يقول ابن عباس : إنّي لاماشي عمر في سكه من سكك المدينه ، يده في يدي . فقال : يابن عباس ، ما أظنّ صاحبك إلاّ مظلوما ، فقلت في نفسي : والله لا يسبقُني بها . فقلت : يا أمير المؤمنين ، فاردُدْ اليه ظلاّمتَه ، فانتزع يدَه من يدي ، ثم مرّ يهمهم ساعه ثم وقف ، فلحقته . فقال لي : يابن عباس ، ما أظنّ القوم منعهم من صاحبك إلاّ أنّهم استصغروه. فقلت في نفسي : هذه شرّ من الاولى ، فقلت : والله ما استصغره الله حين أمرَه أن يأخذ سوره برأه من أبي بكر(1) قال : فأعرض عني وأسرع ، فرجعت عنه(2) ____________ (1) روى احمد بن حنبل في مسنده ج 1 ص 3 : عن أبي بكر ان النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ بعثه ببرأه لاهل مكه ( لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنه الا نفس مسلمه من كان بينه وبين رسول الله مده فأجله الى مدته والله بريء من المشركين ورسوله ) . قال : فساربها ثلاثا ثم قال ـ صلّى الله عليه وآله ـ : لعلي ـ عليه السلام ـ الحقه فرد عليِّ أبا بكر وبلغها أنت ، قال : ففعل قال : فلما قدم على النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ أبو بكر بكى وقال : يا رسول اللّه حدث فيّ شيء . قال ـ صلّى الله عليه وآله ـ : ما حدث فيك الاخير ولكن أُمرتُ ان لا يبلّغه إلاّ أنا أو رجل مني . وللحديث مصادر كثيره منها: صحيح الترمذي ج 5 ص 257 ح 3091 ، المستدرك للحاكم ج 2 ص 331 ، تفسير الطبري ج 10 ص 45 ، الدر المنثور للسيوطي ج 3 ص 209 وص 210 ، الكشاف للزمخشري ج 2 ص 243 ، شرح نهج البلاغه لابن أبي الحديد ج 6 ص 45 ، فرائد السمطين ج 1 ص 61 ح 28 وص 328 ح 255 ، الغدير للاميني ج 3 ص 245 وج 6 ص 338. (2) السقيفه للجوهري ص 70، شرح النهج لابن أبي الحديد ج 4 ص 45 ، كشف اليقين للحلي ص 461 ح 561، كشف الغمه ج 2 ص 45 .