شرح سنن النسائي (جزء 8) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح سنن النسائي (جزء 8) - نسخه متنی

عبد الرحمن بن ابی بکر سیوطی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

شرح سنن النسائي


جلال الدين السيوطي
الجزء: ٨
الوفاة: ٩١١
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه
كتاب القسامة
(ولا تصبر يميني) قال في النهاية اليمين المصبورة التي ألزم بها صاحبها وحبس عليها قيل لها
2

مصبورة وإن كان صاحبها في الحقيقة هو المصبور لأنه إنما صبر من أجلها أي حبس فوصفت
3

بالصبر وأضيفت إليه مجازا
4

(لحويصة ومحيصة) بتشديد الياء في الأشهر فيهما
6

(في فقير) بفاء ثم قاف هي البئر القليلة الماء
7

(يتشحط في دمه) أي يتخبط فيه ويضطرب ويتمرغ
9

(أدفعه إليكم برمته) بضم الراء هي قطعة حبل يشد بها الأسير والقاتل للقتل أو القصاص لئلا يهرب
12

(بنسعة) بكسر النون وسكون السين وفتح العين المهملتين سير مضفور يجعل زماما للبعير وغيره
13

(فإنه يبوء بإثمك وإثم صاحبك) أي يلتزمه ويرجع به قال النووي قيل معناه يتحمل
إثم المقتول لاتلافه مهجته وإثم الولي لكونه فجعه في أخيه ويكون قد أوحى إليه صلى الله
14

عليه وسلم بذلك في هذا الرجل خاصة ويحتمل أن معناه يكون عفوك عنه سببا لسقوط إثمك
وإثم أخيك والمراد إثمهما السابق بمعاص لهما متقدمة لا تعلق لها بهذا القائل فيكون معنى
يبوء يسقط وأطلق هذا اللفظ عليه مجازا (ان قتله فهو مثله) قال النووي الصحيح في تأويله أنه
مثله في أنه لا فضل ولا منة لأحدهما على الآخر لأنه يستوفى حقه منه بخلاف ما لو عفا عنه فإنه يكون
له الفضل والمنة وجزيل ثواب الآخرة وجميل الثناء في الدنيا وقيل فهو مثله في أنه قاتل وان
16

اختلفا في التحريم والإباحة لكنهما استويا في طاعتهما الغضب ومتابعة الهوى قال وإنما قال النبي
17

صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ الذي هو صادق فيه إيهاما لمقصود صحيح وهو التوصل إلى العفو
18

(المؤمنون تتكافأ دماؤهم) أي تتساوى في القصاص والديات (وهم يد على من سواهم)
19

أي هم مجتمعون على أعدائهم لا يسعهم التخاذل بل يعاون بعضهم بعضا على جميع الأديان
والملل كأنه جعل أيدهم يدا واحدة وفعلهم فعلا واحدا (ويسعى بذمتهم أدناهم) أي إذا أعطى
أحد لجيش العدو أمانا جاز ذلك على جميع المسلمين وليس لهم أيخفروه والا أن ينقضوا عليه عهده
(من قتل عبده قتلناه) قال النووي قال العلماء يستحب للمفتي إذا رأى مصلحة في التغليظ أن
20

يغلظ في العبارة وإن كان لا يعتقد ذلك واستدلوا بهذا الحديث ونحوه (حمل بن مالك) بفتح
الحاء المهملة والميم (بمسطح) بكسر الميم عود من أعواد الخباء
21

(أوضاح) هي نوع من الحلى يعمل من الفضة سميت بها لبياضها واحدها وضح (وبها رمق)
22

هي بقية الروح وآخر النفس
23

(تقشع) بالقاف والشين المعجمة والعين المهملة أي تصدع واقلع (من قتل معاهدا في غير كنهه)
24

قال في النهاية كنه الامر حقيقته وقيل وقته وقدره وقيل غايته يعني من قتله في غير وقته أو غاية
أمره الذي يجوز فيه قتله (ان غلاما لأناس فقراء قطع أذن غلام لأناس أغنياء فأتوا النبي
صلى الله عليه وسلم فلم يجعل لهم شيئا) قال الخطابي معنى هذا أن الغلام الجاني كان حرا وكانت
عاقلته فقراء وإنما يتواسى العاقلة عن وجود وسعة ولا شئ على الفقير
25

(عن أنس أن أخت الربيع) قال النووي بضم الراء وفتح الباء الموحدة وتشديد الباء
(أم حارثة جرحت انسانا فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
القصاص القصاص) قال النووي هما منصوبتان أي أدوا القصاص وسلموه إلى مستحقه
26

(فقالت أم الربيع) قال النووي هي بفتح الراء وكسر الباء وتخفيف الياء (يا رسول الله
أيقتص من فلانة لا والله لا يقتص منها أبدا) الحديث وفي الحديث الذي يليه (عن أنس
قال كسرت الربيع) قال النووي بضم الراء وفتح الباء وتشديد الياء (قال أنس بن النضر
27

يا رسول الله تكسر ثنية الربيع لا والذي بعثك بالحق) قال العلماء هاتان الروايتان مختلفتان قال
في الأولى الجارحة أخت الربيع وفي الثانية أنها الربيع بنفسها وفي الأولى أن الحالف لا
يكسر ثنيتها أم الربيع وفي الثانية أنه أنس بن النضر قالوا والمعروف الرواية الثانية وقال النووي
هما قضيتان (ان من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره) قال النووي معناه لا يحنثه لكرامته عليه
28

قال وإنما حلف ثقة بفضل الله ولطفه أنه لا يحنثه بل يلهمهم العفو
29

(فاندر) بالمهملة أي أسقط
31

(لا تراءى ناراهما) قال في النهاية أي يلزم المسلم ويجب عليه ان يتباعد منزله عن منزل المشرك
ولا يترك بالموضع الذي إذا أوقدت فيه ناره تلوح وتظهر للمشرك إذا أوقدها في منزله ولكنه
ينزل مع المسلمين في دارهم وإنما كره مجاورة المشركين لأنهم لا عهد لهم ولا أمان وحث المسمين
على الهجرة والترائي تفاعل من الرؤية يقال تراءى القوم إذا رأى بعضهم بعضا تراءى لي الشئ
أي ظهر حتى رأيته وإسناد الترائي إلى النارين مجاز من قولهم داري تنظر إلى دار فلان تقابلها
يقول ناراهما مختلفتان هذه تدعو إلى الله وهذه تدعو إلى الشيطان فكيف تتفقان والأصل في
36

تراءى تتراءى فحذف إحدى التاءين تخفيفا
37

(وعلى المقتتلين أن ينحجزوا) قال في النهاية أي يكفوا عن القود وكل من ترك شيئا فقد
انحجز عنه والانحجاز مطاوع حجزه إذا منعه والمعنى أن لورثة القتيل أن يعفوا عن دمه رجالهم
ونساؤهم أيهم عفا وان كانت امرأة سقط القود واستحقوا الدية وقوله (الأول فالأول)
أي الأقرب فالأقرب (من قتل في عميا أو رميا) قال في النهاية العميا بالكسر والتشديد والقصر
فعيلي من العمى كالرميا من الرمي والحضيضي من التحضيض وهي مصادر المعنى يوجد بينهم
قتيل يعمى أمره ولا يتبين قاتله
39

(قال ابن عباس كانت إحداهما مليكة والأخرى أم غطيف) المعروف أم عفيف بنت مسروح
زوج حمل بن مالك كذا في مبهمات الخطيب وأسد الغابة ولم يذكر في الصحابيات من اسمها أم غطيف
52

(من اعتبط مؤمنا) بالعين المهملة أي قتله بلا جناية كانت منه ولا جريرة توجب قتله (فإنه قود)
أي فإن القاتل يقاد به ويقتل (وفي الانف إذا أوعب جدعه) أي قطع جميعه
58

(خصاصة الباب) بخاء معجمة وصادين مهملتين أي فرجته (انقمع) أي رد بصره ورجع
60

(واليمين الغموس) هي الكاذبة الفاجرة كالتي يقتطع بها الحالف مال غيره سميت غموسا لأنها
تغمس في الاثم والنار وفعول للمبالغة
63

(ولا ينتهب نهبة) هي الغارة والسلب (ذات شرف) أي قيمة وقدر ورفعة (يرفع الناس إليها
أبصارهم) أي ينظرون إليها ويستشرفونها
64

(خلع ربقة الاسلام من عنقه) الربقة في الأصل عروة في حبل تجعل في عنق البهيمة أو يدها
تمسكها فاستعارها للاسلام يعني ما يشد المسلم به نفسه من عرى الاسلام أي حدوده وأحكامه وأوامره
ونواهيه (لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده) قال النووي
65

قال جماعة المراد بها بيضة الحديد وحبل السفينة كل واحد منهما له قيمة ظاهرة وليس هذا السياق
موضع استعمالهما بل بلاغة الكلام تأباه لأنه لا يذم في العادة من خاطر بيده في شئ له قدر وإنما يذم
من خاطر بها فيما لا قدر له فهو موضع تقليل لا تكثير والصواب أن المراد التنبيه على عظم
ما خسر وهي يده في مقابلة حقير من المال وهو ربع دينار فإنه يشارك البيضة والحبل في الحقارة
أو أراد جنس البيض وجنس الحبال أو أنه إذا سرق البيضة فلم يقطع جر ذلك إلى سرقة ما هو
أكثر منها فقطع فكانت سرقة البيضة هي سبب قطعه أو أن المراد أنه قد يسرق البيضة
66

والحبل فيقطعه بعض الولاة سياسة لا قطعا جائزا شرعا وقيل إن النبي صلى الله عليه وسلم قال
هذا عند نزول آية السرقة مجملة من غير بيان نصاب فقال على ظاهر اللفظ
67

(فإذا ضمه الجرين) هو موضع تجفيف التمر وهو له كالبيدر للحنطة (ولا يقطع في حريسة
الجبل) بالحاء المهملة والراء قال في النهاية أي ليس فيما يجرس بالجبل إذا سرق قطع لأنه ليس
بحرز والحريسة فعيلة بمعنى مفعولة أي أن لها من يحرسها ويحفظها ومنهم من يجعل الحريسة السرقة
نفسها يقال حرس يحرس حرسا إذا سرق فهو حارس ومحترس أي ليس فيما يسرق من الجبل قطع
(غير متخذ خبنة) قال في النهاية الخبنة معطف الإزار وطرف الثوب أي لا يأخذ منه في ثوبه يقال
أخبن الرجل إذا خبأ شيئا في خبنة ثوبه أو سراويله (ومن خرج بشئ منه فعليه غرامة مثلية
85

والعقوبة) قال في النهاية هذا على سبيل الوعيد والتغليظ لا الوجوب لينتهي فاعله عنه والا فلا واجب
على متلف الشئ أكثر من مثله وقيل كان في صدر الاسلام تقع العقوبات في الأموال ثم نسخ
(آواه المراح) هو بضم الميم الموضع الذي تروح إليه الماشية أو تأوى إليه ليلا
86

(ولا كثر) بفتح الكاف والمثلثة جمار النخل وهو شحمه الذي في وسط النخلة
87

كتاب الايمان وشرائعه
(ثلاث من كن فيه) أي حصلن فهي تامة (وجد حلاوة الايمان) قال التيمي حلاوة
93

الايمان حسنة يقال حلا الشئ في الفم إذا صار حلوا وان حسن في العين أو القلب قيل حلا
لعيني أي حسن وقال غيره في حلاوة الايمان استعارة تخييلية شبه رغبة المؤمن في الايمان
بشئ حلو وأثبت له لازم ذلك الشئ وأضافه إليه وفيه تلميح إلى قصة المريض والصحيح لان
94

المريض الصفراوي يجد طعم العسل مرا والصحيح يذوق حلاوته على ما هي عليه فكلما نقصت
الصحة شيئا نقص ذوقه بقدر ذلك (أن يكون الله عز وجل ورسوله أحب إليه) بالنصب
خبر يكون قال البيضاوي المراد بالحب هنا الحب العقلي الذي هو إيثار ما يقتضي العقل السليم
رجحانه وإن كان على خلاف هوى النفس كالمريض يعاف الدواء بطبعه فينفر عنه ويميل إليه
بمقتضى عقله فيهوى تناوله فإذا تأمل المرء أن الشارع لا يأمر ولا ينهى إلا بما فيه إصلاح
عاجل أو إصلاح آجل والعقل يقتضي رجحان جانب ذلك تمرن على الائتمار بأمره بحيث يصير
هواه تبعا له ويلتذ بذلك التذاذا عقليا إذ الالتذاذ العقلي إدراك ما هو كمال وخير من حيث هو
كذلك وعبر الشارع عن هذه بالحلاوة لأنها أظهر اللذائذ المحسوسة قال وإنما جعل هذه
الأمور الثلاثة عنوانا لكمال الايمان لان المرء إذا تأمل أن المنعم بالذات هو الله وأن لا مانع
في الحقيقة سواه وأن ما عداه وسائط وأن الرسول هو الذي يبين له مراد ربه اقتضى ذلك أن
يتوجه بكليته نحوه فلا يحب إلا ما يحب ولا يحب من يحب الا من أجله وأن يتيقن أن جملة ما وعد
وأوعد حق بيقين تخيل إليه الموعود كالواقع فيحسب أن مجالس الذكر رياض الجنة وأن العود
إلى الكفر القاء في النار قال وأما تثنية الضمير في قوله (مما سواهما) فللايماء إلى أن المعتبر
هو المجموع المركب من المحبتين لا كل واحدة فإنها ضائعة لاغية وأمر بالافراد في حديث
الخطيب أشعارا بأن كل واحد من المعطوفين مستقل باستلزام الغواية إذ العطف في تقدير
التكرير والأصل استقلال كل من المعطوفين في الحكم (وأن يحب في الله وأن يبغض في الله)
95

قال يحيى بن معاذ حقيقة الحب في الله أن لا يزيد في البر ولا ينقص بالجفاء (ومن كان أن يقذف
في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه) قال في فتح الباري الانقاذ
أعم من أن يكون بالعصمة منه ابتداء بأن يولد على الاسلام ويستمر أو بالاخراج من ظلمة
96

الكفر إلى نور الايمان كما وقع لكثير من الصحابة وعلى الأول فيحمل قوله يرجع على معنى الصيرورة
97

بخلاف الثاني فإن الرجوع فيه على ظاهره (قال يا محمد أخبرني عن الاسلام) وقع في رواية
البخاري تقديم السؤال عن الايمان وفي الأخرى الابتداء بالاسلام ثم بالاحسان ثم بالايمان
قال الحافظ بن حجر ولا شك أن القصة واحدة اختلف الرواة في تأديتها فالتقديم والتأخير وقع
من الرواة (فعجبنا له يسأله ويصدقه) قال القرطبي إنما عجبوا منه لان ما جاء به النبي صلى الله
عليه وسلم لا يعرف إلا من جهته وليس هذا السائل ممن عرف بلقاء النبي صلى الله عليه وسلم
ولا بالسماع منه ثم هو يسأل سؤال عارف بما يسأل عنه بأنه يخبره بأنه صادق فيه فتعجبوا من
ذلك تعجب المستبعد لذلك (ثم قال أخبرني عن الايمان قال أن تؤمن بالله) قال الطيبي هذا
يوهم التكرار وليس كذلك فإن قوله أن تؤمن بالله مضمن معنى أن تعترف به ولهذا عداه بالباء
أي تصدق معترفا بذلك وقال الكرماني ليس هو تعريفا للشئ بنفسه بل المراد من المحدود
الايمان الشرعي ومن الحد الايمان اللغوي (وملائكته) الايمان بالملائكة هو التصديق
بوجودهم وأنهم كما وصفهم الله عباد مكرمون (وكتبه) الايمان بكتب الله التصديق بأنها
كلام الله وأن ما تضمنته حق (ورسله) الايمان بالرسل التصديق بأنهم صادقون فيما أخبروا
به عن الله (واليوم الآخر) قيل له ذلك لأنه آخر أيام الدنيا أو آخر الأزمنة المحدودة والمراد
98

بالايمان به التصديق بما يقع فيه من الحساب والميزان والجنة والنار (قال فأخبرني عن
الاحسان) هو مصدر أحسنت كذا إذا أتقنته واحسان العبادة الاخلاص فيها والخشوع وفراغ
البال حال التلبس بها ومراقبة المعبود وأشار في الجواب إلى حالتين أرفعهما أن يغلب عليه مشاهدة
الحق بقلبه حتى كأنه يراه بقلبه وهو قوله كأنك تراه أي هو يراك والثانية أن يستحضر أن
الحق مطلع عليه يرى كل ما يعمل وهو قوله فإنه يراك وهاتان الحالتان ثمرتهما معرفة الله تعالى
وخشيته وقال النووي معناه أنك إنما تراعي الآداب المذكورة إذا كنت تراه
يراك لكونه يراك لا لكونه تراه فهو دائما يراك فأحسن عبادته وان لم تره فتقدير الحديث فإن لم تكن تراه
فاستمر على إحسان العبادة فإنه يراك وأقدم بعض غلاة الصوفية على تأويل الحديث بغير علم
فقال فيه إشارة إلى مقام المحو والفناء وتقديره فإن لم تكن أي فإن لم تصر شيئا وفنيت عن نفسك
حتى كأنك ليس بموجود فإنك حينئذ تراه وغفل قائل هذا للجهل بالعربية عن أنه لو كان المراد
ما زعم لكان قوله تراه محذوف الألف لأنه يصير مجزوما لكونه على زعمه جواب الشرط ولم
يرد في شئ من طرق هذا الحديث بحذف الألف واثباتها في الفعل المجزوم على خلاف القياس
فلا يصار إليه إذ لا ضرورة هنا وأيضا لو كان ما ادعاه صحيحا لكان قوله فإنه يراك ضائعا لأنه
لا ارتباط له بما قبله ومما يفسد تأويله رواية فإنك ان لا تراه فإنه يراك فسلط النفي على الرؤية
99

لا على الكون الذي حمل على ارتكاب التأويل المذكور (قال فأخبرني عن الساعة) أي متى
تقوم (قال ما المسؤول عنها بأعلم بها من السائل) عدل عن قوله لست بأعلم بها منك إلى لفظ
يشعر بالتعميم تعريضا للسامعين أي أن كل مسؤول وكل سائل فهو كذلك (أن تلد الأمة
ربتها) اختلف العلماء في معنى ذلك فقال الخطابي معناه اتساع الاسلام واستيلاء أهله على
بلاد الشرك وسبي ذراريهم فإذا ملك الرجل الجارية واستولدها كان الولد منها بمنزلة ربها لأنه
ولد سيدها قال النووي وغيره هذا قول الأكثرين قال الحافظ بن حجر لكن في قوله المراد
نظر لان استيلاد الإماء كان موجودا حين المقابلة والاستيلاء على بلاد الشرك وسبي ذراريهم
واتخاذهم سراري كان أكثره في صدر الاسلام وسياق الكلام يقتضي الإشارة إلى وقوع ما لم
يقع مما سيقع قرب قيام الساعة وقيل معناه أن تبيع السادة أمهات أولادهم ويكثر ذلك فيتداول
الملاك المستولدة حتى يشتريها ولدها وعلى هذا الذي يكون من الاشراط غلبة الجهل بتحريم
أمهات الأولاد والاستهانة بالأحكام الشرعية وقيل معناه أن يكثر العقوق في الأولاد فيعامل
الولد أمه معاملة السيد أمته من الإهانة بالسب والضرب والاستخدام فأطلق عليه ربها مجازا
لذلك أو المراد بالرب المربي فيكون حقيقة قال الحافظ بن حجر وهذا الوجه أوجه عندي
لعمومه وتحصيله الإشارة إلى أن الساعة يقرب قيامها عند انعكاس الأمور بحيث يصير المربي
مربيا والسافل عاليا وهو مناسب لقوله في العلامة الأخرى أن يصير الحفاة العراة ملوك الأرض
(العالة) أي الفقراء (رعاء الشاء) قال في النهاية الرعاء بالكسر والمد جمع راعي الغنم وقد
100

يجمع على رعاة بالضم (قال عمر فلبثت ثلاثا) قال الحافظ بن حجر ادعى بعضهم في هذه
101

الكلمة التصحيف وأنها فلبثت مليا صغرت ميمها فأشبهت ثلاثا لأنها تكتب بلا ألف قال
هذه الدعوى مردودة فإن في رواية أبي عوانة فلبثنا ليالي فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعد ثلاث ولابن حبان بعد ثلاثة ولابن مندة بعد ثلاثة أيام (إذا رأيت الرعاء البهم) بضم الموحدة
ووصفهم بالبهم إما لأنهم مجهولو الأنساب ومنه أبهم الامر فهو مبهم إذا لم يعرف حقيقته
وقال القرطبي والأولى أن يحمل على أنهم سود الألوان لان الأدمة غالب ألوانهم وقيل معناه أنه
102

لا شئ لهم كقوله صلى الله عليه وسلم يحشر الناس حفاة عراة بهما قال وفيه نظر لأنه قد نسب لهم
الإبل فكيف يقال لا شئ لهم قال الحافظ بن حجر يحمل على أنها إضافة اختصاص لا ملك
وهذا هو الغالب أن الراعي يرعى بأجرة وأما المالك فقل أن يباشر الرعي بنفسه (وأنه
لجبريل عليه السلام نزل في صورة دحية الكلبي) قال الحافظ بن حجر قوله نزل في صورة دحية
وهم لان دحية معروف عندهم وقد قال عمر ما يعرفه منا أحد وقد أخرجه محمد بن نصر المروزي
103

في كتاب الايمان من الوجه الذي أخرجه منه النسائي فقل في آخره وانه جبريل جاء ليعلمكم
104

دينكم حسب وهذه الرواية هي المحفوظة لموافقتها باقي الروايات (المسلم من سلم الناس من لسانه
ويده) قيل الألف واللام فيه للكمال نحو زيد الرجل أي الكامل في الرجولية قال الخطابي المراد
أفضل المسلمين من جمع إلى أداء حقوق الله تعالى أداء حقوق الناس وقال غيره يحتمل أن يكون
105

المراد بذلك الإشارة إلى حسن معاملة العبد مع ربه لأنه إذا أحسن معاملة إخوانه فأولى أن
يحسن معاملة ربه من التنبيه بالأدنى على الاعلى (إذا أسلم العبد فحسن إسلامه) أي صار إسلامه
حسنا في اعتقاده وإخلاصه ودخوله فيه بالباطن والظاهر (كان أزلفها) أي أسلفها وقدمها
يقال أزلف وزلف مخففا وزلف مشددا بمعنى واحد وقال في المحكم أزلف الشئ وزلفه مخففا
ومثقلا قربه وفي الجامع الزلفة تكون في الخير والشر وقال في المشارق زلف بالتخفيف أي جمع
وكسب وهذا يشمل الامرين وأما القربة فلا تكون الا في الخير (ثم كان بعد ذلك القصاص)
بالرفع اسم كان (الحسنة) مبتدأ (بعشرة أمثالها) خبره والجملة استئنافية (إلى سبعمائة
ضعف) متعلق بمقدر أي منتهية (والسيئة بمثلها الا أن يتجاوز الله عز وجل عنها) زاد سمويه
106

في فوائده الا أن يغفر الله وهو الغفور (أي الاسلام أفضل) فيه حذف أي أي ذوي الاسلام
ويؤيده رواية مسلم أي المسلمين أفضل (أي الاسلام خير) أي أي خصال الاسلام خير (قال
تطعم الطعام) هو في تقدير المصدر أي أن تطعم ومثله تسمع بالمعيدي خير (وتقرأ السلام)
بلفظ مضارع القراءة بمعنى تقول قال أبو حاتم السجستاني تقول اقرأ عليه السلام ولا تقول
107

أقرئه السلام فإذا كان مكتوبا قلت أقرئه السلام أي اجعله يقرؤه (بني الاسلام على خمس)
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في أماليه فيه اشكال لان الاسلام ان أريد به الشهادة فهو مبني
عليها لأنها شرط في الايمان مع الامكان الذي هو شرط في الخمس وان أريد به الايمان فكذلك
لأنه شرط وان أريد به الانقياد والانقياد هو الطاعة والطاعة فعل المأمور به والمأمور به هي
هذه الخمس لا على سبيل الحصر فيلزم بناء الشئ على نفسه قال والجواب أنه التذلل العام الذي
هو اللغوي لا التذلل الشرعي الذي هو فعل الواجبات حتى يلزم بناء الشئ على نفسه ومعنى الكلام
أن التذلل اللغوي يترتب على هذه الأفعال مقبولا من العبد طاعة وقربة وقال في مواضع
أخر ان قيل هذه الخمس هي الاسلام فما المبني عليه فالجواب أن المبني هو الاسلام الكامل
لا أصل الاسلام وقال في فتح الباري فإن قيل الأربعة المذكورة مبنية على الشهادة إذ لا يصح
شئ منها الا بعد وجودها فكيف يضم مبني إلى مبني عليه في مسمى واحد أجيب بجواز ابتناء
أمر على أمر وابتناء الامرين على أمر آخر فإن قيل المبني لا بد أن يكون غير المبني عليه أجيب بأن
108

المجموع غير من حيث الانفراد عين من حيث الجمع ومثاله البيت من الشعر يجعل على خمسة
أعمدة أحدها أوسط والبقية أركان فما دام الأوسط قائما فمسمى البيت موجود ولو سقط
أحد من الأركان فإذا سقط الأوسط سقط مسمى البيت فالبيت بالنظر إلى مجموعه شئ واحد
وبالنظر إلى أفراده أشياء وأيضا بالنظر إلى رأسه أصلي والأركان تبع وتكملة (شهادة أن لا إله
إلا الله) مخفوض على البدل من خمس ويجوز الرفع على حذف الخبر والتقدير منها شهادة أن
لا إله إلا الله أو على حذف المبتدأ والتقدير أحدها شهادة أن لا إله إلا الله (فمن وفى منكم)
بالتخفيف والتشديد أي ثبت على العهد (فأجره على الله) أطلق هذا على سبيل التفخيم لأنه لما ذكر
المبالغة المقتضية لوجود العوضين أثبت ذكر الاجر في موضع أحدهما (ومن أصاب من ذلك
شيئا) المراد ما ذكر بعد بقرينة أن المخاطب بذلك المسلمون فلا يدخل حتى يحتاج إلى إخراج
ويؤيده رواية مسلم ومن أتى منكم حدا إذ القتل على الاشراك لا يسمى حدا قلت ويرشد إليه
109

قوله (فستره الله) فإن الستر بالمعصية أليق (الايمان بضع وسبعون) بكسر الباء وحكى
فتحها وهو عدد مبهم يقيد بما بين الثلاث إلى التسع كما جزم به القزاز وقال بن سيده إلى العشر
وقيل من واحد إلى تسعة وقيل من اثنين إلى عشرة وعن الخليل البضع السبع (شعبة) بضم
أي قطعة والمراد الخصلة (وأوضعها) أي أدناها كما في رواية الصحيحين (إماطة الأذى)
أي تنحيته وهو ما يؤذي في الطريق كالشوك والحجر والنجاسة ونحوها (والحياء شعبة من
الايمان) هو بالمد وهو في اللغة تغير وانكسار يعتري الانسان من خوف ما يعاب به وفي
110

الشرع خلق يبعث على اجتناب القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق فإن قيل الحياء من
الغرائز فكيف جعل شعبة من الايمان أجيب بأنه قد يكون تخلقا وقد يكون غريزة ولكن
استعماله على وفق الشرع يحتاج إلى اكتساب وعلم ونية فهو من الايمان لهذا ولكونه باعثا على
فعل الطاعة وحاجزا عن فعل المعصية ولا يقال رب حياء يمنع عن قول الحق أو فعل الخير
لان ذلك ليس شرعيا فإن قيل لم أفرده بالذكر ههنا أجيب بأنه كالداعي إلى باقي الشعب إذا لحي
يخاف فضيحة الدنيا والآخرة فيأتمر وينزجر (إلى مشاشه) هي رؤوس العظام كالمرفقين
والكتفين والركبتين (من رأى منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه
111

وذلك أضعف الايمان) قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام فيه سؤالان الأول ما العامل
في المجرورين الأخيرين الثاني قوله وذلك أضعف الايمان مشكل لأنه يدل على ذم فاعله
وأيضا فقد يعظم إيمان الشخص وهو لا يستطيع التغير بيده فلا يلزم من العجز عن التغير
112

ضعف الايمان لكنه قد جعله أضعف الايمان فما الجواب قال والجواب عن الأول أنه
لا يجوز أن يكون العامل يغيره المنطوق به لأنه لو كان كذلك لكان المعنى فليغيره بلسانه
وقلبه لكن التغير لا يتأتى باللسان ولا بالقلب فيتعين أن يكون العامل فلينكره بلسانه وليكرهه
بقلبه فيثبت لكل واحد من الأعضاء ما ينسابه وعن الثاني ان المراد بالايمان هنا الايمان
المجازي الذي هو الاعمال ولا شك أن التقرب بالكراهة ليس كالتقرب بالذي ذكره قبله
ولم يذكر ذلك للذم وإنما ذكر ليعلم المكلف حقارة ما حصل في هذا القسم فيرتقي إلى غيره
(ما يبلغ الثدي) جمع ثدي
113

(لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه) هو أفعل بمعنى المفعول هو مع كثرته على خلاف
القياس وفصل بينه وبين معموله بقوله إليه لان الممتنع الفصل بأجنبي (من ولده ووالده)
قال الحليمي أصل هذا الباب أن تقف على مدائح رسول الله صلى الله عليه وسلم والمحاسن الثابتة
له في نفسه ثم على حسن آثاره في دين الله وما يجب له من الحق على أمته شرعا وعادة فمن أحاط
114

بذلك وسلم عقله علم أنه أحق بالمحبة من الوالد الفاضل في نفسه البر الشفيق على ولده (لا يؤمن
أحدكم حتى يحب) بالنصب (لأخيه ما يحب لنفسه من الخير) قال في فتح الباري الخير كلمة
115

جامعة تعم الطاعات والمباحات الدنيوية والأخروية وتخرج المنهيات (آية النفاق ثلاث
إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائمتن خان) قال النووي هذا الحديث عده جماعة من
العلماء مشكلا من حيث أن هذه الخصال قد توجد في المسلم المجمع على عدم الحكم بكفره
116

قال وليس فيه اشكال بل معناه صحيح والذي قاله المحققون أن معناه أن هذه الخصال نفاق
117

وصاحبها شبيه بالمنافقين في هذه الخصال ومتخلق بأخلاقهم
118

(انتدب الله) أي سارع بثوابه وحسن جزائه وقيل بمعنى أجاب إلى المراد ففي الصحاح ندبت
فلانا لكذا فانتدب أي أجاب إليه وقيل معناه تكفل بالمطلوب ويدل عليه رواية البخاري في باب
الجهاد بلفظ تكفل الله وبلفظ توكل الله ووقع في رواية الأصيلي ائتدب بياء مثناة تحتية مهموزة
بدل النون من المأدبة وأطبقوا على أنه تصحيف (لا يخرجه الا الايمان بي) هو بالرفع على أنه
فاعل يخرج والاستثناء مفرغ وقوله بي فيه عدول عن ضمير الغيبة إلى ضمير المتكلم قال ابن مالك
119

كان الظاهر أن يقال الا الايمان به والجهاد في سبيله ولكنه على تقدير اسم فاعل من القول
منصوب على الحال أي انتدب الله لمن خرج في سبيله قائلا لا يخرجه الا الايمان بي من باب
الالتفات قلت هذا خطأ فإن شرط الالتفات أن يكون الجملتان من متكلم واحد وقوله انتدب الله لمن
يخرج في سبيله من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وقوله لا يخرجه الا الايمان بي والجهاد في سبيلي
من كلام الله تعالى فلا يصح أن يكون التفاتا لان الجملتين ليستا من متكلم واحد فتعين ما قاله ابن
مالك وقوله إن حذف الحال لا يجوز جوابه أنه من باب حذف القول وحذف القول من باب
البحر حدث عنه ولا حرج
120

(مر على رجل) في رواية مسلم مر برجل ومر بمعنى اجتاز يعدي بعلي وبالباء (يعظ أخاه
في الحياء) في رواية للبخاري يعاتب أخاه في الحياء يقول أنك تستحي حتى كأنه يقول قد
أضربك في سببه (فقال دعه) أي اتركه على هذا الخلق السيئ (فإن الحياء من الايمان)
قال ابن قتيبة معناه أن الحياء يمنع صاحبه من ارتكاب المعاصي كما يمنع الايمان فسمى ايمانا
كما سمى الشئ باسم ما قام مقامه
121

(ان هذا الدين يسر) سماه يسرا مبالغة بالنسبة إلى الأديان قبله لان الله تعالى رفع عن هذه الأمة
الإصر الذي كان على من قبلهم ومن أوضح الأمثلة له أن توبتهم كانت بقتل أنفسهم وتوبة هذه
الأمة بالاقلاع والعزم والندم (ولن يشاد الدين أحد الا غلبه) قال بن التين في هذا الحديث
علم من أعلام النبوة فقد رأينا ورأي الناس قبلنا أن كل متنطع في الدين ينقطع وليس المراد منه
طلب الأكمل في العبادة فإنه من الأمور المحمودة بل منع من الافراط المؤدي إلى الملال والمبالغة
في التطوع المفضي إلى ترك الأفضل أو إخراج الفرض عن وقته كمن بات يصلي الليل كله ويغالب
النوم إلى أن غلبته عيناه في آخر الليل فنام عن صلاة الصبح (فسددوا) أي الزموا السداد وهو
الصواب من غير إفراط ولا تفريط (وقاربوا) أي ان لم تستطيعوا الاخذ بالأكمل فاعملوا
بما يقرب منه (وأبشروا) أي بالثواب على العمل الدائم وان قل أو المراد تبشير من عجز عن
العمل بالأكمل بأن العجز إذا لم يكن من صنعه لا يستلزم نقص أجره وأبهم المبشر به تعظيما له
وتفخيما (واستعينوا بالغدوة والروحة وشئ من الدلجة) أي استعينوا على مداومة العبادة بإيقاعها
122

في الأوقات المنشطة والغدوة بالفتح سير أول النهار وقال الجوهري ما بين صلاة الغداة وطلوع
الشمس والروحة بالفتح السير بعد الزوال والدلجة بضم أوله وفتحه واسكان اللام سير آخر
الليل وقيل سير الليل كله ولهذا عبر فيه بالتبعيض ولان عمل الليل أشق من عمل النهار فهذه
الأوقات أطيب أوقات المسافرة فكأنه صلى الله عليه وسلم خاطب مسافرا إلى مقصد فنبهه على
أوقات نشاطه لان المسافر إذا سار الليل والنهار جميعا عجز وانقطع وإذا تحرى السير في هذه
الأوقات المنشطة أمكنته المداومة من غير مشقة وحسن هذه الاستعارة أن الدنيا في الحقيقة
123

دار نقله إلى الآخرة (شعف الجبال) بفتح الشين المعجمة والعين المهملة وفاء جمع شعفة وهي
من كل شئ أعلاه يريد به رؤوس الجبال (مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين) قال
الزمخشري في المفصل قد يثني الجمع على تأويل الجماعتين والفرقتين ومنه هذا الحديث
124

كتاب الزينة
(عشرة من الفطرة) في الحديث الآخر خمس من الفطرة قال وليست منحصرة في العشر وقد
أشار صلى الله عليه وسلم إلى عدم انحصارها فيها بقوله من الفطرة وقال القرطبي لا تباعد في أن
يقول هي عشر وهي خمس لاحتمال أن يكون أعلم بالخمس أولا ثم زيد عليها قاله عياض ويحتمل
أن تكون الخمس المذكورة في حديث أبي هريرة هي آكد من غيرها فقصدها بالذكر لمزيتها على
غيرها من خصال الفطرة قال ومن في قوله عشر من الفطرة للتبعيض (غسل البراجم) قال
126

النووي بفتح الباء وكسر الجيم جمع برجمة بضم الباء والجيم وهي عقد الأصابع ومفاصلها كلها
وفي شرح المصابيح لزين العرب حكاية قول أن المراد بها خطوط الكف لمنع الوسخ فيها من
وصول الماء إلى ما تحتها وحينئذ لا يصح الوضوء ولا الغسل (ونتف الإبط وحلق العانة) قال
القرطبي خرجا على المتيسر في ذلك ولو عكس فحلق الإبط ونتف العانة جاز لحصول النظافة بكل
ذلك قال وقد قيل لا يجوز في العانة الا الحلق لان نتفها يؤدي إلى استرخائها ذكره أبو بكر بن العربي
(وانتقاص الماء) قال النووي هو بالقاف والصاد المهملة وقد فسره وكيع بأنه الاستنجاء وقال
أبو عبيد وغيره معناه انتقاص البول بسبب استعمال الماء في غسل مذاكيره وقيل هو الانتضاح
وذكر بن الأثير أنه روى الانتقاص بالقاف والصاد المهملة وقال في فصل الفاء قيل الصواب
أنه بالفاء والصاد المهملة قال والمراد نضحه على الذكر لقولهم لنضح الدم القليل نفصه وجمعه
نفص قال النووي وهذا الذي نقله شاذ والصواب ما سبق وقال زين العرب في شرح المصابيح
انتقاص الماء بالقاف والصاد المهملة هو الاستنجاء بالماء وقيل معناه انتقاص البول بالماء
وهو أن يغسل ذكره بالماء ليرتدع البول بردع الماء ولو لم يغسل نزل منه شئ فشئ فيعسر
الاستبراء منه فالماء على الأول المستنجى به وعلى الثاني البول أن أريد بالماء البول فالمصدر
مضاف إلى المفعول وان أريد به الماء المغسول به فالإضافة إلى الفاعل أي وانتقاص الماء البول
وانتقص لازم ومتعد قيل هو تصحيف والصحيح انتفاض الماء بالفاء والضاد المعجمة وهو
127

الانتضاح بالماء على الذكر وهذا أقرب لان في كتاب أبي داود بدله ولا انتضاح (قال مصعب
ونسيت العاشرة الا أن يكون المضمضة) قال القاضي عياض هذا شك منه فيها ولعلها الختان
المذكور مع الخمس في حديث أبي هريرة وتبعه النووي والقرطبي (قال أبو عبد الرحمن وحديث
سليمان التيمي وجعفر بن إياس أشبه بالصواب من حديث مصعب بن شيبة ومصعب منكر
الحديث) وكذا رجح الدارقطني في العلل روايتهما فقال وهما أثبت من مصعب بن أبي شيبة وأصح
حديثا ونقل عن الإمام أحمد أنه قال مصعب بن شيبة أحاديثه مناكير منها عشرة من الفطرة
ولما ذكر بن منده ان مسلما أخرجه وقال تركه البخاري فلم يخرجه وهو حديث معلول رواه
سليمان التيمي عن طلق بن حبيب مرسلا قال بن دقيق العيد لم يلتفت مسلم لهذا التعليل لأنه قدم
128

وصل الثقة عنده على الارسال قال وقد يقال في تقوية رواية مصعب أن تثبته في الفرق بين
ما حفظه وبين ما شك فيه جهة مقوية لعدم الغفلة ومن لا يتهم بالكذب إذا ظهر منه ما يدل على
التثبت قويت روايته وأيضا لروايته شاهد صحيح مرفوع في كثير من هذا العدد
من حديث أبي هريرة أخرجه الشيخان (ونتف الضبع) بفتح الضاد المعجمة وسكون
الموحدة وسط العضد وقيل هو ما تحت الإبط (أعفوا اللحى) قال القرطبي وقع لابن ماهان
129

أرجو اللحى بالجيم فكأنه تصحيف وتخريجه على أنه أراد أرجئوا من الارجاء فسهل الهمزة فيه
(نهاني الله عز وجل عن القزع) هو أن يحلق رأس الصبي ويترك منه مواضع متفرقة غير محلوقة
130

تشبيها بقزع السحاب (عن وائل بن حجر قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ولي شعر فقال
ذباب) بذال معجمة مضمومة وموحدتين قال في النهاية هو الشؤم أي هذا مشؤم وقيل هو
131

الشر الدائم (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل) هو تسريح الشعر
وتنظيفه وتحسينه (الا غبا) أي وقتا بعد وقت قال في النهاية كأنه كره كثرة
الترفه والتنعم (مشعان) بضم الميم وسكون الشين المعجمة وعين مهملة وآخره
نون مشددة وهو منتفش الشعر الثائر الرأس يقال الرجل مشعان ومشعان الرأس
132

وشعر مشعان والميم زائدة (وجمته) هو بضم الجيم ما سقط من شعر الرأس على المنكبين
133

(ورأيت له لمة) هي بكسر اللام من شعر الرأس دون الجمة سميت بذلك لأنها ألمت من المنكبين
134

(على ذؤابته) هي الشعر المضفور من شعر الرأس (عن عياش بن عباس) الأول بالمثناة
التحتية والمعجمة والثاني بالموحدة والمهملة (القتباني) بكسر القاف وسكون المثناة الفوقية
ثم موحدة (أن شييم) بكسر المعجمة وضمها بعدها مثناتان تحتيتان (ابن بيتان) لفظ تثنية
البيت (يا رويفع لعل الحياة ستطول بك بعدي) قد ظهر مصداق ذلك فطالت به الحياة حتى
مات سنة ثلاث وخمسين بإفريقية وهو آخر من مات بها من الصحابة كما ذكره أبو زكريا بن
135

منده من (عقد لحيته) قال في النهاية قيل هو معالجتها حتى تنعقد وتجعد وقيل كانوا يعقدونها
في الحرب فأمرهم بإرسالها كانوا يفعلون ذلك تكبرا وعجبا انتهى وفي رواية لمحمد بن الربيع
الجيزي في كتاب من دخل مصر من الصحابة من عقد لحيته في الصلاة وقال ثابت بن قاسم
السرقسطي في كتاب الدلائل في غريب الحديث هكذا في الحديث من عقد لحيته وصوابه والله
أعلم من عقد لحاء من قولك لحيت الشجر ولحوته إذا قشرته وكانوا في الجاهلية يعقدون لحاء
الحرم فيقلدونه أعناقهم فيأمنون بذلك وهو قوله تعالى لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر
الحرام ولا الهدى ولا القلائد فلما أظهر الله الاسلام نهى عن ذلك من فعلهم وروى
أسباط عن السدي في هذه الآية أما شعائر الله فحرم الله وأما الهدى والقلائد فإن العرب كانوا
يقلدون من لحاء الشجر شجر مكة فيقيم الرجل بمكة حتى إذا انقضت الأشهر الحرم وأراد أن
يرجع إلى أهله قلد نفسه وناقته من لحاء الشجر فيأمن حتى يأتي أهله قال بن دقيق العيد وما أشبه
ما قاله بالصواب لكن لم نره في رواية مما وقفنا عليه (أو تقلد وترا) بفتح الواو والمثناة
فوق زاد محمد بن الربيع الجيزي في رواية يزيد تميمة (أو استنجى برجيع دابة) هو الروث
136

والعذرة سميا رجيعا لأنه رجع عن حالته الأولى بعد أن كان علفا أو طعاما
137

(ولا يريحون رائحة الجنة) أي لا يشمون ريحها يقال راح يريح وراح يراح وأراح يريح إذا وجد
رائحة الشئ (كالثغامة) بفتح المثلثة والغين المعجمة ثمرة يشبه بها الشيب وقيل شجرة تبيض
كأنها الثلج
138

(الشيب) الشعر
139

(والضرب بالكعاب) هي فصوص النرد واحدها كعب وكعبة (والتبرج بالزينة لغير محلها)
أي اظهارها للناس الأجانب وهو المذموم فأما للزوج فلا وهو معنى قوله لغير محلها (وتعليق التمائم)
جمع تميمة وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم فأبطله الاسلام
(وعزل الماء بغير محله) قال في النهاية أي عزله عن اقراره في فرج المرأة وهو محله وفي قوله
141

بغير محله تعريض بإتيان الدبر (وافساد الصبي هو اتيان المرأة المرضع فإذا حملت فسد لبنها
وكان من ذلك فساد الصبي وقوله (غير محرمة) أي كرهه ولم يبلغ به حد التحريم
142

(عن الوشر) هو تحديد الأسنان وترقيق أطرافها تفعله المرأة الكبيرة تتشبه بالشواب من
وشرت الخشبة بالمنشار لغة في أشرت (وعن مكامعة الرجل الرجل بغير شعار) هو أن يضاجع
143

الرجل صاحبه في ثوب واحد لا حاجز بينهما (وعن النهبي) بالضم والقصر هي النهب وقد يكون
اسم ما ينهب كالعمرى والرقبى (وعن ركوب النمور) أي جلودها وهي السباع المعروفة واحدها
نمر وإنما نهى عن استعمالها لما فيها من الزينة والخيلاء ولأنه زي العجم ولان شعره لا يقبل الدباغ
عند أحد الأئمة إذا كان غير ذكي ولعله أكثر ما كانوا يأخذونا جلود النمور إذا ماتت لان
اصطيادها عسير (ولبوس الخاتم الا لذي سلطان) قال الخطابي لأنه حينئذ يكون زينة
محضة لا لحاجة ولا لا رب غير الزينة وقال البيهقي هذا النهي يحتمل أن يكون للتنزيه وقال
الحليمي يحتمل أن يكون المراد أن السلطان يحتاج إلى الخاتم ليختم به كتبه ويختم به أموال
العامة والطينة التي ينفذها إلى الذين يستعدي عليهم وكل من كانت بينة وبين الناس معاملات
يحتاج لأجلها إلى الكتابة فهو في معنى السلطان فأما من لا يمسك الخاتم الا للتحلي به دون
144

غرض آخر فهو منهي عنه والحديث أعله بن القطان بالهيثم بن شفي وقال روى عنه جماعة
ولا يعرف حاله وقال بن المواق بل هو معروف الحال ثقة وذكره بن حبان في الثقات وقال الحافظ
ابن حجر في إسناده رجل متهم فلم يصح الحديث يعني شيخ الهيثم
145

(امرأة زعراء) أي قليلة الشعر (والمتفلجات للحسن) أي النساء اللاتي يفعلن ذلك بأسنانهن
رغبة في التحسين والفلج بالتحريك فرجة ما بين الثنايا والرباعيات
146

(والنامصة والمتنمصة) الأولى فاعلة النماص والثانية التي تأمر من يفعل بها ذلك وهو نتف شعر
147

الجبهة ليتوسع الوجه وبعضهم يرويه المنتمصة بتقديم النون على التاء
148

(ووشم اللثة) بكسر اللام وتخفيف المثلثة عمور الأسنان وهي مغارزها
149

(بذكارة الطيب) قال في النهاية الذكارة بكسر الذال المعجمة حوراء ما يصلح للرجال كالمسك والعنبر
والعود والكافور وهي جمع ذكر وهو ما لا لون له ينفض والمؤنث طيب النساء كالخلوق والزعفران
151

(ردع من خلوق) بمهملات أي لطخ لا يعمه كله (فأنهكه) أي بالغ في غسله
152

(بخورا) بفتح الباء
154

(استجمر) أي تبخر (بالألوة) هو العود (غير مطراة) المطراة التي يجعل عليها ألوان الطيب
غيرها كالمسك والعنبر والكافور (يا معشر النساء أمالكن في الفضة ما تحلين أما انه ليس منكن
156

امرأة تحلت ذهبا تظهره الا عذبت به) هذا منسوخ بحديث ان هذين حرام على ذكور أمتي
حل لإناثها قال بن شاهين في ناسخه كان في أول الأمر تلبس الرجال خواتيم الذهب وغير ذلك
وكان الحظر قد وقع على الناس كلهم ثم إباحة رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء دون الرجال
فصار ما كان على النساء من الحظر مباحا لهن فنسخت الإباحة الحظر وحكى النووي في شرح مسلم
157

إجماع المسلمين على ذلك (فتخ) بفتح الفاء والمثناة الفوقية وخاء معجمة جمع فتخة وهي خواتيم
158

كبار وقيل خواتيم لا فصوص لها (صلفت عنده) أي ثقلت عليه ولم تحظ عنده
159

(ان هذين حرام) قال بن مالك في شرح الكافية أراد استعمال هذين فحذف استعمال وأقام هذين
160

مقامه فأفرد الخبر (نهى عن لبس الذهب الا مقطعا) قال في النهاية أراد الشئ اليسير كالحلقة
ونحوها وكره الكثير الذي هو عادة أهل السرف والخيلاء
161

(يوم الكلاب) بضم الكاف والتخفيف اسم ماء كان به يوم معروف من أيام العرب
164

(وعن الجعة) بكسر الجيم وتخفيف العين المهملة نبيذ يتخذ من الحنطة والشعير
165

(والمفدمة) بالميم هي المشبعة حمرة
167

(مياثر الأرجوان) هي جمع ميثرة بكسر الميم وفتح المثلثة وهي وطاء محشو يترك على
169

رحل البعير تحت الراكب وأصله الواو والميم زائدة مفعلة من الوثارة يقال وثر وثارة فهو وثير أي
وطئ لين وأصلها موثرة فقلبت الواو ياء لكسر الميم وهي من مراكب العجم تعمل
170

من حرير أو ديباج والأرجوان صبغ أحمر
171

(خاتم من شبه) بفتح المعجمة والموحدة ضرب من النحاس
172

(رحمه الله عن الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من ورق فصه حبشي)
وفي الحديث الذي يليه (عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم
173

من فضة وكان فصه منه) قال البيهقي هذا يدل على أنه كان له خاتمان أحدهما فصه حبشي والآخر
فصة منه إن كان الزهري حفظ في حديثه من ورق والأشبه بسائر الروايات أن الذي كان فصة
حبشيا هو الخاتم الذي اتخذه من ذهب ثم طرحه واتخذ خاتما من ورق قال في النهاية وقوله
حبشي يحتمل أنه أراد من الجزع أو العقيق لان معدنهما اليمن والحبشة أو نوعا آخر ينسب إليهما
174

(لا تستضيئوا بنار المشركين) قال في النهاية أراد بالنار هنا الرأي أي لا تشاوروهم فجعل
الرأي مثل الضوء عند الحيرة (ولا تنقشوا على خواتيمكم عربيا) لا تنقشوا فيها محمد رسول الله لأنه
كان نقش خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم
177

(ثم كان في يد عثمان حتى هلك في بئر أريس) بوزن عظيم مصروف
179

(حلة سيراء) قال في النهاية بكسر السين وفتح الياء والمد نوع من البرود يخالطه حرير كالسيور فهو
فعلاء من السير القد هكذا يروى على الصفة وقال بعض المتأخرين إنما هو حلة سيراء على الإضافة
196

واحتج بأن سيبويه قال لم يأت فعلاء صفة لكن اسما وشرح السيراء بالحرير الصافي ومعناه حلة
حرير (فأطرتها بين نسائي) أي فرقتها بينهم وقسمتها فيهم من قولهم طار له في القسمة كذا
197

أي وقع في حصته وقيل الهمزة أصلية
198

(ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار) قال الكرماني ما موصولة وبعض صلته محذوف وهو
كان وأسفل خبره ويجوز أن يرفع أسفل أي ما هو أسفل وهو أفعل ويحتمل أن يكون فعلا
ماضيا وقال الزركشي من الأولى لابتداء الغاية والثانية للبيان وقال الخطابي يريد أن الموضع
207

الذي يناله الإزار من أسفل الكعبين من رجله في النار كنى بالثوب عن بدن لابسه
208

(عن اشتمال الصماء) بضم الصاد المهملة وتشديد الميم والمد قال النووي قال الأصمعي هو أن
يشتمل بالثوب حتى يجلل به جسده لا يرفع منه جانبا فلا يبقى ما يخرج منه يده وهذا يقوله أكثر
أهل اللغة وقال بن قتيبة سميت صماء لأنه سد المنافذ كلها كالصخرة الصماء التي ليس فيها خرق
ولا صدع قال أبو عبيد وأما الفقهاء فيقولون هو أن يشتمل بثوب ليس عليه غيره ثم يرفعه من
أحد جانبيه فيضعه على أحد منكبيه قال العلماء فعلى تفسير أهل اللغة يكره الاشتمال المذكور
لئلا يعرض له عاجلة من دفع بعض الهوام ونحوها أو غير ذلك فيعسر أو يتعذر عليه فيلحقه الضرر
210

وعلى تفسير الفقهاء يحرم ان انكشف به بعض العورة والا فيكره (عمامة حرقانية) بسكون
الراء أي سوداء على لون ما أحرقته النار كأنها منسوبة بزيادة الألف والنون إلى الحرق بفتح
211

الحاء والراء قاله الزمخشري
212

(قراما) بكسر القاف هو الستر الرقيق وقيل الصفيق من صوف ذي ألوان وقيل الستر الرقيق وراء الستر
الغليظ (سهوة) بفتح المهملة بيت صغير منحدر في الأرض قليلا شبه المخدع والخزانة وقيل كالصفة
213

يكون بين يدي البيت وقيل شبيه بالرف أو الطاق يوضع فيه الشئ
214

(إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون) وقال أحمد المصورين هو على هذه الرواية
اسم ان وعلى الأولى اسم ان ضمير الشأن مقدر فيه المصورون مبتدأ ومن أشد الناس خبره
216

والجملة في موضع رفع خبره (قبالان) تثنية قبال وهو زمام النعل وهو السير الذي يكون بين
الإصبعين (إذا انقطع شسع نعل أحدكم) هو أحد سيور النعل وهو الذي يدخل بين الإصبعين
ويدخل طرفه في الثقب الذي في صدر النعل المشدود في الزمام والزمام السير الذي يعقد فيه الشسع
(فلا يمش في نعل واحدة) قال في النهاية إنما نهى عنه لئلا يكون إحدى رجليه أرفع من
217

الأخرى ويكون سببا للعثار ويقبح في المنظر ويعاب فاعله
218

(قبيعة سيف) هي التي تكون على رأس قائم السيف وقيل هي ما تحت شاربي السيف (نعل
سيف) هي الحديدة التي تكون في أسفل القراب
219

كتاب آداب القضاة
(ان المقسطين) جمع مقسط اسم فاعل من أقسط أي عدل (عند الله تعالى على منابر من
نور) قال القرطبي يعني مجلسا رفيعا يتلألأ نورا قال ويحتمل أن يعبر به عن المنزلة الرفيعة
المحمودة ولذلك قال على (يمين الرحمن) قال بن عرفة يقال أتاه عن يمين إذا أتاه من الجهة
المحمودة وقد شهد العقل والنقل أن الله تعالى منزه عن مماثلة الأجسام والجوارح وهذا
الحديث ونحوه توسع واستعارة حسب عادات مخاطباتهم الجارية على ذلك فيحمل اليمين في هذا
الحديث على ما قاله بن عرفة أنه عبارة عن المنزلة الشريفة والدرجة المنيعة وقال ابن حبان
في صحيحه هذا خبر من ألفاظ التعارف فأطلق لفظه على حسب ما يتعارفه الناس فيما بينهم لا على
221

الحقيقة لعدم وقوفهم على المراد منه الا بهذا الخطاب المذكور وما ولوا بفتح الواو وضم
اللام المخففة أي كانت لهم عليه ولاية (سبعة يظلهم الله يوم القيامة يوم لا ظل الا ظله) قال
القاضي عياض إضافة الظل إلى الله تعالى إضافة ملك وكل ظل فهو لله وملكه والمراد هنا ظل
العرش كما جاء في حديث آخر مبينا والمراد يوم القيامة إذا قام الناس لرب العالمين ودنت منهم
الشمس ولا ظل هناك لشئ الا للعرش قلت وهذا العدد لا مفهوم له فقد وردت أحاديث بزيادة
على ذلك وتتبعتها فبلغت سبعين وأفردتها في المؤلف بالأسانيد ثم اختصرته قال القاضي عياض
وقد يراد به هنا ظل الجنة وهو نعيمها والكون فيها كما قال تعالى وندخلهم ظلا ظليلا قال وقال
ابن دينار المراد بالظل هنا الكرامة والكنف والكن من المكاره في ذلك الموقف قال وليس
المراد ظل الشمس قال القاضي وما قاله معلوم في اللسان يقال فلان في ظل فلان أي في كنفه
وحمايته قال وهذا أولى الأقوال وتكون اضافته إلى العرش لأنه مكان التقريب والكرامة
والا فالشمس وسائر العالم تحت العرش وفي ظله (امام عادل) قال القاضي هو كل من إليه نظر
222

في شئ من أمور المسلمين من الولاة والحكام وبدأ به لكثرة منافعه وعموم نفعه (ورجل ذكر
الله في خلاء) بفتح الخاء المعجمة والمد المكان الخالي (ورجل كان قلبه معلقا في المسجد)
قال النووي معناه شديد الحب له أو الملازمة للجماعة فيه وليس معناه دوام القعود في المسجد
(ورجل دعته امرأة ذات منصب) هي ذات الحسب والنسب الشريف (وجمال إلى نفسها)
قال النووي أي دعته إلى الزنا بها هذا هو الصواب في معناه وقيل دعته لنكاحها فخاف العجز عن
القيام بحقها أو أن الخوف من الله تعالى شغله عن لذات الدنيا وشهواتها (فقال أني أخاف الله)
قال القاضي عياض يحتمل قوله ذلك باللسان ويحتمل قوله في قلبه ليزجر نفسه وخص ذات
المنصب والجمال لكثرة الرغبة فيها وعسر حصولها وهي جامعة للمنصب والجمال لا سيما وهي داعية
إلى نفسها طالبة لذلك قد أغنت عن مشاق التوصل إلى مراودة ونحوها فالصبر عنها لخوف الله
وقد دعته من أكمل المراتب وأعظم الطاعات فرتب الله عليه أ يظله في ظله (ورجل تصدق
بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه) قال النووي قال العلماء ذكر اليمين والشمال
223

مبالغة في الاخفاء والاستتار بالصدقة وضرب المثل بهما لقرب اليمين من الشمال وملازمتها
لها ومعناه لو قدرت الشمال رجلا متيقظا لما علم صدقة اليمين لمبالغته في الاخفاء ونقل القاضي
عياض عن بعضهم أن المراد من عن يمينه وشماله من الناس والصواب الأول (إذا حكم الحاكم فاجتهد
فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر) قال النووي قال العلماء أجمع المسلمون على أن هذا
224

الحديث في حاكم عالم أهل للحكم فان أصاب فله أجران أجر باجتهاده وأجر بإصابته وان أخطأ فله
أجر باجتهاده وفي الحديث محذوف تقديره إذا أراد الحكم فاجتهد قالوا وأما من ليس بأهل للحكم
فلا يحل له الحكم فإن حكم فلا أجر له بل هو آثم ولا ينفذ حكمه سواء وافق الحكم أو لا
225

(انكم تختصمون إلي وإنما أنا بشر الحديث) قال النووي معناه التنبيه على حالة البشرية وأن البشر
لا يعلمون من الغيب وبواطن الأمور شيئا الا أن يطلعهم الله تعالى على شئ من ذلك وأنه يجوز
233

عليه في أمور الاحكام ما يجوز على غيره إنما يحكم بين الناس بالظاهر والله يتولى السرائر
فيحكم بالبينة وباليمين ونحو ذلك من أحكام الظاهر مع إمكان كونه في الباطن خلاف ذلك
ولكنه إنما كلف الحكم بالظاهر وهذا نحو قوله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس
حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله وفي
حديث المتلاعنين لولا الايمان لكان لي ولها شأن ولو شاء الله لأطلعه صلى الله عليه وسلم
على باطن أمر الخصمين فحكم بيقين نفسه من غير حاجة إلى شهادة أو يمين لكن لما أمر الله
تعالى أمته باتباعه والاقتداء بأقواله وأفعاله وأحكامه أجرى أحكامه على الظاهر الذي يستوي
فيه هو وغيره ليصح الاقتداء به وتطيب نفوس العباد بالانقياد للاحكام الظاهرة من غير نظر
إلى الباطن قال فإن قيل هذا الحديث ظاهره أنه يقع منه صلى الله عليه وسلم حكم في الظاهر
يخالف ما في الباطن وقد اتفق الأصوليون على أنه صلى الله عليه وسلم لا يقر على خطأ في الاحكام
فالجواب أنه لا تعارض بين الحديث وقاعدة الأصوليين لان مراد الأصوليين فيما حكم به باجتهاده
فهل يجوز أ يقع فيه خطأ وأما الحديث فمعناه إذا حكم بغير الاجتهاد كالبينة واليمين فهذا إذا
وقع منه ما يخالف ظاهره باطنه لا يسمى الحكم خطأ بل الحكم صحيح بناء على ما استقر به التكليف
وهو وجوب العمل بشاهدين مثلا فإن كانا شاهدي زور أو نحو ذلك فالتقصير منهما ومن
ساعدهما وأما الحكم فلا حيلة له في ذلك ولا عيب عليه بسببه بخلاف ما إذا أخطأ في الاجتهاد
فإن هذا الذي حكم به ليس هو حكم الشرع وقال الشيخ تقي الدين السبكي قوله فمن قضيت له
في حق أخيه بشئ قضية شرطية لا يستدعي وجودها بل معناها بيان أن ذلك جائز قال ولم يثبت
لنا قط أنه صلى الله عليه وسلم حكم بحكم ثم بان خلافه لا بسبب تبين حجة ولا بغيرها وقد صان
234

الله تعالى أحكام نبيه عن ذلك مع أنه لو وقع لم يكن فيه محذور (بينما امرأتان معهما ابناهما
جاء الذئب فذهب بابن إحداهما الحديث) قال النووي قال العلماء يحتمل أن داود عليه السلام
قضى به للكبرى لشبه رآه فيها أو أنه كان في شريعته ترجيح الكبرى أو لكونه كان في يدها
فكان ذلك مرجحا في شرعه وأما سليمان عليه السلام فتوصل بطريق من الحيلة والملاطفة إلى
معرفة باطنة القضية فأوهمها أنه يريد قطعه ليعرف من يشق عليها قطعه فتكون هي أمه فلما
أرادت الكبرى قطعه عرف أنها ليست أمه فلما قالت الصغرى ما قالت عرف أنها أمه ولم
يكن مراده أنه يقطعه حقيقة وإنما أراد اختبار شفقتها ليتميز له الام فلما تميزت بما ذكر
عرفها ولعله استقر الكبرى فأقرت بعد ذلك به للصغرى فحكم بالاقرار لا بمجرد الشفقة المذكورة قال
العلماء ومثل هذا يفعله الحاكم ليتوصل به إلى حقيقة الصواب بحيث إذا انفرد ذلك لم يتعلق به حكم
235

(ان عبد الله بن الزبير حدثه عن الزبير بن العوام أه خاصم رجلا من الأنصار قد
شهد بدرا) قال الحافظ زين الدين العراقي في شرح الترمذي لم يقع تسميته في شئ من
طرق الحديث ولعلهم أرادوا ستره لما وقع منه وقد سماه الواحدي في أسباب النزول
فقال أنه حاطب بن أبي بلتعة وكذلك سماه محمد بن الحسن النقاش ومكي ومهدوي وهو
مردود بأن حاطبا مهاجري حليف بني أسد بن عبد العزى وليس من الأنصار قال الواحدي
وقيل أنه ثعلبة بن حاطب في (شراج الحرة) بكسر الشين المعجمة وآخره جيم جمع
238

شرجة بفتح الشين وسكون الراء وهي مسايل الماء بالحرة وهي الأرض ذات الحجارة السود
(حتى يرجع إلى الجدر) بفتح الجيم وسكون الدال المهملة وراء ما يرفع من جوانب الشرفات
239

في أصول النخل وهي كالحيطان لها
240

(ان ابني كان عسيفا) بالعين المهملة أي أجيرا (لأقضين بينكما بكتاب الله) أي بحكم الله وقيل
هو إشارة إلى قوله تعالى أو يجعل الله لهن سبيلا وفسر النبي صلى الله عليه وسلم السبيل بالرجم في حق
المحصن وقيل هو إشارة إلى آية الشيخ والشيخة
241

(فرد عليك) أي مردودة (أغد يا أنيس) هو بن الضحاك الأسلمي وقال بن عبد البر هو ابن
مرثد قال النووي والأول هو الصحيح المشهور (على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها) قال
النووي هذا محمول عند العلماء على اعلام المرأة بأن هذا الرجل قذفها بابنه فيعرفها بأن لها
عنده حد القذف فتطالب به أو تعفو عنه الا أن تعترف بالزنا فلا يجب عليه حد القذف بل
يجب عليها حد الزنا قال ولا بد من هذا التأويل لان ظاهره انه بعث لطلب إقامة حد الزنا وهذا
غير مراد لان حد الزنا لا يحتاط له بالتحسس والتنقير عنه بل لو أقر به الزاني استحب أن يلقن
242

الرجوع فحينئذ يتعين التأويل الذي ذكرناه (باثكال) بهمزة مكسورة ومثلثة ساكنة وكاف
243

وآخره لام (عبد الله بن أبي حدرد) بمهملات
244

(الألد الخصم) أي الشديد الخصومة واللدد الخصومة الشديدة
248

(على حلقة) بسكون اللام (آلله ما أجلسكم) بهمزة ممدودة هو عوض من باء القسم
(تهمة) بضم أوله وفتح الهاء وسكونها فعلة من الوهم والتاء بدل من الواو (رأى عيسى بن مريم
عليه السلام رجلا يسرق فقال له أسرقت قال لا والله الذي لا إله الا هو قال عيسى عليه السلام
آمنت بالله وكذبت بصرى) في رواية صدق الله وكذبت عيني قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام
249

هذا مشكل من جهة أن العين لا تكذب وإما يكذب القلب بظنه والذي يطابق صدقت أيها
الرجل فإنه لم يمض لله في الواقعة خبر ولا ذكر فكيف يصدق قال والجواب أن إضافة الكذب
إلى العين إضافة الفعل إلى سببه لأنها سبب لاعتقاد القلب وأما قوله صدق الله فإشارة إلى أخبار
الله عز وجل بأنه حكم في الظاهر بما ظهر وفي الباطن بما يظنه وان الظاهر إذا تبين خلافه ترك
كتاب الاستعاذة
قال القاضي عياض استعاذته صلى الله عليه وسلم من هذه الأمور التي قد عصم منها إنما هو ليلتزم
250

خوف الله تعالى واعظامه والافتقار إليه ولتقتدي به الأمة وليبين لهم صفة الدعاء والمهم منه
251

(كان يتعوذ من الجبن) هو ضد الشجاعة (وفتنة الصدر) قال ابن الجوزي هو أن يموت
غير تائب (شتير) بضم الشين المعجمة وفتح المثناة فوق (ابن شكل) بفتح الشين المعجمة
255

والكاف ويقال بإسكان الكاف أيضا (أن أرد إلى أرذل العمر) أي آخره في حالة الكبر
256

والعجز والخوف والارذل من كل شئ الردئ منه (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن)
قال الخطابي أكثر الناس لا يفرقون بين الهم والحزن الا أن الحزن إنما يكون على أمر قد وقع
والهم فيما يتوقع (والعجز) هو ضد القدرة (والكسل) هو التثاقل عن الامر ضد الجلادة
257

(والبخل) هو ضد الكرم (وضلع الدين) بفتح الضاد المعجمة واللام أي ثقله وشدته
(وغلبة الرجال) قال الكرماني هو الهرج والمرج وقال في موضع آخر هو تسلط الرجال
واستيلاؤهم هرجا ومرجا وذلك بغلبة العوام قال وهذا الدعاء من جوامع الكلم
258

(أعوذ بك من أن أزل) بفتح أوله وكسر الزاي من الزلل وروى بالذال من الذل (أو أضل)
بفتح أوله وكسر الضاد وفي رواية أعوذ بك أن أزل أو أضل أو أضل الأول فيهما مبني للفاعل والثاني
للمفعول وهو المناسب بقوله بعده (أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل على) فإن الأول فيهما مبني
للفاعل والثاني للمفعول ويقدر في أجهل على أحد يوازن قوله في الثاني على والمراد بالجهل 7 كذا
268

(من درك الشقاء) بفتح الراء والمعجمة والمد أي لحاقه والمراد به سوء الخاتمة
نعوذ بالله منه (وشماتة الأعداء) هو الحزن بفرح عدوه بما يحزنه (وسوء القضاء)
269

قال الكرماني هو بمعنى المقضي إذا حكم الله من حيث هو حكمه كله حسن لا سوء فيه قالوا
في تعريف القضاء والقدر القضاء هو الحكم بالكليات على سبيل الاجمال في الأزل والقدر
هو الحكم بوقوع الجزئيات التي لتلك الكليات على سبيل التفصيل في الانزال قال تعالى
وإن من شئ الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم (وجهد البلاء) بفتح الجيم هي الحالة
270

التي يختار عليه الموت وقيل هو قلة المال وكثرة العيال قال الكرماني إنما دعا صلى الله عليه
وسلم بذلك تعليما لامته وهذه كلمة جامعة لان المكروه اما أن يلاحظ من جهة المبدأ وهو سوء
القضاء أو من جهة المعاد وهو درك الشقاء أو من جهة المعاش وذلك اما من جهة غيره وهو شماتة
الأعداء أو من جهة نفسه وهو جهد البلاء نعوذ بالله من ذلك (نزلت المعوذتان) بكسر الواو
271

(من وعثاء السفر) بفتح الواو وسكون العين المهملة ومثلثة ومد أي مشقته وشدته (وكآبة المنقلب)
بفتح الكاف والمد وهي تغير النفس من حزن ونحوه والمنقلب بفتح اللام المرجع (والحور بعد
272

الكور) روى بالنون وبالراء قال الترمذي وكلاهما له وجه قال ويقال الرجوع من الايمان
إلى الكفر ومن الطاعة إلى المعصية ومعناه الرجوع من شئ إلى شئ من الشر هذا كلام
الترمذي وكذا قال غيره من العلماء معناه بالراء والنون جميعا الرجوع من الاستقامة والزيادة
إلى النقصان قالوا ورواية الراء مأخوذة من تكوير العمامة وهي لفها وجمعها ورواية النون مأخوذة
من الكون مصدر كان يكون كونا إذا وجد واستقر (ودعوة المظلوم) قال النووي أعوذ
بك من الظلم فإنه يترتب عليه دعاء المظلوم ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب (وسوء
المنظر) بالظاء أي المرأى
273

(عن بشير بن كعب) بضم الموحدة وفتح المعجمة (أن سيد الاستغفار) في رواية أفضل
الاستغفار أي الأكثر ثوابا للمستغفر به من المستغفر بغيره (اللهم أنت ربي لا إله الا أنت
خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت) قال الخطابي أي أنا على ما عاهدتك
عليه ووعدتك من الايمان وإخلاص الطاعة لك ويحتمل يكون معناه أني مقيم على ما عاهدت
إلى من أمرك وأنك منجز وعدك في المثوبة بالاجر واشتراطه الاستطاعة في ذلك معناه الاعتراف
بالعجز والقصور عن كنه الواجب من حقه تعالى (أبوء لك بذنبي) قال الخطابي يريد الاعتراف
279

به ويقال باء فلان بذنبه إذا احتمله كرها لا يستطيع دفعه عن نفسه (فإن قالها حين يصبح
موقنا بها فمات دخل الجنة) قال الكرماني فإن قلت المؤمن وان لم يقلها يدخل الجنة قلت
المراد أنه يدخلها ابتداء من غير دخول النار ولان الغالب أن المؤمن بحقيقتها المؤمن بمضمونها
لا يعصي الله تعالى أو لان الله تعالى يعفو عنه ببركة هذا الاستغفار فإن قلت فما الحكمة في
كونه أفضل الاستغفارات قلت هذا وأمثاله من التعبديات والله أعلم بذلك لكن لا شك أن فيه
ذكر الله بأكمل الأوصاف وذكر نفسه بأنقص الحالات وهو أقصى غاية التضرع ونهاية
الاستكانة لمن لا يستحقها الا هو أما الأول فلما فيه من الاعتراف بوجود الصانع وتوحيده
الذي هو أصل الصفات العدمية المسماة بصفات الجلال والاعتراف بالصفات السبعة التي هي
الصفات الوجودية المسماة بصفات الاكرام وهي القدرة اللازمة من الخلق الملزومة للإرادة
والعلم والحياة والخامسة الكلام اللازم من الوعد والسمع والبصر اللازمان من المغفرة إذ
المغفرة للمسموع وللمبصر لا يتصور الا بعد السماع والابصار وأما الثاني فلما فيه أيضا من
280

الاعتراف بالعبودية وبالذنوب في مقابلة النعمة التي تقتضي نقيضها وهو الشكر
281

(و أعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت) قال الخطابي هو أن يستولي عليه عند مفارقة الدنيا
282

فيضله ويحول بينه وبين التوبة أو يعوقه عن إصلاح شأنه والخروج من مظلمة تكون قبله
أو يؤيسه من رحمة الله أو يكره له الموت ويؤسفه على حياة الدنيا فلا يرضى بما قضاه الله
عليه من الفناء والنقلة إلى الدار الآخرة فيختم له بالسوء ويلقي الله وهو ساخط عليه
283

كتاب الأشربة
(من فضيخ) وهو شراب متخذ من البسر المفضوح أي المشدوخ
286

(لا تجمعوا بين التمر والزبيب ولا بين الزهو والرطب) قال العلماء سبب الكراهة فيه أن الاسكار
يسرع إليه بسبب الخلط قبل أن يتغير طعمه فيظن الشارب أنه ليس مسكرا أو يكون مسكرا والجمهور
على أنه نهى تنزيه والزهو بفتح الزاي وضمها البسر الملون الذي بدا فيه حمرة أو صفرة وطاب
289

(التي يلاث على أفواهها) بالمثلثة أي يشد ويربط
293

(سبق محمد الباذق) قال في النهاية هو بفتح الذال المعجمة الخمر تعريب باده وهو اسم الخمر
بالفارسية أي لم يكن في زمانه أو سبق قوله فيه وفي غيره من جنسه
300

(ينش) أي تغلى يقال نشت الخمر نشيشا
301

(في تور) بالمثناة اناء كالإجانة
302

(والمزادة المجبوبة) قال القاضي عياض بالجيم والباء المكررة وهي التي قطع رأسها فصارت كهيئة
الدن وقيل التي ليس لها عزلاء من أسفلها تنتفس الشراب منها فيصير شرابها مسكرا ولا يدرى به
309

(وان انتشى) قال في النهاية الانتشاء أول السكر ومقدماته وقيل هو السكر نفسه
316

(يزن) أي يتهم من (طينة الخبال) فسر في الحديث والخبال في الأصل الفساد ويكون في
الافعال والأبدان والعقول
317

(دع ما يريبك إلى مالا يريبك) قال في النهاية يروى بفتح الياء وضمها أي دع ما يشك فيه
328

إلى مالا يشك فيه والله سبحانه وتعالى أعلم
329

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. والصلاة والسلام على سيد السادات.
سيدنا محمد الذي جاء بالآيات البينات. والمعجزات الظاهرات. ذلك النبي الأمي الذي نطق
بنوابغ الكلم ونفائس الحكم الباهرات. وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين. وعلى من نهج نهجهم وسلك طريقهم إلى يوم الدين.
وبعد فان أولى الكتب بالعناية. وأحقها بالتبجيل والتكريم والرعاية.
كتب السنن النبوية. الحاوية لأجل الأخلاق المرضية. وأحلى الآداب المصطفوية.
ولما كان كتاب " المجتبى " للإمام النسائي من أدقها ترتيبا. وأقواها إسنادا، وأوسعها
مادة. اهتم حضرة الشاب الأمجد (الحاج مصطفى أفندي محمد) بطبعه. واختار له أوسع
المطابع الشرقية شهرة. وأدقها طبعا وعناية. وهي المطبعة المصرية. إدارة محمد
أفندي محمد عبد اللطيف. الذي لم يترك وسعا في إظهار هذا السفر بمثل هذا الطبع
الجليل. والوضع الحسن الجميل.
هذا وقد اعتزم حضرة (الحاج مصطفى أفندي محمد) أن يوالي بمشيئة الله تعالى
ورعايته. طبع كتب السنة على هذا النمط الرائق. والشكل الفائق. تقريبا إلى
الله، وطلبا لرضاه. فجزي الله ذينك الشهمين الفاضلين أحسن ما يجزي به المخلصين
العاملين. وحشرنا وإياهم تحت لواء خاتم الأنبياء والمرسلين. إنه على ما يشاء قدير.
وبالإجابة جدير؟
330

/ 1