رفض خلافه الثلاثه لیس رفض الدین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رفض خلافه الثلاثه لیس رفض الدین - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
رفض خلافه الثلاثه ليس رفض الدين

مناظره شيعي و سني


قال السنّي للشيعي : أنتم معشر الشيعه روافض ، والروافض في الدنيا يشملهم العار ، وفي الاخره مقرهم النار وبئس القرار. أجاب الشيعي بكل هدوء وسكون : عافاك الله يا أخي أليس من العدل والانصاف أن لا يحكم العاقل على غيره بدون دليل ولا برهان ، فما دليلك على أننا روافض ؟ وعلى تقدير صحه ما تقول ، ما هو برهانك على أن علينا في الدنيا العار ، ومصيرنا في الاخره إلى النار وبئس القرار ؟ قال السني : أما كونكم معشرَ الشيعه روافض لانكم ترفضون خلافه خلفاء رسول الله الراشدين ، وهذا أمر لا يمكن لكل شيعي إنكاره ، وهذا من أكبر العار عليكم. وأما كونكم مقركم النار وبئس القرار ، لانه قد قام الاجماع على أن كلّ من امتنع عن الاقرار بخلفاء رسول الله الراشدين ، فهو بمثابه الخروج من الدين ، وهذا أيضا لا يتمكن كل شيعي من إنكاره. فقال الشيعي : عافاك الله يا أخي ، ها أنا شيعي وأنا أتبرؤ من كلّ من رفض خلفاء رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، وأنا أشهد على كل شيعي قد فهم حقيقه التشيع أنه أيضا يتبرء مثلي من كل من رفض خلفاء رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، فدعواك هذه على الشيعه ظلم وافتراء ، وعار على أمثالك من أهل العلم والفضل أن يتصفوا بهذه الصفات الذميمه التي قد يتحاشاها أبسط الجهال والعوام ، وحينئذ لا يبقى لحكمك يا أخي على الشيعه بالنار وبئس القرار أدنى قيمه أو اعتبار. فأين دليلك وبرهانك اللّذان قد اعتمدت عليهما في حكمك هذا الجائر الباطل ، وأرجو المسامحه فأنت أحوجتني لهذا المقال ؟! قال السني ـ وقد استشاط غضبا وغيظا ـ : ألستم معشر الشيعه ترفضون خلافه أبي بكر وعمر وعثمان أصحاب رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وخلفائه الراشدين ، وكيف يمكنك أو يمكن لكل شيعي أن ينكر هذا الامر الذي هو أشهر من نور الشمس عند كل من عرف الشيعه حتى من غير المسلمين ، فما جوابك إن كنت من المنصفين ؟ فقال الشيعي : عافاك الله يا أخي ما ذكرت غير الذي به حكمت ، وبين الموضوعين بون بعيد وفارق عظيم قد كان حكمك السابق مستندا إلى أن الشيعه ترفض خلفاء رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، والان تثبت لهم رفضهم لخلافه أبي بكر وعمر وعثمان ، وهذا موضع آخر غير ما ذكرته سابقا. لان نفس هؤلاء الخلفاء الثلاثه وجميع أتباعهم وأشياعهم يستنكرون على كل من يقول : إن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، قد استخلف وعيّن له خليفه من بعده أو نصّ عليه وأخذ له على الناس الخلافه والولايه ، وكلّهم يشهدون ويجزمون على أن رسول الله قد مات ولم يعين له خليفه ، وهذا شيء كاد أن يكون من خصائص أبي بكر وعمر وعثمان وأشباههم في ذلك العصر ، والباقي أتباعٌ لهم وعنهم قد أخذوا بهذا القول والدعوه التي يدّعونها حتى عصرنا الحاضر. فقولك : إن الشيعه ترفض أو رفضت خلفاء رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، هذا قد تسالم جميع السنّه على إنكاره ورفضه ، فمتى صار أبو بكر وعمر وعثمان خلفاء لرسول الله وهم أشد المنكرين على الشيعه الذين يدّعون أن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، قد أوصى في حياته ونصّ على خليفته وعيّنه بشخصه وذاته وأخذ له من جميع المسلمين على مشهد مائه ألف أو يزيدون يوم غدير خمّ بعد رجوعه من حجه الوداع. ولو نظرت يا أخي بعين الانصاف لكان عنوان الرافضه يصدق على جماعه السنّه بالخصوص دون سواهم ، لانهم هم رفضوا وصيّه رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وخالفوه مخالفه صريحه ، وهذه كتبهم وصحاحهم تشهد بذلك بأوضح ما يكون ، وإذا أردت فهم ذلك جليّا فعليك بكتاب الغدير للشيخ النجفي حتى تعرف الحقيقه إذا كنت تجهلها ، وأبو بكر وعمر هما أوّل من بايع خليفه رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ في غدير خمّ وعمر هو الذي أعلنها صرخه مدوّيه في ذلك المكان وهو يقول : بخ بخ لك يابن أبي طالب لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنه (1) ، حتى قام حسان بن ثابت وأنشد في ذلك الموقف أبياته التي قَلّ أن يخلو منها كتاب مؤرخ من محدثيهم وصحاحهم وإليك بها :
يُناديهمُ يـوم الغديـــر * بِخُمٍّ وأسمع بالرســول نبيُّهــم مناديـــا
يقولُ فمـن مولاكُــمُ * فقالوا ولم يُبدوا هنـاك ووليّكــم التعاميـــا
إلهك مولانــا وأنــت * ولم تر منّا في الولايـه وليُّنــا عاصيـــا
فقال له : قـم يـا عليّ * رضيتك من بعدي إماما فإننــي‌ وهاديـــا
فمن كنت مـولاه فهـذا * ‌فكونوا له أنصار صدق وليّــه مواليـــا
هناك دعـا : الّلهـم والِ * ‌وكن للذي عادى عليّاً وليّــه معاديـا (2)
وقد أخرج الطبري محمد بن جرير فى كتاب الولايه عن زيد بن أرقم أن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ جعل يقول في ذلك الموقف الرهيب ويخاطب الجموع الغفيره المتراصه حوله : معاشر الناس قولوا أعطيناك على ذلك عهدا عن أنفسنا وميثاقا بألسنتنا وصفقه بأيدينا نؤديه إلى أولادنا وأهالينا ، لا نبغي بذلك بدلاً وأنت شهيد علينا وكفى بالله شهيدا ، قال زيد بن أرقم : فعند ذلك بادر الناس يقولون : نعم نعم سمعنا وأطعنا ، وكان أبو بكر وعمر أوّل من صافق وتداكوا على رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وعلى عليّ ـ عليه السلام ـ. وخصوص حديث تهنئه الشيخين رواه من أئمه الحديث والتفسير ما يزيد على ستين محدثا وراويا ومؤرخا وكاتبا راجع الغدير الجزء الاول ص272 ترى العجب العجيب. وأما قولك الاخير إن الشيعه ترفض خلافه أبي بكر وعمر وعثمان فهذا شيء صحيح لا ينكره ولا واحد من الشيعه وقوام الشيعه على هذا الانكار والاستنكار ، وهذا فخر وشرف للشيعه لان الذي دعاها لانكار ذلك هو نفس إطاعتها وإذعانها لامر نبيها محمد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، والثبات على عهده الذي أعطوه إيّاه في غدير خمّ بأمر من الله تعالى حينما أنزل على نبيّه ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ في ذلك الموضع وألزمه بالتبليغ وهدده إذا هو لم يبادر ويعلن خلافه عليّ ـ عليه السلام ـ من بعده قبل أن تتفرق الجموع الهائله وتذهب جهوده أدراج الرياح ، فأنزل عليه قوله عزوجل : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) (3) ، فلم يكتف بالتهديد حتى أخبره أنك إن لم تفعل فجميع جهادك وجهودك يذهب هباءً منثورا ، ولا يترتب عليه أدنى أثر أو نفع ، ولذا تراه بعد قيامه بواجب التبليغ والاعلان نزل قوله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً ) (4) فجعل النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ يقول : الحمد للّه على إكمال الدين وإتمام النعمه من الله بولايه أخي وابن عمي وخليفتي من بعدي عليّ بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ (5). وإذا الشيعه رفضت كلّ من خالف الله ورسوله لا خصوص أبي بكر وعمر وعثمان ، وتمسكتْ بأمر الله ورسوله تكون مذمومه ومستحقه لعذاب النار كيف يكون ذلك (6) ؟! (1) راجع : ترجمه امير المؤمنين ـ عليه السلام ـ من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج2 ص75 ح575 و 577 ، المناقب للخوارزمي الحنفي ص94 ، شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي ج1 ص158 ح213 ، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ص18 ح 24 ، فرائد السمطين ج1 ص77 ح44 ، ينابيع الموده للقندوزي الحنفي ص30 و31 و 249 ط 1 اسلامبول وص33 و 34 و 297 ط الحيدريه ، تفسير الفخر الرازي الشافعي ج3 ص63 ط الدار العامره بمصر وج12 ص50 ط مصر 1375 هـ ، احقاق الحق ج6 ص256 ، الغدير للاميني ج1 ص276 ، بتفاوت. (2) مناقب الخوارزمي ص135 ح152 ، فرائد السمطين الجويني ج1 ص73 ح39 وص74 ح40 ، تذكره الخواص لابن الجوزي ص80 ، بحار الانوار ج37 ص150 ، سفينه البحار ج2 ص306 ، وقد روي هذا الشعر في مصادر كثيره جدا راجع : الغدير للاميني ج2 ص34 ـ 39. (3) سوره المائده : الايه 67.
(4) سوره المائده : الايه 3. (5) شواهد التنزيل للحسكاني ج1 ص200 ح 210 وما بعده ، مناقب أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان الكوفي ج1 ص118 ح66 وص137 ح76. (6) ماذا في التاريخ للقبيسي ج12 ص61.
/ 1