نسب الاعداء ـ صرف بیت المال نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نسب الاعداء ـ صرف بیت المال - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

نسب الاعداء ـ صرف بيت المال

مناظره اروي بنت حارث مع معاوية و حلبائه


روى ابن عائشه عن حماد بن سلمه عن حميد الطويل عن أنس بن مالك، قال: دخلت أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاويه بن أبي سفيان بالموسم وهي عجوز كبيره، فلما رآها قال: مرحباً بك يا عمه. قالت: كيف أنت يا بن أخي، لقد كفرت بعدي بالنعمه أسأت لابن عمك الصحبه، وتسمّيت بغير اسمك، وأخذت غير حقك، بغير بلاء كان منك ، ولا من آبائك في الإسلام، ولقد كفرتم بما جاء به محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلّم ـ فأتعسَ الله منكم الجدود، وأصعر منكم الخدود حتى رد الله الحق إلى أهله، وكانت كلمه الله هي العليا، ونبينا محمد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ هو المنصور على من ناواه ولو كره المشركون، فكنا أهل البيت أعظم الناس في الدين حظاً ونصيباً وقدراً، حتى قبض الله نبيه ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ مغفوراً ذنبه مرفوعاً درجته، شريفاً عند الله مرضيّاً، فصرنا أهل البيت منكم بمنزله قوم موسى من آل فرعون، يذبحون أبناءهم، ويستحيون نساءهم، وصار ابن عم سيد المرسلين فيكم بعد نبينا بمنزله هارون من موسى(2)، حيث يقول: ( ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ) (3) ولم يجمع بعد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لنا شمل ولم يسهل لنا وعر وغايتنا الجنه وغايتكم النار. قال عمرو بن العاص : أيتها العجوز الضاله، أقصري من قولك، وغضي من طرفك. قالت: ومن أنت لا أم لك؟ قال: عمرو بن العاص.
قالت: يا بن اللخناء النابغه، أتكلّمني أربع على ظلعك، واعن بشأن نفسك، فوالله ما أنت من قريش في اللباب من حسبها، ولا كريم منصبها، ولقد ادّعاك سته من قريش، كلّ يزعم أنه أبوك ولقد رأيت أمك أيام منى بمكه مع كل عبد عاهر (أي فاجر) فأتم بهم فإنك بهم أشبه. فقال مروان بن الحكم: أيتها العجوز الضاله، ساخ بصرك مع ذهاب عقلك، فلا يجوز شهادتك. قالت: يا بني، أتتكلم فوالله لأنت إلى سفيان بن الحارث بن كلده أشبه منك بالحكم وإنك لشبهه في زرقه عينيك وحمره شعرك مع قصر قامته وظاهر دمامته، ولقد رأيت الحكم مادّ القامه، ظاهر الأمه سبط الشعر، وما بينكما قرابه إلاّ كقرابه الفرس الضامر من الأتان المقرب، فاسأل أمك عما ذكرت لك فإنها تخبرك بشأن أبيك إن صدقت. ثم التفتت إلى معاويه فقالت: والله ما عرضني لهؤلاء غيرك وإن أمك للقائله في يوم اُحد في قتل حمزه ـ رحمه الله عليه ـ :
نـحــن جزينـاكم بيوم بدر * والحرب يوم الحرب ذات سُعر
ما كان عن عُتبه لي من صبر * أبي وعمي وأخـي وصهـري شـفيت وحشي غليل صدري * شفيت نفسي وقـضيت نـذري فـشـكر وحشي علي عمري * حتى تغيب أعظمـي في قبري
فأجبتها:
يابـنـت رقاع عظيم الكفر * خُزِيـت فـي بـدر وغير بدر
صـبـحـك الله قبيل الفجر * بالهاشميين الـطــوال الزهر بكل قطاع حـســام يفري * حمزه ليثي وعلي صـقــري إذ رام شبيب وأبوك غـدري * أعطيت وحشي ضمير الصدر هتك وحشي حجاب الستـر * ما للبغايا بعدها مـن فـخــر
فقال معاويه لمروان وعمرو: ويلكما أنتما عرضتماني لها وأسمعتماني ما أكره، ثم قال لها: يا عمه اقصدي قصد حاجتك ودعي عنك أساطير النساء. قالت: تأمر لي بألفي دينار وألفي دينار وألفي دينار. قال: ما تصنعين يا عمه بألفي دينار؟ قالت: أشتري بهاعينا خرخاره في أرض خواره تكون لولد الحارث بن المطلب. قال: نعم الموضع وضعتها، فما تصنعين بألفي دينار؟
قالت: أزوج بها فتيان عبد المطلب من أكفائهم. قال: نعم الموضع وضعتها، فما تصنعين بألفي دينار؟ قالت: أستعين بها على عسر المدينه وزياره بيت الله الحرام. قال: نعم الموضع وضعتها، هي لك نعم وكرامه، ثم قال: أما والله لو كان علي ما أمر لك بها. قالت: صدقت إن علياً أدى الأمانه، وعمل بأمر الله ، وأخذ به، وأنت ضيعت أمانتك، وخنت الله في ماله، فأعطيت مال الله من لا يستحقه، وقد فرض الله في كتابه الحقوق لأهلها وبيئها، فلم تأخذ بها ودعانا (أي عليُّ) إلى أخذ حقنا الذي فرض الله لنا فشغل بحربك عن وضع الأمور مواضعها، وما سألتك من مالك شيئا فتمن به، إنما سألتك من حقنا ولا نرى أخذ شيء غير حقنا، أتذكر عليّاً فض الله فاك وأجهد بلاءك، ثم علا بكاؤها وقالت:
ألا يـا عـين ويحك أسعدينا * ألا وابكي أمير المؤمنـيـنا
رزينا خير من ركب المطايا * وفارسها ومن ركب السفـينا ومن لبَـسَ النعالَ أو احتذاها * ومن قرأ المثاني والمئــينا إذا استقبـلت وجه أبي حسن * رأيت البدر راعَ النـاظـرينا ولا والله لا أنـســى علياً * وحُـسن صلاته في الراكعينا أفي الشهر الحرام فجعتمونا * بخير الناس طُرّاً أجـمــعينا
فأمر معاويه لها بسته آلاف، وقال لها: يا عمه أنفقي هذه في ما تُحبين، فإذا احتجتيني فاكتبي إلى ابن أخيك يحسن صفدك ومعونتك إن شاء الله (4). (1) هي: أروى بنت الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، ابنه عم رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلّم ـ ، أمها غزيه بنت قيس بن طريق بن عبد العزى بن عامر بن عميره ابن وديعه بن الحارث بن فهر ، تزوّجها أبو وداعه بن صبره بن سعيد بن سعد ابن سهم فولدت له: المطلب، وأبا سفيان، وأم جميل، وأم حكيم، والربعه بني أبي وداعه، توفيت حدود سنه 50 هـ. وهي من ربات الفصاحه والبلاغه، كانت أغلظ الوافدات على معاويه بن أبي سفيان، حيث أسمعته ومن معه كلاماً قارصاً ـ ووبخَته على أخذه ما ليس له، واحتجت بأدله وبراهين على خلافه أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ بعد رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وأظهرت مظلوميته. نعم هكذا كنّ نساء العقيده والمبدأ يتحلين بالشجاعه والصبر والثبات على ما أنعم الله عليهن بمعرفه الولايه الحقّه، فتراهنَّ في حياه الإمام علي ـ عليه السلام ـ يقفن إلى جنبه يجاهدن بلسانهن، ويحضرن معه واقعه صفين يحرّضن الرجال على القتال بشعر أو نثر، وبعد استشهاده ـ عليه السلام ـ واغتصاب معاويه الخلافه نراه يبعث وراءهن قاصداً إذلالهنّ وإظهار نفسه أمام الناس بأنه يتحلى بالعفو عند المقدره إذ يعفو عنهن ويُكرمُ بعضهن، إلا أنهن يقفن موقفاً بطولياً ويسمعن معاويه ومن معه كلاماً قارصاً يدل على ثبات عقيدتهن ورسوخها، نعم إنها كلمه حق عند سلطان جائر. عن كتاب أعلام النساء المؤمنات ص99 ـ 103 ( لمحمد الحسون وأم علي مشكور ). راجع ترجمتها في: الطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص50، أعلام النساء ج1 ص28، الأعلام للزركلي ج1 ص290، أعيان النساء ص24. (2) تقدمت تخريجاته. (3) سوره الأعراف: الآيه 150.
وجاء في كتاب الإمامه والسياسه لابن قتيبه ج1 ص20: تحت عنوان: (كيف كانت بيعه علي بن أبي طالب كرم الله وجهه) ... وبقي عمر ومعه قوم، فأخرجوا علياً، فمضوا به إلى أبي بكر، فقالوا له: بايع، فقال: إن أنا لم أفعل فمه؟ قالوا: إذاً والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك، قال: إذاً تقتلون عبدالله وأخا رسوله، قال عمر: أما عبدالله فنعم، وأما أخو رسوله فلا، وأبو بكر ساكت لا يتكلم، فقال له عمر: ألا تأمر فيه بأمرك، فقال: لا أكرهه على شيء ما كانت فاطمه إلى جنبه، فلحق علي بقبر رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ يصيح ويبكي، وينادي: ( يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني )... الخ. (4) بلاغات النساء لابن طيفور ص27، العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي ج1 ص357 باختلاف.
/ 1