسك هذا وشد عليه بالسيف وكان عملس أخاه لأمه فحال بينه وبينه فشد على عملس بالسيف وترك علفة لا يلتفت إليه فرماه بسهم فأصاب ركبتيه فسقط عقيل وجعل يتمعك في دمه ويقول (من الرجز)
* إن بني سربلوني بالدم
* من يلق أبطال الرجال يكلم
*
* ومن يكن ذا أود يقوم
* سنشنة أعرفها من أقدم
*
وأقسم لا يساكن بنيه فاحتمل وخرج إلى الشام فلما استوى على ناقته أطلال بكت ابنته الجرباء وحنت ناقته فقال (من الطويل)
65

* ألم تريا أطلال حنت وشاقها
* تفرقنا يوم الحبيب على ظهر
*
* وأسبل من جرباء دمع كأنه
* جمان أضاع السلك أجرته في سطر
*
* لعمرك إني يوم أغدو وعملسا
* لكالمنتزي في حتفه وهو لا يدري
*
* وإني لأسقيه غبوقي وإنني
* لغرثان منهول الذراعين والنحر
*
ولما تزوج يزيد بن عبد الملك ابنة عقيل ولدت منه ابنا ففرح به يزيد ونحله وأعطاه فمات الصبي فورثته أمه بحق الثلث ثم مات أمه فورثها زوجها وأبوها فكتب يزيد إلى
عقيل أن ابنك وبنتك قد هلكا وقد حسبت ميراثك منهما فوجدته عشرة آلاف دينار فهلم فاقبضه فقال إن مصيبتي يا بني وبنتي شغلني عن المال وطلبه فلا حاجة لي في ميراثهما وقد رأيت عندك فرسا سبقت عليه الناس فأعطينه أجعله فحلا لخيلي فبعث إليه يزيد بالفرس
107 - البندنيجي العروضي عقيل بن الحسين بن جعفر بن أحمد أبو سعد الهمذاني من أهل البندنيجيين كان أديبا فاضلا شاعرا حسن المعرفة بالعروض والقوافي روى عنه أبو البركات ابن السقطي في معجم شيوخه قال عقيل رأيت قس بن ساعدة في النوم على نهر البندنيجيين وهو على جمل أو ورقه كما يحكي يغط الناس فتقدمت إليه وأخذت بزمام الجمل وقلت يا قس سل ربك أن يغفر لي فقال أنا فقير لما سألت فاعمل لما أملت أما وبارئ النسيم إن المنهج لقيم توبوا إلى الله خير متاب تدخلوا الجنة بغير حساب
108 - أبو عقيل الحنبلي عقيل بن علي بن عقيل بن محمد بن عقيل أبو الحسن ابن أبيس الوفاء الفقيه الحنبلي البغدادي
تفقه على والده وتكلم في مجلس المناظرة وقرأ الأدب وقال الشعر وكتب الخط المليح وسمع من هبة الله ابن عبد الرزاق الأنصاري وعلي بن الحسين بن أيوب البزاز وغيرهما
وتوفي شابا في حياة والده سنة إحدى وثمانين وأربعمائة وصبر والده صبرا
66

عظيما ولم يغير هيئته وصلى عليه بجنان ثابت وجاء إليه وهو ملفوف في أكفانه لا يبين منه إلا وجهه فأكب عليه فقبله وقال يا بني استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه الرب خير لك من الأب
ثم مضى وقال لولا أن القلوب توقن باجتماع ثان لتفطرن المرائر لفراق المحبوبين وكان يقول سبحان من يقتل أولادنا ونحبه
ومن شعر أبي الحسن المذكور (من المديد)
* شاقة والشوق من غيره
* طلل عاف سوى أثره
*
* مقفر إلا معالمه
* واكف بالودق من مطره
*
* فانثنى والدمع منهمل
* كانسلال السلك عن درره
*
* طاويا كشحا على نوب
* مسحتات لسن من قطره
*
* رحلة الأحباب عن وطني
* وحلول الشيب في شعره
*
* شيم للدهر لغة
* مستبنيات لمختبره
*
* وقبول الدل مبسمها
* أبلج لغير عن خصره
*
* دودة جيداء ناعمة
* تستزيد الطرف من نظره
*
* هز عطفيها الشباب كما
* ماس غصن البان في شجره
*
* ذات فرع فوق ملتمع
* كدجى أبدى سنا قمره
*
* وبنان زانه ترف
* زاده التسليم عن خضره
*
* خصرها يشلو روادفها
* كاشتاء الصب من سهره
*
* نصبت عيني لها غرضا
* فهو مصمي بمعتوره
*
* وزهت تيها كأن لها
* نسبا يزهى بمفتخره
*
* وأناخت في فتار ملك
* دنت الأخطار عن خطره
*
قلت هذه القصيدة على وزن قصيدة أبي نواس التي عارضها علي بن جبلة وستأتي في ترجمته
67

109 - أبو طالب بن الخشاب الدمشقي عقيل بن يحيى أبو طالب ابن الخشاب الدمشقي
ذكره العماد الكاتب في الخريدة وقال لقيته شيخا وقد مدح الملك الناصر بقصيدتين وأورد له (من الكامل)
* قضب النقا هزت عليك قدودا
* وأرتك آرام الخيام خدودا
*
* وبمهجتي من هز منها قدها
* بيد الجمال على النقا أملودا
*
* هيفاء جاذب ردفها من عطفها
* خصرا تراه على الصبا معقودا
*
* رقت معاقده ورق فخلته
* عدما يضارع في الظنون وجودا
*
وله رسالة النسر والبلبل نظم ونثر جودها وذكر بعضها العماد الكاتب في الخريدة
((الألقاب))
ابن عقيل
نجم الدين محمد بن عقيل
وعقيل بن علي بهاء الدين بن عقيل عبد الله بن عبد الرحمن
العقيمي عمر بن إبراهيم
القعيلي الشريف علي بن الحسين بن عقيل
أبو الوفاء علي بن عقيل
110 - أبو مروان القرطبي عريب بفتح العين وكسر الراء ابن محمد بن مصرف بن عريب القرطبي أبو مروان قتل خطأ على باب داره في شهر ربيع الآخر سنة تسع وأربعمائة له سماع بالمشرق على أبي الحسن ابن جهضم بمكة وكان من أهل الأدب والشعر حسن الإيراد للأخبار
عريب أبو عمار الهمذاني الدهني يعد في الكوفيين
68

سمع عمار بن ياسر وقيس بن سعد وتوفي قبل الثمانين للهجرة
((الألقاب))
ابن عربية علي بن الحسين
بن العريف الأندلسي أحمد بن محمد بن موسى
ابن العريف الحسن بن الوليد
ابن عريهة عتيق بن عثمان
عز الدولة ابن بويه اسمه بختيار
ابن الغزازي بدر الدين محمد بن عثمان الغزازي الشاعر اسمه أحمد بن عبد الملك
((عزة))
111 - عزة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس أخت أم حبيبة رضي الله عنهن
ذكرها يزيد بن أبي حبيب عن ابن شهاب في حديث أم حبيبة في الرضاع خرج حديثها مسلم
عزة الأشجعية حديثها عند الأشعث بن سوار عن منصور عن أبي حازم الأشجعي عن مولاته عزه قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ويلكين من الأحمرين الذهب والزعفران
عزة بنت كابل أو خابل روى عنها حديث واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم إسناده ليس بالقائم
عزة بنت الحارث أخت ميمونة ولبابة
69

قال ابن عبد البر لم أر أحدا ذكرها في الصحابة وأظنها لم تدرك الإسلام
عزة امرأة من الصحابة رضي الله عنهم حديثها عن عطاء بن مسعود الكعبي عن أبيه أن عمته عزة أخبرته أنها قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعها على ألا يزنين ولا يسرقن ولا يؤذين فيبدين أو يخفين قالت عزة أما الإيذاء فقد كنت عرفته وعلمته وهو قتل الولد فلم أسأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما المخفى فلم يخبرني به وقد وقع من نفسي أنه إفساد الولد فوالله لا أفسد ولدا لي أبدا فلم تفسد ولدا لها حتى ماتت
عزة الميلاء كانت من موالى الأنصار سكنت المدينة وهي أقدم من غنى الغناء الموقع من النساء بالحجاز وماتت قبل جميلة وقد أخذ عنها معبد ومالك وابن محرز وغيرهم من أهل مكة والمدينة وكانت من أجمل النساء وجها وأحسنهن جسما وكانت تتمايل في مشيتها فسميت الميلاء وقيل بل كانت تلبس الملاء وتتشبه بالرجال وكانت مغراة بشرب النبيذ وكانت تقول خذه ملاء أردده فارغا
وقال معبد كانت عزة من أحسن الناس ضربا بالعود وكانت مطبوعة على الغناء لا يعييها أداؤه ولا تأليفه
وكانت تغني أغاني القيان من القدماء مثل سيرين وذنب وخولة والرباب وسلمى ورائقة أستاذتها ولما قدم نشيط وسائب خاثر المدينة غنيا أغاني بالفارسية فلقنت عزة عنهما نغمهما وألفت عليه ألحانا عجيبة فهي أول من فتن أهل المدينة بالغناء وحرض نساءهم ورجالهم عليه
112 - عزة بنت حميد عزة بنت وقاص بن حفص بن إياس الغفارية صاحبة كثير الشاعر دخلت على عبد الملك بن مروان وهو لا يعرفها فرفعت ظلامتها إليه فأعجبه كلامها فقال له بعض جلسائه هذه عزة كثير فقال لها إن أحببت أن أرد إليك ظلامتك فأنشديني ما قاله كثير فيك فاستحيت وقالت سمعتهم يحكون أنه قال (من الطويل)
* قضى كل ذي دين فوفى غريمه
* وعزة ممطول معنى غريمها
*
فقال عبد الملك ليس عن هذا سألتك ولكن أنشديني قوله (من الطويل)
70

* وقد زعمت أني تغيرت بعدها
* ومن ذا الذي يا عز لا يتغير
*
* تغير جسمي والخليقة وكالذي
* عهدت ولم يخبر بسرك مخبر
*
ما كان ذاك السر قالت ما سمعت هذا ولكن سمعتهم يحكمون عنه أنه قال (من الطويل)
* كأني أنادي صخرة حين أعرضت
* من الصم لو تمشي بها العصم زلت
*
* صفوح فما تلقاك إلا بخيلة
* فمن رام منها ذلك الوصل ملت
*
فقضى عبد الملك حاجتها ورد مظلمتها ووصلها وقال أدخلوها على الجواري يأخذن من أدبها
113 - عزرة الأنصاري عزرة بنت ثابت بن أبي زيد الأنصاري وثقه أبو داود وابن معين وتوفي في حدود الستين والمائة روى له البخاري ومسلم
((الألقاب))
العزفي الخطيب أحمد بن محمد بن أحمد العزفي صاحب سبته أبو القاسم بن أحمد
ابن عزور الحسين بن علي
التركي النحوي علي بن بكمش
العزيزي اسمه أبو بكر محمد بن عزير
((عزيز))
114 - عزيز ابن الأشعث عزيز بن الفضل بن فضالة بن مخراق بن عبد لرحمن بن عبيد الله بن مخراق الهذلي يعرف بابن الأشعث أخباري راوية لغوي نحوي ذكره محمد بن إسحاق في كتاب الفهرست له من الكتب كتاب صفات الجبال والأودية وأسمائها بمكة وما والاها وكتاب لغات هذيل
71

115 - صاحب مرسية عزيز بن خطاب الأزدي من بيت جليل بمرسية ظهر بها في مدة بني عبد المؤمن في العلم واشتهر بالزهد والعفة عن الدخول في أمور الدنيا إلى أن ملك ابن هود الأندلسي فصار جليسا له ومشيرا وما زال يرتقي في أمور الملك إلى أن مات ابن هود فغلب على مرسية وأخرج منها ابن هود وخطب لنفسه وذلك سنة سبع وثلاثين وستمائة فلم تطل مدته وحسده أعيان بلده وخاطبوا زبان بن مردنيش ملك بلنسية فأقبل إلى مرسية وحصر بها وظهر من عزيز من سفك الدماء والكلب على الدنيا ما لم يقدر فيه ونقص من عيون الناس فأبغضوه وأسلموه فدخل زبان عليه وضرب عنقه
وهو القائل (من الكامل)
* إربأ بنفسك أن تكون متابعا
* ما الحر إلا من يؤم فيتبع
*
* لا يدفعن الذل عنك
* مقدرا ما بالحذار يذاد ما تتوقع
*
116 - القاضي شيذلة عزيزي بن عبد الملك بن منصور أبو المعالي الجيلي القاضي الملقب بشيذلة
ورد بغداد وسكنها وولي قضاء باب الأزج مدة وكان مطبوعا فصيحا كثير المحفوظ حلو النادرة جمع كتابا في مصارع العشاق ومصائبهم روى عنه شهدة وأبو علي ابن سكرة
وتوفي سنة أربع وتسعين وأربعمائة وصنف في الفقه وأصول الدين وجمع كثيرا من أشعار العرب وكان يناظر بمذهب الأشعري وله كتاب بيان البرهان في علم البلاغة
117 - الشلمكي عزيز بن محمد الشلمكي الأصبهاني
قال العماد والكاتب أدرك عمي العزيز ومدحه وعاش بعده وكبر سنه حتى انحنى ظهره أدركت زمانه لكنه توفي وأنا ببغداد وأورد له قوله (من الكامل)
* أفدي قواما قد حنى قدى خنثى
* بغاقه عاودت ريعان الصبا
*
* فكأنه وكأنني في شكلنا
* ألف ولام بالعناق تركبا
*
72

((الألقاب))
العزير تسمى به جماعة منهم العزيز بالله الفاطمي صاحب مصر واسمه نزار
والعزيز ابن صلاح الدين صاحب مصر اسمه عثمان بن يوسف
والعزيز صاحب الصبيبة اسمه عثمان بن أبي بكر بن محمد
والعزيز بن الظاهر صاحب حلب اسمه محمد بن غازي
والعزيز بن بويه اسمه خسرو فيروز
والعزيز عم العماد الكاتب اسمه أحمد بن حامد
((عساف))
118 - أمير آل مرا البدوي عساف بن أحمد بن حجى زعيم آل مرا أعرابي شريف مطاع هو الذي حمى النصراني الذي سب فدافع عنه بكل ممكن كان نصراني بالسويداء فحصل بمنه تعرض للنبي صلى الله عليه وسلم فلطع زين الدين الفارقي وابن تيمية في جمع كبير من الصلحاء والعامة إلى الأمير عز الدين أيبك الحموي وكلماه فيه فأجاب إلى إحضاره وخرجوا فرأى الناس عسافا فكلموه وكان معه بدوي فقال إنه خير منكم فرجمه الخلق بالحجارة وهرب عساف وبلغ النائب الخبر فغضب وطلب الشيخين وأخرق بهما وضربهما بين يديه وحبسهما بالعذراوية وضرب جماعة من العوام وعلق جماعة وبلغ النصراني الواقعة فأسلم وعقد مجلس فأحضر القاضي ابن الخوبي واستفتاهم في حقن دمه بعد الإسلام فقالوا مذهبنا أن الإسلام يحقن دمه وأحضر الفارقي فوافقهم فأطلق ثم أحضر النصراني إلى دمشق وحبس فقام الأعسر في إطلاقه وأطلق فشق ذلك على المسلمين وأما عساف هذا فقتله جماز بن سليمان وهو ابن أخي عساف بالقرب من المدينة النبوية وفرح الناس وحينئذ صنف الشيخ تقي الدين ابن تيمية كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول وكانت قتلة عساف سنة أربع وتسعين وستمائة
73

((الألقاب))
ابن عساكر جماعة
منهم القوصي أبو بكر اسمه محمد بن محمد بن محمد ثلاثة
وأمين الدين اسمه عبد الصمد بن عبد الوهاب والحسن بن محمد وتاج الدين بن عبد الوهاب بن الحسن وفخر الدين عبد الرحمن بن محمد والحافظ الكبير علي بن الحسين بن هبة الله وصائن الدين هبة الله أبو الحسن وعماد الدين علي بن القاسم وبهاء الدين القاسم بن علي بن الحسن وبهاء الدين القاسم بن مظفر ومجد الدين محمد بن إسماعيل
((عسكر))
119 - عسكر أبو تراب اليخشبي الزاهد عسكر بن الحصين أبو تراب الزاهد من كبار مشايخ الطريق ويخشب بالياء آخر الحوف والخاء المعجمة والشين المعجمة والباء الموحدة هي نسف بلد من نواحي بلخ صحب حاتما الأصم وغيره وكان صاحب أحوال وكرامات قال إذا رأيت الصوي قد سافر بالاركوة فاعلم أنه قد ترك الصلاة وكان كثير الحج فانقطع ببادية الحجاز فنهشته السباع سنة خمس وأربعين ومائتين
((الألقاب))
العسكري يطلق على جماعة
منهم أبو أحمد العسكري اللغوي صاحب التصحيف اسمه الحسن بن عبد الله
وأبو هلال العسكري صاحب كتاب الأوائل وغيره اسمه الحسن بن عبد الله أيضا
وأبو محمد العسكري المصري اسمه الحسن بن رشيق
المحدث علي بن سعيد
ابن عساكر عبد الرحمن بن محمد
العسجدي أحمد بن محمد
74

العسقلاني جمال الدين المقري إبراهيم بن داود
120 - أبو علي العسكري عسل بالعين والسين المهملتين ابن ذكوان العسكري من أهل عسكر مكرم ويكنى أبا على يروي عن المازني والرياشي دماد ذكره محمد بن إسحاق النديم في كتاب الفهرست وقال كان في أيام المبرد ولم يذكر تاريخ وفاته وله من الكتب كتاب الجواب المتكت وكتاب أقسام العربية
العشاب القرطبي أحمد بن محمد العشاب ابن الرومية
أحمد بن محمد بن مفرج العشاب المربي
يوسف بن فتوح
121 - الشاعر الضبي العشنق بفتح العين المهملة والشين المعجمة وتشديد النون وبعدها قاف الضبي الشاعر ذكره محمد بن داود في كتاب الورقة فقال بغدادي من أصحاب أبي نواس وكان في عصره وله أشعار جياد ومن قوله (من الوافر)
* أيامن لا يثيب على الوصال
* ويا من لا يجيب لدي السؤال
*
* ويا من قوله لي حين أشكو
* إليه مت بدائك لا أبالي
*
* ألست ترى الذي ألقى فترثي
* لطول حسابتي ولسوء حالي
*
* وقد أبدت لك العينان أني
* على طول اعتلالك غير قالي
*
* ولست وإن بدأت بقطع حبلي
* على حال لوصلكم بسالي
*
* تعالى الله ما أسلال عني
* كذلك كل طلق القلب خالي
*
((الألقاب))
ابن العصار علي بن عبد الرحيم
عصابة الجرجرائن إسماعيل بن محمد
بنو أبي عصرون جماعة منهم تاج الدين محمد بن عبد السلام ومحي الدين محمد بن عبد الله بن محمد وشهاب الدين عبد السلام بن المطهر وقطب الدين أحمد بن عبد السلام
وشرف الدين عثمان بن محمد
ومحيى الدين عمر بن محمد
وشرف الدين عبد
75

الله بن محمد بن عصفور
122 - أبو الشبل البرجمي عصم عصم بن وهب أبو الشبل البرجمي الشاعر كان من البراجم مولده بالكوفة ونشأ وتأدب بالبصرة وقدم سر من رأي أيام المتوكل ومدحه وكان صاحب نادرة كثير الغزل ماجنا نفعه على المتوكل واختص به وأفاد منه نعمة طائلة وأثرى ومدحه بأبيات منها (من مجزوء الكامل)
* أقبلي فالخير مقبل
* واتركي قول المعلل
*
* وثقي بالنجح إذ أبصرت
* وجه المتوكل
*
* ملك ينصف يا ظالمتي
* فيك ويعدل
*
* فهو الغاية والمأمول
* يرجوه المؤمل
*
وكانت له ثلاثين بيتا فأمر له لكل بيت بألف درهم فانصرف بثلاثين ألف درهم وكان له صديق طيب أحمق فمات فرثاه بقوله (من الخفيف)
* قد بكاه بول المريض بدمع
* واكف فوق مقلتيه ذروف
*
* ثم شعت جيوبهن القوارير
* عليه ونحن نوح اللهيف
*
* يا فساد الخيار شنير والأقراص
* طرا ويا كساد السقوف
*
* لهف نفس على صنوف رقاعات
* تولت منه وعقل سخيف
*
وكان قد مدح مالك بن طوق وهو أمير على الأهواز بشعر عجيب فبعث إليه صرة مختومة فيها مائة دينار فظنها دراهم فردها وكتب معها (من الطويل)
* فليت الذي جادت به كف مالك
* ومالك مدسوسان في آست أم مالك
*
* وكانا إلى يوم القيامة في استها
* فأيسر مفقود وأيسر هالك
*
فلما قرأ الرقعة أمر بإحضاره فأحضر قال يا هذا ظلمتنا واعتدين علينا فقال قدرت عندك ألف درهم فوصلتني بمائة درهم فقال افتحها ففتحها فإذا هي مائة دينار فقال أقلني أيها الأمير قال قد أقلتك ولك ما تحب أبدا ما بقيت وقصدتني
ورأي يوما إبراهيم بن العباس يكتب فقال (من البسيط)
* ينظم اللؤلؤ المنثور منطقه
* وينظم الدر بالأقلام في الكتب
*
76

((الألقاب))
أبو عصيدة صاحب تونس اسمه محمد بن يحيى
أبو عصيدة النحوي اسمه أحمد بن عبيد
عضد الدولة بن بويه فناخسرو
العقيلي الإسكافي جعفر الدين بن محمد
((عضد))
123 - الخوجا ابن قاضي يزد عضد عضد بالعين المهملة والضاد المعجمة والدال المهملة الشريف الخواجكي المعروف بابن القاضي يزد كان أحد الخواجكية الذين للسلطان بو سعيد
أخبرني القاضي شهاب الدين أحمد بن فضل الله قال أخبرني الخواجا مجد الدين إسماعيل السلامي أن المذكور كان فيه تسلط على الوزير ومن حول السلطان ففكروا في إبعاده فحسنوا لبو سعيد أن يجهزه رسولا إلى الهند إلى السلطان محمد بن ظغلق قال فجهزه فلما وصل إليه وأقبل عليه وكان يقربه ويؤثر كلامه ويسامره فأعطاه شيئا كثيرا إلى الغاية ولما كان في بعض الأيام قال ادخلوا به إلى الخزائن فعرضوها عليه وقالوا أمرنا السلطان أنك مهما أردت منها وأعجبك تأخذه فاخذ من جميع الخزائن مصحفا فحكي ذلك للسلطان فأحضره وأنكر عليه عدم أخذه فقال السلطان قد أغناني بإحسانه عن جميع ما رأيت ولم يكن بي غنى عن كتاب الله فأعجبه ذلك وأمر له بألف ألف دينار فحملت إليه ولما أعاد وقارب البلاد وبلغ الوزير الخبر فحسنوا لبو سعيد أن يجعل أحمد أمير الكسه ومعناه أن يكون له الحكم أين حل من المملكة وأن يفعل ما أراد فتوجه أطراف مملكة بو سعيد وأخذ مما حضر مع الشريف عضد مبلغ مائتي ألف دينار وضرب منها أواني وقدم بعض الأواني الذهب لبو سعيد أو كما قال
124 - أبو محمد الليثي المدني عطاء عطاء بن يزيد أبو محمد الليثي الجندعي
77

المدني نزيل الشام وحدث عن تميم الداري وأبي هريرة وأبي أيوب الأنصاري وأبي ثعلبة الخشني وأبي سعيد الخدري كان من علماء التابعين وثقاتهم وتوفي سنة سبع ومائة وروى له الجماعة
125 - التابعي المكي عطاء بن أبي رباح أسلم أبو محمد المكي مولى قريش أحد الأئمة الأعلام من التابعين ولد في خلافة عثمان وتوفي سنة أربع عشرة ومائة على الصحيح
سمع عائشة وأبا هريرة وأسامة بن زيد وأم سلمة وابن عباس وابن عمر وأبا سعيد الخدري وخلقا
كان إماما سيدا أسود مفلفل الشعر من مولدي الجند فصيحا علامة انتهت إليه الفتوى بمكة مع مجاهد وكان يخضب بالحناء
قال أبو حنيفة ما رأيت أفضل من عطاء وقال ابن جريج كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة
قال ابن معين كان معلم كتاب دهرا
قال ابن سعيد كان أعور قال أحمد بن حنبل ليس في المرسلات أضعف من مرسلات الحسين وعطاء كانا يأخذان عن كل أحد
قال الشيخ شمس الدين عطاء حجة بالإجماع وكان موته في شهر رمضان وقال ابن أبي ليلى حج عطاء سبعين حجة وعاش مائة سنة
قال ابن خلكان حكى أبو الفتوح العجلي في كتاب شرح مشكلات الوسيط والوجيز في الباب الثالث من كتاب الرهن ما مثاله وحكي عن عطاء أنه كان يبعث بجواريه إلى ضيفانه والذي أعتقد أن هذا بعيد فإنه لو رأى الحل لكن المروءة والغيرة تأبى ذلك فكيف يظن ذلك بمثل هذا السيد الإمام ولم أذكره لمراجعته
وقال ابن خلكان قبل هذا ونقل أصحابنا أنه كان يرى إباحة وطء الجواري بإذن أربابهن
وكان أسود أفطس مفلفل الشعر أعور أشل وعمي آخرا
وإياه عنى الشاعر (من الطويل)
78

* سألت الفتى المكي هل في تزاور
* وضمة مشتاق الفؤاد جناح؟
*
* فقال معاذ الله أن يذهب التقى
* تلاصق أكباد بهن جراح!
*
126 - المصري الهذلي عطاء بن دينار المصري الهذلي مولاهم روى عن عمار بن سعيد التجيبي وحكيم بن شريك الهذلي وسعيد بن جبير وثقه أحمد وتوفي سنة ست وعشرين ومائة وروى له أبو داود والترمذي
127 - أبو زيد الثقفي عطاء بن السائب الثقفي أبو زيد أحد المشاهير روى عن أبيه وعبد الله بن أبي أوفى وأبي ذر الهمداني وأبي وائل وسعيد بن جبير وأبي عبد الرحمن السلمي وطائفة
قال أحمد بن حنبل ثقة رجل صالح من سمع منه قديما كان صحيحا كان يختم كل ليلة وقال أبو حاتم محله الصدق قبل أن يختلط وقال النسائي ثقة في حديثه القديم
وتوفي سنة ست وثلاثين ومائة وروى له الأربعة والبخاري متابعة
128 - العباد البصري عطاء السليمي بفتح السين وكسر اللام العابد عابد البصرة يحكى عنه أمر يتجاوز الحد في الخوف والحزن أدرك أنس بن مالك أخذ عن الحسين
قال خليد بن دعلج كنا عند عطاء السليمي فقيل له إن فلان بن علي قتل أربعمائة من أهل دمشق على دم واحد فقال متنفسا هاه ثم خر ميتا
قيل إنما هو عطاء السلولي وقال ابن عيينة حدثنا بشر بن منصور قلت لعطاء السليمي أرأيت لو أن نارا أشعلت ثم قيل من دخلها نجا ترى من كان يدخلها فقال لو قيل ذلك لخشيت أن تخرج نفسي فرحا قبل أن أصل إليها
وقيل إنه كان إذا هبت ريح أو رعد قال هذا من أجلي يصيبكم لو مت استراح
79

الناس
وقيل إنه بقي على فراشه أربعين سنة لا يقوم من الخوف ولا يخرج يوضأ على الفراش ويصلي قاعدا مما أضناه الخوف
وقيل إنه كان إذا بكى بكى ثلاثة أيام بلياليها
وقيل إنه كان يمس جسده بالليل يخشى أن يكون قد مسخ
وتوفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة
129 - السلولي عطاء بن قرة السلولي توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة وروى عنه الترمذي وابن ماجة
130 - عطاء بن أبي مسلم عطاء بن أبي مسلم أحد الكبار نزل دمشق وحديثه عن أبي الدرداء والمغيرة بن شعبة وابن عباس وجماعة مرسل وروى عن سعيد بن المسيب وعروة وابن بريدة وعطاء بن أبي رباح وعمرو بن شعيب ونافع وثقه ابن معين
قال الدارقطني هو في نفسه ثقة لكنه لم يلق ابن عباس قيل كان إذا جلس ولم يلق من يحدثه أتى المساكين فحدثهم
وتوفي سنة خمس وثلاثين ومائة وروى له الجماعة
131 - الخفاف عطاء بن مسلم الخفاف محدث كوفي سكن حلب قال أبو زرعة كان يهم وقال أبو داود ضعيف توفي سنة تسعين ومائة وروى له النسائي وابن ماجة
132 - الخراساني عطاء المقنع الخراساني وقيل اسمه حليم كان في مبدأ أمره قصرا من أهل مرو وكان يعرف شيئا من السحر والنيرنجيات فادعى الربوية من طريق التناسخ وقال لأشياعه والذين اتبعوه إن الله تعالى تحول إلى صورة آدم ولذلك أسجد له الملائكة فسجدوا إلا إبليس فاستحق بذلك السخط ثم إنه تحول من صورة آدم إلى صورة نوح ثم إلى صورة واحد فواحد من الأنبياء عليهم السلام والحكماء حتى حصل
80

في صورة أبي مسلم الخراساني ثم انتقل منه إليه فقبل قوم قوله ودعواه وعبدوه وقاتلوا من دونه مع ما عاينوا من عظيم ادعائه وقبح صورته لأنه كان مشوه الخلق أعور ألكن قصيرا وكان لا يسفر عن وجهه بل اتخذ وجها من ذهب وتقنع به وكان من جملة ما أظهر لهم صورة قمر يطلع ويراه الناس من مسافة شهرين ثم يغيب عنهم فعظم اعتقادهم فيه
ولم اشتهر أمره ثار عليه الناس وقصدوه في قلعته التي اعتصم بها وحصروه فلما أيقن بالهلاك جمع نساءه وسقاهن سما فمتن ثم تناول باقيه فمات ودخل المسلمون قلعته وقتلوا من فيها من أشياعه وأتباعه وذلك في سنة ثلاث وستين ومائة وقطع رأسه وبعث به إلى المهدي وكان بما وراء النهر وكان الذي ندب لقتاله سعيد الخرشي
وأول ظهور عطاء في سنة إحدى وستين ومائة واليه أشار المعري في قوله (من الطويل)
* أفق إنما البدر المقنع رأسه
* ضلال وغي مثل بدر المقنع
*
وابن سناء الملك في قوله أيضا (من الطويل)
* إليك فما بدر المقنع طالعا
* بأسحر من ألحاظ بدري المعمم
*
133 - ابن حفاظ السلمي عطاء الخادم كان شهما شجاعا فوض إليه مجير الدين أبق أمر دولته فمد يده في الظلم وأطلق لسانه بالهجر وأفرط في الاحتجاب وقصر في قضاء الأشغال فتقد مجير الدين أبق باعتقاله وتقييده والاستيلاء على ما في داره ومطالبته بتسليم بعلبك وما فيها من مال وغلال ثم ضربت عنقه ونهب العوام بيوته وبيوت أصحابه
وعطاء هذا هو الذي ينسب إليه مسجد عطاء خارج الباب الشرقي بدمشق وجورة عطاء هي أرض فيها أخشاب كبار من الجور ترى أوتادا لجامع دمشق وهي وقف عليه
وقد مدحه الشعراء عرقلة وغيره وقيل إن نور الدين الشهيد رحمه الله تعالى كان قد كاتب مجير الدين لما أنفق معه وهاداه وكان يقول له الأمير الفلاني قد خامر معي عليك فاحذره فتارة يأخذ أقطاع أحدهم وتارة يقبض عليه فلما خلت من الأمراء كاتبه من حق عطاء المذكور فجرى له ما جرى فقال عطاء لمجير الدين عند قتله إن الحيلة قد تمت عليك وراحت دمشق عن يدك فلم يلتفت إليه وكان ابن منير قال قصيدة يمدح فيها
81

نور الدين ويذكر له دمشق ويحرضه على أخذها (من الوافر)
* هي الفردوس أصبح وهو عاف
* من العافي ومن حال خلاء
*
* لأسمع صعبها ودنت قصاها
* وأمكنك اقتياد واقتطاء
*
* وما نعم العطاء عطاء رب
* توسطه فأبسطه عطاء
*
* تفاءل باسمه فالفأل وعد
* يكون عل ظبال به الوفاء
*
* هو السبب الذي شدت قواه
* وهذبه لخدمتك القضاء
*
* وسيف إن تسمه تسم حساما
* وإن تغمد فنار بل ذكاء
*
* حبته لك السعادة قطف رأي
* لنفث الخادعين به هباء
*
فيقال إن عطاء كان له مع نور الدين باطن في أخذ دمشق فلما بلغ مجير الدين أبق هذا الشعر كان ذلك سبب قتله لعطاء وهذا اللائق بواقعة عطاء لا أن نور الدين الشهيد أغرى به أبق المذكور وافترى عليه وكانت قتلته سنة ثمان وأربعين وخمسمائة
134 - الغزنوي عطاء بن يعقوب بن نأكل الغزنوي قال صاحب سر السرور في بعض وصفه وتقريظه حتى إني حدثت أن ديوان شعره بمصر يشتري بمئين من الحمر الراقصات على الظفر والمشهور أن ديوان شعره العربي والفارسي يشترى بخراسان بأوفر الأثمان وكيف لا وما من كلمة من كلامه إلا وحقها أن تملك بالأنفس وتقتنى وتباع بالأنفس وتشتري
ومن نثره صدر كتاب كتبه إلى بعض الصدور
أطال الله بقاء الشيخ في عز مرفوع كاسم كان وأخواتها إلى فلك الأفلاك منصوب كاسم إن وذواتها إلى سمك السماك موصوف بصفة النماء موصول بصلة البقاء مقصور على قضيته المراد ممدود إلى يوم التناد معرف به مضاف إليه مفعول له موقوف عليه صحيح سالم من حروف العلة غير معتل ولا مهموز بهمز الذلة يثني ويجمع دائما جمع السلامة والكثرة لا جمع القلة والتكسير ساكن لا تغيره يد الحركة مبني على اليمن والبركة مضاعف مكرر على تناوب الأحوال زائد غير ناقص على تعاقب الأحوال مبتدأ به خبره الزيادة فاعل مفعوله الكرامة مستقبله خير من ماضيه حالا وغده أكثر من يومه وأمسه إجلالا له الاسم المتمكن من إعراب الأماني والفعل المضارع للسيف اليماني
82

لازم لربعه لا يتعدى ولا ينصرف عنه إلى العدى ولا يدخله الكسر والتنوين أبدا يقرأ باب التعجب من يراه منصوبا على الحال إلى أعلى ذاره متحركا بالدولة والتمكين منصرفا إلى ربوة ذات قرار و معين
وهذا دعاء دعوت له على لسان النحو وأنا داع له بكل لسان على هذا النحو ولولا الاحتراز العظيم من أن يمل الأستاذ الكريم لسردت أفراده سردا وجعلت أوراده وردا وجمعت أعداده عدا ونظمت له أنداده عقدا ذلك ليعمل أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين ومنه
فصل في كتاب الصحبة نسبة من شرع الكرم والمعرفة عند أهل النهى أوفى الذمم والأخوة لحمة دانية والمصافاة قرابة ثانية ولو كان ما بين ذات البين ما بين القطبين لوجب أن يقطعا عرض السماء كالمجرة مواصلة ومتصلا اتصال الكواكب مراسلة ولكن الأقدام في العقوق سواسية والقلوب في رعية الحقوق قاسية
ومن شعره (من الطويل)
* قريض تجلى مثلما ابتسمت أروى
* ترشفت من فيه الرضاب فما أروى
*
* تجلى كأروى في حجال سطورة
* وأنزل من شم الجيال لنا أروى
*
* كغصن الشباب الغصن عاصن بهاؤه
* وعهد اللوى ألوى به زمن ألوى
*
* إذا الدهر غصن ناضر العود ناظر
* إلينا بما نهوى ولم يلق في الهوى
*
* قريض زادت لقلبي غلة
* وغيري به يروي الغليل إذا يروى
*
و (من الطويل)
* إذا ما نبا حد الإسنة والظبى
* فما نابها في الحادثات بناب
*
* تقصف رمح الخط وسط كتائب
* إذا هز رمح الخط وسط كتاب
*
ومنه (من الكامل)
* الله جاز عصابة ودعتهم
* والدمع يهمي والفؤاد يهيم
*
* قد كان دهري جنة في ظلهم
* ساروا فأضحى الدهر وهو جحيم
*
* كانوا غيوث سماحة وتكرم
* فاليوم بعدهم الجفون غيوم
*
* رحلوا على رغمى ولكن حبهم
* بين الفؤاد المستهام مقيم
*
* فكأنما نثرت غداة تحملوا
* منهم على ظلم البلاد نجوم
*
83

* قد خانهم صرف الزمان لأنهم
* كانوا كراما والزمان لئيم
*
* طلقت لذاتي ثلاثا بعدهم
* حتى يعود العقد وهو تطيم
*
* الله حيث تحملوا جار لهم
* والأمن دار والسرور نديم
*
* والعين غصن والمناهل عذبة
* والجو طلق والرياح نسيم
*
قلت شعر جيد
135 - الصاحب علاء الدين عطاء ملك بن محمد بن محمد الأجل علاء الدين الجويني صاحب الديوان الخراساني أخو الصاحب الوزير الكبير شمس الدين كان اليهما الحل والعقد في دولة أبغا ونالا من الجاه والحشمة ما يتجاوز الوصف وفي سنة ثمانين قدم بغداد ومجد الملك العجمي فأخذ صاحب الديوان وغله وعاقبه وأخذ أمواله وأملاكه وعاقب سائر خواصه ولما عاد منكوتمر من الشام مكسورا حمل علاي الدين معهم إلى همذان وهناك مات أبغا ومنكوتمر
فلما ملك أرغون بن أبغا طلب الأخوين فاختفيا وتوفي علاء الدن بعد الاختفاء بشهر سنة إحدى وثمانين وستمائة ثم أخذ ملك اللور أمانا لشمس الدين أخيه من أرغون وأحضره إليه فغدر به وقتله بعد موت أخيه بقليل ثم فوض أمر العراق إلى سعد الدين العجمي والمجد بن الأثير والأمير علي بن جكيبان ثم قتل أزق وزير أرغون الثلاثة بعد عام
وكان علاء الدين الكبير وأخوه فيهما كرم وسؤدد وخبرة بالأمور وفيهما عدل ورفق بالرعية وعمارة للبلاد ولى علاء الدين تطر العراق العماد والقزويني فأخذ في عمارة الفرات وأسقط عن الفلاحين مغارم كثيرة إلى أن تضاعف دخل الديوان وعمرت العراق وحفر نهرا من الفرات مبدؤه من الأنبار وينتهي إلى مشهد علي أنشأ عليه مائة وخمسين قرية وبالغ بعض الناس فقال كانت بغداد أيام الصاحب علاء الدين أجود مما كانت عليه أيام الخليفة
وكان الفاضل إذا عمل كتابا ونسبه اليهما تكون جائزته ألف دينار وقد صنف محمد بن الصيقل الجزري كتاب المقامات وقدمها فأعطى ألف دينار وكان لهما إحسان إلى العلماء والفضلاء ولهما تطرق في العلوم الأدبية والعقلية
84

وقد أورد ابن الفوطي ترجمة علاء الدين مستوفاة في كتاب الألقاب وقال لي قوام الدين أحمد بن أبي الفوارس رحمه الله تعالى رأيت الصاحب علاء الدين وكان ينطق بالذال زايا فان يقول الزهب يعني الذهب
وقد ملكت أنا نسخة بمعجم الأدباء لياقوت وهي قطع البغدادي كبير وعليه مكتوب ما في صورته صاحبته الفقيرة إلى الله الغني عصمة بنت عطاء ملك بن محمد الجويثي وهي كتابة قوية منسوبة جارية في غاية الحسن وهذا دليل على اعتنائه بالعلم لأن ابنته كانت بهذه المشابة
136 - ابن الثقة الشافعي عطاء الله بن علي بن زيد بن جعفر نور الدين ابن الثقة الحميري الأسنائي الشافعي كان فقيها فرضيا يعرف الجبر والمقابلة وكان من الصالحين المنقطعين أخذ علمه عن الشيخ بهاء الدين هبة الله القفطي وأقام بالمدرسة الأفرمية بأسنا ستين سنة تقريبا منقطعا لا يخرج إلا للصلاة في مسجد له أو لضرورة وليس عنده إلا عمامة وفوقانية وفروة وشملة
قال الفاضل كمال الدين جعفر الإدفوي أخبرني جماعة أنه لما قدم نجم الدين بن علي إلى إسنا اجتمع به وتكلم معه في الفرائض والجبر والمقابلة فقال له ما ظننت أن أحدا في كيان الصعيد بهذه المثابة وكان رحمه الله سليم الصدر جدا
قال قال لي صاحبنا علاء الدين علي الأصفوش قلت له مرة يا سيدنا أبو بكر المؤذن طلق زوجته قال لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قلت له لكن صارت بكرا كما كانت فضحك وقال فتبول من أين
وجمع دراهم ليحج بها أقام سنين بجمعها فسرقت فقصد الوالي أن يمسك إنسانا بسببه فلم يوافق
قال وحكي لي عنه أنه كان يقول الجن في الليل يمسكون إصبعي ويقولون هذا إصبع عطاء الله
وتوفي بإسنا سنة ثمان عشرة وسبعمائة ووقع يوم موته مطر كثير فأخبرت أنه قال أنا أموت في هذا اليوم فإن والدتي أخبرتني أنني ولدت في يوم مطر
85

137 - علان المصري علي بن أحمد بن سليمان بن الصيقل المصري المعروف بعلان كان ثقة كثير الحديث توفي سنة سبع عشرة وثلاثمائة
138 - البوشنجي الصوفي علي بن أحمد بن سهل ويقال علي بن إبراهيم أبو الحسن البوشنجي الزاهد شيخ الصوفية كان عارفا بعلوم القوم قيل له ما التوحيد قال إلا يكون
مشبه الذات ولا منفي الصفات وسئل عن الفتوة فقال عندك في آية * (يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) * وفي خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخي ما يحب لنفسه فمن اجتمعا فيه فله الفتوة
وقال النظر فخ إبليس نصبه للصوفية وبكى
قال الحاكم سمعته غير مرة يعاتب في الجمعة ويقول إن كانت الفضيلة في الجماعة
فالسلامة في العزلة توفي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة
139 - ابن المرزبان الشافعي علي بن أحمد بن المرزبان أبو الحسن البغدادي الفقيه الشافعي كان إماما ورعا أخذ الفقه عن ابن القطان وعنه أخذ الشيخ أبو حامد الإسفرايني وهو صاحب وجه في المذهب توفي سنة ست وستين وثلاثمائة كان يقول ما أعلم أن لأحد علي مظلمة وقد كان فقيها يعلم أن الغيبة مظلمة
140 - المحتسب الجرجاني علي بن أحمد بن عبد العزيز أبو الحسن الجرجاني المحتسب نزيل نيسابور أخذ عنه الحاكم وغيره وتوفي سنة ست وستين وثلاثمائة
ابن الحمامي المقرئ البغدادي علي بن أحمد بن عمر بن حفص أبو الحسن ابن الحمامي البغدادي مقرئ العراق قرأ على أبي بكر محمد بن الحسن النقاش وغيره قال الخطيب كان صدوقا دينا تفرد بأسانيد القراءات علوها في وقته وتوفي سنة سبع عشرة وأربعمائة
86

142 - النعيمي المحدث البصري علي بن أحمد بن الحسن بن محمد بن نعيم أبو الحسن البصري المعروف بالنعيمي نزيل بغداد قال الخطيب كتبت عنه وكان حافظا عارفا متكلما شاعرا وكان ابن البرقاني يقول هو كامل في كل شيء لولا بأو فيه مات وهو في عشر الثمانين سنة ثالث وعشرين وأربعمائة وكان يحدث من حفظه كانت منه هفوة في شبيبته وتاب وضع على ابن المظفر حديثا ثم تنبه أصحاب الحديث له فخرج من بغداد لهذا السبب وأقام حتى مات ابن المظفر ومن عرف قضيته في الحديث ووصفه
ومن شعره (من المتقارب)
* إذا أظمأتك أكف اللثام
* كفتك القناعة شبعا وريا
*
* فكن رجلا رجله في الثرى
* وهامة همته في الثريا
*
143 - أبو الحسن الفاني علي بن أحمد بن علي بن سلك بفتح السين المهملة وتشديد اللام وبعدها كاف أبو الحسن الفالي
وقاله بالفاء بليدة قرب أيد أقام بالبصرة قال الخطيب كتب عنه وكان ثقة وله شعر وتوفي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة
ومن شعره (من الكامل)
* لما تبدلت المنازل أوجها
* غير الذين عهدت من علمائها
*
* ورأيتها محفوفة بسوى الألى
* كانوا ولاة صدورها وفنائها
*
* أنشدت بيتا سائرا متقدما
* والعين قد شرقت بجاري مائها
*
* أما الخيام فإنها كخيامهم
* وأرى نساء الحي غير نسائها
*
و (من الطويل)
* رمى رمضان شملنا بالتفرق
* فيا ليته عنا تقضى لنلتقي
*
* لئن سر أهل الأرض طرا قدومه
* فإن سروري بانسلاخ الذي بقي
*
وقال أرجوزة في عدد آي القرآن أولها (من الرجز)
* قال علي مذ أتى من فاله
* قصيدة واضحة المقالة
*
87

ومن شعره (من السريع)
* فرجت صبياني ببستانكم
* فأكثروا التصفيق والرقصا
*
* فقلت يا صبيان لا تفرحوا
* فبسرهم في نخلهم محصى
*
* لو قدم الليث على نخلهم
* لكان من ساعته يحصى
*
* لو أن لي من نخلهم بسرة
* جعلتها في خاتمي فصا
*
قال التبريزي رأيت نسخة لكتاب الجمهرة لابن دريد باعها أبو الحسن الفالي بخمسة دنانير من القاضي أبي بكر بن بديل التبريزي وحملها إلى تبريز ونسخت أنا منها نسخة فوجدت في بعض المجلدات رقعة بخط الفالي فيها (من الطويل)
* أنست بها عشرين حولا وبعتها
* فقد طال شوقي نحوها وحنيني
*
* وما كان ظني أنني سأبيعها
* ولو خلدتني في السجون ديوني
*
* ولكن لضعف وافتقار وصبيتي
* صغار عليهم تستهل شئوني
*
* فقلت ولم أملكم سوابق عبرة
* مقالة مشوي الفؤاد حزين
*
* وقد تخرج الحاجات يا أم مالك
* كرائم من رب بهن ضنين
*
فأريت القاضي أبا بكر الرقعة والأبيات فتوجع وقال لو رأيتها قبل هذا لرددتها عليه وكان القالي قد مات
قال ياقوت والبيت الأخير من هذه الأبيات تضمين قاله أعرابي فيما ذكره الزبير بن بكار عن يوسف بن عياش قال ابتاع حمزة بن عبد الله بن الزبير جملا من أعرابي
بخمسين دينار ثم نقد ثمنه فنظر الأعراب إلى الجمل وقال (من الطويل)
* وقد تخرج الحاجات يا أم مالك
* كرائم من رب بهن ضنين
*
فقال حمزة خذ جملك والدنانير لك فانصرف بجمله وبالدنانير
144 - التستري السقطي علي بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن بحر التستري ثم البصري السقطي إليه كانت الرحلة في سماع سنن أبي داود رواها عن أبي عمر
88

الهاشمي وتوفي سنة تسع وسبعين وأربعمائة
145 - اليعمري الأندلسي علي بن أحمد بن سعيد أبو الحسين اليعمري الأندلسي الشاعر الأديب كان فقيها شاعرا كاتبا وافر الأدب توفي سنة سبع وخمسمائة ومن شعره
146 - ابن المستظهر علي بن أحمد بن عبد الله هذا الإمام المستظهر تقدم ذكر أبيه في الأحمدية في مكانه
كان شهما فاضلا أديبا كان قد حبسه أخوه المسترشد بالله على عادتهم في حبس أقاربهم ففر من حبسه إلى واسط ثم إنه اتصل بدبيس بن صدقة صاحب الحلة فلم تطل الأيام حتى خان عهده وأخفر ذمته ومكن أخاه من رقبته فكتب إلى دبيس بهذين البيتين (من الطويل)
* أأشمت أعدائي وأذهبت قوتي
* وهضت جناحا أنبتته يد الفجر
*
* وما أنت عندي بالملوم وإنما
* لي الذنب هذا سوء حظي من الدهر
*
147 - نظام الملك السميرمي علي بن أحمد أبو طالب السميرمي نظام الملك وزير السلطان محمود وسميرم بفتح السين وكسر الميم وسكون الياء آخر الحروف وفتح الراء وبعدها ميم قرية من قرى أصبهان هو الذي عمل الطغرائي مؤيد الدين الحسين ابن علي وقتله وكان السميرمي مجاهرا بالظلم والفسق أعاد المكوس ببغداد بعد أربع عشرة سنة وقال ليلة قتل قد فرشت لي حصيرا إلى جهنم وقد استحييت من كثرة الظلم فأصبح قتيلا سنة ست عشرة وخمسمائة يقال إن بعض غلمان الظغرائي قتله
وفيه قال أبو إسحاق القري (من الوافر)
* كمال سميرم للملك نقص
* كما سميت مهلكة مفازه
*
* لئن رفعت محلته الليالي
* فكم رفعت على كتف جنازة
*
148 - اليزدي الشافعي علي بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن
89

محمويه الإمام أبو الحسن اليزدي الفقيه الشافعي المقرئ المحدث نزيل بغداد كان كثير الصوم والعبادة صنف تصانيف في الفقه وأورد فيها أحاديث بسنده كان يصوم رجب فلما كانت سنة موته قبل رجب بأيام قال قد رجعت عن وصيتي ادفنوني في الحال فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول يا علي صم رجب عندنا وكان جثيثا صاحب بلغم وكان يقول لا تدفنوني بعد موتي إلا بعد ثلاثة أيام فإني أخشى أن تكون لي سكتة
وتوفي سنة إحدى وخمسين وخمسمائة ليلة شهر رجب وكان سخيا بما يملك متواضعا حدث بكتاب السنن للنسائي بالدون وبأكثر مروياته سمع من الحسين بن الحسن بن محمد بن جوانشير ومحمد بن الحسين بن الحسن بن بلول الصوفي وغياب بن أبي مضر الأصبهاني ومحمد بن محمود الثقفي وغيرهم
قال أبو سعيد السمعاني كان له عمامة وقميص بينه وبين أخيه إذا خرج ذاك قعد هذا في البيت وإذا خرج هذا قعد ذاك ودخلنا نسلم عليه يوما مع علي بن الحسين الغزنوي الواعظ فوجدناه في داره عريانا مئتزرا بمئزر فاعتذر من العري وقال نحن إذا غسلنا ثيابنا نكون كما قال أبو الطيب الطبري (من الكامل)
* قوم إذا غسلوا ثياب جمالهم
* لبسوا البيوت إلى فراغ الغاسل
*
149 - ابن لبال الشريشي علي بن أحمد بن علي بن فتح بن لبال بضم اللام الأولى وتشديد الباء الموحدة وبعد الألف لام أخرى الأمتى مننسل عب الرحمن بن معاوية بن
هشام بن عبد الملك القاضي أبو الحسن الشريشي توفي بها سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة
ومن شعره (من الكامل)
* ما كنت أحسب قبل رؤية وجهه
* أن البدور تدور في الأغصان
*
* غازلته حتى بدا لي ثغره
* فحسبته درا على مرجان
*
* كم ليلة عانقته فكأنما
* عانقت من غصنيه غصن البان
*
90

* يطغى ويلعب وتحت عقد سواعدي
* كالمهر يلعب بين ثني عنان
*
ومنه (من المنسرح)
* قوس ظهري المشيب والكبر
* والدهر يا عمرو كله عبر
*
* كأنني والعصا تدب معي
* قوس لها وهي في يدي وتر
*
ومنه أيضا (من البسيط)
* لما تقوس مني الجسم من كبر
* وابيض ما كان مسودا من الشعر
*
* جعلت أمشي كأني نصف دائرة
* تمشي على الأرض أو قوس بلا وتر
*
ومنه في النار (من مخلع البسيط)
* فحم ذكا في حشاه جمر
* فقلت مسك وجلنار
*
* أو خذ من قد هويت لما
* أطل من فوقه العذار
*
قال ابن الأبار قصر عن قول محمد بن صارة في هذا المعنى (من الطويل)
* وسافرة تنضو الدجى من قميصه
* وقد ضربت من فجرها بعمود
*
* إذا ما بدا كدنا لإفراط عجبنا
* بها نتلقى وجهها بسجود
*
* دفعنا بها في صدر نكباء صرصر
* وقد آذنت أرواحنا بخمود
*
* يقابلنا من فحمها تحت جمرها
* خدود عذارى في براقع سود
*
قلت ما قصر والذي قصر ابن صارة فإن العذار فوق الخد الأحمر أقرب للتشبيه من خدود العذارى تحت البراقع لأن البراقع ساترة الخدود فالخد والعذار يبدوان معا
وما أحسن من قول الآخر (من المنسرح)
* فحم كيوم الفراق تشعله
* نار كيوم الفراق في الكبد
*
* أسود قد صار تحت جمرتيها
* مثل العيون اكتحلن بالرمد
*
وقول الآخر (من الطويل)
* وفحم كأيام الوصلا فعاله
* ومنظره في العين ليل صدود
*
* كأن لهيب النار بين خلاله
* بوارق لاحت في غمائم سود
*
ومن شعر ابن لبال (من المنسرح)
* ألبسني حلة الضنى قمر
* ألبسه الحسن حلة الخفر
*
91

* أرسل من صدغه لعارضه
* ذؤابة تحت طة الشعر
*
* يفتر عن فضة وعن برد
* وعن أقاح ند وعن درر
*
قلت شعر جيد
7846 - ابن أبي قرة الداني علي بن أحمد بن أبي قرة أبو الحسن الأزدي الداني سكن مراكش وتوفي بها سنة ثمان وستمائة أورد له ابن الأبار في تحفة القادم من قصيدة يهنئ بفتح فنيول من ثغور بلنسية (من الكامل)
* فصل القضية أن حزبك غالب
* عند الكفاح وحزبهم مخذول
*
* ذكرتهم منها الحساب فلم يسل
* منهم هناك عن الخليل خليل
*
مذها في ذكر الأذفونش (من الكامل)
* ترك الفريسة وهي منه بمخلب
* إن الصقور على البغاث تصول
*
* كتبت يراع الصدعتين ضلوعة
* سطرا يرى في سيفك التأويل
*
* فالثغر ثغر بالبشائر باسم
* والين جفن بالسرور كحيل
*
وأورد له ما قاله يرثي الخطيب أبا القاسم بن خبيش (من الكامل)
* يا سرحة العلم التي لما ذوت
* عيون دونها وعيون
*
* ما كنت إلا الشمس يجعل قدرها
* من لم تعاوده ليال حزون
*
* إيه ثمال الطالبين وظلهم
* كل المصائب ما عداك تهون
*
* يا أيها الروح المقدس لم تفظ
* إلا لتسعف فيك حور عين
*
* لله نعشك يوم حمل انه
* لجميع أشتات العلوم ضمين
*
* وكأنه موسى يناجي ربه
* وثناؤه من بعده هارون
*
* هذى المنابر باكيات بعده
* فلها عليه زفرة وأنين
*
* ولطالما طربت به حتى
* ترى عيدانها قد عدن وهن غصون
*
* غضبان في حق رقيق بالورى
* كالسيف فيه مع المضاء اللين
*
قلت شعر جيد
151 - الإسلامي الحنفي علي بن أحمد بن علي العلامة أبو الحسن السجزي ثم
92

البلخي الفقيه المعروف بالإسلامي الحنفي مقدم أصحاب أبي حنيفة روى الكثير وكان زاهدا حسن السيرة توفي سنة ثمان وعشرين وخمسمائة
152 - ابن الباذش المغربي علي بن أحمد بن خلف أبو الحسن بن الباذش بالباء الموحدة وبعد الألف ذال معجمة وشين معجمة الأنصاري الغرناطي النحوي
كان مقرئا حاذقا عارفا بالغة محدثا له معرفة بالأسماء وفيه دين وخير سمع الناس منه كثيرا وتوفي سنة ثمان وعشرين وخمسمائة
153 - ابن حزم الظاهري علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد مولى يزيد بن أبي سفيان بن حرب الأموي الإمام الحافظ العلامة أبو محمد الفارسي الأصل الأندلسي القرطبي
أبوه وجده خلف أول من دخل الأندلس ولد أبو محمد بقرطبة سنة أربع وثمانين وثلاثمائة وتوفي سنت ست وخمسين وأربعمائة
وسمع من جماعة أولهم ابن الجسور
كان إليه المنتهيى في الحفظ والذكاء وكثرة العلم وكان شافعي المذهب ثم انتقل إلى القول نبغي القياس والقول بالظاهر وكان متفننا في علوم جمة عاملا بعلمه زاهدا بعد الرياسة التي كانت لأبيه وله من الوزارة وتدبير الملك جمع من الكتب شيئا كثيرا لا سيما من كتب الحديث وكان له وفور حظ من البلاغة والشعر والسير والأخبار وقد جمع الحميدي شعره على حروف المعجم ووزر أبوه للمنصور محمد بن أبي عامر مدبر دولة المؤدي وللمظفرين المنصور ووزر أبو محمد هذا للمستظهر بالله عبد الرحمن بن هشام ثم إنه نبذ الوزارة وأقبل للعلوم واشتغل أول أمره بالمنطق وبرع فيه وكان شيخه في المنطق محمد بن الحسن المذحجي القرطبيس المعروف بان الكتاني وكان شاعرا طبيبا مات بعد الأربعمائة وسأل بعض الحاضرين يوما سؤالا فأجيب فيه فاعترض أبو محمد فيه فقال له ليس هذا العلم من منتحلاتك فقام ودخل منزله واعتكف ولم يكن إلا بعد
93

أشهر قريبة حتى خرج وناظر أحسن مناظرة
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام ما رأيت في كتب الإسلام مثل المحلى لابن حزم والمغني للشيخ الموفق
وقد بالغ أبو بكر ابن العربي رحمه الله تعالى في الحط على الظاهرية في كتاب العواصم والقواصم وأكثر فيه من الحط على ابن حزم
وذكر له يوما أجل المصنفات الموطأ فأنكر ذلك وقال أولى الكتب بالتعظيم الصحيحان وكتاب سعيد بن السكن والمنتقى لابن الجارود والمنتقى لقاسم بن أصبغ ثم بعد هذه الكتب كتاب أبي داود والنسائي ومصنف قاسم بن أصبغ ومصنف الطحاوي ومسند الزار ومسند ابن أبي شيبة ومسند أحمد ومسند ابن راهويه ومسند الطيالسي ومسند أبي العباس النسوي ومسند ابن سنجر ومسند عبد الله بن محمد المسندي ومسند يعقوب بن شيبة ومسند ابن المديني ومسند ابن أبي عزرة وما جرى مجرى هذه الكتب التي أفردت لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم صرفا وللعطرة نصا ثم بعد ذلك الكتب التي فيها كلامه عليه السلام وكلام غيره مثل مصنف عبد الرزاق ومصنف ابن أبي شيبة ومصنف بقي بن مخلد وكتاب محمد بن نصر المروزي وكتابي ابن المنذر الأكبر والأصغر ثم مصنف حماد بن سلمة ومصنف سعيد بن منصور ومصنف وكيع ومصنف الفريابي وموطأ ابن أبي ذئب
وموطأ ابن وهب ومسائل أحمد بن حنبل وفقه أبي عبيد وفقه أبي ثور
ومن تصانيف أبي محمد بن حزم كتاب الإيصال إلى فهم كتاب الخصال الجامعة لجمل شرائع الإسلام فقي الواجب والحلال والحرام والسنة والإجماع أورد فيه قول الصحابة فمن بعدهم في الفقه والحجة لكل قول وهو كبير
والإحكام لأصول الأحكام في غاية التقصي
وكتاب الملل والنحل وكتاب إظهار تبديل اليهود والنصارى للتوراة والإنجيل وبيان تناقض ما بأيديهم مما لا يحتمل التأويل هو كتاب لم يسبق إليه والتقريب لحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية والأمثلة الفقهية
وقال الغزالي قد وجدت كتابا في أسماء الله تعالى ألفه أبو محمد بن حزم الأندلسي يدل على عظم شأنه وسيلان ذهنه
94

وكتاب الصادع في الرد على من قال بالتقليد وشرح أحاديث الموطأ والجامع في صحيح الحديث باختصار الأسانيد والتلخيص والتخليص في المسائل النظرية ومنتقى الإجماع وكشف الالتباس لما بين أصحاب الظاهر وأصحاب القياس وله كتاب ضخم في أجزاء ضخمة فيما خالف فيه أبو حنيفة ومالك والشافعي وما انفرد به كل واحد منهم وله كتاب المجلى وشرحه المحلى ولم يكمله وكمله تلميذه ابن خليل رأيت هذه التكملة من ثلاث مجلدات بخطك ابن خليل عن ابن سيد الناس
وله كتاب نقط العروس جمع فيه كل غريبة وهو كثير الفائدة وله حجة الوداع جودها وطولها وله سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وكتاب الإمامة والسياسة وكتاب أخلاق النفس
ناظر الفقيه أبا الوليد سليمان بن خلف بن سعيد بن أيوب صاحب كتاب المنتقى ولما انقضت بينهما المناظرة قال أبو الوليد اعذروني فإني كانت أكثر مطالعتي على سرج الحراس فقال ابن حزم اعذروني فإني أكثر مطالعتي كانت على منابر الذهب والفضة يعني أن الغني أمنع للاشتغال من الفقر
وروى عنه ابن العربي أنه قال بلغت ستة وعشرين سنة وأنا لا أدري كيف أجبر صلاة من الصلوات فشهدت جنازة لرجل كبير من إخوان أبي فدخلت المسجد قبل صلاة العصر والخلق فيه فجلست ولم أركع فقال لي أستاذي الذي رباني بإشارة أن قم صل تحية المسجد فلم أفهم فقال لي بعض المجاورين أبلغت هذه السن ولا تعلم أن تحية المسجد واجبة فقمت وركعت فلما عدنا من الجنازة ودخلت المسجد مشاركة لأهل الميت فبادرت بالركوع فقيل لي اجلس اجلس فليس في هذا وقت صلاة فانصرفت وقد خزيت ولحقني ما هانت به نفسي علي وقلت للأستاذ دلني على دار الشيخ الفقيه المشاور أبي عبد الله بن دحون فدلني فقصدته وأعلمته بما جرى واسترشدته في قراءة العلم فدلني على كتاب الموطأ لمالك فبدأت به عليه قراءة من اليوم التالي لذلك اليوم ثم تتابعت قراءتي عليه وعلى غيرة نحو ثلاثة أعوام وبدأت بالمناظرة
وقال أبو رافع الفضل بن علي بن أحمد بن حزم ولد الإمام المذكور إن مبلغ تواليف والدي في الحديث والفقه والأصول والملل والنحل وغير ذلك من التاريخ والنسب وكتب الأدب والرد على المعارضين نحو أربعمائة مجلد تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة وهذا شيء لم يعهد إلا لمحمد بن جرير الطبري فإنه أكثر أهل الإسلام تصنيفا فقد حسبت أيام حياته وتصانيف فجائت لكل يوم أربع عشرة ورقة
95

وكان شديد الشناع بذئ اللسان في حق مخالفه حتى قال ابن العريف خلق الله سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقين
قال أبو مروان بن حيان في بعض وصف ابن حزم وله في تلك الفنون كتب كثيرة غير أنه لم يخل فيها من غلط وسقط لجراءته على التسور على الفنون ولا سيما المنطق فإنهم زعموا انه زال هنالك وضل في سلوك تلك المسالك وخالف أرسطاطاليس واضعة مخالفة من لم يفهم غرضه ولا ارتاض
ثم قال ولم يك يلطف صدعه بما عنده بتعريض ولا يرقه بتدريج بل يصك به معارضه صك الجندل وينشقه متلفعة إنشاق الخردل فنفرت عنه القلوب ووقعت به الندوب حتى استهدف إلى فقهاء وقته فتمالئوا على بغضه ورد أقواله فأجمعوا على تضليله وشنعوا عليه وحذروا سلاطينهم من فتنته ونهوا عوامهم عن الدنو إليه والأخذ عنه فأقصته الملوك عن قربهم وبلادهم إلى أن انتهوا به منقطع أثره بتربة بلده من بادية لبلة وبها توفي وهو في ذلك غير مرتدع ولا راجع إلى ما أرادوا به يبث علمه فيمن ينتابه من بادية بلده من عامة المقتبسين منهم من أصاغر الطلبة الذين لا يخشون الملامة يحدثهم ويفقههم ويدارسهم ولا يدع المثابرة على العلم والمواظبة على التأليف والإكثار من التصنيف حتى كمل من مصنفاته في فنون من العلم وفر بعيد وكان قد أحرق بعض مصنفاته بإشبيلية ومزقت كان مما يزيد في شنآنه تشيعه لأمراء بني أمية ماضيهم وباقيهم بالمشرق والأندلس واعتقاده لصحة إمامتهم وانحرافه عن سواهم من قريش حتى نسب إلى النصف ومن شعره يصف ما أحرق ابن عباد من كتبه (من الطويل)
* فإن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي
* تضمنه القرطاس بل هو في صدري
*
* يسير معي حيث استقلت ركائبي
* وينزل إن أنزل ويدفن في قبري
*
* دعوني من إحراق رق وكاغد
* وقولوا بعلم كي يرى الناس من يدري
*
* وإلا فعودوا في المكاتب بدأة
* فكم دون ما تبغون لله من ستر
*
ومنه (من الطويل)
* أنا الشمس في جو السماء منيرة
* ولكن عيبي أن مطلعي لغرب
*
* ولو أنني من جانب الشرق طالع
* لجد على ما ضاع من ذكري
*
* ولي نحو أكناف العراق صبابة
* ولا عزو أن يستوحش الكلف الصب
*
* فإن ينزل الرحمن رحلي بينهم
* فحينئذ يبدو التأسف والكرب
*
96

* فكم قائل أغفلته وهو حاضر
* وأطلب عنه ما يجيء به الكتب
*
* هنالك يذري أن للبعد غصة
* وأن كساد العلم آفته القرب
*
* فوا عجبا من غاب عنهم تشوفوا
* له ودنوا المرء من دارهم ذنب
*
* وإن مكانا ضاق عني لضيق
* وإن زمانا لم أنل خصبه جدب
*
* وإن رجالا صنعوني لصنيع
* وإن زمانا لم أنل خصبه جدب
*
* ولكن لي في يوسف خير أسوة
* وليس على من بالنبي ائتسى ذنب
*
* يقولون مقال الحق والصدق
* إنني حفيظ عليم ما على صادق عتب
*
ومنه (من الطويل)
* كأنك بالزوار لي قد تبادروا
* وقيل لهم أودى علي بن أحمد
*
* فيا رب محزون هناك وضاحك
* وكم أدمع تذرى وخد مخدد
*
* عفا الله عني يوم أرحل طاعنا
* عن الأهل محمولا إلى ضيق ملحد
*
* فواراه حتى إن كان زادي مقدما
* ويا نصبي إن كنت لم أتزود
*
ومنه (من البسيط)
* لا يشمتن حاسد إن نكبة عرضت
* فالدهر ليس على حال بمترك
*
* ذو الفضل كالتبر طورا تحت ميفعة
* وتارة قد يرى تاجا على مللك
*
ومنه (من الوافر)
* لئن أصبحت مرتحلا بشخصي
* فروحي عندكم أبدا مقيم
* ولكن للعيان لطيف معنى
* له سأل المعاينة الكليم
*
وكان هو والحافظ أبو عمر بن عبد البر يتسايران في سكة الحطابين بإشبيلية فاستقبلهما غلام وضئ الوجه فقال أبو محمد إن هذه الصورة حسنة فقال أبو عمر لعل ما تحت الثياب ليس هناك فأنشد ارتجالا (من الطويل)
* وذي عذل فيمن سباني حسنه
* يطيل ملامي في الهوى ويقول
*
* أفي حسن وجه لاح لم تر غيره
* ولم ندر كيف الجسم أنت قتيل؟
*
* فقلت له أسرفت في اللوم عاذلي
* وعندي رد لو أردت طويل
*
97

* ألم تر أني ظاهري وأنني
* على ما بدا حتى يقوم دليل
*
ومنه (من الوافر)
* يقول أخي شجاك رحيل جسم
* وروحك ما له عنأ رحيل
*
* فقلت له المعاين مطمئن
* لذا طلب المعاينة الخليل
*
ومنه (من الوافر)
* أقمنا ساعة ثم ارتحلنا
* وما يعني المشوق وقوف ساعة
*
* كأن الشمل لم يك ذا اجتماع
* إذا ما شتت البين اجتماعه
*
وقد أوردت في ترجمة الحافظ فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن سيد الناس ما أنشدنيه بسنده إلى الحافظ أبي محمد بن حزم وهي أبيات أولها (من الرمل)
* من عذيري من أناس جهلوا
* ثم ظنوا أنهم أهل النظر؟!
*
قال الحميدي أنشدته قول أبي نواس (من الخفيف)
* عرضن للذي تحب بحب
* ثم دعه يروضه إبليس
*
فقال (من الطويل)
* أين وجه قول الحق في نفس سامع
* ودعه فنور الحق يسري ويشرق
*
* سيؤنسه رفقا وينسى نفاره
* عما نسي القيد الموثق مطلق
*
154 - العقيقي العلوي علي بن أحمد العقيقي العلوي ذكره أبو جعفر الطوسي في مصنفي الإمامية وقال له من الكتب كتاب المدينة وكتاب بناء المسجدين وكتاب النسب
155 - ابن أبي دجانة الكاتب علي بن أحمد بن أبي دجانة المصري أبو الحسن الكاتب الوراق جيد الخط كثير الضبط إلا أنه مع ذلك لا يخلو خطه من السقط وإن قل هو من أهل مصر وأقام ببغداد وبها كتب ونسخ الكثير وكان بها سنة أربع ثمانين وثلاثمائة
98

156 - الدريدي علي بن أحمد أبو الحسن الدريدي كان وراق ابن دريد واليه صارت كتب ابن دريد بعد موته ذكره الزبيدي فقال أصله من فارس
157 - المهلبي النحوي اللغوي علي بن أحمد أبو الحسن اللغوي المهلبي كان إماما في النحو واللغة ورواية الأخبار وتفسير الأشعار أخذ عن أبي إسحاق إبراهيم النجيرمي وأخذ عنه أبو يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي وابنه بهزاد وخلق كثير وتوفي بمصر سنة خمس وثمانين
وذكر علي بن حمزة البصري النحوي في كتاب الرد إلى ابن ولاد في المقصور والممدود أن أبا الحسن بالمهلبي
كان لقيطا وكان له اختصاص بالمعز والعزيز صاحبي الديار المصرية ومن جلسائها الخواص وأدرك دولة كافور وله مع أبي الطيب قصة حدث بها أبو جعفر الجرجاني قال قال أبو الحسن المهلبي النحوي وقع بيني وبين المتنبي في قول العدواني (من البسيط)
* يا عمرو إلا تدع شتمي ومنقصتي
* أضربك حتى يقول الهامة اسقوني
*
وذلك أن المتنبي قال إن الناس يخلطون في هذا البيت والصواب اشقوني من شقأت رأسه بالمشط قال المهلبي فقلت له أخطأت من وجوه
أحدها أنه لم يرو كذلك
والأخر أنه يقال شقأت بالهمزة
وأيضا فإني أظنك لا تعرف الخبر فيه وما كانت العرب تقوله في الهامة أنها إذا لم يثأر بصاحبها لا تزال تقول اسقوني اسقوني فإذا ثأروا به سكن كأنه شرب ذلك الدم
قلت شقأت رأسه بالمشط شقئا هو بالسين المعجمة والمشقأ المفرق من الرأس والمشقأ بالكسر المشط فعلى هذا لو كان الأمر كما زعمه المتنبي لقال أشقئوني بالهمزة لأنه رباعي فهذا وجه آخر من غلطه كان ينبغي للمهلبي أن يعده على المتنبي
وقال ابن وكيع قال شيخنا المهلبي رأيت أبا الطيب المتنبي ينكر أن يؤنث المذكر المضاف إلى المؤنث فأنشدته قول الأعشى (من الطويل)
* وتشرق بالقول الذي قد أذعته
* كما شرقت صدر القناة من الدم
*
فقال له هذا من إنشادات سيبويه مستهزئا فقلت له ومن إنشادات أهل الكوفة
99

أيضا وهو مذكور في كتبهم يستشهدون به في كتاب المذكر والمؤنث لابن السكيت قال فأحضرنا الكتاب وكان يخط بعض العلماء فلما رأى البيت فيه قال ما هذا بخط جيد أنا أكتب خيرا منه فقلت له هذا غير ما كنا فيه
158 - ابن سيده اللغوي علي بن أحمد بن سيده أبو الحسن اللغوي الأندلسي المري الضرير وكان أبوه أيضا ضريرا قال ياقوت هكذا قال الحميدي علي بن أحمد وفي كتاب ابن بشكوال علي بن إسماعيل وفي كتاب القاضي صاعد الجياني علي بن محمد بن علي بن محمد في نسخة وفي نسخة علي بن إسماعيل كما قال ابن بشكوال فاعتدنا على ما ذكره الحميدي لأن كتابه أشهر
توفي ابن سيده بالأندلس سنة ثمان وخمسين وأربعمائة عن ستين سنة أو نحوها وكان مع توفره على العربية متوفرا على علوم الحكمة وألف فيها تواليف كثيرة
قلت من وقف على خطبة المحكم علم أنه كان من أرباب العلوم العقلية وليست بخطبة كتاب في اللغة إنما تصلح خطبة لكتاب الشفاء لابن سينا
وروى ابن سيده عن أبيه وعن صاعد بن الحسن البغدادي قال أبو عمر الطلمنكي دخلت مرسيه فتشبث بي أهلها ليسمعوا علي غريب المصنف فقلت لهم انظرونا من يقرأ وأنا أمسك كتابي فأتوني برجل أعمى يعرف بابن سيده فقرأه علي من أوله إلى أخره حفظا من قلبه فعجبت منه
وقال الحميدي كان ابن سيده منقطعا إلى الأمير أبي الحبش مجاهدين عبد الله العامري ثم حدث له نبوة بعد وفاته في أيام إقبال الدولة ابن الموفق فهرب منه ثم قال يستعطفه (من الطويل)
* ألا هل إلى تقبيل راحتك اليمنى
* سبيل فإن الأمن في ذاك واليمنا
*
* ضحيت فهل في برد ظلك نومة
* لذي كبد حرى وذي مقلة وسني
*
* وبضنو هموم طلحته ظباته
* فلا غاربا أبقين منه ولامتنا
*
وهي طويلة فوقع له الرضا عنه عند وصولها إليه فرجع
وكان ابن سيده ثقة في اللغة قوله حجة لكنه عثر في المحكم عثرات قال في الجمار هي التي ترمى بعرفة وكذلك يهم في النسب ومن تصانيفه كتاب المحكم
100

والمحيط الأعظم في اللغة وكتاب المخصص مرتب على الأبواب كغريب المصنف وكتاب شرح إصلاح المنطق وكتاب الأنيق في شرح الحماسة كبير إلى الغاية
كتاب العالم في اللغة عل الأجناس في غاية الاستيعاب نحو مائة مجلد بدأ فيه بالفلك وختم بالذرة وكتاب العالم والمتعلم على المسألة والجواب وكتاب الوافي في علم أحكام القوافي وكتاب شاذ اللغة في خمس مجلدات وكتاب وشرح كتاب الأخفش
وتوفي بدانية سنة ثمان وخمسين وأربعمائة وقيل سنة ثمان وأربعين وأربعمائة كان يوم الجمعة صحيحا سويا إلى صلاة المغرب فدخل الموضأ وأخرج منه وقد سقط لسانه وانقطع كلامه وبقي على تلك الحالة إلى عصر يوم الأحد وتوفي إلى رحمة الله
159 - الواحدي علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي أبو الحسن أصلهم من ساوة وكان هو وأخوه عبد الرحمن من أولاد التجار وكل قد روى العلم وحدث
وتوفي أبو الحسن سنة ثمان وسنتين وأربعمائة ومات أخوه عبد الرحمن سنة سبع وثمانين كلاهما بنيسابور
وكان أبو الحسن إماما مفسرا نحويا أنفق أيام صباه في التحصيل وأتقن الأصول على الأئمة وطاف على أعلام الأمة وقرأ على أبي الفضل العروضي الأديب وقرأ النحو على أبي الحسن الضرير القهندزي وسافر في طلب الفوائد ولازم مجالس الثعالبي وحصل من عنده التفسير وأخذ القراءات على الأستاذ أبي القاسم علي بن أحمد البستي وعلى الأستاذ أبي عثمان سعيد بن محمد الحيري وأبي الحسن علي بن محمد الفارسي وقد ذكر في مقدمة تفسيره كتاب البسيط أشياخه وما قرأه عليهم
ومن تصانيفه كتاب البسيط وكتاب الوسيط وكتاب الوجيز كل ذلك في تفسير القرآن وقد قيل للغزالي لما صنف كتبه المعروفة ما عملت شيئا أخذت الفقه من نهاية المطلب لإمام الحرمين وأسماء الكتب من الواحدي وكان الغزالي يقول من أراد أن يسمع التفسير كأنه من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم فعليه بتفسير الواحدي
وله كتاب أسباب النزول وكتاب الدعوات والمحصول وكتاب المغازي وكتاب الإغراب في الإعراب وشرح ديوان المتنبي وعد الناس ذلك من سعادة
101

المتنبي وكتاب نفي التحريف عن القرآن الشريف وكتاب تفسير النبي صلى الله عليه وسلم وفيه قال الشاعر (من السريع)
* قد جمع العالم في واحد
* عالمنا المعروف بالواحدي
*
وكان الواحدي عديم النظير ولكنه كان يبسط لسانه في العلماء بما لا يليق ومن شعر الواحدي (من الطويل)
* تشوخت الدنيا وأبدت عوراها
* وضاقت علي الأرض بالرحب والسعة
*
* وأظلم في عيني ضياء نهارها
* لتوديع من قد بان عني بأربعة
*
* فؤادي وعيني والمسرة والكرى
* فإن عاد الكل والأنس والدعه
*
ومنه (من الطويل)
* لعمري لقد أحيا قدومك مدنفا
* بحبك صبا في هواك معذبا
*
* يظل أسير الوجد رهن صبابة
* ويمسي على جمر الغضا متقلبا
*
* وكم زفرة قد هجتها لو زفرتها
* على سد ذي القرنين أمسى مذويا
*
* وكم لوعة قاسيت يوم تركتني
* ألاحظ منك البدر حين تغيبا
*
* وعاد النهار الطلق اسود مظلما
* وعاد سنا الإصباح بعدك عيهبا
*
* وأصبح حسن الصبر عني ظاعنا
* وجدد نحوي البين نابا ومخلبا
*
* فأقسم لو أبصرت طرفي باكيا
* لشاهدت دمعا بالدماء مخضبا
*
* مسالك لهو سدها الوجد والجوى
* وروض سرور عاد بعدك مجدبا
*
* فداؤك روحي يا بن أكرم والد
* ويا من فؤادي غير حبيه قد أبى
*
160 - الفنجكردي علي بن أحمد الفنجكردي بكسر الفاء وسكون النون وكسر الجيم والكاف وسكون الراء وبعدها دال مهملة وهي قرية من قرى نيسابور
كان أديبا فاضلا ذكره الميداني في خطبة كتاب السامي وأثنى عليه وذكره البيهقي في الوشاح فقال الإمام علي بن أحمد الفنجكردي الملقب بشيخ الأفاضل أعجوبة زمانه وآية أقرانه وشيخ الصناعة والممتطي غوارب البراعة
وقرأ الفنجكردي اللغة على يعقوب بن أحمد الأديب وغيره وأحكمها لحقته علة
102

أزمنته في آخر عمره ومات بنيسابور في شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وقيل سنة اثنتي عشرة وخمسمائة عن ثمانين سنة
ومن شعره (من مخلع البسيط)
* زماننا ذا زمان سوء
* لا خير فيه ولا صلاحا
*
* هل يبصر المبلسون فيه
* لليل أحزانهم صباحا
*
* فكلهم منه في عناء
* طوبى لمن مات فاستراحا
*
ومنه (من البسيط)
* الحكم لله ما للعبد منقلب
* إلا إليه ولا عن حكمه هرب
*
* والمرء ما عاش في الدنيا أخو محن
* تصبه الحادثات السود والنوب
*
* فإن يساعده في أثنائها فرج
* تسارعت ونحوه في إثره كرب
*
* حتى إذا مل من ديناه فاجأه
* من أرضه كان أو في غيرها العطب
*
قلت شعر متوسط
161 - أبو الحسن النيسابوري المقرئ علي بن أحمد بن محمد بن الغزال النسيابوري أبو الحسن ذكره عبد الغافر من السياق فقال مات في شعبان سنة ست عشرة وخمسمائة ووصفه فقال الإمام المقرئ الزاهد العابد من وجوه أئمة القراءة المشهورين بخراسان والعراق العارف بوجوه القاراءات واختلاف الروايات الإمام في النحو وما يتعلق به من العلل واليه الفتوى فيه عهدناه شابا كثير الاجتهاد مقبلا على التحصيل ملازما لأستاذه أبي النصر الترامشي المقرئ حتى تخرج به فزاد عليه في الفقه والورع وقصر اليد عن الدنيا ولزم طريق العبادة وطريق التصوف والزهد حتى كان يقصد من البلاد ويستفاد منه وقلما كان يخرج من بيته إلا في الجنائز
ثم اختل بصره في آخر عمره وأصابه مرض طويل فبقي فيه مدة ومات وكان عديم النظير وله مصنفات مفيدة في النحو والقراءات سمع الحفصي وأحمد بن منصور بن خلف المغربي
162 - خازن النظامية الكاتب علي بن أحمد بن بكري وقيل ابن عمر بن
103

أحمد بن عبد الباقي بن بكري أبو الحسن خازن دار الكتب بالنظامية كانت له معرفة جيدة بالأدب قرأ النحو على أبي السعادات ابن الشجري وعلي أبي منصور الجواليقي وغيرهما وكان فاضلا حسن الخط جيد الضبط كتب من كتب الأدب كثيرا يفوق الحصر توفي سنة خمس وسبعين وخمسمائة
163 - ابن الرزاز العمري المسند علي بن أحمد بن محمد بن بيسان أبو القاسم ابن الرزاز البغدادي مسند الدنيا في عصره روى عنه خلق لا يحصون وتوفي سنة عشر وخمسمائة
قيل إنه من أولاد عمر بن الخطاب أسمعه والده في صباه من محمد بن محمد بن محمد بن مخلد والحسن بن مخلد بن شاذان وعبد الملك بن محمد بن بشران وعبد الرحمن بن عبد الله الخرقي وطلحة بن علي بن الصقر بن عبد المجيب والقاضي أبي العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي والحسين بن علي الطناجيري وأحمد بن محمد المنكدري ومحمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان والحسن بن علي بن المذهب ومحمد بن علي الصوري
وانفرد بالرواية عن أكثرهم وعمر وصارت الرحلة إليه وكتب عنه الأئمة والحفاظ وروى عنه الإمام المسترشد بالله أمير المؤمنين وابن كليب وهو أخر من روي عنه على وجه الأرض
وكان من عادة أبي القاسم ألا يسمع جزء الحسن بن عرفة إلا بدينار لكل واحد من السامعين وأما ابن كليب فكان يسمعه بدينار لواحد أو لجماعة
ومولد أبي القاسم سنة اثنتي عشرة وأربعمائة وأول سماعه سنة سبع عشرة
164 - ابن العطار الواسطي علي بن أحمد بن إبراهيم بن علي أبو الحسن الهاشمي الواسطي المعروف بابن العطار شاعر سكن بغداد إلى أن توفي سنة تسع وعشرين وستمائة وكان من شعراء الديوان ومن شعره (من الكامل)
* أتراه بعد قطيعة يتعطف
* قد يميل به قوام أهيف
*
* أنت البرئ من الإساءة
* كلها يا عاذلي وأنا المحب المدنف
*
104

* لا تلحني في حبه فتيمي طبع
* وصبري عن هواه تكلف
*
* كيف اصطباري عنه والقلب
* الذي هو عدتي لسواه لا يتألف
*
* دفت معاني العشق عن
* إفهامهم واستعذبوا فيه الملام وأسرفوا
*
قلت شعر جيد
165 - القواس البغدادي علي بن أحمد بن أبي الحسين بن ملاعب أبو الحسن القواس البغدادي كان يعمل قسي البندق في دكان وكان ذكيا فهما له معرفة بالنجوم وعلم الهيئة وعمل آلات الفلك وكان قد خالط الفضلاء والعلماء وحفظ كثيرا من الحكايات والأشعار وسمع كتاب حل الإشكال في الرقوم والأشكال لصدقة بن الحسين بن الحداد الحنبلي قال ابن النجار قرأنا عليه
وتوفي سنة إحدى عشرة وستمائة
166 - ابن الرويدة المصري علي بن أحمد أبو الحسن ابن الرويدة ابنو الرويدة جماعة منهم أحمد ابن هذا علي ومنهم جده محمد أبو محمد ومنهم العاق عبد الله وأخوه علي ومحمد
وأبو الحسن هذا ذكره أسامة بن منقذ في شعراء المحدثين فقال شاعر مجيد
من شعره في القاضي وأبو مسلم وادع بن عبد الله بن سليمان (من مجزوء الكامل)
* قلبي بكم بر فعقوا
* فلما أرق ولم ترقوا؟!
*
* أحبابنا مذق سلوى
* عنكم وهواي حق
*
* أنا من تجنيكنم
* أسير ما لرقي منه عتق
*
* شرق بغرب مدامعي
* أو يلتقي غرب وشرق
*
* يأهل برقة ثهمد
* ميعادكم في العين برق
*
* ما في عرق ما
* لأنياب النوائب فيه عرق
*
* وذا اعتمت بوادع
* فلسائمي السوام سحق
*
منها (من مجزوء الكامل
*
105

* من معشر شرفوا وما
* شرفوا بما لا يستحقوا
*
* ما يبتغى إلا لديهم دون
* أهل الأرض رزق) *
ومن شعره (من الوافر)
* إذا ما رغبة حضرتك فيمن
* يريك من الوداد كما تريه
*
* فخذ بالظاهر المرئي منه
* فمن كشفت عنه زهدت فيه
*
قال وكتب إلى جدي شديد الملك وقد وفد عليه الأمير المهند أبو نصر بن الخيش (من الخفيف)
* يا علي منقذ يا هماما
* حين يدعى الوغى يعد بجيش
*
* قد أتاك الخيشي في وسط آب
* بقريض يغنيك عن بيت خبش
*
ومن شعره في قاض (من البسيط)
* يا ابن الزعيطات زال الحق وانتهزت
* فيه بحكمك أيدي الباطل الفرصا
*
* لا توهم الفخر لما أن وليت قضا
* ما أنت زدت ولكن القضا نقصا
*
قلت ومن شعره فيمن أودعت عنده وداعة فأنكرها وادعى ضياعها (من الكامل)
* إن قال قد ضاعت فصدق أنها
* ضاعت ولكن منك لما تودع
*
* أو قال قد وقعت فصدق أنها
* وقعت ولكن منه أحسن موقع
*
ورأيت مشوبا لابن الرويدة أما هذا أو أبوه (من البسيط)
* إن ابن مسعر والقاضي على عجب
* والدهر يظهر كلا من عجائبه
*
* توافقا عن رضا لا فرق بينهما
* كل بنيك بعلم عرس صاحبه
*
ورأيت أيضا (من الكامل)
* لبني المنذر من فروج يسائهم
* نسب يقودهم إلى الفحشاء
*
* تحت الحضيض جباههم وقرونهم
* مقرنة بكواكب الجوزاء
*
* قوم رجالهم شناعة آدم
* ونساؤهم عار على حواء
*
ورأيت له أيضا (من الوافر)
* أفاتك لا سلمت من الليالي
* ولا من فتكها حالا فحالا
*
* تحيل المادحين على محال
* لأنهم يقولون المحالا
*
106

167 - قبلة الأدب علي بن أحمد بن أحمد بن علي البزاز أبو الحسن ابن أبي القاسم المعروف بقبلة الأدب سبط أبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش البغدادي
كان أديبا فاضلا شاعرا سريع البديهة كثير الهجو سمع جده وحدث عنه باليسير توفي سنة سبعين وخمسمائة
ومن شعره (من الخفيف)
* يا زمانا خلا من الناس واستأصل
* بالقلع شأفة الأحرار
*
* ليتني مت إذ حللت بواديك
* فقد يميل في أذاك اصطباري
*
* حسبي الله لا سواه فما أنا أبعد
* خيرا يرجى من الإشرار
*
وأنشد يوما قول أبي نواس (من المديد)
* رشأ لولا ملاحته
* خلت الدنيا من الفتن
*
* ما بدا إلا إستبرق له
* حسنه عبدا بلا ثمن
*
وقيل له أجز فقال ارتجالا (من المديد)
* وجنتاه في احمرارهما
* حكتا وردا على غصن
*
* أنا ميت في محبته
* غير أن الروح في بدني
*
168 - المعظم ابن الإمام الناصر علي بن أحمد هو أبو الحسن الملك المعظم ابن الإمام الناصر كان أصغر من أخيه الظاهر بسنتين وكان شابا سريا ظريفا لطيفا سمحا جوادا كثير الصدقة والمعروف يكتب خطا مليحا أقطعه والده الإقطاعات الكثيرة واشترى له المماليك الترك وأذن له في الركوب بالخدم والحشم فامتدت العيون إليه وتعلقت الآمال به فتوفي عن مرض أيام قلائل ضحوة يوم الجمعة العشرين من ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وستمائة وحضر أرباب الدولة والعلماء بدار الخلافة وصلوا عليه هناك وحمل إلى تربة جدته أم والده فدفن إلى جانبها وكان يوما مشهودا وكان قد أتى برأس منكلي مملوك أزبك السلطان الذي عصى على أستاذه وعلى الخليفة وقطع الطريق وذهب وزينت بغداد فلما مروا على درب حبيب وافق تلك الساعة موت علي المذكور فانقلب الفرح عزاء وأمر الخليفة بالنياحة في بغداد وفرش الرماد والبواري وغلقت
107

الأسواق والحمامات وسمع الناس بكاء الخليفة وصراخه وأقامت الملوك عزاءه في البلاد ورثاه الشعراء
منهم كمال الدين بن النبيه بقصيدته الدالية وهي (من السريع)
* الناس للموت كخيل الطراد
* فالسابق السابق منها الجواد
*
* والله لا يدعو إلى داره
* إلا من استصلح من ذا العباد
*
* والموت نقاد على كفه
* جواهر يأخذ منها الجياد
*
* والعمر كالظل ولا بد أن
* يزول ذاك الظل بعد امتداد
*
* لا تصلح الأواح إلا إذا
* سرى إلى الأجسام هذا الفساد
*
* أرغمت يا مولاي أنوف القنا
* ودست أعناق السيوف الحداد
*
* كيف تجر مت عليا وما
* أنجده كل طويل النجاد
*
* نجل أمير المؤمنين الذي
* من خوفه يرعد قلب الجماد
*
* مصيبة أذكت قلوب الورى
* كأنما في كل قلب زناد
*
* ناذلة جلت فمن أجلها
* سن بنو العباس لبس السواد
*
* مأتمة في الأرض لكن له
* عرس على السبع الطباق الشداد
*
* فالخوذ في المسح لها رنة
* والجود تجلى في المروط الجياد
*
* طرقت يا موت كريما فلم
* تقنع بغير النفس للضيف زاد
*
* قصفته من سدرة المنتهى
* غصنا فشلت يد أهل الفساد
*
* يا ثالث السبطين خلفتني
* أهيم من همي في كل واد
*
* يا نائما في غمرات الردى
* كحلت أجفاني بحيل السهاد
*
* ويا ضجيع التراب أقلقتني
* كأنما فرشي شوك القتاد
*
* دفنت في الترب ولو أنصفوا
* ما كنت إلا في صميم الفؤاد
*
* لو لم تكن أسخنت عيني سقت
* مثواك عيناي كصوب المهاد
*
* خليفة الله اصطبر واحتسب
* فما وهي البيت وأنت العماد
*
* في العلم والحلم بكم يقتدى
* إذا دجا الخطب وضل الرشاد
*
108

* أنتم سماء طلعت زهرها
* لا ينقض الآفل منكم عداد
*
* وأنت لج البحر ما ضره
* إن سال من بعض نواجيه واد
*
* حبك فرض في قلوب الورى
* وابن الولا يعدل بابن الولاد
*
* يا نوح رث أعمارنا واحتكم
* ملكك الله رقاب العباد
*
وقال راجح الحلى قصيدة أولها (من الكامل)
* كذا يهد الدهر أركان الهدى
* ويرد بالنكبات شاردة الردى
*
وتوارد هو وأبيه على معنى واحد فقال راجح في هذه القصيدة (من الكامل)
* ورث الخلايف علم يوم مصابه
* فلأجله اتخذوا الشعار الأسودا
*
169 - ابن ظنير المغربي علي بن أحمد بن عبد العزيز بن علي أبو الحسن الأنصاري الأندلسي الميورقي ابن ظنير بضم الظاء المعجمة وفتح النون المشددة وياء آخر الحروف وراء بعدها
سمع الإمام ابن عبد البر وغانم بن وليد المخزومي وعلي بن عبد الغني القيرواني الضرير وغيرهم وسمع بدمشق عبد العزيز بن أحمد الكتاني والحسين بن محمد بن أحمد
بن طلاب وعلي بن الحسن بن صصرى وغيرهم وحج وقدم بغداد وسمع من شيوخ ذلك الوقت وتوفي بكاظمة منصرفا من الحج سنة خمس وسبعين وأربعمائة وكان مقدما في النحو
ومن شعره (من الوافر)
* وسائلة لتعلم كيف حالي
* فقلت لها بحال لا تسر
*
* دفعت إلي زمان ليس فيه
* إذا فتشت عن أهليه حر
*
170 - أبو الحسن بن الدباس المقرئ علي بن أحمد بن سعيد بن الدباس أبو الحسن المقرئ الواسطي
قرأ بالروايات على علي بن عبد الرحمن بن الحسن بن الزجاجي والمبارك بن أحمد بن زريق الحداد وغيرهما ودخل بغداد وقرأ على جماعة والموصل وقرأ بها على
109

يحيى بن سعدون القرطبي وسمع بواسط وكان عالما بالقراءات وعللها قيما يحفظ أسانيدها ويعرف النحو جيدا وكان متواضعا متوددا حسن الأخلاق وتوفي سنة سبع وستمائة
ومن شعره (من الكامل)
* لهفي على عمري لقد أفنيته
* في كل ما أرضى وأسخط مالكي
*
* ويلي إذا عنت الوجوه لربها
* ودعيت مغلولا بوجه حالك
*
* ورقيب أعمالي ينادي شامتا
* يا عبد سوء أنت أول هالك
*
* لم يبق من بعد الغواية منزل
* إلا الجحيم وسوء صحبة مالك
*
171 - قاضي القضاة الدامغاني علي بن أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن عبد الملك أبو الحسن ابن القاضي أبي الحسين ابن قاضي القضاة أبي الحسن ابن قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني ولي القضاء بربع الكرخ بعد والده سنة أربعين وخمسمائة في نصف جمادى الأولى ولم يزل على ذلك إلى أن توفي قاضي القضاة أبو القاسم علي بن الحسين الزينبي يوم عيد الأضحى سنة ثلاث وأربعين فولى أبو الحسن هذا مكانه وكان عمره يومئذ ثلاثين سنة ولم يزل على قضاء القضاة إلى أن توفي المقتفي وولى المستنجد فأقره ثم عزله في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وخمسمائة وكانت مدة ولايته إحدى عشرة سنة وستة اشهر فلزم داره منعكفا على الاشتغال بالعلم وكان يقول أنا على ولايتي ما عزلت وكل قضاة بغداد نوابي لأن القاضي إذا لم يظهر فسقه لا يجوز عزله فبقي على ذلك مدة ولاية المستنجد وقطعة من ولاية المستضيء فأعاده إلى قضاء القضاة بولاية جديدة في شهر ربيع الأول سنة سبعين وخمسمائة فبقي إلى أن توفي المستضيء وولي الإمام الناصر فأقره إلى ولايته إلى أن توفي سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة
وكان شيخا مهيبا وقورا جليلا فاضلا عالما صائنا كامل العقل عفيفا نزيها محمود السيرة حسن المعرفة بالقضايا والأحكام وحدث باليسير
172 - ابن هبل الطبيب علي بن أحمد بن هبل البيع بفتح الهاء والباء الموحدة
110

وبعدها لام أبو الحسن مهذب الدين البغدادي قرأ الأدب على الشريف ابن الشجري وسمع من أبي القاسم ابن السمرقندي ومحمد بن أحمد بن مالك العاقولي وقرأ الطب وبرع فيه وخرج عن بغداد ودخل الروم وصار طبيب السلطان هناك وكثر ماله وارتفع مقداره ثم إنه سكن خلاط ثم الموصل إلى أن توفي سنة عشر وستمائة وكان قد بعث من خلاط إلى الموصل بوديعة مائة وثلاثين ألف دينار لما كان عنده شاة أرمن وأضر في آخر عمره وزمن وكان الناس يأتونه إلى منزله وقرؤون عليه وله مصنفات منها كتاب المختار في الطب وهو جليل يتمل على علم وعمل وكتاب الطب الجمالي صنفه لجمال الدين محمد ابن الوزير المعروف بالجواد وأورد له ابن أبي أصيبعة في
تاريخه (من البسيط)
* لقد سبقني غداة الخيف غانية
* قد حاذت الحسن في دل بها وصبا
*
* قامت تميس كخوط البان غازله
* مع الأصائل ريحا شمأل وصبا
*
* يكاد من دقه خصر تدل به
* يشكو إلى ردفها من ثقله وصبا
*
* لو لم يكن أقحوان الثغر مبسمها
* ما هام قلبي بحبها هوى وصبا
*
173 - ابن دواس القنا العنبري علي بن أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حيدرة بن القاسم بن الحارث بن عبد الله بن عبد الله المعروف ببنه ابن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب أبو الحسن قال محمب الدين ابن النجار هكذا ذكر نسبه بخط يده
وكان يعرف بالعنبري وبابن دواس القنا وهو أخو محمد الذي تقدم ذكره في المحمدين من أهل واسط كان شاعرا منجما يعمل التقاويم وتوفي ببغداد سنة اثنتي عشرة وستمائة
ومن شعره (من البسيط)
* إني أعالج أقواما إذا اختبروا
* كانوا ثياب جمال تحتها صور
*
* مقدمين فلا أصل ولا حسب
* ولا نسيم ولا ظل ولا شجر
*
* هم الصدور ولكن لا قلوب لهم
* يا ليت مذ نظروا ما كان لي نظر
*
* من كل صدر متى لاقاه مادحه
* كانت مواهبه التقطيب والضجر
*
111

ومنه (من المنسرح)
* يا داعي المجد راعني كرما
* ولا تدع من رعيته حملا
*
* جد باقتراحي فقد ألفت فعم
* حبا وأنكرت من زمانك لا
*
174 - ابن أخي نصر الحنبي علي بن أحمد بن الفرج بن إبراهيم الزاز أبو الحسن الفقيه البغدادي الحنبلي المعروف بابن أخي نصر من أهل عكبرا كان شيخ العلم يعكبرا في الحديث والفقه والفرائض وكتب الكثير وكانت مفتيا مدرسا حجة ثقة سمع الحسن بن أحمد بن شاذان وعلي بن الحسن بن شهاب توفي سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة
ومن شعره (من البسيط)
* أعجب لمحتكر الدنيا وبانيها
* وعن قليل على كره يخليها
*
* دار عواقب مفروحاتها حزن
* إذا أعارت أساءت في تقاضيها
* (وكل حي قمام الموت يدركه
* ففيم تخدعنا آمالنا فيها
*
* يا من يسر بأيام تسير به
* إلى الفناء وأيام يقضيها
*
* قف في منازل أهل العز معتبرا
* وانظر إلى أي شيء صار أهلوها
*
* صاروا إلى حدث قفر محاسنهم
* على الثرى ودوى الدود يعلوها
*
قلت شعر نازل
175 - المرتب الدهان العامي علي بن أحمد بن محمد بن علي الدهان البغدادي كان يرتب الصفوف بجامع المنصور وكانت له معرفة بأحوال القضاة والشهود والخطباء وجمع جزءا في وفيات الشيوخ وكان أميا يملي على الناس ويكتبون له وروى عنه الناس
توفي سنة ثمان عشرة وخمسمائة
176 - العلوي الزيدي الشافعي علي بن أحمد بن محمد بن عمر بن مسلم بن عبيد
112

الله بن الحسن ينتهي إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه أبو الحسن العلوي الزيدي الشافعي كان أحد الأعيان المشار إليهم بالزهد والعبادة والفضل والفقه والنزاهة وحسن الطريقة أحبه الخاص والعام ووقع له القبول في القلوب وقصده الأعيان والأماثل للتبرك به وقرأ بنفسه وسمع وكتب بخطه واستكتب ونقل الأصول الكثيرة والمسانيد والأجزاء فصار له من ذلك شيء كثير وأوقف ذلك جميعه على مسجده الذي بدار دينار الصغيرة
وتوفي سنة خمس وسبعين وخمسمائة ببغداد
177 - أبو الطيب الشعيري علي بن أحمد بن مسلمة الشعيري أبو الطيب الشاعر قال عبد العزيز بن عبد الله بن مسلمة الشعيري استحسنت عند أبي الطيب علي بن أحمد بن مسلمة قول امرئ القيس (من الطويل)
* ألم تر أني كلما جئت طارقا
* وجدت بها طيبا وإن لم تطيب
*
فقال لي قد تجوزت بهذا المعنى إلى ما هو أحسن منه قلت ما هو قال قولي (من الخفيف)
* إن تأملتها تلألأت نورا
* أو تنسمتها تضوعت طيبا
*
178 - الفخري البغدادي علي بن أحمد أبو الحسن الفخري ذكره الحميدي في تاريخ الأندلس من جمعه وقال شاعر أديب قدم الأندلس من بغداد وأورد له (من البسيط)
* الموت أولى بذي الآداب من أدب
* يبغي به مكسبا من غير ذي أدب
*
* ما قيل لي شاعر إلا امتعضت لها
* حسب امتعاضي إذا نوديت باللقب
*
* وما دها الشعر عندي سخف منزله
* بل سخف دهر بأهل الفضل منقلب
*
* صناعة هان عند الناس صاحبها
* وكان في حال مرجو ومرتقب
*
* إذا جهلت مكان الشعر من شرف
* فأي مأثرة أبقيت للعرب؟
*
179 - الوادي آشي علي بن أحمد بن يوسف بن مروان بن عمر أبو الحسن
113

الأندلسي الوادي آشي كان صاحب فنون وتصانيف توفي سنة تسع وستمائة
ومن تصانيفه الوسيلة في الأسماء الحسنى و كتاب الترصيع في تأصيل مسائل التفريع وكتاب اقتباس السراج في شرح مسلم وكتاب نهج المسالك في شرح موطأ مالك في عشر مجلدات
180 - ابن نوبخت الشاعر علي بن أحمد بن نوبخت الشاعر كان شاعرا قليل الحظ من الدنيا لم يزل رقيق الحال ضعيف الموجود توفي بمصر سنة ست عشرة وأربعمائة وكفنه ولي الدولة ابن خيران
ومن شعره (من البسيط)
* سعى إليك بي الواشي فلم ترني
* أهلا لتكذيب ما ألقي من الخبر
*
* ولو سعى بك عندي في ألذكرى طيف
* الخيال لبعت النوم بالسهر
*
قلت أنشدني لنفسه إجازة العلامة شهاب الدين محمود ما يصلح أن يكون قبل هذين وهو (من البسيط)
* يا ملزمي بذنوب ما أحطت بها
* علما ولا خطرت يوما على فكري
*
* صدقت في أباطيل الظنون وكم
* كذبت فيك يقين السمع والبصر
*
قال ابن خلكان ويقرب من قول ابن نوبخت قول أبي عبد الله الحسين ابن التميمي الشاعر المشهور صاحب الرسالة المشهورة من جملة أبيات وهو قوله (من الكامل)
* أنبت أنك قد أتتك قوارض
* عنى ثنتك عن الضمير الواجد
*
* عملت رقى الواشين فيك وإنها
* عندي لتضرب في حديد بارد
*
والأصل في هذا كله قول عبد الله بن الدمينة الخثعمي الشاعر المشهور المعروف بنائحة العرب من جملة قصديته البائية المشهورة (من الطويل)
* وكوني عن الواشين لداء شغبة
* كما أنا للواشي ألد شغوب
*
114

181 - ابن عرام علي بن أحمد بن عرام بن أحمد أبو الحسن الربعي الأسواني
له تصانيف كثيرة في كل فن سمع من ابن بركات الصغيدي بمصر سنة خمس عشرة وخمسمائة وذكره العماد في الخريدة وقال شيخ من أهل الأدب بأسوان سألت عنه بمصر في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة وقيل لي إنه حي وأورد له (من الخفيف)
* كم ليال نعمت فيها بخود
* فاقت البدر في السنا والسناء
*
* ذات جيد كالرئم حلاه عقد
* حل فيه بحل عقد عزائي
*
* وتر شفت من رضاب برود
* فاق طعم السلافة الصهباء
*
* وتنزهت في رياض حسان
* غانيات عن صوب ماء السماء
*
* بين ورد ونرجس وأقاح
* ففؤادي مقسم الأهواء
*
وأورد له (من الطويل)
* أغرك من قلبي انعطاف ورقة
* عليك وأن تجني فلا أتجنب
*
* فلا تأمني حلمي على كل هفوة
* ولا تحسبي أن ليس لي عنك مذهب
*
* فكيف وعندي فضلة من جلادة
* تعلم أصلاد الصفا كيف تصلب؟
*
وأورد له (من الكامل)
* ألوجد للدنف المعنى فاضح
* ودليله باد عليه واضح
*
* كيف السبيل له إلى كتمانه
* والدمع والسقم المبرح بائح؟!
*
* إن يمس قلبي وهو صب نازح
* فلأن من يهواه عنه نازح
*
* فجوارحي وجدا عليه جريحة
* وجوانحي شوقا إليه جوانح
*
وأورد له في الهجو (من مجزوء الكامل)
* شاعرنا ذو لحية
* قد عرضت وانفسحت
*
* لحية تيس صلحت
* لفقحة قد سلحت
*
182 - ابن الصفار السوسي علي بن أحمد بن الصفار السوسي قال ابن رشيق في الأنموذج شاعر متسع القافية سالم الطبع عالم باللغة لا تنقطع مادته لقي الموفق مجاهد بن عبد الله كرتين
115

إحداهما بنية الغزو فامتدحه وأقام عنده مدة في جرايته وضيافته ثم أجزل صلته وخلى سبيسله وكان دخوله عليه بقصيدة بائية طويلة جدا أذكر منها ما يخف ذكره وقوله منها (من الطويل)
* بكت وشكت واسترجعت وتوجعت
* فظلت لها مسترجعا متباكيا
*
* وقالت أما ينهاك أن تذكر النوى
* نهى قد نهت عنك الصبا والتصابيا
*
* وهذا أوان الحلم فاسمع وكن له
* مطيعا وكن للغى والجهل قاليا
*
* ألست ترى عارا عليك بأن ترى
* لمن لا ترى حبا كحبك عاصيا
*
* ومن لصغار من عتال تركتهم
* كزغب القطا يبغون طعما وساقيا
*
* ولن يجدوا للعيش بعدك لذة
* ولن يشربوا من بعدك الماء صافيا
*
* فقلت لها [إن] الذي ليس غيرة
* إله كفاهم حافظا ومراعيا
*
* وحسبي به مستخلفا ومصاحبا
* أمامي محفوظ به وورائيا
*
* وقربت للترحال دهماء تعتلي
* ترى أدهم المرآة أخضر طاميا
*
* يخال من استعلاه إن ظل راكبا
* من الهول مسودا من الليل داجيا
*
* إذا ضربته الريح هاج تغيظا
* وماج بما يعلو الجبال الرواسيا
*
* فلم أر من زنجية قط طاعة
* كطاعتها فيما يسر المواليا
*
* ولا مثلها مركوبة قاد ركبها
* سراعا بما يعني القلاص النواجيا
*
* وتنشر أحيانا جناحا يطيرها
* قوادم منه تستخف الخوافيا
*
* وتطويه أحيانا إذا لم تكن لها
* من الريح ما يرضاه من كان ماضيا
*
* وتمشي بأيد مطلقات تحثها
* رجال بأيد يعملون النواليا
*
* ورجلين لا تخطوا كما يختطى بها
* إذا سار أخرى الدهر من كان خاطيا
*
ومنها في المديح (من الطويل)
* فيا أيهذا الحاجب المبتني علا
* وهل يبتني إلا الكرام المعاليا
*
* إليك رحلناها نظائر في الدجى
* نظائر أشباه القطا متباريا
*
* وتعلو الضحى أثباج أخضر مزبد
* مهيب وإن أضحى لرائية ساجيا
*
* تراه فتخشاه وتحسب حوله
* غظامط يحكي من أناس تلاحيا
*
116

* زيارة ود من مجد محافظ
* ترى الود من سقم الضمائر شافيا
*
* وتطلب في ذاك القبول وتبتغي
* جزاه به من خالص الود واقيا
*
* وأنت بحمد الله فذ زمانه
* وأوحد عصر ما أرى لك ثانيا
*
ومنها في ذكر الشعر (من الطويل)
* وقد عرفت للنظم قدما مزية
* بها يبتني أهل الكلام القوافيا
*
* وما الدر منشورا وإن جل قدره
* كما زان جيدا نظمه وتراقيا
*
* وما غادة هيفاء حسناء عاطل
* كأخرى غدت حسناء خجلاء حاليا
*
* وقد كنت أدعى نابه الذكر شاعرا
* فقد صرت أدعى عالي القدر غازيا
*
* وحسبي بهذا بعد ذاك فعنده
* محاسن تمحو حسنهن المساويا
*
ولما أنشده هذه القصيدة وقعت منه موقعا لطيفا وأمر له بمائتي دينار وخمسة من الرقيق واعتذر إليه
183 - الوزير الجرجائي علي بن أحمد أبو القاسم الجرجائي كان يتولى بعض الدواوين بمصر فظهرت عليه خيانة فقطع الحاكم صاحب القاهرة يديه ثم ولى بعد ذلك ديوان النفقات سنة تسع وأربعمائة وذلك بعد أن تنقل في الأرياف والصعيد ولما تولى الظاهر ابن الحكم استوزره وكان يعلم عنه القاضي أبو عبد الله القضاعي صاحب كتاب الشهاب وقيل إنه لما قطعت يداه أصبح من بكرة وجاء إلى المباشرة وقال إن أمير المؤمنين قابلني على جنايتي ولم يعزلني فبلغ ذلك الحاكم فأعجبه ذلك واسمتر به في وظيفته
وسيأتي ذكر هذا الوزير أيضا في ترجمة الظاهر علي بن منصور خليفة مصر
وتوفي سنة ست وثلاثين وأربعمائة
184 - ابن الماعز الطبيب المغربي علي بن أحمد المعروف بابن الماعز الطبيب الشاعر المغربي قال ابن رشيق في الأنموذج كان حلو الكلام قليل الشعر قريب المقاصد مشهورا بعلم الطب متصدرا للعلاج وكان يحب غلاما ويتبع أحواله فعرف به فشرب عند صديق له ووقف بالباب قلقا فسأل بعض أهل الدار في إيصال رقعة إليه
117

فيها (من مجزوء الخفيف)
* أنتما في لذاذة
* وعلي معذب
*
* والهوى فيك طالبي
* دلني أين أهرب
*
وكان أبو علي القيني مولعا به يضايقه ويستعمل عليه الحكايات فيجري بينهما كل عجيب جلسا مرة عند رئيس فجرى ذكر اللحمان فقال علي زعم الأطباء أطيب اللحمان اعتدالا لحم ابن آدم ثم لحم الخنزير ثم لحوم الضأن فقال ابن القيني فما تقول في لحم المعز فقال لا خير فيه قال حسبك فغضب علي لما فهم التعريض وقال من ساعته (من الطويل)
* إذا حضر القيني يوما بمجلس
* ترفع منه النحس في كل جانب
*
* تراه لسوعا وهو مذ كان مدبر
* وما ذاك إلا من طباع العقارب
*
* نسبت إلى قين وإلا فقينة
* فيا لك من حر كريم المناسب
*
وأصبح يوما في مجلس وكان يوم قر فدخل عليه شاعر مشهور فأنشد قصيدة فلم يتحرك لها أحد ولا راقبة ولا بعض أهل المجلس يملي أبياتا وآخر يقرأ في كتاب تلاهيا عنه وعلي ابن الماعز ساكت مفكر فلما فرغ الرجل من إنشاده قال علي اسمعوا وأنشد (من الطويل)
* أتيت ببرد والشتاء ببرده
* فقد كاد أهل الأرض أن يهلكوا قرا
*
* وكدت بأن أخرا ويخرا مجالسي
* ويخرا الذي يملي ويخرا الذي يقرا
*
فقال الجماعة ما أوجب هذا الإسهال فقال البرد والقبض قال ابن رشيق وخرج علي إلى مصر سنة ثمان وأربعمائة فأقام بها يسيرا ثم سار يري الحج فمات منقطعا بالحجاز
185 - أقلب خف الهمذاني علي بن أحمد بن علي أبو الحسن الهمذاني المعروف بأقلب خف قال شيوريه صدوق توفي سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة
البندار البسري علي بن أحمد بن محمد بن علي أبو القاسم البسري البغدادي البندار والد الحسن حدث بالكثير وكان شيخا صالحا توفي سنة أربع وسبعين وأربعمائة
118

سمع أبا الطاهر المخلص وأبا أحمد الفرضي وأبا الحسن بن الصلت وإسماعيل بن الحسن الصرصري وأبا عمر بن مهدي وجماعة
وأجاز له نصر بن أحمد بن الخليل المرجى وأبو عبد الله بن بطة وأبو الحسن محمد بن جعفر
وآخر من روى عنه بالإجازة أبو المعالي بن اللحاس
186 - الشيخ القرمطي علي بن أحمد بن محمد البرقعي الملقب بالشيخ القرمطي كان أميرهم سنة تسعين ومائتين وكان أديبا شاعرا
ومن شعره (من الوافر)
* أيا لله ما فعلت برأسي
* صروف الدهر والحقب الخوالي
*
* تركن بلمتي سطرا سوادا
* وسطرا كالتغام من النزال
*
* فما جاشت لطول اليأس نفسي
* علي ولا بكت لذهاب مالي
*
* ولكني لدى الكربات آوي
* إلى قلب أشد من الجبال
*
* وأصبر للشدائد والرزايا
* وأعلم أنها سجن الرجال
*
* فإن وراءها أمنا وحفظا
* وعطفا للمديل على المدال
*
* فيوما في السجون مع الأسارى
* ويوما في القصور رخي بال
*
* ويوما للسيوف تعاورتني
* ويوما للنقيق وللدلال
*
* كذا عيش الفتى ما دام حيا
* دوائر لا يدمن على مثال
*
187 - شيخ الإسلام الهكاري علي بن أحمد بن يوسف بن جعفر بن عرفة الهكاري الملقب بشيخ الإسلام وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية كان كثير الخير والعبادة طاف البلاد واجتمع بالعلماء والمشايخ وأخذ عنهم ورجع إلى وطنه وانقطع به وأقب الناس عليه وكان لهم فيه اعتقاد ولقي أبا العلاء المعري وسمع منه فلما انفصل عنه سأله أصحابه عما رآه منه وعن عقيدته فقال هو رجل من
119

المسلمين وقيل له أنت شيخ الإسلام فقال بل أنا شيخ في الإسلام
وخرج من أولاده وحفدته جماعة فقدموا عند الملوك وعلت مراتبهم وتفرد الشيخ وانقطع في الجبال وبنى الريط والمواضع التي يأوي إليها الفقراء
وولد سنة تسع وأربعمائة وتوفي سنة ستا وثمانين وأربعمائة
188 - سيف الدين المشطوب الهكاري علي بن أحمد بن صاحب قلاع الهكارية أبي الهيجاء بن عبد الله بن المرزبان بن عبد الله الأمير الكبير مقدم الجيوش سيف الدين الهكاري المشطوب ولي نيابة عكا ثم أقطعه السلطان صلاح الدين القدس وأسره الفرنج وخلص قبل موته بسته أشهر ودخل لما حضر على صلاح الدين بغته واستفك نفسه بخمسين ألف دينار
وقيل كان أقطاعه يعمل ثلاثمائة ألف دينار وأعطاه السلطان نابلس فظلم أهلها قليلا فشكوه إلى السلطان فعتب عليه ثم مات قريبا سنة ثمان وثمانين وخمسمائة
189 - ابن خيرة البلنسي علي بن أحمد بن عبد الله بن محمد أبو الحسن ابن خيرة البلنسي المقرئ الخطيب تولى الصلاة أربعين سنة لم يحفظ عنه فيها سهو إلا في النادر حضر السلطان جنازته ونزل في قبره أبو الربيع بن سالم وتوفي سنة أربع وثلاثين وستمائة
190 - الحرالي علي بن أحمد بن إبراهيم الإمام أبو الحسن الأندلسي الحرالي بالحاء المهملة وبعد الألف لام مشددة وحرالة قرية من أعمال مرسية ولد بمراكش وأخذ العربية عن أبي الحسن بن خروف ولقي العلماء وجال في البلاد وشارك في فنون عديدة ومال إلى علم الكلام وأقام بحماة مدة وله تفسير عجيب فيه أشياء غريبة الأسلوب وكان لا يقدر أحد أن يؤذيه وتكلم في علم الحروف وزعم أنه استخرج علم وقت خروج الدجال ووقت طلوع الشمس من مغربها ويأجوج ومأجوج وصنف في المنطق وفي الأسماء الحسنى وله عبارة حلوة وفصاحة وبيان وتوفي سنة سبع وثلاثين وستمائة
120

191 - تاج الدين ابن القسطلاني علي بن أحمد بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن أحمد بن ميمون الإمام المفتي تاج الدين ابن الزاهد أبي العباس القسطلاني
القيسي المصري المالكي المعدل سمع بمكة من يحيى بن ياقوت وزاهر بن رستم ويونس بن يحيى القاسمي وابن البناء وبمصر من المطهر بن أبي بكر البيهقي وعلي بن مشيخة دار الحديث الكاملية بعد الرشيد العطار وكان من أعلام الأئمة المشهورين
روى عنه الدمياطي والقاضي بدر الدين بن جماعة وعلم الدين الدواداري وهو أخو الشيخ قطب الدين المشهور
توفي سنة خمس وستين وستمائة وله سبع وسبعون سنه وأشهر
192 - ولي الدين الجزري الشافعي الزاهد علي بن أحمد بن بدر الشيخ القدوة الزاهد أبو الحسن ابن أبي القاسم الجزري الشافعي ولي الدين تفقه بالموصل ثم بحلب ودمشق ومصر ثم أقبل على العبادة والتبتل إلى الله وبنى له معبدا في جامع بيت لها وأقام به دهرا على التجرد والتوكل والرياضة وكان صادقا في طريقه مخلصا ربانيا مكاشفا له أحوال وكرامات وللناس فيه عقيدة وتوفي سنة ثمانين وستمائة ودفن بسفح قاسيون
193 - المسند فخر الدين ابن البخاري علي بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد الشيخ الصالح الورع المعمر العالم مسند العالم فخر الدين أبو الحسن ابن العلامة شمس الدين أبي العباس المقدسي الصالحي الحنبلي المعروف والده البخاري
ولد في آخر سنة خمس وتسعين وخمسمائة وتوفي سنة تسعين وستمائة واستجاز له عمه الحافظ الضياء أبو عبد الله أبا طاهر الخشوعي وأبا المكارم اللبان وأبا عبد الله الكراني وأبا جعفر الصيدلاني وأبا الفرج ابن الجوزي والمبارك ابن المعطوش وهبة الله بن الحسن السبط وأبا سعد الصفار ومحمد بن الخصيب القرشي ومحمد بن معمر القرشي وإدريس بن محمد آل والويه وأبا الفخر سعد بن روح وزاهر بن أحمد الثقفي وأخاه أبا محمود أسعد راوي مسند أبي يعلى عن الخلال وبقاء بن جند والمفتي بن خلف بن أحمد الفراء وداود بن ماشاذة وعبد الله بن عبد الحرمن البقلي وعبد الله بن مسلم بن
121

جوالق وعبد الوهاب بن سكينة وأبا زرعة عبيد الله وابن اللفتواني وعبد الواحد بن أبي المطهر الصيدلاني وعفيفة الفارقانية
أجاز له هؤلاء في سنة ست وتسعين وخمسمائة وسمع حضورا في الخامسة من جماعة وسمع المسند ابن حنبل والسنن لابن داود والجامع للترمذي والغيلانيات والجعديات والقطعيات وشيئا من ابن طبرزد وسمع من أبيه ومحمد بن كامل بن أسد وهب بن الزنف وعبد الوهاب بن المنجا وتفرد بالرواية عنهم والخضر بن كامل المعبر وعبد الله بن عمر بن علي القرشي والكندي وابن الحرستاني وأبي الفتوح البكري وأبي القاسم أحمد بن عبد الله السلمي وأبي عبد الله بن عبد الخالق وابن الجلاجلي وابن البنا وأبي الفضل أحمد بن محمد بيسسن سيدهم وأبي محمد بن قدامة وهبة الله بن الخضر بن طاوس وطائفة بدمشق والجبل وأبي عبيد الله بن أبي الرداد وأبي بركات عبد القوي بن الحباب ومرتضى بن حاتم بمصر وأبي علي الأوقي بالقدس وظافر بن حكيم وغيره بالثغر ويوسف بن خليل وعمر بن كرم وعبد السلام الزاهدي ببغداد وروى الحديث ستين سنة فإن عمر بن الحاجب سمع منه سنة عشرين وستمائة وسمع من المنذري ورشيد الدين القرش سنة نيف وثلاثين بالقاهرة وشرع الحفاظ والمكثرون المحدثون في الأخذ عنه بعد الخمسين وستمائة ولم يكن إذا ذاك سهلا فلما كبر وأحب الرواية وسهل للطلبة ازدحموا عليه وقصد من الآفاق وألحق الأحفاد بالأجداد ونزل الناس بموته درجة وكان فقيها إماما أديبا ذكيا ثقة صالحا ورعا فيه كرم ومروءة وعقل وعليه هيبة
قرأ المقنع كله على الشيخ الموفق وأذن له في الرواية وكان يسافر في التجارة بعض الأوقات وبعد الثمانين لزم بيته من الضعف وعاش أربعا وتسعين سنة
قال العلامة تقي الدين ابن تيمية ينشرح صدري إذا أدخلت ابن البخاري بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث
وروى عنه الدمياطي وابن دقيق قاضي القضاة والقاضي بدر الدين بن جماعة والقاضي نجم الدين بن صصرى والقاضي تقي الدين سليمان والقاضي سعد الدين مسعود كل من هؤلاء قاضي قضاة
وروى عنه المزي والبرزالي وأبو حفص بن القواس وأبو الوليد بن الحاج وأبو
122

بكر بن القاسم التونسي المقرئ وأبو الحسن بن علي بن أيوب المقدسي وأبو الحسن الختني وأبو محمد بن المحب وأبو محمد الحلبي وابن العطار وأبو عبد الله العسقلاني وأبو العباس البكري الشريشي وابن تيمية ورحل إليه فتح الدين بن سيد الناس فدخل مسلما على قاضي القضاة شهاب الدين فقال قدمت للسماع من ابن البخاري فقال أول أمس دفناه ولا يدرى ما قرأ عليه الشيخ علي الموصلي والزي من الكتب والأجزاء وهو آخر من كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا ثمانية رجال ثقات وأجاز للشيخ شمس الدين مروياته ولم يرزق السماع عليه ومن شعره (من الوافر)
* تكررت السنون علي حتى
* بكيت وصرت من سقط المتاع
*
* وقل النفع عندي غير أني
* أعلل للرواية والسماع
*
194 - نور الدولة بن العقيب علي بن أحمد بن العقيب نور الدولة العامري البعلبكي النحوي أخذ العربية عن ابن معقل الحمصي وله شعر وكان فيه دين وشرف نفس وتوفي ببعلبك سنة أربع وسبعين وستمائة ومن شعره
195 - أبو الحسن المقدسي الحنبلي علي بن أحمد بن عبد الدايم بن نعمة بن أحمد الشيخ أبو الحسن المقدسي الصالحي قيم جامع الجبل كان شيخا عابدا ابتلى وانقطع وأصابه زمانة وكان لا يبرح المصحف بين يديه ويتلو كل يوم ختمة وابتلى بالتتار وحموا له سيخا ووضعوه على فرجه ومات في العذاب شهيدا عن ثمانين أو نحوها
وسمع من البهاء عبد الرحمن وابن صباح وابن الزبيدي وابن غسان ومكرم الإربلي وأبي موسى الحافظ وجماعة بدمشق ولزم جعفر الهمداني
وكانت وفاته سنة سبع وتسعين وستمائة
196 - الغرافي علي بن أحمد بن عبد المحسن بن أحمد الإمام الفقيه العالم المحدث المسند بقية المشايخ تاج الدين أبو الحسن العلوي الحسين الغرافي بفتح الغين المعجمة وتشديد الراء وبعد الألف فاء الإسكندري الشافعي المعدل ولد سنة ثمان وعشرين وستمائة وتوفي سنة أربع وسبعمائة
123

سمع في الخامسة من ابن عباد وطائفة وببغداد من أبيس الحسن القطيعي وابن بهروز وابن روزبة وابن القبيطي وجماعة وسمع الشيخ شمس الدين منه جملة أجزاء وانتقى عليه عوالي وكان له أنس بالحديث ومعرفة بقوانين الرواية وخرج لنفسه ولغيره وحمل عنه المغاربة والرحالة وحدثوا عنه في حياته وكان عارفا بالمذهب واليه مشيخة دار الحديث التي للنبيه ابن الأبزاري وكان له ورد بالليل وهو حسن الكتابة سريعها وسمع من ظافر بن نجم والمترضى بن حاتم وعلي بن جبارة
197 - كمال الدين بن عبد الظاهر علي بن أحمد بن جعفر بن علي بن محمد بن عبد الظاهر بن عبد الولي بن الحسن بن عبد الوهاب بن يوسف بن إبراهيم بن الميمون بن عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن يوسف بن يعقوب بن محمد بن أبي هاشم بن داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الشيخ كمال الدين الهاشمي الجعفري القوصي نزيل إخميم شيخ دهره وأوحد عصره جمع بين العلم والعبادة وظهرت كراماته
سمع من الشيخ أبي الحسن علي بن هبة الله بن سلامة ومن شيخه مجد الدين بن دقيق العيد وأجازه بالتدريس على مذهب الشافعي وصحب الشيخ علي الكردي قدم عليهم قوص فاجتمع عليه الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد والشيخ جلال الدين أحمد الدشناوي والشيخ كمال الدين هذا وعبد الخالق ابن الفقيه نصر ولازموا الذكر بمسجد الخلال بقوص
قال الفاضل كمال الدين جعفر الإدفوي حكى لي القاضي نجم الدين أحمد القمولي أن الشيخ كمال الدين رأى مرحاضا قد أخرج ما فيه ووضع بجانب المسجد فقال في نفسه لا بد أن أحمل هذا فنازعته نفسه في ذلك لأنه من بيت رياسة وأصالة وسيادة عدالة فقال لا بد من ذلك ثم استدرجها إلى أن حمله في النهار ومر به في حوانيت الشهود حتى تعجبوا منه ونسبوه إلى خبل في العقل ثم إنه سافر من قوص إلى القاهرة واجتمع بالشيخ إبراهيم الجعبري ولزمه وانتفع به ثم استوطن إخميم وبنى بها رباطا وظهرت بركاته وانتشرت كراماته
قال حكى لي صاحبنا الفقيه العدل علاء الدين علي بن أحمد الأصفوني رحمه الله وكان ثقة في نقله قال كنت بإدفو أخذت في العبادة ولازمت الذكر مدة حتى خطر لي
124

أني تأهلت قال وكان أخي جلال الدين غائبا عنا مدة وانقطع خبره فحضر شخص وأخبرني أنه قدم من ألواح ونزل أسيوط فسافرت إلى أسيوط فلم أجده فصحبت شابا نصرانيا ورافقته في الطريق إلى سوهاي وصار ينشدني طول الطريق شعرا وكان جميلا ففارقته من سوهاي ووجدت ألما كبيرا مفارقته فدخلت إخميم وعند وجد بذلك النصراني فحضرت ميعاد الشيخ كمال الدين بن عبد الظاهر فتكلم في الميعاد على عادته ونظر إلي وقال لا إله إلا الله ثم أناس يعتقدون أنهم من الخواص وهو من عوم العوام قال الله تعالى * (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) * [النور 30] والنحاة يقولون من للتبعيض ومعنى التبعيض ألا ترفع شيئا من بصرك إلى المعاصي ثم قال حكى لي فقير قال كنت في خدمة شيخ فمررنا بدار وإذا بامرأة جميلة ورأسها خارجة من طاق تتطلع إلى الشارع فوق الشيخ زمانا يتطلع إليها بتعجب من ذلك ثم بعد ساعة صاح الشيخ صيحة عظيمة وإذا بالمرأة نزلت وقالت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله وكانت المرأة نصرانية فالتفت الشيخ إلى الفقير فقال نظرت إلى هذا الجمال فقال أنقذني من هذا الكفر فتوجهت إليه فالشيخ ما نظر إلى حسن الصورة وإنما نظر إلى صورة الحسن في حسن الصورة فمن أراد أن ينظر إلى نصراني فلينظر كذا قال علاء الدين فصرخت ووقعت
قال وحكى لي صاحبنا محمد بن العجمي وهو من أصحاب أبي عبد الله الأسواني قال عمل سماع في دار ابن أمين الحكم وحضر الشيخ ورؤساء البلد وخلق كثير وكنت من جملة الحاضرين فحضر القوال وهو مظفر بالشبابات والدفوف وقالوا شيئا ثم قال (من السريع)
* من بعد ما صد حبيبي ومارجا
* اليوم وزار
*
* أبصرت ما كان أبرك من نهار
* جاني حبيبي وبلغت المنى
*
* وزال عن قلبي الشقا والعنا
* ودار كأس الأنس ما بيننا
*
* ما أحسن الكاس علينا تدار
* في وسط دار
*
* أنا ومحبوبي نهارا جهار
*
فقام الشيخ وقال أي والله أنا ومحبوبي نهارا جهارا إي والله فطاب وخلع جميع ما عليه فخلع الجماعة ما عليهم ولم يبق كل أحد إلا بلباسه ثم أرسلوا وأحضروا ثيابا وقال الشيخ يا مظفر قال لبيك قال ثيابي وثياب الجماعة الجميع لك فشدوا
125

كارات فقلت يا مظفر لولا رأس هذا المنشد معك ما قشطت ثياب الجماعة فبلغت الشيخ فضحك
وتوفي في شهر رجب سنة إحدى وسبعمائة ودفن برباط إخميم وقبره يزار ومولده سنة ثمان وثلاثين وستمائة بقوص
ومن شعره (من الدوبيت)
* يا عين بحق من تجى نامي
* [نامي] فهواه في فؤادي نامي
*
* والله ما قلت ارقدي عن ملل
* إلا لعلي أراه في الأحلام
*
قلت فيهما لحن خفي
وامتدحه الشيخ تاج الدين الدشناوي بأبيات منها (من الطويل)
* محبك هذا العارف العارف الذين
* تبدى بوجه بالضياء مكلل
*
* حليف التقى ولا شكر والذكر دائما
* فلله هذا الشاكر الذاكر الولي
*
* عزائمه العليا تضاهي مقامه
* ومقداره والسر أن اسمه علي
*
* ألا إن لله الكمال جميعه
* وما لسواه منه حبة خردل
*
198 - الآمدي العابر علي بن أحمد بن يوسف بن الخضر الشيخ الإمام العلامة زين الدين أبو الحسن الآمدي الحنبلي العابر كان شيخا مليحا مهيبا صالحا ثقة صدوقا كبير القدر والسن آية عظيمة في تعبير الرؤيا مع مزايا أخر عجيبة أضر في أوائل عمره وله حكايات غريبة منها أن بعض أصحابه أهدى إليه نصفيه حسنة فسرقت فرأى في نومه شيخه الإمام مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن أبي الجيش المقرئ شيخ القراء ببغداد وهو يقول له النصفية أخذها فلان وأودعها عند فلان اذهب وخذها منه فلما استيقظ قال في نفسه الشيخ مجد الدين كان صدوقا في حياته وكذلك هو بعد وفاته فذهب إلى الرجل الذي ذكره فدق عليه الباب فخرج إليه فقال أعطني النصفية التي أودعها فلان عندك فقال نعم فدخل وأخرجها له فأخذها وذهب ولم يقل له شيئا وجاء السارق بعد ذلك إلى المودع يطلب النصفية فقال له جاء الشيخ زين الدين الآمدي وطلبها على لسانك فأعطيته إياها فبهت السارق وبقي حائرا ولم يعنفه الشيخ ولا وأخذه
126

ومنها أنه قال رأيت في المنام كأن شخصا أطعمني دجاجة مطبوخة فأكلت منها ثم استيقظت وبقيتها في يدي وهذا شيء عجيب
وهذه الوقائع مشهورة عنه
ولما دخل السلطان غازان بن أرغون بن أبغا بن هولاكوين جنكرخان بغداد سنة بضع وتسعين وستمائة علم الشيخ زين الدين المذكور فقال إذا جئت غدا المدرسة
المستنصرية أجتمع به فلما أتى غازان المستنصرية احتفل الناس له واجتمع بالمدرسة أعيان بغداد وأكبرها من القضاة والعلماء والعظماء وفيهم الشيخ زين الدين الآمدي لتلقي غازان فأمر غازان أكابر أمرائه أن يدخلوا المدرسة قبله واحد بعد واحد ويسلم كل منهم على زين الدين ويهمه الذي معه أنه هو السلطان امتحانا له فجعل الناس كلهم كلما قدم أمير يزهزهون له ويعظمونه ويأتون به إلى زين الدين ليسلم عليه والشيخ زين الدين يرد عليه السلام من غير تحرك ولا احتفال حتى جاء السلطان في دون من تقدمه من الأمراء في الحفل وسلم على زين الدين وصافحه فحين وضع يده في يده نهض له قائما وقبل يده وعظم ملتقاه والاحتفال به وأعظم الدعاء له باللسان المغلى ثم بالتركي ثم الفارسي ثم بالرومي ثم بالعربي ورفع به صوته ورفع به صوته إعلاما للناس فعجب السلطان من فطنته وذكائه وحدة ذهنه مع ضرره ثم إن السلطان خلع عليه في الحال ووهبه مالا ورسم له بمرتب في كل شهر ثلاثمائة درهم وحظي عنده وعند أمرائه ووزرائه وحوانيته
ومن تصانيفه جواهر التبصير في علم التعبير وله تعاليق كثيرة في الفقه والخلاف وغير ذلك وانتفع به جماعة وكان يتجر في الكتب وله كتب كثير جدا وإذا طلب منه كتاب نهض إلى كتبه وأخرجه من بينها وان كان الكتاب عدة مجلدات وطلب من الأول مثلا أو الثاني أو الثالث أو غيره أخرجه بعينيه وكان يمس الكتاب أولا ثم يقول يشتمل هذا المجلد على كذا وكذا أكراس فيكون الأمر كما قال وإذا مر بيده على الصفحة قال عدد أسطرها كذا كذا سطرا فيها بالقلم الغليظ هذا وهذا المواضع كتبت به في الوجهة وفيها بالأحمر هذا وهذا لموا ضع كتبت فيها بالأحمر وان أتفق أنها كتبت بخطين أو ثلاثة قال اختلف الخط من هنا إلى هنا من غير إخلال بشيء مما يهتجن به وكان لا يفارقه الإشغال والاشتغال في غالب أوقاته وللناس عليه إقبال عظيم لفضله ودينه وورعه
127

وتوفي رحمه الله بعد سنة اثنتين عشرة وسبعمائة
199 - القاضي علاء الدين ابن الأثير علي بن أحمد بن سعيد القاضي الرئيس علاء الدين ابن الأثير كاتب السر السلطاني صاحب ديوان الإنشاء أيام السلطان الملك الناصر محمد بن المنصور تقدم ذكر والده وعمه عماد الدين إسماعيل لما توجه السلطان إلى الكرك في المرة الأخيرة توجه علاء الدين في خدمته فأقام عنده مدة ووعده بالمنصب وأعاده إلى القاهرة ولما قدم السلطان كان علاء الدين أكديش باعه بمائة وعشرين درهما وتوجه إلى لقاء السلطان واشترى بثمن الأكديش حلاوة فلما استقر الأمر أقام مدة يسيرة ثم إنه جهز القاضي شرف الدين ابن فضل الله إلى الشام وولى علاء الدين صحابة الديوان وعظم جاهه وتقدمه وأمواله ودرت عليه نعم السلطان وزاد في الإقبال عليه ولم يحصل لأحد ما حصل له في الوظيفة كان السلطان يأمره بأشياء يدعه يكتب فيها عن نفسه إلى نواب الشام ويجيبونه عن ذلك وكان يركب في ستة عشر مملوكا أو أكثر من ذلك كلهم أتراك فيهم ما هو بعشرة آلاف وأكثر وكان أخا لا يتكلم إلا بالتركي لكنه أصابه فالج تعلل به أكثر من سنة
وتوفي سنة ثلاثين وسبعمائة وقد عزل بالقاضي محي الدين بن فضل الله وولده القاضي شهاب الدين وآخر ما آل إليه من الفالج أنه لم يبق فيه شيء يتحرك غير جفونه فكان إذا أراد شيئا علا بصوته صارخا فيحضرون إليه ويدقون على الأرض دقات متوالية وهو يعد لها الحروف من المعجم فإذا وصل إلى أول حرف من مقصوده أطرق بخفض طرفه فيحفظ ذلك الحرف ثم إذا فعلوا ثانيا أمهلهم حتى يصلوا إلى الحرف الثاني مما أراد فيطرق جفنه فيحفظ ذلك ولا يزالون يفعلون ذلك ثانيا وثالثا وهلم جرا حتى يفرغ مما أراده وكان يطول الزمان عليه وعليهم حتى يفهموا عنه لفظة أو لفظتين نسأل الله العافية من آفات هذه الدار
وكان يكتب خطا قويا منسوبا وله قدرة على إصلاح اللفظة وإبرازها من صيغة إلى صيغة ولا يخرج كتاب عن الديوان حتى يتأمله ولا بد له أن يزيد فيه شيئا بقلمه وله إنشاء وهو الذي كتب توقيع مجد الدين الأقصرائي بمشيخة الشيوخ بسريا قوس ومدحه الناس ومما كتب إليه شهاب الدين محمود (من الوافر)
* أما ومكانة لك في ضميري
* وذكر لا يزال معي سميري
*
128

* لقد سافرت بالأشواق أسعى
* إليك وإن قعدت عن الميسر
*
* ولو أدركت من زمني مرادي
* لما ناب الكتاب عن الحضور
*
* ولم أوثر ولا بنى اختار
* بحظل من نوال ابن الأثير
*
* وكيف وليس إلا بالتثامي
* بناي يديه بجمل لي سروي
*
* كريم طاهر الأعراق تعلو
* أصالته على الفلك الأثير
*
* له خلق يدمثه حياء
* كروض دمنته يد الغدير
*
* وجود كلما أخفاه صونا
* حكى شمس الظهيرة في الظهور
*
* إذا وشى بليل النقش
* صبح الطروس أراك نورا فوق نور
*
* وأبدى للموالي والمعادي
* أماني أو منايا في السطور
*
وامتدحه جمال الدين بن نباتة بقصيدة أولها (من الوافر)
* أصاب بجفنه عقل الأسير
* فيا ويل الصحيح من الكبير
*
* غزال كالغزالة في سناها
* تحجبه الملاحة بالسفور
*
منها (من الوافر)
* يلذ تغزل الأشعار فيه
* لذاذة مدحها في ابن الأثير
*
* أغر إذا أحبني وحبا العطايا
* رأيت السيل يدفع من شير
*
* أخو يومين يوم ندى ضحوك
* ويوم ردى عبوس قمطرير
*
* كأن حديثه في كل ناد
* حديث النار عن نفس العبير
*
* له قلم سدى للنفع سار
* يبيب على الممالك كالخفير
*
* تلثم بالمداد لثام ليل
* فأسفر عن سنا صبح منير
*
* علي الاسم والأوصاف يزهى
* به الدهر العلي على الدهور
*
* من القوم الذين لهم صعود
* إلى العلياء أسرع من حدور
*
* سما شعري ودار على علاهم
* فلقبناه بالفلك الأثير
*
* أأندى العالمين يدا وأجدى
* على العافين في الزمن العسير
*
* إليك سعى رجاي وطاف قصدي
* فدم يا كعبة للمستجير
*
129

200 - علاء الدين الأصفوني علي بن أحمد بن الحسين علاء الدين الأصفوني كان ذكيا أديبا حسن الأخلاق اشتغل بالفقه على الشيخ علاء الدين القفيطي وتأدب على ابن الغضنفر الأصفوني والجلال بن شواق الأسنائ وغيرهما وكانت له يد في الحساب ودخل في الخدم السلطانية وجلس شاهدا بالوراقين بقوص ثم بالقاهرة
وتوفي في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة
أثنى عليه كمال الدين جعفر الأدفوي من تاريخ الصعيد ثناء كثيرا ووصفه بمكارم أخلاق ومحاسن أدوات قال ولما طلع داود الذي ادعى أنه ابن سليمان من نسل العاضد إلى الصعيد في سنة سبع وتسعين وستمائة وتحركت الشيعة وبلغ علاء الدين هذا أنه قال لبعض أهل أصفون انه تحمل عنه الصلاة
ونظم علاء الدين (من الكامل)
* إرجع ستلقى بعدها أهوالا
* لا عشت تبلغ عندنا الآمالا
*
* يا من تجمع فيه كل نقيصة
* فلأضربن بسيرك الأمثالا
*
* وزعمت أنك للتكالف حامل
* وكذا الحمار يحمل الأثقالا
*
ولما ولي السفطي قوص سنة إحدى عشرة وسبعمائة وكان بصره ضعيفا جدا حتى قيل إنه لا يبصر به وكان القاضي فخر الدين ناظر الجيوش قد قام في ولايته قال علاء الدين (من مخلع البسيط)
* قالوا تولى الصعيد أعمى
* فقلت لا بل بألف عين
*
وقال لما بلغه شعر الشيخ عبد القادر الجيلي وهو (من الكامل)
* ما في المناهل منهل يستعذب
* إلا ولي منه الألذ الأطيب
*
* أنا بلبل الأفراح أملأ دوحها
* طربا وفي العلياء باز أشهب
*
فنظم علاء الدين الأصفوني (من الكامل)
* أنا قنبر الأحزان أملأ طلحها
* حزناص وفي السفلى غراب أسود
*
130

201 - ابن الزبير علي بن أحمد بن علي بن الزبير الأسواني هو ابن القاضي الرشيد ابن الزبير قال العماد الكاتب رأيته بالقاهرة سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة وقد وقف ينشد الملك الناصر قصيدة وأورد له منها (من البسيط)
* تحضر أكناف أرض إن نزلت وإن
* نازلت تحمر أرض السهل والجبلي
*
* ما زلت أفري دجى ليل التمام سرى
* ونور وجهك يهديني إلى السبل
*
* بكل مهمهمة يبكي الغمام بها خوفا
* ويخفق قلب البرق من خجل
*
* تخشى الرياح الذواري في مهالكها
* فما تهب بها إلا على مهل
*
* حتى أنخت المطايا في ذرى ملك
* يبشر النجح في تأميله أملي
*
* خدمتكم ليكون الدهر يخدمني
* فما أحالته عن حالاته حيلي
*
* إن كم تئن حالتي فيكم مبدلة
* فما انتفاعي بعلم الحال والبدل؟!
*
قلت هذا البيت الأخير من قصيدة لابن شرف القيرواني
202 - عماد الدين الطرسوسي الحنفي علي بن أحمد بن عبد الواحد قاضي القضاة أبو الحسن عماد الدين ابن محيي الدين أبي العباس بن بهاء الدين أبي محمد الطرسوسي الدمشقي الحنفي تولى قضاء القضاة الحنفية بالشام بعد قاضي القضاة صدر الدين علي الحنفي وكان نائبه أولا مدة وكان سئوسا حسن الشكل كامل القامة أنيق العمة ولم ينكد عليه في منصبه ولم يزل أمره في منصبه إلى السداد إلى سنة سبع وأربعين وسبعمائة فسأل أن يكون ولده القاضي نجم الدين إبراهيم في مكانه في منصبه فأجيب إلى ذلك وتولى ولده نجم الدين قضاء القضاة الحنفية مكانه ولم يزل ملازما لبيته إلى أن توفي رحمه الله تعالى في يوم الاثنين ثاني عشرين ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وسبعمائة ودفن بالمزة وكان الأمير سيف الدين تنكز رحمه الله تعالى ولاه تدريس المدرسة القايمازية الحنفية في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة وكتبت توقيعه بذلك ونسخته الحمد لله الذي جعل عماد الدين هذا عليا وأيد شرعه المطهر بمن رقى بعلمه سموا وأصبح للوصي سميا ورفع قدر من إذا كان في حقل همي ندى
وحمى نديا وهدى
131

الناس بأعلام علمه التي إذا أخفقت كم هزمت كميا وقادت إلى الحق أبيا نحمده على نعمه التي جعلت العلماء للأنبياء ورثة وأقامت بهم الحجة على من نكب عن الحق أو نقض الميثاق ونكثه ونفت بهم شبه الباطل على الدين القيم كما ينفي الكير خثبه وجعلت كل حبر منه إذا نطق في المحافل جاء بالسحر الحلال من فيه ونفته ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة ندخرها في المعاد خير عدة ونأمن بها يوم الفزع الأكبر إذا ضاق على الناس خناق الشدة ونجدها في الصحائف نورا يضيء لنا إذا كانت وجوه الذين كذبوا على الله مسودة وتجعل أيدنا إلى قطاف ثمار الرحمة وجنى غصونها ممتدة ونشهد أن محمدا عبده ورسوله خير من هدى الخلق ببرهانه وأشرف من قضى بين الناس بالحق وفرقانه وأعز من دفع في صدور البلغاء بنان بنيانه وأكرم من أطلق في ملكوب ربه جل وعز عنان عيانه صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الذين رووا لأوليائهم السنة ورووا من أعدائهم الأسنة وأضحت طريقهم لطالب هدية الهدى مطية المظنة وأمسوا حربا لحزب الشيطان الذين جعل الله في أذانهم وقرا وعلى قلوبهم أكنة صلاة تطلق جياد الألسنة في ميدانها الأعنة وتبلغهم أمانيهم التي بايعهم عليها أن لهم الجنة وسلم وشرف ومجد وكرم وبعد
فلما كان العلم الشريف هو للدين حافظ نظامه وضابط أحكامه في حلاله وحرامه بنشره يطيب نشر الإيمان وأرجه ويتسع من صدر الجاهل بأحكام ربه تعالى ضيقه وحرجه والعلماء هم الذين يدعون سوامه ويراعون ويقدمون على منع من يتعدى حدود الله عز وجل فما يهابون ولا يهانون ولا يراعون وكفى بالعلماء فخرا أنهم للأمة أئمة الاقتداء وأن مدادهم جعله الله بإزاء دم الشهداء وخلت في هذه الأيام المدرسة القايمازية أثاب الله واقفها ممن ينشر فيها أعلام العلم ويبدى في مباحثه مع خصومه معنى الحرب في صورة السلم ويثبت في رياض دروسها شقائق النعمان وينبت في حياض غروسها دقائق النعمان تعين أن يقع الاختيار على من يحيى بدروسه ما درس من مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه ويجدد بفضائله التي أتقن فنونها ما رث من أقواله التي لا توجد إلا فيه ولا تؤخذ إلا منه وكان الجناب العالي القضاء العمادي أبو الحسن علي الطرسوسي أدام الله أيامه وأعز بالطاعة أحكامه هو الذي تفرد بهذه المزايا وجمع هذه الخلال الحميدة والسجايا تضع الملائكة له إذا خطا في العلم الأجنحة ويتخذ الناس إذا اضطروا لدفع الأذى عنهم من صلاحه الأسلحة قد أراد الله به خيرا لما وفقه وفقهه في الدين وأقامه حجة قاطعة ولكن في أعناق الملحدين تنقاد المشكلات لذهنه الوقار في أسلس قياد وتشيد أفكاره الدقيقة للنعمان أمامه ما لا شادته من المجد للنعمان أشعار زياد
132

وتبيت النجوم الزهر ناظرة إلى محاسن مباحثه من طرفها الخفي وتنكف الألسنة الحداد من خصومه إذا جاد لهم وتنكفي ويأتي بالأدلة التي هي جبال لا تنسفها مغالظ النسفي فلذلك رسم بالأمر العالي المولوي السلطاني الملكي الناصري أعلاه لله تعالى وضاعف نعمه على الأولياء ووالى أن يفوض إليه تدريس المدرسة المذكورة فليظهر عرائس فضله المجلوة ويبرز نقائس نقله المخبوة وليطرز دروسه بدقائقه التي بهرت ويزد المباحث رونقا بعبارته التي سحرت الألباب وما شعرت إذا هو الحاكم الذي سيف قلمه إذا أمضاه كان في الدماء محكما والحبر الذي لا يقاس به البحر وان كان القياس في مذهبه مقدما والعالم إذا نهض بالإملاء فهو به ملي والفاضل الذي إن كان العلم مدينة فبابها علي وليتعهد المشتغلين بالمدرسة بمطالبة محفوظهم والحث والحض على الأخذ بزيادة العلم فان ذلك أسعد حظوظهم والحفظ والجدل جناحا للعلم ويدجاه وبهما يتسلط الطالب على مقاره المدى وإن كان العلم لا نهاية لمداه فمن استحق رميا على غيره فليرقه ويوفه حقه فإنه إذا نظر الحاكم في أمره وصل إلى حقه والتقوى هي ملاك الأمور وقوامها وصلاح الأحوال ونظامها على أنه أدام الله أيامه هو الذي يشرع الوصايا لأربابها ويعلم المتأدب كيف يأتي البيوت من أبوابها وإنما أخذ القلم من العادة نصيبه وأتى بنكت ومن علم العوان الخمرة كانت منه عجيبة والله يوفق أحكامه السديدة ويمتع الأنام بمحاسنه فإنها في الناس باب القصيد وبيت القصيد
203 - النجيب الشافعي علي بن أحمد بن محمد بن النجيب الشافعي سمع من المقداد بن هبة الله القيس وأجاز لي بخطه في سنة تسع وعشرين وسبعمائة بدمشق
204 - العباسي مشد الأوقاف علي بن أحمد بن محمد الأمير السيد الشريف علاء الدين العباسي مشد الأوقاف المبرورة بدمشق وأحد الأمراء العشرات بها أول ما أعرف من أمره أنه كان واليا بالقدس الشريف ثم إن الأمير سيف الدين تنكز رحمه الله جعله أستاذ دار كبير في بابه ولما امسك أمسك هو أيضا جملة حاشيته ومباشرى ديوانه ثم تولى شد الأوقاف في أيام الأمير علاء الدين الطنبغا وتداول هذه الوظيفة مرات هو والأمير حسام الدين أبو بكر ابن النجيبي ثم إنه قوي عليه أخيرا بانتمائه إلى الأمير سيف
133

الدين قطلوبغا الفخري ثم أعطى أمره عشرة مع الوظيفة ولم يزل كذلك إلى أن توفي رحمه الله في مستهل ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة وكان شكلا طوالا مهيبا توفي عن قريب السبعين سنة
((علي بن إدريس))
205 - السعيد صاحب الغريب علي بن إدريس بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن ابن علي السلطان الملك السعيد أبو الحسن بن المأمون أبي العلاء بن المنصور القيسي الملقب بالمعتضد وبالسعيد ولي الأمر بعد أخيه الرشيد سنة أربعين وبقي إلى أن خرج إلى ناصية يلمسان وحاصر قلعة هناك فقتل على ظهر فرسه سنة أربعين وولي بعده أخوه المرتضى أبو حفص فامتدت أيامه عشرين عاما وكان السعيد أسود اللون فارسا شجاعا وكان ولايته سنة أربعين وستمائة وكان أبوه قد ولاه سبتة على ما تقدم في ترجمة المأمون ادرسي وكان بخدمة قوم يقال لهم بنو بويه فزينوا له أن يأخذ ما تحت يده من الأموال لسبتة ويخرج على أبيه فبلغ الخبر أباه فكتب إلى بعض خاصته فقبض عليه وجهزه إلى أبيه مقيدا وضرب رقاب بني بويه فصعب قتله على السعيد المذكور وأورثه أسفا عظيما فرثاهم بشعر منه (من الخفيف)
* إن يوما رأيتكم فيه صرعى
* شر يوم رأيته مذ رأيت
*
* لم يقدمكم تعصبى غير أنى
* نحت حزنا لفقدكم وبكيت
*
وكتب إلى أبيه من السجن (من مقروء الكامل)
* إن المروءة صعبة
* وعليك يسهل أمرها
*
* والدهر عندي ليلة
* برضاك يطلع فجرها
*
ولما مات أبوه المأمون إدريس كما مر في ترجمته ولى أخوه الصغير الخلافة وبقي السعيد هذا خاملا ذليلا فقيرا ومتى ذكره أخوه الخليفة لا يقول عنه إلا العبد الأسود واستمرت الحال كذلك إلى أن مات أخوه عن غير عقب فرجع الناس إليه وبايعوه على الخلافة فبذل الأموال وأكثر من سفك الدماء ومعاناة الحروب إلى أن لاقى بنفسه أبطال
134

زناتة على تلمسان وحمل عليهم في جملة من حمل فقتل هناك كما مر في صدر ترجمته
وقيل إنما قتله جنده طلبا للراحة منه ومن سفكه الدماء وكثرة حروبه
ولمى ولي الخلافة ركب فصادفه نساء في الطريق فقلن بعضا لبعض هذا الخليفة كيف يكون خليفة أسود فقالت واحدة منهن كنا نسمع الناس يتعجبون إذا كان أول الدن درديا فأما هذا فهو آخر الدن
206 - ضياء الدين جربان الحمصي علي بن إدريس المعروف بجربان ضياء الدين أبو الحسن علي الحمصي الشاعر نزيل حماة نقلت من خط شهاب الدين القوصي في معجمه قال أنشدني المذكور لنفسه بحماة سنة ست وستمائة (من الوافر)
* دوين قبا سنحن من القباب
* ظباء صيدهن ليوث غاب
*
* رعا بيت عراب وانساب
* الجمال إلى الرعابيب العراب
*
* يتابعن القطيعة بالتجني
* وإفراط التجنب بالعتاب
*
* حسان عندهن الوصل هجر
* تجرد للنوى قضب اكتئاب
*
207 - الهمداني الوادعي علي بن الأرقم الهمداني الوادعي روى عن أبي حجيفة وأسامة بن شريك وعن الأغر أبي مسلم وأبي حذيفة سلمة بن صهيبة وأبي الأحوص الجشمي وثقه جماعة وتوفي في حدود العشرين والمائة وروى له الجماعة
208 - العلوي الواسطي علي بن أسامة أبو الحسن العلوي الواسطي الضرير الشاعر قدم بغداد ومدح الوزير أبا الفرج محمد بن عبد الله رئيس الرؤساء
ومن شعره فيه (من المنسرح)
* يا عضد الدين يا محمد يا
* من صان ملكا وسيد الأمرا
*
* بشرت بالسعد ما أتى بشر
* إليك إلا أوسعته بشرا
*
* طويت عرضا مطهرا بك إن
* فض نشقنا من نشره نشرا
*
* عمرت البلاد يا عامر البلاد لقد
* قضلت زيدا وقبله عمرا
*
135

((علي بن إسحاق))
209 - أبو الحسن المارداني علي بن إسحاق بن البحتري أبو الحسن المارداني البصري محدث مشهور ثقة توفي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة
210 - الزاهي الشاعر علي بن إسحاق بن خلف البغدادي الشاعر المشهور المعروف بالزاهي كان وصافا محسنا أشار الخطيب إلى أنه كان قطانا ودكانه في قطيعة الربيع ببغداد ولد سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وتوفي سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة وكنيته أبو القاسم وشعره في أربعة أجزاء وأكثر شعره في أهل البيت ومدح سيف الدولة بن حمدان ومن شعره (من الوافر)
* صدودك في الهوى هتك استتاري
* وعاونه البكاء على اشتهاري
*
* وكم أخلع عذاري فيك إلا
* لما عاينت من حسن العذار
*
* وكم في الناس من حسن ولكن
* عليك لشقوتي وقع اخيتاري
*
ومنه في البنفسج (من البسيط)
* ولا زوردية أوفت بزرقتها
* بين الرياض على زوق اليواقيت
*
* كأنها فوق طاقات صففن بها
* أوائل النار في أطراف كبريت
*
ومنه (من الكامل)
* ومدامة لضيائها في كأسها
* نور على تلك الأنامل بازغ
*
* زفت وغاب عن الزجاجة لطفها
* فكأنما الإبريق منها فارغ
*
ومنه (من الطويل)
* وبيض بألحاظ العيون كأنما
* هززن سيوفا واستللن خناجرا
*
* تصدين لي يوما بمنعرج اللوى
* فغادرن قلبي بالتصبر غادرا
*
* سفرن بدورا وانتقبن أهلة
* ومسن غصونا والتفتن جاذرا
*
* وأطلعن في الأجياد بالدر أنجما
* جعلن لحبات القلوب ضرائرا
*
136

ومنه (من الرمل)
* من عذيري من عذارى قمر
* عرض القلب لأسباب التلف
*
* علم الشعر الذي عاجله
* أنه جار عليه فوقف
*
211 - نجم الدين الواعظ علي بن إسفنديار بن الموقف بن أبي علي العالم الواعظ نجم الدين أبو عيسى البغدادي ولد سنة ست عشرة وستمائة وتوفي سنة ست وسبعين وستمائة وسمع من ابن اللتي والحسين بن رئيس الرؤساء وابن القبيطي وقدم دمشق ووعظ وحصل له القبول التام وازدحم الناس على ميعاده لحسن إيراده ولطف شمائله ولي مشيخة المجاهدية روى عنه ابن العطار وابن الخباز وجماعة
ودفن بمقابر الصوفية كان قد استأذن الإمام الناصر في الوعظ فلم يأذن له أيام ابن الجوزي قال القاضي شمس الدين بن خلكان يحكي الشيخ نجم الدين لي حكاية ثم يعيدها فأتمنى أنها لا تفرغ من فصاحته وتنميقه
((علي بن إسماعيل))
212 - الشيخ أبو الحسن الأشعري علي بن إسماعيل بن أبي بشر بن إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى بن عبد الله بن قيس الأشعري البصري الشيخ أبو الحسن المتكلم رئيس الأشاعرة واليه ينسبون صاحب التصانيف الكلامية في الأصول والمحلل والنحل
ولد سنة ست وستين ومائتين وقيل سنة سبعين وتوفي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة
سمع زكريا الساجي وابن خليفة الجمحي وسهل بن نوح ومحمد بن يعقوب المقرئ وعبد الرحمن بن خلف الضبي البصري وروى عنهم في تفسيره كثيرا
وكان من المعتزلة أولا ثم تاب من ذلك وصعد يوم الجمعة بجامع البصرة كرسيا ونادى بأعلى صوته من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا فلان كنت أقول بخلق القرآن وأن الله لا يرى بالأبصار وأن أفعال الشر أنا أفعلها وأنا تائب معتقد الرد على
137

المعتزلة مبين لفضائحهم وكانت في دعابة ومزح كثير
قال أبو بكر الصيرفي كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله الأشعري فحجزهم في أقماع السمسم
وقال أبو محمد بن حزم إن الأشعري له من التصانيف خمسة وخمسون تصنيفا ومن تصانيفه كتب اللمع وكتاب الموجز وكتاب إيضاح البرهان وكتاب التبيين عن أصول الدين وكتاب الشرح والتفصيل في الرد على أهل الإفك والتضليل وله تفسير يقال إنه في سبعين مجلدا
ومن أراد كشف قدره فليطالع كتاب بيان كذب المفتري على الشيخ أبي الحسن الأشعري لابن عساكر
وقال بندار غلامه كانت غلة أبي الحسن من صنيعة وقفها جدهم بلال بن أبي بردة على عقبه وكان نفقته في السنة سبعة عشر درهما قال الحسين بن علي بن يزداد كان الأشعري يوما جالسا في سطح داره فبال فسال بوله في الميزاب فاجتاز والي البصرة فقطر ذلك البول على ثيابه فوقف وقال اهدموا هذه الدار فسمع أبو الحسن كلامه فنزل وفتح الباب وقال أيها الأمير أن من ولد رجل بال على الإسلام بسوء رأيه فأنا أولى الناس بالغدر فضحك الوالي ومضى
وكان في حداثته تلميذا لأبي علي الجبائي قرأ عليه وتمذهب بمذهبه فإن أبا علي كان زوج أمه فاتفق انه جرى بينهما مناظرة في وجوب الأصلح أو الصلاح على الله تعالى
فقال الشيخ أبو الحسن أتوجب على الله رعاية الصلاح أو الأصلح في حق عباده فقال نعم فقال ما تقول في ثلاثة صبية إخوة اخترم الله أحدهم قبل البلوغ وبقي اثنان فأسلم أحدهما وكفر الآخر ما العلة في اخترام الصغير فقال له لو أنه سأله فقال يا رب لم اخترمتني دون أخوي فقال أبو علي إنما اخترمته لأنه علم أنه لو بلغ لكفر فكان الأصلح له اخترامه فقال له الشيخ أبو الحسن فقد أحيا الله أحدهما وكفر فهلا اخترمه عملا بالأصلح له فقال له أبو علي إنما أحياه ليعرضه لأعلى فهو أصلح له فقال له الشيخ فهلا أحيا الذي اخترمه ليعرضه لأعلى المراتب كما فعل بأخيه إذا قلت إنه الأصلح له فانقطع أبو علي ولم يحر جوابا ثم قال للشيخ أبي الحسن أوسوست فقال الشيخ أبو الحسن ما ووست ولكن وقف حمار الشيخ على القنطرة ثم فارقه وخالفه وخالف سائر فرق المعتزلة
وسأله الشيخ أبو الحسن فقال له ما حقيقة الطاعة قال هي موافقة الإرداة فقال
138

له هذا يوجب أن يكون الله تعالى مطيعا لعبده إذا أعطاه الإرادة فقال نعم يكون مطيعا فخالف الإجماع بإطلاق هذه اللفظة على الله تعالى ولو جاز أن يطلق عليه كون مطيعا لعبده لجاز أن يطلق عليه كونه خاضعا وخاشعا له وهذا كفر
والذي يعتقده الشيخ أبو الحسن الأشعري هو أن البارئ تعالى عالم بعلم قادر بقدرة حي بحياة مريدة بإرادة متكلم بكلام سميع بسمع بصير ببصر وهل هو باق ببقاء فيه خلاف عنه وأن صفاته أزلية قديمة بذاته تعالى لا يقال هي هو ولا هي غيره ولا لا هي هو ولا غيره وعلمه واحد يتعلق بجميع المعلومات وقدرته واحدة تتعلق بجميع ما يصح وجوده وإرادته واحدة تتعلق بجميع ما يقبل الاختصاص وكلامه واحد هو أمر ونهي وخبر واستخبار ووعد ووعيد وهذه الوجوه راجعة إلى اعتبارات في كلامه لا إلى نفس الكلام والألفاظ المنزلة على لسان الملائكة إلى الأنبياء دلالات على الكلام الأزلي فالمدلول وهو القرآن المقروء قديم أزلي والدلالة وهي العبارات والقراءة مخلوقة محدثة
قال وفرق بين القراءة والمقروء والتلاوة والمتلو كما أنه فرق بين الذكر والمذكور قالوا الكلام معنى قائم بالنفس والعبارة دالة على ما في النفس وإنما تسمى العبارة كلاما مجازا
قال أراد الله تعالى جميع الكائنات خيرها وشرها ونفعها وضرها ومال في كلامه إلى جواز تكليف ما لا يطاق لقوله إن الاستطاعة مع الفعل وهو مكلف بالفعل قبله وهو غير مستطيع قبله على مذهبه
قال وجميع أفعال العباد مخلوقة مبدعة من الله تعالى متكتبسة للعبد والكسب عبارة عن الفعل القائم بمحل قدرة العبد
قال والخالق هو الله تعالى حقيقة لا يشاركه في الخلق غيره فأخص وصفه هو القدرة والاختراع وهذا تفسير اسمه تعالى
قال وكل موجود يصح أن يرى والباري تعالى موجود فيصح أن يرى وقد صح السمع بأن المؤمنين يرونه في الدار الأخرى في الكتاب والسنة قال الله تعالى * (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) * [القيامة 22] وقال عليه السلام إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة بدره لا تضامون من رؤيته
وقال لا يجوز أن يرى في مكان ولا صورة مقابلة واتصال شعاع فان ذلك كله محال
139

وماهية الرؤية له فيها رأيان
أحدهما انه علم مخصوص يتعلق بالوجود دون العدم
والثاني انه إدراك وراء العلم
وأثبت السمع والبصر صفتين أزليتين هما إدراكان وراء العلم وأثبت اليدين والوجه صفات خبرية ورد السمع بها فيجيب الاعتراف به
وخالف المعتزلة في الوعد والوعيد والسمع والعقل من كل وجه
وقال الإيمان هو التصديق بالقلب
والقول باللسان والعمل بالأركان فروع الإيمان ومن صدق بالقلب أي أقر بوحدانية الله تعالى واعترف بالمرسل تصديقا لهم فيما جاؤوا به فهو مؤمن
قال وصاحب الكبيرة إذا خرج من الدنيا من غير توبة حكمه إلى الله عز وجل أما أن يغفر له برحمته أو يشفع له رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما أن يعذبه بعدله ثم يدخله الجنة برحمته ولا يخلد في النار مؤمن
قال ولا أقول إنه يجب على الله قبول توبته بحكم العقل لأنه هو الموجب لا يجب عليه شيء أصلا بل قد ورد السمع بقبول توبة التائبين وإجابة دعوة المضطرين
وهو المالك لخلقه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد فلو أدخل الخلائق بأجمعه النار لم يكن جورا ولو أدخلهم الجنة لم يكن حيفا ولا يتصور منه ظلم ولا ينسب إليه جور لأنه المالك المطلق
قال والواجبات كلها سمعية فلا يوجب العقل شيئا البتة ولا يقضي تحسينا ولا تقبيحا فمعرفة الله تعالى وشكر المنعم وإثابة الطائع وعقاب العاصي كل ذلك بحسب السمع دون العقل قال الله تعالى * (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) * [الإسراء 15]
قال ولا يجب على الله شيء لا صلاح ولا أصلح ولا ألطف بل الثواب والصلاح واللطف والنعم كلها تفضل من الله تعالى
قال ولا يرجع إليه نفع ولا ضرر ولا ينتفع بشكر شاكر ولا يتضرر بكفر كافر بل يتعالى ويتقدس عن ذلك
قال وبعث الرسل جائز لا واجب ولا مستحيل فإذا بعث الرسول وأيد بالمعجزة الخارقة للعادة وتحدى ودعا وجب الإصغاء إليه والاستماع منه وامتثال أوامره والانتهاء
عند نواهيه
140

قال وكرامات الأولياء حق ووافقه على ذلك من بعده من الأشاعرة خلا الأستاذ أبا إسحاق الأسفراييني فإنه وافق المعتزلة في إنكارهم وهو عجيب منه
قال الشيخ أبو الحسن الإيمان بما جاء في القرآن والسنة من الإخبار عن الأمور الغائبة عنا مثل القلم واللوح والعرش والكرسي والجنة والنار حق وصدقة وكذلك الإخبار عن الأمور التي ستقع في الآخرة مثل سؤال القبر والثواب والعقاب فيه والحشر والمعاد والميزان والصارط وانقسام فريق في الخلد وفريق في السعير كل ذلك حق وصدقة ويجب الإيمان والاعتراف به
قال والإمامة تثبت بالاتفاق والاختيار دون النص والتعيين على واحد معين إذ لو كان نص لظهر عادة ولتوفرت الدواعي على نقله
قال والأئمة مترتبون في الفضل ترتبهم في الإمامة ولا أقول في عائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم إلا أنهم رجعوا عن الخطأ وأقول إن طلحة والزبير من العشرة المبشرين بالجنة
وأقول في معاوية وعمرو بن العاص انهما بغيا على الإمام الحق علي بن أبي طالب فقاتلهما مقاتلة أهل البغي
قال وأقول إن أهل النار هم الشراة المارقون عن الدين لخبر النبي عليه السلام
وأقول إن كان عليا على الحق في جميع أحواله والحق معه حيث دار
فهذه جملة مختصرة من اعتقاد الشيخ أبي الحسن الأشعري
والأشاعرة يسمون الصفائية لإثباتهم صفات الله تعالى القديمة
وافترقت الصفاتية في الألفاظ التي وردت في القرآن والسنة كالاستواء والنزول والإصبع واليد والقدم والصورة والجنب والمجئ على فرقتين
فرقة تأولت جميع الألفاظ التي وردت في القرآن على وجوه محتملة اللفظ
وفرقة لم يتعرضوا للتأويل ولا صاروا إلى التشبيه وهؤلاء هم الأشعرية الأثرية
فالفرقة الأولى قالوا هذه الألفاظ لا يمكن إجراؤها على ظاهرها فإنه كفر ولا يمكن التوقف فيا فلا بد من تأويلها بما يحتمله اللفظ وهذا الصحيح من مذهب الأشعري في أحد قوليه وهو مذهب أصحابه عبد الله بن سعيد الكلابي وأبي العباس القالنسي وغيرهما وهؤلاء هم ضد الحشوية مثل هضر وكهمس وأحمد الهجيمي وغيرهم فان أبا الحسن الأشعري حكى عن محمد بن عيسى بن غوث عنهم أنهم أجازوا
141

على ربهم المصافحة والملامسة وأن المخلصين من المسلمين إذا بلغوا في الرياضة إلى حد الإخلاص يعانقونه في الدنيا والآخرة وحكى الكعبي عن بعضهم أنه قال يزورونه ويزورهم تعالى الله عن ذلك
والفرقة الثانية قالوا قد عرفنا بمقتضى العدل أن الله تعالى ليس كمثله شيء فلا يشبهه شيء ولا يشبه شيء ونحن غير مكلفين بمعرفة هذه الألفاظ التي وردت وبتأويلها بل نحن نكلفون باعتقاد انه ليس كمثله شيء ونكل علم ذلك إلى الله وهؤلاء هم السلف الصالح كالإمام مالك والشافعي وأحمد وسفيان الثوري وداود وغيرهم وهذا أحد قولي الأشعري
ومما اتفق لي نظمه تضمينا (من الطويل)
* ألا إنما للأشعري انتسابنا
* نجول بأسياف الهدى ونصول
*
* وننكر إن شئنا على الناس قولهم
* ولا ينكرون القول حين نقول
*
213 - ابن السيوري النحوي علي بن إسماعيل بن علي أبو الحسن الطوسي الأصل الإسكندري النحوي المعروف بابن السيوري عاش بضعا وثمانين سنة وتوفي سنة أربع وستمائة
وقيل فيه علي بن سعيد بن حمامة وسيأتي ذكره في موضعه إن شاء الله تعالى
214 - علم الدين الركابسلار علي بن إسماعيل بن باتكين أبو الحسن الجوهري علم الدين الركابسلار العضدي البغدادي كان شابا ذكيا حسن الخلق والخلق أديبا فاضلا حفظ القرآن وقرأ الأدب والعلوم الرياضية وتوفي سنة سبع وسبعين وخمسمائة ومن شعره (من الخفيف)
* وعيون سود رمين فؤادي
* بسهام من القسي الخضر
*
* وخدور حمرا أذقن فؤادي
* بجفاها طعم المنايا الحمر
*
* وامتلاء الإزار مال على ضعفي
* وشكر الأعطاف أوجب شكري
*
* هذه كلها محاسن دنياي
* وأقصى سؤلي وأفراح دهري
*
142

ومنه (من الخفيف)
* فتشوا لي قلبا فقد ضاع قلبي
* وأروني صبرا فقد عز صبري
*
ومنه (من المتقارب)
* فحسن فعالك بالصالحات
* ولا تعجبن لحسن بديع
*
* فحسن النساء جمال الوجوه
* وحسن الرجال جميل الصنيع
*
ومنه (من الطويل)
* صرمتم جبالي حين واصلت حبلكم
* وأسكرتموني إذ صحوتم من الوجد
*
* فلا تحسبوا أني تغيرت بعدكم
* عن العهد لا كان المغير للعهد
*
* غرامي غرامي والهوى ذلك الهوى
* ووجدي بكم وجدي وودي لكم ودي
*
* وليس محبا من يدوم وفاؤه
* مع الوصل لكن من يدوم مع الصد
*
215 - الشريف الزيدي المغربي علي بن إسماعيل بن زيادة بن محمد بن علي أبو الحسن الشريف الزيدي الطارئ
قال ابن رشيق في الأنموذج هو أول شريف طرأ إلى المغرب يعني بذلك جده الأعلى عليا كان شاعرا حسن الاهتداء قليل المدح والهجاء ملوكي الشعر جيد التشبيه صاحب ملح وفكاهات أشبه الناس طريقة بكشاجم وأورد له (من الوافر)
* إذا سفرت إليك بوجه بدر
* كأن عليه من ذهب عجارا
*
* وجعد فاحم إن أسلبته
* رأيت الليل قد غمر النهارا
*
* وأتني فاكتسب خجلا كأني
* غرست بوجنتيها جلنارا
*
* وفاجأنا التفرق بعد وصل
* فبدل ورد وجنتيها بهارا
*
* تطاول بالكثيب الليل لما
* ذكرت به ليالينا القصارا
*
* كأن طلوع أنجمه كئوس
* سقى الشرق الغروب بها عقارا
*
* وفي ذيل المغيب سليل شمس
* كما سطرت منعمة سوارا
*
* وضرم لاعج البرحاء طيف
* أتى نومي فصارفه غرار
*
* يعن لي الهوى فأغض طرفي
* لواقدة أفدت بها وقارا
*
وأورد له (من البسيط)
143

* لله أربعة جاد الزمان بها
* العبد والراح والأمطار والوتر
*
* بهذى تسر وهذا يقتضي طربا
* وتلك تصبي وذا يلتذه البشر
*
* فانعم بيوم سرور لا شيبه له
* فقد تعارف في مسرورك القدر
*
وأورد له أيضا (من الكامل)
* يا حسن ساحلنا وخضرة مائه
* والنهر يفرغ فيه ماء مزيدا
*
* كاللؤلؤ المنشور إلا أنه لما
* استقر به استحال زبرجدا
*
* وإذا الشمال سطت على أمواجه
* نثرت حبابا فوقهن منضدا
*
* وكأنما الفلك الأثير أداره
* فلكا وضمنه النجوم الوقدا
*
وأورد له أيضا (من الوافر)
* خيالك زارني يا أم عمرو
* فأحيا بالوصال قتيل هجر
*
* وشوقني إليك وكل ضب
* يشوقه خيال جاء يسري
*
* ألم وفوق رأس الليل تاج
* مكللة جوانبه ببدر
*
* وقد حملت به كف الزهراء فيه
* وقد طلعت يتيمة در بحر
*
* فما انصرف الخيال إليك إلا
* وساج الليل مقرون بفجر
*
* وقد ولى الظلام ببدر تم
* كأسود حامل مرآة تبر
*
قلت ذكرت هنا ما أنفق لي نظمه قبل وقوفي على هذا وفي قولي زايادات تشبيه وهو (من البسيط)
* كم زارني والثريا تلوها قمر
* والليل منسدل الأذيال والطنب
*
* كأسود له كف خواتمها
* در تحمل مرآة من ذهب
*
وأورد له أيضا في زربطانه (من الخفيف)
* سمهري يزج منه نجوم
* لذوات اللحوف فيها رجوم
*
* تخرق الأيك نحوهن بحتف
* فلها في صدورهن كلوم
*
144

* كل قوس تحنى إذا سمتها الرمي
* وهذا في رميه مستقيم
*
216 - ابن الطوير الكاتب علي بن إسماعيل بن الطوير تصغير طائر أبو الحسن المصري الكاتب كتب الإنشاء لبهاء الدين قراقوش وعمر مائة سنة وله شعر وكان يعرف تواريخ كثيرة وتوفي سنة خمس عشرة وستمائة ومن شعره
217 - شرف الدين بن جبارة علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن جبارة القاضي الرئيس شرف الدين أبو الحسن الكندي التجيبي السخاوي المولد المحلي الدار النحوي المالكي العدل حدث عن السلفي وسمع من ابن عوف وأبي عبد الله الحضرمي وأبي طالب أحمد بن المسلم التنوخي والشريف أبي علي محمد بن أسعد الجواني وغيرهم مولده سنة أربع وخمسين وخمسمائة تقريبا وتوفي سنة اثنتين وثلاثين وستمائة
قال ابن مسدي ذكر لي انه من أولاد عبد الرحمن بن الأشعث وكان أديبا نحويا وشاعرا ذكيا مشهور الأصالة مذكورا بالعدالة وكان في نظر الديوان وتلبس بخدمة السلطان وكان بالمحلة وأعمالها متصرفا ومصرفا لأشغالها واتخذها دارا ولأولاده قرارا فلما كف بصره في آخر عمره لزم داره بالقاهرة وكانت منقطع أثره وقال أنشدنا لنفسه (من السريع)
* خاطر بها إما ردى أو ورود
* فهذه نجد وهذا زرود
*
* قد حكم البين بإسراعها
* والوجد والدمع عليها شهود
*
* قلائص تحمل أكوارها
* أشباح أشياخ عليها همود
*
قلت له كتاب نظم الدر في نقد الشعر قصره على مؤخذات ابن سناء الملك وأجاد من بعضها وتعنت زائدا في بعضها
قال في أوله بعدما ذكر ابن سناء الملك وغض منه وقد كنت اجتمعت به عند استيطاني بمصر فرأيته معجبا بشعره متقلدا بعقود دره وراسلته دفعات ورادفته مرات فامتنع في الإجابة ورأى الصمت من الإصابة ولم يكن ذلك إلا لعسر بديهته وما هو مجبول عليه من رؤيته ومن جملة ما سيرته إليه أنني أهديت إليه شهدا وكتبت (من البسيط)
145

* أهديت ما كالمرآة في نسق
* لسيد ذكره قد شاع في الأفق
*
* فتلك يبصر فيها حسن صورته
* وذا يرى فيه طعما طينة الخلق
*
فأجاب وقف على الرقعة الكريمة وقبل المنة الجسيمة ولا ننشده إلا ما قاله صديقنا الحكمي (من البسيط)
* إني ووصفي من حسن محاسنها
* مثل الذي قال ما أحلاك يا عسل
*
وسيرت إليه بعد ذلك دجاجا ومعها ديك وكتبت إليه (من السريع)
* يا فاضلا نغرف من بحره
* وماجدا نأخذ من بره
*
* لم يعد مملوكك يا سيدي
* ما عده بشار في شعره
*
والذي عده بشار قوله (من مجزوء الوافر)
* ربابة ربة البيت
* تصب الخل في الزيت
*
* لها سبع دجاجات
* وديك حسن الصوت
*
فأجاب
* لم يكف سيدنا المن بالمس
* حتى أتبعه السلوى من الطائر
*
ولم أستطع أن أجيبه بشعر لأنني تأملت شعره علمت أني لست بشاعر
قلت ما كان بان سناء الملك ممن تعجزه المراجعة ولا المحاورة وهو ما هو ومن عرف كلام الرجلين علم الفرق بين الصقر والعين وأين من أين والذي أراه أن ابن سناء الملك ترفع عن إجابة شعرا نقلت من خط شهاب الدين القوصي في معجمه قال أنشدني شرف الدين علي بن جبارة السخاوي لنفسه على وزن البيتين المتقدمين وهما (من الكامل)
* يا قلب ويحك خنتني وفعلتها
* وحللت عقدة توبتي ونكثتها
*
* يا عين أنت بليتي يا جفنها
* لم لاعن الوجه المليح سترتها
*
وأبيات ابن جبارة (من الكامل)
* ما للنصيحة في الغرام بذلتها
* يا عاذلي وحسرت حتى قلتها
*
* أوما علمت وما تريد زيادة
* أن النصيحة في الهوى لا تشتهى
*
146

* نهنهت دمعي عن ثراه فما هدا
* ونهيت قلبي عن هواه فما انتهى
*
* أو لم تخف لهب الزفير بمهجتي
* إسرارها إذ أودعتك أذعتها
*
218 - تاج الدين ابن كسيرات علي بن إسماعيل تاج الدين ابن الصاحب مجد الدين بن كسيرات جمع كسرة مصغرا المخزومي الكاتب شاب مليح تام الشكل ظاهر الرياسة له اشتغال ونظم وفيه مروءة وسمع كثيرا مع البرزالي وخدم مدة طرابلس توفي وله ثمان وعشرون سنة وكانت وفاته سنة سبع وتسعين وستمائة
219 - الطميش علي بن إسماعيل القلعي المعروف بالطميش كان من الشعراء الذين طرءوا على مصر
من شعره (من الطويل)
* وقد قيل مات الحق وهو مخلد
* ولكنه الصمصام في غمده قرا
*
* وقد كان دين الله من قبل عابسا
* بجراك حتى لحت في وجهه بشرا
*
* وكنت عليا حين كان الذي مضى
* معاوية والحارثي له عمرا
*
وقال في شريف وقيل أنها لبعض الأندلسيين (من الطويل)
* سمت بابن فضل الدولة الرتب
* التي تقاصر عنها حاسد أن تطوله
*
* يحاول قول الشعر بالجهد دائما
* وتأبى له أعراقه أن يقوله
*
* وما فيه من سيما النبي وطبعه
* سوى أن قول الشعر لا ينبغي له
*
قلت وسيأتي في ترجمة ابن الشجري شيء يشبه هذا واسمه هبة الله ومن شعره الطميش المذكور (من الكامل)
* تأبى الصوافن تحته رعى الكلا
* حتى تراه بالدماء مخضبا
*
* وتعاف ورد الماء حتى تكتسي
* وجناته بدم الأعادي طحلبا
*
قلت ما سمي بالطميش سدى لكنه كان به عمى في البصيرة أيضا لأن الطحلب أخضر والدم أحمر فما يناسب الدم أن يكون طحلبا وقول المتنبي في هذا أجمل وأحسن
* تعود ألا تقضم الحب خيله
* إذا الهام لم ترقع جنوب العلائق
*
147

* ولا تردن الغدران إلا وماؤها
* من الدم كالريحان تحت الشقائق
*
220 - الشيخ علاء الدين القونوي علي بن إسماعيل بن يوسف الإمام العلامة القدوة العارف ذو الفنون قاضي القضاة بدمشق الشافعي شيخ الشيوخ علاء الدين أبو الحسن القونوي التبريزي ولد سنة ثمان وستين وستمائة وتوفي بدمشق سنة تسع وعشرين وسبعمائة في ذي القعدة ودفن بسفح قاسيون بتربة اشتريت له تفقه وتفنن وبرع وناظر قدم دمشق أول سنة ثلاث وتسعين وستمائة فرتب صوفيا ثم درس بالإقبالية وسمع من أبي حفص ابن القواس وأبي الفضل بن عساكر وجماعة وبمصر من الأبرقوهي وطائفة
واستوطن مصر وولي مشيخة سعيد السعداء وأقام عشرين سنة يصلى الصبح ويقعد للاشتغال في سائر الفنون إلى أذان الظهر وتخرج به الأصحاب وانتفع به الطلبة في العلوم خصوصا في الأصول وكان ساكنا وقورا حليما مليح الشيبة والوجه تام الشكل حسن التعليم ذكيا قوي اللغة والعربية كثير التلاوة والخير درس بالشريفية بالقاهرة وبها كان سكنه وأشغاله ثم لما حضر قاضي القضاة جلال الدين إلى الديار المصرية عوضا عن قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة عينه السلطان لقضاء قضاة الشام فأخرج كارها وكان يقول لأصحابه الأخصاء سرا أخملني السلطاني كونه لم يولني قضاء الديار المصرية وليته كان عينني لذلك وكنت سألته الإعفاء من ذلك ولما خرج إلى الشام حمل كتبه على خيل البريد معه وأظنها كانت وقر خمسة عشر فرسا أو أكثر وباشر المنصب أحسن مباشرة بصلف زائدة وعفة مفرطة ولم تكن له نهمة في الأحكام بل رغبته وتطلعه إلى الأشغال والإفادة وطلب الإقالة أولا من السلطان فما أجابه وكان منصفا في بحوثه أيضا معظما للآثار ولم يغير عمته للتصوف خرج له ابن طغربل وعماد الدين ابن كثير ووصلهما بجملة وشرح الحاوي في أربع مجلدات وجوده وله مختصر المنهاج للحليمي سماه الابتهاج وله التصرف شرح التعرف في التصوف وكان يدري الأصلين والمنطق وعلوم الحكمة ويعرف الأدب ويحكم العربية ولكن له حظ من صلاة وخير وحياء وكان مع مخالفته للشيخ تقي الدين ابن تيمية وتخطئته له في أشياء كثيرة يثني عليها ويعظمه ويذب عنه إلا أنه لما توجه من مصر إلى دمشق قال له السلطان إذا وصلت
148

خل نائب الشام يفرج عن ابن تيمية فقال يا خوند على ماذا حبستموه فقال لأجل ما أفتى به في تلك المسألة فقال إنما حبس للرجوع عنها فإن كان قد تاب ورجع أفرجنا عنه فكان ذلك سبب تأخيره في السجن وكان له ميل إلى محي الدين بن العربي إلا أن له ردودا على أهل الاتحاد وكان يحدث على حديث أبي هريرة كنت سمعه الذي يسمع به ويشرحه شرحا حسنا ويبينه بيانا شافيا وكان يكتب مليحا قويا جاريا ورأيته يكتب بخطه على ما يقتنيه من الكتب التي فيها مخالفة السنة من اعتزال وغيره (من الهزج)
* عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه
* ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه
*
وكان يترسل جيدا من غير سجع ويستشهد بالآيات المناسبة والأحاديث والأبيات اللائقة بذلك المقام وكنت أكتب عن أمير حسين رحمه الله تعالى إليه من الشام هو بالقاهرة فتأتيه أجوبته بخطه وهي في غاية الحسن وفيها السلام علي والثناء الكثير والتودد فلما دخلت القاهرة واجتمعت به مرات عاملني بكل جميل وطلب مني كتابي الذي وضعته في الجناس ووقف عليه مديدة وأعاده إلي وبلغني الثناء الزائد منه عليه ثم لما قدمت إلى الشام متوجها إلى رحبة مالك بن طوق وهو بالشام يومئذ قاض طلب ذلك المصنف مني وبقي عنده مديدة ثم أعاده واخذ في التفضل والشكر على عادته رحمه الله
ومات بورم الدماغ أحد عشر يوما ومات في بستان ضمنه وتأسف الناس لموته أسفا كثيرا (من الكامل)
* عمت فضائله فعم مصابه
* فالناس فيه كلهم مأجور
*
وله نظم منه أبيات في الشجاج وهي ما أنشده فيه من لفظه الشيخ جمال الدين محمد بن عبد الرحيم بن علي بن عبد الملك بن المنجاين علي بن جعفر السلمي المسلاتي المالكي قال أنشدني شيخنا علاء الدين القونوي من لفظه لنفسه وسمعتها منه غير مرة (من الطويل)
* إذا رمت إحصاء الشجاج فهاكها
* مفسرة أسماؤها متواليه
*
* فخارصة إن شقت الجلد ثم ما
* أسال دما وهي المسماة داميه
*
* وباضعة ما تقطع اللحم والتي
* لها الغوص فيه للذي مر تاليه
*
* وتلك لها وصف التلاحم ثابت
* وما بعدها السمحاق فافهمه واعيه
*
* وقل ذاك ما أفضى إلى الجلدة التي
* تكون وراء اللحم للعظم غاشيه
*
149

* ومن بعد هاما ينقل لعظم واسمها
* منقلة ثم التي هي آتيه
*
* موضحة ما أوضح العظم باديا
* وهاشمة بالكسر للعظم باغيه
*
* فما مومة أمت من الرأس أمه
* وقد بقيت أخرى بها العشر وافيه
*
* فدامية تسمى لخرق جليدة
* هي الأم كيس للدماغ وحاويه
*
* وهذا هو المشهور في عدها وإن
* ترد ضبط حكم الكل فاسمع مقاليه
*
* ففي الخمسة الأولى العلومة ثم ما
* بإيضاح عمد فالقصاص وجاليه
*
* وخصت بهذا الموضحات لضبطها
* فلا عسر في استيفائها متكافيه
*
* وإن حصلت من غير عمد أو انتهت
* إلى المال عفوا فاقدر لأرش بانيه
*
* على ذمة النفس التي أوضحت بها
* فتلك لنصف العشر منها مساويه
*
* وذلك أرش الهشم والنقل مفردا
* وزد لانضمام بالحساب مراعيه
*
* ففي اثنتين منها العشر ثم لثالث
* تزيد عليه نصفه تك حاشية
*
* ومأمومة فيها من النفس ثلثها
* ودامغة مثل لها ومكافيه
*
* وقيل بأنه الدمغ ليس جراحة
* لتدفيفه كالحرز وهي ملاقيه
*
* وقد نجز المقصود والعي واضح
* وعجمتي العجماء في النظم باديه
*
وكتب إلى ناصر الدين شافع وقد طلب منه شيئا من شعره (من الخفيف)
* غمرتني المكارم الغر منكم
* وتوالت علي منها فنون
*
* شرط إحسانكم تحقق عندي
* ليت شعري الجزاء كيف يكون
*
يقبل اليد الشريفة لا زلت للمكرمات مستديمة وفي سبيل الخيرات مستقيمة وينهى أن بضاعة المملوك في كل الفنون مزجاة لا سيما فن الأدب فإنه فيه في أدنى الدرجات وقد وردت عليه إشارة مولانا حرسه الله تعالى في طلب شيء من الشعر الذي ليس المملوك منه في عير ولا نفير ولا حظي منه بنقير ولا قطمير سوى ما شذ من الهذيان الذي لا يصلح لغير الكتمان ولا يحفظ إلا للنسيان والمسؤول من فضل مولانا وكرمه المبذول أن يتمم إحسانه بالستر عليه فإنه وجميع ما لديه من سقط المتاع ولا يعار لسقاطته ولا
150

ولا لنفاسته ولا يباع والله يؤيد مولانا ويسعده ويحرسه بالملائكة ويعضده
وكتب إليه وقد وقف على كتابه الذي سماه مخالفة المرسوم في حل المنثور والمنظوم (من الطويل)
* مخالفة المرسوم وافقت المنى
* وحازت من الإحسان خصل المفاضل
*
* أثارت على نجل الأثير أثارة
* من العلم مفتونا بها كل فاضل
*
وشاعت بالشام صورة فتيا على لسان بعض اليهود وهي هذه (من الطويل)
* أيا علماء الدين ذمي دينكم
* تحير دلوه بأوضح حجة
*
* إذا ما قضى ربي بكفري بزعمكم
* ولم يرضه مني فما وجه حليتي
*
* دعاني وسد الباب عني فهل إلى الدخول سبيل بينوا لي قضيتي
*
* قضى بضلالتي ثم قال آرض بالقضا
* فها أنا راض بالذي فيه شقوتي
*
* فإن كنت بالمقضي يا قوم راضيا
* فربي لا يرضى بشؤم بليتي
*
* وهل لي رضا ما ليس يرضاه سيدي
* وقد حرت دلوني على كشف حيرتي
*
* إذا شاء ربي الكفر مني مشيئة
* فها أنا راض باتباع المشئة
*
* وهل لي اختيار أن أخالف حكمه
* فبالله فاشفوا بالبراهين غلتي
*
فكت الشيخ علاء الدين القونوي جوابه (من الطويل)
* حمدت إلهي قبل كل مقالة
* وصليت تعظيما لرب البرية
*
* وحاولت إبلاغ النصيحة منصفا
* لمن طلب الإيضاح في كل شبهة
*
* فأول ما يلقى إلى كل طالب
* لتحقيق حق واتباع حقيقة
*
* نزوغ الفتى من كل عقد وشبهة
* تصد عن الإمعان في نظم حجة
*
* وإلقاء سمع واجتناب تعنت
* فلا خير في المستحمق المتعنت
*
* إذا صح منك الجد في كشف غمة
* بليت بها فاسمع هديت لرشدتي
*
* صدقت قضى الرب بالحكيم بكل ما
* يكون وما قد كان فوق المشيئة
*
* وهذا إذا حققته متأملا
* فليس يسد الباب من بعد دعوة
*
* لأن من المعلوم أن قضاءه
* بأمر على تعليقه بشريطة
*
151

* يجوز ولا يأباه عقل كما ترى
* حدوث أمور بعد أخرى تأدت
* ما الري بعد الشرب والشبع الذي
* يكون عقيب الأكل في كل مرة
*
* فليس ببدع أن يكون معلقا
* قضاء إله الخلق رب الخليقة
*
* بكفرك مهما كنت بالبغي رافضا
* تعاطي أسباب الهدى مع مكنة
*
* فمن جملة الأسباب مما رفضته
* مع الأمر والإمكان لفظ الشهادة
*
* فلو أنتم أقبلتم بضراعة
* إلى الله والدين القويم الطريقة
*
* ووفيتم حسن التأمل حقه
* وأحسنتم الإمعان في كل نظرة
*
* لكان الذي قد شاءه الله من هدى
* وليس خروج عن قضاء بحيلة
*
* ألا نفحات الرب في الهدى جمة
* ولكن تعرض كي تفوز بنفحة
*
* ولا تتكل واعمل فكل ميسر
* لما هو مخلوق له دون ريبة
*
* ولو كنت أدري أن فهمك قابل
* لفهم كلام ذي غموض ودقة
*
* لأشبعت فيه القول بسطا محققا
* على نمطي علمي كلام وحكمة
*
* ولكنما المقصود إقناع مثلكم
* فهاك قصيرا من فصول طويلة
*
* ولولا ورود النهي عن هذه التي
* سألت لصار الفلك في وسط لجة
*
* فها أنا أطوي ما نشرت بساطه
* وأستغفر الله العظيم لزلتي
*
221 - نور الدين بن قريش علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن قريش العدل المسند نور الدين أبو الحسن ابن المحدث تاج الدين المخزومي المصري مولده سنة اثنتين وخمسين وستمائة وتوفي سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة سمع الحافظين المنذري والعطار وشيخ الشيوخ الحموي ومحمد بن الخب النعال والكمال الضرير وابن البرهان وابن عبد السلام وسمع حضورا من عبد المحسن بن مرتفع وتفرد بأشياء
وكان صالحا خيرا من الشهود أخذ عنه الدمياطي وابن رافع والسروجي وجماعة وكانت وفاته بحارة الديلم بالقاهرة
152

قلت وسمعت عليه الجزء الأول والثاني من عوالي المعجم الكبير لأبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني بقراءة الحافظ فتح الدين محمد بن سيد الناس في منزلة بين القصرين في مجالس آخرها سابع جمادى الأولى سنة تسع وعشرين وسبعمائة وأجاز لنا جميع ما يرويه ورواه لنا بسماعه من الشيخ زين الدين أبي الطاهر بن إسماعيل بن عبد القوي بن أبي العز ابن عزون أخبرتنا الشيخة فاطمة ابنة الإمام أبي الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري قراءة عليها وأنا أسمع قالت أخبرتنا الشيخة فاطمة بنت عبد الله بن أحمد بن القاسم بن عقيل الجوزذانية قراءة عليها وأنا حاضرة في الثالثة أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة الضبي أنا الطبراني
222 - الشيخ علي منلا علي بن أسمح العلامة الزاهد أبو الحسن منلا اليعقوبي الشافعي النحوي أخذ التتار من يعقوب صغيرا فأقام ببلغار عند التتار وحفظ المصابيح للبغوي والمفصل والمقامات وغير ذلك وتميز وسكن الروم وولى مشيخة الحديث بها وهو شاب وركب البغلة ثم تزهد وفارق الروم ولف رأسه بمئزر صغير وسكن دمشق سنة بضع وثمانين وستمائة وجلس للإفادة وحضر مدارس وكان دينا خيرا توفي باللجون قاصد الحج سنة عشر وسبعمائة
وكان ممن يؤذي الشيخ تقي الدين بن تيمية بلسانه
223 - العامري البغدادي علي بن إشكاب واسم إشكاب حسن العامري البغدادي كان أسن من أخيه محمد وقد تقدم ذكره في المحمدين روى عن علي أبو داود وابن ماجة وآخر من روى حديثه عاليا سبط السلفي وثقه النسائي وغيره توفي سنة إحدى وستين ومائتين
224 - أبو الحسن الهمداني المغربي علي بن أضحى أبو الحسن الهمداني من بيت كبير كان منهم ملك غرناطة في دولة عبد الله المرواني فلما اختلت الأندلس على الملثمين ثار بغرناطة قاضيها أبو الحسن المذكور إلا أنه لم تطل أيامه ومات سنة أربعين وخمسمائة وملك بعده ابن أضحى ولم تطل أيامه أيضا وكان مشهورا بالجود ناظما ناثرا
ومن شعره قبل أن يكون ملكا وقد دخل مجلسا فوجده غاصا فجلس في أخريات
153

الناس (من الكامل)
* نحن الأهلة في ظلام الحندس
* حيث أحللنا فهو صدر المجالس
*
* إن يذهب الدهر الخئون بعزنا
* ظلما فلم يذهب بعز الأنفس
*
225 - العادلي علي بن أرغلو العادلي الأمير علاء الدين ابن الأمير سيف الدين أغرلو مملوك العادل كتبغا
تقدم ذكر والده في حرف الهمزة مكانه كان الأمير علاء الدين هذا أحد أمراء الطبلخانات بدمشق وتوفي رحمه الله تعالى في طاعون دمشق سنة تسع وأربعين وسبعمائة في أوائل جمادى الأولى
226 - أبو القاسم الشاعر علي بن أفلح بن محمد أبو القاسم العبسي الكاتب الأديب الفاضل الشاعر له ديوان شعر وديوان ترسل وكتب خطا حسنا له أهاج ومثالب في أعراض الناس فأوجب ذلك مقته وخاف من جماعة في بغداد كان المسترشد بالله قد أعطاه أربعة آدر في درب الشاكرية فهدمها وأنشأها دارا مليحة عالية وأعطاه الخليفة خمسمائة دينار ومائة جذع ومائتا ألف آجرة وأجرى عليه معلوما فغرم على الدار عشرين ألف دينار وكان فيها حمام لمستراحها أنبوب إن فرك يمينا جرى سخنا وان فرك شمالا جرى باردا ثم إنه ظهر عنه يكاتب دبيس فنم عليه بوابه فهرب وانتقل إلى تكريب واستجار ببهروز ثم آل الأمر أن عفى عنه وعاد إلى بغداد وأقام بها إلى أن توفي سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة
ومن شعره (من البسيط)
* أستغفر الله من نظم القريض فقد
* أقلعت عنه فمالي فيه من أرب
*
* إذ لست أنفك في نظميه من فزع
* أمسى ينغص عندي لذة الأدب
*
* إذا صدقت بهجوي الناس كخفتهم
* وإن مدحت خشيت الله في الكذب
*
ومنه (من المنسرح)
* لما أتاني بها المدير على
* عاتقه من شعاعها ألق
*
154

* حسوتها مسرعا مخافة أن
* تلبث في راحتي فتحترق
*
ومنه (من الكامل)
* قالوا انحنى كبرا فقلت سفاهة
* يلقاك من لم يتئد في قيله
*
* سكن الحبيب شغاف قلبي ثاويا
* مخنوت منعكفا على تقبيله
*
ومنه (من الكامل)
* لا غرومي جزعي لبينهم
* يوم النوى وأنا أخو الفهم
*
* فالقوس من خشب تإن إذا
* ما كلفوها فرقة السهم
*
ومنه (من الكامل)
* لله أحباب نأت بهم
* أيدي النوى ففراقهم جلل
*
* بعدوا فدمع العين منهمر
* ونأوا فنار الشوق تشتعل
*
* هذا وما بعدت مسافتهم
* إذ قربوا للبين واحتملوا
*
* رحلوا ولكن في الفؤاد ثووا
* فكأنهم رحلوا وما رحلوا
*
ومنه (من الخفيف)
* كم إلى كم يكون هذا التجني
* كل يوم تعتب منك يضني
*
* ما تحيلت في رضاك وبالغت
* بفن إلا سخطت بفن
*
* لست تصغي إلى هداية نصحي
* أنت أهدى إلى صلاحك مني
*
* ما أتاني الغرام فيك بأمري
* وكذا لا يجي السلو بإذني
*
ومنه (من البسيط)
* ما بعد حلوان للمشتاق سلوان
* عز العزاء وبان الصبر مذ بانوا
*
* دعني وتسكاب دمعي من مدامعه
* فللشؤون ولي من بعدهم شان
*
* ما العيش بعدهم مما ألذ به
* أني يلذ بغير النوم وسنان
*
* هم الحياة وقد بانوا الغداة فهل
* يصح بعد ذهاب الروح جثمان
*
* يا صاحبي أقلا من ملامكما
* فإن لومكما ظلم وعدوان
*
* أين الشجي من خلي ما أحب ولا
* هاجت له بنوى الأحباب أشجان
*
155

ومنه (من الرمل)
* هذه الخيف وهاتيك منى
* فترفق أيها الحادي بنا
*
* واحبس الركب علينا ساعة
* نندب الربع ونبك الدمنا
*
* فلذا الموقف أعددنا الأسى
* ولذا اليوم الدموع تقتنى
*
* زمنا كانوا وكنا جيرة
* يا أعاد الله ذاك الزمانا
*
* بيننا يوم أثيلات مني
* كان عن غير تراض بيننا
*
* آه من رئم كحيل طرفه
* بين عينيه نصال وقنا)
*
* ترك الجاني لم يعرض له
* وابتلى ظلما بريئا ما جنى
*
ومنه في غلام ناقص الجمال (من الوافر)
* وما عشقي له وحشا لأني
* كرهت الحسن واخترت القبيحا
*
* ولكن غرت أن أهوى مليحا
* وكل الناس يهوون المليحا
*
ومنه في غلام أعرج (من الخفيف)
* بأبي من رأيته يتثنى
* فهو من لينه يحل ويعقد
*
* حسدوه على الجمال فقالوا
* أعرج والمليح ما زال يجسد
*
* هو غصن والحسن في الغصن الناعم
* ما كان مائلا يتأود
*
ومنه (من السريع)
* حمدت بوابك إذ ردني
* وذمة غيري على رده
*
* لأنه قلدني نعمة
* يستوجب الإغراق في حمده
*
* أراحني من قبح ملقاك لي
* وكبرك الزائد في حده
*
227 - محي الدين البعلبكي علي بن أقسيس بن أبي الفتح بن إبراهيم الصدر محي الدين البعلبكي كان ناظر الزكاة بدمشق وكان رئيسا أنيق الشكل والمبلس والمأكل والسكن مليح الحركات كثير الصدقة والتلاوة له حكايات في المكارم توفي سنة سبع وستين وستمائة
228 - أخو محمد بن أمية علي بن أمية بن أبي أمية كان أبوه يكتب للمهدي على ديوان بيت المال وديوان الرسائل والخاتم وكان هو متقطعا إلى إبراهيم بن المهدي
156

والى الفضل بن الربيع لما قال علي (من المنسرح)
* يا ريح ما تصنعين بالدهن
* كم لك من منظر حسن
*
* محوت آثارها وأحدثت آثارا
* بربع الحبيب لم تكن
*
* إن تك يا ربع قد بكيت من الريح
* فإني باك من الحزن
*
* قد كان يا ربع فيك لي سكن
* فصرت إذ بان بعده سكني
*
* شبهت ما أبلت الرياح من أثار
* حبيبي النائي بلى بدني
*
* يا ريح لا تظلمي الرسوم ولا
* تمحي رسوم الديار والدمن
*
* حاشاك حاشاك أن تكوني على العاشق
* عونا لحادث الزمن
*
كثر الناس فيه وغناه عمرو الغزال فقال أبو موسى الأعمس (من البسيط)
* يا رب خذني وخذ علي وخذ
* يا ريح ما تصنعين بالدمن
*
* عجل إلى النار بالثلاثة والرابع
* عمرو الغزال في قرن
*
ثم ندم وقال هؤلاء أهل بيت وهم إخواني ولا أحب أن أنشب بيني وبينهم عداوة فأنى أمية وقال قد أذنبت ذنبا وجئت مستجيرا بكم من فتيانكم فدعا بعلي بن أمية وقال هذا عمك قد أتاك معتذرا من الشعر الذي قاله فقال وما هو فأنشده فقال قد ضجرنا والله منه كما ضجرت أنت وأكثر وأنت آمن من أن يكون منا جواب وأتى محمد بن أمية فقال له (من المنسرح)
* كم شاعر عند نفسه فطن
* ليس لدينا بالشاعر الفطن
*
* قد أخرجت نفسه بغصتها
* يا ريح ما تصنعين بالدمن
*
ودفع الرقعة إلى غلام له وقال ادفعها إلى أبي موسى وقل له يقول لك مولاك ذكرني بها إذا انصرفت إلى المنزل فلما انصرف إلى منزله أتاه غلامه بالرقعة فقال له هذه التي بعثت بها إلي فقال والله ما بعثت إليك بشيء وأظن الفاسق قد فعلها ثم دعا محمد ابنه فقرأها عليه فلما سمع ما فيها قال يا غلام لا تنزع عن البغلة ورجع إلى علي بن أمية فقال له نشدتك الله أن تزيد على ما كان فقال له أنت آمن قال صاحب الأغاني حدثي الحسن بن علي قال حدثني أبو هفان قال كنا في مجلس وعندنا مغنية تغنينا وصاحب البيت يهواها فجعلت تكايده وتومئ إلى غيره بالمزاح والتجميش وتغيظه بجهدها وهو يكاد يموت قلقا وهما وتنغص عليه يومه ولحت في أمرها وسقط
157

المضراب من يدها فأكبت على الأرض لتأخذه فضرطت ضرطة سمعها جميع من حضر وخجلت ولم تدر ما تقول فأقبلت على عشيقها وقالت أيش تشتهي أن أغني لك فقال لها غني يا ريح ما تصنعين بالدمن فخجلت وضحك القوم وصاحب الدار حتى أفرطوا فبكت وقامت من المجلس وقالت أنتم قوم سفل لعنة الله على من يعاشركم وخرجت وكان ذلك سبب القطيعة بينهما
229 - أبو الحسن الحنبلي علي بن الأنجب بن ما شاء لله بن الحسن بن عبد الله بن عبيد الله بن الجصاص أبو الحسن الفقيه الحنبلي البغدادي جود قراءة القرآن وتفقه على أبي المنى وتكلم في مسائل الخلاف وقرأ الأدب وكتب الخط الحسن وسمع من أبي الفتح بن شاتيل فمن بعده مولده سنة ست وستين وخمسمائة ووفاته سنة اثنتين وأربعين وستمائة
230 - أبو الحسن الإسكندراني المالكي علي بن الأنجب أبي المكارم بن علي بن مفرح بن حاتم بن الحسن بن جعفر بن إبراهيم بن حسن اللخمي المقدسي الأصل الإسكندراني المولد المالكي أبو الحسن كان فاضلا في مذهبه من أكابر الحفاظ في الحديث صحب الحافظ السلفي وصحبه زكي الدين المنذري وعليه تخرج وكان ينوب في الإسكندرية ودرس هناك ثم انتقل إلى القاهرة ودرس بالمدرسة الصاحبية
ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة وتوفي سنة إحدى عشرة وستمائة
ومن شعره (من المتقارب)
* تجاوزت ستين من مولدي
* فأسعد أيامي المشترك
*
* يسائلني زائري حالتي
* وما حال من حل في المترك
*
ومنه (من الطويل)
* ولمياء تحيي من نحيي بريقها
* كأن مزاج الراح بالمسك من فيها
*
* وما ذقت فاها غير أني رويته
* عن الثقة المسواك وهو موافيها
*
ومنه (من الطويل)
158

* أيا نفس بالمأثور عن خير مرسل
* وأصحابه والتابعين تمسكي
*
* عساك إذا بالغت في نشر دينه
* بها طاب من نشر له أن تمسك
*
* وخافي غدا يوم الحساب جهنما
* إذا لفحت نيرانها أن تمسك
*
ومنه (من السريع)
* ثلاث باءات بلينا بها
* البق والبرغوث والبرغش
*
* ثلاثة أوحش ما في الورى
* ولست أدري أيها أوحش
*
231 - ابن الساعي علي بن أنجب بن عثمان بن عبيد الله الشيخ تاج الدين أبو الحسن أبو طالب بن الساعي بالسين والعين المهملتين وبينهما ألف البغدادي المؤرخ خازن المستنصرية
توفي في شهر رمضان سنة أربع وسبعين وستمائة وقد قارب الثمانين أو جازها
كان أديبا فاضلا أخباريا عمل تاريخا ما زال يجمع فيه إلى أن مات وعمل تاريخ لشعراء زمانه وذيل على كامل ابن الأثير وله كتاب غزل الظراف في مجلدين أجازه المستنصر عليه مائة دينار وكانت تاريخ المعلم الأتابكي التمسه منه نور الدين صاحب شهرزور أرسلان شاه بن زنكي أجازه عليه مائة دينار وكتاب نزهة الأبصار في أخبار ابني المستعصم الشهيد وما أنفق عليهما من الأموال وتفاصيل ما عمل من المآكل والملابس وما عمل من المدائح فأعطى عليه مائة دينار وكان إقبال الشرابي ينفذ إليه الذهب ويحترمه وله في إقبال مدائح وفي غيره ووصله المستنصر بمائة دينار على كتاب الإيناس في مناقب بني العباس وكتاب الحث على طلب الولد عمله باسم مجاهد الدين أيبك الدوادار الصغير وقدمه له يوم دخوله على ابنة صاحب الموصل لولو وكتاب تاريخ الوزراء وتاريخ نساء الخلفاء من الحرائر والإماء ومنهن سمرأم أولاد المستعصم الأمراء أحمد وعبد الرحمن ومبارك وسيرة المستنصر ومصنف في آل البيت
وله عدة تواليف أورد ابن الكازروني في ترجمة ابن الساعي أسماء تصانيفه وهي كثيرة لعلها وقر بعير منها مشيخة بالسماع والإجازة في عشرين مجلدا وروى بالإجازة عن أبي سعيد الصفار قال الشيخ شمس الدين وأحسبها العامة وعن ابن سكينة والكندي
159

وابن الأخضر وأحمد بن الديبقي وسمع من أصحاب أبي الوقت وقرأ على ابن النجار تاريخه الكبير لبغداد وله أوهام وقد تكلم فيه والله أعلم
7928 - المنصور بن المعز علي بن أيبك الملك المصور ابن الملك المعز التركماني لما قتلت شجرة الدر امرأة أبيه والده المعز أيبك على ما تقدم في ترجمة أيبك اجتمع جماعة من الأمراء الصالحية وسلطنوا عليا المذكور وسموه المنصور وعمره يومئذ خمس عشرة سنة وذلك في سنة خمس وخمسين وستمائة على ما تقدم شرحه في ترجمة المعز أيبك وتولى تدبير ملكه سيف الدين قطز مملوك أبيه فلما كان أواخر سنة سبع وخمسين وستمائة ودهم التتار الشام رأى قطز أن الأمر يحتاج إلى سلطان مستقل فخلع المنصور عليا وتسلطن قطز وتسمى بالمظفر وجرى له متى جرى على ما سوف يأتي في ترجمة قطز في حرف القاف إن شاء الله تعالى
7929 - ابن الساربان علي بن أيوب بن الحسيين القمي أبو الحسن بن الساربان الكاتب روى عن المتنبي ديوانه بقوله وعن السيرافي وجماعة قال الخطيب قرأت عليه شعر المتنبي وكان رافضيا وتوفي في سنة ثلاثين وأربعمائة
234 - علاء الدين المقدسي الشافعي علي بن أيوب بن منصور الشيخ الإمام علاء الدين المقدسي الشافعي معيد المدرسة البادرائية بدمشق كان يعرف بعليان ويكتب ذلك بخطه في أول أمره ودرس بالأسدية وبحلقة صاحب حمص وسمع من الفخر بن البخاري ومن عبد الرحمن بن الزين وحدث بدمشق والقاهرة وكتب بخطه المليح كثيرا من كتب العلم ولما بيعت في حياته تغالى الناس فيها لصحتها وكان قد عني بالحديث وطلب بنفسه وقرأ بنفسه أيضا وحرر الألفاظ وضبطها ثم إنه سكن القدس بأخرة واختلط في سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة وكان يعبث في اختلاطه بذكر الجن ويقول قد وعدوني بأن يسوقوا نهرا من النيل ونهرا من زيت نابلس إلى داري هذه ويعد لذلك أماكن يكون فيها الماء والزيت وأشياء من هذه المستحيلات وقاسى فقرا شديدا وفاقة
وتوفي رحمه الله بالقدس سنة ثمان وأربعين وسبعمائة في شهر رمضان المعظم
160

235 - الحافظ القطان علي بن بحر القطان البغدادي الحافظ روى عنه أبو داود وروى الترمذي عن رجل عنه والذهلي وأبو زرعة وأبو حاتم ووثقه ابن معين وتوفي سنة أربع وثلاثين ومائتين
236 - أستاذ الدار علي بن بختيار أبو الحسن الكاتب كانت له معرفة بالكتابة وخدم في الدواوين وولى أستاذ دارية الخلافة سنة أربع وثمانين وخمسمائة في خامس
عشرين شوال وعزل في جمادى الأولى سنة سبع وثمانين ولزم بيته وكان له ميل إلى أهل الخير والصلاح وله نفقة عليهم وتردد إلى الصالحين وبنى رباطا للصوفية بباب الجعفرية ووفق عليه كثيرا من أملاكه وتوفي سنة تسعين وخمسمائة
237 - الواسطي الشاعر علي بن بختيار بن علي أبو السعادات الواسطي شاعر كاتب له معرفة بالأدب روى ببغداد عن جماعة من شعراء واسط وسمع منه عمر بن ظفر المغازلي وعلي بن أبي أسعد الخباز وأبو بكر بن المبارك بن كامل الخفاف وغيرهم
ومن شعره (من مجزوء الكامل)
* لا تغتدر بوداد من
* لك وده أهلا وسهلا
*
* يلقاك منه بكله
* ملقا ويمنعك الأقلا
*
ومنه (من البسيط)
* لا تأمنن عدوا كان خوارا
* وكن على حذر أن يدرك الثارا
*
* فالماء وهو سخين ليس يمنعه
* ما فيه من حدة أن يطفئ النارا
*
ومنه (من الخفيف)
* لا تلمني على تألم قلبي
* لنوى من إليه قلبي يحن
*
* فالحنايا وما لهن حنين المرء
* من فرقة السهام تئن
*
ومنه (من مخلع البسيط)
* مدحت عمرا على اغترار
* ولم يكن موضع المديح
*
161

* فقال قولا فيه احتياج
* للرجل الموسر الشحيح
*
* ألمال روح والمديح ريح
* ولست أعطي روحا بريح
*
238 - العطاردي الكاتب علي بن بدر بن عبد الله العطاردي أبو الحسن الكاتب كان والده مولى نصر بن العطار الحراني التاجر ولد علي ببغداد ونشأ مع أولاد سيده وكتب وسمع وقرأ الأدب وكتب على خطوط المشايخ إلى أن ضرب المثل بخطه وكان شابا مليح الصورة كاتبا سديدا بليغا له النظم والنثر وسافر إلى مصر وأقام بها وتصرفي في الأعمال الديوانية وكانت نفسه تسمو إلى الوزارة وكتب لابن الذروى قصائد من شعره فكتب إليه ابن الذروى (من الخفيف)
* يا بن علوت في الخط قدرا
* عندما قايسوك بابن هلال
*
* جاء يحكي أباه في النقص لما
* جئت تحكي أباك عند الكمال
*
وتفي ابن دبر سنة تسع وتسعين وخمسمائة ومن شعره
239 - أبو دعامة القيسي علي بن بريد أبو دعامة القيسي وأبو الحسن أحد الكبراء النبلاء الرواة صاحب أدب وله أخبار وهو مشهور بكنيته روى عن أبي نواس وأبي العتاهية وروى عنه ابن أبي طاهر وعون بن محمد الكندي وغيرهما
240 - صاحب الذخيرة علي بن بسام أبو الحسن الشنتريني صاحب كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة يعني جزيرة الأندلس ولا أعرف في الأدب كتابا مثله في بابه في الاستطراد بالنظائر والأمثال والأشباه وذكر السرقات
وأما نثره في تراجم من ذكره فيها فإنه كالمدام وصفا والنسيم لطفا أربى فيه على الفتح بن خاقان صاحب قلائد العقيان إلا أن نثر صاحب القلائد أمكن وأصنع وذاك أسرى وألطف وقد اختار الذخيرة ابن ظافر وزاده أشياء وكمله بأبيات وتمام رسائل وفصول وحذف منه فصولا فجوده وسماه نفائس الذخيرة ولو عمل كان جيدا إلى الغاية وملكت ذلك بخط ابن ظافر
241 - المصري الوراق علي بن بقاء بن محمد بن أبو الحسن المصري الوراق
162

الناسخ كان محدث مصر في وقته ثقة مرضيا وتوفي سنة خمس وأربعين
علي بن بكار أبو الحسن البصري نزيل المصيصة والثغور الزاهد المعروف صحب إبراهيم بن أدهم مدة وتوفي سنة تسع ومائتين
242 - صاحب إربل علي بن بكتكين بن محمد الأمير زين الدين كوجك التكماني صاحب إربل أحد الأبطال الموصوفين والفرسان المذكورين كوجك معناه لطيف القد حاصر المقتفي وخرج عليه ثم طلب عفوه وحسنت طاعته وحج هو وشيركوه وكان من أكابر الدولة الأتابكية مدحه الحيص بيص بقصيدة فقال له أنا ما أعرف ما تقول ولكن أعلم أنك تريد شيئا فأمر له بخمسمائة دينار وفرس وخلعة وتوفي سنة ثلاث وستين وخمسمائة
243 - السائح الهروي الخطيب علي بن أبي بكر بن علي الزاهد الشيخ تقي الدين الهروي الأصل الموصلي النشأ السائح الذي طوف البلاد والأقاليم وكان يكتب على الحيطان فقلما تجد موضعا مشهورا في بلد إلا خطه عليه ولد بالموصل واستوطن آخر عمره بحلب وله بها رباط
وله تواليف حسنة منها كتاب الزيارات بالزاي وله كتاب عجائب الأرض ذات الطول والعرض وله كتاب خطب صنفه وقدمه للإمام الناصر فوقع له بالحسبة في سائر البلاد وإحياء ما شاء من الموات والخطابة بحلب وكان التوقيع بيده إذا دخل ببلد عمل بها الحسبة إلى أن يخرج منها وكان يعرف السيمياء وبها تقدم عند الظاهر صاحب حلب وقال ابن واصل كان عارفا بأنواع الحيل والشعبذة وبنى له مدرسة بظاهر حلب ودفن في قبة المدرسة وكتب على كل باب منها ما يليق به وكتب على باب بيت الماء ببيت المال في بيت الماء
وتوفي سنة إحدى عشرة وستمائة
قال ابن خلكان رأيت في قبته معلقا عند رأسه غصنا وهو حلقة حلقة ليس فيها صنعة وهو أعجوبة قيل إنه رآه في بعض سياحاته فاستصحبه وأوسى أن يكون عند رأسه ليعجب منه من يراه وكان يضرب به
163

المثل في وجود خطه في كل موضع مشهور حتى قال فيه ابن شمس الخلافة وقد ذكر شخصا يستجدي بالأوراق (من البسيط)
* أوراق كديته في بيت كل فتى
* على اتفاق معان واختلاف روي
*
* قد طبق الأرض من سهل ومن جبل
* كأنه خط ذاك السائح الهروي
*
244 - ابن روزبة علي بن أبي بكر بن روزبة راء أولى قبل الواو وبعدها زاي قبل باء موحدة ابن عبد الله أبو الحسن البغدادي القلانسي الصوفي سمع صحيح البخاري من أبي الوقت وحدث ببغداد ورأس عين مرات بالصحيح وازدحموا عليه ووصلوه بجملة من الذهب وكان قد عزم على الحضور إلى دمشق فخوفوه من حصار دمشق فرد إلى بغداد فطالبوه بما كانوا أعطوه فرد البعض وماطل الباقي وجاوز التسعين وأضر آخر عمره وأجاز لابن الشيرازي وسعد والمطعم وأحمد بن الشحنة وغيرهم وتوفي سنة ثلاث وثلاثين وستمائة
245 - ابن الطبيبة العابر علي بن أبي بكر بن محمد بن محمود أبو الحسن الصنهاجي الإسكندراني العابر المعروف بابن الطبيبة سمع وله شعر حسن ومعرفة بالتعبير وكان فيه خير وصلاح وأضر بأخرة وتوفي سنة تسع وثلاثين وستمائة
246 - علاء الدين بن صصرى علي بن أبي بكر بن أبي الفتح بن محفوظ بن الحسن بن صصرى الشيخ علاء الدين أبو الحسن التغلبي الدمشقي العدل الضرير راوي الصحيح عن ابن مندويه وأحمد بن عبد الله السلمي سمع من المجد القزويني وسمع منه جمال الدين المزي وابن الخباز والرزالي وابن سيد الناس وجماعة وكان من أبناء التسعين توفي إحدى وتسعين وستمائة
247 - وزير الممالك الفانئة علي شاه ابن أبي بكر التبريزي الوزير الكبير خدم القان بوسعيد ملك التتار وتمكن منه وعظم محله منه وكان مصافيا للسلطان الملك الناصر محمد محبا له أهدى إليه تحفا رأيت منها الربعة التي أهداها في ثلاثين جزءا قطع البغدادي مكتوبة بالذهب مزمكة في غاية الحسن وأهدى إلى الأمير سيف الدين تنكز أخرى مثلها وكان محبا لأهل السنة كان في أول أمره سمسارا ثم آلت به الحال إلى أن وزر
164

وتوفي بأرجان هو من أبناء الستين سنة أربع وعشرين وسبعمائة وهو والد الأمير ناصر الدين خليفة أحد أمراء دمشق قدم على السلطان فطلبه الأمير سيف الدين تنكز فأمره وبعثه إلى دمشق في سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة فيما أظن وله أخ له صورة في البلاد وحشمة والوزير علي شاه هو الذي قام على الرشيد حتى أهلك
248 - برهان الدين المرغيناني الحنفي بن أبي بكر بن عبد الجليل الإمام برهان الدين المرغيناني بالغين المعجمة وبعدها ياء آخر الحروف ساكنة ونونين بينهما ألف شيخ الحنفية أبو الحسن صاحب كتابي الهداية والبداية في المذهب توفي في حدود التسعين وخمسمائة تقريبا
249 - تاج الدين البغدادي علي بن أبي بكر بن أبي خازن كذا قال القوصي في معجمه ابن عبد الرحمن البغدادي تاج الدين أبو الحسن قال القوصي ومن خطه نقلت في معجمه كان هذا الشيخ من أرباب الآداب وقرأت عليه كتاب تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب تصنيف المرزباني وكن مولده ببغداد أنشدني لنفسه
بدمشق بالمدرسة المجاهدية في شهور سنة سبع وتسعين وخمسمائة (من الرمل)
* لست تحتاج إلى أن تقتضني
* لك من نفسك نعم المقتضي
*
* أنا إن أذكرت من لم ينسني
* فلما يقلقني من مضضي
*
* وإذا لم أشك ما بي لكم
* فإلى من يا أساة المرض
*
وأنشدني لنفسه (من مجزوء الكامل)
* أنها الشيب فضة
* سكبتها التجارب
*
* بل حسام مهند
* صقلته النوائب
*
وأنشدني لنفسه (من المنسرح)
* هات اسقنيها صدفا معتقة
* واجتنب المزج فهو يتلغها
*
* لا تطرح فعل ما أمرت به
* أصرفها للهموم أصرفها
*
250 - شمس الدين الحاجب الأفضلي علي بن بكر السباق بن جادلي شمس الدين أبو الحسن الأفضلي كان أميرا بدمشق في الدولة الأفضلية حاجبا مولده بدمشق سنة أربع
وخمسين وخمسمائة وتوفي سنة تسع وعشرين وستمائة وكان فيه إعانة لذوي الحاجات
165

وفيه فضيلة يروى شعرا كثيرا أقام بحماة مدة بعد خروجه من دمشق بسبب دين كثير كان عليه بها شاغل لذمته وبيعت داره عليه في الدين لغيبته
251 - فخر الدين التركي النحوي علي بن بكمش فخر الدين التركي النحوي تلميذ تاج الدين الكندي توفي رحمه الله تعالى في تاسع عشرين شعبان سنة ست وعشرين وستمائة بدمشق
252 - علاء الدين الفارسي علي بن بلبان الأمير المفتي المحدث النحوي علاء الدين أبو الحسن الفارسي المصري الجندي الحنفي ولد بدمشق سنة خمس وسبعين وستمائة وسمع من الشيخ شرف الدين الدمياطي جزءا لابن ديزيل وسمع من محمد بن علي بن صاعد وبدمشق من البهاء ابن عساكر وغيره وتقدم في المذهب وأصوله وأتقن النحو وشرح في الجامع الكبير وروت صحيح ابن حبان على الأبوب على نمط كتب السنن وعمل المعجم الكبير للطبراني أو أكثره على الأبواب وكان جيد الفهم حسن المذاكرة له نظم تقدم أيام المظفر بيبرس الجاشنكير ثم انجمع وأكرمه النائب أرغون الدوادار وكان مليح الشكل وافر الجلالة نشأ ولده جمال الدين فتفقه لأبي حنيفة ثم تحول شافعيا فتألم والده لذلك
قال الشيخ شمس الدين سمع بقراءني جزءا وما أظنه حدث وكان يصلح للقضاء لسكونه وعلمه وتصونه وتوفي سنة تسع وثلاثين وسبعمائة ولم تتفق لي رؤيته
253 - المحدث أبو القاسم الناصري الكركي علي بن بلبان المحدث أبو القاسم المقدسي الناصري الكركي المشرف ولد سنة اثنتي عشرة وستمائة وتوفي سنة أربع وثمانين وستمائة وسمع ببغداد من القطيعي وكريمه وهذه الطبقة وبدمشق ومصر والإسكندرية من جماعة من أصحاب السلفي وعني بهذا الفن وسمع الكثير وحصل الأجزاء ولم يكن مبرزا ولا متقنا وله غلطات وأوهام سمع منه الشيخ تقي الدين ابن تيمية والمزي والبرزالي وخلق كثير وله نظم وخرج لنفسه
ولجماعة
ومن شعره
166

254 - ابن البدري علي بن بلبان الأمير علاء الدين بن البدري أحد أمراء الطبلخانات بالشام تولى نابلس بعد إمساك الأمير سيف الدين تنكز في نيابة الطنبغا وأجمل السيرة بها ثم تولى ولاية الولاة بالسفقة القبلية فأجمل السياسة وعف عن أموال الرعايا إلى الغاية ثم ولى نيابة الرحبة فحمدت سيرته بها ثم عزل منها وأقام على امرأته ثم أعيد إلى نيابة الرحبة ثم عزل منها وولى ولاية الولاة بالصفقة القبلية فزاد في حسن المباشرة والعفة عن أموال الرعايا حتى إنه كان لا يعلق التبن على خيله ولا يشرب الماء إلا بثمن يخرجه من ماله ثم استقال فأعفي من ذلك ثم ورد المرسوم الشريف بأن يتوجه لنيابة الرحبة وكان قد حصل له مرض استرخاء فعاقه عن ذلك وطولع بأمره فورد المرسوم الشريف بأن يتوجه إلى الرحبة الأمير ناصر الدين ابن الزيبق ثم الأمير علاء الدين بن البدري في مرضه تقدير شهرين أو ثلاثة إلى أن توفي رحمه الله تعالى في مستهل شهر ربيع الآخر سنة إحدى وخمسين وسبعمائة
255 - العزي النحوي علي بن بكمش بن عبد الله التركي العزي النحوي أبو الحسن كان والده من موالي العزيز بن نظام الملك وكان من الأجناد وولد له علي هذا ببغداد سنة ثلاث وستين وخمسمائة وتوفي سنة ست وعشرين وستمائة قرأ القرآن وجوده وقرأ النحو على الوجيه أبي بكر الواسطي ثم سافر إلى الشام وصحب الشيخ تاج الدين الكندي وقرأ عليه الأدب وبرع في ذلك وقرأ الناس عليه وأثرى وكثر ماله ثم إنه عاد إلى بغداد ثم رجع إلى دمشق وبها مات ومن شعره (من الطويل)
* وقائلة بغداد منشؤك الذي
* نشأت به طفلا عليك التمائم
*
* فما بالها تشكو جفاءك معرضا
* أما آن أن تمضي إليها العزائم
*
* فقلت لها إني الفريد وإنها
* أوان مغاص الدر والوقت عائم
*
* وقد جرت العادات في الدر أنه
* إذا فارق الأصداف لاقاه ناظم
*
ومنه في خصي يدعى مختارا (من الكامل)
* مختار مختار القلوب ونزهة
* للناظرين ومحنة العشاق
*
* ومنى القلوب وغاية اللذات في
* شرع الهوى ومطية الفساق
*
167

256 - عماد الدولة بن بويه علي بن بويه بن فناخسرو عماد الدولة أبو الحسن الديلمي صاحب بلاد فارس تقدم ذكر أخيه معز الدولة أحمد بن بويه وهذا عماد الدولة أول من ملك من بني بويه كان أبوه صياد سمك ما له معيشة غير صيد السمك وكانوا ثلاثة إخوة عماد الدولة علي وهو أكبرهم ثم ركن الدولة الحسن وهو والد عضد الدولة ثم معز الدولة أحمد وكان عماد الدولة سبب سعادتهم وانتشار صيتهم استولوا على البلاد وملكوا العراقين والأهواز وفارس وساسوا أمور الرعية أحسن سياسة ولما ملك عضد الدولة اتسعت ممالكه وزادت على ما كان لأسلافه وانقضت لعماد الدولة في أول ولايته أمور أوجبت ثبات ملكه
منها انه لما ملك شيراز في أول ملكه جمع أصحابه وطلبوا منه الأموال ولم يكن معه ما يرضيهم وأشرف أمره على الانحلال فاغتنم لذلك فبينا هو مفكر قد استلقى على ظهره في مجلس قد خلا بنفسه للكفر والتدبير إذ رأى حية قد خرجت من موضع في سقف من ذلك المجلس ودخلت موضعا آخر منه فخاف أن تسقط عليه فدعا بالفراشين وأمرهم بإحضار سلم وإخراج الحية فلما بحثوا عن الحية وجدوا ذلك السقف يقضي إلى غرفة بين سقفين فعرفوه ذلك فأمر بفتحها ففتحت فوجد فيها عدة من صناديق المال والبضاعات قدر خمسمائة ألف دينار فحمل المال إلى بين يديه فسر به وأنفقه في رجاله وثبت أمره بعد أن كان قد أشفى على الانحلال ثم إنه قطع ثيابا وسأل عن خياط حاذق فوصف له خياط كان لصاحب البلد قبله فأمر بإحضاره وكان أطروشا فوقع للخياط انه قد سعى به إليه في وديعة كانت عنده لصاحب البلد وانه طلبه لهذا السبب فلما خاطبه حلف له انه ليس عنده إلا اثنا عشر صندوقا لا يدري ما فيها فعجب عماد الدولة من جوابه ووجه معه من حملها فوجد فيها أموالا وثيابا بجملة عظيمة فكانت هذه الأسباب مما ثبت ملكه وقرر قواعده ومكنت أحواله
وعاش سبعا وخمسين سنة وتوفي سنة ثمان وثلاثين وقيل سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة بشيراز ودفن بدار المملكة وملك في جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وأقام في الملك ست عشرة سنة
257 - أول ملوك بني بويه وهم أربة عشر ملكا ومدة ملكهم مائة وتسع وعشرون
168

سنة فأول ملوكهم الإخوة الثلاث الذين استولوا على فارس وما ولاها وهم عماد الدولة أبو الحسن علي بن بويه وكان أكبرهم ولم يدخل بغداد وركن الدولة أبو علي الحسن وكان له أربعة أولاد عضد الدولة ومؤيد الدولة وفخر الدولة وأبو العباس ومعز الدولة أحمد بن بويه وهو أول من دخل بغداد من ملوكهم سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وقام بعده ولده عز الدولة بختيار ثم ملك عضد الدولة ثم ولى ابنه صمصام الدولة واعتقله أخوه شرف الدولة وسلمه وقتله أبو نصر بختيار وملك شرف الدولة ابن عضد الدولة ومؤيد الدولة أخو عضد الدولة ولم يدخل بغداد ومات بجرجان وولى أخوه فخر الدولة ولم يدخل بغداد ولما مات شرف الدولة ببغداد عهد إلى ولده أبي نصر بهاء الدولة ثم تولى ابنه سلطان الدولة في بغداد واستناب جلال الدولة وكان لجلال الدولة الملك العزيز ثم ولى أبوه المرزبان ابن سلطان الدولة ومات فقام بعده ولده الملك الرحيم فكان الملك الرحيم آخر ملوك بني بويه وولى طغرلبك السلجوقي
258 - مشرف الدولة بن بويه أبو علي بن بويه مشرف الدولة ولى ملك بغداد وغيرها وكان فيه دين وتصوف قدم في سنة خمس عشرة وأربعمائة إلى بغداد وتلقاه الخليفة وتوفي رحمه الله سنة ستة عشرة وأربعمائة وكن مدة ملكه خمس سنين وعاش ثلاثا وعشرين سنة وثلاثة أشهر ونهب يوم موته سوق التمارين ودور جماعة وملكوا بعده أبا طاهر جلال الدولة خطب له ببغداد وهو بالأهواز
259 - علي بن ثابت الأنصاري علي بن ثابت أبو الحسن الأنصاري نزل بغداد وكان شاعرا صديقا لأبي العتاهية يتعارضان في الشعر إذا قال هذا قصيدة قال ذاك مثلها وحضر أبو العتاهية دفنه وصلى عليه ورثاه
ومن شعره
قال أبو العتاهية (من البسيط)
* بعزة الله أستعفى من النار
* والله جاري وعز الله من جار
*
* يا نفس ما بين لفح النار منزلة
* وبين روح جنان الخلد فاختاري
*
فقال علي بن ثابت (من البسيط)
* يا نفس ما لك من صبر على النار
* قد حان أن تقبلي من بعد إدبار
*
* يا نفس إنك قد خيرت في مهل
* بين الهدى والعمى يا نفس فاختاري
*
وأما مرثية أبي العتاهية لعلي بن ثابت فهي (من الوافر)
169

* ألا من لي بأنسك يا أخيا
* ومن لي أن أبثك ما لديا
*
* طوتك خطوب دهرك بعد نشر
* كذاك خطوبه نشرا وطيا
*
* فلو سمحت بردك لي الليالي
* شكوت إليك ما اجترمت إليا
*
* بكيتك يا علي بدر عيني
* فلم يغن البكاء عليك شيا
*
* كفى حزنا بدفنك ثم إني
* نفضت تراب قبرك عن يديا
*
* وكانت في حياتك لي عظات
* وأنت اليوم أوعظ منك حيا
*
260 - الكندي علي بن ثروان بن زيد أبو الحسن الكندي ابن عم تاج الدين الكندي ولد ببغداد ونشأ بها وقرأ الأدب على علي أبي منصور الجواليقي وغيره وحتى برع وكتب بخطه كثيرا من كتب الأدب ودواوين الجاهلية وكان يكتب مليحا ويضبط صحيحا لقي القبول عند نور الدين الشهيد وصار من خاصته وروى عنه الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى وهبة الله بن عساكر كتاب المعرب لابن الجواليقي
ولد سنة خمسمائة أو قبلها وتوفي سنة خمس وستين وخمسمائة بدمشق وهو الذي أفاد تاج الدين ذكره ابن القفطي في تاريخ النحاة
ومن شعره (من البسيط)
* درت عليك غوادي المزن يا دار
* ولا عفت منك آيات وآثار
*
* دعاء من لعبت أيدي الغرام به
* وما عدتها صبابات وتذكار
*
وقصد جمال الدولة حجا ابن عم الأمير مبين الدولة حاتم فلم يصادفه فكتب على باب الدار حفرا بالسكين (من الرمل)
* حضر الكندي مغناكم فلم
* يركم من بعد كد وتعب
*
* لو رآكم لتجلى همه
* وانثنى عنكم بحسن المنقلب
*
ومن شعره (من الرمل)
* هتك الدمع بصوب هتن
* أضمرت من سر خفى
*
* يا أخلائي على الخيف أما
* تتقون الله في حث المطي
*
قلت شعر متوسط
170

216 - علي بن جابر أبو الحسن الدباج المغربي علي بن جابر بن علي الإمام أبو الحسن الإشبيلي الدباج مقرئ الأندلس كان من أهل الفضل والصلاح تصدر لإقراء القرآن والعربية نحوا من خمسين سنة هاله نطق النواقيس وخرس الأذان لما دخل الروم إشبيلية فلم يزل يتأسف ويضطرب ارتماضا لذلك إلى أن قضى نحبه سنة ست وأربعين وستمائة وكان يقرئ كتاب سيبويه
262 - الهاشمي علي بن جابر بن علي بن موسى الهاشمي اليمني الشافعي شيخ الحديث بالمنصورية كان أبوه سفارا وكان مع أبيه صغيرا أيام استباحة هولاكو العراق بغداد سمع باليمن من زكي البيلقاني وبمصر من العز الحراني وخلق وبدمشق من الفخر وجماعة وذكر انه يحفظ الوجيز للغزالي وكان فصيحا مليح القراءة خلف كتبا كثيرة قال الشيخ شمس الدين وما كان مع علمه متحريا في النقل قاله أبو عمر النويري
أخذ عنه الطلبة وتوفي سنة خمس وعشرين وسبعمائة
قلت كان يلقب بنور الدين أخبرني العلامة قاضي القضاة تقي الدين السبكي الشافعي قال استعرت من نور الدين المذكور مجلدا فوجدت فيه في مكان الأبيات الضادية التي للشافعي رضي الله عنه ووجدت فيها تخريجة إلى الحاشية تتصل ببيتين الأول حفظته وهو (من الكامل)
* قف ثم ناد بأنني لمحمد
* ووصيه وابنيه لست بباغض
*
ثم تأملت الخط فإذا هو خط نور الدين
انتهى
قلت وقد اشهر هذا البيت وأثبته الفضلاء والحفاظ والناس في شعر الشافعي ولكن من له دربة يعرف أن الشافعي ما يقول باغص اسم فاعل من أبغص بن مبغص جريا على القاعدة
263 - العكوك علي بن جبلة بن مسلم بن عبد الرحمن المعروف بالعكوك بفتح العين المهملة وكافين بينهما واو مشدودة أبو الحسن الخراساني أحد فحول الشعراء
171

كان أسود أبرص ولد أعمى
قال الجاحظ كان أحسن خلق الله إنشادا ما رأيت مثله بدويا ولا حضريا وهو من الموالي
توفي سنة ثلاث عشرة ومائتين ومولده ببغداد سنة ستين ومائة له في أبي دلف العجلي وأبي غانم حميد بن عبد الحميد الطوسي غر المدائح
والعكوك السمين القصير
ومن شعره في أبي دلف قصيدته الرائية أولها (من المديد)
* زاد ورد الغي عن صدره
* فرعوى واللهو من وطره
*
يقول في مدحها (من المديد)
* إنما الدنيا أبو دلف
* بين باديه ومحتضره
*
* فإذا ولى أبو دلف
* ولت الدنيا على أثره
*
* كل من في الأرض من عرب
* بين باديه إلى حضره
*
* مستعير منك مكرمة
* يكتسبها يوم مفتخره
*
وهي ثمانية وخمسون بيتا
قال ابن خلكان سئل شرف الدين بن عنين عن هذه القصيدة وقصيدة أبي نواس الموازنة لها التي أولها (من المديد)
* أيها المنتاب من عفره
* لست من ليلى ولا سمره
*
فلم يفضل إحداهما على الأخرى وقال ما يصلح أن يفاضل بين هاتين القصيدتين إلا شخص يكون في درجة هذين الشاعرين
ثم إن العكوك مدح حميد بن عبد الحميد الطرسي فقال له حميد ما عسى أن تقول فينا وما أبقيت لنا بعد قولك في أبي دلف (من المديد)
* إنما الدنيا أبو دلف
*
وأنشد البيتين فقال أصلح الله الأمير قد قلت فيك ما هو أحسن من هذا فقال ما هو فأنشد (من مجزوء الرمل)
* إنما الدنيا حميد
* وأياديه الجسام
*
* فإذا ولى حميد
* فعلى الدنيا السلام
*
فتبسم ولم يحر جوابا فأجمع من حضر المجلس من أهل العلم بالشعر أن هذا
172

أحسن مما قاله في أبي دلف فأعطاه وأحسن جائزته
قلت قوله في أبي دلف أحسن عند من له ذوق لا سيما قوله (من المديد)
* ولت الدنيا على أثره
*
قال ابن المعتز في طبقات الشعراء لما بلغ المأمون خبر هذه القصيدة غضب غضبا شديدا وقال اطلبوه حيثما كان فطلب فلم يقدر عليه لأنه كان مقيما بالجبل وهرب إلى الجزيرة الفراتية فكتب إلى الآفاق بأخذه حيث كان فهرب إلى الشامات فظفروا به فحمل مقيدا إليه فلما صار بين يديه قال له يا ابن اللخناء أنت القائل في قصيدتك للقاسم بن عيسى (من المديد)
* كل من في الأرض من عرب
*
وأنشد البيتين
جعلتنا ممن يستعير المكارم منه ويفتخر به قال يا أمير المؤمنين أنتم هل بيت لا يقاس بكم لأن الله اختصكم لنفسه على عباده وآتاكم الكتاب والحكم وآتاكم ملكا عظيما وإنما ذهبت في قولي إلى أقران وأشكال للقاسم بن عيسى من هذا الناس فقال والله ما أبقيت أحدا ولقد أدخلتنا في الكل وما أستحل دمك بكلمتك هذه ولكني أستحله بكفرك في
شعرك حيث قلت في عبد ذليل مهين فأشركت بالله العظيم وجعلت معه ملكا قادرا وهو قولك (من البسيط)
* أنت الذي تنزل الأيام منزلها
* وتنقل الدهر من حال إلى حال
*
* وما مددت مدى طرف إلى أحد
* إلا قضيت بأرزاق وآجال
*
ذاك الله عز وجل يفعله أخرجوا لسانه من قفاه فأخرجوا لسانه من قفاه فمات وبعد هذين البيتين (من البسيط)
* تزور سخطا فمسي البيض راضية
* وتستهل فتبكي أعين المال
*
وقيل إن أبا دلف أعطى العكوك على القصيدة الرائية بعدما امتحنه في وصف فرس فقال قصيدته البائية وهي مذكورة في الأغاني مائة ألف درهم ودخل إليه يوما فقال له هات ما معك قال إنه قليل فقال هاته كم من قليل هو أجود من كثير فقال (من البسيط)
* الله أجرى من الأرزاق أكثرها
* على يديك فشكرا يا أبا دلف
*
* أعطى أبو دلف والريح عاصفة
* حتى إذا وقفت أعطى ولم يقف
*
173

فأمر له بعشرة آلاف درهم فلما كان بعد مدة دخل إليه فقال هات ما معك فأنشد (من السريع)
* من ملك الموت إلى قاسم
* رسالة في بطن قرطاس
*
* يا فارس الفرسان يوم الوغى
* مربي بمن شئت من الناس
*
فأمر له بألفي درهم فقال ليست هذه من عطاياك فقال بلغ بهذا المقدار ارتياعنا من تحملك رسالة ملك الموت إلينا وأخبار العكوك كثيرة
264 - الصاحب جمال الدين علي بن جرير الصاحب جمال الدين الرقي ويقال فيه علي بن صر بن جرير وزر للأشراف في آخر أيامه ووزر للصالح إسماعيل شهرا ومرض يومين ومات سنة ست وثلاثين وستمائة وكان له بستان وملك يسير يعيش منه وتوفي رحمه الله بالخوانيق ودفي في مقابر الصوفية وكان يتردد لزيارة الصالحين وفيه يقول نصر بن محمد الحنفي (من الكامل)
* من قال أهل الشام قوم كلهم
* بقر فليس عليه فيه جناح)
* لو لم يصح مقالهم فيه لما
* أضحى يسوس أمورهم فلاح
*
ونقلت من خط الحافظ اليغموري قال أنشدني الجمال أبو طالب (من مجزوء الكامل)
* قد ولي ابن جرير الرقي
* والصلاح كافر
*
* ودوا ابن مرزوق الخسيس
* على الحواجب والنواظر
*
265 - الجوهري البغدادي علي بن الجعد بن عبيد الله أبو الحسن الهاشمي مولاهم الجوهري البغدادي مسند بغداد في زمانه روى عنه البخاري وأبو داود وأبو زرعة وأبو حاتم وإبراهيم الحربي وأبو يعلى الموصلي وجماعة قال أحمد بن إبراهيم الدورقي قلت لعلي بن الجعد بلغني انك قلت ابن عمر ذاك الصبي فقال لم أقل ولكن معاوية ما أكره أن يعذبه الله
وقال أبو إسحاق الجوزجاني علي بن الجعد متشبث بغير بدعة زائغ عن الحق
174

وقال ابن معين أثبت البغداديين في شعبة وهو ثقة صدوق وكذا قال النسائي
توفي سنة ثلاثين ومائتين ولما أحضر المأمون أصحاب الجواهر شاطرهم على متاع كان معهم ثم نهض المأمون لحاجته وعاد فقام له كل أحد إلا ابن الجعد فنظر إليه المأمون كالمغضب ثم استخلاه وقال له يا شيخ ما منعك أن تقوم لي كما فعل أصحابك فقال أجللت أمير المؤمنين للحديث الذي نأثره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وما هو قال سمعت المبارك بن فضالة يقول سمعت الحسن يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب أن يتمثل له الناس قياما فلتبوأ مقعده من النار فأطرق المأمون ساعة وقال لا يشتري لنا إلا من هذا الشيخ فاشترى منه بثلاثين ألف دينار
وقال الخطيب كان يصوم يوما ويفطر يوما أقام على ذلك سبعين سنة وقال إبراهيم بن محمد بن عرفة كان ابن الجعد أكبر ممن في بغداد بعشر سنين ولد سنة أربع وثلاثين ومائة
266 - علي بن جعفر ابن القطاع علي بن جعفر بن عبد الله بن حسين بن أحمد بن محمد بن زيادة الله بن نجد بن الأغلب الأغلبي أبو القاسم ابن القطاع السعدي الصقلي الكاتب اللغوي برع في النحو وصنف ونزع عن صقلية وقدم مصر في حدود الخمسمائة فبالغوا في إكرامه وأحسنت الدولة إليه وله كتاب الأفعال من أجود الكتب إلا أن كتاب أفعال الحمار خير منه وهو هذب فيه أفعال ابن طريف وابن القوطية وله كتاب أبنية الأسماء جمع فيه فأوعب وله مصنف في العروض وله كتاب الدرة الخطيرة في المختار من شعراء الجزيرة اشتمل على مائة وسبعين شاعرا وعشرين ألف بيت وكتاب لمح الملح وله تاريخ صقلية وكتاب الشذوذ وكان نقاد المصريين ينسبونه إلى التساهل في الرواية وذلك لأنه لما قدم مصر سألوه عن كتاب صحاح الجوهري فذكر انه لم يصل إليهم ثم إنه لما رأى اشتغالهم به ركب له إسنادا وأخذه الناس عنه مقلدين له توفي سنة خمس عشرة وخمسمائة ومولده سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة ومن شعره في ألثغ (من المنسرح)
* وشادن في لسانه عقد
* حلت عقودي وأوهنت جلدي
*
175

* عابوه جهلا بها فقلت لهم
* أما سمعتم بالنفث في العقد
*
ومنه من قصيدة (من الطويل)
* فلا تنقذن العمر في طلب الصبا
* ولا تشقيا يوما بسعدى ولا نعم
*
* ولا تندبا أطلال مية باللوى
* ولا تسفحا ماء الشؤون على رسم
*
* فإن قصارى المرء إدراك حاجة
* وتبقى مذمات الأحاديث والإثم
*
ومنه في غلام اسمه حمزة (من مخلع البسيط)
* يا من رمى النار في فؤادي
* وأنبط العين بالبكاء
*
* اسمك تصيحفه بقلبي
* وفي ثناياك برء دائي
*
* أردد سالمي فإن نفس
* لم يبق منها سوى الذماء
*
* وارفع بصب أتى ذليلا
* قد مزج اليأس بالرجاء
*
* أنهكه في الهوى التجني
* فصار في رقة الهواء
*
ومنه (من السريع)
* إياك أن تدنو من روضة
* بوجنتيه تنبت الوردا
*
* واحذر على نفسك من قربها
* فإن فيها أسدا ووردا
*
ومنه (من الطويل)
* ألا إن قلبي قد تضعضع للهجر
* وقلبي من طول الصدود على الجمر
*
* تصارمت الأجفان منذ صدمتني
* فما تلتقي إلا على دمعة تجري
*
ومنه (من البسيط)
* يا رب قافية بكر نظمت بها
* في الجيد عقدا بدر المجد قد رصفا
*
* يود سامعها لو كان يسمعها
* بكل أعضائه من حسنها شغفا
*
قلت شعر جيد
267 - ابن البوين المصري علي بن جعفر بن الحسن أبو الحسن ابن البوين التنوخي المعري من شعراء الطارئين على مصر ورد إلى الأفضل ابن أمير الجيوش بعد أن دوخ الآفاق وطبق في سياحته بين الشام والعراق فأحسن صلته وإكرامه وعظمت منزلته عنده وتوفي رحمه الله تعالى بمصر سنة خمس وخمسمائة وقد نيف على الستين
176

وهو القائل من مزدوجة (من الرجز)
* كأنما أترجه المصبع
* أيدي جناة من زنود تقطع
*
ومن شعره (من الطويل)
* غدت عاطلا كبرا عن الحلي حاليا
* بها الحسن مسحورا بألحاظها السحر
*
* رأت أنها أغلى من الدر قيمة
* وأعلى فلولا الثغر ما اقتن الدر
*
منها (من الطويل)
* وظلماء ليل خضت لجة بحرها
* وقد غرق النسر المحلق والغفر
*
* دعت فدعا جادي رجائي دعوة
* بحمدك يا ابن المجد ما يفخر الفخر
*
* كأن تباشير الصباح وقد بدت
* أياديك في اثنا أناملك الغر
*
* كأن النهار الطلق عدلك ماحيا
* دجى الجور إلا نهي عليه ولا أمر
*
* كأن النجوم الزهر لما تناثرت
* عداه غراها من سطا بأسه ذعر
*
ومنه (من الطويل)
* يشرد نومي وابن طلحة هاجع
* أشيقر برغوث وليس له ساق
*
* ففي الجنس برغوث وفي اللدغ حية
* وفي الحمق عبدون وفي القصيد إسحاق
*
* إذا أقبل الليل البهيم تبادروا
* كأنهم من نسل جالوت سراق
*
* ترى البعض فوق البعض منهم تراكبوا
* فيا عجبا حتى البراغيث فساق
*
* وعندي من البق المذنب قطعة
* تراها كأن قد رش في البيت سماق
*
268 - الكاتب الفارسي النحوي علي بن جعفر أبو الحسن الكاتب الفارسي النحوي
قال الحاكم في كتاب نيسابور كان من أعيان الأدباء ومن أهل العلم علقت عنه من كلامه ولم أعرفه بالرواية
177

269 - الشاعر القرشي علي بن الجهم بن بدر بن الجهم بن مسعود بن أسد بن أذينة ينتهي إلى لؤي بن غالب أبو الحسن القرشي السامي بالسين المهملة نسبة إلى سامة بن لؤي كان شاعرا مجيدا عالما بفنون الشعر وكان خصيصا بالمتوكل دينا فاضلا وكان مع انحرافه على علي رضي الله عنه مطبوعا نفاه المتوكل إلى خراسان سنة اثنتين وثلاثين وقيل سنة تسع وثلاثين لأنه هجاه وكتب إلى طاهر بن عبد الله إذا ورد عليك فاصلبه يوما فوصل إلى شاذياخ بنيسابور فحسبه طاهر ثم أخرجه فصلبه مجردا نهارا كاملا فقال في ذلك (من الكامل)
* لم ينصبوا بالشاذياخ صبيحة الاثنين
* مسبوقا ولا مجهولا
*
* نصبوا بحمد الله ملء عيونهم
* شرفا وملء صدورهم تبجيلا
*
من أبيات ثم رجع إلى العراق ثم خرج إلى الشام ثم ورد على المستعين كتاب من صاحب البريد بحلب أن علي بن الجهم خرج من حلب متوجها إلى العراق فخرجت عليه وعلى جماعة معه خيل من بني كلب فقاتلهم قتالا شديدا ولحقه الناس وهو جريح بآخر رمق وكان مما قال (في المجتث)
* أزيد في الليل ليل
* أم سال بالصبح سيل
*
* ذكرت أهل دجيل
* وأين مني دجيل
*
وذلك في سنة تسع وأربعين ومائتين ولما نزعت ثيابه بعد موته وجد فيها مكتوب (من المنسرح)
* وارجمتاه للغريب في البلد النازح
* ماذا بنفسه صنعا
*
* فارق أحبابه فما انتفعوا
* بالعيش من بعده ولا انتفعا
*
ومن شعره (من البسيط)
* يا ذا الذي بعذابي ظل مفتخرا
* هل أنت إلا مليك جار إذ قدرا
*
* لولا الهوى لتجارينا على قدر
* فإن أفق منه يوما ما فسوف ترى
*
ومنه (من الكامل)
* لا يؤيسنك من تفرجش كربة
* خطب رماك به الزمان الأنكد
*
178

* كم من عليل [قد] تخطاه الردى
* فنجا ومات طبيبه والعود
*
ومنه وقد قيد (من الطويل)
* وقلت لها والدمع تدمى طريقه
* ونار الهوى بالقلب يذكى وقودها
*
* فلا تجزعي إني رأيت وقوده
* فإن خلاخيل الرجال قيودها
*
ومنه (من الطويل)
* ولكن إحسان الخليفة جعفر
* دعاني إلى ما قلت فيه من الشعر
*
* فسار مسير الشمس في كل بلدة
* وهب هوب الريح في البر والبحر
*
ومنه (من البسيط)
* وليلة كحلت بالنفس مقلتها
* ألقت قناع الدجى في كل أخدود
*
* قد كان تغرقني أمواج ظلمتها
* لولا اقتباسي سنا وجه ابن داود
*
ومنه (من الطويل)
* وقلن لنا نحن الأهلة إنما
* تضئ لمن يسري بليل ولا نقري
*
* فلا بذل إلا ما تزود ناظر
* ولا وصل إلا بالخيال الذي يسري
*
وفي ابن الجهم يقول مروان بن أبي حفص (من الطويل)
* لعمرك ما الجهم بن بدر بشاعر
* وهذا علي بعده يدعي الشعرا
*
* ولكن أبي قد كان جارا لأمه
* فلما ادعى الأشعار أوهمني أمرا
*
فقال علي بن الجهم (من الوافر)
* بلاء ليس يشبهه بلاء
* عداوة غير ذي حسب ودين
*
* يبيحك منه عرضا لم يصنه
* ويرتع منك في عرض مصون
*
وسوف يأتي في ترجمة مروان الأصغر حكاية جرت لهما بحضرة المتوكل
270 - الأبله المقرئ علي حازم البغدادي المقرئ هو الشيخ علي الأبله كان آية في حفظ القرآن وجودة أدائه وكان يقرأ السورة معكوسة الآيات فأسرع ما يكون وكان فيه بله توفي سنة سبع وثلاثين وستمائة
271 - ابن عميرة الحمصي علي بن حامد بن سلطان بن علي بن أبيس طالب بن عبيد أبو الحسن الطائي المعروف بابن عميرة الحمصي مولده سنة تسعين وأربعمائة توفي
179

بحمص سنة ست وأربعين وخمسمائة
من شعره (من المنسرح)
* ردوا على عيني لذيد الكرى
* لعلها في النوم تلقاكم
*
* وجددوا عهدا تكفوا به
* أسراكم من قبل مسراكم
*
* إذا رجعتم من طريق القلى
* من أي باب أتلقاكم
*
272 - التنوخي السفاقسي علي بن حبيب التنوخي السفاقسي ليس هو بأخي محمد ابن حبيب التنوخي المقدم ذكره وإن اشتركا في اسم الأب لطيف والنسب وكلاهما مغربي
قال ابن رشيق في الأنموذج شاعر عزب اللفظ لطيف المعنى سهل الطريقة قليل التكلف ظاهر الرقة دخل المشرق ولقي جماعه من رؤساء العرب فحظى عندهم وأقام بمدينة لك مدة إلى أن تشاجرت القبائل وأورد له (من الكامل)
* يا معطشي من عذب مورده
* برد غليل جوانح عطشى
*
* أترى الذي أرجو أفوز به
* منكم فقد كان الذي أخشى
*
وأورد له أيضا (من مجزوء الكامل)
* شربت محبتك القلوب
* بجهدها نهارا وعلا
*
* حيث احتللت من البلاد
* أثار إقبالا وعدلا
*
* حسبي بأن سميتك البدر
* المنير إذا استقلا
*
* سقيا لأرض سفاقس
* ذات المصانع والمصلى
*
* بلد تكاد تقول حين
* تزوره أهلا وسهلا
*
وأورد له (من السريع)
* للمرء من أيامه واعظ
* لو فكر المغرور في أمسه
*
* كم من قرير العين في غبطة
* أعراه صرف الدهر من لبسه
*
* ففارق الأحباب من كرهه
* واستبدل الوحشة من أنسه
*
* يا رب غفرانك يرجو الذي
* أسرف في الدنيا على نفسه
*
وله من أبيات في عبد الرحمن بن محمد القزاز يتهكم وكأنه يخاطب عفريتا من الجن (من البسيط)
180

* أتظهرون نهارا بين أظهرنا
* أما نهاكم سليمان بن داود
*
7969 - السعدي المروزي علي بن حجر بن إياس بن مقاتل بن مخادش بميم وخاء معجمة وألف بعدها دال مهملة وشين معجمة ابن مشمرخ بميم مضمومة وشين معجمة مفتوحة وميم ساكنة وراء مكسورة وخاء معجمة أبو الحسن السعدي المروزي ولمشمرخ صحبة ووفادة كان أبو الحسن حافظا ثقة رحالا عالي الإسناد سمع شريك بن عبد الله وعبيد الله بن عمرو والرقي وإسماعيل بن جعفر إسماعيل بن عياش وإسماعيل بن علية وجرير بن عبد الحميد وعبد الرحمن بن أبي الزناد وعبد العزيز بن أبي حازم وابن المبارك وهشيم بن بشير وأبا الخطاب معروفا الخياط صاحب وائلة بن الأسقع وخلقا كثيرا بالشام والعراق والحجاز وخراسان والجزيرة وروى عنه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وإبراهيم بن أرومة الأصبهاني وعبدان بن محمد المروزي والحسن بن سفيان وأبو رجاء محمد بن حمدوية ومحمد بن علي الحكيم الترمذي وجماعة ونزل بغداد وتحول إلى مرو
قال النسائي ثقة مأمون حافظ توفي سنة أربع وأربعين ومائتين
من شعره وقد سألوه الزيادة فقال (من الطويل)
* لكم مائة في كل يوم أعدها
* حديثا لا أزيدكم حروفا
*
* وما طال منها من حديث فإنني
* به طالب منكم على قدره صرفا
*
وقال (من المتقارب)
* وظيفتنا مائة للغريب
* في كل يوم سمى ما يفاد
*
* شريكية أو هشيمية
* أحاديث فقه قصار جياد
*
274 - الجند يسابوري علي بن حرب الجند يسابوري الموصلي توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين سمع إسحاق بن سليمان الرازي وأشعب بن عطاف وغيرهما وروى عنه أحمد بن يحيى التستري وعبدان الأهوازي ومحمد بن نوح الجند يسابوري وأهل فارس
181

275 - الشيخ علاء الدين بن النفيس علي بن أبي الحزم هو الإمام الفاضل الحكيم العلامة علاء الدين بن النفيس القرشي الدمشقي
أخبرني العلامة أثير الدين أبو حيان قال نشأ المذكور بدمشق واشتغل بها في الطب على مهذب الدين الدخواز وكان الدخواز منجبا تخرج عليه جماعة منهم الرحبي وابن قاضي بعلبك وشمس الدين الكلي وكان علاء الدين إماما في علم الطب أوحد لا يضاهى في ذلك ولا يداثى استحضارا واستنباطا واشتغل على كبر وله فيه التصانيف الفائقة والتواليف الرائقة صنف كتاب الشامل في الطب يدل فهرسته على أنه يكون في ثلاثمائة سفر هكذا ذكر لي بعض أصحابه وبيض منها ثمانين سفرا وهي الآن وقف بالبيمارستان المنصوري بالقاهرة وكتاب المهذب في الكحل وشرح القانون لابن سيناء في عدة أسفار وغير ذلك في الطب وهو كان الغالب عليه
وأخبرني من رآه يصنف أنه كان يكتب من صدره من غير مراجعة حال التصنيف وله معرفة بالمنطق وصنف فيه مختصرا وشرح الهداية لابن سيناء في المنطق وكان لا يميل في هذا الفن إلا إلى طريقة المتقدمين كأبي نصر وابن سيناء ويكره طريقة الأفضل الخونجي والأثير الأبهري قرأت عليه من كتاب الهداية لابن سيناء جملة وكان يقررها أحسن تقرير وسمعت عليه من علم الطب وصنف في أصول الفقه والفقه والعربية والحديث وعلم البيان وغير ذلك ولم يكن في هذه العلوم بالمتقدم إنما كان له فيها مشاركة ما وقد أحضر من تصنيفه في العربية كتابا في سفرين أبدى فيه عللا تخالف كلام أهل الفن ولم يكن قرأ في هذا الفن سوى الأنموذج للزمخشري قرأه على الشيخ بهاء الدين بن النحاس وتجاسر به على أن صنف في هذا العلم وعليه وعلى شيخنا عماد الدين النابلسي تخرج الأطباء بمصر والقاهرة وكان شيخا طوالا أسيل الخدين نحيفا ذا مروءة وأخبرت انه في علته التي توفي فيها أشار عليه بعض أصدقائه الأطباء بتناول شيء من الخمر إذا كانت علته تناسب أن يتداوى بها على ما زعموا فأبى أن يتناول شيئا من ذلك وقال لا ألقى الله تعالى وفي باطني شيء من الخمر
وكان قد ابتنى دار بالقاهرة وفرشها بالرخام حتى أبوابها وما رأيت أبوابا مرخما
182

في غير هذه الدار ولم يكن متزوجا ووقف داره هذه وكتب على البيمارستان المنصوري وكان يبغض كلام جالينوس ويصفه بالعي والإسهاب الذي ليس تحته طائل بخلاف شيخنا عماد الدين النابلسي فإنه كان يعظمه ويحث على قراءة كلام جالينوس
وكان علاء الدين قد تولى المسرورية بالقاهرة في الفقه وذكر انه شرح من أول التنبيه إلى باب السهو شرحا حسنا
مرض رحمه الله تعالى ستة أيام أولها يوم الأحد وتوفي سحر يوم الجمعة الحادي والعشرين من ذي القعدة سنة سبع وثمانين وستمائة بالقاهرة وأنشدني الصفي أبو الفتح بن يوحنا بن صليب بن مزجي بن موهب النصراني لنفسه يرى علاء الدين بن النفيس (من الكامل)
* ومسائل هل عالم أو فاضل
* أو ذو محل في العلا بعد العلا
*
* فأجبت والنيران تضرم في
* الحشا أقصر فمذ مات العلا مات العلا
*
انتهى كلام أثير الدين
أخبرني الإمام العلامة الشيخ برهان الدين إبراهيم الرشدي خطيب جامع أمير حسين بالقاهرة قال كان العلاء بن النفيس إذا أراد التصنيف توضع له الأقلام مبرية ويدير وجهه إلى الحائط ويأخذ في التصنيف من خاطره ويكتب مثل السيل إذا انحدر فإذا كل القلم وحفي رمى به وتناول غيره لئلا يضيع عليه الزمان في بري القلم
وأخبرني الشيخ نجم الدين الصفدي رحمه الله تعالى أن الشيخ بهاء الدين بن النحاس كان يقول لا أرضى بكلام أحد في القاهرة في النحو غير كلام علاء الدين بن النفيس أو كما قال وقد رأيت له كتابا صغيرا عارض به رسالة حي بن يقظان لابن سيناء ووسمه بكتاب فاضل بن ناطق وانتصر فيه لمذهب أهل الإسلام وآرائهم في النبوات
والشرائع والبعث الجسماني وخراب العالم ولعمري لقد أبدع فيه ودل ذلك على قدرته وصحته وذهنه وتمكنه من العلوم العقلية
وأخبرني السديد الدمياطي الحكيم بالقاهرة وكان من تلاميذه قال اجتمع ليلة هو والقاضي جمال بن واصل وأنا نائم عندهما فلما فرغا من صلاة العشاء الآخرة شرعا في البحث وانتقلا من علم إلى علم والشيخ علاء الدين في كل ذلك يبحث برياضة ولا انزعاج وأما القاضي جمال الدين فإنه ينزعج ويعلوا صوته وتحمر عيناه وتنتفخ عروق رقبته ولم يزالا كذلك إلى أن أسفر الصبح فلما انفصل الحال قال القاضي جمال الدين
183

يا شيخ علاء الدين أما نحن فعندنا مسائل ونكت وقواعد وأما أنت فعندك خزائن علوم وقال أيضا قلت له يا سيدي لو شرحت الشفاء لابن سينا كان خيرا من شرح القانون لضرورة الناس إلى ذلك وقال الشفاء علي فيه مواضع تريد تسويدا انتهى
قلت يريد أنه ما فهم تلك المواضع لأن عبارة الرئيس في الشفاء غلقة
وأخبرني آخر قال دخل الشيخ علاء الدين مرة إلى الحمام التي في باب الزهومة فلما كان في بعض تغسيله خرج إلى مسلخ الحمام واستدعى بدواة وقلم وورق وأخذ في تصنيف مقالة في النبض إلى أن أنهاها ثم عاد ودخل الحمام وكمل تغسيله
وقيل إنه قال لو أعلم أن تصانيفي تبقى بعدي عشرة آلاف سنة ما وضعتها والعدة في ذلك على من نقله عنه
وعلى الجملة فكان إماما عظيما وكثير من الأفاضل قال هو ابن سيناء الملك الثاني
ونقلت من ترجمته في مكان لا أعرف من هو الذي وصفها قال شرح القانون في عشرين مجلدة شرحا حل فيه المواضع الحكمية ورتب فيه القياسات المنطقية وبين فيه الإشكالات الطبية ولم يسبق إلى هذا الشرح لأن قصارى كل من شرحه أن يقتصر على قسر الكليات إلى نبض الحبالى ولا يجري فيه ذكر الطب إلا نادرا وشرح كتب الفاضل بقراط كلها ولأكثرها شرحان مطول ومختصر وشرح الإشارات وكان يحفظ كليات القانون وكان يعظم كلام بقراط ولا يسد على مشتغل بغير القانون وهو الذي جسر الناس على هذا الكتاب وكان لا يحجب نفسه عن الإفادة ليلا ولا نهارا وكان يحضر مجلسه جماعة من الأمراء ومهذب الدين بن أبي حليقة أمين الأطباء وشرف الدين بن صغير وأكابر الأطباء ويجلس الناس على طبقاتهم ومن تلاميذه الأعيان بدر الدين حسن رئيس الأطباء وأمين الدولة ابن القف والسديد أبو الفضل بن كوشك وأبو الفتوح الأسكندري انتهى
276 - البغدادي علي بن حسان بن سالم بن علي بن مسافر أبو الحسن الكاتب توفي سنة إحدى وتسعين وخمسمائة مدح الخلفاء والأكابر وأكثر
ومن شعره (من المنسرح)
* زار وثغر الصباح مبتسم
* فجرا وعقد النجوم منفصم
*
184

* والبدر في ريقه الغروب لقى
* تستنجد الليل وهو منهدم
*
* والجو في حلة معنبرة
* لها من البرق مومضا علم
*
* والأرض قد أصبحت مزخرفة
* وازينت نشر روضها نغم
*
* والبان مياسة معاطفه
* والسحب تبكي والزهر يبتسم
*
* والورد قد فتقت لطائمه
*
* قد سل سيفا على الشقائق فاجتز
* به من رؤوسها القمم)
*
* إن شابهت لونه غلائلها
* ما كل قان مضرج غنم
*
* فقل لمن راقه معصفرها
* لا يزدهيك الهوى فذاك دم
*
* واصفر وجه النهار من وجل
* كمدنف مل قلبه السأم
*
* وأطرق النرجس المضاعف إجلالا
* لطرف في جفنه سقم
*
* وعاد شمل المنثور حين زهي الورد
* من العجب وهو منتظم
*
* وافتر ثغر الأقاح من جذل
* والجدول الغمر ظل يلطم
*
* وغنت الورق في الغصون فيا
* لله تلك الألحان والنغم
*
* أصنع من معبد وأفصح من
* قس فهن النواطق العجم
*
قلت شعر جيد إلا أنه غير ناضج
277 - المراغي علي بن حسكويه بن إبراهيم أبو الحسن المراغي الأديب قدم بغداد وتفقه على الشيخ أبي إسحاق وكان لغويا شاعرا عثر فمات سنة ست عشرة وخمسمائة
ومن شعره
278 - السجاد علي بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم الملقب بالسجاد لفضله واجتهاده وهو والد حسين المقتول بفج واخوته توفي السجاد في سجن المنصور في حدود الخمسين ومائة وقوم يلقبونه العابد وكان لا يوافق أقاربه على طلب الخلافة ويلام على ذلك فيقول من يشتغل بالله لا يتفرغ للشغل بغيره
185

وأعقب علي هذا ولدا اسمه الحسين وقيل له ولد أخر اسمه محمد وقد تقدم ذكره في المحمدين وتقدم ذكر الحسين أيضا
279 - الدارابجردي علي بن الحسن بن أبي عيسى الهلال الدارابجردي أوقد النار في تبن فاختنق ومات في حدود السبعين ومائتين روى عنه أبو داود وغيره
280 - ابن الصقر الصائغ علي بن الحسن بن الصقر بن أحمد بن القاسم أبو الحسن الهاهلي الصائغ سمع الكثير من أبي علي بن شاذان والقاضي أبي العلاء الواسطي وطبقتهما وكان متأدبا فاضلا قال محب الدين ابن النجار وأظنه مات شابا وروى عنه الخطيب وأبو المعالي الحسيني وأبو بكر محمد بن عمر ين دوست النحوي وقد رمي بأنه يكذب ويسرق الأحاديث ويركبها ويضعها
ومن شعره (من البسيط)
* أكثر من الزاد فان الترحال قد قربا
* إن التقى خير ما قدمته سببا
*
* واحذر فان إله الخلق مطلع
* على القلوب فكن لله مرتقبا
*
* فرب ذنب صغير جر مهلكة
* كالنار زادت بأدنى لفحة لهبا
*
ومنه (من البسيط)
* ما ضر مستقيمي من آل مسعود
* إذا عادني الناس من قولي لها عودي
*
* تجنبت إذ رأت في عودها ورقا
* وقد تجرد من أوراقه عودي
*
* من رد دهرا تغنينا جاذره
* والراح جامعة نايا إلى عودي
*
* في فتية ما لهم ند إذا شهدوا
* يغنون بالنشر عن ند وعن عود
*
* أيام كنت رخي البال مقتدرا
* أخشى وأرجى لإيعادي موعودي
*
* إذ لا أخاف ملالا من منغمة
* ولا أقول لأيام الصبا عودي
*
* إن كنت شبت فخلقي والنهى يفع
* والندب يزداد فضلا كلما عودي
*
281 - أبو الحسن النيسابوري الشافعي علي بن الحسن بن عبد الله بن إسماعيل بن عطاء أبو الحسن النيسابوري ابن أبي سعد بن أبي القاسم الفقيه الشافعي من بيت قديم
186

كان منهم فقهاء ووعاظ قرأ الفقه على علي بن أبي طالب بن الخل ولازمه سنين حتى حصل طرفا صالحين من المذهب والخلاف وصار معيدا بمدرسته وكان فاضلا متدينا سمع من أبي الوقت وأبي الفتح ابن البطي وغيرهما ولد سنة ست وثلاثين وخمسمائة وتوفي سنة خمس وستمائة
282 - ابن السمسمى النهري علي بن الحسن بن علي بن الحسن بن إبراهيم بن ميمون السمسمى وقيل السمسماني أبو الحسن النهري المؤدب سمع الكثير من أبي علي بن شاذان وطبقته وكتب بخطه وكان أديبا شاعرا سمع منه أبو بكر الخطيب وأبو الفضل بن خيرون وابن خاله أبو طاهر الكرخي وكان يلب الناس وتوفي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة
ومن شعره (من الكامل)
* دع مقلتي تبكي عليك بأربع
* إن البكاء شفاء قلب الموجع
*
* ودع الدموع تكل جفني في الهوى
* من غاب عنه حبيبه لم يهجع
*
* ولقد بكيت عليك حتى رق لي
* من كان فيك يلومني وبكى معي
*
ومنه (من الطويل)
* أراكم بقلبي من بلاد بعيدة
* تراكم تروني بالقلوب على بعد
*
* لساني وقلبي يحزنان عليكم
* وعندكم روحي وذكركم عندي
*
* ولست ألذ العيش إلا بقربكم
* ولو كنت في الفردوس [أو جنة الخلد]
*
قلت شعر نازل على لحن في الثاني من الثالث
283 - صردر علي بن الحسن بن علي بن الفضل أبو منصور الكاتب المعروف بصردر بن صربعر كان أبو منصور من فحول الشعراء وله معرفة تامة بالأدب سمع هو والخطيب بقراءته سمع عليا وعبد الملك ابني محمد بن عبد الله بن بشران وأحمد بن محمد بن خالد الكاتب وعلي بن عمر بن أحمد الحمامي وغيرهم
وروى عنه أبو سعد أحمد بن محمد الزوزني وعلي بن هبة الله بن عبد السلام
187

الكاتب وفاطمة بنت عبد الله بن إبراهيم الخبري وروت عنه الأختبار الموفقيات للزبير بن بكار كان أبوه يقال له صربعر فقال لأبي منصور لما سمع شعره نظام الملك أنت ابن صردر إلا ابن صربعر فغلب ذلك عليه وقد هجاه الشريف البياضي وما أنصفه في قوله (من المتقارب)
* لئن نبز الناس قدما أباكا
* وسموه من شحه صربعرا
*
* فإنك تنثر ما صره
* عقوقا له وتسميه شعرا
*
توفي سنة خمس وستين وأربعمائة كبا به الفرص فدقت عنقه وكان قد ظلم أهل شهرايان وسعى بهم وقيل سقط في بئر فهلك
وقال أبو علي بن البناء خلط في دينه
ومن شعره يمدح الوزير أبا القاسم علي بن مسلمة (من البسيط)
* من علم القلب ما يملي من الغزل
* نوح الحمام له أم حنة الإبل
*
* لا بل هو الشوق يدعو في جوانحنا
* فيستجيب خيال الحازم البطل
*
* لكل داء لطاشي يلاطفه
* فهل شفاك طبيب اللوم والعذل
*
* أبين وهجر يضيع الوصل بينهما
* فيكف أرجو خصام الحب بالملل
*
* يميت بني في صدري ويدفنه
* أني أرى النفث بالشكوى من الفشل
*
* إن اللآلئ حازتها حمولهم
* وإنما أبدلوا الأصداف بالكلل
*
* فلست أدري بالأصداغ قد كحلوا الأجفان
* أم صبئوا الأصداغ بالكحل
*
* ما يستريب النقا إن الغصون خطت
* عليه لكن بأوراق من الحلل
*
* من يشهد الركب صرعى في محلهم
* يدعوه رمسا ولا يدعوه بالطلل
*
* أمسى شحوبي وإرهاقي يدلسني
* على الرقيب بسمر بينهم ذبل
*
* لم يسألوا عن مقامي في رحالهم
* إلا أتيت على الأعذار والعلل
*
* لله قوم يبيحون القرى كرما
* وينهرون ضيوف الأعين النجل
*
* لو عدموا البيض والخطى أنجدهم
* ضرب دراك ورشقات من المقل
*
188

* كأنما بين جفني كل ناظرة
* ترنو كنانة رام من بني ثعل
*
* لا روض أوجههم مرعى لواحظنا
* ولا اللمى مورد التخميش والقبل
*
* تحكي الغمامة إيماضا مباسمهم
* وليس يحكينها في جودها الهطل
*
* خافوا العيون على ما في براقعهم
* من الجمال فصانوا الحسن بالبخل
*
* يا رائد الركب يستغوي لواخطه
* برق يلاعب ماء العارض الهطل
*
* هذا جمال الورى تطفي مناصله
* نار القرى بدماء الأينق البزل
*
* لا يسأل الوفد عما في حقائبهم
* إن لم يوافوا بها ملأى من الأمل
*
* وما رعين المطايا في خمائله
* إلا سخطن على الحوزان والنفل
*
* إن امتعنت حياء من مواهبه
* أولاكها بضروب المكر والحيل
*
* قصرت يا سحب عن إدراك غايته
* يسعى ويكدح في صلح على دخل
*
* سيف لها ثم مسلول إذا خشنت
* له الضرائب لم يفرق من الغلل
*
* في قبضة القائم المنصور قائمة
* وشفرتاه من الأعداء في القلل
*
* بيض القراطيس كالبيض الرقاق له
* وفي اليراع غنى عن أسمر خطل
*
* وطالما جدل الأمران منطقه
* حتى أقروا بأن القول كالعمل
*
* يود كل خصيم أن يعممه
* فصل الحسام ويعفيه من الجدل
*
* ما البأس في الصدة السمراء أجمعه
* في القول أمضي من الهندي والأسل
*
منها (من البسيط) (ليس الرقى لجميع الداء شافية
* الكي أشفى لجلد الأجرب النفل
*
* قل للعريب أنيبي أنها دول
* والطعن في النحر دون الطعن في الدول
*
* هيهات ليس بنو العباس ظلهم
* عن ساحة الدين والدنيا بمنتقل
*
* حمى حقيقتهم مر مذاقته
* موسر الرأي بين الريث والعجل
*
* موطأ فإذا الزت حفظته
* تكاشر الموت عن أنيابه العصل
*
* أيها عقيل إذا غابت كتائبه
* فزتم وإن طلعت طرتم مع الحجل
*
189

* هلا وقفتم ولو مقدار بارقة
* وما الفرار بمنجاة من الأجل
*
* فالهى عن الريف يافقعا بقر قرة
* وابغي النزول على اليربوع والورك
*
* نسج الخدرنق من أعلا ثيابكم
* وخير زادكم ذهدية الجعل
*
* إن تعهدوا العز في الأطناب آونة
* فذا أوان حلول الذل في الحلل
*
* ترقبوها من الجودي كامنة
* في نقعها ككمون الشمس في الطفل
*
* لكل مرتعد الغربين ما عرفت
* حوباؤه خور الهيابة الوكل
*
* تدعو على ساعديه كلما اشتملت
* على حنيته
* الأرواح بالهبل
*
* في جحفل كالغمام الجون ملتبس
* بالبرق والرعد من لمع ومن زحل
*
* يزجي قوارع فأتت باع ملجمها
* فأنت تحسبها صدرا بلا كفل
*
منها (من البسيط)
* والأرض دارك والأيام تنفقها
* على بقائك والآمال الخول
*
* متع لواحظنا حتى نقول لها
* لقد رأيت جميع الناس في رجل
*
ومن شعره (من البسيط)
* لولا كهانة عيني ما درت كبدي
* أن الخمار سحاب فيه أقمار
*
* إيه أحاديث نعمان وساكنه
* إن الحديث عن الأحباب أسمار
*
* يا حبذا روضة الأحوى إذا احتجبت
* عن الثغور حكاها منه نوار
*
* وحبذا البان أغصان كرمن فما
* لهن إلا الحمام الورق أثمار
*
* ظللت مغرى بذي عينين تعذله
* وقبله قد تعاطى العشق بشار
*
* عند العذول اعتراضات معنفة
* وفي القباب جوابات وأعذار
*
ومن شعره في سوداء (من السريع)
* علقتها صماء مصقولة
* سواد قلبي صفة فيها
*
* ما انكسف البدر على تمه
* ونوره إلا ليحكيها
*
* لأجلها الأزمان أوقاتها
* مؤرخات بلياليها
*
ومنه (من الكامل)
190

* لم أبك أن رحل الشباب وإنما
* أبكي لأن يتقارب المعاد
*
* شعر الفتى أوراقه فإذا ذوى
* جفت على آثاره الأعواد
*
ومنه يهجو ابن الحصين الكاتب (من الكامل)
* لا تغتبط يا ابن الحصين بصبية
* أضحت لديك كثيرة الأعداد
*
* لا فخر فيك ولا افتخار فيهم
* إن الكلاب كثيرة الأولاد
*
ومنه (من الخفيف)
* لا تظنن بي سلوا بأن كنت
* غزير الدموع بين الجفون
*
* فبكاء القلوب أشرف في حكم
* المحبين من بكاء العيون
*
ومنه (من مجزوء الكامل)
* قلقل ركابك في الفلا
* ودع الغواني للقصور
*
* فمحالفي أوطانهم
* أمثال سكان القبور
*
* لولا التغرب ما ارتقى
* در البحور إلى النحور
*
ومنه (من المتقارب)
* تموت نفوس بأوصابها
* وتكتم عوادها ما بها
*
* وما أنصفت مهجة تشتكي
* هواها إلى غير أحبابها
*
* ألا أرني لوعة في الحشا
* وليس الهوى بعض أسبابها
*
* ومن شرف الحب أن الرجال
* تشتري أذاه بألبابها
*
* وفي السرب مثرية بالجمال
* تقسمه بين أترابها
*
* فللبدر ما فوق أزرارها
* وللغصن ما تحت جلبابها
*
* كأني دعوت بها في الخباء
* وحشية عند محرابها
*
* أتبعها نظرا معجلا
* فتعثر عني بهرابها
*
* متى شاء يقطف ورد الخدود
* وقته الأكف بعنابها
*
* كفاني من وصلها ذكرة
* تمر على برد أنيابها
*
* وأن تتلألأ بروق الحمى
* وإن أضرمتني بألهابها
*
191

* وكم ناحل بين تلك الخيام
* تحسبه بعض أطنابها
*
* فمن مخبر حاسدي أنني
* وهبت الأماني لطلابها
*
* فإن عرضت نفسها لم تجد
* فؤادي من بعض خطابها
*
* ولو شئت أرستها غارة
* فعادت إلي بأسلابها
*
* ولكنني عائف شهدها
* فكيف أنافس في صابها
*
* تذل الرجال لأطماعها
* كذل العبيد لأربابها
*
* فلا تقطفن ثمار المنى
* فيأس عصارة أعنابها
*
ومنه (من السريع)
* وليلة بالهجر مدت فما
* يفني مداها سعي مشتاق
*
* كان شرابي وقيانش بها
* دمعي وورق ذات أطواق
*
* حتى محا الصبح سواد الدجى
* كلمة في يد حلاق
*
ومنه (من السريع)
* ما شهوة النوم وما لذته
* قلب تغشت لبه غفلته
*
* هل هو إلا ميتة عجلت
* وإنما قد قربت رجعته
*
ومنه (من السريع)
* أبوابه للرقد مفتوحة
* كأنها أجفان عشاق
*
* تستغلق الرهن أفاويقه
* إن جعل الرهن لسباق
*
ومنه (من الكامل)
* أكذا يجازى ود كل قرين
* أم هذه شيم الظباء العين
*
* قصوا علي حديث من قتل الهوى
* إن الناسي روح كل حزين
*
* ولئن كتمتم مشفقن لقد درى
* بمصارع العذراء والمجنون
*
* فوق الركاب ولا أطيل مشبها
* بل ثم شهوة أنفس وحيون
*
* هزت قدودهم وقالت للصبا
* هزءا عبد البان مثل غصون
*
* وكأنما نقلت مآزرهم إلى
* جد الحمى الأنقاء من يبرين
*
192

وراء فرياك المقبل مرود
* حصباؤه من منهل مكنون
*
* أما بيوت النحل بين شفاههم
* موضونة أو حانة الزرجون
*
284 - الميانجي قاضي همذان علي بن الحسن بن علي أبو الحسن الميانجي بالياء آخر الحروف ونون بعد الألف وجيم قاضي همذان كان مشهورا بالفضل والنبل حسن المعرفة بالفقه والأدب تفقه ببغداد على القاضي أبي الطيب الطبري وسمع من علي ابن عمر القزويني وأحمد بن علي التوزي والحسن بن محمد الخلال وروى يسيرا قتل في مسجد صلاة الصبح سنة إحدى وسبعين وأربعمائة كتب إليه أبو الحسن الشيرازي كتابا وعنونه بقوله شاكره والمفتخر به والداعي له إبراهيم بن علي الفيروزآبادي
285 - شرف الدولة بن صدقة الكاتب علي بن الحسن بن علي بن صدقة أبو الحسن ابن الوزير أبي علي تقدم ذكره والده كان يلقب شرف الدولة كان ينوب عن والده في ديوان المجلس وكتب خطا مليحا طريقة ابن البواب كتب بخطه كثيرا من كتب الأدب ودواوين الشعر ولى النظر بديوان واسط وانحدر إليها فمرض بالغراف وأصعد إلى واسط فتوفى هناك سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة وكان سمع من علي بن محمد بن علي بن العلاف وعلي بن الحسين الربعي وعلي بن أحمد بن محمد بن بيان وغيرهم وحدث باليسير
286 - الرميلي الشافعي علي بن الحسن بن علي أبو الحسن الرميلي البغدادي كان فقيها شافعيا حسن المعرفة بالمذهب والأصول وله تعليقة في الخلاف ويحفظ اللغة ويعرف النحو وكتب خطا مليحا طريقة ابن البواب وكان حسن الأخلاق محبوبا متواضعا قرأ الفقه على يوسف الدمشقي والأصول على أبي الحسن ابن الآبنوسي وسمع بنفسه من محمد بن عمر الأرموي ومحمد بن طراد الزينبي وعلي بن عبد السيد بن الصباغ وكان مرشحا للتدريس والقضاء إلا أن أجله أدركه سنة تسع وستين وخمسمائة
ومن شعره لما مرض وأرعشت يداه (من الرمل)
* طول سقمي والذي يعتادني
* صير الرائق من خظى كذا
*
193

* كل شيء هدر ما سلمت
* منك لي نفس ووقت الأذى
*
ومنه (من الطويل)
* وليس عجيبا أن تدانت منية
* لحى ولكن العجيب بقاؤه
*
* ومن جمع أضداد نظام وجوده
* فأوجب في الزمان فساده
*
* فسبحان من لا يعتريه تغير
* ومن بيديه نقضه وبناؤه
*
287 - أبو القاسم المصري علي بن الحسن بن الخلف بن قديد أبو القاسم المصري محدث مشهور موثق سمع محمد بن رمح وحرملة وجماعة ولد سنة تسع وعشرين ومائتين وتوفي سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة
روى عنه ابن يونس وأبو بكر بن المقرئ وخلق كثير من الرحالة
288 - الباخرزي علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب أبو الحسن الباخرزي قد تقدم ذكر والده الحسن بن علي في حرف الحاء مكانه وباخرز ناحية من نواحي نيسابور كان من أفراد عصره في الأدب والبلاغة وحسن النظم والنثر شدا طرفا من الفقه في صباه على أبي محمد الجويني وسمع منه ومن أبي عثمان الصابوني وعبيد الله بن أحمد المكيالي ثم اشتغل بالكتابة وخدم في الديوان يترسل وقدم بغداد أيام الإمام القائم ومدحه واتصل بالوزير الكندي وزير طغرلبك وخدم بالبصرة مدة وصنف كتاب دمية القصر وهو ذيل على يتيمة الدهر للثعالبي ووضع عليه أبو الحسن علي بن زيد البيهقي كتابا وسماه وشاح الدمية وملا صنف كتاب الدمية كتب إليه الأديب أبو العلاء محمد بن غانم الهروي الغانمي (من الوافر)
* بقيت فأنت من أضحى وأمسى
* على الفضلاء كلهم رئيسا
*
* ودمية قصرك الغراء وافت
* فحاكت من محاسنها عروسا
*
* أتيت بها يدا بيضاء حتى
* كأنك في الذي أبدعت موسى
*
* وقد أحيتت موتى الفضل فينا
* كما قد كان يحيى الميت عيسى
*
194

وغلب أدبه على فقه وسافر وتغرب ورأى عجائب وقتل آخرا بباخرز وذهب دمه هدرا سنة سبع وستين وأربعمائة في مجلس أنس
ومن شعره (من البسيط)
* يا فالق الصبح من الألاء غرته
* وجاعل الليل من أصداغه سكنا
*
* بصورة الوثن استعبدتني وبها
* فتنتني وقديما هجت لي شجنا
*
* لا غرو أن أحرقت نار الهوى كبدي
* فالنار حق على من يعبد الوثنا
*
ومنه (من الكامل)
* لبس الشتاء من الجليد جلودا
* فالبس فقد برد الزمان برودا
*
* كم مؤمن قرصته أظفار الشتا
* فغدا لسكان الجحيم حسودا
*
* وترى طيور الماء في وكناتها
* تختار حر النار والسفودا
*
* وإذا رميت بفضل كاسك في الهوى
* عادت عليك من العقيق عقودا
*
* يا صاحب العودين لا تهملهما
* حرق لنا عودا وحرك عودا
*
ومنه (من الطويل)
* وإني لأشكو لسع أصداغك التي
* عقاربها في وجنتيك تحوم
*
* وأبكي لدر الثغر منك ولي أب
* فكيف يديم الضحك وهو يتيم
*
ومنه (من السريع)
* يا خالق الخلق حملت الورى
* لما طغى الماء على جاريه
*
* وعبدك الآن طغى ماؤه
* في الصلب فاحمله على جارية
*
ومنه (من السريع)
* القبر أخفى ستره للبنات
* ودفنها يروى من المكرمات
*
* أما رأيت الله سبحانه
* قد وضع النعش بجنب البنات
*
ومنه (من البسيط)
* عشنا إلى أن رأينا في الهوى عجبا
* كل الشهور وفي الأمثال عش رجبا
*
* أليس من عجب أني ضحى رحلوا
* أوقدت من دمع عيني في الحشا لهبا
*
* وأن أجفان عيني أمطرت ورقا
* وأن ساحة خدي أنبتت ذهبا
*
195

* غيداء أغوى وأودى حبها وكذا الغيداء
* غي وداء لفقا لقيا
*
* إذا دنا طرفها لم يدر رامقها
* أتلك أجفان ظبي أم جفون ظبي
*
* أقول للغصن لا ألقاك منثنيا
* من ذات نفسك إلا أن تهب صبا
*
* تعبت كي تنثني كمثل قامتها
* استغفر الله منه وارتج التعبا
*
ومنه (من الرجز)
* صبرا جميلا فلعل أو عسى
* يورق عود الوصل بعدما غسا
*
* واليأس إحدى الراحتين قيل في
* أمثالهم فاربح بأن تستأنسا
*
* وسقني مشمولة يسعى بها
* قضيب بان في فؤادي غرسا
*
* وناد بالولدان إني جاعل
* أعجم لا أعرف سورة النسا
*
ومن هذه القصيدة السنية في المديح (من الرجز)
* إن شئت أن تعرف أن عدله
* قد فرش الأمن فلاق النرجسا
*
* أو حمل الطست من التير على
* الرأس ولا أمنه لاحترسا
*
ومنه (من الكامل)
* قالت وقد فتشت عنها كل من
* لاقيته من حاضر أو بادي
*
* أنا في فؤادك فارم نحوه
* ترني فقلت لها وأين فؤادي
*
ومنه في ثقيل (من البسيط)
* يا أثقل الناس يا من لو قبلت من الكفار
* أكثرت أنواع الخطيات
*
* ما خفت والله رجحانا لمعصيتين
* لو كنت وحدك في ميزان خيراتي
*
ومنه (من البسيط)
* لا حبذا البخت أعيانا ومال إلى
* قوم يعدهم الأرزال أعيانا
*
* يدرع البصل المذموم أكسية
* ويترك النرجس المحمود عريانا
*
* وينب الشوك في أرض وجارئها
* تجني أكف بغاة الرزق عقيانا
*
ومنه (من الكامل)
* أفدى الذي ساد الحسان ملاحة
* حتى تواضع كلهم لسيادته
*
196

* ضاجعته والورد تحت لحافه
* ولثمته والبدر فوق وسادته
*
ومنه وقد أصابه زكام وسعال (من السريع)
* وبي زكام وسعال معا
* قد برحابي حين لم يبرحا
*
* كأن أنفي نهر طاحونة
* إذ لسعالي صوت جر الرحى
*
ومنه يخاطب الجويني وقد تألم ضرسه (من البسيط)
* جل الإمام الحبر عن علة
* في ضرسه لم تك معتاده
*
* لسانه فتت أسنانه
* والسيف قد يأكل أغماده
*
ومنه (من الطويل)
* بنفس الذي إن رمت تغليظ حلفة
* لعزته عندي حلفت بوده
*
* إذا جذبت ريح الصبا هدب صدغه
* تمايل كالنشوان من خمر خده
*
ومنه (من الطويل)
* فلا تحسبوا إبليس علمني الخنا
* فإني منه بالفضائح أبصر
*
* وكيف يرى إبليس معشارما أرى
* وقد فتحت عيناي لي وهو أعور
*
ومنه (من السريع)
* لولا سعيد لنفت سعدها
* مجالس الحكم وتدريسها
*
* شمس يعم الأرض إشراقه
* وغيره لو كنت تدري سهى
*
وفيه
* فضحت الغصون بقاماتهن
* وعفر الظباء بأعناقهن
*
* وزادت خلاخيل أسواقهن
* نقاق بضاعات أسواقهن
*
ومنه يفضل العزوبة (من البسيط)
* وإن يطسن وتد ما بين فخذك وفاش
* ججه فقدما أذاقوا الشجة الوتدا
*
* والقوس إذ زوجوها السهم شاكية
* تئن والسيف بسام بما انفردا
*
ومنه (من الوافر)
* وقالوا في العزوبة كل غم
* فقلت لهم وفي التزويج أيضا
*
197

* فذا في حيص بغير أهل
* ودامع أهله في خيفن بيضا
*
ومنه (من الرجز)
* كم راكب لم يترجل ماشيا
* وعقله دون عقول الماشيه
*
* تعجبه غاشية يحملها أمامه
* في السوق بعض الحاشية
*
* لم يأتني حديثها قبل فهل
* أتاك يا صاح حديث الغاشيه
*
ومنه (من المجتث)
* يا جاهلا عاب شعري
* فكد قلبي وآلم
*
* علي نحت القوافي
* وما علي إذا لم
*
قلت يشير إلى قول ابن الرومي (من البسيط)
* علي نحت القوافي من مقاطعها
* وما علي إذا لم تفهم البقر
*
وقد نظمت أنا في هذه المادة (من المجتث)
* نك من هجاك بشعر
* أو شانه بالزحاف
*
* وقل لمن لام فيه
* علي نحت القوافي
*
وفي هذا التضمين كناية عما يعلم مع تصحيف القوافي ومنه يشبه رمانة مشقوقة (من المتقارب)
* ورمانة شقها الآكتناز
* وما مسها قط ناب وظفر
*
* فأضحت كما يفغر الليث فاه
* وأنيابه من دم الصيد حمر
*
ومنه (من الطويل)
* سلام على وكرى وإن طوي الحشا
* على حسرات من فراخ بها زغب
*
* ووالهة غيري إذا اشتكت النوى
* سقى نرجساها الورد باللؤلؤ الرطب
*
* أأذكر أيام الحمى لا وحقها
* بلى أتناسى إن ذكر الحمى يصبي
*
* ألم ترني وترت بالشرق عزمة
* رمتني كالسهم المريش في الغرب
*
* وطيرت نفسي فهي أسرى من القطا
* وعدي بها من قبل أرسها من القطب
*
ومنه (من الكامل)
* أقوت معاهدهم بشط الوادي
* فبقيت مقتولا بشط الوادي
*
198

* وسكرت من خمر الفراق ورقصت
* عيني الدموع على غناء الحادي
*
ومنه (من الطويل)
* كتب وخطى حاش وجهك شاهد
* بأن بناني من أذى السقم مر تعش
*
* ونفسي إن تأمر تعش في سلامة
* فأهد لها منك السلام ومرتعش
*
ومنه (من المجتث)
* أصبحت عبدا لشمس
* ولست من عبد شمس
*
* إن لأعشق ستي
* وحق من شق خمسي
*
ومنه يهجو الوزير أبا نصر محمد بن منصور الكندري (من المنسرح)
* أقبل من كندر مسخرة
* للنحس في وجه علامات
*
* يحضر دار الأمير وهو فتى
* موضع أمثاله الخرابات
*
* فهو جحيم ودبره سعة
* كجنة عرضها السماوات
*
وهذا إنما قاله مداعبة له لأنه كان جليسه في الإفادة ولكنه له فيه مرثية مليحة مذكورة في ترجمة الوزير الكندري
ومن شعره (من السريع)
* إنسان عيني قط ما يرتوي
* من ماء وجه ملحت عينه
*
* كذلك الإنسان ما يرتوي
* من شرب ماء ملحت عينه
*
ومنه (من الكامل)
* قالوا التحى ومحا الإله جماله
* وكساه ثوب مذلة ومحاق
*
* كتب الزمان على محاسن خده
* هذا جزاء معذب العشاق
*
ومن شعره (من مخلع البسيط)
* عجبت من دمعتي وعيني
* من قبل بين وبعد بين
*
* قد كان عيني بغير دمع
* فصار دمعي بغير عين
*
قلت أخذت هذا المعنى وتسلقت عليه وولدت منه معنى آخر يظن أنه هو وليس به وزدته نكتة فقالت وفيه غوص (من مخلع البسيط)
* قال وقد أبصر دمعي دما
* هذا وما لا رعتك بالبين
*
199

* فقلت لما فنيت أدمعي
* بكيت بالدمع بلا عين
*
ومن شعر الباخزري (من الطويل)
* لقد ظلم القمري إذ ناح باكيا
* وليس له من مثل ما ذقته ذوق
*
* فها أنا ذو شوق ولا طوق لي به
* وها هو ذو طوق وليس له شوق
*
ومنه (من الكامل)
* لا تنكري يا عز إن ذل الفتى
* ذو الأصل واستغنى لئيم المحتد
*
* إن البزاة رؤسهن عواطل
* والساج معقود برأس الهدهد
*
قلت يشبه قول الدهخدا المظفر بن علي (من مجزوء الكامل)
* لا عار أن أعرى وغيري
* في ثياب الوشي رافل
*
* إن الحمائم ذات أطواق
* وجيد الباز عاطل
*
وقال الباخزري أيضا (من السريع)
* لا يشرف الرذل بأن يكتسي
* من الغنى تاجا وديباجا
*
* وهل نجا الهدهد من نتنه
* بلبسه الديباج والتاجا
*
ومن شعره يصف صاحبه محمد بن أبي نصر بن عبد الله الباخز (من الوافر)
* فدتك النفس يا قمري وشمس
* ويومي في ودادك مثل أمس
*
* طلعت فكدت أصبح من تلالي
* جبينك فقال الصدغ أمسى
*
* تعالى واملئي ستى صباحا
* وجهك الوردي خمسي
*
* على وجه الذي أجني بناتي
* ثمارا للمكارم وهو غرسي
*
* وإن سائلتني من ذاك أنشد
* وذاك محمد تفديه نقسى
*
ومنه قوله (من مهتوك الرجز)
* ساري النديم بذي سلم
* وهنا ألم فلم ينم
*
* حتى المتيم فيه ازدحم
* فلا جرم صافح ثم
*
* نعمى النعم غنم الغنم
* بكى الرهم حتى ابتسم
*
* فهو أرم قم يا حنم
* عذب الشيم واسيق فلم
*
200

* يبق ألم ولا ارتكم
* غمام غم لما بغم
*
* ظبي ظلم بدر الظلم
* بالملتثن
*
وهي طويلة خرج إلى المديح قلت أقصر ما صنع القدماء من الرجز ما كان على جزأين كقول دريد يوم هوازن
* يا ليتني فيها جذع
* أخب فيها وأضع
*
حتى صنع أبو النجم أرجوزة على جزء واحد وهي مشهورة أولها
* طيف ألم بذي سلم
* بعد العتم يطوي الألم
*
* جاد بغم وملتزم
* فيه هضم إذا يضم
*
وقال بعضهم أول من أبدع ذلك سلم الخاسر يمدح الهادي بقوله
* موسى المطر غيث بكر
* ثم انهمر ألوى المرر
*
* اعتسر ثم اتسر
* وكم قدر ثم غفر
* عدل السير باقي الأثر
* خير وشر نفع وضر
*
* خير البشر فرع مضر
* بدر بدر هو الوزر
*
* لمن حضر والمفتخر
* لمن غبر
*
289 - أبو القاسم بن الخل علي بن الحسين بن المبارك بن محمد بن الخل أبو القاسم بن أبي الحسين الشاعر كان يلقب فخر الزمان مدح الإمامين المستنجد وابنه المستضيء مولده سنة تسع وعشرين وخمسمائة ووفاته
ومن شعره (من المجتث)
* وجه الصبوح صبح
* من الهموم مريح
*
* ومترل اللهو رحب
* نضر الرياض فسيح
*
* والطل جار نثير
* والظل سار يسيح
*
* وللنسيم هبوب
* على الرياض طليح
*
* وللسحائب جفن
* من الدموع قريح
*
201

* والبلبل المتغني
* فوق الغصون يصيح
*
* والورد في قضب الدوح
* كالنجوم يلوح
*
* نسيمه بغرام الصب
* المشوق يبوح
*
* وظن ترك اصطباح
* فيه جميلا قبيح
*
290 - ابن الحمامي علي بن الحسن أبو الطاهر المعروف بابن الحمامي كان أديبا فاضلا شاعرا وكان يخدم ملوك بني بويه ويترسل منهم إلى الأطراف روى عنه القاضي أبو تمام الواسطي وأبو الحسين بن الصابئ وأبو الحسن بن نصر شيئا من شعره
وتوفي سنة تسع وعشرين وأربعمائة ومولده كان في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة
ومن شعره (من السريع)
* اصطلح الناس على البخل
* ونافقوا في القول والفعل
*
* لو سئلوا الرد لضنوا به
* إذ سرعة الرد من البذل
*
ومنه (من الكامل)
* يا غادرا ضمن المودة والوفا
* وأخل من بعد الضمان بخلتي
*
* أصبيتني حتى عرفت صبابتي
* وسررتني حلى بلوت سريرتي
*
* ثم انطويت على الجفاء ولو أرى
* ما قد أرى لطويت عنك طويتي
*
* ومن العجائب والعجائب جمة
* أني رأيت منيتي من منتي
*
ومنه (من السريع)
* يا دهر لو عدت إلى صلحي
* ما كنت إلى فائز القدح
*
* في كل يوم منك لي وقعة
* مؤلمة ترحب في جرحي
*
منها (من السريع)
* فقال لي بعد خطوب جرت
* معاد ما تبغي أبو الفتح
*
* فاقدح به زندك في كل ما
* يروم منه يور في القدح
*
* إنك إن تاجرته مادحا
* فزت بآمالك في الربح
*
* وما الذي تنظم في مدح من
* تضيق عنه سعة المدح
*
* أما ترى الدهر وأحداثه
* دائبة تعمل في ذبحي
*
202

* قل لشهاب الدولة المرتجى
* واعدل إلى الجد عن المزح
*
* عبدك هذا طارح نفسه
* عليك فاعرف حرمة الطرح
*
* واهززه في سائر ما تبتغي
* تهز منه عامل الرمح
*
* ما زلت أدعو الله في قربه
* فحين وافاني بلا كدح
*
* حل ببغداد ولكنه
* أبعد عني من فم الصلح
*
قلت شعر جيد
291 - شميم الحلي علي بن الحسن بن عنتر بن ثابت المعروف بشميم بضم الشين المعجمة وفتح الميم الأولى وبعدها ياء آخر الحروف أبو الحسن الحلي النحوي اللغوي الشاعر توفي بالموصل عن سنة عالية سنة إحدى وستمائة تأدب ببغداد وتوجه إلى الموصل والشام وديار بكر
قال ياقوت وأظنه قرأ على ملك النحاة أبي نزار
قال إن الأوائل جمعوا أقوال غيرهم وأشعارهم وبوبوها وأما أنا فكل ما عندي من نتائج أفكاري وكلما رأيت الناس مجمعين على استحسان كتاب في نوع من الأدب أنشأت من جنسه ما أدحض به المتقدمين
من ذلك أن أبا تمام جمع أشعار العرب في حماسته وعملت أنا حماسة من أشعاري ثم سب أبا تمام وشتمه ثم رأيت الناس مجمعين على تفضيل أبي نواس في خمرياته فعملت كتاب الخمريات من شعري ولو عاش أبو نواس لاستحيا أن يذكر شعر نفسه معها ورأيت الناس مجمعين على تفضيل خطب ابن نباته فصنفت كتاب الخطب فليس الناس اليوم اشتغال إلا بخطبي
قال ياقوت ثم أنشدني (من مجزوء الكامل)
* امزج بمسبول اللجين
* ذهبا حكته دموع عيني
*
* لما نعى ناعي الفراق
* ببين من أهوى وبيني
*
* كانت ولم يقدر لشيء
* قبلها إيجاب كون
*
203

* وأحالها التحريم لما
* شبهت بدم الحسين
*
* خفقت لنا شمسان من
* لألائها في الخافقين
*
* وبدت لنا في كأسها
* من لونها في حلتين
*
* فاعجب هداك الله من
* كون اتفاق الضرتين
*
فاستحسنت ذلك فغضب وقال لي ويلك ما عندك غير الاستحسان فقلت له فما أصنع يا مولانا فقال لي تصنع هكذا ثم قام يرقص ويصفق إلى أن تعب وجلس وهو يقول أصنع وقد ابتليت ببهائم لا يفرقون بين البعر والدر والياقوت والحجر فاعتذرت إليه وسألته أن ينشدني شيئا آخر فقال لي قد صنفت كتاب في التجنيس سميته أنيس الجليس في التجنيس في مدح صلاح الدين لم رأيت استحسان الناس لقول البستي ثم أنشد منه (من مجزوء الكامل)
* ليت من طول بالشام
* نواه وثوى به
*
* جعل العود إلى الزوراء
* من بعض ثوابه
*
* أترى يوطئني الدهر
* ثرى مسك ترابه
*
* وأرى أي نور عيني
* موطئا لي وترى به
*
ثم أنشدني لنفسه في وصف ساق (من مجزوء الكامل)
* قل لي فدتك النفس قل لي
* ماذا تريد إذن بقتلي
*
* أأدرت خمرا في كئوسك
* هذه أم سم صل
*
وأنشدني غير ذلك ثم سألته عمن تقدم من العلماء فلم يحسن الثناء على أحد منهم فلما ذكرت له المعري نهرني وقال ويلك كم تسئ الأدب بين يدي من ذلك الكلب الأعمى حتى يذكر في مجلس قلت يا مولانا ما أراك ترضى عن أحد ممن تقدم فقال كيف أرضى عنهم وليس لهم ما يرضيني فقلت فما فيهم أحد قط جاء بما يرضيك فقال لا أعلمه إلا أن يكون المتنبي في مديحه خاصة وابن نباتة في خطبه وابن الحريري في مقاماته فهؤلاء لم يقصروا قلت يا مولاي قد عجبت إذ لم تصنف مقامات تدحض بها مقامات الحريري فقال يا بني اعلم أن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل عملت مقامات مرتين فلم ترضني فغسلتها وما أعلم أن الله خلقني إلا لأظهر فضل ابن الحريري ثم شطح في الكلام وقال ليس في الوجود خالق إلا واحد في السماء وواحد
204

في الأرض فالذي في السماء هو الله والذي في الأرض هو أنا ثم قال هذا كلام لا يحتمله العامة لكونهم لا يفهمونه أنا لا أقدر على خلق شيء إلا خلق الكلام فأنا أخلقه ثم ذكر اشتقاق هذه اللقطة فقلت له يا مولانا أنا محدث والمحدث إن لم يكن عنده جرأة مات بغصة وأحب أن أسألك شيء قال فتبسم وقال ما تسأل إلا عن معضلة هات ما عندك قلت لم سميت بالشميم فشتمني ثم ضحك وقال إني بقيت مدة من عمري ذكرها وهو وأنسيتها لا آكل في تلك المدة إلا الطيب فحسب لتنشف الرطوبة وحدة الحقط فكنت أبقى أياما لا يجئني الغائط فإذا جاء كان شبه البندقة من الطين فكنت آخذه وأقول لمن أنبسط له شمه فإنه لا رائحة له فكثر ذلك حتى عرفت به أرضيت يا ابن الفاعلة
ثم أورد له ياقوت (من الكامل)
* قالوا نراك بكل فن عالما
* فعلام حظك من دناك خسيس
*
* فأجبتهم لا تعجبوا وتفهموا
* كم ذاد نهزة ليث خيس خيس
*
ومن شعره (من الوافر)
* أقيلي عثرة الشاكي أقيلي
* فسولي في سماع نثا رسولي
*
* وإن لم تأذني بفكاك أسري
* فدليني على صبر جميل
*
وقال ياقوت حدثني تقي الدين ابن الحجاج قال اجتمع جماعة من التجار الواسطيين بالموصل على زيارة شميم وتوافقوا على ألا يتكلموا بين يديه خوفا من زلل يكون منهم فلما حصلوا بين يديه قال أحدهم أدام الله أيامك فالتفت إلي وقال أين هؤلاء فإني أرى عمائم كبارا ظننتها على آدميين فسكتوا فلما قاموا قال له آخر منهم يا سيدي ادع لنا بشمل الجمع فغضب وقال قوموا عني قبحكم الله ثم التفت إلي وقال أيسن هؤلاء وكيف خلقهم الله ثم حلف بمحلوفه وقال لو قدرت على خلق مثل هؤلاء لما فعلت أنفة من خلق مثلهم
وقال محمد بن حامد بن محمد بن جبريل بن منعة بن مالك الموصلي الفقيه فخر الدين جرت بيني وبينه مذاكرات إلى أن قال ومن العجائب استحسان الناس قول عمرو بن كلثوم (من الوافر)
205

* مشعشعة كأن الحصن فيها
* إذا ما الماء خالطها خرينا
*
كذا قال تهكما ألا قال كما قلت (من الطويل)
* وسالت نطاق الراح في الراح
* فاغتدى السماح إلى راحاتنا فسخينا
*
ثم أخرج رقعة من تحت مصلاه وقال ما معنى قولي قلت شطر أعاديك حظ من كفر أياديك فقلت اكتبها وأفسرها فقال اكتبها فكتبتها وقلت شطر أعاديك ديك وقلبه كيد أردت أن الكيد خط من كفر أياديك فقال لي أحسنت ثم أقبل علي بعد إهمالي
ولما قدم أسعرت تسامع به أهلها فقصدوه من كل فج وكان فيهم شاعر فأنشده شعرا استجاده وقال له إني أرفع هذا الشعر عن طبقتك فإن كنت في دعواه صادقا فقل في معناه الآن شيئا آخر ففكر ساعة وقال (من الطويل)
* وما كل وقت فيه يسمح خاطري
* بنظم قريص يقتضي لفظه معنى
*
* ولم يج الشرع الشريف تيمما
* بترب وبحر الأرض في ساحة معنا
*
فقال له الحلي ويلك اسجد ويلك اسجد فإن هذا موضع من مواضع سجدات الشعر وأنا أعرف الناس بها
ومن خطبه الحمد لله فالق قمم حب الحصيد بحسام سح السحب صايغ خد الأرض بقاني شقيق يانع العشب نافخ روح الحياة في صور تصاويرها بسائح الفرات العذب محي ميت الأرض بإماتة كالح الجدب لابتسام ثغر نسيم أنفاح الخصب محيل جسم طبيعة الماء المبارك في أشكال الحب والعنب والزيتون والقضب جاعله للأنام والأنعام ذات الحمل والحلب محلى جيد الأفلاك بقلائد دراري النجوم الشهب ومجلس جند الأملاك عن مباشرة التصرف والكسب والقيام بالواجب وأصل التسبيح والتقديس للرب
قلت لم أورد هذه السجعات إلا لترى أيها الواقف على هذا الكتاب ما على هذا الكالم من التكلف والقلق والثقالة هذاك شعره وهذا نثره على أن النظم خير من النثر ولا خير في كثير كيف به لو نثر مثل القاضي أو نظم مثل ابن سيناء الملك
وله من التصانيف
206

النكت المعجمات في شرح المقامات وكتاب أرى المشتار في القريص المختار وكتاب الحماسة من نظمه كتاب مناح المنى في إيضاح الكنى أربع كراريس أنس الجليس في التجنيس أنواع الرقاع في الأسجاع كتاب درة التأميل في عيون المجالس والفصول مجلدان نتائج الإخلاص في الخطب مجلد كتاب التعازي في المرازي مجلد كتاب خطب نسق حروف المعجم كراسان كتاب الأماني في التهاني مجلد كتاب المفاتيح في الوعظ كراسان كتاب معاياة العقل في معاناة النقل مجلد كتاب الإشارات المعزية مجلد كتاب المرتجلات في المسجلات أربع كراريس كتاب المخترع في شرح اللمع مجلد كتاب المحتسب في شرح الخطب مجلد كتاب المهتصر في شرح المختصر مجلد كتاب التمحيض في التغميض كراسان كتاب بداية الفكر في بدائع النظم والنثر مجلدان كتاب خلق الآدمي كراسان كتاب رسائل لزوم ما لا يكره كراسان كتاب اللزوم مجلدان كتاب لهنة التطبيق المصحر في الليل المسهر كراسان كتاب مسرة القلوب في التصحيف كراس كتاب المنائح في المدائح مجلدان كتاب نهزة الأفراح في صفات الراح كراسان كتاب حزر الثافث من عيث العائث كتاب الخطبة المستضيئة كتاب الخطب الناصرية كتاب الركوبات مجلدان كتاب شعر الصبي مجلد كتاب إلقام الإلجام في تعبير الأحلام كتاب سمط الملك المفضل في مديح المليك الأفضل كتاب مناقب الحكم في مثالب الأمم مجلدان كتاب اللماسة في شرح الحماسة كتاب الفصول الموكبية يشتمل على عشرين فصلا كتاب مجتنى ريحانة الهم في استئناف المدح والذم كتاب المناجاة
292 - الأحمر صاحب الكسائي علي بن الحسن الأحمر صاحب الكسائي أبو الحسن بن الحسن المؤدب لم يصر لأحد قط من التأديب ما صار إليه
قال أبو سعيد الطوال مات الأحمر قبل الفراء بمدة قال الحاكي أحسبه قال سنة
207

أربع وتسعين ومائة وكان رجلا من الجند من رجالة النوبة على باب الرشيد وكان يحب علم العربية ولا يقدر على مجالس الكسائي إلا في أيام غير نوبته وكان يرصد مصير الكسائي إلى الرشيد ويعرض له في طريقته فإذا أقبل تلقاه وأخذ بركابه وما شاه إلى أن يبلغ الستر وهو يسأله عن المسألة بعد المسألة وكذلك يفعل به إذا خرج من الستر إلى أن يركب ولم يزل كذلك إلى أن تمكن فلما أصاب الكسائي الوضح في بدنه ووجهه كره الرشيد ملازمته لأولاده فأمره بأن يرتاد لهم من ينوب عنه وكان الكسائي قد بلغه قدوم سيبويه والأخفش فقال للأحمر هل فيك خير قال نعم فاستخلفه على أولاد الرشيد فقال له لعلي لا أفي بما يطلبون فقال إنما يريدون في كل يوم مسألتين في النحو وبيتين من معاني الشعر وأحرفا من اللغة وأنا ألقنك كل يوم ذلك قبل أن تأتيهم فقال نعم فدخل به إليهم وأجلسوه في بيت وفرشوه له وكانت العادة جارية بأنه إذا دخل معلم لأولاد الخلفاء يحمل بعد قيامه كل ما في ذلك البيت الذي جلس فيه إليه فحمل ذلك إلى الأحمر وشريت له دار وجارية وحمل على مركوب ووهب له غلام ورتب له جاريا يكفيه وكان الكسائي يأتيهم في الشهر مرة أو مرتين فيعرضون عليه بحضرة الرشيد ما أقرأهم الأحمر وكان بينه وبين الفراء تباعد وجفاء فحج الأحمر فمات في طريق الحج فلما بلغ الفراء ذلك استرجع وترحم عليه وقال أما والله لقد علمته شيخا ذكيا عالما ذا مروءة
ومن شعر الأحمر (من المقارب)
* وفتيان صدق دعوا للندى
* وفاض السرور بأرض الطرب
*
وهي أربعة أبيات
وقال أبو محمد اليزيدي يهجو الأحمر والكسائي (من مجزوء الكامل)
* أفسد النحو الكسائي
* وثنى ابن غزاله
*
* وأرى الأحمر تيسا
* فاعلفوا التيس النخاله
*
وقال ثعلب كان الأحمر يحفظ أربعين ألف بيت شاهدا في النحو سوى ما يحفظ من القصائد وكان مقدما على الفراء في حياة الكسائي وله كتاب التصريف وكتاب
208

تفنن البلغاء
293 - كراع النمل علي بن الحسن الهناني المعروف بكراع النمل منسوب إلى هناءة بن بمالك بن فهم بن غنم بن درس ينتهي إلى الأزد أبو الحسن اللغوي
قال ياقوت وجدت خطه على المنضد من تصنيفه وقد كتبه في سنة سبع وثلاثمائة ذكره محمد بن إسحاق النديم فقال هو من أهل مصر وكان كوفيا وأخذ عن البصريين ويعرف بالرواسي قبيلة من الأزد وكتبه موجودة بمصر مرغوب فيها وله كتاب المضد أورد فيه لغة كثيرة مستعملة وحوشية ورتبه على حروف المعجم ثم اختصره في كتاب المجرد ثم اختصره في كتاب المنجد وله كتاب أمثلة الغريب على أوزان الأفعال يورد فيه غريب اللغة وكتاب المصحف وكتاب المنظم
294 - ابن مروان الفارسي علي بن الحسن بن فضيل بن مروان فارسي الأصل ذكره محمد بن إسحاق النديم وقال له من الكتب كتاب الأصنام وما كانت العرب والعجم تعبدون من دون الله عز وجل
295 - المقرئ علي بن الحسن بن عبد الرحمن المقرئ قال ياقوت ذكره محمد بن جعفر التيمي المعروف بابن النجار في تاريخ الكوفة فقال وانتهى تاريخ قراءة عاصم إلى الطبقة الثامنة وهو علي بن الحسن بن عبد الرحمن المقرئ وكان شيخا مباركا تلقن عليه خلق عظيم كان يحضر مجلسه فوق ألف نفس في كل يوم وكان السبق من العصر يبيت للناس السبق وآخر من شاهدنا منهم أبو العباس محمد بن الحسن بن يونس الهذلي وقد قرأ بالسبعة من عدة وجوه وقرأ بالشواذ
296 - علان النحوي علي بن الحسن بن محمد بن يحيى المعروف بعلان المصري ذكره أبو بكر الزبيدي في كتابه فقال كان نحويا من ذوي النظر والتدقيق في المعاني قليل الحفظ لأصول النحو فإذا حفظ الأصل تكلم عليه فأحسن وجود التعليل ودقق في القول ما شاء
توفي في شوال سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة
209

297 - ابن حسول علي بن الحسن بن حسول أبو القاسم كتب رقعة إلى الصاحب بن عباد يترضاه في شئ وجده عليه مولانا الصاحب الأجل كافي في الكفاة كالبحر يتدفق والعارص يتألق فلا عتب على من لا يرويه سيب غواديه أن يستشرف للرائحات الرواعد من طوله فيشيم بوراقها ويستمطر سحائبها وهذا جانب منها فوقع الصاحب في ظهرها سيدي أبو القاسم أيده الله تعالى قدم حرمة وأتبع غيره وأظهر إنابه فاستحق إقالة فعاد حقه طريا كأنه لم يخلق وظنه قويا كأن لم يخفق
298 - أبو بكر القهستاني علي بن الحسن أبو بكر العميد القهستاني بضم القاف والهاء وسكون السين المهملة وبعدها تاء ثالثة الحروف ثم ألف ونون أديب كبير مشهور في بلاد خراسان اتصل أيام الملك محمود بن سبكتكين بولده محمد بن محمود في أيام أبيه لما قلده الجوزان وكان يميل إلى علوم الأوائل ويدمن النظر في الفلسفة فقدح في دينه ومقت لذلك وكان كريما جوادا ممدحا ولي الولايات الجليلة وله نظم ونثر وكان يغلب المزح عليه حتى في مجلس نظره ويغلب عليه الميل إلى الغلمان وكان لمحمد بن محمود بن سبكتيكين سبعمائة غلام في خيله فعلق العميد أحدهم وأفرط في حبه ولم يبد ذلك فاتفق أن أتى الغلمان من بعض متصيدائهم فلقيهم أبو بكر في صحن الدار فسلموا عليه وقرب منه ذلك الغلام فقرص خده وكان محمد مشرفا عليه فأمر بضرب الغلام ثم أنفذه إلى أبي بكر فقال قد وهبناه لك وصفحنا عن ذنبك فلو لم يساعدك هذا الفاجر على ذلك لما أمكنك فعله ولكن لا تعد إلى مثل هذا فاستحييا العميد أبو بكر وقال هذا أعظم من الضرب والأدب وتأخر في داره حياء فأنفذ محمد إليه واستدعاه وبسطه ثم إنه كان لا يزال يهبه الغلام بعد الغلام وشكا الخدم إلى محمد من بغض الغلمان الدارية بأنه تمكين باقي الغلمان من وطئه ولا يمتنع من غشيانهم له فقال لهم أيفعل هذا طبعا أن يستعجل عليه فقالوا بل يستعجل عليه فتقدم بإنفاذه إلى أبي بكر وقال قولوا له هذا بك أشبه لا بنا فخذه مباركا لك فيه
وقال العميد يوما في مجلسه معمى وهو (من البسيط)
* مليحة القد والأعطاف قد جعلت
* في الحجر طفلا له رأسان في جسد
*
210

* قد ضيقت منه أنفاس الخناق بلا
* جرم وتضربه ضربا بلا حرد
*
* فتسمع الصوت منه حين تضربه
* كأنه خارج من ماضغي أسد
*
فقال غلام أمرد من أولاد الكتاب هذا هو الطبل فقال العميد عهدي بك تستدخل الأعور فكيف استخرجت الأعمى فخجل الغلام وضحك الحاضرون وامتدحه شاعر بشعر غير طائل فأخر صلته فكتب الشاعر بيتين وسأل الدواتي أن يضعها في الدواة وهما (من الوافر)
* أبا بكر هجوتك لا لطبعي
* فطبعي عن هجاء الناس ناب
*
* ولكني بلوت الطبع فيه
* فإن السيف يبلى في الكلاب
*
فلما وقف عليهما استحسن ذلك ورد الشاعر من فراسخ بعيدة ولما رآه أقبل عليه وقام له واعتنقه وقال لو كان مدحك مثل هجوك قاسمتك نعمتي ثم أحسن جائزته
قلت هذا مثل قول ابن صردر (من الوافر)
* وما أهجوك أنك أهل هجو
* ولكني أجرب فيك ضربي
*
* وهل عيب على شفرات سيفي
* إذا جربتها في لحم كلب
*
وورد العميد أبو بكر إلى بغداد سنة ينف وعشرين وأربعمائة ومدح القادر بالله وفي سنة خمس وثلاثين اتصل بالملوك السلجوقية
ومن شعره (من السريع)
* رأيت عمارا وليتني لم أره
* حاز لتلك الطلعة المنكرة
*
* لا أحمد الله على خلقه
* فلو أراد الحمد ما صوره
*
ومنه (من الكامل)
* ومقرطق في صحن غرة وجهه
* متصرف صرف الجمال وتحته
*
* عاقرته أسكرته قبلته
* جدلته فقحته سرحته
*
قلت ذكرت بهذين البيتين ما تقدم لي نظمه وأظنهما ألطف من هذين وأوقع في
211

النفس (من الكامل)
* ولقد ظفرت بليلة كاساتها
* يسعى بها الرشا الأغن الأحور
*
* أنا لا أطيل الشرح في وصفي لها
* هي فوق ما يصف اللسان وأكثر
*
* لكن أقول طربت طبت ضممت قبلت
* انتهين إلى الذي لا يذكر
*
ومن شعر أبي بكر القهستاني في مدح الإمام القادر (من الطويل)
* ولم يرني ذو منة غير خالقي
* وغير أمير المؤمنين ببابه
*
* غنيا بلا دنيا عن الخلق كلهم
* وإن [ما] الغنى إلا عن الشيء لا به
*
ومنه يهجو ابن كثير العارض (من الطويل)
* فلسنا نرجى الخير من ابن واحد
* فكيف نرجيه من ابن كثير
*
ومنه يهجوه مصحفا (من الكامل)
* ما لي وهذا العارص بن كثير
* شيخ العميد وما له يشناني
*
* وهو الفؤاد بروحه وأحبه
* ويتيه أين رأيته ورآني
*
* ويغض من قدري ويحمل جاهلا
* ذكري ويخفي في الجنان جناني
*
ومن شعر القهستاني أبي بكر العميد (من الكامل)
* أزرى بقدري أن تراك ملكتني
* والشيء يملكه بعينك مزدرى
*
* ولو أنني من غير أرضك لم يكن
* أحد يوازيني لديك كما أرى
*
* لكن سهم القرب خاط طائش
* ولقد تنال العين إلا المحجرا
*
* وكذاك عود الهند في بلدانه
* حطب الوقود به يباع ويشترى
*
* وعساي إن وليت عنك برحلة
* ثم انصرفت حظيت منك موقرا
*
* فالبحر يصعد قطرة في مزنة
* ويعود حين يعود فيه جوهرا
*
ومنه (من الطويل)
* لنا عالم يؤتى فيأتي بحجة
* على ذاك من أخبار علم وآيات
*
* وقلنا له الإسلام يعلوا ولم يكن
* ليعلى فقال العلم يؤتى ولا يأتي
*
ومنه (من الكامل)
212

* هذا ابن نبي تائه في عجبه
* متبذخ متنفخ جبروتا
*
* يأتي إلى الأحرار يقعد فوقهم
* وينام من تحت العبيد ويوتى
*
299 - ابن الوحشي النحوي علي بن الحسن بن الوحشي النحوي الموصلي أبو الفتح قال السلفي أنشدني أبو الفرج هبة الله بن محمد بن المظفر بن الحداد الكاتب بثغر آمد قال أنشدني ابن الوحشي النحوي لنفسه (من البسيط)
* أبكي على الربع قد أقوى كأني من
* سكانه أو كأن ما زلت أعمره
*
* لا تلحني في بكائيه فساكنه
* لم ألقه هاجري يوما فأهجره
*
300 - ابن المقلة علي بن الحسن بن إسماعيل بن الحسن بن أحمد بن معروف بن جعفر ينتهي إلى عدنان أبو الحسن العبدري البصري يعرف بابن المقلة كان شيخا فاضلا له معرفة بالأدب والعروض وله تصانيف مات بالبصرة سنة تسع وتسعين وخمسمائة ومولده كان سنة أربع وعشرين وخمسمائة سمع بالبصرة جابر بن محمد الأنصاري وطلحة بن علي بن عمر المالكي وعلي بن عبد الله بن المبارك الواعظ وإبراهيم بن عطية الشافعي إمام الجامع بالبصرة وغيرهم وقرأ بالأدب على أبي علي بن الأحمر وأبي العباس ابن الحرير وأبي العز ابن أبي الدنيا وقدم بغداد مرارا وسمع من المبارك بن الحسن الشهرزوري وأبي الفضل محمد بن ناصر وأبي بكر الزاغوني وغيرهم خرج لنفسه فوائد عن شيوخه في عدة أجزاء
ومن شعره (من الخفيف)
* شيمتي أن أغض طرفي في الدار
* إذا ما دخلتها لصديق
*
* وأصون الحديث أودعه صوني
* سرى ولا أخون رفيقي
*
ومنه (من السريع)
* لا تسلك الطرق إذا أخطرت
* لو أنها تفضي إلى المملكة
*
* قد أنزل الله تعالى ولا
* تلقوا بأيديكم إلى التهلكة
*
213

301 - الحراني الحافظ علي بن الحسن بن علان الحراني الحافظ أبو الحسن مؤلف تاريخ الجزيرة كان ثقة حافظا نبيلا توفي سنة خمس وخمسين وثلاثمائة
302 - أبو الحسن المصري الشافعي علي بن الحسن بن خليل القاضي أبو الحسين المصري الفقيه الشافعي كان من كبار تلاميذ إسماعيل الحداد الفقيه توفي في سنة خمس عشرة وأربعمائة
303 - ابن ذودان علي بن الحسن بن علي بن ميمون أبو الحسن الربعي الدمشقي المقرئ الحافظ يعرف بابن أبي ذودان بفتح الذال المعجمة والواو الساكنة والدال المهملة وألف بعدها نون القرشي القرطبي كان يحفظ ألف حديث بأسانيدها من أحاديث ابن جوصا وغير الحديث لأبي عبيد توفي سنة ست وثلاثين وأربعمائة
304 - الفهري المالكي علي بن الحسن بن محمد بن العباس بن فهر الإمام أبو الحسن الفهري المصري المالكي صنف فضائل مالك وكان موجودا في حدود الأربعين والأربعمائة
305 - الخلعي الشافعي علي بن الحسن بن الحسين بن محمد القاضي أبو الحسن الموصي الأصل المصري الفقيه الشافعي المعروف بالخلعي ولد بمصر سنة خمس وأربعمائة وتوفي سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة سمع وحدث عنه الكبار
قال ابن بخيساه كنا ندخل عليه في مجلسه فنجده في الشتاء والصيف وعليه قميص واحد ووجهه في غاية الحسن لا يتغير من البرد ولا الحر فسألته عن ذلك وقلت يا سيدنا أنا لنكثر من الثياب في هذه الأيام وما يغني عنا ذلك من شدة البرد ونراك على حالة واحدة في الشتاء والصيف لا تزيد على قميص واحد فبالله يا سيدي أخبرني فتغير وجهه ودمعت عيناه ثم قال أتكتم علي ما أقول قلت نعم قال غشيتني حمى يوما
214

فنمت في تلك الليلة فهتف بي هاتف فناداني باسمي فقلت لبيك داعي الله فقال لا قل لبيك ربي الله ما تجد من الألم قلت إلهي وسيدي قد أخذت منى الحمى ما قد علمت فقال قد أمرتها أن تقلع عنك فقلت إلهي والبرد أيضا فقال قد أمرت البرد أيضا أن يقلع عنك فلا تجد ألم البرد ولا الحر قال فوالله لا أحس بما أنتم فيه من الحر ولا البرد
توفي بمصر في ذي الحجة وهو صاحب الخلعيات
سمع أبا الحسن الحوفي وأبا محمد بن النخاس وأبا الفتح العداس وأبا سعد الماليني وأبا القاسم الأهوازي وغيرهم ولي القضاء يوما واحدا واستعفى وانزوى بالقرافة وكان مسند مصر بعد الحبال وحدث عنه الحميدي وكنى عنه بالقرافي
وقال الحافظ السلفي كان أبو الحسن الخلعي إذا سمع عليه الحديث ختم مجلسه بهذا الدعاء وهو اللهم ما مننت به فتممه وما أنعمت به فلا تسلبه وما سترته فلا تهتكه وما علمته فاغفره
وكان بمصر يبيع الخلع لملوك مصر فنسب إليها وكان قد ولي قضاء فامية
306 - الوزير رئيس الرؤساء علي بن الحسن بن محمد بن عمر بن الرفيل بضم الراء وفتح الفاء وسكون الياء آخر الحروف وبعدها لام كذا وجدته مضبوطا الوزير أبو القاسم بالمعروف بن المسلمة رئيس الرؤساء استكتبه الخليفة القائم بأمر الله ثم استوزره ولقبه رئيس الرؤساء ورفع من قدره وكان من خيار الرؤساء والوزراء روى عنه الخطيب وكان خصيصا به
وقال كتبت عنه وكان ثقة
عظمه الخليفة إلى الغاية ولم يبق له ضد إلا البساسيري وأرسلان التركي ثم إن البساسيري خلع الخليفة وملك بغداد وخطب بها للمستنصر صاحب مصر وحبس رئيس الرؤساء ثم أخرجه وعليه جبة صوف وطرطور أحمر وفي رقبته مخنقة جلود وهو يقرأ
215

* (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) * الآية [آل عمران 26] وهو يرددها وطيف به على جمل ثم نصب له خشبى بباب خراسان
وخيط عليه جلد ثور سلخ في الحال وعلق في كلابان من حديد وعلق على الخشبة حيا ولبث يضرب إلى آخر النهار ومات رحمه الله تعالى سنة خمسين وأربعمائة
307 - فخر الدولة بن بويه علي بن الحسن الملك فخر الدولة أبو الحسن ابن الملك ركن الدولة بن بويه صاحب الري ونواحيها توفي في شعبان سنة سبع وثمانين وثلاثمائة دخل إليه جماعة من الشعراء يوم يوروز وكان فيهم شاعر يعرف بالنصيري فقال أمهلوني أن أقول بيتا واحدا فقال له فخر الدولة هات فقال (من البسيط)
* أم الإمارة أم جمة الولد
* لكن بمثلك لم تحبل ولم تلد
*
فأجزل فخر الدولة صلته وكان يوما ببغداد فرفع إليه بعض الشعراء قصة قال فيها إن فلانا ذواتيك يملك ألف دينار فلما وقف عليها قال فقط ولو ملك ألف ألف دينار لكان قليلا لمثله ثم قلب القصة وكتب على ظهرها السعادة قبيحة وان كانت صحيحة فإن كنت أقمتها مقام النصح فخسرانك فيها من الربح ولولا أنك في خفارة شيبك لعاملتك بما تستحقه ليرتدع أمثالك
308 - ابن الماسح الشافعي علي بن الحسن بن الحسن بن أحمد أبو القاسم بن أبي الفضائل الكلابي الدمشقي الفقيه الشافعي الفرضي النحوي المعروف بجمال الأئمة ابن الماسح كان من علماء دمشق الكبار وكان الاعتماد عليه في الفتوى وقسمة الأرضين
سمع أباه وأبا الوحش سبيع بن قيراط وعليه قرأ وعلى غيره لابن عامر وسمع أبا تراب حيدة وعبد المنعم بن الغمر وغيرهم وتفقه على جمال الإسلام السلمي ونصر الله المصيصي وكانت له حلقة كبيرة بالجامع يقرئ فيها القرآن والفقه والنحو وكان معيدا لجمال الإسلام في الأمينية ودرس بالمجاهدية وكان حريصا على الإفادة روى عنه أبو المواهب وأبو القاسم ابنا صصرى وجماعة وحدث بكتاب الوجيز للأهوازي في القراءات عن أبي سبيع عنه وتوفي سنة اثنتين وستين وخمسمائة
309 - الحافظ بن عساكر الشافعي علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن
216

الحسين الحافظ الكبير الأمام أبو القاسم ثقة الدين ابن عساكر الدمشقي الشافعي صاحب تاريخ دمشق أحد أعلام الحديث ولد مستهل سنة تسع وتسعين وأربعمائة وتوفي في الحادي عشر من شهر رجب سنة إحدى وسبعين وخمسمائة عاش اثنتين وسبعين سنة وستة أشهر وعشرة أيام وحضر جنازته بالميدان الملك الناصر صلاح الدين يوسف قال العماد وكان الغيث احتبس في هذه السنة فدر عندما رفعت جنازته فكأن السماء بكت عليه بدمع وبلها وطشه أخوه الصائن هبة الله سنة خمس وخمسمائة وسمع هو بنفسه الكثير ورحل وطوف البلاد إلى خراسان بقي في رحلته أربع سنين وعدة شيوخه ألف وثلاثمائة شيخ وثمانون امرأة ونيف وحدث بأصبهان وخراسان وبغداد وسمع منه الكبار ممن هو أسن منه ورحل إلى العراق سنة عشرين وخمسمائة وحج سنة إحدى وعشرين وسمع بمكة ومنى والمدينة والكوفة وأصبهان القديمة واليهودية ومرو الشاهجان ونيسابور وهراة وسرخس وأبيورد وطوس وبسطام والري وزنجان وبلادا كثيرة بالعراق وخراسان والجزيرة والشام والحجاز
وروى عنه أبو سعد السمعاني فأكثر وروى هو عنه وسمع ببغداد الدرس بالنظامية وعلق مسائل الخلاف على الشيخ أبي سعد إسماعيل بن أبي صالح الكرمان وانتفع بصحبة جده أبي الفضل في النحو وجمع وصنف
فمن ذلك كتاب تاريخ دمشق وأخبارها وأخبار من حلها أو وردها في خمسمائة وسعبين جزءا من تجزئة الأصل والنسخة الجديدة ثمانمائة جزء
قال ابن خلكان قال لي شيخنا العلامة زكي الدين أبو محمد عبد العظيم المنذري حافظ مصر رحمه الله تعالى وقد جرى ذكر هذا التاريخ وأخرج لي منه مجلدا وطال الحديث في أمره واستعظامه ما أظن هذا الرجل إلا أنه عزم على وضع هذا التاريخ من يوم عقل على نفسه وشرع في الجمع من ذلك الوقت وإلا فالعمر يقصر عن أن يجمع الإنسان فيه مثل هذا الكتاب بعد الاشتغال والتنبه ولقد قال الحق ومن وقف عليه عرف حقيقة هذا القول ومتى يتسع للإنسان الوقت حتى يضع مثله وهذا الذي ظهر هو الذي اختاره وما صح له هذا إلا بعد مسودات ما يكاد ينضبط حصرها
217

وكتاب الموافقات على شيوخ الأئمة الثقات اثنان وسبعون جزءا كتاب الإشراف على معرفة الأطراف ثمانية وأربعون جزءا كتاب عوالي مالك أحد وثلاثون جزءا والتالي لحديث مالك العالي تسعة عشر جزءا كتاب مجموع الرغائب مما وقع من أحاديث مالك من الغرائب عشرة أجزاء كتاب المعجم لمن سمع منه أو أجاز له اثنا عشر جزءا كتاب من سمع منه النسوان جزء كتاب معجم أسماء القرى والأمصار التي سمع بها جزء كتاب مناقب الشبان خمسة عشر جزءا كتاب فضل أصحاب الحديث أحد عشر جزءا كتاب تبيين كذب المفتري على أبي الحسن الأشعري عشرة أجزاء كتاب المسلسلات عشرة أجزاء كتاب تشريف يوم الجمعة سبعة أجزاء كتاب المستفيد في الأحاديث السباعية الأسانيد سبعة أجزاء وكتاب تجريد السباعية أربعة أجزاء كتاب السداسيات جزء واحد كتاب الخماسيات وأخبار ابن أبي الدنيا جزء واحد كتاب تقوية المنه على إنشاء دار السنة ثلاثة أجزاء كتاب الأحاديث المتخيرة في فضائل العشرة جزءان كتاب من وافقت كنيته كنية زوجته أربعة أجزاء كتاب الأربعين الطوال ثلاثة أجزاء كتاب أربعين حديثا عن أربعين شيخا من أربعين مدينة جزءان كتاب الجواهر واللآلي في الأبدال والعوالي ثلاثة أجزاء كتاب فضل عاشوراء ثلاثة أجزاء كتاب الاعتزاز بالهجة جزء كتاب المقالة الفاضحة للرسالة الواضحة جزء ضخم كتاب دفع التخليط عن حديث الأطيط جزء كتاب الجواب المبسوط لمن أنكر حديث الهبوط جزء واحد كتاب القول في جملة الأسانيد في حديث المؤيد ثلاثة أجزاء كتاب طرق حديث عبد الله بن عمرو جزء كتاب من لا يكون مؤتمنا لا يكون مؤذنا جزء كتاب ذكر البيان عن فضل كتابة القرآن جزء واحد كتاب رفع التثريب على من فسر معنى التثويب جزء كتاب فضل الكرم على أهل الحرم جزء كتاب الاقتداء بالصادق في حفر الخندق جزء كتاب الإنذار بحدوث الزلازل كتاب ثواب الصبر على المصاب بالولد جزءان كتاب معنى قول عثمان ما تعنيت ولا عنيت جزء كتاب ترتيب الصاحبة الذي في مسند أحمد جزء
كتاب مسلسل العيدين جزء كتاب حلول المحنة بحصول الأبنة جزء كتاب ترتيب الصحابة الذين في مسند أبي يعلى جزء كتاب معجم الشيوخ النبلاء جزء كتاب أخبار
218

الأوزاعي وفضائله جزء كتاب ما وقع من العوالي للأوزاعي جزء كتاب أخبار أبي محمد سعيد بن عبد العزيز وعواليه جزء كتاب عوالي سفيان الثوري وخبره أربعة أجزاء كتاب إجابة السؤال في أحاديث شعبة جزء كتاب روايات ساكني داريا ستة أجزاء كتاب من نزل المزة وحدث بها جزء كتاب أحاديث جماعة من كفر سوسية جزء كتاب أحاديث صنعاء الشام جزءان كتاب أحاديث أبي الأشعث الصنعاني ثلاثة أجزاء كتاب أحاديث حيس والمطعم وحفص الصنعانيين جزء كتاب فضل الربوة والنيرب ومن حدث بها جزء كتاب حديث أهل قرية الحمريين وقنينية جزء كتاب حديث أهل قرية البلاط جزء كتاب حديث سلمة بن علي الحسني البلاطي جزءان ومن حديث بسرة بن صفوان وابنه وابن ابنه جزء ومن حديث سعد بن عبادة جزء ومن حديث أهل زيد بن وجرين جزء ومن حديث أهل بيت سواي جزء ومن حديث دومة ومسرابا والقصر جزء ومن حديث جماعة من أهل حرستا ومن حديث أهل كفر بطنا جزء ومن حديث أهل دقانية وحجيرا وعين توما وجديا وطراميس جزء وجزء قرئ بقرية يقعوبا ومن حديث أبي عون الحريري جزء ومن حديث جماعة من أهل جوبر جزء ومن حديث جماعة من أهل بيت لهيا جزء ومن حديث يحيى بن حمزة البتلهي وعواليه جزء ومجموع من حديث محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي البلتلهي جزءان وفضائل مقام إبراهيم و من حديث أهل بزرة جزء ومن حديث أبي بكر محمد بن رزق الله المنيني القارئ جزء ومجموع من أحاديث جماعة من أهل بعلبك جزءان قال ولده أبو محمد القاسم بن علي وأملى أربع مائة مجلس وثمانية مجالس في فن واحد وخرج لشيخه غالب ابن البناء أحد عشر مشيخة ومشيخة لشيخه أبي المعالي عبد الله بن أحمد الحلواني الأصولي في جزأين وجمع أربعين حديثا مساواة للإمام أبي عبد الله القراوي في جزء ومصافحة لأبي سعد السمعاني أربعين حديثا في جزء وخرج لشيخه أبي الحسن السلمي سبعة مجالس وتكلم عليه وآخر ما صنف تكميل الإنصاف والعدل بتعجل الإسعاف بالعزل جزء وكتاب ذكر ما وجده في سماعي مما يلتحق بالجزء الرباعي وله كتاب الإبدال ولو تم كان مئتي جزء وكتاب فضل الجهاد ومسند مكحول وأبي حنيفة وكتاب فضل الجهاد ومسند مكحول وأبي حنيفة وكتاب فضل مكة وكتاب فضل المدينة وكتاب فضائل البيت المقدس وكتاب فضل قريش وأهل البيت
219

والأشعريين وذم الرافضة وكتاب كبير في الصفات وأشياء غير ذلك يبلغ عدتها أربعين مصنفا ولما أملى رحمه الله تعالى في فضائل الصديق رضي الله عنه سبعة مجالس ثم إنه قطعها بإملاء مجالس في ذم اليهود وتخليدهم في النار جاء إليه أبو علي بن رواحة فقال له قد رأيت الصديق في النوم وهو راكب على راحلة فقلت له يا خليفة رسول الله قد أملى علينا الحافظ أبو القاسم سبعة مجالس في فضائلك فأشار إلي بأصابعه الأربع فقال له الحافظ أبو القاسم قد بقي عند مما خرجته ولم أمله أربعة مجالس فأملاها ثم أملى في كل واحد من الخلفاء أحد عشر مجلسا وكان يقول إن والدي رأى في منامه وأنا حمل رؤيا وقائل يقول له يولد لك مولود يحيى الله به السنة وكان البغداديون يسمونه شعلة لذكائه
قال الشيخ شمس الدين وهو مع جلالته وحفظه يروى الأحاديث الواهية والموضوعة ولا يبينها وكذا عامة الحفاظ الذي بعد القرون الثلاثة إلا من شاء ربك فليسألنهم ربك عن ذلك وأي فائدة لمعرفة الرجال والمصنفات والتاريخ والجرح والتعديل إلا كشف الحديث المكذوب وهتكه
قلت ومن شعره (من الوافر)
* ألا إن الحديث أجل علم
* وأشرفه الأحاديث العوالي
*
* وأنفع كل نوع منه عندي
* وأحسنه الفوائد والأمالي
*
* وإنك لن ترى للعلم شيئا
* يحققه كأفواه الرجال
*
* فكن يا صاح ذا حرص عليه
* وخذه عن الرجال بلا ملال
*
* ولا تأخذه من صحف فترمى
* من التصحيف بالداء العضال
*
ومنه (من المتقارب)
* أيا نفس ويحك جاء المشيب
* فماذا التصابي وماذا الغزل
*
* تولى شبابي كأن لم يكن
* وجاء مشيبي كأن لم يزل
*
* كأني بنفسي في غرة
* وخطب المنون بها قد نزل
*
* فيا ليت شعري ممن أكون
* وما قدر الله لي في الأزل
*
220

قال ابن خلكان البيت الثاني هو بيت العكوك بن جلبة وهو قوله (من مجزوء المتقارب)
* شاب كأن لم يكن
* وشيب كأن لم يزل
*
قال السمعاني أنشدني لنفسه ببغداد (من البسيط)
* وصاحب خان ما استودعته وأتى
* ما لا يليق بأرباب الديانات
*
* وأظهر السر مختارا بلا سبب
* وذاك والله من أوفى الخيانات
*
* أما أتاه عن المختار في خبر
* أن المجالس تغشى بالأمانات
*
قال وأنشدني لنفسه بنيسابور (من البسيط)
* لا قدس الله نيسابور من بلد
* ما فيه من صاحب يسلي ولا سكن
*
* لولا الجحيم الذي في القلب من حرق
* لفرقة الأهل والأحباب والوطن
*
* لمت من شدة البرد الذي ظهرت
* آيات شدته في ظاهر البدن
*
* يا قوم دوموا على عهد الهوى وثقوا
* أني على العهد لم أغدر ولم أخن
*
* ولا تدبرت عيشي بعد بعدكم
* إلا تمثلت بيتا قيل من زمن
*
* فإن أعش فلعل الله يجمعنا
* وإن أمت فقتيل الشوق والحزن
*
ولما مات الحافظ ثقة الدين ابن عساكر رحمه الله تعالى رثاه جماعة من الشعراء منهم فتيان الشاعر المعلم بقوله (من الخفيف)
* أي ركن وهى من العلماء
* أي نجم هوى من العلياء
* 5 (إن رزء الإسلام بالحافظ العالم
* أمسى من أعظم الأرزاء
*
* أقفرت بعده ربوع الأحاديث
* وأقوت معالم الأنباء
*
* كان ناديه كالرياض إذا ما
* ضحك النور من بكا الأنداء
*
* كان بحرا من عام فيه حباه
* باللآلئ الأنيقة الآلاء
*
* يا لها من مصيبة هي صما
* لم يحد سهمها عن الأصماء
*
* هدمت ثروة المعالي ودارت
* حبل المجد في ثرى الغبراء
*
221

* فلقد قرت الأعادي عيونا
* طالما أغضيت علا الأقذاء
*
* كم به جرع العدو زعافا
* من أفاويق البؤس والبأساء
*
* من يكن شامتا فللموت بأس
* ليس يثنى بالعزة القعساء
*
* من يمت فليمت ممات أبي القاسم
* عن عفة وطيب ثناء
*
* يا أبا عذر كل معنى دقيق
* جل كالدرة العذراء
*
* صبرنا يا ابن نجدة العلم أمسى
* عنك مستصعبا شديد الإباء
*
* علماء البلاد حلت حباها
* لك يا من عم الورى بالحباء
*
* فعليك السلام ما لاح وجه الصبح
* من تحت الطرة السوداء
*
* وعلى التربة التي غيت فيها
* كل جون وديمة هطلاء
*
310 - ابن زهرة النقيب الحلبي علي بن الحسن بن زهرة بن الحسن بن زهرة بن علي بن محمد الشريف أبو الحسن العلوي الحسيني الإسحاقي الحلبي النقيب روى عنه الدمياطي وغيره ولي نقابة الأشراف وترسل عن صاحب حلب إلى بغداد وغيرها وتوفي سنة ستة وخمسين وستمائة وهو من بيت تشيع
311 - فخر الدين ابن الباقلاني علي بن الحسن بن معالي الأديب فخر الدين ابن الباقلاني البغدادي الشاعر عاش اثنتين وثمانين سنة وتوفي سنة ثلاث وثمانين وستمائة
ومن شعره
312 - البلخي والحنفي علي بن الحسن بن محمد أبو الحسن البلخي الحنفي سمع بما وراء النهر ومكة من جماعة وتفقه على جماعة ووعظ بدمشق ودرس بالصادرية وتفقه عليه جماعة وجعلت له دار الأمير طرخان مدرسة وقامت عليه الحنابلة لأنه نال منهم واليه تنسب المدرسة البلخية داخل الصادرية بدمشق
توفي سنة ثمان وأربعين وخمسمائة
313 - ابن دينار علي بن الحسن بن شقيق بن دينار روى عنه البخاري وروى
222

مسلم والأربعة عن رجل عنه وأحمد بن حنبل وابن معين وتوفي سنة خمس عشرة ومائتين
314 - العبدري البصري علي بن الحسن بن إسماعيل أبو الحسن العبدري من عبد القيس ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة بالبصرة وتوفي رحمه الله تعالى سنة تسع وتسعين وخمسمائة وكان قد برع في علم الأدب والترسل وسمع من ابن ناصر وطبقته وتوفي بالبصرة في شعبان من السنة المذكورة
ومن شعره (من السريع)
* لا تسلك الطرق إذا أخطرت
* لو أنها تفضي إلى المملكة
*
* قد أنزل الله تعالى ولا
* تلقوا بأيديكم إلى التهلكة
*
315 - الحريري كبير الطائفة علي بن أبي الحسن بن منصور الشيخ أبو الحسن أبو محمد الحريري قال الشيخ شمس الدين شيخ الطائفة الحريرية أولى الطيبة والسماعات والشاهد كان له شأن عجيب ونبأ غريب وهو حوراني ومن عشيرة يقال لها بنو الرمان ولد بقرية بسر وقدم دمشقا صبيا ونشأ بها وذكر انه هو من قوم يعرفون ببني قرقر وكانت أمه دمشقية من ذرية الأمير قرواش بن المسيب العقيلي وكان خاله صاحب دكان في الصاغة
توفي والده وهو صغير ونشأ هو في حجر عمه وتعلم صناعة العتابي وبرع فيها حتى فاق الأقران ثم صحب الشيخ أبا علي المغربل خادم الشيخ رسلان قال الحافظ سيف الدين ابن المجد علي الحريري وطئ أرض الجبل ولم يكن يمكنه المقام به والحمد لله
كان من أفتن شئ وأضره على الإسلام تظهر منه الزندقة والاستهزاء بأوامر الشرع ونواهيه وبلغني من الثقات به أشياء يستعظم ذكرها من الزندقة والجرأة على الله تعالى وكان مستخفا بأمر الصلاة وانتهاك الحرمات ثم قال حدثني رجل أن شخصا دخل الحمام فرأى الحريري ومعه فيه صبيان حسان بلا ميازر فجاء إليه وقال ما هذا فقال
كأن ليس سوى هذا وأشار إلى أحدهم تمدد على وجهك فتمدد فتركه الرجل
223

وخرج هاربا مما رأى
قال الشيخ شمسا الدين في جزء مجموع من كلامه متداول بين أصحابه قال إذا دخل مريدي بلد الروم فتنصر وأكل لحم الخنزير وشرب الخمر كان في شغلي وسأله رجل أي الطرقات أقرب إلى الله حتى أسير فيه فقال اترك السير وقد وصلت
قال وهذا مثل قول التلمساني (من الكامل)
* فلسوف تعلم أن سيرك لم يكن
* إلا إليك إذا بلغت المنزلا
*
وقال لأصحابه بايعوني على أن تموت يهود ونحشر إلى النار حتى لا يصاحبني أحد لعله
وقال ما يحسن بالفقير أن ينهزم من شئ وإذا خاف من شئ قصده وقال لو قدم علي من قتل ولدي وهو بذلك طيب كنت أطيب منه
ومن شعره في الجزء المذكور
* أمرد يقدم مداسي أخير من رضوانكم
* فحبه عندي أحسن من الولدان
*
* قالوا ما أنت تدعى صالح دع عنك هذى
* الخندقة قلت السماع يصلح لي بالشمع والمردان
*
* ما أعرف لآدم طاعة إلا سجود الملائكة
* وما أعرف آدم عصى الله يعظم الرحمان
*
* إن كنت تقدم وإن كنت رماح انتبه
* وإن كنت حشو المخدة اخرج ورد الباب
*
* أود أشتهي قبل موتي أعشق ولو صورة
* حجرانا مشكل محير والعشق بي مشغول
*
ومن شعره (من الدوبيت)
* كم تعتبني بصحبة الأجساد
* كم تسهرني بلذة الميعاد
*
* جد لي بمدامة تقوى رمقي
* والجنة جد بها على الزهاد
*
وكان يلبس الطويل والقصير والمدورة والمفرج والأبيض والأسود والعمامة والمئزر والقلنسوة وحدها وثوب المرأة والمطرز والملون
وذكر بهاء الدين يوسف بن أحمد بن العجمي بن الصاحب مجد الدين بن العديم حدثه عن أبيه قال كنت أكره الحريري وطريقه فاتفق أني حججت وحج في الركب ومعه جماعة ومردان فأحرموا وبقوا يبدو منهم في الإحرام أمور منكرة فحضرت يوما عند أمير الحاج فجاء الحريري فاتفق حضور إنسان بعلبكي وأحضر بملاعق ففرق علينا كل واحد
224

ملعقتين وأعطى الشيخ على الحريري واحدة فأعطاه الجماعة ملاعقهم تكرمة له وأما أنا فلم أعطه ملعقتي فقال لي يا كمال الدين مالك لا توافق الجماعة فقلت ما أعطيك شيئا فقال الساعة نكسرك أو نحو هذا قال والملعقتان على ركبتي فنظرت إليهما وإذا بهما قد تكسرتا شقفتين فقلت ومع هذا فما أرجع عن أمري فيك وهذا من الشيطان أو
قال هذا حال شيطاني
وذكر النسابة في تعاليقه قال وفي سنة ثمان وعشرين وستمائة أمر الصالح بطلب الحريري واعتقاله فهرب إلى بسر وسببه أن ابن الصلاح وابن عبد السلام وابن الحاجب أفتوا بقتله لما اشتهر عنه من الإباحة وقذف الأنبياء والفسق وترك الصلاة
وقال الملك الصالح أخو السلطان أعرف منه أكثر من هذا وسجن الوالي جماعة من أصحابه وتبرأ منه أصحابه وشتموه ثم طلب وحبس بعزتا فجعل أناس يترددون إليه فأنكر الفقهاء وسألوا الوزير ابن مرزوق أن يعمل الواجب فيه وإلا قتلناه نحن وكان ابن الصلاح يدعو عليه في أثناء كل صلاة بالجامع جهرا وكتب جماعة من أصحابه غير شخص بالبراءة منه ولما مات سنة خمس وأربعين وستمائة سن أصحابه المحيا في شهر رمضان كل ليلة سبع وعشرين وهي من ليالي القدر فيحيون تلك الليلة الشريفة بالدقوق والشبابات والملاح والرقص إلى السحر وفي ذلك يقول الوداعي ومن خطه نقلت (من المجتث)
* حاز الحريري فضلا
* لميت ما تهيا
*
* في كل ليلة قدر
* يرى له الناس محيا
*
ورثاه نجم الدين ابن إسرائيل بقصيدته التي سارت وهي (من الكامل)
* خطب كما شاء الإله جليل
* ذهلت لديه بصائر وعقول
*
* ومصيبة كسفت لها شمس العلا
* وهفا ببدر المكرمات أفول
*
* وتنكرت سبل المعارف واغتدت
* غفلا وأفقر ربعها المأهول
*
* وكبا زناد المجد وانفصمت عرى العلياء
* واغتال الفضائل غول
*
* ومضت باشبة كل شيء وانقضت
* فالوقت قبض والزمان عليل
*
* وعلى ملاحات الوجود سماحة
* وخفيف ظل الكائنات ثقيل
*
* والروض أغبر والمياه مؤجن
* ومعاطف الأغصان ليس تميل
*
225

* والسمع والألحان لا نور ولا
* طرب وليس على الشهود قبول
*
* خطب ألم بكل قطر بغتة
* كانت له شم الجبال تزول
*
* فعلى المعالي والعلوم كآبة
* وعلى الحقائق ذلة وحمول
*
* ولدى المعارف والإرادة فترة
* والعزم من أربابه مجهول
*
* والسالكون سطت عليهم حيرة
* وغوى بهم نهج وخلل سبيل
*
* والعارفون تنكرت أحوالهم
* فحجاب عين قلوبهم مسدول
*
* ودنان خمر الحب قد ختمت وباب
* الحان مهجور القنا مهلول
*
* بحر المعاني غاض بعد طموه
* جبل المعالي أنقاض وهو مهيل
*
* علم الهدى سم العديى غيث الندى
* ليث الردى مولى الورى المأمول
*
* ما كنت أعلم والحوادث جمة
* والناس فيهم عالم وجهول
*
* إن الدجى لبس الحداد مرقعا
* لمصابه قدما وذاك قليل
*
* أو أن صوب المزن حين همى على
* عفر الثرى دمع عليه يسيل
*
* أو أن صوت الرعد حنة فاقد
* فقد العلا فله عليه عويل
*
* أو أن قلب البرق يخفق روعة
* لسماع ما ناعي علاه يقول
*
* أإمامنا يا أوحد العصر الذي
* ما إن له فيمن نراه عديل
*
* يا سيدا ملك القلوب فكلها
* عن حق طاعة أمره مسؤول
*
* من يبرد المهج الحرار ومن لها
* ببلوغ آمال الوصال كفيل
*
* أمن يدل السالكين إلى حمى
* ليلى وقد ضل السبيل دليل
*
* أمن يرى الخطر العظيم غنيمة
* ويحل وسط حماه وهو مهول
*
* أمن يقول الحق لا متخوفا
* حيث النفوس على السيوف تسيل
*
* أمن يجود على النفوس بقهوة
* فتميل طلوع سطاه حيث يميل
*
* أمن يرى الأشياء في ميدانه
* شيئا فلا نقص ولا تفضيل
*
* أمن يحل المشكلات بلفظة
* يرمى بها المعقول والمنقول
*
* أمن يفي بضمان حان مدامة
* حبل النجاة بدنها موصول
*
226

* أمن يبيح المفلسين سلافها
* ويحول بين دنانها ويصول
*
* أمن يهيم بالجمال صبابة
* فكأنما نمارث الجبال جميل
*
* يصبوا إليه قلب من هو عند أرباب
* القلوب معشق مقبول
*
* من كل فتاك اللواحظ ما رنا
* إلا تشحط في الدماء قتيل
*
* نشوان عسال المعاطف فاتر
* أجفان خمر رضا به معسول
*
* يهواه لا يصغي لقول مفند
* أبدا ولا يثنيه عنه عذول
*
* وغريرة الألحاظ ناعمة الصبا
* ريا الإزار وخصرها مهزول
*
* حوراء مائسة المعاطف طرفها
* سيف على عشاقها مسلول
*
* سجدت إليها دمية في دمنة
* كما استبان بروحها التقبيل
*
* كل يهيم بحبه وكذاك من
* ملك الإرادة أمره المفعول
*
* مولاي دعة من دهته مصيبة
* غطت عليه فعقله معقول
*
* مالي أرى منك حيا باقيا
* لو لم يخنى ذهني المخبول
*
* حاشى علاك من الممات وإنما
* هي نقلة فيها المنى والسول
*
* ناداك من أحببته فأجبته
* وأتاك منه بالقبول رسول
*
* وحننت نحو حماك حنة صادق
* لم يقتطعه عن حماك بديل
*
* فخلعت هيكلك السعيد مطهرا
* تبدو عليه نظرة وقبول
*
* جسد علا وحلا وخف كأنما
* قد ضمن منه الحامل المحمول
*
* لم يستفد بالماء وغسلا إنما الماء
* الطهور بغسله مغسول
*
* وكذاك ما نقل الأنام سريره
* لو لم يسر بالناقل المنقول
*
* والأرض لو لم تتخذها تربة
* لعلاه أوشك أنها ستزول
*
* وغدوت تحترق السماوات العلا
* وأمامك التكبير والتهليل
*
* حتى حللت محلك الأعلى الذي
* ما بعده بعد ولا تحويل
*
* فهناك عرس للوصال مجدد
* وسعادة تبقى وليس تزول
*
* وليهن من والاك ما أوليته
* من أنعم لم يحوها التحصيل
*
227

* غادرتنا في نور هديك نغتدي
* ونروح لا خوف ولا تضليل
*
* وتركت فينا منك أخمارا بهم
* تسمو على من رابنا ونطول
*
* ولنا رضاع منك ثم رضاعهم
* فهم شموس مالهن أفول
*
* بلغوا أشدهم لديك فأصبحوا
* وعليهم من بيننا التعويل
*
* ومقصرون عن الرضاع فصلتهم
* قبل الفصال فشاتهم معقول
*
* أطفال قصد في ضيافة قومهم
* والطف ليس يعيبه التطفيل
*
* أدنى التقي لك الوداد وربما
* أقصى القريب الجهل والتخييل
*
* والكل موعودون بالحسنى وما
* زرع سقاه ندى يديك محيلك
*
* أوليتنا فضلا ومجدا شامخا
* ما إن يحيط ببعضه التفصيل
*
* فجزاك عنا الله أفضل ما جزى
* مولى يبر عبيده وينيل
*
* خذها عجالة مسنت عبثت به
* نار الفراق فقلبه مشغول
*
* جاذبت فيها النظم ذهني برهة
* متوفقا لم أدر كيف أقول
*
* كانت على ما خيلت لامية
* بكرا يقر بفضلها المحصول
*
* وأطلتها ورأيت أني مقصر
* ومتى يحيط بوصفك التطويل
*
* جادت ثراك من السحائب ثرة
* وكفت دموع قد وكفن همول
*
* وغدت عليك صلاة ربك ما دجى
* ليل وضاء ضحى وآب أصيل
*
* وتعاهدتك تحية وكرامة
* منه يروح بها صبا وقبول
*
* وغدت علينا من حماك تحية
* وبحسبنا من تربك التقبيل
*
وفي الحرير يقول سيف الدين المشد (من الوافر)
* سمعت بأن خيركم علي
* حباه الله منه بالحبور
*
* إذا حضر السماع يتيه عجبا
* بما أوتيه من عزم الأمور
*
* فلا تولوه تعنيفا ولوما
* فما تدرون أسرار الصدور
*
* ومن ذا في السماع له مقام
* إذا سمعت مقامات الحريري
*
228

316 - الواسطي الشافعي علي بن الحسن بن أحمد الإمام الزاهد العابد علم الأولياء أبو الحسن الواسطي الشافعي
صحب الشيخ عز الدين الفاروثي وسمع من أمين الدين ابن عساكر وغيره وقرأ القرآن والفقه وأكثر من مطالعة العلم وحج وهو شاب ولازم الحج ستين عاما وجاور في بعض ذلك وكان منقطع القرين منجمعا عن الناس ذا حظ من تهجد وعبادة وتلاوة وصيام وله كشف وحال
توفي محرما ببدر وكان لا يقبل من كل أحد وكانت وفاته سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة
317 - ابن الجابي خطيب جامع جراح علي بن الحسن الإمام الخطيب ابن الجابي خطيب جامع جراح كان طيب الصوت بليغ الأداء يورد خطبا طوالا وله عمل كثير في الكيمياء زعم أنها صحت معه ويعترف بذلك جمع نحو أربعمائة دينار ثم أقبلت التتار فكابر وقعد في بيته في الجامع فدخل التتار عليه فكلمهم بالتركي فأخذوا ثيابه وفرسه ونحو ثلاثين قطر ميزا من زيت وعسل ومخللات ثم أتته فرقة أخرى وقالوا أين المال فتمسكن لهم فرأوا لا زوردا أن يوجروه به فصاح وحفر له عن ثلاثمائة دينار فأخذوا الذهب وعذبوه ثم هرب وتسلق من باب صغير فظفر به أناس وطالبوه مصادة وقاسى وبالا وفقرا
وتوفي سنة إحدى وسبعمائة وخطب بعده شرق الدين الفزاري إلى أن نقل إلى خطابه الجامع الأموي
318 - ابن عمرون علي بن الحسن بن علي بن أبي نصر علاء الدين بن عمرون تقدم ذكر أبيه الصدر شهاب الدين في مكانه
نشأ ولده وقد عدم ما كان لولده من الدنيا الواسعة واشتغل بكتابة الحساب وولي الزكاة ثم الوكالة وغيرها وكان من عقلاء الناس وتوفي بدمشق رحمه الله تعالى سنة ستة وسبعمائة
229

319 - شيخ خانقاه كريم الدين علي بن الحسن بن علي الشيخ نور الدين أبو الحسن الأرموي الشافعي شيخ خانقاه القاضي كريم الدين مولده سنة اثنتين أو ثلاث وخمسين وستمائة بأقصرا
سمع من الفخر ابن البخاري وغيره وأجاز لي بخطه سنة ثمان وعشرين وسبعمائة بالقاهرة
320 - نور الدين بن الأفضل علي بن الحسن بن علي الأمير نور الدين ابن الأمير بدر الدين حسن بن الأفضل هو ابن أخي الملك المؤيد إسماعيل بن علي صاحب حماة تقدم تمام نسبه في ترجمة الملك المؤيد جاء بعد الفخري إلى دمشق أمير طلبخاناه وأقام بدمشق واشترى دارا بدغدي شقير التي عند مأذنة فيروز من أمير علي بن بيبرس الحاجب وهي دار عظيمة وبها بحرة واسعة متسعة ولم ين بداخل دمشق أكبر منها وعمر بها الأمير نور الدين المذكور قبة مليحة إلى الغاية وكانت له أملاك وسعادة وإقطاع جيد وعند جواري جنكيات فانقصف وتوفي رحمه الله تعالى في عاشر صفر سنة تسع وأربعين وسبعمائة وعمره تقديرا أربع وعشرون سنة وكان يعرج قليلا إلا أنه شكل حسن
321 - زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أبو الحسن وقيل أبو محمد زين العابدين روى عن أبيه وعمه وابن عباس وعائشة وأبي هريرة وجابر ومسور بن مخرمة وأم سلمة وصفية أم المؤمنين وسعيد بن المسيب حضر مصرع والده الشهيد بكربلاء قدم إلى دمشق ومسجده بها معروف بالجامع
ولد سنة ثلاث وثلاثين توفي سنة أربع وتسعين للهجرة أمه غزالة سندية وقيل سلافة بنت يزدجرد قال الزمخشري في ربيع الأبرار لما أتى الصحابة بسبي فارس إلى المدينة في خلافة عمر رضي الله عنه كان فيهم ثلاث بنات ليزذجرد فباعوا السبايا وأمر عمر ببيع بنات يزدجر أيضا فقال له علي إن بنات الملوك لا يعاملن معاملة غيرهن من بنات السوقة قال كيف الطريق إلى العمل معهن قال يقومن ومهما بلغ ثمنهن قام به من يختارهن فقومن وأخذهن علي بن أبي طالب فدفع واحدة إلى عبد الله بن عمر وأخرى لولده الحسين وأخرى لمحمد بن أبي بكر الصديق وكان ربييه فأولدها
230

عبد الله ابنه سالما وأولد الحسين زين العابدين وأولد محمد القاسم فهؤلاء الثلاثة أولاد خالة وكان أهل المدينة يكرهون اتخاذ الأمهات الأولاد حتى نشأ فيهم زين العابدين
والسم بن عبد الله والقاسم بن محمد ففاقوا أهل المدينة فرغب الناس في السراري وكان زين العابدين كثير البر بأمه ولم يكن يأكل معها في صحفه فقيل له في ذلك فقال أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها وكان يقال له ابن الخيرتين لقوله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى من عباده خيرتان فخيرته من العرب قريش وخيرته من العجم فارس
وأخوه علي الأكبر قتل مع أبيه الحسين وكان زين العابدين من أحسن أهل بيته طاعة وأحبهم إلى مروان والى عبد الملك وكان من دعائه اللهم لا تكلني إلى نفسي فأعجز عنها ولا تكلني إلى المخلوقين فيضيعوني
وكان يبجل فلما مات وجدوه يعول مائة أهل بيت من أهل المدينة وكان إذا قام إلى الصلاة أخذته الرعدة ولا عقب للحسين إلا من زين العابدين
وهو أحد الأئمة الاثني عشر وكان من سادات التابعين وروى له الجماعة
322 - الشريف المرتضى علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موس بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو القاسم المرتضى علم الهدى نقيب العلويين أخو الشريف الرضى ولد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة وتوفي سنة ست وثلاثين وأربعمائة كان فاضلا ماهرا أديبا متكلما له مصنفات جمة على مذهب الشيعة
قال الخطيب كتبت عنه وكان رأسا في الاعتزال كثير الاطلاع والجدل
قال ابن حزم في الملل والنحل ومن قول الإمامية كلها قديما وحديثا أن القران مبدل زيد فيه ونقص منه حاشى علي بن الحسين بن موسى وكان اماميا فيه تظاهر بالاعتزال ومع ذلك فإنه كان ينكر هذا القول وكفر من قاله وكذلك صاحباه أبو يعلى الطوسي وأبو القاسم الرازي وقد اختلف في كتاب نهج البلاغة هل هو وضعه أو وضع أخيه الرضى وحكى عنه ابن برهان النحوي إنه سمعه ووجهه إلى الحائط يعاتب نفسه ويقول أبو بكر وعمر وليا واسترحما فرحما فأنا أقول ارتدا بعد أن أسلما قال فقمت وخرجت فما بلغت عتبة الباب حتى سمعت الزعقة عليه وكان ابن برهان قد دخل عليه في مرضه الذي مات فيه رحمه الله تعالى وكان يدخل عليه من أملاكه في كل
231

سنة سبعة وعشرون ألف دينار
قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي دخلت على ألكيا أبي الحسين يحيى بن الحسين العلوي الزيدي وكان من نبلاء أهل البيت ومن المحمودين في صناعة الحديث وغيره من الأصول والفروع فذكر بين يديه يوما الإمامية فذكرهم أقبح ذكر وقال لو كانوا من الدواب لكانوا الحمير ولو كانوا من الطيور لكانوا الرخم وأطنب في ذمهم وبعد مدة دخلت على المرتضى وجرى ذكر الزيدية والصالحية أيهما خير فقال يا أبا الفضل تقول أيهما خير ولا تقول أيهما شر فتعجبت من إمامي الشيعة في وقتهما ومن قول كل واحد منهما في مذهب الآخر
فقلت قد كفيتما أهل السنة الوقيعة فيكما
قيل إن المرتضى اطلع يوما من روشنة فرأى المطرز الشاعر وقد انقطع شراك نعله وهو يصلحه فقال له فديت ركائبك أشار إلى قصيدته التي أولها (من الطويل)
* سرى مغرما ينتجع الركبا
* يسائل عن بدر الدجى الشرق والغربا
*
* على عذبات الجزع من ماء تغلب
* غزال يرى ماء القلوب له شربا
*
إلى قوله
* إذا لم تبلغني إليكم ركائبي
* فلا وردت ماء ولا رعت العشبا
*
فقال له المطرز مسرعا أتراها تشبه مجلسك وشربك وخلعك
أراد بذلك أبيات المرتضى وهي (من الخفيف)
* يا خليلي من ذؤابة قيس
* في التصابي مكارم الأخلاق
*
* غنياني بذكرهم تطرباني
* واسقياني دمعي بكأس دهاق
*
* وخذا النوم من جفوني فإني
* قد خلعت الكرى على العشاق
*
ومن تصانيفه كتاب الشافي في الإمامية وكتاب الملخص في الأصول لم يتممه كتاب الذخيرة في الأصول تام كتاب مجمل العلم والعمل كتاب الدرر والغرر وهو كثير الفوائد كتاب التنزيه كتاب المسائل الموصلية الأولى وكتاب المسائل الموصلية الثانية وكتاب المسائل الموصلية الثالثة كتاب المقنع في الغيبة كتاب مسائل الخلاف في الفقه لم يتم كتاب الاقتصار فيما انفردت به الإمامية كتاب مسائل مفردات في أصول الفقه كتاب المصباح في الفقه لم يتم كتاب المسائل الطرابلسية الأولى كتاب المسائل الطرابلسية الأخيرة كتاب المسائل الحلبية الأولى كتاب المسائل
232

الحلبية الأخيرة كتاب مسائل أهل مصر الأولى كتاب أهل مصر الثانية كتاب البرق كتاب طيف الخيال كتاب الشيب والشباب كتاب تتبع أبيات المعاني للمتنبي التي تكلم عليها ابن جنى كتاب النقض على ابن جني في الحكاية والمحكى كتاب تفسير قصيدة السيد كتاب قصر الروية وإبطال القول بالعدد كتاب الذريعة في أصول الفقه كتاب المسائل الصيداوية وله مسائل مفردة نحو مائة مسألة في فنون شتى
ومن شعره (من الكامل)
* وطرقنني وهنا بأجواز الربى
* وطروقهن على النوى تخييل
*
* في ليلة وافى بها متمنع
* ودنت بعيدات وجاد بخيل
*
* يا ليت زائرنا بفاحمة الدجى
* لم يأت إلا والصباح رسول
*
* فقليله وضح الدجى مستكثر
* وكثيره غبش الظلام قليل
*
* ما عابه وبه السرور زواله
* فجميع ما سر القلوب يزول
*
ومنه (من الطويل)
* وزارت وسادي في الظلام خريدة
* أراها الكرى عيني ولست أراها
*
* تمانع صبحا أن أراها بناظري
* وتبذل جنحا أن أقبل فاها
*
* ولما سرت لم تخش وهنا ضلالة
* ولا عرف العذال كيف سراها
*
* فماذا الذي من غير وعد أتى بها
* وماذا على بعد المزار هداها
*
* وقالوا عساها بعد زورة باطل
* تزور بلا ريب فقلت عساها
*
ومنه (من الطويل)
* تجاف عن الأعداء فربما
* كفيت فلم تجرح بناب ولا ظفر
*
* ولا تبر منهم كل عود تخافه
* فإن الأعادي ينبتون مع الدهر
*
ومنه (من مجزوء الكامل)
* بيني وبين عواذلي
* في الحب أطراف الرماح
*
* أنا خارجي في الهوى
* لا حكم إلا للملاح
*
233

ومنه (من المنسرح)
* مولاي يا بدر كل داجية
* خذ بيدي قد وقعت في اللجج
*
* حسنك ما تنقضى عجائبه
* كالبحر حدث عنه بلا حرج
*
* بحق من خط عارضيك ومن
* سلط سلطانها على المهج
*
* مد يديك الكريمتين معي
* ثم ادع لي من هواك بالفرج
*
ومنه (من الخفيف)
* قل لمن خده من اللحظ دام
* رق لي من جوانح فيك تدمي
*
* يا سقيم الجفون من غير سقم
* لا تلمني إن مت منهن سقما
*
* أنا خاطرت في هواك بقلب
* ركب البحر فيك أما وإما
*
قلت شعر جيد ولكن أين هذه الديباجة من ديباجة أخيه الرضى
آخر الجزء العشرين من كتاب الوافي بالوفيات يتلوه إن شاء الله تعالى علي بن الحسين بن علي أبو الحسن المسعودي
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
234

/ 1