حاشية على أصول الكافي نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حاشية على أصول الكافي - نسخه متنی

بدر الدین بن احمد حسینی عاملی؛ گردآورنده: محمد تقی موسوی؛ محقق: علی فاضلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الكتاب: الحاشية على أصول الكافي
المؤلف: السيد بدر الدين بن أحمد الحسيني العاملي
الجزء:
الوفاة: 1020
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ قسم الفقه
تحقيق: جمعها ورتبها السيد محمد تقي الموسوي سنة 1094 / تحقيق علي الفاضلي
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: 1425 - 1383ش
المطبعة: دار الحديث
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
ردمك: 964-7489-61-7
ملاحظات: ايران : قم المقدسة ، شارع معلم ، رقم 125 ، هاتف : 02517740545 - 02517740523 / لبنان : بيروت ، حارة حريك ، شارع دكاش ، هاتف : 03553892 - 01272664 / عنوان الاينترنت : www.hadith.net البريد الالكتروني : hadith@hadith.net
بسم الله الرحمن الرحيم

1
مركز بحوث دار الحديث: 68
عاملي، سيد بدر الدين بن أحمد، قرن 11 ق.
الحاشية على أصول الكافي / السيد بدر الدين بن أحمد الحسيني العاملي؛ جمعها ورتبها السيد محمد تقي الموسوي،
تحقيق علي الفاضلي. - قم: دار الحديث، 1424 ق = 1382.
352 ص.: نمونه. - (مركز تحقيقات دار الحديث؛ 68 الشروح والحواشي على الكافي؛ 2)
22000 تومان ISBN: 964 - 7489 - 61 - 7
فهرستنويسى بر أساس اطلاعات فيپا.
كتاب نامه: ص 337 - 343؛ همچنين به صورت زيرنويس.
1. كليني، محمد بن يعقوب، - 329 ق. أصول الكافي - نقد وتفسير. 2. أحاديث شيعه - قرن 4 ق. الف. موسوي،
سيد محمد تقى، قرن 11 ق. گردآورنده. ب. فاضلي، على،.... 134 - مصحح. ج. كليني، محمد بن يعقوب. - 329 ق. أصول
الكافي د. عنوان.
212 / 297
220371382 ك 8 ك / 5 / 129 BP
فهرست نويسى توسط كتاب خانه تخصصي دار الحديث

2
الشروح والحواشي على الكافي (2)
الحاشية على أصول الكافي
السيد بدر الدين بن أحمد الحسيني العاملي
(كان حيا سنة 1060 ق)
جمعها ورتبها
السيد محمد تقي الموسوي سنة 1094 ق
تحقيق
علي الفاضلي

3
الحاشية على أصول الكافي
مؤلف: السيد بدر الدين بن أحمد الحسيني العاملي
جمعها ورتبها: السيد محمد تقي الموسوي
تحقيق: علي الفاضلي
المقابلة المطبعي: محمود سپاسى، مصطفى اوجى، مهدى جوهرچى
نضد الحروف والإخراج الفني: سيد علي موسوي كيا
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
الطبعة: الأولى، 1424 ق / 1382 ش
المطبعة: دار الحديث
الكمية: 500 نسخة
الثمن: 2200 تومان
دار الحديث للطباعة والنشر
مؤسسة دار الحديث العلمية الثقافية
دار الحديث للطباعة والنشر: قم، شارع معلم، قرب ساحة الشهداء، الرقم 125
الهاتف: 7741650 0251 - 7740523 0251 ص. ب: 4468 / 37185
hadith @ hadith. net
http: / / www. hadith. net

4
تصدير
لا يزال الكافي يحتل الصدارة الأولى من بين الكتب الحديثية عند الشيعة
الإمامية، وهو المصدر الأساس الذي لا تنضب مناهله ولا يمل منه طالبه، وهو
المرجع الذي لا يستغني منه الفقيه، ولا العالم، ولا المعلم، ولا المتعلم، ولا
الخطيب، ولا الأديب. فقد جمع بين دفتيه جميع الفنون والعلوم الإلهية، واحتوى
على الأصول والفروع. فمنذ أحد عشر قرنا وإلى الآن اتكأ الفقه الشيعي الإمامي
على هذا المصدر لما فيه من تراث أهل البيت (عليهم السلام)، وهو أول كتاب جمعت فيه
الأحاديث بهذه السعة والترتيب. وبعد ظهور الكافي اضمحلت حاجة الشيعة إلى
الأصول الأربعمائة، لوجود مادتها مرتبة، مبوبة في ذلك الكتاب. ولقد أثنى على
ذلك الكتاب القيم المنيف والسفر الشريف كبار علماء الشيعة ثناء كثيرا؛ قال
الشيخ المفيد في حقه: " هو أجل كتب الشيعة وأكثرها فائدة ". وتابعه على ذلك من
تأخر عنه.
ومن عناية الشيعة الإمامية بهذا الكتاب واهتمامهم به أنهم شرحوه أكثر من
عشرين مرة، وتركوا ثلاثين حاشية عليه، ودرسوا بعض أموره، وترجموه إلى غير
العربية، ووضعوا لأحاديثه من الفهارس ما يزيد على عشرات كتب، وبلغت
مخطوطاته في المكتبات ما يبلغ على ألف وخمسمائة نسخة خطية، وطبعوه ما
يزيد على عشرين طبعة.
ومن المؤسف أن الكافي وشروحه وحواشيه لم تحقق تحقيقا جامعا لائقا به،

5
مبتنيا على أسلوب التحقيق الجديد، على أن كثيرا من شروحه وحواشيه لم تطبع
إلى الآن وبقيت مخطوطات على رفوف المكتبات العامة والخاصة، بعيدة عن
أيدي الباحثين والطالبين.
هذا، وقد تصدى قسم إحياء التراث في مركز بحوث دار الحديث تحقيق
الكافي، وأيضا تصدى في جنبه تحقيق جميع شروحه وحواشيه - وفي مقدمها ما
لم يطبع - على نحو التسلسل.
ومنها هذه الحاشية التي بين يديك أيها القارئ العزيز، التي لم تطبع حتى الآن.
كان مؤلفها السيد بدر الدين بن أحمد بن إدريس العاملي من أكابر علماء الإمامية
في القرن الحادي عشر، تلمذ على يد علماء كبار كالشيخ البهائي والشيخ محمد
بن الحسن صاحب المعالم. وقد تصدى لمدحه كل من ذكره، منها الشيخ البهائي
في إجازة كتبها له بهذه الألفاظ: " الفاضل الزكي، الذكي الألمعي، ذي الفطنة
النقادة، والفطرة الوقادة، والتحقيق الرائق، والتدقيق الفائق، شمس سماء السيادة،
وبدر فلك الإفادة، وغرة سيماء الرفعة، والبحاثة، السيد بدر الدين الحسيني
العاملي ". وحاشيته هذه مع اختصارها تشتمل على نكات ولطائف كثيرة لا يخفى
على المتأمل الخبير.
ونعرب في ختام المطاف عن جزيل شكرنا وتقديرنا إلى المحقق المدقق
حجة الاسلام الشيخ علي الفاضلي لتصحيحه وتحقيقه هذا الأثر القيم والتراث
الخالد؛ نسأل الله تعالى أن يجعل هذا الجهد ذخرا له يوم لا ينفع مال ولا بنون، إنه
سميع الدعاء.
قسم إحياء التراث
في مركز بحوث دار الحديث
محمد حسين الدرايتي

6
مقدمة التحقيق
المؤلف
هو بدر الدين بن أحمد بن إدريس العاملي الأنصاري (1) الحسيني (2). قال أستاده الشيخ
البهائي (م 1030) في إجازته له:
فقد أجزت لسيدنا الأجل، الفاضل الزكي، الذكي الألمعي، ذي الفطنة
النقادة، والفطرة الوقادة، والتحقيق الرائق، والتدقيق الفائق، شمس سماء
السيادة، وبدر فلك الإفادة، وغرة سيماء الرفعة، والبحاثة السيد بدر الدين
الحسيني العاملي - وفقه الله سبحانه لارتقاء أرفع معارج الكمال، وبلغه
أقصى المطالب والآمال - أن يروي. (3)
وقال الشيخ الحر (م 1104):
السيد بدر الدين بن أحمد العاملي الأنصاري، ساكن طوس، أحد المدرسين
بها، كان عالما فاضلا محققا ماهرا مدققا فقيها محدثا، عارفا بالعربية،
أديبا شاعرا. توفي بطوس وكان مدرسا بها، وهو من المعاصرين ولم أره
ولكني رويت عن تلامذته عنه. (4)



1. قال السيد محسن الأمين في الأعيان، ج 3، ص 549: الأنصاري نسبة إلى أنصار بلدة من جبل عامل من
عمل الشقيف.
2. هكذا عبر المؤلف عن نفسه كما جاء في آخر كتاب منتقى الجمان الذي كتبه بخطه الشريف عن نسخة
أستاده الشيخ محمد بن صاحب المعالم، والنسخة محفوظة في مكتبة المرعشي بالرقم 5277، وكان لقب
جده إدريس فخر الدين كما جاء في إجازته لتلميذه الأمير مصطفى الآذربيجاني.
3. ستأتي هذه الإجازة بتمامها عند ذكر مشايخه.
4. أمل الآمل، ج 1، ص 33.
7
وذكره تلميذه السيد محمد بن علي بن محيي الدين الموسوي العاملي في
مقدمة شرحه شواهد شرح الألفية لابن الناظم فقال:
وكثيرا ما يختلج بخاطري الفاتر أن أجعل لأبياته شرحا - إلى أن قال -: غير
أنه قد كان يثبطني عن الإقدام قصور البضاعة، حتى صدرت إشارة بإمضاء
تلك العزيمة من عالي حضرة السيد السند، العالم العامل، المحقق المدقق،
النحرير، جمال الفضلاء والمتكلمين، عمدة العلماء والمتبحرين، شرف
الملة الباهرة، سلالة العترة الطاهرة، من سهل من العلوم الأدبية طامحها،
وذلل من القواعد العلمية جامحها، فشهدت بفضله الأفاضل، وانقادت
لطاعته الأماثل، وهو سيدنا وملاذنا ومخدومنا السيد بدر الدين الحسيني
العاملي الأنصاري لا زالت بدور إفاداته ساطعة الشعاع، وشواهد فضائله
مكشوفة القناع، في جميع الأرباع والأقطاع، فتلقيتها بالقبول، وشمرت عن
ساعد الجد حيث لم أجد بدا من ذلك. (1)
ووصفه تلميذه خواجة علي بن محمد هاشم المشهدي في إجازته لتلميذه
الآخر السيد مرتضى الآذربيجاني ب‍: " السيد السند، الجليل النبيل، المدقق النحرير،
صاحب الأطوار المرضية، المتفرد بمزايا الكمال والإفضال، جامع المعقول والمنقول
السيد بدر الدين العاملي " وستأتي الإجازة بتمامه عند ذكر تلامذته.
وذكره تلميذه الآخر محمد مؤمن بن شاه قاسم السبزواري في الإجازة التي كتبها
لمير مرتضى بن مصطفى التبريزي في 1060 ووصفه بقوله:
السيد السند، الحسيب النسيب، زبدة المتقدمين، وأسوة المتأخرين، الفائق
في فنون العربية وعلم الفقه والحديث على أهل زمانه السيد بدر الدين
الحسيني العاملي المدرس في الروضة سلمه الله تعالى. (2)
أساتيذه
1. الشيخ البهائي (م 1030)



1. أعيان الشيعة، ج 3، ص 549.
2. الإجازات العلمية عند المسلمين، ص 92؛ طبقات أعلام الشيعة، ج 5، ص 78 وفيها " الحسني " وقوله: " سلمه
الله تعالى " لم يرد في الإجازات العلمية.
8
أجازه في 18 شهر ذي القعدة الحرام سنة 1026، وهذه الإجازة كتبها البهائي بخطه
الجميل من دون تنقيط في آخر كتاب شرح الألفية لوالده الشيخ حسين بن
عبد الصمد، الذي كتبه المؤلف السيد بدر الدين ببلدة تفليس (عاصمة جورجيا
الحالية) في سنة 1023 وهذه النسخة محفوظة في مكتبة المرعشي بالرقم 3614
والإجازة هي:
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد حمد الله على جزيل آلائه، والصلاة على سيد أنبيائه، وأشرف
أوليائه، فقد أجزت لسيدنا الأجل، الفاضل الزكي، الذكي الألمعي، ذي
الفطنة النقادة، والفطرة الوقادة، والتحقيق الرائق، والتدقيق الفائق، شمس
سماء السيادة، وبدر فلك الإفادة، وغرة سيماء الرفعة، والبحاثة، السيد
بدر الدين الحسيني العاملي - وفقه الله سبحانه لارتقاء أرفع معارج الكمال،
وبلغه أقصى المطالب والآمال - أن يروي عني الأصول الأربعة التي عليها
المدار في هذه الأعصار، أعني الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار، لمشايخنا
المحمدين الثلاثة: ثقة الإسلام أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني قدس الله
روحه، ورئيس المحدثين أبي جعفر محمد ابن بابويه القمي طاب ثراه،
وشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي عطر مثواه، فهؤلاء
المشايخ الثلاثة هم عمدة محدثي الفرقة الناجية الإمامية - رضي الله عنهم
وأرضاهم، وصير أعلى غرف الجنان مأواهم - وكتبهم الأربعة المذكورة هي
أمهات كتب الحديث التي منها تستنبط الأحكام الشرعية، وتستخرج
المطالب الأصلية والفرعية، وسندي إليهم - قدس الله أسرارهم، وأعلى في
عليين قرارهم - مذكور في سند الحديث الأول من كتاب الأحاديث
الأربعين، فليرو السيد الأجل المشار إليه جميع ما تضمنته الكتب الأربعة
المذكورة من الأحاديث، بأسانيدها المتصلة بأصحاب العصمة - سلام الله
عليهم أجمعين - سالكا صراط الاحتياط الذي لا يضل سالكه، ولا تظلم
مسالكه، وكذلك أجزت له - أيدت معاليه - أن يروي جميع كتب أعاظم

9
علمائنا الذين تضمن سند ذلك الحديث ذكر أسمائهم - سقى الله ضرائحهم
شآبيب الرضوان، وأحلهم أرفع فراديس الجنان -، وكذلك أجزت له - أدام
الله تأييده، وأجزل عليه نعمه ومزيده - أن يروي جميع مؤلفاتي في الفنون
النقلية والعقلية من الأصول والفروع، سيما تفسير القرآن المجيد الموسوم
بالعروة الوثقى، وكتاب الحبل المتين، وكتاب مشرق الشمسين، وكتاب مفتاح الفلاح،
كتاب الأربعين، وشرح الصحيفة الكاملة، وكتاب زبدة الأصول، وحواشي المختلف،
وحواشي شرح المختصر العضدي، وحواشي تفسير البيضاوي، وحواشي القواعد
الشهيدية، وحواشي المطول، والاثني عشريات الثلاث، وتشريح الأفلاك، وخلاصة
الحساب، ورسالة الأسطرلاب.
والملتمس منه - أدام الله توفيقه، ويسر إلى ما روم طريقه - أن يجريني على
باله في مظان الإجابة، ومحال الإنابة، لكيما تهب نسمات القبول على
رياض الآمال، ويحصل ببركة دعائه صلاح الأحوال، ونسأل الله سبحانه أن
يوفقه وإيانا لصالح الأعمال، وأن يشغلنا جميعا بما يثمر النجاة، وعلو
الدرجات في المآل، فإن ذلك أهم المطالب وأولاها، وأقصى المآرب
وأسناها.
كتب هذه الأحرف بيده الفانية الجانية أقل الأنام محمد المشتهر ببهاء الدين
العاملي - وفقه الله للعمل في يومه لغده قبل أن يخرج الأمر من يده - في
ثامن شهر ذي قعدة الحرام سنة ألف وست وعشرين؛ حامدا مصليا مسلما
مستغفرا والحمد لله رب العالمين.
2. الشيخ محمد بن الحسن صاحب المعالم (م 1030)
صرح بذلك في كتابنا هذا، ص 42 و 84 وفي آخر كتاب منتقى الجمان الذي كتبه
بخطه، وفي إجازته لتلميذه الأمير مصطفى الآذربيجاني حيث قال: " وما حدثني به
شيخي ومرشدي الشيخ البارع الورع الفاضل أبو جعفر محمد بن الحسن العاملي ".

10
تلامذته
1. خواجة علي بن محمد هاشم المشهدي (1)
صرح بذلك في إجازته للسيد الأمير مرتضى الآذربيجاني الآتي ترجمته، وهذه
الإجازة كتب في آخر تهذيب الاحكام للشيخ الطوسي، وهي موجودة في مكتبة الإمام
الصادق (عليه السلام) في بروجرد ومنها مصورة في مركز إحياء التراث الإسلامي بالرقم 951،
والإجازة هي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا ينقطع سلسلة رواته بحار إنعاماته المتكاثرة، والصلاة على
مصحح طرق نعمائه وآلائه المتواترة، وعلى آله المتممين لمنته،
والمستكملين لسنته.
أما بعد، فيقول العبد المحتاج إلى عفو ربه الغني المغني السرمدي الأبدي
خواجة علي بن محمد هاشم المشهدي: إن الولي الجليل، السيد السند
النبيل، الذي تفرد بمزايا الكمال، وتوحد بمراتب الفضل والإفضال،
صاحب الفطنة النقادة، والفطرة الوقادة، محروسا بعناية الملك العلام، مؤيدا
بمزيد التوفيق إلى يوم القيام، الأمير المرتضى ولد السيد النحيب المرحوم
المبرور الأمير المصطفى الآذربيجاني التبريزي قد قرأ علي كتاب التهذيب
وطرفا جيدا من الكليني قراءة بحث وإيقان وتحقيق وإتقان، والتمس أن
أجيز له جميع ما يجوز له روايته. ورأيت أن إجازته مما لا يجوز لي تركها،
فأجزت له أن يروي عني كل ما يجوز لي روايته بطرقي المذكورة في إجازة
شيخي وأستاذي واستنادي زبدة العلماء المدققين وفخر المحققين، شيخ
الطائفة المحقة السيد الجليل القدر والمنزلة، صاحب الخصائل المرضية،
المرحوم المغفور برحمة ربه الغني حسن بن ولي الله الرضوي القائني، وهو



1. له ترجمة في طبقات أعلام الشيعة (الروضة النضرة)، ج 5، ص 414.
11
يقرأ على الشيخ المرحوم المبرور محمد بن الحسن بن زين الدين العاملي
الشهير بالشهيد الثاني، وهو يروي عن والده - أنار الله مرقده - المحقق
جمال الدين الحسن - قدس الله روحه - عن الشيخ الجليل الأفضل الشيخ
حسين بن عبد الصمد - قدس الله سره - عن الشيخ العلامة الشهيد زين الملة
والدين - قدس الله سره -، عن الشيخ الجليل الأفضل الفقيه علي بن
عبد العالي الميسي، عن الشيخ شمس الدين محمد بن المؤذن الجزيني، عن
الشيخ ضياء الدين علي، عن والده الشيخ الأجل الأوحد الشيخ شمس
الدين محمد بن مكي - قدس الله أرواحهم -، عن الشيخ الجليل فخر الدين
أبي طالب محمد، عن والده العلامة جمال الدين الحسن ابن مطهر، عن
شيخه المحقق أبي القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد - قدس الله أرواحهم -
عن السيد الجليل فخار بن معد الموسوي، عن الشيخ الأوحد أبي الفضل
شاذان بن جبرئيل القمي، عن الشيخ الفقيه عماد الدين أبي جعفر محمد بن
أبي القاسم الطبري، عن الشيخ الأجل أبي علي الحسن، عن والده شيخ
الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي - قدس الله تعالى أرواحهم -
جميع مصنفاته ومروياته المذكورة في الفهرست.
منها الكتاب [كذا] الكافي بطريق الشيخ إلى مؤلفه الشيخ الجليل ثقة الإسلام
محمد بن يعقوب الكليني - قدس الله روحه - وهو عن الشيخ المفيد، عن
الشيخ الأفضل جعفر ابن قولويه، عن محمد بن يعقوب - قدس الله سرهم -.
ومنها كتاب من لا يحضره الفقيه عن الشيخ المفيد، عن رئيس المحدثين
الصدوق محمد بن علي ابن بابويه - قدس الله تعالى سره -.
وأسند قراءة الكافي من أوله إلى آخره ونصف التهذيب إلى السيد السند
الجليل النبيل المدقق النحرير صاحب الأطوار المرضية، المتفرد بمزايا
الكمال والإفضال، جامع المعقول والمنقول، السيد بدر الدين العاملي،
وأجاز لي أن أذكر وأروي عنه جميع ما قرأته عليه، وهو يستند بعض قراءته
إلى الشيخ الجليل النحرير المرحوم المبرور بهاء الملة والدين بهاء الدين
العاملي ويجيزه في النقل والرواية عنه.

12
وقرأت بعض الأصول من الكافي على الشيخ الكبير، والعالم النحرير، جامع
المعقول والمنقول، حاوي الفروع والأصول، المكرم الفضائل القدسية،
والكمالات اللاهوتية، شمس الملة والدين مولانا شمسا الجيلاني، وهو
يستند إجازته إلى السيد المرحوم المبرور أمير محمد باقر الداماد.
وقرأت طرفا من التهذيب في خدمة السلطان [كذا] العارفين والسالكين،
السيد النحرير، والكامل الكبير السيد نور الدين - سلمه الله تعالى عن الآفات
والعاهات - في مكة المعظمة - صانها الله من البليات -.
والمأمول من جناب المولى السيد - أيده الله - سلوك سبيل الاحتياط، كما
أن المرجو عدم الإغفال من صالح الدعوات في مظان الإجابات.
وقد اتفق كتابة ما كتب في مشهدنا من الأئمة الأطهار عليه وعلى آبائه
وأولاده المعصومين أفضل الصلوات، وأكمل التحيات في سنة ستين من
الهجرة بعد الألف على مهاجرها ألف ألف التحية إلى يوم الدين.
2. محمد مؤمن بن شاه قاسم السبزواري
صرح بذلك السبزواري نفسه في إجازته (1) لتلميذه السيد المرتضى الآذربيجاني
حيث قال:
واعلم أني قد قرأت معظم معظم الكتب الأربعة على شيخي ومعتمدي وثقتي
المرحوم المبرور الفاضل التقي محمد الشهير بنصر المحدث التوني (رحمه الله) ثم
قابلت بعض ما بقي منها مع الشيخ المرحوم المغفور الورع التقي الكامل
الشيخ حسن بن المشغري العاملي... ثم قابلت التتمة مع السيد السند
الحسيب النسيب زبدة المتقدمين، وأسوة المتأخرين، الفائق في فنون
العربية وعلم الفقه والحديث على أهل زمانه السيد بدر الدين الحسيني
العاملي، المدرس في الروضة الرضية الرضوية.



1. طبعت هذه الإجازة في كتاب الإجازات العلمية عند المسلمين، ص 91 - 94 وكتبها في سنة 1060.
13
ذكر ذلك أيضا آغابزرگ في ترجمته من الطبقات (ج 5، ص 594)، وله ترجمة
أيضا في الأمل (ج 2، ص 296).
3. السيد محمد بن علي بن محيي الدين الموسوي العاملي
ذكره الحر في الأمل وقال:
كان عالما فاضلا أديبا ماهرا شاعرا محققا عارفا بفنون العربية والفقه
وغيرهما، من المعاصرين، تولى قضاء المشهد الشريف بطوس، قرأ عند
السيد بدر الدين الحسيني العاملي المدرس، وعند السيد حسين بن
محمد بن علي بن أبي الحسن الموسوي شيخ الإسلام وغيرهما.
له كتاب شرح شواهد ابن المصنف، كبير حسن التحقيق، ويرد فيه أقوال
العيني كثيرا، وله شعر قليل لا يحضرني منه شيء. (1)
4. السيد الأمير مرتضى بن مصطفى الآذربيجاني التبريزي (2)
أجازه في سنة 1060، وهذه الإجازة كتبها بخطه الشريف في آخر كتاب
تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي، وهي موجودة في مكتبة الإمام الصادق (عليه السلام) في
بروجرد كما في مجلة وقف، ميراث جاويدان 21 / 125 ومصورة منها في مركز
إحياء التراث الإسلامي بالرقم 951 والإجازة هي:
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد حمد الله على جزيل آلائه، والصلاة على سيد أنبيائه وأشرف
أوليائه، فقد قرأ علي وسمع مني طرفا جيدا من كتاب الاستبصار والتهذيب



1. أمل الآمل، ج 1، ص 175، وله ترجمة أيضا في أعيان الشيعة، ج 10، ص 5 - 6، وطبقات أعلام الشيعة، ج 5،
ص 529 - 530.
2. له ترجمة في طبقات أعلام الشيعة، ج 5، ص 559.
14
والكافي السيد السند الأجل، الفاضل الزكي، الذكي، ذي الفطنة النقادة،
والفطرة الوهاجة الوقادة، والتحقيق الرائق، والتدقيق الفائق الأمير المرتضى
ولد السيد النجيب الحسيب المرحوم المبرور الأمير مصطفى الآذربيجاني
التبريزي، وسألني أن أجيز له ما يجوز لي روايته عن مشايخي - رضوان الله
عليهم أجمعين - فأجزت له - وفقه الله لارتقاء أرفع معارج الكمال، وبلغه
أقصى المآرب والآمال - أن يروي عني الأصول الأربعة التي عليها المدار
في هذه الأعصار، أعني الكافي، والفقيه والتهذيب والاستبصار، لمشايخنا
المحمدين الثلاثة: ثقة الإسلام أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني الرازي
قدس الله روحه، ورئيس المحدثين أبي جعفر محمد ابن بابويه القمي طاب
ثراه، وشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي عطر مثواه، فهؤلاء
المشايخ الثلاثة هم عمدة محدثي الفرقة الناجية الإمامية - رضي الله عنهم
وأرضاهم، وصير في أعلى غرف الجنان مأواهم - وكتبهم الأربعة هي
أمهات الحديث التي منها تستنبط الأحكام الشرعية، وتستخرج المطالب
الأصولية والفرعية، وسندي إليهم - قدس الله أسرارهم، وجعل في أعلى
عليين قرارهم - ما حدثني به أستادي، ومن إليه في العلوم الشرعية
استنادي، البالغ بشهرته في المشارق والمغارب حدا لا يحتاج معه إلى
الإطناب في الأوصاف والألقاب الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين بن
عبد الصمد العاملي الحارثي - قدس الله أرواحهم - عن والده رحمه الله ببقية
السند المذكور في أول حديث من كتاب الأربعين، وما حدثني به شيخي
ومرشدي الشيخ البارع الورع الفاضل أبو جعفر محمد بن الحسن العاملي،
عن أبيه الحسن، عن جده الشهيد الثاني - نور الله مضاجعهم - ببقية السند
المذكور في الفوائد الاثنتي عشر (1) [ية] المذكورة في كتاب [منتقى] الجمان في
الأحاديث الصحاح والحسان، فليرو [ب‍] السند المذكور المشار إليه ما تضمنته



1. في النسخة: " الاثني ".
15
الكتب الأربعة المذكورة من الأحاديث بأسانيدها المتصلة بأصحاب
العصمة - سلام الله عليهم أجمعين - سالكا صراط الاحتياط الذي لا يضل
سالكه، ولا تظلم مسالكه.
وكتب هذه الأحرف بيده الفانية بدر الدين بن أحمد بن فخر الدين الحسني (1)
العاملي - عامله الله بلطفه الخفي، إنه جواد كريم - في اليوم الخامس
والعشرين من شهر المحرم سنة ستين وألف حامدا مصليا.
والملاحظ على هذه الإجازة أنها مقتبسة من الإجازة المتقدمة للشيخ البهائي.
مؤلفاته
1. الحاشية على أصول الكافي. وهو كتابنا هذا، وسيأتي البحث عنها.
2. الحاشية على فروع الكافي. ذكرها جامع هذه الحاشية السيد محمد تقي
الموسوي في آخرها حيث قال: " والمسؤول من الله أن يوفقني لجمع حواشي
الفروع في محل آخر ".
3. الحاشية على المطول. ينقل عنها في كتابنا هذا في باب أن الأئمة ورثوا علم النبي
وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم.
4. شرح الاثني عشرية الصلاتية. ذكره في الأمل (ج 1، ص 42) وقال: " رأيته بخطه،
وتاريخ الفراغ من تأليفه سنة 1025 ".
5. شرح الاثني عشرية الصومية. ذكره في الأمل.
6. شرح زبدة الأصول لشيخه البهائي. ذكره في الأمل. وعنه في الذريعة (ج 13،
ص 299) وفي طبقات أعلام الشيعة (ج 5، ص 78).



1. كذا في هذا الموضع وفي بعض نسخ الأمل، وفي سائر المواضع الذي عبر عن نفسه، وسائر المصادر:
الحسيني. والجمع بينهما ممكن.
16
7. عيون جواهر النقاد في حجية أخبار الآحاد. رسالة في العمل بخبر الواحد، ذكره في
الأمل، (ج 1، ص 42) وقال: " استقصى فيها الأدلة وتتبع الأخبار في ذلك، ولم يدع
شيئا يمكن الاستدلال به [إلا ذكره] إلا أن أدلته لا تصريح فيها بالخلو عن القرينة ".
وقال الأفندي في تعليقاته على الأمل (ص 40): " مبسوطة رأيتها بإسترآباد ".
وذكره آغابزرك في الذريعة (ج 6، ص 270) عن الأمل بعنوان حجية الأخبار.
قال الشيخ الحر العاملي:
وله حواش كثيرة على الأحاديث المشكلة، وله شعر قليل، ومن شعره قوله:
يا ليلة قصرت وباتت زينب * تجلو علي بها كؤوس عتاب
لو أنها ترضى مشيبي والهوى * يرضى لقاء من وراء حجاب
وحلولها دارا تهدم ربعها * وقضى عليها ربها بخراب
لأطلت ليلتنا بأسود ناظر * وسواد عين مع سواد شباب (1)
ومن نشاطاته العلمية استنساخه بخطه الشريف كتاب شرح الألفية لوالد أستاذه
الشيخ البهائي الموجود في مكتبة المرعشي بالرقم 3614، وكتاب منتقى الجمان لوالد
شيخه الشيخ محمد الموجود في مكتبة المرعشي بالرقم 5277.
قال في آخر كتاب الطهارة من منتقى الجمان:
اتفق إتمام هذا الجزء في اليوم الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة
1012 بمكة المباركة على يد أفقر عباد الله وأحوجهم إلى عفو الله وغفرانه
بدر الدين بن أحمد بن إدريس العاملي الأنصاري الحسيني غفر الله له
ولوالديه وللمؤمنين كافة، المستنسخ (ظ) بخط شيخي ولد المصنف.
وكتب في آخر كتاب شرح الألفية:
قد تم الكتاب بعون الله وعنايته ضحوة يوم الجمعة لعشر خلون من جمادى



1. أمل الآمل، ج 1، ص 42 - 43.
17
الثانية من السنة الثالثة والعشرين بعد الألف ببلدة تفليس على يد أقل العباد
بدر الدين بن أحمد العاملي الحسيني عفا الله عنه وعن والديه آمين رب
العالمين.
وفيها خاتم بيضوي بإمضاء " عبده بدر الدين " وفيها تاريخ 1013 ظ، وخاتم آخر
بإمضاء " عبده بدر الدين الحسيني ".
وكتب آية الله المرعشي رحمه الله على ظهر نسخة حاشية الكافي: " ورأيت
بخطه الشريف إجازة على ظهر الفقيه ".
مولده ووفاته
لم يؤرخ مترجموه سنة ولادته ووفاته؛ ولكن يمكن أن يفهم حدودهما، وذلك أنه
رحمه الله كتب في سنة 1012 كتاب منتقى الجمان عن نسخة أستاذه الشيخ محمد
ابن صاحب المنتقى والمعالم، وكذا أجاز في سنة 1060 لتلميذه الأمير مصطفى
الآذربيجاني التبريزي، كما تقدم. فعلى هذا مؤلفنا كان من المعمرين.
كتابنا هذا: حاشية أصول الكافي
ذكرها الشيخ الحر في عداد مؤلفاته: وقال: " وحاشية لطيفة على أصول الكافي ". (1)
وذكرها الأفندي في تعليقاته على الأمل (ص 40) وقال: " مختصرة وصلت إلى
باب السعادة والشقاوة من كتاب التوحيد، رأيتها في رشت ".
وجمع هذه الحاشية السيد محمد تقي الموسوي في سنة 1094 عن هامش
نسخة المؤلف قال في آخرها: " فرغت من جمع حواشي الأصول من خطه الشريف
قدس الله روحه سنة 1094... وأنا الفقير إلى الله القوي محمد الملقب بالتقي
الموسوي ".



1. وردت هذه الجملة في أمل الآمل، ج 1، ص 95 المطبوع مع رياض العلماء وليست في المطبوعة المستقلة منه.
18
وكانت عند المؤلف عدة من النسخ المعتبرة من الكافي وقال في باب آخر وهو
من باب الأول (ص 95): " الذي رأيته في نسخة معتبرة هكذا كما هنا، ورأيت في
نسخة أخرى أقل اعتمادا من الأولى "؛ وقال في باب أن الأئمة هم أركان الأرض
(ص 145): " رأيت في نسخة معتبرة مقروءة على عدة من الشيوخ "؛ وقال في باب
أنه لم يجمع القرآن... (ص 158): " هكذا في عدة نسخ معتبرة للكليني "؛ وقال في
باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله... (ص 161): " في كثير من النسخ المعتبرة "؛
وقال في باب الإشارة والنص على الرضا (عليه السلام) (ص 208): " هكذا فيما وصل إلينا من
النسخ، وكانت أربعة مصححة وقت النظر في هذا الموضع "؛ وقال في باب زيارة
الإخوان (ص 289): " قد اتفقت النسخ التي كانت عندي وقت النظر في هذا
الموضع وهي ثلاثة غير نسختي هذه "؛ وقال في باب تذاكر الإخوان (ص 291):
" النسخ التي وقع نظري عليها عند بلوغي هذا الموضع من الكتاب وكانت ثلاثة
مصححة لا بأس بها ".
وحذفت منها بعض الجمل الدعائية وذلك في ثلاثة مواضع أو أكثر بقليل. وذكر
المؤلف غاليا أوائل عناوين الأبواب وكتب بعدها " إلخ " وجعلنا بدل " إلخ " ما بقي
عنوان الباب ما بين المعقوفين.
النسخ المعتمدة
لم أجد عند ابتدائي بالعمل في فهارس المكتبات إلا نسخة واحدة للكتاب وهي
نسخة مكتبة آية الله المرعشي (قدس سره) بالرقم 1 / 2849، وكانت كثيرة الأخطاء
والسقطات بحيث كان من الصعب الاعتماد عليها، لكن الضرورات تبيح
المحظورات، فتجشمت عناء استنساخها وعند ما بلغت النصف منها واطلع العلامة
المحقق السيد محمد علي الروضاتي - دامت توفيقاته - على عملي هذا تفضل علي
بإرسال نسخته الفريدة إلي بواسطة صديقنا العزيز الشيخ على الشاه زيدي، وهي

19
نسخة صحيحة جيدة ولو لا نسخته لكان عملي أبتر، فلله دره، وعليه أجره، ورفع
عنه غمومه وهمومه بحق النبي والوصي صلوات الله عليهما، وأيضا نشكر سماحته
على مساهمته في قراءة بعض الكلمات الغامضة من النسخة، وتبيين وتحديد
المقدار الساقط من صفحات الكتاب، ومن المقطوع أن النسخة المرعشية كتبت عن
هذه النسخة.
جامع الحواشي السيد محمد التقي الموسوي
وكتب العلامة السيد محمد علي الروضاتي على ظهر نسخته:
وليعلم أن هذه النسخة الثمينة أول نسخة استكتبها بخطه العالم الجليل السيد
محمد تقي الموسوي المشهدي المذكور في كتاب الكواكب المنتثرة (1) عن
حواشي المرحوم العالم الفاضل السيد بدر الدين الحسيني ففي مقدمة هذه
النسخة وخاتمتها أنه كانت تلك الحواشي مكتوبة بخط السيد بدر الدين
على هوامش نسخة الأصول من الكافي الشريف، فالفضل للسيد الموسوي
حيث وجد تلك الحواشي واستخرجها واستكتبها وجمعها في هذه النسخة
الشريفة الأصيلة الأصلية والحمد لله رب العالمين. حرره العبد السيد
محمد علي الروضاتي.
تنبيه
خلط العلامة الطهراني قدس سره في الذريعة (ج 60، ص 270) عند ذكر كتابه حجية
الأخبار، بينه وبين السيد بدر الدين بن أحمد بن زين العابدين العاملي العلوي
الحسيني سبط الميرداماد، وميز بينهما في الطبقات (ج 5، ص 78)، وهو الصواب كما
تقدم في الصفحة الأولى من المقدمة.



1. طبقات أعلام الشيعة، ج 6، ص 124 - 125.
20
وخلط قدس سره أيضا في الذريعة (ج 6، ص 181) عند ذكر كتابه الحاشية على
الكافي بينه وبين السيد نظام الدين أحمد بن زين العابدين العلوي العاملي صهر
الميرداماد.
وأخيرا نشكر فضيلة الأستاذ المحقق الشيخ نعمة الله الجليلي حيث استفدنا من
إرشاداته القيمة وتذكراته النافعة، وكذلك صديقي الشفيق الفاضل الشيخ محمد
حسين الحسنخاني حيث ساعدني في المقابلة الأخيرة مع النسخة، فتصير مقابلتي
النسخة ثلاث مرات، فلله الحمد. وينبغي أيضا أن أتقدم بالشكر الجزيل لصديقي
العزيز فضيلة المحقق الشيخ علي الصدرائي الخوئي لتشجيعه على تحقيق هذا
الكتاب والتمهيد لنشره في مجموعة (ميراث حديث شيعه) أولا، ثم موافقته على
نشرها مستقلا في قسم إحياء التراث من مؤسسة دار الحديث، وذلك بعد ما اقترح
الفاضل المحقق الشيخ محمد حسين الدرايتي على نشر الكتاب بصورة مستقلة
وفقهم الله لما يرضيه.
علي الفاضلي

21
الورقة الأولى من نسخة العلامة السيد محمد علي الروضاتي دام ظله

22
الورقة الأخيرة من نسخة العلامة السيد محمد علي الروضاتي حفظه الله

23
الورقة الأولى من إجازة الشيخ البهائي بخطه الشريف للمؤلف في آخر كتاب شرح الألفية

24
الورقة الثانية من إجازة الشيخ البهائي بخطه الشريف للمؤلف في آخر كتاب شرح الألفية

25
الورقة الأخيرة من إجازة الشيخ البهائي بخطه الشريف للمؤلف في آخر كتاب شرح الألفية

26
إجازة المؤلف السيد بدر الدين بخطه الشريف لتلميذه السيد مرتضى الآذربيجاني
المكتوب في آخر كتاب تهذيب الأحكام

27
الورقة الأولى من كتاب شرح الألفية لوالد الشيخ البهائي الحسين بن عبد الصمد
بخط المؤلف السيد بدر الدين؛ الموجود في مكتبة آية الله المرعشي بالرقم 3614

28
الورقة الأخير من كتاب شرح الألفية بخط المؤلف

29
آخر كتاب الطهارة من منتقى الجمان بخط المؤلف السيد بدر الدين؛
الموجود في مكتبة آية الله المرعشي بالرقم 5277

30
الصفحة الأخيرة من كتاب منتقى الجمان بخط المؤلف

31
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله أجمعين.
وبعد، فهذه تحقيقات أنيقة، وتدقيقات رشيقة، علقها السيد الجليل، المحقق
المدقق، الأجل الأكمل، الأمثل الأفضل، عمدة المتأخرين، زبدة المتبحرين السيد
بدر الدين الحسيني العاملي - قدس الله روحه - متفرقة على كتاب الكافي للشيخ
الجليل ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني - رفع الله درجته - أحببت جمعها
لتكون أعم نفعا؛ فإنه إذا كتبت على النسخة متفرقة، وأريد الانتفاع بواحدة منهما
تعطل الأخرى، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب. (1)
ديباجة الكتاب
* قوله: بعدما أضدوه (2). [ص 3] أي صدوه بمعنى منعوه حقه من التوحيد.
حاشية أخرى: هو بالصاد المهملة، ولا يجوز أن يكون بالمعجمة، ومعناه
[بالمعجمة]: بعد ما أضدوه، أي جعلوا له ضدا.
فإن قيل: كيف يجوز أن يراد منعوه حقه من التوحيد؛ ولابد للمحذوف من دليل
يعينه؟



1. في هامش النسخة: " الحواشي التي بخطه الشريف (قدس سره) غير مكتوب في بعضها اسمه، فرقمت عليه علامة
الاثنين ليمتاز عن البعض الذي كتب فيه اسمه ".
أقول: بدلنا هذه العلامة، أعني " 2 " بعلامة " * " وجعلناها قبل عبارة " قوله ".
2. كتب فوقها في النسخة: " كذا فيها ".
33
قلت: الدليل على تعينه قوله: " ويوحدوه بالإلهية " والفقر التي قبلها؛ فإن أول كل
فقرة مقابل في آخرها بالضد، وضد التوحيد بالإلهية جعل الشريك له، ويلزمه منع
حقه من التوحيد، فهو دليل عليه، ولك أن تجعله من باب جعل الفعل مطلقا كناية
عنه متعلقا بمفعول مخصوص دلت عليه قرينة كما قالوه في بيت البحتري:
شجو حساده وغيظ عداه * أن يرى مبصر ويسمع واع. (1)
فإنا إذا أثبتنا للخلق منع الخالق لا يتصور إلا بذلك المنع الخاص؛ إذ لا قدرة لهم على
سواه كما أنه إذا رأى مبصر أو سمع واعي (2) لم ير إلا آثاره الحسنة ولم يسمع إلا أخباره
الجميلة بادعاء الشاعر.
* قوله: بمناهج ودواع أسس للعباد أساسها [ص 4]
" المناهج " جمع منهج، وهو الطريق الواضح، والدواعي جمع داعية بمعنى
الداعي، والتاء فيه للمبالغة كالراوية، يقال: أبو معاذ راوية بشار، وأبو مسلم داعية بني
العباس، والمراد بالمناهج والدواعي هنا الأئمة الاثنا عشر صلوات الله عليهم، وعنى
بتأسيس أساس تلك المناهج ورفع أعلام منارها للعباد النصوص الواردة منه صلوات
الله عليه بإمامتهم كنصبه يوم الغدير ونحوه.
حاشية أخرى: وإنما أرجعنا ضمير " أساسها " و " أعلامها " للمناهج والدواعي
والمنار ولم نرجعه إلى سبيل الهدى وهي شريعة الإسلام - مع أن التجوز في تأسيس
الأساس ورفع الأعلام هنا أقرب منه على الأول، والسبيل مؤنث سماعي - لأمرين:
أحدهما قرب المرجع، والثاني أن جملة " أسس " على تقدير عود الضمير إلى السبيل
إما صفة لها، أو حال من المستتر في " دلهم " وفي كل مانع.
أما الأول فإن " سبيل الهدى " معرفة فلا توصف بالجملة، ولام " الهدى " للعهد
الخارجي، أعني شريعة الإسلام.



1. ديوان البحتري، ج 1، ص 128، من قصيدة يمدح المعتز بالله.
2. كتب فوقها في النسخة لفظة " كذا " ولعل الصواب: " واع ".
34
وأما الثاني فلخلو الجملة المصدرة بالماضي عن " قد "، ولئن حمل على القليل
فلا يجوز أيضا؛ لأن العامل في الحال زمانه بعد الرسول (عليه السلام) والحال في حياته
فاختلف زمان الحال وعاملها، ولا يجوز أن تكون مقدرة؛ لأن زمانها بعد زمان عاملها
وهنا بالعكس.
قوله: وحظر على غيرهم [ص 4] أي حرم على غير أئمة الهدى التهجم، أي اقتحام
ما يجهل ذلك الغير، وعود ضمير الجمع باعتبار المعنى. " ومنعهم جحد ما
لا يعلمون "، أي حرم عليهم الإنكار لما لا اطلاع لهم على حقيقته ولا علم لهم بوجوه
حكمته، وذلك لأمر أراده الله سبحانه من استنقاذ من شاء من خلقه من الفتن النازلة
بهم والنازلين بها، فالملمات جمع ملمة [وهي النازلة] و " الظلم " جمع ظلمة والمراد
بها الفتن على سبيل الاستعارة، وإضافة " ملمات " إلى " الظلم " من قبيل إضافة الصفة
إلى موصوفها. و " مغشيات " جمع مغشية، اسم مفعول من قولهم: كان فلان يغشى
فلانا، إذا كان يختلف إليه. و " البهم " جمع بهمة كلقمة ولقم، والمراد بها الفتن أيضا
على سبيل الاستعارة، إما لأنها أبهمت عن أن يهتدي للحق فيها، وقيل للأمر
المشكل: مبهم؛ لأنه أبهم عن البيان، وإما لخلوصها عن الحق وكونها باطلة محضة (1)،
ومن [ثم] قيل للشيء على لون واحد لا شية فيه: بهيم، ومنه الليل البهيم الذي
لا كواكب فيه، والإضافة فيها كالتي قبلها.
والفرق بين المراد من الفقرتين أن المراد بالأولى ما ينزل بالإنسان من الفتن
والخطوب للفوز بالثواب، أو لتمحيص الذنوب، وبالثانية الفتن التي يأتيها الإنسان
للفساد بين العباد والعتو في الأرض من قولهم: فلان لو سئل الفتنة لأتاها.
* قوله: أن يأرز كله [ص 5]
إما من قولهم: ليلة آرزة، أي باردة، كأن العلم معهم برد سوقه وبطل رواجه، وإما
من قولهم: أرز فلان يأرز أرزا وأروزا، إذا تضام وتقبض من بخله، كأن العلم معهم



1. في النسخة: " باطلا محضا ".
35
تقبض ومنع من الانبساط والانتشار، فهو كناية عن غلبة الجهل وانتشاره، وقد جاء
في كلام [علي (عليه السلام) في] نهج البلاغة: " قد خاضوا بحار الفتن، وأخذوا بالبدع دون
السنن وأرز المؤمنون ونطق الضالون " (1)، وقال ابن أبي الحديد في شرحه: " وأرز
المؤمنون، أي انقبضوا، والمضارع يأرز - بالكسر - أرزا وأروزا، ورجل أروز، أي
منقبض، وفي الحديث " إن الإسلام ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها ". (2)
أي ينضم إليها ويجتمع.
* قوله: فكانوا محصورين إلخ [ص 6] أي مضيق عليهم.
* قوله: خرج منه كما دخل فيه [ص 7] أي كان خروجه من غير مقطوع به، كما أنه
لم يكن داخلا بالقطع فيه، بل مرجئ لأمر الله سبحانه.
* قوله: ومن أخذ دينه إلخ [ص 7] أي من قلد الرجال ربما رده راد؛ لأن استناده في
ذلك إلى غير دليل فربما لبس عليه دينه.
* قوله: لم يتنكب الفتن [ص 7] أي لم يعدل عنها.
* قوله: بتوفيق الله جل وعز [ص 7] بأن يلطف به سبحانه.
* قوله: وخذلانه [ص 7] بأن يمنعه لطفه لذميم فعل سبق منه.
* قوله: فمستقر ومستودع [ص 8]
قال علي بن إبراهيم في تفسيره: " المستقر الإيمان الذي يثبت في قلب الرجل
إلى أن يموت، والمستودع هو المسلوب منه الإيمان ". (3)



1. نهج البلاغة، ص 215، الخطبة: 154.
2. شرح نهج البلاغة، ج 9، ص 165.
3. تفسير القمي، ج 1، ص 212، في ذيل الآية 98 من سورة الأنعام.
36
كتاب العقل والجهل
* قوله (عليه السلام): لما خلق الله العقل استنطقه ثم قال له إلخ. [ص 10 ح 1]
في الكلام في هذا الحديث وأشباهه (1) تصوير وتمثيل لإطاعة العقل وانقياده،
تصويرا هو أوقع في نفس السامع وبه آنس وله أقبل وعلى حقيقته أوقف وإن لم
يكن هناك نطق ولا إقبال ولا إدبار؛ إذ المفروضات تتخيل في الذهن كالمحققات
وأمثال هذا في القرآن والحديث وكلام العرب أكثر من أن تعد وتحصى، وقد نبه
عليه في مواضع شتى من الكشاف.
* قوله (عليه السلام): ما عبد به الرحمان الخ [ص 11 ح 3]
تصوير للكامل من العقل بلازمه من قبيل قول أبي الطيب:
الحب ما منع الكلام الألسنا * وألذ شكوى عاشق ما أعلنا (2)
* قوله: إن عندنا قوما لهم محبة، وليست لهم تلك العزيمة الخ [ص 11 ح 5]
أي ليس لهم من القطع بولايتكم والجزم بما خصكم الله - سبحانه وتعالى - به
من عظائم ألطافه ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن؛ فإن العزيمة من العزم وهو القطع
على الشيء والجزم به، ومن أن الله يحب أن يؤخذ برخصه كما يحب أن يؤخذ



1. في النسخة: " أشابهه ".
2. ديوان المتنبي، ص 140.
37
بعزائمه، وجملة " يقولون بهذا القول "، أي بإمامتكم، إما عطف بيان من جملة " لهم
محبة "، أو حال من المجرور في " ليست لهم تلك العزيمة "، والأول أولى، والأولى
جعل الجمل الثلاث صفات ل‍ " قوما " عطف بعضها وترك العطف في بعض آخر.
* قوله (عليه السلام): من كان عاقلا إلخ [ص 11 ح 6]
لا شك في هذا؛ فإن العقل ما عبد به الرحمان واكتسب به الجنان.
* قوله (عليه السلام): إنما يداق الله العباد [ص 11 ح 7] هو من التدقيق.
* قوله: فلان من عبادته إلخ [ص 12 ح 8] أي كذا وكذا.
* قوله (عليه السلام): ظاهرة الماء [ص 12 ح 8] من الظهور بالمعجمة، أي ماؤها جار على
وجه الأرض.
* قوله: وما لربك حمار [ص 12 ح 8] أي لا يكون له حمار وله ما في السماوات وما
في الأرض، يدل على ذلك جواب العابد، أي " لو كان له حمار ما كان يضيع مثل هذا
الحشيش "؛ لكنه ضائع، على طريقة (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدت) (1) فالواو عاطفة
والمعطوف عليه مقدر، والمعنى: لربك ما في السماوات والأرض وما له حمار؟!
ف‍ " ما " نافية.
* قوله: مبتلى بالوضوء والصلاة [ص 12 ح 10] أي بالوسواس فيهما.
قوله: إن الدنيا بحر عميق إلخ [ص 16 ح 12]
شبه الدنيا بالبحر العميق لتلاطم أمواج الفتن والخطوب فيها ثم أمر باتخاذ
التقوى فيها سفينة، فإنه كما لا يمكن ركوب البحر وعبوره سالما إلا بالسفينة كذلك
الدنيا لا يمكن فيها ذلك إلا بالتقوى، فهي سفينتها، وأمر بجعل الإيمان حشوها، أي
ما يحشى فيها وهو المتاع الذي ينقل بالسفينة من مكان إلى آخر للربح والتجارة،
ولا ربح حقيقة إلا في الإيمان، فهو أحق بأن يجعل حشو سفينة الدنيا، وأمر بجعل



1. الأنبياء (21): 22.
38
التوكل شراعها، والعقل قيمها، أي المدبر لها والقائم بأمرها، والعلم دليلا لها، والصبر
سكانها، وهي الخشبة المنصوبة في مؤخر السفينة لتصرف بها إلى الجهة المقصودة.
ووجه الشبه في الكل ظاهر غني عن البيان.
قوله (عليه السلام): وأطعت هواك إلخ [ص 17 ح 12]
أي أعنت هواك على أن يغلب عقلك، فالمصدر، أعني غلبة، مضاف إلى
المفعول وهو العقل.
قوله (عليه السلام): والتعلم بالعقل يعتقد [ص 17 ح 12]
في بعض النسخ " يعتقل " من الاعتقال وهو الحبس، والمعنى أن التعلم، أي
المتعلم وهو المعلوم، إنما يعتقل، أي يحبس ويحفظ، أو يعتقد ويستيقن بالعقل،
فإن المعنى إذا وعي وفهم على ما هو عليه قلما يزول عن الخاطر، وذلك إنما هو
بالعقل ومن لا عقل له كالبهيمة لا يعتقد ولا يستيقن شيئا، والحصر مستفاد من تقديم
الظرف.
قوله (عليه السلام): إن العاقل نظر إلخ [ص 18 ح 12]
في عطفه (عليه السلام) في الأول " على الدنيا " " أهلها " وتركه إياه مع " الآخرة " نكتة وهي أن
المراد بالعاقل من قام به العقل من غير نظر إلى إفراده أو جمعه أو غير ذلك، فإنهم قد
لا يكون نظرهم إلا إلى ذات ما قام بها الحدث فيطلقون اللفظ المفرد على الجمع،
والمذكر على المؤنث إلى غير ذلك، كما صرح به في الكشاف. فعلى هذا " أهل الدنيا "
غير العاقل، فيصح النظر منه إليها وإلى أهلها، وأما الآخرة فأهلها هم العاقل بعينه
والإنسان عالم بنفسه لا يحتاج في العلم بها إلى نظر.
* قوله (عليه السلام): واستثمار المال تمام المروءة [ص 20 ح 12] لأنه ربما توصل به إلى
مواساة الإخوان.
* قوله (عليه السلام): والفضل جمال ظاهر [ص 20 ح 13]
المراد بالفضل هنا الإحسان والتودد إلى الخلق، فإنه جمال ظاهر، فينبغي للعاقل

39
أن يستر عيوب نفسه به ويقمع دواعي هواه ويردعها بعقله لتسلم له مودة من وادده (1)
وتظهر محبته بين الخلق.
* قوله (عليه السلام): اعرفوا العقل وجنده والجهل وجنده [ص 21 ح 14]
اعلم أن الجهل ليس مقابلا للعقل وإنما هو مقابل للعلم، ولكنه لازم لمقابل
العقل وهو عدمه وحيث لم يوضع بإزائه لفظ عبر به عنه ولهذا سيأتي في جند العقل
العلم وضده الجهل والشيء لا يكون من جند نفسه.
* قوله (عليه السلام): وهو أول خلق من الروحانيين [ص 21 ح 14]
هو بضم الراء جمع روحاني وهو ما فيه روح، و " من " ليست للبيان، والظرف
صفة ل‍ " خلق "، والمعنى أن العقل أول مخلوق كائن من ذوي الأرواح، أي منسوب
إليهم، فعلى هذا خلق العقل قبل خلق الروح، وكذا قوله: " عن يمين العرش " صفة
أخرى له، فالأولى للتخصيص والثانية للتعظيم، و " من " في " من نوره " متعلقة بمقدر
يدل عليه " خلق " السابق؛ فإن الفعل كما يدل على المصدر كذلك المصدر يدل على
الفعل؛ لأن تعلق الجار إنما هو باعتباره.
ولا يلزم من قوله: " عن يمين العرش " أن يثبت له التحيز وهو مناف للتجرد وقد
أثبت أهل العلم تجرده؛ لأنا نقول: قد علمت مما سبق أن العقل المراد هنا غير ما
أثبت العلماء تجرده، وبالجملة بأي معنى كان لا يلزم كونه عن يمين العرش؛ لأنا قد
أشرنا في أول الباب إلى أن أمثال هذا من باب التصوير والتمثيل، فإنه (عليه السلام) لما أراد أن
يظهر شرف العقل صوره بصورة من يجلس عن يمين الملك ولا يمين هناك ولا
جلوس، وكذا الحال في القول له: أقبل فأقبل، وأدبر فأدبر، وإضمار العداوة
وما ضاهى ذلك؛ فإن المفروضات قد تتخيل في الذهن كالمحققات، وتصور
تصويرا هو أوقع في نفس السامع وهي به آنس وله أقبل وعلى حقيقته أوقف، ونحو



1. كتب فوقها في النسخة لفظة " كذا ".
40
هذا كثير في كلامهم وما جاء القرآن والحديث إلا على طرقهم وأساليبهم، من ذلك
قولهم: لو قيل للشحم: أين تذهب، لقال: أسوي العوج، وهو في القرآن كثير من (إنا
عرضنا الامانة)، الآية (1) و (قيل يا أرض ابلعي) الآية (2).
فإن قلت: لم قدم الأمر بالإدبار هنا وأخره في الحديث الذي في أول الباب؟
قلت: إذ قد علمت أن لا إقبال ولا إدبار حقيقة، وإنما هو تصوير وتمثيل فلا
حرج في تقديم كل واحد منهما ولا تأخيره، غير أن التصوير بتقديم الإدبار كما هنا
أشد ملاءمة لما تألفه النفوس وتسكن إليه الطباع في مثله، فإن المصنوع عند فراغ
الصانع من صنعته لابد وأن يكون حاضرا عنده فلا يتصور إقباله إلا بعد إدباره؛ لكن
لما كان الأمر على ما تلوناه صح كلا الأمرين.
* قوله (عليه السلام): ثم جعل للعقل خمسة وسبعين جندا إلخ [ص 21 ح 14]
اعلم أنه يرد على ظاهر هذا الحديث الإشكال من وجوه أربعة:
الأول: أنه قال: إن لكل واحد من العقل والجهل خمسة وسبعين جندا مع أنها
ثمانية وسبعون.
الثاني: أنه كرر الحرص فجعله ضدا للتوكل وضدا للقنوع، وجعل ضد الفهم
الحمق في موضع والغباوة في موضع آخر، والبلاء جعله ضدا للعافية تارة وللسلامة
أخرى.
الثالث: أنه قال: العلم وضده الجهل. جعل الشيء جندا لنفسه.
الرابع: أنه قال: الإيمان وضده الكفر، والتصديق وضده الجحود، والرأفة
وضدها القسوة، والرحمة وضدها الغضب، والظاهر أن الإيمان والتصديق واحد



1. الأحزاب (33): 72.
2. هود (11): 44.
41
وكذا الكفر والجحود والرأفة والرحمة وجعل السخط ضد الرضا، والسخط هو
الغضب، فيكون السخط ضد الرحمة، والغضب ضد الرضا أيضا، وجعل العدوان
ضد القصد، والجور ضد العدل، والكبر ضد التواضع، والتطاول ضد الخضوع،
والعدوان والجور واحد، وكذا القصد والعدل، والكبر والتطاول، والتواضع
والخضوع، وجعل الغباوة ضد الفهم، والبلادة ضد الشهامة، والغباوة هي البلادة،
وجعل الإنكار ضد المعرفة، والجحود ضد التصديق، والمعرفة هي التصديق، وكذا
الإنكار والجحود.
ووجه التفصي عنها: أما عن الأول والثاني فما ذكره شيخنا أبو جعفر محمد بن
الحسن [صاحب المعالم] طاب ثراه وهو أن بعض رواة هذا الحديث روى بعض
ألفاظه المتقابلة بالمعنى ونقله بلفظ مرادف للفظه الأصلي، ورواه البعض الآخر بلفظه
الأصلي مع اتفاق الكل على إبقاء ما يقابله على حاله ورواته بلفظه، فحصل التكرار
والزيادة، فجمع المؤلفون (1) بين الروايتين على أنهما واحدة، وأخذه المصنف طاب
ثراه من تأليفه على حاله، فحصل التكرار والزيادة كما ترى، فالقنوع والتوكل بمعنى
وضده الحرص، وكذا الغباوة والحمق والضد الفهم، وكذا السلامة والعافية والضد
البلاء، فرجع الجند إلى خمسة وسبعين وسلم من التكرار.
وأما عن الثالث فهو أن المراد بالعقل هنا كيفية نفسانية شبيهة (2) بالعصمة ينبعث
عنها الانقياد لأوامر الله سبحانه ونواهيه في أغلب الأوقات، فهذه الكيفية لم يوضع
لضدها لفظ يعبر عنه به، ويلزم ذلك الضد الجهل لا محالة فعبر به عنه، وحيث جعل
من الجند أريد به معناه الحقيقي فسقط عنه الإيراد المذكور.
وأما الجواب عن الرابع فهو موقوف على تفسير هذه الألفاظ التي أدعي اتحاد



1. في النسخة: " المؤلفين ".
2. في النسخة: " شبيه ".
42
معانيها بغيرها ليظهر بطلان تلك الدعوى، فنقول ومن الله العصمة: اعلم أنه لم يرد
بالضد هنا معناه المصطلح، بل الأعم منه ومن مطلق التقابل؛ بل التخالف، فالإيمان
عبارة عن التصديق بما علم مجيء النبي (عليه السلام) به بالضرورة، أعني قبول النفس له
والإذعان به من غير جحود ولا إباء مع الإقرار به باللسان، والكفر عدم الإيمان عما من
شأنه ذلك، سواء كان معه جحود أم لا، فهما ضدان بالمعنى المذكور وإن كان بينهما
تقابل العدم والملكة اصطلاحا، والتصديق المقابل بالجحود هو الإذعان والانقياد
لأوامر الله سبحانه ونواهيه ولا بشرط مقارنة الإقرار باللسان له، فتغاير الإيمان،
والجحود إنكار الشيء مع العلم به فغاير الكفر، هذا إن حملناه على معناه المشهور،
وإن خصصناه وزدنا مع اعتقاد إمامة الأئمة الاثني عشر " ع " كما جاءت به الأخبار
عنهم (عليهم السلام) فالاندفاع أظهر.
وأما الرأفة والرحمة فالرأفة أشد الرحمة فهي أخص، والغضب ثوران القوة
السبعية لإرادة الانتقام، والسخط أن لا يرى الإنسان أنعم الله سبحانه عليه واقعة
موقعا (1) فتغايرا.
والقصد استقامة طريق الشخص فيها [ف‍] يختص به من الأعمال التي لا يتعدى
أثرها إلى غيره، والعدوان عدم تلك الاستقامة والعدل استقامة الطريق مطلقا والجور
مقابله؛ ولهذا تراهم ينسبون العدل والجور للملوك، فغاير القصد العدل والجور
العدوان.
وأما كبر كعنب فهو مصدر كبر ككرم فهو كبير ويلزمه العز فهو ضد تواضع، أي
تذلل، وأما تطاول بمعنى امتد وارتفع وتفضل فهو ضد الخضوع والانخفاض، فتغاير
الكبر والتطاول لدلالة صيغة الثاني على قصد المعنى دون الأول، وكذا التواضع
والخضوع لمثل ما ذكر.



1. في هامش النسخة: أي موضعاه " بخطه ".
43
وأما الغباوة - وهي عدم التفطن لما يلقى إلى من قامت به - فهي ضد الفهم وهو
التفطن له، والبلادة - وهي عدم الاستعداد لإدراك الشيء - فهي ضد الشهامة وهي
ذكاء الفؤاد وتوقده والاستعداد لإدراك ما يلقى إليه، فحصلت المغايرة بين الغباوة
والبلادة وكذا بين الفهم والشهامة.
وأما بيان المغايرة بين التصديق والمعرفة فهو غني عن التوصيف له بما ذكروه
من الفرق بين العلم والمعرفة والتصديق هو ذلك العلم بعينه.
وأما الإنكار والجحود فالجحود إنكار الشيء مع العلم به والإنكار أعم فتغايرا.
هذا غاية ما تيسر لي من الكلام في هذا المقام ومن الله التوفيق وبه الاعتصام.
* قوله (عليه السلام): والرضا إلخ [ص 21 ح 14] أي بما قسم الله له. والسخط أن لا يرى ما
أعطاه الله واقعا منه موقعا.
* قوله (عليه السلام): وضده السهو [ص 22 ح 14] أي الغفلة.
* قوله (عليه السلام): وضده الشوب [ص 22 ح 14] هو الخلط.
* قوله (عليه السلام): وضدها الإضاعة [ص 22 ح 14] (أضاعوا الصلوة واتبعوا الشهوات) (1).
* قوله (عليه السلام): والحج [ص 22 ح 14] هو الكف عما أخذ الله على العباد الميثاق في
تركه، أي أمر تركه.
* قوله (عليه السلام): وضدها الرياء [ص 22 ح 14] هو إراؤك الشيء على خلاف ما أنت
عليه، فهو ضد للحقيقة وهي إراؤك الشيء على ما أنت عليه.
* قوله (عليه السلام): وضده الحمية [ص 22 ح 14] يقال: حما الشيء حميا وحمية وحماية:
منعه.
* قوله (عليه السلام): والتهيئة [ص 22 ح 14] يقال: تهيأ لكذا تهيئة، أي استعد، وضدها



1. مريم (19): 59.
44
البغي، أي الظلم على النفس وهو عدم التهيؤ للحساب.
قوله (عليه السلام): وضده الخلع (1) [ص 22 ح 14]
قد كثر على ألسنتهم: خلع فلان عذاره وخلعت عذاري في حب فلان، والعذار
الحياء، فأراد صلوات الله عليه هنا خلع العذار، وهو ترك الحياء.
* قوله (عليه السلام): والقوام إلخ [ص 22 ح 14] قوام - كسحاب -: ما يعاش به، والمكاثرة:
المغالبة لكثرة المال.
* قوله (عليه السلام): والحكمة [ص 22 ح 14] [أي] العدل، وضدها الهوى: الميل.
* قوله (عليه السلام): وضده الاغترار [ص 23 ح 14] هو إطماع النفس بالباطل فيلزمه ترك
الاستغفار.
* قوله (عليه السلام): وضده الاستنكاف [ص 23 ح 14] هو الأنفة ويلزمه ترك الدعاء.
قوله (عليه السلام): وضدها العصبية (2) [ص 23 ح 14]
المضادة على نسخة الفرقة ظاهرة، وأما على نسخة العصبية فلكون الفرقة لازمة
لها، والأولى نسخة الفرقة؛ لأنه متى وجد لفظ موضوع للضد عبر به عنه، وإنما عبر
باللازم في مواضع لم يكن لمعنى الضد لفظ موضوع كترك الدعاء والاستغفار وضد
العقل المبحوث عنه هنا كما مر.
قوله (عليه السلام): وأما سائر ذلك من موالينا فإن أحدهم لا يخلو إلخ [ص 23 ح 14]
" سائر " هنا بمعنى البقية، و " ذلك " إشارة إلى " أحد " المقدر المنفي العام في قوله:
" ولا تجتمع هذه الخصال كلها " إلخ، أي لا يجتمع مجموعها في أحد إلا في نبي إلخ
والظرف بعده حال من اسم الإشارة، وساغ مجيئه منه مع كونه مضافا إليه؛ لأنه أحد



1. في الكافي المطبوع: " ضدها الجلع ".
2. في هامش النسخة: " خ ل: الفرقة ".
45
المواضع التي جاز فيها ذلك كقوله تعالى: (و نزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا) (1)
ومن البيانية قد تكون مع مجرورها حالا كما هنا، وقد تكون صفة كعندي خاتم من
ذهب، أي كان من ذهب.
والمعنى أن مجموع هذه الخصال لا يجتمع في أحد إلا فيمن ذكر، وأما بقية
ذلك الأحد الباقية بعد الاستثناء حال كونهم أحد الباقين من موالينا فإن أحدهم، أي
الباقين " لا يخلو " الحديث (ظ)، فعلى هذا الضمير في " أحدهم " يرجع للسائر باعتبار
المعنى لا لموالينا؛ لاستلزامه خلو الجملة الواقعة خبر المبتدأ - أعني سائر ذلك -
حينئذ عن رابط إلا أن يجعل من قبيل (إن الذين آمنوا وعملوا الصلحت إنا لا نضيع
أجر من أحسن عملا) (2).
* قوله (صلى الله عليه وآله): إنا معاشر الأنبياء إلخ [ص 23 ح 15]
قال شيخنا البهائي - أسكنه الله فردوس جنته -: أعاشر أبناء الزمان بمقتضى
عقولهم لئلا يفوهوا بإنكاري، وأظهر أني مثلهم تستفزني صدوف الليالي في عشي
وإبكار، فإذا كان هذا حال العلماء فما الظن بالأنبياء؟
قوله (عليه السلام): إن قلوب الجهال تستفزها الأطماع [ص 23 ح 16]
[الأطماع] جمع طمع، أي تستخفها، فلا تزال متطلعة إلى حطام الدنيا
وزخارفها. " وترتهنها المنى " جمع منية وهي ما يتمنى الإنسان حصوله، أي تجعلها
الآمال رهنا عالقا في يد المرتهن. " وتستعلقها الخدائع "، أي تجعلها الخدائع عالقة
بها غير متطلعة إلى ما سواها بخلاف عقول العقلاء؛ فإنها على خلاف ذلك كله.
قوله (عليه السلام): لا يرتفع بذلك منه [ص 24 ح 19]



1. الحجر (15): 47.
2. الكهف (18): 30. هذا هو الصواب ظاهرا، وفي النسخة: " و أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فإنا لا
نضيع أجر المحسنين "؟!
46
الإشارة ب‍ " ذلك " إلى عدم العقل، والضمير في " يرتفع " عائد إلى الجار في قوله:
" إن لي جارا "، وفي " منه " [عائد] إلى ما مر من قوله: " كثير الصلاة، كثير الصدقة، كثير
الحج " والتذكير والإفراد باعتبار ما مر كما قالوا في قوله:
فيها خطوط من سواد وبلق * كأنه في الجلد توليع البهق (1)
أي كأن ما مر، وحرفا الجر في الموضعين للسببية، والمعنى لا يرتفع ذلك
الجار، أي لا تعلو درجته عند الله لأجل تلك العبادة بسبب عدم عقله، ف‍ " من " تعليل
للمنفي والباء تعليل للنفي.
وحاصل المعنى أن عدم عقله سبب انحطاط درجته عند الله وإن كثرت عبادته،
وهذا هو الموافق لمضمون الأحاديث السابقة.
قوله: فما الحجة على الخلق اليوم [ص 25 ح 20]
لا يذهب عليك أن السؤال إنما كان عن جنس الإمام: أهو الكتاب كما يقولون،
أم الإمام المعصوم كما نقوله نحن؟ فجوابه (عليه السلام) يخيل في بادئ الرأي أنه غير واقع
موقعه إلا أنه عند التأمل قد أصاب المخبر؛ إذ معناه أن العقل يعرف به الصادق
والكاذب منكم ومنهم، ف‍ " العقل " مسند إليه و " يعرف به " مسند، ولا حذف ولا
تجوز، ويحتمل أن يراد الحجة " العقل " فجملة " يعرف به " حينئذ حال والمسند إليه
محذوف، وتسمية الحجة على العباد عقلا من باب المجاز؛ فإنها مسببة عنه، ووجه
مطابقة الجواب للسؤال على كلا التقديرين ظاهر؛ إذ حاصل المعنى أن من راجع
عقله عرف المحق عن الفريقين؛ فإن الدلائل الدالة على وجوب إرسال الرسل
بعينها دالة على وجوب نصب الأوصياء المعصومين بعدهم، فالقول ب‍ " حسبنا كتاب
ربنا " باطل.



1. البيت لرؤبة كما في لسان العرب، ج 8، ص 411 (ولع) وج 10، ص 29 (بهق) وفي تاج العروس، ج 6،
ص 298 (بلق).
47
قوله (عليه السلام): إذا قام قائمنا " الحديث " [ص 25 ح 21]
قائم آل محمد - صلوات الله عليهم أجمعين - معروف، ووضع اليد على
رؤوس العباد تمثيل وتصوير للطفه تعالى بهم، كما يصنع الراقي يده على رأس
المصروع للنفث في عوذته، وإذا حصل اللطف بقيام القائم (عليه السلام) جمعت عقول العباد
على أمر واحد هو القول بإمامته، (1) فترتفع من بينهم الفرقة وتتم به - صلوات الله
عليه - عقولهم وتكمل بعد نقصانها، فضمير " بها " لليد، و " به " للقائم (عليه السلام)، و " الأحلام "
جمع حلم بالكسر وهو العقل، عدل عنه كراهة تكرار اللفظ بعينه.
قوله (عليه السلام): دعامة الإنسان العقل " الحديث " [ص 25 ح 23]
دعامة البيت: عماده، وقوله: " منه الفطنة "، أي منشعب منه ومنبعث عنه؛ لأنها
من جنده ولوازمه، فإنها الشهامة بعينها، وقد مر أنها من جنده وكذا الفهم وأخواه،
قال: " وبالعقل "، أي بما مر من العقل " يكمل " الإنسان " وهو "، أي العقل " دليله "
وهاديه " ومبصره " المبصر - كمفخر - الحجة، " ومفتاح أمره " فإن المعرفة التي هي
أصل كل شيء إنما تحصل به " فإذا كان " الإنسان بعدها " تأييد عقله " وقوته " من
النور "، أي ولاية آل الرسول (عليهم السلام) كما فسره بها علي بن إبراهيم في قوله تعالى (وجعلنا
لهو نورا يمشى بهى في الناس) (2) فإنه قال: " النور الولاية " (3)، أو أراد بالنور محمدا وأهل
بيته، كما قال علي بن إبراهيم أيضا في قوله تعالى: (قد جاءكم من الله نور وكتب) (4)
قال: " يعني بالنور النبي والأئمة (عليهم السلام) " (5). ومآل المعنيين واحد، فاللام في " النور " للعهد
الخارجي، ولا شك أن من كان عقله مؤيدا بأخذ ما لا يدركه العقل من



1. جعل على قوله: " القول بإمامته " علامة وكتب في هامش النسخة " لعله قيد ".
2. الأنعام (6): 122.
3. تفسير القمي، ج 1، ص 215.
4. المائدة (5): 15.
5. تفسير القمي، ج 1، ص 164، وفيه: " يني بالنور أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام) ".
48
النبي والأئمة (عليهم السلام) كان عالما بأحكام الشريعة؛ إذ لا علم سواه ولا يحمد الإنسان على غيره،
بل قد يذم، كما قال في الكشاف في تفسير قوله تعالى: (فرحوا بما عندهم من العلم) (1)
يريد علم الفلاسفة والدهريين من بني يونان. (2)
و " كان " أيضا " حافظا " لنفسه عن تعدي حدود الله " ذاكرا " له بقلبه ولسانه،
" فطنا "، أي يقظانا في جل أوقاته " فهما " منتبها للحكم وإن خفي كما قال تعالى:
(ففهمناها سليمان) (3) " فعلم بذلك " التأييد " كيف " الحكم وعلى أي وجه العمل، " ولم "
هو هاهنا، أي في دار التكليف " وحيث " الحكم، أي مكانه، أي من الذي يؤخذ عنه
وينقل " وعرف " بذلك التأييد " من نصحه " وهم النبي وأئمة الهدى " ومن غشه " وهم
أئمة الكفر والضلال " فإذا عرف ذلك "، أي ما مر من كيفية الحكم وما عليه الكون
ومأخذ الحكم " عرف مجراه "، أي مجرى نفسه ومنقلبها في هذه النشأة وكيف تعمل
لله، وعرف " موصوله "، أي ما يجب عليه وصله من الولاية كما فسره به علي بن
إبراهيم في قوله تعالى: (و يقطعون ما أمر الله بهى أن يوصل) (4) قال: " يعني الولاية ". (5)
وعرف بذلك أيضا " مفصوله "، أي ما يجب أن يفصل وهي ولاية أعدائهم
" وأخلص " لله " الوحدانية " وخلعه عن الند والضد، وأخلص " الإقرار بالطاعة "، أي
الإمامة، ولفظ " الإقرار " قرينة التجوز مع القرائن الحالية المعينة لذلك. ففي الكلام
لف ونشر مشوش؛ فإن عرفان المجرى ناظر إلى كيفية العمل، وموصوله ناظر إلى
من نصح، ومفصوله ناظر إلى من غش، وإخلاص الوحدانية إلى علة الكون، والإقرار



1. غافر (40): 83.
2. الكشاف، ج 4، ص 182.
3. الأنبياء (21): 79.
4. البقرة (2): 27.
5. تفسير القمي، ج 1، ص 35 وفيه: " يعني من صلة أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام) ".
49
بالطاعة ناظر إلى حيث، فإن من أقر بها عرف مأخذ الأحكام.
" فإذا فعل ذلك "، أي حصل له العرفان بما مر " كان مستدركا لما فاته " من
الأحكام في زمن الجهل " وواردا على ما هو آت " منها غير مستبدل به غيره، وكان
" يعرف ما هو فيه " من الأعمال " ولأي شيء هو هاهنا "، أي في دار التكليف " ومن أين
يأتيه "، أي من أين يأتي ما هو آت من الحكم، أي يعرف من أين يأخذه " وإلى ما هو
صائر " إليه من الثواب أو العقاب، فإنه إذا عرف الناصح وتبعه كان مصير أمره إلى
خير، وإذا عرف الغاش وتبعه كان على غير ذلك، وذلك كله من تأييد الله سبحانه
العقل من النور وإلا فهو بنفسه غير مستقل بكثير من الأحكام الشرعية، هذا ومن نظر
بعين التأمل وجد آخر الحديث مفسرا لأوله.
* قوله (عليه السلام) لا يفلح من لا يعقل إلخ [ص 26 ح 29]
أي لا يفوز بالسعادة الأبدية إلا ذو العقل لما مر. " ولا يعقل "، أي لا يصير ذو
عقل (1) ينتفع به " من لا يعلم "، أي من لا يعلم أحكام الشريعة ولم يأخذها عن أهلها،
" وسوف ينجب من يفهم " أي من كان ذا فهم وتفكر فإنه سيهتدي للحق، " والعلم
جنة "، أي وقاية من سهام الباطل. " والصدق " في العهد " عز " فإنه إذا صدق الله ما
عاهده عليه دخل في المؤمنين الأعزاء " والجهل " بأحكام الشريعة " ذل "؛ لأنه وجه به
عنهم.
وقوله: " بين المرء والحكمة نعمة، العالم والجاهل شقي بينهما " لام " المرء "
جنسية وكذا " الحكمة " وهي علم الشرائع، والنعمة بالفتح مثلها في (ذرنى والمكذبين
أولى النعمة) (2) ولام " العالم " و " الجاهل " استغراقية، وتنكير " نعمة " للتعظيم، والمعنى
أن بين الجنسين نعمة، أي تنعم ورفاهة عظيمة لو علموا بمقتضى ذلك العلم لم
يفتهم ولم يغب عنهم إمامهم، ولم يمنع ذو حق حقه ولأرتفع الفساد



1. كتب فوقها في النسخة لفظة " كذا "، ولعل الصواب: " ذا عقل ".
2. المزمل (73): 11.
50
من الأرض وكثرت الخيرات فيها، وإلى هذا الإشارة بقوله تعالى: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركت من السماء والأرض) (1) وله نظائر في القرآن، وجملة " العالم
والجاهل " استينافية جواب عن السؤال من غير السبب، كأنه لما قيل بين هذين
الجنسين رفاهية فقيل: هل ظفر بها أحد، فقيل: لا؛ لأن كل فرد من أفراد العالم
والجاهل شقي، أي متعب، بينهما، أي بين الجنسين.
هذا، والقول بأن " نعمة " مضافة إلى " العالم " و " شقي " خبر عن " الجاهل " وحده
فمما لا ينبغي الإصغاء إليه، يظهر ذلك بالتأمل.
قوله (عليه السلام): والفهم مجد [ص 26 ح 29]
أي به نيل الشرف؛ إذ به يحصل نيل سعادة الأبد. " والجود نجح "، أي إنجاح
وهو إنالة المسؤول بسرعة. " وحسن الخلق مجلبة للمودة "، أي هو جالب لها.
" والعالم بزمانه " وأنه لا يرفع عن كرامة ولا يخفض عن هوان " لا تهجم عليه
اللوابس "، أي الشبه، جمع لابسة. " والحزم "، أي الضبط والاستيثاق " مساءة الظن "
بالغير كائنا من كان إلا بعد إقامة الحجة، فترك لذلك فعليه الإباء وتتبع الدليل.
قوله (عليه السلام): والله ولي من عرفه إلخ [ص 27 ح 29]
لما أشار فيما مضى إلى الظلم من الأعداء - كما أوضحناه فيما سبق - أردفه بأن
الله سبحانه ولي من عرفه، وفيه كناية عن " إنا نحن العارفون به فسينتقم لنا منهم " وهو
" عدو من تكلفه "، أي جهله، وهو كناية عن " أن أول‍ [- ئك] الظلمة وأتباعهم لم
يعرفوا الله سبحانه ولا اعتقدوا وجوده ولا صدقوا رسوله فيما جاء به عنه، وإنما
تكلفوا معرفته وحملوا الناس عليها وعلى القول بالرسالة حبا للرئاسة وصونا لما
ادعوه من الخلافة " ولو لا ذلك لقال: وعدو من جهله أو لم يعرفه أو نحو ذلك.
* قوله (عليه السلام): والجاهل ختور [ص 27 ح 29] الختر: أشد الغدر.



1. الأعراف (7): 96.
51
* قوله (عليه السلام): ومن كرم أصله [ص 27 ح 29] أي كانت طينته من فضل طينتنا.
* قوله (عليه السلام): غلظ كبده [ص 27 ح 29] أي قسى قلبه.
* قوله (عليه السلام): ومن فرط تورط [ص 27 ح 29] أي ضيع الأحكام ولم يراع حدودها وقع
في الورطة، وهي ما لا نجاة منه.
* قوله (عليه السلام): عن التوغل [ص 27 ح 29] أي الدخول.
* قوله (عليه السلام): ومن لم يعلم لم يفهم إلخ [ص 27 ح 29]
إذا حملت العلم المنفي هنا على التصديق بوجود الواجب تعالى، والفهم على ما
يتفرع على ذلك العلم من التصديق بالرسالة والإمامة والأحكام الشرعية وما هو من
هذا القبيل فالترتيب في الكل ظاهر لاخفاء فيه.
قوله (عليه السلام): ليس بين الإيمان والكفر إلا قلة العقل [ص 28 ح 33] أي ليس بين الإيمان
والكفر واسطة إلا قلة العقل، وأراد بالإيمان الكامل الذي يأتي وصفه في كتاب
الإيمان، لا الإيمان الذي إذا خرج عنه الإنسان لم تجر عليه أحكام المسلمين، فلا
إشكال في الحديث.
قوله (عليه السلام): بالعقل استخرج غور الحكمة إلخ [ص 28 ح 34]
الغور: قعر البحر ونحوه، ففي الكلام استعارة مكنية، فإنه شبه في النفس
الحكمة - وهي علم الشرائع - بالبحر البعيد الغور ثم أثبت لها الغور تخييلا. هذا على
رأي صاحب التلخيص، وأما على رأي السكاكي وقدماء البيانيين فتقريره بوجه آخر
كما لا يخفى، والمعنى أنه بالعقل استخرج ما في غور الحكمة من لطائف در (1)
العبارات وغرائب لآلي القربات، ولو كان ذلك الاستخراج بالأخذ عن ينابيع الحكمة
وأهل بيت النبوة، فإن رتبهم إنما علمت بالعقل، ثم عكس وقال: " وبالحكمة "، أي



1. كتب فوقها في النسخة لفظة " كذا ".
52
وبالجري على قانون الشريعة " استخرج غور العقل "، أي علم ما عند الجاري وما في
غور عقله من درر الخير ولآلي الإيمان إلى غير ذلك مما هو من جند العقل ومن
لوازمه، وبخلافه خلافه. والله سبحانه أعلم.
* قوله (عليه السلام): وكان يقول: التفكر حياة قلب البصير إلخ [ص 28 ح 34]
يعني أن التفكر والتأمل في الحوادث الواردة وتمييز الحق منها عن الباطل،
والخطأ من الصواب " حياة "، أي محي لقلب البصير العاقل، أي ذي البصيرة الثاقبة،
وكون التفكر حياة لقلبه أنه باعث له وحامل إياه على سلوك طريق الحق وجادة
الصواب سلوكا كسلوك " الماشي في الظلمات بالنور "، أي بذي النور من مشعل
ونحوه مع " حسن التخلص " من تلك الظلمات، أي اجتناب العوالي والوهاد والوعر
والحزن. (1) " وقلة التربص " والمكث، أي إسراع الخروج من تلك الظلمات؛ فإنه وإن
كان معه نور لكنه لا يأمن بسلوك العوالي والوهاد وطول المكث أن يطفئ ذلك النور
الذي معه، فيبقى حيرانا لا يدري أين يذهب، كذلك العاقل البصير إذا وردت عليه
الحوادث والشبه ولم يعمل الفكر في دفعها ولم يحسن التخلص منها باجتناب طرق
الضلالة والتمسك بسفن النجاة، ولم يسرع لذلك، بل تأنى بحيث يستولي الشبه
على قلبه، وتستحكم اللوابس في لبه، فإنه لا يأمن بذلك أن يطفئ نور عقله ويخمد
الهوى نبراس لبه.
ففي الكلام تشبيه مفرد مقيد بعدة قيود بمفرد آخر مقيد بنظائرها، والمشبه
عقلي والمشبه به حسي، فإنه (عليه السلام) شبه سلوك قلب العاقل البصير في ظلمات الشبه مع
احتياله في رفعها والخروج منها بسلوك الماشي في الظلمات معه نور يهتدي به
ويحسن التخلص من تلك الظلمة ويقل التربص فيها، فقلب البصير نظير للماشي،



1. الوهاد جمع الوهدة، وهي الأرض المنخفضة. والوعر جمع الوعر وهو المكان الصلب والمكان
المخيف. والحزن من الأرض: ما غلظ.
53
والعقل نظير للنور، والشبه للظلمات والاحتيال وإعمال الفكر لحسن التخلص وقلة
التربص. كتاب فضل العلم
[كتاب فضل العلم]
باب فرض العلم ووجوب طلبه والحث عليه
قوله (عليه السلام): طلب العلم فريضة [ص 30 ح 1]
ليس في هذا الحديث وما ضاهاه وجوب الاجتهاد علينا؛ إذ المراد بالعلم هنا أعم
من علم المجتهد والمقلد ولا شك أنه فريضة هذا للفتوى والعمل وذا للعمل وحده،
وليس هو من استعمال المشترك - أعني فريضة - في كلا معنييه، وأنه غير جائز على
الأصح؛ بل هو من شمول العام لأفراده.
* قوله عن أبي عبد الله رجل من أصحابنا رفعه [ص 30 - 31 ح 5]
أي رجل كان من أصحابنا رفعه إليه، أي إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، ف‍ " رجل " مسند إليه
وجاز ذلك لوصفه بالظرف، و " رفعه " مسند، وقدرنا " إليه " وأعدنا الضمير إلى
أبي عبد الله (عليه السلام) لقرينة ذكره، والاحتياج إلى التقدير ليتم المعنى. وما في بعض النسخ
من لفظ " عن " فمن تصرف الناظرين في الكتاب.
باب صفة العلم وفضله وفضل العلماء
قوله (عليه السلام): آية محكمة أو فريضة عادلة أو سنة قائمة إلخ [ص 32 ح 1]
قال في القاموس: " سورة محكمة: غير منسوخة ". (1) فالمعنى أن العلم الذي لابد
للمكلف منه ولا يسعه الجهل به ثلاثة: علم ما لم ينسخ من الكتاب ليعمل به، وعلم
فريضة وهي ما فرض الله سبحانه من السهام " عادلة "، أي عادل صاحبها فيها من باب
المجاز العقلي كعيشة راضية، ومعنى كون صاحبها عادلا فيها أنه يعدل سهامها على



1. القاموس المحيط، ج 4، ص 137 (حكم).
54
ما فرض الله سبحانه، لا كما فعل عمر بن الخطاب من العول والتعصيب، وقد أفتى
في مسألة الجد ست مرات في كل ذلك يرجع وينقض الحكم إلى غيره. قاله ابن أبي
الحديد في شرح نهج البلاغة (1) وعطفها على " آية محكمة " مع أنها من جملتها من باب
عطف الخاص على العام اهتماما بشأنه لانفلاق مسائلها؛ ولهذا أفرد علم الفرائض
بالتدوين حتى قيل: علم الفرائض والأحكام كأنه قد صار علما برأسه غير منشعب
من غيره.
والثالث: علم سنة الرسول والآثار المنقولة عن أهل البيت (عليهم السلام)، فإنها من جملة
السنة المأخوذة عنه (عليه السلام) بوساطتهم (عليهم السلام) ووصفها بكونها " قائمة " من " قامت السوق ": إذا
كثر فيها البيع والشراء، تنبيها على أن الحديث لا يعمل به إذا شذ وانفرد بنقله ناقله إلا
أن يعضد بغيره من دليل العقل، أو من " قام إذا انتصب " والتوصيف كناية عن عدم
النسخ، وعلى كل حال ففي الكلام استعارة مكنية وتخييل.
باب أصناف الناس
قوله (عليه السلام): الناس ثلاثة: عالم ومتعلم وغثاء [ص 34 ح 2]
العالم هو الإمام صلوات الله عليه والمتعلم هم شيعته الآخذون عنه، والغثاء (2) هم
من سواهم (3) وفي الكلام استعارة مصرحة، فإنه شبه من عدا شيعة آل الرسول (عليهم السلام)



1. شرح نهج البلاغة، ج 12، ص 246، في الطعن السابع عليه، قال: " إنه كان يتلون في الأحكام، حتى روي
أنه قضى في الجد بسبعين قضية، وروي مئة قضية ". وقال في ج 1، ص 181 في شرح الخطبة الشقشقية:
" وكان عمر يفتي كثيرا بالحكم ثم ينقضه، ويفتي بضده وخلافه؛ قضى في الجد مع الإخوة قضايا كثيرة
مختلفة، ثم خاف من الحكم في هذه المسألة فقال: من أراد أن يتقحم جراثيم جهنم فليقل في الجد برأيه ".
2. الغثاء: ما يجيء فوق السيل مما يحمله من الزبد والوسخ وغيره.
3. في هامش النسخة: هذا التفسير مذكور في حديث عنه (عليه السلام) في آخر الباب وكتب السيد قدس سره عقيب
تلك الحاشية: " قد كنت كتبت هذه الكلمات قبل وصولي إلى آخر الباب، فالحمد لله على موافقة
الصواب ".
55
بالنباتات اليابسة وأوراق الأشجار الذاهب بها السيل.
باب ثواب العالم والمتعلم
قوله: فإن علم (1) غيره إلخ [ص 35 ح 3]
" علم " مضاف مبني للفاعل، و " غير " فاعله، والضمير عائد على " من " في قوله:
" من علم خيرا " وحيث كان الغرض إثباته لفاعله مطلقا من غير اعتبار تعلقه بمن وقع
عليه نزل منزلة اللازم.
والمعنى: فإن وقع تعليم ذلك الحديث من غير المعلم الأول، يعني ممن
حصل له التعليم ممن تعلم من الأول ولو واسطة أو وسائط، فهل يجري ذلك التعليم
له، أي للمعلم الأول، ويحصل له به ثواب وإن لم يصدر عنه. قال الإمام (عليه السلام): " إن علمه
الناس كلهم " إلى انقضاء التكليف " جرى له " ذلك، ف‍ " الناس " فاعل، والكلام عليه
كما مر.
قال الراوي: " قلت: فإن مات "، أي المعلم الأول، يبقى له ذلك الثواب؟
" قال " (عليه السلام) " وإن مات ". وهذا معنى ظاهر سديد، فالقول بأن المعنى وإن مات ذلك
الخير وانقرض واندرس ولم يبق من يتعلمه ومن يعمل به، وأن جعل المائت ذلك
المعلم الأول بعيد عن درجة تفسير الحديث (2) فغير ظاهر وجهه؛ بل البعيد إسناد
الموت إلى غير من قامت به الحياة، والتجوز فيه من غير قرينة هو البعيد.
باب صفة العلماء
* قوله (عليه السلام): لا يكون السفه والغرة إلخ [ص 36 ح 5] أي السفه والغفلة.



1. في الكافي المطبوع: " علمه ".
2. ذهب إليه المير داماد في تعليقته على الكافي ص 74 - 75.
56
باب فقد العلماء
* قوله (عليه السلام): ولكن يموت فيذهب بما يعلم إلخ [ص 38 ح 5]
يعني إذا مات العالم وولت الرعية الجفاة، كما اتفق بعد الرسول (عليه السلام) وبعد علي
- صلوات الله عليه - بقي الدين بلا أصل يستند إليه، ولا خير في شيء لا أصل له،
ووجود الإمام المقهور المغمور لا يتيسر الانتفاع به لكل أحد.
باب مجالسة العلماء وصحبتهم
* قوله (عليه السلام): اختر المجالس على عينك [ص 39 ح 1]
أي أمرر المجالس على عينك متحيرا (1) ف‍ " اختر " مضمن معنى " أمرر " أو
" أعرض " أو ما شاكلهما.
باب سؤال العالم وتذاكره
قوله (صلى الله عليه وآله): إن القلوب لترين إلخ [ص 41 ح 8]
الرين: الغطاء، فكأنه يريد - صلوات الله عليه - أن السيف حديد، فكما أنه
لا يجلى إلا بملاقاة حديد آخر مثله، كذلك القلوب لا تزال عنها الشبه إلا بمذاكرة
العلماء ومراجعتهم ومفاوضتهم الحديث.
قوله (عليه السلام): صلاة حسنة [ص 41 ح 9]
هكذا كتبت هذه اللفظة فيما رأيناه من النسخ، وقد فسرت بأنها جمع صلة وهي
العطية، وأنت تعلم أن صورة الخط لا تساعد عليه؛ لأن التاء من صلات هكذا ممدود
كتاء مسلمات، فإما أن يرتكب القول بالتصحيف في الخط أو يصار إلى إبقاء اللفظ
على ظاهره، وكلاهما بعيد، والثاني أقل بعدا.



1. كتب فوقها في النسخة لفظة " كذا ".
57
باب بذل العلم
قوله: لأن العلم كان قبل الجهل [ص 41 ح 1]
" العلماء " هم المرسل وأهل بيته صلوات الله عليهم، وهم العلة والغاية في
تكوين هذا العالم، كما هو صريح " لولاك لما خلقت الأفلاك " (1) والغاية متقدمة في
الوجود الذهني الذي هو وقت أخذ العهود على المغيا فصح بهذا كون العلم قبل
الجهل.
* حاشية أخرى: وهاهنا وجه آخر وهو أن يراد أن العلم كان قبل الجهل، أي هو
مقدم عليه في الرتبة؛ لأنه أشرف، فملاحظته قبل ملاحظته.
* قوله تعالى: (ولا تصعر خدك للناس) [ص 41 ح 2]
صعر خده تصعيرا: أماله عن النظر إلى الناس تهاونا من الكبر.
باب النهي عن القول بغير علم
قوله (عليه السلام): يخر فيها [ص 42 ح 4] أي يقع بسببها.
باب استعمال العلم
* قوله (عليه السلام): فأبث (2) له الشهادة [ص 45 ح 5] أي فأنا أبث له الشهادة وأنشرها بين
الناس بأنه ناج.
باب المستأكل بعلمه والمباهي به
قوله (صلى الله عليه وآله): هلك إلا أن يتوب الخ [ص 46 ح 1]



1. بحار الأنوار، ج 15، ص 28، ح 48، وج 57، ص 199، ح 145.
2. في هامش النسخة: " خ ل: فأثبت ".
58
التوبة الندم على المعصية والعزم على ترك المعاودة، فإن كانت عن ظلم لم
يتحقق إلا بالخروج إلى المظلوم أو إلى ورثته من حقه أو الاستيهاب، فإن عجز
عزم عليه، فعلى هذا ينبغي حمل قوله (عليه السلام): " هلك إلا أن يتوب " على مجرد الندم
والرجوع إلى الله سبحانه عن الذنب، و " أو " بمعنى الواو، والمعنى: هلك إلا أن
يرجع إلى الله سبحانه عن الذنب ويراجع أهل الحق في حقهم بأن يخرج إليهم منه أو
يستوهبهم إياه.
ولك أن تحمل التوبة على المعنى المصطلح و " أو " على حالها، والمعنى: هلك
إلا أن يتوب بالندم والعزم على إرجاع الحق إلى أهله إن عجز في الحال أو يراجع أهل
الحق في حقهم إن قدر.
* قوله (عليه السلام): إن الرئاسة لا تصلح إلا لأهلها [ص 47 ح 6] يعني به الأئمة صلوات الله
عليهم.
باب لزوم الحجة على العالم وتشديد الأمر عليه
قوله (عليه السلام): إذا بلغت النفس هاهنا إلخ [ص 47 ح 3]
ينبغي أن يحمل هذا على ما لو لم يستيقن من بلغت نفسه الحلق بالموت،
فحينئذ لا تقبل توبة العالم وتقبل توبة غيره ليتحقق التشديد على العالم، وإلا فبعد
مشاهدة الموت والجزم به فلا تقبل التوبة لا من العالم ولا من غيره؛ بل لا يتصور
حصولها حينئذ.
باب النوادر
* قوله (عليه السلام): الختل [ص 49 ح 5] الخديعة.
* قوله (عليه السلام): والمراء [ص 49 ح 5] هو الجدال.
* قوله (عليه السلام): وتخلى من الورع [ص 49 ح 5] أي بعض (ظ).

59
* قوله (عليه السلام): حيزومه [ص 49 ح 5] هو ما استدار بالحلقوم من جانب الصدر
قوله (عليه السلام): إن رواة الكتاب " الحديث " [ص 49 ح 6]
" رواة " جمع راوي (1)، والمراد بهم حملة الكتاب من غير تدبر لمعانيه ولا انقياد
لأوامره ونواهيه، بدليل أنه جعله مقابلا ب‍ " رعاية " جمع راعي، (2) وهم من كان على
خلاف ذلك، وإفراد الخبر إما على النسب وإما لما قيل من إتيان فعيل بمعنى الجمع.
و " كم " خبرية.
ثم إنه قد ورد [في] كثير من الأخبار أنه إذا ورد خبر واحد (3) عرض على الكتاب،
فإن خالفه وجب طرحه، فمن جعل مدار العمل بأخبار الآحاد على عرضها على
كتاب الله وردها لمخالفته فهو مستنصح للكتاب مستغش الخبر، ومن جعل مدار
العمل على الأحاديث كائنة ما كانت ولا يبالي لمخالفتها الكتاب؛ بل ربما رد صريح
الكتاب إليها كما فعله مخالفونا من ردهم صريح الآيات الدالة على توريث الأولاد
مطلقا؛ بل ما ورد فيها صريحا في توريث أولاد الأنبياء (عليهم السلام) لحديث رواه الخصم
وانفرد به (4)، وكذا آية المسح، فهو مستنصح للحديث مستغش للكتاب، ففي قوله (عليه السلام):
" مستنصح للحديث مستغش للكتاب " استعارتان تبعيتان جيء بهما تعريضا
بالمخالفين وردا عليهم.
وقوله (عليه السلام): " فالعلماء يحزنهم ترك الرعاية "، أي يوقعهم في الحزن خوف عدم
الرعاية للكتاب والقيام بتكاليفه، والجهال يوقعهم في الحزن خوف عدم حفظ
الرواية، فإنهم قد جعلوا ذلك سببا لقرب الظلمة، فالناس بين " راع يرعى "،



1. كتب فوقها في النسخة لفظة " كذا " ولعل الصواب: " راو ".
2. كتب فوقها في النسخة لفظة " كذا "، ولعل الصواب: " راع ".
3. في النسخة: " آحاد ".
4. أشار إلى الحديث الذي رواه أبو بكر عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه
صدقة ".
60
أي يحفظ " حياته " وأسباب معاشه ولا يلتفت إلى ما وراء الحياة، " وراع يرعى
هلكته "، أي موته خائفا أن يموت على خلاف ما أمر الله سبحانه به ولا يلتفت إلى
حياته أصلا " فعند ذلك اختلف الراعيان، وتغاير الفريقان ".
* قوله (عليه السلام): لم تحصه [ص 50 ح 9] أي لم تحفظه، كقوله سبحانه: (أحصله الله
و نسوه) (1)
قوله (عليه السلام): وجدت علم الناس " الحديث " [ص 50 ح 11] أي وجدت ما أمر الناس
بمعرفته من العلم " كله في أربع: أولها أن تعرف ربك "، ثانيها " أن تعرف ما صنع "
ربك " بك "، أي ما صنع إليك من جميل اللطف بإرسال الرسل ونصب الحجج
والأوصياء بعدهم، على أن الباء بمعنى " إلى " أو ما لطف بك على التضمين، " والثالث
أن تعرف ما أراد منك " من التكاليف أمرا ونهيا، " والرابع أن تعرف ما يخرجك من
دينك " مما يوجب الارتداد والكفر.
فقد رتب هذه الأربعة في العبارة ترتيبها في المرتبة، ولا يذهب عليك أن معرفة
التكاليف من كون هذا أحد الأحكام لا تكفي في معرفة ما يخرج من الدين، فإنه وراء
ذلك، فلا يستغنى بمعرفة التكاليف عنه.
قوله: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول [ص 51 ح 15]
أي يصدر القول ويتكلم، وحيث لم يتعلق غرض بمعرفة مقولة نزل منزلة
اللازم؛ فإن الخبر مسوق لبيان ما قال الحسن البصري وما قيل له، فخلو " يقول " هنا
عن مقول القول جار على القواعد العربية غير محتاج إلى تكلف تقدير مقول له.
باب رواية الكتب والحديث [وفضل الكتابة والتمسك بالكتب]
قوله: أسمع الحديث منك فأزيد وأنقص [ص 51 ح 2]
أي أزيد في ألفاظه وأنقص فقال (عليه السلام): " إن كنت تريد " بما بعد الزيادة والنقيصة



1. المجادلة (56): 6.
61
تلك المعاني بعينها من غير زيادة ونقيصة في المعنى " فلا بأس ".
فهذا الحديث وما بعده صريحان في جواز الرواية بمعنى؛ لكن مع الضبط
والمعرفة بالصيغ والعبارات، كما حقق في محله، إلا أن في الثاني ما يشعر بعدم
جواز التعمد.
* قوله (عليه السلام): القلب يتكل على الكتابة [ص 52 ح 8]
قال الجوهري: " فرس واكل: يتكل على صاحبه في العدو ويحتاج إلى
الضرب ". (1) فالمعنى هنا أن القلب يحتاج إلى الكتابة لعجزه بدونها، ولو حملت
الحديث على ظاهره من عدم الاحتياج إلى الكتابة لخالفت به عنوان الباب من الحث
على الكتابة وفضلها.
قوله (عليه السلام): إياكم والكذب المفترع [ص 52 ح 12]
" المفترع " على صيغة المبني للمفعول بالفاء والعين المهملة أخيرا من افترعت
البكر: افتضضتها، والمراد به المخترع، أي ما لم يسبق إليه ولم يكن إلا من عمد، ففي
الكلام استعارة تبعية تشبيها له بالبكر المفترعة في عدم السبق وكون الفعل عمدا،
وهذا المعنى مستعذب في هذا المقام وليس من التصحيفات في الانتساخ ولا من
التحريفات في الرواية، كما زعمه بعض الأفاضل (2) فجعله بالقاف من الاقتراع بمعنى
الاختيار، وهو كما ترى.
باب التقليد
قوله (عليه السلام): أم المرجئة [ص 53 ح 2]
المراد بالمرجئة هنا من قال بإمامة المشايخ الثلاثة على العموم، فإنهم - صلوات



1. الصحاح، ج 3، ص 1845 (وكل).
2. هو الميرداماد في تعليقته على الكافي ص 117.
62
الله عليهم - يعبرون عنهم تارة بالجبرية، وتارة بالحشوية، وتارة بالقدرية، وتارة
بالمرجئة، وكل هذه الإطلاقات توجد في الكشاف، والمراد بالرجل الذي لم تفرض
طاعته المشايخ الثلاثة، وإنما وحده باعتبار كل عصر، ومثله مقابله.
قوله (عليه السلام): إن المرجئة إلخ [ص 53 ج 2]
في هذا الخبر ذم للفريقين: للمرجئة على شدة حرصهم على التقليد حتى قلدوا
في الباطل، وللشيعة في عدم الحرص حتى تركوا التقليد في الحق.
باب البدع [والرأي والمقائيس]
قوله (عليه السلام): إن من أبغض الخلق إلخ [ص 55 ح 6]
قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة بعد أن شرح هذا الكلام: [قيل] المراد
بالرجل الأول الضال في أصول العقائد كالمشبه والمجبر ونحوهما، ألا تراه كيف
قال: " مشغوف بكلام بدعة ودعاء ضلالة " وهذا مشعر بما قلناه من أن مراده [به]
المتكلم في أصول الدين، وهو ضال عن الحق؛ ولهذا قال: إنه فتنة لمن افتتن به،
ضال عن هدي من قبله، مضل لمن يجيء بعده. وبالثاني المتفقه في فروع
الشرعيات، وليس بأهل لذلك، كفقهاء السوء، ألا تراه كيف يقول: " جلس بين الناس
قاضيا "!
وقال أيضا: " تصرخ من [جور] قضائه الدماء، وتعج [منه] المواريث " (1) انتهى.
ونعم ما قال، إلا أن المراد بالأول هم أئمة الضلال، وبالمتفقه أتباعهم
والمجتهدين حذوهم.
* قوله (عليه السلام): وكله الله إلى نفسه [ص 55 ح 6] أي تركه الله ونفسه.
* قوله (عليه السلام): فهو جائر [ص 55 ح 6] أي عادل.



1. شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 286.
63
* قوله (عليه السلام): مشغوف [ص 55 ح 6] من قولهم: شغفه الحب.
* قوله (عليه السلام): رهن بخطيئته [ص 55 ح 6] أي مرتهن بها.
* قوله (عليه السلام): قمش جهلا [ص 55 ح 6] أي جمعه.
* قوله (عليه السلام): عان بأغباش الفتنة [ص 55 ح 6]
أغباش الفتنة: ظلمها، ومعنى كونه عانيا، أي متعب لنفسه بقيام سوقها.
* قوله (عليه السلام): ولم يغن فيه يوما [ص 55 ح 6]
قال صاحب الغريبين: " وفي حديث علي (عليه السلام) " رجل سماه الناس عالما ولم يغن
في العلم يوما سالما "، أي لم يلبث فيه يوما تاما من قولك: غنيت بالمكان ". (1)
* قوله (عليه السلام): من آجن [ص 55 ح 6] الآجن الفاسد.
* قوله (عليه السلام): واكتنز [ص 55 ح 6] أي سمن.
* قوله (عليه السلام): ثم قطع [به] [ص 55 ح 6] أي بذلك.
* قوله (عليه السلام): فهو من ليس الشبهات إلخ [ص 55 ح 6]
شبهه بالذبابة تقع في غزل العنكبوت فلا يمكنها التخلص منه.
قوله (عليه السلام): حتى أن الجماعة منا لتكون إلخ [ص 56 ح 9]
أظن أنه قد سقط من الحديث كلمة " إلا " من قوله: " ويحضره جوابها "، (2)
والتقدير ما يسأل رجل صاحبه يحضره المسألة إلا ويحضره جوابها، وله نظير وهو
يأتي [في ح 6] عن قريب في خبر سماعة: " إنا نجتمع فنتذاكر ما عندنا فلا يرد علينا
شيء إلا عندنا فيه شيء مسطور ".



1. الغريبين، ج 4، ص 1392. (غنا)
2. في مرآة العقول، ج 1، ص 193: " في بعض نسخ المحاسن: إلا وتحضره المسألة، فكلمة " ما " نافية
ويستقيم الكلام بلا تكلف ".
64
ولا تناقض بينه وبين قوله: " فربما ورد علينا الشيء لم يأتنا فيه عنك ولا عن
آبائك شيء " بناء على أنه ادعى في أول الكلام أن كل شيء يرد عليهم فعندهم فيه
عنهم صلوات الله عليهم شيء، وفي آخره اعترف بخلاف ذلك؛ لأنا نقول: المراد
بالشيء الذي لم يرد فيه خبر عنهم الصغير الذي لم يسألوهم عنه، كما يفصح عنه
خبر سماعة الآتي، وجملة " يحضره " الأولى في محل رفع على أنه صفة " رجل "،
والضمير عائد إلى " المجلس "، و " المسألة " منصوبة ب‍ " يسأل ".
* قوله (عليه السلام): ضل علم ابن شبرمة [ص 57 ح 14]
هو عبد الله بن شبرمة كان قاضيا لأبي جعفر [المنصور] على سواد الكوفة،
والشبرمة - بضم الراء والشين -: الهرة، وكان مشهورا بالعمل بالقياس، وقد توجه
الذم إليه والتوبيخ له على العمل به في أحاديث شتى، ولا يلزم أن يكون اسم أمه
ذلك، فإن الألقاب أكثرها حادثة، كما لقبوا به جرير [الشاعر] بالمراغة وهي الأتان
التي لا تمنع من الفحولة.
واختلفوا في أول من لقبها بذلك فقيل: الفرزدق (1)، وقيل: الأخطل (2). وهذا كثير
فيما بينهم، فإنهم كانوا إذا أرادوا التهكم بشخص لقبوا أمه أو أباه بألقاب بعض
الحيوانات أو الأناسي ممن اشتهر بأمر شنيع، ثم نسبوا ذلك الشخص إليه فقالوا:
ابن فلان كما قالوا: ابن صهاك تلقيبا لأمه باسم أمة كانت ترعى المواشي لبعض
قريش، وربما كانت لا ترد يد لامس، وإنما اسم أمه حنتمة بنت هاشم الزهري، وكما
لقب جرير أب الفرزدق بالقين، وهو الحداد، ومثل هذا كثير وإنما وقع التلقيب في
هذا الحديث للأم دون الأب للتنبيه على أنه لغية لا لرشدة، كما أنهم كانوا يصرحون
باسم الأم دون الأب لذلك كابن هند وابن مرجانة، والله أعلم.



1. ذهب إليه في القاموس المحيط، ج 3، ص 165 (فرزدق).
2. ذهب إليه في الصحاح، ج 3، ص 1325 (خطل).
65
* حاشية أخرى: وإنما جعلنا اللقب لأمه دون أبيه وقد قال الجوهري: " شبرمة
اسم رجل " (1) قالوا: إنه الرجل القصير والبخيل أيضا؛ لأن ذاك ألصق وأليق بمرامي
أغراضهم صلوات الله عليهم في أمثال هذه المقامات ومن تتبع أثرهم (عليهم السلام) عرف ذلك.
والله الموفق للصواب.
* قوله (عليه السلام): كيف أحل وكيف حرم [ص 57 ج 16] أي لم أحل ولم حرم، وحاصله أن
علة التحريم والتحليل لا تدرك فكيف يقاس.
* قوله (عليه السلام): فلو قاس الجوهر إلخ [ص 58 ح 18]
فيه إشارة لما سيأتي (2) " من أن الله سبحانه خلق النبيين من طينة عليين ".
باب الرد إلى الكتاب والسنة [وأنه ليس شيء من...]
* قوله (عليه السلام): حتى أرش الخدش إلخ [ص 59 ح 3]
يمكن أن يراد بالجلدة السمحاق، وهي جلدة رقيقة بين اللحم والعظم مغشية
للعظم وفيها أربعة أبعرة (3)، فيكون اللام فيها للعهد الخارجي. ويراد بنصفها الشجة
الدامية، وهي التي يخرج معها الدم وتنفذ في اللحم يسيرا، وتسمى الدامعة أيضا؛
لأنه يخرج معها نقطة من الدم، كما يخرج الدمع، وفيها بعيران، وعلى هذا فالمراد
بالخدش كشط الجلد فقط، والأرش معناه أن يقوم لو كان عبدا به تلك الجناية
وصحيحا فيؤخذ من الدم بنسبته من التفاوت.
* حاشية أخرى: ويمكن أن يراد بالجلدة الحد التام، وبنصف الجلدة نصفه،
وبالخدش مطلق الخروج.



1. الصحاح، ج 4، ص 1958.
2. الكافي، ج 2، ص 2، ح 1.
3. أبعرة جمع البعير.
66
* قوله (عليه السلام): وأنتم أميون إلخ [ص 60 ح 7]
الأمي الذي لا يحسن الكتابة، منسوب إلى ما عليه أمة العرب، وقيل [منسوب]
إلى الأم، أي هو على ما ولدته أمه لم يتعلم الكتابة، والمراد به هنا غافلون لا يمكنكم
التذكر، كمن لم يكتب؛ ولهذا عداه ب‍ " عن ".
والفترة: ما بين كل رسولين. والهجعة: النومة الخفيفة، وقد تستعمل في النوم
المستغرق، ومنه الاستعارة هنا. والاعتراض: الانتشار. وانتقاض المبرم: حل طاقاته،
والمراد به الدين، وفيه استعارة تبعية وترشيح. والاعتساف هو الأخذ على غير
الطريق، ولابد أن يراد بالجور ضد العدل. والمحق: الإبطال، ومنه الامتحاق. وتلظي
النار: تلهبها. والردى: الهلاك.
* قوله (عليه السلام): فالدنيا مهجمة (1) [ص 60 ح 7] أي يابسة لا خير فيها، من قولهم: هجم ما
في الضرع: حلبه، ومنه أهجمت الناقة: يبس ما في ضرعها.
" في وجوه أهلها مكفهرة "، أي معبسة في وجوههم " وطعامها الجيفة " إما لأنهم
كانوا لا يذكون الذبيحة، أو لأنهم كانوا لا يركبون إلا وجوه الحرام في كسب معاشهم
على التشبيه. والممزق على صيغة المفعول مصدر بمعنى التمزيق وهو شقيق الثوب
ونحوه. " وقد أعمت عيون أهلها " الصحيح أن يجعل في " أعمت " ضميرا عائدا إلى
الدنيا، هو الفاعل، و " عيون أهلها " مفعوله؛ إذ لا يقال: أعمت عين زيد، بل عميت،
وكذلك قوله: " أظلمت عليها أيامها " والضمير في " عليها " و " أيامها " يرجع إلى " أهل "
وجمع التكسير والملحق به قد يعود عليه ضمير المفرد المؤنث وإن لم يكن مما
لا يعقل. وقد حكم صاحب الكشاف (2) بتعدي " أظلم " متمسكا ببيت أبي تمام في



1. في الكافي المطبوع: " متهجمة ".
2. الكشاف، ج 1، ص 86.
67
تفسير قوله تعالى (و إذا أظلم عليهم قاموا) (3) " ودفنوا في التراب الموؤودة بينهم من
أولادهم " لابد من تضمين " دفنوا " معنى شهروا أو تعارفوا أو نحوهما، وإلا لكان لفظ
" بينهم " قلقا و " الموؤودة " من وأد، يئد مقلوب آد، يؤود: إذا أثقل؛ قاله في الكشاف (1)
والمراد به معروف. " يجتار " والذي عليه النسخ المعتمدة " يجتاز " بالجيم والزاي
المعجمتين من الجواز، والمعنى يمر ويجتاز طيب العيش قربانهم ولا يحل
بساحتهم، وكذلك " رفاهية حفوظ الدنيا " والذي في النسخ الموثوق بها بالحاء
المهملة والظاء المعجمة جمع حفظ، وهو قلة الغفلة والتحفظ عن محارم الله
سبحانه.
" حيهم أعمى بخس " في النسخ التي عليها المعول بالباء الموحدة والخاء
المعجمة بمعنى الناقص. " وميتهم في النار مبلس "، أي متحير آيس من رحمة الله
تعالى. و " ريب الحرام " حوادث الحرام، أي الحوادث والطواري التي يتعلق بها
الحرمة، كما قال صاحب الغريبين: " ريب المنون، أي حوادث المنون " (2).
* حاشية أخرى: وإنما طوينا الكشح عما في هذا الحديث من النكت البيانية
والتراكيب النحوية مع كثرتها ومساس الحاجة إليها في فهم معاني الحديث لما
تقتضيه من زيادة البسط وكثرة الإيضاح، وليس هذا محله. والله أعلم.
باب اختلاف الحديث
* قوله (عليه السلام): إلى الطاغوت [ص 67 ح 10]
الطاغوت الصنم، والمراد بالتحاكم إليه التحاكم إلى أهل ملته وهم عباد الأصنام.



3. البقرة (2): 20.
1. الكشاف، ج 4، ص 708.
2. الغريبين، ج 3، ص 803 (ريب)، وفيه: " حوادث الدهر ".
68
* قوله (عليه السلام): سحتا [ص 67 ح 10]
هو الحرام.
* قوله (عليه السلام): ينظران [ص 67 ح 10]
على صيغة المثنى الغائب ليطابق ما قبله فحينئذ كان الواجب " فليرضيا به " مكان
" فليرضوا به "، فإنه جزاء " من " الشرطية المتقدمة، وتوجيهه بجعله من باب التغليب
كأنه قال: ينظر هذان الرجلان فمن كان من الشيعة على ما وصفت فليرضوا به
يعينهما مع باقي الشيعة؛ ولهذا قال بعده: فإني قد جعلته عليكم حاكما.
وهاهنا وجه آخر وهو أن يجعل " ينظر " فعلا مضارعا مبنيا للمجهول، و " إن "
بعده هي المشددة المكسورة و " من " بعدها اسم موصول اسمها، وقوله: " فليرضوا
به " خبرها، والمأمور جميع الشيعة، ودخلت الفاء على خبر " إن " لتضمين الاسم
معنى الشرط ثم التفت بعده وقال: " فإني قد جعلته عليكم حاكما " يا معاشر الشيعة.
والله سبحانه أعلم.
* حاشية أخرى: الأوجه أن يراد بالرجلين الخصمين ورد ضمير الجمع إليه من
باب (هذان خصمان اختصموا في ربهم) (1) نظرا إلى المعنى.



1. الحج (22): 19.
69
كتاب التوحيد
باب حدوث العالم وإثبات المحدث
* قوله (عليه السلام): فالظن عجز، لما لا تستيقن؟ [ص 73 ح 1]
ظاهر هذا إنكار وتوبيخ له على رضاه بالظن مع قدرته على اليقين؛ إذ يمكنه إن
لم يقدر على ذلك من قبل نفسه أن يسأل أهل الذكر إن كان لا يعلم، ف‍ " ما " استفهامية
واللام حرف جر، وإثبات الألف من " ما " مع حرف الجر لغة، وجاءت عليها قراءة
عكرمة وعيسى بن عمر حيث أثبتا الألف في " عما يتساءلون " (1) وعليها قول حسان بن
ثابت:
على ما قام يشتمني لئيم * كخنزير تمرغ في رماد (2)
والمعنى: فالظن عجز فلم رضيت به لنفسك؟ ولأي شيء لا تستيقن أنت؟! (3)
* قوله (عليه السلام): وهل يجحد العاقل ما لا يعرف [ص 73 ح 1]
" هل " إنكارية، والمعنى لا يليق بالعاقل أن ينكر وجود ما لا يعلم وجوده؛ فإن



1. انظر: مجمع البيان، ج 9 - 10، ص 638.
2. ديوان حسان بن ثابت، ص 79.
3. في هامش النسخة: وله نظير في حديث قصة الديصاني الآتي عن قريب " بخطه قدس سره ".
70
عدم العلم بالشيء لا يستلزم نفيه، وقوله (عليه السلام): " فأنت من ذلك في شك " معناه أنك من
ذلك، أي لأجل عدم العرفان بالوجود، مرتبتك الشك في الوجود - أي وجود ما في
السماء والأرض وما خلفهما مما لا علم لك بوجوده - لا الظن، والحكم بالعدم
" فلعله " أي لعل ما حكمت بعدمه " هو "، أي على ما حكمت به من العدم " ولعله
ليس هو "؛ بل موجود، فكيف تحكم بالعدم، وقوله: " ولعل ذلك "، أي ولعل غير
ذلك، ولعل ذلك.
وحاصله أن حالك أيها الرجل في إنكارك الصانع وجحودك له كحالك في
إنكارك ما في الأرض والسماء وما خلفهما، إذ أنكرت كل واحد منهما لمجرد عدم
علمك بوجوده، وليس هذا مما يليق بالعاقل، فهو من باب التشبيه المطوي فيه ذكر
المشبه كالإستعارة، وليس باستعارة.
وقوله (عليه السلام): " تفهم عني " معناه: خذ المعرفة بالله سبحانه عني " فإنا " أهل البيت
" لا نشك في الله أبدا ".
اعلم أنه - صلوات الله عليه - لما أراد أن يعكس اعتقاده من الإنكار إلى الإقرار
بالصانع تعالى، ولا شك أن نقل الشيء من الضد إلى الضد لا يخلو من صعوبة
ومشقة، نقله بحسن البيان ولطف المكالمة إلى الشك أولا كما مر، ثم منه إلى اعتقاد
الحق، فقال (عليه السلام): " أما ترى الشمس والقمر " وما أودعهما الله سبحانه من عجائب القدرة
وأسرار الحكمة، فتعلم أن هذا لا يكون إلا من حكيم قادر وعليم قاهر، ولظهور تلك
الحكم وبيان تلك الأسرار لم يتعرض لبيانهما، ثم قال (عليه السلام): " والليل والنهار يلجان "،
أي يدخل كل واحد منهما في صاحبه، وذلك عند انتقال الشمس من البروج الجنوبية
إلى الشمالية ورجوعها، فإن كل واحد منهما في صاحبه بحيث لا يخفى على أحد،
وهو معنى قوله: " فلا يشتبهان ويرجعان "، أي يرجع كل واحد منهما إلى مكانه بعد
ذهابه " قد اضطرا " إلى ذلك الرجوع " ليس لهما مكان إلا مكانهما، فإن كانا يقدران

71
على أن يذهبا " بأنفسهما من غير مضطر إلى ذلك، فلأي علة " يرجعان "، أي يرجع
كل واحد منهما إلى حالته الأولى بعد ذهابه عنها " وإن كانا غير مضطرين "؛ بل هما
مختاران في أفعالهما فلم لا يتبدلان بأن يصير الليل نهارا والنهار ليلا؟ فدوامهما على
حال واحد وثبوتهما على وتيرة دائمة يدل على أنهما مضطرين إلى ذلك غير
مختارين فيه، فإن أفعال المختار ربما تبدلت بتبدل إرادته " والذي اضطرهما أحكم
منهما وأكبر " قال صاحب الغريبين نقلا عن ابن الأعرابي: " إن الحكمة عند العرب ما
منع به من الجهل ". (1) فعلى هذا معنى " أحكم منهما وأكبر " أنه أمنع منهما من الجهل
به، فإنه أظهر قدرته وجلى وجوده فيهما وفي كل شيء سواهما، فهو سبحانه أحكم
منهما وأعظم في الإرشاد إليه، وهذا دليل قطعي وبرهان عقلي فيه انتقال من المصنوع
إلى الصانع، ومن المعلول إلى العلة، وهو أظهر الدليلين تعالى الله عن شائبة الإنكار
علوا كبيرا.
* قوله صلوات الله عليه: إن كان الدهر يذهب [بهم] إلخ [ص 73 ح 1] أي إن قلتم يذهب
بهم، أي يعدمهم، قيل لكم: " لم لم يردهم " (2)، أي يوجدهم في ذلك الوقت الذي
عدمهم فيه، أي ما الجهة المقتضية لترجيح إحدى جهتي الإمكان على الأخرى في
ذلك الوقت، وإن قلتم: " يردهم "، أي يوجدهم، قلنا: لم لم يعدمهم في ذلك الوقت.
فالحاصل مطالبتكم بجهة الترجيح، ولا إرادة ولا اختيار، فلا ترجيح، منه يعلم
بطلان إسناد الإعدام والإيجاد معا إليه؛ ولهذا لم يتعرض له.
" القوم مضطرون " الاضطرار: القهر والغلبة وإجراء الشيء على خلاف طبعه،
وذات ما سواه تعالى شأنها الإمكان، فإخراجها عنه إلى الوجوب السابق على الوجود



1. الغريبين، ج 2، ص 477 (حكم) وفيه: نقل عن ابن عرفة.
2. في الكافي المطبوع: " لا يردهم ".
72
أو الامتناع اضطرار لها، إذ (1) المراد بالقوم ما سواه تعالى من باب تغليب العقلاء على
غيرهم؛ ولهذا قال: و " لم السماء مرفوعة، إلخ ولم لا تنحدر الأرض فوق طاقتها (2) "،
أي انحدارا زائدا على وسعها الذي خلقه الله فيها، أي لو أن استقرارها في مكانها لم
يكن عن اضطرار حكيم قاهر لما كانت في مكان بحيث تتساوى الخطوط من
تحدبها إلى مقعر فلك القمر من جميع الجهات، ولكان انحدارها إلى بعض الجهات
وميلها إليه أشد، وقوله: " ولا يتماسكان " جملة حالية من " السماء والأرض "، أي لم
لا تسقط السماء ولا تنحدر الأرض حال كونهما غير متماسكين؟ وقوله:
" ولا يتماسك من عليها "، أي على الأرض، جملة معطوفة على الحالية قبلها،
ولا شك أنه إذا سقطت السماء على الأرض وانحدرت الأرض عن مكانها لبطل نظام
هذا العالم ولزالت المواسك، فلا يستقر على جوانب كرة الأرض شيء، فهذا النظام
وهذا التماسك ورفع السماء على نفسه مخصوصة وانحدار الأرض كذلك يدل على
وجود صانع حكيم وقادر قديم وقاهر عليم، تعالى ذكره وجل شأنه.
قوله: وأومى (3) بيده [ص 74 ح 2]
الإيماء أن تشير برأسك أو بيدك أو بعينك وحاجبك، تقول: أومأت إليه، ولا تقل:
أوميت [إليه]، فلعل ما في الحديث على ما نقل من أن العرب قد تقول: أوميت.
قوله: وتحفظ ما استطعت من الزلل [ص 75 ح 2] أي احفظ نفسك من الوقوع فيما
لا يعنيك مدة استطاعتك ف‍ " ما " مصدرية، و " من الزلل " متعلق ب‍ " تحفظ "، وقوله:
" ولا يثني (4) عنانك إلى استرسال " الواو فيه للاستيناف، و " يثني " على صيغة المذكر
الغائب من ثنيت عنان الدابة إلى كذا: إذا صرفتها نحوه. و " لا " فيه نافية، والمرفوع



1. في النسخة: " إذا " وكتب فوقها لفظة " كذا ".
2. في الكافي المطبوع: " طباقها ".
3. في الكافي المطبوع: " أومأ ".
4. في الكافي المطبوع: " ولا تثني ".
73
المستتر عائد إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، ولا يصح أن يكون على صيغة المخاطب،
و [لا يصح أن يكون] " لا " ناهية؛ لثبوت حرف العلة إلا على القليل النادر.
والمعنى: ولا يصرفك أبو عبد الله (عليه السلام) بحسن بيانه وحججه نحو الاسترسال
والانقياد إلى قوله فيسلمك أبو عبد الله (عليه السلام)، أو الاسترسال على الإسناد المجازي " إلى
عقال " - وهو ما يعقل به البعير - أي إن أرخيت العنان معه أفضى بك إلى ما يحبسك
عن الجواب فتفحم، فاحفظ نفسك منه، " وسمه مالك وما عليك " أمر من " سامه
يسومه العذاب "، أي حمله عليه؛ والمعنى: احمله على أن يسمع منك مالك وما
عليك من السؤال والجواب.
* قوله: ويتروح إذا شاء باطنا [ص 75 ح 2]
هكذا جاءت النسخ المعتبرة للكتاب، والظاهر أن " باطنا " حال مؤكدة لعاملها
وهو وذو الحال محذوفان والتقدير ويتروح، أي يخلع الجسد ويصير روحا محضا
" إذا شاء " بطن " باطنا "، أي خفي عن إدراك الحواس الظاهرة، وهذا غاية في المدح.
قوله: نشوءك ولم تكن [ص 75 ح 2]
" النشء " بفتح أوله مصدر نشأ الغلام: إذا شب وأيفع، وحقيقته الذي ارتفع عن
حد الصبى وقرب من الإدراك، وقد جاء مصدره " النشوء " أيضا على فعول، وقوله
في الحديث " نشوءك ولم تكن " منصوب على أنه عطف بيان من قوله: " قدرته "
وجملة " ولم تكن " حالية، وكذلك قوله: " كبرك بعد صغرك " وما بعده من المصادر
وما بعدها.
* قوله: فأخبرني متى كان [ص 78 ح 3]
في كتاب التوحيد للصدوق بعد هذا السؤال: قال أبو الحسن (عليه السلام): " فأخبرني متى
لم يكن فأخبرك متى كان " قال الرجل: فما الدليل عليه؟ قال أبو الحسن (عليه السلام): " إني لما

74
نظرت " (1) إلى آخر الحديث.
* قوله: يقدر أن يدخل الدنيا كلها البيضة إلخ [ص 79 ح 4]
قد كثر السؤال من الأئمة صلوات الله عليهم عن هذه المسألة، فمن ذلك ما رواه
الصدوق " ره " في كتاب التوحيد عن جعفر بن محمد بن مسرور، قال: حدثنا
الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن
عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين فقال: أيقدر الله أن يدخل
الأرض في بيضة لا تصغر الأرض ولا تكبر البيضة (2)، فقال له: " ويلك، إن الله
لا يوصف بالعجز، ومن أقدر ممن يلطف الأرض ويعظم البيضة ". (3)
وروى أيضا فيه عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار، قال: حدثني سعد بن
عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير،
عمن ذكره عن أبي عبد الله مثله. (4)
وروى أيضا فيه بسنده إلى أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: جاء رجل إلى
الرضا (عليه السلام) فقال: هل يقدر ربك أن يجعل السماوات والأرض وما بينهما في بيضة؟
قال: " نعم، وفي أصغر من البيضة، قد جعلها في عينك وهي أقل من البيضة؛ لأنك
إذا فتحتها شاهدت (5) السماء والأرض وما بينهما، ولو شاء لأعماك عنهما " (6). (7)
فقيل (8): الجواب عن هذه المسألة بأحد جوابين: الأول أنه لا يصح أن يوصف



1. التوحيد، ص 250 - 251، باب 36، ح 3 ولا فرق بينه وبين الكافي، ولعل نسخة المحشي كانت ناقصة.
2. في المصدر: " لا يصغر الأرض ولا يكبر البيضة ".
3. التوحيد، ص 130، باب 9، ح 10.
4. التوحيد، ص 127، باب 9، ح 5. والتعبير ب‍ " نحوه " كان أولى.
5. في المصدر: " عاينت ".
6. في المصدر: " عنها ".
7. التوحيد، ص 130، باب 9، ح 11.
8. القائل به الميرداماد في تعليقته على الكافي، ص 181 - 184.
75
القدير الحق بعجز، ولا أن يتوهم فيه أنه غير قادر على شيء من الأشياء أصلا، وعدم
[تعلق] قدرته على إدخال الدنيا في بيضة من غير أن تصغر تلك أو تكبر هذه وعلى
سائر الممتنعات (1) الذاتية ليس من نقص في قدرته ولا من حيث إنه ليس قادرا على
شيء من ذلك، إنما هو لنقصان في المفروض مقدورا عليه؛ إذ لا حظ له من الشيئية
في الأعيان ولا في الأذهان (2) ولا حقيقة له بشيء من الاعتبارات، ولو تحقق له حظ
من الشيئية لكان تعلق القدرة به كغيره من الأشياء، وجعل الحديثين الأولين
شاهدين لهذا.
الثاني أن ما يعقل ويتصور من إدخال الدنيا في بيضة وأقل منها من غير كبر
ولا صغر إنما هو بحسب الوجود الانطباعي الارتسامي، والله سبحانه قادر عليه، كما
نشاهده من إدخال نصف كرة العالم تقريبا في إنسان العين الذي هو مقدار العدسة أو
أصغر، وأما بحسب الوجود العيني فليس ذلك شيئا كما مر، وجعل رواية الكتاب
والرواية الأخيرة شاهدتين له.
ويمكن أن يقال: ظاهر الروايات والمفهوم منها إنما هو السؤال عن الوجود
العيني وإن قوله (عليه السلام): " إن الذي قدر أن يدخل الذي تراه العدسة أو أقل منها قادر أن
يدخل الدنيا كلها البيضة لا تصغر الدنيا ولا تكبر البيضة " إنما هو رفع لاستبعاد ثبوت
الشيء بإثبات نظيره؛ إذ لا شك أن الانطباع والارتسام إنما يجزم به العقل في صورة
مقابلة المرتسم للمرتسم فيه ومحاذاته له، فلو فرض خروج بعض الأجزاء عن
المقابلة والمحاذاة لم يجزم العقل إلا بارتسام المحاذي فقط، فإذا وجد ارتسام ما هو
أعظم من المرتسم فيه بكرات ومرات لا يحصيها إلا الله سبحانه من غير انقباض في
المرتسم ولا انبساط في المرتسم فيه، مع جزم العقل بخروج (3) إلا القليل من المرتسم
عن مقابلة المرتسم فيه، كما في المشاهد وإنسان العين مع عدم إذعان العقول بكيفيته



1. في تعليقة السيد الداماد: " أو بسائر الممتنعات ".
2. في التعليقة للسيد الداماد: " الأوهام ".
3. كتب فوقها في النسخة لفظة " كذا " وهو إشارة إلى عدم ذكر المستثنى منه.
76
ولا تعقلها له لم يبق مجال للتوقف في قبول جسم عظيم في صغير من غير صغر ولا
عظم وإن لم تطلع العقول على كيفية ذلك، ومع قيام الدليل على ثبوت أمر لا مجال
للتوقف فيه لمجرد عدم تعقله؛ ألا ترى إلى الحكماء كيف حكموا بأن ما وراء الفلك
الأطلس لا خلاء ولا ملاء لقيام الدليل عليه عندهم وإن لم يتعقل، ومثله ذات الواجب
الوجود جل وعلا، فإنا قاطعون بوجوده مع العجز عن تعقل ذاته، ومثله جزم العقلاء
بكونه سبحانه عالما، لقيام الدليل عليه مع حيرتهم في حقيقة العلم أ حصولي هو
أم حضوري، فالحصولي لا سبيل إليه، والحضوري ألزم القائل به بأشياء توجب الكفر
من جهله تعالى أو قدم العالم.
هذا، ولنا عن البحث عن ذلك غنية، فلسنا مكلفين إلا بالإذعان بكونه عالما،
وأما كيفية العلم فلسنا مكلفين بالعلم بها (1) لا سيما على القول باتحاد الذات
والصفات، وفيما نحن فيه قد قام الدليل على قدرته تعالى على ذلك بهذه الروايات
المعتبرة، والتأويل (2) العقلي إذا عارضه العقلي إنما هو إذا لم يكن العقلي واردا لإثبات
ذلك المطلب الذي أباه العقل بخصوصه، وإلا ففي تأويله رد على قائله، وذلك كفر
نعوذ بالله منه.
فإن قيل: ما قررتموه مبني على القول بأن سبب إحساس المبصرات هو الانطباع
والارتسام، وأما على القول بأن سببه إنما هو انفصال خطوط شعاعية تحدث بمعونة
إحداث النور في جسم بين الناظر والمبصرات كالهواء وتلك الأشعة على هيئة شكل
مخروطي رأسه مما يلي العين وقاعدته مما يلي نهاية المبصرات فلا يتم ما ذكرتموه.
قيل: قد ذهب إلى كل قول فريق من الناظرين في علم المناظر، ولا دليل نعتد به
من الجانبين مع تأييد القول بالارتسام والانطباع بما ورد عن ينابيع الحكمة ومخازن
العلم صلوات الله عليهم، فهو الصواب وعليه المعول، والله سبحانه ولي التوفيق.



1. في النسخة: " به ".
2. في النسخة: " تأويل ".
77
* قوله: النظرة [ص 79 ح 4] أي أسألك النظرة، أي الإنظار والمهلة.
* قوله (عليه السلام): عما ذا سألك [ص 79 ح 4]
هذا مما جاء على الأصل من غير حذف الألف منه كما مر.
باب إطلاق القول بأنه شيء
* قوله (عليه السلام): غير معقول ولا محدود [ص 82 ح 1]
في نهج البلاغة [في الخطبة 1]: " من أشار إليه فقد حده، ومن حده فقد عده ".
فقال ابن أبي الحديد في شرحه: " وهذا حق؛ لأن كل مشار إليه فهو محدود؛ لأن
المشار إليه لابد وأن يكون في جهة مخصوصة، وكل ما هو في جهة فله حد وحدود،
أي أقطار وأطراف.
[قال:] " ومن حده فقد عده "، أي جعله من الأشياء المحدثة؛ لأن كل محدود
معدود في الذوات المحدثة ". (1)
* قوله (عليه السلام): ولكن أردت عبارة عن نفسي إلخ [ص 83 ح 6]
هو من قولهم: عبر الرؤيا عبرا وعبارة، وعبرها تعبيرا: فسرها وأخبر بآخر ما
يؤول إليه أمرها، والمعنى: " ليس قولي: يسمع بنفسه ويبصر بنفسه أنه شيء والنفس
شيء آخر "، أي لم أرد التعدد، ولكن أردت تفسيرا صادرا عن نفسي وإخبارا بما
يؤول الأمر إليه، " إذ كنت مسؤولا، وإفهاما لك، إذ كنت سائلا " والألفاظ والعبارات
لا تفي بما قصدته؛ ولهذا أعاد القول بقوله: " أقول: إنه سميع بكله، لا أن الكل منه له
بعض " ففيه نهاية الاعتراف بالعجز عن تحصيل ما يفي بالمقصود من الألفاظ
والعبارات، فإنه تعالى كلما احتجب عن العقول حتى حارت في كبريائه لطائف
الأوهام، كذلك كلت الألسن عن بلوغ أمره، فلا يبلغ أدنى ما استأثر به من ذلك أقصى



1. شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 75 - 76.
78
نعت الناعتين؛ تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
وفيه وجه آخر، وهو أن الإنسان إذا عبر عن شخص يحترمه بعبارة كان فيها عليه
غضاضة ونقيصة قال من باب التعظيم له: إنما أردت بذلك نفسي.
* قوله (عليه السلام): ونعت هذه الحروف (1) [ص 84 ح 6] أي منعوتها، أي هي السبب في نعته
كالعالم.
* قوله (عليه السلام): سمي به الله [ص 84 ح 6] أي سمي هو بالله من باب القلب.
* قوله (عليه السلام): مدرك به (2) [ص 84 ح 6] أي بما مر من الحواس.
* قوله (عليه السلام): إذ كان النفي هو الإبطال إلخ [ص 84 ح 6]
لابد لتصحيح هذا التعليل من مقدمات ثلاث:
أولها: أن المراد بالموهوم المخطور بالبال مطلقا.
ثانيها: أن المراد بالنفي عدم الإخطار الذي لا تمكن المعرفة بدونه.
ثالثها: أن الموهوم قد يكون من إحساس الحواس له، وقد يكون من إحساس
إثارة.
إذا أعرفت هذا فنقول: لما قال (عليه السلام): " ولكن ارجع إلى معنى وشئ " إلخ اعترض
السائل بأنه تعالى إذا كان موهوما وكل موهوم مخلوق فهو مخلوق، فأجابه صلوات
الله عليه ردا لكلية كبرى مشكلة بأن ليس كل موهوم مخلوقا، وأن الخالق ينبغي أن
يكون غير موهوم " لو كان " الأمر " كما تقول لكان التوحيد عنا مرتفعا؛ لأنا لا نكلف
غير موهوم " لامتناع تكليف العاقل، " ولكنا نقول: كل موهوم بالحواس مدرك بها (3)
تحده وتمثله فهو مخلوق "، والله على خلاف ذلك، أي هو مخطور بالبال لا من طرق
الحواس ولا تحده ولا تمثله، " إذ كان النفي "، أي عدم الإخطار بالبال، " هو الإبطال و "



1. في هامش النسخة: " خ ل: وقعت عليه ".
2. في هامش النسخة: " خ ل: بها ".
3. في الكافي المطبوع: " به ".
79
القول ب‍ " العدم "، أي عدم الصانع، إذ لافرق في عدم المعرفة بين جحده وعدم إثباته،
" والجهة الثانية " وهي كونه مخطورا بالبال من جهة الحواس وحدها له، وتمثيلها إياه
هو " التشبيه " وهو متعال عنه، " إذ التشبيه صفة المخلوق الظاهر التركيب والتأليف فلم
يكن " لنا " بد من إثبات الصانع " على خلاف ذلك، أي مخطورا بالبال غير محدود
بالحواس ولا ممثل بها " لوجود المصنوعين و " لحصول " الاضطرار " المنسوب
" إليهم، فإنهم مضطرون مصنوعون " وقد حققنا فيما سبق معنى كونهم مضطرين في
قوله (عليه السلام): " القوم مضطرون يا أخا أهل مصر ".
* قوله (عليه السلام): فله إنية ومائية؟ [ص 84 ح 6]
إنية الشيء ما يقال به للشيء: إنه كذا وكذا بعد العلم بها، ومائيته ماهيته، وكثيرا
ما تقلب الهاء همزة وبالعكس، وماهية الشيء ما به يقال له: هو كذا وكذا، وهنا حيث
إنها غير معلومة لنا لا يمكنا (1) القول بأنه كذا أو هو كذا، وهذا لا يدل على عدمها.
* قوله: فله كيفية؟ قال: لا؛ لأن الكيفية إلخ [ص 84 ح 6]
يريد أنه هل له سبحانه كيفية معلومة من باب حذف الصفة بقرينة ما سيأتي من
أنه لابد من إثبات كيفية له لا يعلمها غيره سبحانه، ثم إنه (عليه السلام) علل ذلك بأن الكيفية جهة
الصفة والإحاطة، يعني معلومية الكيفية جهة الصفة، أي سبب لإمكان توصيف
الذات وتعيينها وتحديدها والإحاطة بها وهو سبحانه متعال عن ذلك؛ لأن من علم
كيفية شيء أمكنه تحديده وتعيينه؛ " ولكن لابد من الخروج من جهة التعليل
والتشبيه "، أي لابد من إثباته تعالى على خلاف ما عليه خلقه، " ولابد " أيضا " من
إثبات كيفية له لا يستحقها غيره " ولا يعلمها سواه، فالإستدراكان معطوف ثانيهما على
الأول، وهما معا راجعان إلى قوله: أو ليس له كيفية، ووجه الاستدراك في الموضعين
ظاهر؛ والله سبحانه أعلم.
* قوله (عليه السلام): يخرجه من الحدين [ص 85 ح 7] يعني يخرجه عن الحدين حال كونه



1. كتب فوقها في النسخة لفظة " كذا ". والصواب فك الإدغام.
80
قائلا إنه شيء، فجملة " يخرجه " حال من الضمير المستتر فيما تضمنه الجواب، فإن
قوله (عليه السلام): " نعم "، معناه يقول: إنه شيء يخرجه عن الحدين، أي يقول ذلك حال كونه
مخرجا له، أي معتقدا خروجه.
باب أنه لا يعرف إلا به
* قوله: وكيف عرفك نفسه [ص 86 ح 2]
كأن فيه عدولا عن السؤال الأول إلى ما هو أهم منه؛ وإلا لكان المناسب أن
يقول: وبم عرفك نفسه، فيقع الجواب بكذا وكذا، وجوابه (عليه السلام) مطابق للسؤال الثاني؛
وإلا فلا انطباق له على الأول، وهو ظاهر.
باب النسبة
* قوله (عليه السلام): لا ظل له يمسكه وهو يمسك الأشياء بأظلتها [ص 91 ح 2]
المراد بالظل الشخص، أي لا شخص له يمسكه، أي يجعله ممسكا متحيزا،
وهو يمسك الأشياء يجعلها ممسكة متحيزة متمكنة " بأظلتها "، أي بأشخاصها.
باب النهي عن الكلام في الكيفية
قوله: محمد بن الحسين (1) [ص 92 ح 1]
قد يأتي في أوائل أسانيد هذا الكتاب محمد بن الحسين كما هنا، ولا ريب أنه
غير ابن أبي الخطاب، فإن المعهود رواية صاحب الكتاب عنه بالواسطة، وهي في
الأغلب محمد بن يحيى، فإما أن يحمل على التصحيف عن محمد بن الحسن
ويكون المراد به الصفار، ورواية صاحب الكتاب عنه متكثرة، أو يكون المراد به



1. في الكافي المطبوع: " محمد بن الحسن ".
81
محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي الأشناني، أو محمد بن الحسين بن سعيد
الطبري، أو غيرهما ممن هو في هذه الطبقة، فإنهم جماعة غير أن عدم الإيضاح في
مثله والرواية عن سهل بن زياد يرجحان الاحتمال الأول، فإن رواية صاحب الكتاب
عن الصفار متكررة، وهي من الكثرة مجملة ومفردة تكاد تلحق بالأمر البديهي
الضروري؛ والله سبحانه العالم بحقيقة الحال.
* قوله صلوات الله عليه: حتى كان الرجل منهم ليدعى (1) من بين يديه إلخ (2) [ص 92 ح 4]
" كان " فعل من الأفعال الناقصة لا حرف يشبهه، واللام جواب قسم محذوف،
وفي الكلام استعارة تمثيلية، فإنه صلوات الله عليه شبه صورة خبطهم في استدلالهم
وتوغلهم في ضلالتهم وبعدهم عن الحق وإصابتهم غير ما قصدوه بالدليل مع
اعتقادهم أنه هو بصورة حيرة من أطار التحير لبه وذهب الدهش بقلبه حتى صار
يسمع الصوت من غير جهة ويرى الشخص في خلاف جانبه، فإذا دعي من بين يديه
ولا دعاء هناك ولا إجابة حقيقة، وهذا كما تقول للمتردد في أمر: أراك تقدم رجلا
وتؤخر أخرى، ولا تقديم ولا تأخير حقيقة.
* قوله (عليه السلام): فهذه الشمس خلق من خلق الله إلخ [ص 93 ح 8]
الظاهر أن المراد أنه تعالى كما حجب بعض المحسوسات عن الحواس الظاهرة
فلا يتمكن من إدراكها على ما ينبغي، كذلك سبحانه قد حجب بعض المعقولات
عن أن تدركها الحواس الباطنة كما ينبغي، لا أن ملأ العين من الشمس له دخل في
إدراك ملكوت السماوات والأرض، كما قد يوجه بادئ الرأي من ظاهر الحديث.
* قوله: عن الصفة [ص 94 ح 10] كان المراد صفة الذات وتحديدها؛ تعالى الله
عن ذلك.



1. في هامش النسخة: " في أصل النسخة: حتى أن كان الرجل ليدعى ". وما في الهامش كان في الكافي
المطبوع أيضا.
2. في هامش النسخة: " كذا عنونت الحاشية ".
82
باب إبطال الرؤية
* قوله (عليه السلام): عيناه [ص 96 ح 2] أي القلب.
قوله (عليه السلام): لا تجوز الرؤية [ص 97 ح 4] أي لا تمكن " ما لم يكن بين الرائي والمرئي
هواء ينفذه "، أي ينفذ فيه، " البصر " باستمداد الأجسام المنيرة لتحدث فيه الأشعة
الكائنة على هيئة شكل مخروطي رأسه مما يلي العين، وقاعدته مما تلي نهاية
المبصرات، فيحصل الانعكاس أو الانطباع على اختلاف الرأيين لتمكن الرؤية كما
حقق في علم المناظر، والهواء جسم، فلابد من أن يكون في حيز ومكان، وهو
سبحانه منزه عن الحيز والمكان، فإذا قدرت الرؤية بالبصر فلابد وأن تعذر ولا هواء،
" فإذا انقطع الهواء عن الرائي والمرئي لم تصح الرؤية "، أي لم تمكن، " وكان في ذلك "،
أي حصل بسبب ذلك الانقطاع وعدم الرؤية، " الاشتباه "، أي الاستتار عن النواظر، فلا
تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار؛ " لأن الرائي متى ساوى المرئي في السبب
الموجب بينهما في الرؤية ". " في " هنا للتعدية، و " بينهما " متعلق بالرؤية، والتقدير: متى
ساوى الرائي المرئي في عدم السبب الموجب للرؤية بينهما، أي لم يحصل لواحد
منهما ذلك السبب فقد تساويا فيه، أي في عدم حصوله؛ لأنا قد بينا أن تلك الرؤية
تعذر ولا هواء فلا يحصل، وإذا لم يحصل السبب " وجب الاشتباه " والاستتار ولم
تمكن الرؤية " و " إذا لم تمكن الرؤية " كان ذلك "، أي صار القول بالرؤية هو بعينه
" التشبيه " أي تشبيه الخالق بالمخلوق من كونه جسما محدودا حاصلا في جهة مقابله
لجهة الرائي كائنا بينهما الهواء المضيء لتمكن الرؤية " لأن الأسباب لابد من اتصالها
بالمسببات " وهذه هي أسباب الرؤية، والرؤية مسببة عنها، فمن قال بها لابد له من
القول بأسبابها ليحصل الارتباط والاتصال الذي لابد بينهما، فانظر إلى هذا الحديث
الصحيح العالي الإسناد كيف أثبت للأشعرية الكفر والقول بالتجسيم؛ قاتلهم الله.
* قوله (عليه السلام): الشمس جزء إلخ [ص 98 ح 7]

83
الذي يظهر من الروايات أنه سبحانه قد حجب أماكن في السماوات عن أن
يطأها خلق من خلقه أو يدانيها أحد من ملائكته ورسله، وقد حجب بعدة حجب،
وهو سبحانه وإن لم يكن يوصف بالمكان والتمكن فقد فعل ذلك لحكمة هو العالم
بها، فكان المراد من هذا الحديث أنه لو قدر وفرض على طريقة فرض المحال أنه
مما يرى لكان في مكان ولو كان في مكان لكان في ذلك المكان الذي حجبه بتلك
الحجب التي بين أشدها نورا وبين الشمس من التفاوت ما ذكر من المراتب، فإذا لم
يمكن ملأ العين من الشمس على ضعف نورها في جنب ذلك الأشد، فكيف يمكن
ملأ العين بما وراء تلك الحجب بأسرها، وفى هذا رد لتلك الروايات وتكذيب
لرواتها.
ويمكن أن يكون الحكمة في حجب تلك الأماكن أن يقطع الخلق بعدم إمكان
رؤيته على كل حال وإن لم يعلموا أنه غير ممكن وإن كان من جنس ما يرى، غير أن
الامتناع على المذهب الحق ذاتي، وعلى هذا الفرض عرضي؛ تعالى الله عما يقول
الظالمون علوا كبيرا.
* قوله (صلى الله عليه وآله): فأراه الله من نور عظمته ما أحب [ص 98 ح 8]
وكان شيخنا أبو جعفر محمد بن الحسن الزيني رضي الله عنه وأرضاه يقول: كأن
هذا آخر الحديث، وقوله: " في قوله " إلخ كلام الكليني (رحمه الله) عنوان لما بعده من
الروايات الآتية، فالتقدير: في تحقيق معنى قوله تعالى: (لا تدركه الابصار وهو يدرك
الابصار) روى محمد بن يحيى إلخ، فالظرف متعلق بمحذوف، ويشهد لهذا أن
الصدوق (رضي الله عنه) في كتاب التوحيد (1) روى هذا الحديث بهذا السند بعينه من غير تلك
الزيادة، وروى في موضع آخر من الكتاب المذكور حديثا آخر في آخره: " إن الله



1. التوحيد للصدوق، ص 108، باب 8، ح 4.
84
تبارك وتعالى أرى رسوله بقلبه من نور عظمته ما أحب " (1) والله أعلم.
* قوله (عليه السلام): أعظم من أن يرى بالعين [ص 98 ح 9] أي هو أعظم من أن يتوهم في شأنه
أنه يرى بالعين ليقع الرد بقوله: " لا تدركه الأبصار "، على ذلك التوهم، والوهم الذي
وقع من الأشعرية لا لدليل دلهم عليه، وإنما أحسنوا ظنهم بمن قبلهم، فوقعوا فيما
وقعوا فيه، تقليدا بلا دليل.
قوله (عليه السلام): هل يوصف [ص 98 ح 10]
يريد وصف الذات وتحديدها، والجواب قد جاء بما هو موافق للسؤال مع
الاستدلال، وهو أن ما لا يدرى بالحواس الظاهرة والباطنة كيف يمكن تحديده؛
فليتأمل فيه، فإنه على ما وصفت.
* قوله: فأما القلب الخ [ص 99 ح 12]
يريد أن ما لا يدرك هو ولا جزؤه بالحواس الظاهرة فلاحظ للنفس الناطقة في
إدراكه بالكنه، والحواس الظاهرة لا تدرك إلا ما هو في الهواء موجودا " فإذا حمل
القلب "، أي النفس الناطقة " على ما ليس في الهواء موجودا رجعه (2) راجعا فحكى ما "
وراءه " في الهواء ". ومنه يحصل تشبيه البارئ تعالى بخلقه؛ تعالى عن ذلك علوا
كبيرا.
باب النهي عن الصفة [بغير ما وصف به نفسه تعالى]
* قوله: وبالتخطيط [ص 100 ح 1]
لم أظفر في كتب اللغة ولا في كتب أهل المقالات والديانات بما يصلح لتفسير
التخطيط به في هذا المقام، ويمكن أن يكون المراد به أن قوما زعموا أن معبودهم



1. التوحيد، ص 108، باب 8، ح 2.
2. في الكافي المطبوع: " رجع ".
85
في صورة شاب قد خط عارضاه فسئل (عليه السلام) عن مقالتهم، فهو المراد بالتخطيط؛ والله
أعلم.
* قوله: في صورة الشاب الموفق [ص 101 ح 3]
" الموفق " على صيغة المبني للمفعول من قولهم: أوفق القوم لفلان: إذا دنوا منه
واجتمعت كلمتهم.
* قوله (عليه السلام): نحن آل محمد النمط الأوسط إلخ [ص 101 ح 3]
الموجود في نهج البلاغة: " لا يقاس بآل محمد (صلى الله عليه وآله) من هذه الأمة أحد، ولا يسوى
بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا، هم أساس الدين، وعماد اليقين، إليهم يفيء
الغالي، وبهم يلحق التالي ". (1)
وقال ابن أبي الحديد في شرح هذا الكلام: " جعلهم كمقنب يسير في فلاة،
فالغالي منه، أي الفارط المتقدم الذي قد غلا في سيره يرجع إلى ذلك المقنب إذا
خاف عدوا، ومن تخلف عن ذلك المقنب فصار تاليا له يلتحق به إذا أشفق من أن
يتخطف " (2) انتهى.
وقد نقل مخالفونا عن علي (عليه السلام): " خير هذه الأمة النمط الأوسط، إليهم يرجع
الغالي، وبهم يلحق التالي " (3). فكان المراد بعبارة الكتاب أداء هذا المعنى، غير أن
عبارة الكتاب لا تؤديه ولا تكاد يتحصل لها معنى، فهذا دليل على الطعن في الحديث
وعدم سكون النفس إليه، ولا سيما مع ضعف سنده جدا وطعنه في أكابر الدين
وأساس الملة، فهو مردود لا محالة لا يلتفت إليه ولا لأمثاله؛ والله سبحانه أعلم.
* قوله (عليه السلام): معزول [ص 103 ح 10] أي ليس عليكم أن تبحثوا عن الذات ما هي.



1. نهج البلاغة، ص 47، الخطبة 2.
2. شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 139.
3. الغريبين، ج 6، ص 1888؛ النهاية، ج 5، ص 119 (نمط) من دون ذيله، أعنى " إليهم يرجع الغالي... ".
86
باب النهي عن الجسم والصورة
* قوله: عن علي بن أبي حمزة [ص 104 ح 1]
هو البطائني وحاله غير خفية، فلا يقدح حديثه هذا وأمثاله في هشام بن الحكم
مع جلالة قدره واتفاق الأصحاب على حسن عقيدته وقبول روايته.
* قوله (عليه السلام): ولا لعلة فلا يصح الابتداع [ص 105 ح 3]
المراد بالعلة المثال المحتذي كما مر في أول الكتاب؛ وإلا لكان قوله: " ولا لعلة
فلا يصح الابتداع " الخ كلاما يشهد العقل والنقل بعدم استقامته، أما العقل فلحكمه
بأن أفعال الفاعل المختار لا تكون إلا لعلة، وأما النقل فقوله تعالى: (و ما خلقت الجن
و الإنس إلا ليعبدون) (1) وأيضا قد أجمعت الفرقة الناجية من الشيعة على ذلك، وأيضا
هو نفسه يشهد ببطلان نفسه؛ أما أولا فإنه لا يظهر وجه لمنافاة التعليل لصحة الابتداع
وظاهره الحكم بالمنافاة، وأما ثانيا فإنه علل الخلق بعد ذلك بأنه إظهار الحكمة
وحقيقة الربوبية مع نفيه التعليل أولا، ومع كل ذلك فهو ضعيف السند لا يلتفت إلى
مثله ولا يعتمد عليه، فنحن في غنية عن التمحل لتصحيح قوله: " ولا لعلة فلا يصح
الابتداع "؛ إذ لا يكاد يفهم منه شيء من... (2) الصالحة؛ والله أعلم.
* قوله: وصفت لأبي إبراهيم (عليه السلام) قول هشام بن سالم الجواليقي الخ،
* وقوله: كتبت إلى أبي الحسن (عليه السلام) أسأله عما قال هشام بن الحكم الخ [ص 105 ح 4 و 5]
هذان الحديثان مع ضعف إسناديهما هما مخالفان لما اتفق عليه الأصحاب
رضوان الله عليهم، فهما مردودان.
والفرق بين القولين على ما قاله الشهرستاني في كتاب الملل والنحل أن هشام بن



1. الذاريات (51): 56.
2. موضعه بقدر كلمة بياض.
87
الحكم قال: هو جسم ذو أبعاض، له قدر من الأقدار، ولكن لا يشبهه شيء من
المخلوقات، وهشام بن سالم قال: إنه تعالى على صورة إنسان أعلاه مجوف وأسفله
مصمت، فهو نور [ساطع] يتلألأ، له حواس خمس - يد ورجل وأنف [وأذن] وعين
وفم -، وله وفرة سوداء، هو نور أسود؛ ولكنه ليس بلحم ولا دم. انتهى. (1)
أقول: إذا كان الله سبحانه قد رمي بما رمي به مما لا يليق بذاته تبارك وتعالى
فليس يرمى هذان الرجلان اللذان هما من حسن الاعتقاد والديانة والعلم والفطانة
بمكان لا يصل إليه غيرهما أجدر وأحق؛ وكيف لا يرمى مثلهما وتقربهما من الصادق
والكاظم كان بمكان بعث أعلى ثوران الحسد والبغض لأعدائهما حتى نشروا ذلك
بين الخاص والعام؛ نعوذ بالله من ذلك.
* قوله: عن الحسين بن الحسن عن بكر بن صالح [ص 106 ح 6]
في كتاب التوحيد للصدوق (رضي الله عنه) عن الحسين بن الحسن والحسين بن علي، عن
صالح بن أبي حماد، عن بكر بن صالح إلى آخر السند.
واعلم أنه قد تقدم في هذا الكتاب في باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به
نفسه [ص 100 ح 2] حديث في سنده الحسين بن الحسن عن بكر بن صالح كما هنا،
وهو في كتاب التوحيد للصدوق (رضي الله عنه) في باب أنه تعالى وتبارك شيء (2) كذلك، أي عن
الحسين بن الحسن عن بكر بن صالح بغير توسط صالح بن أبي حماد؛ فراجع الموضعين.
* قوله: سمعت يونس بن ظبيان إلخ [ص 106 ح 6]
هذا الحديث أيضا ضعيف السند جدا، والكلام عليه ما مر، ويمكن أن يحمل ما
ورد في الهشامين بالقول بالجسم والصورة كان قبل استبصارهما ووصولهما إلى
خدمة الأئمة (عليهم السلام).



1. الملل والنحل، ج 1، ص 308 و 309 - 310 وما بين المعقوفات منه.
2. التوحيد، ص 107، باب 7، ح 7.
88
* قوله: محمد بن أبي عبد الله إلخ [ص 106 ح 7]
هذا الحديث أيضا ضعيف جدا بعلي بن العباس فإنه الجراذيني وقد رمي
بالغلو، وهو ضعيف جدا لا يلتفت إلى روايته ولا يعبأ بنقله.
قوله: علي بن إبراهيم إلخ [ص 106 ح 8]
هذا الحديث أيضا في طريقه محمد بن حكيم ولم يزد في الخلاصة فيه على
قوله: روى الكشي أن أبا الحسن كان يرضى كلامه عند ذكر أصحاب الكلام. (1)
وفي طريقه أيضا محمد بن عيسى، وهو العبيدي، وقد ذكر أبو جعفر ابن بابويه
عن ابن الوليد أنه قال: ما تفرد به من محمد بن عيسى من كتب يونس وحديثه
لا يعتمد عليه. (2) ثم إن هذا وإن كان للأصحاب فيه كلام وهم يرجحون العمل بروايته
إلا أنها معارضة بالروايات الواردة في مدح هشام بن سالم.
هذا، مع تأييدها بعمل الأصحاب قاطبة، فلا يلتفت إلى ما في هذه الرواية.
ولا يمكن حملها على أنه يمكن أن يكون ذلك قبل الاستبصار؛ لأن استبصاره كان
قبل زمن الكاظم في زمن الصادق (عليه السلام).
باب آخر وهو من الباب الأول
* قوله: يزعمون أنه بصير على ما يعقلونه [ص 108 ح 1]
لما نفى (عليه السلام) عنه سبحانه المعاني والأحوال أعاد عليه محمد بن مسلم القول ثانيا
ليستوثق بالجواب فقال: " يزعمون "، يعني من بالعراق من المخالفين، " أنه " سبحانه
" بصير " كائنا إبصاره " على ما يعقلونه " من أنفسهم، أي ببصر زائد على الذات،



1. خلاصة الأقوال، ص 151، الرقم 65.
2. نقل عنه النجاشي في رجاله ص 333، الرقم 896، ووثقه، ونقل عنه نحوه الشيخ الطوسي في
الفهرست، ص 402، الرقم 612 وضعفه.
89
فقال (عليه السلام): " إنما يعقل ما " يبصر به إذا " كان " المبصر " بصفة المخلوقين "، وأما الخالق
فلا يعقل ولا يتصور ما يبصر به، فإنه ذاته وقد احتجبت عن العقول؛ تعالى الله عما
يقول الظالمون علوا كبيرا.
باب الإرادة أنها من صفات الفعل [وسائر صفات الفعل]
* قوله (عليه السلام): إن المراد (1) لا يكون إلخ [ص 109 ح 1]
سيصرح في الحديث الذي بعد هذا بأن الإرادة هي الفعل، فلا يتوهم أن له إرادة
متجددة كما ذهب إليه البعض من المعتزلة.
* قوله (عليه السلام): خلق الله المشيئة إلخ [ص 110 ح 4]
كأنه يريد صلوات الله عليه أنه إنما يرجح جانب الوجود في الممكنات
بالمشيئة، وهي لا تحتاج إلى مرجح سواها، كما ذكروه في قدحي العطشان.
* قوله (عليه السلام): المشيئة محدثة [ص 110 ح 7] يريد بالمشيئة هاهنا تعلقها.
* قوله (عليه السلام): جملة القول [ص 111] هذا من قول الكليني (رحمه الله).
قيل (2): وفي بعض النسخ هكذا: " قال محمد بن يعقوب الكليني جملة القول " إلخ.
باب حدوث الأسماء
قوله (عليه السلام): إن الله خلق الأسماء بالحروف غير منصوب (3) [ص 112 ح 1]
هكذا جاءت النسخ المعتبرة للكافي بالنون بعد الميم وبالصاد المهملة والباء
الموحدة أخيرا، وفي بعضها بالتاء المثناة فوق (4) في الموضعين، وأما في كتاب



1. في الكافي المطبوع: " المريد ".
2. قاله السيد الداماد في تعليقته على الكافي، ص 252.
3. في الكافي المطبوع: " خلق اسما بالحروف غير متصوت ".
4. يعني فوقها.
90
التوحيد للصدوق (رضي الله عنه) مع أنه رواه من طريق الكافي هذا بعينه قال: " وهو بالحروف غير
منعوت " (1) بالنون بعد الميم والعين المهملة وتاء مثناة من فوق أخيرا من النعت وهو
التوصيف، وهذا أظهر، وكأن ما في نسخ الكافي تصحيف لهذا، وكيف كان فقوله:
" بالحروف غير منصوب أو منعوت "، بنصب " غير " على أنه حال من الضمير المستتر
في " خلق ".
والمعنى ظاهر على ما في كتاب التوحيد، وأما على النسخة الأولى للكافي
فالمعنى أن الله خلق أسماء حال كونها غير منصوبة بالحروف، أي غير مرفوعة (2)
الذكر بها، أو خلقها، أي قدرها وعين ألفاظها وخواصها وأحكامها ولا سواه فليس
من يذكره بها ويعلي ذكره بها، والنصب الرفع. وأما النسخة الأخرى وإن كان لها معنى
فالظاهر أنها من التحريفات الملجئ إليها ضيق العطن.
وقوله: " وباللفظ غير منطق " وما بعده من المعطوفات كلها أحوال كالأولى
والمراد منها ظاهر.
" فجعله "، أي جعل الله ما مر من الأسماء المقدرة " كلمة " واحدة، أي نوعا
واحدا مما يتكلم به، فإن كل نوع من الكلام وإن كثرت كلماته قد يقال له كلمة
ككلمة الشهادة ونحوها. " تامة "، أي كاملة المعنى ليس لها تعلق بما سواها، كائنة
" على أربعة أجزاء معا "، أي بعضها مع بعض، ف‍ " مع " ظرف معمول ل‍ " جعل "، أي
جعلها وكونها دفعة واحدة.
" ليس منها واحد " يكون " قبل الآخر، فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الناس "
وحاجتهم " إليها، وحجب واحدا وهو الاسم المكنون المخزون، فهذه الأسماء الثلاثة
التي ظهرت ". وتفسير باقي الحديث على وجه تطمئن به النفوس وتسكن إليه



1. التوحيد، ص 190، باب 29، ح 3.
2. في النسخة: " حال كونه غير منصوب... غير مرفوع ".
91
الخواطر موكول إلى من هو أعلى شأنا مني وأشد اطلاعا مني على الآثار النبوية
والأخبار الدينية، وهذا ما بلغ إليه جهدي ونالته طاقتي؛ والله الموفق للصواب وإليه
المرجع والمآب.
حاشية أخرى: وإنما قلت: إنه لا يمكن تفسير باقي الحديث على وجه تسكن
النفس إليه؛ لأنه يمكن تفسيره بتكلف بأن يقال: الظاهر هو الله تعالى ومعناه
المستحق للعبادة، ولا تحق العبادة إلا الله الواحد الأحد، فهذه هي الأسماء الثلاثة
الظاهرة قد دل على بعضها بدلالة المطابقة وعلى بعضها بدلالة الالتزام، واللوازم هنا
وإن كثرت فوجه التخصيص بهذين الاسمين لوجوه: منها أنه قد دل العقل والنقل
على أنه سبحانه إنما خلق هذا العالم ليعرف به، لا لأمر آخر، فالأهم حينئذ تقديم
خلق ما يدل على المعرفة ويحصل به الإيمان والتوحيد، ولا شك أنه إنما يحصل
بهذه الأسماء الثلاثة، فإنها مفاد كلمة التوحيد.
ومنها أنه في كتاب التوحيد لما فسر الأسماء الحسنى ذكر الاسمين بعد لفظ
الجلالة، ولا شك أنه إنما بدأ بالأشرف فالأشرف.
ومنها أن كمال هذين الاسمين ليس لغيرهما، وكمال غيرهما لا يتم حتى يعود
إليهما، فإن القادر مثلا لا يكون صفة لله حتى يجعل صفة أقدر الأقدرين وهو واحد
وكذا جميع الصفات.
ثم اعلم أنه تعالى إنما خلق أربعة أسماء أولا؛ لأن أسماءه تعالى إما أن تدل على
الذات المقدسة من غير إضافة كمال إليها، أو سلب ضده عنها، أو على الإضافة فقط،
أو السلب فقط، أو الإضافة والسلب معا، فلابد من أربعة أسماء، وإذا حجب واحدا
منها بقي ثلاثة هي الله، الواحد، الأحد، كما أشرنا إليه، وهي أصول التوحيد، فإذا أريد
التوحيد التام الكامل - وهو إنما يحصل بإثبات الصفات الثبوتية ونفي السلبية - فلابد
من أسماء تدل على إضافة تلك إليه وسلب هذه عنه تقدس وتعالى، وحيث كان

92
لفظ الواحد نفسه دالا على نفي الشريك عنه وإضافة القديم إليه، لأن الواحد ما ليس
قبله ولا بعده شيء وهو معنى القديم، والأحد على نفي التركيب عنه عادت الصفات
بأسرها إلى اثنتي عشرة (1) فخلق سبحانه وسخر لكل اسم من هذه الأسماء الثلاثة أربعة
أركان يتم بها التوحيد ويكمل، فذلك اثنا عشر ركنا. وباقي الحديث ظاهر ويمكن
التكلف بوجوه أخر (2) تنبأ عنها الطبع وتمجها العقل؛ والله أعلم.
قوله: والحسين بن علي بن عثمان (3) [ص 113 ح 2]
في كتاب التوحيد (4) للصدوق (رضي الله عنه) روى هذا الحديث بهذا الإسناد بعينه وفيه
الحسن بن علي بن أبي عثمان، وكأنه الصحيح، والظاهر أنه الملقب بالسجادة
الملعون الذي قيل: إنه ليس له في الآخرة نصيب.
قوله: يراها ويسمعها [ص 113 ح 2]
الظاهر أنه من الإسماع لا من السمع، أي يسمعها ما يحتاج إلى إسماعها إياه،
وباقي الحديث إنما يلائم هذا، وأيضا النفس إنما يمكن إسماعها لا سمعها، بخلاف
الرؤية.
قوله (عليه السلام): والله غاية من غاياته (5) [ص 113 ح 4]
ويريد به أن لفظة الجلالة غاية ونهاية مما تنتهي إليه العقول في معرفته عزوجل؛
إذ غاية ما تنتهي إليه العقول في معرفته أنه الله، أي الذات الواجب الوجود المستحق
لجميع صفات الكمال لذاته، المنفي عنه أضدادها لذاته، أو القادر أو الخالق أو الرازق



1. في النسخة: " اثني عشر " وعليها لفظة " كذا ".
2. في هامش النسخة: " منها فالظاهر هو الله الظاهر بتقدير مبتدأ بعد لفظة الجلالة ويسند إليه ما بعد الفاء من
أسماء الله تعالى وهي ثلاثة. ه‍ بخطه ".
3. في الكافي المطبوع: " الحسن بن علي بن عثمان ".
4. التوحيد، ص 191، باب 29، ح 4.
5. في هامش النسخة: " من غاياه كذا في كثير من النسخ المعتبرة. بخطه ".
93
إلى غير ذلك من صفاته الجلالية، ولا سبيل للعقول إلى معرفة ما وراء ذلك، فلفظة الله
غاية من جملة هذه الغايات، والغاية غير المغيا " والغاية موصوفة، وكل موصوف
مصنوع، وصانع الأشياء غير موصوف بحد "، فقد ثبت أن اسم الله غيره وهو المراد،
فكل هذا استدلال على أن الاسم غير المسمى.
قوله (عليه السلام): من زعم أنه يعرف الله بحجاب أو بصورة إلخ [ص 114 ح 4]
كان في هذا إشارة إلى ما رواه في كتاب التوحيد من أن عليا (عليه السلام) دخل السوق، فإذا
هو برجل يقول: لا والذي احتجب بالسبع، فضرب (عليه السلام) ظهره ثم قال: " من الذي
احتجب بالسبع؟ " قال: الله يا أمير المؤمنين، قال: " أخطأت ثكلتك أمك، إن الله ليس
بينه وبين خلقه حجاب ". (1) الحديث.
* قوله: وإنما عرف الله إلخ [ص 114 ح 14]
قد مر معنى من عرف الله بالله، فراجعه.
باب معاني الأسماء واشتقاقها
* قوله: محمد بن أبي عبدلله رفعه إلخ [ص 116 ح 7]
في كتاب التوحيد للصدوق (رضي الله عنه) سند هذا الحديث هكذا: " حدثنا علي بن
أحمد بن محمد بن عمران الدقاق (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، قال:
حدثني محمد بن بشر عن أبي هاشم الجعفري " (2) الحديث.
قوله (عليه السلام): والأسماء والصفات مخلوقات، والمعاني [ص 116 ح 7]
الذي في كتاب التوحيد: " والأسماء والصفات مخلوقات المعاني " (3). وهو



1. التوحيد للصدوق، ص 184، باب 28، ح 21.
2. التوحيد، ص 193، باب 29، ح 7.
3. المصدر.
94
المتجه، والمعنى أن الأسماء والصفات مخلوقات المعاني أي المعاني التي تفهم منها
وتتبادر منها إلى الفهم. " والمعني بها هو الله "، أي الذات الأحدية المنفي عنها
الصفات، وفيه رد على الأشاعرة القائلين بقدم الصفات.
* قوله (عليه السلام): [جل] وعز عن إدات خلقه [ص 117 ح 7]
هي بالكسر من الأود، جمع إدة، أي لا يؤده ولا يشغله شيء من خلقه.
باب آخر وهو من الباب الأول [إلا أن فيه زيادة...]
قوله (عليه السلام): لم يعرف الخالق [ص 118 ح 1]
الذي رأيته في نسخة معتبرة هكذا كما هنا، ورأيت في نسخة أخرى أقل اعتمادا
من الأولى بعد قوله كفوا أحد: " منشئ الأشياء، ومجسم الأجسام، ومصور الصور لو
كان كما يقول المشبهون لم يعرف الخالق ". إلى آخر الحديث، وهذا هو الصواب
فكأنه ساقط من البين، والدليل عليه أنه هكذا في كتاب التوحيد (1) للصدوق (رضي الله عنه) مع عدم
ربط العبارة بدونه.
قوله (عليه السلام): إنما التشبيه في المعاني [ص 119 ح 1] أي التشبيه المنفي بقوله: لا يشبهه
شيء، إنما هو في المعاني.
* قوله (عليه السلام): فإنه يخبر [ص 119 ح 1] أي القائل واحد يخبر.
قوله: فقولك اللطيف الخبير فسره لي [ص 119 ح 1]
هذا الحديث في موضعين من كتاب التوحيد (2) خال عن لفظ " الخبير "، ويدل
على صحته أنه لم يقل فسرهما لي، وأيضا لم يأت ذكر الخبير في كلامه صلوات الله
عليه في أثناء الجواب ولا تعرض له بوجه.



1. التوحيد، ص 185، باب 29، ح 1.
2. التوحيد للصدوق، ص 63، باب 2، ح 18؛ وص 186، باب 29، ح 1. وفي هذا الموضع ورد لفظ " الخبير ".
95
قوله (عليه السلام): إنما قلنا: اللطيف إلخ [ص 119 ح 1]
قد روى هذا الحديث في كتاب التوحيد الصدوق (رضي الله عنه) في موضعين منه في
أحدهما بهذا السند بعينه وفي آخر بسند آخر (1)، وفى كلا الموضعين قال: " ولعلمه
بالشيء اللطيف "، بالواو، وهو أولى فكأنه جعل العلة في تسميته جل ذكره باللطيف
للخلق (2) اللطيف، أي المخلوق اللطيف والعلم به أيضا كما جاء بكل منهما خبر كما
ستطلع عليه.
* قوله (عليه السلام): ومن البعوض والجرجس [ص 119 ح 1]
الجرجس: البعوض الصغار، فهو من عطف الخاص على العام.
قوله: علي بن محمد مرسلا [ص 120 ح 2]
قد روى الصدوق (رضي الله عنه) هذا الحديث في كتاب التوحيد هكذا: " حدثنا علي بن
أحمد بن محمد بن عمران الدقاق (رحمه الله)، قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، قال:
حدثنا علي بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن
الرضا (عليه السلام) " الحديث. (3)
قوله (عليه السلام): فقد بان لنا بإقرار العامة معجزة الصفة أنه إلخ [ص 120 ح 2]
في كتاب التوحيد (4): " مع معجزة الصفة "، أي فقد ظهر لنا بإقرار عامة العقلاء مع
معجزة الصفة التي هي القدم أنه تعالى لا شيء قبله إلخ وما في الكتاب أيضا له وجه
وكلاهما حسن مستقيم.
قوله (عليه السلام): خالقا للأول [ص 120 ح 2]



1. المصدر.
2. في النسخة: " الخلق ".
3. التوحيد، ص 186، باب 29، ح 2.
4. المصدر.
96
في زعم من زعمه أولا مع اعتقاده أن قبله غيره، وفي كتاب التوحيد: " خالقا
للأول الثاني "، وكان فيه إشارة إلى ما قلنا.
* قوله (عليه السلام): الغالون [ص 120 ح 2]
في بعض نسخ الكتاب المعتبرة: " القالون " (1) بالقاف من القلى وهو البغض، وفي
بعضها بالغين كما هنا، وهو في كتاب التوحيد كما هنا، ولكل وجه.
* قوله (عليه السلام): لا يحتمل شخصا منظورا إليه [ص 121 ح 2]
في كتاب التوحيد: " لا يجهل شخصا منظورا إليه " وهو الصواب، ولكن ما وصل
إلينا من نسخ الكافي " يحتمل " فكأنه تصحيف، فإن كتاب التوحيد مروي فيه هذا
الحديث عن الكليني كما سبق.
* قوله (عليه السلام): وقوله يخبرك [ص 122 ح 2] أي ذلك القول يخبرك، على الإسناد
المجازي.
قوله (عليه السلام): فعند التجربة والاعتبار علمان ولولاهما إلخ [ص 122 ح 2]
الصحيح ما في كتاب التوحيد: " فتفيده (2) التجربة والاعتبار علما لولاهما ما علم "،
أي لولا التجربة والاعتبار لما علم، بل كان جاهلا والله لم يزل خبيرا.
باب تأويل الصمد
* قوله (عليه السلام): توحد بالتوحيد إلخ [ص 123 ح 2]
والمعنى انفرد بالتوحيد في توحده، أي إذ لا سواه " ثم أجراه "، أي التوحيد بعد
أن خلق الخلق " على خلقه فهو واحد " أزلا وأبدا.
* قوله: فهذا هو المعنى إلخ [ص 124]



1. كما في الكافي المطبوع.
2. في الكافي المطبوع: " فيفيده ".
97
هذا من كلام المؤلف (رضي الله عنه) إلى آخر الباب.
باب الحركة والانتقال
* قوله (عليه السلام): أما قول الواصفين [ص 125 ح 1]
من تتمة الحديث، والدليل عليه أنه في كتاب التوحيد (1) مع هذه الزيادة.
قوله: وعنه رفعه عن الحسن بن راشد [ص 125 ح 2]
الصدوق (رضي الله عنه) في كتاب التوحيد (2) بعد أن روى الحديث السابق بسنده المذكور هنا
قال: " وبهذا الإسناد عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر " الحديث فهو مسند.
قوله (عليه السلام): فأزيله عن مكانه [ص 125 ح 2]
فأحطه عن مرتبته وأنقصه؛ إذ أكون قد وصفته بما لا يليق بجلاله وعن كماله
تعالى عن ذلك.
* قوله (عليه السلام): ولا أحده بلفظ شق فم [ص 125 ح 2]
يضبط هذا اللفظ في النسخ المعتبرة بإضافة " شق " إلى " فم "، فالأولى على هذا
رفع شق مع كسر شينه بمعنى المشقة، والمعنى: ولا أحده سبحانه بلفظ هو مشقة
فم، أي لا أحد [ه] بلفظ أبدا. ويمكن نصب شق بتقدير أعني، ويختلج بالبال أن شق
فعل ماض من شقه يشقه، إذا نصفه، وفيه ضمير مستتر عائد إلى " لفظ "، وهو الفاعل،
وفم مفعوله وهو مرفوع، ورفعه على لغة من يرفع المفعول إذا تعين كونه مفعولا
بدون الإعراب، كما قالوه في " خرق الثوب المسمار "، برفع الثوب ونصب المسمار،
والدليل عليه ما هو شائع ذائع على ألسن العامة من قولهم: والله ما شق فمي كلام، إذا
أرادوا نفي التكلم، ولا شق فمي طعام، إذا أرادوا نفي الأكل، ويمكن جعله من باب



1. التوحيد، ص 183، باب 28، ح 18.
2. التوحيد، ص 183، باب 28، ح 19.
98
القلب؛ والله أعلم.
* قوله (عليه السلام): يذكر له ملكه [ص 125 ح 2] أي يحفظه، من الذكر بالكسر بمعنى
الحفظ.
قوله: فكيف يتكيف (1) عليه جل وعز على هذا المثال؟ [ص 126 ح 4]
تقدير الكلام: فكيف يتكيف عليه عز وجل، أعلى هذا المثال أم غيره؟ هل
التكيف على مثالنا هذا أو غيره؟
* قوله: فوقع (عليه السلام) [ص 126 ح 4]
هذا الجواب ينادي بالتقية، ولا يلزم أن يكون التقية من كل أحد؛ بل إذا كان في
القوم من يخاف منه، ويمكن أن يكون بعض أمراء ذلك الوقت كان قائلا بالتشبيه أو
أنه (عليه السلام) لما علم كذب الحديث المروي ولم يمكنه تكذيبه أجاب بهذا الجواب
المحتمل المجمل.
* قوله: في قوله [ص 126]
هذا من كلام الكليني (رحمه الله).
قوله: عنه عن عدة من أصحابنا الخ [ص 126 ح 5]
قيل: " فيه تأمل؛ لأن الكليني يروي عن العدة عن ابن خالد بلا واسطة على ما
نقل العلامة (رحمه الله) في الخلاصة ". (2) انتهى.
ويمكن توجيه ما في الكتاب والجمع بينه وبين كلام العلامة طاب ثراه بأن
العلامة (رحمه الله) إنما قال ناقلا عن الكليني رضى الله عنهما إن كل ما ذكره بقوله: عدة من
أصحابنا عن أحمد بن محمد [بن] خالد البرقي فهم علي بن إبراهيم، إلى آخر من



1. في الكافي المطبوع: " يتكنف " وفي تعليقة السيد الداماد: " تكنفه واكتنفه بمعنى، أي أحاط به، والتعدية
ب‍ " على " لتضمين معنى الاحتواء ".
2. خلاصة الأقوال، ص 272، الفائدة الثالثة.
99
ذكر هناك، ولم يقل: إنه ما يروي عن العدة إلا بغير واسطة، فيمكن روايته عنها
بواسطة تارة وبلا واسطة أخرى. ولا يخلو عن بعد، فإنا لم نجده يروي عن علي بن
إبراهيم بواسطة مع أنه من رجال العدة؛ والله أعلم.
* قوله: الرحمان إلخ [ص 127]
هذا من قوله (رحمه الله).
قوله (عليه السلام): استوى من (1) كل شيء [ص 127 ح 6]
هذا تفسير لحاصل المعنى، فإن المراد بالعرش جملة ما خلق الله وهو كل شيء،
و " على " بمعنى " من " فصار المعنى، أي حاصله، استوى من كل شيء، هذا مبني على
ما سنبينه فيما بعد في باب العرش والكرسي من أن معنى العرش أحد شيئين إما
جملة ما خلق الله أو العلم، وقد يراد به معنى ثالث وهو الفلك الأطلس المحيط
بالعالم؛ والله أعلم.
قوله: وعنه عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين [ص 128 ح 8]
الذي رأيناه في بعض النسخ أنه كان من شأنه أن يقول في أول كل باب:
محمد بن يعقوب الكليني (رحمه الله) عن علي بن إبراهيم مثلا ويسوق الحديث، ثم يعطف
عليه بسند آخر ويقول: وعنه، أي عن محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى مثلا
وهكذا إلى آخر كل باب، فكأن هذا الباب كان في النسخ المشهورة كذلك فرأوا ألا
فائدة في ذلك فحذفوا من أوائل الأسانيد ذلك وغفلوا عن مثل هذا فبقي على حاله،
والضمير عائد على محمد بن يعقوب (رحمه الله) في أمثال هذا بلا شك ولا ارتياب.
* حاشية أخرى: الظاهر عود الضمير على أحد المذكورين في السند السابق وهما
علي بن محمد ومحمد بن الحسن، والظاهر أنه الصفار، ولا يخلو من تأمل، فإن



1. في هامش النسخة: " خ ل: على " وكذا في الكافي المطبوع.
100
الكليني لم يعهد له رواية عن محمد بن يحيى بواسطة فتأمل.
قوله (عليه السلام): أعني بالحواية إلخ [ص 128 ح 9]
في الكلام لف ونشر مشوش، فقوله: " أو من شيء سبقه " أي من زعم أنه
سبحانه كان من شيء سبقه، ناظر إلى الأول، وقوله: " أو بإمساك " ناظر إلى الأخير،
وقوله: " بالحواية "، أي الإحاطة الكائنة من الشيء غيره تعالى وتقدس له ناظر إلى
الأوسط.
باب العرش والكرسي
قوله (عليه السلام): إن العرش خلقه الله تبارك وتعالى إلخ [ص 129 ح 1]
قال الصدوق (رضي الله عنه) في كتاب الاعتقاد: " اعتقادنا في العرش أنه جملة جميع ما خلق
الله، والعرش في وجه آخر هو العلم. ثم قال: فأما العرش الذي جملة جميع الخلق
فحملته ثمانية من الملائكة، لكل واحد منهم ثمانية أعين، كل عين طباق الدنيا:
واحد منهم على صورة بني آدم، فهو يسترزق الله لهم، (1) وواحد منهم على صورة
الثور، يسترزق الله للبهائم كلها، وواحد منهم على صورة الأسد يسترزق الله للسباع،
و واحد منهم على صورة الديك يسترزق الله للطيور.
فهم اليوم هؤلاء الأربعة، فإذا كان يوم القيامة صاروا ثمانية.
وأما العرش الذي هو العلم، فحملته ثمانية، أربعة من الأولين وأربعة من
الآخرين " (2). إلى آخر ما سنذكره في آخر الباب. فكلامه هذا يعطي أن العرش
لا يخرج معناه عن هذين المعنيين، مع أنه قال في كتاب التوحيد بعد ما ساق الروايات
الواردة في تفسير قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) (3): " قال مصنف هذا



1. في المصدر " لولد آدم ".
2. الاعتقادات، ص 45 - 46.
3. طه (20): 5.
101
الكتاب: إن المشبهة تتعلق بقوله عز وجل (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض
في ستة أيام ثم استوى على العرش) (1) ولا حجة لهم (2) في ذلك؛ لأنه عز وجل عنى بقوله
" ثم استوى على العرش " [أي] ثم نقل العرش إلى فوق السماوات وهو مستول عليه
ومالك له، فقوله عز وجل: " ثم " إنما هو رفع (3) العرش إلى مكانه الذي هو فيه ونقله
للاستواء، فلا يجوز أن يكون معنى قوله " استوى " استولى؛ لأن استيلاء الله تبارك
وتعالى على الملك وعلى الأشياء ليس هو بأمر حادث، بل لم يزل بالكمال (4) وإنما
ذكر [عز وجل] الاستواء بعد قوله: " ثم " وهو يعني الرفع مجازا، وهذا كقوله:
(و لنبلونكم حتى نعلم المجهدين منكم والصبرين) (5) فذكر " نعلم " مع قوله: " حتى " وهو
عز وجل، يعني حتى يجاهد المجاهدون ونحن نعلم ذلك؛ لأن " حتى " (6) لا يقع إلا
على فعل حادث، وعلم الله عز وجل لا يكون حادثا " انتهى (7) فهذا يعطي أنه أراد
بالعرش الفلك المحيط بالعالم هذا.
واعلم أن الأحاديث المذكورة في هذا الكتاب في هذا الباب والذي قبله
لا تخرج عن المعنيين السابقين عند التأمل، فإن أحاديث هذا الباب كلها مراد بها
العلم. والذي قبلها مراد بها جملة جميع ما خلق الله سبحانه، فتأمل ذلك بعين
البصيرة تجد صدق ذلك؛ والله أعلم.
* قوله (عليه السلام): فالكرسي محيط الخ [ص 130 ح 1]



1. الأعراف (7): 54.
2. في المصدر: " لها ".
3. في المصدر: " لرفع ".
4. كذا في النسخة، والمصدر: " بل لم يزل مالكا لكل شيء ومستوليا على كل شيء ".
5. محمد (47): 31.
6. في النسخة: " حتى نعلم ".
7. التوحيد، ص 317 - 318، باب 48، ح 43.
102
إلى هنا جواب عن قوله: فأخبرني، أي هو، ثم عاد بعده إلى تمام كلامه الأول.
* قوله (عليه السلام): خلق [ص 131 ح 2]
بدل من " غيره ".
قوله: وخلقا [ص 131 ج 2]
معطوف على خلقه السابق.
* قوله (عليه السلام): وملائكة [ص 131 ح 2]
بالنصب عطف على ما سبق.
قوله: والعرش ومن يحمله إلخ [ص 131 ج 2]
ظاهره أنه مبتدأ وخبره مع ما عطف عليه " والله الحامل لهم "، فإما أن تجعل الواو
مزيدة كما قالوه في قول الشاعر:
أقادوا من وقى وتوعدني * وكنت وما ينهنهني الوعيد
قال ابن أبي الحديد في قوله (عليه السلام): " ولقد كنت وما أهدد بالحرب ": " معناه: ما زلت
لا أهدد بالحرب. والواو زائدة. وهذه كلمة فصيحة كثيرا ما تستعملها العرب " (1) انتهى.
فإن أبيت وقلت: لا يلزم من الزيادة والفصاحة في مادة الزيادة في أخرى، فلابد
لك من الحكم بزيادتها وأنها وقعت من سهو الراوي، وإلا فلا وجه لصحتها.
* قوله (عليه السلام): وهو في صفتك إلخ [ص 131 ح 2]
وهو سبحانه كائن في حال وصفه مثل صفتك، إذ وصفته برضى وغضب مثل
رضاك وغضبك؛ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
* قوله (عليه السلام): السماوات [ص 132 ح 3]
هو مبتدأ.



1. شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 305، في شرح الخطبة 22.
103
* قوله (عليه السلام): في الكرسي (1) [ص 132 ح 3]
من وضع المظهر موضع المضمر.
* قوله (عليه السلام): حملة العرش إلخ [ص 132 ح 6]
قال الصدوق (رضي الله عنه) في كتاب الاعتقاد: " وأما العرش الذي هو العلم فحملته أربعة
من الأولين، وأربعة من الآخرين، فأما الأربعة من الأولين: فنوح، وإبراهيم وموسى،
وعيسى، وأما الأربعة من الآخرين: فمحمد، وعلي، والحسن، والحسين صلوات
الله عليهم أجمعين، هكذا روي بالأسانيد الصحيحة عن الأئمة (عليهم السلام) في العرش
وحملته ".
قال رحمه الله: " وإنما صار هؤلاء حملة العلم لأن الأنبياء الذين كانوا قبل نبينا (عليه السلام)
كانوا على شرائع الأربعة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، ومن قبل نوح (2) صارت
العلوم إليهم، وكذلك صار العلم من بعد محمد (صلى الله عليه وآله) وعلي والحسن والحسين إلى من
بعد الحسين من الأئمة (عليهم السلام) " (3) انتهى.
فإن كان ما فسر الثمانية به رواية، كما هو ظاهر كلامه (رضي الله عنه)، فبها؛ وإلا أمكن أن
يقال المراد بالأربعة الذين هنا في الحديث الأئمة الاثنا عشر مع الرسول صلوات الله
عليهم فإنهم أربعة باعتبار الكنى، فإن كناهم (عليهم السلام) لا تزيد على أربعة: أبو القاسم
وأبو عبد الله وأبو الحسن وأبو جعفر!، فإن بعضهم وإن كان له كنية غير هذه،
كأبي إبراهيم، إلا أنه يكفي بأحد هذه أيضا؛ والله الموفق للصواب.



1. في هامش النسخة: " خ ل: قبضته ".
2. في المصدر: " ومن قبل هؤلاء ".
3. الاعتقادات، ص 46.
104
باب جوامع التوحيد
قوله (عليه السلام): قدرة بان بها من الأشياء [ص 134 ح 1]
قدرة منصوب على أنه مفعول له والعامل فيه محذوف، أي فعل ما فعل لأجل
قدرة بان بها، وبعد عن أن يشبهه شيء أو يشبه هو شيئا؛ تعالى الله عن ذلك.
* قوله (عليه السلام): تحبير اللغات [ص 134 ح 1] أي تحسينها وتبيينها.
* قوله (عليه السلام): هناك [ص 134 ح 1] أي عند وصفه.
* قوله (عليه السلام): الذي لا يبلغه بعد الهمم [ص 135 ح 1]
قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: " يريد أن همم النظار وأصحاب الفكر
وإن علت وبعدت فإنها لا تدركه ولا تحيط به، وقوله: " وليس له وقت معدود (1)
ولا أجل ممدود " فيه إشارة إلى الرد على من قال: إنا نعلم كنه الباري سبحانه لا في
هذه الدنيا؛ بل في الآخرة، فإن القائلين برؤيته في الآخرة يقولون: إنا نعرف حينئذ
كنهه، فقوله (عليه السلام) (2) رد قولهم بأنه لا وقت أبدا على الإطلاق يعرف (3) حقيقته وكنهه فيه،
لا الآن ولا بعد الآن ". (4)
* قوله (عليه السلام): والمحيط إلخ [ص 135 ح 1]
مبتدأ، " الواحد الأحد " خبره.
قوله (عليه السلام): شاء الأشياء لا بهمة دراك إلخ [ص 138 ح 4]
في قوله (عليه السلام): " شاء " و " دراك " لطيفة هي أن الفعل الماضي يدل على الحدث



1. في النهج: " ولا وقت معدود ".
2. في المصدر: " فهو عليه السلام ".
3. في المصدر: " تعرف ".
4. شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 60 - 61.
105
والتجدد، ومشيئته الأشياء بمعنى تكوينها وإحداثها كذلك بخلاف دراكيته تعالى
للأشياء، و " دراك " خبر ل‍ " إن " في قوله: " إن ربي "، وكذلك ما قبله وبعده من الظروف
وغيرها.
* قوله (عليه السلام): مريد لا بهمامة [ص 135 ح 4]
قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: " حكى زرقان في كتاب المقالات
وأبو عيسى الوراق والحسن بن موسى وذكره شيخنا أبو القاسم البلخي في كتابه في
المقالات أيضا عن الثنوية: أن النور الأعظم اضطربت عزائمه وإرادته في غزو الظلمة
والإغارة عليها، فخرجت من ذاته قطعة وهي الهمامة المضطربة في نفسه، فخالطت
الظلمة غازية لها، فاقتطعتها الظلمة عن النور الأعظم وحالت بينها وبينه، وخرجت
همامة الظلمة غازية للنور الأعظم، فاقتطعها النور الأعظم عن الظلمة ومزجها
بأجزائه، وامتزجت همامة النور بأجزاء الظلمة أيضا، ثم ما زالت الهمامتان متقاربان
ومتدانيان وهما ممتزجان (1) بأجزاء هذا وهذا حتى انبنى منهما هذا العالم المحسوس.
ولهم في الهمامة كلام مشهور وهي لفظة اصطلحوا عليها، واللغة العربية ما عرفنا فيها
استعمال الهمامة بمعنى الهمة، والذي عرفناه الهمة والهمة، بالكسر والفتح،
والمهمة، وتقول: لا همام لي بهذا الأمر، مبني على الكسر كقطام، ولكنها لفظة
اصطلاحية مشهورة عند أهلها ". انتهى كلام ابن أبي الحديد. (2)
وغرضه من هذا الرد على القطب الراوندي قدس الله روحه حيث قال في شرح
نهج البلاغة: " إن الهمامة بمعنى التردد كالعزم " (3)، فقال ابن أبي الحديد: " ولقائل أن
يقول: العزم هو إرادة جازمة حصلت بعد التردد، فبطل قوله: إن الهمامة هي نفس



1. في المصدر: " تتقاربان وتتدانيان... ممتزجتان ".
2. شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 82 - 83.
3. منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 51.
106
التردد كالعزم، وأيضا فقد بينا مراده (عليه السلام) بالهمامة " انتهى. (1)
قوله (عليه السلام): مما يمتنع سبحانه منه [ص 140 ح 5]
أي من ذلك الشيء.
قوله (عليه السلام): فمن وصف الله فقد حده إلخ [ص 140 ح 5]
هذا حق، لأن من وصف الذات، أي حكم عليها بأنها كذا وكذا، فقد حدها
وحكم عليها بالحدود من القصر والطول أو غير ذلك، " ومن حده فقد عده " [ومن
قال: علام؟ فقد أخلى منه "]. قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: " أي جعله من
الأشياء المحدثة، وهذا حق؛ لأن كل محدود معدود في الذوات المحدثة ".
" ومن قال: علام فقد أخلى منه "، قال ابن أبي الحديد: " وهذا حق؛ لأن من قال:
إنه على العرش أو [على] الكرسي فقد أخلى منه غير ذلك الموضع ". (2)
" ومن قال فيم؟ فقد ضمنه " قال ابن أبي الحديد: " وهذا أيضا حق؛ لأن من تصور
أنه في شيء فقد جعله إما جسما مستترا (3) في مكان، أو عرضا ساريا في محل،
والمكان متضمن للمتمكن (4) والمحل متضمن للعرض " (5) انتهى كلام ابن أبي الحديد.
أقول: قوله (عليه السلام): " من عده فقد أبطل أزله " ظاهر بعد الإحاطة بمعنى العد، وقوله:
" من قال: أين؟ فقد غياه " أيضا ظاهر؛ لأن " أين " للسؤال عن الأمكنة وهي حادثة
ومنتهية إلى غاية.
* قوله (عليه السلام): أول الديانة به معرفته [ص 140 ح 6]



1. شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 82.
2. شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 76.
3. في النسخة: " مسيرا ".
4. في المصدر: " للتمكن ".
5. المصدر.
107
قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: " إنما قال (عليه السلام): " أول الدين معرفته "، لأن
التقليد باطل، وأول الواجبات الدينية المعرفة، ويمكن أن يقول قائل: ألستم تقولون
في علم الكلام: أول الواجبات النظر في طريق معرفة الله سبحانه، وتارة [تقولون:]
القصد إلى النظر، فهل يمكن الجمع بينهما؟!
وجوابه أن النظر والقصد إلى النظر إنما وجبا بالعرض لا بالذات؛ لأنهما وصلة
إلى المعرفة، والمعرفة هي المقصودة (1) بالوجوب، وأمير المؤمنين (عليه السلام) أراد [أن] أول
واجب مقصود بذاته من الدين معرفة البارئ سبحانه، فلا تناقض ". (2)
* قوله (عليه السلام): منه الأزل [ص 140 ح 6] أي من التثنية باعتبار التعدد.
* قوله (عليه السلام): ومن قال: فيما (3) إلخ [ص 140 ح 6]
إثبات الألف في " ما " في هذه المواضع كلها على ما أشرنا إليه سابقا.
* قوله (عليه السلام): فقد غاياه [ص 141 ح 6] أي غياه بغيات.
قوله (عليه السلام): فانجعوا [ص 142 ح 7]
المضبوط في النسخ المعتبرة بالجيم والنون، ومعناه: افعلوا ما تستحقون به
الفلاح بسبب أداء ما يجب عليكم من السمع والطاعة لإمامكم. ويحتمل أن يكون
بالباء الموحدة من تحت والخاء المعجمة، قال الهروي في كتاب الغريبين: " بخع له
في الطاعة: إذا بالغ [له في ذلك] ". (4)



1. في المصدر: " المقصود ".
2. شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 73.
3. في الكافي المطبوع: " فيم ". وكذا من دون الألف في الموارد الآتية.
4. الغريبين، ج 1، ص 149 (بخع).
108
باب النوادر
قوله: وكذلك قال الخ [ص 143 ح 2]
كأنه من قول الراوي، أي وكما قال صلوات الله عليه: " من أتى الله بما أمر به من
طاعة محمد (صلى الله عليه وآله) " إلى آخره قال بعد ذلك (من يطع الرسول فقد أطاع الله) (1) وإلا فلا ربط
له بما تقدمه، ويدل على ما قلناه أن في رواية الصدوق (رحمه الله) بعد قوله: " الذي لا يهلك "،
ثم تلا (من يطع الرسول فقد أطاع الله)، هذا، وفي رواية الصدوق (رحمه الله) بعد من طاعة
محمد: والأئمة بعده صلوات الله عليهم. (2)
قوله (عليه السلام): نحن المثاني [ص 143 ح 3]
قال الصدوق (رضي الله عنه) بعد رواية هذا الحديث في كتاب التوحيد: " معنى قوله (عليه السلام): نحن
المثاني، أي نحن الذين قرننا النبي (صلى الله عليه وآله) إلى القرآن وأوصى بالتمسك بالقرآن وبنا،
وأخبر أمته بأن لا نفترق حتى نرد عليه حوضه ". (3)
* قوله (عليه السلام): نحن عين الله [ص 143 ح 3]
سيأتي المراد من العين في الحاشية الآتية.
* قوله (عليه السلام): وإمامة المتقين [ص 143 ح 3]
معطوف على " بالرحمة "، أي المبسوطة بالرحمة وبإمامة المتقين.
قوله (عليه السلام): ونحن عين الله [ص 154 ح 7]
قال الصدوق (رضي الله عنه) - بعد أن نقل في حديث عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه
قال فيه: " أنا علم الله، وأنا قلب الله الواعي " -: " معنى قوله (عليه السلام): " وأنا قلب الله "، أي أنا



1. النساء (4): 80.
2. التوحيد، ص 149، باب 12، ح 3.
3. المصدر، ص 151.
109
القلب الذي جعله الله وعاء لعلمه، وقلبه إلى طاعته، وهو قلب مخلوق لله عز وجل
كما هو عبد الله عز وجل، ويقال: قلب الله، كما يقال: عبد الله، وبيت الله، وجنة الله،
ونار الله، قال رحمه الله: وأما قوله (عليه السلام): " أنا عين الله "، فإنه يعني به: الحافظ لدين الله،
وقد قال الله عز وجل (تجرى بأعيننا) (1)، أي بحفظنا، وكذلك قوله عز وجل:
(و لتصنع على عيني) (2) معناه على حفظي " (3) انتهى.
وأنت إذا أحطت خبرا بما قاله أمكنك بذلك تأويل ما أشبهه والحذو به حذوه؛
والله أعلم.
* قوله: حدثني هاشم بن أبي عمار (4) الجنبي [ص 145 ح 8]
جنب - بفتح الجيم وإسكان النون قبل الباء - حي من اليمن إليهم ينسب هاشم (5)
هذا.
قوله (عليه السلام): وأنا جنب الله [ص 145 ح 8]
قال [الصدوق] في كتاب التوحيد: " الجنب الطاعة في لغة العرب، يقال: هذا
صغير في جنب الله، فمعنى قوله (عليه السلام): " أنا جنب الله "، أي أنا طاعتي وولايتي (6) طاعة
الله، قال الله عز وجل (أن تقول نفس يحسرتى على ما فرطت في جنب الله) (7) أي في
طاعة الله عز وجل. " انتهى (8).



1. القمر (54): 14.
2. طه (20): 39.
3. التوحيد، ص 164، باب 22، ذيل ح 1.
4. في الكافي المطبوع: " أبي عمارة ". وما في المتن موافق أيضا مع نسخة السيد الداماد.
5. في تعليقة السيد الداماد ص 357: " إليهم ينسب حصين بن جندب الجنبي وأبو عمار الجنبي وغيرهما،
وهاشم بن أبي عمار هذا من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهو غير هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المرقال ".
6. في المصدر: " أي أنا الذي ولايتي ".
7. الزمر (39): 56.
8. التوحيد، ص 165، باب 22، ذيل ح 2.
110
باب البداء
قوله: وفي رواية ابن أبي عمير [ص 146 ذيل ح 1]
سند رواية ابن أبي عمير في كتاب التوحيد هكذا: " حدثنا محمد بن الحسن بن
أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أيوب بن
نوح، عن ابن أبي عمير " الحديث (1)؛ فالروايتان صحيحتان.
* قوله (عليه السلام): لا مقدرا ولا مكونا [ص 147 ح 5]
تفسير هذا الحديث يعلم من الحديث الذي في آخر باب البداء، فليلحظ.
قوله: علي عن محمد إلخ [ص 148 ح 12]
الأولى [أن يقال] وبهذا الإسناد.
كلام يتعلق بالبداء
قال في كتاب التوحيد بعد الفراغ من أحاديث البداء:
" قال محمد بن علي مؤلف هذا الكتاب: ليس البداء كما يظنه جهال الناس بأنه
ندامة؛ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا؛ ولكن يجب علينا أن نقر لله تعالى بأن له البداء،
ومعناه أن له أن يبدأ بشيء [من خلقه] فيخلقه قبل شيء ثم يعدم ذلك الشيء ويبدأ
بخلق غيره، أو يأمر [بأمر] ثم ينهى عن مثله، أو ينهى عن شيء ثم يأمر بمثل ما نهى
عنه، وذلك مثل نسخ الشرائع وتحويل القبلة وعدة المتوفى عنها زوجها، ولا يأمر الله
عباده بأمر في وقت [ما] إلا وهو يعلم أن الصلاح لهم في ذلك الوقت في أن يأمرهم
[في ذلك] ويعلم في وقت آخر الصلاح لهم في أن ينهاهم عن مثل ما أمرهم به، فإذا
كان في ذلك الوقت أمرهم بما يصلحهم، فمن أقر لله عز وجل بأن له أن يفعل ما



1. التوحيد، ص 332، باب 54، ح 2.
111
يشاء ويعدم (1) ما يشاء ويخلق مكانه ما يشاء ويقدم ما شاء ويؤخر ما شاء [ويأمر بما
شاء] كيف شاء. فقد أقر بالبداء، وما عظم الله عز وجل بشيء أفضل من الإقرار بأن
له الخلق والأمر، والتقديم والتأخير، وإثبات ما لم يكون (2)، ومحو ما [قد] كان،
وإثبات البداء (3) هو رد على اليهود؛ لأنهم قالوا: إن الله قد فرغ من الأمر، فقلنا: إن الله
كل يوم في شأن، يحيي ويميت ويرزق ويفعل ما يشاء، والبداء ليس من ندامة، وإنما
هو من ظهور أمر (4)، يقول العرب: بدا لي شخص في طريقي، أي ظهر، وقال الله
تعالى (و بدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) (5) أي ظهر لهم، ومتى ظهر لله تعالى
ذكره من عبد [صلة لرحمه زاد في عمره، ومتى ظهر له منه قطيعة لرحمه نقص من
عمره، ومتى ظهر من عبد] إتيان الزنا نقص من رزقه وعمره، ومتى ظهر له منه
التعفف عن الزنا زاد في رزقه وعمره.
ومن ذلك قول الصادق (عليه السلام): " ما بدا لله بداء كما بدا له في إسماعيل ابني "، يقول:
ما ظهر لله أمر كما ظهر له في ابني؛ إذ اخترمه قبلي ليعلم بذلك أنه ليس بإمام بعدي.
وقد روي [لي] من طريق أبي الحسين الأسدي (رضي الله عنه) في ذلك شيء غريب، وهو
أنه روى أن الصادق (عليه السلام) قال: " ما بدا لله بداء كما بدا له في إسماعيل؛ إذ أمر أباه بذبحه
ثم فداه بذبح عظيم ". وفي الحديث على الوجهين جميعا عندي نظر، إلا أني أوردته
لمعنى لفظ البداء؛ والله الموفق للصواب " (6) انتهى كلامه - زيد إكرامه - بألفاظه.
أقول: لا يذهبن معاند للحق إلى أن قوله (رضي الله عنه): " ومتى ظهر لله تعالى ذكره من عبد "



1. في النسخة: " يؤخر ".
2. في المصدر: " يكن ".
3. في المصدر: " وفي البداء ".
4. في المصدر: " هو ظهور أمر ".
5. الزمر (39): 47.
6. التوحيد، ص 335 - 336، باب 54، ح 9 - 11. وما بين المعقوفات منه.
112
إلخ يفهم منه أنه قبل ذلك لم يكن ظاهرا عليه سبحانه وهو البداء في العلم
ولا تقولون به؛ لأنا نقول: هذا من باب قوله سبحانه (الن خفف الله عنكم وعلم أن
فيكم ضعفا) (1) وقوله عز وجل (حتى نعلم المجهدين منكم) (2) وأمثال ذلك، ولا يدل
شيء منه على نفي العلم عنه سبحانه وبعد الإحاطة بما قرره هذا الشيخ الجليل (رحمه الله)
يظهر أن ما شنع به علينا مخالفونا من القول بالبداء ساقط عنا عاره، وذلك إما لعدم
فهمهم المراد من البداء (3) عندنا، أو لأن المراد معاندة الحق والتلبيس على الجهال
والعوام، فمن تشنيعهم ما نقله [الفاضل] المقداد (رحمه الله) من تشنيع سليمان بن جرير أن
أئمة الرافضة قد وضعوا لشيعتهم مقالة البداء، فإذا أظهروا مقالا أنه سيكون لهم قوة
وشوكة وظهور ثم لا يكون الأمر على ما أظهروا قالوا: بدا لله في ذلك. وأنت بعد
إحاطتك بما تقدم تعلم أن هذا ليس إلا للعداوة والتشنيع، وإلا فلا عاقل ينسب إلى الله
سبحانه العلم بما لم يعلمه قبل.
قال الشهرستاني في كتاب الملل والنحل في ترجمة المختارية: " البداء له معان:
البداء في العلم، وهو أن يظهر له خلاف ما علم، ولا أظن عاقلا يعتقد هذا الاعتقاد،
والبداء في الإرادة وهو أن يظهر له صواب على خلاف ما أراده وحكمه، (4) والبداء في
الأمر وهو أن يأمر شيئا (5) ثم [يأمر] بعده بخلافه (6)، فمن لم يجوز النسخ ظن أن الأوامر
المختلفة في الأوقات المختلفة متناقضة " (7) انتهى كلامه بلفظه. (8)



1. الأنفال (8): 66.
2. محمد (47): 31.
3. في النسخة كانت أولا " بالبداء " ثم غير ب‍ " من البداء "، أو بالعكس.
4. في المصدر: " ما أراد وحكم ".
5. في المصدر: " بشيء ".
6. في المصدر: " بخلاف ذلك ".
7. في المصدر: متناسخة.
8. الملل والنحل، ج 1، ص 237 - 238 وفيه سقط.
113
ولا شك في اتحاد القول الثاني في تفسير البداء بالأول ولم يقل به عاقل،
فانحصر في الثالث ولم ينكره عاقل؛ والله ولي التوفيق.
باب في أنه لا يكون شيء في السماء والأرض إلا بسبعة
قوله (عليه السلام): وقضاء [ص 149 ح 1]
قال [الصدوق] في كتاب التوحيد في أثناء إيراد الأحاديث في باب القضاء
والقدر: " قال مصنف هذا الكتاب: إن الله قد قضى جميع أعمال العباد وقدرها
وجميع ما يكون في العالم من خير وشر، والقضاء قد يكون بمعنى الإعلام. وساق
للكلام إلى أن قال: وسمعت بعض أهل العلم يقول: إن القضاء على عشرة أوجه:
فأول وجه منها العلم، وهو قول الله عز وجل: (إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها) (1)،
يعني علمها. والثاني الإعلام، وهو قوله عز وجل (و قضينا إلى بنى إسراءيل في
الكتب) (2)، أي أعلمناهم. والثالث الحكم، وهو قوله عز وجل (يقضى بالحق) (3)، أي
يحكم بالحق. والرابع القول، وهو قوله عز وجل (يقضى بالحق) (4)، أي يقول
[بالحق]. والخامس الحتم، وهو قوله عز وجل: (فلما قضينا عليه الموت) (5)، يعني
حتمنا، وهو القضاء الحتم. والسادس الأمر، وهو قول الله عز وجل (و قضى ربك
ألا تعبدوا إلا إياه) (6)، أي أمر [ربك]. والسابع الخلق، وهو قوله عز وجل (فقضاهن
سبع سموات في يومين) (7) يعني خلقهن. والثامن الفعل، وهو قوله عز وجل (فاقض



1. يوسف (12): 68.
2. الإسراء (17): 4.
3 و 4. غافر (40): 20.
5. سبأ (34): 14.
6. الإسراء (17): 23.
7. فصلت (41): 12.
114
ما أنت قاض) (1) أي افعل ما أنت فاعل. والتاسع الإتمام، وهو قوله عز وجل حكاية عن
موسى (عليه السلام) (أيما الأجلين قضيت فلا عدوان على) (2)، أي أتممت. العاشر الفراغ من الشيء،
وهو قوله (قضى الأمر الذي فيه تستفتيان) (3) يعني فرغ لكما منه وقول القائل: قضيت
لك حاجتك، أي فرغت لك منها، ويجوز أن يقال: إن الأشياء كلها بقضاء من الله
وقدره تبارك وتعالى، بمعنى أن الله عز وجل قد علمها وعلم مقاديرها، وله عز وجل
في جميعها حكم من خير [أ] و شر، فما كان من خير فقد قضاه بمعنى أنه أمر به
وحتمه وجعله حقا وعلم مبلغه ومقداره، وما كان من شر فلم يأمر به ولم يرضه؛
ولكنه قضاه وقدره بمعنى أنه علمه بمقداره ومبلغه وحكم فيه بحكمه " (4). انتهى
كلامه (رحمه الله) مختصرا.
باب السعادة والشقاوة
قوله: محمد بن إسماعيل إلخ [ص 152 ح 1]
هذا الحديث في كتاب التوحيد صحيح واضح السند، فإنه رواه (رحمه الله) عن محمد بن
الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد عن صفوان (5)
إلى آخر السند، وفيه مكان " فمن خلقه الله سعيدا لم يبغضه أبدا ": " فمن علمه [الله]
سعيدا لم يبغضه أبدا، وإن علمه شقيا لم يحبه أبدا ". فينبغي حمل الخلق في الكتاب
على ذلك، وهو مستقيم لما تقرر أن علمه تعالى تابع؛ والله أعلم.
قوله (عليه السلام): حكم الله عز وجل أن لا يقوم إلخ [ص 153 ح 2]



1. طه (20): 72.
2. القصص (28): 28.
3. يوسف (12): 41.
4. التوحيد، ص 384 - 386، باب 60، ذيل ح 32.
5. التوحيد، ص 357، باب 58، ح 5.
115
هذا الحديث مروي في كتاب التوحيد (1) عن محمد بن يعقوب (رحمه الله)، ومع هذا هو
هناك على خلاف ما هو هنا، فإنه في كتاب التوحيد روى مكان " حكم الله عز وجل أن
لا يقوم له أحد من خلقه بحقه فلما حكم بذلك " (2): " فلما علم ". وروى أيضا مكان
" ومنعهم إطاقة القبول ": " ولم يمنعهم إطاقة القبول منه ". وروى مكان " ولم يقدروا أن
يأتوا حالا تنجيهم من عذابه ": " وإن قدروا لأن يأتوا حالا تنحيهم عن عذابه " (3) بالحاء
لا بالجيم، فما في كتاب التوحيد مستقيم الظاهر لا يحتاج إلى تأويل أصلا، أما ما في
الكتاب فلابد فيه من حمل " حكم " في الموضعين على معنى " علم " مجازا مرسلا
من باب استعمال المسبب في السبب. وجعل " ومنعهم إطاقة القبول منه " بمعنى
حرمهم اللطف المؤدي إلى إطاقة القبول، مجاز مرسل أيضا كالأول. وجعل قوله:
" ولم يقدروا أن يأتوا حالا تنجيهم "، بمعنى ولم يلطف بهم فيقدروا أن يأتوا حالا، أي
سلبهم اللطف لما علم من أعمالهم القبيحة وأفعالهم الشنيعة.
فإن قلت: اللطف عندكم واجب على الله تعالى فكيف سلبه بعض عباده.
قلت: أصول اللطف من الإقدار والتمكين مما هو واجب لم يمنعه أحدا، وإنما
عنينا به حالة وراء ذلك وهي التي عناها سبحانه بقوله: (و الذين جهدوا فينا لنهدينهم
سبلنا) (4) وهذه الحالة قد يعبر عنها بالتوفيق أيضا، هذا ومعنى قوله (عليه السلام): " ووضع عنهم
ثقل العمل بحقيقة ما هم أهله " [أي] (5) إنه تعالى لما علم منهم أنهم لا يأتون بحقه، كما
هو أهله، وضع عنهم ثقل ذلك ولم يكلفهم به، أي لم يكلفهم ثقل العمل بحقيقة ما
خلقوا لأجله، وما هم أهل له، أي ولاته، فإن ولاة كل أمر أهله. وقوله في آخر



1. التوحيد، للصدوق، ص 354، باب 58، ح 1.
2. في النسخة بعده: " علم الله عز وجل ".
3. في المصدر: " أن يأتوا خلالا تنجيهم عن معصيته ". وفي بعض نسخه: " ولم يقدروا أن يأتوا حالا ".
4. العنكبوت (29): 69.
5. موضعه في النسخة بياض.
116
الحديث: " وهو سر "، أي وهذا الذي قلته هو سر الله الذي استودعه رسله وأنبياءه
وأوصياءهم صلوات الله عليهم أجمعين.
باب خلق (1) الخير والشر
قوله تعالى: خلقت الخلق وخلقت الخير الخ [ص 154 ح 1]
لا يخفى أن المراد بخلق الخير والشر في هذه الأحاديث خلقهما خلق تقدير،
لا خلق تكوين، كما أشار إليه الصدوق (رضي الله عنه) في كتاب الاعتقادات قال (رضي الله عنه): " ومعنى ذلك
أنه لم يزل عالما بمقاديرهما " (2).
وقوله صلوات الله عليه: " فطوبى لمن أجريت ذلك على يديه، وويل لمن
أجريت ذلك على يديه "، معناه من علمت بجريان ذلك على يديه.
* قوله: يتفقه (3) فيه [ص 154 ح 3]
حال، أي ينكر متفقها.
باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين
* قوله: علي بن محمد إلخ [ص 155 ح 1]
سند هذا الحديث مذكور في كتاب التوحيد هكذا: " حدثنا علي بن أحمد بن
محمد بن عمران الدقاق (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن الحسن الطائي، قال: حدثنا
أبو سعيد سهل بن زياد الآدمي الرازي، عن علي بن جعفر الكوفي قال: سمعت
سيدي [علي بن محمد يقول: حدثني أبي] محمد بن علي (عليهما السلام) [عن آبائه عن
الحسين بن علي (عليهم السلام)]؛ وحدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال: حدثني



1. لفظة " خلق " ليست في الكافي المطبوع.
2. الاعتقادات، ص 29، باب الاعتقاد في أفعال العباد.
3. في الكافي المطبوع: " بتفقه ".
117
أبو القاسم إسحاق بن جعفر العلوي، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد بن علي، عن
سليمان بن محمد القرشي، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن جعفر بن
محمد (عليه السلام) [عن آبائه عن علي (عليهم السلام)] " (1) الحديث.
قوله (عليه السلام): ولكان المذنب أولى بالإحسان من المحسن [ص 155 ح 1]
أي بالإحسان إليه، وذلك حيث كان الشر مما تشتهيه النفس، وهي منجذبة إليه
وأمارة به، كانت في تحصيله عمل واحد، فكان صاحبه أولى بالإحسان إليه من
المحسن على ذلك الفرض، ومنه يظهر معنى قوله: " وكان المحسن أولى بالعقوبة
من المذنب " فتأمله.
قوله (عليه السلام): ومجوسها [ص 155 ح 1]
إنما خص المجوس؛ لأن فيه تعريضا بالمخالفين بأنهم قائلون بتعدد القدماء
كالمجوس حيث إنهم قائلون بوجود أصلين قديمين، هما الظلمة والنور، والنصارى
واليهود وإن لزمهم القول بتعدد القدماء إلا أنهم ينفون ذلك عن أنفسهم ظاهرا، وإنما
يلزمهم لزوما بخلاف المجوس، وكذلك المخالفون فالجميع مصرحون به.
* قوله (عليه السلام): إن الخير والشر إليه [ص 157 ح 2] أي هما معا منسوبان إليه وهو الفاعل
لهما.
قوله: فوض الأمر [ص 175 ح 3] أي لم يأمر و لم ينه.
قوله (عليه السلام): بقول القدرية [ص 157 ح 4]
هم الذين يقولون كل شيء بقضاء من الله وقدر، والأشعريون حيث قالوا لا فعل
للعبد لزمهم القول بأن كل شيء بقضاء من الله وقدر؛ ولكن حيث ورد عن
الرسول (صلى الله عليه وآله) أن القدرية مجوس هذه الأمة (2) قالت الأشعرية: القدرية المعتزلة. وقالت
المعتزلة: القدرية الأشعرية، وقول المعتزلة أقرب. وفي هذا الحديث تعريض ومذمة



1. التوحيد، ص 380، باب 60، ح 28. وما بين المعاقيف منه.
2. كنز العمال، ج 1، ص 119، ح 566، ص 137، ح 646 و 647.
118
للأشاعرة، فلاحظ.
قوله (عليه السلام): فإن القدرية لم يقولوا بقول أهل الجنة إلخ [ص 157 ح 4]
فقد أثبت كل من هؤلاء الثلاثة فعلا لنفسه، والقدرية يمنعون ذلك، أما الأولان
فإثباتهما الفعل لأنفسهما ظاهر، وأما إبليس فإنه قال بعد ذلك: (لأغوينهم أجمعين) (1)
فقد أثبت لنفسه فعلا، وهم مخالفون للجميع.
قوله (عليه السلام): هي الذكر الأول [ص 158 ح 4] أي العلم الأول، وقد مر تفسير المشيئة وما
بعدها في باب المشيئة فراجعه.
* قوله (عليه السلام): وإقامة العين (2) [ص 158 ح 4] أي إيجادها.
* قوله (عليه السلام): إلا بإذن الله [ص 158 ح 5] أي بعلمه.
قوله (صلى الله عليه وآله): ومن زعم أن الخير والشر بغير مشيئة الله الخ [ص 158 ح 6]
في كتاب التوحيد للصدوق (رضي الله عنه) بعد هذا الحديث: يعني بالخير والشر: المرض
والصحة، وذلك قوله عز وجل (و نبلوكم بالشر والخير فتنة) (3).
حاشية أخرى: قد قال [الصدوق] في كتاب التوحيد في موضع آخر: " مشيئة الله
وإرادته في الطاعات الأمر بها والرضا، وفي المعاصي النهي عنها والمنع منها بالزجر
والتحذير " (4). انتهى.
فإن كان ما فسر به هذا الحديث رواية فبها؛ وإلا أمكن تفسيره بهذا أيضا.
* قوله (صلى الله عليه وآله): بغير قوة الله [ص 158 ح 6] أي بغير إقداره وتمكينه.
قوله (عليه السلام): ما لا يريد [ص 159 ح 7]



1. الحجر (15): 39.
2. في هامش النسخة: " أي الذات؛ بخطه ".
3. الأنبياء (21): 35.
4. التوحيد، ص 346، باب 56، ذيل ح 3.
119
أراد بالإرادة إرادة الحتم.
قوله: فماذا [ص 159 ح 8]
لا يجوز كون " ما " استفهامية و " ذا " اسم موصول وصلة الموصول محذوفة؛ لأن
الصلة بمنزلة جزء الكلمة، والجزء لا يحذف؛ بل الأوجه جعل " ما " استفهامية و " ذا "
ملغاة، مثلها في قول القائل: أعط زيدا درهما، فيقول: ثم ماذا؟، أي بعد إعطائي له
الدرهم هل أعطيته شيئا آخر أم لا؟
وحاصل الكلام: إذا لم يكن التكليف جبرا ولا تفويضا فما هو؟ أي أي شيء
هو؟ فأجاب (عليه السلام): بأنه " لطف " كائن " من ربك بين ذلك "، أي بين الجبر والتفويض،
أي لم يفوض الأمر إلى عباده، أي لم تركهم وأنفسهم بلا أمر ولا نهي، بل أمر ونهي
ولم يجبرهم على الطاعة، بل خلى بينهم وبينها، وكذلك المعصية، وهذا معنى " أمر
بين أمرين " وهو لطف من الله سبحانه.
قوله (عليهما السلام): أعز من أن يريد أمرا [ص 159 ح 9] إرادة حتم.
قوله: هل بين الجبر والقدر إلخ، وقوله: سئل عن الجبر والقدر إلخ [ص 159 ح 9 و 10]
المراد بالقدر في هذين الحديثين هو التفويض بقرينة مقابلته بالجبر، وبدليل ما
يأتي في حديث يونس عن العدة (1)، وبدليل ما رواه في كتاب التوحيد عن أبي
عبد الله (عليه السلام) أنه قال: " الناس في القدر على ثلاثة أوجه: رجل يزعم أن الله عز وجل
أجبر الناس على المعاصي، فهذا قد ظلم (2) الله في حكمه فهو كافر، ورجل يزعم أن
الله مفوض إليهم [الأمر]، فهذا قد أوهن (3) الله في سلطانه فهو كافر، ورجل يزعم
[أن] الله كلف العباد ما يطيقون ولم يكلفهم ما لا يطيقون، وإذا أحسن حمد الله، وإذا



1. وهو الحديث 11 من هذا الباب.
2. المثبت من الكافي المطبوع وفي النسخة: " طل ".
3. في النسخة: " أوحن؟ ".
120
أساء استغفر الله، فهذا مسلم بالغ ". (1)
فهذا دليل قاطع على أن القدر قد يستعمل بمعنى التفويض وقد قوبل بالجبر،
فلابد أن يكون المراد به هو؛ والله أعلم.
* قوله (عليه السلام): التي بينهما إلخ [ص 159 ح 10]
لأنه إذا لم يفوض إلى العباد أمرهم فلابد من الأمر والنهي، وذوات المأمور به
والمنهي عنه " لا يعلمها إلا العالم "، أي المعصوم. " أو من علمه العالم " (عليه السلام) وهذا حق
لا شبهة فيه.
قوله تعالى: يا ابن آدم بمشيئتي إلخ [ص 160 ح 12]
معنى الحديث - والله أعلم - أنك يا ابن آدم بمشيئتي، أي بما خلقت فيك من
المشيئة كنت الذي تشاء، وبقدرتي التي خلقتها فيك أديت إلي فرائضي، وبنعمتي
قويت على معصيتي، فما أصابك من حسنة فمني، إذ كنت أنا السبب في خلق ما
توصلت به إلى الحسنة، وإنما خلقته لتتوصل به إلى ذلك، فأنا أولى بها منك، وما
أصابك من سيئة فأنت أولى بها مني؛ لأني وإن كنت خلقت فيك ما أصبت بسببه
المعصية؛ إلا أني لم أخلقه إلا لتباشر به الحسنة تفوز به في الآخرة برفيع الدرجات،
فحيث خالفتني كنت أنت أولى بذلك مني، وذلك أني أنا القادر المطلق وأنت
المقدور عليه، فما فعلت من خير فأنا أولى به، وما فعلت من شر فأنت أولى به،
والتعليل ما مر.
قوله (عليه السلام): ولكن أمر بين أمرين [ص 160 ح 13]
حاصل معنى " أمر بين أمرين " أنه سبحانه لم يجبر العباد على الطاعة والمعصية
ولم يفوض الأمر إليهم، أي لم يتركهم بلا أمر ونهي، بل أمر ونهي وأراهم النجدين،



1. التوحيد، ص 360، باب 59، ح 5. وما بين المعاقيف من الكافي المطبوع.
121
فالمحمدة لهم على الطاعة، والأئمة راجعة إليهم على المعصية؛ والله أعلم.
باب الاستطاعة
قوله: فسر لي هذا [ص 161 ح 1]
الظاهر أنه إشارة إلى السبب، قال الهروي في كتاب الغريبين في قوله تعالى:
(و آتينه من كل شئ سببا) (1): " أي ما يبلغ به في التمكن من أقطار الأرض قال:
ويقال لكل ما يتوصل به إلى شيء بعيد (2) عنك: سبب " (3). فعلى هذا السبب في هذه
المادة الخاصة هو وجدان المرأة للزنا، وقوله صلوات الله عليه: فإما أن يعصم فيمتنع
إلى آخره ليست (4) من تتمة الجواب، إنما هو بيان للواقع ونفس الأمر.
قوله: قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الاستطاعة [ص 161 ح 2]
أي عن وقتها ومتى تكون، فقال (عليه السلام): أتستطيع أن تعمل ما لا يكون (5) إلخ
وغرضه (عليه السلام) من ذلك أن يعلم ما عند السامع فيها فيعلمه بموضع خطائه، فلما رأى (عليه السلام)
أن ليس عنده فيها شيء قال مجيبا له ومعينا له وقتها: " إن الله " سبحانه " خلق خلقا
فجعل فيهم آلة الاستطاعة " من الصحة والقوة التي يكون الإنسان بها مستطيعا " ثم لم
يفوض " الأمر " إليهم " بأن يتركهم سدى بلا أمر ولا نهي؛ بل أمر ونهى " فهم
مستطيعون للفعل وقت الفعل "، أي المباشرة بتلك الآلة " مع الفعل "، أي المباشرة لا
بدونها " إذا فعلوا "، أي باشروا " ذلك الفعل " بتلك الآلة، فقوله: إذا فعلوا، جملة ظرفية
مؤكدة للظرفية قبلها، أو مبدلة منها موضحة لها. " فإذا لم يفعلوه "، أي لم يباشروا ذلك



1. الكهف (18): 84.
2. في المصدر: " يبعد ".
3. الغريبين، ج 3، ص 850. (سبب)
4. كتب فوقها في النسخة لفظة " كذا " ولعل الصواب: " ليس "
5. الكافي المطبوع: " أن تعمل ما لم يكون ".
122
الفعل بتلك الآلة حال كونهم كائنين " في ملكه "، أي الله سبحانه وسلطانه " لم يكونوا
مستطيعين أن يفعلوا فعلا لم يفعلوه "، أي لم يباشروه بآلة " لأن الله " سبحانه هو
المتفرد بالفعل بلا آلة ولا مباشرة، فلو فعله غيره ممن هو في ملكه وسلطانه كذلك
لكان مضادا له عز وجل، وهو " عز وجل أعز " وأمنع " من أن يضاده في ملكه أحد ".
* قوله (عليه السلام): ولكن مع الفعل والترك كان مستطيعا [ص 162 ح 2]
أي مع الفعل كان مستطيعا للفعل، ومع الترك كان مستطيعا للترك.
قوله: إني أقول إلخ [ص 162 ح 4]
قال [الصدوق] في كتاب التوحيد بعد رواية هذا الحديث: " قال مصنف هذا
الكتاب: مشيئة الله سبحانه وإرادته في الطاعات الأمر بها والرضا، وفي المعاصي
النهي عنها والمنع منها بالزجر والتحذير " انتهى (1)
وقال في باب القضاء والقدر: " قال مصنف هذا الكتاب: ويجوز أن يقال: إن
الأشياء كلها بقضاء الله وقدره تبارك وتعالى بمعنى أن الله عز وجل قد علمها وعلم
مقاديرها، وله عز وجل في جميعها حكم من خير أو شر، فما كان من خير فقد
قضاه، بمعنى أنه أمر به وحتمه وجعله حقا وعلم مبلغه ومقداره، وما كان من شر فلم
يأمر به ولم يرضه؛ ولكنه عرف مقداره ومبلغه وحكم بحكمه ". (2) وأطال الكلام هنا
وما (3) أخذنا منه لنا (4) فيه كفاية.
وقوله في آخر الحديث: " أو كما قال "، كأنه شك من الراوي بين أن يكون ما
نقله قوله (عليه السلام) بعينه أو مثل قوله ومؤد معناه؛ والله أعلم.



1. التوحيد، ص 346، باب 56 ذيل ح 3.
2. المصدر ص 386.
3. في النسخة: " بما ".
4. في النسخة: " ما لنا ".
123
باب البيان والتعريف ولزوم الحجة
قوله: المعرفة من صنع من هي؟ [ص 163 ح 2]
أي معرفة ما يجب وما يحرم وما يجوز وغيرهما من الأحكام، وأما معرفة
البارئ سبحانه فلو كانت من الله لزم الجبر، إلا أن يقول: إنها منه بمعنى أنه أقام لنا
الدليل عليها.
قوله تعالى: ليضل قوما [ص 163 ح 3]
المراد بالإضلال في مثل هذا الموضع سلب اللطف بعد منحهم إياه، لصدور ما
لا يرضاه عنهم، فإنه تعالى بعد ذلك لو منعهم ألطافه لم يكن مخلا بواجب؛ تعالى الله
عن ذلك علوا كثيرا.
قوله: هل جعل في الناس أداة الخ [ص 163 ح 5]
الظاهر أن المراد بالأداة هنا الحاسة، أي هل جعل الله في الناس حاسة ينالون
بها المعرفة من البصر أو غيره، فقال (عليه السلام) " لا " وقوله: " فهل كلفوا المعرفة "، أي هل
كلفهم الله سبحانه معرفته؟، فقال (عليه السلام): " لا "، أي لم يكلفهم بها كما كلف بغيرها من
الأحكام بالأمر والطلب، فإنه يؤدي إلى الدور، وإنما كلف بها بنصب الدلائل عليها
وخلق القوى التي بها تحصل المعرفة، وهو المراد بقوله (عليه السلام): " على الله البيان لا يكلف
الله نفسا إلا وسعها ".
هذا إذا جعل المراد من المعرفة معرفة الله سبحانه، وأما إذا جعل المراد منها
معرفة الأحكام الشرعية كما أشرنا إليه سابقا فالمراد ظاهر؛ والله أعلم.
* قوله (عليه السلام): بنوافله [ص 163 ح 6] أي بزوائد ماله، أي بما يفضل عن مؤنته ومؤنة
عياله.

124
باب حجج الله على خلقه
قوله (عليه السلام): ليس لله على خلقه أن يعرفوا إلخ [ص 164 ح 1] أي ليس له عليهم أن يعرفوا
التكاليف من أنفسهم، ولهم عليه سبحانه أن يعرفهم إياها، وإذا عرفهم إياها فله
عليهم أن يقبلوها منه، وإذا لم يقبلوا فقد أحلوا قومهم دار البوار.
قوله (عليه السلام): إن الله يهدي ويضل [ص 165 ح 4]
قال [الصدوق] في كتاب التوحيد بعد رواية هذا الحديث: " قال مصنف هذا
الكتاب (رضي الله عنه): قوله: " إن الله يهدي ويضل "، معناه أنه عز وجل يهدي المؤمنين في
القيامة إلى الجنة ويضل الظالمون في القيامة عن الجنة، كما قال عز وجل: (إن الذين
آمنوا وعملوا الصلحت يهديهم ربهم بإيمنهم تجرى من تحتهم الانهر في جنت
النعيم) (1) وقال عز وجل: (و يضل الله الظلمين) (2) ". (3)
باب الهداية أنها من الله عز وجل
قوله: عن إسماعيل (4) السراج، عن ابن مسكان، عن ثابت ابن أبي (خل) سعيد (5) [ص 165 ح 1]
قال الشهيد الثاني (قدس سره): " إسماعيل السراج وثابت بن سعيد وقيل: ابن أبي سعيد
كلاهما مجهول ".
أقول: في كتاب الطهارة في باب البئر تكون بجنب البالوعة من هذا الكتاب:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل



1. يونس (10): 9.
2. إبراهيم (14): 27.
3. التوحيد، ص 413 - 414، باب 64، ذيل ح 10.
4. في هامش النسخة: " خ ل أبي إسماعيل ".
5. في الكافي المطبوع: " عن إسماعيل السراج... عن ثابت بن سعيد ".
125
السراج عبد الله بن عثمان (1)، وكذا في كتاب الصلاة في باب صلاة الحاجة، (2) وفي باب
ما عند الأئمة (عليهم السلام) من آيات الأنبياء: محمد، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن
إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج (3)، فرواية محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي
إسماعيل السراج في هذه الأسانيد وبيان المصنف في السندين الأولين بأنه عبد الله بن
عثمان ينبئ أنه عبد الله بن عثمان بن عمر [و] بن خالد الفزاري الثقة الراوي عن أبي
عبد الله (عليه السلام) المذكور في كتب الرجال مرة وحده ومرة مع أخيه حماد.
وأما حكم الشهيد الثاني (رحمه الله) بمجهوليته لسقوط لفظ أبي أو بغيره، واحتمال أن
يكون عبد الله بن عثمان الواقفي وإن أمكن إلا أنه لا يخلو من بعد.
حاشية أخرى: مما يؤيد ما أثبتناه في الحاشية مما يدل على سقوط لفظة " أبي " من
رواية ثابت قبل لفظ إسماعيل السراج، أني بعد ذلك عثرت على هذا الحديث في
كتاب المحاسن لأحمد بن محمد البرقي بهذا السند هكذا: عنه، عن محمد بن
إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج (4) الحديث، وضمير " عنه " في أول السند للبرقي
صاحب الكتاب.
قوله (عليه السلام): ما لكم وللناس إلخ [ص 165 ح 1]
نهاهم صلوات الله عليه أن يدعوا أحدا إلى ما هم عليه خوفا على نفسه من أهل
الجور وأئمة الضلال.
ومعنى قوله (عليه السلام): " لو اجتمعوا على أن يهدوا عبدا يريد الله ضلاله ما استطاعوا "
" اه‍ " أن هداية من خذله الله وخلاه وشأنه ممتنعة، والخذلان إنما يكون لأمر يستحق



1. الكافي، ج 3، ص 8، ح 3.
2. الكافي، ج 3، ص 478، ح 6 و 7.
3. الكافي، ج 1، ص 232، ح 5.
4. المحاسن، ص 200، باب الهداية من الله عز وجل، ح 34.
126
به ذلك، وكذلك قوله: " ولو أنهم اجتمعوا (1) على أن يضلوا عبدا يريد الله هدايته ما
استطاعوا "، معناه أن إضلال من لطف الله سبحانه به لأمر علمه منه ممتنع، وإلى هذا
المعنى الإشارة (2) بقوله تعالى: (فمن يرد الله أن يهديه و يشرح صدره و للاسلام ومن يرد أن
يضله و يجعل صدره و ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذ لك يجعل الله الرجس على
الذين لا يؤمنون) (3). قال في الكشاف: " فمن يرد الله أن يهديه " أن يلطف به، ولا يريد
أن يلطف إلا بمن له لطف " يشرح صدره [للإسلام] " يلطف به حتى يرغب في
الإسلام وتسكن إليه نفسه وتحب (4) الدخول فيه " ومن يرد أن يضله " أن يخذله
ويخليه وشأنه وهو الذي لا لطف له " يجعل صدره ضيقا حرجا " يمنعه ألطافه حتى
يقسو قلبه وينبو عن قبول الحق وينسد فلا يدخله الإيمان، وكذلك " يجعل الله
الرجس "، يعني الخذلان ومنع التوفيق، وصفه بنقيض ما يوصف به التوفيق من
الطيب، أو أراد الفعل المؤدي إلى الرجس، وهو العذاب، من الارتجاس وهو
الاضطراب ". (5) انتهى.
قوله: عن سليمان بن خالد [ص 166 ح 2]
قال [الصدوق] في كتاب التوحيد بعد رواية هذا الحديث: " قال مصنف هذا
الكتاب: إن الله عز وجل إنما يريد بعبده (6) سوءا لذنب يرتكبه، فيستوجب به أن يطبع
على قلبه ويوكل به شيطانا يضله، ولا يفعل ذلك به إلا باستحقاق، وقد يوكل عز
وجل بعبده ملكا يسدده باستحقاق أو تفضل، ويختص برحمته من يشاء، قال الله عز



1. في النسخة: " احتجوا ".
2. كذا في النسخة ولعل الأظهر: " أشار ".
3. الأنعام (6): 125.
4. في المصدر: " يحب ".
5. الكشاف، ج 2، ص 64.
6. في المصدر: بعبد.
127
وجل: (و من يعش عن ذكر الرحمن نقيض لهو شيطنا فهو لهو قرين) (1) ". (2)
* قوله (عليه السلام): فأخذ بعنقه [ص 167 ح 4]
في الكلام تصوير وتمثيل فلا تغفل عنه.



1. الزخرف (43): 36.
2. التوحيد، ص 415 - 416، الباب 64، ذيل ح 14.
128
كتاب الحجة
باب الاضطرار إلى الحجة
قوله (عليه السلام): إن الله أجل وأكرم من أن يعرف بخلقه [ص 168 ح 2]
قد مر في باب أنه تعالى لا يعرف إلا به تفسير من صاحب الكتاب (رضي الله عنه) لمعنى أنه
لا يعرف بخلقه، فراجعه.
قوله: فما قال فيه من شيء كان حقا [ص 169 ح 2]
ظاهره أن " ما " شرطية، و " من شيء " بيان ل‍ " ما "، وضمير " فيه " للقرآن، والجملة
جواب شرط محذوف، تقديره: فمن ثبت كونه قيما للقرآن فأي شيء قاله ذلك القيم
في القرآن كان حقا بخلاف ابن مسعود وعمر وحذيفة وغيرهم.
* قوله: كله [ص 169 ح 2] أي يعلمون كله.
* قوله: ذلك كله [ص 169 ح 2] أي القرآن.
قوله: فأشهد أن عليا (عليه السلام) [ص 169 ح 2]
جواب لشرط محذوف تقديره كان: من قال: أنا أدري هو القيم لذلك الشيء
فأشهد أن عليا إلخ.
* قوله (عليه السلام): إذا أمرتكم بشيء فافعلوا [ص 169 ح 3]
فيه دلالة على كون الأمر للوجوب.

129
قوله: متزر بها [ص 170 ح 3]
الصحيح على ما قال في القاموس: " مؤتزر بها، فإنه قال: ائتزر وتأزر ولا تقل:
اتزر " (1) وقد جاء في بعض الروايات، ولعله من تحريف الرواة.
حاشية أخرى: قال في الكشاف: " وقرئ: رؤياك، بقلب الهمزة واوا، وسمع
الكسائي: رياك ورياك، بالإدغام وضم الراء وكسرها، وهي ضعيفة؛ لأن الواو في
تقدير الهمزة فلا يقوى إدغامها، كما لم يقو الإدغام في قولهم: " اتزر " و " اتجر " من
الإزار والأجر ". (2)
قوله: فقلت: لا [ص 170 ح 3]
هذا يدل على أن الكذب لمصلحة قد يجوز، إذ لم ينكر عليه صلوات الله
وسلامه عليه.
قوله: قلت: شيء أخذته منك إلخ [ص 170 ح 3]
سياق الكلام يقتضي أن يقال: قال: شيء أخذته منك، أي قال هشام ذلك في
جوابه، فاحتيج إلى تقدير، أي قال: قال: قلت، والمعنى قال يونس: قال هشام:
قلت، فكأنه لما ذكر يونس بن يعقوب عن هشام تلك القصة مع أبي عبد الله (عليه السلام) سأل
سائل ماذا قال هشام، فقال يونس: قال - يعني هشاما -، قلت (3)، فلابد من تقدير قال:
قال: قلت، ولا يكفي تقدير أحد الفعلين كما قد يتوهم؛ إذ يصير المعنى على تقدير
رجوع الضمير لهشام قال هشام: قلت: شيء أخذته منك في جواب أبي عبد الله (عليه السلام)،
وفساده ظاهر؛ إذ الواقع في الجواب شيء أخذته لا قلت: شيء أخذته. وإن عاد
الضمير إلى يونس فالفساد أظهر. وفي الكشاف في آخر تفسير الفاتحة: " وعن رسول



1. القاموس المحيط، ج 1، ص 685 (أزر).
2. الكشاف، ح 2، ص 444، في تفسير الآية 5 من سورة يوسف.
3. بعده في النسخة: " إلخ ".
130
الله (عليه السلام) أنه قال لأبي بن كعب: ألا أخبرك بسورة لم تنزل (1) في التوراة والإنجيل والقرآن
مثلها؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: فاتحة الكتاب " (2) الحديث، وظاهر سياق هذا
الحديث أيضا أن يقال: قال: بلى يا رسول الله، وقد تكلم في ذلك المحقق الشريف
في حواشيه على الكشاف بنحو ما تكلمنا به على هذا الحديث، فمن أراده فليراجعه.
قوله (عليه السلام): كلامك إلخ [ص 171 ح 4]
فيه دلالة على أن المطالب العقلية لا تصح ما لم يكن قواعدها من أهل بيت
العصمة مأخوذة.
قوله: وتقول: ويل لأصحاب الكلام يقولون: [هذا ينقاد و] هذا لا ينقاد إلخ [ص 171 ح 4]
كأنه كان صلوات الله عليه ينهاهم عن الكلام ويقول لهم: إن أهله لا يزالون في
حيرة لاعتمادهم في مطالبهم على محض عقولهم وعدم رجوعهم فيما أبهم عليهم
إليه صلوات الله عليه ويقول: ويل لهم من خبطهم يقولون: هذا المطلب ينقاد لنا
وهذا لا ينقاد، وهذا ينساق وهذا لا ينساق تشبيها للمطالب العقلية بالبعير الذلول في
الانقياد والانسياق وعدمهما، فرب مفهوم لهم باطل (3)، ورب غير مفهوم لهم حق،
فالنهي إنما كان لعدم رجوعهم فيما استغلق عليهم إليه (عليه السلام)، وأيضا علم الكلام الذي
يجادل به الخصم في زمن حضوره (عليه السلام) غير واجب على الرعية لا كفائيا ولا فرض عين
مع ما فيه من المحذور؛ ولهذا كان ينهاهم عنه بخلاف زمن الغيبة، إذ لا شك في
وجوبه على الكفاية، وكان في قوله (عليه السلام): " ويل لهم " تعريض بالمخالفين، فلاحظه.
* قوله: يخب [ص 171 ح 4] أي يسرع في السير.
* قوله: فتعارفا [ص 172 ح 4]



1. كتب فوقها في النسخة: " صح " بخطه.
2. الكشاف، ج 1، ص 19.
3. في النسخة: " باطال " وكتب فوقه لفظة " كذا ".
131
يقال تعارف القوم إذا عرف بعضهم بعضا، وكأنه هنا كناية عن التكافؤ والاستواء
في البحث.
* قوله: فقال للشامي: كلم هذا الغلام [ص 172 ح 4]
أنظر إلى أدبه صلوات الله عليه مع أصحابه، فإنه أمرهم بالمناظرة على ترتيب
دخولهم عليه، فإذا كانت شفقته عليهم إلى هذه الغاية فشفقته عليهم وعلى من هو في
رتبتهم من دخول النار أشد وأقوى، نسأل الله التمسك بحبل ولايتهم والموت على
سنتهم وطريقتهم.
قوله: كيلا يتشتتوا إلخ [ص 172 ح 4]
علة لإقامة الحجة وجملة " يتألفهم " (1) إلى آخره صفة ل‍ " حجة ".
* قوله: أودهم [ص 172 ح 4]: ميلهم عن الحق.
قوله: في وقت رسول الله (صلى الله عليه وآله) [ص 173 ح 4]
كأن في الكلام حذفا تقديره: الحجة في وقت رسول الله (صلى الله عليه وآله) والساعة من هو؟
فقال هشام: هذا القاعد. (2)
قوله (عليه السلام): إن الإسلام إلخ [ص 173 ح 4]
في هذا دلالة على أن الإيمان غير شرط في كفاءة النكاح، كما هو مذهب
المحقق (رحمه الله) وجمع من الفقهاء رضوان الله عليهم.
قوله (عليه السلام): تجري الكلام على الأثر فتصيب [ص 173 ح 4] أي إنك تجري كلامك وقت
المناظرة على وفق الخبر المأثور عن إمامك فتصيب بذلك الحق، وتريد أنت يا هشام
الأثر - الخبر المأثور - لتجري كلامك عليه فلا تعرفه ولا تهدي إليه، وأما أنت



1. في النسخة: " وجملة قوله يتألفهم ".
2. في هامش النسخة حاشية، والظاهر أنها معلقة على هذه الحاشية، والحاشية هي: بعد مدة راجعت نسخة
مصححة فوجدت فيها كما أشرت إليه في الحاشية فأثبته على هامش الكتاب " بخطه ".
132
يا أحول فرجل قياس رواغ عما فيه عثارك، أي تستعمل القياس فتكسر باطلا بباطل
وتعجز خصمك وإن كان كلامك في نفسه باطلا أيضا إلا أن باطلك أظهر من باطله
في استحسان العقول في بادئ الرأي له، وبذلك تظهر على خصمك، وأما أنت
يا قيس فأقرب ما يكون عن الخبر المأثور عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبعد ما يكون عنه.
قوله (عليه السلام): لا تكاد تقع الخ [ص 173 ح 4]
الظاهر أن " بالأرض " متعلق ب‍ " تلوي "، والجار والمجرور متوسط بين فعل
الشرط والجزاء، والتقدير: تلوي رجليك بالأرض إذا أردت الطيران طرت، ففي
الكلام استعارتان أحدهما (1) تمثيلية، والأخرى تبعية، فإنه شبه الهيئة المنتزعة من ثباته
في المناظرة وسرعة تيقظه للجواب وحسن إيراده ما يريده من السؤال بالهيئة
المنتزعة من ثبات أحد المتصارعين لصاحبه وليه رجليه بالأرض، أي إحكامهما بها
وانتظاره الفرصة من الجهة التي بها يصرع صاحبه، ثم استعمل ما للمشبه به في
المشبه فجاءت الاستعارة من غير تجوز في المفردات، وأما التبعية فإنه لما شبه
سرعة تخلصه مما يورد عليه خصمه من الشبهات بطيران الطائر، اشتق من المشبه به
فعلا واستعمله في معنى المشبه، فجاءت الاستعارة التبعية. والقول بثلاث استعارات
أيضا ممكن بضم مصرحة إليهما.
قوله (عليه السلام): والشفاعة من ورائها [ص 173 ح 4]
هذا وعد منه صلوات الله عليه لهشام، والمعنى: اتق الزلة ما استطعت وإن وقع
منك زلة نادرا فسنشفع لك، وليس في هذا إغراء بالقبيح بعد الأمر بالاتقاء وإن
مخالفة الأوامر إذا كثرت ربما أدت إلى قدح في أصل الإيمان.
قوله: فإن كان لله في الأرض حجة إلخ [ص 174 ح 5]
ظاهره أنه تعليل لمحذوف والتقدير: إنما هي نفس واحدة ولا أرغب بها عنك،



1. كتب في النسخة فوقها لفظة " كذا "، ولعل الصواب " إحداهما ".
133
ولكن لا أرى لي صلاحا في الخروج معك، فإنه إن كان لله في الأرض حجة إلى
آخره، وفي هذا دليل على أنه لم يكن خروجه (رضي الله عنه) لطلب الإمامة لنفسه.
ويحتمل أن يكون المراد بقوله: " إنما هي نفس واحدة "، أن الحجة لله على خلقه
واحد وهو غيرك، " فإن كان لله في الأرض حجة " إلخ وهذا أصرح في أنه لم يكن
يدعي الإمامة لنفسه وإلا يبحث معه فيها؛ بل لم يواجهه بذلك، وقد جاء عن الرضا
صلوات الله عليه ما هو نص في ذلك كما رواه الصدوق (رضي الله عنه) في كتاب عيون أخبار
الرضا من قوله في رواية طويلة: " ولقد حدثني أبي موسى بن جعفر (عليه السلام) أنه سمع أباه
جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول: رحم الله عمي زيدا إنه دعا إلى الرضا من آل محمد، ولو
ظفر لوفى بما دعا إليه، ولقد استشارني في خروجه فقلت له: يا عم، إن رضيت أن
تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشأنك، فلما ولى قال جعفر بن محمد (عليه السلام): ويل
لمن سمع واعيه (1) فلم يجبه ".
وقال الصدوق (رضي الله عنه) بعد رواية هذا الحديث: " قال محمد بن علي بن الحسين
مصنف هذا الكتاب: لزيد بن علي (عليه السلام) فضائل كثيرة عن غير الرضا (عليه السلام) أحببت إيراد
بعضها على إثر هذا الحديث ليعلم الناظر في كتابنا هذا اعتقاد الإمامية فيه ". (2)
ثم أورد عدة أحاديث تدل على حسن اعتقاده وعلو شأنه وفضله، فعلى هذا
ينبغي للناظر في هذا الحديث وأمثاله مما سيأتي في شأن زيد مما فيه بحسب الظاهر
على زيد بعض المذمة، أن يحمله على محامل صحيحة يزول بها الطعن عليه،
فإنه (رضي الله عنه) كان كما قال الرضا (عليه السلام): " من علماء محمد، غضب لله عز وجل فجاهد أعداءه
حتى قتل في سبيله (رضي الله عنه) ".



1. في المصدر: " واعيته ".
2. عيون اخبار الرضا (عليه السلام)، ج 1، ص 477 - 478، باب 47، ح 187.
134
باب طبقات الأنبياء [والرسل والأئمة]
* قوله: ودرست [ص 174 ح 1]
معطوف على أبي يحيى، وضمير " عنه " راجع إلى هشام.
قوله (عليه السلام): ليونس [ص 175 ح 1] أي في شأنه.
* قوله: وقال [ص 175 ح 1] أي أبو عبد الله (عليه السلام).
* قوله (عليه السلام): وعليه إمام [ص 175 ح 1] أي على ذلك النبي الذي أرسل إلى طائفة قلوا
أو كثر [وا] (1)، فجملة " وعليه إمام " حال من الضمير في " وقد أرسل ".
* قوله: عن زيد الشحام [ص 175 ح 2]
أبو أسامة الشحام، مذكور في كتب الرجال في ثلاثة مواضع مختلفة العنوان.
* قوله (عليه السلام): وقبض يده [ص 175 ح 4]
قبض اليد والأخذ بها كنايتان عن الإعانة والإسعاف.
باب الفرق بين النبي والرسول والمحدث
* قوله: قلت: الإمام ما منزلته [ص 176 ح 1]
الإمام هنا بمعنى الوصي بخلاف ما سبق.
قوله (عليه السلام): ولا محدث [ص 176 ح 1]
إنما ذكر المحدث هنا وليس هو قرآنا، دلالة على أنه مراد في هذا المكان بتعليم
جبرئيل (عليه السلام)، فإنه من بواطن القرآن التي لا تعلم إلا بتوقيف من الله سبحانه.
* قوله (عليه السلام): والنبي ربما سمع الكلام إلخ [ص 176 ح 2]



1. كتب فوقها في النسخة لفظة " كذا ".
135
لا يذهب عنك أن ليس في هذا مخالفة للحديث السابق، فإن قوله فيه: " والنبي
الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك "، معناه أنه يسمع الصوت حال
كونه غير معاين للملك، ولا يلزم منه عدم المعاينة مطلقا، فلا مخالفة بينه وبين ما هنا
من قوله: " ربما سمع الكلام، وربما رأى الشخص "، فإن معناه سمع الكلام في حال
ورأى الشخص في أخرى.
* قوله: قبلا [ص 176 ح 3] أي عيانا.
* قوله: أحمد بن محمد [ص 177 ح 4]
إن كان هو أبو (1) عبد الله العاصمي فهو ثقة.
باب أن الحجة لا يقوم [لله على خلقه إلا بإمام]
* قوله (عليه السلام): حتى يعرف [ص 177 ح 1] أي ليعرفهم الأحكام ويعلمهم الشريعة.
حاشية أخرى: اعلم أنه قد علم بما مر من الأحاديث أن للإمام معنيين أحدهما
كونه صاحب شريعة، كإمامة إبراهيم (عليه السلام). وثانيهما كونه وصي صاحب الشريعة، وهو
المراد من قوله: " قلت: الإمام ما منزلته؟، قال: يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين
الملك ". بقرينة مقابلته للرسول والنبي، فالإمام محتمل لكل من المعنيين هنا،
فالمعنى على الأول أن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام، أي صاحب شريعة حتى
يعرفهم الأحكام، وهذا هو الموافق لما مر من الأحاديث في باب البيان والتعريف
ولزوم الحجة من قولهم (عليهم السلام) [في الحديث 3] في قوله تعالى: (و ما كان الله ليضل
قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون) (2) من أن المعنى حتى يعرفهم ما



1. كتب في النسخة فوقها لفظة " كذا ". والصحيح: " أبا عبد الله ".
2. التوبة (9): 115.
136
يرضاه وما يسخطه، وفي قوله عز وجل: (فألهمها فجورها وتقولها) (1) بين لها ما تأتي
وما تترك. والبيان إنما يكون بإرسال الرسل بالشرائع والأديان، ومثله [في الحديث
5] قول أبي عبد الله (عليه السلام) في جواب عبد الأعلى حين سأله من الناس: هل كلفوا
المعرفة؟ قال: [لا] على الله البيان (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) (2).
وعلى الثاني أن الحجة لا يقوم لله على جميع خلقه إلا بإمام، أي وصي بعد ذلك
الرسول يعرفهم أحكام تلك الشريعة في كل عصر، فهو تصريح برد ما عليه
المخالفون من قولهم: حسبنا كتاب ربنا وسنة نبينا، والأظهر حمل الإمام هنا على
الأعم وعليه ينطبق قول أبي عبد الله (عليه السلام) في رواية أبان بن تغلب الآتية [في الحديث
4]: " الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق "، فتأمل فيه.
* قوله (عليه السلام): الحجة قبل الخلق إلخ [ص 177 ح 4]
قبل الخلق كآدم، ومع الخلق كباقي الرسل والأئمة، وبعد الخلق كصاحب الأمر،
وسيأتي في حديث [3] في باب لو لم يبق إلا رجلان لكان أحدهما الحجة: " إن آخر
من يموت الإمام؛ لئلا يحتج أحد على الله تعالى أنه تركه بغير حجة لله عليه ".
باب معرفة الإمام والرد إليه
قوله (عليه السلام): (إنما (3) يعبده هكذا ضلالا) (4) [ص 180 ح 1] أي مثل عبادة هؤلاء الذين هم
كالأنعام بل هم أضل سبيلا، يشير إلى عبادة المخالفين الذين لا يعرفون إمامهم.
وقوله: " ضلالا " منصوب على المصدرية، والمعنى: من لا يعرف الله سبحانه
إنما يعبده مثل عبادة هؤلاء عبادة ضلال عن الحق، أي عبادة باطل.



1. الشمس (91): 8.
2. البقرة (2): 286.
3. في هامش النسخة: " في أصل الكتاب: فإنما ".
4. في النسخة كتب فوق ما بين الهلالين: " كذلك العنوان ".
137
قوله (عليه السلام): إنكم لا تكونون صالحين حتى تعرفوا إلخ [ص 181 ح 6]
يمكن أن يقال: معناه أنكم لا تكونون صالحين حتى تعرفوا الله، ولا تعرفوه
حتى تصدقوا الله ورسوله، ولا تصدقوا الله ورسوله، أي لا تستكملوا تصديقهما،
حتى تسلموا أبوابا أربعة، هي تصديق الله سبحانه وتصديق رسوله صلى الله عليه
وولاية الأئمة من بعده والبراءة من أعدائهم صلوات الله عليهم، وهذه الأربعة مذكورة
في الحديث الذي في أول الباب.
وقوله: " لا يصلح أولها إلا بآخرها "، إشارة إلى أن ولاية أهل البيت (عليهم السلام) لا تصلح
ولا يمكن تحققها من دون البراءة، وإذا لم يتحقق الولاية لم يتحقق تصديق الرسول
وإذا لم يتحقق تصديق الرسول (عليه السلام) لم يتحقق تصديق الله سبحانه، وعدمه هو الكفر
الصراح عند جميع أهل الأديان، فلم يصلح الأول بدون الآخر.
وفي هذا الحديث أيضا إشارة إلى أن المراد بالأبواب الأربعة ما ذكرناه وهو
قوله (عليه السلام): " وصل الله طاعة ولي أمره بطاعة رسوله، وطاعة رسوله بطاعته، فمن ترك
طاعة ولاة الأمر لم يطع الله ولا رسوله، وهو الإقرار بما نزل (1) من عند الله عز وجل "،
فتأمله تجد ما أشرنا إليه فيه.
ويمكن أن يكون المراد بالأبواب الأربعة جميع الأئمة صلوات الله عليهم باعتبار
الكنى كما قلناه في باب العرش. (2)
قوله (عليه السلام): والتمسوا من وراء الحجب الآثار [ص 182 ح 6]
يمكن أن يجعل في هذا دليلا على تسويغ الاجتهاد [في] زمن الغيبة، ويكون
المعنى: أطلبوا الآثار المروية عنهم (عليهم السلام) من وراء الحجب، أي إذا حجب عنكم الإمام



1. في الكافي المطبوع: " أنزل ".
2. في هامش النسخة: وإنما أجمل الأمر هنا إجمالا عملا بالتقية، فإن الراوي ابن أبي ليلى وهو من قضاة
العامة. " بخطه "
138
ولم تصلوا إليه فاطلبوا الآثار واعملوا بها فإن فيها الرشاد.
قوله (عليه السلام): فجعل لكل شيء سببا إلخ [ص 183 ح 7]
مثلا الفوز بمرضاة الله سبحانه شيء وله سبب وهو اتباع أوامره سبحانه
واجتناب مناهيه؛ ولهذا السبب شرح وبسط، ولذلك الشرح علم لا يحصل إلا به،
ولذلك العلم باب لا يؤتى (1) ذلك العلم إلا منه، وهو رسول الله صلى الله عليه والأئمة
من بعده صلوات الله عليهم أجمعين.
قوله (عليه السلام): مثله كمثل شاة ضلت إلخ [ص 183 ح 8]
التشبيه فيه تشبيه مركب بمركب قد عبر عن كل من المشبه والمشبه به بمفرد،
والمشبه به يلي الكاف، والغرض من هذا التشبيه أن من لا إمام له فهو أكلة الشيطان،
فريسة الهوى، فإن الإنسان إذا ضل عن إمامه ثم رأى قوما قد انضموا إلى بعض أئمة
الضلال انضوى إليهم وألفهم، ثم إذا أنكر شيئا من ذلك الإمام هجم متحيرا يطلب
لنفسه إماما يهديه الحق، فإذا بصر بإمامه ورأى معه جماعة حن إليهم واغتر بهم، فإذا
قرب من الإمام ليسأله أمرا عامله بالتقية خوفا منه على نفسه فقد صار موليا عنه ذعرا
فينتهز الشيطان منه الفرصة ويتمكن من إغوائه كما هو حال تلك الشاة.
هذا على تقدير عود الضمير في " راعيها " في الموضعين إلى الشاة، وعلى تقدير
وجود " غير " كما هنا في الأول، وأما على تقدير خلو الموضعين من لفظ غير كما في
بعض النسخ وإرجاع الضمير إلى الغنم فاحتمالات أخرى مختلفة باختلاف مرجع
الضمير فلاحظها؛ والله أعلم.
قوله (عليه السلام): فلا سواء من اعتصم الناس به ولا سواء [ص 184 ح 9] أي ليس متساويا من
اعتصم الناس به، " ولا سواء " الثاني تأكيد الأول، ثم بنى (عليه السلام) عدم المساواة بقوله:



1. في النسخة: " إلا يؤتى ". وكتب فوقها لفظة " كذا ".
139
" حيث ذهب الناس إلى عيون كدرة "، أي غير صافية، " يفرغ " بالغين المعجمة بمعنى
ينصب بعضها من بعض كخلافة الثلاثة، " وذهب من ذهب إلينا إلى عيون صافية
تجري بأمر ربها "، منصوص على ولايتها من ربها ومالكها " لا نفاد لها ولا انقطاع " إلى
أن يرث الله الأرض ومن عليها.
قوله (عليه السلام): وأنت بطرق السماء الخ [ص 184 ح 10]
كأن المراد بطرق السماء الأحكام الشرعية، وإنما أضافها إلى السماء لإنزالها منها
بواسطة الملك، لا لأنها طرق في السماء كطرق الأرض، وإنما أطلق عليها لفظ
الطرق؛ لأنها تؤدي - أي إقامتها - إلى مرضاة الله سبحانه والنجاة من سخطه، فلابد
للإنسان من أن يطلب لنفسه دليلا عليها وذلك الدليل هو الإمام (عليه السلام).
باب فرض طاعة الأئمة (عليهم السلام)
قوله (عليه السلام): وأنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته [ص 186 ح 3] يعني " بمن لا يعذر
الناس بجهالته " نفسه صلوات الله عليه، وبقوله: " أنتم " أتباعه وشيعته: جعلنا الله منهم
وثبتنا على الحق وأماتنا عليه آمين رب العالمين.
* قوله (عليه السلام): أشرك [ص 186 ح 5] أي الله سبحانه.
قوله: (1) أحمد بن محمد [ص 187 ح 8 و 9]
الظاهر أن هذا من البناء الذي قد يفعله صاحب الكتاب، وإلا فروايته عن أحمد
بن محمد بن عيسى بلا واسطة مستبعدة جدا، فليلاحظ وليطلب له نظائر ليعرف
الحال منها.
* حاشية أخرى: قد وجدنا له نظيرا في باب أن الأئمة (عليهم السلام) أركان الأرض كما
سيأتي عن قريب، وكذا في باب ما فرض الله سبحانه من الكون مع الأئمة (عليهم السلام).



1. في هامش النسخة وعليها علامة صح: " خ ل: وبهذا الإسناد عن ".
140
قوله: وبهذا الإسناد عن مروك [ص 187 ح 10]
كان الإشارة " بهذا " إلى الإسناد المبني عليه وهو عدة من أصحابنا، أو هو بناء
على ما في بعض النسخ من قوله في الإسناد السابق: وبهذا الإسناد عن أحمد بن
محمد من غير بناء في السابق، والمراد على التقديرين واحد.
قوله (عليه السلام): ولا سمعته من أحد من آبائي قاله (1) إلخ [ص 187 ح 10]
جملة " قاله " في الموضعين صفة ل‍ " أحد "، ولا يصح جعلها حالا إلا عند بعض،
وتقدير الكلام: ولا سمعت ذلك من أحد قائل له من آبائي (عليهم السلام).
قوله: والإقرار بما جاء به من عند الله [ص 188 ح 13]
الإقرار مصدر فهو مجرور عطفا على المصدر الحاصل من " أن " المصدرية وما
بعدها، والتقدير: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده
ورسوله وأدين الله بالإقرار بما جاء به من عند الله، فهو من قبيل علفتها تبنا وماءا
باردا، أي وسقيتها ماءا باردا.
* قوله: وقال هذا: أنا أدري، فأشهد أن عليا (عليه السلام) [ص 189 ح 15]
في الكشي في ترجمة منصور بن حازم: " وقال هذا أنا أدري ولم ينكر عليه،
فالقول قوله فأشهد على علي " إلخ. (2)
* قوله: أبا جعفر [ص 189 ح 15] بتقدير أعني (3).
باب في أن الأئمة (عليهم السلام) شهداء الله على خلقه
قوله (عليه السلام): فمن صدقنا (4) صدقناه إلخ [ص 190 ح 2] أي من صدقنا في الدنيا وقال



1. في الكافي المطبوع: " ولا سمعته من آبائي قاله ولا بلغني عن أحد من آبائي قاله ".
2. رجال الكشي، ص 421، الرقم 795.
3. يمكن أن يكون بدلا أو عطف بيان، فلا يحتاج حينئذ إلى التقدير.
4. في الكافي المطبوع: " صدق ".
141
بولايتنا صدقناه يوم القيامة في دعواه القيام بالتكاليف الإلهية، فإنه يكون قد أتى بها
بشروطها فتقبل منه، ومن لم يصدقنا ولم يؤمن بولايتنا كذبناه في دعواه؛ لأنه يكون
قد أتى بها مختلة؛ لأنه لم يأت بها بشروطها فهو غير آت بما كلف به، فهو كاذب في
دعواه.
قوله (عليه السلام): أمير المؤمنين (عليه السلام) الشاهد إلخ [ص 190 ح 3]
لا منافاة بين كون الرسول (صلى الله عليه وآله) شهيدا على الأئمة (عليهم السلام) وبين كون على بن أبي طالب
شاهدا عليه، وحيث كان علي (عليه السلام) ممتازا عن باقي الأئمة (عليهم السلام) ومساويا للرسول صلى
الله عليه في جميع خصاله إلا النبوة جعل شاهدا على الرسول ليكون كل واحد منهما
مشهودا عليه لصاحبه وشاهدا له، بخلاف باقي الأئمة (عليهم السلام)؛ فلاحظه.
* قوله (عليه السلام): فمن صدق يوم القيامة صدقناه [ص 191 ح 4]
[يوم القيامة] ظرف ل‍ " صدقناه " لا ل‍ " صدق " السابق عليه.
باب أن الأئمة (عليهم السلام) هم الهداة
قوله (عليه السلام): منا هاد [ص 192 ح 2]
" منا " صفة ل‍ " هاد "، في الأصل جعلت خبرا عنه وقدمت عليه لإفادة
التخصيص، والتقدير: ولكل زمان منا هاد لامن تيم وعدي.
* قوله (عليه السلام): ثم الأوصياء [ص 192 ح 2]
الأحسن جعل " ثم " هنا بمعنى الواو.
باب أن الأئمة (عليهم السلام) ولاة أمر الله وخزنة علمه
* قوله (عليه السلام): إنا لخزان الله في سمائه وأرضه [ص 192 ح 2] أي المقرر لنا ذلك عند أهل
السماء والأرض.

142
* قوله تعالى: من ترك ولاية علي [ص 193 ح 4] أي لأجل تركها.
باب أن الأئمة (عليهم السلام) نور الله عز وجل
قوله (عليه السلام): فيظلم (1) قلوبهم ويغشاهم بها [ص 195 ح 4] أي فيظلم الله قلوبهم ويغشاهم
بها، أي بتلك الحجب، أما أظلم فقد استشهد لمجيئه متعديا في الكشاف بقول
أبي تمام حبيب بن أوس:
هما أظلما حالي ثمت أجليا * ظلاميهما عن وجه أمرد أشيب
ثم قال: " إنه وإن كان محدثا لا يستشهد بشعره في اللغة فهو من علماء العربية،
فاجعل ما يقوله بمنزلة ما يرويه " (2) انتهى.
وهذا الحديث صريح في مطلبه، ويغشاها أيضا متعد كقوله تعالى: (والليل إذا
يغشاها). (3)
قوله تعالى: كأنها كوكب دري [ص 195 ح 5]
قال صاحب كتاب الغريبين: " الكوكب الدري عند العرب الشديد الإنارة، نسب
إلى الدرر (4) وشبه صفاؤه بصفائها (5)، وقال المفسرون: الكوكب الدري واحد من
الكواكب الخمسة العظام، وقال الفراء: العرب تسمي الكواكب العظام التي لا تعرف
أسماؤها الدراري بلا همزة " انتهى كلام صاحب الغريبين (6).
قوله: قلت: أو كظلمات الخ [ص 195 ح 5]



1. في الكافي المطبوع: " فتظلم ".
2. الكشاف، ج 1، ص 86 - 87. في تفسير الآية 20 من سورة البقرة.
3. الشمس (91): 4.
4. في المصدر: " الدر ".
5. في المصدر: " بصفائه ".
6. الغريبين، ج 2، ص 630. (درر)
143
الآية هكذا (والذين كفروا أعملهم كسراب بقيعة يحسبه الظمان ماء حتى إذا
جاءه و لم يجده شيا ووجد الله عنده و فوفاه حسابه و والله سريع الحساب * أو
كظلمات في بحر لجى يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمتم
بعضها فوق بعض إذا أخرج يده و لم يكد يراها ومن لم يجعل الله لهو نورا فما لهو من
نور). (1)
السراب ما يرى في الفلاة وقت الظهيرة من ضوء الشمس يسرب على وجه
الأرض كأنه ماء يجري. والقيع المبسوط من الأرض، شبه أولا سبحانه ما يعمله من
لا يعتقد الإيمان ولا يتبع الحق - من الأعمال الصالحة التي يحسبها منفعة عند الله
ومنجاة من عذابه - ثم يخيب في العاقبة أمله ويلقى خلاف ما قدر بسراب يراه الكافر
بالساهرة وقد غلبه العطش يوم القيامة فيأتيه فلا يجد ما رجاه ويجد زبانية جهنم
عنده فيأخذونه ويلقونه في جهنم ويسقونه الحميم والغساق، وثانيا بالظلمات في
البحر اللجي العميق الكثير الماء منسوب إلى اللج وهو معظم الماء، ولا يخفى
حصول المناسبة التامة التي تفيضها بلاغة القرآن بين المشبه به في الصورة الأولى
والمشبه به في الصورة الثانية من اتصاف كل منهما بابتداء مطمع وانتهاء مؤيس إذا
أريد بالظلمات الأول وصاحبه، وإنما أخبر عنهما بالجمع؛ لكون كل واحد منهما
ظلمات، أي شبهات بالنسبة إلى تعدد من ضل بهما، فكل واحد منهما ظلمات فضلا
عنهما، وذلك كنطفة أمشاج. والبحر اللجي هو دين الإسلام، يغشاه موج هو الثالث،
والتوجيه ما مر. من فوق ذلك الموج موج آخر وهو ظلمات الثاني. وإنما كرر ذكره
مع كل من الأول والثالث؛ لكونه أصل خلافة كل منهما فقرنه بكل واحد منهما،
وباقي الحديث ظاهر.
* قوله: عن محمد بن الحسن [ص 195 ح 6]



1. النور (24): 39 - 40.
144
يحتمل ابن جمهور، ويحتمل ابن شمون.
باب أن الأئمة هم أركان الأرض صلوات الله عليهم
* قوله (عليه السلام): بغيره [ص 196 ح 1] أي في غيره.
* قوله (عليه السلام): أن تميد بأهلها [ص 196 ح 1] أي لئلا تميد.
قوله (عليه السلام): أنا قسيم الله بين الجنة والنار [ص 196 ح 1]
قسيم هنا بمعنى قاسم، من قولهم: قسمت الشيء أقسمه، ومنه نحن قسمنا
بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا، والمعنى: أنا القاسم من جانب الله بين الجنة والنار،
فأعطي هذه أهل ولايتي، وتلك خلافهم. وأما ما ورد من قوله (عليه السلام): " أنا قسيم النار "
فقد قال الهروي صاحب الغريبين نقلا عن القتيبي أن معناه أن الناس فريقان: فريق
معي، فهم على الهدى (1)، وفريق علي فهم على ضلال كالخوارج، فأنا قسيم النار.
انتهى (2).
وعلى هذا لا يصح أنا قسيم النار والجنة، ولا أنا قسيم الجنة إلا على المعنى الذي
أسلفناه، فتدبره فإنه لطيف.
قوله (عليه السلام): وأنا صاحب العصا والميسم [ص 196 ح 1]
رأيت في نسخة معتبرة مقروءة على عدة من الشيوخ تفسير الميسم بخاتم
سليمان (عليه السلام)، وكأنه إشارة إلى ما سيأتي من أن علامة الإمام (عليه السلام) أن يكون عنده آيات
الأنبياء ومن جملتها عصا موسى وخاتم سليمان، فعلى هذا قوله: أنا كذا، أنا كذا،
يشير به إلى أني أنا الإمام المفترض الطاعة لا غيري من تيم وعدي.
هذا، والصواب أن المراد بالميسم الميسم الحقيقي وقد ذكر علي بن إبراهيم في



1. في المصدر: " هدى ".
2. الغريبين، ج 5، ص 1543. (قسم)
145
تفسيره أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لعلي: يخرجك الله في آخر الزمان بأحسن صورة
ومعك ميسم تسم به أعداءك (1).
* قوله (عليه السلام): ولقد حملت على مثل حمولته [ص 196 ح 1] أي أركب على مثل
مركوبه (عليه السلام)، كأنه يشير إلى البراق.
* قوله (عليه السلام): فلم يفتني الخ [ص 197 ح 1] أي أعلم من ذلك ما كان في الزمن الماضي
وما هو كائن الآن وبعده في أي مكان كان فعندي علمه.
قوله: علي بن محمد ومحمد بن الحسين [ص 197 ح 2]
المعروف في مثله الحسن؛ ولكن في نسخ معتبرة الحسين كما هنا، وأظنه من
سهو نقلة الحديث وكاتبيه؛ والله أعلم.
حاشية أخرى: والطرق التي يوجد فيها رواية صاحب الكتاب عن محمد بن
الحسن، عن سهل بن زياد كثيرة جدا، منها في آخر الباب الذي قبل هذا الباب
فراجعه، وليكن ذلك على ذكر منك ليتضح الحال ونستوثق بصدق المقال.
قوله: محمد بن يحيى وأحمد بن محمد جميعا عن محمد بن الحسن [ص 197 ح 3]
رواية محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن الصفار مستبعدة، فالظاهر أنه
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، وسيأتي في باب ما فرض الله عز وجل
ورسوله (صلى الله عليه وآله) من الكون مع الأئمة (عليهم السلام) [في الحديث 3] رواية أحمد بن محمد ومحمد
بن يحيى عن محمد بن الحسين ورواية محمد بن يحيى وحده عن محمد بن
الحسين كثيرة جدا.
* حاشية أخرى: وقد مر في [الحديث 4 من] باب الفرق بين النبي والرسول
والمحدث مثل هذا السند وفيه محمد بن الحسين.



1. تفسير القمي، ج 2، ص 130، في تفسير الآية 82 من سورة النمل.
146
باب نادر جامع في فضل الإمام (عليه السلام) وصفاته
* قوله: أبو محمد إلخ [ص 198 ح 1]
هذا الحديث مذكور في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) بهذا السند: حدثنا أبو العباس
محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رضي الله عنه)، قال: حدثنا أبو أحمد القاسم بن محمد بن
علي الهاروني، قال: حدثني أبو حامد عمران بن موسى بن إبراهيم عن الحسن بن
القاسم الرقام قال: حدثني القاسم بن مسلم، عن أخيه عبد العزيز إلخ. (1)
* قوله (عليه السلام): وخدعوا عن آرائهم (2) [ص 199 ح 1] أي عما يجب أن يكون عليه آراؤهم،
وإلا فهم لم يكن لهم آراء غير ما هم عليه.
* قوله (عليه السلام): على قصد سبيل الحق [ص 199 ح 1] أي على الوسط المستقيم منها.
قوله (عليه السلام): قرنا [ص 199 ح 1] منصوب على الظرفية قال صاحب كتاب الغريبين:
" قال ابن الأعرابي: القرن الوقت من الزمان، وقال غيره: قيل له: قرن؛ لأنه يقرن أمة
بأمة وعالما بعالم، وهو مصدر قرنت جعل اسما للوقت أو لأهله " انتهى (3).
* قوله (عليه السلام): وتوفير الفيء [ص 200 ح 1] أي عدم انقاص كل ذي حق من حقه.
* قوله (عليه السلام): في غياهب الدجى [ص 200 ح 1]
الغيهب: الظلمة والجمع الغياهب، والدجى الليل نفسه هنا.
* قوله (عليه السلام): والسماء الظليلة [ص 200 ح 1] أي المظلمة.
قوله (عليه السلام): في الداهية النآد [ص 200 ح 1]



1. عيون أخبار الرضا، ج 1، ص 426، باب 20، ح 1. ورواه الصدوق أيضا في الأمالي، المجلس 97، ح 1، و
كمال الدين، ص 675، باب 58، ح 31، وفي معاني الأخبار، ص 96، باب معنى الإمام المبين، ح 2.
2. في هامش النسخة: " خ ل: أديانهم ".
3. كتاب الغريبين، ج 5، ص 1534. (قرن)
147
قال في القاموس: " النآد - كسحاب -: الداهية (1) ". فكأنه من باب قوله: كم عاقل
عاقل وجاهل جاهل.
* قوله (عليه السلام): دحضا [ص 201 ح 1]
مكان دحض ويحرك: زلق.
قوله: وقال الصفواني (2)
" الصفواني " هذا هو محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة بن صفوان بن مهران
الجمال، شيخ الطائفة، ثقة، فقيه، فاضل، وكانت له منزلة من السلطان وذلك أنه ناظر
قاضي الموصل في الإمامة بين يدي ابن حمدان فانتهى القول بينهما إلى أن قال
للقاضي: تباهلني؟ فوعده إلى غد، ثم حضر فباهله وجعل كفه في كفه. ثم قاما من
المجلس، وكان القاضي يحضر دار الأمير ابن حمدان في كل يوم، فتأخر ذلك اليوم
ومن غده، فقال الأمير: اعرفوا خبر القاضي، فعاد الرسول فقال: إنه منذ قام من
موضع المباهلة حم وانتفخ الكف الذي مده للمباهلة وقد اسودت ثم مات من الغد،
فانتشر لأبي عبد الله الصفواني لهذا ذكر عند الملوك وحظي منهم وكانت له منزلة. (3)
قوله (عليه السلام): راع لا ينكل [ص 202 ح 1]
الظاهر ضم حروف (4) المضارعة من قولهم: أنكلته عن حاجته، إذا دفعته عنها
ومنعته، وهذا كناية عن كون الإمام صلوات الله عليه معصوما عن الظلم، وفيه
تعريض بنفي بني تيم وعدي وبني أمية عن أن يصلحوا للإمامة مع تلبسهم في جميع



1. القاموس المحيط، ج 1، ص 640 (نأد).
2. ليس في المطبوعة وقال المجلسي في المرآة. ح 2، ص 388: " وفي بعض النسخ بعد ذلك [أي قوله: فلم
يزدادوا منه إلا بعدا]: وقال الصفواني في حديثه ".
3. نقله النجاشي في رجاله ص 393، الرقم 1050.
4. كذا. والصحيح: " حرف المضارعة ".
148
الحالات بالظلم، والمعنى: راع لا يظلم من رعاه أبدا، وأما نسخة " داع " بالدال فمن
التحريفات الباردة. والله أعلم.
قوله (عليه السلام): مخصوص بدعوة الرسول (صلى الله عليه وآله) [ص 202 ح 1]
الظاهر أن المراد بدعوته (عليه السلام) قوله في علي (عليه السلام): " اللهم أدر الحق معه حيث دار "،
فحينئذ إما أن يراد بالإمام علي (عليه السلام) وحده ويكون الغرض من هذا الكلام التعريض
بمن تقدمه (عليه السلام)، وأنهم ليسوا أهلا لما ارتكبوها، أو يجعل الدعوة جارية في علي (عليه السلام)
وعقبه إلى يوم القيامة وإن كان موردها خاصا؛ والله أعلم.
قوله (عليه السلام): والفرع من عبد مناف [ص 202 ح 1]
فبكونه الفرع من عبد مناف خرج الأول والثاني عن صلوحهما للإمامة، وإذا
خرجا بطلت إمامة الثالث؛ لأنهما أصلها.
قوله (عليه السلام): مضطلع بالإمامة [ص 202 ح 1]
قال الهروي في كتاب الغريبين: " اضطلع بكذا هو افتعل من الضلاعة: وهي
القوة، يقال: [هو] مضطلع بحمله، أي قوي عليه، والضلاعة: العظيم (1) وأصله عظم
الأضلاع والجنبين، فيكون أقوى للبعير ". (2)
* قوله (عليه السلام): في قوله جل وتعالى [ص 202 ح 1] أي دليل ذلك في قوله جل وتعالى.
قوله (عليه السلام): وأبلج [ص 203 ح 2] أي أوضح وأبان.
* قوله (عليه السلام): عن سبيل منهاجه [ص 203 ح 2] أي شريعته.
* قوله (عليه السلام): وفتح [ص 203 ح 2] منح [في] نسخ، [و] نسخ منح غير جيدة.
قوله (عليه السلام): وجعله حجة على أهل مواده وعالمه [ص 203 ح 2]



1. في المصدر: " العظم ".
2. كتاب الغريبين، ج 4، ص 1136 (ضلع) مع اختلاف في اللفظ.
149
قال ابن الأثير في النهاية: " كل ما أعنت به قوما في حرب أو غيره فهو مادة
[لهم] ". (1) فعلى هذا معنى قوله (عليه السلام): " وجعله حجة على أهل مواده وعالمه " أن الله
سبحانه قد جعل الإمام (عليه السلام) حجة على خواصه بمن يعينه على إقامة مراسم الدين
وغيرهم، فعطف " عالمه " من باب عطف العام على الخاص.
* قوله (عليه السلام): وينمو ببركتهم التلاد [ص 204 ح 2]
[التلاد] ما ولد عندك من المال، وما استحدثته فهو الطريف. (2)
* قوله (عليه السلام): ومصابيحا (3)
صرفه من باب صرف سلاسلا وأغلالا.
قوله (عليه السلام): واصطنعه على عينه [ص 204 ح 2]
فيه استعارة تمثيلية من قولهم للصانع: اصنع هذا على عيني أنظر إليك لئلا
تخالف به عن مرادي وبغيتي، وفيه اقتباس من قوله تعالى: (ولتصنع على عيني) (4)
* قوله (عليه السلام): في الذر [ص 204 ح 2] أي في عالم الذر.
* قوله (عليه السلام): ظلا [ص 204 ح 2] أي شبحا.
* قوله (عليه السلام): وانتجبه لطهره [ص 204 ح 2] أي لتطهيره العباد من أنجاس الشبهات.
* قوله (عليه السلام): في يفاعه [ص 204 ح 2] أي ارتفاعه ونهوضه.
* قوله (عليه السلام): وجاءت الإرادة من الله فيه إلى محبته [ص 204 ح 2] أي جازته له إلى محبته
وهي الجنة.



1. النهاية، ج 4، ص 308 (مدد).
2. في مرآة العقول، ج 2، ص 401: " التلاد كل مال قديم وخلافه الطارف والطريف، والتخصيص به لأنه أبعد
من النمو، أو لأن الاعتناء به أكثر ".
3. كذا في النسخة ولم أجده في الكافي المطبوع، وفيه: " مصابيح للظلام ".
4. طه (20): 39.
150
قوله (عليه السلام): وبلغ منتهى مدة والده (صلى الله عليه وآله) [ص 204 ح 2]
" بلغ " بمعنى وصل وحضر، من قولهم: بلغ فلان البلد، والأظهر أن فاعله " منتهى
مدة والده "، والمعنى: وبلغ، أي انقضى ووصل ما قرر في علمه سبحانه من منتهى
مدة والده (عليه السلام) واستحضرته الدعوة التي لابد من إجابتها، هذا على ما بلغنا من النسخ
للكافي، والذي أظنه أنه قد وقع من قلم الناسخين ألف قبل لفظة مدة، فيصير الكلام
هكذا: وبلغ منتهى أمده والده، ففاعل بلغ والده ومنتهى مضاف إلى أمده وفيه ضمير
راجع إلى والده لتقدمه معنى، وهذا كلام مستقيم لا غبار عليه.
* قوله (عليه السلام): استودعه [ص 204 ح 2] هذا جواب " إذا " السابقة، لا رضي [الله]
به إماما.
باب ما فرض الله عز وجل [ورسوله (صلى الله عليه وآله) من الكون مع الأئمة (عليهم السلام)]
قوله تعالى: استكمال حجتي على الأشقياء من أمتك من ترك ولاية علي إلخ [ص 208 ح 4]
قد مر هذا الحديث في [الحديث 4 من] باب أن الأئمة (عليهم السلام) ولاة أمر الله وخزنة
علمه إلا أنه هنا أبسط وفيه هناك يمكن قراءة " من " بكسر الميم على أنها حرف جر
والجملة خبر استكمال، بخلاف ما هنا، فإنه لابد من جعلها موصولا اسميا، فقوله
تعالى: " استكمال حجتي على الأشقياء من أمتك "، مبتدأ خبره مقدر محذوف،
وقوله: " من ترك "، بدل من " الأشقياء "، وقوله: " ووالى أعداءه وأنكر فضله وفضل
الأوصياء من بعده "، معطوف على صلة الموصول، حكمه حكمها، والتقدير:
استكمال حجتي على من ترك ولاية علي ووالى أعداءه، وأنكر فضله وفضل
الأوصياء من بعده حاصل بسبب ذلك، وقوله (عليه السلام): " فإن فضلك فضلهم " إلى آخره
تعليل لذلك؛ والله أعلم بحقيقة الحال.
قوله تعالى: جرى فيهم روحك [ص 208 ح 4]

151
قال الهروي في كتاب الغريبين: " والروح فيها (1) سمعت الأزهري يقول: الروح:
ما كان فيه من أمر الله حياة للنفوس بالإرشاد إلى ما فيه حياتهم، وجاء (2): أن الروح أمر
النبوة، ويقال ما يحيا به الخلق، أي ما يهتدون به، فيكون حياة لهم " انتهى كلامه (3).
وجميع هذه المعاني مناسبة لما هنا، فلاحظه ورده إلى ما شئت منها.
باب أن أهل الذكر [الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمة (عليهم السلام)]
قوله: عدة من أصحابنا، وقوله: أحمد بن محمد [ص 211 ح 4 و 5]
هذان الحديثان صحيحان واضحا السند، وفي أحدهما قد فسر الذكر برسول
الله (صلى الله عليه وآله)، وفي الآخر بالقرآن، وفي ذلك إطلاق لحمل الذكر في الآية على كل من
المعنيين، فإن حمل على الأول كان الضمير في " إنه " راجع إلى محمد بن عبد الله (عليه السلام)،
والمعنى أن محمد بن عبد الله (عليه السلام) لذكر، أي رسول لك إليك وإلى قومك أيها
المخاطب وسوف تسألون أيها القوم، أي وليسألكم من سواكم عما يحتاجون إليه
في أمر دينهم، فهو إخبار بمعنى الأمر، على أن المراد من القوم الأئمة صلوات الله
عليهم كما هو منطوق أكثر أحاديث هذا الباب، وإن حمل على الثاني فالمعنى ظاهر،
وكيف كان فالمراد بالقوم الأئمة (عليهم السلام)، والإخبار بمعنى الأمر كما مر.
وأما قوله تعالى (فسلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) (4) فقد اتفقت الأخبار على أن
المراد به رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قوله: عن أبي بكر الحضرمي [ص 211 ح 6]
قيل: " إنه يقال لمحمد بن شريح ولعبد الله بن محمد، والأول موثق، والثاني فيه



1. يعنى في الآية 2 من سورة النحل: (ينزل الملائكة بالروح من أمر هي).
2. ذكر هذا الكلام في ذيل حديث: " تحابوا بذكر الله وروحه ".
3. الغريبين، ج 3، ص 786. (روح)
4. الأنبياء (21): 7.
152
بعض مدح، وفي كتب الاستدلال عد رواية أبي بكر الحضرمي من الصحيح " انتهى. (1)
فإن أراد هذا القائل أن الحضرمي يقال لمن ذكر فهو حق إلا أنه غير نافع هنا، وإن
أراد أن أبا بكر الحضرمي يقال لهما فغير واضح، فإني وجدت محمد بن شريح مكنى
عندهم بأبي عبد الله لا بأبي بكر كما في جش (2)؛ والله أعلم.
* قوله (عليه السلام): قال الله تبارك وتعالى إلخ [ص 212 ح 9]
حاصل الجواب أنه لا يجب عليهم (عليهم السلام) جواب كل سائل؛ بل جواب من
يستجيب لأمرهم، وقد مر في أول الكتاب إنما أوجب الله على المسؤول تعليمه؛ لأن
العلم قبل الجهل، ففي السائلين يتحقق الإيجاب الكلي، وفي المسؤولين رفعه.
باب أن الراسخون (3) في العلم [هم الأئمة (عليهم السلام)]
قوله (عليه السلام): إذا قال العالم فيهم بعلم إلخ [ص 213 ح 2]
كأنه صلوات الله عليه يشير إلى أن جملة " يقولون آمنا به " إلخ استيناف جواب
عن السؤال عن غير السبب، وقوله: " إذا قال العالم فيهم بعلم "، بيان للسؤال المقدر
كأنه لما قال سبحانه: لا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم قيل: إذا قال العالم
وهو الراسخ في العلم، أي الإمام (عليه السلام)، " فيهم "، أي حال كونه كائنا، فيهم، أي فيما
بينهم، يعني غير الراسخين في العلم وهم رعايا الإمام (عليه السلام) ماذا يصنعون، أي أ يقبلون (4)
منه قوله في التأويل من باب القبول والتسليم وإن لم يطلعوا على حقيقة الأمر فيه أم
لا، بل يجوز لهم الرد عليه فيما لم يطلعوا عليه ولم يقبله عقولهم، فأجاب الله سبحانه
بقوله: يقولون آمنا به، أي بما قاله (عليه السلام) لنا من التأويل وسلمنا له وقبلنا منه، كل ذلك من



1. انظر رجال العلامة الحلي، ص 271.
2. رجال النجاشي، ص 366، الرقم 991.
3. كذا في النسخة ولعله قصد لفظه من الآية.
4. كتب فوقه في النسخة لفظة " كذا ". والصحيح: " أ يقبلون ".
153
عند ربنا. واعلم أنه ترك جزاء الشرط في قوله: إذا قال العالم فيهم بعلم؛ لمعلوميته
بعد العلم بالشرط؛ والله أعلم.
باب أن الأئمة (عليهم السلام) قد أوتوا [العلم وأثبت في صدورهم]
* قوله (عليه السلام): ما قال الخ [ص 214 ح 3]
أي ما قال سبحانه بين دفتي المصحف في صدور الذين أوتوا العلم.
باب في أن من اصطفاه الله عز وجل [من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة (عليهم السلام)]
قوله (عليه السلام): ليس حيث تذهب [ص 215 ح 2]
ليس المراد منه رد كون الآية في ولد فاطمة (عليها السلام) كما يوهمه ظاهر الرواية بدليل
التصريح في الحديث الذي بعد هذا بكونها فيهم، وأيضا في قوله (عليه السلام): " الظالم لنفسه
الجالس منا (1) في بيته " إيماء إلى ذلك، بل المراد به رد معتقد الزيدية فيهم: " أن الإمام
من شهر سيفه من ولد فاطمة (عليها السلام) ". والدليل على ذلك كون سليمان هذا كان قد خرج
مع زيد، وقيل بعد ذلك، ورجع عن الزيدية إلى القول بالحق.
باب أن المتوسمين [الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام)]
قوله: عن قول الله عز وجل: إن في ذلك الخ [ص 218 ح 1]
الآية الكريمة هكذا (فأخذتهم - يعني قوم لوط - الصيحة مشرقين * فجعلنا
عليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل * إن في ذلك لآيات للمتوسمين *
وإنها لبسبيل مقيم) (2) وتفسيرها على ما في هذه الأحاديث أن في ذلك الخسف
والأمطار لآيات للمتوسمين المتفرسين المتأملين حقيقة سمة الشيء، والمراد بهم



1. كلمة " منا " ليست في الكافي المطبوع.
2. الحجر (15): 73 - 76.
154
خلفاء الله على خلقه وحججه على عباده، " وإنها "، أي الخلافة المفهومة من
المتوسمين على ما فسرناهم به، والدليل على أن الضمير للخلافة قول أبي عبد الله (عليه السلام)
في حديث سليمان بن عبد الله (1) الآتي: " لا تخرج (2) منا أبدا "، أي إنها لبسبيل، أي سنة
وطريقة من الله ورسوله، وحاصله أنها منصوصة، " مقيم "، أي ثابت في ولد علي
وفاطمة (عليهما السلام) لا يخرج عنهم إلى غيرهم من ولد تيم وعدي ولا يكون بالإجماع
والتشهي.
* قوله: عن عبيس بن هشام [ص 218 ح 4]
هو العباس بن هشام، ثقة، جليل القدر.
باب أن الأئمة (عليهم السلام) معدن العلم [وشجرة النبوة ومختلف الملائكة]
* قوله: عن ربعي بن عبد الله بن الجارود (3) [ص 221 ح 1]
الظاهر أن في الحديث إرسالا؛ لأن ربعيا هذا متأخر عن رتبة رواة علي بن
الحسين (عليه السلام) فليراجع حق المراجعة لينكشف الحال حق الانكشاف.
حاشية أخرى: الذي ظهر لي بعد التأمل أن السند كان هكذا: عن ربعي بن عبد الله
عن الجارود، فبدل فيه " عن " ب‍ " ابن " كما قد يتفق في كثير من الأسانيد، والدليل على
ذلك وجوه:
الأول: أن أحدا لم يعد ربعيا هذا من أصحاب علي بن الحسين (عليه السلام)، ولا من
أصحاب الباقر (عليه السلام)، وإنما عدوه من أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام).
الثاني: أن الذهبي في كتابه المسمى بميزان الاعتدال قال: " الجارود بن أبي سبرة



1. في الكافي المطبوع: " عبد الله بن سليمان ".
2. في الكافي المطبوع: " لا يخرج ".
3. في الكافي المطبوع: " ربعي بن عبد الله عن أبي الجارود ".
155
- بفتح المهملة وسكون الموحدة - الهذلي البصري، صدوق، يروي عنه حفيده
ربعي بن عبد الله وقتادة " (1) ويحقق قبول الذهبي الرواية في ترجمه ربعي عنه عن
الجارود. (2)
الوجه الثالث: أنه غير معهود رواية ربعي هذا ولا أحد من أصحاب الكاظم (عليه السلام)
عن علي بن الحسين (عليهما السلام) غير ما وقع من الرواية أن [أبا] حمزة الثمالي خدم أربعة منا
علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وبرهة من عصر موسى (عليهم السلام) (3) فقد
جعلت هذه من جملة مناقبه لاختصاصها به، ومع ذلك فلم يعهد له رواية عن
موسى بن جعفر (عليه السلام)، ورواية ربعي عنه (عليه السلام) أكثر من أن تحصى؛ والله سبحانه العالم
بحقيقة الحال.
* قوله (عليه السلام): ومن خفرها [ص 221 ح 3] أي ذمتنا، خفر به خفرا وخفورا: نقض عهده
وغدره، كأخفره.
باب أن الأئمة (عليهم السلام) ورثة العلم [يرث بعضهم بعضا العلم]
قوله: محمد بن يحيى إلخ [ص 222 ح 3]
هذا الحديث غير موجود في بعض النسخ في هذا المكان، (4) وهو الصواب،
لوجوده بهذا المتن والسند في آخر الباب [الحديث 7]؛ والله أعلم.
باب أن الأئمة ورثوا [علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم]
قوله: وسليمان بن داود كان إلخ [ص 226 ح 7]



1. وردت ترجمته في الكاشف للذهبي، ج 1، ص 178، الرقم 750 / 17؛ وميزان الاعتدال يورد فيه الضعفاء،
وهذا الرجل صدوق عندهم، وهو من رجال البخاري كما في تهذيب الكمال، ج 4، ص 475، الرقم 882.
2. الكاشف، ج 1، ص 302، الرقم 1535 / 26.
3. رواه الكشي في رجاله، ص 203، الرقم 357.
4. في هامش النسخة: " بعد حديث صدره علي بن إبراهيم ".
156
لابد من جعل هذا من تتمة السؤال وجعل جملة قوله: " وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) " إلى
آخره استفهاما من الراوي، وقوله: " صدقت "، اعتراض في أثناء السؤال، والمعنى
كان عيسى يفعل كذا، وكان سليمان يفعل كذا، فهل كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقدر على ذلك
كله؟ وإنما ألجأنا إلى هذا عدم استقامة قوله: فقال: " إن سليمان بن داود قال للهدهد "
إلخ بالفاء، ولابد أيضا من حمل قوله: قال للهدهد على تنزيله منزلة اللازم الذي
لا مفعول له أصلا، أي أصدر القول للهدهد حين فقد وشك في أمره، وقوله: فقال
الخ بيان لذلك الإجمال، وجملة: " حين فقده فغضب عليه " عطف بيان أو بدل من
الظرفية قبلها، والغرض من هذا كله جواب السائل وأنه إذا أعطي طائر ما لم يعط
سليمان بن داود فأي بعد في أن يعطي سيد المرسلين ما لم يعطه، فلما رفع استبعاد
ذلك وجعله مأنوسا لطبيعة السائل شرع (عليه السلام) في الاستدلال عليه بقوله: " وإن الله
سبحانه يقول في كتابه: ولو أن قرآنا " إلخ ثم قال (عليه السلام): " وقد ورثنا نحن هذا القرآن
الذي فيه " كذا وكذا، " ونحن نعرف الماء تحت الهواء " بلا دلالة هدهد ولا غيره.
ثم إنه (عليه السلام) لما علم استعظام لذلك وأن يكون في القرآن ما يفعل به ذلك وهم
يعلمونه ويتحملون مكائد الأعداء ولا يدفعونهم به أجاب بقوله: " إن في كتاب الله
آيات ما يراد بها أمر إلا أن يأذن الله سبحانه به " ولم يأذن لنا في ذلك ثم إنه (عليه السلام) قال:
" كل ذلك مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون جعله الله لنا في أم الكتاب ".
فإن قلت: المفهوم من هذا أن تسير الجبال وتقطيع الأرض وتكليم الموتى، أي
إحياءهم، ثابت لهذا القرآن وهو ينافي قولهم: لو لامتناع الثاني لامتناع الأول، إذ
المعنى يصير هكذا: لو أن قرآنا ثبت له كذا لكان هذا؛ لكنه ليس فليس.
قلت: على تقدير أن يقدر الشرط والجزاء كما قدرته فالأمر كذلك، وأما على ما
هو المفهوم من الحديث فتقديره: لو أذن في تسير الجبال بقرآن، أي ببعض من هذا
القرآن، أو تقطيع الأرض به، أو إحياء الموتى لما آمنوا فليس الأمر كما زعمت،

157
وإنما نكر " قرآنا " لأن المراد به غير معلوم لكل مخاطب.
قوله (عليه السلام): فنحن الذي اصطفانا الله عز وجل [ص 226 ح 7]
كان القياس أن يقول: اصطفاهم حتى يكون في الصلة ما يعود إلى الموصول،
لكنه لما كان القصد في الإخبار عن نفسه وكان الآخر هو الأول لم يبال برد الضمير
إلى الأول، وحمل الكلام على المعنى لأمنه من الإلباس، قال المرزوقي في شرح
الحماسة: " وهو قبيح عند النحويين حتى أن المازني قال: لولا اشتهار مورده وكثرة
استعماله لرددته " انتهى.
أقول: بينت في حواشي المطول صدوره عن جمع من البلغاء ودوره على ألسن
أفصح أهل العالم، كعلي بن أبي طالب، والإمام زين العابدين في الصحيفة الكاملة،
وفي هذا الحديث، فلاوجه لقبحه.
باب أن الأئمة (عليهم السلام) عندهم [جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل...]
قوله (عليه السلام): وقد أظمأت لك هواجري [ص 228 ح 2]
الهجيرة والهاجرة: نصف النهار عند زوال الشمس، وقوله (عليه السلام): " وقد أظمأت لك
هواجري " من المجاز العقلي في النسبة الإيقاعية، فإنه أوقع ما للمظروف على ظرفه،
أي أظمأت لك في الهواجر نفسي، والإضافة لأدنى ملابسة، ومثله أسهرت لك
ليلي، والأول كناية عن الصيام، والثاني عن التهجد.
باب أنه لم يجمع القرآن [كله إلا الأئمة (عليهم السلام)...]
* قوله: محمد بن الحسين، عن محمد بن الحسن، عن محمد [ص 228 ح 2]
هكذا في عدة نسخ معتبرة للكليني، والتتبع والاعتبار يشهدان بخلافه، فإنه لم
يعهد للكليني (قدس سره) رواية عن محمد بن الحسين، بل الظاهر أنه محمد بن الحسن عن
محمد بن الحسين، والأول الصفار والثاني ابن أبي الخطاب، فإنه الشائع المعهود

158
المستفيض فليلاحظ، ومما يقوي الظن بوقوع الغلط من النساخ هنا وأن الأمر كما
ذكرناه تصريح أصحاب الرجال بأن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب يروي عن
محمد بن سنان، وهذا محمد لا عبد الله جزما.
* قوله (عليه السلام): وحدثانه [ص 229 ح 3] أي نوبه.
قوله (عليه السلام): أو مستراحا [ص 229 ح 3]، أي من نستريح إليه، أي كاتما لأمرنا من غير
أهلي.
باب ما عند الأئمة [من سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومتاعه]
قوله (عليه السلام): فما علامة في مقبضه؟ [ص 233 ح 1]
والمقبض - بفتح الميم وكسر الباء - من القوس. والسيف ما يقبض عليه بجمع
الكف. ومضرب السيف نحو من شبر من طرفه، فموضع مضربه إما على معنى
موضع يسمى مضربه أو على أن " موضع " مقحم كما قاله جمع من المفسرين في
قوله تعالى: (ولمن خاف مقام ربه) (1) أي خاف ربه، وكما قيل في قول الشاعر:
ذعرت به القطا ونفيت عنه * مقام الذئب كالرجل اللعين (2)
أي نفيت عن الذئب، والإقحام كثير في كلامهم.
* قوله (عليه السلام): ومغفره [ص 233 ح 1] هي الخودة.
قوله (عليه السلام): المغلبة [ص 233 ح 1]
" المغلب " المغلوب مرارا، والمغلب أيضا الشاعر المحكوم له بالغلبة على قرنه
كأنه غلب عليه، وهو من الأضداد، والمغلبة صفة الراية من الثاني؛ لأنها كان محكوما
لها بالغلبة، وهي كذلك إذا أذن لصاحبها (عليه السلام) عجل الله لنا وله بالفرج.



1. الرحمان (55): 46.
2. الكشاف، ج 4، ص 451؛ تفسير البيضاوي، ج 2، ص 455.
159
* قوله (عليه السلام): فكانت وكانت [ص 233 ح 1] أي فكان من أمرها كذا وكذا.
حاشية أخرى: لعله أراد به أنه لبسها، ففعلت كما في الحديث الآتي.
قوله (عليه السلام): إن السلاح مدفوع عنه إلخ [ص 234 ح 2]
لا يتوهم أن الجملة الثانية، أعني " لو وضع " إلخ، بيان للمراد من الأولى، أعني
قوله: " مدفوع عنه "، بل هما صفتان من أوصاف الدرع كل واحدة منهما صفة له
برأسها، فالأولى أنه مدفوع عنه، أي لا يصيبه ما يؤذيه أو يوجب نقصا به كما
سيصرح به في الحديث الآتي، والأخرى أنه من خواص الأئمة (عليهم السلام) فمن وضع عنده
لابد وأن يكون إماما معصوما مفترض الطاعة.
* قوله (عليه السلام): إلى من يلوى [ص 234 ح 2]
هو صاحب الأمر (عليه السلام).
* قوله (عليه السلام): له الحنك [ص 234 ح 2]
كان المراد بالحنك العنق من باب مجاز المجاورة، وليها كناية عن الغلبة في
الخصومة، يقال: فلان لوى أعناق الرجال في خصومته، والتشديد للكثرة والمبالغة.
* قوله (عليه السلام): يدا [ص 234 ح 2] أي قدرة.
* قوله (عليه السلام): ورحلا [ص 234 ح 3]
الرحل - بالمهملة - المنزل، وفي قوله (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ترك رحلا وورثه
علي بن أبي طالب، تعريض بأن دفن من دفن هناك غير رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان عن غير
ملك وإجازة المالك غير معلومة فهو غصب.
* قوله: عن محمد بن الحسن [ص 234 ح 5]
كذا وجد، والظاهر الحسين.
قوله: عن أحمد بن أبي عبد الله [ص 234 ح 5]
قيل: " هذه الرواية لا تخلو عن إرسال؛ لأن أحمد بن أبي عبد الله من رجال

160
العسكري والهادي بل ولم يذكر في رجال الرضا (عليه السلام) ". انتهى.
وربما قيل: المراد بأبي الحسن هنا هو الهادي ووصفه بالرضا إما سهو وقع من
الناسخين، أو لأنهم كانوا يطلقون على كل من جاء بعد أبي الحسن الرضا من أولاده
ابن الرضا، فوقع (1) من البين لفظ ابن، فبقي السند هكذا؛ والله أعلم.
* قوله: بنى بالثقفية [ص 235 ح 6] أي أعرس بها.
* قوله: شق له في الجدار [ص 235 ح 6] أي دفن فيه.
* قوله: فنجد البيت [ص 235 ح 6] أي فرش وزين.
* قوله: حذوه [ص 235 ح 6] أي مقابلا للمكان الذي دفن فيه.
* قوله: فكشطه [ص 235 ح 6]
الكشط: رفعك شيئا عن شيء قد غشاه، أي كشط عنه.
قوله: محمد بن الحسن [ص 236 ح 9]
في كثير من النسخ المعتبرة وقع هذا السند هكذا: محمد بن الحسين في الأصل
وجعل الحسن نسخة، والظاهر أنه الصواب، فإن رواية صاحب الكتاب عن
محمد بن الحسين لا تكاد تعهد إلا في مواضع عديدة يحكم بوقوع التحريف فيها.
قوله (صلى الله عليه وآله): سأعطيها [ص 236 ح 9] أي الخلافة، فإن إعطاء التراث من لوازمها، وما
كان عرضه ذلك على العباس إلا لإقامة الحجة عليه، وإن الله سبحانه كان قد أخذ على
قلبه ومنعه من القبول، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعلم أنه لا يقبل ولو علم أنه يقبل أو يقدر
على القبول لما عرض ذلك عليه. والله أعلم.
قوله: ذاك علي ولي [ص 236 ح 9] أي دينك وعداتك علي وميراثك لي.
قوله: فتمنيت من جميع إلخ [ص 236 ح 9] أي ابتهجت من جميع ما ترك بالخاتم



1. أي سقط.
161
ابتهاج المتمني للشيء بعد حصوله، وإلا فتمني الحاصل لا يليق بالعاقل.
* قوله: فجيء بشقة [ص 236 ح 9]
كأنها شقة ذات لونين، فإنهم يقولون لكل شيء اجتمع فيه سواد وبياض: أبرق.
قوله (صلى الله عليه وآله): مكان المنطقة [ص 237 ح 9]
يدل على أن المراد بالاستذفار هنا هو شد الوسط، فإن المنطقة ما يشد به
الوسط.
* قوله: مخصوف [ص 237 ح 9]
خصف النعل: طباق قطه [كذا] جلد عليه وخرزه.
* قوله: والقميصين [ص 237 ح 9] أي ودعا بالقميصين.
قوله: والدلدل [ص 237 ح 9]
" الدلدل ": حسن الحديث والهيئة قاله صاحب الغريبين (1)، فيمكن أن يكون جعل
الدلدل لقبا لبغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لحسن هيئتها.
قوله: والناقتين: العضباء والقصواء [ص 237 ح 9]
ناقة عضباء مشقوقة الأذن، وأما ناقة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فكانت تسمى العضباء وإنما
كان ذلك لقبا لها، ولم تكن مشقوقة الأذن، كذا في الصحاح، وكذا قال في القصواء،
فإن القصو قطع الأذن، ولم تكن مقطوعة الأذن. (2)
* قوله (عليه السلام): وهو الذي كان يقول إلخ [ص 237 ح 9]
نقل جمع من المفسرين منهم علي بن إبراهيم وجمع من أرباب السير أنه
صلوات الله عليه في يوم بدر حين أقبلت قريش يقدمها إبليس بالراية، قال: يا رب إن



1. الغريبين، ج 2، ص 648. (دلل)
2. الصحاح، ج 1، ص 184 (عضب) وج 4، ص 2463 (قصو).
162
تهلك هذه العصابة لم تعبد في الأرض، ثم أصابه الغشي وسري عنه وهو يسلت
العرق عن وجهه ويقول: هذا جبرئيل أتاكم في ألف من الملائكة مردفين [فنظرنا].
فإذا بسحابة فيها برق قد وقعت عليهم وسمعوا قعقعة السلاح من الجو وقائل يقول:
أقدم حيزوم، أقدم حيزوم، (1) فقوله (عليه السلام) في الحديث: " وهو الذي كان يقول: أقدم
حيزوم "، إشارة إلى ما قلناه أنه كان من خيل الملائكة ثم انتقل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قوله: أقدم يا حيزوم (2) [ص 237 ح 9]
قال في القاموس: " حيزوم فرس جبرئيل (عليه السلام) ". (3) وقال في الصحاح: " اسم فرس
من خيل الملائكة " (4). ولا منافاة بينه وما هنا، فإنه يمكن أن يكون من خيل الملائكة
وقد كان في يوم بدر راكبا له جبرئيل وبعد ذلك صار إلى الرسول صلوات الله عليه.
ويمكن أن يكون هو الفرس الذي كان الحسين (عليه السلام) يوم كربلاء راكبا له وبعد استشهاده
غاب في الفرات، وسيجئ صاحب الأمر صلوات الله عليه راكبا له.
* قوله: عفير [ص 237 ح 9] كزبير.
* قوله: بني خطمة [ص 237 ح 9]
وهم من الأنصار بنو عبد الله بن مالك بن أوس.
باب فيه ذكر الصحيفة [والجفر والجامعة ومصحف فاطمة (عليها السلام)]
قوله (عليه السلام): إنه علم (5) وما هو بذاك [ص 239 ح 1]
أي هو علم وليس بذلك العلم الذي يوجب مدحا لمثل علي (عليه السلام)، فإنه أدنى



1. تفسير القمي، ج 1، ص 266، في تفسير الآية 49 من سورة الأنفال.
2. في الكافي المطبوع من دون لفظة: " يا ".
3. القاموس المحيط، ج 4، ص 133، (حزم).
4. الصحاح، ج 4، ص 1898، (حزم).
5. في الكافي المطبوع: " لعلم ".
163
مراتب علمه وعلم أمثاله صلوات الله عليه.
قوله: فغمزني بيده [ص 239 ح 1]
ليس المراد بالغمز الإشارة باليد هنا، فإن أبا بصير كان مكفوفا، ولهذا سأله (عليه السلام)
حين دخل: هل في البيت أحد أم لا؟ بل المراد به الاعتماد، فكأنه (عليه السلام) لما ضرب بيده
إليه اعتمد على بعض أعضاء بدنه وقال: " حتى أرش هذا، قاله كأنه مغضب ".
* قوله (عليه السلام): من أدم [ص 239 ح 1]
الأديم: الجلد أو أحمره أو مدبوغه، والجمع أدم.
* قوله (عليه السلام): فشكت [ص 240 ح 2]
كان الشكاية من مخافة الفوات من الحفظ.
* قوله (عليه السلام): الجفر الأبيض [ص 240 ح 3]
هو وعاء فيه هذه الأشياء كما مر.
* قوله (عليه السلام): الجفر الأحمر [ص 240 ح 3]
كأنه وعاء من أدم فيه السلاح، أي سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ويفتحه صاحب
السيف، أي صاحب الأمر (عليه السلام).
* قوله (عليه السلام): يذكرونه [ص 241 ح 4] يعني المخالفين أو بني الحسن.
* قوله (عليه السلام): فليخرجوا قضايا علي [ص 241 ح 4]
فإنهما مخالفان في الأكثر لما هم عليه.
* قوله (عليه السلام): صادقين [ص 241 ح 4] في دعوى متابعته (عليه السلام).
* قوله (عليه السلام): عن الخالات والعمات [ص 241 ح 4]
فإن حكمهم فيهن مخالف لحكمه (عليه السلام) فيهن جزما، فإنهم يجعلون العمة وكذا
الخال والخالة من ذوى الأرحام الذي (1) مرتبتهم بعد مرتبة العصبة، ويجعلون العم من



1. كذا ولعل الصواب: " الذين ".
164
العصبة ويقولون: كون العم من العصبة لا يوجب كون أخته منها.
* قوله (عليه السلام): فإن فيه وصية فاطمة [ص 241 ح 4]
بأن تدفن ليلا لئلا يحضر الصلاة عليها الأول وصاحبه.
* قوله: مثل فخذ الفالج [ص 241 ح 5]
الجمل التركي ذو السنامين.
* قوله: بمحمد بن عبد الله [ص 242 ح 7]
هو محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي ابن أبي طالب. الملقب
بالنفس الزكية قتله المنصور وهو من أئمة الزيدية. (1)
باب في شأن [إنا أنزلناه في ليلة القدر وتفسيره]
قوله (عليه السلام): معتجر [ص 242 ح 1]: الاعتجار هو أن يلف العمامة على رأسه ويمد
طرفها على وجهه ولا يعمل شيئا تحت ذقنه. (2)
قوله (عليه السلام): قد قبض له [ص 242 ح 1] أي قبض له الطريق، يقال: فلان قبض الطريق
لفلان وعليه، إذا تعرض له في الطريق لأمر يريده به أو منه، هذا إن قرأته بالباء
الموحدة من تحت بين القاف والضاد المعجمتين على أنه فعل ماض من القبض.
وقد صحح في بعض النسخ بالياء المثناة من تحت بينهما (3) والفعل مبني للمفعول
بمعنى قدر، والأول أوجه.
* قوله (عليه السلام): كل ذلك أشاء [ص 243 ح 1]



1. في هامش النسخة: " نقله (قدس سره) من الرجال ".
2. في هامش النسخة نقله من نهاية ابن الأثير [ج 3، ص 185] ويجيء الإشارة منه (قدس سره) إليه [ص 214 عند
قوله: ففتح عجيرته].
3. كما في الكافي المطبوع.
165
الأنسب لسياق الكلام: قلت: كل ذلك أشاء، وكأنه كان قال: قال: كل ذلك أشاء
فحذف أحد الفعلين لظن التكرار.
* قوله (عليه السلام): ففتح الرجل عجيرته [ص 243 ح 1] أي رفع ما كان أرخاه على وجهه
للاعتجار على ما فسره به ابن الأثير كما مر (1).
* قوله (عليه السلام): محدثون [ص 243 ح 1] أي ملهمون.
* قوله (عليه السلام): يفد إلى الله جل جلاله [ص 243 ح 1] أي يجار إليه بالمسألة، من فد يفد،
إذا أعلى صوته.
* قوله (عليه السلام): بسيوف آل داود [ص 244 ح 1] أي بسيوف داودية.
* قوله (عليه السلام): فلجوا [ص 244 ح 1]
الفلج: الظفر والفوز.
قوله (عليه السلام): فمن حكم بحكم الله فيه اختلاف [ص 245 ح 1]
ليس الظرفية حالا من المضاف؛ إذ جواز مجيء الحال منه مشروط بشروط غير
حاصلة هنا، بل هي صفة، والمعنى من حكم بحكم الله الكائن فيه اختلاف إلخ،
وتقدير متعلق الظرف معرفة له نظائر، وتحقيقه في حاشية المحقق الشريف على
المطول في أوائلها.
قوله (عليه السلام): في أبي فلان [ص 246 ح 1]
صريح في أن المراد أبو بكر، وقوله: " واحدة مقدمة "، أي على فوت الرسول (عليه السلام)،
" وواحدة مؤخرة "، أي الوصاية إليه بالخلافة مقدمة والفتنة مؤخرة والآية الكريمة
هكذا (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتب من قبل أن نبرأها إن ذلك
على الله يسير * لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم



1. مر في ص 165 عند قوله: " معتجر ".
166
والله لا يحب كل مختال فخور) (1) وتفسيرها على ما في الحديث أن ما [أصاب] من مصيبة في الأرض نحو
الحدب وآفات الزروع والثمار، ولا في أنفسكم كالمرض والموت، إلا في كتاب، أي
اللوح، من قبل أن نبرأها، أي المصائب أو الأنفس، إن ذلك، [أي] إن تقدير ذلك
وإثباته في اللوح، على الله يسير، ثم علل ذلك وبين الحكمة فيه فقال: لكيلا تأسوا،
يعني أبا بكر وأصحابه، على ما فاتكم مما خص به علي بن أبي طالب من الوصاية إليه
بالخلافة، ولا تفرحوا بما آتاكم من الفتنة، فإن ذلك لم يكن لكرامة بكم على الله، بل
هو استدراج وابتلاء.
فإذا علمتم ذلك فاللائق بكم الحزن هنا والفرح هناك؛ والله أعلم.
قوله (عليه السلام): حتى اغرورقت عيناه دموعا [ص 247 ح 2]
قال في القاموس: " اغرورقت عيناه: دمعتا كأنهما غرقتا في دمعهما ". (2) وهذا يدل
على أنه يشير إلى أن مثل هذا التركيب ينبغي أن يجعل فيه دموعا منصوبا بنزع
الخافض وليس بذلك، والأحسن حمل دموعا على أنه مفعول له على أن دموعا
جمع دمع مصدر دمعت العين دمعا، لا على أنه اسم للماء الجاري من العين.
* قوله (عليه السلام): فقلت له الخ [ص 247 ح 2]
فإن تمام الآية: (تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي
كنتم توعدون) (3).
* قوله (عليه السلام): أنشدك الله [ص 247 ح 2] أي أسألك به.
* قوله (عليه السلام): أصابعه [247 ح 2]
بدل البعض من الكل.



1. الحديد (57): 22 - 23.
2. القاموس المحيط، ج 3، ص 393 (غرق).
3. فصلت (41): 30.
167
* قوله (عليه السلام): أقول لهذا القاطع إلخ [ص 247 ح 2] أي أقول لهذا كذا، وأقول لهذا كذا
ليتفقا على واحدة منهما.
* قوله (عليه السلام): وابعث به إلخ [ص 247 ح 2]
للشهادة على الصلح أو أخذ الدية.
* قوله (عليه السلام): فأدخلك [ص 247 ح 2] أي فقد أدخلك.
* قوله (عليه السلام): يوم جحدتها علي بن أبي طالب [ص 247 ح 2]
يشير بهذا إلى ما سيأتي من قوله لعلي (عليه السلام): " لا أراها كانت إلا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ".
قوله (عليه السلام): قال: فلذلك عمي بصري [ص 247 ح 2]
من قول ابن عباس، والمعنى على الاستفهام الإنكاري، وقوله: " قال: وما
علمك "، بدل من قال الأولى، والخطاب لأبي جعفر (عليه السلام)، والمعنى قال ابن عباس
منكرا لذلك: " فلذلك عمي بصري ". " وما علمك بذلك "، أي وما علمك بسبب عمي
بصري، " فو الله إن عمي بصري إلا من صفقة جناح الملك "، كان المناسب أن يقال:
إن عمي بصري إلا من صفقة جناح الملك؛ ولكن لما كان أبو جعفر (عليه السلام) حاكيا له عنه
جاز إرجاع الضمير إليه على سبيل الغيبة.
* قوله (عليه السلام): لسخافة عقله [ص 247 ح 2] أي قلته.
* قوله (عليه السلام): فتبدا [ص 247 ح 2] أي ظهر.
* قوله (عليه السلام): الذي يحدثه [ص 247 ح 2] أي يحدث علي بن أبي طالب، فإن لكل إمام
ملك (1) يحدثه، ولذلك كانوا محدثين؛ ولكن لا يرون الملك كما مر في بابه.
قوله: وبهذا الإسناد [ص 248 ح 3]
كان الإشارة إلى الإسناد الذي في أول الباب، وإلا فالإسناد الذي قبل هذا فظاهره



1. كذا في النسخة، ولعل الصواب: " ملكا ".
168
أنه مرسل، إلا أن يكون المراد " وعن أبي عبد الله " على سبيل العطف على أبي جعفر
الثاني (عليه السلام)، فتصير أحاديث هذا الباب كلها إلى آخر الباب بسند واحد.
* قوله: ليس فيها ليلة القدر [ص 248 ح 4]
قال علي بن إبراهيم في تفسيره: " خير من ألف شهر يملكه بنو أمية ليس فيها
ليلة القدر ". (1)
قوله: ثم قال: في بعض إلخ [ص 248 ح 4]
أي أبو عبد الله (عليه السلام) فهو معطوف على " قال: كان علي بن الحسين "، أي قال ذاك
" وقال " من عند نفسه " في كتابه "، أي الله سبحانه: " (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا
منكم خاصة) (2) في إنا أنزلناه " ظاهره أنهم ظلموا في إنا أنزلناه، أي في حملها على غير
معناها من أن ليلة القدر في كل سنة، وأنه تنزل في تلك الليلة أمر السنة، وأن لذلك
الأمر ولاة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنهم علي (عليه السلام) وأحد عشر من صلبه أئمة محدثون، فمن
حملها غير هذا فقد صرفها عن معناها، ومن صرفها عن معناها فقد ظلم في ذلك،
فأوصى سبحانه باتقاء هذه الفتنة، فإن ضررها لا يعود على الظالمين فقط، بل يعود
على الظالم بما يهيأ له من العقاب الأبدي والعذاب السرمدي، وعلى المظلوم بمنعه
من حقه، وعلى غيرهما من الرعية بتفويت التعبد وأخذ الأحكام عن يقين، وهذا كله
إنما هو بسبب ذلك الظلم، وإنما قال صلوات الله عليه بعد تفسير الآية: " فهذه فتنة
أصابتهم خاصة، وبها ارتدوا على أعقابهم "؛ لأن الإصابة الحقيقية والضرر الحقيقي
هو الضرر الأخروي، وأما ضرر الدنيا فهو نفع في الحقيقة؛ لأنه باعث على زيادة
الثواب، ولهذا لم يعد ما أصاب غير الظالمين منه؛ والله أعلم.
قوله (عليه السلام): كان علي (عليه السلام) كثيرا ما يقول: ما اجتمع العدوي والتيمي إلخ [ص 249 ح 5]



1. تفسير القمي، ج 2، ص 431.
2. الأنفال (8): 25.
169
أكثر نسخ الكتاب كما هنا بإدخال " ما " النافية على " اجتمع "، وهذا يقتضي أن
يكون لفظة " إلا " ساقطة قبل قوله: " فيقولان "، والمعنى ما اجتمعا إلا ويقولان كذا
وكذا. وفي بعض النسخ: " كان علي (عليه السلام) كثيرا يقول: اجتمع العدوي والتيمي " إلخ،
فالظاهر هذا أصح؛ والله أعلم.
* حاشية أخرى: وفي بعض النسخ: " يقول كثيرا ما: اجتمع ".
قوله (عليه السلام): فيقولان إلخ [ص 249 ح 5]
اعلم أن التزام حكاية قولهما للرسول (عليه السلام) وحكاية قوله لهما بلفظ المضارع يدل
على صحة نسخة الكتاب كما عليه أكثر النسخ من إدخال " ما " النافية على " اجتمع "،
ويكون في الحديث إسقاط لفظة " إلا " قبل قوله: فيقولان، كما أشرنا إليه؛ لأن لفظ
المضارع يدل على الاستمرار والتجدد وهو يقتضي الكثرة، وقوله: ما اجتمعا إلا قالا،
صريح أيضا في الدلالة على كثرة الاجتماع والقول بخلاف تلك النسخة الأخرى،
وهي: كان كثيرا ما يقول، فإنها لا تدل إلا على كثرة قول علي (عليه السلام) لا على كثرة الاجتماع
وكثرة قول الرسول (عليه السلام) لهما وكثرة قولهما له، إلا أنها سالمة عن الحذف؛ والله أعلم.
قوله (عليه السلام): فإن كانا ليعرفان تلك الليلة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) من شدة ما تداخلهما (1) من الرعب
[ص 249 ح 5]
" إن " هي المخففة من الثقيلة المكسورة، واللام في " ليعرفان " هي الفارقة بين
المخففة والنافية، و " من " للتعليل، وإذا خففت " إن " وجب تقدير اسمها، فالمعنى:
أنهما، يعني التيمي والعدوي، " كانا ليعرفان تلك الليلة "، أي ليلة القدر، يعني صاحبها
الذي تنزل عليه الملائكة والروح بالأمر فيها " بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) "، أي لم ينسياه ولم
يذهب عنهما ما قال لهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) في شأنه ل‍ " شدة ما تداخلهما " وقت مكالمة
الرسول (صلى الله عليه وآله) لهما " من الرعب "، وذلك خوفا من أن يحدث صلوات الله عليه غيرهما



1. في الكافي المطبوع: " يداخلهما ".
170
بما حدثهما به فيفوت غرضهما، وما كانا قد أضمراه لعلي (عليه السلام)، ومما شاهداه من الأمر
العجيب، وهو كتبه: تنزل الملائكة والروح فيها [بإذن ربهم] من كل أمر، على التراب
من غير كاتب يريانه؛ إذ لم يكن الرسول (عليه السلام) هو الكاتب؛ إذ لم يكن صاحب خط،
ومن أخذه (عليه السلام) برأس علي (عليه السلام)، ومن قوله لهما: " إن لم تدريا فادريا " فإنه كالتهديد،
ومن هيبته صلوات الله عليه، وإذا تداخلهما مثل هذا الخوف الشديد في شأن أمر
فالعادة قاضية بعدم غروب مثله عن الخاطر، فهما كانا عالمين بذلك، وإنما حملهما
على الجحود الحسد وحب الرياسة، ففي الكلام إشارة إلى أنه (عليه السلام) كما أخذ العهد على
الناس عاما يوم الغدير، أخذه عليهما خاصا.
* قوله (عليه السلام): تفلجوا [ص 249 ح 6]
فلج أصحابه وعلى أصحابه: غلبهم.
قوله (عليه السلام): لسيدة دينكم [ص 249 ح 6]
السيد الذي يفوق قومه في الخير، فكان المراد أنها لسيدة دلائل دينكم القرآنية،
وخيرية الدليل ظهور الغلبة به على الخصم، فحيث كان ظهور الغلبة بها على الخصم
أشد جعلت سيدة الدلائل، ومن تأمل هذه الأحاديث الواردة في هذا الباب من أول
الباب إلى آخره ظهر عليه ظهور دلالتها على حقية مذهب الإمامية، فليلحظ.
قوله (عليه السلام): خاصموا ب‍ " حم " الخ [ص 249 ح 6]
تتمة الآية: (فيها يفرق كل أمر حكيم * أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين) (1) قال علي بن
إبراهيم في تفسيره: " هي ليلة القدر، أنزل القرآن فيها إلى البيت المعمور جملة
واحدة، ثم نزل من البيت المعمور على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في طول عشرين سنة، " فيها
يفرق " كل أمر في ليلة القدر " كل أمر حكيم "، أي يقدر الله كل أمر من الحق



1. الدخان (44): 4 - 5.
171
والباطل وما يكون في تلك السنة، وله فيه البداء والمشيئة يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء من
الآجال والأرزاق والبلايا والأعراض والأمراض، ويزيد فيها ما يشاء وينقص ما
يشاء، ويلقيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه، ويلقيه أمير
المؤمنين (عليه السلام) إلى الأئمة (عليهم السلام) حتى ينتهي ذلك إلى صاحب الزمان صلوات الله عليه،
ويشترط له في البداء (1) والمشيئة والتقديم والتأخير " انتهى (2).
فما في الحديث من الأمر بالمخاصمة بها إشارة إلى هذا.
قوله (عليه السلام): يا معشر الشيعة، يقول الله تبارك وتعالى (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير) (3)
[ص 249 ح 6]
اعلم أنه (عليه السلام) هداهم إلى ثلاث طرق من طرق الاستدلال على وجود حجة من الله
سبحانه على عباده بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال في الثالث: وإن من أمة إلا خلا فيها نذير،
فكأنه قال: وهذه أمة فما بالها بغير نذير؟ فقيل له: نذيرها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال
أبو جعفر (عليه السلام) لذلك القائل على طريقة الاستفهام التقريري: " فهل كان نذير وهو حي
من البعثة "، أي من ابتداء بعثته (عليه السلام) إلى حين انقضاء أجله " في أقطار الأرض "، أي لم
يكن، والغرض منه أنه إنما كان نذير هذه الأمة وكانت مستغنية به حيث كان حيا؛
ولهذا لم يكن نذير سواه في هذه الأمة وهو حي، أما بعده فلا استغناء به عن النذير،
وحيث رأى صلوات الله عليه السائل متطلعا إلى استعلام أنه كيف يكون نذير بعد
رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع أنه خاتم الرسل قال له: " أرأيت بعيثه "، أي بعيث رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أي
مبعوثه، " أليس " هو " نذيره " إلى الأمة بعده " كما أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بعثته من الله عز
وجل نذير " بعد من مضى من النذر. " قال " السائل: " بلى، قال " أبو جعفر (عليه السلام):



1. في المصدر: " ويشترط له ما فيه البداء ".
2. تفسير القمي، ج 2، ص 290.
3. فاطر (35): 24.
172
" فكذلك "، أي فكما أن الله سبحانه لم يخل الأرض من حجة نذير بعد من مضى من
النذر قبل محمد (صلى الله عليه وآله) حتى أرسله إلى الخلق حجة بعدهم كذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) " لم
يمت إلا وله بعيث نذير بعده ". وباقي الحديث ظاهر.
* قوله: لا تحتمله العامة [ص 250 ح 6] أي الكل.
* قوله (عليه السلام): إبان أجله [ص 250 ح 6] أي وقته.
قوله: ينبغي لصاحب إلخ [ص 250 ح 6]
استفهام، أي هل يجوز؟ فأجابه بأن عليا كتم مع رسول الله حتى ظهر أمر
الرسول (صلى الله عليه وآله) ف‍ " مع رسول الله " ظرف ل‍ " كتم " لا ل‍ " أسلم "، وضمير " حتى ظهر أمره "
عائد على رسول الله (صلى الله عليه وآله).
* قوله (عليه السلام): علمه [ص 250 ح 7] أي قضاؤه بأنه لا يقوم أحد منهم إلا أن يكون
عليهم حجة بما يأتيهم في تلك الليلة مع الحجة الآتي بها جبرئيل (عليه السلام) في غيرها.
* قوله (عليه السلام): ينزل ذلك [ص 250 ح 7] أي الحجة، وتذكير اسم الإشارة باعتبار ما مر،
وله نظائر في كلامهم.
* قوله (عليه السلام): ووضع [ص 250 ح 7] أي ذلك الإتيان.
* قوله (عليه السلام): إن كان [ص 250 ح 7] هي المخففة.
* قوله (عليه السلام): كما استخلف [ص 251 ح 7]
فيه التفات، ويمكن بناؤه للمجهول.
قوله (عليه السلام): وإن الله عز وجل ليدفع بالمؤمنين بها إلخ [ص 251 ح 7]
الباء في " بها " صلة " المؤمنين " وفي " بالمؤمنين " صلة " يدفع "، و " عن
الجاحدين " متعلق ب‍ " يدفع " واللام في " لها " للتقوية متعلق ب‍ " الجاحدين " وكذلك
في الدنيا، واللام في " لكمال عذاب الآخرة " متعلق: ب‍ " يدفع "، وفي " لمن علم "
ب‍ " كمال ".

173
وما يدفع بالمجاهدين عن القاعدين " ما " فيه موصول هو مفعول " يدفع "
والتقدير: إن الله عز وجل يدفع بمن آمن ب‍ " إنا أنزلناه في ليلة القدر " عمن جحد بها
في الدنيا لأجل أن يكمل عذابه في الآخرة لمن علم أنه لا يتوب من المجاحدين،
فإنه إذا لم يدفع عنهم وابتلاهم في الدنيا ربما حصل لهم أجر، فلا يكمل عذابهم
ما يدفعه بالمجاهدين عن القاعدين.
قوله (عليه السلام): والجوار [ص 251 ح 7]
الجوار بالكسر إعطاء الأمان، وكان المراد به في الحديث هداية الضال وإرشاد
الحائر إلى السبيل المستقيم، فإنه أعظم الجهاد في الله في زمن استيلاء أئمة الجور
وقادة الضلال، وهو المشار إليه بقوله: " في هذا الزمان "، ويكون استعمال لفظ الجوار
في تلك الهداية من باب الاستعارة المصرحة، فإنه شبه الهداية بالجوار في أن كل
واحد منهما سبب للسلامة، ثم استعمل المشبه به وهو الجوار في المشبه وهو
الهداية، فجاءت الاستعارة. وأما وجه إطلاق لفظ الجهاد عليه فظاهر.
* قوله: يأتونهم [ص 251 ح 8] أي أ يأتونهم.
* قوله (عليه السلام): مالي ولك [ص 251 ح 8]
إنما قال له هذا لعلمه (عليه السلام) أن سؤاله سينتهي إلى ما لا يحل لهم (عليهم السلام) الجواب عنه كما
سيأتي.
قوله (عليه السلام): كما كان [ص 252 ح 8] أي الأمر.
قوله: أو ما كان في الجمل تفسير [ص 252 ح 8]
أي أو ما كان للجمل تفسير فلم لم تفسر تلك الجمل، فقال (عليه السلام): بلى قد كان لها
تفسير، ولكن ذلك التفسير قد قدر أنه إنما يأتي بالأمر من الله تبارك وتعالى في ليالي
القدر، إلى آخر الحديث.
* قوله (عليه السلام): يعلمون فيه [ص 252 ح 8] أي في ذلك الأمر.

174
* قوله (عليه السلام): لجملة العلم وتفسيره [ص 252 ح 8] أي ما أجمل منه وما فسر.
* قوله (عليه السلام): الأمر واليسر إلخ [ص 252 ح 8]
المراد باليسر إطلاق العمل لهم بما كانوا قد علموه من قبل.
* قوله (عليه السلام): لم يمت نبي إلخ [ص 252 ح 8]
والكل أوصياء النبي فكلهم يعلمون علمه من غير تفاوت في العلم.
* قوله (عليه السلام): لما ترون [ص 252 ح 9]
" ما " موصولة واللام جواب قسم محذوف.
* قوله (عليه السلام): وأرواحهم [ص 253 ح 9] أي على أهل الضلالة وأرواحهم.
قوله (عليه السلام): صدقت افهم عني إلخ [ص 253 ح 9]
هذا أخذ في نوع آخر من الكلام وليس تحقيقا للكلام السابق من كون الشياطين
أكثر من الملائكة وإثباتا له، فإنه لما قال له السائل: إني لو حدثت بعض الشيعة به
أنكره، صدقه على ذلك ثم طوى عنه كشحا وأخذ في نوع آخر من هذا الباب.
قوله: أو قال: قيض الله عز وجل [ص 253 ح 9]
الترديد بين فيهبط وقيض، شك الراوي فما يدري أجعل جواب إذا في " إذا أتت
ليلة القدر " فيهبط أو قيض بمعنى سبب وقدر، إلا أن الكلام على التقدير الأول
لا يرتبط آخره بأوله فيتعين الشق الثاني للجواب (1).
* قوله (عليه السلام): فلو سأل [ص 253 ح 9] يعني ولي الضلالة.
قوله (عليه السلام): لقال [ص 253 ح 9] أي لقال ولي الأمر لولي الضلالة عند سؤاله إياه.
* قوله (عليه السلام): إلى الخليقة (2) الذي هو عليها [ص 253 ح 9] أي الخليقة الذي ذلك الفاسق
وال عليها.



1. في هامش النسخة: أي جواب إذا " بخطه ".
2. في الكافي المطبوع: " الخليفة ".
175
قوله (عليه السلام): ليس ينزل إلى أحد [ص 253 ح 9] أي ينزل ولكن لا إلى أحد.
قوله (عليه السلام): وإن قالوا سيقولون (1) [ص 253 ح 9]
" سيقولون " جملة معترضة بين القول ومقوله للتأكيد نظير قوله تعالى: (فإن لم
تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار) (2) ومثل هذا ينبغي أن يكون بالواو كالآية الكريمة، وفي
بعض نسخ الكتاب: " فسيقولون " بالفاء، وكان الواو سقط من قلم الناسخين؛ والله
أعلم.
* قوله (عليه السلام): ليس هذا بشيء [ص 253 ح 9] أي تنزيل الملائكة في ليلة القدر، وسبب
ضلالهم ردهم صريح القرآن
باب أن الأئمة (عليهم السلام) يعلمون [جميع العلوم....]
* قوله (عليه السلام): فإذا بدا لله [ص 255 ح 1] أي فإذا قضى الله وحتم ما كان قد قدر في علمه
المكنون مما له فيه البداء أعلمنا ذلك، فلا بداء حينئذ، فإنه كائن لا محالة.
* قوله (عليه السلام): علم مبذول وعلم مكفوف [ص 255 ح 3]
كذا جاءت الرواية والصحيح علما مبذولا وعلما مكفوفا، وكذا الحديث الذي
بعده.
قوله (عليه السلام): إذا خرج نفذ [ص 256 ح 3] أي وقع وحصل في الأعيان الخارجية، والمراد
بالعلم المعلوم، والمراد بخروجه تعليمه الملائكة والرسل وأوصياءهم (عليهم السلام)، فمعلوم
استأثر به يقدم منه ما يشاء ويؤخر ما يشاء ويثبت منه ما شاء ويمحو ما يشاء فيقع فيه
البداء، ومعلوم خرج للملائكة والأنبياء والأوصياء مصون عن ذلك، فإذا خرج إليهم
العلم الذي استأثر به نفذ، وهذا المضمون [ورد] في أحاديث شتى؛ والله أعلم.



1. في الكافي المطبوع: " وسيقولون ".
2. البقرة (2): 24.
176
باب نادر فيه ذكر الغيب
قوله (عليه السلام): ما أكثر هذا أن ينسبه الله عز وجل إلى العلم الذي أخبرك به [ص 257 ح 3]
" ما " نافية، و " أكثر " فعل ماض فاعله " أن ينسبه الله عز وجل "، والمعنى لم يجعل
هذا العلم كثيرا نسبه الله سبحانه له إلى ما أخبرك به من العلم، والغرض منه تصديق
قول سدير في تعجبه من قلة ذلك العلم، لا الرد عليه كما قد يسبق إلى الفهم.
باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون أنهم (1) إلخ
قوله: [قوله] لما سمع صياح الإوز [ص 259 ح 4]
مبتدأ، " وقول أم كلثوم: لو صليت الليلة " ولفظ " كثر دخوله وخروجه " معطوفان
عليه، والخبر محذوف، تقدير الكلام: قلت للرضا (عليه السلام): أمير المؤمنين (عليه السلام) قد عرف قاتله
والليلة التي يقتل فيها والموضع الذي يقتل فيه. وقوله: " صياح الإوز " إلخ يدل عليه.
قوله: كأن هذا مما لم يحن تعرضه إلخ [ص 259 ح 4]
كأن من الحروف المشبهة تستعمل في مقام الشك للاستعلام كثيرا، وقوله: " لم
يحن " فعل مضارع من حان يحين، إذا قرب وحضر، وفي بعض النسخ: " لم يجز "
من الجواز بمعنى الإباحة، وفي بعضها: " لم يحل " من الحل نقيض الحرمة، والمآل
في الكل واحد، والغرض من هذا السؤال اطمينان نفس السائل بما عندها من العلم،
فإنه لما كان عالما منهم صلوات الله عليهم بأنهم لا يفعلون شيئا ولم يفعلوا إلا بعهد
من الله سبحانه لا يتجاوزونه كما سيأتي في باب على حدة، أراد بالسؤال عن إمساك أمير
المؤمنين (عليه السلام) عن التحرز تلك الليلة لم يكن إلا لأمر من الله سبحانه تأكيدا لما عنده من
العلم واطمئنانا لنفسه بما قد علمه من غير الرضا (عليه السلام) فقال في السؤال: " كأن هذا " أي



1. فوقه في النسخة: " نسخة ".
177
ما علمه أمير المؤمنين (عليه السلام) من أن ابن ملجم قاتله " مما لم يحن "، أي يحضر وقت
" تعرضه "، أي التحرز منه، فإن التعرض للعلم بوقوع مكروه لا معنى إلا التحرز منه،
فقد استعمل " يحن " التي هي للدلالة على زمن الجواز فيه من باب واسأل القرية،
فأجابه (عليه السلام) بأن " ذلك "، أي علمه بقتله في تلك الليلة " كان؛ ولكنه حين "، أي وقت
وقرر فيما أمره الله به، " في تلك الليلة "، فما كان يجوز له التحرز " لتمضي مقادير الله "
فيه، وليس في هذا إعانة على إهلاك نفسه إنما يكون الإعانة حيث لا يكون مأمورا
بعدم التحرز وقد كان.
ومما هو صريح في هذا ما رواه الصدوق (رضي الله عنه) في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) من أنه لما
نقل الكاظم (عليه السلام) من دار الفضل بن الربيع إلى الفضل بن يحيى البرمكي قدمت إليه
مائدة من الفضل بن يحيى في الليلة الرابعة، فرفع يده إلى السماء وقال: " يا رب إنك
تعلم أني لو أكلت قبل هذا اليوم كنت قد أعنت على نفسي " فأكل فمرض ثم توفي (عليه السلام). (1)
فإن قلت: فعلى هذا ينبغي أن لا يكون القاتل مأثوما.
قلت: إنما يكون ذلك أن لو لم يكن القتل منهيا عنه وقد كان، ومثل هذا واقع في
شريعة الإسلام، مثل رجل ادعى زوجية امرأة فأنكرت هي، فإنه مأمور بالوطء
والنفقة مع أمرها بالامتناع من إطاعته حتى لو طاوعته لحدت.
فإن قلت: فلأي شيء قاتل الحسين (عليه السلام) ولم يتسلم.
قلت: لأنه كان مأمورا بذلك كما نطقت به الأخبار كما سيأتي في بابه أنه كان
مأمورا بأن يقاتل حتى يقتل.
والحاصل: بعد ثبوت إمامتهم (عليهم السلام) وعصمتهم فاللائق بحال المؤمن السكوت عن
البحث عن العلة في أفعالهم وأقوالهم صلوات الله عليهم.



1. عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج 1، ص 99، باب 8، ح 10.
178
وبعض الناظرين في الكتاب صحح قوله: " حين " ب‍ " حير " من الحيرة وجعله
الظاهر وقال: وعلى هذا يندفع الإشكال الوارد من أن هذا مما يوهم الإعانة على
هلاك النفس، وأيده بقوله تعالى: (أن الله يحول بين المرء وقلبه) (1) قال: وهذا يجري
في دفع التوهم المذكور في قصة جميع الأئمة (عليهم السلام). انتهى. وأنت قد عرفت الاستغناء
عنه بما تقدم؛ والله أعلم.
قوله (عليه السلام): فيها حيتان [ص 260 ح 6]
كان وجود الحيتان في تلك القناة في ذلك الوقت كان من جملة ما نصب له
صلوات الله عليه من الدلائل على وفاته، فلما سأل مسافرا عنه وكان مولاه فأخبره به
قال (عليه السلام): وهنا علامة أخرى، وهي أني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى آخره.
باب أن الأئمة (عليهم السلام) يعلمون علم ما كان وما يكون...
* قوله: عن خمسمائة حرف [ص 262 ح 5] أي مسألة.
باب جهات علوم الأئمة (عليهم السلام)
* قوله (عليه السلام): وراثة [ص 264 ح 2] أي نرثه وراثة.
قوله (عليه السلام): أو ذاك [ص 264 ح 2]
الهمزة للاستفهام الإنكاري، والواو للعطف، وذاك اسم إشارة والمشار إليه هو
العلم السابق الذي أخبر (عليه السلام) أنه موروث، والمعطوف عليه محذوف، والتقدير: ألا
يجتمع هذا العلم الذي هو قذف في القلوب ونكت في الآذان وذاك العلم الأول، أي
يجتمعان، وحذف المعطوف عليه بعد حرف الاستفهام شائع عندهم، مستفيض فيما
بينهم، منه قول الشاعر:



1. الأنفال (8): 24.
179
أو كلما وردت عكاظ قبيلة * بعثوا علي عريفهم يتوسم (1)
حاشية أخرى: والصواب أن يقال: إن " أو " في قوله: " أو ذاك "، ساكنة وإنها " أو "
التي للتقسيم، والتقدير: علمنا هذا الذي زعمت أنه يقذف في القلوب وينكت في
الآذان أو ذاك الذي هو الموروث. وقد جاء في صحيح البخاري في باب آنية
المجوس والميتة نظير لهذا، وهو ما رواه عن سلمة بن الأكوع قال: لما أمسوا يوم فتح
خيبر أوقدوا النيران، قال النبي (صلى الله عليه وسلم): " على ما أوقدتم هذه النيران؟ " قالوا: لحوم الحمر
الإنسية. قال: " أهريقوا ما فيها، وكسروا قدورها " فقام رجل من القوم فقال: نهريق
ما فيها، ونغسلها، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): " أو ذاك " (2) انتهى.
وهذه اللفظة مضبوطة في نسخ البخاري المصححة أو ذاك، أي يفعل بها الذي
قلته أنت من الإهراق والغسل، أو ذاك الذي قلته أنا من الإهراق والتكسير.
واعلم أنها في عبارة الكتاب حيث كانت في الخبر يحتمل التقسيم والإبهام، وأما
في حديث البخاري فهي للتخيير قطعا؛ والله أعلم.
باب أن الأئمة (عليهم السلام) لو ستر عليهم [لأخبروا كل امرئ بما له وعليه]
قوله (عليه السلام): أوكية [ص 264 ح 51]
جمع وكاء - كرداء وأردية وكساء وأكسية - وهو الخيط الذي يشد به رأس
السقاء ونحوه.
قوله (عليه السلام): ممن ذلك إلا منهم (3) [ص 265 ح 2]



1. البيت لطريف بن تميم العنبري كما في الأنساب للسمعاني، ج 1، ص 47، وفي تفسير القرطبي، ج 10،
ص 43، في تفسير الآية 75 من سورة الحجر، وفيهما: " بعثوا إلي ".
2. صحيح البخاري، كتاب الذبائح، باب آنية المجوس، ح 5496 (فتح الباري، ج 9، ص 622).
3. في هامش النسخة: " إلا منه "، مع علامة " صح ".
180
في بعض النسخ: " ممن ذلك الأمر مبهم "، كأنه كان في السؤال تعريض بأن
أصحابك ليس لهم من العلم بالمنايا والبلايا كما كان لأصحاب علي (عليه السلام) كما ينقل عن
ميثم التمار وغيره، فأجابه (عليه السلام) كالمغضب: " ممن ذلك الأمر مبهم " ف‍ " من " فيه للتعليل،
ومن استفهامية، وذلك الأمر هو علم المنايا والبلايا. و " مبهم " اسم مفعول من أبهم
الرجل: أرتج عليه فلم ينطق بشيء، والإسناد فيه من باب المجاز العقلي، والمعنى
لأجل من لا ينطق ذلك الأمر، أي صاحبه، فقال له السائل: أي شيء يمنعك من
النطق جعلت فداك، فأجابه بما أجابه به (عليه السلام). وفي أكثر النسخ هكذا: " ممن ذلك إلا
منهم " بدون لفظ " أمر " والمعنى فيه: ممن ذلك، أي عدم علم أصحابي بالمنايا
والبلايا ليس هو إلا منهم، أي ليس ذلك من جانبي، بل هو من جانبهم، إذ ليس على
أفواههم أوكية، فالمشار إليه مع مرجع الضمير في " منهم " قد مر في عرض السؤال
كما نبهنا عليه. ومما يدل على أن السؤال كان تعريضا بذلك غضبه (عليه السلام) منه. وأيضا
علم الإنسان بوقت المصيبة إذا عرف أنها لابد منها لا يكون سببا في دفعها، فليس
الغرض من السؤال إلا التعريض بما قلناه؛ والله أعلم.
باب التفويض إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) [وإلى الأئمة (عليهم السلام) في أمر الدين]
* قوله (عليه السلام): أن تقولوا [ص 265 ح 1] أي على أن تقولوا.
* قوله: بالواو وشبهه [ص 265 ح 2] أي بحرف واحد.
قوله (عليه السلام): تعد بركعة [ص 266 ح 4]
هكذا جاءت الرواية، والصحيح " تعدان " كما في كتب الفروع، وقوله (عليه السلام): " مكان
الوتر " كأنه مما نصب بنزع الخافض: أن تعدان بركعة لمكان الوتر، أي لأجل الإيتار
في عدة صلاة الفريضة والنافلة، فإنها إحدى وخمسون وهي " وتر " ولا يصح ذلك إلا
بعد الركعتين بركعة.

181
قوله (عليه السلام): فكثير، [ص 267 ح 4]
أي فكثير هو المسكر، أي أنواعه الكثيرة لا الكثير من نوع واحد ليرد أن ما أسكر
كثيره حرم قليله وكثيره، والمراد به ما حرمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) سوى الخمر.
* قوله: وكل مسكر [ص 267 ح 6] سوى الخمر.
* قوله (عليه السلام): عن الحسين بن عبد الرحمن [ص 268 ح 10]
في بعض النسخ الحسن بن عبد الرحمان وكأنه الصواب؛ لوجوده في كتب
الرجال وعدم وجود الحسين، لكن في الرجال صندل الذي يروي عنه الحسن بن
فضال ظم، والحسن بن عبد الرحمان الكوفي ق؛ فتأمل.
باب في أن الأئمة بمن يشبهون [ممن مضى وكراهية القول فيهم بالنبوة]
* قوله: قلت له [269 ح 5] أي من مر منهما، أي لكل واحد منهما (عليهما السلام).
باب أن الأئمة (عليهم السلام) محدثون مفهمون
قوله (عليه السلام): هو والله قول الله عز وجل " وما أرسلنا من (1) قبلك من رسول إلخ " [ص 270 ح 2]
هذه الآية في سورة الحج هكذا (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى
ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آيته والله عليم
حكيم) (2).
وكان تفسيرها بما يوافق هذا الحديث أن الرسول والنبي والمحدث، أعني
الإمام، صلوات الله عليهم كان الواحد منهم إذا أراد معرفة شيء من غير جهة الوحي



1. هذه الكلمة غير واضحة في النسخة وكتب في هامشها: " كذا فيها، من صح، هذا هو الموافق للكتاب
العزيز بخطه ".
2. الحج (22): 52.
182
وسوس إليه الشيطان بضد ذلك أو بخلافه، فينسخه الله ويبطله بتحديثه إياه، أي
إلهامه الصواب وإحكامه ذلك في باله، فمن هنا كانوا يعرفون الأمور العظام التي
يريدون معرفتها.
ووسوسة الشيطان لا تنافي العصمة، إنما ينافيها المعصية وإنما جعلت المعرفة
بها حتى كأنها آلة لها؛ لأنه سبحانه فيها أخبر بأن ما يثبته ويحكمه في قلوبهم من
جهته، لا من جهة الشيطان، فكانت كأنها آلة للمعرفة أو سبب لها.
* قوله: هلك فيها أبو الخطاب [ص 270 ح 2]
قال الشهرستاني في الملل والنحل: " زعم أبو الخطاب أن الأئمة أنبياء ثم آلهة،
وقال بإلهية جعفر الصادق، وإلهية آبائه، وهم أبناء (1) الله وأحباؤه، والإلهية نور في
النبوة، والنبوة نور في الإمامة ولا يخلو العالم من هذه الأنوار.
وزعم أن جعفرا هو الإله في زمانه، وليس هو المحسوس الذي يرونه، ولكنه
لما نزل إلى العالم ليس تلك الصورة ليراه الناس فيها " انتهى (2).
باب فيه ذكر الأرواح التي في الأئمة (عليهم السلام)
* قوله (عليه السلام): إلا روح القدس [ص 272 ح 2] أي لكن روح القدس لا يصيبها الحدثان،
فإنها لا تلهو إلخ.
باب الروح [التي يسدد الله بها الأئمة (عليهم السلام)]
قوله (عليه السلام): خلق أعظم إلخ [ص 273 ح 3]
قال علي بن إبراهيم في تفسيره: " هو ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل، كان مع



1. المثبت من المصدر، وفي النسخة: " أنبياء ".
2. الملل والنحل، ج 1، ص 300.
183
رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو مع الأئمة (عليهم السلام) ".
باب أن الأئمة (عليهم السلام) لم يفعلوا [شيئا ولا يفعلون إلا بعهد...]
* قوله: محمد بن يحيى والحسين بن محمد عن جعفر بن محمد [ص 279 ح 1]
سيأتي في باب في الغيبة: محمد بن يحيى والحسين بن محمد عن جعفر بن
محمد الكوفي (1).
* قوله (عليه السلام): لما حجب العلم. [ص 280 ح 1]
وذلك أنهم كانوا يؤمرون في ليلة القدر، وقد حجبت ليلة القدر في زمن بني
أمية، وهو معنى رفع العلم.
* قوله (عليه السلام): خواتيم من ذهب [ص 280 ح 2]
كأن الذهب كان بمنزلة الشمع الذي يختم به الكيس ونحوه؛ لما سيأتي [في
الحديث 4] من قوله: فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم تمسه النار.
قوله (عليه السلام): نعم والله شيئا شيئا وحرفا حرفا [ص 283 ح 4]
قد اختلفت النسخ في هذا الموضع، ففي بعضها " نعم والله شيء شيء وحرف
حرف " بالرفع، وفي بعضها بالنصب، وهو الأوجه، فإن كلمة " نعم " بمنزلة قولك: كان
توثبهم وخلافهم على أمير المؤمنين (عليه السلام) في الوصية شيئا شيئا وحرفا حرفا، فنصبه
على الحالية من خبر " كان "، وهو كقولك: دخلوا علي رجلا رجلا، أي مترتبين،
والمعنى: قد كان توثبهم وخلافهم على أمير المؤمنين (عليه السلام) في الوصية مترتبا، وهذا
تحقيق لكونه قد كان في الوصية ترتبا كترتبه في الوجود، وفيه دليل واضح على
صحة نبوته (عليه السلام) وإمامة من بعده صلوات الله عليهم أجمعين.



1. في الحديث الأول وفيه: " الحسن بن محمد ".
184
* قوله (عليه السلام): وأخبره [ص 283 الحديث الأخير]
معطوف على " أتاه " وجملة " ينعى إليه نفسه " حال من النبي (عليه السلام).
قوله (عليه السلام): فإذا خرج يكونون أنصاره [ص 284]
في هذا إشارة إلى أن ما بقي من نصرة الحسين (عليه السلام) بالملائكة سيكون في الرجعة
التي هي من أصول الإمامية ومعتقداتهم رضوان الله عليهم أجمعين؛ جعلنا الله فيها من
أنصار أهل بيته آمين رب العالمين.
باب الأمور [التي توجب حجة الإمام (عليه السلام)]
* قوله: المتوثب [ص 284 ح 2]
من الوثوب وهو المتعالي المتطاول لأخذ شيء لا تصل إليه إلا بالوثوب، وهو
الظفر.
* قوله: أحمد بن مهران، عن محمد بن علي [ص 285 ح 7]
روى أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن موسى الصيقل فيما سيأتي (1)
ومحمد بن علي الذي يروي عن موسى هو ابن محبوب على ما في الفهرست (2)، فعلى
هذا الظاهر أن محمد بن علي هنا وفي كل موضع يكون بهذا العنوان هو ابن محبوب.
باب ثبات الإمامة [في الأعقاب وأنها لا تعود في أخ...]
* قوله: عن محمد بن الوليد [ص 286 ح 2]
مضى عدة أحاديث علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الوليد
شباب الصيرفي، وكان المراد به هنا الخزاز لا ذاك، كما هو مذكور في ترجمة الخزاز
فراجعه.



1. سيأتي في ج 1، ص 308، باب الإشارة والنص على أبي الحسن موسى (عليه السلام) ح 4.
2. الفهرست، 454، الرقم 721.
185
باب ما نص الله عز وجل [ورسوله على الأئمة واحدا فواحدا]
قوله (عليه السلام): من كل أربعين درهما درهم [ص 287 ح 1] أي بعد زيادتها على مئتي درهم؛
إذ قبل بلوغ المئتين لا زكاة فيها وما لم يزد على المئتين بأربعين ففيه خمسة. وقد
اختلفت النسخ في رفع " درهم " غير التميز ونصبه حسب اختلاف الناظرين في
الكتاب في قراءة الفعل بالبناء للمعلوم أو المجهول.
قوله (صلى الله عليه وآله): أهلا وثقلا [ص 287 ح 1]
قال الهروي في كتاب الغريبين: " وفي الحديث إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله
وعترتي، قال ثعلب: سماهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثقلين؛ لأن الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل،
وقال غيره: العرب تقول لكل شيء خطير نفيس: ثقيل، فجعلهما ثقلين إعظاما
لقدرهما وتفخيما لشأنهما " (1).
قوله (عليه السلام): والله عز وجل يقول إلخ [ص 287 ح 1]
حال من فاعل ليفعل، أي ولم يكن له ليفعل في هذه الحال جمع غيرها، أي
خلافها ليس له ذلك بالطريق الأولى؛ لأنه ممنوع من ذلك على كل حال.
قوله (عليه السلام): ثم صارت حين أفضت إلى الحسين (عليه السلام) فجرى إلخ [ص 288 ح 1]
فهذه الآية مما تأويله بعد تنزيله، وتقدير الكلام: ثم صارت حين أفضت إلى
الحسين (عليه السلام) في ولده، فجرى تأويل هذه الآية.
* قوله (عليه السلام): في الإمرة [ص 288 ح 2] أي الإمارة، وهي الخلافة.
قوله (عليه السلام): وعليه حلة [ص 289 ح 3]
أكثر ما رأيناه من أقوال اللغويين أن الحلة - بالضم - لا يقال إلا لثوبين يجعل
أحدهما رداء والآخر إزارا، إلا أنه في القاموس قال: " إنه يقال للثوب الواحد ذي



1. الغريبين، ج 1، ص 289. (ثقل)
186
البطانة: حلة " (1) وكأنه أقرب إلى أن يكون مرادا هنا؛ والله أعلم.
قوله (عليه السلام): وصير نعمة أولاده بنعمته [ص 289 ح 3] أي صير الله سبحانه نعمة أولاد
علي (عليهم السلام) مرتبطة بنعمته، وهي الاتصاف بصفة التصديق الخاص، والظرف قد يكون
متعلقه من غير الأمور العامة إذا دلت عليه قرينة، كما قالوه في " العين بالعين " أي
مفقوءة، و " الأذن بالأذن " أي مقطوعة.
* قوله (عليه السلام): صدر رسول الله (صلى الله عليه وآله) [ص 289 ح 4]
من وضع المظهر موضع المضمر.
قوله (عليه السلام): فصدع بأمر الله تعالى ذكره [ص 289 ح 4]
هو استعارة تبعية، والطرفان مختلفان، أي أحدهما حسي والآخر عقلي، فإن
المستعار منه كسر الزجاج وهو حسي، والمستعار له التبليغ، والجامع التأثير، وهما
عقليان، والمعنى: فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبان أمر إمامة علي (عليه السلام) في يوم الغدير إبانة لا
تنمحي أبدا، كما لا يلتئم كسر الزجاج. وفي هذه الاستعارة من الإخبار بالغيب ما
يشهد لإمامة أبي جعفر صلوات الله عليه، فإن بنيان إمامة علي (عليه السلام) مع كثر [ة] الساعين
في هدمه قد شاده الله (2) وصانه، بل هو كل آن في علو وارتفاع إلى أن يظهر القائم
صلوات الله عليه.
قوله: قال سمعت [ص 290 ح 6]
الوجه أن يجعل ضمير " قال سمعت " لأبي الجارود، ويكون من قبيل وضع
المظهر موضع المضمر، وهو ظاهر.
قوله (عليه السلام): فقال عند ذلك إلخ [ص 290 ح 6]



1. القاموس المحيط، ج 3، ص 527 (حلل).
2. شاده: رفعه.
187
اعلم أنه صلوات الله عليه لما نزل قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم)، بعرفات
- وقد كان يقدم إليه جبرئيل (عليه السلام) بالأمر بنصبه أمير المؤمنين (عليه السلام) خليفة في الأمة بعد
إعلامه إياه (عليه السلام) بانتهاء أجله، ولكن كان ذلك الأمر غير مضيق قال عند ذلك: أمتي
حديثو عهد بجاهلية (1) إلخ يشير به إلى ما صدر عنهم من نحو " قد ضل محمد في ابن
عمه " إلى غير ذلك من الأباطيل، ثم إنه صلوات الله عليه أخطر في قلبه من غير أن
ينطق به لسانه " فأتتني عزيمة " (2) إلخ، أي ليست لي من الله سبحانه عزيمة، أي إرادة
جازمة غير موسع فيها بتبليغ ما أمرت به في ابن عمي، فهذا كلام لفظه خبر ومعناه (3)
إنشاء، فإنه صلوات الله عليه يتحسر ويتمنى أن يحصل له تلك العزيمة الموصوفة
بالأوصاف الثلاثة: أولها أن تكون من الله سبحانه. ثانيها أن تكون بتلة، أي غير موسع
فيها. ثالثها أن تكون موعودا فيها بالعذاب مع المخالفة، وتداخل بعض الصفات في
بعض غير عزيز في كلامهم.
ويمكن جعل جملة " أوعدني " استيناف (4) عن قوله: " بتلة "، كأن قائلا قال: وما
العزيمة البتلة؟ ومما يوضح أنه قد كان أمر بنصب علي خليفة أمرا موسعا ثم ضيق
عليه فيه قول المفيد (رحمه الله) في إرشاده: " وكان سبب نزوله (عليه السلام) في غدير خم مع أنه منزل بلا
ماء ولا كلاء نزول القرآن عليه بنصبه عليا (عليه السلام) خليفة في الأمة من بعده، وقد كان تقدم
إليه الوحي في ذلك من غير توقيت له، فأخره لحضور وقت يأمن فيه من الاختلاف
عليه، وعلم الله سبحانه أنه إن تجاوز غدير خم انفصل [عنه] كثير من الناس إلى
أماكنهم فأنزل عليه (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك) (5) الآية ". (6)



1. في هامش النسخة: في نسخته (قدس سره) كذا: حديثو العهد بالجاهلية وكتب تحت العهد: خ ل: عهد.
2. في النسخة: " عظيمة ".
3. في النسخة: " معنا " وكتب فوقه لفظة: " كذا ".
4. كتب فوقه في النسخة لفظة " كذا " والصحيح " استينافا " لأنه المفعول الثاني للجعل.
5. المائدة (5): 67.
6. الإرشاد، ج 1، ص 175.
188
* قوله (عليه السلام): فأوشك [ص 290 ح 6]
الظاهر أنه بفتح الهمزة وسكون الواو بعدها وضم الشين فعل مضارع للمتكلم
وحده، من قولهم: وشك الأمر - بالضم - وشكا: أسرع. ويمكن أن يكون مضموم
الهمزة والشين مكسورة من أوشك والواو مبدلة من همزة الفعل، وإنما جعلنا الأول
ظاهرا لهجرهم في باب الإفعال الأصل، وعلى الأول " أن أدعى " بدل اشتمال من
الضمير و " فأجيب " معطوف عليه، أي قريب دعائي وإجابتي وأنا مسؤول إلخ.
* قوله (عليه السلام): كان والله إلخ [ص 291 ح 6]
ضمير " كان " عائد إلى أمير المؤمنين؛ فإن الكلام مسوق لذكر أحواله، والرجل
إذا كان آخذا في قصة شخص جاز له أن يقول في أثناء كلامه: كان والله من صفته كذا
وكذا.
* قوله (عليه السلام): يا زياد [ص 291 ح 6]
خطاب لأبي الجارود؛ فإن اسمه " زياد ".
[باب الإشارة والنص على أمير المؤمنين (عليه السلام)]
* قوله (عليه السلام): عليهما [ص 292 ح 1] أي الشيخين.
قوله (عليه السلام): فأنزل الله عز وجل (ولا تنقضوا) (1) الآية [ص 292 ح 1]
قال علي بن إبراهيم (رحمه الله) في تفسيره في تفسير هذه الآية: " إن الله سبحانه أنزل هذه
الآية لما كان من (2) قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غدير خم: سلموا على علي بإمرة المؤمنين،
فقال حبتر وزريق (3): أمن الله ورسوله هذا؟، قال لهما (4): نعم [حقا] من الله ورسوله،



1. النحل (16): 91.
2. المثبت من المصدر، وهذه الكلمة لا تقرأ في النسخة.
3. في المصدر: " فقالوا " من دون ذكر اسم وفي المنقول عن الكافي في كنز الدقائق، ج 7، ص 263 ونور
الثقلين، ج 3، ص 82 والبحار، ج 36، ص 169، ح 157؛ وج 37، ص 120، ح 11 فقالا من دون ذكر اسم.
4. في المصدر: " لهم ".
189
إنه أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين يقعده الله يوم القيامة على
الصراط فيدخل أولياءه الجنة وأعداءه النار " انتهى (1).
وحبتر لقب الأول، وزريق لقب الثاني (2)، والثالث نعثل. وقد ذكر حبترا ونعثلا
السيد الحميري في عينيته فقال: وراية يقدمها حبتر.
ونعثل مشهور لا حاجة بنا للاستشهاد له.
* قوله تعالى: (كالتي نقضت غزلها) (3) [ص 292 ح 1]
قال علي بن إبراهيم (رحمه الله): " وفي رواية أبي الجارود عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام) قال:
التي نقضت غزلها امرأة من بني تميم يقال لها: رابط، كانت حمقاء تغزل الشعر فإذا
تم غزله نقضته، ثم عادت فغزلته ". (4)
قوله (عليه السلام): فاجعل العلم الذي عندك إلخ [ص 293 ح 2]
يمكن أن يراد بالعلم علم ما يكون حتى يقوم الساعة مما اختص به رسول
الله (صلى الله عليه وآله) دون سائر الأنبياء (عليهم السلام) كما أشار إليه في الحديث الذي في أول باب أنهم (عليهم السلام) كانوا
يعلمون علم ما يكون إلى يوم القيامة، ويراد بالإيمان المعارف التي يختص بها الإمام
حال كونه إماما دون رعيته، أو يراد به التأييد بروح القدس، وقد يفهم هذا من قول
علي بن إبراهيم في أول تفسيره: " إنه قد يطلق الإيمان على التأييد الذي جعله الله في
قلوب المؤمنين من روح الإيمان " (5)؛ إذ لا شك أنه مجاز، فصحة التجوز في إطلاقه



1. تفسير القمي، ج 1، ص 389.
2. قال المجلسي في البحار، ج 8، ص 301: " الزريق كناية عن أبي بكر؛ لأن العرب يتشأم بزرقة العين،
والحبتر هو عمر، والحبتر هو الثعلب، ولعله إنما كني عنه لحيلته ومكره، وفي غيره من الأخبار وقع
بالعكس وهو أظهر؛ إذ الحبتر بالأول أنسب ".
3. النحل (16): 92.
4. تفسير القمي، ج 1، ص 389.
5. تفسير القمي، ج 1، ص 31.
190
على التأييد بروح القدس أجدر.
وأما الاسم الأكبر فقد فسره (عليه السلام) في الحديث الذي بعد هذا بأنه الكتاب الذي يعلم
به علم كل شيء كان مع الأنبياء (عليهم السلام)، ولابد من حمله على علم كل شيء مما كان
لا ما يكون جمعا بينه وبين الأحاديث التي تدل على أن علم ما يكون مما اختص به
رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد انتقل إلى الأئمة (عليهم السلام) بعده، وعلى هذا يراد بميراث العلم العلم
الموروث من الأنبياء (عليهم السلام)، ويراد بآثار علم النبوة ما صدر عن الأنبياء السابقين (عليهم السلام) من
القضايا الجزئية التي هي أثر علم النبوة كقضايا داود وسليمان وغيرهما (عليهم السلام)؛ والله أعلم
بحقيقة الحال.
قوله: محمد بن الحسن وغيره [ص 293 ح 3]
قد اختلفت النسخ في محمد بن الحسن هذا، ففي بعضها مكبرا، وفي بعضها
مصغرا (1)، والاعتبار يشهد للأول، أما أولا فلرواية صاحب الكتاب عنه بلا واسطة
كثيرا بخلاف محمد بن الحسين. وأما ثانيا فلكون سهل بن زياد من رجال
أبي الحسن الثالث (عليه السلام)، ومحمد بن الحسن من رجال أبي محمد العسكري،
ومحمد بن الحسين من رجال الجواد، فهو أقرب إليه، والحمل على البناء خلاف
الظاهر؛ فتأمل وأحسن التتبع.
* قوله (عليه السلام): وجرت [ص 293 ح 3] أي وصية عيسى (عليه السلام) بأنه سيأتي من بعدي نبي
اسمه أحمد.
قوله (عليه السلام): الكتاب الاسم الأكبر وإنما عرف مما يدعى الكتاب التوراة والإنجيل والفرقان
إلخ [ص 293 ح 3] أي أن الكتاب الذي أنزل مع الأنبياء (صلى الله عليه وآله) المشار إليه بقوله تعالى:
وأنزلنا معهم الكتاب والميزان: إنما هو الاسم الأكبر، وهو الكتاب الذي يعلم به علم
كل شيء الذي كان مع الأنبياء (صلى الله عليه وآله) وإنه لم يعرف ولم يفهم من لفظ الكتاب هنا، وذلك



1. كما في الكافي المطبوع.
191
لتقصير الرعية وتضييعهم إمام زمانهم وجهلهم به وعدم أخذهم أحكام القرآن عنه،
فإن منهما ما لا يدرك إلا به (عليه السلام)، وإنما فهم من لفظ الكتاب هنا وعرف منه مما يدعى
الكتاب، أي من مفهوم يدعى الكتاب، ويطلق عليه ويقال له: كتاب التوراة والإنجيل
والفرقان وهو القرآن حال كونه كائنا فيها، أي في هذه الثلاثة، أي في جملتها ومنضما
إليها في كونه معروفا مثلها مما يدعى الكتاب كتاب نوح وكتاب صالح وشعيب
وإبراهيم (عليهم السلام) ونحو ذلك من زبور داود وغيره مما اشتمل على شرائع الرسل
ومواعظهم، فإن القصر إضافي بالنسبة إلى الاسم الأكبر، أي إنما عرف من لفظ
الكتاب هذه لا الاسم الأكبر الذي اختص بعلمه الأنبياء صلوات الله عليهم، وإنه المراد
دونها، وفيه التصريح بأسماء الأنبياء وأوصيائهم وتعيين أزمانهم وأنصارهم وأعدائهم
فحيث اختص ذلك الكتاب بذلك أراد سبحانه وتعالى الإشارة إلى ذلك فأخبر
سبحانه عنه بقوله: (إن هذا)، أي ما تلوناه عليك من سورة الأعلى مما باطنه يشير
إلى الوصية، (لفي الصحف الأولى)، أي السابقة في التنزيل على الكتب المشتملة
على الشرائع والأحكام، (صحف إبر هيم وموسى) (1).
ومن الصريح في أن سورة الأعلى إشارة إلى الوصية ما رواه علي بن إبراهيم (قدس سره) في
تفسير سورة الأعلى مسندا عن الأصبغ أنه سأل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن قول الله عز
وجل: (سبح اسم ربك الاعلى)، فقال: " مكتوب على قائمة العرش قبل أن تخلق
السماوات والأرض (2) بألفي سنة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده
ورسوله، فاشهدوا بها (3) وأن عليا وصي محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) " (4).
قوله (عليه السلام): حتى نزلت هذه السورة [ص 294 ح 3]



1. الأعلى (87): 18 - 19.
2. في المصدر: " أن يخلق الله السماوات والأرضين ".
3. في المصدر: " بهما ".
4. تفسير القمي، ج 2، ص 417.
192
أي سورة ألم نشرح، فقال الله عز وجل: (فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك
فارغب) (1) فاحتج عليهم حين أعلم بموته ونعيت إليه نفسه، ففي الكلام تقديم
وتأخير.
قوله (عليه السلام): يقول: فإذا فرغت فانصب علمك [ص 294 ح 3]
قال علي بن إبراهيم: " فإذا فرغت من حجة الوداع فانصب أمير المؤمنين " وأورد
رواية أخرى: " فإذا فرغت من نبوتك ". (2) والأول أنسب بما هنا، فإن قوله (عليه السلام): من كنت
[مولاه إلخ]، كان في يوم الغدير.
ثم لا يخفى أن هذا التفسير إنما هو للمراد من مجموع الكلام المكني عنه
لا للفظه، كما إذا قيل: زيد كثير الرماد، فيقال: جواد، وليس ذلك معنى لفظ من
ألفاظه وإنما هو لازم، فكذلك نصب علي (عليه السلام) إماما لازم للنصب الخاص، وهو حمل
النفس على تحمل الأذى ممن وقع منهم النفاق والذين كان يضيق بهم صدره (عليه السلام)،
فكنى سبحانه بالملزوم وهو النصب عن لازمه وهو نصب الإمام، فلا يرد أن
" فانصب " الذي في القرآن مفتوح العين من النصب بفتحها وهو التعب ونصب الإمام
بسكون العين والأمر منه مكسورها، فكيف يفسر أحدهما بالآخر؟!
وأما قول صاحب الكشاف: " إن هذا من بدع التفاسير، وإنه إذا صح ذلك
للرافضي فيصح للناصبي أن يقول: معناه فانصب العداوة لعلي " (3)، فكلام ناش عن
عمي البصيرة، وجار على لسان العصبية؛ أعاذنا الله من أمثاله.
قوله (عليه السلام): علمك [ص 294 ح 3] أي علم أمتك، أي هاديهم، فإنهم كثيرا ما يشبهون
الهادي بالعلم، وهو الجبل العالي.



1. الشرح (94): 7 - 8.
2. تفسير القمي، ج 2، ص 428 - 429.
3. الكشاف، ج 4، ص 772.
193
قوله (عليه السلام): ثم قال [ص 294 ح 3]
لا يخفى أن " ثم " هنا ليست عاطفة، وإلا لزم تقدم المعطوف على المعطوف
عليه، وهو خلاف وضع ثم؛ لأن " من كنت مولاه " قاله يوم الغدير، و " لأبعثن رجلا "
قاله يوم خيبر، فلابد من حملها على إرادة مجرد الترتيب والتدرج في درج الارتقاء
والانتقال من كلام إلى آخر، كما قالوه في قول الشاعر:
إن من ساد ثم ساد أبوه * ثم [قد] ساد قبل ذلك جده (1)
ويمكن التكلف لجعلها عاطفة، إلا أن عنه غنية بهذا؛ والله أعلم.
قوله (عليه السلام): يعرض بمن رجع إلخ [ص 294 ح 3]
المراد به الأول والثاني حيث أرسل الأول أولا فرجع غير مقضي المرام، والثاني
ثانيا كذلك، فعند ذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لأبعثن رجلا يحب الله " أو " لأعطين الراية
غدا " على اختلاف الرواية، وقد كان أمير المؤمنين (عليه السلام) أرمد، فطلبه وتفل في عينه
وأعطاه الراية ففتح الله على يده.
* قوله (عليه السلام): فكان علي (عليه السلام) [ص 294 ح 3] أي فكان علي (عليه السلام) ذا القربى، ولا مانع من
حذف خبر " كان " إذا دل عليه دليل.
* قوله (عليه السلام): بسؤال الجهال [ص 295 ح 3] الأول وصاحباه.
قوله (عليه السلام): فلما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حجة الوداع إلخ [ص 295 ح 3]
وحيث كانت حكاية الغدير هي العمدة في النص على أمير المؤمنين (عليه السلام) بالغوا
صلوات الله عليهم في إيرادها متكررة في الأحاديث، بل في الحديث الواحد بحسب
مناسبة المقام إيرادها كما هنا، فإنه لما ناسب المقام إيرادها قبل هذا أوردها هناك



1. البيت لأبي نؤاس الحسن بن هانئ كما في ديوانه ص 493، وتمثل به الرضي في شرح الكافية، ج 4،
ص 390.
194
مجملة، وحيث ناسب المقام إيرادها بعد ذلك أوردها ثانيا وزاد في الإيضاح عما
هناك.
* قوله (عليه السلام): فقم [ص 295 ح 3] أي قطع.
* قوله: بضبع ابن عمه [ص 295 ح 3]
الضبع: العضد.
* قوله: وكبت عدونا [ص 295 ح 3] أي أذلهم وأخزاهم. وقيل للمحزون مكبوت،
أي مكبود، كان الحزن بلغ كبده، والأصل فيه ذلك، فأبدلت الدال تاء؛ لقرب
مخرجهما.
قوله (عليه السلام): وألف باب [ص 296 ح 3]
الظاهر أنه عطف تفسيري ل‍ " ألف كلمة "، وفائدته التنبيه على أن تلك الكلمات
كانت قواعد يعلم منها ما كان وما يكون حتى تقوم الساعة، وكذا قوله: " يفتح كل
كلمة وكل باب ألف كلمة وألف باب "، إلا أنه ينبغي أن يحمل الباب هاهنا على
النوع، والمعنى - والله أعلم - أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصى إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) بألف
قاعدة يعلم من كل قاعدة ألف نوع من العلم، ويكون تنوع العلم بتنوع العلم، وقس
عليه الحرف والحروف فيما يأتي؛ والله أعلم.
* قوله (عليه السلام): فأرسلتا [ص 296 ح 4] أي عائشة وصاحبتها.
قوله (عليه السلام): في ذؤابة [ص 296 ح 6]
الذؤابة هي الضفيرة من الشعر، وكأنه أراد بها هنا السيور التي ترتبط قريبا من
مقبض السيف.
قوله (عليه السلام): إلا ألفا غير معطوفة [ص 297 ح 9]
يمكن أن يراد بالألف هنا أحد حروف التهجي أو العدد المخصوص، فعلى
الأول يكون وصفها بعدم العطف وهو الميل والانحناء كناية عن عدم معرفة الحرف،

195
أي ما يرمز به إليه معرفة تامة، فإن الألف في الخط الكوفي في رأسها ميل وانعطاف
فإذا لم يكن ذلك الميل لم تكن تامة، فكنى به عن نقصان المعرفة.
وعلى الثاني يمكن أن يكون المراد ألفا غير معطوفة عليها ألف أخرى، أي
لا يمكنكم أن ترووا من فضائلنا إلا ألفا واحدة؛ والله أعلم.
باب الإشارة والنص على الحسن بن علي (عليهما السلام)
* قوله (عليه السلام): وأئتمنك [ص 298 ح 2]
هكذا جاء في النسخ. والموافق لقواعد العربية: " وأتمنك ".
* قوله: وفي نسخة الصفواني (1): أحمد بن محمد [ص 298 ح 4]
يعني أن في نسخة الصفواني بهذا السند والمتن، وأحمد بن محمد هذا هو
ابن عيسى وليس من مشايخ الكليني إنما هو من مشايخ الصفواني، فما في بعض
النسخ من " زيادة " بعد الصفواني زيادة.
* قوله: حف به العواد [ص 299 ح 6] أي أحدقوا به.
قوله (عليه السلام): الحمد لله قدره (2) [ص 299 ح 6]
نصبه على المصدر، أي حمدا قدره، أي لائقا به.
" متبعين أمره " حال حذف صاحبها مع العامل، أي نحمده متبعين أمره. قوله:
" وأحمده كما أحب "، أي حمدا مثل الحمد الذي أحبه، أي أراده، أي أحمده ذلك
الحمد بعينه، فإنهم يقولون: أتيتك بمثل ما سألت، أي به، والواو للاستيناف، ونصب
الكائن على المصدر، و " ما " موصول اسمي والعائد محذوف. وقس عليه ما بعده.
وكل إنسان ملاق في وقت هربه ما هرب عنه إذا لم يرد الله سبحانه نجاته.



1. في هامش النسخة: " نسخة: زيادة ".
2. في الكافي المطبوع: " حق قدره " وما في المتن أيضا موافق لنسخة العلامة المجلسي في مرآة العقول.
196
و " الأجل " قد يقال للمدة المضروبة، وقد يقال لنهايتها وهو المراد هنا. و " مساق "
مصدر ميمي من السوق. و " الأجل " مبتدأ أول و " مساق " مبتدأ ثان، وهو مع خبره خبر
[المبتدأ] الأول، وواوه للاستيناف والمصدر بمعنى المساق، مضاف إلى المفعول،
والتقدير: وغاية العمر ونهايته سوق المقادير نفس كل ذي نفس إليها.
" والهرب منه "، أي الأجل، " موافاته " والوصول إليه، أي لا يجدي الهرب منه إلا
الوصول إليه.
قوله (عليه السلام): كم اطردت الأيام أبحثها إلخ [ص 299 ح 6]
" كم " خبرية، و " اطردت " فعل ماض من الطرد وهو المتابعة، وضمير المتكلم
[كذا]. و " الأيام " مفعول به. و " أبحثها " فعل مضارع حال من ضمير الفاعل، والمعنى:
كثيرا ما اتبعت الأيام بعضها بعضا حال كوني أبحث فيها عن مكنون هذا الأمر، أي
مخفية، والظاهر أن المراد بالأمر القضاء والقدر المفهوم من الفقر السابقة، ومكنونه ما
تفرد الله سبحانه بعلمه دون خلقه منه. وليس معنى قوله: " كم اطردت الأيام " إلخ أني
أجهدت نفسي في الطلب فلم أحصل على شيء، بل المراد منه الإعلام بأن من جملة
ذلك ما تفرد الله سبحانه بعلمه، وهذا كما تقول للمتط‍ [- ل‍] - ع إلى تحصيل أمر: كم
طلبته فلم أجده، أي هو ممتنع الوجود فلا تطلبه. ثم أكد ذلك بقوله: " هيهات "، أي
بعد ذلك عن أن تحيط به علم أحد غيره سبحانه هو علم مكنون مخزون لديه، و " أما "
هاهنا ليست تفصيلة، وإنما هي لمجرد التأكيد، ومثله كثير في الكلام، قال أبو الطيب:
أما الفراق فإنه ما تعهد (1) * هو توأمي لو أن بينا يولد (2)
* قوله (عليه السلام): وخلاكم ذم إلخ [ص 299 ح 6] أي أقيموا هذين العمودين ساقطا عنكم
الذم " ما لم تشردوا "، أي ما لم تفرق جماعتكم، يعني ما لم تغلبوا على سلطانكم.



1. في الديوان: " ما أعهد ".
2. ديوان المتنبي، ص 174.
197
قوله (عليه السلام): إن تثبت الوطأة إلخ [ص 299 ح 6]
هي فعلة من الوطء، وهو وضع القدم ونحوه من الخف والحافر على الأرض
وهو كناية عن البقاء. " وإن تدحض القدم "، أي تزلق وتزل، كناية عن إجابة الدعوة.
" فإنا كنا في أفياء " جزاء ل‍ " إن " لفظا، والجزاء الحقيقي محذوف، أي فلا عجب؛ لأنا
كنا في كذا وكذا. والأفياء جمع فيء وهو الظل. والأغصان جمع غصن وهو معروف.
وذرى بالفتح ما تذروه الرياح [أي تجمعه] وهو معطوف على خبر كنا وليس بظرف.
" وتحت ظل غمامة اضمحل "، أي تقشع وانكشف " في الجو متلفعها " (1)، أي
متراكمها، شبه المتراكم من السحاب بالشخص المتلفع بكساء أو ملاءة ونحوهما.
* قوله (عليه السلام): خلاء [ص 299 ح 6] أي خالية من الروح والحركة.
قوله (عليه السلام): وكاظمة [ص 299 ح 6] أي ساكتة.
* قوله (عليه السلام): هدوئي [ص 299 ح 6] أي سكوني.
* قوله (عليه السلام): وخفوت إطراقي [ص 299 ح 6] أي إسرار سكوتي.
* قوله (عليه السلام): مرصد للتلاقي [ص 299 ح 6] أي مستعد له.
* قوله (عليه السلام): غدا [ص 299 ح 6]
ظرف ما بعده.
باب الإشارة [والنص] إلى الحسين بن علي صلوات الله عليهما
قوله (عليه السلام): صنيعها [ص 300 ح 1] أي قبيحها، وهو مرفوع بدل من الموصول، وفي
بعض النسخ: " بغضها ".
* قوله (عليه السلام): أهل البيت [ص 300 ح 1]



1. في الكافي المطبوع: " متلفقها " وفي هامش النسخة: وما يوجد في أكثر النسخ متلفقها بالفاء والقاف فغير
سديد. " بخطه ".
198
منصوب على الاختصاص، لا بعداوة كما قد يتراءى (1).
قوله (عليه السلام): ذهب ذو الغويين (2) [ص 300 ح 1]
هو مروان عليه اللعنة، وهذا تثنية الغوي وهو كثير الغواية، والمراد بالغويين
عثمان وعائشة، وإنما أضافه إليهما لتأصله في إغوائهما، أما عثمان فحال مروان معه
غير خفية، وأما عائشة فإنه كان الأصل في خروجها على ما حكاه ابن أبي الحديد في
شرح نهج البلاغة (3) فإنه ذكر فيه ما حاصله أنه لما بويع لعلي (عليه السلام) كتب مروان إلى معاوية
بما أثار إلى حمية الجاهلية فيه، فكتب إلى طلحة والزبير يعدهما أنهما إن خالفا
عليا (عليه السلام) وأو هنا أمره أن يصير الخلافة فيمن يرضيان به منهما، فذاك الذي بعثهما على
ما صار إليه أمرهما، فقد ثبت أن مروان أيضا كان السبب الأصلي في غواية عائشة،
فلهذا نسب إليهما متصفين بالغواية، وما يوجد في كثير من النسخ من مخالفة رسم
الخط لهذا فغير قادح لما نراه من كثرة التصحيف في نسخ الكافي؛ والله أعلم.
* حاشية أخرى: وفي بعض النسخ المعتبرة " ذو العوينتين ". قال الجوهري:
" ذو العيينتين الجاسوس، ولا تقل ذو العوينتين " (4)، فهذه الرواية إن صحت فهي واردة
على ما قاله ابن الأثير في نهايته من [أن] الواو (5) قد تعاقب الياء في حروف كثيرة، قاله
في قول علي (عليه السلام): " إلا طعن في نيطه " (6) إن أصله نوطه.
* قوله (عليه السلام): من لا يحب [ص 300 ح 1]
فسر به الأول وصاحبه.



1. في النسخة: " يتراء " وكتب فوقها لفظة " كذا ".
2. في هامش النسخة مع علامة " صح ": نسخ العوينتين. وفي الكافي المطبوع: " ذو العوينين ".
3. لم أجده فيه.
4. الصحاح، ج 4، ص 2170 (عين).
5. في النسخة كتب فوقها لفظة " كذا ".
6. النهاية، ج 5، ص 141 (نيط).
199
قوله (عليه السلام): هل ترى إلخ [ص 301 ح 2]
الاستفهام إنكاري، و " وراء " هاهنا بمعنى بعد كقوله: وليس وراء الله للمرء
مطلب، أي انظر في الناس مستقرئا، فإنك لا تجد مؤمنا من غير آل محمد (عليه السلام) وذاك
القليل من غيرهم المنغمر فيما بينهم كأنه منهم، ولهذا حسن الجواب، ولو قيل
الاستفهام على حقيقته لم يحسن.
* قوله: فعجل على شسع نعله [ص 301 ح 2]
" على " بمعنى " إلى "، فعجل إليه، والشسع سير يشد به النعل.
* قوله (عليه السلام): يحيا به [ص 301 ح 2] أي بسماعه وقبوله.
* قوله (عليه السلام): ويموت به [ص 301 ح 2] أي بمخالفته.
قوله (عليه السلام): كونوا أوعية العلم إلخ [ص 301 ح 2]
أمر منه صلوات الله عليه لإخوته [من] أولاد علي (عليه السلام) بمتابعة أخيه الحسين (عليه السلام)
بألطف وجه وأبلغه، والمعنى " كونوا " يا أولاد علي " أوعية العلم "، أي خذوا علمكم
عمن اختاره الله سبحانه ورسوله للإمامة منكم، فإنه لا سبيل لكم إلى ذلك إلا الأخذ
عنه والتسليم له، وكذلك كونوا " مصابيح الهداية "، أي كونوا ممن يهتدى به والطريق
إلى ذلك منحصر فيما ذكرت، " فإن ضوء النهار بعضه أضوء من بعض "، فحسن على
هذا التفريع وصح الكلام؛ والله أعلم.
قوله: وإن في رأسي كلاما لا تنزحه (1) الدلاء إلخ (2) [ص 301 ح 2]
يريد أن في رأسي كلاما في فضائلكم أهل البيت لا تفنيه الدلاء بالنزح، شبهه
بالماء النابع في غزارته، " ولا تغيره نغمات الرياح "، أي أصواتها، والمراد الرياح



1. في الكافي المطبوع " لا تنزفه "، وفي هامش النسخة: " في أصل النسخة: تنزفه ".
2. في النسخة كتب تحته: " كذا عنون الحاشية ".
200
الشديدة كنى به عن شدة رسوخه في ذهنه، " كالكتاب المعجم " جملة حالية من
ضمير " ولا تغيره "، والمعجم هو المفصح به يقال لكل شيء أفصحت به: قد أعجمه،
ويقال: أعجمت الكتاب، إذا نقطته وأوضحت حروف ألفاظه، وقوله: في الرق
المبهم (1)، الرق - بالفتح - جلد رقيق يجعل كالقرطاس يكتب فيه، والمبهم الذي على
لون واحد، ومنه نهى عن الحرير المبهم، أي الذي لم يمزج بغيره، ومعنى الكلام أن
في رأسي كلاما في فضلكم كالماء النابع لا تفنيه الدلاء بالنزح وكالطود الراسخ
لا تغيره الرياح الشديدة العواصف حال كونه مثل الكتاب المعجم مبين الألفاظ
والحروف كائنا في خاطر ليس فيه غيركم كالرق الذي لم يخالط لونه غيره.
" أهم بأدائه "، أي إظهاره (2) " فأجدني سبقت " إلى ذلك سبقني " الكتاب المنزل "
فيكم أهل البيت " وما خلت " (3) أي مضت به الرسل من فضائلكم، فجملة " سبق
الكتاب " إلى آخره جملة استينافية، وباقي الحديث ظاهر.
قوله: ورضينا من هو الرضا (4) إلخ [ص 302 ح 2]
يقال للإمام: الرضا؛ ولهذا كان يقال: ندعوكم للرضا من آل محمد (عليه السلام)، ورضي
يتعدى تارة بنفسه، وتارة بحرف الجر، فتارة تقول: رضيت عنه، وتارة به، والفعل هنا
متعد بنفسه، و " من " موصول اسمي هو مفعول به ل‍ " رضينا " وهو مبتدأ و " الرضا " خبره،
والمعنى رضينا الذي هو الرضا، أي الإمام المنصوب من جانب الله ورسوله " والذي
نسلم به من مشكلات أمرنا "، وما تراه في هذا الموضع على غير هذا الوجه فهو من



1. في الكافي المطبوع: " المنمنم ".
2. في مرآة العقول، ج 3، ص 311: " أهم بأدائه، أي بأداء حقوق هذا الكلام، قال الجوهري: أدى دينه تأدية
أي قضاه، والاسم الأداء، وفي بعض النسخ: بإبدائه أي إظهاره ".
3. في الكافي المطبوع: " أو ما جاءت ". وما في المتن مطابق لنسخة العلامة المجلسي في مرآة العقول، ج 3،
ص 312.
4. في الكافي المطبوع: " ورضينا من هو بغيره يرضى ".
201
التحريفات التي دعا إليها انغلاق اللفظ وإبهام المعنى؛ والله المستعان.
* قوله (عليه السلام): ولا تملكين الأرض عداوة إلخ [ص 303 ح 3] أي لا تستقري عليها لأجل
العداوة.
* قولها: بحق أبيكم اذهبوا إلخ [ص 303 ح 3]
وفي بعض النسخ (1): نحوا ابنكم اذهبوا إلى آخره، وهذا أليق بعداوتها لأهل
البيت (عليهم السلام).
باب الإشارة والنص على علي بن الحسين صلوات الله عليهما
قوله: وفي نسخة الصفواني: علي بن إبراهيم [ص 304 ح 4]
هكذا فيما رأيناه من النسخ المصححة ولابد من حمله على إرادة " وفي نسخة
الصفواني بهذا السند والمتن " فعلي بن إبراهيم يراد به علي بن إبراهيم بن محمد بن
الحسن الجواني، فإنه من رجال الرضا (عليه السلام)، وحنان بن سدير من رجال الصادق
والكاظم، فروايته عن أبيه عن حنان ممكن، ويكون الراوي عن علي بن إبراهيم هذا
الصفواني لا صاحب الكتاب؛ لأنه ليس في مرتبته، وليس المراد بعلي هذا ابن هاشم؛
لأن الراوي عن صاحب الكتاب وحمله عليه يوجب عدم تمامية الكلام؛ والله أعلم.
باب الإشارة والنص على أبي جعفر (عليه السلام)
قوله: فقال له بعضنا [ص 305 ح 3]
أي لأبي عبد الله (عليه السلام) بعضنا، يعني بعض أصحابه الحاضرين مجلسه. وهذا من
قول البعض (2) ومن لفظه، [و] نعم إلى آخر الحديث من قول أبي عبد الله (عليه السلام)



1. وكما أيضا في الكافي المطبوع.
2. في هامش النسخة: " الراوي "، وعليها علامة الظاهر، وكتب تحته: " هكذا كان بخطه (قدس سره) فضرب عليه
وكتب عوضه: البعض وكتب تحته: ما عرفت موضع هذه الحاشية من ذلك الحديث ".
202
باب الإشارة والنص على أبي عبد الله [جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليهما]
* قوله (عليه السلام): ما هناك [ص 307 ح 8] أي ما عنده من العلم وآثار النبوة.
باب الإشارة والنص على أبي الحسن موسى (عليه السلام)
قوله: فقال: إن موسى قد لبس إلخ [ص 308 ح 3]
فيه إشارة إلى وجه استعلام حال كل إمام، فقد تضمن استعلام حال إمامة
الرضا (عليه السلام)، فطابق الجواب السؤال، واستعلام حال إمامة أبي الحسن الكاظم (عليه السلام) فحسن
إيراده في هذا الباب أيضا.
* قوله (عليه السلام): وساوى [ص 308 ح 3] أي استوى.
* قوله: إلى من نفزع ويفزع الناس [ص 308 ح 5] أي نفر ويفرون.
قوله: آخذة [ص 308 ح 5]
حال من " كفان "، وإنما ترك المطابقة بينهما؛ لأنه لم يتعلق غرض إلا بفتح الباب،
سواء كان بكف أو كفين، قال صاحب الكشاف في تفسير قوله تعالى: (ولو جعلنه
قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آيته و آعجمي وعربي) (1) ما حاصله: " أن المراد بالعربي
أمة العرب، وإنما ترك فيه الجمع لأنه لم يتعلق الغرض إلا بإنكار أن يكون كتاب
عجمي، والمخاطب به عربي، ولا غرض يكون ذلك المخاطب مفردا أو مثنى أو
جمعا، قال: وهذا كما إذا مرت بك امرأة شوهاء قبيحة المنظر وعليها لباس حسن
فتقول: ما أقبح اللابس وأحسن الملبوس من غير نظر إلى تأنيث أو تذكير أو غيرهما،
وعلى هذا فالمتكلم في مثل هذا بالخيار في إيراد أي صيغة شاء من ذلك إذا ظهر
المراد ". (2) فكأنه هنا قال: فما لبثنا أن طلع علينا ذات موصوفة بالأخذ المذكور من غير



1. فصلت (41): 44.
2. الكشاف، ج 4، ص 202 - 203 مع تصرف.
203
التفات إلى كونها مفردة أو مثناة، وكأنه أشار إلى هذه النكتة بالتثنية أولا والإفراد ثانيا،
ولو قدرت الكلام هكذا " أخذه كل واحدة من الكفين بالبابين " لم يستقم إذ أخذ كل
واحدة بالبابين في حال واحدة غير ممكن، وإنما أجاب (عليه السلام) بالجواب هكذا تأليفا
لولده إسحاق؛ إذ كان حاضرا، وهذا كما فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الإشارة إلى علي (عليه السلام)
بالوصاية خاصف النعل في الحجرة. هذا غاية ما أمكنني من التوجيه في هذا المقام؛
والله أعلم.
قوله (عليه السلام): هذا المولود إلخ [ص 309 ح 8]
كان فيه إشارة إلى ما مر في باب أن الأئمة (عليهم السلام) يعلمون متى يموتون [الحديث 5]
من قول أبي الحسن موسى (عليه السلام): إن الله عز وجل غضب على الشيعة فخيرني نفسي أو
هم: فوقيتهم والله بنفسي، وهذا خصلة قد اختص بها فكان أعظم بركة.
قوله (عليه السلام): خذه إليك [ص 310 ح 9] أي خذ إليك ما ألقيت إليك من القول بإمامة
أبي الحسن (عليه السلام) واحفظه وتمسك به.
* قوله: وأمي وأمه واحدة [ص 310 ح 10]
قيل (1): في ربيع الشيعة: وأصلي وأصله واحد، وهو الصواب؛ لعدم اتحاد
أم موسى وأم عبد الله. (2)
* قوله (عليه السلام): إنه من نفسي وأنت ابني [ص 310 ح 10]
أي من أشياعي أو معي في رتبتي كما قالوه في قوله تعالى: (ومن لم يطعمه فإنه و
منى) (3) وأما أنت فليس بيني وبينك إلا أنك ابني، وذلك لا يوجب بمجرده أن



1. القائل به محمد أمين الإسترآبادي في حاشيته على الكافي (ميراث حديث شيعه، ج 8، ص 351).
2. إعلام الورى، ج 2، ص 13، ولاحظ الكلام في اتحاد " ربيع الشيعة " مع " إعلام الورى " مقدمة التحقيق
لكتاب إعلام الورى، ج 1، ص 22 - 26.
3. البقرة (2): 249.
204
تكون مثله.
* قوله: يساره [ص 310 ح 11] أي يكالمه سرا، أي يناجيه.
قوله: ومعه عناق مكي [ص 311 ح 15]
العناق - بالفتح -: الأنثى من ولد المعز، وقد اختلف النسخ في هذا الموضع،
ففي بعضها " مكية " (1) وفي بعضها " مكي " كما هنا، والكل صحيح بالنظر إلى اللفظ
والمعنى.
باب الإشارة والنص على أبي الحسن الرضا (عليه السلام)
قوله (عليه السلام): ومن لم يكن له إلخ [ص 312 ح 7]
كأنه صلوات الله عليه قال ذلك وهو في الحبس، ولقاؤه بكتابة يوصلها من أحد
إليه أقل شيء يوجب التهمة، فلهذا أمر بأن لا يلقاه أحد إلا بكتابة.
قوله: لا تنله [ص 313 ح 8] أي لا تعطه.
قوله: خرج إلينا من أبي الحسن (عليه السلام) إلخ [ص 313 ح 9]
إن الرشيد لعنه الله لما قبض على أبي الحسن (عليه السلام) في المدينة وجه قبتين
على هيئة واحدة مع كل واحدة جماعة من القواد يحرسونها، وكانت إحداهما
وجهت على طريق الكوفة، والأخرى على طريق البصرة، وكان أبو الحسن (عليه السلام)
في التي على طريق البصرة، فكأن الألواح خرجت في البصرة بعد موافاته إياها،
وكانت التي على طريق الكوفة خالية، وكان قصده بذلك تعمية أمره (عليه السلام) خوفا من
انتزاعه من القواد.
* قوله: هل تثبت [ص 313 ح 14] أي تعرف.



1. كما في الكافي المطبوع.
205
* قوله: لا يعرى [ص 314 ح 14] أي لا يخلو.
* قوله (عليه السلام): ويلم به الشعث [ص 314 ح 14] أي يجمع به التفرق.
* قوله (عليه السلام): ويشعب به الصدع [ص 314 ح 14] أي يصلح به الشق.
* قوله: فجاءنا من لم نستطع معه كلاما [ص 314 ح 14] يعني ثم قطعنا الكلام
لحضور من لم نستطع نتكلم في حضوره بمثل ما كنا فيه.
قوله (عليه السلام): فلا يجهل إلخ [ص 315 ح 14] أي فلا يجهل حكما من الأحكام ولا علما
من العلوم. و " معلما " على صيغة المبني للمفعول حال من ضمير " لا يجهل "، أي
لا يجهل حال كونه معلما من الله سبحانه شيئا مما ذكر، ويجوز كونهما معمولين
للحال، ويجوز كون معلما على صيغة الفاعل.
قوله (عليه السلام): فاضطجع بين يديه وصف إخوته وبني عمومته (1) إلخ [ص 315 ح 14]
إن قلنا: إن الإمام (عليه السلام) يقدر ميتا على ما يقدر عليه حيا، فلا إشكال في شيء [من]
ذلك، وإلا فنقول: إنه قد يوجه الخطاب والطلب إلى شخص والمطلوب منه حقيقة
غيره ممن يقدر على ذلك الفعل، كما قالوه في قوله تعالى: (يهمن ابن لي صرحا) (2)
إن المأمور حقيقة هو العملة والفعلة، فعلى هذا المأمور حقيقة هنا أبو الحسن (عليه السلام)
باضطجاع أبي إبراهيم (عليه السلام) للصلاة عليه، وكذلك هو المأمور حقيقة بصف الإخوة
والعمومة خلفه وإن لم يكن ذلك في الظاهر، ولك أن تجعل جملة " وصف إخوته "
خالية من الضمير المضاف إليه، ويكون الفعل ماضيا لا أمرا عطفا على ما قبله،
ووجود الماضي حالا بغير " قد " ظاهرة غير عزيز في الكلام، وهذا من المواضع
الثلاثة التي جوزوا مجيء الحال من المضاف إليه فيها، وأمره إياه (عليهما السلام)



1. في هامش النسخة: كذا عنونها (قدس سره)، وفي أصل النسخة: إخوته وعمومته. في الكافي المطبوع: " وصف
إخوته خلفه وعمومته ".
2. غافر (40): 36.
206
بالتكبير عليه تسعا لعله لخصوصية اقتضت ذلك، كما كبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) على حمزة عمه سبعين
تكبيرة، وكما كبر أمير المؤمنين (عليه السلام) على سهل بن حنيف خمسة وعشرين تكبيرة؛
والله أعلم ورسوله وأهل بيته صلوات الله عليهم أعلم بمواقع الأحكام وهم المطهرون
من الرجس.
* قوله (عليه السلام): ووليك [ص 315 ح 14] أي هو وليك.
* قوله (عليه السلام): ثم اجمع له ولدك من بعدهم (1) [ص 315 ح 14]
كأنه معطوف على قوله فيما قبل: " فأوص وأصلح أمرك "، وقوله: " فإذا أردت
فادع " إلى هنا جمل وقعت في البين.
* قوله (عليه السلام): غير مثرب عليه [ص 317 ح 15] أي غير موبخ ولا معدود عليه ذنوبه
ولا مؤنب ولا ملام على ذلك.
* قوله (عليه السلام): ولا تباعة [ص 317 ح 15] هي بمعنى التبعة أتى بها تأكيدا.
* قوله (عليه السلام): قبلي [ص 317 ح 15] أي عندي.
قوله (عليه السلام): فليس لها أن ترجع إلى محواي [ص 317 ح 15]
إما مصدر ميمي من حويت الشيء: جمعته، بمعنى المفعول، أو اسم مكان منه،
فعلى الأول معنى الكلام: فليس لها أن ترجع إلى جملة من أحويه، وعلى الثاني
فليس لها أن ترجع إلى محل حوايتي من أحويه؛ والله أعلم.
* قوله (عليه السلام): بمثل ذلك [ص 317 ح 15] أي بمثل ذلك المكان منه.
* قوله (عليه السلام): من إخوتهن من أمهاتهن [ص 317 ح 15]
مراده (عليه السلام) أن إخوتهن من الأمهات مع الأخوة من الأب ليس لهم معه (عليه السلام) رأي
فإخوتهن من الأمهات فقط بالطريق الأولى.



1. في هامش النسخة: أي على بعدهم، " بخطه ".
207
* قوله (عليه السلام): وهو وأم أحمد وليس إلخ [ص 317 ح 15]
هكذا فيما وصل إلينا من النسخ، وكانت أربعة مصححة وقت النظر في هذا
الموضع، فإما أن يكون هاهنا سقط، أو يقدر - لقوله: " وهو وأم أحمدا " - خبرا (1) تدل
عليه قرائن الأحوال، أي وهو وأم أحمد يكشفان كتابي ووصيتي وينشرانها إذا شاءا
وليس لأحد أن يكشف وصيتي إلخ؛ والله أعلم.
* قوله (عليه السلام): وعلى من فض كتابي هذا [ص 317 ح 15]
أعاده تأكيدا للأمر.
* قوله: وتركنا عالة [ص 318 ح 15] أي فقرا.
* قوله: ملوما [ص 318 ح 15] من اللوم.
* قوله: مدحورا [ص 318 ح 15] أي مطرودا.
* قوله فقال ابن عمران [ح 318 ح 15]
هكذا في كثير من النسخ، والموافق للنسخ الأخرى ولأول القضية أبو عمران.
* قوله: لها [ص 318 ح 15] أي للوصاية.
قوله: هذا [ص 318 ح 15]
هو وما بعده مقول القول.
* قوله: فزجرها إسحاق إلخ [ص 318 ح 15]
ليس مراده من زجرها تكذيبها، ولكن لمصلحة رآها، فإنه قد كان حسن العقيدة
والرأي.
قوله: صفوان بن يحيى [ص 319 ح 15]



1. كتب في النسخة فوقها لفظة " كذا "؛ لأن الصحيح: " خبر ".
208
يشير بذلك إلى أنه يعرف أن صفوان وكيل الرضا (عليه السلام) بالكوفة، وأنه يقبض
الأموال من شيعة أهل العراق ويرسل بها إليه، وكانت في قلبه منه غصة.
قوله (عليه السلام): أما أني [ص 319 ح 15]
فيه إشكال؛ لأنك إن فتحت همزة " أما " مشددة على أنها حرف تفصيل، وقد
تأتي لمجرد التأكيد كقولك: أما زيد فمنطلق، لم يصح؛ لأن " أما " لازمة للاسم وقد
دخلت هاهنا على الحرف، وأيضا فقد دخلت الفاء على خبر أن، وهو غير جائز إلا
نادرا، وإن جعلتها مخففة على أنها حرف تنبيه مثل " ألا " فالفاء واقعة في غير موقعها،
فلابد من الحمل على أن " أني " " أنا " وكتبتها بالياء تصحيف، وإنما هي ضمير المتكلم
وحده، وإما هي التفصيلية.
* حاشية أخرى: واعلم أن ما قبل هذا الكلام وما بعده آب عن أن يحمل على أنه
أب مضاف إلى ياء المتكلم.
* قوله (عليه السلام): أعنى بأمورهم [ص 319 ح 15]
يقال: عنيت بحال فلان، فأنا معني به، فهو من جملة الأفعال التي لم تأت (1)
للفاعل.
* قوله (عليه السلام): إلى الطاغية [ص 319 ح 16] يعني موسى بن المهدي.
قوله (عليه السلام): ومن الذي يكون بعده [ص 319 ح 16] يعني الهادي، وإنما أصابه السوء من
الرشيد بعدها.
باب الإشارة والنص على أبي جعفر الثاني (عليه السلام)
قوله: أحمد، عن محمد بن علي، عن ابن قياما [ص 321 ح 7]



1. في النسخة: " لم تأتي " وكتب فوقها لفظة: " كذا ".
209
أحمد هذا هو ابن مهران، وسيصرح بذلك في [الحديث 11 من] باب ما يفرق
به بين المحق والمبطل فراجعه.
قوله (صلى الله عليه وآله): بأبي ابن خيرة الإماء [ص 323 ح 14]
هذه الباء تسمى باء التفدية، والمعنى أفدي بأبي ابن خيرة الإماء. و " خيرة " - بفتح
الخاء والياء الساكنة - الفاضلة من كل شيء. و " ابن النوبية " منصوب على أنه بدل من
الأول، و " النوبية " نسبة إلى النوب جيل من السودان. و " المنجبة " (1) على صيغة المفعول
صفة مضافة إلى معمولها على طريقة كريم الأب، أي المنجبة رحمها، وهو من جملة
ما لم يسمع مبنيا للفاعل، وقد مر في الباب الذي قبل هذا أن الجارية التي يكون منها
هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية جارية رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد كان أرسلها النجاشي
من الحبشة إلى رسول الله مع جعفر بن أبي طالب، فالإشارة بالنوبية إليها والمشار إليه
بابنها هو صاحب الأمر (عليه السلام) بدليل ما يأتي، ولا بعد في أن ينسب الولد إلى بعض
أجداده وإن علا لنكتة وستعرفها، وكلمة " ويلهم " كلمة عذاب، والضمير فيها راجع إلى
معهود وهم أعداء رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم إنه لعن أشدهم عداوة وهم الأغبس، وفي بعض
النسخ الأغيبس (2) قيل والمراد به السفاح وهو أول خلفاء بني العباس، ويمكن أن يراد
به الحجاج أو المتوكل، فإنه لم يكن أشد منهما على آل محمد (عليه السلام) بعد يزيد بن معاوية
عليهما اللعنة، ثم وصفه بأنه صاحب الفتنة (3) قال في الصحاح: " الفاتن: المضل عن
الحق " (4)، وقال الهروي في كتاب الغريبين: " (ابتغاء الفتنة) (5) أي ابتغاء الغلو في



1. في الكافي المطبوع: " المنتجبة ". وفي مرآة العقول، ج 3، ص 382: " وفي الصحاح: امرأة منجبة ومنجاب:
تلد النجباء ".
2. في الكافي المطبوع: " الأعيبس ".
3. في الكافي المطبوع: " صاحب الغيبة "، وما في المتن مطابق لنسخة العلامة المجلسي في مرآة العقول،
ج 3، ص 382.
4. الصحاح، ج 4، ص 2176. (فتن)
5. آل عمران (3): 7.
210
التأويل " (1) فعلى الأول معنى الكلام: صاحب الإضلال عن الحق، وعلى الثاني صاحب
الغلو في قبل آل محمد وقوله: ليسومهم (2) خسفا - بضم الخاء وفتحها - أي يوليهم ذلا
" ويسقيهم كأسا مصبرة " قد وضع فيها الصبر وهو الدواء المعهود، أي مرة.
واعلم أنه من قوله (عليه السلام): ويلهم إلى هنا جملة معترضة في وصف أعداء آل محمد
أدرجها في أثناء أوصاف صاحب الأمر (عليه السلام).
" والموتور بأبيه وجده "، أي الذي قتل أبوه وجد [ه] فلم يدرك بثأريهما " أفيكون
هذا [يا عم] إلا مني "، أي لا يكون ذلك المتصف بتلك الصفات إلا مني، والقصر
إضافي بالنسبة إلى باقي الأئمة (عليهم السلام)، والدليل على صحة ذلك أنه لم ينسب إلى أحد
من الأئمة صلوات الله عليهم أنه استولد نوبية إلا الرضا (عليه السلام)، فنسبة صاحب الأمر إليها
من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لإثبات نسب الجواد (عليه السلام).
باب الإشارة والنص على أبي الحسن الثالث (عليه السلام)
* قوله: يختلف [ص 324 ح 2] أي يتردد.
* قوله: فخرج (3) [ص 324 ح 2] أي الرسول.
* قوله: حتى قطع إلخ [ص 324 ح 2] أي بإمامة الهادي (عليه السلام).
قوله: في نسخة الصفواني أبي (4) محمد بن جعفر الكوفي [ص 325 ح 3]
كان هذا ابتداء السند في نسخة الصفواني، وكان قبل لفظة " أبي " حرف جر هو



1. الغريبين، ج 5، ص 1408. (فتن)
2. في الكافي المطبوع: " يسومهم ".
3. في الكافي المطبوع: " فخرجت ".
4. في هامش النسخة: " أبو " وعليها علامة الظاهر، ولفظة " أبي " ليست في الكافي المطبوع، وما في المتن
مطابق النسخة المجلسي في مرآة العقول، ج 3، ص 385.
211
" عن "، كما هو المتعارف، فلما انتزعه منه - وهو حريص على الاختصار بحذف
الزوائد - حذف لفظة " عن " ونقله على ما كان عليه غفلة عن ذلك، فجاء هكذا؛ والله
أعلم.
قوله: أنه (1) سمع [ص 325 ح 3]
هكذا فيما رأيناه من النسخ، وكأن الجملة حال من محمد بن الحسين، والمعنى:
يرويه محمد بن عيسى عن محمد بن الحسين حال كون محمد بن الحسين سامعا له
من أحمد بن أبي خالد، وتجرد الجملة الحالية المصدرة بالفعل الماضي من " قد "
ظاهرة، ومن الواو كثير في الكلام، ومقارنة زمان العامل لزمان الحال أكثري فمن غير
المقارن، أما ما تأخر زمان الحال فكقوله تعالى: (ادخلوا أبواب جهنم خالدين) (2) وأما ما
تقدم فكقول أبي العلاء المعري من قصيدته.
أصدقه في مرية وقد امترت * صحابة موسى بعد آياته التسع (3)
قال بعض الأفاضل: وكثيرا ما يقيد الفعل الواقع في زمان التكلم بالماضي الواقع
قبله بمدة طويلة واستشهد بهذا البيت.
حاشية أخرى: هذه طريقة لأهل الحديث شائعة فيما بينهم، وفي صحيح (4) مسلم
منها الكثير (5)، فمن ذلك ما رواه في باب ما قيل في شهادة الزور قال: " حدثنا عبد الله بن
منير سمع وهب بن جرير وعبد الملك بن إبراهيم قالا: حدثنا شعبة عن عبيد الله بن



1. كلمة " أنه " كانت في هامش النسخة مع علامة " صح "، وكتب تحتها: " كذا فيها بخطه ".
2. غافر (40): 76، وفي النسخة: " داخرين " بدل " خالدين "، وفي الآية 60 من سورة غافر: (سيدخلون
جهنم داخرين).
3. ديوان سقط الزند، ص 158.
4. في النسخة: " صحاح ".
5. في النسخة كتب فوقها لفظة " كذا ".
212
أبي بكر " (1) إلى آخر ما هناك.
* قوله: شهد أحمد إلخ [ص 325 ح 3]
بيان وتفسير للمنسوخة، أي المكتوبة شهد إلخ
* قوله: صير عبد الله بن المساور [ص 325 ح 3]
جملة استينافية كأن سائلا قال: الإمام ما يفعل بالقيم؟ فأجاب بقوله: " صير " أي
محمد بن علي، يعني نفسه، وأعاد عليه ضمير الغائب لتقدمه بلفظ الغائب، أي صير
عبد الله بن المساور " في ذلك اليوم "، أي حين صغر سن علي ابنه " قائما على تركته
من الضياع والأموال (2) " ولم يجعله قيما عليه " ليقوم هو بأمر نفسه وإخوانه (3) "
المؤمنين، أي بما يصلح أمر دينهم، وليس المراد إخوته؛ لما تقرر أن أخا إذا جمع
على إخوان فالمراد بهم الإخوان في الدين، وإذا جمع على إخوة ففي النسب.
واحتمال كونه جمع أخت يرده النسخ المصححة والاعتبار الصادق؛ والله أعلم.
* قوله: ويصير [ص 325 ح 3]
بالرفع استيناف نحوي، لا عطف على ما قبله ولا استيناف بياني.
باب الإشارة والنص على أبي محمد (عليه السلام)
* قوله: وأنا أظن أنه هو [ص 326 ح 7] أي صاحب الأمر بعده.
قوله: وكان أبو محمد أكبر من جعفر (4) [ص 326 ح 7]



1. لم أجده في صحيح مسلم، وورد في الباب المذكور من كتاب الشهادات في صحيح البخاري بالرقم
2653 (فتح الباري، ج 5، ص 261)
2. في الكافي كان قوله: " فإنما على تركته... " قبل قوله: " صير... ".
3. في الكافي: " أخواته ".
4. في الكافي المطبوع: " من أبي جعفر " وما في المتن مطابق لنسخة المجلسي في مرآة العقول، ج 3،
ص 389.
213
لا تظنن خللا في هذا الحديث حيث ذكر أولا أبا جعفر، وقد كان المسؤول عنه،
وثانيا جعفرا ولم يكن مسؤولا عنه؛ لأن الراوي قصده إلى إثبات إمامة الحسن (عليه السلام)
ونفي إمامة جعفر وهو الكذاب، وأما أبو جعفر فقد مات في حياة أبيه، كما يشعر به
قوله: " وأبو جعفر ابنه في الأحياء "، وكما سيصرح به في الأحاديث الآتية.
* قوله (عليه السلام): عرى الإمامة [ص 328 ح 11] جمع عروة.
قوله (عليه السلام): فكيف لكم إلخ [ص 328 ح 13] أي فكيف لكم الحيلة بمعرفة الخلف بعد
الخلف.
* قوله: باب الإشارة والنص إلى صاحب الدار (عليه السلام) [ص 328]
كانوا يكنون عنه بصاحب الدار وصاحب الزمان والناحية وما أشبه ذلك.
باب في تسمية من رآه (عليه السلام)
قوله: سئل عن أحمد بن إسحاق [ص 330 ح 1] أي بنيابته، كما هو صريح قوله في أول
الحديث: " فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف ".
باب نادر [في حال الغيبة]
قوله (عليه السلام): لا يأرز كله [ص 335 ح 3]
هو بتقديم المهملة، وقد فسرناه في خطبة الكتاب فليراجع، وكأنه مقتبس من
هذا.
* قوله (عليه السلام): مغمور [ص 335 ح 3] أي يستر.
* قوله (عليه السلام): بطاعة الله تبارك وتعالى ولأوليائه (1) [ص 335 ح 3] أي بطاعتهم لله
ولأوليائه.



1. في الكافي المطبوع: " وأوليائه ".
214
باب في الغيبة
* قوله (عليه السلام): يا بني [ص 336 ح 2]
كان هذا من باب الشفقة والمحبة.
قوله (عليه السلام): إياكم والتنويه [ص 336 ح 3]
يقال: نوهت باسم فلان، إذا رفعت ذكره، فيمكن أن يكون المراد هنا بالنهي عن
التنويه أن لا يرفع ذكر الإمام لكل أحد لئلا تعرف به الظلمة وحكام الجور، ويمكن
أن يراد به التنويه بذكر صاحب الأمر (عليه السلام) كما وردت به الآثار.
* قوله (عليه السلام): ولتمحصن [ص 336 ح 3] التمحيص: الابتلاء والاختبار.
* قوله (عليه السلام): ولتكفأن إلخ [ص 336 ح 3]
كفأت القوم كفاء، إذا أرادوا وجها فصرفتهم إلى غيره، فانكفؤوا، وتكفأت
المرأة في مشيتها: مارت، أي تحركت من جهة إلى أخرى، وكلاهما مناسب هنا.
قوله (عليه السلام): حتى إذا أشرتم بأصابعكم وملتم بأعناقكم [ص 338 ح 8] أي اتبعتم غير
من أمرتم باتباعه وعدلتم عمن أمرتم بالانقياد إليه، فاللفظان كنايتان عما ذكرنا فصحح
ذلك.
* قوله: قال: كنت [ص 338 ح 11]
هنا تقديم وتأخير بحسب المعنى.
* قوله: وليخملن [ص 339 ح 11] الخامل: الساقط الذي لا نباهة له.
قوله: فيمن هدا [ص 339 ح 13]
الظاهر أنه فعل ماض من الهداية، والمعنى يقول (عليه السلام) في هذه الخطبة في شأن من
هداه سبحانه، أي في شأن المهدي (عليه السلام) وإنما عبر عنه بهذه العبارة مع خفاء المقصود
منها توسعا في الهرب عما يقارب صريح الاسم.

215
فإن قلت: " هدا " يائي وقد كتب في جميع النسخ بالألف، فما وجهه؟
قلت: اليائي إذا اتصل بالضمير كتب ألفا على حاله. وحيث كان العائد إلى
الموصول مقدرا بعده والمقدر في حكم الملفوظ أعطي حكمه في عدم كتبته بالياء،
هذا ما تيسر لي في التوجيه في هذا المقام؛ والله أعلم.
قوله (عليه السلام): فإني لأعلم أن العلم لا يأرز كله [ص 339 ح 13]
يقال: أرز الشيء: إذا تقبض واجتمع بعد انبساطه، والمعنى: وإني لأعلم أن العلم
كله لا ينضم ولا يجتمع، بل لابد في كل عصر من مجتهد ينشر علوم أهل بيت النبوة
زمن غيبة الإمام (عليه السلام).
" ولا تنقطع مواده " مادة كل شيء ما يستمد ذلك الشيء منه، والمراد بالمواد هنا
أئمة الهدى (عليهم السلام)، أي إني لأعلم أن حجج الله لا تنقطع وأنك لا تخلي أرضك من حجة
" الحديث ".
قوله (عليه السلام): ولابد له في غيبته من عزلة إلخ [ص 340 ح 16]
غيبة الإمام (عليه السلام) قد تكون مع العزلة وقد تكون بدونها، كما في مدة السفراء بينه
وبين أوليائه فأخبر (عليه السلام) أنه " لابد لصاحب الأمر في غيبته من عزلة "، أي من انقطاع عن
الخلق حتى السفراء؛ لمصلحة اقتضتها الحكمة، فحيث أخبر عن عزلته (عليه السلام) خاف
صلوات الله عليه عن ضعفاء الاعتقاد من الشيعة فقال: " نعم المنزل طيبة وما بثلاثين
من وحشة "، موهما أن منزله في تلك الحال سيكون طيبة، وأن غيبته لا تزيد على
ثلاثين، حاذفا للتمييز، ليقدره كل إنسان بحسب ما يقتضيه حاله مع خلوص الكلام
عن وصمة الكذب، وإلى هذا المعنى يشير الكاظم صلوات الله عليه في [الحديث 6
من] باب كراهية التوقيت بقوله: الشيعة تربى بالأماني منذ مئتي سنة، وقال علي بن
يقطين " ره ": لو قيل لنا: إن هذا الأمر يكون مئتي سنة أو ثلاثمئة سنة لقست القلوب
ولرجع عامة الناس عن الإسلام؛ ولكن قالوا: ما أسرعه وما أقربه تأليفا للقلوب

216
وتقريبا للفرج.
قوله (عليه السلام): إذا وقعت البطشة إلخ [ص 340 ح 17]
" البطشة ": السطوة والأخذ بعنف، وكأنه (عليه السلام) يريد بالمسجدين مسجد مكة
ومسجد الرسول (عليه السلام)، وبالبطشة التي تكون بينهما قتل النفس الزكية التي هي (1) من
علامات الفرج، وقد جاء في الحديث أنه يقتل بين مكة والمدينة. والتفل في أصل
اللغة البزق، وكنى به هنا عن الإهانة والاستخفاف؛ والله أعلم.
* قوله (عليه السلام): إذا ادعاها [ص 340 ح 20] أي الإمامة.
* قوله (عليه السلام): يجيب فيها مثله [ص 340 ح 20] أي مثل الإمام (عليه السلام) لا غيره، والجملة صفة
" أشياء ".
قوله (عليه السلام): قد أخذت إلخ [ص 342 ح 26] أي قد شرعت تصغي إلى قول الحمقى.
باب ما يفصل به [بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة]
* قوله: من ذلك منه (2) [ص 343 ح 1]
" من " الأولى صلة " تمتنع "، والثانية تعليلية، والضمير في " منه " عائد على رجل.
* قوله: وأن تحاجه [ص 343 ح 1]
معطوف على تمتنع.
* قوله: يناشدانك القطيعة [ص 343 ح 1] أي يذكرانك إياها، والمراد بالقطيعة
قطيعة الرحم.



1. كذا في النسخة ولعل الصواب: " الذي هو " يعني قتل النفس الزكية من علامات الفرج، لا النفس الزكية
من علامات الفرج.
2. فوق كلمة " منه " نسخة، وليست في الكافي المطبوع.
217
* قوله (عليه السلام): وهو بكما (1) [ص 345 ح 1]
الهوب: البعد من الشيء.
قوله (عليه السلام): وماجت لبود الخيل [ص 345 ح 1] أي اضطربت. واللبود جمع لبد وهو ما
يوضع تحت سرج الراكب. وهو وما قبله من اختلاف الأسنة كنايتان عن اشتداد
الحرب والتحام القتال. وقوله: " وملأ سحراكما أجوافكما " كناية عن شدة خوفهما،
فإنه قد اشتهر على ألسن العرب أن الرجل إذا خاف ملأ سحره على وزن برد، أي رية
جوفه، وقد يقال: سحر بفتح السين وقد يفتح مع الحاء.
قوله: في شرطة الخميس [ص 346 ح 3]
" الخميس ": الجيش، وشرطته: أناس من الأبطال يعلمون أنفسهم بعلامات
يعرفون بها.
* قوله: عبل [ص 347 ح 4] أي ضخم.
قوله: بلا مرفقة ولا برذعة [ص 349 ح 6]
قال في الصحاح: " المرفقة - بالكسر -: المخدة " (2). " والبرذعة: الحلس الذي
يلقى تحت الرجل " (3)، وقال: " أحلاس البيوت: ما يبسط تحت حر الثياب " (4). فالذي
تفهمه بعد وضوح أصل لغة المرفقة والبرذعة أن هنا تجوزا في المرفقة، أما في
البرذعة فلا؛ لأن المعنى هنا أنه وجده جالسا على مصلاه من غير أن يوضع تحت
ذلك المصلى ما يقيه من الأرض، وهو الحلس الذي يبسط تحت حر الثياب فلا
تجوز.



1. في الكافي المطبوع: " وهربكما ".
2. الصحاح، ج 3، ص 1482 (رفق).
3. الصحاح، ج 3، ص 1184 (برذع).
4. الصحاح، ج 3، ص 919 (حلس). وفيه: " تحت الحر من الثياب ".
218
وأما التجوز في المرفقة فلأن المناسب هنا أنه وجده جالسا على مصلاه من غير
أن يوضع فوق المصلى شيء يمنع أذى صلابة الأرض؛ بل وجده جالسا على
المصلى، وإنما حملناه على هذا؛ لأن وضع المخاد على المصلى غير متعارف،
ويمكن أن يراد أنه وجده جالسا على الأرض من غير حامل، وتطبيق العبارة عليه
ظاهر.
قوله: فنطرح فيه العكر [ص 350 ح 6]
قال في الصحاح: " وعكر الشراب والماء والدهن: آخره وخاثره، وشراب عكر
وأعكرته أنا وعكرته تعكيرا: جعلت فيه العكر " انتهى (1). وكأنهم كانوا يلقون ذلك في
ماء العنب ليسرع وصوله.
* قوله (عليه السلام): شه شه [ص 350 ح 6]
هي كلمة استقذار.
* قوله: في بعض الرزم [ص 354 ح 12]
هو جمع رزمة وهي الكاره من الثياب. والوشي ضرب من الثياب.
* قوله: آنفا [ص 355 ح 12]
قال الهروي في كتاب الغريبين في قوله تعالى: (ماذا قال آنفا) (2): " أي ماذا قال
الساعة؟ مأخوذ من استأنفت الشيء: إذا ابتدأته، وروضة أنف: لم ترع، والمعنى: ماذا
قال في وقت يقرب منا " (3).
قوله: ما كان هنالك ولا كذلك [ص 355 ح 14] أي ما كان عبد الله هنالك، أي في
الموضع الذي تظنه فيه، يعني مرتبة الإمامة، ولا كذلك، أي وليس هو مثل ما ظننت.



1. الصحاح، ج 2، ص 756 (عكر).
2. محمد (47): 16.
3. الغريبين، ج 1، ص 114. (أنف)
219
قوله (عليه السلام): لا انقطع الفصل [ص 357 ح 16] أي ما ينتظم به الملك من مساعدة
الألطاف الإلهية والعنايات الربانية، تشبيها له بالفصل، وهو حائط قصير دون سور
المدينة، والحصن تصان به المواشي وغيرها، فالاستعارة مصرحة، وذكر الانقطاع
ترشيح، وتشبيه المعقول بالمحسوس مما لم يمنعه أحد، وإن كان لبعضهم في
العكس كلام.
* قولها: الرواسا [ص 358 ح 17]
اسم فاعل للمبالغة، من رأس القوم: صار رئيسا عليهم، فلينت همزته واوا.
* قوله (عليه السلام): أن تقول هجرا [ص 358 ح 17]
" الهجر ": الهذيان، والمراد به هنا أن يوصف الإنسان بما ليس فيه، كما صرح به
الفقهاء رضوان الله عليهم.
قوله: فقال: هذه الخ [ص 358 ح 17]
الظاهر أن القائل موسى بن عبد الله بن الحسن، وسماها دار السرقة لأنهم ربما
كانوا يشتغلون من الملاهي بما لا يرضى به أبو عبد الله (عليه السلام) فأبعدت دارهم عن داره
لذلك، فطابق الجواب السؤال.
* قوله: تمازحه بذلك [ص 358 ح 17] أي تمازح موسى بن عبد الله بن الحسن؛ لأن
محمد بن عبد الله بن الحسن كان قد قتل كما يظهر من سياق الحديث، ومعنى كلامها
أن مهدينا - تعني محمد بن عبد الله - قد اصطفى لنا هذا، فإن كانت دارنا مختزلة من
دار أبي عبد الله (عليه السلام) فلا لوم علينا.
* قوله: فيما يقول [ص 358 ح 17] أي في جملة ما يقول.
* قوله: معتمدا [ص 359 ح 17] أي قاصدا.
قوله: وأعلمه أنه قد ظفر له إلخ [ص 359 ح 17]
هذا مما يدل على حمقه، فإنه ليس في كلام أبي عبد الله (عليه السلام) ما يدل على ظفره

220
بحاجته غير قوله: " على ما تحب ". وقوله: " إن شاء الله من إصلاح حالك " ينادي
بخلافه وهذا حمق عظيم وبله زائد.
* قوله: من قوله [ص 359 ح 17] أي قول أبي.
* قوله: أحق بها [ص 359 ح 17] أي بالإمامة، يعني لم جعلت في ولد الحسين بعده
ولم تجعل في ولد الحسن؟
* قوله (عليه السلام): وهو جدك وعمك [ص 359 ح 17] كأن أمه كانت حسينية.
* قوله (عليه السلام): هجرا [ص 359 ح 17] أي فحشا.
* قوله (عليه السلام): لا آلوك [ص 360 ح 17] أي لا أمنعك.
قوله (عليه السلام): ولا أراك [ص 360 ح 17] أي لا أظنك.
* قوله: فسر أبي عند ذلك [ص 360 ح 17]
هذا كما مر.
* قوله (عليه السلام): الأحول [ص 360 ح 17] أي مزور العين.
* قوله (عليه السلام): الأخضر [ص 360 ح 17]
الخضرة في ألوان الناس السمرة.
* قوله (عليه السلام): بسدة أشجع [ص 360 ح 17]
السدة موضع بالمدينة، وأشجع قبيلة من غطفان.
* قوله (عليه السلام): مسيلها [ص 360 ح 17] أي مسيل مائها.
قوله (عليه السلام): أشأم سلحة [ص 360 ح 17]
" السلحة " فعلة من السلح، والتاء للمرة، والسلح هو التغوط، شبه صلوات الله
عليه نطفته التي خلقه الله منها بالسلحة ثم استعارها للنطفة، وقوله:
" أخرجتها أصلاب الرجال إلى أرحام النساء " ترشيح. و " أشأم " أفعل تفضيل من

221
الشؤم نقيض اليمن، وإضافة أفعل التفضيل إلى النكرة تفيد الشمول في المفضل
عليه، أي أشأم من كل سلحة.
* قوله (عليه السلام): لكأني به صريعا [ص 360 ح 17] أي لكأني أبصر به صريحا، أي أنظر
إليه في تلك الحال.
* قوله (عليه السلام): بزته [ص 360 ح 17] أي ثيابه.
* قوله (عليه السلام): فيخرج معه راية أخرى [ص 360 ح 17]
يشير بهذا إلى خروجه مرة ثانية مع إبراهيم بن عبد الله وقتل إبراهيم، كما يشير
إليه في آخر الحديث.
قوله (عليه السلام): وأنك لتعلم ونعلم أن ابنك إلخ [ص 360 ح 17]
كأنه قد كان وصل إليهم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حديث بأنه سيقتل منهم رجل بتلك
الصفات في ذلك الموضع؛ ولهذا كان يذكره الحديث وإلا فهو لا علم له.
* قوله: أو ليقي الله بك [ص 360 ح 17] أي قال أحد هذين اللفظين.
* قوله: ثم أطلع من باب المسجد [ص 361 ح 17] أي أشرف على الأنصار من باب
المسجد.
* قوله (عليه السلام): إن كنت حريصا [ص 361 ح 17] أي على نصحهم " ولكني غلبت "، و " إن "
هي المخففة من الثقيلة، والمعنى: والله إني كنت حريصا على نصحهم.
* قوله: قال: فكنت [ص 362 ح 17] القائل موسى بن عبد الله بن الحسن.
* قوله: أو تغلظ [ص 362 ح 17] أي إلى أن تغلظ.
* قوله (عليه السلام): بالشباب [ص 362 ح 17] جمع شاب.
* قوله (عليه السلام): لم أعازك [ص 362 ح 17] أي أغالبك.
قوله (عليه السلام): والله والرحم الخ [ص 362 ح 17] أي اتق الله والرحم، أي القرابة، من " أن

222
تدبر عنا "، أي تولي وتذهب، " ونشقى " أي نتعب نحن معاشر الأقرباء بك، يشير
بذلك إلى أنه سيقتل ولم يواجهه بصريح ذلك، كما واجه أباه؛ لأن حداثة سن هذا
وغروره يمنع من ذلك.
* قوله: وذاك (1) إلخ [ص 363 ح 17] هذا من قول الراوي، وريطة اسم امرأة.
* قوله (عليه السلام): مثل الهيق [ص 363 ح 17] ذكر النعام.
* قوله (عليه السلام): لكأني بك خارجا إلخ [ص 363 ح 17]
إنما واجهه هنا بما واجهه به وترك قبل هذا المواجهة؛ لأنه قد أغضب، ومقام
الغضب غير مقام الرضا.
* قوله: أن تبين له [ص 364 ح 17] أي ما يؤول إليه حاله لعله يخاف ويرجع عما
هو فيه.
* قوله: وعلي حلتان [ص 364 ح 17]
يريد بالحلة هنا الثوب الواحد وإن كان على خلاف الأغلب في استعمالها، فإن
الأغلب في ذلك أن يراد بها الثوبان.
قوله: فأوصلهم [ص 365 ح 17] أي اتصل بهم، يعني دعا دعوى الجاهلية وهو أن
يقول يالفلان (2)، وفي الحديث: " من اتصل فأعضوه بظر أمه ". (3)
* قوله: فاستقدم [ص 365 ح 17] أي تقدم.
* قوله: فأنفذه [ص 365 ح 17] أي الرمح.
* قوله: بزج الرمح [ص 365 ح 17] أي الحديدة التي في أسفل الرمح.



1. في الكافي المطبوع: " ذلك ".
2. انظر: الصحاح، ج 5، ص 1842 (وصل).
3. ذكره الهروي في الغريبين، ج 6، ص 2006، وابن الأثير في النهاية ج 5، ص 194 (وصل). من دون قوله:
" بظر أمه ".
223
* قوله: أقطعني [ص 365 ح 17] أي ضمني.
قوله: من تحتك (1) [ص 366 ح 19]
يقال رجل تحت، أي سافل، ذليل، موضوع تحت الأقدام، متطاول عليه غيره،
مجازا من باب تسمية الحال باسم المحل، قال الهروي في كتاب الغريبين في
الحديث: " لا تقوم الساعة حتى يهلك الوعول ويظهر التحوت ": أراد بالتحوت أراذل
الناس ومن كانوا تحت أقدامهم (2). والمعنى: قد خبرني من ورد علي لما كان من
تسفلك وهوانك وتطاول عزك عليك مع خذلانك إيانا وعدم نصرتك لنا، يريد
بذلك تحريصه وإثارة حميته صلوات الله عليه.
* قوله: فاستهويتهم [ص 367 ح 19] أي طلبتم من الناس حبكم، أي حملتموهم
عليه، يعني ادعيتم الإمامة.
قوله (عليه السلام): وعلي مشتركين [ص 367 ح 19]
إما أن يجعل " وعلي " عطفا على جعفر، ويراد به علي بن أبي طالب أو علي بن
الحسين (عليهما السلام)، أو يجعل عطفا على موسى، ويراد به علي بن جعفر أخو أبي الحسن
موسى بن جعفر، وتكون كتابة يحيى بن عبد الله إليهما جميعا وإن لم يجر لعلي فيما
نقل من الكتابة هنا ذكر، و " مشتركين " حال من المجرور وما عطف عليه؛ والله أعلم.
* قوله (عليه السلام): حتى يفسد [ص 367 ح 19] بمعنى " لكن ".
* قوله (عليه السلام): ثبطت [ص 367 ح 19] ثبطه عن الأمر: شغله.
قوله (عليه السلام): خلق الناس أمشاجا إلخ [ص 367 ح 19] أي مختلطين من أنواع شتى
وصنائع متفاوتة وطبائع متباينة، فهذه تدعو إلى الخير وتلك تدعو إلى الشر، فمنهم



1. في هامش النسخة: نسخة تحننك. وكذا في الكافي المطبوع.
2. الغريبين، ج 1، ص 250.
224
داع إلى ضلال وهاد.
قوله (عليه السلام): ما العترف في بدنك وما الصهلج في الإنسان [ص 367 ح 19]
أما " العترف " على وزن الدملج فهو صفة تكون في الإنسان ينبعث عنها خبث
الطينة والفجور والجرأة على الله سبحانه ورسوله، والمضاء في أهوية النفس
ومشتهياتها وعدم الوقوف عند حدود الله سبحانه؛ هكذا يفهم من الصحاح. (1)
وأما " الصهلج " فلم أجده في كتب اللغة بعد التتبع التام وتصفح ما يوجد من كتب
اللغة في هذا الزمان، وكأنه معرب، وينبغي الحكم بكونه على وزن الدملج أيضا
إلحاقا له بالوزن الغالب في أمثاله، والذي أظنه أن معناه ضد معنى العترف بقرينة
إضافة العترف إلى بدنه وإضافة الصهلج للإنسان، فكأنه (عليه السلام) قال له: أنت خبيث، أي
خب لئيم فاجر، أي مائل عن جادة الشرع، جريء على الله ورسوله، ماض لما تريده
وتهواه، غير واقف عند حد من حدود الله سبحانه، منسلخ عما ينبغي أن يكون عليه
الإنسان من طيب الطينة والاستقامة على جادة الشريعة والخوف من الله سبحانه
والوقوف عند حدوده عز وجل، ومن كان على مثل ما أنت عليه لا ينبغي له أن
ينصب نفسه لإمامة المسلمين ولا ينسب غيره لما لا يعلم من حاله، فإذا تأملت
هذين الحرفين علمت أنك قد أخطأت في نصبك نفسك لما لست له بأهل، وفي
مكاتبتك إياي بما كاتبتني به وإنما عبر عن ذلك بما عبر به رفعا لنفسه عن درجة
الخصومة مع مثله، وتنزيها لها عما يكون عليه المتخاصمان عند المجادلة
والخصومات من التنابز بالألقاب وبما لا يليق بأمثاله صلوات الله عليه.
وأما القول بأن الصهلج لا ينبغي أن يفهم له معنى، لأنه صلوات الله عليه أتى به
في مقام التعجيز فمما لا يلتفت إليه؛ لوجوه:
أما أولا فلأن جهل الإنسان بلغة من اللغات لا يوجب حد مرتبته في العلم، وأما



1. الصحاح، ج 3، ص 1399 (عترف).
225
كون الإمام ينبغي أن يكون عالما بجميع اللغات فربما لا يسلمه الخصم.
وأما ثانيا فإن العترف معلوم والتعجيز قد وقع بهما معا.
وأما ثالثا فلأن التعجيز بالمسائل العلمية إنما يحصل بالمقدمات المعلومة
للخصم المسلمة عنده، وهنا ليس كذلك؛ إذ بعد العجز عن المعنى وتفسير المعنى له
فله أن يقول: ليس الأمر كذلك وإنما فسرته بما أردت؛ والله أعلم.
* قوله (عليه السلام): ويلزمك الخناق [ص 367 ح 19] أي القتل (1) بالمنع من الاستنشاق حتى
تموت.
باب التمحيص والامتحان
* قوله (عليه السلام): والله ما كتمت وسمة إلخ [ص 369 ح 1] أي لم يكتمني رسول الله (صلى الله عليه وآله) علامة
من العلامات التي تدل على وقوع جزئيات الكائنات، ولا كذبني كذبة، أو ولا كذبت
أنا كذبة كقوله (عليه السلام) في مكان آخر " والله ما كذبت ولا كذبت (2) ".
قوله: محمد بن يحيى والحسن بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن الحسن بن محمد
[ص 370 ح 3]
هكذا فيما رأيناه من النسخ والحسن بن محمد في الأصل، وفي بعضها على
الحاشية الحسين بن محمد وقد كتب عليه نسخة البدل، والأول هو الذي يقتضيه
الاعتبار إلى أن يحصل التأمل التام؛ والله أعلم.
* قوله (عليه السلام): لا يأتيكم إلا بعد إياس [ص 370 ح 3]
الظاهر أن المراد بالأيس هنا هو القنوط؛ ولكن الموجود في كتب اللغة أنه



1. يمكن أن يقرأ " العقل ".
2. خصائص أمير المؤمنين للنسائي، ص 249، ح 184 و 185، ولاحظ تخريج مصادره هناك.
226
مصدر آسه أوسا وإياسا عوضه مثل عاضه عوضا وعياضا؛ كذا في الأساس. (1) وفي
بعض شروح الحماسة مثله وزاد عليه: وقال السكري: إياس مصدر أيس. وهو
خطأ، فالوجه في توجيه ما في الحديث هو ما قال المطرزي في المغرب: " وأما
الإياس في مصدر الآئسة من الحيض، فهو في الأصل إيئاس بوزن إيعاض (2)، كما
قرره الأزهري، [إلا أنه] حذف منه الهمز الذي هو عين الفعل تخفيفا، وليس بمصدر
" أيس " كما ظنه بعضهم " (3) انتهى.
فكأنه جعله مصدر آيسه إيئاسا: إذا جعلته يائسا، فيرد عليه أنه - على ما قرره
ناقلا عن الأزهري - قد جعله مصدر الآئسة من الحيض، والآئسة اسم فاعل من
اللازم وقد جعله مصدر المتعدي، فإما أن يجعل مصدر " أيس " كما قال السكري
ونقله المطرزي عن بعضهم ويكون المخطئ مخطئا بدليل السماع، وإما أن يقال: إنه
مصدر لم يسمع له فعل كما في كثير من المصادر؛ والله أعلم.
باب فيمن دان الله عز وجل [بغير إمام من الله جل جلاله]
قوله: عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر [ص 374 ح 1]
سند هذا الحديث هكذا في أكثر ما رأيناه من النسخ، وفي بعضها هكذا: عدة من
أصحابنا عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر، وهو الذي يقتضيه الاعتبار، فإن
المعهود رواية محمد بن يعقوب (رحمه الله) من ابن أبي نصر بواسطتين أو أكثر، وأما روايته
عنه بواسطة واحدة فغير معهود وإن كان ممكنا.
* قوله (عليه السلام): ظاهرا [ص 375 ح 2]



1. أساس البلاغة، ص 12 (أيس).
2. في المصدر: " إيعاس ".
3. المغرب، ص 277 (يأس).
227
كأنه يريد بالظاهر المختار المعين.
* قوله (عليه السلام): واعلم يا محمد، إن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون [ص 375 ح 2]
في كتاب المحاسن للبرقي: " واعلم يا محمد أن أئمة الحق وأتباعهم على دين
الله، وإن أئمة الجور لمعزولون " إلخ (1).
* قوله: وعنه [ص 376 ح 4]
كان ضمير " عنه " عائدا إلى عبد الله بن أبي يعفور في السند السابق.
قوله (عليه السلام): قال الله تبارك وتعالى: لأعذبن " الحديث " [ص 376 ح 4]
لا بعد فيه أصلا؛ لأن التوجيه مشروط بالولاية، كما ورد في عدة أحاديث، فمن
دان الله بغير الولاية لم يكن موحدا وغيره موحد، والكفر لا يعفى عنه والفسق قد
يعفى عنه، فصح مضمون الحديث لمن تأمل.
* قوله (عليه السلام): كل إمام جائر [ص 376 ح 4] أي أي إمام.
باب من مات [وليس له إمام من أئمة الهدى وهو من الباب الأول]
قوله: جاهلية جهلاء [ص 377 ح 3]
هو توكيد للأول يشتق من اسمه ما يؤكد به كما يقال: وتد واتد وهمج هامج
وليلة ليلاء ويوم أيوم، والمراد من السؤال من الراوي: جاهلية جهلاء، أي ما عبدت
فيها الأصنام ولم يعرف فيها الرب، أو جاهلية لم يعرف فيها الإمام، فأجاب صلوات
الله عليه باختيار شق ثالث وهو المراد من قوله: " جاهلية كفر ونفاق وضلال "، يعني
من مات ولم يعرف إمام زمانه فقد جمع بين الثلاثة، فالأولى كانت قبل الرسول،
والثانية في زمانه صلوات الله عليه، والثالثة بعده في زمن الأئمة صلوات الله عليهم.



1. المحاسن، ص 93، كتاب عقاب الأعمال، الباب 18، ح 48 ولاحظ أيضا الباب 17، ح 47، وعنه في البحار،
ج 25، ص 110، ح 2؛ وج 23، ص 86، ح 29.
228
قوله (عليه السلام): إلى العناء [ص 377 ح 4]
هو مصدر عني بالكسر عناء، أي تعب ونصب، والمعنى: من دان الله بغير دين
مسموع، أي مأخوذ عن إمام صادق أسلمه الله سبحانه لا محالة إلى العناء والتعب،
وهو كناية عن عذاب الآخرة.
باب فيمن عرف [الحق من أهل البيت ومن أنكر]
* قوله: قال أبو الحسن [ص 378 ح 3] هو علي بن إسماعيل.
باب ما يجب [على الناس عند مضي الإمام (عليه السلام)]
* قوله (عليه السلام): الحق [ص 378 ح 2] أي هو الحق.
* قوله: لم يسعه (1) ذلك؟ [ص 378 ح 2] إشارة إلى عدم معرفة الإمام.
* قوله: كيف [ص 379 ح 2]
مفعول المصدر وهو قول مضاف إلى الفاعل، أي بقول الله ماذا تحصل لهم
المعرفة بذلك، أي بأي أقواله يعلم ذلك.
* قوله: فذكر [ص 379 ح 2] أي أبو عبد الله.
* قوله: ما أنزل الله [ص 379 ح 2] من الآيات.
قوله: ويقولون [ص 379 ح 2]
هذه الجملة حال من فاعل " تكلموا " وقد يجيء ربط المصدرة بالمضارع
المثبت بالواو والضمير، وإن أبيته فقدر مسندا إليه، أي وهم يقولون.
* قوله (عليه السلام): فهو الذي إذا قدم إلخ [ص 379 ح 2]



1. في هامش النسخة: " هو استفهام " بخطه.
229
هذا من قول أبي عبد الله (عليه السلام) للراوي، لا من قول أبيه له.
* قوله: أو علمتنا [ص 379 ح 3] الترديد من الراوي.
باب في الإمام [متى يعلم أن الأمر قد صار إليه]
قوله: عنى أخاك [ص 380 ح 2] أي قصده ليستعلم منه أحوال أبيك أحي هو أم لا؟
فذكر أخوك إبراهيم لذلك الرجل أن أباك حي وأنك تعلم من حاله وحياته ما يعلم هو
من ذلك.
* قوله (عليه السلام): عنه [ص 380 ح 2] أي أخي إبراهيم.
* قوله: فقال [ص 381 ح 3] أي قال أبو الحسن (عليه السلام) للوشاء وليس هذا مما رووا، وإلا
لكان المناسب أن يقول: فقلت.
* قوله: حتى جاءت الخريطة [ص 382 ح 6]
وعاء من أدم ونحوه، والمراد بها هنا الكتابات التي توضع في الخريطة، تسمية
للحال باسم محله.
باب حالات الأئمة [عليهم السلام في السن]
* قوله (عليه السلام): فعبر عنها [ص 382 ح 1] أي فقام بحجتها.
* قوله (عليه السلام): بسنتين [ص 382 ح 1] أي في سنتين.
* قوله (عليه السلام): منذ يوم خلق الله [ص 383 ح 1]
لفظ يوم مقحم.
* قوله: خماسي [ص 383 ح 4] أي قد بلغ في الطول خمسة أشبار، قال في
الصحاح: " ويقال: غلام رباعي وخماسي، ولا يقال: سباعي؛ لأنه إذا بلغ سبعة أشبار
صار رجلا ". (1)



1. الصحاح، ج 2، ص 925 (صغر).
230
قوله (عليه السلام): في أصغر السن (1) إلخ [ص 384 ح 6] أي في سن أصغر، أي أقل من السن
الذي فيه أبو جعفر (عليه السلام)، ولفظ " من " قد يحذف من المفضل عليه، ويكثر إذا كان أفعل
التفضيل خبرا، ويقل إذا كان حالا أو صفة، وهاهنا هو حال، وما يوجد من بعض
النسخ من جعل " من " نسخة فالظاهر أنه من تصرفات الناظرين في الكتاب؛ والله
أعلم.
باب أن الإمام [لا يغسله إلا إمام من الأئمة عليهم السلام]
* قوله: إنهم [ص 384 ح 1] يعني الزيدية ومن يطعن في إمامة الرضا (عليه السلام) وينكر
موت الكاظم (عليه السلام).
* قوله: إن قال مولاي (2) [ص 384 ح 1] يعني الرضا (عليه السلام).
* قوله: غسله [ص 385 ح 1] أي الكاظم (عليه السلام).
* قوله: في تخوم الأرض [ص 385 ح 1]
التخوم - بالضم -: الفاصل بين طبقات الأرض.
* قوله (عليه السلام): لا هكذا [ص 385 ح 1] أي ليس القول الذي أعنيه هكذا، أي مثل ما قلت
لهم.
باب مواليد الأئمة (عليهم السلام)
* قوله: الأبواء [ص 385 ح 1] بالمد موضع بين مكة والمدينة.
* قوله: فلما انصرف [ص 385 ح 1] أي من عند حميدة ورجع إلى أصحابه.
* قوله: وما هذا إلخ [ص 385 ح 1] أي أي شيء هذا من أمارتهما.



1. في الكافي المطبوع: " أصغر من السن ".
2. لفظ " مولاي " لم يرد في الكافي المطبوع.
231
* قوله (عليه السلام): علق فيها بجدي [ص 386 ح 1] أي حمل به فيها.
* قوله (عليه السلام): بكأس فيه [ص 386 ح 1] الكأس مؤنث سماعي، وكان التذكير " فيه "
على التأويل بالإناء.
* قوله (عليه السلام): فسقاه إياه [ص 386 ح 1] على تأويل ما في الإناء.
* قوله: أثبت تثبت [ص 386 ح 1] أي اصبر على ما أصابك تؤيد من عند الله.
* قوله (عليه السلام): العلم الأول [ص 386 ح 1] أي ما كان.
* قوله (عليه السلام): والعلم الآخر [ص 386 ح 1] أي ما يكون إلى انقطاع التكليف.
* قوله (عليه السلام): فكتب (1) بين عينيه إلخ [ص 387 ح 2]
لا يخفى أنه لا كتابة حقيقة، وإنما المراد به تصوير تأييده وتأهيله للإقامة بأعباء
الإمامة، فمن هذا تراهم تارة يعبرون بالكتابة على العضد الأيمن (2)، وتارة بالكتابة بين
العينين، وتارة بالخط بين الكتفين كما سيأتي، والغرض واحد فلا تناقض بينها؛ والله
أعلم.
* قوله (عليه السلام): منار من نور [ص 387 ح 2]
سيأتي في [الحديث 7] آخر هذا الباب أنه ملك موكل بكل بلدة يرفع الله به
أعمال تلك البلدة.
* قوله (عليه السلام): أصابها [ص 387 ح 5] أي كل واحدة.
* قوله (عليه السلام): إن كان [ص 388 ح 5] أي الحمل.
* قوله (عليه السلام): اتساعا (3) من جنبيها إلخ [ص 388 ح 5] أي لم يعظم بعد ذلك بطنها كما



1. في الكافي المطبوع: " فيكتب ". وفي هامش النسخة: كذا عنونه (قدس سره) وكان [فوقها لفظة كذا] في أصل
النسخة فغيره (قدس سره) إلى " فيكتب ".
2. كما في الحديث 3.
3. في هامش النسخة: " خ ل: امتناعا ".
232
هو شأن الحوامل.
* قوله (عليه السلام): لتسع من شهرها (1) [ص 388 ح 5] أي في تسع.
قوله (عليه السلام): نفجت (2) له إلخ [ص 388 ح 5] أي يسهل عليه في الخروج، مجاز من قولهم
للرجل إذا ولدت له بنت: هنيئا لك النافجة، أي المعظمة لمالك؛ لأنك تأخذ مهرها
فتضمه إلى مالك فينتفج به، وفي " نفجت " ضمير عائد إلى الأم، والمعنى: نفجت له
الأم، أي سهلت لأجله ولادتها حتى يخرج متربعا، وعلامة المجاز ظاهرة.
* حاشية أخرى: الأولى إرجاع الضمير للرحم، فلا تجوز.
قوله (عليه السلام): مسرورا [ص 388 ح 5] أي مقطوع السر - بالضم - وهو ما تلقيه القابلة من
سرة الصبي.
* قوله (عليه السلام): أعلاق [ص 388 ح 5] جمع علق - بكسر العين - وهو الشيء النفيس.
قوله: كنت أنا وابن فضال جلوس (3) [ص 388 ح 7]
هكذا في أكثر النسخ المصححة، وفي بعضها جلوسا، وفي الأول الإشكال من
جهتين: إحداهما رفع جلوس. والثانية جمعه. وفي الثانية من الجهة الأخيرة فقط.
ووجه التفصي أما عن الثاني فبأحد وجهين: إما بالحمل على مذهب من يجوز
الجمع بما فوق الواحد، أو على ما ذكر الزوزني في شرح المعلقات: أن الاسم إذا علم
حاله من كونه مفردا أو جمعا أو غيرهما جاز لك جمعه وتثنيته وإفراده؛ ألا ترى إلى
الفرقدين كيف قالوا فيهما تارة: الفراقد وتارة: الفرقد وتارة: الفرقدان قال الشاعر:
وكل أخ مفارقه أخوه * لعمر أبيك إلا الفرقدان (4)



1. في هامش النسخة: " خ ل: شهورها ".
2. في الكافي المطبوع: " تفتحت ".
3. في الكافي المطبوع: " جلوسا ". وفى هامش النسخة: " كذا عنونها (قدس سره)، وفي أصل نسخته: جلوس،
وجلوسا بدل منه ".
4. البيت من شواهد الرضي في شرح الكافية، ج 2، ص 129 وص 131؛ وج 4، ص 216، وابن هشام في
مغني اللبيب، ج 1، ص 101؛ وج 2، ص 739، وقال محققه: البيت لعمرو بن معدي كرب كما في سيبويه
ج 1، ص 371، وفي اللسان باب الألف اللينة: حرف إلا. ونسب في المؤتلف والمختلف: ص 116
لحضرمي بن عامر، وفي حاشية سيبويه لسوار بن المضرب وهو في الخزانة ج 2، ص 52 ونسبته فيها في
ج 2، ص 55.
233
وقال الآخر:
سأل ابن ماجة دونه نفقاته * خرط القتادة أو مناط الفرقد
وقال الآخر:
أحبك يا شمس الزمان وبدره * وإن لامني فيك السهى والفراقد
فهنا حيث قال: كنت أنا وابن فضال، وعلم كونهما اثنين جاز فيهما الجمع،
وربما فرق بين المتعاطفات وغيرها، فيبقى الإشكال لا مدفع له إلا الأول. وأما الأول
فيمكن أن يقال: رفعه مبني على أن " أنا " مبتدأ لا تأكيد للمتصل وما بعده خبر عنه
وعما عطف عليه والجملة خبر " كان "، وهذا كما يقول من يرفع: كان زيد هو القائم.
هذا ما أمكنني من التوجيه.
* حاشية أخرى: وهنا وجه آخر وهو أن تقرأ " جلوس " بفتح الجيم، فيكون فعولا
من الجلوس، وقد قالوا: إن فعولا قد يستوي فيه المؤنث والمذكر والجمع والمفرد
يصح (1) عليه في الصحاح في مبحث الظهر. (2)
باب خلق أبدان الأئمة [وأرواحهم وقلوبهم عليهم السلام]
* قوله (عليه السلام): خلقنا من نور عظمته [ص 389 ح 2] أي خلق أرواحنا بدليل ما يأتي من
قوله: " فأسكن ذلك النور فيه ".



1. كذا في النسخة، ولعل الصواب: " نص ".
2. الصحاح، ج 2، ص 731 (ظهر).
234
* قوله (عليه السلام): خلقا [ص 389 ح 2] قال مثل قوله تعالى: (هذا بعلى شيخا) (1) وتطبيقه
على أحوال العلماء ظاهر لمن أراده.
قوله (عليه السلام): أرواح شيعتنا [ص 389 ح 2] أي قلوبهم لما سيأتي.
قوله (عليه السلام): أسفل من ذلك الطينة [ص 389 ح 2]
هكذا جاءت النسخ المصححة المعتبرة، ووجه صحته أن يجعل " ذلك " إشارة
إلى ما خلقوا منه صلوات الله عليهم، و " الطينة " مبتدأ و " أسفل من ذلك " خبره مقدم
عليه.
والمعنى: وخلق أرواح شيعتنا من طينتنا، وأبدانهم من طينة مخزونة مكنونة،
فكأن قائلا قال: هل تلك الطينة التي خلق منها شيعتكم من تحت العرش كطينتكم،
أم أسفل من ذلك؟ فقال: الطينة أسفل من ذلك، يعني الطينة التي خلق منها شيعتنا
أسفل من ذلك الذي خلقنا منه.
ولك أن تقول: حيث كانت الطينة مؤنثة غير حقيقية (2) جاز فيها ذلك.
قوله (عليه السلام): نصيب (3) [ص 389 ح 2]
كأن رفع " نصيب " هنا - مع أنه مفعول ولم يمكن جعله نائب الفاعل كالذي
قبله - مبني على ما ذكره ابن هشام المصري في كتابه مغنى اللبيب (4) من أنه إذا تعينت
مفعولية المفعول وفاعلية الفاعل من غير جهة الإعراب فأنت بالخيار في نصب
المفعول ورفعه، مثل خرق الثوب المسمار.



1. هود (11): 72.
2. في النسخة: " مؤنثا غير حقيقي ".
3. في الكافي المطبوع: " نصيبا ".
4. مغني اللبيب، ج 2، ص 917، الباب الثامن، القاعدة الحادية عشرة.
235
قوله (عليه السلام): وصار جميع (1) الناس همج [ص 389 ح 2]
" الهمج " محركة: ذباب صغير يسقط على وجوه الحيوانات، وأكثر النسخ على
رفعه، وفي بعضها نصبه، وكأنه من إصلاح الناظرين في الكتاب، وحيث لم يجوز
العلماء كون المسند إليه نكرة مع تعريف المسند، فلابد من ارتكاب القلب فيه كما
ارتكبوه في قول حسان:
كأن سبيئة من بيت رأس * يكون مزاجها عسل وماء (2)
بنصب " مزاجها " ورفع " عسل وماء "، وكما ارتكبوه أيضا في قول الآخر:
وإنك لا تبالي بعد حول * أظبي كان أمك أم حمار (3)
بنصب " أمك " ورفع " حمار ".
* قوله (عليه السلام): للنار (4) وإلى النار [ص 389 ح 2] أي خلقوا للنار ومصيرهم إلى النار.
* قوله (عليه السلام): ولا ملك [ص 389 ح 3] أي سلطان.
* قوله (عليه السلام): من إحدى الروحين [ص 389 ح 3]
فإذ (ظ) قد نفخ في النبي من روح القدس كان النفخ في الملك من روح أمره.
قوله (عليه السلام): من إحدى الطينتين [ص 389 ح 3]
وجعل الملك من الطينة الأخرى فلتقابل العنصرين تقابل فعلا الفاعلين، فهذا
يعمل للآخرة ولا يلتفت إلى الدنيا، وذاك على عكسه.



1. في الكافي المطبوع: " سائر ".
2. ديوان حسان بن ثابت، ص 8. وذكره ابن هشام في المغني، ج 2، ص 911 في القاعدة العاشرة، من فنون
كلامهم القلب.
3. ذكره ابن هشام في المغني، ج 2، ص 768 وقال محققه في هامشه: نسبه سيبويه، ج 1، ص 23 والسيوطي
310 لحداش بن زهير، ونسبه صاحب الخزانة، ج 3، ص 230؛ وج 4، ص 67 لثروان بن فزارة العامري.
4. في هامش النسخة: " خ ل: إلى النار [كذا] ".
236
هذا إن حملت الملك على السلطان وجعلته مكسور اللام بقرينة قوله: " من
بعده "، وإن حملته على الملك المرسل وفتحت اللام بقرينة تخصيص جعل النبي من
إحدى الطينتين والسكوت عن الملك، فالأمر ظاهر لا يحتاج في تصحيحه إلى شيء
إلا لفظة " بعده "، فيراد بها بعده، أي بعد النبي (عليه السلام) في الرتبة، وتعلق بمحذوف لا بجبلة.
* قوله (عليه السلام): غيرنا أهل البيت [ص 389 ح 3]
هذا متصل بقوله: " ما من نبي ولا ملك ".
قوله (عليه السلام): فأطيب بها [طيبا] [ص 389 ح 3]
" أطيب بها " صيغة تعجب، وضمير " بها " إما عائد إلى جملة ما تقدم من الروحين
والطينات، أو إلى الطينات فقط. والمعنى: أطيب تلك الطينات من طين، هذا إن
قرأت طينا بالموحدة من تحت، وإن قرأته بها من فوق كان المعنى: ما أطيب تلك
الجملة من طيب، فهو على كلا التقديرين تمييز.
باب التسليم [وفضل المسلمين]
* قوله: تبرأ (1) بعضهم [ص 390 ح 1] أي قد تبرأ، فهي حال ثانية.
* قوله (عليه السلام): عليهم [ص 390 ح 1] أي على الناس عنهم (عليهم السلام).
* قوله (عليه السلام): فيما اختلفوا [ص 390 ح 1] أي الناس.
* قوله (عليه السلام): الإخبات [ص 391 ح 3] هو الخشوع.
باب أن الأئمة [تدخل الملائكة بيوتهم وتطأ بسطهم وتأتيهم بالأخبار (عليهم السلام)]
* قوله: وأجد المائدة إلخ [ص 393 ح 1] أي وأنا أجد، أي أعتقد، والجملة حال من
مرفوع " استأذنت ".



1. في الكافي المطبوع: " يتبرأ ".
237
قوله: فأصيب [ص 393 ح 1] أي آكل.
* قوله: ولا أتأذى [ص 393 ح 1] أي لا يحصل لي أذى.
قوله: وإذا عقبت بالطعام [ص 393 ح 1]
من قولهم: إبل معاقبة، إذا كانت ترعى مرة في خمص ومرة في غيره، لا أنه
عقب بالطعام غيره، فإنه قال في أول الحديث: " كنت لا أزيد على أكلة بالليل
والنهار ".
* قوله (عليه السلام): مساور طال ما اتكت (1) عليها الملائكة [ص 393 ح 2] أي هذه مساور، هذا
مقول قول أبي عبد الله (عليه السلام) وما قبله مقول قول الراوي.
* قوله (عليه السلام): على تكأتنا [ص 394 ح 3]
التكأة على وزن همزة ما يتكأ عليه.
باب أن الجن [يأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم...]
* قوله: ما أتيته [ص 394 ح 1] أي من الأيام.
* قوله: قد انتهكتهم العبادة [ص 394 ح 1] أي أجهدتهم ونقضت لحومهم.
قوله: من حسن هيئة القوم [ص 394 ح 1]
ينبغي حمل " من " على التبعيضية وجعلها فاعل " أنساني "، أي أنساني ما كنت
فيه من المشقة بعض حسن هيئة القوم كما قال صاحب الكشاف في قوله تعالى:
(ومن الناس من يقول آمنا (2))، وحملها على البيانية محتاج إلى تكلف.
* قوله (عليه السلام): قد شققت عليك [ص 394 ح 1]



1. في هامش النسخة: " اتكأت عليها الملائكة " هكذا ينبغي كتب هذه اللفظة، غير أنها هكذا جاءت في
النسخ. بخطه (قدس سره).
2. الكشاف، ج 1، ص 54، في تفسير الآية 8 من سورة البقرة.
238
أي أوقعتك في المشقة، وإنما قال: أجل، تفاديا عن ارتكاب الكذب.
* قوله: رحائل (1) إبل [ص 395 ح 3]
جمع راحلة وهي الناقة المعدة للركوب.
* قوله: فأنكرتهم [ص 395 ح 3] أي لم أعرفهم.
* قوله: بحوائج له بالمدينة [ص 395 ح 4]
حرف الجر متعلق ب‍ " حوائج " أو ب‍ " كائن " (2)، فإن الوصية كانت بمكة زادها الله
شرفا.
* حاشية أخرى: الأحسن جعل " له " و " بالمدينة " صفتين لحوائج، أي حوائج
كائنة له بالمدينة.
* قوله: فبينا إلخ [ص 395 ح 4]
" بين " هاهنا بمعنى وسط. " والفج " الطريق الواسع بين الجبلين. و " بينا " فعلى من
البين أشبعت فتحته فصارت ألفا. وتقدير هذا الكلام: بين أوقات أنا كائن وسط فج
الروحاء على راحلتين (3)، أي منزلتين من المدينة، فاجأني إنسان يلوي بثوبه، أي
يلوح به (4) فعدلت عن الطريق إليه قال في القاموس: " الروحاء: موضع بين الحرمين
على ثلاثين أو أربعين ميلا من المدينة " (5).
* قوله: ثم قدم [ص 395 ح 4] من مكة إلى المدينة.
* قوله: وذاك [ص 396 ح 6]



1. في الكافي المطبوع: " رجال ".
2. في النسخة كتب فوقها لفظة " كذا ". والصحيح: كائنة.
3. في المصدر: " راحلتي ".
4. في النسخة كتب فوقها، " إلى ".
5. القاموس المحيط، ج 1، ص 458 (روح).
239
ظاهره أن الواو للمعية، وذاك محله النصب والمشار إليه القول بالولاية والبراءة.
والمعنى: هل يأتيك عمرو مصاحبا لهما فقال: نعم.
* قوله: مزاملا [ص 396 ح 7]
زامل الرجل صاحبه، إذا ركبا (1) كل واحد منهما شق بعير.
* قوله: يعدل [ص 396 ح 7] أي صاحبه.
* قوله: ثم أمسك الكتاب [ص 396 ح 7]
إما أن يقدر ثم أمسك عن الكتاب، أي عن قراءته، أو بالكتاب بمعنى تمسك به،
أي اعتصم، يعني وطن نفسه على العمل بمضمونه، فإن الظاهر أنه أمره بما حكي من
فعله بعد وروده الكوفة، وعلى كل تقدير فالكتاب منصوب بنزع الخافض.
قوله: أجد منصور بن جمهور إلخ [ص 397 ح 7]
منصور بن جمهور ولاه يزيد بن الوليد بعد وفاة هشام بن عبد الملك العراق
وعزل يوسف بن عمر عنها، فكان جابر " ره " يوفي في كلامه إلى ذلك وما فيه
من وفاة هشام وخلافة يزيد وعزل يوسف بن عمر وولاية منصور بن جمهور
وغير ذلك.
باب في الأئمة [عليهم السلام أنهم إذا ظهر أمرهم...]
قوله: وقد كان قبل ذلك بثلاث أو نحوها (2) [ص 397 ح 1]
لا يخفى أنه ربما فهم من أول الحديث أن أبا عبيدة لم يكن رزق المعرفة قبل
ملاقاته سالما، وقوله هنا: " وقد كان قبل ذلك " إلخ صريح في أنه قد كان رزق،
فالوجه أن أبا عبيدة راعى مقتضى الحال في الجواب فلم يصرح بحصول المعرفة له



1. كتب فوقه " كذا " والصحيح: " ركب ".
2. في هامش النسخة: أي بثلاث ليال أو قريبا منها. بخطه.
240
ولم ينفها وإنما فعل ذلك؛ لأن سالما هذا لم يكن مرضيا، بناء على ما رواه الكشي
" ره " من الروايات الكثيرة الدالة على أن الصادق (عليه السلام) لعنه وكذبه وكفره. (1)
* قوله: إذا حكمتم [ص 398 ح 3] يعني إذا كنتم حاكمين في الظاهر.
* قوله: محمد بن أحمد، عن محمد بن خالد [ص 398 ح 4]
في بعض النسخ المصححة: " محمد، عن أحمد "، وهو الذي يقتضيه الاعتبار
إلى أن يحصل التأمل التام فلاحظ جيدا.
* قوله (عليه السلام): حكم آل داوود [ص 398 ح 4] أي بحكم آل داوود.
باب أن مستقى العلم [من بيت آل محمد (عليهم السلام)]
قوله (عليه السلام): أفمستقى الناس العلم [ص 399 ح 2]
" مستقى " مصدر ميمي من استقيت الماء: إذا انتزعته من بئر ونحوها، والمراد هنا
حمله تشبيها له بالماء على الاستعارة المصرحة، و " الناس " فاعل أضيف إليه
المصدر، و " العلم " مفعول.
باب أنه ليس شيء [من الحق في يد الناس...]
* قوله: يسأله [ص 399 ح 2]
حال من رجل.
قوله: قال أبو جعفر لسلمة بن كهل (2) إلخ [ص 399 ح 3]
روى الكشي عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: " إن الحكم بن عيينة (3)



1. رجال الكشي، ص 230، الرقم 416.
2. في هامش النسخة: " خ ل: كهيل " وكذا في الكافي المطبوع.
3. في النسخة كانت مهملة، أعني من دون تنقيط الياءين، وفي هامش النسخة: كذا هنا وفي أصل الكتاب
كان كذا فصححه عتيبة.
241
وسلمة وكثير النواء وأبا المقدام والتمار، يعني سالما، أضلوا كثيرا، فمن أضل من
هؤلاء، وإنهم ممن قال الله: (ومن الناس) (1) الآية ". (2)
ويفهم من الكشي أن سلمة بن كهيل والحكم من عظم مشايخ البترية. (3)
قوله: وابن سريج (4) [ص 400 ح 6] بالسين المهملة والجيم، نص عليه عبد الرحمان
الإسنوي في شرح منهاج الأصول للقاضي البيضاوي. (5)
* قوله (عليه السلام): ثوبين صحاريين [ص 400 ح 6]
قال الهروي في كتاب الغريبين: " وفي الحديث: " كفن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ثوبين
صحاريين " قال الشيخ (6): صحار قرية باليمن نسب الثوب إليها ". (7)
* قوله: أزور عباد بن كثير من ذلك [ص 400 ح 6] أي مالت نفسه عنه وأنكره.
قوله (عليه السلام): كان عجوة إلخ [ص 400 ح 6]
العجوة ضرب من أجود التمر، واللون: الدقل، وهو ضرب من النخل رديء،
ومراده باللقاط ما أخذ من نوى تمرها وغرس، فإنه ليس كالفسيل المأخوذ من
أصلها.



1. البقرة (2): 8.
2. رجال الكشي، ص 240، الرقم 439، وفيه: " ممن ضل هؤلاء ".
3. رجال الكشي، ص 233، ذيل الرقم 422.
4. في الكافي المطبوع: " ابن شريح ".
5. نهاية السؤول، شرح منهاج الوصول إلى علم الأصول، لجمال الدين، عبد الرحيم بن الحسن الإسنوي
الأموي، ج 1، ص 364 من دون ضبط، وهو أحمد بن عمر بن سريج البغدادي القاضي أبو العباس،
الأصولي المتكلم، شيخ الشافعية توفي سنة 306، فعلى هذا ليس الرجل الوارد في الحديث. إلا أن يكون
مراده أن مثل هذا الاسم ضبطه هكذا.
6. يعني مؤلف الغريبين: الهروي.
7. الغريبين، ج 4، ص 1064 (صحر).
242
باب فيما جاء [أن حديثهم صعب مستصعب]
* قوله (عليه السلام): أن يحدث [ص 401 ح 1] أي من أجل أن يحدث.
* قوله (عليه السلام): على ابن آدم (1) [ص 401 ح 3] أي هذا الجنس، فالإفراد ليس لحنا، وفي
بعض النسخ " بني " وكأنه إصلاح من بعض الناظرين.
قوله (عليه السلام): إنما معنى إلخ [ص 402 ح 4]
وبمثل هذا فسر صاحب الكشاف قوله تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على
السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه و
كان ظلوما جهولا) (2)
فإنه فسر حمل الأمانة بما حاصله: الخيانة فيها والامتناع من أدائها، ومنه قولهم:
حامل الأمانة ومحتملها، أي لا يردها فتبرأ ذمته منها. (3)
* قوله (عليه السلام): قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) [ص 402 ح 5]
هكذا جاء هذا الحديث، والظاهر: قالا: قال.
قوله (عليه السلام): ما أمرنا بتبليغه [ص 402 ح 5]
يحتمل أن يكون " ما " فيه موصولا اسميا، فلابد حينئذ من حملها على إرادة
ذوي العقول، ومجئ كل من " ما " و " من " بمعنى الأخرى غير عزيز في كلامهم.
ويحتمل أن يكون موصولا حرفيا، والمعنى على كل تقدير ظاهر.
* قوله (عليه السلام): ولا حمالة يحتملونه [ص 402 ح 5]
يمكن أن يكون المراد ولا حمالا اسم فاعل من حمل للمبالغة، والتاء كتاء علامة



1. في الكافي المطبوع: " بني آدم ".
2. الأحزاب (33): 72.
3. الكشاف، ج 3، ص 564.
243
وفهامة، ووجه إرجاع ضمير الجمع إما باعتبار المتعاطفات أو باعتبار المعنى إن
أرجعته إلى الأخير فقط.
* قوله (عليه السلام): فاجعل محيانا محياهم [ص 402 ح 5]
أي محياهم محيانا، وإنما قدم المفعول الثاني على الأول؛ إظهارا لشرف شيعتهم
وكرامتهم على الله سبحانه حتى كأنه يتمنى الكون منهم.
باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم (1)
قوله (عليه السلام): ثلاث لا يغل عليهن إلخ [ص 403 ح 1]
قال الجوهري: " الغل - بالكسر -: الغش والحقد أيضا، وقد غل صدره يغل
- بالكسر - غلا، إذا كان ذا غش وضغن وحقد " (2) انتهى.
واعلم أنه هنا قد ضمن يغل معنى الانضمام والإنطوى (3) بقرينة تعديته ب‍ " على "،
والمعنى: ثلاث لا ينضم ولا ينطوي عليها قلب امرئ مسلم غاشا إخلاص العمل
لله إلخ.
* قوله (عليه السلام): محيطة من ورائهم [ص 403 ح 1] أي حافظة غيرهم.
* قوله (عليه السلام): وهم يد على من سواهم [ص 403 ح 1]
من التشبيه البليغ، أي هم كاليد الواحدة على دفع من سواهم.
* قوله: لما حدثتني [ص 403 ح 2] أي إلا ما حدثتني.
* قوله: ولزوم جماعتهم [ص 404 ح 2]
ليس عطفا على نصيحته كما قد يظن؛ بل هو تفسير لما في أصل الحديث من



1. في هامش النسخة: أي ومن أئمة المسلمين. " بخطه "
2. الصحاح، ج 3، ص 1783 (غلل).
3. كتب فوقها في النسخة لفظة " كذا ".
244
قوله: " والنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ".
* قوله (1): لا تخبر بها [ص 404 ح 2] أي بقصتنا.
قوله (عليه السلام): ونكث صفقة الإبهام [ص 405 ح 5]
الإبهام: الإصبع العظمى، والمراد بالصفقة البيعة، ومراده بصفقة الإبهام صفقة
اليد؛ لأن البيعة إنما تكون بها وعبر عنها بالإبهام تسمية للشيء باسم أعظم أجزائه.
باب ما يجب [من حق الإمام على الرعية...]
قوله (عليه السلام): فإنكم لو عاينتم، إلخ [ص 405 ح 3]
المعاينة: مشاهدة الشيء بالعين والمراد بها هنا العلم، أي فليكن على ما ذكرت
لكم من عدم خيانة الولاة وغش الهداة وعدم جهل الإمام والتفرق عن العهد لئلا
تضعفوا وتذهب قوتكم، بناء أصل وأموركم، والزموا هذه الطريقة؛ لأن النجاة فيها
والعطب في خلافها، فإنكم لو علمتم ما شاهد من قد مات ممن خالف ما تدعون
غيركم إليه من الولاية والبراءة " لبدرتم "، أي لأسرعتم وخرجتم من بيوتكم
لمشاهدته فرحا واستبشارا بإنجاز الله سبحانه لكم ما أوعد الظالمين لكم والمخالفين
لقولكم وسمعتم صراخهم من ذلك؛ ولكن الأمر محجوب عنكم " الحديث ".
* قوله (عليه السلام): نعيت، إلخ [ص 406 ح 4]
النعي خبر الموت، وهو متضمن هنا معنى الإنهاء، أي أنهي إليه (عليه السلام) خبر موت
نفسه.
قوله (صلى الله عليه وآله): أذكر الله الوالي من بعدي إلى (2) أمتي، إلخ [ص 406 ح 4]
" أذكر " فعل مضارع عدي للمفعول الثاني، أعني الوالي بالتضعيف، وما قبله



1. في النسخة: " قوله عليه السلام ".
2. في الكافي المطبوع: " على ".
245
مفعوله الأول، قدم لشرفه! والفعل مضمن معنى التخويف. والظرفان يحتمل أن
يكونا لغوا، وأن يكون الأول مستقرا صفة للوالي. و " إلا " حرف استثناء دخلت على
الفعل المقدر بالاسم مثلها في قولهم: أنشدك الله إلا فعلت كذا وكذا، وقول ابن عباس
[حين دخل مجلسا للأنصار وقاموا له] (1): " بالنصر والإيواء إلا جلستم ".
والتقدير: أخوف الوالي الكائن بعدي، أو الوالي على أمتي من بعدي الله مذكرا
له إياه في جميع الأوقات إلا وقت ترحمه على جماعة المسلمين وإجلاله كبيرهم،
ورحمه ضعيفهم، وتوقيره عالمهم " الحديث "، فإنه ذلك الوقت ذاكر خائف لا يحتاج
إلى تذكير وتخويف.
قوله (صلى الله عليه وآله): فأجل كبيرهم، إلخ [ص 406 ح 4]
ربما فرق بين الإجلال والتوقير بأن الإجلال وجدان الغير جليلا، والتوقير هو
الإثقال بأنواع الإجلال والعطايا؛ ولهذا نسب الأول للكبراء، والثاني للعلماء.
* قوله (صلى الله عليه وآله): ولم يفقرهم فيكفرهم [ص 406 ح 4]
فإن الفقر كفر إذا خفت الحلوم ووهت العزائم وغشيت البصائر.
قوله (صلى الله عليه وآله): ولم يخبزهم في بعوثهم [ص 406 ح 4]
البعوث مفرده البعث، أي الجيش، وقوله: " ولم يخبزهم " رأيتها في النسخ
المعتبرة مضبوطة بالخاء المعجمة والباء الموحدة والزاي المعجمة من الخبز، وهو
السوق الشديد، وحيث كان السوق الشديد يلزمه التكليف فوق الطاعة كنى به عنه،
أي لا يكلفهم في خروجهم فوق الطاعة فيصير ذلك سببا لاستيصالهم بالقتل فينقطع
نسلهم.
ويمكن أن يكون بالجيم والراء المهملة من جبره على كذا وأجبره عليه:



1. ما بين المعقوفين من مرآة العقول، ج 4، ص 338.
246
قهره، ويكون ذلك كناية عن أن لا يقابل بهم على غير حق كما فعل معاوية
والحميراء؛ إذ الحق يلزمه الرغبة وصدق النية في الحرب للمؤمن وحينئذ
لا يتحقق الجبر.
* قوله (عليه السلام): أو ضياعا [ص 406 ح 6] أي عيالا ضياعا من قولهم: ضاع الشيء ضيعة
وضياعا - بالفتح -: هلك، وإنما وحد الصفة؛ لأنها مصدر.
قوله (صلى الله عليه وآله): [فعليه إثم] ذلك إن الله تبارك وتعالى، إلخ [ص 407 ح 7]
هذا الحديث يدل على أن اللام في قوله عز من قائل: (للفقراء) (1)، للملك
لا لبيان المصرف، كما ذهب إليه جمع من علماء الخاصة والعامة.
* قوله (عليه السلام): المغرم [ص 407 ح 9] أي الذي علاه الدين.
* قوله: الوهم من معاوية [ص 407 ح 9] أي التوهم والترديد بقوله: " تدين أو
استدان " من معاوية لامن الطبري كما هو الظاهر.
باب أن الأرض [كلها للإمام (عليه السلام)]
* قوله: وليت البحرين الغوص (2) [ص 408 ح 3] التخفيف في مثل هذا أولى لقولهم:
والى.
* قوله: وأن أعرض [ص 408 ح 3] أي العرض.
* قوله: أو ما لنا [ص 408 ح 3] استفهام إنكار.
قوله (عليه السلام): فيجبيهم، إلخ [ص 408 ح 3]
جباه يجبيه: جمعه، والطسق: الوظيفة من خراج الأرض، والتقدير: يجمع
خراج ما كان في أيديهم من الأرض منهم.



1. التوبة (9): 60.
2. في هامش النسخة: بدل اشتمال من البحرين بخطه.
247
* قوله (عليه السلام): صغرة [ص 408 ح 3]
جمع صاغر، وهو الذليل، ككاتب وكتبة وطالب وطلبة.
* قوله (عليه السلام): وهو نهر الشاش [ص 409 ح 5]
كأنه شرقي بلاد الترك.
* قوله (عليه السلام): أوستقت [ص 409 ح 5] الترديد من بعض الرواة.
* قوله (عليه السلام): إلا ما غضب (1) [ص 409 ح 5]
" ما " مصدرية والاستثناء منقطع، أي ليس له من ذلك شيء إلا غضب الله عليه.
* قوله: عن السري بن الربيع [ص 409 ذيل ح 8]
كذا في أكثر النسخ، وفي الرجال: السندي بن الربيع.
باب سيرة الإمام [في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر]
قوله (عليه السلام): كي يقتدي الفقير بفقره [ص 410 ح 1]
هكذا أكثر النسخ، وفي بعضها " بفقري " (2) وهو ظاهر، وعلى ما عليه أكثر النسخ
الباء في " بفقره " باء الآلة والاستعانة مثلها في كتبت بالقلم، والباء التي هي صلة يقتدي
مع مدخولها محذوفان. والتقدير: كي يقتدي الفقير بي في فقري بفقره.
قوله (عليه السلام): إلا سياسة الليل، إلخ [ص 410 ح 2]
الظاهر أنه يريد بسياسة الليل التعب اللاحق من قيام الليل، وبسباحة النهار
التصرف في أمور المعاش الضرورية، أخذا من قوله سبحانه: (إن لك في النهار سبحا
طويلا) (3) والأول من قوله عز من قائل: (إن ناشئة الليل هي أشد وطا) (4) والله أعلم.



1. في الكافي المطبوع: " غصب ".
2. وكما في الكافي المطبوع أيضا.
3. المزمل (73): 7.
4. المزمل (73): 6.
248
* قوله (عليه السلام): وأكل الجشب [ص 410 ح 2] أي الغليظ أو بلا إدام.
* فعلى ما اقتصرت [ص 411 ح 3]
على لغة من لم يحذف ألف " ما " الاستفهامية إذا دخل عليها حرف الجر.
قوله (عليه السلام): كيلا يتبيغ [ص 411 ح 3]
قال في الصحاح: " تبوغ الدم بصاحبه وتبيغ به: هاج " (1). والمراد هنا: كيلا يوقع
الفقر صاحبه فيما لا يرضى به الله.
باب فيه نكت [ونتف من التنزيل في الولاية]
قوله: عن قول الله: فيكم مؤمن ومنكم كافر [ص 413 ح 4]
في أكثر النسخ هكذا، وفي بعض النسخ: فمنكم كافر ومنكم مؤمن. وهو
الموافق للتنزيل، والآية [3] في سورة التغابن.
قوله (عليه السلام): ولم يجز طاعتهم [ص 414 ح 10] أي لم يتعدها إلى طاعة تيم وعدي.
* قوله تعالى: (وليجة) [ص 415 ح 15]
وليجة الرجل: خاصته وبطانته، كما كان مروان بن الحكم لعثمان.
* قوله تعالى: (طبقا عن طبق) [ص 415 ح 17]
الطبق: الحال، أي حالا بعد حال.
قوله: عن على بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير [ص 418 ح 34 و 42 و 52 و 53]
في بعض النسخ (2): عبد الله بن كثير، وفي بعضها عبد الرحمان وهو الأصح، كما
يشهد له ما مر من الروايات وما سيأتي عن قريب.



1. الصحاح، ج 3، ص 1317 (بوغ).
2. وكما في الحديث 34 من الكافي المطبوع.
249
قوله (عليه السلام): نحن والله الذي يرحم (1) الله، إلخ [ص 423 ح 56]
هذا على لغة من يحذف النون في الجمع، وعلى هذا ورد قوله سبحانه:
(وخضتم كالذي خاضوا) (2) وقول الشاعر:
فإن الذي حانت بفلج دماؤهم * هم القوم كل القوم يا أم خالد (3)
وتجويز بعضهم أن يكون " الذي " في قوله تعالى: (وخضتم كالذي خاضوا)
موصولا حرفيا غير ملتفت إليه؛ إذ لم ينقل عن أهل العربية ذلك، وقد نقل أئمة اللغة
مجيء " الذي " محذوفة النون للجمع، فلا وجه للصرف عن الظاهر حينئذ؛ والله أعلم.
قوله: في قوله: وأن المساجد لله، إلخ [ص 425 ح 65]
كان في هذا الحديث رد على من يجوز نصب الإمام بالإجماع وأن الإمام
لا يكون إلا منصوبا من جانب الله سبحانه. ووجه ذلك أن المساجد جمع مسجد
وهو اسم مكان، والسجود الحقيقي هو سجود الإمام (عليه السلام) فهو المسجد والأئمة (عليهم السلام)
المساجد، أو المساجد جمع مسجد على أنه مصدر ميمي بمعنى اسم الفاعل، وعلى
كل تقدير، فالمعنى: فالأئمة (عليهم السلام) لله، أي هم منصوبون من جانب الله لا دخل لاتفاق
الناس أو اختلافهم في إمامتهم وعدمها، كما لا دخل لاتفاق الناس أو اختلافهم في
نبوة الأنبياء، فالوصاية والنبوة سواء هذه وتلك من جانب الله سبحانه.
* قوله (عليه السلام): لما رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) [ص 426 ح 73] أي في نومه.



1. في الكافي المطبوع: " رحم ".
2. التوبة (9): 69.
3. ذكره الرضي في شرح الكافية، ج 3، ص 20 و 424، وابن هشام في المغني، ج 1، ص 256، وقال محققه:
البيت للأشهب بن رميلة أو لحريث بن محفض، وهو في سيبويه ج 1، ص 96، الخزانة، ج 2، ص 507 و
ج 3، ص 473، حانت: هلكت. فلج: اسم موضع، ويروى: وإن الألى... ولا شاهد فيه حينئذ على حذف
نون الذين للتخفيف أو للضرورة.
250
قوله (عليه السلام): هل فيها فضل (1)؟ [ص 428 ح 80]
هكذا في النسخ في الأصل وإن كتب على الحواشي غيره، وكأنه بالفاء والضاد
المعجمة من الفضلة، أي هل بقي فيها فضل، أي بقية ليكونها من يدعي ما ليس له
بحق من أعدائنا.
* قوله (عليه السلام): الرحمة التي يقول، إلخ [ص 429 ح 83]
متبدأ خبره: " يقول: علم الإمام ".
* قوله (عليه السلام): يقول: علم الإمام [ص 429 ح 83] أي يعني بها علم الإمام.
* قوله (عليه السلام): من علمه [ص 429 ح 83] أي الله.
* قوله (عليه السلام): يعني ولاية، إلخ [ص 429 ح 83]
هذا تفسير لقوله: " يتقون "، أي سأكتب علم الإمام للذين يتقون، أي ينزهون
أنفسهم ويصونونها عن ولاية غير الإمام (عليه السلام) وطاعته.
قوله (عليه السلام): لتنذر القوم الذي (2) أنت فيهم [ص 432 ح 90]
قد تقدم وجه كون الموصول لفظه لفظ المفرد والمراد به الجمع.
قوله (عليه السلام): كما أنذر، إلخ [ص 432 ح 90]
كأنه صلوات الله عليه جعل " ما " في قوله عز من قائل: (ما أنذر آباؤهم) (3)
موصولا حرفيا لا نافية كما جعلها المفسرون.
قوله: قلت: هذا تنزيل. قال، إلخ [ص 432 ح 91]
الذي فهمته من تضاعيف الأحاديث أن المراد بالتنزيل ما قاله جبرئيل لمحمد (عليه السلام)



1. في هامش النسخة: كذا عنون الحاشية (قدس سره) وكذا كان في أصل الكتاب فكتب (قدس سره) كلمة " شوب " بدله.
2. في الكافي المطبوع: " الذين ".
3. يس (36): 6.
251
عند نزوله بالآيات من المعاني، ومن التأويل ما أطلق لهم صلوات الله عليهم من
حمل ألفاظ القرآن عليه على وجه عام، لا أن القرآن نزل بهذه الألفاظ ثم غير عنها إلى
ما هو عليه الآن.
* قوله (عليه السلام): عن الحسين بن عبد الرحمان [ص 435 ح 92]
قد مضى هذا السند بعينه [في الحديث 90] وفيه الحسن، وفي الرجال الحسن.
باب فيه نتف [وجوامع من الرواية في الولاية]
قوله (عليه السلام): ولن يبعث الله، إلخ [ص 437 ح 6]
هكذا فيما وصل إلينا من نسخ الكتاب وقد تقرر أن " لن " لنفي المستقبل، فإما أن
يحمل على معنى " لم " مجازا، أو يصار إلى أنها معطوفة هي وما بعدها على قوله:
" ولاية علي [(عليه السلام)] مكتوبة " إلخ والخبر محذوف، أي وهذه العبارة أعني " لن يبعث الله
نبيا " إلخ مكتوبة أيضا، فأبقيت العبارة على ما كانت عليه في صحف الأنبياء (عليهم السلام) على
سبيل الحكاية

252
أبواب التاريخ
[باب] مولد النبي (صلى الله عليه وآله) ووفاته
قوله: ولد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، إلخ [ص 439]
في هذا المقام إشكال مشهور، وهو أنه صلوات الله عليه إذا كان الحمل به في أيام
التشريق وهي من ذي الحجة، فمن الوضع في شهر ربيع الأول يلزم إما الزيادة على
أكثر من مدة أكثر الحمل أو الأقل مما يمكن فيه وضع الحمل، وكلاهما باطل.
ووجه التفصي عنه على ما قاله شيخنا البهائي قدس الله روحه أنهم كانوا في
الجاهلية إذا أرادوا قتالا في الأشهر الحرم أو كان البرد شديدا فيها أو الحر أنسؤوها،
أي أخروها، إلى شهر آخر بعدها وأجروا أحكامها عليه واستباحوا ذلك الشهر وفعلوا
فيه ما أرادوا، وقوله تعالى: (إنما النسيء زيادة في الكفر [يضل به الذين كفروا] يحلونه و
عاما ويحرمونه و عاما) (1) إشارة إلى ذلك، فيمكن أن يكون الحمل وقع في أيام
التشريق من ذلك الشهر الذي عينوه مكان ذي الحجة ويكون هو رجبا، بناء على
الأغلب في مدة الحمل، أو لكونه من الأشهر الحرم فنقلوا أحكام ذي الحجة إليه،
لاشتراكهما في الحكم، ويمكن غيره، فينحل الإشكال.
وكون آباء الرسول (عليه السلام) كانوا على الإيمان لا يمنع من حضورهم معهم مواسمهم،
فإنهم كانوا يكتمون الإيمان منهم أشد الكتمان؛ والله أعلم.
* قوله: عند أخواله [ص 439] فإن أمه كانت من أهل المدينة.



1. التوبة (9): 37.
253
أو المراد أخوال أبيه عبد المطلب، فإن أمه كانت من بني النجار من أهل المدينة
بنى بها أبوه هاشم بن عبد مناف حين توجهه إلى الشام، وتوفي هاشم في الشام في
غزة (1)، وولدت له في غيبته عنها عبد المطلب، وسمته أمه شيبة الحمد حتى جاء إليه
مطلب بن عبد مناف وسرقه وذهب به إلى مكة؛ والقصة مشهورة.
* قوله: أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبد الله الصغير (2) [ص 441 ح 9]
سيأتي في هذا الباب أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبد الله، عن الحسين بن
عبد الله الصغير. (3)
* قوله: امضه [ص 442 ح 12] هاء السكت.
قوله: مكانك يا محمد، إلخ [ص 443 ح 13] أي الزم مكانك، فإنك " قد وقفت
موقفا "، أي في موقف، " لم يقفه "، أي فيه، " ملك قط ولا نبي " غيرك، فكأنه صلوات
الله عليه تداخله من هذا الكلام شيء من الرعب، فقال له جبرئيل (عليه السلام) مسكنا له: " إن
ربك يصلي "، أي يختص برحمته من يشاء من عباده وقد اختصك بذلك، وحيث
كان صلوات الله عليه اهتمامه بحال أمته واستعلام ما يؤول إليه حالهم هو المطلب
الأقصى في نظره تلقى المخاطب بغير ما يترقب على طريقة أسلوب الحكيم فقال: " يا
جبرئيل، وكيف يصلي " ربي، أي كيف رحمته لأمتي، أشاملة هي أم خاصة ببعضهم،
فقال - كما يقول المترحم على لسان المترحم عنه وإن لم يصدر عنه ذلك الكلام
بعينه -: " سبوح "، أي أنا سبوح منزه عن جميع النقائص والرذائل، " قدوس "، أي
طاهر مطهر عما ينسبه إلي جهلة عبادي، " أنا رب الملائكة والروح "، أي قادر على



1. غزة (بفتح أوله وتشديد ثانيه وفتحه): مدينة في أقصى الشام من ناحية مصر، وهي من نواحي فلسطين
غربي عسقلان. معجم البلدان، ج 4، ص 202.
2. في هامش النسخة: " خ ل " وعليها علامة " صح ": " عن الحسن بن عبد الله ".
3. ص 446 ح 21 وفيه: " عن الحسين بن عبيد الله، عن أبي عبد الله الحسين الصغير ".
254
العقاب والثواب؛ لأن من قدر على مثل هذه الخلقة العظيمة وكان رابا لها لا يعجزه
شيء ولا يفوته شيء، " سبقت رحمتي غضبي "، أي قد أقمت الحجة بنصب الأدلة
من إرسال الرسل ونصب الأوصياء قبل الحكم بالعقاب، فلا لوم علي، ويلزم هذا
الكلام أن رحمتي خاصة بمن أطاع، فلا يطمع فيها من عصى، واختار على الأنبياء
غيرهم وقدم على الأوصياء من يجب عليه طاعتهم.
قوله: قال: ما بين سيتها [ص 443 ح 13] أي ما يصدق عليه أنه سية لها إلى رأسها
من كل جانب، والسية هي الانعطاف في جانبي القوس، وما بين السيتين القابان.
والقوس يذكر ويؤنث.
وحاصله: أن معنى قاب قوسين مقدار قوس واحدة، فإن ألقاب ما بين المقبض
ورأس السية.
والمعنى على القلب، أي قابي قوس وهما مع السية مقدار القوس، فإنه غاية
القرب بين المفيد والمستفيد، وهذا موافق لما نقله في الصحاح عن بعض اللغويين (1)
وإنما قلنا: وهما مع السية مقدار القوس، لقوله: " إلى رأسها ".
* قوله (عليه السلام): مشرب حمرة [ص 443 ح 14] أي علا بياضه حمرة.
* قوله (عليه السلام): شثن الأطراف [ص 443 ح 15]
المراد بالأطراف الكفان والقدمان، قال الهروي في كتاب الغريبين في صفته (صلى الله عليه وآله):
" شثن الكفين والقدمين، قال أبو عبيدة: يعني أنهما [تميلان] إلى الغلظ والقصر،
وقال خالد: الشثونة لا تعيب الرجال، بل هي (2) أشد لصبرهم على المراس؛ ولكنها
تعيب النساء وقال غيره: هو الذي في أنامله غلظ بلا قصر ". (3)



1. الصحاح، ج 1، ص 207 (سيى).
2. في النسخة: " هو ".
3. الغريبين، ج 3، ص 972. (شثث)
255
قوله (عليه السلام): كأن الذهب قد أفرغ على براثنه [ص 443 ح 14]
يعني أن لون أصابعه قد أشرب صفرة، وهذا اللون ممدوح عند العرب؛ قال امرؤ
القيس في وصف محبوبته:
كبكر المقاناة البياض بصفرة * غذاها نمير الماء غير محلل (1)
وقال الآخر:
كأنها فضة قد مسها ذهب
وإنما تعاب الصفرة إذا كانت عن علة. والمراد بالبراثن الأصابع تشبيها لها ببراثن
السبع.
* قوله (عليه السلام): من شدة استرساله [ص 443 ح 14] أي انبساطه واستيناسه بمن يريد
الالتفات إليه، قاله في الصحاح (2).
* قوله (عليه السلام): سرته (3) سائلة [ص 443 ح 14] أي مستطيلة مع سعة. قال في الصحاح:
" سالت الغرة، أي استطالت وعرضت ". (4)
قوله (عليه السلام): يكاد أنفه، إلخ [ص 443 ح 14]
هذا كناية عن استواء خلقة أنفه، أي لا هو بالطويل فيرد الماء عند الشرب، أي
يدخل فيه، ولا هو بالقصير الأفطس الذي لا يكاد يرد.
قوله (صلى الله عليه وآله): فمر بي أصحاب الرايات [ص 444 ح 15]



1. شرح المعلقات السبع للزوزني، ص 21؛ جمهرة أشعار العرب، لأبي زيد القرشي، ص 98 (معلقة امرئ
القيس) وفي هامشه: المقاناة: الخلط، أي خلط بياضها بصفرة. النمير: الصافي. المحلل: الذي كدرته
الإبل.
2. الصحاح، ج 3، ص 1709 (رسل).
3. في الكافي المطبوع: " سربته ".
4. الصحاح، ج 3، ص 1733 (سيل).
256
يمكن أن يراد بأصحاب الرايات أصحاب الحكومات كناية عن الملزوم باللازم.
ويمكن أن يراد بهم قوم بأعيانهم وهم الذين ذكرهم السيد الحميري في عينيته
بقوله:
الناس يوم الحشر راياتهم * خمس فمنها هالك أربع
فراية العجل وفرعونها * وسامري الأمة الأشنع
وراية يقدمها حبتر * لا برد الله له مضجع (1)
وراية يقدمها زريق * كلب زنيم لكع أكوع
وراية يقدمها نعثل * للزور والبهتان مستجمع
وراية يقدمها حيدر * كأنه الشمس إذا تطلع (2)
حاشية أخرى: قد عثرت بعد ذلك بأصحاب الرايات، قال علي بن إبراهيم في
تفسير قوله تعالى: (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) (3) بحذف الإسناد: " وعن
أبي ذر (رضي الله عنه) قال: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يرد علي مع أمتي يوم القيامة
خمس رايات: راية مع عجل هذه الأمة، فأسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟
فيقولون: أما الأكبر فحرفناه ونبذناه وراء ظهورنا، وأما الأصغر فعاديناه وظلمناه
فأقول: ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم.
ثم ترد علي راية مع فرعون هذه الأمة، فأقول: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟



1. في هامش النسخة: فيه إقواء. بخطه. انتهى. وفي كشاف اصطلاحات الفنون، ج 1، ص 248: الإقواء
- بكسر الهمزة -: عند الشعراء هو عبارة عن تبديل التوجيه والحذو غير الحذو الذي هو حركة ما قبل
القيد في القافية التي رويها متحرك؛... وفي كشف اللغات يقول: الإقواء: اختلاف القوافي بين رفع
ونصب وجر وإنقاص حرف من عروض البيت.
2. اللآلي العبقرية في شرح العينية الحميرية، للفاضل الهندي، ص 490 مع اختلاف والأبيات الأربعة الأخيرة
لم ترد في ديوانه الذي جمعه نواف الجراح ص 119، وضياء حسين الأعلمي، ص 131.
3. آل عمران (3): 106.
257
فيقولون: أما الأكبر فحرفناه وخالفناه، وأما الأصغر فآذيناه وقاتلناه، فأقول: ردوا النار
ظماء مظمئين مسودة وجوهكم.
ثم ترد علي راية مع سامري هذه الأمة، فأقول: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟
فيقولون: أما الأكبر فعصيناه وتركناه، وأما الأصغر فخذلناه وضيعناه، فأقول: ردوا
النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم.
ثم ترد علي راية ذي الثدية مع الخوارج أولهم وآخرهم، فأقول: ما فعلتم
بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الأكبر فحرفناه وبرئنا منه، وأما الأصغر فحاربناه
وقاتلناه حتى قتلنا. فأقول: ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم.
ثم ترد علي راية إمام المتقين وقائد الغر المحجلين وسيد المسلمين (1)
وأمير المؤمنين، فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الأكبر فاتبعناه
وأطعناه، وأما الأصغر فأطعنا ونصرنا وأحببنا ووالينا حتى أهريقت بهم دماؤنا،
فأقول: ردوا الجنة رواء مرويين مبيضة وجوهكم، ثم تلا (صلى الله عليه وآله) (يوم تبيض وجوه وتسود
وجوه) الآية ". (2)
* قوله (صلى الله عليه وآله): لمن آمن منهم [ص 444 ح 15] أي ثبت على الإيمان.
* قوله (عليه السلام): قابض (3) [ص 444 ح 16] أي وهو قابض.
قوله: له خاصة [ص 444 ح 17] أي ليس ناقلا لها عمن تقدمه.
* قوله (عليه السلام): وأناته [ص 444 ح 17] أي إمهاله.
* قوله (عليه السلام): ما كان [ص 444 ح 17] فاعل لم يمنع.
* قوله (عليه السلام): أن انتجب [ص 444 ح 17] أي من أن انتجب.



1. في المصدر: " سيد الوصيين ".
2. تفسير القمي، ج 1، ص 109، مع اختلاف في اللفظ.
3. في الكافي المطبوع: " قابضا ".
258
* قوله (عليه السلام): في حومة العز [ص 444 ح 17] حومة كل شيء معظمه.
* قوله (عليه السلام): عند أهل العلم [ص 444 ح 17] أي أهل الكتاب.
* قوله (عليه السلام): على أوقار النبوة [ص 444 ح 17] أوقار جمع وقر، وهو الثقل.
قوله: وأخلاقها [ص 444 ح 17]
أخلاق جمع خلق مصدر من قولك: خلق فلان لكذا بالضم، أي قدر فيه ذاك،
والمعنى: أنه صلوات الله عليه مجبول في الأزل على حمل أعباء النبوة مقدر لها، وفيه
إشارة إلى معنى " كنت نبيا وآدم بين الماء والطين ". (1)
* قوله (عليه السلام): وأحلامها (2)
الأحلام العقول، وكان المراد هنا العلوم، يعني أنه صلوات الله مجبول ومطبوع
على أوصاف الرسالة والعلم الذي تختص به الرسل صلوات الله عليهم.
* قوله (عليه السلام): أسباب مقادير، إلخ [ص 444 ح 17] أي الحكم التي تسببت عنها مقاديره
سبحانه وتعالى أمر نبوته صلوات الله عليه وسلامه.
* قوله (عليه السلام): إلى نهاياتها [ص 444 ح 17] أي آخر تلك المقادير.
* قوله (عليه السلام): إلى غاياتها [ص 444 ح 17] أي الجزء الأخير من تلك المقادير، وهو في
الحقيقة جزء واحد من قدر واحد وهناك آخر المقادير. ويمكن أن يكون قدرا
واحدا فحصلت المغايرة بين ما أريد هنا من الغاية والنهاية؛ والله أعلم.
* قوله (عليه السلام): وأكرم سبط، إلخ [ص 444 ح 17]
أراد بالسبط هنا القبيلة وبالرهط القوم.
قوله (عليه السلام): وأودع حجر [ص 444 ح 17]



1. بحار الأنوار، ج 16، ص 402، ح 1؛ وج 18، ص 278؛ وج 101، ص 155.
2. ليس في الكافي المطبوع، والظاهر أنه معطوف على أخلاقها.
259
أودع حجر، أي أصون حجر، والمراد به حجر أبي طالب عليه الرحمة، وأما
قوله: " وأكلأ حمل " فكأنه من كلأ الشيء كلاءة: إذا حفظ، وبناء أفعل التفضيل من
المبني للمجهول قليل، وكان هذا منه على قلة.
* قوله (عليه السلام): ودعاهم، إلخ [ص 445 ح 17]
قد مر في خطبة الكتاب ما هو مقتبس من هذا الحديث، وقد أوضحناه هناك
فراجعه.
* قوله: والأبعدين في الله [ص 445 ح 19] أي لأجله.
* قوله: ودرك (1) لما، إلخ [ص 445 ح 19]
عطف المرفوع على اسم إن بعد مضي الخبر أمر مشهور، فما يوجد في بعض
النسخ على الحواشي " ودركا " بالنصب فكأنه من الإصلاحات التي لا حاجة إليها.
* قوله: واجتمعت الفرقة [ص 446 ح 19] أي من تفرق.
قوله (عليه السلام): أول من قال بالبداء [ص 447 ح 23] أي البداء في الفعل لا العلم، وهو دليل
على نسبة الاختيار إليه تعالى ومن لم يقل به فهو قائل بالجبر، وهو في الحقيقة سلب
للقدرة عنه تعالى.
قوله: مثل حصاة الخذف [ص 448 ح 25]
الخذف بالحصا الرمي به، وكان المراد بحصاة الخذف الحصاة التي يتعارف
خذفها بالأصابع.
قوله (عليه السلام): أبو طالب، إلخ [ص 449 ح 33]
أقول: رأيت في كتاب كمال الدين وتمام النعمة للصدوق (رضي الله عنه) أن الحسين بن
روح (رحمه الله) سئل عن هذا الحديث فقال: " يعني إله، أحد، جواد " انتهى (2). وكان فيه إشارة



1. في هامش النسخة: " خ ل: دركا ". وكذا في الكافي المطبوع.
2. كمال الدين، ص 519، الباب 45، ح 48؛ معاني الأخبار، ص 286 باب معنى إسلام أبي طالب بحساب
الجمل...، ح 2. وعنهما في بحار الأنوار، ج 35، ص 78 ح 19؛ وج 53، ص 191، ح 20. ولاحظ أيضا كمال
الدين، ص 509، ح 39.
260
إلى أن تعبير أبي عبد الله (عليه السلام) عن إسلام أبي طالب رضي الله عنه كان بحساب الجمل، لا
أن إسلامه كان بذلك. ويؤيده قول الراوي: وعقد بيده ثلاثة وستين، فكأنه صلوات
الله عليه قال في التعبير عن إسلام أبي طالب رضي الله عنه هذه العبارة، أعني إله أحد
جواد، وهذه الكلمات بحساب (1) الجمل عددها ثلاث وستون، فهي كناية عن أن أبا
طالب قال: " اللهم إني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن
محمدا عبدك ورسولك " فإن حروف هذه الشهادة ثلاثة وستون حرفا. ورأيت في
الكتاب الذي جمعه السيد الجليل النسابة فخار بن معد الموسوي في إثبات إسلام
أبي طالب نقل هذا الحديث بهذه العبارة: " أسلم أبو طالب بكلام الجمل، وقال السيد
الجليل المشار إليه بعد إيراده له يعني بكلام الجمل: وإسلامه على يديه صلوات الله
عليه وقصته مشهورة " (2) انتهى. ويزيد ذلك إيضاحا أن حروف المباني يدل بها على
العدد المطلق من غير نظر إلى كون المعدود سنين أو غيرها، فهي حينئذ صالحة
للدلالة على كل معدود، والتعيين إنما هو بالقرينة، وحيث كان المقام فيما نحن فيه
مقام الإخبار عن إسلام شخص، علم أن المراد كلمات وأنها مما يشتمل على
الشهادتين، وحيث قال صلوات الله عليه: " إله أحد جواد " في التعبير، علم أن حروفها
ثلاثة وستون؛ لأن إرادة الجمل أو الكلمات بعيدة جدا؛ لطول ذلك وعدم تعارفه في
ذلك المقام، فتعين كونها حروفا، كما أنه إذا أراد المؤرخ التعبير عن عدد سنين
مخصوصة يحمل كلامه عليها؛ لأن الشهور لا يستغنى بها عن السنين وكذا الساعات،
فيحمل كلامه على السنين. هذا ما تيسر لي في هذا الحديث؛ والله أعلم.



1. في النسخة: " بحسب ".
2. إيمان أبي طالب، ص 131، وفيه: وقوله (عليه السلام): " بكلام الجمل " يعني الجمل الذي خاطب النبي (صلى الله عليه وآله)، وقصته
مشهورة.
261
* قوله (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إماما (1) [ص 451 ح 37]
هكذا أكثر النسخ، وكأنه كان " إمامنا ".
قوله (عليه السلام): ويظهر لهم السقف المرفوع [ص 451 ح 39]
المراد بالسقف المرفوع - على ما في التفاسير حتى تفسير علي بن إبراهيم
رضوان الله عليه (2) - السماء، وكان المراد بإظهارها إظهار ما فيها من البركات المشار
إليها بقوله عز وجل: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركت من السماء
والأرض). (3)
قوله (عليه السلام): من السلام [ص 451 ح 39]
الظاهر أن " من " في قوله: " من السلام " للتعليل متعلقة بقوله: " ووعدهم أن يسلم
لهم الأرض المباركة " إلى آخره ويفعل بهم كذا وكذا لأجل سلامهم على رسول
الله (صلى الله عليه وآله). ويوضح ذلك قوله (عليه السلام): " إنما عليه السلام (4) تذكرة نفس الميثاق وتجديد له
على الله سبحانه "، أي ليس السلام على رسول الله، وإنما هو تذكرة وتجديد لما
عاهدوا الله عليه، لعله يعجل ذلك لهم.
* قوله (عليه السلام): ويعجل السلام لكم [ص 451 ح 39]
أي الأمان مع جميع ما فيه، أي جميع ما يلزمه من إصابة الحق مع إمام ظاهر
ونحوه.



1. في هامش النسخة: " خ ل: إمام ". وفي هامشها أيضا: " هكذا كان في نسخته قدس سره فكتب بدله:
إمامنا ".
2. تفسير القمي، ج 2، ص 331، في تفسير الآية 5 من سورة الطور.
3. الأعراف (7): 96.
4. في الكافي المطبوع: " السلام عليه ".
262
[باب] مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه
* قوله (عليه السلام): فأعطاهن إحدى قميصيه [ص 453 ح 2]
صورة الخط، وتذكير القميص يحملان الناظر في الكتاب على قراءته بالجيم
ليكون أفعل تفضيل من الجدوى.
قوله عن أسيد بن صفوان [ص 454 ح 4]
قاتل الله مخالفينا، فإنهم نقلوا هذا الحديث بعينه عن أسيد هذا وأنه لما مات
أبو بكر وقف علي (عليه السلام) على باب البيت الذي فيه أبو بكر وقال هذا الكلام فيه. (1)
* قوله: حين استكانوا [ص 454 ح 4]
الاستكانة: الخضوع، إما من الكون أو من السكون، فوزنه على الأول استفعل
فالمد قياسي، وعلى الثاني افتعل فالمد شاذ.
قوله: إذ هم أصحابه [ص 455 ح 4]
هو فعل ماض من الهميم وهو الدبيب، أي المشي رويدا، كنى به عن عدولهم
عن منهاج رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إيذانا بأن ذلك لم يكن دفعيا وإنما كان عن سابقة فكر
وإعمال روية ومشورة مع أبناء الأجناس.
* قوله: لم تنازع [ص 455 ح 4] أي بحق فإنه التنازع الحقيقي.
قوله: وأعلاهم قنوتا (2) [ص 455 ح 4] أي أكثرهم تواضعا، وفي كتب مخالفينا جعلوا
هذا كلام علي (عليه السلام) في وصف أبي بكر وفيه: وأعلاهم فوقا، وفسروه بأكثرهم نصيبا،



1. أشار إليه في ترجمة أسيد بن صفوان المزي في تهذيب الكمال، ج 3، ص 241، الرقم 513؛ والذهبي في
ميزان الاعتدال، ج 1، ص 257، الرقم 986؛ وابن حجر في تهذيب التهذيب، ج 1، ص 313، الرقم 561،
وفي الإصابة، ج 1، ص 81، الرقم 179، والصفدي في الوافي بالوفيات، ج 9، ص 261، الرقم 4180.
2. في هامش النسخة: " خ ل: قدما ".
263
وقالوا: هو مستعار من فوق السهم وهو موضع الوتر منه، وما في الكتاب أجود لفظا
ومعنى.
* قوله: وشمرت إذا اجتمعوا [ص 455 ح 4] أي شمرت عن ساق الحرب إذا اجتمعوا
على قتال الرسول.
* قوله: إذ أسرعوا [ص 455 ح 4] أي في الهرب.
* قوله: وأدركت أوتار ما طلبوا [ص 455 ح 4]
جمع " وتر " وهو الذحل، أي العداوة والحقد، يقال: طلب بذحله، أي بثاره،
والمراد: أدركت أنت ما طلبوه هم من ثار النبوة دونهم.
* قوله: ونالوا بك ما لم يحتسبوا [ص 455 ح 4] أي وأدركوا بك من الأخذ بحق
الإسلام ما لم يحتسبوا به عند الله أجرا، وإنما كان لعصبية جاهلية، أو طلب ملك، أو
خوف على أهل ومال، وما أشبه ذلك.
* قوله: صبا [ص 455 ح 4] أي مصبوبا عليهم من جانب الله سبحانه.
* قوله: عمدا [ص 455 ح 4] جمع عمود البيت.
قوله: فطرت، إلخ [ص 455 ح 4] على البناء للمجهول، أي جعلت، وضمير
" بنعمائها " عائد على الخلافة المفهومة من قوله سابقا: " كنت خليفته "، وكذا ما بعدها
من الضمائر، والظرف في " بنعمائها " متعلق بمحذوف حال من ضمير " فطرت "، أي
جبلت وطبعت حال كونك متلبسا بأنعم الخلافة، أي بما يترتب عليها من النعيم
الأبدي والعز السرمدي، وقد يوجد في بعض النسخ بغنائها بالغين المعجمة، أي
بكربها وحزنها.
حاشية أخرى: الأوجه جعله فعلا من الطيران من قولهم: طارت به العنقا، أي
ذهبت به، والمعنى ذهبت بما يترتب على الخلافة من النعيم السرمدي، أي هي
حقك دونهم.

264
* حاشية أخرى: قال في نهاية غريب الحديث: " ومنه حديث علي يصف أبا بكر:
" طرت بعبابها وفزت بحبابها "، أي سبقت إلى جمة الإسلام، وأدركت أوائله وشربت
صفوه، وحويت فضائله. هكذا أخرج الحديث الهروي والخطابي وغيرهما من
أصحاب الغريب. وقال بعض فضلاء المتأخرين: هذا تفسير الكلمة على الصواب لو
ساعد النقل. وهذا هو حديث أسيد بن صفوان قال: لما مات أبو بكر جاء علي فقال
في كلامه: طرت بغنائها - بالغين المعجمة والنون - وفزت بحيائها - بالحاء المسكورة
والياء المعجمة باثنتين من تحتها - هكذا ذكره الدار قطني من طرق في كتاب ما قالت
القرابة في الصحابة وفي كتاب المؤتلف والمختلف، وكذلك ذكره ابن بطة في الإبانة "
انتهى. (1)
* قوله: وفزت بحبائها [ص 455 ح 4] أي عطائها، أي إعطاء الله ورسوله إياكها.
* قوله: ولم تخر [ص 455 ح 4] من خار الحر والرجل: ضعف وانكسر.
* قوله: امن الناس في صحبتك [ص 445 ح 4] أي أشدهم أمانا حال كونهم في
صحبتك وسلطانك.
* قوله: هوادة [ص 455 ح 4] أي ميل.
* قوله: وقنة [ص 456 ح 4] أي جبلا عظيما.
* قوله: أجرك [ص 456 ح 4] أي الأجر المترتب على الكون معك بأن يعوضنا خلفا
من بعدك (ظ)
قوله (عليه السلام): بين ذكوات (2) بيض [ص 456 ح 5]
الذكوات جمع ذكوة، والمراد بها هنا ربوات بيض، تشبيها لها بذكوة النار، أي



1. النهاية، ج 3، ص 168 (عبب).
2. في الكافي المطبوع: " زكوات ".
265
سناها وشعلتها.
* قوله (عليه السلام): تلملمت شفتاه [ص 457 ح 7] أي انضمت إحداهما إلى الأخرى كأنه
يكلم (عليه السلام) بشيء.
قوله: عبد الله بن جعفر وسعد بن عبد الله، إلخ [ص 457 ح 10]
المناسب إيراد هذا الحديث في الباب الذي بعد هذا وكان إيراده هنا غفلة؛ والله
أعلم.
* قوله (عليه السلام): في الجبانة [ص 458 ح 11]
الجبانة - بالتشديد -: المقبرة والصحراء، والمراد به هنا الصحراء.
[باب] مولد فاطمة الزهراء (عليها السلام)
* قوله (عليه السلام): لها سرعة، إلخ [ص 459 ح 3]
فيه إشارة إلى قوله (عليه السلام): " أطولكن يدا أسرعكن لحوقا بي ". (1)
* قوله (عليه السلام): أن لي في التأسي لي، إلخ [ص 459 ح 3] أي أن لي في الاقتداء بطريقتك
التي سلكتها في مفارقة الأحباء من التصبر عن فراقهم موضعا للتصبر وإن لم يكن
صبر؛ ولكني أحمل النفس عليه.
* قوله (عليه السلام): أنعم القبول [ص 459 ح 3]
يحتمل أن يكون أنعم جمع نعمة كقوله تعالى: (فكفرت بأنعم الله) (2)
والمعنى لي في كتاب الله، وقوله: (الذين إذا أصبتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه
راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة) (3) أنعم القبول وهي



1. قاله النبي (صلى الله عليه وآله) لنسائه، لاحظ البحار، ج 18 ص 112 و 114 و 142، وقال لها (عليهما السلام): أنت أسرع أهلي لحوقا
بي. انظر شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد، ج 10، ص 266.
2. النحل (16): 112.
3. البقرة (2): 156 - 157.
266
الصلوات والرحمة.
* قوله (عليه السلام): قد استرجعت، إلخ [ص 459 ح 3]
قال بعض شراح نهج البلاغة (1): واستعار لفظ الوديعة والرهينة لها صلوات الله
عليها؛ لأن النساء ودائع الكرام، أو لنفسها الشريفة باعتبار أن النفوس في هذه الأبدان
كالودائع في استرجاعها وكالمرهونة على الوفاء بعهد الله وميثاقه.
* قوله (عليه السلام): وأما ليلي فمسهد [ص 459 ح 3] أي أنا مسهد في ليلي على المجاز
العقلي.
* قوله (عليه السلام): وهم [ص 451 ح 3] أي ولي هم.
* قوله (عليه السلام): كمد، إلخ [ص 459 ح 3]
الكمد: الحزن المكتوم، وكأنه ترك فيه الواو؛ لأنه بدل من " هم " السابق؛ بدل
البعض من الكل؛ إذ بعض الهم مكتوم وهو أشد أقسامه، ووصفه بأنه " مقيح "، أي
ذو قيح ومدة تشبيها له بالجرح، فكأنه ترشيح للتشبيه.
* قوله (عليه السلام): سرعان [ص 459 ح 3]
تجوز في سينه الحركات الثلاث، وهو مبني على الفتح؛ لأنه معدول عن سرع.
وقال في الصحاح: " وقولهم: لسرعان ما صنعت كذا، أي ما أسرع ". (2)
* قوله (عليه السلام): على هضمها [ص 459 ح 3] بأخذ فدك ونحوه.
* قوله (عليه السلام): معتلج بصدرها [ص 459 ح 3] أي ملتطم الأمواج.
قوله (عليه السلام): واه واها [ص 459 ح 3]
قال الجوهري: " قولهم عند الشكاية: أوه من كذا، ساكنة الواو، وإنما هو توجع،



1. ابن ميثم البحراني في شرح نهج البلاغة، ج 4، ص 4.
2. الصحاح، ج 3، ص 1228 (سرع).
267
وربما قلبوا الواو فقالوا: آه من كذا ". انتهى. (1) فعلى هذا فالواو في قوله: " واه " عاطفة،
وواو كلمة التوجع مقلوب ألفا، فلابد للتصحيح العطف من تعيين المعطوف
والمعطوف عليه فنقول: المعطوف عليه هو جزء الجزاء المحذوف من قوله: " وإن
أقم فلا عن سوء ظن " فإن تقديره: فإن أقم فإني أقم لا عن سوء ظن، والمعطوف
محذوف أيضا فالتقدير: فإني أقم لا عن سوء ظن وأقول: آه من هذا الخطب
الجليل، أما تقدير المعطوف عليه فإنه ظاهر، وأما تقدير المعطوف فلصحة العطف؛
لأن كلمة التوجع في معنى الجملة الإنشائية.
وأما واها فقد قال الجوهري: " إذا تعجبت من طيب الشيء قلت: واها له ما
أطيبه " (2)؛ ولكنه غير مناسب هاهنا فلابد أن يجعل واها كلمة توجع وتفجع أيضا إما
على المجاز أو الاشتراك وإن لم يذكره الجوهري، فإنه قد قيل: إنه فاته نصف اللغة
وعلى استعمال واها في التوجع والتفجع ورد قول شيخنا البهائي قدس الله روحه في
مرثية والده وقد توفي " ره " في البحرين من هجر.
يا سأوه هجروا واستوطنوا هجرا * واها لقلب المعنى بعدكم واها
سكنت يا بحر في البحرين فاجتمعت * ثلاثة أنت أنداها وأسناها (3)
ويمكن جعل واه مخففة واها فالواو أصلية لا عاطفة.
* قوله (عليه السلام): والصبر أيمن [ص 459 ح 3]
هو أفعل تفضيل من قولهم: يمن فلان على قومه، فهو ميمون، إذا صار مباركا
عليهم.



1. الصحاح، ج 4، ص 2225 (أوه).
2. الصحاح، ج 4، ص 2257 (ووه).
3. ذكر هذه القصيدة الشيخ البهائي في كشكوله كما عنه في أعيان الشيعة، ج 6، ص 65 - 66 وذكر بعض أبياته
الشيخ الحر في الأمل، ج 1، ص 77 والأفندي في الرياض، ج 2، ص 113 - 114.
268
* قوله (عليه السلام): لزاما معكوفا [ص 459 ح 3] أي معكوفا عليه ملزوما لي.
* قوله (عليه السلام): فأنطق به [ص 460 ح 6] أي باسمها.
* قوله (عليه السلام): ثم قال [ص 460 ح 6] أي الله سبحانه.
* قوله (عليه السلام): وعراق [ص 460 ح 7] أي عظيمات قد أكل ما عليها من اللحم وبقيت
عليها بقية.
* قوله (عليه السلام): تفور [ص 460 ح 7] أي الصحفة.
[باب] مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما
* قوله: وقد حججت إلخ [ص 461 ح 1]
في تهذيب الأسماء للنووي: " نقلوا أن الحسن بن علي (عليهما السلام) حج حجات ماشيا
وكان يقول: [إني] أستحيي من الله تعالى أن ألقاه ولم أمش إلى بيته. وأنفق (1) ماله
ثلاث مرات، فتصدق بنصفه حتى كان يتصدق بنعل ويمسك نعلا، وخرج من ماله
كله مرتين، وكان حليما كريما ورعا ". (2)
قوله: ثم انتفط به [ص 462 ح 3] أي صار في بدنه نفاطات وهي البثور الممتلية مدة
ونحوها. وما يوجد على حواشي النسخ من ضبطه بانتفص، فالظاهر أنه من
إصلاحات الناظرين في الكتاب.
* قوله (عليه السلام): في بعض عمره [ص 462 ح 4] جمع عمرة.
* قوله (عليه السلام): إن لله مدينتين [ص 462 ح 5]
في كتاب اللوامع للشيخ مقداد (رحمه الله): " قال الحسن (عليه السلام) لما صالح معاوية: أيها الناس لو



1. في المصدر: " قاسم الله تعالى ".
2. تهذيب الأسماء، ج 1 من القسم الأول ص 158.
269
طلبتم من جابلق وجابلص رجلا جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما وجدتموه غيري وغير أخي " (1)
" الحديث ". والظاهر أنهما المرادان بالمدينتين هنا، قال في القاموس: " جابلص -
ويفتح اللام - بلد بالمغرب ليس فيها (2) وراءه شيء " (3). وجابلق بلد بالمشرق.
[باب] مولد الحسين بن علي (عليهما السلام)
* قوله (عليه السلام): لما حملت [ص 464 ح 3] قبل أن يتبين لها الحمل.
* قوله (عليه السلام): فلما حملت [ص 464 ح 3] أي تبين لها الحمل وتيقنته.
* قوله: (أوزعني أن أشكر) (4) [ص 464 ح 4] أي ألهمني الشكر.
* قوله (عليه السلام): فنبت لحما [ص 465 ح 4]
هكذا في أكثر النسخ، وهو تمييز عن نسبة النبت إلى ما كان يمصه صلوات الله
عليه من إبهام جده (عليه السلام)، أي فنبت ذلك الذي مصه لحما، وقوله: " من رسول الله (صلى الله عليه وآله) "
حال من " لحما "، وصحح مجيء الحال منه مع كونه نكرة وصفه بكونه للحسين (عليه السلام).
وما في بعض النسخ من قوله: " لحم " بالرفع (5) فتصحيح لا رواية؛ والله أعلم.
* قوله (عليه السلام): به الحسين [ص 465 ح 4]
الحسين بدل من الضمير، كما أبدل حاتم من الضمير في قوله:
على حالة لو أن في اليوم حاتما * على جوده ما جاد بالماء حاتم
بجر حاتم، على أنه بدل من الضمير في " جوده ".



1. اللوامع الإلهية، ص 408.
2. كلمة " فيها " كتبت فوق كلمة " وراءه ".
3. القاموس المحيط، ج 2، ص 436 (جابلص). وفيه: " ليس وراءه إنسي ".
4. الأحقاف (46): 15.
5. كما في الكافي المطبوع.
270
قولها: إن سفينة [ص 465 ح 8]
هو مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكنى أبا ريحانة.
* قوله (عليه السلام): وأهدي للكلبية جونا (1) [ص 466 ح 9]
هو جمع جونة، كعمرة وعمر، قال الجوهري: " الجونة والجوني ضرب من
القطا سود البطون والأجنحة، وهو أكبر من الكدري تعد [ل] جونية بكدريتين " (2).
[باب] مولد علي بن الحسين (عليهما السلام)
قوله: وأمه سلامة (3) [ص 466]
هكذا في أكثر النسخ، وفي بعضها " شهربانو "، وكان الرواية هي النسخة الأولى
والثانية تفسير له، فإن ذاك اسمها الذي سميت به بعد وقوعها إلى دار الإسلام، وهذا
اسمها الذي سماها به أبواها؛ لأن ذاك عربي وهذا فارسي.
قوله (عليه السلام): وقالت: أف بيروج بادا هرمز [ص 467 ح 1]
لا شك أن هذه ألفاظ فارسية، وكأنها معربة من قولهم: " أف بي روى باد هرمز "،
أي لا تزل مسلوب الحياء يا أيها الملك الكبير، وهو دعاء منها على عمر حين
واجهته؛ ولهذا قال: " تشتمني ". قال في القاموس: " الهرمز والهرمزان والهارموز
الكبير من ملوك العجم ". (4)
قوله: ابن بابويه: الحسين (5) بن محمد بن عامر [ص 468 ح 4]



1. في هامش النسخة: " خ ل: جون ".
2. الصحاح، ج 4، ص 2096 (جون).
3. في هامش النسخة: " خ ل: شهربانو ".
4. القاموس المحيط، ج 2، ص 283 (هرمز).
5. في هامش النسخة: " خ ل: عن الحسين ".
271
لا شك أن الحسين بن محمد هذا هو الأشعري الذي قد تكثرت الرواية عنه عن
معلى بن محمد في هذا الكتاب، فكان المراد هنا: قال ابن بابويه: الحسين بن محمد
بن عامر إلى آخر الحديث، وابن بابويه هو علي بن الحسين بن موسى أبو (1) الصدوق
رضوان الله عليهما.
قوله (عليه السلام): أبغني وضوءا [ص 468 ح 4]
أبغيتك الشيء: أعنتك على طلبه؛ كذا في الصحاح (2)، فالمعنى هنا: أعني على
طلب وضوء بفتح الواو، أي ماء أتوضأ به.
* قوله (عليه السلام): وأن يقام لها علف [ص 468 ح 4] أي يجري عليها كل يوم.
* قوله (عليه السلام): فيه [ص 468 ح 4] أي في الحظار.
قوله (عليه السلام): في عام خمس وسبعين (3) [ص 468 ح 6]
كذا في أكثر النسخ، وفي بعضها على حاشيته " تسعين "، ورقم فوقه علامة
الظاهر، فيدل على أن صاحب تلك النسخة لم يظفر بنسخة سوى ما في المتن، وفي
بعض آخر رأينا على حاشيته فوق سبعين لفظ تسعين مكتوبا وعليه علامة أنه نسخة
بدل من الأصل، وكيف كان فالموافق للصواب نسخة التسعين؛ لأنه مصرح بأنه
عاش بعد الحسين (عليهما السلام) خمسا وثلاثين سنة، وقد قال: إن الحسين (عليه السلام) قبض في سنة
إحدى وستين ولا توفيق بين الكلامين إلا بنسخة التسعين؛ والله أعلم.
* حاشية أخرى: وقوله فيما بعد: إن الباقر صلوات الله عليه قبض في سنة أربع
عشرة (4) ومئة وإنه عاش بعد أبيه تسع عشرة (5) سنة يرشد إلى هذا أيضا.



1. في النسخة " أبي ".
2. الصحاح، ج 4، ص 2283 (بغى).
3. في الكافي المطبوع: " تسعين ".
4. في النسخة: " أربعة عشر ".
5. في النسخة: " تسعة عشر ".
272
[باب] مولد أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام)
قوله: ويقول ذلك [ص 470 ح 2]
المشار إليه بذلك ما يدل عليه سياق الكلام، أعني أنك ستدرك رجلا مني اسمه
اسمي وشمائله شمائلي وإنما جعلناه ذلك ولم نجعله قوله في صدر الحديث: " إنك
ستدرك رجلا " إلى آخره، لبعده ونبو المقام عنه.
قوله: زوج ورشان [ص 471 ح 4]
الورشان - بفتح الواو والراء والشين -: مفرد وهو حمام البر، وجمعه ورشان،
بكسر الواو وإسكان الراء، كالكروان جمعا وإفرادا.
قوله: ثم نهضا [ص 471 ح 4] أي بسطا أجنحتهما للطيران. يقال: نهض الطائر
إذا بسط جناحيه ليطير، " فلما طارا "، أي فلما أرادا الطيران كائنين على الحائط، فالجار
والمجرور حال من فاعل " طارا ". " هدل الذكر " هدر " على الأنثى ساعة ثم نهضا "، أي
طارا حقيقة، استعمال للسبب - وهو النهوض الذي هو بسط الجناحين للطيران - فيه.
قوله: إلا ترشفه [ص 471 ح 5]
الترشف في الأصل المص، والمراد به هنا إشراب الحب مجازا، كقوله تعالى:
(وأشربوا في قلوبهم العجل) (1) وهو من استعمال السبب في المسبب؛ إذ المص سبب
الإشراب، أي الشرب.
* قوله: فحمل على البريد [ص 471 ح 5]
البريد: المعد من الخيل للسفر العنيف.



1. البقرة (2): 93.
273
[باب] مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام)
قوله (عليه السلام): أنا ابن أعراق الثرى [ص 471 ح 2]
" الأعراق " جمع عرق، وهو الأصل، و " الثرى ": الشراب الندى الذي يخمد النار
لنداوته، فقوله: " أنا ابن أعراق الثرى " معناه أنا ابن من لا تؤثر فيهم النار، كما لا تؤثر
في الثرى، على الاستعارة المصرحة ثم أردف ذلك بما لا سبيل إلى إنكاره وهو قوله:
" أنا ابن إبراهيم خليل الله ".
[باب] مولد أبي الحسن موسى (عليه السلام)
* قوله (عليه السلام): والحجة من بعدي [ص 477 ح 2]
فيه دليل على صحة العطف على الضمير المجرور من دون إعادة الجار.
* قوله: بالعريض [ص 478 ح 4] واد بالمدينة.
* قوله (عليه السلام): فاسمها مرثا [ص 479 ح 4] بالثاء المثلثة.
قوله: وقرأته اليوم الأحدث [ص 480 ح 4]
لم أر هذه اللفظة مضبوطة في شيء من النسخ ولا مفسرة بشيء، وأظنها أفعل
تفضيل من الحدوث تأكيد لليوم، أي وقرأته في هذا اليوم الذي أنا فيه، الذي هو
أحدث الأيام وأقربها عهدا؛ والله أعلم. (1)
قوله: بين فرس وفرسة [ص 481 ح 4]
كان العذر له رحمه الله في قوله: " فرس وفرسة " - مع نصهم على أن فرسا يقع
على الذكر والأنثى وأنه لا يقال للأنثى: فرسة - أنه كان دخيلا في العربية ولم يكن
عربيا صميما، فقاس فوقع فيما وقع فيه وأنه معذور؛ والله أعلم.



1. في النسخة: " والله والله أعلم ". وكتب فوقها لفظة " كذا ".
274
* قوله: ما أقل ضربك [ص 482 ح 5]
الضرب - بضمتين - جمع ضريب وهو المثل والنظير كالنذر جمع النذير.
* قوله: فليريكاه [ص 483 ح 5] من الرؤية، والأمر باللام.
* قوله (عليه السلام): بسبب [ص 483 ح 5] يقال: فلان من فلان بسبب، أي بينهما رابطة.
قوله: قد اختتنت في سابعي [ص 484 ح 5]
قال بعض الناظرين في الكتاب: أي في السنة السابعة من عمري. واعترضه
بعضهم بأن الأقرب كون المراد في اليوم السابع من ولادته. وكان نظر ذلك الناظر إلى
أنه حيث قال: اختتنت، وإنما يقال ذلك إذا كان الاختتان صادرا عن نفسه، وإنما
يتصور ذلك في السنة السابعة وإلا لقال ختنت في سابعي. ويمكن الانتصار
للمعترض بأنه محمول على الازدواج والمشاكلة. وفيه أنه مجاز ولا يرتكب من غير
حاجة؛ والله أعلم.
[باب] مولد أبي الحسن الرضا (عليه السلام)
* قوله: من موقان [ص 486]
في بعض النسخ: نوقان بالنون، ويؤيده قول صاحب القاموس: " نوقان إحدى
مدينتي طوس ". (1)
[باب] مولد أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام)
* قوله: أن هناك رجل محبوس [ص 492 ح 1]
هكذا الحديث فيما رأيته من النسخ، والوجه نصب رجل وصفته.



1. القاموس المحيط، ج 3، ص 415 (نوق).
275
* قوله: فادفع قصتي (1) [ص 493 ح 1]
المراد بالقصة هنا ما يكتب من القصة من البياض ويدل عليه قوله: " فوقع في
قصته " أي كتب.
* قوله: موضع الأحتار (2) [ص 495 ح 4]
جمع حترة - بالضم -: وهي الوكيرة، أعني طعام البناء، وكان جمعها على هذا
غير قياسي، وما يوجد في بعض النسخ على الحواشي من لفظ الأجناد، فالظاهر أنه
من إصلاح من لم يطلع على المراد، واستعمال النظير في النظير أشهر من أن يطلب
عليه شاهد، فلا يضر كون طعام العرس هو الوليمة لا الحترة ولا الوكيرة. هذا والذي
يقوى في نفسي أنه الأختان - بالنون أخيرا -، أي أزواج البنات؛ والله أعلم.
* قوله (عليه السلام): يا ذا العثنون [ص 495 ح 4] شعرات تحت حنك البعير.
* قوله: على حريف [ص 495 ح 5] حريف الرجل معامله.
قوله: قال محمد بن حمزة [ص 496 ح 6]
كان محمد بن حمزة هذا لم يكن ممن يقطع بإمامة أبي جعفر صلوات الله عليه،
فقال: " قال لي الهاشمي هذا "، يعني علي بن محمد الهاشمي، " وأنا أظن " الأمر " كما
يقولونه " من القول بإمامته.
قوله: في موضع القبلة [ص 497 ح 10]
قد تطلق القبلة على المحراب مجازا، فكأنه كان قد وقع في المسجد تغيير
فقال: وكان قد صلى بنا في موضع المحراب الآن؛ والله أعلم.



1. في الكافي المطبوع: " فارفع القصة ".
2. في هامش النسخة: " خ ل: الأجناد؛ خ ل: الأخيار ".
276
[باب] مولد أبي الحسن علي بن محمد (عليهما السلام)
* قوله: باسرات [ص 498 ح 2] جمع باسرة، أي غضات الأغصان ناظرات
الأطراف. قال صاحب الغريبين: " كل شيء أخذته غضا فقد بسرته، أو أنه لما كان
ذلك في غير أوان حمل الأشجار قال: باسرات من قولهم: بسر الشيء إذا تقاضاه في
غير محله " (1) كما قاله صاحب الغريبين.
* قوله: كسب الشاة [ص 499 ح 4]
كسب الشاة هنا كناية أو مجاز، والمراد به بعرها، أو ما اشتد منه، تشبيها له
بالكسب بالضم وهو عصارة دهن السمسم ونحوه.
قوله (عليه السلام): استقل من علته [ص 499 ح 4] أي نجا منها وارتفع عنها.
* قوله: أقطعه قطيعة [ص 502 ح 8] هي الطائفة من أرض الخراج.
[باب] مولد أبي محمد الحسن بن علي (عليهما السلام)
* قوله: واستزدته [ص 504 ح 1] أي جعلته قد زاد في ذلك.
قوله: وأشار بسباحته [ص 511 ح 20]
هي الإصبع السبابة، وإنما عبر بها عنها لأنها هي التي يقع التقبح بها.
[قوله:] وجعل يستمد، إلخ [ص 513 ح 27]
" جعل " من أفعال الشروع، و " يستمد " فعل مضارع من استمد، إذا رفع المداد
على رأس القلم من الدواة. و " إلى " بمعنى مع، ومجيئها بهذا المعنى كثير، منه قوله
تعالى: (من أنصارى إلى الله) (2) (وإذا خلوا إلى شياطينهم) (3) (ولا تأكلوا أموالهم إلى



1. الغريبين، ج 1، ص 175 مع اختلاف (بسر).
2. آل عمران (3): 52؛ الصف (61): 14.
3. البقرة (2): 14.
277
أموالكم) (1) إلى غير ذلك. و " مجرى " مصدر ميمي بمعنى الجريان، وقبل الدواة مضاف
محذوف، والمعنى: وكتب (عليه السلام) وشرع يرفع المداد على القلم مع جريان مداد الدواة
وسهولة انفصاله، وهو كناية عن أنه كتب خطا حسنا، إذ يلزم جريان المداد ذلك
للكاتب الحسن الخط، أو أن " يستمد ". بمعنى يمد، والمعنى: وجعل عليه الحرف
إلى انقطاع جريان الدواة، أي مدادها، ففي الكلام تجوز وحذف مضاف، وهذا
المعنى أقرب إلى الصواب؛ والله أعلم.
[باب] مولد الصاحب (عليه السلام)
قوله: بعض الفيوج [ص 517 ح 3]
هو جمع " فيج " فارسي معرب " بيك "، وهو المشهور على ألسنة العجم الآن
بالشاطر، وقد غير في أكثر النسخ لفظة " بعض " إلى " بعد "، و " الفيوج " إلى " الفتوح "،
ولا معنى له، والأصل ما ذكرناه.
* قوله: حتى كبسوا الدار [ص 517 ح 4] أي صغروها (ظ) بالأمتعة التي وضعوها
فيها، قال الهروي صاحب الغريبين: " في حديث عقيل: فانطلقت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)
فاستخرجته من كبس، أي من بيت صغير ". (2)
* قوله: حرجت [ص 519 ح 10] أي ضاق صدري.
* قوله: قافلة اليمانين (3) [ص 519 ح 12]
كتبته باليائين - كما في بعض النسخ - لحن.



1. النساء (4): 2.
2. الغريبين، ج 5، ص 1611 (كبس).
3. في الكافي المطبوع: " قافلة لليمانيين ".
278
* قوله: فزرت العراق إلخ [ص 520 ح 13] أي زرت أئمة العراق وطوس.
* قوله: حتى أتصدق [ص 520 ح 13] أي أطلب الصدقة.
* قوله: وقمت أتمسح [ص 521 ح 13]
كذا في النسخ التي وقفنا عليها، وكان المراد: وقمت أمسح الغبار عن ثوبي
وأنفضه كما يفعله إذا قام الجالس على غير فراش.
قوله: الشهري السمند [ص 522 ح 16]
قال في القاموس: " الشهرية - بالكسر -: ضرب من البراذين " (1) وقال في الصحاح:
" والورد الأغبس من الخيل، [هو] الذي يدعوه الأعاجم السمند ". (2)
* قوله: إلى إذ كوتكين [ص 522 ح 16]
اسم حاكم تلك الناحية في ذلك الوقت.
قوله: فورد الأسدي [ص 523 ح 17]
كأنه أبو الحسن محمد بن جعفر الآتي من أبواب الناحية.
قوله: أو كما قال [ص 523 ح 22]
كان في " قال " هذا ضمير عائد على أحمد بن الحسن، وهذا القول صادر
عن أحمد أبي علي بن عيان (3)، أي ما قلته من قول أحمد بن الحسن أوصى يزيد بن
عبد الله بدابة، وكذا هو قوله بعينه، أو مثل قوله، فالترديد من أحمد بن
عيان. والله أعلم.
قوله: في الإجراء [ص 524 ح 24] أي إجراء الوظيفة.



1. القاموس المحيط، ج 2، ص 94. (شهر)
2. الصحاح، ج 3، ص 955 (غبس).
3. في الكافي المطبوع: " غياث ".
279
قوله: من ندماء روز (1) [ص 525 ح 30]
هكذا جاءت هذه اللفظة في النسخ التي وقفت عليها، وإني لا أعرف معناها غير
أني أظن أنه اسم قائد من قواد الأتراك الذين كانوا في زمن المتوكل والمعتصم، فإن
من أسمائهم العجيب الذي لم يطرق سمع عربي قط؛ والله أعلم.
* قوله: حسني [ص 525 ح 30]
صفة رجل.
* قوله: فقال له: هو [ص 525 ح 30] يعني الصاحب.
[باب] ما جاء في الاثني عشر [والنص عليهم (عليهم السلام)]
* قوله: قبل الحيرة [ص 527 ح 2] أي قبل موت العسكري (عليه السلام) الذي أوجب حيرة
خلق كثير.
* قوله: العبد الصالح [ص 528 ح 3] قيل: هو ذو القرنين.
* قوله: شر خلقي [ص 528 ح 3] هارون الرشيد.
قوله: فصرر أبو جعفر [ص 531 ح 7]
الصرة: الضجة والشدة من كرب وغيره. وصرة القيظ: شدة حره؛ كذا في
الصحاح (2). وأخذ صرر في الحديث من كل منهما ممكن.
باب في أنه إذا قيل [في الرجل شيء فلم يكن فيه...]
قوله: فإنه هو إلخ [ص 535] أي ولده، أو ولد ولده هو الذي قيل ذلك فيه حقيقة
وإن كان بلفظ غيره. وإياك والحمل على ظاهر اللفظ.



1. في هامش النسخة: " خ ل: بدر ".
2. الصحاح، ج 2، ص 710 (صرر).
280
* قوله (عليه السلام): قد يقوم الرجل [ص 535 ح 3] أي يقوم به على ألسن الناس فينسب إليه
ولم يكن قام به حقيقة.
قوله (عليه السلام): فهو هو [ص 535 ح 3] أي فالابن أو ابن الابن هو، أي الذي نسب إليه
العدل أو الجور بلفظ الأب أو الجد، لا أن جرم الابن أو ابن الابن يلحق الأب أو
الجد، لمخالفته كتاب الله عز وجل، ولأصول الإمامية رضوان الله عليهم.
باب أن الأئمة [عليهم السلام كلهم قائمون بأمر الله هادون إليه]
قوله (عليه السلام): كيف أكون، إلخ [ص 536 ح 1] أي " كيف أكون أنا " الذي يقتل أعداء الله ويعز
به أولياءه ويظهر به دينه " وقد بلغت خمسا وأربعين سنة " وظهر علي من الشيخوخة
والهرم ما يظهر على أبناء هذا السن؟ " وإن صاحب هذا الأمر " إذا خرج يكون في صورة
من هو " أقرب عهدا باللبن (1) مني "، أي أقل سنا، " وأخف على ظهر الدابة "، أي أشد قوة.
باب الفيء والأنفال [وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه]
قوله (عليه السلام): وله (2) ثلاثة أسهم [ص 540 ح 4]
ضمير " له " عائد على ولي الأمر المفهوم ضمنا من أولي الأمر، كما في قوله
تعالى: (اعدلوا هو أقرب للتقوى) (3)، وفي التهذيب (4) مكان " أولي الأمر ": " ولي الأمر ".
وهنا شيء وهو أن المناسب في قوله: وله ثلاثة أسهم (5)، فله بالفاء لا الواو، وهو ظاهر.
* قوله (عليه السلام): أن يستفرهم (6) [ص 541 ح 4] أي فله أن يستفرهم.



1. في النسخة: " بالبن " وكتب عليها لفظة " كذا ".
2. في الكافي المطبوع: " فله ".
3. المائدة (5): 8.
4. تهذيب الأحكام، ج 4، ص 128، ح 366.
5. في هامش النسخة: " وكذا قوله: وله نصف الخمس كملا ". بخطه.
6. في الكافي المطبوع: " أن يستنفرهم ".
281
قوله (عليه السلام): وسنة جارية (1) [ص 541 ح 4]
كذا فيما وقع إلي من النسخ، ويمكن حمله على أن " سن " مصدر بغير هاء، وإنما
ذلك ضمير عائد على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والهاء في " جاريه " ليست إلا هاء السكت،
فإنهم قد يعاملون الوصل معاملة الوقف في إلحاق هاء السكت، كما في قوله تعالى:
(ما أغنى عنى ماليه * هلك عنى سلطنيه) (2) والمعنى: وسن رسول الله جار فيهم وفي
غيرهم؛ والله أعلم.
* قوله (عليه السلام): بقدر (3) لسنته [ص 542 ح 4]
كذا وجدنا في نسخ الكافي، وفي التهذيب (4): " بقدره لسنته " وهو الصحيح.
قوله (عليه السلام): ولا مؤلف [ص 542 ح 4]
هو اسم مفعول، قال الهروي في كتاب الغريبين: " يجوز: ألفت الشيء: لزمته،
وآلفته إياه: ألزمته [إياه] ". (5) فعلى هذا فالمعنى: وليس في ذلك شيء موقوت
ولا مسمى ولا ما ألزمناه بحيث لا يجوز لنا تعديه إلى غيره.
* قوله (عليه السلام): عرضوا المال [ص 542 ح 4] أي وجهوه إلى غيرهم من قولهم: عرضت
فلانا لكذا: فتعرض له.
* قوله (عليه السلام): إلى غيرهم [ص 542 ح 4] أي غير فقراء بلد المال، المفهوم من قوله (عليه السلام):
" وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقسم صدقات البوادي في البوادي، وصدقات أهل الحضر في
أهل الحضر ".



1. في الكافي المطبوع: " سنته جارية ".
2. الحاقة (69): 28 - 29.
3. في الكافي المطبوع: " يقدر ".
4. تهذيب الأحكام، ج 4، ص 131، ح 366.
5. الغريبين ج 1، ص 91 (الف).
282
* قوله: جدع الأنف [ص 544 ح 6] أي جدع أنف المخالفين، فإن فيها التصريح بأن
الأنفال لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد كانت فدك من جملته، فتدفع حجة المخالفين بأن أبا بكر
إنما انتزع فدك؛ لأنها كانت فيئا للمسلمين، فلا يختص بها واحد دون واحد.
* قوله: أحمد عن أحمد، إلخ [ص 544 ح 7]
فيه بناء على سند سابقه.
* قوله: عن حكيم مؤذن بن عيسى [ص 544 ح 10]
في الرجال: مؤذن بني عبس.
* قوله (عليه السلام): هي والله، إلخ [ص 544 ح 10] أي الغنيمة لا تختص بما أخذ من الغنائم
في الحروب؛ بل هي شاملة لها ولما يستفيده الإنسان يوما بيوم.
* قوله: عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى بن يزيد [ص 545 ح 12]
في بعض النسخ مكان " بن يزيد " " عن يزيد "، وكأنه الصواب، فإن الظاهر أن
أحمد بن محمد بن عيسى الذي يروي عنه في هذا الكتاب بواسطة العدة إنما هو
الأشعري وهو أحمد بن محمد بن عيسى بن عبد الله بن سعد بن مالك بن
الأحوص بن السائب بن عامر الأشعري، وكان السائب من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)
فليس في آباء هذا الرجل ما يسمى بيزيد لينسب إليه وإن بعد. والذي يؤيد ذلك أن
أحمد بن محمد هذا الذي يروي عنه في هذا الكتاب أكثر ما يروي عن علي بن
الحكم. وقد صرحوا في كتب الرجال أن أحمد بن محمد راوي علي بن الحكم، وقد
جاء في هذا الكتاب فيما سيأتي في باب أن السكينة هي الإيمان تصريح برواية
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، ومحمد بن
يحيى من جملة العدة التي تروي عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم. وقد
صرح في كتاب التوحيد في أول باب الإرادة من صفات الذات برواية محمد بن
يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري، فحصل من هذا ظن قوي بصحة

283
نسخة " عن يزيد " وأن صاحب الكتابة هو يزيد لا أحمد بن محمد بن عيسى بن
يزيد. ومما يزيده تأييدا أنه لم يوجد في الرجال أحمد بن محمد بن عيسى بن
يزيد؛ والله أعلم بحقيقة الحال.
* قوله: أحب أن تحل (1) [ص 545 ح 15] أي اجعل نفسك في حل مما أنت فيه من
شبهة الرقية.
* قوله (عليه السلام): عنيا (2) بحاجتهما [ص 546 ح 15]
هو من الأفعال التي لم تأت مبنية للفاعل، كما نص عليه بعض شراح رواية ابن
الصلاح، وكما هو ظاهر كتب اللغة، قال الجوهري: " وعنيت بحاجتك أعنى بها
عناية، وأنابها معني على مفعول " (3) انتهى. فعلى هذا تصحيح عبارة الحديث إما
بالحمل على الحذف والإيصال، أي عنى لهما بحاجتهما، وإما بالحمل على أن عنيا
مبني للفاعل على لغة قال صاحب المصباح: " عنيت بالأمر [بالبناء] للمفعول عناية
فأنا به معني " (4). وعنيت به أيضا لغة فيه إلا أنه لابد على هذا من تضمين معنى الفوز
والظفر، أي ظفرا بحاجتهما عانيين، أي جاهدين في الطلب.
* قوله: حدثني محمد بن يزيد الطبري [ص 547 ح 25]
في نسخ عديدة كما هنا محمد بن يزيد، وفي نسخ أخرى محمد بن زيد (5) وكأنه
الصواب؛ لاتفاق النسخ عليه فيما يأتي عن قريب؛ والله أعلم.
* قال أبو جعفر (عليه السلام)، إلخ [ص 548 ح 27]



1. في هامش النسخة: " خ ل: تستأذنه ".
2. في الكافي المطبوع: " غنيا ".
3. الصحاح، ج 4، ص 2440 (عنا).
4. مصباح اللغة، ص 434 (عنى).
5. وكذا في الكافي المطبوع.
284
قال الشيخ " ره " في الاستبصار: " والوجه في الجمع بين هذه الروايات وكان
يذهب إليه شيخنا رحمه الله هو أن ما ورد من الرخصة في تناول الخمس والتصرف
فيه إنما ورد في المناكح خاصة للعلة التي سلف ذكرها عن الأئمة (عليهم السلام)، لتطيب ولادة
شيعتهم " (1)، ثم أيد ذلك بما يدل عليه من الروايات.



1. الاستبصار، ج 2، ص 60، باب ما أباحوه لشيعتهم، ذيل ح 11.
285
كتاب الإيمان والكفر
باب طينة المؤمن والكافر
قوله (عليه السلام): من طينة عليين [ج 2، ص 2، ح 1]
قد بينا المراد بقوله في الحديث الآتي: " من طينة الجنة وطينة النار " فلا منافاة بين
هذا الحديث وذاك.
قوله (عليه السلام): إن الله خلق المؤمن من طينة الجنة، إلخ [ص 3 ح 2]
أي جعل الله المؤمن طيب العنصر مستعدا للخيرات وامتثال الأوامر واجتناب
النواهي وجعل الكافر على خلاف ذلك، وهذا لا يقتضي الجبر، فإن مجرد استعداد
الشيء للشيء لا يقتضي الصدور عنه، بل لابد من انضمام أمر آخر إليه، وذلك الأمر
هو مناط التكليف ومورد العقاب وسبب العقاب والثواب، ولا نعني بالاستعداد ما
لولاه لم يصدر الشيء عن الشيء، بل ما يقتضي سهولة الصدور والرغبة في العمل،
فيصير مثل المؤمن في صدور التكاليف عنه مثل الحجر الملقى من علو إلى سفل
بعنف حركة بالقسر والطبع معا، ومثل الكافر مثل الحجر الملقى من سفل إلى علو
بالقسر وحده، فإن اشتد ذلك الاستعداد بحيث لا تغلب النفس صاحبها على خلاف
ما وقع الاستعداد له فذلك هو التأييد بروح القدس وهي العصمة.
فإن قلت: لو فرضنا وقوع فعل من كافر على الوجه الذي وقع عليه ذلك الفعل من
نبي ينبغي أن يكون الكافر في ذلك الفعل أشد ثوابا من النبي؛ لأن وقوع الفعل منه

286
أشق وقد ورد " أفضل الأعمال أحمزها " (1).
قلت: بعد الإضراب عما أول به هذا الحديث نقول: إن ذلك فرض محال
ولا يوجب ذلك سلب الاختيار، كما في محالية صدور القبيح عنه تعالى ومحالية
صدور الذنب عن المعصوم صلوات الله عليه؛ والله أعلم.
قوله (عليه السلام): إذا أراد الله، إلخ [ص 3 ح 2] أي إذا أراد به ذلك لأمر حسن صدر منه،
ومعنى تطييب الروح والجسد اللطف به وتسهيل الامتثال والاجتناب عليه والرغبة في
ذلك، ولا شيء من ذلك يقتضي الجبر.
* قوله (عليه السلام): من طين لازب [ص 3 ح 2] وهو ما بقي من الطين بعد أخذ صفوه.
* قوله (عليه السلام): لا يتحول، إلخ [ص 3 ح 2]
هذا إخبار عما يؤول إليه حال الفريقين.
قوله (عليه السلام): فقبض بيمينه قبضة، إلخ [ص 5 ح 7]
روى علي بن إبراهيم (رحمه الله) في تفسيره بسنده إلى أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: " سجين
الأرض السابعة، وعليون السماء السابعة " (2). فلا منافاة بين هذا الحديث وأمثاله وبين
الحديث السابق في أول الباب وأمثاله.
* قوله (عليه السلام): كلمته [ص 5 ح 7] أي جبرئيل (عليه السلام).
قوله (عليه السلام): ففلق الطين فلقتين [ص 5 ح 7]
هذا تفريع على ما سبق، و " فلق " مضمن معنى الجعل، أي حيث أمسك القبضة
الأولى بيمينه والأخرى بشماله فقد جعل ما قبضه من الطين في القبضتين حصتين
حصة في يمينه وحصة في شماله فذرأ الحديث.
قوله (عليه السلام): فذرأ [ص 5 ح 7] أي خلق من الأرض، أي مما قبضه من الأرض، ذروا،
أي خلقا، " ومن السماء "، أي مما أخذ من السماء، " ذروا "، أي خلقا، " فقال للذي



1. بحار الأنوار، ج 70، ص 191 و 237؛ وج 85، ص 332.
2. تفسير القمي، ج 2، ص 410 في تفسير آية 8 من سورة المطففين.
287
بيمينه " الحديث، والمراد بالخلق التقدير لا الإيجاد. وقد كان حق المصدر من ذرأ
أن يكون بالهمزة لا الواو غير أنهم يقلبون في أمثال هذه المواضع أحدهما للآخر
كثيرا وهذا منه.
قوله (عليه السلام): في الميلاد [ص 5 ح 7]
ميلاد الرجل اسم الوقت الذي ولد فيه وقد جاء في الإنجيل: " أنا ولدتك " وفسره
صاحب الغريبين ب‍ " ربيتك " (1)، فعلى هذا يمكن أن يراد بالميلاد وقت التربية، والمراد
بالإخراج من الظلمة إلى النور الإخراج من الضلال إلى الهدى
باب آخر منه [وفيه زيادة وقوع التكليف الأول]
قوله (عليه السلام): وفيه زيادة، إلخ [ص 6]
يمكن أن يقال: فائدة التكليف الثاني زيادة إقامة الحجة على العاصي وزيادة
استحقاق العاصي والمطيع لما استحقاه بالتكليف الأول، ولئلا يدعوا (2) الغفلة كما نطق
به الكتاب، وأما التكليف الأول فلأجل التمييز بين المطيع والعاصي من الفريقين
عندهما، وإلا فهو سبحانه عالم بحالهما على كل حال.
* قوله (عليه السلام): ما اختلف اثنان [ص 6 ح 1] في وجوده وقدرته ونحو ذلك.
* قوله (عليه السلام): كن ماء عذبا [ص 6 ح 1] أي ذا ماء عذب، أي مسقيا به ومخمرا ليوافق
ما يأتي في الحديث الذي بعد هذا.
* قوله تعالى: إلى الجنة [ص 6 ح 1] أي مصيركم.
* قوله تعالى: إلى النار [ص 6 ح 1] أي مصيركم.
* قوله تعالى: ولا أبالي [ص 6 ح 1]



1. الغريبين، ج 6، ص 2032 (ولده).
2. كذا ولعل الصواب " يدعيا ".
288
وليس في هذا محذور كما حقق من كون العلم تابعا.
* قوله (عليه السلام): فلا يستطيع، إلخ [ص 7 ح 1] أي لا يستطيع من خلق من الماء العذب أن
يكون مخلوقا من الملح الأجاج، ولا من خلق من الملح الأجاج أن يكون مخلوقا
من الماء العذب، لا أنه لا يستطيع هؤلاء أن يفعلوا ما يفعل هؤلاء، ولا يستطيع هؤلاء
أن يفعلوا ما يفعل هؤلاء وإلا لم يحسن التكليف.
* قوله: أقلنا [ص 7 ح 3] أي عثرتنا.
* قوله تعالى: قل إن كان، إلخ [ص 7 ح 3] أي إن كان للرحمان ولد في اعتقاد أحد،
فإني لا أتبعه ولا أقول بمقالته؛ لأني أول من عبده ووحده ونفى عنه الشريك فهذا
على (1)
باب زيارة الإخوان
قوله: عن علي بن النهدي (2) عن الحصين [ص 176 ح 4]
قد اتفقت النسخ التي كانت عندي في وقت النظر في هذا الموضع على إسقاط
لفظة " ابن " قبل النهدي هنا وهي ثلاثة غير نسختي هذه، وقد اتفقت على إثبات " ابن "
في حديث [8] يأتي في هذا الباب عن قريب، ولعل الإثبات أرجح، فإن النهدي لم
نجد به في الرجال إلا محمد بن أحمد بن خاقان والهيثم بن أبي مسروق، ولم نجده
لقبا لعلي؛ والله أعلم.
قوله (عليه السلام): من زار أخاه، إلخ [ص 176 ح 5]
رجل زائر وقوم زور وزوار، مثل سفر وسافر وسفار، ونسوة زور أيضا؛ كذا في



1. هنا من كراسة 12، وسقط منها 6 الورق، أعني 12 الصفحة، والكتاب يشتمل على 14 كراسة، وقوله:
" على " كانت ركابة النسخة. كذا أفادنا العلامة الروضاتي.
2. في الكافي المطبوع: " علي النهدي ".
289
الصحاح (1) فعلى هذا المراد ب‍ " من " في قوله: " من زار أخاه " الجمع، وعود الضمائر
المفردة إليه لاعتبار جانب اللفظ، وضمير " زوره " عائد إليه سبحانه.
قوله (عليه السلام): ولا استبدالا [ص 177 ح 7]
التبديل والاستبدال الأول تغيير الشيء من حال إلى حال، والثاني طلب ذلك
التغيير، أي لا يكون غرضه من تلك الزيارة نقله من حال سخط إلى حال رضا
ونحوه، بل وجه الله سبحانه.
قوله (عليه السلام): عن بشير [ص 177 ح 9]
قد اختلفت النسخ في ضبطه بالمثناة من تحت والسين المهملة أو الموحدة
والمعجمة، لكن في كتب الرجال لم يوجد بالمثناة من تحت والمهملة إلا يسير
الدهان مع اختلاف أهل الرجال فيه أيضا، فإلحاق ما هنا بالأعم الأغلب أولى.
باب المصافحة
* قوله (عليه السلام): أنك تفرط [ص 180 ح 6]
الإفراط تجاوز الحد.
قوله: عن حد المصافحة [ص 181 ح 8]
كان المراد بحد المصافحة المقدار الذي إذا انتهى إليه الإنسان الذي كان مع
صاحبه من المسافة ثم يلتقيان بعده، أي ما حد ما فيه تسن المصافحة، فقال (عليه السلام): " دور
نخلة "، أي دور جذع نخلة، أي هو مقدار ما تغيب به عن صاحبك ولو بجذع نخلة.
* قوله (عليه السلام): احتجب الله عز وجل بسبع [ص 182 ح 16] أي احتجبه الله بسبع حجب.
* قوله: بيدك الرغبة [ص 183 ح 19] أي رغبة كل أحد بيدك.



1. الصحاح، ج 2، ص 673 (زور).
290
باب التقبيل
* قوله: فرجلاك [ص 185 ح 4] أي بقي رجلاك.
قوله (عليه السلام): أقسمت، إلخ [ص 185 ح 4] أي أقسمت عليك أن لا تفعل، كأنه لما طلب
منه تقبيل رجليه صلوات الله عليه أهوى إليهما مكابرا له على تقبيلهما، فجعل يتعلل
عنه بهذه الكلمات، كما قد يتعلل بها من لا يسمح بما أريد منه وكوبر عليه.
باب تذاكر الإخوان
قوله (عليه السلام): أخطأت إستاهم الحفرة [ص 186 ح 3]
هو في النسخ التي وقع نظري عليها عند بلوغي هذا الموضع من الكتاب، وكانت
ثلاثة مصححة لا بأس بها كما هنا: إستاهم، وقد غير في الجميع إلى " استاههم "
وأظنه من إصلاح الناظرين في الكتاب لخفاء المراد منه، فأقول وبالله الاعتصام:
الاست: العجز، وعجز الإنسان عبارة عن ألييه، فقوله (عليه السلام): " قد (1) أخطأت إستاهم "، أي
إلياهم الحفرة، أي المجلس، كناية بل صريح بأنهم لم يصيبوا المجلس الذي
لا يشقى به جليس، والتثنية باعتبار كل رجل، وله نظائر في كلام العرب، وما غيرت
إليه النسخ مستقيم، لكن كونه في الجميع مغيرا يسيء الظن به، ويؤيده عدم التغيير
هنا؛ والله أعلم.
قوله: عن علي بن محمد بن سعد [ص 187 ح 6]
نسخة إسماعيل، وكذا سعيد مكان سعد غلط، يردهما تتبع أسانيد هذا الكتاب
منها ما يأتي عن قريب في سند حديث في آخر باب إلطاف المؤمن وإكرامه
[ص 207 ح 9] (2).



1. في هامش النسخة: " ليس لفظة " قد " في أصل الكتاب وقد كان (قدس سره) عنون الحاشية بها ثم ضرب عليها ".
2. في هامش النسخة: وكذا في آخر باب الكتمان متصلا بباب المؤمن وعلاماته وصفاته [ص 226 ح 16]
" بخطه ". ومثله ما يأتي في أول باب الروح الذي أيد به المؤمن [ص 268 ح 1] " بخطه ".
291
قوله (عليه السلام): فلينكر بقلبه وليقم [ص 188 ح 6]
الظاهر أن قوله: " وليقم " ثانيا من القيام لا من الإقامة مبالغة وحثا على القيام ولو
قل بعده مكثهم، فإن الإقامة لا يناسبها التأكيد بما بعد ذلك في هذا المقام.
قوله (عليه السلام): أنكى لإبليس [ص 188 ح 7]
" أنكى " أفعل تفضيل من نكيت في العدو نكاية، إذا قتلت فيهم وجرحت،
والمراد هنا: لا شيء أشد غيضا.
باب إدخال [السرور على المؤمنين]
قوله: فلما ورد الكتاب [ص 190 ح 9] أي ذو الكتاب.
قوله: حاجتك (1) [ص 190 ح 9] أي سل حاجتك، هكذا يقدرون في أمثاله، ولكن
الأليق بالجواب هنا أن يقدر " ما حاجتك " أو نحوه.
قوله (عليه السلام): أعظم من ذلك [ص 191 ح 10] أي أعظم من أن أحدثكم به.
باب قضاء [حاجة المؤمن]
قوله: عنه عن محمد بن زياد عن الحكم بن أعين (2) [ص 193 ح 3]
في كثير من النسخ " الحكم بن أيمن " وهو الصواب، و " أعين " تصحيف؛ والله
أعلم.
حاشية أخرى: قال في الفهرست: " الحكم بن أيمن له أصل يروي عنه ابن
أبي عمير " (3).
وسيأتي عن قريب [ح 6] رواية ابن أبي عمير عن الحكم هذا، فلا مجال



1. في الكافي المطبوع: " ما حاجتك؟ ".
2. في هامش النسخة: كذا كان فيها فضرب عليه وكتب مكانه أيمن.
3. الفهرست، ص 160، الرقم 246.
292
للتوقف في تصحيف نسخة " أعين "؛ والله أعلم.
قوله (عليه السلام): فإن عذره الطالب إلخ [ص 196 ح 13]
يقال: عذرت فلانا أعذره، إذا لم تجده مستحقا للوم على صنعه ما صنع أو تركه
ما ترك، وإنما كان أسوأ حالا منه لتصديقه الكاذب وتحسينه القبيح، فكأنه راد على الله
سبحانه حكمه.
حاشية أخرى: وفي نسخ متعددة: " وإن أعذر الطالب " إلخ، أي بالغ في الطلب،
" كان "، أي الطالب، " أسوأ حالا "، يعني من المطلوب منه، قال في نهاية غريب
الحديث: " أعذر: بالغ في الأمر ". (1)
باب السعي [في حاجة المؤمن]
قوله (عليه السلام): بالبيت مبتدئا [ص 198 ح 9]
يمكن أن يكون قوله: " بالبيت مبتدئا " كناية عن حج التمتع، فإنه أفضل أنواع
الحج، فيكون طوافه أفضل من طواف غيره من أنواع الحج، وطواف التمتع هو الذي
يبتدأ فيه بالبيت دون غيره من الأنواع.
باب إطعام المؤمن
قوله (عليه السلام): أفقا من الناس [ص 200 ح 2]
قال صاحب المصباح في الجمع بين كتاب الأفعال والصحاح: " أفق بالكسر أفقا:
بلغ النهاية في الكرم، وأفق: بلغ غاية العلم والخير "، فكأنه صلوات الله عليه لما كان
غاية الخير وغاية الكرم عنده إنما يحصل بهذا العدد سماهم أفقا من باب تسمية
الشيء بالمصدر تجوزا، والأفق يمكن أن يكون ساكن العين مكسور الفاء إن جعلته



1. النهاية، ج 3، ص 197 (عذر) وفيه: " يقال: أعذر الرجل إذا بلغ أقصى الغاية من العذر ".
293
مصدر أفق بالكسر كعلم، وإلا فهو ساكن العين مفتوح الفاء إن كان من أفق بالفتح.
قوله: فقال: عشرة آلاف [ص 202 ح 10]
لا يتوهم أن هذا الحديث مخالف لما سبق من تفسير الأفق بمئة ألف أو
يزيدون؛ لأنا قد بينا أن الأفق موضوع لغاية الخير وغاية الكرم، وأنهما قد يختلفان
باختلاف الأشخاص، والتسمية بالمصدر في الموضعين تجوز، فهناك أطلقه على مئة
ألف أو يزيدون لاقتضاء المقام إياه وهنا على عشرة آلاف كذلك.
* قوله (عليه السلام): كان له يعدل، إلخ [ص 203 ح 19] أي أجر يعدل، فكأنه من باب حذف
الموصوف وإقامة الصفة مقامه، واسم " كان " حكمه غير حكم الفاعل، بل حكم
المبتدأ، وهو جائز الحذف.
* قوله (عليه السلام): ينقذه [ص 203 ح 19] أي يخلصه، والضمير عائد على الرقبة باعتبار أنها
شخص.
باب في إلطاف [المؤمن وإكرامه]
قوله: عن علي بن محمد بن سعد، عن محمد بن أسلم [ص 207 ح 9]
أكثر ما نرى من رواية علي بن محمد بن سعد عن محمد بن مسلم، ولكن هنا
قد جاءت عن محمد بن أسلم كما ترى، فليلحظ وليلاحظ ليظهر ما هو الصواب إن
شاء الله تعالى.
باب التقية
قوله (عليه السلام): في هدنة فلو قد كان ذلك كان هذا [ص 217 ح 4]
الهدنة: الصلح. و " الناس " الظاهر أن المراد بهم الشيعة، والمشار إليه ب‍ " ذلك "
يمكن أن يكون ما أمر به صلوات الله عليه من التقية في ضمن أول الحديث،

294
والمشار إليه ب‍ " هذا " ما فهم من الصلح في ضمن قوله: " في هدنة "، والغرض منه
تأكيد الأمر الضمني بالتقية، والمعنى أنكم إنما أنتم في صلح، فلو بقي ما أمرتكم به
من التقية والمداراة بقي لكم ما أنتم عليه من الصلح.
قوله (عليه السلام): ولنحلوكم [ص 218 ح 5] أي سبوكم.
قوله (عليه السلام): ما منع ميثم [ص 220 ح 15] يعني ميثم التمار (رحمه الله) قتله [الحجاج] عليه اللعنة
فقطع يديه ورجليه ولسانه ليتبرأ من أمير المؤمنين (عليه السلام) حتى صلبه نور الله مرقده،
وليس المراد من قوله (عليه السلام): " ما منع ميثم " الإنكار لفعله، وإنما مراده تعليم أصحابه أنه
جاز لهم لو حملوا على مثل ذلك في حقه أن يفعلوا فعل (1) يجري علي إلى فنائي
وانقضاء أجلي.



1. هنا من كراسة 13، وسقط منها 6 الورق، أعني 12 الصفحة، والكتاب يشتمل على 14 كراسة، وقوله:
" فعل " كانت ركابة النسخة فسقط من النسخة مع المورد السابق 12 الورق، أعني 24 الصفحة كذا أفادنا
العلامة الروضاتي.
295
[كتاب الدعاء]
باب دعوات [موجزات لجميع الحوائج]
* قوله: ومتعني بسمعي وبصري، إلخ [ص 578 ح 1]
قال الهروي في كتاب الغريبين: " وفي الحديث " اللهم أمتعني (1) بسمعي وبصري
واجعله الوارث مني " قال ابن شميل: أي أبقهما معي حتى أموت، وقال غيره: أراد
بالسمع وعي ما يسمع والعمل به، وبالبصر الاعتبار بما يرى، ومن صفته جل وعز
" الوارث "، وهو الباقي بعد فناء خلقه، فيجوز أنه أراد بقاء السمع والبصر وقوتهما
عند الكبر وانحلال القوى النفسانية، فيكون السمع والبصر وارثي سائر القوى
والباقيين بعدها، ورد الهاء إلى الامتناع ولذلك وحده فقال: " واجعله الوارث
مني ". (2)
قوله: عن الحسن (3) بن عطية عن زيد الصائغ (4) [ص 580 ح 13]
هكذا نسخ الكتاب، والذي في كتب الرجال " يزيد الصائغ ".



1. في الغريبين: " متعني ".
2. الغريبين، ج 6، ص 1986 (ورث).
3. في هامش النسخة: " خ ل: الحسين ". وكذا في الكافي المطبوع.
4. في الكافي المطبوع: " زيد بن الصائغ ".
296
كتاب فضل القرآن
* قوله: عن الحسين بن عبد الرحمان عن سفيان الحريري [ص 596 ح 1]
ما يوجد في [بعض] النسخ مكان " سفيان ": " صفوان " لا اعتماد عليه.
* قوله: فإن التفكر حياة قلب البصير [ص 599 ح 2]
تكلمنا في تفسير هذه الكلمات في كتاب العقل، فليراجع.
باب فضل القرآن
* قوله: عنه عن أحمد بن بكر، عن صالح، عن سليمان الجعفري، إلخ [ص 623 ح 17]
هذا الإسناد في النسخ على وجوه أصحها هكذا: عنه عن أحمد، عن بكر بن
صالح، عن سليمان الجعفري.
قوله (عليه السلام): تأخذ قلة جديدة [ص 624 ح 19]
القلة - بالضم -: الحب العظيم والجرة والكوز الصغير؛ كذا في القاموس. (1)
والمراد هنا الكوز الصغير بقرينة قوله: " تعلق ويزاد فيها ماء إن شاء ".
* قوله: فإذا هو آخذ بخطمه [ص 626 ح 21]
الخطم - ككتب - جمع خطام ككتاب، وهو ما وضع في أنف البعير ليقاد.



1. القاموس المحيط، ج 4، ص 54 (قلل).
297
باب النوادر
قوله (عليه السلام): وإقامة إقامة القدح [ص 627 ح 1]
إقام مصدر من أقام العود: أزال اعوجاجه، وقد تركت فيه التاء كما تركت في
قوله تعالى: (وإقام الصلوة) (1) والضمير فيه يعود على القرآن، وهو منصوب على أنه
مفعول به عطفا على قوله: " حدوده ". و " إقامة القدح " مصدر جار على الأصل من عدم
حذف التاء، ونصبه على المصدرية، والقدح - بالكسر -: السهم المقوم. قال الهروي
في كتاب الغريبين: " وفي الحديث: " أن عمر كان يقومهم في الصف كما يقوم القداح
القدح ". [والقدح] السهم أول ما يقطع يسمى قطعا ثم يبرى فيسمى بريا ثم يقوم
فيقال له القدح ثم يراش ويركب نصله فهو حينئذ سهم ". (2) والمعنى ورجل قرأ القرآن
فحفظ حروفه، أي ضبط كلماته وعرف قراءته، وضيع حدوده، أي لم يقم أحكامه
كما أمر الله سبحانه، أي ضيع تعديله وتقويمه تقويما يزيل به اعوجاجه كتقويم النبال
السهم المبري، فكأن حفظ الحروف بمنزلة بري السهم، وإقامة الحدود بمنزلة
تقويمه، وعطف إقامته على حدوده تفسيري؛ والله أعلم.
قوله (عليه السلام): نزل القرآن بإياك، إلخ [ص 631 ح 14]
قال الحسن بن عبد الله بن سهل في كتاب جمهرة الأمثال: إن المثل لسيار بن
مالك الفزاري قاله لأخت حارثة بن لام الطائي، وذلك أنه نزل بها فنظر إلى بعض
محاسنها فهويها واستحيا أن يخبرها بذلك، فجعل يشبب بامرأة غيرها، فلما طال
ذلك، وضاق ذرعا مما يجده وقف بها فقال:
كانت لنا من غطفان جاره * حلالة ظعانة سياره



1. الأنبياء (21): 73؛ النور (24): 37.
2. الغريبين، ج 5، ص 1506 - 1507 (قدح).
298
كأنها من هيئة وشاره * والحلي حلي التبر والحجاره
مدفع ميثاء إلى قراره * إياك أعني واسمعي يا جاره (1)
قوله (عليه السلام): يبين الألسن إلخ [ص 632 ح 20] أي لأنه يبين، أي يظهر لما ورد من
الأحكام بألسن الأمم الماضية، وليس بعده كتاب بلغة أخرى لتبين أحكامه بتلك
اللغة، فهو مبين للألسن ولا مبين له منها؛ والله أعلم.
* قوله: أحمد بن محمد بن أحمد، عن محمد إلخ [ص 632 ح 21]
هو العاصمي، وهو أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة أبو عبد الله العاصمي.



1. جمهرة الأمثال، ج 1، ص 30، الرقم 16.
299
كتاب العشرة
باب الإغضاء
* قوله (عليه السلام): كله [ص 651 ح 1]
أمر من وكلت فلانا إلى نفسه، إذا تركته وشأنه، وهذا القول الأخير، أعني أي
الرجال المهذب، إشارة إلى قول الشاعر:
ولست بمستبق أخا لا تلمه * على شعث، أي الرجال المهذب (1)
باب العطاس والتسميت
قوله (عليه السلام): فتحار في بدنه [ص 654 ح 6]
كأنه بالحاء والراء المهملتين من الحيرة لا بالجيم والزاي المعجمة من الجواز
كما يوجد مضبوطا في بعض النسخ؛ إذ لا يمكن تصحيح الصيغة منه، وقد يوجد في
بعض النسخ فجالت، وفي بعضها فتجاوز، وفي الكل نظر.



1. البيت للنابغة الذبياني كما في الأمالي للسيد المرتضى، ج 2، ص 17، وفي الموشى لأبي الطيب الوشاء
ص 32، وأورده ابن حمدون في التذكرة الحمدونية 4: 359 / 909.
300
باب الجلوس
* قوله: ويشد يده إلخ [ص 661 ح 1] أي يمسك بيده [ال‍] - ذراع الأخرى ليصير
كالمحتبي بالثوب.
باب
* قوله (عليه السلام): ولا تمد الباء حتى ترفع السين [ص 672 ح 2] أي لا تكتب الباء بألف كما
يكتب في غير بسم الله الرحمن الرحيم، بل يوصل الباء بالسين لترفع السين عليها،
فيبعث على تحسين اللفظة.
فرغت من جمع حواشي الأصول من خطه الشريف قدس الله روحه سنة
1094، والمسؤول من الله أن يوفقني لجمع حواشي الفروع في محل آخر. وأنا
الفقير إلى الله القوي محمد الملقب بالتقي الموسوي. والحمد لله رب العالمين،
والصلاة على خير خلقه محمد وآله أجمعين.

301
الفهارس
1. فهرس الآيات
2. فهرس الأحاديث
3. فهرس الأعلام
4. فهرس الأماكن
5. فهرس الفرق والجماعات والأيام
6. فهرس الأبيات الشعرية
7. فهرس الكتب
8. فهرس الأشياء والحيوانات
9. فهرس مصادر التحقيق
10. فهرس المطالب

303
فهرس الآيات
السورة الآية رقم الآية الصفحة
البقرة (ومن الناس من يقول آمنا) 8 238، 242
(وإذا خلوا إلى شياطينهم) 14 278
(وإذا أظلم عليهم قاموا) 20 68
(ويقطعون ما أمر الله بهى أن يوصل) 27 49
(وأشربوا في قلوبهم العجل) 93 273
(الذين إذا أصبتهم مصيبة قالوا إنا لله) 156 266
(أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة) 157 266
(ومن لم يطعمه فإنه و منى) 249 204
(لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) 286 137
آل عمران (ابتغاء الفتنة) 7 210
(من أنصارى إلى الله) 52 277
(يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) 106 257 و 258
النساء (ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم) 2 277 - 278
(من يطع الرسول فقد أطاع الله) 80 109
المائدة (اليوم أكملت لكم دينكم) 3 188

305
(اعدلوا هو أقرب للتقوى) 8 281
(قد جاءكم من الله نور وكتب) 15 48
(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك) 67 188
الأنعام (وجعلنا لهو نورا يمشى بهى في الناس) 122 48
(فمن يرد الله أن يهديه و يشرح صدره و للاسلام...) 125 127
الأعراف (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في...) 54 102
(ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم...) 96 51 و 262
الأنفال (أن الله يحول بين المرء وقلبه) 24 179
(واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) 25 169
(الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا) 66 113
التوبة (إنما النسيء زيادة في الكفر) 37 253
(للفقراء) 60 247
(وخضتم كالذي خاضوا) 69 250
(وما كان الله ليضل قوما م بعد إذ هداهم) 115 136
يونس (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم...) 9 125
هود (قيل يا أرض ابلعي) 44 41
(هذا بعلى شيخا) 72 235
يوسف (قضى الأمر الذي فيه تستفتيان) 41 115
(إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها) 68 114
إبراهيم (ويضل الله الظالمين) 27 125
الحجر (لأغوينهم أجمعين) 39 119
(ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا) 47 46
(فأخذتهم الصيحة مشرقين) 73 154

306
(فجعلنا عليها سافلها وأمطرنا عليهم...) 74 154
(إن في ذلك لآيات للمتوسمين) 75 154
(وإنها لبسبيل مقيم) 76 154
النحل (ولا تنقضوا) 91 189
(كالتي نقضت غزلها) 92 190
(فكفرت بأنعم الله) 112 266
الإسراء (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتب) 4 114
(وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) 23 114
الكهف (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا...) 30 46
(وآتيناه من كل شئ سببا) 84 مريم (أضاعوا الصلوة واتبعوا الشهوات) 59 44
طه (الرحمن على العرش استوى) 5 101
(ولتصنع على عيني) 39 110 و 150
(فاقض ما أنت قاض) 72 114 - 115
الأنبياء (فسلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) 7 152
(لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) 22 38
(ونبلوكم بالشر والخير فتنة) 35 119
(وإقام الصلوة) 73 298
(ففهمناها سليمان) 79 49
الحج (هذان خصمان اختصموا في ربهم) 19 69
(وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي) 52 182
النور (وإقام الصلوة) 37 298
(أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه) 40 144

307
(والذين كفروا أعملهم كسراب بقيعة) 39 144
القصص (أيما الأجلين قضيت فلا عدوان على) 28 115
العنكبوت (والذين جهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) 69 116
الأحزاب (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال) 72 41 و 243
سبأ (فلما قضينا عليه الموت) 14 114
فاطر (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير) 24 172
يس (ما أنذر آباؤهم) 6 251
الزمر (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) 47 112
(أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) 56 110
غافر (يقضى بالحق) 20 114
(يهمن ابن لي صرحا) 36 206
(ادخلوا أبواب جهنم خالدين) 76 212
(فرحوا بما عندهم من العلم) 83 49
فصلت (فقضاهن سبع سموات في يومين) 12 114
(تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا...) 30 167
(ولو جعلنه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آيته و) 44 203
الزخرف (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض لهو شيطانا) 36 128
الدخان (فيها يفرق كل أمر حكيم) 4 171
(أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين) 5 171
محمد (ماذا قال آنفا) 16 219
(ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين) 31 102 و 113
الذاريات (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) 56 87
القمر (تجرى بأعيننا) 14 110

308
الرحمان (ولمن خاف مقام ربه) 46 159
المجادلة (أحصله الله ونسوه) 6 61
الحديد (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا...) 22 166
(لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) 23 166 - 167
الصف (من أنصارى إلى الله) 14 277
الحاقة (ما أغنى عنى ماليه) 28 282
(هلك عنى سلطانيه) 29 282
المزمل (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا) 6 248
(إن لك في النهار سبحا طويلا) 7 248
(ذرني والمكذبين أولى النعمة) 11 50
الأعلى (سبح اسم ربك الأعلى) 1 192
(إن هذا لفي الصحف الأولى) 18 192
(صحف إبر هيم وموسى) 19 192
الشمس (والليل إذا يغشاها) 4 143
(فألهمها فجورها وتقولها) 8 137
الشرح (فإذا فرغت فانصب) 7 193
(وإلى ربك فارغب) 8 193

309
فهرس الأحاديث
أطولكن يدا أسرعكن لحوقا بي رسول الله (صلى الله عليه وآله) 266
أفضل الأعمال أحمزها 287
ألا أخبرك بسورة لم تنزل في التوراة رسول الله (صلى الله عليه وآله) 131
إلا طعن في نيطه علي (عليه السلام) 199
اللهم أدر الحق معه حيث دار رسول الله (صلى الله عليه وآله) 149
اللهم أمتعني بسمعي وبصري 296
إن أبا حمزة الثمالي خدم أربعة منا الرضا (عليه السلام) 156
إن الإسلام ليأرز إلى المدينة... رسول الله (صلى الله عليه وآله) 36
إن الله تبارك وتعالى أرى رسوله بقلبه العسكري (عليه السلام) 84 - 85
إن الحكم بن عيينة وسلمة... أظلوا كثيرا الباقر (عليه السلام) 241 - 242
أنا قسيم النار علي (عليه السلام) 145
إني أستحيي من الله أن ألقاه ولم أمش إلى بيته الحسن (عليه السلام) 269
إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي رسول الله (صلى الله عليه وآله) 186
أول الدين معرفته علي (عليه السلام) 108
أيها الناس لو طلبتم من جابلق وجابلص رجلا الحسن (عليه السلام) 269 - 270
خير هذه الأمة النمط الأوسط علي (عليه السلام) 86
رجل سماه الناس عالما علي (عليه السلام) 64
رحم الله عمي زيدا إنه دعا إلى الرضا من آل محمد الصادق (عليه السلام) 134
سجين الأرض السابعة الباقر (عليه السلام) 287

311
سلموا على علي بإمرة المؤمنين رسول الله (صلى الله عليه وآله) 189
طرت بعبابها وفزت بحبابها علي (عليه السلام) 265
على ما أوقدتم هذه النيران رسول الله (صلى الله عليه وآله) 180
فأخبرني متى لم يكن فأخبرك أبو الحسن (عليه السلام) 74
قد خاضوا بحار الفتن... علي (عليه السلام) 36
كفن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ثوبين صحاريين 242
كنت نبيا وآدم بين الماء والطين رسول الله (صلى الله عليه وآله) 259
لا تقوم الساعة حتى يهلك الوعول 224
لا يقاس بآل محمد (صلى الله عليه وآله) من هذه الأمة أحد علي (عليه السلام) 86
لولاك لما خلقت الأفلاك الحديث القدسي 58
ما بدا لله بداء كما بدا له في إسماعيل ابني الصادق (عليه السلام) 112
مشغوف بكلام بدعة علي (عليه السلام) 63
مكتوب على قائمة العرش قبل أن تخلق السماوات والأرض علي (عليه السلام) 192
من اتصل فأعضوه بظر أمه 223
من أشار إليه فقد حده علي (عليه السلام) 78
من الذي احتجب بالسبع علي (عليه السلام) 94
الناس في القدر على ثلاثة أوجه الصادق (عليه السلام) 120
نعم، وفي أصغر من البيضة الرضا (عليه السلام) 75
والله ما كذبت ولا كذبت علي (عليه السلام) 226
ولقد كنت وما أهدد بالحرب علي (عليه السلام) 103
ويلك، إن الله لا يوصف بالعجز علي (عليه السلام) 75
يا رب، إن تهلك هذه العصابة لم تعبد في الأرض رسول الله (صلى الله عليه وآله) 161 - 162
يا رب، إنك تعلم أني لو أكلت قبل هذا اليوم كنت قد أعنت... الكاظم (عليه السلام) 178
يخرجك الله في آخر الزمان بأحسن صورة رسول الله (صلى الله عليه وآله) 146
يرد علي مع أمتي يوم القيامة خمس رايات رسول الله (صلى الله عليه وآله) 257

312
فهرس الأعلام
آدم (عليه السلام) * 259
أبان بن تغلب * 137
أبان بن عثمان * 75
إبراهيم (عليه السلام) * 104 و 136 و 192 و 274
إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن
الحسن * 222
إبراهيم بن موسى الكاظم (عليه السلام) * 230
إبليس * 119 و 162 و 292
ابن أبي الحديد * 36 و 55 و 63 و 78 و 86 و
103 و 105 و 106 و 107 و 108 و
199
ابن أبي الخطاب * 81
ابن أبي عمير * 75 و 111 و 292
ابن أبي نصر البزنطي أحمد بن محمد بن
أبي نصر البزنطي
ابن الأثير صاحب النهاية * 150 و 166
و 199
ابن الأعرابي * 72 و 147
ابن أعراق الثرى * 274
ابن بطة * 265
ابن جمهور * 145
ابن حمدان (الأمير) * 148
ابن خالد * 99
ابن خيرة الإماء * 210
ابن سريج * 242
ابن شمون * 145
ابن شميل * 296
ابن الصلاح * 284
ابن صهاك * 65
ابن عمران * 208
ابن فضال * 233 و 234
ابن قياما * 209
ابن محبوب * 185
ابن مرجانة * 65
ابن النوبية * 210
ابن الوليد محمد بن الحسن بن الوليد
ابن هشام المصري * 235
ابن هند * 65

313
أبو بصير * 164 و 241
أبو بكر الحضرمي * 152 و 153
أبو بكر بن أبي قحافة * 166 و 167 و 194
(الأول) و 199 (الأول) 249 (تيم) و
263 و 265 و 283
أبو تمام (الشاعر) * 67 و 143
أبو الجارود * 187 و 189 و 190
أبو جعفر ابن بابويه الصدوق
أبو جعفر المنصور = المنصور الخليفة
العباسي
أبو الحسين الأسدي * 112
أبو حمزة الثمالي * 156
أبو الخطاب * 183
أبو ذر الغفاري * 257
أبو طالب بن عبد المطلب * 259 و 260
أبو الطيب المتنبي * 37 و 197
أبو عبد الله العاصمي * 136
أبو عبيدة الحذاء * 240
أبو العلاء المعري * 212
أبو عمران * 208
أبو عيسى الوراق * 106
أبو القاسم البلخي * 106
أبو محمد بن جعفر القاضي * 211
أبو مسلم داعية بني العباس * 34
أبو معاذ * 34
أبو المقدام * 242
أبو هاشم الجعفري * 94
أبو يحيى الواسطي * 135
أبي بن كعب * 131
أحمد (يروي عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر) * 283
احمد (يروي عن بكر بن صالح) * 297
أحمد (يروي عن محمد) * 241
أحمد (يروي عن محمد بن علي) * 209
أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر (عليه السلام) 212 و
213?
أحمد بن أبي عبد الله البرقي أحمد بن
محمد بن خالد البرقي
أحمد بن إدريس * 254
أحمد بن إسحاق * 214
أحمد بن بكر * 297
أحمد بن الحسن * 279
أحمد بن عيان أبو على * 279
أحمد بن محمد * 136 و 227
أحمد بن محمد (يروي عن محمد بن
الحسن) * 146
أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي * 75
و 227 و 283
أحمد بن محمد بن أحمد أبو عبد الله العاصمي
* 299
أحمد بن محمد بن خالد البرقي * 75 و 99 و
125 و 126 و 160 و 228
أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري * 140 و
141 و 196 و 283

314
أحمد بن محمد بن عيسى بن يزيد * 283 و
284
أحمد بن محمد بن يحيى العطار * 75
أحمد بن مهران * 185 و 209 و 210
أحول * 133
الأخطل * 65
إذ كوتكين * 279
الأزهري * 152 و 227
إسحاق بن جعفر الصادق (عليه السلام) * 204 و 208
إسحاق بن جعفر بن محمد بن على أبو القاسم
العلوي * 118
الأسدي * 279
إسماعيل السراج * 125
إسماعيل بن إبراهيم (عليه السلام) * 112
إسماعيل بن أبي زياد السكوني * 118
أسيد بن صفوان * 263 و 265
الأصبغ بن نباتة * 192
الأغبس * 210
الأغيبس * 210
أم أحمد * 208
أم خالد * 250
امرؤ القيس * 256
أم كلثوم بنت علي (عليه السلام) * 177
أيوب بن نوح * 111
الباقر (عليه السلام) * 155 و 156 و 168 و 182 و 190
و 202 و 241 و 272 و 273 و 280 و
287
البحتري (الشاعر) * 34
البخاري * 180
بدر الدين الحسيني العاملي * 33
البراق * 146
البرقي أحمد بن محمد بن خالد البرقي
بشار * 34
بشير يروي عنه يحيى بن عمران الحلبي 290
بكر بن * صالح * 88 و 297
البهائي (الشيخ) * 46 و 268
البيضاوي * 242
تيم (أبو بكر) * 249
التيمي * 169 و 170
ثابت بن أبي سعيد * 125
ثابت بن دينار أبو حمزة الثمالي
ثابت بن سعيد * 125 و 126
جابر بن يزيد الجعفي * 240
الجارود بن أبي سبرة الهذلي البصري * 155
- 156
جبرئيل (عليه السلام) * 163 و 173 و 183 و 188 و
251 و 254 و 287
الجرجاني الشريف الجرجاني
جرير (الشاعر) * 65
جعفر بن أبي طالب * 210
جعفر بن الحسن الحلى المحقق الحلى
جعفر الكذاب ابن علي الهادي (عليه السلام) * 213 و
214

315
جعفر بن محمد (الراوي) * 226
جعفر بن محمد الكوفي * 184
جعفر بن محمد بن علي * 118
جعفر بن محمد بن مسرور * 75
الجواد (عليه السلام) * 117 و 169 و 172 و 191
و 209 و 211 و 213 و 231 و 275 و
276 و 284
الجوهري صاحب الصحاح * 62 و 66
و 199 و 244 و 267 و 268 و 284
حاتم الطائي * 270
حارثة بن لأم الطائي * 298
حبتر * 189 و 190 و 257
حبيب بن أوس أبو تمام
الحجاج بن يوسف الثقفي * 210 و 295
حذيفة بن اليمان * 129
حسان بن ثابت * 70 و 236
الحسن بن راشد * 98
الحسن بن عبد الرحمان * 182 و 252
الحسن بن عبد الرحمان الكوفي * 182
الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري 298
الحسن بن * عطية * 296
الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) * 104 و
196 و 269
الحسن بن على بن أبي عثمان * 93
الحسن بن فضال * 182
الحسن بن القاسم الرقام * 147
الحسن بن محمد (الراوي) * 226
الحسن بن محمد الصيرفي * 226
الحسن بن موسى * 106
حسني صفة رجل 280
الحسن بن يوسف بن المطهر الحلى العلامة
الحلي
الحسين بن الحسن * 88
الحسين بن خالد * 96
الحسين بن روح * 260
الحسين بن عبد الله * 254
الحسين بن عبد الله الصغير * 254
الحسين بن عبد الرحمان * 182 و 252
و 297
الحسين بن علي (الراوي) * 88
الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) * 104 و
163 و 178 و 185 و 186 و 198 و
200 و 270 و 272
الحسين بن محمد * 184 و 226
الحسين بن محمد بن عامر الأشعري * 75
و 271 و 272
الحصين (يروى عنه علي بن النهدي) * 289
الحكم بن أعين * 292
الحكم بن أيمن * 292
الحكم بن عيينة * 241 و 242
حكيم مؤذن ابن عيسى (مؤذن بني
عبس) * 283

316
حماد بن عمر بن خالد الفزاري * 126
حمزة بن عبد المطلب * 207
حميدة أم الكاظم (عليه السلام) * 231
الحميري السيد الحميري
حنان بن سدير * 202
حنتمة بنت هاشم الزهري * 65
حيزوم * 163
الخطابي * 265
الدار قطني * 265
داود بن سليمان (عليهما السلام) * 191
داود بن القاسم الجعفري أبو هاشم
الجعفري
درست بن أبي منصور * 135
الدلدل * 162
الذهبي * 155 و 156
ذو الثدية * 258
ذو القرنين * 280
رابط امرأة من بني تميم * 190
ربعي بن عبد الله بن الجارود * 155 و 156
الرشيد الخليفة العباسي * 205 و 209 و
280
الرضا (عليه السلام) * 75 و 96 و 134 و 161 و 177
و 202 و 205 و 206 و 209 و 211 و
230 و 231 و 275
الروح اسم ملك * 183 و 254
روح القدس * 183 و 190 و 191 و 286
روز * 280
ريطة اسم امرأة * 223
الزبير بن العوام * 199
زرقان * 106
زريق * 189 و 190 و 257
الزمخشري * 67 و 193 و 203 و 238
و 243
الزوزني * 233
زياد بن المنذر أبو الجارود
زيد الشحام أبو أسامة * 135
زيد بن علي (عليه السلام) الشهيد * 134 و 154
زين الدين بن علي العاملي الشهيد الثاني
سالم بن أبي حفصة التمار * 241 و 242
سامري الأمة * 257 و 258
السائب بن عامر الأشعري * 283
السجاد (عليه السلام) * 155 و 156 و 158 و 169 و
202 و 224 و 271
سدير الصيرفي * 177
السري بن الربيع * 248
سعد بن عبد الله * 75 و 266
سعد بن عمران الأنصاري * 208
السفاح الخليفة العباسي * 210
سفيان الحريري * 297
سفينة، أبو ريحانة مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) * 271
السكاكي * 52
السكري * 227

317
سلامة أم السجاد (عليه السلام) * 271
سلمة بن الأكوع * 180
سلمة بن كهيل * 241 و 242
سليمان بن جرير * 113
سليمان بن جعفر بن إبراهيم الجعفري 297
سليمان بن خالد * 127 و 154
سليمان بن داوود (عليه السلام) * 145 و 156 و 157 و
191
سليمان بن عبد الله * 155
سليمان بن محمد القرشي * 118
سماعة * 64
السندي بن الربيع * 248
سهل بن حنيف * 207
سهل بن زياد الآدمي الرازي * 82 و 117 و
146 و 191
سيار بن مالك الفزاري * 298
السيد الحميري * 190 و 257
السيد الشريف الجرجاني * 131 و 166
شعبة بن الحجاج * 212
شعيب (عليه السلام) * 192
شهربانو أم السجاد (عليه السلام) * 271
الشهرستاني صاحب الملل والنحل * 87
و 113 و 183
الشهيد الثاني * 125 و 126
شيبة الحمد (عبد المطلب) * 254
الشيخان (أبو بكر وعمر) * 189
الشيطان * 183
الصاحب (عليه السلام) * 278 و 280
صاحب الأمر (عليه السلام) * 164 و 210 و 211
و 215 و 216 و 281
صاحب التلخيص * 52
صاحب الدار * 214
صاحب الزمان (عليه السلام) * 177 و 214
صاحب السيف * 164
صاحب الغريبين الهروي
صاحب القاموس الفيروزآبادي
صاحب الكشاف الزمخشري
صاحب المصباح الفيومي
الصادق (عليه السلام) * 54 و 74 و 75 و 88 و 89
و 104 و 112 و 118 و 120 و 130 و
132 و 135 و 137 و 155 و 156 و
169 و 182 و 183 و 202 و 203 و 220
و 229 و 238 و 241 و 243 و 261 و
274
صالح (عليه السلام) * 192
صالح (يروي عن سليمان الجعفري، وعنه
أحمد بن بكر) * 297
صالح بن أبي حماد * 88
الصدوق * 74 و 75 و 84 و 88 و 89 و 91 و
93 و 95 و 96 و 98 و 101 و 104 و
109 و 110 و 111 و 114 و 119 و
123 و 125 و 127 و 134 و 178 و 272

318
صفوان الحريري * 297
صفوان بن يحيى * 115 و 208 و 209
الصفواني محمد بن أحمد بن عبد الله بن
قضاعة
صندل * 182
طلحة بن عبيد الله * 199
عائشة بنت أبي بكر * 195 و 199 و
247 (الحميراء)
العاصمي أحمد بن محمد بن أحمد
عباد بن كثير * 242
عباس بن عبد المطلب * 161
العباس بن هشام الناشري * 155
عبد الأعلى بن أعين * 137
عبد الله بن أبي يعفور * 228
عبد الله بن جعفر الصادق (عليه السلام) * 204
عبد الله بن جعفر الحميري * 266
عبد الله بن سنان * 159
عبد الله بن عباس * 168 و 246
عبد الله بن عثمان أبو إسماعيل
السراج * 125 - 126
عبد الله بن عثمان الواقفي * 126
عبد الله بن عثمان بن عمر [و] بن خالد
الفزاري * 126
عبد الله بن شبرمة * 65
عبد الله بن عامر * 75
عبد الله بن كثير * 249
عبد الله بن محمد الحضرمي * 152
عبد الله بن المساور * 213
عبد الله بن مسعود * 129
عبد الله بن منير * 212
عبد الرحمان الإسنوي * 242
عبد الرحمان بن كثير * 249
عبد الرحمان بن ملجم * 178
عبد العزيز بن مسلم * 147
عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف * 254
عبد الملك بن إبراهيم * 212
عبيد الله بن أبي بكر * 212 - 213
عبيس بن هشام الناشري * 155
عثمان بن عفان * 199 و 249
عدي (عمر) * 249
العدوي * 169 و 170
العسكري (عليه السلام) * 161 و 191 و 213 و 214 و
277 و 280
العضباء * 162
العلامة الحلى * 99
علي بن إبراهيم بن محمد بن الحسن
الجواني * 202
علي بن إبراهيم بن هاشم القمي * 36 و 48 و
49 و 89 و 99 و 100 و 145 و 162 و
169 و 171 و 183 و 189 و 190 و
192 و 193 و 202 و 257 و 262 و 287
علي بن أبي حمزة البطائني * 87
علي بن أبي طالب (عليه السلام) * 64 و 75 و 86 و 94 و

319
104 و 108 و 109 و 129 و 142 و
146 و 149 و 160 و 163 و 164 و
167 و 168 و 169 و 170 و 171 و 172
و 177 و 178 و 181 و 184 و 187 و
188 و 189 و 192 و 193 و 194 و
199 و 204 و 207 و 224 و 252 و
257 و 263 و 265 و 295
علي بن أحمد بن محمد بن عمران
الدقاق * 94 و 96 و 117
علي بن إسماعيل أبو الحسن * 229
علي بن جعفر الكوفي * 117
علي بن جعفر الصادق (عليه السلام) * 224
علي بن حسان * 249
علي بن الحسين ابن بابويه والد
الصدوق * 271 و 272
على بن الحكم * 283
على بن العباس الجراذيني * 89
علي بن محمد * 100
علي بن محمد * 96
علي بن محمد الهاشمي * 276
علي بن محمد بن إسماعيل * 291
علي بن محمد بن سعد * 291 و 294
علي بن محمد بن سعيد * 291
علي بن النهدي * 289
علي بن يقطين * 216
عكرمة * 70
عمر بن الخطاب * 55 و 129 و 194 (الثاني)
249 (عدي) و 271
عمران بن موسى بن إبراهيم أبو حامد * 147
عيسى بن عمر * 70
عيسى بن مريم (عليهما السلام) * 104 و 157 و 191
الفاضل المقداد * 113 و 269
فاطمة (عليها السلام) * 165 و 266
فخار بن معد الموسوي * 261
الفراء * 143
الفرزدق (الشاعر) * 65
فرعون الأمة * 257
الفضل بن الربيع * 178
الفضل بن يحيى البرمكي * 178
الفيروزآبادي * 275
الفيومي * 284 و 293
القائم (عليه السلام) * 187
قائم آل محمد (عليهم السلام) * 48
القاسم بن محمد بن علي أبو أحمد
الهاروني * 147
القاسم بن مسلم * 147
قتادة * 156
القتيبي * 145
القصواء * 162
القطب الراوندي * 106
قيس بن ماصر * 133
الكاظم (عليه السلام) * 88 و 89 و 132 و 155 و 156 و

320
178 و 202 و 203 و 204 و 205 و
206 و 216 و 224 و 231 و 274
كثير النواء * 242
الكشي * 89 و 141 و 241 و 242
مارية القبطية جارية رسول الله (صلى الله عليه وآله) * 210
المازني * 158
المتنبي أبو الطيب
المتوكل الخليفة العباسي * 210 و 280
المحقق الحلى * 132
محمد (يروى عنه محمد) * 241
محمد (يروى عن محمد بن الحسين) * 126
محمد بن إبراهيم بن إسحاق أبو العباس
الطالقاني * 147
محمد بن أبي عبد الله * 89
محمد بن أبي عبد الله الكوفي * 94
محمد بن أبي عمير ابن أبي عمير
محمد بن أحمد * 241
محمد بن أحمد بن خاقان النهدي * 289
محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة بن
صفوان بن مهران الجمال
الصفواني * 148 و 196 و 202 و 211
محمد بن أسلم * 294
محمد بن أسلم الطبري * 247
محمد بن إسماعيل بن بزيع * 115 و 125
و 126
محمد بن بشر * 94
محمد التقي الموسوي * 301
محمد بن جعفر أبو الحسن الأسدي * 279
محمد بن الحسن * 144 و 146 و 160
و 161 و 191
محمد بن الحسن الطائي * 117
محمد بن الحسن الطوسي * 285
محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد * 111
محمد بن الحسن الزيني حفيد الشهيد
الثاني * 42 و 84
محمد بن الحسن الصفار * 81 و 82 و 100 و
111 و 115 و 146 و 158
محمد بن الحسن بن الوليد * 89 و 115
محمد بن الحسين * 81 و 100 و 126 و 146
و 158 و 160 و 161 و 191
محمد بن الحسين الواسطي * 212
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب * 146 و
158 و 159
محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي
الأشناني * 81 - 82
محمد بن الحسين بن سعيد الطبري * 82
محمد بن حكيم * 89
محمد بن حمزة الهاشمي * 276
محمد بن خالد * 241
محمد بن زيد الطبري * 284
محمد بن سنان * 159
محمد بن بن شريح الحضرمي * 152

321
محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن (عليه السلام)
(النفس الزكية) * 165 و 220
محمد بن علي (استظهر أنه ابن محبوب) 185
محمد * بن علي يروي عن ابن قياما
الواسطي * 209
محمد بن علي ابن بابويه الصدوق
محمد بن علي الهادي (عليه السلام) أبو جعفر * 214
محمد بن عمر البغدادي * 117
محمد بن عيسى * 96
محمد بن عيسى العبيدي * 89 و 212
محمد بن علي * 100
محمد بن مسلم * 89 و 294
محمد بن الوليد الخزاز * 185
محمد بن الوليد شباب الصيرفي * 185
محمد بن يحيى * 81 و 84 و 100 و 101 و
125 و 146 و 156 و 184 و 226 و
283
محمد بن يزيد الطبري * 284
محمد بن يعقوب الكليني * 33 و 84 و 90 و
96 و 97 و 99 و 100 و 101 و 116 و
158 و 196
مرثا أم مريم (عليها السلام) * 274
المرزوقي * 158
مروان بن الحكم * 199 و 249
مسافر خادم الرضا (عليه السلام) * 179
مسلم بن الحجاج النيشابوري * 212
المطرزي * 227
مطلب بن عبد مناف * 254
معاوية بن أبي سفيان * 199 و 247 و 269
معاوية بن حكيم * 247
المعتصم * 280
معلى بن محمد * 272
المفيد * 188 و 285
المقداد الفاضل المقداد
المنصور الخليفة العباسي * 65 و 165
منصور بن جمهور * 240
منصور بن حازم * 141
موسى الصيقل * 185
موسى بن عبد الله بن الحسن * 220 و 222
موسى بن عمران (عليه السلام) * 104 و 212
موسى بن المهدي الخليفة العباسي * 209
المهدي (عليه السلام) * 215
انظر أيضا الصاحب، صاحب الأمر،
صاحب الزمان، صاحب السيف، القائم،
قائم آل محمد
ميثم التمار * 181 و 295
مير السيد الشريف الجرجاني الشريف
الجرجاني
ميكائيل * 183
النجاشي سلطان الحبشة * 210
نعثل * 190 و 257
النفس الزكية * 217

322
نوح (عليه السلام) * 104 و 192
النووي * 269
الوشاء * 230
وهب بن جرير * 212
الهادي (عليه السلام) * 117 و 161 و 191 و 211 و
277
الهادي خليفة العباسي * 209
هارون الرشيد الرشيد
هاشم بن أبي عمار الجنبي * 110
هاشم بن عبد مناف * 254
هرمز * 271
الهروي صاحب الغريبين * 64 و 68 و 72 و
108 و 122 و 143 و 145 و 147 و
149 و 152 و 186 و 210 و 219 و
224 و 242 و 255 و 265 و 277 و 278
و 282 و 289 و 296 و 298
هشام بن الحكم * 87 و 88 و 130 و 132 و
133
هشام بن سالم الجواليقي * 87 و 88 و 89
هشام بن عبد الملك * 240
الهيثم بن أبي مسروق النهدي * 289
يحيى بن عبد الله بن الحسن * 224
يزيد (يروي عنه أحمد بن محمد بن عيسى
الأشعري) * 284
يزيد الصائغ * 296
يزيد بن معاوية * 210
يزيد بن الوليد * 240
يسير يروي عنه يحيى بن عمران
الحلبي * 290
يسير الدهان * 290
يعقوب بن جعفر * 98
يعقوب بن يزيد * 75 و 115
يوسف بن عمر الثقفي * 240
يونس (الراوي) * 120
يونس بن يعقوب * 130
يونس بن ظبيان * 88 و 89

323
فهرس الأماكن
الأبواء * 231
البحرين * 247 و 268
البصرة * 205
بلاد الترك * 248
البيت الحرام * 293
البيت المعمور * 171
جابلص * 270
جابلق * 270
الحبشة * 210
خيبر * 180 و 194
دار السرقة * 220
سدة أشجع، موضع بالمدينة * 221
السودان * 210
سواد الكوفة * 65
الشاش * 248
الشام * 254
صحار * 242
طوس * 275 و 279
طيبة * 216
العراق * 89 و 92 و 240 و 279
العريض * 274
عكاظ * 180
غدير خم * 188 و 189
غزة * 254
فدك * 283
الفرات * 163
فلج * 250
الكناسة * 134
الكوفة * 205 و 209 و 240
المدينة * 205 و 217 و 221 و 231 و 239
و 253 و 254 و 274
مسجد الرسول (عليه السلام) * 217 و 222
مسجد مكة * 217
مكة * 217 و 231 و 239 و 254
الموصل * 148
موقان * 275
نوقان * 275
هجر * 268
اليمن * 242

325
فهرس الفرق والجماعات والأيام
آل داوود * 166 و 241
آل الرسول (صلى الله عليه وآله) * ص 48 و 55
آل محمد (صلى الله عليه وآله) * 134 و 200 و 201 و 210 و
211 و 241
ابن آدم * 243
أبواب الناحية * 279
أرباب السير * 162
الأشاعرة * 95 و 118 (الأشعريون) و 119
أشجع قبيلة من غطفان * 221
الأشعرية * 83 و 85 و 118
أصحاب أبي بكر * 167
أصحاب الباقر (عليه السلام) * 155
أصحاب الحكومات * 256
أصحاب الرايات * 256 و 257
أصحاب الرجال * 159
أصحاب السجاد (عليه السلام) * 155
أصحاب الصادق (عليه السلام) * 155
أصحاب علي (عليه السلام) * 181
أصحاب الكاظم (عليه السلام) * 155 و 156
الأعاجم * 279
الإمامية * 134 و 171 و 185 و 281
أمة العرب * 67 و 203
الأنصار * 163 و 222 و 246
أولاد علي (عليه السلام) * 187 و 200
أهل بيت مارية جارية رسول الله (صلى الله عليه وآله) * 210
أهل العراق * 209
أهل العربية * 250
أهل المدينة * 253 و 254
أهل مصر * 80
أئمة الرافضة * 113
أئمة الزيدية * 165
أئمة اللغة * 250
البترية * 242
البلغاء * 158
بنو آدم * 101
بنو أمية * 148 و 169 و 184
بنو تميم * 190
بنو تيم * 148

326
بنو الحسن * 164
بنو خطمة * 163
بنو العباس * 34 و 210
بنو عبد الله بن مالك بن أوس * 163
بنو عدي * 148
بنو النجار * 254
بنو يونان * 49
البيانيون * 52
التركي * 164
تيم * 142 و 145
الثنوية * 106
الجبرية * 63
الجيش * 218 و 246
حجة الوداع * 193
حسينية * 221
الحشوية * 63
الحكماء * 77
الخوارج * 145 و 258
الدهريين * 49
الرافضي * 193
الزيدية * 154 و 231
السفراء * 216
الشامي * 132
شرائع الأربعة * 104
الشيعة، شيعتهم * 63 و 69 و 87 و 172
و 175 و 204 و 216 و 244
شيعة أهل العراق * 209
العجم * 278
عجمي * 203
عدي * 142 و 145
العرب * 103 و 110 و 112 و 143 و 186 و
218 و 256
العربي، عربي * 203 و 271 و 280
العلماء * 235 و 236
علماء الخاصة * 247
علماء العامة * 247
علماء العربية * 143
غطفان * 221 و 298
فارسي * 271
الفقهاء * 132 و 220
الفلاسفة * 49
القدرية * 63 و 118 و 119
قريش * 65 و 162
القواد * 205
قواد الأتراك * 280
قوم لوط * 154
اللغويون * 186
المجوس، مجوس * 118 و 180
المختارية * 113
المرجئة * 62 و 63
المشايخ الثلاثة (الخلفاء) * 62 و 63
المشبه * 63

327
المعتزلة * 90 و 118
ملوك العجم * 271
الناصبي * 193
النحويون * 158
النصارى * 118
النوب (جيل من السودان) * 210
النوبية، نوبية * 210 و 211
ولد تيم * 155
ولد الحسن (عليه السلام) * 221
ولد الحسين (عليه السلام) * 221
ولد عدي * 155
ولد علي (عليه السلام) * 155
ولد فاطمة (عليها السلام) * 154 و 155
الهرمز، الهرمزان، الهارموز * 271
اليمانين * 278
يوم بدر * 162 و 163
يوم خيبر * 194
يوم الغدير * 34 و 171 و 187 و 193 و 194
يوم فتح خيبر * 180
يوم كربلاء * 163
اليهود * 112 و 118

328
فهرس الأبيات الشعرية
كأن سبيئة من بيت رأس * يكون مزاجها عسل وماء
حسان بن ثابت 236
ولست بمستبق أخا لا تلمه * على شعث، أي الرجال المهذب
النابغة الذبياني 300
هما أظلما حالي ثمت أجليا * ظلاميهما عن وجه أمرد أشيب
أبو تمام حبيب بن أوس 143
على ما قام يشتمني لئيم * كخنزير تمرغ في رماد
حسان بن ثابت 70
أحبك يا شمس الزمان وبدره * وإن لامني فيك السهى والفراقد
234
سأل ابن ماجة دونه نفقاته * خرط القتادة أو مناط الفرقد
234
فإن الذي حانت بفلج دماؤهم * هم القوم يا أم خالد
250
أما الفراق فإنه ما تعهد * هو توأمي لو أن بينا يولد
أبو الطيب المتنبي 197
أقادوا من وقى وتوعدوني * وكنت وما ينهنهني الوعيد
103
وإنك لا تبالي بعد حول * أظبي كان أمك أم حمار
236
شجو حساده وغيظ عداه * أن يرى مبصر ويسمع واع
البحتري 34
الناس يوم الحشر راياتهم * خمس فمنها هالك أربع
6 بيت، للسيد الحميري 257
أصدقه في مرية وقد امترت * صحابة موسى بعد آياته التسع
أبو العلاء المعري 212
فيها خطوط من سواد وبلق * كأنه في الجلد توليع البهق
الرؤبة 47
كبكر المقاناة البياض بصفرة * غذاها نمير الماء غير محلل
امرؤ القيس 256
على حالة لو أن في اليوم حاتما * على جوده ما جاد بالماء حاتم
270
أو كلما وردت عكاظ قبيلة * بعثوا علي عريفهم يتوسم
طريف بن تميم العنبري 180
وكل أخ مفارقه أخوه * لعمر أبيك إلا الفرقدان
233
الحب ما منع الكلام الألسنا * وألذ شكوى عاشق ما أعلنا
أبو الطيب المتنبي 37

329
ذعرت به القطا ونفيت عنه * مقام الذنب كالرجل اللعين
159
يا سأوه هجروا واستوطنوا هجرا * واها لقلب المعنى بعدكم واها
الشيخ البهائي، 2 بيت 268
إن من ساد ثم ساد أبوه * ثم قد ساد قبل ذلك جده
أبو نؤاس الحسن بن هانئ 194
كانت لنا من غطفان جاره * حلالة طعانة سياره
3 بيت، لسيار بن مالك الفزاري 298
(مصرع) 256

330
فهرس الكتب
الإبانة لابن بطة * 265
الإرشاد للمفيد * 188
أساس البلاغة * 226
الاستبصار * 285
كتب الاعتقادات للصدوق * 101 و 104
و 117
الإنجيل * 131 و 191 و 192 و 288
إيمان أبي طالب * 261
تفسير علي بن إبراهيم القمي * 36 و 146 و
169 و 171 و 183 و 189 و 190 و
262 و 287
التلخيص * 52
كتاب التوحيد للصدوق * 74 و 75 و 84 و
88 و 90 و 91 و 92 و 93 و 94 و 95 و
96 و 97 و 98 و 101 و 109 و 110 و
111 و 114 و 116 و 117 و 119 و 120
و 123 و 125 و 127
التوراة * 131 و 191 و 192
تهذيب الأحكام * 281 و 282
تهذيب الأسماء للنووي * 269
الجامعة * 163
الجفر * 163
الجفر الأبيض * 164
الجفر الأحمر * 164
الجمع بين كتاب الأفعال والصحاح * 293
جمهرة الأمثال * 298
حاشية الكشاف للمير السيد الشريف
الجرجاني * 131
حاشية المطول للمؤلف السيد بدر الدين 158
حاشية المطول للمير السيد الشريف
الجرجاني * 166
الخلاصة * 89 و 99
ربيع الشيعة * 204
رجال النجاشي * 153
زبور داود (عليه السلام) * 192
شرح الحماسة للمرزوقي * 158
شرح المعلقات للزوزني * 233
شرح منهاج الأصول للإسنوي * 242

331
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد * 36 و 55
و 78 و 105 و 106 و 108 و 199
شرح نهج البلاغة لابن ميثم * 267
شرح نهج البلاغة للقطب الراوندي * 106
الصحاح للجوهري * 162 و 163 و 210 و
218 و 219 و 230 و 234 و 249 و
255 و 256 و 267 و 272 و 280 و
290
صحيح البخاري * 180
صحيح مسلم * 212
الصحيفة الكاملة * 158
عيون أخبار الرضا (عليه السلام) * 134 و 147 و 178
الغريبين * 64 و 68 و 72 و 108 و 122
و 143 و 145 و 147 و 152 و 186 و
210 و 219 و 224 و 242 و 255 و
277 و 278 و 282 و 288 و 295 و 298
الفرقان * 191 و 192
الفهرست للطوسي * 185 و 292
القاموس المحيط * 54 و 130 و 148 و 163
و 167 و 186 و 239 و 270 و 271 و
275 و 297
القرآن * 37 و 41 و 51 و 109 و 129 و 135
و 144 و 152 و 157 و 158 و 176 و
188 و 192 و 193 و 252 و 297 و
298
الكافي * 33 و 90 و 97 و 151 و 199
و 282
كتاب إبراهيم (عليه السلام) * 192
كتاب شعيب (عليه السلام) * 192
كتاب صالح (عليه السلام) * 192
كتاب فخار بن معد الموسوي إيمان أبي
طالب
كتاب نوح (عليه السلام) * 192
الكشاف * 49 و 63 و 68 و 127 و 130
و 131 و 143 و 193 و 203 و 238 و
243
كمال الدين وتمام النعمة * 260
اللوامع للفاضل المقداد * 269
ما قالت القرابة في الصحابة للدار
قطني * 265
المحاسن للبرقي * 126 و 228
المصباح للفيومي * 284 و 293
مصحف فاطمة (عليها السلام) * 163
المغرب * 227
مغني اللبيب * 235
كتاب المقالات لأبى القاسم البلخي * 106
كتاب المقالات لزرقان * 106
الملل والنحل للشهرستاني * 87 و 113
و 183
المؤتلف والمختلف للدار قطني * 265
ميزان الاعتدال * 155
النهاية لابن الأثير * 150 و 199 و 265
و 293
نهج البلاغة * 36 و 63 و 78

332
فهرس الأشياء والحيوانات
آنية المجوس * 180
إبل * 238 و 239
الأتان * 65
أحلاس البيوت * 218
إزار * 186
الأسد * 101
الأصنام * 68
ألبد * 218
الإناء * 232
الإوز * 177
البراذين * 279
برذعة، البرذعة * 218
بري * 298
بزة * 222
البعوض * 96
بعير، البعير * 240 و 276
بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) * 162
بيضة، البيضة * 75 و 76
التكأة * 238
التمر * 242
الثوب، ثوب * 98 و 186 و 223 و 235
و 242 و 279 و 301
ثوب صحاري * 242
الثور * 101
الثياب * 219 و 222
جذع نخلة * 290
الجرجس * 96
الجرة * 297
جونة، الجونة، الجوني * 271
الحب * 297
حديد * 57
الحديدة * 223
حر الثياب * 218
الحرير المبهم * 201
الحشيش * 38
الحلة، حلة * 186 و 187 و 223
الحلس * 218
حمار * 38 و 236

333
حمام البر * 273
الحمير الإنسية * 180
حيتان، الحيتان * 179
الحية * 36
الخاتم * 161
خاتم سليمان (عليه السلام) * 145
خرز * 162
الخريطة * 230
الخشبة * 39
خطام، خطم، الخطام * 298
الخميس * 218
خنزير * 70
خواتيم من ذهب * 184
الخودة * 159
الخيط * 180
الخيل * 279
دابة، الدابة * 279 و 281
الدرع * 160
درهم * 186
دعامة البيت * 48
الدقل * 242
الدلاء * 200 و 201
الدواة * 278
الدهن * 219
دهن السمسم * 277
الديك * 101
الذبابة * 64
ذهب، الذهب * 184 و 256
الذئب * 159
الراية، راية * 159 و 222 و 258
رحائل * 239
رحلة * 239
رداء * 186
الرق * 201
الرمح * 223
الزجاج * 187
زج الرمح * 223
سرج * 218
سفينة، السفينة * 38 و 39
السقاء * 180
السلاح * 164
سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله) * 160 و 164
السمند * 279
السهم * 298
السيور * 195
السيف * 57 و 159
سيوف آل داوود * 166
سيوف داوودية * 166
الشاة * 139
الشبرمة * 65
الشسع * 200
شسع النعل * 200

334
الشعر * 190
الشمس * 71 و 84 و 144 و 158
الشمع * 184
الشهري، الشهرية * 279
الصنم * 68
العجل * 257
عجوة، العجوة * 242
العرش * 40
عسل * 236
العصا * 145
عصا موسى (عليه السلام) * 145
العمامة * 165
العناق * 205
عناق مكي * 205
العنقا * 264
غزل * 190
غزل العنكبوت * 64
فرس، الفرس، فرسة * 163 و 274
الفسيل * 242
فضة * 256
الفلك الأطلس * 77 و 100
قاب، ألقاب * 255
قبة * 205
القدح * 298
القرطاس * 201
القطا * 159
القلم * 278
القلة * 297
القميس * 162 و 263
القوس * 159 و 255
الكأس * 232
الكدري * 271
الكسب * 277
كسب الشاة * 277
كواكب * 35
الكواكب الخمسة * 143
الكوز * 297
كوكب دري، الكوكب الدري * 143
اللقاط * 242
المراغة * 65
الكيس * 184
لبود الخيل، اللبود * 218
اللون * 242
ماء العنب * 219
المخاد * 219
المخدة * 218
المداد * 278
مرفقة، المرفقة * 218
مساور * 238
المسمار * 98 و 235
المصلى * 218 و 219
مضرب السيف * 159

335
المعز * 205
مغفر * 159
مقبض السيف * 195
الميسم، ميسم * 145 و 146
الناقة * 239
النخل * 242
نخلة * 290
النعام * 223
النعل، نعل * 162 و 200 و 204 و 269
الورد الأغبس * 279
ورشان، الورشان * 273
الوشي (ضرب من الثياب) * 219
الهدهد، هدهد * 157
الهرة * 65
الهيق * 223

336
فهرس مصادر التحقيق
1. الإجازات العلمية عند المسلمين؛ الدكتور عبد الله فياض، ط 1، مطبعة الإرشاد، بغداد -
1967 م.
* اختيار معرفة الرجال رجال الكشى.
2. الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد؛ محمد بن محمد بن النعمان، الشيخ المفيد (م 413).
تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، قم، 1413 ق.
3. أساس البلاغة، محمود بن عمر الزمخشري (م 538)، تحقيق: عبد الرحيم محمود، مكتبة
الإعلام الإسلامي.
4. الاستبصار فيما اختلف من الأخبار، محمد بن الحسن الطوسي (م 460)، تحقيق: سيد حسن
خرسان، دار الكتب الإسلامية، تهران، 1390 ق.
5. الإصابة، أحمد بن علي بن الحجر العسقلاني (م 852)، تحقيق: علي محمد البجاوي،
دارالجيل، بيروت، ط 1، 1412 ه‍ - 1992 م.
6. الاعتقادات، محمد بن علي ابن بابويه (م 381)، تحقيق: عصام عبد السيد، المؤتمر العالمي
لألفية الشيخ المفيد، قم، 1413 ه‍ ق - 1371 ش.
7. إعلام الورى بأعلام الهدى؛ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (م 548) تحقيق ونشر:
مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) قم، 1417 ق، ط 1.
8. أعيان الشيعة؛ السيد محسن الأمين (م 1371) تحقيق: سيد حسن أمين، دار التعارف
للمطبوعات، بيروت، 1403 ق - 1983 م.
9. الأمالي؛ الشريف المرتضى علي بن الحسين الموسوي (م 436) تحقيق: محمد أبو الفضل
إبراهيم، دار الكتاب العربي، بيروت، ط 2، 1387 ق - 1967 م.

337
10. الأمالي؛ محمد بن علي ابن بابويه (م 381) تحقيق ونشر: مؤسسة البعثة، قم ط 1، 1417 ق.
11. أمل الآمل؛ محمد بن الحسن، الحر العاملي (م 1104)، تحقيق: السيد أحمد الحسيني، دار
الكتاب الإسلامي، 1362 ش.
12. الأنساب؛ عبد الكريم بن محمد السمعاني (م 562) تحقيق: عبد الله عمر الباروردي، دار
الجنان، بيروت، ط 1، 1408 ق - 1988 م.
13. أنوار التنزيل وأسرار التأويل؛ تحقيق: جواد القيومي، مكتب الأعلام الإسلامي قم، 1414 ق.
14. بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي (م 1110)، دار الكتب الإسلامية، تهران.
15. تاج العروس من جواهر القاموس؛ السيد محمد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي، دار
مكتبة الحياة، بيروت، الأوفست من طبع مصر سنة 1306.
16. التذكرة الحمدونية؛ محمد بن الحسن ابن حمدون (م 562) تحقيق: احسان عباس و... دار
صادر، بيروت، ط 1، 1996 م.
17. التعليقة على كتاب الكافي؛ السيد محمد باقر الحسيني، المير داماد (م 1041). تحقيق: السيد
مهدي الرجائي، طبع: مطبعة الخيام، قم، 1403 ق.
18. التوحيد؛ محمد بن علي ابن بابويه الشيخ الصدوق (م 381)، تحقيق: السيد هاشم الحسيني
الطهراني، مؤسسة النشر الإسلامي، قم.
19. تهذيب الأحكام؛ محمد بن الحسن الطوسي (م 460)، تحقيق: السيد حسن خرسان، دار
الكتب الإسلامية، تهران، 1390 ق.
20. تهذيب الأسماء واللغات؛ أبو زكريا محي الدين بن شرف النووي (م 676)، مكتبة الأسدي،
طهران بالأوفست عن تحقيق ونشر إدارة الطباعة المنيرية، مصر.
21. تهذيب التهذيب؛ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (م 852) تحقيق:
مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، 1415 ق - 1994 م.
22. تهذيب الكمال في أسماء الرجال، جمال الدين يوسف المزي (م 742) تحقيق: بشار عواد
معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 2، 1403 ق - 1983 م.
23. الجامع لأحكام القرآن؛ محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي (م 671)، انتشارات ناصر
خسرو، طهران، بالأوفست من طبع دار الكاتب العربي 1387 ق - 1967 م.
24. جمهرة أشعار العرب، أبو زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي (م ح 170)، دار بيروت،

338
بيروت، 1404 ق - 1984 م.
25. جمهرة أمثال العرب؛ أبو هلال الحسن بن عبد الله العسكري (كان حيا سنة 395) تحقيق:
أحمد عبد السلام و... دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1408 ق - 1988 م.
26. خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب؛ أحمد بن شعيب النسائي (م 303)، تحقيق: محمد
كاظم المحمودي، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، قم، ط 1، 1419 ق.
27. خلاصة الأقوال في معرفة الرجال؛ حسن بن يوسف، العلامة الحلي (م 726) تحقيق: السيد
محمد صادق بحر العلوم، منشورات الرضي، قم، بالأوفست عن منشورات الطبعة
الحيدرية، نجف 1381 ق.
28. ديوان أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري (م 449)، شرح وتعليق: الدكتور ن. رضا، دار مكتبة
الحياة، بيروت، 1965 م.
29. ديوان حسان بن ثابت الأنصاري (م 50)، دار صادر، بيروت.
30. ديوان أبي نؤاس الحسن بن هانئ (م ح 195) تحقيق: أحمد عبد المجيد الغزالي، دار الكتاب
العربي، بيروت، 1404 ق - 1984 م.
31. ديوان أبى الطيب المتنبي (م 354)، تحقيق: عبد الوهاب عزام، دار الزهراء، بيروت،
1398 ق - 1978 م.
32. ديوان السيد إسماعيل بن محمد الحميري، (م ح 173)، جمعه نواف الجراح، دار صادر،
بيروت، ط 1، 1999 م.
33. ديوان السيد الحميري، جمعه ضياء حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي، بيروت ط 1،
1420 ق - 1999 م.
34. ديوان الوليد بن عبيد البحتري (م 284)، دار الكتب العلمية، بيروت، 1407 ق - 1987 م.
35. الذريعة إلى تصانيف الشيعة، محمد محسن الشهير بآغا بزرگ الطهراني (م 1389) مؤسسه
إسماعيليان، قم.
36. رجال النجاشي (م 450) تحقيق: السيد موسى الشبيري الزنجاني، مؤسسة النشر الإسلامي،
قم، 1418 ق.
* رجال العلامة الحلي خلاصة الأقوال.

339
37. رجال الكشي (م 385) تحقيق حسن المصطفوي، دانشگاه مشهد، 1348 ش.
38. شرح الصحيفة الكاملة السجادية؛ سيد محمد باقر مير داماد (م 1041)، تحقيق: السيد مهدى
رجائي، نشر مهدية مير داماد، أصفهان، 1406 ق.
39. شرح الصحيفة الكاملة السجادية؛ سيد بهاء الدين محمد بن محمد باقر الحسيني النائيني (م ح
1140) مخطوط، مكتبة آية الله گلپايگاني برقم 3918.
40. شرح الكافية؛ رضى الدين محمد بن حسن إسترآبادي (م 688)، تحقيق: يوسف حسن
عمر، جامعة قاريونس، 1398 ق - 1978 م.
41. شرح المعلقات السبع؛ حسين بن أحمد الزورزني، دار بيروت، بيروت، 1406 ق - 1986 م.
42. شرح نهج البلاغة؛ عبد الحميد ابن أبي الحديد (م 655)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم،
دار احياء الكتب العربي، ط 2، 1385 ق - 1965 م.
43. شرح نهج البلاغة، كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم بحراني (م 679)، دار العالم الإسلامي -
بيروت 1401 ق - 1981 م بالأفست، من طبع إيران.
44. الشفاء؛ حسين بن على بن سينا (م 428)، تحقيق: محمود قاسم، منشورات مكتبة آية الله
المرعشي، قم، 1404، بالأفست من طبع دار الكاتب العربي.
45. الصحاح؛ إسماعيل بن حماد الجوهري (م 393) تحقيق: عبد الغفور عطار، منشورات
أميري بالأفست من طبع دار العلم للملايين.
46. الصحيح؛ محمد بن إسماعيل البخاري (م 256)، استفدت من متن فتح الباري في شرح
صحيح البخاري.
47. الصحيح؛ مسلم بن الحجاج النيسابوري (م 261)، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي دار إحياء
التراث العربي، بيروت.
48. طبقات أعلام الشيعة؛ محمد محسن، الشهير بآغا بزرگ الطهراني (م 1389)، تحقيق
وإضافات: على نقي المنزوي، مؤسسة مطبوعاتي إسماعيليان، قم.
49. عيون أخبار الرضا (عليه السلام)؛ محمد بن علي ابن بابويه، الشيخ الصدوق (م 381)، تصحيح: حسين
الأعلمي، مؤسسة الأعلمي، بيروت، 1404 ق - 1984 م.
* غرر الفرائد ودرر القلائد أمالي المرتضى

340
50. الغريبين في القرآن والحديث؛ أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي (م 401) تحقيق: أحمد فريد
المزيدي، المكتبة العصرية، صيدا - بيروت، ط 1، 1419 ق - 1999 م.
51. الغيبة؛ محمد بن الحسن الطوسي (م 460)، تحقيق: عباد الله الطهراني و... مؤسسة
المعارف الإسلامية قم، ط 1، 1411 ق.
52. فتح الباري شرح صحيح البخاري؛ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (م 852) تحقيق: محب
الدين الخطيب، دار المعرفة، بيروت.
53. فهرست كتب الشيعة وأصولهم؛ محمد بن الحسن الطوسي (م 460) تحقيق: سيد عبد العزيز
الطباطبائي، مكتبة المحقق الطباطبائي، قم، 1420 ق.
54. فهرست نسخه هاى خطى كتابخانه عمومي آية الله العظمى نجفي مرعشي؛ سيد أحمد الحسيني.
55. القاموس المحيط؛ محمد بن يعقوب الفيروزآبادي (م 817)، دار إحياء التراث العربي،
بيروت، ط 1، 1412 ق - 1991 م.
56. الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة؛ محمد بن أحمد الذهبي (م 748)، تحقيق:
عزت علي عيد عطية و...، دار الكتب الحديثة، القاهرة، ط 1، 1392 ق - 1972 م.
57. الكافي، محمد بن يعقوب الكليني (م 329)، تحقيق: علي أكبر الغفاري، دار الكتب
الإسلامية، تهران، 1388 ق.
58. كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم؛ محمد علي التهانوي، تحقيق: على دحروج و...، مكتبة
لبنان ناشرون، ط 1، 1996 م.
59. الكشاف عن حقايق غوامض التنزيل؛ محمود بن عمر الزمخشري (م 538) نشر أدب الحوزة.
60. كمال الدين وتمام النعمة؛ محمد بن علي ابن بابويه، الشيخ الصدوق (م 381)، تحقيق: علي
أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، 1405 ق - 1363 ش.
61. كنز الدقائق وبحر الغرائب؛ محمد بن محمد رضا القمي المشهدي (ق 12) تحقيق: حسين
درگاهى، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، إيران، ط 1، 1367 ش.
62. كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال؛ علي المتقي بن حسام الدين الهندي (م 975) تصحيح:
صفوة السقا، و... مؤسسة الرسالة. بيروت، ط 5، 1405 ق - 1985 م.
63. اللآلي العبقرية في شرح العيينية الحميرية؛ بهاء الدين الأصبهاني الفاضل الهندي (م 1137)،

341
تحقيق ونشر: مؤسسة الإمام الصادق (عليه السلام) - قم، ط 1، 1421 ق.
64. لسان العرب؛ جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الإفريقي المصري (م 711) دار
صادر، بيروت.
65. اللوامع الإلهية في المباحث الكلامية؛ جمال الدين مقداد بن عبد الله السيوري الحلي (م 826).
تحقيق: السيد محمد علي القاضي الطباطبائي، مكتبة الاعلام الإسلامي، ط 2، 1422 ق -
1380 ش.
66. مجمع البيان لعلوم القرآن؛ الفضل بن الحسن الطبرسي (م 548)، ناصرخسرو، تهران،
1365 ش، ط 1، بالأوفست عن طبع دار المعرفة، بيروت.
67. المحاسن، احمد بن محمد بن خالد البرقي (م 247، أو 280) تحقيق: سيد جلال الدين
الحسيني، المحدث الأرموي، دار الكتب الإسلامية، قم.
68. مرآة العقول في شرح أخبار الرسول، محمد باقر المجلسي (م 1110) تحقيق: السيد هاشم
الرسولي و...، دار الكتب الإسلامية، ط 2، 1363 ش.
69. المصباح المنير في غريب شرح الكبير، أحمد بن محمد المقري الفيومي (م 770) دار الهجرة،
قم، ط 2، 1414 ق.
70. معاني الأخبار، محمد بن علي ابن بابويه، الشيخ الصدوق (م 381) تحقيق: على أكبر
الغفاري، جامعة المدرسين، قم، 1361 ش.
71. معجم البلدان، ياقوت بن عبد الله الحموي البغدادي (م 626) دار إحياء التراث العربي،
بيروت، 1399 ق - 1979 م.
72. المغرب في ترتيب المعرب، ناصر الدين المطرزي (م 610)، تحقيق: محمود فاخوري و...،
مكتبة لبنان ناشرون، بيروت، ط 1، 1999 م.
73. مغنى اللبيب عن كتب الأعاريب؛ جمال الدين بن هشام الأنصاري (م 761)، تحقيق: مازن
المبارك و...، مكتبة سيد الشهداء، قم، 1406 ق، بالأوفست.
74. الملل والنحل؛ محمد بن عبد الكريم الشهرستاني (م 548)، تحقيق: أحمد فهمي محمد،
دار السرور، بيروت، ط 1، 1368 ق - 1948 م.
75. منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة؛ سعيد بن هبة الله، قطب الدين الراوندي (م 573) تحقيق:

342
السيد عبد اللطيف الكوهكمري، مكتبة آية الله المرعشي قم، 1406 ق.
76. الموشى أو الظرف والظرفاء؛ أبو الطيب محمد بن إسحاق الوشاء (م 325) دار بيروت،
بيروت، 1405 ق - 1984 م.
77. ميزان الإعتدال في نقد الرجال، محمد بن أحمد الذهبي (م 748) تحقيق: علي محمد
البجاوي، دار الفكر.
78. ميراث حديث شيعه، دفتر هشتم، مهدى مهريزى وعلى صدرائي، دار الحديث، قم، ط 1،
1381 ش.
79. تفسير نور الثقلين؛ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي، تصحيح: السيد هاشم الرسولي
المحلاتي، المطبعة العلمية، قم.
80. النهاية في غريب الحديث والأثر؛ المبارك بن محمد الجزري، ابن الأثير (م 606) تحقيق:
طاهر أحمد الزاوي و...، مؤسسة إسماعيليان، قم، ط 4، 1364 ش.
81. نهاية السؤول في شرح منهاج الوصول إلى علم الأصول؛ جمال الدين عبد الرحيم بن الحسن
الإسنوي الأموي (م 772)، تحقيق: شعبان محمد إسماعيل، دار ابن حزم، بيروت، ط 1،
1420 ق - 1999 م.
82. نهج البلاغة؛ السيد الرضي، محمد بن الحسين الموسوي (م 406) تحقيق: صبحي الصالح.

343
/ 1