موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) (جزء 4) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) (جزء 4) - نسخه متنی

هادی نجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الكتاب: موسوعة أحاديث أهل البيت (ع)
المؤلف: الشيخ هادي النجفي
الجزء: 4
الوفاة: معاصر
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق:
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: 1423 – 2002 م
المطبعة: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان - شارع دكاش - هاتف : 272652 - 272655 - 272782 - فاكس : 850717 - 850623 - ص . ب : 7957 / 11
موسوعة
أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)
تأليف
الشيخ هادي النجفي
الجزء الرابع
ذ _ ر _ ز
دار احياء التراث العربي
بيروت _ لبنان

1
حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى
1423 ه‍ _ 2002 م
دار احياء التراث العربي
DAR EHIA AL - TOURATH AL - ARABI
للطباعة والنشر والتوزيع
Publishing & amp Distributing
بيروت _ لبنان _ شارع دكاش _ هاتف 272652 _ 272655 _ 272782 فاكس 850717 _ 850623 ص. ب. 7957 / 11

2
باب الذال

3
الذرية
[3839] 1 - العياشي رفعه عن الحسين بن بشار قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن قول الله:
(ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا) قال: فلان وفلان و... (يهلك
الحرث والنسل) (1) هم الذرية والحرث الزرع (2).
[3840] 2 - العياشي رفعه عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما قضى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
نبوته واستكملت أيامه أوحى الله: يا محمد قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك
فاجعل العلم الذي عندك من الإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة في
العقب من ذريتك فإني لم أقطع العلم والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم
النبوة من العقب من ذريتك كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء الذين كانوا بينك وبين
أبيك آدم وذلك قول الله: (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران
على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) (3) وان الله جل وتعالى لم
يجعل العلم جهلا ولم يكل أمره إلى أحد من خلقه لا إلى ملك مقرب ولا إلى نبي مرسل
ولكنه أرسل رسلا من ملائكته فقال له كذا وكذا يأمرهم بما يجب وينهاهم عما يكره
فقص عليه أمر خلقه بعلم فعلم ذلك العلم وعلم أنبياءه وأصفياءه من الأنبياء
والأعوان والذرية التي بعضها من بعض فذلك قوله (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب



(1) سورة البقرة: 203 و 204.
(2) تفسير العياشي: 1 / 100 ح 287.
(3) سورة آل عمران: 33 و 34.
5
والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) (1) فأما الكتاب فهو النبوة وأما الحكمة فهم
الحكماء من الأنبياء في الصفوة وأما الملك العظيم فهم الأئمة الهداة في الصفوة وكل
هؤلاء من الذرية التي بعضها من بعض التي جعل فيهم البقية وفيهم العاقبة وحفظ
الميثاق حتى تنقضي الدنيا وللعلماء ولولاة الأمر الاستنباط للعلم والهداية (2).
[3841] 3 - العياشي، رفعه عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله: (إني أسكنت من
ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم) إلى قوله (لعلهم يشكرون) (3)
قال: فقال أبو جعفر (عليه السلام): نحن هم ونحن بقية تلك الذرية (4).
[3842] 4 - العياشي، رفعه عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له:
ما الحجة في كتاب الله أن آل محمد هم أهل بيته؟ قال: قول الله تبارك وتعالى: (إن
الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران) وآل محمد هكذا نزلت (على
العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) (5) ولا يكون الذرية من القوم
إلا نسلهم من أصلابهم وقال: (اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي
الشكور) (6) وآل عمران وآل محمد (7).
[3843] 5 - فرات بن إبراهيم الكوفي، عن علي بن عتاب معنعنا، عن فاطمة الزهراء (عليها السلام)
قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لما عرج بي إلى السماء صرت إلى سدرة المنتهى (فكان
قاب قوسين أو أدنى) (8) فابصرته بقلبي ولم أره بعيني فسمعت أذانا مثنى مثنى



(1) سورة النساء: 54.
(2) تفسير العياشي: 1 / 168 ح 31.
(3) سورة إبراهيم: 37.
(4) تفسير العياشي: 2 / 231 ح 35.
(5) سورة آل عمران: 33 و 34.
(6) سورة سبأ: 13.
(7) تفسير العياشي: 1 / 169 ح 35.
(8) سورة النجم: 9.
6
وإقامة وترا وترا فسمعت مناديا ينادي يا ملائكتي وسكان سماواتي وأرضي وحملة
عرشي اشهدوا أني لا اله إلا أنا وحدي لا شريك لي قالوا: شهدنا وأقررنا قال:
اشهدوا يا ملائكتي وسكان سماواتي وأرضي وحملة عرشي أن محمدا عبدي ورسولي
قالوا: شهدنا وأقررنا قال: اشهدوا يا ملائكتي وسكان سماواتي وأرضي وحملة
عرشي أن عليا وليي وولي رسولي وولي المؤمنين بعد رسولي قالوا: شهدنا وأقررنا.
قال عباد بن صهيب: قال جعفر بن محمد: قال أبو جعفر (عليه السلام): وكان ابن عباس
إذا ذكر هذا الحديث فقال: أنا أجده من كتاب الله: (انا عرضنا الأمانة على
السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان انه
كان ظلوما جهولا) (1) قال فقال ابن عباس (رضي الله عنه): والله ما استودعهم دينارا ولا
درهما ولا كنزا من كنوز الأرض ولكنه أوحى إلى السماوات والأرض والجبال من
قبل أن يخلق آدم (عليه السلام) اني مخلف فيك الذرية ذرية محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فما أنت فاعله بهم إذا
دعوك فأجيبيهم وإذا آووك فأويهم وأوحى إلى الجبال إذا دعوك فأجيبيهم وأطيعي
على عدوهم فأشفقن منها السماوات والأرض والجبال عما سأله الله من الطاعة فحملها
بنو آدم فحملوها قال عباد: قال جعفر (عليه السلام): والله ما وفوا بما حملوا من طاعتهم (2).
[3844] 6 - علي بن إبراهيم القمي، عن يحيى بن زكريا، عن علي بن حسان، عن
عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله (والذين آمنوا واتبعناهم
ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم) (3) قال: الذين آمنوا بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير
المؤمنين والذرية الأئمة والأوصياء ألحقنا بهم ذرياتهم ولم تنقص ذريتهم من الحجة
التي جاء بها محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في علي (عليه السلام) وحجتهم واحدة وطاعتهم واحدة (4).



(1) سورة الأحزاب: 72.
(2) تفسير فرات الكوفي: 342، ونقل عنه في بحار الأنوار: 23 / 282 ح 29.
(3) سورة الطور: 22.
(4) تفسير القمي: 2 / 332، ونقل عنه في بحار الأنوار: 23 / 355 ح 4.
7
[3845] 7 - محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن موسى، عن الخشاب، عن علي بن
حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (الذين آمنوا
واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء) (1)
قال: الذين آمنوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين والذرية الأئمة الأوصياء ألحقنا بهم ولم
تنقص ذريتهم من الجهة التي جاء بها محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في علي وحجتهم واحدة وطاعتهم
واحدة (2).
[3846] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن
بكير، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كسب الحرام يبين في
الذرية (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3847] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ثم بسط الله سبحانه له
(آدم (عليه السلام)) في نوبته ولقاه كلمة رحمته ووعده المرد إلى جنته وأهبطه إلى دار البلية
وتناسل الذرية... (4).
[3848] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين انه كتب إلى معاوية عليه الهاوية جوابا:...
فلبث قليلا يلحق الهيجاء حمل فسيطلبك من تطلب ويقرب منك ما تستبعد، وأنا
مرقل نحوك في جحفل من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان شديد زحامهم
ساطع قتامهم متسربلين سرابيل الموت أحب اللقاء إليهم لقاء ربهم وقد صحبتهم
ذرية بدرية وسيوف هاشمية قد عرفت مواقع نصالها في أخيك وخالك وجدك وأهلك
وما هي من الظالمين ببعيد (5).



(1) سورة الطور: 22.
(2) بصائر الدرجات: 141، ونقل عنه في بحار الأنوار: 25 / 356 ح 5.
(3) الكافي: 5 / 124 ح 4.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 1.
(5) نهج البلاغة: الكتاب 28.
8
ذكر الله عز وجل
الأمر بذكر الله عز وجل
[3849] 1 - الصدوق باسناده إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: أوحى الله عز وجل إلى داود (عليه السلام): يا داود بي
فافرح وبذكري فتلذذ وبمناجاتي فتنعم فعن قريب أخلي الدار من الفاسقين واجعل
لعنتي على الظالمين (1).
[3850] 2 - المفيد بإسناده إلى الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) أنه قال: لما حضرت أبي
الوفاة أقبل يوصي فقال:... كن لله ذاكرا على كل حال... (2).
[3851] 3 - ابن فهد الحلي رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ألا أدلكم على أبخل الناس
وأكسل الناس وأسرق الناس وأجفأ الناس وأعجز الناس؟ قالوا: بلى يا رسول الله
قال: أما أبخل الناس فرجل يمر بمسلم ولم يسلم عليه، واما أكسل الناس فعبد صحيح
فارغ لا يذكر الله بشفة ولا بلسان، وأما أسرق الناس فالذي يسرق من صلاته تلف
كما تلف الثوب الخلق فيضربها وجهه، وأما أجفا الناس فرجل ذكرت بين يديه فلم
يصل علي، وأما أعجز الناس فمن يعجز عن الدعاء (3).
[3852] 4 - ابن فهد الحلي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: خرج إلى أصحابه فقال:
ارتعوا في رياض الجنة قالوا: يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال: مجالس الذكر
أغدوا وروحوا واذكروا ومن كان يحب أن يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله



(1) أمالي الصدوق: المجلس السادس والثلاثون: ح 1 الرقم 280 / 263.
(2) أمالي المفيد: المجلس السادس والعشرون ح 1 / 222.
(3) عدة الداعي: 34.
9
عنده فإن الله تعالى ينزل العبد حيث أنزل العبد الله من نفسه واعلموا أن خير أعمالكم
وأزكاها وأرفعها في درجاتكم وخير ما طلعت عليه الشمس ذكر الله سبحانه فانه
أخبر عن نفسه فقال: أنا جليس من ذكرني وقال سبحانه: (فاذكروني
أذكركم) (1) بنعمتي واذكروني بالطاعة والعبادة، أذكركم بالنعم والاحسان والرحمة
والرضوان (2).
[3853] 5 - النوري، عن مجموعة الشهيد رفعه وقال: قال جبرئيل للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله
تعالى يقول: أعطيت امتك ما لم أعطه امة من الامم فقال وما ذاك يا جبرئيل؟ قال:
قوله تعالى: (اذكروني أذكركم) ولم يقل هذه لأحد من الامم (3).
ذكر الله في كل مجلس
[3854] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
خلف بن حماد، عن ربعي بن عبد الله بن الجارود الهذلي، عن الفضيل بن يسار،
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من مجلس يجتمع فيه أبرار وفجار فيقومون على غير
ذكر الله عز وجل إلا كان حسرة عليهم يوم القيامة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3855] 2 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن وهيب بن
حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما اجتمع في مجلس قوم لم يذكروا
الله عز وجل ولم يذكرونا إلا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة ثم قال: قال
أبو جعفر (عليه السلام) إن ذكرنا من ذكر الله وذكر عدونا من ذكر الشيطان (5).



(1) سورة البقرة: 152.
(2) عدة الداعي: 238.
(3) مستدرك الوسائل: 1 / 382.
(4) الكافي: 2 / 496 ح 1.
(5) الكافي: 2 / 496 ح 2.
10
الرواية موثقة سندا.
[3856] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
ابن رئاب، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا بأس بذكر الله وأنت تبول فإن
ذكر الله عز وجل حسن على كل حال فلا تسأم من ذكر الله (1).
فلا تسأم: أي فلا تمل.
[3857] 4 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن
يحيى، عن حسين بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من
قوم اجتمعوا في مجلس فلم يذكروا اسم الله عز وجل ولم يصلوا على نبيهم إلا كان ذلك المجلس
حسرة ووبالا عليهم (2).
[3858] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: مكتوب في التوراة التي
لم تغير أن موسى سأل ربه فقال: إلهي انه يأتي علي مجالس أعزك وأجلك أن أذكرك
فيها فقال: يا موسى إن ذكري حسن على كل حال (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3859] 6 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن فضال، عن غالب
ابن عثمان، عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله عز وجل: يا ابن آدم اذكرني في
ملاء أذكرك في ملاء خير من ملئك (4).
[3860] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب،



(1) الكافي: 2 / 497 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 497 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 497 ح 8.
(4) الكافي: 2 / 498 ح 12.
11
عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله عز وجل: من ذكرني في ملاء من الناس ذكرته في
ملاء من الملائكة (1).
[3861] 8 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن وهيب بن
حفص، عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى
فليقل إذا أراد أن يقوم من مجلسه: سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على
المرسلين والحمد لله رب العالمين (2).
الرواية موثقة سندا.
[3862] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: مكتوب في
التوراة التي لم تغير أن موسى (عليه السلام) سأل ربه فقال: رب أقريب أنت مني فأناجيك أم
بعيد فأناديك؟ فأوحى الله عز وجل إليه: يا موسى أنا جليس من ذكرني فقال موسى: فمن
في سترك يوم لا ستر إلا سترك؟ فقال: الذين يذكرونني فأذكرهم ويتحابون في
فأحبهم فأولئك الذين إذا أردت أن أصيب أهل الأرض بسوء ذكرتهم فدفعت عنهم
بهم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3863] 10 - محمد بن محمد بن الأشعث باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من ختم مجلسه بهؤلاء الكلمات إن كان مسيئا كن كفارات الإساء
وإن كان محسنا ازداد إحسانا وهي: «سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله إلا أنت
أستغفرك وأتوب إليك» (4).



(1) الكافي: 2 / 498 ح 13.
(2) الكافي: 2 / 496 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 496 ح 4.
(4) الجعفريات: 226.
12
ذكر الله عز وجل كثيرا
[3864] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من شيء إلا وله حد ينتهي
إليه إلا الذكر فليس له حد ينتهي إليه، فرض الله عز وجل الفرائض فمن أداهن فهو حدهن،
وشهر رمضان فمن صامه فهو حده والحج فمن حج فهو حده إلا الذكر فإن الله عز وجل لم يرض
منه بالقليل ولم يجعل له حدا ينتهي إليه ثم تلا هذه الآية: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا
الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا) (1) فقال: لم يجعل الله له حدا ينتهي
إليه قال: وكان أبي (عليه السلام) كثير الذكر لقد كنت أمشي معه وإنه ليذكر الله وآكل معه الطعام
وإنه ليذكر الله ولقد كان يحدث القوم وما يشغله ذلك عن ذكر الله وكنت أرى لسانه
لازقا بحنكخ يقول: لا اله إلا الله. وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس
ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منا ومن كان لا يقرأ منا أمره بالذكر. والبيت الذي يقرأ
فيه القرآن ويذكر الله عز وجل فيه تكثر بركته وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين
ويضئ لأهل السماء كما يضئ الكوكب الدري لأهل الأرض والبيت الذي لا يقرأ فيه
القرآن ولا يذكر الله فيه تقل بركته وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين وقد قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أخبركم بخير أعمالكم لكم أرفعها في درجاتكم وأزكاها عند
مليككم وخير لكم من الدينار والدرهم وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتقتلوهم
ويقتلوكم؟ فقالوا: بلى فقال: ذكر الله عز وجل كثيرا ثم قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
فقال من خير أهل المسجد؟ فقال: أكثرهم لله ذكرا وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من
أعطى لسانا ذاكرا فقد اعطي خير الدنيا والآخرة وقال في قوله تعالى: (ولا تمنن
تستكثر) (2) قال: لا تستكثر ما عملت من خير لله (3).



(1) سورة الأحزاب: 42.
(2) سورة المدثر: 6.
(3) الكافي: 2 / 498 ح 1.
13
[3865] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد وعدة من أصحابنا، عن
أحمد بن محمد جميعا، عن الحسن بن علي الوشاء، عن داود بن سرحان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أكثر ذكر الله عز وجل أحبه الله ومن ذكر الله
كثيرا كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3866] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن داود
الحمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أكثر ذكر الله عز وجل أظله الله في جنته (2).
[3867] 4 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عن وهيب بن حفص، عن
أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شيعتنا الذين إذا خلوا ذكروا الله كثيرا (3).
الرواية موثقة سندا.
[3868] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي اسامة زيد الشحام ومنصور بن حازم وسعيد
الأعرج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الذكر الكثير الذي
قال الله عز وجل: (اذكروا الله ذكرا كثيرا) (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3869] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن
فضال، عن بعض أصحابه عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
الله عز وجل لموسى: أكثر ذكري بالليل والنهار وكن عند ذكري خاشعا وعند بلائي صابرا
واطمئن عند ذكري واعبدني ولا تشرك بي شيئا إلي المصير، يا موسى اجعلني ذخرك



(1) الكافي: 2 / 499 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 500 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 499 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 500 ح 4.
14
وضع عندي كنزك من الباقيات الصالحات (1).
[3870] 7 - وبهذا الإسناد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله عز وجل لموسى: اجعل لسانك من
وراء قلبك تسلم وأكثر ذكري بالليل والنهار ولا تتبع الخطيئة في معدنها فتندم فإن
الخطيئة موعد أهل النار (2).
[3871] 8 - الكليني، بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) في رسالته إلى جماعة الشيعة:...
فأكثروا ذكر الله ما استطعتم في كل ساعة من ساعات الليل والنهار فإن الله أمر بكثرة
الذكر له والله ذاكر لمن ذكره من المؤمنين واعلموا أن الله لم يذكره أحد من عباده
المؤمنين إلا ذكره بخير... (3).
[3872] 9 - الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال:
سمعت أبا عبد الله يقول: أفطر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عشية الخميس في مسجد قبا فقال:
هل من شراب؟ فأتاه أوس بن خولة الأنصاري بعس من لبن مخيضة بعسل فلما
وضعه على فيه نهاه ثم قال: شرابان ويكتفى بأحدهما عن صاحبه لا أشربه ولا
أحرمه ولكني أتواضع لله فانه من تواضع لله رفعه الله ومن تكبر خفضه الله ومن اقتصد
في معيشته رزقه الله ومن بذر حرمه الله ومن أكثر ذكر الله أحبه الله (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3873] 10 - الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في
قوله (اذكروا الله ذكرا كثيرا) قال: إذا ذكر العبد ربه في اليوم مأة مرة كان ذلك كثيرا (5).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 497 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 498 ح 10.
(3) الكافي: 8 / 7.
(4) كتاب الزهد: 55 ح 148.
(5) كتاب الزهد: 18، ونقل عنه في بحار الأنوار: 93 / 160، ومستدرك الوسائل: 1 / 383، ونقل
عن المستدرك في جامع أحاديث الشيعة: 15 / 356.
15
الاشتغال بذكر الله عز وجل
[3874] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل يقول: من شغل بذكري عن مسألتي أعطيته
أفضل ما اعطي من سألني (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3875] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل،
عن منصور بن يونس، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن العبد
ليكون له الحاجة إلى الله عز وجل فيبدأ بالثناء على الله والصلاة على محمد وآل محمد حتى ينسى
حاجته فيقضيها الله له من غير أن يسأله إياها (2).
[3876] 3 - الشيخ أبو الفتوح رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: من أطاع الله فقد ذكر الله
وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن ومن عصى الله فقد نسي الله وإن كثرت
صلاته وصيامه وتلاوته القرآن (3).
ذكر الله تعالى في السر
[3877] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن مهران، عن سيف بن عميرة، عن سليمان بن عمرو، عن أبي المغرا الخصاف رفعه
قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من ذكر الله عز وجل في السر فقد ذكر الله كثيرا، إن المنافقين
كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر فقال الله عز وجل: (يراؤون الناس ولا



(1) الكافي: 2 / 501.
(2) الكافي: 2 / 501.
(3) تفسير أبي الفتوح: 1 / 232، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 5 / 299 (1 / 384)، ونقل عن
المستدرك في جامع أحاديث الشيعة: 15 / 365.
16
يذكرون الله إلا قليلا) (1) (2).
[3878] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب،
عن إبراهيم بن أبي ولاد عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله عز وجل: من ذكرني سرا
ذكرته علانية (3).
[3879] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن زرارة،
عن أحدهما عليهما السلام قال: لا يكتب الملك إلا ما سمع وقال الله عز وجل (واذكر ربك
في نفسك تضرعا وخيفة) (4) فلا يعلم ثواب ذلك الذكر في نفس الرجل غير الله عز وجل
لعظمته (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3880] 4 - البرقي، عن ابن فضال، عن غالب بن عثمان، عن بشير الدهان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله تعالى: ابن آدم اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي، ابن
آدم اذكرني في خلاء أذكرك في خلاء، ابن آدم اذكرني في ملاء أذكرك في ملاء خير من
ملاك، وقال: مامن عبد يذكر الله في ملأ من الناس إلا ذكره الله في ملأ من
الملائكة (6).
[3881] 5 - السيد محي الدين أبو حامد بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: إذا خلوت
فأكثر ذكر الله، الحديث (7).



(1) سورة النساء: 142.
(2) الكافي: 2 / 501.
(3) الكافي: 2 / 501.
(4) سورة الأعراف: 204.
(5) الكافي: 2 / 502.
(6) المحاسن: 39.
(7) كتاب الأربعين: 105 ح 32، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 5 / 296، وجامع أحاديث الشيعة:
15 / 367.
17
ذكر الله عز وجل في الغافلين
[3882] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن
المختار، عن أبي عبد الله قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): الذاكر لله عز وجل في الغافلين كالمقاتل في
المحاربين (1).
الرواية معتبرة الإسناد، بل موثقة.
[3883] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ذاكر الله عز وجل في الغافلين كالمقاتل عن الفارين
والمقاتل عن الفارين له الجنة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3884] 3 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف المتقين:... إن كان في
الغافلين كتب في الذاكرين وإن كان من الذاكرين لم يكتب من الغافلين... (3).
[3885] 4 - الطوسي بإسناده إلى وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي ذر:... يا أبا ذر الذاكر في
الغافلين كالمقاتل في الفارين (4).
[3886] 5 - محمد بن محمد بن الأشعث بسنده المتصل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أحب السبحة إلى الله سبحة الحديث وأبغض الكلام إلى
الله عز وجل التحريف. فقيل يا رسول الله وما سبحة الحديث؟ قال: يكون الناس في
خوضها (5) وباطلها ولهوها، فنعم (6) الرجل عند ذلك فيدعو الله تعالى ويذكره



(1) الكافي: 2 / 502 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 502 ح 2.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 193.
(4) أمالي الطوسي: المجلس التاسع عشر ح 1 الرقم 1162 / 535.
(5) خوض الدنيا خ ل.
(6) فيغم. خ. ل.
18
ويسبحه. قيل يا رسول الله وما التحريف؟ قال: يقول الرجل ما لي، وما عندي، بان
له وعنده (1).
ذكر الله تعالى عند ما أحل وحرم
[3887] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي اسامة قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): ما ابتلى المؤمن بشيء أشد عليه من خصال ثلاث يحرمها، قيل وما
هن؟ قال: المؤاساة في ذات يده والإنصاف من نفسه وذكر الله كثيرا أما إني لا أقول:
سبحان الله والحمد لله [ولا اله إلا الله] ولكن ذكر الله عند ما أحل له وذكر الله عند ما
حرم عليه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3888] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن
عقبة، عن جارود أبي المنذر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: سيد الأعمال ثلاثة:
إنصاف الناس من نفسك حتى لا ترضى بشيء إلا رضيت لهم مثله ومؤاساتك الأخ في
المال وذكر الله على كل حال ليس سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر فقط
ولكن إذا ورد عليك شيء أمر الله عز وجل به أخذت به، أو إذا ورد عليك شيء نهى الله عز وجل عنه
تركته (3).
[3889] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن
زرارة، عن الحسن البزاز قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): ألا أخبرك بأشد ما فرض
الله على خلقه [ثلاث] قلت: بلى قال: إنصاف الناس من نفسك ومؤاساتك أخاك
وذكر الله في كل موطن، أما إني لا أقول سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر



(1) الجعفريات: 223.
(2) الكافي: 2 / 145 ح 9.
(3) الكافي: 2 / 144 ح 3.
19
وإن كان هذا من ذاك ولكن ذكر الله عز وجل في كل موطن إذا هجمت على طاعة أو
معصية (1).
[3890] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن
ابن المغيرة، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من
أشد ما عمل العباد إنصاف المرء من نفسه ومؤاساة المرء أخاه وذكر الله على كل حال.
قال: قلت: أصلحك الله وما وجه ذكر الله على كل حال؟ قال: يذكر الله عند المعصية
يهم بها فيحول ذكر الله بينه وبين تلك المعصية وهو قول الله عز وجل: (إن الذين اتقوا إذا
مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون) (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3891] 5 - سبط الطبرسي رفعه إلى أصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الذكر
ذكران: ذكر الله عز وجل عند المصيبة وأفضل من ذلك ذكر الله عند ما حرم عليك
فيكون حاجزا (3).
فإن شئت أكثر من هذا فراجع جامع أحاديث الشيعة: 13 / 314.
ذكر الله عز وجل في الوادي والسوق
[3892] 1 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن بنان بن محمد، عن أبيه، عن
عبد الله بن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن
أبيه، عن علي (عليهم السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ما من عبد سلك واديا فيبسط كفيه فيذكر الله
ويدعو إلا ملأ الله ذلك الوادي حسنات فليعظم ذلك الوادي أو ليصغر (4).



(1) الكافي: 2 / 145 ح 8.
(2) معاني الأخبار: 192 ح 2.
(3) مشكاة الأنوار: 54.
(4) ثواب الأعمال: 183.
20
الرواية معتبرة الإسناد.
[3893] 2 - الصدوق بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث أربع مأة:... أكثروا ذكر
الله عز وجل إذا دخلتم الأسواق عند اشتغال الناس فإنه كفارة للذنوب وزيادة في الحسنات ولا
تكتبوا في الغافلين... (1).
[3894] 3 - ابن فهد الحلي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: من ذكر الله في السوق مخلصا
عند غفلة الناس وشغلهم بما [هم] فيه كتب الله له ألف حسنة ويغفر الله له يوم القيامة
مغفرة لم تخطر على قلب بشر (2).
إن الصاعقة لا تصيب ذاكرا
[3895] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة،
عن بريد بن معاوية العجلي قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الصواعق لا تصيب ذاكرا
قال: قلت: وما الذاكر؟ قال: من قرأ مائة آية (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3896] 2 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن وهيب بن
حفص، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن ميتة المؤمن، قال: يموت
المؤمن بكل ميتة، يموت غرقا ويموت بالهدم ويبتلي بالسبع ويموت بالصاعقة ولا
تصيب ذاكرا لله عز وجل (4).
الرواية موثقة سندا.
[3897] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن



(1) الخصال: 2 / 614.
(2) عدة الداعي: 242.
(3) الكافي: 2 / 500 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 500 ح 3.
21
إسماعيل، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
يموت المؤمن بكل ميتة إلا الصاعقة لا تأخذه وهو يذكر الله عز وجل (1).
[3898] 4 - الصدوق، عن ابن ماجيلويه، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد
ابن يحيى بن عمران، عن عيسى بن محمد، عن علي بن مهزيار، عن عبد الله بن
عمر، عن عبد الله بن حماد قال: قال الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): إن الصاعقة
لا تصيب ذاكرا لله عز وجل (2).
[3899] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أيوب بن نوح، عن صفوان
ابن يحيى، عن معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): الصاعقة تصيب المؤمن
والكافر ولا تصيب ذاكرا (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات الواردة في ذكر الله عز وجل كثيرة جدا فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار،
ومنها وسائل الشيعة: 7 / 149، ومستدرك الوسائل: 5 / 283 (كلاهما من طبع آل
البيت)، وجامع أحاديث الشيعة: 15 / 348 وما بعدها.



(1) الكافي: 2 / 500 ح 1.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الحادي والسبعون ح 3 / 550 الرقم 734، ونقل عنه في جامع أحاديث
الشيعة: 15 / 365.
(3) علل الشرايع: 463.
22
ذكر الموت
[3900] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أيوب، عن
أبي عبيدة قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام) حدثني ما أنتفع به، فقال: يا أبا عبيدة أكثر ذكر
الموت فانه لم يكثر ذكره إنسان إلا زهد في الدنيا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3901] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان،
عن ابن مسكان، عن داود بن فرقد [أبي يزيد] عن ابن أبي شيبة الزهري، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الموت الموت، ألا ولابد من الموت، جاء
الموت بما فيه، جاء بالروح والراحة والكرة المباركة إلى جنة عالية لأهل دار الخلود
الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم وجاء الموت بما فيه بالشقوة والندامة وبالكرة
الخاسرة إلى نار حامية لأهل دار الفروا الذين كان لهم سعيهم وفيها رغبتهم ثم قال
وقال: إذا استحقت ولاية الله والسعادة وجاء الأجل بين العينين وذهب الأمل وراء
الظهر وإذا استحقت ولاية الشيطان والشقاوة جاء الأمل بين العينين وذهب الأجل
وراء الظهر قال: وسئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أي المؤمنين أكيس؟ فقال: أكثرهم ذكرا
للموت وأشدهم له استعدادا (2).
[3902] 3 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أيوب بن نوح، عن محمد بن
أبي عمير، عن مثنى بن الوليد الحناط، عن أبي بصير قال: قال لي أبو عبد الله



(1) الكافي: 3 / 255 ح 18.
(2) الكافي: 3 / 257 ح 27.
23
الصادق (عليه السلام): أما تحزن، أما تهتم، أما تألم؟ قلت: بلى والله. قال: فإذا كان ذلك منك
فاذكر الموت ووحدتك في قبرك وسيلان عينيك على خديك وتقطع أوصالك وأكل
الدود من لحمك وبلاك وانقطاعك عن الدنيا فإن ذلك يحثك على العمل ويردعك عن
كثير من الحرص على الدنيا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3903] 4 - الصدوق باسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: أكثروا من ذكر هادم
اللذات (2).
[3904] 5 - الرضي، رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لنجله الحسن (عليه السلام):... يا بني
أكثر من ذكر الموت وذكر ما تهجم عليه وتفضي بعد الموت إليه حتى يأتيك وقد
أخذت منه حذرك وشددت له أزرك ولا يأتيك بغتة فيبهرك... (3).
[3905] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وأوصيكم بذكر الموت
وإقلال الغفلة عنه وكيف غفلتكم عما ليس يغفلكم وطمعكم فيمن ليس يمهلكم فكفى
واعظا بموتى عاينتموهم حملوا إلى قبورهم غير راكبين وانزلوا فيها غير نازلين
فكأنهم لم يكونوا للدنيا عمارا وكأن الآخرة لم تزل لهم دارا. أوحشوا ما كانوا يوطنون
وأوطنوا ما كانوا يوحشون واشتغلوا بما فارقوا وأضاعوا ما إليه انتقلوا... (4).
[3906] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى الحارث الهمداني:... وأكثر
ذكر الموت وما بعد الموت ولا تتمن الموت إلا بشرط وثيق... (5).
[3907] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ومن أكثر من ذكر الموت



(1) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والخمسون ح 2 الرقم 561 / 426.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 70 ح 325.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 188.
(5) نهج البلاغة: الكتاب 69.
24
رضي بالدنيا من اليسير... (1).
[3908] 9 - الطوسي بإسناده المتصل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه لما ولى محمد بن أبي بكر
مصر وأعمالها كتب له كتابا وأمره أن يقرأه على أهل مصر وليعمل بما وصاه به فيه،
ومنه:... فأكثروا ذكر الموت عند ما تنازعكم إليه أنفسكم من الشهوات وكفى
بالموت واعظا، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كثيرا ما يوصي أصحابه بذكر الموت فيقول:
أكثروا ذكر الموت فإنه هادم اللذات حائل بينكم وبين الشهوات... (2).
[3909] 10 - الطوسي بإسناده إلى وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي ذر:... قال (أبو ذر) قلت:
يا رسول الله أي المؤمنين أكيس؟ قال: أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم له
استعدادا (3).
[3910] 11 - محمد بن الأشعث بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
أكثروا من ذكر هادم اللذات فقيل: يا رسول الله وما هادم اللذات؟ قال: الموت فإن
أكيس المؤمنين أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم للموت استعدادا (4).
[3911] 12 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: أفضل الزهد في الدنيا
ذكر الموت وأفضل العبادة ذكر الموت وأفضل التفكر ذكر الموت فمن أثقله ذكر الموت
وجد قبره روضة من رياض الجنة (5).
[3912] 13 - الديلمي، رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: أكثروا من ذكر هادم اللذات
فإنكم إن كنتم في ضيق وسعة عليكم فرضيتم به فأثبتم وإن كنتم في غنى بغضه إليكم
فجدتم به فأجرتم، ألا أن المنايا قاطعات الآمال والليالي مدنيات الآجال وإن المرء



(1) نهج البلاغة: الحكمة 349.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الأول ح 31 / 28.
(3) أمالي الطوسي المجلس التاسع عشر ح 1 الرقم 1162 / 532.
(4) الجعفريات: 199.
(5) جامع الأخبار: 473 ح 11.
25
عند خروج نفسه وحلول رمسه يرى جزاء ما قدم وقلة غنى ما خلف ولعله من باطل
جمعه ومن حق منعه (1).
[3913] 14 - الديلمي، رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: أتدرون من أكيسكم؟ قالوا:
لا يا رسول الله. قال: أكثركم وأحسنكم استعدادا له (أي الموت) فقالوا: وما علامة
ذلك يا رسول الله؟ قال: التجافي عن دار الغرور وإلى دار الخلود والتزود لسكنى
القبور والتأهب ليوم النشور (2).
[3914] 15 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اذكروا هادم اللذات ومنغص
الشهوات وداعي الشتات (3).
[3915] 16 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اذكروا مفرق الجماعات ومباعد
الأمنيات ومدني المنيات والمؤذن بالبين والشتات (4).
[3916] 17 - وعنه (عليه السلام): أكثر الناس أملا أقلهم للموت ذكرا (5).
[3917] 18 - وعنه (عليه السلام): ذكر الموت يهون أسباب الدنيا (6).
[3918] 19 - وعنه (عليه السلام): من أكثر من ذكر الموت رضي من الدنيا بالكفاف (7).
[3919] 20 - وعنه (عليه السلام): من أكثر من ذكر الموت قلت في الدنيا رغبته (8).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع كتاب الزهد: 77 للحسين بن
سعيد الأهوازي، وبحار الأنوار: 68 / 263، وجامع أحاديث الشيعة: 14 / 52.



(1) و (2) ارشاد القلوب: 48.
(3) و (4) غرر الحكم: ح 2576 و 2575.
(5) غرر الحكم: ح 3053.
(6) غرر الحكم: ح 5177.
(7) غرر الحكم: ح 856.
(8) غرر الحكم: ح 8766.
26
الذلة
موجبها وأثرها وقبحها
[3920] 1 - الكليني، عن أحمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن بعض أصحابه، عن
النهدي، عن يزيد بن إسحاق شعر، عن عبد الله بن المنذر، عن عبد الله بن بكير
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من أحد يتيه إلا من ذلة يجدها في نفسه. وفي حديث
آخر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من رجل تكبر أو تجبر إلا لذلة وجدها في نفسه (1).
[3921] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن عمير، عن علي بن يقطين،
عمن رواه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى الله عز وجل إلى موسى (عليه السلام): أن يا موسى
أتدري لم اصطفيتك بكلامي دون خلقي؟ قال: يا رب ولم ذاك؟ قال: فأوحى الله
تبارك وتعالى إليه: أن يا موسى إني قلبت عبادي ظهرا لبطن فلم أجد فيهم أحدا أذل
لي نفسا منك يا موسى إنك إذا صليت وضعت خدك على التراب أو قال على
الأرض (2).
[3922] 3 - الصدوق باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه سأله زيد بن صوحان
العبدي:... قال: فأي ذل أذل؟ قال: الحرص على الدنيا (3).
[3923] 4 - في فقه المنسوب إلى الرضا (عليه السلام): ثم امسح وجهك بماء الورد فإني أروي عن



(1) الكافي: 2 / 312 ح 17.
(2) الكافي: 2 / 123 ح 7.
(3) الفقيه: 4 / 382.
27
أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: من أراد أن يذهب في حاجة له ومسح وجهه بماء ورد لم
يرهق وتقضى حاجته ولا تصيبه قتر ولا ذلة (1).
[3924] 5 - قال ابن طاووس: روينا في كتاب المضمار في عمل أول يوم من شهر رمضان
عن أبي عبد الله (عليه السلام): أن من ضرب وجهه بكف من ماء الورد أمن ذلك اليوم من الذلة
والفقر ومن وضع على رأسه من ماء ورد أمن تلك السنة من البرسام، الحديث (2).
[3925] 6 - الحميري عن ابن عيسى، عن البزنطي قال قلت للرضا (عليه السلام): إن أهل مصر
يزعمون أن بلادهم مقدسة قال: وكيف ذلك؟ قلت: جعلت فداك يزعمون أنه يحشر
من جبلهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب قال: لا لعمري ما ذاك كذلك وما
غضب الله على بني إسرائيل إلا أدخلهم مصر ولا رضي عنهم إلا أخرجهم منها إلى
غيرها... ولقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تغسلوا رؤوسكم بطينها ولا تأكلوا في
فخارها فإنه يورث الذلة ويذهب بالغيرة قلنا له: قد قال ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
فقال: نعم (3).
[3926] 7 - الديلمي، رفعه إلى أنس بن مالك قال: خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على ناقته
العضباء فقال:... وجالس أهل الفقه والحكمة وخالط أهل الذلة والمسكنة، طوبى
لمن ذلت نفسه وحسنت خليقته وصلحت سريرته وعزل عن الناس شره... (4).
[3927] 8 - الشهيد رفعه إلى الإمام الهادي (عليه السلام) أنه قال: العقوق تعقب القلة وتؤدي إلى
الذلة (5).
[3928] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الجوع خير من ذل الخضوع (6).



(1) الفقه الرضوي: 397.
(2) الأمان: 36.
(3) قرب الاسناد: 375 ح 1330.
(4) أعلام الدين: 331.
(5) الدرة الباهرة: 42.
(6) غرر الحكم: ح 1769.
28
[3929] 10 - وعنه (عليه السلام): الناس من خوف الذل متعجلوا الذل (1).
[3930] 11 - وعنه (عليه السلام): آفة الحلم الذل (2).
[3931] 12 - وعنه (عليه السلام): رغبتك في زاهد فيك ذل (3).
[3932] 13 - وعنه (عليه السلام): رضى بالذل من كشف ضره لغيره (4).
[3933] 14 - وعنه (عليه السلام): ساعة الذل لا تفي بعز الدهر (5).
[3934] 15 - وعنه (عليه السلام): طوبى لمن ذل في نفسه وعز بطاعته وغنى بقناعته (6).
[3935] 16 - وعنه (عليه السلام): كل عزيز غير الله سبحانه ذليل (7).
[3936] 17 - وعنه (عليه السلام): كم ذي عزة ردته الدنيا ذليلا (8).
[3937] 18 - وعنه (عليه السلام): من تعزز بالله لم يذله سلطان (9).
[3938] 19 - وعنه (عليه السلام): من اعتز بغير الله ذل (10).
[3939] 20 - وعنه (عليه السلام): من تذلل لأبناء الدنيا تعرى من لباس التقوى (11).
إذلال المؤمن
[3940] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
معاوية، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لقد أسرى ربي بي فأوحى
إلي من وراء الحجاب ما أوحى وشافهني [إلى] أن قال لي: يا محمد من أذل لي وليا
فقد أرصدني بالمحاربة ومن حاربني حاربته قلت: يا رب ومن وليك هذا؟ فقد علمت
أن من حاربك حاربته، فقال: ذاك من أخذت ميثاقه لك ولوصيك ولذريتكما
بالولاية (12).
الرواية صحيحة الإسناد. والمراد بالوصي أمير المؤمنين (عليه السلام).



(1) - (11) غرر الحكم: ح 2172 و 3940 و 5383 و 5414 و 5580 و 5966 و 6878 و 6850 و
8034 و 8175 و 8869.
(12) الكافي: 2 / 353.
29
[3941] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن
مسكان، عن معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال
الله عز وجل: من استذل عبدي المؤمن فقد بارزني بالمحاربة، الحديث (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3942] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من استذل مؤمنا واحتقره لقلة ذات يده ولفقره
شهره الله يوم القيامة على رؤوس الخلايق (2).
سند الكليني مرسل ولكن روى هذه الرواية البرقي في محاسنه: 97 بسند صحيح
ونقلها الصدوق في عقاب الأعمال: 299 بسنده الصحيح.
[3943] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن عثمان، عن
محمد بن أبي حمزة، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من حقر مؤمنا مسكينا أو
غير مسكين لم يزل الله عز وجل حاقرا له ماقتا حتى يرجع عن محقرته إياه (3).
سند الكليني مرسل، ولكن نقلها الصدوق بسنده الصحيح في عقاب الأعمال:
299.
[3944] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
هشام بن سالم، عن معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
قال الله عز وجل: قد نابذني من أذل عبدي المؤمن (4).
المنابذة: المعادة جهارا.
[3945] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن حفص المؤذن،



(1) الكافي: 2 / 354.
(2) الكافي: 2 / 353.
(3) الكافي: 2 / 351، ونقل عنه في وسائل الشيعة: 12 / 270.
(4) الكافي: 2 / 351، ونقل عنه في وسائل الشيعة: 12 / 271.
30
عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال في رسالته إلى أصحابه: وعليكم بحب المساكين
المسلمين، فإنه من حقرهم وتكبر عليهم فقد زل عن دين الله والله له حاقر ماقت،
وقال أبونا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أمرني ربي بحب المساكين المسلمين، واعلموا أن من
حقر أحدا من المسلمين ألقى الله عليه المقت منه والمحقرة حتى يمقته الناس، والله له أشد
مقتا، فاتقوا الله في إخوانكم المسلمين المساكين، فإن لهم عليكم حقا أن تحبوهم، فإن
الله أمر رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) بحبهم، فمن لم يحب من أمر الله بحبه فقد عصى الله ورسوله، ومن
عصى الله ورسوله ومات على ذلك مات وهو من الغاوين (1).
[3946] 7 - الصدوق قال: حدثني محمد بن موسى بن المتوكل (رضي الله عنه) قال: حدثني عبد الله
ابن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم،
عن المعلى بن خنيس قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال الله عز وجل: ليأذن بحرب مني
من أذل عبدي المؤمن، وليأمن من غضبي من أكرم عبدي المؤمن (2).
الرواية من حيث السند معتبرة ومتنها واضح.
[3947] 8 - الصدوق رفعه إلى منصور الصيقل والمعلى بن خنيس قالا: سمعنا
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال الله تعالى: إني لحرب لمن استذل
عبدي المؤمن (3).
[3948] 9 - الصدوق قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني
محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد،
عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: حدثني أبي، عن جدي،
عن آبائه (عليهم السلام) أن أمير المؤمنين (عليه السلام) علم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب مما



(1) الكافي: 8 / 8، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 9 / 104.
(2) عقاب الأعمال: 284.
(3) مصادقة الإخوان: 74.
31
يصلح للمسلم في دينه ودنياه قال (عليه السلام):... لا تحقروا ضعفاء إخوانكم، فإنه من
احتقر مؤمنا لم يجمع الله عز وجل بينهما في الجنة إلا أن يتوب... الحديث (1).
[3949] 10 - الطوسي بسنده إلى أبي قلابة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال في حديث: من أذل
مؤمنا أذله الله (2).
الروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت راجع بحار الأنوار: 72 / 142،
وألف حديث في المؤمن: 91.
إن الله لم يأذن للمؤمن أن يذل نفسه
[3950] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن داود الرقي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا ينبغي للمؤمن أن يذل
نفسه، قيل له: وكيف يذل نفسه؟ قال: يتعرض لما لا يطيق (3).
الرواية من حيث السند صحيحة، ونقلها الطوسي في التهذيب: 6 / 180.
[3951] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن عبد الله
ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى فوض إلى
المؤمن كل شيء إلا إذلال نفسه (4).
الرواية موثقة سندا.
[3952] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن سماعة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله عز وجل فوض إلى المؤمن اموره كلها، ولم
يفوض إليه أن يذل نفسه، ألم تسمع لقول الله عز وجل: (ولله العزة ولرسوله



(1) الخصال: 2 / 614.
(2) أمالي الطوسي: المجلس السابع ح 8 / 182 الرقم 306، ونقل عنه في بحار الأنوار: 72 / 142.
(3) الكافي: 5 / 63.
(4) الكافي: 5 / 63.
32
وللمؤمنين) (1) فالمؤمن ينبغي أن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا يعزه الله بالإيمان
والإسلام (2).
الرواية موثقة سندا ونحوها موثقة اخرى لسماعة نقلها في الكافي: 5 / 64
الرقم 6.
[3953] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
محمد بن سنان، عن مفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا ينبغي للمؤمن أن
يذل نفسه، قلت بما يذل نفسه؟ قال: يدخل فيما يتعذر منه (3).
نقلها الطوسي في التهذيب: 6 / 180.
[3954] 5 - الكليني، عن محمد بن الحسين، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن عبد الله
ابن حماد الأنصاري، عن عبد الله بن سنان، عن أبي الحسن الأحمسي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل فوض إلى المؤمن اموره كلها، ولم يفوض إليه أن يكون
ذليلا، أما تسمع قول الله عز وجل يقول: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) (4) فالمؤمن
يكون عزيزا ولا يكون ذليلا، ثم قال: إن المؤمن أعز من الجبل ان الجبل يستقل منه
بالمحاول والمؤمن لا يستقل من دينه شيء (5).
في هذا المجال إن شئت راجع الوافي: 5 / 749، وجامع أحاديث الشيعة:
14 / 68، وألف حديث في المؤمن: 112.



(1) سورة المنافقين: 7.
(2) الكافي: 5 / 63.
(3) الكافي: 5 / 64.
(4) سورة المنافقين: 7.
(5) الكافي: 5 / 63.
33
الذنب
آثار الذنوب
[3955] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أما انه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا
مرض إلا بذنب وذلك قول الله عز وجل في كتابه: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت
أيديكم ويعفو عن كثير) (1) قال: ثم قال: وما يعفوا الله أكثر مما يؤاخذ به (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3956] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن الفضيل
بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما من نكبة يصيب العبد إلا بذنب وما يعفو الله عنه
أكثر (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3957] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: لا تبدين عن واضحة وقد عملت
الأعمال الفاضحة ولا يأمن البيات من عمل السيئات (4).
الرواية معتبرة الإسناد. لا تبدين عن واضحة: يعني به هنا: لا تضحك ضحكا يبدو
به أسنانك ويكشف عن سرور قلبك. البيات: نزول الحوادث عليه ليلا أو غفلة وإن
كان بالنهار.



(1) سورة الشورى: 30.
(2) - (4) الكافي: 2 / 269 ح 3 و 4 و 5.
34
[3958] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن
عبد الحميد، عن أبي اسامة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: تعوذوا بالله من
سطوات الله بالليل والنهار قال قلت له: وما سطوات الله؟ قال: الأخذ على
المعاصي (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3959] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
سليمان الجعفري، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الذنوب
كلها شديدة وأشدها ما نبت عليه اللحم والدم لأنه إما مرحوم وإما معذب والجنة
لا يدخلها إلا طيب (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3960] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان،
عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن العبد ليذنب الذنب فيزوى عنه
الرزق (3).
الرواية معتبرة الإسناد. يزوى: أي يقبض ويصرف عنه.
[3961] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
أبان بن عثمان، عن الفضيل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الرجل ليذنب الذنب فيدرء
عنه الرزق وتلا هذه الآية (إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون فطاف
عليها طائف من ربك وهم نائمون) (4) (5).



(1) الكافي: 2 / 269 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 269 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 270 ح 8.
(4) سورة القلم: 17 - 19.
(5) الكافي: 2 / 271 ح 12.
35
الرواية معتبرة الإسناد. الدرء: الدفع.
[3962] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن
بكير، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا أذنب الرجل خرج في قلبه
نكتة سوداء فإن تاب انمحت وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها
أبدا (1).
الرواية موثقة سندا.
[3963] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
أبي أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن العبد يسأل الله الحاجة
فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجل قريب أو إلى وقت بطئ فيذنب العبد ذنبا فيقول الله
تبارك وتعالى: للملك لا تقض حاجته واحرمه إياها، فإنه تعرض لسخطي
واستوجب الحرمان مني (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3964] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إنه ما من سنة
أقل مطرا من سنة ولكن الله يضعه حيث يشاء، إن الله عز وجل إذا عمل قوم بالمعاصي صرف
عنهم ما كان قدر لهم من المطر في تلك السنة إلى غيرهم وإلى الفيافي والبحار والجبال
وإن الله ليعذب الجعل في جحرها بحبس المطر عن الأرض التي هي بمحلها بخطايا من
بحضرتها وقد جعل الله لها السبيل في مسلك سوى محلة أهل المعاصي. قال: ثم قال
أبو جعفر (عليه السلام): فاعتبروا يا اولي الأبصار (3).
الرواية صحيحة الإسناد. الفيافي: البراري.



(1) الكافي: 2 / 271 ح 13.
(2) الكافي: 2 / 271 ح 14.
(3) الكافي: 2 / 272 ح 15.
36
[3965] 11 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال،
عن ابن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الرجل يذنب الذنب فيحرم صلاة الليل
وإن العمل السييء أسرع في صاحبه من السكين في اللحم (1).
الرواية موثقة سندا.
[3966] 12 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال،
عن ابن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من هم بسيئة فلا يعملها فانه ربما عمل العبد
السيئة فيراه الرب تبارك وتعالى فيقول: وعزتي وجلالي لا أغفر لك بعد ذلك
أبدا (2).
الرواية موثقة سندا.
[3967] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعلي بن إبراهيم، عن
أبيه، جميعا، عن ابن محبوب، عن الهيثم بن واقد الجزري قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: إن الله عز وجل بعث نبيا من أنبيائه إلى قومه وأوحى إليه أن قل لقومك: إنه ليس من
أهل قرية ولا [ا] ناس كانوا على طاعتي فأصابهم فيها سراء فتحولوا عما أحب إلى
ما أكره إلا تحولت لهم عما يحبون إلى ما يكرهون وليس من أهل قرية ولا أهل بيت
كانوا على معصيتي فأصابهم فيها ضراء فتحولوا عما أكره إلى ما أحب إلا تحولت لهم
عما يكرهون إلى ما يحبون، وقل لهم: إن رحمتي سبقت غضبي فلا تقنطوا من رحمتي
فإنه لا يتعاظم عندي ذنب أغفره وقل لهم: لا يتعرضوا معاندين لسخطي ولا
يستخفوا بأوليائي فإن لي سطوات عند غضبي لا يقوم لها شيء من خلقي (3).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 272 ح 16.
(2) الكافي: 2 / 272 ح 17.
(3) الكافي: 2 / 274 ح 25.
37
[3968] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عباد بن
صهيب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يقول الله عز وجل: إذا عصاني من عرفني سلطت عليه من
لا يعرفني (1).
الرواية موثقة سندا.
[3969] 15 - الصدوق بسنده المتصل إلى الصادق (عليه السلام):... وإن كانت العقوبة من الله عز وجل
النار فالمعصية لماذا؟... (2).
[3970] 16 - الصدوق، عن ابن المغيرة، عن جده الحسن بن علي، عن جده عبد الله بن
المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم، عن الصادق عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عجب لمن يحتمي من الطعام مخافة الداء، كيف لا يحتمي من
الذنوب مخافة النار (3).
[3971] 17 - الصدوق، عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن
أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم، عن الصادق (عليه السلام) عن أبيه، عن
آبائه عن علي (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن العبد ليحبس على ذنب من ذنوبه
مائة عام وإنه لينظر إلى أزواجه وإخوانه في الجنة (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3972] 18 - الصدوق باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث أربعمائة:... توقوا
الذنوب فما من بلية ولا نقص رزق إلا بذنب حتى الخدش والكبوة والمصيبة قال الله عز وجل:
(وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) (5).



(1) الكافي: 2 / 276 ح 30.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الثاني ح 5 الرقم: 12 / 56.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والثلاثون ح 13 الرقم 265 / 247.
(4) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والستون ح 9 الرقم 680 / 497.
(5) الخصال: 2 / 616.
38
[3973] 19 - الطوسي، عن المفيد، عن الموصلي، عن القزويني، عن العاصمي، عن
علي بن الحسين، عن الشامي، قال: سمعت الرضا علي بن موسى (عليه السلام) يقول: كلما
أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعلمون، أحدث لهم من البلاء ما لم يكونوا
يعرفون (1).
[3974] 20 - الحميري، عن أحمد بن إسحاق بن سعد، عن بكر بن محمد الأزدي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الدعاء يرد القضاء وإن المؤمن ليأتي الذنب فيحرم به
الرزق (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
والروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت أكثر من هذا فراجع الكافي: 2 / 268،
وعقاب الأعمال لشيخنا الصدوق، والوافي: 5 / 999، وبحار الأنوار:
70 / 308، فإن فيها قريب من مأة رواية.
اجتناب الذنوب
[3975] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن عيسى بن أيوب، عن علي بن مهزيار،
عن القاسم بن عروة، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: [قال:]
ما من عبد إلا وفي قلبه نكتة بيضاء فإذا أذنب ذنبا خرج في النكتة نكتة سوداء، فإن
تاب ذهب ذلك السواد وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطي البياض فإذا
[ت‍] - غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبدا وهو قول الله عز وجل: (كلا بل ران على
قلوبهم ما كانوا يكسبون) (3) (4).



(1) أمالي الطوسي: المجلس الثامن ح 52 الرقم 402 / 228.
(2) قرب الاسناد: 32 ح 104.
(3) سورة المطففين: 14.
(4) الكافي: 2 / 273 ح 20.
39
[3976] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى وأبي علي الأشعري، عن الحسين بن إسحاق،
عن علي بن مهزيار، عن حماد بن عيسى، عن أبي عمرو المدائني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: سمعته يقول: كان أبي (عليه السلام) يقول: إن الله قضى قضاء حتما ألا ينعم على العبد
بنعمة فيسلبها إياه حتى يحدث العبد ذنبا يستحق بذلك النقمة (1).
[3977] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن الحسن بن علي، عن محمد بن
الوليد، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) [أنه] قال: إن أحدكم ليكثر به
الخوف من السلطان وما ذلك إلا بالذنوب فتوقوها ما استطعتم ولا تمادوا فيها (2).
[3978] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس رفعه قال:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا وجع أوجع للقلوب من الذنوب ولا خوف أشد من الموت
وكفى بما سلف تفكرا وكفى بالموت واعظا (3).
[3979] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن ابن ماجيلويه، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد
ابن سنان، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا مفضل إياك والذنوب
وحذرها شيعتنا، فوالله ما هي إلى أحد أسرع منها إليكم، إن أحدكم لتصيبه المعرة
من السلطان وما ذاك إلا بذنوبه، وإنه ليصيبه السقم وما ذاك إلا بذنوبه، وإنه ليحبس
عنه الرزق وما هو إلا بذنوبه، وإنه ليشدد عليه عند الموت وما هو إلا بذنوبه، حتى
يقول من حضره لقد غم الموت، فلما رأى ما قد دخلني قال: أتدري لم ذاك يا مفضل؟
قال قلت: لا أدري جعلت فداك، قال: ذاك والله إنكم لا تؤاخذون بها في الآخرة
وعجلت لكم في الدنيا (4).
[3980] 6 - الصدوق، عن أبيه، عن الحميري، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
عبد الله بن غالب الأسدي، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب قال: كان علي بن



(1) الكافي: 2 / 273 ح 22.
(2) - (3) الكافي: 2 / 275 ح 27 و 28.
(4) علل الشرايع: 297.
40
الحسين (عليهما السلام) يعظ الناس ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في أعمال الآخرة بهذا الكلام في
كل جمعة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحفظ عنه وكتب كان يقول:... فاحذروا
- أيها الناس - من المعاصي والذنوب فقد نهاكم الله عنها وحذركموها في الكتاب
الصادق والبيان الناطق ولا تأمنوا مكر الله وشدة أخذه عندما يدعوكم إليه الشيطان
اللعين من عاجل الشهوات في هذه الدنيا فإن الله يقول: (إن الذين اتقوا إذا مسهم
طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون) (1)، الحديث (2).
[3981] 7 - المفيد، عن الصدوق، عن أبيه، عن الحسين بن عامر، عن عمه، عن محمد
ابن زياد، عن أبي عميرة قال الصادق (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى على عبده المؤمن
أربعين جنة فمن أذنب ذنبا رفع عنه جنة، فإذا عاب أخاه المؤمن بشيء يعلمه منه
انكشفت تلك الجنن عنه فيبقى مهتوك الستر فيفتضح في السماء على ألسنة الملائكة وفي
الأرض على ألسنة الناس ولا يرتكب ذنبا إلا ذكروه ويقول الملائكة الموكلون به:
يا ربنا قد بقي عبدك مهتوك الستر وقد أمرتنا بحفظه فيقول الله عز وجل: يا ملائكتي لو
أردت بهذا العبد خيرا ما فضحته فارفعوا أجنحتكم عنه فوعزتي لا يؤول بعدها إلى
خير أبدا (3).
[3982] 8 - الطوسي، عن ابن الغضائري، عن محمد بن هارون بن موسى، عن محمد بن
همام، عن علي بن الحسين الهمداني، عن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن سنان،
عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تعالى لم يجعل للمؤمن أجلا في
الموت يبقيه ما أحب البقاء، فإذا علم منه أنه سيأتي بما فيه بوار دينه قبضه اليه
مكرما.
قال أبو علي (محمد بن همام) فذكرت هذا الحديث لأحمد بن علي بن حمزة مولى



(1) سورة الأعراف: 201.
(2) أمالي الصدوق: المجلس السادس والسبعون: ح 1 الرقم: 882 / 594.
(3) الاختصاص: 220.
41
الطالبيين - وكان رواية للحديث - فحدثني عن الحسين بن أسد الطفاوي، عن محمد
ابن القاسم، عن الفضيل بن يسار، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: من يموت
بالذنوب أكثر ممن يموت بالآجال ومن يعيش بالإحسان أكثر ممن يعيش
بالأعمار (1).
[3983] 9 - الطوسي باسناده إلى وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي ذر:... يا أبا ذر إن المؤمن
ليسري ذنبه كأنه تحت صخرة يخاف أن تقع عليه والكافر يرى ذنبه كأنه ذباب مر
على أنفه. يا أبا ذر إن الله إذا أراد بعبد خيرا جعل الذنوب بين عينيه ممثلة. يا أبا ذر
لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيت (2).
[3984] 10 - محمد بن محمد بن الأشعث بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): للمؤمن اثنان وسبعون سترا فإذا أذنب ذنبا انهتك عنه ستر فإن
تاب رده الله وان أبى إلا قدما في المعاصي تهتك عنه أستاره وبقي بلا ستر وأوحى الله عز وجل
إلى الملائكة: أن استروا عبدي بأجنحتكم فإن بني آدم يعيرون ولا يغيرون وأنا أغير
ولا أعير، فإن أبى إلا قدما في المعاصي شكت الملائكة إلى ربها ورفعت أجنحتها
وقالت: أي رب إن عبدك هذا قد آذانا فيما يأتي من الفواحش ما ظهر منها وما بطن،
قال فيقول لهم: كفوا عنه أجنحتكم فلو عمل بخطيئة في سواد الليل وفي وضح النهار
أو في مفازة أو في قعر بئر لأجراه على ألسنة الناس، فاسئلوا الله أن لا يهتك
أستاركم (3).
الروايات في هذا المجال كثيرة، فإن شئت راجع وسائل الشيعة: 11 / 237،
ومستدرك الوسائل: 11 / 324، وجامع أحاديث الشيعة: 13 / 319، وغيرها من
كتب الأخبار.



(1) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر 58 الرقم 611 / 305، والمجلس الأربعون ح 1 الرقم
1498 / 701.
(2) أمالي الطوسي: المجلس التاسع عشر ح 1 الرقم 1162 / 527.
(3) الجعفريات: 195.
42
اجتناب المحقرات من الذنوب
[3985] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن
شاذان، جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي اسامة زيد
الشحام، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اتقوا المحقرات من الذنوب فإنها لا تغفر، قلت:
وما المحقرات؟ قال: الرجل يذنب الذنب فيقول: طوبى لي لو لم يكن لي غير ذلك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3986] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن سماعة قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: لا تستكثروا كثير الخير ولا تستقلوا
قليل الذنوب، فإن قليل الذنوب يجتمع حتى يكون كثيرا وخافوا الله في السر حتى
تعطوا من أنفسكم النصف (2).
الرواية موثقة سندا.
[3987] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال،
والحجال جميعا، عن ثعلبة، عن زياد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
نزل بأرض قرعاء فقال لأصحابه: ائتوا بحطب فقالوا: يا رسول الله نحن بأرض
قرعاء ما بها من حطب، قال: فليأت كل إنسان بما قدر عليه، فجاؤوا به حتى رموا
بين يديه، بعضه على بعض، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): هكذا تجتمع الذنوب ثم قال:
إياكم والمحقرات من الذنوب، فإن لكل شيء طالبا، ألا وإن طالبها يكتب ما قدموا
وآثاركم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين (3).
الرواية معتبرة الإسناد. قرعاء: أي لانبات فيها.
[3988] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن



(1) - (2) الكافي: 2 / 287 ح 1 و 2.
(3) الكافي: 2 / 288 ح 3.
43
محمد بن حكيم عمن حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله
عليه: لا يصغر ما ينفع يوم القيامة ولا يصغر ما يضر يوم القيامة فكونوا فيما أخبركم
الله عز وجل كمن عاين (1).
[3989] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن
أبي عمير، عن أخي الفضيل، عن الفضيل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من الذنوب التي
لا تغفر قول الرجل: يا ليتني لا أؤاخذ إلا بهذا (2).
[3990] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أشد الذنوب ما استهان به
صاحبه (3).
[3991] 7 - محمد بن محمد بن الأشعث بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إذا عظمت
الذنب فقد عظمت الله فإذا صغرته فقد صغرت حق الله تعالى لأن حقه في الصغير
والكبير، وما من ذنب عظيم عظمته إلا صغر عند الله تعالى، ولا من صغير صغرته إلا
عظم عند الله عز وجل (4).
[3992] 8 - القطب الراوندي، رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: أربعة في الذنب شر من
الذنب: الاستحقار والافتخار والاستبشار والإصرار (5).
[3993] 9 - سبط الطبرسي رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: اتقوا المحقرات من الذنوب
فإنها لا تغفر قال: قلت: وما المحقرات من الذنوب؟ قال: الرجل يذنب فيقول طوبى
لي، لو يكن لي غير ذلك (6).



(1) الكافي: 2 / 456 ح 14.
(2) الخصال: 1 / 24 ح 83.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 348.
(4) الجعفريات: 237.
(5) لب اللباب: ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 11 / 348 ح 5.
(6) مشكاة الأنوار: 155.
44
[3994] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: تهوين الذنب أعظم من ركوب
الذنب (1).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع وسائل الشيعة: 11 / 245،
ومستدرك الوسائل: 11 / 347، وغيرها من كتب الأخبار.
الإصرار على الذنب
[3995] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن
يونس، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا والله لا يقبل الله شيئا من
طاعته على الإصرار على شيء من معاصيه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3996] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عبد الله بن
محمد النهيكي، عن عمار بن مروان القندي، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3997] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر،
عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل (ولم يصروا على ما
فعلوا وهم يعلمون) (4) قال: الاصرار هو أن يذنب الذنب فلا يستغفر الله ولا
يحدث نفسه بتوبة فذلك الإصرار (5).
[3998] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن



(1) غرر الحكم: ح 4490.
(2) الكافي: 2 / 288.
(3) الكافي: 2 / 288.
(4) سورة آل عمران: 135.
(5) الكافي: 2 / 288.
45
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من علامات الشقاء جمود العين وقسوة
القلب وشدة الحرص في طلب الدنيا والإصرار على الذنب (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3999] 5 - الكليني باسناده إلى رسالة الصادق (عليه السلام) إلى أصحابه:... وإياكم والإصرار
على شيء مما حرم الله في ظهر القرآن وبطنه وقد قال الله: (ولم يصروا على ما فعلوا
وهم يعلمون)... (2).
[4000] 6 - العياشي رفعه عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل (ومن يغفر الذنوب
إلا الله ولم يصروا على ما فعلو وهم يعلمون) قال: الإصرار أن يذنب العبد ولا
يستغفر ولا يحدث نفسه بالتوبة فذلك الإصرار (3).
[4001] 7 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إياك والإصرار فانه من أكبر
الكبائر وأعظم الجرائم (4).
[4002] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المعاودة إلى الذنب إصرار (5).
[4003] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: عجبت لمن علم شدة انتقام الله
منه وهو مقيم على الإصرار (6).
[4004] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من الغرة بالله سبحانه أن يصر
المرء على المعصية ويتمنى المغفرة (7).
في هذا المجال راجع وسائل الشيعة: 11 / 268، ومستدرك الوسائل: 11 / 366.



(1) الكافي: 2 / 290 ح 6.
(2) الكافي: 8 / 10.
(3) تفسير العياشي: 1 / 198 ح 144.
(4) غرر الحكم: ح 2676.
(5) غرر الحكم: ح 1212.
(6) غرر الحكم: ح 6259.
(7) غرر الحكم: ح 9404.
46
التبجح (1) بالذنب
[4005] 1 - الصدوق، عن أبيه، عن الحميري، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن بكر
ابن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبد الله بن إبراهيم، عن جعفر الجعفري، عن
جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أذنب ذنبا وهو
ضاحك دخل النار وهو باك (2).
[4006] 2 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: التبجح بالمعاصي أقبح من
ركوبها (3).
[4007] 3 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من تلذذ بمعاصي الله أورثه الله
ذلا (4).
الذنوب التي توجب غضب الله وسرعة العقوبة
[4008] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن أحمد
ابن محمد، جميعا، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان، عن رجل، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خمس إن أدركتموهن فتعوذوا بالله منهن:
لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوها إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم
تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة
المؤونة وجور السلطان، ولم يمنعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم
يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم وأخذوا بعض



(1) بجح بالشيء: إذا فخر به وتبجح به، كذلك كذا في المصباح.
(2) عقاب الأعمال: 226.
(3) غرر الحكم: ح 2045.
(4) غرر الحكم: ح 8823.
47
ما في أيديهم، ولم يحكموا بغير ما أنزل الله [عز وجل] إلا جعل الله عز وجل بأسهم بينهم (1).
[4009] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد
ابن محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: وجدنا في كتاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا ظهر الزنا من بعدي كثر
موت الفجأة وإذا طفف المكيال والميزان أخذهم الله بالسنين والنقص وإذا منعوا الزكاة
منعت الأرض بركتها من الزرع والثمار والمعادن كلها وإذا جاروا في الأحكام تعاونوا
على الظلم والعدوان وإذا نقضوا العهد سلط الله عليهم عدوهم وإذا قطعوا الأرحام
جعلت الأموال في أيدي الأشرار وإذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر ولم
يتبعوا الأخيار من أهل بيتي سلط الله عليهم شرارهم فيدعوا خيارهم فلا يستجاب
لهم (2).
الرواية صحيحة الإسناد. ولعل المراد بكتاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما أملاه على
أمير المؤمنين (عليه السلام) واشتهر بكتاب علي (عليه السلام) ونسبة الكتاب إليهما صحيح والعلم
عند الله تعالى.
[4010] 3 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
سمعته يقول: أما إنه ليس من سنة أقل مطرا من سنة، ولكن الله يضعه حيث يشاء،
إن الله جل جلاله إذا عمل قوم بالمعاصي صرف عنهم ما كان قدر لهم من المطر في تلك
السنة إلى غيرهم، وإلى الفياض والبحار والجبال، وإن الله ليعذب الجعل في حجرها
بحبس المطر عن الأرض التي هي بمحلتها لخطايا من بحضرتها وقد جعل الله لها السبيل
إلى مسلك سوى محلة أهل المعاصي قال: ثم قال أبو جعفر (عليه السلام) فاعتبروا يا اولي



(1) الكافي: 2 / 373.
(2) الكافي: 2 / 374.
48
الأبصار، ثم قال: وجدنا في كتاب علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا ظهر الزنا
كثر موت الفجأة، وإذا طففت المكيال أخذهم الله بالسنين والنقص، وإذا منعوا الزكاة
منعت الأرض بركاتها من الزرع وإذا نقضوا العهود سلط الله عليهم عدوهم، وإذا
قطعوا الأرحام جعلت الأموال في أيدي الأشرار وإذا لم يأمروا بمعروف ولم ينهو عن
منكر ولم يتبعوا الأخيار من أهل بيتي سلط الله عليهم شرارهم فيدعو عند ذلك
خيارهم فلا يستجاب لهم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4011] 4 - الصدوق، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن سعد بن عبد الله، عن
أحمد بن الحسين بن سعيد، عن سعيد بن الحسن بن الحسين، عن موسى بن القاسم،
عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن بكير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أربعة
أسرع شيء عقوبة: رجل أحسنت إليه ويكافيك بالإحسان إليه إساءة، ورجل
لا تبغي عليه وهو يبغي عليك، ورجل عاهدته على أمر فمن أمرك الوفاء له ومن أمره
الغدر بك ورجل يصل قرابته ويقطعونه (2).
[4012] 5 - الصدوق، عن القطان، عن ابن زكريا، عن ابن حبيب، عن ابن بهلول، عن
أبيه، عن عبد الله بن الفضل، عن أبيه، عن أبي خالد الكابلي، قال سمعت علي بن
الحسين (عليه السلام) يقول: الذنوب التي تغير النعم البغي على الناس والزوال عن العادة في
الخير واصطناع المعروف وكفران النعم وترك الشكر قال الله عز وجل: (إن الله لا يغير ما
بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) (3) والذنوب التي تورث الندم: قتل النفس التي
حرم الله قال الله تعالى: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله) (4) وقال عز وجل في قصة



(1) أمالي الصدوق: المجلس الحادي والخمسون ح 2 الرقم 493 / 384.
(2) الخصال: 1 / 230 ح 71.
(3) سورة الرعد: 12.
(4) سورة الاسراء: 32.
49
قابيل حين قتل أخاه هابيل فعجز عن دفنه: (فأصبح من النادمين) (1) وترك
صلة القرابة حتى يستغنوا وترك الصلاة حتى يخرج وقتها وترك الوصية ورد المظالم
ومنع الزكاة حتى يحضر الموت وينغلق اللسان والذنوب التي تنزل النقم: عصيان
العارف بالبغي والتطاول على الناس والاستهزاء بهم والسخرية منهم والذنوب التي
تدفع القسم: إظهار الافتقار والنوم عن العتمة وعن صلاة الغداة واستحقار النعم
وشكوى المعبود عز وجل والذنوب التي تهتك العصم: شرب الخمر واللعب بالقمار وتعاطي
ما يضحك الناس من اللغو والمزاح وذكر عيوب الناس ومجالسة أهل الريب والذنوب
التي تنزل البلاء: ترك إغاثة الملهوف وترك معاونة المظلوم وتضييع الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر والذنوب التي تديل الأعداء: المجاهرة بالظلم وإعلان الفجور
وإباحة المحظور وعصيان الأخيار والانطباع للأشرار والذنوب التي تعجل الفناء:
قطيعة الرحم واليمين الفاجرة والأقوال الكاذبة والزنا وسد طريق المسلمين وادعاء
الإمامة بغير حق والذنوب التي تقطع الرجاء: اليأس من روح الله والقنوط من رحمة
الله والثقة بغير الله والتكذيب بوعد الله عز وجل والذنوب التي تظلم الهواء: السحر
والكهانة والإيمان بالنجوم والتكذيب بالقدر وعقوق الوالدين والذنوب التي تكشف
الغطاء: الاستدانة بغير نية الأداء والإسراف في النفقة على الباطل والبخل على الأهل
والولد وذوي الأرحام وسوء الخلق وقلة الصبر واستعمال الضجر والكسل
والاستهانة بأهل الدين والذنوب التي ترد الدعاء: سوء النية وخبث السريرة
والنفاق مع الاخوان وترك التصديق بالإجابة وتأخير الصلوات المفروضات حتى
تذهب أوقاتها وترك التقرب إلى الله عز وجل بالبر والصدقة واستعمال البذاء والفحش في
القول والذنوب التي تحبس غيث السماء: جور الحكام في القضاء وشهادة الزور وكتمان
الشهادة ومنع الزكاة والقرض والماعون وقساوة القلب على أهل الفقر والفاقة وظلم



(1) سورة المائدة: 34.
50
اليتيم والأرملة وانتهار السائل ورده بالليل (1).
العتمة من الليل: بعد غيبوبة الشفق إلى آخر الثلث الأول كما في المصباح،
وفي الاصطلاح يطلق على صلاة العشاء، الأدلة: أخذ الدولة منهم وايتاؤها
أعدائهم. الانطباع: الانقياد. الاستدانة: أخذ الدين. الضجر: القلق
والاضطراب. الماعون: القليل القيمة مما فيه المنفعة.
[4013] 6 - المفيد، عن الزيات، عن عبيد الله بن جعفر، عن مسعر بن يحيى النهدي، عن
شريك بن عبد الله، عن أبي إسحاق الهمداني، عن أبيه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتها ولا تؤخر إلى الآخرة: عقوق
الوالدين والبغي على الناس وكفر الإحسان (2).
[4014] 7 - المفيد، عن ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ياسر، عن أبي الحسن علي بن موسى
الرضا (عليه السلام) قال: إذا كذب الولاة حبس المطر وإذا جار السلطان هانت الدولة وإذا
حبست الزكاة ماتت المواشي (3).
الرواية حسنة سندا.
[4015] 8 - الشيخ أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) عن
آبائه (عليهم السلام) قال: أربع هن أسرع الأشياء عقوبة: رجل تحسن إليه ويكافيك
بإحسانك إساءة ورجل عاهدته على أمر فمن أمرك الوفاء له ومن أمره النكث ورجل
لا تبغي عليه وهو دائب يبغي عليك ورجل تصل قرابته ويقطعك (4).
[4016] 9 - القطب الراوندي رفعه وقال: سمع ابن الكواء أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: أعوذ



(1) معاني الأخبار: 270 ح 2.
(2) أمالي المفيد: المجلس الثامن والعشرون ح 1 / 237.
(3) أمالي المفيد: المجلس السابع والثلاثون ح 2 / 310.
(4) الغايات: 210.
51
بالله من الذنوب التي تعجل الفناء، فقال ابن الكواء: يا أمير المؤمنين أيكون ذنوب
تعجل الفناء؟ قال (عليه السلام): نعم، قطيعة الرحم، إن أهل بيت يكونون أتقياء فيقطع
بعضهم بعضا فيحرمهم الله، وان أهل بيت يكونون فجرة فيتواسون فيرزقهم الله (1).
[4017] 10 - ابن فهد الحلي رفعه إلى ابن مسعود، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: اتقوا الذنوب
فإنها ممحقة للخيرات، إن العبد ليذنب الذنب فينسى به العلم الذي كان قد علمه،
وإن العبد ليذنب الذنب فيمنع به من قيام الليل وإن العبد ليذنب الذنب فيحرم به
الرزق وقد كان هنيئا له ثم تلا: (إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة) (2) إلى
آخر الآيات (3).
وفي هذا المجال راجع بحار الأنوار: 70 / 366.
روح الإيمان يفارق المؤمن عند الذنب
[4018] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان، عن
أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن للقلب أذنين فإذا هم العبد بذنب قال له روح
الإيمان: لا تفعل، وقال له الشيطان إفعل، وإذا كان على بطنها نزع منه روح
الإيمان (4).
[4019] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، ومحمد بن يحيى جميعا، عن علي بن محمد بن
سعد، عن محمد بن مسلم، عن أبي سلمة، عن محمد بن سعيد بن غزوان، عن ابن
أبي نجران، عن محمد بن سنان، عن أبي خديجة قال: دخلت على أبي الحسن (عليه السلام)
فقال لي: إن الله تبارك وتعالى أيد المؤمن بروح منه تحضره في كل وقت يحسن فيه



(1) الدعوات: 61 ح 151.
(2) سورة القلم: 17 - 19.
(3) عدة الداعي: 151.
(4) الكافي: 2 / 267 ح 2.
52
ويتقى وتغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدي، فهي معه تهتز سرورا عند إحسانه
وتسيخ في الثرى عند إساءته، فتعاهدوا عباد الله نعمه بإصلاحكم أنفسكم تزدادوا
يقينا وتربحوا نفيسا ثمينا رحم الله امرءا هم بخير فعمله أو هم بشر فارتدع عنه ثم
قال: نحن نؤيد الروح بالطاعة لله والعمل له (1).
[4020] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن محمد
ابن عبده قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): لا يزني الزاني وهو مؤمن؟ قال: لا، إذا كان
على بطنها سلب الإيمان فإذا قام رد إليه فإذا عاد سلب. قلت: فانه يريد أن يعود؟
فقال: ما أكثر من يريد أن يعود فلا يعود إليه أبدا (2).
[4021] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن
بكير قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام) في قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا زنى الرجل فارقه روح
الإيمان؟ قال: هو قوله (وأيدهم بروح منه) ذاك الذي يفارقه (3).
الرواية موثقة سندا.
[4022] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن ربعي، عن الفضيل،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يسلب منه روح الإيمان ما دام على بطنها فإذا نزل عاد
الإيمان، قال: قلت [له]: أرأيت إن هم؟ قال: لا أرأيت إن هم أن يسرق، أتقطع
يده؟ (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4023] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن
عمار، عن صباح بن سيابة قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له محمد بن عبده:



(1) الكافي: 2 / 268.
(2) الكافي: 2 / 278 ح 6.
(3) الكافي: 2 / 280 ح 11.
(4) الكافي: 2 / 281 ح 12.
53
يزني الزاني وهو مؤمن؟ قال: لا إذا كان على بطنها سلب الإيمان منه فإذا قام رد عليه،
قلت: فإنه أراد أن يعود؟ قال: ما أكثر ما يهم أن يعود ثم لا يعود (1).
[4024] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن داود
قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا زنا الرجل فارقه روح
الإيمان؟ قال فقال: هو مثل قول الله عز وجل [(ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون) ثم قال
غير هذا أبين منه ذلك قول الله عز وجل] (2): (وأيدهم بروح منه) هو الذي فارقه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4025] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن
حكيم قال قلت: لأبي الحسن (عليه السلام): الكبائر تخرج من الإيمان؟ فقال: نعم وما دون
الكبائر، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يزني الزاني وهو مؤمن ولا يسرق السارق وهو
مؤمن (4).
[4026] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي [بن]
الزيات، عن عبيد بن زرارة قال: دخل ابن قيس الماصر وعمرو بن ذر - وأظن معهما
أبو حنيفة - على أبي جعفر (عليه السلام)، فتكلم ابن قيس الماصر فقال: إنا لا نخرج أهل
دعوتنا وأهل ملتنا من الإيمان في المعاصي والذنوب، قال: فقال له أبو جعفر (عليه السلام):
يا ابن قيس أما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد قال: لا يزني الزاني وهو مؤمن ولا يسرق
السارق وهو مؤمن فاذهب أنت وأصحابك حيث شئت (5).
الرواية معتبرة الإسناد بل صحيحة.



(1) الكافي: 2 / 281 ح 13.
(2) بين الهلالين ليس في أكثر النسخ وهو الأظهر.
(3) الكافي: 2 / 284 ح 17.
(4) الكافي: 2 / 284 ح 21.
(5) الكافي: 2 / 285 ح 22.
54
[4027] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه
رفعه، عن محمد بن داود الغنوي، عن الأصبغ بن نباتة قال: جاء رجل إلى
أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: يا أمير المؤمنين إن ناسا زعموا أن العبد لا يزني
وهو مؤمن ولا يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر وهو مؤمن ولا يأكل الربا وهو
مؤمن ولا يسفك الدم الحرام وهو مؤمن، فقد ثقل علي هذا وحرج منه صدري حين
أزعم أن هذا العبد يصلي صلاتي ويدعو دعائي ويناكحني وأناكحه ويوارثني وأوارثه
وقد خرج من الإيمان من أجل ذنب يسير أصابه، فقال أمير المؤمنين صلوات الله
عليه: صدقت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول، والدليل عليه كتاب الله...
الحديث (1).
وفي هذا المجال راجع الوافي: 5 / 1013، وألف حديث في المؤمن: 140.
تعجيل عقوبة الذنب
[4028] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن حمزة بن حمران، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: ان الله عز وجل إذا كان من أمره أن يكرم عبدا وله ذنب ابتلاه بالسقم فإن لم يفعل ذلك له
ابتلاه بالحاجة فإن لم يفعل به ذلك شدد عليه الموت ليكافيه بذلك الذنب قال: وإذا
كان من أمره أن يهين عبدا وله عنده حسنة صحح بدنه فإن لم يفعل به ذلك وسع عليه
في رزقه، فإن هو لم يفعل ذلك به هون عليه الموت ليكافيه بتلك الحسنة (2).
الرواية حسنة سندا.
[4029] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال



(1) الكافي: 2 / 281 ح 16.
(2) الكافي: 2 / 444 ح 1.
55
الله عز وجل: وعزتي وجلالي لا أخرج عبدا من الدنيا وأنا أريد أن أرحمه حتى أستوفي منه كل
خطيئة عملها، إما بسقم في جسده وإما بضيق في رزقه وإما بخوف في دنياه فإن بقيت
عليه بقية شددت عليه عند الموت وعزتي وجلالي لا اخرج عبدا من الدنيا وأنا أريد
أن أعذبه حتى أوفيه كل حسنة عملها إما بسعة في رزقه وإما بصحة في جسمه وإما
بأمن في دنياه فإن بقيت عليه بقية هونت عليه بها الموت (1).
[4030] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن
شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن مسمع بن عبد الملك، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت
أيديكم ويعفو عن كثير) (2) ليس من التواء عرق ولا نكبة حجر ولا عثرة قدم ولا
خدش عود إلا بذنب ولما يعفو الله أكثر، فمن عجل الله عقوبة ذنبه في الدنيا فإن الله عز وجل
أجل وأكرم وأعظم من أن يعود في عقوبته في الآخرة (3).
[4031] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن على بن الحكم، عن
معاوية بن وهب، عن أبى عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله عز وجل: ما من
عبد أريد أن أدخله الجنة إلا ابتليته في جسده، فإن كان ذلك كفارة لذنوبه وإلا
شددت عليه عند موته حتى يأتيني ولا ذنب له، ثم أدخله الجنة، وما من عبد أريد
أن ادخله النار إلا صححت له جسمه فإن كان ذلك تماما لطلبته عندي وإلا آمنت
خوفه من سلطانه فإن كان ذلك تماما لطلبته عندي وإلا وسعت عليه في رزقه فإن كان
ذلك تماما لطلبته عندي وإلا هونت عليه موته حتى يأتيني ولا حسنة له عندي ثم
أدخله النار (4).



(1) الكافي: 2 / 444 ح 3.
(2) سورة الشورى: 30.
(3) الكافي: 2 / 445 ح 6.
(4) الكافي: 2 / 446 ح 10.
56
الرواية صحيحة الإسناد.
[4032] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن اورمه،
عن النضر بن سويد، عن درست بن أبي منصور، عن ابن مسكان، عن بعض
أصحابنا، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: مر نبي من أنبياء بني إسرائيل برجل بعضه تحت
حائط وبعضه خارج منه قد شعثته الطير ومزقته الكلاب ثم مضى فرفعت له مدينة
فدخلها فإذا هو بعظيم من عظمائها ميت على سرير مسجا بالديباج حوله المجمر
فقال: يا رب أشهد أنك حكم عدل لا تجور هذا عبدك لم يشرك بك طرفة عين أمته
بتلك الميتة وهذا عبدك لم يؤمن بك طرفة عين أمته بهذه الميتة؟! فقال: عبدي أنا كما
قلت حكم عدل لا أجور، ذلك عبدي كانت له عندي سيئة أو ذنب أمته بتلك الميتة
لكي يلقاني ولم يبق عليه شيء وهذا عبدي كانت له [عندي] حسنة فأمته بهذه
الميتة لكي يلقاني وليس له عندي حسنة (1).
[4033] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن أبي الصباح الكناني قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل عليه شيخ فقال:
يا أبا عبد الله أشكوا إليك ولدي وعقوقهم وإخواني وجفاهم عند كبر سني فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): يا هذا إن للحق دولة وللباطل دولة وكل واحد منهما في دولة صاحبه
ذليل وإن أدنى ما يصيب المؤمن في دولة الباطل العقوق من ولده والجفاء من إخوانه
وما من مؤمن يصيبه شيئا من الرفاهية في دولة الباطل إلا ابتلي قبل موته إما في بدنه
وإما في ولده وإما في ماله حتى يخلصه الله مما اكتسب في دولة الباطل ويوفر له حظه في
دولة الحق فاصبر وأبشر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 446 ح 11.
(2) الكافي: 2 / 447 ح 12.
57
[4034] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن
محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن المؤمن
ليهول عليه في نومه فيغفر له ذنوبه وإنه ليمتهن في بدنه فيغفر له ذنوبه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4035] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن السري بن
خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أراد الله عز وجل بعبد خيرا عجل له عقوبته في الدنيا وإذا
أراد بعبد سوءا أمسك عليه ذنوبه حتى يوافي بها يوم القيامة (2).
[4036] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن العباس
ابن موسى الوراق، عن علي الأحمسي، عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما يزال الهم والغم بالمؤمن حتى ما يدع له ذنبا (3).
[4037] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعن علي بن إبراهيم،
عن أبيه جميعا، عن ابن أبي عمير، عن الحارث بن بهرام، عن عمرو بن جميع قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن العبد المؤمن ليهتم في الدنيا حتى يخرج منها ولا ذنب
عليه (4).
وفي هذا المجال راجع الكافي: 2 / 444، والوافي: 5 / 1033.
ستر الذنوب
[4038] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن
علي، عن العباس مولى الرضا (عليه السلام) قال: سمعته (عليه السلام) يقول: المستتر بالحسنة يعدل
سبعين حسنة والمذيع بالسيئة مخذول، والمستتر بالسيئة مغفور له (5).



(1) الكافي: 2 / 444 ح 4.
(2) - (4) الكافي: 2 / 445 ح 5 و 7 و 8.
(5) الكافي: 2 / 428.
58
[4039] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن صندل، عن ياسر، عن اليسع بن
حمزة، عن الرضا (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المستتر بالحسنة يعدل سبعين
حسنة، والمذيع بالسيئة مخذول والمستتر بها مغفور له (1).
[4040] 3 - المفيد رفعه عن العالم (عليه السلام) انه قال: المستتر بالحسنة له سبعون ضعفا والمذيع له
واحدا والمستتر بسيئة مغفور له والمذيع لها مخذول (2).
[4041] 4 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المعلن بالمعصية مجاهر (3).
[4042] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: مجاهرة الله سبحانه بالمعاصي
تعجل النقم (4).
الاعتراف بالذنب
[4043] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي
الأحمسي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: والله ما ينجو من الذنب إلا من أقر به.
قال وقال أبو جعفر (عليه السلام): كفى بالندم التوبة (5).
[4044] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال عمن
ذكره، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لا والله ما أراد الله تعالى من الناس إلا خصلتين: أن
يقروا له بالنعم فيزيدهم وبالذنوب فيغفرها لهم (6).
[4045] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
معاوية بن عمار قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: انه والله ما خرج عبد من ذنب



(1) الكافي: 2 / 428.
(2) الاختصاص: 142.
(3) غرر الحكم: ح 524.
(4) غرر الحكم: ح 9811.
(5) الكافي: 2 / 426.
(6) الكافي: 2 / 426.
59
بإصرار وما خرج عبد من ذنب إلا بإقرار (1).
[4046] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن محمد بن عمران بن الحجاج السبيعي
[عن محمد بن وليد] عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول:
من أذنب ذنبا فعلم أن الله مطلع عليه إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، غفر له وإن لم
يستغفر (2).
[4047] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن
علي، عن عبد الرحمن بن محمد بن أبي هاشم، عن عنبسة العابد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن الله يحب العبد أن يطلب إليه في الجرم العظيم ويبغض العبد أن يستخف بالجرم
اليسير (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4048] 6 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير،
عن معاذ الجوهري، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، عن جبرئيل (عليه السلام) قال: قال الله جل جلاله: من أذنب ذنبا صغيرا
كان أو كبيرا وهو لا يعلم أن لي أن أعذبه أو أعفو عنه لا غفرت له ذلك الذنب أبدا
ومن أذنب ذنبا صغيرا كان أو كبيرا وهو يعلم أن لي أن أعذبه أو أعفو عنه عفوت
عنه (4).
الرواية من حيث السند حسنة.
[4049] 7 - الصدوق، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن سعد بن عبد الله، عن
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير البجلي، عن أبان، عن



(1) الكافي: 2 / 426.
(2) الكافي: 2 / 427.
(3) الكافي: 2 / 427.
(4) أمالي الصدوق: المجلس الثامن والأربعون ح 2 الرقم 445 / 362.
60
عبد الرحمن ابن أعين، عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال: لقد غفر الله عز وجل لرجل من أهل البادية
بكلمتين دعا بهما قال: اللهم إن تعذبني فأهل ذلك أنا وإن تغفر لي فأهل ذلك أنت
فغفر الله له (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4050] 8 - المفيد، رفعه إلى العالم (عليه السلام) انه قال: المقر بذنبه كمن لا ذنب له وإذا كان الرجل
في جوف الليل في صلاته ويقر لله بذنوبه ويسأله التوبة وفي ضميره أن لا يرجع إليه،
فالله يغفر له إن شاء (2).
[4051] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: رب جرم أغنى عن الاعتذار عنه
الإقرار به (3).
[4052] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المقر بالذنوب تائب (4).
وفي هذا المجال راجع الكافي: 2 / 426، ووسائل الشيعة: 11 / 347،
ومستدرك الوسائل: 12 / 116، وغيرها من كتب الأخبار.
الندم على الذنب
[4053] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمر [و] بن عثمان، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن الرجل ليذنب الذنب فيدخله الله
به الجنة قلت: يدخله الله بالذنب الجنة؟ قال: نعم انه ليذنب فلا يزال منه خائفا
ماقتا لنفسه فيرحمه الله فيدخله الجنة (5).



(1) أمالي الصدوق: المجلس الثاني والستون ح 8 الرقم 648 / 481.
(2) الاختصاص: 142.
(3) غرر الحكم: 1 / 417 ح 75.
(4) غرر الحكم: 1 / 35 ح 1107.
(5) الكافي: 2 / 426 ح 3.
61
[4054] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن إسماعيل بن
سهل، عن حماد، عن ربعي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن
الندم على الشر يدعو إلى تركه (1).
الرواية حسنة سندا.
[4055] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن الحسين الدقاق، عن عبد الله
ابن محمد، عن أحمد بن عمر، عن زيد القتات، عن أبان بن تغلب قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما من عبد أذنب ذنبا فندم عليه إلا غفر الله له قبل أن يستغفر
وما من عبد أنعم الله عليه نعمة فعرف أنها من عند الله إلا غفر الله له قبل أن
يحمده (2).
[4056] 4 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الندم توبة (3).
[4057] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن
أبي عمير، عن علي الجهضمي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كفى بالندم التوبة (4).
[4058] 6 - الطوسي باسناده إلى وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي ذر:... يا أبا ذر إن العبد ليذنب
فيدخل إلى الله بذنبه ذلك الجنة. فقلت: وكيف ذلك يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: يكون
ذلك الذنب نصب عينه تائبا منه فارا إلى الله حتى يدخل الجنة... (5).
[4059] 7 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الندم على الذنب يمنع من
معاودته (6).



(1) الكافي: 2 / 427 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 427 ح 8.
(3) الفقيه: 4 / 380 ح 5811.
(4) الخصال: 1 / 16 ح 57.
(5) أمالي الطوسي: المجلس التاسع عشر ح 1 الرقم 1162 / 530.
(6) غرر الحكم: ح 1398.
62
[4060] 8 - وعنه (عليه السلام): إذا فارقت ذنبا فكن عليه نادما (1).
[4061] 9 - وعنه (عليه السلام): طوبى لكل نادم على زلته مستدرك فارط عثرته (2).
[4062] 10 - وعنه (عليه السلام): ندم القلب يكفر الذنب ويمحص الجريرة (3).
وفي هذا المجال راجع وسائل الشيعة: 11 / 349، ومستدرك الوسائل: 12 / 117
وغيرها.
تأجيل المذنب إلى أن يستغفر
[4063] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، وأبي علي الأشعري، عن
محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن أبي أيوب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: من عمل سيئة أجل فيها سبع ساعات من النهار فإن قال: أستغفر الله الذي لا إله
إلا هو الحي القيوم - ثلاث مرات - لم تكتب عليه (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4064] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن أبي أيوب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من عمل سيئة
أجل فيها سبع ساعات من النهار فإن قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم
وأتوب إليه - ثلاث مرات - لم تكتب عليه (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4065] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن



(1) غرر الحكم: ح 4045.
(2) غرر الحكم: 5947.
(3) غرر الحكم: ح 9973.
(4) الكافي: 2 / 437 ح 2.
(5) الكافي: 2 / 438 ح 5.
63
حمران، عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن العبد إذا أذنب ذنبا أجل من
غدوة إلى الليل فإن استغفر الله لم يكتب عليه (1).
الرواية معتبرة الإسناد، بل صحيحة.
[4066] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وأبي علي الأشعري، ومحمد بن
يحيى، جميعا، عن الحسين بن إسحاق، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب،
عن عبد الصمد بن بشير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: العبد المؤمن إذا أذنب ذنبا أجله
الله سبع ساعات فإن استغفر الله لم يكتب عليه شيء وإن مضت الساعات ولم يستغفر
كتبت عليه سيئة وإن المؤمن ليذكر ذنبه بعد عشرين سنة حتى يستغفر ربه فيغفر له
وإن الكافر لينساه من ساعته (2).
[4067] 5 - الكليني، عن أبى علي الأشعري ومحمد بن يحيى، جميعا، عن الحسين بن
إسحاق، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن علي بن مهزيار، عن النضر بن
سويد، عن عبد الله بن سنان، عن حفص قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما من
مؤمن يذنب ذنبا إلا أجله الله عز وجل سبع ساعات من النهار فإن هو تاب لم يكتب عليه شيء
وإن هو لم يفعل كتب الله عليه سيئة فأتاه عباد البصري فقال له: بلغنا أنك قلت ما من
عبد يذنب ذنبا إلا أجله الله عز وجل سبع ساعات من النهار؟ فقال: ليس هكذا قلت ولكني
قلت: ما من مؤمن وكذلك كان قولي (3).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 437 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 437 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 439 ح 9.
64
ما يغفر من الذنوب وما لا يغفر
[4068] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن
بكير، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال (إن الله لا يغفر أن يشرك به
ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) (1) الكبائر فما سواها، قال قلت: دخلت الكبائر في
الاستثناء؟ قال: نعم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4069] 2 - الكليني، عن علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن إسحاق بن عمار
قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الكبائر فيها استثناء أن يغفر لمن يشاء؟ قال: نعم (3).
الرواية موثقة سندا.
[4070] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن حماد، عن بعض
أصحابه، رفعه قال: صعد أمير المؤمنين (عليه السلام) بالكوفة المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال: أيها الناس إن الذنوب ثلاثة ثم أمسك فقال له حبة العرني: يا أمير المؤمنين
قلت الذنوب ثلاثة ثم أمسكت، فقال: ما ذكرتها إلا وأنا أريد أن أفسرها ولكن
عرض لي بهر حال بيني وبين الكلام نعم الذنوب ثلاثة: فذنب مغفور وذنب غير
مغفور وذنب نرجو لصاحبه ونخاف عليه قال: يا أمير المؤمنين فبينها لنا؟ قال: نعم
أما الذنب المغفور فعبد عاقبه الله على ذنبه في الدنيا فالله أحلم وأكرم من أن يعاقب
عبده مرتين وأما الذنب الذي لا يغفر فمظالم العباد بعضهم لبعض إن الله تبارك وتعالى
إذا برز لخلقه أقسم قسما على نفسه فقال: وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو
كف بكف ولو مسحة بكف ولو نطحة ما بين القرنا إلى الجماء فيقتص للعباد



(1) سورة النساء: 48.
(2) الكافي: 2 / 284 ح 18.
(3) الكافي: 2 / 284 ح 19.
65
بعضهم من بعض حتى لا تبقى لأحد على أحد مظلمة ثم يبعثهم للحساب وأما الذنب
الثالث فذنب ستره الله على خلقه ورزقه التوبة منه، فأصبح خائفا من ذنبه راجيا
لربه فنحن له كما هو لنفسه، نرجو له الرحمة ونخاف عليه العذاب (1).
[4071] 4 - الصدوق رفعه وقال: سئل الصادق (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (إن الله لا يغفر أن
يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) هل تدخل الكبائر في مشيئة الله؟ قال:
نعم ذاك إليه عز وجل إن شاء عذب عليها وإن شاء عفا (2).
[4072] 5 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: من اجتنب الكبائر كفر الله عنه جميع
ذنوبه وذلك قوله عز وجل: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم
وندخلكم مدخلا كريما) (3) (4).
دواء الذنوب
[4073] 1 - الكليني، عن العدة، عن البرقي، عن عدة من أصحابنا، رفعوه قالوا:
قال: لكل شيء دواء ودواء الذنوب الاستغفار (5).
[4074] 2 - الكليني، عن العدة، عن البرقي، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عمن
ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من مؤمن يقارف في يومه وليلته أربعين كبيرة،
فيقول وهو نادم: أستغفر الله الذي لا اله إلا هو الحي القيوم بديع السماوات والأرض
ذو الجلال والإكرام وأسأله أن يصلي على محمد وآل محمد وأن يتوب علي إلا غفرها
الله عز وجل له ولا خير فيمن يقارف في يوم أكثر من أربعين كبيرة (6).



(1) الكافي: 2 / 443 ح 1.
(2) الفقيه: 3 / 574 ح 4966.
(3) سورة النساء: 31.
(4) الفقيه: 3 / 575 ح 4967.
(5) الكافي: 2 / 439 ح 8.
(6) الكافي: 2 / 438 ح 7.
66
[4075] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن عمار بن مروان قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): من قال أستغفر الله مائة مرة في
[كل] يوم غفر الله عز وجل له سبعمائة ذنب ولا خير في عبد يذنب في [كل] يوم سبعمائة
ذنب (1).
[4076] 4 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الذنوب الداء والدواء الاستغفار
والشفاء أن لاتعود (2).
قد مر منا في محله عنوان «الاستغفار» مفصلا فراجعه إن شئت، والحمد لله رب
العالمين وغافر الذنوب والخطيئات.



(1) الكافي: 2 / 439 ح 10.
(2) غرر الحكم: ح 1890.
67
الذهب
[4077] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال:
سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: (ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم
لا يفتنون) (1) ثم قال لي: ما الفتنة؟ قلت: جعلت فداك الذي عندنا الفتنة في الدين،
فقال: يفتنون كما يفتن الذهب ثم قال: يخلصون كما يخلص الذهب (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4078] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز،
عن الخيبري، عن يونس بن ظبيان، ومفضل بن عمر، وأبي سلمة السراج،
والحسين بن ثوير بن أبي فاخته قالوا: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: عندنا خزائن
الأرض ومفاتيحها ولو شئت أن أقول بإحدى رجلي أخرجي ما فيك من الذهب
لأخرجت، قال: ثم قال: بإحدى رجليه فخطها في الأرض خطا فانفرجت الأرض
ثم قال بيده فأخرج سبيكة ذهب قدر شبر ثم قال: انظروا حسنا فنظرنا فإذا سبائك
كثيرة بعضها على بعض يتلألأ فقال له: بعضها جعلت فداك أعطيتم ما أعطيتم
وشيعتكم محتاجون، قال: فقال: إن الله سيجمع لنا ولشيعتنا الدنيا والآخرة
ويدخلهم جنات النعيم ويدخل عدونا الجحيم (3).



(1) سورة العنكبوت: 1 و 2.
(2) الكافي: 1 / 370 ح 4.
(3) الكافي: 1 / 473 ح 4.
68
[4079] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
جميل بن دراج، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) انه سئل عن معادن الذهب
والفضة والحديد والرصاص والصفر؟ فقال: عليها الخمس (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4080] 4 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الوليد، عن
يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تسجد على الذهب ولا على
الفضة (2).
[4081] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن
زرارة، ومحمد بن مسلم، وأبي بصير وبريد بن معاوية العجلي، وفضيل بن يسار،
عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: فرض الله الزكاة مع الصلاة في الأموال وسنها
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في تسعة أشياء وعفا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عما سواهن في الذهب والفضة
والإبل والبقر والغنم والحنطة والشعير والتمر والزبيب وعفا عما سوى ذلك (3).
الرواية صحيحة الإسناد، ويقال لمثلها صحيحة الفضلاء.
[4082] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن
سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال: في كل مائتي درهم خمسة دراهم من الفضة وإن
نقض فليس عليك زكاة ومن الذهب من كل عشرين دينارا نصف دينار وإن نقص
فليس عليك شيء (4).
الرواية موثقة سندا.
[4083] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن



(1) الكافي: 1 / 544 ح 8.
(2) الكافي: 3 / 332 ح 9.
(3) الكافي: 3 / 509 ح 1.
(4) الكافي: 3 / 515 ح 1.
69
ابن فضال، عن علي بن عقبة وعدة من أصحابنا، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)
قالا: ليس فيما دون العشرين مثقالا من الذهب شيء فإذا كملت عشرين مثقالا ففيها
نصف مثقال إلى أربعة وعشرين فإذا كملت أربعة وعشرين ففيها ثلاثة أخماس دينار
إلى ثمانية وعشرين فعلى هذا الحساب كلما زاد أربعة (1).
الرواية موثقة سندا.
[4084] 8 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن علي بن
يقطين، عن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال قلت له: إنه يجتمع عندي الشيء فيبقى نحوا من سنة
أنزكيه؟ قال: لا، كل مال لم يحل عليه عندك الحول فليس عليه فيه زكاة وكل ما لم
يكن ركازا فليس عليك فيه شيء قال: قلت: وما الركاز؟ قال: الصامت المنقوش ثم
قال: إذا أردت ذلك فاسبكه فإنه ليس في سبائك الذهب ونقار الفضة شيء من
الزكاة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4085] 9 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
عبد الرحمن بن الحجاج قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن المرأة يكون عليها الحلي
والخلخال والمسكة والقرطان من الذهب والورق تحرم فيه وهو عليها وقد كانت
تلبسه في بيتها قبل حجها أتنزعه إذا أحرمت أو تتركه على حاله؟ قال: تحرم فيه
وتلبسه من غير أن تظهره للرجال في مركبها ومسيرها (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4086] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل،



(1) الكافي: 3 / 515 ح 3.
(2) الكافي: 3 / 518 ح 8.
(3) الكافي: 4 / 345 ح 4.
70
عن زرارة، قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): العارية مضمونة؟ فقال: جميع ما استعرته فتوى
فلا يلزمك ماتواه إلا الذهب والفضة فإنهما يلزمان إلا أن يشترط عليه انه متى ما توى
لم يلزمك تواه وكذلك جميع ما استعرت فاشترط عليك لزمك، والذهب والفضة لازم
لك وإن لم يشترط عليك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4087] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن عبد الله بن مسكان، عن بعض أصحابه قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إنما
المرأة قلادة فانظر إلى ما تقلده، قال: وسمعته يقول: ليس للمرأة خطر لا لصالحتهن
ولا لطالحتهن، أما صالحتهن فليس خطرها الذهب والفضة بل هي خير من الذهب
والفضة، وأما طالحتهن فليس التراب خطرها بل التراب خير منها (2).
[4088] 12 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن داود
ابن سرحان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تأكل في آنية الذهب والفضة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4089] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) انه نهى عن آنية الذهب
والفضة (4).
[4090] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن
حسان، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: آنية الذهب والفضة



(1) الكافي: 5 / 238 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 332 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 267 ح 1.
(4) الكافي: 6 / 267 ح 4.
71
متاع الذين لا يوقنون (1).
[4091] 15 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن
بزيع قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن آنية الذهب والفضة، فكرههما، فقلت:
قد روى بعض أصحابنا انه كان لأبي الحسن (عليه السلام) مرآة ملبسة فضة فقال: لا والحمد لله
إنما كانت لها حلقة من فضة وهي عندي، ثم قال: إن العباس حين عذر عمل له
قضيب ملبس من فضة من نحو ما يعمل للصبيان تكون فضته نحوا من عشرة دراهم
فأمر به أبو الحسن (عليه السلام) فكسر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4092] 16 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر، عن صفوان الجمال قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل:
(واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما) (3) فقال:
أما أنه ما كان ذهبا ولا فضة وإنما كان أربع كلمات: لا إله إلا أنا، من أيقن بالموت لم
يضحك سنه، ومن أيقن بالحساب لم يفرح قلبه، ومن أيقن بالقدر لم يخش إلا الله (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4093] 17 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة،
عن عبد المؤمن الأنصاري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عرضت
علي بطحاء مكة ذهبا فقلت: يا رب لا ولكن أشبع يوما وأجوع يوما فإذا شبعت
حمدتك وشكرتك وإذا جعت دعوتك وذكرتك (5).



(1) الكافي: 6 / 268 ح 7.
(2) الكافي: 6 / 267 ح 2.
(3) سورة الكهف: 82.
(4) الكافي: 2 / 58 ح 6.
(5) الكافي: 8 / 131 ح 102.
72
[4094] 18 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: الناس معادن كمعادن الذهب
والفضة (1).
[4095] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في الخطبة القاصعة:... ولو أراد
الله سبحانه لأنبيائه حيث بعثهم أن يفتح لهم كنوز الذهبان ومعادن العقيان ومغارس
الجنان وأن يحشر معهم طيور السماء ووحوش الأرضين لفعل ولو فعل لسقط البلاء
وبطل الجزاء واضمحلت الأنباء... (2).
[4096] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به
فإذا تكلمت به صرت في وثاقه فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك فرب كلمة
سلبت نعمة وجلبت نقمة (3).



(1) الفقيه: 4 / 380 ح 5821.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 381.
73
ذو اللسانين وذو الوجهين
[4097] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن عون القلانسي، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من لقى
المسلمين بوجهين ولسانين جاء يوم القيامة وله لسانان من النار (1).
[4098] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن أبي شيبة، عن الزهري، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بئس العبد عبد يكون
ذا وجهين وذا لسانين يطري أخاه شاهدا ويأكله غائبا، إن اعطي حسده وان ابتلي
خذله (2).
يطري أخاه: أي يحسن الثناء عليه.
[4099] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن
عبد الرحمن بن حماد رفعه قال: قال الله تبارك وتعالى لعيسى بن مريم (عليه السلام): يا عيسى
ليكن لسانك في السر والعلانية لسانا واحدا، وكذلك قلبك إني أحذرك نفسك وكفى
بي خبيرا لا يصلح لسانان في فم واحد ولا سيفان في غمد واحد ولا قلبان في صدر
واحد وكذلك الأذهان (3).
للعلامة المجلسي (قدس سره) بيانات في توضيح الأحاديث الثلاث فإن شئت راجع
بحار الأنوار: 72 / 204، وما بعدها.
[4100] 4 - الصدوق، عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن المنبة بن عبد الله، عن



(1) - (3) الكافي: 2 / 343.
74
الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يجيء يوم القيامة ذو الوجهين دالعا لسانه في قفاه وآخر
قدامه يلتهبان نارا حتى يلهبا جسده، ثم يقال له: هذا الذي كان في الدنيا ذا وجهين
ولسانين يعرف بذلك يوم القيامة (1).
الرواية موثقة سندا.
[4101] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن عثمان
ابن عيسى، عن عبد الله بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن أبي شيبة الزهري، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: بئس العبد عبد همزة لمزة يقبل بوجه ويدبر بآخر (2).
[4102] 6 - الصدوق بسنده إلى آخر خطبة خطبها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمدينة
وفيها:... ومن كان ذا وجهين وذا لسانين كان ذا وجهين وذا لسانين يوم
القيامة... (3).
[4103] 7 - الصدوق بسنده المتصل إلى الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن علي (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من مدح أخاه المؤمن في وجهه واغتابه من ورائه فقد انقطع ما بينهما
من العصمة (4).
[4104] 8 - الصدوق، عن الخليل بن أحمد، عن ابن منيع، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن
أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن من شر الناس عند الله عز وجل يوم القيامة ذا الوجهين (5).
[4105] 9 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن
عمران الأشعري، عن موسى بن عمر، عن ابن سنان، عن عون بن معين، عن بياع



(1) - (2) عقاب الأعمال: 319 ح 2 و 4.
(3) عقاب الأعمال: 339.
(4) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والثمانون ح 22 الرقم 920 / 677.
(5) الخصال: 38 ح 17.
75
القلانس، عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من لقى المؤمنين بوجه
وغابهم بوجه أتى يوم القيامة وله لسانان من نار (1).
[4106] 10 - السيد فضل الله الراوندي بإسناده عن موسى بن جعفر (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): بئس العبد عبد له وجهان يقبل بوجه ويدبر بوجه إن
أوتي أخوه المسلم خيرا حسده وإن ابتلى خذله (2).
وفي هذا المجال إن شئت راجع الكافي: 2 / 343، والخصال: 37،
وعقاب الأعمال: 319، والوافي: 5 / 937، والمحجة البيضاء: 5 / 280،
وبحار الأنوار: 72 / 202، وجامع أحاديث الشيعة: 13 / 584، وغيرها من كتب
الأخبار.



(1) الخصال: 38 ح 19.
(2) النوادر: 22.
76
باب الراء

77
الراحة
[4107] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد، عن ابن محبوب، عن أبي ولاد الحناط وعبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: من صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضي الناس بسخط الله ولا يلومهم على ما لم
يؤته الله، فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره ولو أن أحدكم
فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت ثم قال: إن الله بعدله
وقسطه جعل الروح والراحة في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن في الشك
والسخط (1).
الرواية صحيحة الإسناد بسنديها.
[4108] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن نوح بن
شعيب، عن عبد الله الدهقان، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أول ما عصى الله عز وجل به ست: حب الدنيا وحب الرئاسة وحب
الطعام وحب النوم وحب الراحة وحب النساء (2).
[4109] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن جميل بن صالح، عن عبد الملك بن غالب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:



(1) الكافي: 2 / 57 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 289 ح 3.
79
ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثماني خصال: وقورا عند الهزاهز، صبورا عند البلاء،
شكورا عند الرخاء، قانعا بما رزقه الله، لا يظلم الأعداء، ولا يتحامل للأصدقاء،
بدنه منه في تعب، والناس منه في راحة، إن العلم خليل المؤمن والحلم وزيره والعقل
أمير جنوده والرفق أخوه والبر والده (1).
[4110] 4 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن أحمد، عن ابن محبوب، عن أبي جرير
الرواسي قال: سمعت أبا الحسن موسى (عليه السلام) وهو يقول: «اللهم إني أسألك الراحة عند
الموت، والعفو عند الحساب» يرددها (2).
[4111] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن
عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال له رجل: إني خرجت إلى مكة فصحبني رجل
وكان زميلي فلما أن كان في بعض الطريق مرض وثقل ثقلا شديدا، فكنت أقوم عليه
ثم أفاق حتى لم يكن عندي به بأس فلما أن كان اليوم الذي مات فيه أفاق فمات في ذلك
اليوم فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من ميت تحضره الوفاة إلا رد الله عز وجل عليه من سمعه
وبصره وعقله للوصية أخذ الوصية أو ترك وهي الراحة التي يقال لها راحة الموت
فهي حق على كل مسلم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4112] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن
فضالة بن أيوب، عن الحسن بن زياد، عن الفضيل بن يسار قال: قال
أبو جعفر (عليه السلام): وإن الروح والراحة والفلح والعون والنجاح والبركة والكرامة
والمغفرة والمعافاة واليسر والبشرى والرضوان والقرب والنصر والتمكن والرجاء
والمحبة من الله عز وجل لمن تولى عليا وائتم به وبرئ من عدوه وسلم لفضله وللأوصياء من



(1) الكافي: 2 / 47 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 323 ح 10.
(3) الكافي: 7 / 3 ح 3.
80
بعده، حقا علي أن أدخلهم في شفاعتي وحق على ربي تبارك وتعالى أن يستجيب لي
فيهم فإنهم أتباعي ومن تبعني فإنه مني (1).
[4113] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن علي بن محمد القاساني، عن القاسم بن
محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن عبد الرزاق بن همام، عن معمر بن راشد،
عن الزهري محمد بن مسلم بن شهاب، قال سئل علي بن الحسين (عليه السلام) أي الأعمال
أفضل عند الله عز وجل فقال: ما من عمل بعد معرفة الله جل وعز ومعرفة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)
أفضل من بغض الدنيا وإن لذلك لشعبا كثيرة وللمعاصي شعبا فأول ما عصى الله به
الكبر وهي معصية إبليس حين أبى واستكبر وكان من الكافرين والحرص وهي
معصية آدم وحوا حين قال الله عز وجل لهما: (كلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة
فتكونا من الظالمين) (2) فأخذا ما لا حاجة بهما إليه فدخل ذلك على ذريتهما إلى
يوم القيامة وذلك ان أكثر ما يطلب ابن آدم ما لا حاجة به إليه ثم الحسد وهي معصية
ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله فتشعب من ذلك حب النساء وحب الدنيا وحب
الرئاسة وحب الراحة وحب الكلام وحب العلو والثروة فصرن سبع خصال
فاجتمعن كلهن في حب الدنيا فقال الأنبياء والعلماء بعد معرفة ذلك حب الدنيا رأس
كل خطيئة والدنيا دنيا آن دنيا بلاغ ودنيا ملعونة (3).
[4114] 8 - الصدوق رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصيته لابنه محمد بن
الحنفية:... ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة وتبوأ خفض
الدعة... (4).
البلغة: ما يكتفى به من المعاش. والدعة: خفض العيش.



(1) الكافي: 1 / 210 ح 7.
(2) سورة البقرة: 35.
(3) الكافي: 2 / 130 ح 11.
(4) الفقيه: 4 / 385 ح 5834.
81
[4115] 9 - الصدوق باسناده إلى الباقر (عليه السلام) انه قال:... فما أقرب الراحة من التعب
والبؤس من النعيم... (1).
[4116] 10 - ابن فهد الحلي رفعه وقال: أوحى الله تعالى إلى داود (عليه السلام): يا داود إني
وضعت خمسه في خمسة والناس يطلبونها في خمسة غيرها فلا يجدونها: وضعت العلم
في الجوع والجهد وهم يطلبونه في الشبع والراحة فلا يجدونه، ووضعت العز في
طاعتي وهم يطلبونه في خدمة السلطان فلا يجدونه، ووضعت الغنى في القناعة وهم
يطلبونه في كثرة المال فلا يجدونه، ووضعت رضاي في سخط النفس وهم يطلبونه في
رضا النفس فلا يجدونه ووضع الراحة في الجنة وهم يطلبونها في الدنيا فلا
يجدونها (2).



(1) الفقيه: 4 / 407 ح 5880.
(2) عدة الداعي: 166.
82
الرئاسة
[4117] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد، عن نوح بن
شعيب، عن عبد الله الدهقان، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أول ما عصى الله عز وجل به ست: حب الدنيا وحب الرئاسة وحب
الطعام وحب النوم وحب الراحة وحب النساء (1).
[4118] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن
خلاد، عن أبي الحسن (عليه السلام) انه ذكر رجلا فقال: إنه يحب الرئاسة، فقال: ما ذئبان
ضاريان في غنم قد تفرق رعاؤها بأضر في دين المسلم من الرئاسة (2).
الرواية صحيحة الإسناد، وللعلامة المجلسي بيان في شرحها راجع
بحار الأنوار: 70 / 145.
[4119] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد، عن سعد بن جناح، عن أخيه
أبي عامر، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من طلب الرئاسة هلك (3).
[4120] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
أيوب، عن أبي عقلية الصيرفي قال: حدثنا كرام، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لي
أبو عبد الله (عليه السلام): إياك والرئاسة وإياك أن تطأ أعقاب الرجال، قال قلت: جعلت
فداك أما الرئاسة فقد عرفتها وأما أن أطأ أعقاب الرجال فما ثلثا ما في يدي إلا مما



(1) الكافي: 3 / 289.
(2) - (3) الكافي: 2 / 297 ح 1 و 2.
83
وطئت أعقاب الرجال، فقال لي: ليس حيث تذهب إياك أن تنصب رجلا دون
الحجة فتصدقه في كل ما قال (1).
[4121] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
أبي الربيع الشامي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال لي: ويحك يا أبا الربيع لا تطلبن
الرئاسة ولا تكن ذئبا ولا تأكل بنا الناس فيفقرك الله ولا تقل فينا ما لا نقول في أنفسنا
فإنك موقوف ومسؤول لا محالة فإن كنت صادقا صدقناك وإن كنت كاذبا
كذبناك (2).
[4122] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن منصور بن
العباس، عن ابن مياح، عن أبيه قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من أراد الرئاسة
هلك (3).
[4123] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد، جميعا، عن القاسم
بن محمد، عن سليمان المنقري، عن عبد الرزاق بن همام، عن معمر بن راشد، عن
الزهري محمد بن مسلم بن عبيد الله قال سئل علي بن الحسين (عليه السلام) أي الأعمال أفضل
عند الله؟ قال: ما من عمل بعد معرفة الله عز وجل ومعرفة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل من بغض
الدنيا فإن لذلك لشعبا كثيرة وللمعاصي شعب فأول ما عصى الله به الكبر معصية
إبليس حين أبى واستكبر وكان من الكافرين ثم الحرص وهي معصية آدم
وحواء (عليهما السلام) حين قال الله عز وجل لهما: (كلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة
فتكونا من الظالمين) (4) فأخذا ما لا حاجة بهما إليه فدخل ذلك على ذريتهما إلى
يوم القيامة وذلك أن أكثر ما يطلب ابن آدم ما لا حاجة به إليه، ثم الحسد وهي
معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله فتشعب من ذلك حب النساء وحب الدنيا
وحب الرئاسة وحب الراحة وحب الكلام وحب العلو والثروة فصرن سبع خصال



(1) - (3) الكافي: 2 / 298 ح 5 و 6 و 7.
(4) سورة البقرة: 35.
84
فاجتمعن كلهن في حب الدنيا فقال الأنبياء والعلماء بعد معرفة ذلك: حب الدنيا رأس
كل خطيئة والدنيا دنيا آن دنيا بلاغ ودنيا ملعونة (1).
[4124] 8 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عنه، عن علي بن أسباط، عن
العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، قال كتب أبو عبد الله (عليه السلام) إلى الشيعة ليعطفن
ذوو السن منكم والنهى على ذوي الجهل وطلاب الرئاسة أو لتصيبنكم لعنتي
أجمعين (2).
[4125] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن مسكان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إياكم
وهؤلاء الرؤساء الذين يترأسون، فوالله ما خفقت النعال خلف رجل إلا هلك
وأهلك (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4126] 10 - الكليني، عن العدة، عن أحمد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع وغيره،
رفعوه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ملعون من ترأس ملعون من هم بها ملعون من
حدث بها نفسه (4).
[4127] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
العلاء، عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أترى لا أعرف خياركم
من شراركم؟ بلى والله وإن شراركم من أحب أن يؤطأ عقبه، إنه لابد من كذاب أو
عاجز الرأي (5).
الرواية صحيحة الإسناد، ومعناها يظهر من روايات الباب.



(1) الكافي: 2 / 316 ح 8.
(2) الكافي: 8 / 158 ح 152.
(3) الكافي: 2 / 297 ح 3.
(4) الكافي: 2 / 298 ح 4.
(5) الكافي: 2 / 299 ح 8.
85
[4128] 12 - الكليني بسنده إلى حديث أبي عبد الله (عليه السلام) في موكب المنصور:... ورأيت
الرجل يطلب الرئاسة لعرض الدنيا ويشهر نفسه بخبث اللسان ليتقي وتسند إليه
الامور... ورأيت الفقيه يتفقه لغير الدين يطلب الدنيا والرئاسة... (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4129] 13 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد [وعلي بن محمد،
عن القاسم بن محمد] عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال في حديث:... يا حفص كن ذنبا ولا تكن رأسا... (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4130] 14 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن داود بن مهران، عن علي
ابن إسماعيل الميثمي، عن رجل، عن جويرية بن مسهر قال: اشتدت خلف
أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال لي: يا جويرية إنه لم يهلك هؤلاء الحمقى إلا بخفق النعال
خلفهم ما جاء بك؟ قلت: جئت أسألك عن ثلاث: عن الشرف وعن المروءة وعن
العقل؟ قال: أما الشرف فمن شرفه السلطان شرف وأما المروءة فإصلاح المعيشة
وأما العقل فمن اتقى الله عقل (3).
[4131] 15 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن خالد،
عن أخيه سفيان بن خالد قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): إياك والرياسة فما طلبها أحد إلا
هلك فقلت له: جعلت فداك قد هلكنا إذا ليس أحد منا إلا وهو يحب أن يذكر ويقصد
ويؤخذ عنه فقال: ليس حيث تذهب إليه إنما ذلك أن تنصب رجلا دون الحجة
فتصدقه في كل ما قال وتدعو الناس إلى قوله (4).



(1) الكافي: 8 / 40.
(2) الكافي: 8 / 129.
(3) الكافي: 8 / 241 ح 331.
(4) معاني الأخبار: 179.
86
[4132] 16 - الطوسي بسنده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال:... مالكم وللرياسات إنما
للمسلمين رأس واحد، إياكم والرجال فإن الرجال للرجال مهلكة (1).
[4133] 17 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: من طلب ثلاثة بغير حق
حرم ثلاثة بحق: من طلب الدنيا بغير حق حرم الآخرة بحق ومن طلب الرئاسة بغير
حق حرم الطاعة له بحق ومن طلب المال بغير حق حرم بقاءه له بحق (2).
[4134] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من بذل معروفه استحق
الرياسة (3).
[4135] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من قصر عن السياسة صغر عن
الرياسة (4).
[4136] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: آلة الرياسة سعة الصدر (5).
الروايات في هذه المجال كثيرة فإن شئت راجع الكافي: 2 / 297،
والوافي: 5 / 843، وبحار الأنوار: 70 / 145، ووسائل الشيعة: 11 / 279،
ومستدرك الوسائل: 11 / 381، وجامع أحاديث الشيعة: 13 / 459، وغيرها من
كتب الأخبار.



(1) اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي: 292.
(2) تحف العقول: 321.
(3) - (5) غرر الحكم: ح 8014 و 8936 و 1256.
87
الرأفة
[4137] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري،
عن سفيان بن عيينة، عن الزهري قال: دخل رجال من قريش على علي ابن
الحسين (عليه السلام) فسألوه كيف الدعوة إلى الدين؟ قال: تقول: «بسم الله الرحمن الرحيم
أدعوكم إلى الله عز وجل وإلى دينه» وجماعه أمران: أحدهما معرفة الله عز وجل والآخر العمل
برضوانه وإن معرفة الله عز وجل أن يعرف بالوحدانية والرأفة والرحمة والعزة والعلم والقدرة
والعلو على كل شيء وإنه النافع الضار القاهر لكل شيء الذي لا تدركه الأبصار وهو
يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير وأن محمدا عبده ورسوله وأن ما جاء به هو الحق
من عند الله عز وجل وما سواه هو الباطل فإذا أجابوا إلى ذلك فلهم ما للمسلمين وعليهم ما
على المسلمين (1).
[4138] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم،
عن أبيه جميعا، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عبد الله، عن بعض أصحابنا، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) وعدة من أصحابنا أيضا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن
أسلم، عن عبد الرحمن بن سالم، عن مفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
أخبرني جعلت فداك لم حرم الله تبارك وتعالى الخمر والميتة والدم ولحم الخنزير؟
فقال: إن الله سبحانه وتعالى لم يحرم ذلك على عباده وأحل لهم سواه رغبة منه فيما حرم
عليهم ولا زهدا فيما أحل لهم ولكنه خلق الخلق وعلم عز وجل ما تقوم به أبدانهم وما



(1) الكافي: 5 / 36 ح 1.
88
يصلحهم فأحله لهم وأباحه تفضلا منه عليهم به تبارك وتعالى لمصلحتهم وعلم ما
يضرهم فنهاهم عنه وحرمه عليهم ثم أباحه للمضطر وأحله له في الوقت الذي لا يقوم
بدنه إلا به فأمره أن ينال منه بقدر البلغة لا غير ذلك. ثم قال:
أما الميتة فإنه لا يدمنها أحد إلا ضعف بدنه ونحل جسمه وذهبت قوته وانقطع
نسله ولا يموت آكل الميتة إلا فجأة وأما الدم فإنه يورث آكله الماء الأصفر ويبخر الفم
وينتن الريح ويسئ الخلق ويورث الكلب والقسوة في القلب وقلة الرأفة والرحمة حتى
لا يؤمن أن يقتل ولده ووالديه ولا يؤمن على حميمه ولا يؤمن على من يصحبه.
وأما لحم الخنزير فإن الله تبارك وتعالى مسخ قوما في صور شتى شبه الخنزير
والقرد والدب وما كان من المسوخ ثم نهى عن أكله للمثلة لكيلا ينتفع الناس بها ولا
يستخف بعقوبتها.
وأما الخمر فإنه حرمها لفعلها ولفسادها وقال: مدمن الخمر كعابد وثن تورثه
الارتعاش وتذهب بنوره وتهدم مروءته وتحمله على أن يجسر على المحارم من سفك
الدماء وركوب الزنا فلا يؤمن إذا سكر أن يثب على حرمه وهو لا يعقل ذلك، والخمر
لا يزداد شاربها إلا كل سوء (1).
[4139] 3 - الكليني، بسنده المتصل إلى حديث جنود العقل والجهل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
انه قال:... الرأفة وضدها القسوة... (2).
[4140] 4 - قال الصدوق: وكتب الرضا علي بن موسى (عليه السلام) إلى محمد بن سنان فيما كتب
إليه من جواب مسائله: إن علة الزكاة من أجل قوت الفقراء وتحصين أموال الأغنياء
لأن الله عز وجل كلف أهل الصحة القيام بشأن أهل الزمانة والبلوى كما قال الله تبارك
وتعالى: (لتبلون في أموالكم وأنفسكم) (3) في أموالكم إخراج الزكاة وفي أنفسكم



(1) الكافي: 6 / 242 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 21 ح 14.
(3) سورة آل عمران: 186.
89
توطين الأنفس على الصبر مع ما في ذلك من أداء شكر نعم الله عز وجل والطمع في الزيادة مع ما
فيه من الزيادة والرأفة والرحمة لأهل الضعف والعطف على أهل المسكنة والحث لهم
على المواساة وتقوية الفقراء والمعونة لهم على أمر الدين وهو عظة لأهل الغنى وعبرة
لهم ليستدلوا على فقراء الآخرة بهم ومالهم من الحث في ذلك على الشكر لله تبارك
وتعالى لما خولهم وأعطاهم والدعاء والتضرع والخوف من أن يصيروا مثلهم في امور
كثيرة في أداء الزكاة والصدقات وصلة الأرحام واصطناع المعروف (1).
[4141] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى بعض عماله: أما بعد فإن
دهاقيين أهل بلدك شكوا منك غلظة وقسوة واحتقارا وجفوة، ونظرت فلم أرهم
أهلا لأن يدنوا لشركهم ولا أن يقصوا ويجفوا لعهدهم فالبس لهم جلبابا من اللين
تشوبه بطرف من الشدة وداول لهم بين القسوة والرأفة وامزج لهم بين التقريب
والإدناء والإبعاد والإقصاء إن شاء الله (2).
[4142] 6 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام): أفضل الملوك من اعطي ثلاث
خصال: الرأفة والجود والعدل (3).



(1) الفقيه: 2 / 8 ح 1580.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 19.
(3) تحف العقول: 319.
90
الرأي
[4143] 1 - الكليني، عن محمد بن أبي عبد الله رفعه عن يونس بن عبد الرحمن قال: قلت
لأبي الحسن الأول (عليه السلام): بما أوحد الله؟ فقال: يا يونس لا تكونن مبتدعا، من نظر
برأيه هلك ومن ترك أهل بيت نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) ضل ومن ترك كتاب الله وقول نبيه كفر (1).
[4144] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة
قال: حدثني جعفر، عن أبيه (عليه السلام) أن عليا (عليه السلام) قال: من نصب نفسه للقياس لم يزل
دهره في التباس، ومن دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس، قال: وقال
أبو جعفر (عليه السلام): من أفتى الناس برأيه فقد دان الله بما لا يعلم ومن دان الله بما لا يعلم فقد
ضاد الله حيث أحل وحرم فيما لا يعلم (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4145] 3 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عن صفوان، عن موسى بن
بكر، عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إني سمعت ربيعة الرأي يقول: إذا رأت
الدم من الحيضة الثالثة بانت منه وإنما القرء ما بين الحيضتين وزعم أنه إنما أخذ ذلك
برأيه، فقال أبو جعفر (عليه السلام): كذب لعمري ما قال ذلك ولكنه أخذه عن علي (عليه السلام) قال
قلت له: وما قال فيها علي (عليه السلام)؟ قال: كان يقول: إذا رأت الدم من الحيضة الثالثة فقد
انقضت عدتها ولا سبيل له عليها وإنما القرء ما بين الحيضتين وليس لها أن تتزوج حتى



(1) الكافي: 1 / 56 ح 10.
(2) الكافي: 1 / 57 ح 17.
91
تغتسل من الحيضة الثالثة (1).
[4146] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد والحسين
بن سعيد جميعا، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد الله بن مسكان،
عن حبيب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أما والله ما أحد من الناس أحب إلي
منكم وإن الناس سلكوا سبلا شتى فمنهم من أخذ برأيه ومنهم من اتبع هواه ومنهم من
اتبع الرواية وإنكم أخذتم بأمر له أصل فعليكم بالورع والاجتهاد واشهدوا الجنائز
وعودوا المرضى واحضروا مع قومكم في مساجدهم للصلاة أما يستحي الرجل منكم
أن يعرف جاره حقه ولا يعرف حق جاره (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4147] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن
بكير، عن فضيل بن يسار، عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري قال: قال
أبو جعفر (عليه السلام): يا عبد الواحد ما يضر رجلا إذا كان على ذا الرأي ما قال الناس له ولو
قالوا مجنون وما يضره ولو كان على رأس جبل يعبد الله حتى يجيئه الموت (3).
المراد بالرأي هنا: المذهب الحق الجعفري الاثني عشري.
[4148] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
بعض أصحابه، عن حسين بن حازم، عن حسين بن عمر بن يزيد، عن أبيه، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من استشار أخاه فلم يمحضه محض الرأي سلبه الله عز وجل
رأيه (4).
[4149] 7 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان،



(1) الكافي: 6 / 88 ح 9.
(2) الكافي: 8 / 146 ح 121.
(3) الكافي: 2 / 245 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 363 ح 5.
92
عن ليث المرادي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال: إن أبا سعيد الخدري قد رزقه الله هذا
الرأي وإنه قد اشتد نزعه، فقال: احملوني إلى مصلاي فحملوه فلم يلبث أن هلك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4150] 8 - الكليني، بسنده المتصل إلى خطبة الوسيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:...
ومن أعجب برأيه ضل... (2).
[4151] 9 - الكليني باسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال:... ومن لا يعرف لأحد الفضل
فهو المعجب برأيه... (3).
[4152] 10 - البرقي، عن ابن فضال، عن ثعلبة، عن ابن الحجاج قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن مجالسة أصحاب الرأي؟ فقال: جالسهم وإياك وخصلتين هلك
فيهما الرجال: أن تدين بشيء من رأيك أو تفتي الناس بغير علم (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4153] 11 - الصدوق، عن الحسين بن أحمد، عن أبيه، عن محمد بن أحمد قال: حدثنا
أبو عبد الله الداري، عن ابن البطائني، عن سفيان الحريري، عن معاذ، عن بشر بن
يحيى العامري، عن ابن أبي ليلى قال دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) ومعي نعمان فقال
أبو عبد الله: من الذي معك؟ فقلت: جعلت فداك هذا رجل من أهل الكوفة له نظر
ونفاذ رأي يقال له نعمان، قال: فلعل هذا الذي يقيس الأشياء برأيه فقلت: نعم قال:
يا نعمان هل تحسن أن تقيس رأسك؟ فقال: لا فقال: ما أراك تحسن شيئا ولا فرضك
إلا من عند غيرك فهل عرفت كلمة أولها كفر وآخرها إيمان؟ قال: لا قال: فهل
عرفت ما الملوحة في العينين والمرارة في الاذنين والبرودة في المنخرين والعذوبة في



(1) الكافي: 3 / 126 ح 4.
(2) الكافي: 8 / 19.
(3) الكافي: 8 / 243 ح 337.
(4) المحاسن: 205 ح 56، ونقل عنه في بحار الأنوار: 2 / 118 ح 22.
93
الشفتين؟ قال: لا قال ابن أبي ليلي: فقلت جعلت فداك فسر لنا جميع ما وصفت قال:
حدثني أبي عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن الله تبارك وتعالى خلق عيني ابن
آدم من شحمتين فجعل فيهما الملوحة ولولا ذلك لذابتا فالملوحة تلفظ ما يقع في العين
من القذى وجعل المرارة في الاذنين حجابا من الدماغ فليس من دابة تقع فيه إلا
التمست الخروج ولو لا ذلك لوصلت إلى الدماغ وجعلت العذوبة في الشفتين منا من
الله عز وجل على ابن آدم يجد بذلك عذوبة الريق وطعم الطعام والشراب وجعل البرودة في
المنخرين لئلا تدع في الرأس شيئا إلا أخرجته، فقلت: فما الكلمة التي أولها كفر
وآخرها إيمان؟ قال: قول الرجل لا اله إلا الله فأولها كفر وآخرها إيمان ثم قال:
يا نعمان إياك والقياس فقد حدثني أبي عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
من قاس شيئا بشيء قرنه الله عز وجل مع إبليس في النار فإنه أول من قاس على ربه فدع الرأي
والقياس فإن الدين لم يوضع بالقياس وبالرأي (1).
[4154] 12 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن ابن معروف،
عن حماد، عن حريز، عن ابن مسكان، عن أبي الربيع قال: قلت ما أدنى ما يخرج به
الرجل من الإيمان؟ قال: الرأي يراه مخالفا للحق فيقيم عليه (2).
[4155] 13 - الصدوق رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لابنه محمد بن الحنفية:...
قد خاطر بنفسه من استغنى برأيه... (3).
[4156] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الظفر بالحزم والحزم بإجابة
الرأي والرأي بتحصين الأسرار (4).



(1) علل الشرايع: 91 ح 6.
(2) معاني الأخبار: 393 ح 42، ونقل عنه في بحار الأنوار: 2 / 301 ح 32، ومستدرك الوسائل:
1 / 78 طبع آل البيت.
(3) الفقيه: 4 / 388.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 48.
94
[4157] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: رأي الشيخ أحب إلي من جلد
الغلام، وروي من مشهد الغلام (1).
[4158] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اللجاجة تسل الرأي (2).
[4159] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الخلاف يهدم الرأي (3).
[4160] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: صواب الرأي بالدول يقبل
بإقبالها ويذهب بذهابها (4).
[4161] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اضربوا بعض الرأي ببعض
يتولد منه الصواب (5).
[4162] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من استقبل وجوه الآراء عرف
مواقع الخطاء (6).



(1) نهج البلاغة: الحكمة 86.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 179.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 215.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 339.
(5) غرر الحكم: ح 2567.
(6) غرر الحكم: ح 8819.
95
الرؤيا
[4163] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن
النضر بن سويد، عن داود بن سليمان الكوفي، عن أبي بكر الحضرمي قال: مرض
رجل من أهل بيتي فأتيته عائدا فقلت له: يا ابن أخي إن لك عندي نصيحة أتقبلها؟
فقال: نعم فقلت: قل: «أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له» فشهد بذلك.
فقلت: إن هذا لا تنتفع به إلا أن يكون منك على يقين فذكر انه منه على يقين فقلت:
قل: «أشهد أن محمدا عبده ورسوله» فشهد بذلك فقلت: إن هذا لا تنتفع به حتى
يكون منك على يقين فذكر أنه منه على يقين، فقلت: قل: «أشهد أن عليا وصيه وهو
الخليفة من بعده والإمام المفترض الطاعة من بعده» فشهد بذلك فقلت له: إنك لن
تنتفع بذلك حتى يكون منك على يقين فذكر انه منه على يقين ثم سميت الأئمة رجلا
رجلا فأقر بذلك وذكر أنه على يقين فلم يلبث الرجل أن توفي فجزع أهله عليه جزعا
شديدا قال: فغبت عنهم ثم أتيتهم بعد ذلك فرأيت عراءا حسنا فقلت: كيف
تجدونكم، كيف عزاؤكم أيتها المرأة؟ فقالت: والله لقد أصبنا بمصيبة عظيمة بوفاة
فلان (رحمه الله) وكان مما سخا بنفسي لرؤيا رأيتها الليلة فقلت: وما تلك الرؤيا؟ قالت:
رأيت فلانا - تعني الميت - حيا سليما فقلت: فلان؟ قال: نعم فقلت له: أما كنت
مت؟ فقال: بلى ولكن نجوت بكلمات لقنيها أبو بكر ولولا ذلك لكدت أهلك (1).
[4164] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن



(1) الكافي: 3 / 122 ح 4.
96
أبي نصر، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الفرق
من السنة؟ قال: لا قلت: فهل فرق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: نعم قلت: كيف فرق
رسول الله (عليه السلام) وليس من السنة؟ قال: من أصابه ما أصاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يفرق كما
فرق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد أصاب سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإلا فلا قلت له كيف ذلك؟
قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين صد عن البيت وقد كان ساق الهدي وأحرم أراه الله
الرؤيا التي أخبره الله بها في كتابه إذ يقول: (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق
لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين
لا تخافون) (1) فعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن الله سيفي له بما آراه فمن ثم وفر ذلك الشعر
الذي كان على رأسه حين أحرم انتظارا لحلقه في الحرم حيث وعده الله عز وجل فلما حلقه لم
يعد في توفير الشعر ولا كان ذلك من قبله (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
[4165] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد، عن
الرضا (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا أصبح قال لأصحابه: هل من مبشرات
يعني به الرؤيا (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4166] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رجل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قول
الله عز وجل: (لهم البشرى في الحياة الدنيا) (4) قال: هي الرؤيا الحسنة يرى المؤمن
فيبشر بها في دنياه (5).



(1) سورة الفتح: 26.
(2) الكافي: 6 / 486 ح 5.
(3) الكافي: 8 / 90 ح 59.
(4) سورة يونس: 65.
(5) الكافي: 8 / 90 ح 60.
97
[4167] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سعد بن
أبي خلف، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الرؤيا على ثلاثة وجوه: بشارة من الله للمؤمن
وتحذير من الشيطان وأضغاث أحلام (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4168] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن النضر بن سويد، عن درست بن أبي منصور، عن أبي بصير قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك الرؤيا الصادقة والكاذبة مخرجهما من موضع واحد،
قال: صدقت أما الكاذبة المختلفة فإن الرجل يراها في أول ليلة في سلطان المردة
الفسقة وإنما هي شيء يخيل إلى الرجل وهي كاذبة مخالفة لا خير فيها وأما الصادقة إذا
رآها بعد الثلثين من الليل مع حلول الملائكة وذلك قبل السحر فهي صادقة لا تخلف
إن شاء الله إلا أن يكون جنبا أو ينام على غير طهور ولم يذكر الله عز وجل حقيقة ذكره فإنها
تختلف وتبطئ على صاحبها (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4169] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن أبي جعفر الصائغ،
عن محمد بن مسلم قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده أبو حنيفة فقلت له:
جعلت فداك رأيت رؤيا عجيبة فقال لي: يا ابن مسلم هاتها فإن العالم بها جالس
وأومأ بيده إلى أبي حنيفة قال: فقلت: رأيت كأني دخلت داري وإذا أهلي قد
خرجت علي فكسرت جوزا كثيرا ونثرته علي فتعجبت من هذه الرؤيا فقال
أبو حنيفة: أنت رجل تخاصم وتجادل لئاما في مواريث أهلك فبعد نصب شديد تنال



(1) الكافي: 8 / 90 ح 61.
(2) الكافي: 8 / 91 ح 62.
98
حاجتك منها إن شاء الله فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أصبت والله يا أبا حنيفة قال: ثم خرج
أبو حنيفة من عنده فقلت: جعلت فداك إني كرهت تعبير هذا الناصب فقال: يا ابن
مسلم لا يسوك الله فما يواطي تعبيرهم تعبيرنا ولا تعبيرنا تعبيرهم وليس التعبير كما
عبره قال فقلت له: جعلت فداك فقولك أصبت وتحلف عليه وهو مخطىء؟ قال: نعم
حلفت عليه أنه أصاب الخطأ قال: فقلت له: فما تأويلها قال: يا ابن مسلم إنك تتمتع
بامرأة فتعلم بها أهلك فتمزق عليك ثيابا جددا فإن القشر كسوة اللب قال ابن
مسلم: فوالله ما كان بين تعبيره وتصحيح الرؤية إلا صبيحة الجمعة فلما كان غداة
الجمعة أنا جالس بالباب إذ مرت بي جارية فأعجبتني فأمرت غلامي فردها ثم
أدخلها داري فتمتعت بها فأحست بي وبها أهلي فدخلت علينا البيت فبادرت
الجارية نحو الباب وبقيت أنا فمزقت علي ثيابا جددا كنت ألبسها في الأعياد وجاء
موسى الزوار العطار إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له: يا ابن رسول الله رأيت رؤيا هالتني
رأيت صهرا لي ميتا وقد عانقني وقد خفت أن يكون الأجل قد اقترب فقال:
يا موسى توقع الموت صباحا ومساءا فإنه ملاقينا ومعانقة الأموات للأحياء أطول
لأعمارهم فما كان اسم صهرك؟ قال: حسين فقال: أما ان رؤياك تدل على بقائك
زيارتك أبا عبد الله (عليه السلام) فإن كل من عانق سمي الحسين يزوره إن شاء الله (1).
[4170] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر
ابن خلاد قال سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: ربما رأيت الرؤيا فاعبرها والرؤيا على
ما تعبر (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4171] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن



(1) الكافي: 8 / 292 ح 447.
(2) الكافي: 8 / 335 ح 527.
99
الحسن بن جهم قال: سمعت أبا الحسن يقول: «الرؤيا على ما تعبر» فقلت له: إن
بعض أصحابنا روى أن رؤيا الملك كانت أضغاث أحلام، فقال أبو الحسن (عليه السلام): إن
امرأة رأت على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن جذع بيتها قد انكسر فأتت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فقصت عليه الرؤيا فقال لها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يقدم زوجك ويأتي وهو صالح وقد كان
زوجها غائبا فقدم كما قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم غاب عنها زوجها غيبة اخرى فرأت في
المنام كأن جذع بيتها قد انكسر فأتت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقصت عليه الرؤيا فقال لها: يقدم
زوجك ويأتي صالحا فقدم على ما قال ثم غاب زوجها ثالثة فرأت في منامها أن جذع
بيتها قد انكسر فلقيت رجلا أعسر فقصت عليه الرؤيا فقال لها الرجل السوء: يموت
زوجك قال: فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: ألا كان عبر لها خيرا (1).
الرواية موثقة سندا.
[4172] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن
القاسم بن عروة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
الرؤيا لا تقص إلا على مؤمن خلا من الحسد والبغي (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[4173] 11 - الصدوق باسناده إلى الحسن بن علي بن فضال، عن أبي الحسن علي
ابن موسى الرضا (عليه السلام) أنه قال له رجل من أهل خراسان: يا ابن رسول الله رأيت
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المنام كأنه يقول لي كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي
واستحفظتم وديعتي وغيب في ثراكم نجمي؟ فقال له الرضا (عليه السلام): أنا المدفون في
أرضكم وأنا بضعة من نبيكم وأنا الوديعة والنجم ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب
الله عز وجل من حقي وطاعتي فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة ومن كنا شفعاؤه نجى ولو كان



(1) الكافي: 8 / 335 ح 528.
(2) الكافي: 8 / 336 ح 530.
100
عليه مثل وزر الثقلين: الجن والإنس ولقد حدثني أبي عن جدي، عن أبيه (عليه السلام) أن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من رآني في منامه فقد رآني لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي
ولا في صورة أحد من أوصيائي ولا في صورة واحدة من شيعتهم وأن الرؤيا الصادقة
جزء من سبعين جزءا من النبوة (1).
الرواية موثقة الإسناد.
[4174] 12 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن البرقي، عن محمد بن
عيسى وأبي إسحاق النهاوندي، عن عبيد الله بن حماد، عن عبد الله بن سنان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أقبل جيران ام أيمن إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا: يا رسول الله إن
ام أيمن لم تنم البارحة من البكاء لم تزل تبكي حتى أصبحت قال: فبعث رسول الله إلى
ام أيمن فجاءته فقال لها: يا ام أيمن لا أبكى الله عينك إن جيرانك آتوني وأخبروني أنك
لم تزل الليل تبكين أجمع فلا أبكى الله عينك ما الذي أبكاك؟ قالت: يا رسول الله
رأيت رؤيا عظيمة شديدة فلم أزل أبكي الليل أجمع فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
فقصيها على رسول الله فإن الله ورسوله أعلم فقالت: تعظم علي أن أتكلم بها فقال
لها: إن الرؤيا ليست على ما ترى فقصيها على رسول الله قالت: رأيت في ليلتي هذه
كأن بعض أعضائك ملقى في بيتي فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نامت عينك يا ام أيمن تلد
فاطمة الحسين فتربينه وتلبينه فيكون بعض أعضائي في بيتك فلما ولدت فاطمة
الحسين (عليه السلام) فكان يوم السابع أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فحلق رأسه وتصدق بوزن شعره
فضة وعق عنه ثم هيأته ام أيمن ولفته في برد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم أقبلت به إلى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: مرحبا بالحامل والمحمول يا ام أيمن هذا تأويل رؤياك (2).
[4175] 13 - الصدوق (عليه السلام)، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد وعبد الله ابني



(1) الفقيه: 2 / 584 الرقم 3191.
(2) أمالي الصدوق: المجلس التاسع عشر 1 / 142 الرقم 144.
101
محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن القاسم النوفلي
قال: قلت لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام): المؤمن يرى الرؤيا فتكون كما رآها وربما رأى
الرؤيا فلا تكون شيئا فقال: إن المؤمن إذا نام خرجت من روحه حركة ممدودة
صاعدة إلى السماء فكلما رآه روح المؤمن في ملكوت السماء في موضع التقدير والتدبير
فهو الحق وكلما رآه في الأرض فهو أضغاث أحلام، فقلت له: وتصعد روح المؤمن إلى
السماء قال: نعم قلت: حتى لا يبقى شيء في بدنه فقال: لا لو خرجت كلها حتى لا يبقى
منها شيء اذا لمات قلت: فكيف تخرج فقال: أما ترى الشمس في السماء في موضعها
وضوؤها وشعاعها في الأرض فكذلك الروح أصلها في البدن وحركتها ممدودة إلى
السماء (1).
[4176] 14 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن عيسى بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن
أبي طالب (عليه السلام) عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه السلام) قال: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن
الرجل ينام فيرى الرؤيا فربما كانت حقا وربما كانت باطلا فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
يا علي ما من عبد ينام إلا عرج بروحه إلى رب العالمين فما رآى عند رب العالمين فهو
حق ثم إذا أمر الله العزيز الجبار برد روحه إلى جسده فصارت الروح بين السماء
والأرض فما رأته فهو أضغاث أحلام (2).
[4177] 15 - الصدوق، عن الحسين بن إبراهيم بن ناتانة، عن علي بن إبراهيم، عن
أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبان بن تغلب قال: قال
أبو عبد الله الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): إن المؤمن ليهول عليه في منامه فتغفر له
ذنوبه وأنه ليمتهن في بدنه فتغفر له ذنوبه (3).



(1) أمالي الصدوق: المجلس التاسع والعشرون: ح 15 / 208 الرقم 231.
(2) أمالي الصدوق: المجلس التاسع والعشرون ح 17 / 209 الرقم 233.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والسبعون ح 12 / 589 الرقم 815.
102
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[4178] 16 - الشيخ أبو محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
أنه قال: خياركم اولوا النهى قيل: يا رسول الله ومن أولو النهى؟ فقال: أولوا النهى
أولوا الأحلام الصادقة والأخلاق الطاهرة والمطعمون الطعام والمفشون السلام
والمتهجدون بالليل والناس نيام (1).
[4179] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المستثقل النائم تكذبه
أحلامه (2).
[4180] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: قد تصدق الأحلام (3).
[4181] 19 - الشهيد رفعه إلى الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) انه قال: من أكثر المنام رأى
الأحلام (4).
[4182] 20 - المجلسي رفعه وقال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كثير الرؤيا ولا يرى رؤيا إلا
جاءت مثل فلق الصبح (5).
الروايات الواردة في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت أكثر من هذا فراجع
الوافي: 26 / 546، وبحار الأنوار: 14 / 430 طبع الكمباني و 61 / 151 طبع
الحروفي بإيران و 58 / 151 طبع بيروت.



(1) الغايات: 215.
(2) غرر الحكم: ح 1371.
(3) غرر الحكم: ح 6651.
(4) الدرة الباهرة: 43.
(5) بحار الأنوار: 58 / 182.
103
الربا
[4183] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عمن
ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أخوف ما أخاف على أمتي
من بعدي هذه المكاسب الحرام والشهوة الخفية والربا (1).
[4184] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن
بشير، عن عيسى الفراء، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أربعة لا يجزن
في أربع: الخيانة والغلول والسرقة والربا، لا يجزن في حج ولا عمرة ولا جهاد ولا
صدقة (2).
[4185] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد، عن ابن
محبوب، عن ابن رئاب، عن عمار بن مروان قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الغلول؟
قال: كل شيء غل من الإمام فهو سحت وأكل مال اليتيم وشبهه سحت، والسحت
أنواع كثيرة منها أجور الفواجر وثمن الخمر والنبيذ المسكر والربا بعد البينة فأما الرشا
في الحكم فإن ذلك الكفر بالله العظيم وبرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4186] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن
حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): آكل الربا



(1) الكافي: 5 / 124 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 124 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 126 ح 1.
104
ومؤكله وكاتبه وشاهده فيه سواء (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4187] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن
منصور، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل يأكل الربا
وهو يرى انه له حرام، قال: لا يضره حتى يصيبه متعمدا فإذا أصابه متعمدا فهو
بالمنزلة التي قال الله عز وجل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4188] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن
أبي المغرا، عن الحلبي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كل ربا أكله الناس بجهالة ثم تابوا
فإنه يقبل منهم إذا عرف منهم التوبة وقال: لو أن رجلا ورث من أبيه مالا وقد عرف
أن في ذلك المال ربا ولكن قد اختلط في التجارة بغيره حلال كان حلالا طيبا فليأكله
وإن عرف منه شيئا أنه ربا فليأخذ رأس ماله وليرد الربا وأيما رجل أفاد مالا كثيرا قد
أكثر فيه من الربا فجهل ذلك ثم عرفه بعد فأراد أن ينزعه فيما مضى فله ويدعه فيما
يستأنف (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4189] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: درهم رباء أشد من سبعين زنية كلها بذات
محرم (4).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 5 / 144 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 144 ح 3.
(3) الكافي: 5 / 145 ح 4.
(4) الكافي: 5 / 144 ح 1.
105
[4190] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتى رجل أبي فقال: إني ورثت مالا وقد علمت أن
صاحبه الذي ورثته منه قد كان يربو وقد أعرف أن فيه ربا واستيقن ذلك وليس
يطيب لي حلاله لحال علمي فيه وقد سألت فقهاء أهل العراق وأهل الحجاز فقالوا:
لا يحل أكله فقال أبو جعفر (عليه السلام): إن كنت تعلم بأن فيه مالا معروفا ربا وتعرف أهله
فخذ رأس مالك ورد ما سوى ذلك وإن كان مختلطا فكله هنيئا مريئا فإن المال مالك
واجتنب ما كان يصنع صاحبه فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد وضع ما مضى من الربا وحرم
عليهم ما بقي فمن جهله وسع له جهله حتى يعرفه فإذا عرف تجريمه حرم عليه ووجبت
عليه فيه العقوبة إذا ركبه كما يجب على من يأكل الربا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4191] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن
عمر اليماني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الربا رباءان ربا يؤكل وربا لا يؤكل فأما الذي
يؤكل فهديتك إلى رجل تطلب منه الثواب أفضل منها فذلك الربا الذي يؤكل وهو
قوله عز وجل: (وما آتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله) وأما الذي
لا يؤكل فهو الربا الذي نهى الله عز وجل عنه وأوعد عليه النار (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4192] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني رأيت الله تعالى قد ذكر الربا في
غير آية وكرره، فقال: أو تدري لم ذاك؟ قلت: لا قال: لئلا يمتنع الناس من اصطناع
المعروف (3).
الرواية موثقة سندا.



(1) - (2) الكافي: 5 / 145 ح 5 و 6.
(3) الكافي: 5 / 146 ح 7.
106
[4193] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنما حرم الله عز وجل الربا لكيلا يمتنع الناس من اصطناع
المعروف (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4194] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
ابن بكير، عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا يكون الربا إلا فيما
يكال أو يوزن (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4195] 13 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن أبي جميلة،
عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أخبث المكاسب كسب الربا (3).
[4196] 14 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى، عن
طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: من
اتجر بغير علم ارتطم في الربا ثم ارتطم قال: وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول لا يقعدن في
السوق إلا من يعقل الشراء والبيع (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4197] 15 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير
[عن عبيد بن زرارة] قال: بلغ أبا عبد الله (عليه السلام): عن رجل انه كان يأكل الربا
ويسميه اللباء، فقال: لئن أمكنني الله عز وجل [منه] لأضربن عنقه (5).
الرواية معتبرة الإسناد. اللباء: أول ما يحلب عند الولادة.



(1) الكافي: 5 / 146 ح 8.
(2) الكافي: 5 / 146 ح 10.
(3) الكافي: 5 / 147 ح 12.
(4) الكافي: 5 / 154 ح 23.
(5) الكافي: 5 / 147 ح 11.
107
[4198] 16 - الصدوق، عن علي بن أحمد، عن محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن
أبي بشر، عن علي بن العباس، عن عمر بن عبد العزيز، عن هشام بن الحكم قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن علة تحريم الربا؟ قال: انه لو كان الربا حلالا لترك الناس
التجارات وما يحتاجون إليه، فحرم الله الربا لنفر الناس عن الحرام إلى التجارات وإلى
البيع والشراء فيفضل ذلك بينهم في القرض (1).
[4199] 17 - الصدوق بإسناده المتصل إلى آخر خطبة خطبها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمدينة:
انه قال:... ومن أكل الربا ملاء الله بطنه من نار جهنم بقدر ما أكل، وإن اكتسب منه
مالا لا يقبل الله تعالى منه شيئا من عمله ولم يزل في لعنة الله والملائكة ما كان عنده منه
قراط [واحد]... (2).
[4200] 18 - الصدوق، عن علي بن أحمد، عن محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن
إسماعيل، عن علي بن العباس، عن القاسم بن الربيع الصحاف، عن محمد بن سنان
إن أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: علة
تحريم الربا إنما نهى الله عز وجل عنه لما فيه من فساد الأموال لأن الإنسان إذا اشترى
الدرهم بالدرهمين كان ثمن الدرهم درهما وثمن الآخر باطلا، فبيع الربا وشرائه
وكس على كل حال على المشتري وعلى البائع، فحظر الله تبارك وتعالى على العباد
الربا لعلة فساد الأموال كما حظر على السفيه أن يدفع إليه ماله لما يتخوف عليه من
إفساده حتى يؤنس منه رشدا، فلهذه العلة حرم الله الربا وبيع الدرهم بدرهمين يدا
بيد، وعلة تحريم الربا بعد البينة لما فيه من الاستخفاف بالحرام المحرم وهي كبيرة بعد
البيان وتحريم الله تعالى لها ولم يكن ذلك منه إلا استخفافا بالمحرم للحرام والاستخفاف
بذلك دخول في الكفر وعلة تحريم الربا بالنسيئة لعلة ذهاب المعروف وتلف الأموال



(1) علل الشرايع: 482 ح 1.
(2) عقاب الأعمال: 336.
108
ورغبة الناس في الربح وتركهم القرض وصنايع المعروف ولما في ذلك من الفساد
والظلم وفناء الأموال (1).
[4201] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من اتجر بغير فقه فقد ارتطم في
الربا (2).
[4202] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في خطبة نقلا من
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):... يا علي إن القوم سيفتنون بأموالهم ويمنون بدينهم على ربهم
ويتمنون رحمته ويأمنون سطوته ويستحلون حرامه بالشبهات الكاذبة والأهواء
الساهية، فيستحلون الخمر بالنبيذ والسحت بالهدية والربا بالبيع قال: قلت:
يا رسول الله بأي المنازل أنزلهم عند ذلك؟ أبمنزلة رده أم بمنزلة الفتنة؟ فقال بمنزلة
فتنة (3).
الروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت أكثر من هذا فراجع بحث الربا في كتابي
البيع والقرض من كتب الأخبار والحمد لله.



(1) علل الشرايع: 483 ح 4.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 447.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 156.
109
الربح
[4203] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد
جميعا، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في
مال اليتيم عليه زكاة؟ فقال: إذا كان موضوعا فليس عليه زكاة وإذا عملت به فأنت
له ضامن والربح لليتيم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4204] 2 - الكليني، عن علي بن محمد، عمن حدثه، عن معلى بن عبيد، عن علي بن
أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن الزكاة تجب علي في موضع
لا يمكنني أن أؤديها قال: اعزلها فإن اتجرت بها فأنت ضامن لها ولها الربح وإن تويت
في حال ما عزلتها من غير أن تشغلها في تجارة فليس عليك وإن لم تعزلها واتجرت بها
في جملة مالك فلها بقسطها من الربح ولا وضيعة عليها (2).
[4205] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن
يحيى، عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لو أن أحدكم إذا ربح
الربح أخذ منه الشيء فعزله فقال: هذا للحج وإذا ربح أخذ منه وقال هذا للحج جاء
أبان الحج وقد اجتمعت له نفقة عزم الله فخرج ولكن أحدكم يربح الربح فينفقه فإذا
جاء أبان الحج أراد أن يخرج ذلك من رأس ماله فيشق عليه (3).



(1) الكافي: 3 / 540 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 60 ح 2.
(3) الكافي: 4 / 280 ح 1.
110
الرواية معتبرة سندا.
[4206] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط،
عن محمد بن عذافر، عن أبيه، قال أعطى أبو عبد الله (عليه السلام) أبي ألفا وسبعمائة دينار
فقال له: اتجر بها ثم قال: أما إنه ليس لي رغبة في ربحها وان كان الربح مرغوبا فيه
ولكني أحببت أن يراني الله جل وعز متعرضا لفوائده قال: فربحت له فيها مائة دينار
ثم لقيته فقلت له: قد ربحت لك فيها مائة دينار قال: ففرح أبو عبد الله (عليه السلام) بذلك
فرحا شديدا فقال لي: أثبتها في رأس مالي قال: فمات أبي والمال عنده فأرسل إلي
أبو عبد الله (عليه السلام) فكتب عافانا الله وإياك إن لي عند أبي محمد ألفا وثمانمائة دينار أعطيته
يتجر بها فادفعها إلى عمر بن يزيد قال: فنظرت في كتاب أبي فإذا فيه لأبي موسى
عندي ألف وسبعمائة دينار واتجر له فيها مائة دينار، عبد الله بن سنان وعمر بن يزيد
يعرفانه (1).
[4207] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمن
ابن أبي نجران، عن علي بن عبد الرحيم، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته
يقول: إذا قال الرجل للرجل هلم أحسن بيعك يحرم عليه الربح (2).
[4208] 6 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن أحمد بن
النضر، عن أبي جعفر الفزاري قال: دعا أبو عبد الله (عليه السلام) مولى له يقال له مصادف
فأعطاه ألف دينار وقال له تجهز حتى تخرج إلى مصر فإن عيالي قد كثروا قال: فتجهز
بمتاع وخرج مع التجار إلى مصر فلما دنوا من مصر استقبلتهم قافلة خارجة من مصر
فسألوهم عن المتاع الذي معهم ما حاله في المدينة وكان متاع العامة فأخبروهم أنه
ليس بمصر منه شيء فتحالفوا وتعاقدوا على أن لا ينقصوا متاعهم من ربح الدينار



(1) الكافي: 5 / 76 ح 12.
(2) الكافي: 5 / 152 ح 9.
111
دينارا فلما قبضوا أموالهم وانصرفوا إلى المدينة فدخل مصادف على أبي عبد الله (عليه السلام)
ومعه كيسان في كل واحد ألف دينار فقال: جعلت فداك هذا رأس المال وهذا الآخر
ربح فقال: إن هذا ربح كثير ولكن ما صنعته في المتاع؟ فحدثه كيف صنعوا وكيف
تحالفوا فقال: سبحان الله تحلفون على قوم مسلمين ألا تبيعوهم إلا ربح الدينار دينارا
ثم أخذ أحد الكيسين فقال: هذا رأس مالي ولا حاجة لنا في هذا الربح ثم قال:
يا مصادف مجادلة السيوف أهون من طلب الحلال (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4209] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبي محبوب، عن
رفاعة قال: سألت أبا الحسن موسى (عليه السلام) عن رجل شارك رجلا في جارية له وقال:
إن ربحنا فيها فلك نصف الربح وإن كانت وضيعة فليس عليك شيء، فقال: لا أرى
بهذا بأسا إذا طابت نفس صاحب الجارية (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4210] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن الحكم، عن
العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: سألته عن الرجل يعطي المال
مضاربة وينهى أن يخرج به فخرج قال: يضمن المال والربح بينهما (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4211] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن
حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله
عليه: من اتجر مالا واشترط نصف الربح فليس عليه ضمان، وقال: من ضمن تاجرا



(1) الكافي: 5 / 161 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 212 ح 16.
(3) الكافي: 5 / 240 ح 2.
112
فليس له إلا رأس ماله وليس له من الربح شيء (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4212] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن عمرو
ابن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يأتي على الناس
زمان يشكون فيه ربهم، قلت: وكيف يشكون فيه ربهم؟ قال يقول الرجل: والله
ما ربحت شيئا منذ كذا وكذا ولا آكل ولا أشرب إلا من رأس مالي ويحك وهل أصل
مالك وذروته إلا من ربك؟! (2).
[4213] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل
ابن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن سليمان بن صالح، وأبي شبل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: ربح المؤمن على المؤمن ربا إلا أن يشتري بأكثر من مائة درهم فاربح عليه
قوت يومك أو يشتريه للتجارة فاربحوا عليهم وارفقوا بهم (3).
وفي هذا المجال راجع ألف حديث في المؤمن: 190.
[4214] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لأبي ذر (رحمه الله) لما أخرج إلى
الربذة: يا أبا ذر إنك غضبت لله فارج من غضبت له، إن القوم خافوك على دنياهم
وخفتهم على دينك فاترك في أيديهم ما خافوك عليه واهرب منهم بما خفتهم عليه فما
أحوجهم إلى ما منعتهم وما أغناك عما منعوك، وستعلم من الرابح غدا والأكثر حسدا
ولو أن السماوات والأرضين كانتا على عبد رتقا ثم اتقى الله لجعل الله منهما مخرجا
لا يؤنسك إلا الحق ولا يوحشنك إلا الباطل فلو قبلت دنياهم لأحبوك ولو قرضت
منها لأمنوك (4).



(1) الكافي: 5 / 240 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 312 ح 37.
(3) الكافي: 5 / 154 ح 22.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 130.
113
[4215] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في خطبة له:... فإن التقوى في
اليوم الحرز والجنة وفي غد الطريق إلى الجنة، مسلكها واضح وسالكها رابح
ومستودعها حافظ (1).
[4216] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد لقيه عند مسيره إلى الشام دهاقين
الأنبار فترجلوا له واشتدوا بين يديه فقال: ما هذا الذي صنعتموه؟ فقالوا خلق منا
نعظم به أمراءنا فقال: والله ما ينتفع بهذا أمراؤكم، وانكم لتشقون على أنفسكم في
دنياكم وتشقون به في آخرتكم. وما أخسر المشقة وراءها العقاب وأربح الدعة معها
الأمان من النار (2).
ترجلوا: نزلوا عن خيولهم مشاة. اشتدوا: أسرعوا. تشقون: من المشقة.
تشقون: من الشقاوة. الدعة: الراحة.
[4217] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... لا تجارة كالعمل الصالح ولا
ربح كالثواب... (3).
[4218] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن الدنيا دار صدق لمن
صدقها... ومتجر أولياء الله اكتسبوا فيها الرحمة وربحوا فيها الجنة... (4).
[4219] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من حاسب نفسه ربح ومن غفل
عنها خسر (5).
[4220] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الرابح من باع الدنيا بالآخرة
واستبدل بالآجلة عن العاجلة (6).



(1) نهج البلاغة: الخطبة 191.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 37.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 113.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 131.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 208.
(6) غرر الحكم: ح 1879.
114
[4221] 19 - وعنه (عليه السلام): المتقرب بأداء الفرائض والنوافل متضاعف الأرباح (1).
[4222] 20 - وعنه (عليه السلام): أربح الناس من اشترى بالدنيا الآخرة (2).



(1) غرر الحكم: 2056.
(2) غرر الحكم: ح 3076.
115
الرجاء
[4223] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن
فضالة بن أيوب، عن الحسن بن زياد، عن الفضيل بن يسار قال: قال
أبو جعفر (عليه السلام): وإن الروح والراحة والفلح والعون والنجاح والبركة والكرامة
والمغفرة والمعافاة واليسر والبشرى والرضوان والقرب والنصر والتمكن والرجاء
والمحبة من الله عز وجل لمن تولى عليا وائتم به وبرىء من عدوه وسلم لفضله وللأوصياء من
بعده حقا علي أن أدخلهم في شفاعتي وحق على ربي تبارك وتعالى أن يستجيب لي
فيهم فإنهم أتباعي ومن تبعني فإنه مني (1).
[4224] 2 - الكليني، عن علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن ابن أبي عمير، عن
زياد القندي قال: كتبت إلى أبي الحسن الأول (عليه السلام) علمني دعاء فاني قد بليت بشيء
وكان قد حبس ببغداد حيث اتهم بأموالهم فكتب إليه إذا صليت فأطل السجود ثم
قل: «يا أحد من لا أحد له» حتى تنقطع النفس ثم قل: «يا من لا يزيده كثرة الدعاء
إلا جودا وكرما» حتى تنقطع نفسك ثم قل: «يا رب الأرباب أنت أنت أنت الذي
انقطع الرجاء إلا منك يا علي يا عظيم» قال زياد: فدعوت به ففرج الله عني وخلي
سبيلي (2).
[4225] 3 - الكليني باسناده إلى الصادق (عليه السلام) في حديث جنود العقل والجهل عد من جنود



(1) الكافي: 1 / 210 ح 7.
(2) الكافي: 3 / 328 ح 25.
116
العقل:... الرجاء وضده القنوط (1).
[4226] 4 - الكليني، باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة في وصف المؤمن لهمام:...
ولا يرجو ما لا يجوز له الرجاء... (2).
[4227] 5 - الصدوق، عن المفسر بإسناده إلى أبي محمد (عليه السلام) قال: الله هو الذي يتاله إليه
عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من كل من دونه وتقطع
الأسباب من جميع من سواه، الحديث (3).
[4228] 6 - الصدوق، عن محمد بن موسى البرقي، عن علي بن محمد ماجيلويه، عن
البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أعجب ما في
الإنسان قلبه وله مواد من الحكمة وأضداد من خلافها فإن سنح له الرجاء أذله الطمع
وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص وإن ملكه اليأس قتله الأسف وإن عرض له الغضب
اشتد به الغيظ وإن سعد بالرضا نسي التحفظ وإن ناله الخوف شغله الحذر وإن اتسع له
الأمن استلبته الغرة وإن جددت له النعمة أخذته العزة وإن أصابته مصيبة فضحه
الجزع وإن استفاد مالا أطغاه الغنى وإن عضته فاقة شغله البلاء وإن جهده الجوع قعد
به الضعف وإن أفرط في الشبع كظته البطنة فكل تقصير به مضر وكل إفراط به
مفسد (4).
[4229] 7 - ابن شعبة الحراني، رفعه إلى الباقر (عليه السلام) أنه قال في وصيته لجابر بن يزيد
الجعفي:... وإياك والرجاء الكاذب فإنه يوقعك في الخوف الصادق... (5).
[4230] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فبادروا العمل وخافوا بغتة



(1) الكافي: 1 / 21.
(2) الكافي: 2 / 230.
(3) معاني الأخبار: 4 ح 2.
(4) علل الشرايع: 109 ح 7.
(5) تحف العقول: 285.
117
الأجل فانه لا يرجى من رجعة العمر ما يرجى من رجعة الرزق. ما فات اليوم من
الرزق رجي غدا زيادته وما فات أمس من العمر لم يرج اليوم رجعته. الرجاء مع
الجائي واليأس مع الماضي فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم
مسلمون (1).
[4231] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... يدعى بزعمه أنه يرجو الله
كذب والعظيم ما باله لا يتبين رجاؤه في عمله؟ فكل من رجا عرف رجاؤه في عمله
وكل رجاء إلا رجاء الله تعالى فإنه مدخول وكل خوف محقق إلا خوف الله فانه
معلول. يرجو الله في الكبير ويرجو العباد في الصغير فيعطى العبد ما لا يعطى الرب.
فما بال الله جل ثناؤه يقصر به عما يصنع به لعباده؟ أتخاف أن تكون في رجائك له
كاذبا، أو تكون لا تراه للرجاء موضعا؟... (2).
[4232] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العالم كل العالم من لم يمنع العباد
الرجاء لرحمة الله ولم يؤمنهم مكر الله (3).
قد مر منا عنوان الخوف والرجاء في محله فراجعه إن شئت.



(1) نهج البلاغة: الخطبة 114.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 160.
(3) غرر الحكم ح 1840.
118
رجب
الغسل في أول رجب ووسطه وآخره
[4233] 1 - علي بن موسى بن طاووس في كتاب الإقبال قال: وجدنا في كتب العبادات
عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: من أدرك شهر رجب فاغتسل في أوله وأوسطه وآخره
خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه (1).
صلاة الليالي البيض في رجب وشعبان وشهر رمضان
[4234] 1 - علي بن موسى بن جعفر بن طاووس في كتاب الإقبال نقلا من كتاب محمد بن
علي الطرازي، عن أحمد بن محمد بن سعيد الكاتب، عن أحمد بن محمد بن سعيد بن
عقده، عن محمد بن علي القناني، عن جده، عن أحمد بن أبي العيناء، عن جعفر بن
محمد (عليه السلام) قال: أعطيت هذه الامة ثلاثة أشهر لم يعطها أحد من الامم: رجب وشعبان
وشهر رمضان، وثلاث ليال لم يعط أحد مثلها: ليلة ثلاث عشرة وليلة أربع عشرة
وليلة خمس عشرة من كل شهر، وأعطيت هذه الامة ثلاث سور لم يعطها أحد من
الامم: يس وتبارك الملك وقل هو الله أحد فمن جمع بين هذه الثلاث فقد جمع
أفضل ما أعطيت هذه الامة فقيل كيف يجمع بين هذه الثلاث؟ فقال: يصلي كل ليلة
من ليالي البيض من هذه الثلاثة أشهر في الليلة الثالثة عشرة ركعتين يقرء في كل ركعة
فاتحة الكتاب وهذه الثلاث سور وفي الليلة الرابعة عشرة اربع ركعات يقرء في كل



(1) الإقبال: 628.
119
ركعة فاتحة الكتاب وهذه الثلاث سور وفي الليلة الخامسة عشرة ست ركعات يقرء في
كل ركعة فاتحة الكتاب وهذه الثلاث سور فيحوز فضل هذه الأشهر الثلاثة ويغفر له
كل ذنب سوى الشرك (1).
صلاة كل ليلة من رجب
[4235] 1 - إبراهيم بن علي الكفعمي نقلا من كتاب مصابح الزائر لابن طاووس، عن
سلمان الفارسي، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه من صلى في ليلة الأولى من رجب ثلاثين ركعة
بالحمد والجحد ثلاثا والتوحيد ثلاثا غفر الله له ذنوبه وبرا من النفاق وكتب من
المصلين إلى السنة المقبلة وفي الثانية عشرا بالحمد والجحد وثوابه كما مر، وفي الثالثة
عشرا بالحمد مرة والنصر خمسا بنى الله له قصرا في الجنة، الحديث وفي الرابعة مائة
ركعة في الأولى بالحمد والفلق وفي الثانية بالحمد والناس كلها نزل من كل سماء
ملائكة يكتبون ثوابه إلى يوم القيامة، الخبر. وفي الخامسة ستا بالحمد والتوحيد
خمسا وعشرين مرة اعطي ثواب أربعين نبيا، الخبر. وفي السادسة ركعتين بالحمد
وآية الكرسي سبعا نودي أنت ولي الله حقا حقا، الخبر. وفي السابعة أربعا بالحمد
والتوحيد والمعوذتين ثلاثا فإذا سلم صلى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عشرا فسلم وقرأ الباقيات
الصالحات عشرا أظله الله في ظل عرشه وأعطاه ثواب من صام رمضان، الخبر. وفي
الثامنة عشرين بالحمد والقلاقل (2) ثلاثا ثلاثا أعطاه الله ثواب الشاكرين
والصابرين، وفي التاسعة ركعتين بالحمد والهيكم خمسا لم يقم حتى يغفر له، الخبر وفي
العاشرة اثنتي عشرة بعد المغرب بالحمد والتوحيد ثلاثا رفع له قصر في الجنة، الخبر.
وفي الحادية عشرة اثنتي عشرة بالحمد وآية الكرسي اثنتي عشرة كان كمن قرأ كل



(1) الإقبال: 654.
(2) أعني: قل هو الله أحد، قل أعوذ برب الناس، قل أعوذ برب الفلق، قل يا أيها الكافرون (سور
الإخلاص، الناس، الفلق، الكافرون).
120
كتاب أنزله الله ونودي استأنف العمل فقد غفر لك، وفي الثانية عشرة ركعتين بالحمد
وآمن الرسول (1) السورة عشرا اعطي ثواب الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر،
الخبر. وفي الثالثة عشرة عشرا يقرأ في أوائلها بالحمد والعاديات وفي آخر كل ركعة
منها بالحمد والتكاثر غفر له وإن كان عاقا، الخبر. وفي الرابعة عشرة ثلاثين بالحمد
والتوحيد وقوله (إنما أنا بشر مثلكم) (2) السورة غفرت له ذنوبه، الخبر. وفي
الخامسة عشرة والسادسة عشرة والسابعة عشرة ثلاثين بالحمد والتوحيد إحدى
عشرة اعطي ثواب سبعين شهيدا، الخبر. وفي الثامنة عشرة ركعتين بالحمد مرة
والتوحيد مرة والفلق عشرا والناس عشرا غفرت ذنوبه، وفي التاسعة عشرة أربعا
بالحمد وآية الكرسي خمس عشرة مرة وكذلك التوحيد اعطي ثواب موسى (عليه السلام) وفي
العشرين ركعتين بالحمد والقدر خمسا اعطي كثواب إبراهيم وموسى وعيسى وآمن
من شر الثقلين ونظر الله إليه بالمغفرة، وفي الحادية والعشرين ستا بالحمد والكوثر
عشرا والتوحيد عشرا لم يكتب عليه ذنب سنة، الخبر. وفي الثانية والعشرين ثمانيا
بالحمد والجحد سبعا ويسلم ويصلي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عشرا ثم يستغفر الله عشرا لم
يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه في الجنة ويموت على الإسلام ويكون له ثواب سبعين
نبيا وفي الثالثة والعشرين ركعتين بالحمد والضحى خمسا اعطي بكل حرف وبكل
كافر وكافرة درجة في الجنة، الخبر. وفي الرابعة والعشرين أربعين بالحمد
والإخلاص كتب له الله ألفا من الحسنات ومحى عنه من السيئات ورفع له من
الدرجات كذلك، الخبر. وفي الخامسة والعشرين عشرين بين العشائين بالحمد
(وآمن الرسول) (3) السورة حفظه الله في نفسه، الخبر. وفي السادسة والعشرين
اثنتي عشرة بالحمد والتوحيد أربعين مرة صافحته الملائكة، الخبر. وفي السابعة



(1) أعني الآية 285 و 286 من سورة البقرة.
(2) سورة الكهف: 110.
(3) الآية 285 و 286 آخر سورة البقرة.
121
والعشرين والثامنة والعشرين والتاسعة والعشرين اثنتي عشرة بالحمد والأعلى
عشرا والقدر عشرا ويسلم ويصلي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مائة ويستغفر الله مائة كتب له
ثواب عبادة الملائكة وفي الثلاثين عشرا بالحمد والتوحيد احدى عشرة اعطي في
جنة الفردوس سبعة مدن، الخبر (1).
[4236] 2 - ابن طاووس رفعه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال من صلى في أول ليلة من رجب بعد
العشاء ركعتين يقرأ في أول ركعة فاتحة الكتاب وألم نشرح مرة وقل هو الله أحد ثلاث
مرات وفي الركعة الثانية فاتحة الكتاب وألم نشرح وقل هو الله أحد والمعوذتين ثم
يتشهد ويسلم ثم يهلل الله ثلاثين مرة ويصلي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاثين مرة فانه يغفر له
ما سلف من ذنوبه ويخرجه من الخطايا كيوم ولدته امه (2).
[4237] 3 - علي بن موسى بن جعفر بن طاووس في كتاب الإقبال نقلا من كتاب روضة
العابدين عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من صلى المغرب أول ليلة من رجب ثم يصلي بعدها
عشرين ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد مرة ويسلم بين كل
ركعتين - إلى أن قال: - حفظ والله في نفسه وماله وأهله وولده واجير من عذاب القبر
وجاز على الصراط كالبرق الخاطف من غير حساب (3).
[4238] 4 - ابن طاووس رفعه عن عبد الرحمن بن محمد الحلواني في كتاب التحفة قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من صلى في رجب ستين ركعة في كل ليلة منه ركعتين يقرأ في
كل ركعة منها فاتحة الكتاب مرة وقل يا أيها الكافرون ثلاث مرات وقل هو الله أحد
مرة - إلى أن قال: - فإن الله يستجيب دعاءه ويعطى ثواب ستين حجة وستين
عمرة (4).



(1) المصباح: 524.
(2) الإقبال: 629.
(3) الإقبال: 629.
(4) الإقبال: 630.
122
ليلة أول جمعة من رجب وصلاة الرغائب
[4239] 1 - الشيخ الحر العاملي نقلا من الحسن بن يوسف بن المطهر العلامة في إجازته
لبني زهرة بإسناد ذكره قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): رجب شهر الله وشعبان شهري
ورمضان شهر امتي، ثم قال: من صامه كله استوجب على الله ثلاثة أشياء: مغفرة
لجميع ما سلف من ذنوبه وعصمة فيما بقي من عمره وأمانا من العطش يوم الفزع
الأكبر فقام شيخ ضعيف وقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إني عاجز عن صيامه كله؟ فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): صم أول يوم منه فإن الحسنة بعشر أمثالها وأوسط يوم منه وآخر
يوم منه فإنك تعطى ثواب من صامه كله ولكن لا تغفلوا عن ليلة أول جمعة منه فإنها
ليلة تسميها الملائكة ليلة الرغائب وذلك أنه إذا مضى ثلث الليل لا يبقى ملك في
السماوات والأرض إلا ويجتمعون في الكعبة وحواليها ويطلع الله عليهم فيقول لهم
يا ملائكتي سلوني ما شئتم فيقولون: يا ربنا حاجتنا إليك أن تغفر لصوام رجب فيقول
الله قد فعلت ذلك ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من أحد يصوم يوم الخميس أول
خميس من رجب ثم يصلي ما بين العشاء والعتمة اثنتي عشرة ركعة فإذا فرغ من
صلاته صلى علي سبعين مرة يقول: «اللهم صل على محمد وعلى آله» ثم يسجد
ويقول في سجوده سبعين مرة «سبوح قدوس رب الملائكة والروح» ثم يرفع رأسه
ويقول «رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت العلي الأعظم» ثم يسجد سجدة
ويقول فيها ما قال في الأولى ثم يسأل الله حاجته في سجوده فإنها تقضى قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): والذي نفسي بيده لا يصلي عبد أو أمة هذه الصلاة إلا غفر له جميع
ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ويشفع يوم القيامة في سبع مائة من أهل بيته ممن
استوجب النار، الحديث وهو طويل يشتمل على ثواب جزيل (1).
ورواه ابن طاوس في الإقبال مرسلا عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نحوه.



(1) وسائل الشيعة: 8 / 98 ح 1 طبع آل البيت.
123
صلاة ليلة المبعث ويومه
[4240] 1 - الكليني، عن علي بن محمد رفعه في حديث قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يوم
سبعة وعشرين من رجب نبي فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من صلى فيه أي وقت شاء اثنتي
عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة بأم القرآن وسورة ما تيسر فإذا فرغ وسلم جلس مكانه
ثم قرأ أم القرآن أربع مرات والمعوذات الثلاث كل واحدة أربع مرات فإذا فرغ وهو في
مكانه قال: «لا اله إلا الله والله أكبر والحمد لله وسبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله»
أربع مرات ثم يقول: «الله الله ربي لا أشرك به شيئا» أربع مرات ثم يدعو فلا يدعو
بشيء إلا استجيب له في كل حاجة إلا أن يدعو في جايحة قوم أو قطيعة رحم (1).
قال الشيخ الحر العاملي: ورواه المفيد في مسار الشيعة وفي المقنعة مرسلا نحوه.
محمد بن الحسن بإسناده عن محمد بن يعقوب مثله إلا انه أسقط قوله والمعوذات
الثلاث أربع مرات.
[4241] 2 - الطوسي رفعه، عن صالح بن عقبة، عن أبي الحسن (عليه السلام) انه قال صل ليلة سبع
وعشرين من رجب أي وقت شئت من الليل اثنتي عشرة ركعة تقرأ في كل ركعة
الحمد والمعوذتين وقل هو الله أحد أربع مرات فإذا فرغت قلت وأنت في مكانك أربع
مرات «لا اله إلا الله والله أكبر والحمد لله وسبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله» ثم
ادع بعد بما شئت (2).
[4242] 3 - الطوسي رفعه عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام) انه قال: إن في رجب
لليلة خير مما طلعت عليه الشمس وهي ليلة سبع وعشرين من رجب فيها نبي
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في صبيحتها وإن للعامل فيها من شيعتنا أجر عمل ستين سنة قيل له
وما العمل فيها أصلحك الله؟ قال: إذا صليت العشاء الآخرة وأخذت مضجعك ثم



(1) الكافي: 3 / 469 ح 7، ونقل عنه في وسائل الشيعة 8 / 110.
(2) مصباح المتهجد: 749.
124
استيقظت أي ساعة شئت من الليل قبل الزوال صليت اثنتي عشرة ركعة تقرأ في كل
ركعة الحمد وسورة من خفاف المفصل إلى الحمد فإذا سلمت في كل شفع وجلست بعد
التسليم وقرأت الحمد سبعا والمعوذتين سبعا وقل هو الله أحد سبعا وقل يا أيها
الكافرون سبعا وإنا أنزلناه وآية الكرسي سبعا سبعا (1).
صوم النصف من رجب ويوم المبعث
[4243] 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بعض
أصحابنا، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: بعث الله عز وجل محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) رحمة للعالمين في سبع
وعشرين من رجب فمن صام ذلك اليوم كتب الله له صيام ستين شهرا (2).
[4244] 2 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن الحسين بن الصقر، عن محمد بن
حمزة بن اليسع، عن الحسن بن بكار الصيقل، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: بعث
الله محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) لثلاث ليال مضين من رجب وصوم ذلك اليوم كصوم سبعين
عاما (3).
قال سعد: كان مشايخنا يقولون ان ذلك غلط من الكاتب وإنه لثلاث بقين من
رجب. ورواه في كتاب فضائل رجب بالإسناد مثله وذكر كلام سعد.
[4245] 3 - الصدوق، عن عبد الواحد بن محمد العطار، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن
حمدان بن سليمان، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن طلحة، عن الصادق جعفر بن
محمد (عليه السلام) قال: من صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب الله له صيام سبعين
سنة (4).



(1) مصباح المتهجد: 749.
(2) الكافي: 4 / 149 ح 2.
(3) ثواب الأعمال: 83، وفضائل الأشهر الثلاثة: 20.
(4) أمالي الصدوق: المجلس السادس والثمانون ح 7 / 682 الرقم 934.
125
[4246] 4 - الصدوق، بإسناده عن الحسن بن راشد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث
قال: ولا تدع صيام يوم سبعة وعشرين من رجب فإنه هو اليوم الذي أنزلت فيه
النبوة على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وثوابه مثل ستين شهرا لكم (1).
[4247] 5 - الطوسي، عن أبيه، عن المفيد، عن ابن قولويه، عن محمد بن الحسن
الجوهري، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن
عثمان، عن كثير النوا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث قال: وفي اليوم السابع
والعشرين منه يعني من رجب نزلت النبوة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من صام هذا اليوم
كان ثوابه ثواب من صام ستين شهرا (2).
صوم رجب كله أو بعضه وخصوصا الأيام البيض والخامس
والعشرين والسادس والعشرين والسابع والعشرين
[4248] 1 - الصدوق بإسناده عن أبان، بن عثمان، عن كثير النوا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن نوحا ركب السفينة أول يوم من رجب فأمر (عليه السلام) من معه أن يصوموا ذلك
اليوم وقال: من صام ذلك اليوم تباعدت عنه النار مسيرة سنة ومن صام سبعة أيام
أغلقت عنه أبواب النيران السبعة ومن صام ثمانية أيام فتحت له أبواب الجنان الثمانية
ومن صام خمسة عشر يوما اعطي مسألته ومن زاد زاده الله عز وجل (3).
ورواه في المقنع مرسلا. وكذا المفيد في المقنعة.
ورواه الشيخ في المصباح عن كثير النوا.
ورواه الصدوق في ثواب الأعمال عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد.
بإسناده إلى أبى الحسن موسى (عليه السلام) مثل حديث كثير النوا حرفا بحرف.



(1) الفقيه: 2 / 54 ح 240.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثاني ح 21 / 44 الرقم 52.
(3) الفقيه: 2 / 55 ح 243، والمقنع: 65، والمقنعة: 59، والمصباح: 734، وثواب الأعمال: 77.
126
[4249] 2 - قال الصدوق: قال أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) رجب نهر في الجنة أشد
بياضا من اللبن وأحلى من العسل فمن صام يوما من رجب سقاه الله من ذلك النهر (1).
[4250] 3 - الصدوق قال وقال أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام): رجب شهر عظيم
يضاعف الله فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات من صام يوما من رجب تباعدت عنه
النار مسيرة سنة ومن صام ثلاثة أيام وجبت له الجنة (2).
[4251] 4 - الصدوق، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد العزيز بن يحيى
البصري، عن المغيرة بن محمد، عن جابر بن سلمه، عن حسين بن حسن، عن عامر
السراج، عن سلام الخثعمي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) قال: من صام
من رجب يوما واحدا من أوله أو وسطه أو آخره أوجب الله له الجنة وجعله معنا في
درجتنا يوم القيامة ومن صام يومين من رجب قيل له استأنف العمل فقد غفر لك ما
مضى ومن صام ثلاثة أيام من رجب قيل له قد غفر لك ما مضى وما بقي فاشفع لمن
شئت من مذنبي إخوانك وأهل معرفتك ومن صام سبعة أيام من رجب أغلقت عنه
أبواب النيران السبعة ومن صام ثمانية أيام من رجب فتحت له أبواب الجنة الثمانية
فيدخلها من أيها شاء (3).
[4252] 5 - الصدوق، عن عبد الرحمن بن محمد بن حامد، عن محمد بن درستويه
الفارسي، عن عبد الرحمن بن محمد بن منصور، عن أبي داود الطيالسي، عن شعبة،
عن حماد بن أبي سليمان، عن أنس قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من صام يوما من
رجب إيمانا واحتسابا جعل الله بينه وبين النار سبعين خندقا عرض كل خندق ما بين
السماء إلى الأرض (4).



(1) الفقيه: 2 / 56 ح 244.
(2) الفقيه: 2 / 56 ح 245.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الثاني ح 1 / 54 الرقم 8.
(4) أمالي الصدوق: المجلس الثالث ح 1 / 59 الرقم 15.
127
[4253] 6 - الصدوق، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق، عن أحمد بن محمد بن سعيد
الكوفي، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن
موسى الرضا (عليه السلام) قال: من صام أول يوم من رجب رغبة في ثواب الله عز وجل وجبت له الجنة
ومن صام يوما في وسطه شفع في مثل ربيعة ومضر ومن صام يوما في آخره جعله الله عز وجل
من ملوك الجنة وشفعه في أبيه وأمه وابنه وابنته وأخيه وأخته وعمه وعمته وخاله
وخالته ومعارفه وجيرانه وإن كان فيهم مستوجب النار (1).
وفي عيون الأخبار بالإسناد مثله.
[4254] 7 - الصدوق، عن محمد بن إسحاق الليثي، عن محمد بن الحسين الرازي، عن
علي بن محمد بن علي المفتي، عن الحسن بن محمد المروزي، عن أبيه، عن يحيى بن
عياش، عن علي بن عاصم، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا إن رجبا شهر الله الأصم وهو شهر عظيم وإنما سمي الأصم
لأنه لا يقاربه شيء من الشهور حرمة وفضلا عند الله وكان أهل الجاهلية يعظمونه في
جاهليتهم فلما جاء الإسلام لم يزدد إلا تعظيما وفضلا، ألا إن رجبا شهر الله وشعبان
شهري ورمضان شهر أمتي ألا فمن صام من رجب يوما ايمانا واحتسابا استوجب
رضوان الله الأكبر ومن صام من رجب يومين لم يصف الواصفون من أهل السماوات
والأرض ما له عند الله من الكرامة ومن صام من رجب ثلاثة أيام جعل الله بينه وبين
النار خندقا أو حجابا طوله مسيرة سبعين عاما ومن صام من رجب أربعة أيام عوفي
من البلايا كلها من الجنون والجذام والبرص وفتنة الدجال ومن صام من رجب خمسة
أيام كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة ومن صام من رجب ستة أيام خرج من
قبره ولوجهه نور يتلألأ ويبعث من الآمنين ومن صام من رجب سبعة أيام فإن لجهنم
سبعة أبواب يغلق الله عنه بصوم كل يوم بابا من أبوابها ومن صام من رجب ثمانية



(1) أمالي الصدوق: المجلس الثالث ح 2 / 59 الرقم 16، وعيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 291.
128
أيام فإن للجنة ثمانية أبواب يفتح الله له بصوم كل يوم بابا من أبوابها ويقال له ادخل
من أي أبواب الجنة شئت ومن صام من رجب تسعة أيام خرج من قبره وهو ينادي
لا اله إلا الله ولا يصرف وجهه دون الجنة ومن صام من رجب عشرة أيام جعل الله له
جناحين أخضرين يطير بهما كالبرق الخاطف إلى الجنان ومن صام أحد عشر يوما
من رجب لم يواف يوم القيامة عبد أفضل ثوابا منه إلا من صام مثله أو زاد عليه ومن
صام من رجب اثني عشر يوما كسي يوم القيامة حلتين خضراوين من سندس
وإستبرق يحبر بهما ومن صام من رجب ثلاثة عشر يوما وضعت له يوم القيامة مائدة
من ياقوت أخضر في ظل العرش فيأكل منها والناس في شدة شديدة ومن صام من
رجب أربعة عشر يوما أعطاه الله من الثواب ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر
على قلب بشر ومن صام من رجب خمسة عشر يوما وقف يوم القيامة موقف الآمنين
ومن صام من رجب ستة عشر يوما كان من أوائل من يركب على دواب من نور تطير
بهم في عرصة الجنان ومن صام من رجب سبعة عشر يوما وضع له على الصراط
سبعون ألف مصباح من نور حتى يمر بتلك المصابيح إلى الجنان ومن صام من رجب
ثمانية عشر يوما زاحم إبراهيم في قبته ومن صام من رجب تسعة عشر يوما بنى الله له
قصرا من لؤلؤ رطب بحذاء قصر آدم وإبراهيم (عليهما السلام) ومن صام من رجب عشرين
يوما فكأنما عبد الله عشرين ألف عام ومن صام من رجب أحدا وعشرين يوما شفع
يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر ومن صام من رجب اثنين وعشرين يوما نادى مناد
من السماء ابشر يا ولي الله بالكرامة العظيمة ومن صام من رجب ثلاثة وعشرين يوما
نودي من السماء طوبى لك يا عبد الله نصبت قليلا ونعمت طويلا ومن صام من رجب
أربعة وعشرين يوما هون عليه سكرات الموت ويرد حوض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن صام
من رجب خمسة وعشرين يوما فهو من أول الناس دخولا في جنات عدن مع المقربين
ومن صام من رجب ستة وعشرين يوما بنى الله له في ظل العرش مائة قصر يسكنها
ناعما والناس في الحساب ومن صام من رجب سبعة وعشرين يوما أوسع الله عليه

129
القبر مسيرة أربع مائة عام ومن صام من رجب ثمانية وعشرين يوما جعل الله بينه
وبين النار سبعة خنادق ومن صام من رجب تسعة وعشرين يوما غفر الله له ولو كان
عشارا ولو كانت امرأة فجرت سبعين مرة ومن صام من رجب ثلاثين يوما نادى مناد
من السماء يا عبد الله أما ما مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل فيما بقي هذا لمن صام رجبا
كله، الحديث (1).
الحديث طويل الذيل وفيه ثواب جزيل.
الصدقة والتسبيح والتلاوة والاستغفار والتوبة والتهليل في رجب
[4255] 1 - الصدوق بإسناده عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث
طويل إن رجلا قال له: يا نبي الله فمن عجز عن صيام رجب لضعف أو لعلة كانت به أو
امرأة غير طاهر يصنع ماذا لينال ما وصفت؟ قال: يتصدق كل يوم برغيف على
المساكين والذي نفسي بيده إنه إذا تصدق بهذه كل يوم نال ما وصفت وأكثر انه لو
اجتمع جميع الخلائق كلهم على أن يقدروا قدر ثوابه ما بلغوا عشر ما يصيب في الجنان
من الفضائل والدرجات قيل يا رسول الله فمن لم يقدر على هذه الصدقة يصنع ماذا
لينال ما وصفت؟ قال: يسبح الله في كل يوم من رجب إلى تمام ثلاثين يوما بهذا
التسبيح مائة مرة «سبحان الإله الجليل، سبحان من لا ينبغي التسبيح إلا له، سبحان
الأعز الأكرم، سبحان من لبس العز» (2).
[4256] 2 - علي بن موسى بن طاوس في الإقبال قال: رأيت في حديث بإسناده أن من قرأ
في يوم الجمعة من رجب قل هو الله أحد مائة مرة كان له نورا يوم القيامة يسعى به إلى
الجنة (3).



(1) ثواب الأعمال: 78.
(2) ثواب الأعمال: 82.
(3) الإقبال: 637.
130
[4257] 3 - ابن طاوس مرفوعا، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من قال في رجب: «استغفر الله
الذي لا إله إلا هو وحده لا شريك له وأتوب اليه» مائة مرة وختمها بالصدقة ختم الله
له بالرحمة والمغفرة ومن قالها أربعمائة مرة كتب الله له أجر مائة شهيد فإذا لقى الله يوم
القيامة يقول الله له: قد أقررت بملكي فتمن علي ما شئت حتى أعطيك فإنه لا مقتدر
غيري (1).
[4258] 4 - ابن طاوس مرفوعا قال: وفي رواية: من استغفر الله في رجب وسأله التوبة
سبعين مرة بالغداة وسبعين مرة بالعشي يقول: «أستغفر الله وأتوب إليه» فإذا بلغ تمام
سبعين مرة رفع يديه وقال: «اللهم اغفر لي وتب علي» فإن مات في رجب مات
مرضيا عنه ولا تمسه النار ببركة رجب (2).
[4259] 5 - ابن طاوس مرفوعا عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من قرأ في عمره عشرة آلاف مرة
قل هو الله أحد بنية صافية في شهر رجب جاء يوم القيامة خارجا من ذنوبه كيوم
ولدته امه فيتقبله سبعون ملكا يبشرونه بالجنة (3).
[4260] 6 - ابن طاوس مرفوعا عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من قرأ قل هو الله أحد مائة مرة
بورك له عليه وعلى ولده وأهله وجيرانه ومن قرأها في رجب بنى الله له اثنى عشر
قصرا في الجنة. وذكر ثوابا جزيلا وأجرا عظيما (4).
[4261] 7 - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره، عن فضالة، عن إسماعيل بن أبي زياد،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): رجب شهر الاستغفار لامتي أكثروا
فيه من الاستغفار فإنه غفور رحيم وشعبان شهري استكثروا في رجب من قول
أستغفر الله وسلوا الله الإقالة والتوبة فيما مضى والعصمة فيما بقي من آجالكم وأكثروا



(1) الإقبال: 648.
(2) الاقبال: 648.
(3) الاقبال: 648.
(4) الاقبال: 648.
131
في شعبان من الصلاة على نبيكم إلى أن قال وإنما سمي شعبان شهر الشفاعة لأن
رسولكم يشفع لكل من يصلي عليه فيه وسمي شهر رجب الأصب لأن الرحمة
تصب على أمتي فيه صبا ويقال الأصم لأنه نهي فيه عن قتال المشركين وهو من
الشهور الحرم (1).
العمرة في رجب
[4262] 1 - محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير،
عن أبي أيوب الخراز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث قال: إني كنت أخرج ليلة أو
ليلتين تبقيان من رجب فتقول ام فروة: أي أبه! إن عمرتنا شعبانية فأقول لها: أي
بنية إنها فيما أهللت وليس فيما أحللت (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4263] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
ابن بكير، عن عيسى الفراء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أهل بالعمرة في رجب
وأحل في غيره كانت عمرته لرجب وإذا أهل في غير رجب وطاف في رجب فعمرته
لرجب (3).
[4264] 3 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن
يحيى، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المعتمر يعتمر في أي شهور
السنة شاء وأفضل العمرة عمرة رجب (4).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) نوادر أحمد بن محمد بن عيسى: 17 ح 2.
(2) الكافي: 4 / 293 ح 15.
(3) الكافي: 4 / 536 ح 3.
(4) الكافي: 4 / 536 ح 6.
132
[4265] 4 - الصدوق بإسناده عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أحرمت
وعليك من رجب يوم وليلة فعمرتك رجبية (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4266] 5 - الصدوق قال: وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الحجة ثوابها الجنة والعمرة
كفارة لكل ذنب وأفضل العمرة عمرة رجب (2).
[4267] 6 - الصدوق قال وقال (عليه السلام): ما خلق الله تعالى بقعة أحب إليه من الكعبة ولها حرم
الأشهر الحرم الثلاثة منها متوالية للحج وشهر مفرد للعمرة رجب (3).
[4268] 7 - محمد بن على بن الحسين الصدوق بإسناده عن معاوية بن عمار، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) انه سئل أي العمرة أفضل عمرة في رجب أو عمرة في شهر رمضان؟
فقال: لا بل عمرة في رجب أفضل (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4269] 8 - محمد بن الحسين الطوسي بإسناده عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن اذينة،
عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال له: ما أفضل ما حج الناس؟ قال: عمرة في
رجب وحجة مفردة في عامها (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4270] 9 - الطوسي بإسناده عن موسى بن القاسم، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن
اذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث قال: وأفضل العمرة عمرة رجب وقال:
المفردة للعمرة ان اعتمر ثم أقام للحج بمكة كانت عمرته تامة وحجته ناقصة مكية (6).



(1) الفقيه: 2 / 276.
(2) الفقيه: 2 / 142.
(3) الفقيه: 2 / 278.
(4) الفقيه: 2 / 276.
(5) التهذيب: 5 / 31.
(6) التهذيب: 5 / 433.
133
الرواية صحيحة الإسناد.
[4271] 10 - الطوسي قال: روي عنهم (عليهم السلام): أن العمرة في رجب تلي الحج في الفضل (1).
زيارة الحسين (عليه السلام) في أول رجب والنصف منه
[4272] 1 - محمد بن الحسن الطوسي بإسناده عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان، عن
جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: من زار قبر الحسين (عليه السلام) أول يوم من رجب غفر الله له
البتة (2).
[4273] 2 - الطوسي بإسناده عن أبي القاسم جعفر بن محمد، عن أبي علي بن همام
ابن سهيل، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن الحسن بن محمد الأبزاري، عن الحسن
ابن محبوب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: سألت أبا الحسن
الرضا (عليه السلام) في أي شهر نزور الحسين (عليه السلام)؟ قال: في النصف من رجب والنصف من
شعبان (3).
[4274] 3 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل
ابن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: من
زار قبر الحسين (عليه السلام) يوم عرفة عارفا بحقه كتب الله له ثواب ألف حجة وألف عمرة
وألف غزوة مع نبي مرسل ومن زاره أول يوم من رجب غفر الله له البتة (4).
زيارة الرضا (عليه السلام) في رجب



(1) مصباح المتهجد: 735.
(2) التهذيب: 6 / 48 ح 107.
(3) التهذيب: 6 / 48 ح 108.
(4) كامل الزيارات: 172 و 182.
134
[4275] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن الحسن بن
سيف، عن محمد بن اسلم، عن محمد بن سليمان قال سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن رجل
حج حجة الإسلام فدخل متمتعا بالعمرة إلى الحج فأعانه الله على عمرته وحجه ثم
أتى المدينة فسلم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم أتاك عارفا بحقك يعلم أنك حجة الله على خلقه
وبابه الذي يؤتى منه فسلم عليك ثم أتى أبا عبد الله الحسين (عليه السلام) فسلم عليه ثم أتى
بغداد فسلم على أبي الحسن موسى (عليه السلام) ثم انصرف إلى بلاده فلما كان في وقت الحج
رزقه الله الحج فأيهما أفضل هذا الذي قد حج حجة الإسلام يرجع أيضا فيحج أو
يخرج إلى خراسان إلى أبيك علي بن موسى (عليه السلام) فيسلم عليه؟ قال: بل يأتي خراسان
فيسلم على أبي الحسن (عليه السلام) أفضل وليكن ذلك في رجب ولا ينبغي أن تفعلوا هذا اليوم
فإن علينا وعليكم من السلطان شنعه (1).
وفي هذا المجال راجع فضائل الأشهر الثلاثة لشيخنا الصدوق في فضائل شهر
رجب، ووسائل الشيعة ومستدركها في مختلف أجزائهما.



(1) الكافي: 4 / 584 ح 2.
135
الرجعة
[4276] 1 - علي بن إبراهيم القمي: (وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا) (1) سئل الإمام
أبو عبد الله (عليه السلام) عن قوله: (ويوم نحشر من كل امة فوجا) قال: ما يقول الناس
فيها؟ قلت: يقولون انها في القيامة فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أيحشر الله في القيامة من كل
امة فوجا ويترك الباقين إنما ذلك في الرجعة فأما آية القيامة فهذه (وحشرناهم فلم
نغادر منهم أحدا) إلى قوله (موعدا) (2).
[4277] 2 - القمي قوله: (وحرام على قرية أهلكناها إنهم لا يرجعون) (3) فإنه
حدثني أبي عن ابن أبي عمير، عن ابن سنان، عن أبي بصير، ومحمد بن مسلم، عن
أبي عبد الله وأبي جعفر (عليهما السلام) قالا: كل قرية أهلك الله أهله بالعذاب لا يرجعون في
الرجعة فهذه الآية من أعظم الدلالة في الرجعة لأن أحدا من أهل الإسلام لا ينكر أن
الناس كلهم يرجعون إلى القيامة من هلك ومن لم يهلك فقوله: لا يرجعون عنى في
الرجعة فأما إلى القيامة يرجعون حتى يدخلوا النار (4).
[4278] 3 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي بصير، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: انتهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو نائم في المسجد
قد جمع رملا ووضع رأسه عليه فحركه برجله ثم قال: قم يا دابة الله فقال رجل من



(1) سورة الكهف: 47.
(2) تفسير القمي: 2 / 36.
(3) سورة الأنبياء: 95.
(4) تفسير القمي: 2 / 75.
136
أصحابه يا رسول الله أنسمي بعضنا بعضا بهذا الاسم فقال: لا والله ما هو إلا له خاصة
وهو الدابة التي ذكره الله في كتابه (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من
الأرض تكلمهم ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) (1) ثم قال: يا علي إذا كان آخر
الزمان أخرجك الله في أحسن صورة ومعك ميسم تسم به أعداءك فقال الرجل
لأبي عبد الله (عليه السلام) إن العامة يقولون هذه الآية إنما تكلمهم فقال أبو عبد الله كلمهم الله في
نار جهنم إنما هو تكلمهم من الكلام والدليل على أن هذا في الرجعة قوله: (ويوم
نحشر من كل امة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون حتى إذا جاؤوا قال أكذبتم
بآياتي ولم تحيطوا بها علما اما ذا كنتم تعملون) قال: الآيات أمير المؤمنين
والأئمة (عليهم السلام) فقال الرجل لأبي عبد الله (عليه السلام): إن العامة تزعم أن قوله: (ويوم نحشر
من كل أمة فوجا) عنى في القيامة فقال أبو عبد الله (عليه السلام): فيحشر الله يوم القيامة من
كل امة فوجا ويدع الباقين لا ولكنه في الرجعة واما آية القيامة: (وحشرناهم فلم
نغادر منهم أحدا) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4279] 4 - علي بن إبراهيم القمي: (ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين) (3) إلى قوله
(من سبيل) قال الصادق (عليه السلام) ذلك في الرجعة (4).
[4280] 5 - الصدوق بإسناده إلى علي بن موسى الرضا (عليه السلام):... فقال المأمون يا
أبا الحسن فما تقول في الرجعة؟ فقال الرضا (عليه السلام): إنها الحق وقد كانت في الامم السالفة
ونطق بها القرآن وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يكون في هذه الامة كل ما كان في الامم
السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة وقال (عليه السلام): إذا خرج المهدي من ولدي نزل



(1) سورة النمل: 82.
(2) تفسير القمي: 2 / 130.
(3) سورة غافر: 11.
(4) تفسير القمي: 2 / 256.
137
عيسى بن مريم (عليه السلام) فصلى خلفه وقال (عليه السلام) بدا الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى
للغرباء قيل يا رسول الله ثم يكون ماذا؟ قال: ثم يرجع الحق إلى أهله... الحديث (1)
[4281] 6 - الشيخ حسن بن سليمان الحلي تلميذ الشهيد الأول بإسناده عن سعد، عن ابن
عيسى، وابن أبي الخطاب، عن البزنطي، عن حماد بن عثمان، عن محمد بن مسلم قال:
سمعت حمران بن أعين وأبا الخطاب يحدثان جميعا قبل أن يحدث أبو الخطاب ما
أحدث أنهما سمعا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أول من تنشق الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا
الحسين بن علي (عليه السلام) وأن الرجعة ليست بعامة وهي خاصة لا يرجع إلا من محض
الإيمان محضا أو محض الشرك محضا (2).
[4282] 7 - الشيخ حسن بن سليمان الحلي بإسناده عن حماد، عن زرارة قال سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه الامور العظام من الرجعة وأشباهها فقال: إن هذا الذي
تسألون عنه لم يجئ أوانه وقد قال الله عز وجل: (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما
يأتهم تأويله) (3).
[4283] 8 - الشيخ حسن بن سليمان الحلي بإسناده عن أبي جعفر (عليه السلام) أن أمير المؤمنين
صلوات الله عليه كان يقول: إن المدثر هو كائن عند الرجعة فقال له رجل يا
أمير المؤمنين أحياه قبل القيامة ثم موت قال فقال له: عند ذلك نعم والله لكفرة من
الكفر بعد الرجعة أشد من كفرات قبلها (4).
[4284] 9 - الشيخ حسن بن سليمان الحلي بإسناده عن ابن عيسى، عن عمر بن عبد
العزيز، عن رجل، عن جميل بن دراج، عن المعلى بن خنيس، وزيد الشحام، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قالا: سمعناه يقول: إن أول من يكر في الرجعة الحسين بن علي (عليه السلام)



(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 201 ح 1.
(2) منتخب البصائر: 24.
(3) منتخب البصائر: 24.
(4) منتخب البصائر: 26.
138
ويمكث في الأرض أربعين سنة حتى يسقط حاجباه على عينيه (1).
[4285] 10 - الشيخ حسن بن سليمان الحلي بإسناده عن سعد، عن ابن عيسى، عن عمر
بن عبد العزيز، عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له قول الله عز وجل: (انا
لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد) قال: ذلك
والله في الرجعة أما علمت أن في أنبياء الله كثيرا لم ينصروا في الدنيا وقتلوا وأئمة قد
قتلوا ولم ينصروا فذلك في الرجعة قلت: (واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب
يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج) قال: هي الرجعة (2).
الروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت أكثر من هذا فراجع بحار الأنوار: 53 / 39
وما بعدها في أكثر من مأة صفحة والاعتقاد بالرجعة اجمالا بعد ظهور القائم عجل الله تعالى
فرجه الشريف من معتقداتنا كما يظهر من الروايات.



(1) منتخب البصائر: 18.
(2) منتخب البصائر: 18.
139
الرجم
[4286] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن
بكير، عن زرارة، عن حمران قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن رجل أقيم عليه الحد في
الرجم أيعاقب عليه في الآخرة؟ قال: إن الله أكرم من ذلك (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4287] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي نصر، عن جميل، عن محمد بن
مسلم قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الملاعن والملاعنة كيف يصنعان؟ قال: يجلس
الإمام مستدبر القبلة فيقيمهما بين يديه مستقبلا القبلة بحذائه ويبدء بالرجل ثم المرأة
والتي يجب عليها الرجم ترجم من ورائها ولا يرجم من وجهها لان الضرب والرجم
لا يصيبان الوجه يضربان على الجسد على الأعضاء كلها (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4288] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن عاصم بن
حميد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الرجم حد الله الأكبر والجلد حد الله الأصغر (3).
[4289] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس،
عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الحر والحرة إذا زنيا جلد كل واحد منهما مائة



(1) الكافي: 2 / 443 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 165 ح 10.
(3) الكافي: 7 / 175 ح 10.
140
جلدة فأما المحصن والمحصنة فعليهما الرجم (1).
الرواية صحيحة سندا.
[4290] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن
حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قضى أمير المؤمنين (عليه السلام) في الشيخ
والشيخة أن يجلدا مائة وقضى للمحصن الرجم وقضى في البكر والبكرة إذا زنيا جلد
مائة ونفى سنة في غير مصرهما وهما اللذان قد أملكا ولم يدخلا بها (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4291] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب،
عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قضى أمير المؤمنين (عليه السلام) في الرجل الذي له
امرأة بالبصرة ففجر بالكوفة أن يدرأ عنه الرجم ويضرب حد الزاني قال:
وقضى (عليه السلام) في رجل محبوس في السجن وله امرأة حرة في بيته في المصر وهو لا يصل
إليها فزنى في السجن، قال: عليه الجلد ويدرأ عنه الرجم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4292] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد
جميعا، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال حد
الرجم أن يشهد أربعة انهم رأوه يدخل ويخرج (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4293] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب،
عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أقر على نفسه بحد أقمته عليه إلا



(1) الكافي: 7 / 177 ح 2.
(2) الكافي: 7 / 177 ح 7.
(3) الكافي: 7 / 179 ح 12.
(4) الكافي: 7 / 183 ح 1.
141
الرجم فإنه إذا أقر على نفسه ثم جحد لم يرجم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4294] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد
جميعا، عن ابن محبوب، عن محمد بن الفضيل قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام)
قال: قلت له: تجوز شهادة النساء في نكاح أو طلاق أو في رجم؟ قال: تجوز شهادة
النساء فيما لا يستطيع الرجال أن ينظروا إليه وليس معهن رجل وتجوز شهادتهن في
النكاح إذا كان معهن رجل وتجوز شهادتهن في حد الزنى إذا كان ثلاثة رجال
وامرأتان ولا تجوز شهادة رجلين وأربع نسوة في الزنى والرجم ولا تجوز شهادتهن في
الطلاق ولا في الدم (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4295] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى،
عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: سألته متى يجب
الغسل على الرجل والمرأة؟ فقال: إذا أدخله فقد وجب الغسل والمهر والرجم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
الروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت راجع كتاب الحدود من كتب الأخبار
والحمد لله رب العالمين.



(1) الكافي: 7 / 220 ح 5.
(2) الكافي: 7 / 391 ح 5.
(3) الكافي: 3 / 46 ح 1.
142
الرحم
[4296] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
أبي المغرا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يخونه
ويحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل والتعاون على التعاطف والمؤاساة لأهل
الحاجة وتعاطف بعضهم على بعض حتى تكونوا كما أمركم الله عز وجل رحماء بينكم
متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من أمرهم على ما مضى عليه معشر الأنصار على
عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
[4297] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن سماعة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) قلت: قوم عندهم فضول وبإخوانهم حاجة
شديدة وليس تسعهم الزكاة أيسعهم أن يشبعوا ويجوع إخوانهم فإن الزمان شديد؟
فقال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحرمه فيحق على المسلمين الاجتهاد
فيه والتواصل والتعاون عليه والمواساة لأهل الحاجة والعطف منكم يكونون على ما
أمر الله فيهم رحماء بينهم متراحمين (2).
الرواية موثقة سندا.
[4298] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن كليب الصيداوي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تواصلوا وتباروا وتراحموا



(1) الكافي: 2 / 174 ح 15.
(2) الكافي: 4 / 50 ح 16.
143
وكونوا إخوة بررة كما أمركم الله عز وجل (1).
[4299] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي، قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: تواصلوا
وتباروا وتراحموا وتعاطفوا (2).
[4300] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ارحموا عزيزا ذل وغنيا افتقر وعالما
ضاع في زمان جهال (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4301] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن
محبوب، عن شعيب العقرقوفي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لأصحابه: اتقوا الله
وكونوا إخوة بررة متحابين في الله متواصلين متراحمين، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا
أمرنا وأحيوه (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4302] 7 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إني لأرحم
ثلاثة وحق لهم أن يرحموا، عزيز أصابته مذلة بعد العز وغني أصابته حاجة بعد الغنى
وعالم يستخف به أهله والجهلة (5).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 175 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 175 ح 3.
(3) الكافي: 8 / 150 ح 131.
(4) الكافي: 2 / 175 ح 1.
(5) الخصال: 1 / 86 ح 18.
144
[4303] 8 - الصدوق بإسناده إلى الخطبة الشعبانية لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في وصف شهر
رمضان انه قال:... وارحموا صغاركم وصلوا أرحامكم و... (1).
وسنده لا بأس به فراجعه إن شئت.
[4304] 9 - المفيد رفعه: قال الصادق (عليه السلام): إن الله جعل الرحمة في قلوب رحماء خلقه
فاطلبوا الحوائج منهم ولا تطلبوها من القاسية قلوبهم فإن الله تبارك وتعالى أحل
غضبه بهم (2).
[4305] 10 - الطوسي، عن المفيد، عن الحسين بن محمد التمار، عن ابن أبي أويس، عن
أبيه، عن حميد بن قيس، عن عطا، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
يا بني عبد المطلب إني سألت الله لكم أن يعلم جاهلكم وأن يثبت قائمكم وأن يهدي
ضالكم وأن يجعلكم نجداء جوداء رحماء ولو أن رجلا صلى وصف قدميه بين الركن
والمقام ولقى الله ببغضكم أهل البيت دخل النار (3).
[4306] 11 - الطوسي باسناده المتصل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن
الله عز وجل رحيم، يحب كل رحيم (4).
[4307] 12 - الطوسي باسناده إلى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) حين حضرته الوفاة:...
وارحم من أهلك الصغير ووقر منهم الكبير... (5).
[4308] 13 - محمد بن محمد بن الأشعث بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من
لا يرحم الناس لا يرحمه الله تعالى (6).



(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 295 ح 53.
(2) الاختصاص: 240، ونقل عنه في بحار الأنوار: 93 / 156 ح 30.
(3) أمالي الطوسي: المجلس التاسع ح 27 الرقم 435 / 247.
(4) أمالي الطوسي: المجلس الثامن عشر ح 36 الرقم 1129 / 516.
(5) أمالي الطوسي: المجلس الأول ح 18 الرقم 8 / 8.
(6) الجعفريات: 167.
145
[4309] 14 - العلامة الحلي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: والذي نفسي بيده لا يضع
الله الرحمة إلا على رحيم، قالوا: يا رسول الله كلنا رحيم، قال: ليس الذي يرحم
نفسه وأهله خاصة، ذلك الذي يرحم المسلمين.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله تعالى: إذا كنتم تريدون رحمتي فارحموا خلقي (1).
[4310] 15 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ليس منا من لم
يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا (2).
[4311] 16 - الأحسائي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: الراحمون يرحمهم الرحمن،
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء (3).
[4312] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اشعر قلبك الرحمة لجميع الناس
والإحسان إليهم (4).
[4313] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أولى الناس بالرحمة المحتاج
إليها (5).
[4314] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من لم يرحم الناس منعه الله
رحمته (6).
[4315] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كما ترحم ترحم (7).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 2 / 175،
والمحجة البيضاء: 8 / 383، وبحار الأنوار: 71 / 405، و 72 / 136،
وجامع أحاديث الشيعة: 15 / 527، وغيرها من كتب الأخبار.



(1) الرسالة السعدية: 165، ونقل عنها في مستدرك الوسائل: 2 / 95 (9 / 54 ح 3).
(2) جامع الأخبار: 242 ح 10.
(3) عوالي اللآلي: 1 / 361.
(4) - (7) غرر الحكم: ح 3392 و 3064 و 8965 و 7210.
146
الرحم
صلة الرحم
[4316] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن
دراج، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (واتقوا الله الذي تساءلون به
والأرحام ان الله كان عليكم رقيبا) (1) قال: فقال: هي أرحام الناس إن الله عز وجل أمر
بصلتها وعظمها ألا ترى أنه جعلها منه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4317] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن
أبي المقدام، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أوصي
الشاهد من أمتي والغائب منهم ومن في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يوم القيامة
أن يصل الرحم وإن كانت منه على مسيرة سنة فإن ذلك من الدين (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4318] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي
الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): صل رحمك ولو بشربة من ماء وأفضل
ما توصل به الرحم كف الأذى عنها وصلة الرحم منسأة في الأجل محببة في الأهل (4).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) سورة النساء: 2.
(2) الكافي: 2 / 150 ح 1.
(3) - (4) الكافي: 2 / 151 ح 5 و 9.
147
[4319] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن
عبد الله، عن فضيل بن يسار قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): إن الرحم معلقة يوم القيامة
بالعرش تقول اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4320] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
إسماعيل بن بزيع، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
أبو ذر (رحمه الله): سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: حافتا الصراط يوم القيامة الرحم والأمانة
فإذا مر الوصول للرحم المؤدي للأمانة نفذ إلى الجنة وإذا مر الخائن للأمانة القطوع
للرحم لم ينفعه معهما عمل وتكفا به الصراط في النار (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4321] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن صلة الرحم والبر ليهونان
الحساب ويعصمان من الذنوب فصلوا أرحامكم وبروا بإخوانكم ولو بحسن السلام
ورد الجواب (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4322] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق
ابن عمار، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما نعلم شيئا يزيد في العمر إلا صلة الرحم حتى
أن الرجل يكون أجله ثلاث سنين فيكون وصولا للرحم فيزيد الله في عمره ثلاثين
سنة فيجعلها ثلاثا وثلاثين سنة ويكون أجله ثلاثا وثلاثين سنة، فيكون قاطعا



(1) الكافي: 2 / 151 ح 10.
(2) الكافي: 2 / 152 ح 11.
(3) الكافي: 2 / 157 ح 31.
148
للرحم فينقصه الله ثلاثين سنة ويجعل أجله إلى ثلاث سنين.
الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن
أبي الحسن الرضا (عليه السلام) مثله (1).
الرواية موثقة بالسند الأول وصحيحة بالسند الثاني.
[4323] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سره النساء في الأجل والزيادة في الرزق
فليصل رحمه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4324] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن صفوان الجمال قال: وقع بين أبي عبد الله (عليه السلام) وبين عبد الله بن الحسن كلام
حتى وقعت الضوضاء بينهم واجتمع الناس فافترقا عشيتهما بذلك وغدوت في حاجة
فإذا أنا بأبي عبد الله (عليه السلام) على باب عبد الله بن الحسن وهو يقول: يا جارية قولي
لأبي محمد يخرج قال: فخرج فقال: يا أبا عبد الله ما بكر بك فقال: إني تلوت آية من
كتاب الله عز وجل البارحة فاقلقتني قال: وما هي؟ قال: قول الله جل وعز ذكره (الذين
يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) (3)
فقال: صدقت لكأني لم أقرأ هذه الآية من كتاب الله جل وعز قط فاعتنقا وبكيا (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4325] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن الحكم، عن عبد الله بن سنان
قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن لي ابن عم أصله فيقطعني وأصله فيقطعني حتى لقد



(1) الكافي: 2 / 152 ح 17.
(2) الكافي: 2 / 152 ح 16.
(3) سورة الرعد: 21.
(4) الكافي: 2 / 155 ح 23.
149
هممت لقطيعته إياي أن أقطعه أتأذن لي قطعه؟ قال: إنك إذا وصلته وقطعك وصلكما
الله عز وجل جميعا وان قطعته وقطعك قطعكما الله (1).
الرواية صحيحة الإسناد. إن شئت أكثر من هذا فراجع الكافي: 2 / 150، لأن فيه
أكثر من ثلاثين رواية قد ذكرت منها عشرة من صحاحها، والوافي: 5 / 503،
والمصادر التي أذكرها في العنوان الآتي.
قطيعة الرحم
[4326] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن
علي، عن محمد بن الفضيل، عن حذيفة بن منصور قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اتقوا
الحالقة فإنها تميت الرجال، قلت وما الحالقة؟ قال: قطيعة الرحم (2).
[4327] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
اذينة، عن مسمع بن عبد الملك، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في
حديث: ألا إن التباغض الحالقة، لا أعني حالقة الشعر ولكن حالقة الدين (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4328] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن الحسن بن محبوب، عن مالك بن
عطية، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: في كتاب علي (عليه السلام) ثلاث خصال
لا يموت صاحبهن أبدا حتى يرى وبالهن: البغي وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة يبارز
الله بها وإن أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم وإن القوم ليكونون فجارا فيتواصلون
فتنمى أموالهم ويثرون وإن اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم لتذران الديار بلاقع من أهلها
وتنقل الرحم وإن نقل الرحم انقطاع النسل (4).



(1) الكافي: 2 / 155 ح 24.
(2) - (3) الكافي: 2 / 346 ح 1 و 2.
(4) الكافي: 2 / 347 ح 4.
150
الرواية صحيحة الإسناد.
[4329] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه رفعه عن
أبي حمزة الثمالي قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته: أعوذ بالله من الذنوب التي
تعجل الفناء فقام إليه عبد الله بن الكواء اليشكري فقال: يا أمير المؤمنين أو تكون
ذنوب تعجل الفناء؟ فقال: نعم ويلك قطيعة الرحم إن أهل البيت ليجتمعون
ويتواسون وهم فجرة فيرزقهم الله وإن أهل البيت ليتفرقون ويقطع بعضهم بعضا
فيحرمهم الله وهم أتقياء (1).
[4330] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عثمان بن
عيسى، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: إن إخوتي وبني عمي
قد ضيقوا علي الدار وألجأوني منها إلى بيت ولو تكلمت أخذت ما في أيديهم قال:
فقال لي: اصبر فإن الله سيجعل لك فرجا قال: فانصرفت ووقع الوبا في سنة احدى
وثلاثين ومائة فماتوا والله كلهم فما بقي منهم أحد قال: فخرجت فلما دخلت عليه قال:
ما حال أهل بيتك قال: قلت له: قد ماتوا والله كلهم فما بقي منهم أحد فقال: هو بما
صنعوا بك وبعقوقهم إياك وقطع رحمهم بتروا أتحب أنهم بقوا وأنهم ضيقوا عليك؟
قال قلت: أي والله (2).
[4331] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير،
عن عنبسة العابد قال: جاء رجل فشكا إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أقاربه فقال له: اكظم
غيظك وافعل فقال: إنهم يفعلون ويفعلون فقال: أتريد أن تكون مثلهم فلا ينظر الله
إليكم؟! (3).



(1) الكافي: 2 / 347 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 346 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 347 ح 5.
151
[4332] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تقطع رحمك وإن قطعتك (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4333] 8 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن ابن محبوب، عن مالك بن
عطية، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إذا قطعوا
الأرحام جعلت الأموال في أيدي الأشرار (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4334] 9 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن
السكوني، عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا ظهر العلم
واحترز العمل وائتلفت الألسن واختلفت القلوب وتقاطعت الأرحام هنالك لعنهم
الله فأصمهم وأعمى أبصارهم (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4335] 10 - الطوسي، عن جماعة، عن محمد بن سفيان البزوفري، عن أحمد بن
إدريس، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح،
عن هشام بن أحمر، عن سالمة مولاة أبي عبد الله (عليه السلام) قالت: كنت عند أبي عبد الله
جعفر بن محمد (عليهما السلام) حين حضرته الوفاة وأغمي عليه فلما أفاق قال: أعطوا الحسن
ابن علي بن علي بن الحسين - وهو الأفطس - سبعين دينارا وأعطوا فلانا كذا وفلانا
كذا فقلت: أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك قال: تريدين أن لا
أكون من الذين قال الله عز وجل: (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون



(1) الكافي: 2 / 347 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 348 ح 8.
(3) عقاب الأعمال: 289.
152
ربهم ويخافون سوء الحساب) (1)، نعم يا سالمة أن الله تعالى خلق الجنة فطيبها
وطيب ريحها وأن ريحها ليوجد من مسيرة ألفي عام ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع
رحم (2).
وفي هذا المجال راجع الوافي: 5 / 915، والمحجة البيضاء: 3 / 427،
وبحار الأنوار: 71 / 87، فإن فيها أكثر من مأة رواية، وجامع أحاديث الشيعة:
16 / 256 وفيها أيضا أكثر من مأة رواية. والحمد لله على جميع النعم.



(1) سورة الرعد: 21.
(2) الغيبة: 119.
153
الرخاء
[4336] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن جميل بن صالح، عن عبد الملك بن غالب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثماني خصال: وقورا عند الهزاهز، صبورا عند البلاء،
شكورا عند الرخاء، قانعا بما رزقه الله، لا يظلم الأعداء، ولا يتحامل للأصدقاء،
بدنه منه في تعب والناس منه في راحة، أن العلم خليل المؤمن والحلم وزيره والعقل
أمير جنوده والرفق أخوه والبر والده (1).
[4337] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن سليمان
الجعفري، عن أبي الحسن الرضا عن أبيه (عليهما السلام) قال: رفع إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوم في
بعض غزواته فقال: من القوم؟ فقالوا: مؤمنون يا رسول الله قال: وما بلغ من
إيمانكم؟ قالوا: الصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بالقضاء، فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): حلماء علماء كادوا من الفقه أن يكونوا أنبياء إن كنتم كما تصفون فلا
تبنوا ما لا تسكنون ولا تجمعوا مالا تأكلون واتقوا الله الذي إليه ترجعون (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4338] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن مهران، عن منصور بن يونس، عن هارون بن خارجه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)



(1) الكافي: 2 / 47 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 48 ح 4.
154
قال: إن الدعاء في الرخاء يستخرج الحوائج في البلاء (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4339] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن
سماعة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من سره أن يستجاب له في الشدة فليكثر الدعاء في
الرخاء (2).
الرواية موثقة سندا.
[4340] 5 - الصدوق قال: روى أحمد بن إسحاق بن سعد، عن عبد الله بن ميمون، عن
الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال الفضل بن العباس: أهدي إلى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بغلة أهداها له كسرى أو قيصر فركبها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بجل من شعر
واردفني خلفه ثم قال لي: يا غلام احفظ الله يحفظك واحفظ الله تجده أمامك تعرف إلى
الله عز وجل في الرخاء يعرفك في الشدة إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله عز وجل
فقد مضى القلم بما هو كائن فلو جهد الناس أن ينفعوك بأمر لم يكتبه الله لك لم يقدروا
عليه ولو جهدوا أن يضروك بأمر لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه فإن استطعت أن
تعمل بالصبر مع اليقين فافعل فإن لم تستطع فاصبر فإن في الصبر على ما تكره خيرا
كثيرا واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا ان مع
العسر يسرا (3).
[4341] 6 - الصدوق بإسناده، عن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لم تكونوا مؤمنين حتى
تكونوا مؤتمنين، وحتى تعدوا نعمة الرخاء مصيبة وذلك أن الصبر على البلاء أفضل
من العافية عند الرخاء (4).



(1) الكافي: 2 / 472 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 472 ح 4.
(3) الفقيه: 4 / 412 ح 5900.
(4) صفات الشيعة: 180، ونقل عنه في بحار الأنوار: 64 / 304.
155
[4342] 7 - الطوسي، عن المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن ابن
عيسى، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن أبي فاخته قال: كنت أنا وأبو سلمة
السراج ويونس بن يعقوب والفضيل بن يسار عند أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام)
فقلت له: جعلت فداك إني أحضر مجالس هؤلاء القوم فأذكركم في نفسي فأي شيء
أقول: فقال: يا حسين إذا حضرت مجالس هؤلاء فقل: اللهم أرنا الرخاء والسرور
فإنك تأتي على ما تريد قال: فقلت جعلت فداك إني أذكر الحسين بن علي (عليه السلام) فأي
شيء أقول إذا ذكرته فقال: قل: «صلى الله عليك يا أبا عبد الله» تكررها ثلاثا ثم
أقبل علينا وقال: إن أبا عبد الله لما قتل بكت عليه السماوات السبع والأرضون السبع
وما فيهن وما بينهن ومن يتقلب في الجنة والنار وما يرى وما لا يرى إلا ثلاثة أشياء
فإنها لم تبك عليه فقلت: جعلت فداك وما هذه الثلاثة الأشياء التي لم تبك عليه؟
فقال: البصرة ودمشق وآل الحكم بن أبي العاص (1).
[4343] 8 - الطوسي، عن المفيد، عن زيد بن محمد بن جعفر السلمي، عن الحسن بن
الحكم الكندي، عن إسماعيل بن صبيح اليشكري، عن خالد بن العلا، عن المنهال
ابن عمر قال: كنت جالسا مع محمد بن علي الباقر (عليه السلام) إذ جاءه رجل فسلم عليه فرد
عليه السلام قال الرجل: كيف أنتم؟ فقال له محمد (عليه السلام): أوما آن لكم أن تعلموا كيف
نحن، إنما مثلنا في هذه الامة مثل بني إسرائيل كان يذبح أبناؤهم وتستحيا نساؤهم ألا
وإن هؤلاء يذبحون أبناءنا ويستحيون نساءنا زعمت العرب أن لهم فضلا على العجم
فقالت العجم وبما ذلك؟ قالوا: كان محمد منا عربيا قالوا لهم: صدقتم وزعمت قريش
أن لها فضلا على غيرها من العرب فقالت لهم العرب من غيرهم وبما ذاك؟ قالوا: كان
محمد قرشيا قالوا لهم صدقتم فإن كان القوم صدقوا فلنا فضل على الناس لأنا ذرية
محمد وأهل بيته خاصة وعترته لا يشركنا في ذلك غيرنا. فقال له الرجل: والله إني



(1) أمالي الطوسي: المجلس الثاني ح 42 الرقم 73 / 54.
156
لأحبكم أهل البيت قال: فاتخذ للبلاء جلبابا فوالله إنه لأسرع إلينا وإلى شيعتنا من
السيل في الوادي وبنا يبدو البلاء ثم بكم وبنا يبدوا الرخاء ثم بكم (1).
[4344] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده للأشتر النخعي:...
وليس أحد من الرعية أثقل على الوالي مؤونة في الرخاء وأقل معونة له في
البلاء... (2).
ولهذا العهد سند معتبر كما مر منا مرارا.
[4345] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: عند تناهي الشدة تكون الفرجة
وعند تضايق حلق البلاء يكون الرخاء (3).
الروايات في هذا المجال متعددة مبثوثة في كتب الأخبار فإن شئت أكثر من هذا
فراجعها.



(1) أمالي الطوسي: المجلس السادس ح 7 الرقم 255 / 154.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 351.
157
رد المظالم إلى أهلها
[4346] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
هارون بن الجهم، عن المفضل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: الظلم ثلاثة: ظلم يغفره الله وظلم لا يغفره الله وظلم لا يدعه الله، فأما الظلم
الذي لا يغفره فالشرك وأما الظلم الذي يغفره فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله وأما
الظلم الذي لا يدعه فالمداينة بين العباد (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها. المداينة: المجازاة.
[4347] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحجال، عن غالب بن
محمد، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (إن ربك لبالمرصاد) (2) قال:
قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة (3).
[4348] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن وهب بن
عبد ربه، وعبيد الله الطويل، عن شيخ من النخع قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إني لم
أزل واليا منذ زمن الحجاج إلى يومي هذا فهل لي من توبة؟ قال: فسكت ثم أعدت
عليه فقال: لا حتى تؤدي إلى كل ذي حق حقه (4).
[4349] 4 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن حماد بن



(1) الكافي: 2 / 330 ح 1.
(2) سورة الفجر: 14.
(3) الكافي: 2 / 331 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 331 ح 3.
158
عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن فضيل بن يسار قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): من أكل
من مال أخيه ظلما ولم يرده عليه أكل جذوة من النار يوم القيامة (1).
الرواية صحيحة الإسناد. الجذوة: الجمرة الملتهبة من النار.
[4350] 5 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر، عن ابن أبي الخطاب، عن
ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي عبيدة الحذاء قال قال أبو جعفر (عليه السلام): قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من اقتطع مال مؤمن غصبا بغير حله لم يزل الله عز وجل معرضا عنه ماقتا
لأعماله التي يعملها من البر والخير لا يثبتها في حسناته حتى يتوب ويرد المال الذي
أخذه إلى صاحبه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4351] 6 - الصدوق، عن ابن ماجيلويه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي،
عن السكوني، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
أعظم الخطايا اقتطاع مال امرء مسلم بغير حق (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4352] 7 - الشيخ ورام بن أبي فراس رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: لا يأخذن
أحدكم متاع أخيه جادا ولا لاعبا، من أخذ عصا أخيه فليردها عليه (4).
[4353] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا عدل أفضل من رد
المظالم (5).
[4354] 9 - القاضي نعمان المصري رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال في حديث: فمن نال
من رجل شيئا من عرض أو مال وجب عليه الاستحلال من ذلك والانفصال من كل



(1) عقاب الأعمال: 322 ح 8.
(2) و (3) عقاب الأعمال: 322 ح 9 و 10.
(4) تنبيه الخواطر: 11.
(5) غرر الحكم: 2 / 851 ح 404.
159
ما كان منه إليه وإن كان قد مات فليتنصل من المال إلى ورثته وليتب إلى الله مما أتى إليه
حتى يطلع عليه بالندم والتوبة والانفصال ثم قال (عليه السلام): ولست بأخذ في تأويل
الوعيد في أموال الناس ولكني أرى أن تؤدي إليهم إن كانت قائمة في يدي من اغتصبها
ويتنصل إليهم منها وإن فوتها المغتصب أعطى العوض منها فإن لم يعرف أهلها تصدق
بها عنهم على الفقراء والمساكين وتاب إلى الله عز وجل مما فعل (1).
[4355] 10 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: درهم يرده العبد
إلى الخصماء خير له من عبادة ألف سنة وخير له من عتق ألف رقبة وخير له من ألف
حجة وعمرة.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): من رد درهما إلى الخصماء أعتق الله رقبته من النار وأعطاه بكل دانق
ثواب نبي وبكل درهم مدينة من درة حمراء.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): من رد أدنى شيء إلى الخصماء جعل الله بينه وبين النار سترا كما بين
السماء والأرض ويكون في عداد الشهداء.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): من أرضى الخصماء من نفسه وجبت له الجنة بغير حساب ويكون في
الجنة رفيق إسماعيل بن إبراهيم.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): إن في الجنة مدائن من نور وعلى المدائن أبواب من ذهب مكلل بالدر
والياقوت وفي جوف المدائن قباب من مسك وزعفران من نظر إلى تلك المدائن يتمنى
أن يكون له مدينة منها قالوا: يا نبي الله لمن هذه المدائن؟ قال: للتائبين النادمين من
المؤمنين المرضين للخصماء من أنفسهم فإن العبد إذا رد درهما إلى الخصماء خير له من
صيام النهار وقيام الليل ومن رد ناداه ملك من تحت العرش يا عبد الله استأنف العمل
فقد غفر لك ما تقدم من ذنبك.
وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لرد دانق من حرام يعدل عند الله سبعين ألف حجة مبرورة.



(1) دعائم الاسلام: 2 / 485 ح 1731.
160
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): من مات غير تائب زفرت جهنم في وجهه ثلاث زفرات: فأولها
لا تبقي دمعة إلا خرجت من عينيه والزفرة الثانية لا يبقى دم إلا خرج من منخريه
والزفرة الثالثة لا يبقى قيح إلا خرج من فمه فرحم الله من تاب وأرضى الخصماء فمن فعل
فأنا كفيله في الجنة (1).
في هذا المجال راجع إن شئت وسائل الشيعة: 11 / 342، ومستدرك الوسائل:
12 / 103، وقد مر منا في عنوان التوبة ما يدل على ذلك.



(1) جامع الأخبار: 442 و 441 ح (10 - 4).
161
الرذائل
[4356] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد، عن
أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أصول الكفر ثلاثة: الحرص والاستكبار
والحسد فأما الحرص فإن آدم (عليه السلام) حين نهي عن الشجرة حمله الحرص على أن أكل
منها وأما الاستكبار فإبليس حيث أمر بالسجود لآدم فأبى وأما الحسد فابنا آدم
حيث قتل أحدهما صاحبه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4357] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن نوح بن
شعيب، عن عبد الله الدهقان، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أول ما عصى الله عز وجل به ست: حب الدنيا وحب الرئاسة وحب
الطعام وحب النوم وحب الراحة وحب النساء (2).
[4358] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن داود بن
النعمان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الناس فقال:
ألا أخبركم بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: الذي يمنع رفده ويضرب عبده
ويتزود وحده فظنوا أن الله لم يخلق خلقا هو شر من هذا ثم قال: ألا أخبركم بمن هو
شر من ذلك؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: الذي لا يرجى خيره ولا يؤمن شره فظنوا



(1) الكافي: 2 / 289 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 289 ح 3.
162
أن الله لم يخلق خلقا هو شر من هذا ثم قال: ألا أخبركم بمن هو شر من ذلك؟ قالوا:
بلى يا رسول الله قال: المتفحش اللعان الذي إذا ذكر عنده المؤمنون لعنهم وإذا ذكروه
لعنوه (1).
[4359] 4 - الكليني، عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه،
جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي حمزة، عن جابر بن عبد الله قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أخبركم بشرار رجالكم؟ قلنا: بلى يا رسول الله فقال: إن
من شرار رجالكم البهات الجرىء الفحاش الآكل وحده والمانع رفده والضارب
عبده والملجى عياله إلى غيره (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4360] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من علامات الشقاء جمود العين وقسوة
القلب وشدة الحرص في طلب الدنيا والإصرار على الذنب (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4361] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا اخبركم بأبعدكم مني
شبها؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: الفاحش المتفحش البذىء البخيل المختال الحقود
الحسود القاسي القلب البعيد من كل خير يرجى غير المأمون من كل شر يتقى (4).
[4362] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن محمد بن حفص، عن إسماعيل بن دبيس،
عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا خلق الله العبد في أصل الخلقة كافرا لم يمت



(1) الكافي: 2 / 290 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 292 ح 13.
(3) الكافي: 2 / 290 ح 6.
(4) الكافي: 2 / 291 ح 9.
163
حتى يحبب الله إليه الشر فيقرب منه فابتلاه بالكبر والجبرية فقسا قلبه وساء خلقه
وغلظ وجهه وظهر فحشه وقل حياؤه وكشف الله ستره وركب المحارم فلم ينزع عنها
ثم ركب معاصي الله وأبغض طاعته ووثب على الناس، لا يشبع من الخصومات
فاسألوا الله العافية واطلبوها منه (1).
[4363] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا أرذل الله عبدا حظر عليه
العلم (2).
[4364] 9 - السروي رفعه وقال: قال معاوية للحسن بن علي (عليه السلام): أنا خير منك يا حسن
قال: وكيف ذاك يا ابن هند؟ قال: لأن الناس قد أجمعوا علي ولم يجمعوا عليك قال:
هيهات هيهات لشر ما علوت يا ابن آكلة الأكباد المجتمعون عليك رجلان بين مطيع
ومكره فالطائع لك عاص لله والمكره معذور بكتاب الله وحاش لله أن أقول أنا خير
منك فلا خير فيك ولكن الله برأني من الرذائل كما برأك من الفضائل (3).
[4365] 10 - الأربلي رفعه وقال: خطب الحسين (عليه السلام) فقال: أيها الناس نافسوا في المكارم
وسارعوا في المغانم ولا تحتسبوا بمعروف لم تعجلوا واكسبوا الحمد بالنجح ولا
تكتسبوا بالمطل ذما فمهما يكن لأحد عند أحد صنيعه له رأى انه لا يقوم بشكرها فالله
له بمكافاته فإنه أجزل عطاء وأعظم أجرا واعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعم الله
عليكم فلا تملوا النعم فتحور نقما واعلموا أن المعروف مكسب حمدا ومعقب أجرا فلو
رأيتم المعروف رجلا رأيتموه حسنا جميلا تسر الناظرين ولو رأيتم اللؤم رأيتموه
سمجا مشوها تنفر منه القلوب وتغض دونه الأبصار أيها الناس من جاد ساد ومن بخل
رذل وان أجود الناس من أعطى من لا يرجوه وإن أعفى الناس من عفا عن قدره وان



(1) الكافي: 2 / 330 ح 2.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 288.
(3) المناقب: 4 / 22. ونقل عنه في بحار الأنوار: 44 / 104 ح 12.
164
أوصل الناس من وصل من قطعه والأصول على مغارسها بفروعها تسمو فمن تعجل
لأخيه خيرا وجده إذا قدم عليه غدا ومن أراد الله تبارك وتعالى بالصنيعة إلى أخيه
كافأه بها في وقت حاجته وصرف عنه من بلاء الدنيا ما هو أكثر منه ومن نفس كربة
مؤمن فرج الله عنه كرب الدنيا والآخرة ومن أحسن أحسن الله إليه والله يحب
المحسنين (1).



(1) كشف الغمة: 2 / 241. ونقل عنه في بحار الأنوار: 75 / 121 ح 4.
165
الرزق
الرزق وحدوده وأنه مقسوم
[4366] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن
محبوب، عن أبي ولاد الحناط، وعبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من
صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضي الناس بسخط الله ولا يلومهم على ما لم يؤته الله
فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره ولو أن أحدكم فر من رزقه
كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت، ثم قال: إن الله بعدله وقسطه جعل
الروح والراحة في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن في الشك والسخط (1).
الرواية صحيحة الإسناد بسنديها.
[4367] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
في حجة الوداع فقال: يا أيها الناس والله ما من شيء يقربكم من الجنة ويباعدكم من
النار إلا وقد أمرتكم به وما من شيء يقربكم من النار ويباعدكم من الجنة إلا وقد
نهيتكم عنه ألا وان الروح الأمين نفث في روعي انه لن تموت نفس حتى تستكمل
رزقها فاتقوا الله واجملوا في الطلب ولا يحمل أحدكم استبطاء شيء من الرزق أن
يطلبه بغير حله فإنه لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته (2).



(1) الكافي: 2 / 57 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 74 ح 2.
166
الرواية موثقة سندا.
[4368] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي،
عن داود الحذاء، عن محمد بن صغير، عن جده شعيب، عن مفضل قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): لولا إلحاح المؤمنين على الله في طلب الرزق لنقلهم من الحال التي هم
فيها حال أضيق منها (1).
[4369] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن الوشاء،
عن عبد الله بن سنان، عن الوليد بن صبيح قال: سمعته يقول: ثلاثة ترد عليهم
دعوتهم: رجل رزقه الله مالا فأنفقه في غير وجهه ثم قال يا رب ارزقني فيقال له ألم
أرزقك، ورجل دعا على امرأته وهو لها ظالم فيقال له ألم أجعل أمرها بيدك، ورجل
جلس في بيته وقال يا رب ارزقني فيقال له ألم أجعل لك السبيل إلى طلب
الرزق (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4370] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن عبد الله بن عامر، عن علي بن مهزيار،
عن جعفر بن محمد الهاشمي، عن أبي حفص العطار شيخ من أهل المدينة قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا صلى أحدكم المكتوبة وخرج من
المسجد فليقف بباب المسجد ثم ليقل: اللهم دعوتني فأجبت دعوتك وصليت
مكتوبتك وانتشرت في أرضك كما أمرتني فأسألك من فضلك العمل بطاعتك
واجتناب سخطك والكفاف من الرزق برحمتك (3).
[4371] 6 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن ابن فضال، عن صفوان الجمال،



(1) الكافي: 2 / 261 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 511 ح 3.
(3) الكافي: 3 / 309 ح 4.
167
عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله عز وجل: (للسائل والمحروم) قال: المحروم المحارف الذي قد
حرم كد يده في الشراء والبيع.
وفي رواية اخرى عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) أنهما قالا: المحروم الرجل الذي
ليس بعقله بأس ولم يبسط له في الرزق وهو محارف (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4372] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن
سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا أصبح خرج غاديا في
طلب الرزق، فقيل له: يا ابن رسول الله أين تذهب؟ فقال: أتصدق لعيالي، قيل له:
أتتصدق؟ قال: من طلب الحلال فهو من الله عز وجل صدقة عليه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4373] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن الوليد بن صبيح قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام)
فجاءه سائل فأعطاه ثم جاءه آخر فأعطاه ثم جاءه آخر فإعطاء ثم جاءه آخر فقال:
يسع الله عليك ثم قال: إن رجلا لو كان له مال يبلغ ثلاثين أو أربعين ألف درهم ثم شاء
أن لا يبقى منها إلا وضعها في حق لفعل فيبقى لا مال له فيكون من الثلاثة الذين يرد
دعاؤهم قلت: من هم؟ قال: أحدهم رجل كان له مال فأنفقه في غير وجهه ثم قال:
يا رب ارزقني، فقال له: ألم أجعل لك سبيلا إلى طلب الرزق؟ (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4374] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن



(1) الكافي: 3 / 500 ح 12.
(2) الكافي: 4 / 12 ح 11.
(3) الكافي: 4 / 16 ح 1.
168
عمر بن حفص، عن سعيد بن يسار قال قال أبو عبد الله (عليه السلام) عشية من العشيات،
ونحن بمنى وهو يحثني على الحج ويرغبني فيه: يا سعيد أيما عبد رزقه الله رزقا من
رزقه فأخذ ذلك الرزق فأنفقه على نفسه وعلى عياله ثم أخرجهم قد ضحاهم
بالشمس حتى يقدم بهم عشية عرفة إلى الموقف فيقيل ألم تر فرجا تكون هناك فيها
خلل وليس فيها أحد، فقلت: بلى جعلت فداك، فقال: يجيىء بهم قد ضحاهم حتى
يشعب بهم تلك الفرج، فيقول الله تبارك وتعالى: لا شريك له عبدي رزقته من رزقي
فأخذ ذلك الرزق فأنفقه فضحى به نفسه وعياله ثم جاء بهم حتى شعب بهم هذه
الفرجة التماس مغفرتي أغفر له ذنبه وأكفيه ما أهمه وأرزقه قال سعيد مع أشياء قالها
نحوا من عشرة (1).
[4375] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الرزق رزقان: طالب
ومطلوب، فمن طلب الدنيا طلبه الموت حتى يخرجه عنها ومن طلب الآخرة طلبته
الدنيا حتى يستوفي رزقه منها (2).
الدعاء للرزق
[4376] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
يونس، عن أبي بصير قال: قلت: لأبي عبد الله (عليه السلام) لقد استبطأت الرزق، فغضب ثم
قال لي: قل: اللهم إنك تكفلت برزقي ورزق كل دابة يا خير مدعو ويا خير من أعطى
ويا خير من سئل ويا أفضل مرتجى افعل بي كذا وكذا (3).
الرواية موثقة سندا.



(1) الكافي: 4 / 263 ح 44.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 431.
(3) الكافي: 2 / 551 ح 2.
169
[4377] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن
عمر اليماني، عن زيد الشحام، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ادع في طلب الرزق في
المكتوبة وأنت ساجد يا خير المسؤولين ويا خير المعطين ارزقني وارزق عيالي من
فضلك الواسع فإنك ذو الفضل العظيم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4378] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد، عن
أبي الحسن (عليه السلام) قال سمعته يقول: نظر أبو جعفر (عليه السلام) إلى رجل وهو يقول: اللهم إني
أسألك من رزقك الحلال، فقال أبو جعفر (عليه السلام): سألت قوت النبيين، قل: اللهم إني
أسألك رزقا حلالا واسعا طيبا من رزقك (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4379] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر قال: قلت للرضا (عليه السلام): جعلت فداك ادع الله أن يرزقني الحلال
فقال: أتدري ما الحلال؟ قلت: الذي عندنا الكسب الطيب، فقال: كان علي بن
الحسين (عليهما السلام) يقول: الحلال هو قوت المصطفين، ثم قال: قل: أسألك من رزقك
الواسع (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4380] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن
محمد بن أبي داود، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
فقال: يا رسول الله اني ذو عيال وعلي دين وقد اشتدت حالي فعلمني دعاء أدعو



(1) الكافي: 2 / 551 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 552 ح 8.
(3) الكافي: 2 / 552 ح 9.
170
الله عز وجل به ليرزقني ما أقضي به ديني وأستعين به على عيالي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
يا عبد الله توضأ وأسبغ وضوءك ثم صل ركعتين تتم الركوع والسجود ثم قل: «يا
ماجد يا واحد يا كريم يا دائم أتوجه إليك بمحمد نبيك نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم) يا محمد
يا رسول الله إني أتوجه بك إلى الله ربك وربي ورب كل شيء أن تصلي على محمد وأهل
بيته وأسألك نفحة كريمة من نفحاتك وفتحا يسيرا ورزقا واسعا ألم به شعثي وأقضي
به ديني وأستعين به علي عيالي» (1).
قد مر منا في عنوان الدعاء ما يفيد في المقام، وراجع أيضا الكافي: 2 / 550 إن
شئت.
الصلاة في طلب الرزق
[4381] 1 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى،
عن ابن مسكان، عن محمد بن علي الحلبي قال: شكى رجل إلى أبي عبد الله (عليه السلام) الفاقة
والحرفة في التجارة بعد يسار قد كان فيه ما يتوجه في حاجة إلا ضاقت عليه المعيشة،
فأمره أبو عبد الله (عليه السلام) أن يأتي مقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين القبر والمنبر فيصلي ركعتين
ويقول مائة مرة: «اللهم إني أسألك بقوتك وقدرتك وبعزتك وما أحاط به علمك أن
تيسر لي من التجارة أوسعها رزقا وأعمها فضلا وخيرها عاقبة» قال الرجل: ففعلت
ما أمرني به فما توجهت بعد ذلك في وجه إلا رزقني الله (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4382] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران، عن
صباح الحذاء، عن ابن الطيار، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): انه كان في يدي شيء



(1) الكافي: 2 / 55 ح 6.
(2) الكافي: 3 / 473 ح 1.
171
تفرق وضقت ضيقا شديدا، فقال لي: ألك حانوت في السوق؟ قلت: نعم وقد
تركته، فقال: إذا رجعت إلى الكوفة فاقعد في حانوتك واكنسه فإذا أردت أن تخرج
إلى سوقك فصل ركعتين أو أربع ركعات ثم قل في دبر صلاتك: «توجهت بلا حول
مني ولا قوة ولكن بحولك وقوتك أبرء إليك من الحول والقوة إلا بك فأنت حولي
ومنك قوتي، اللهم فارزقني من فضلك الواسع رزقا كثيرا طيبا وأنا خافض في
عافيتك فإنه لا يملك ها أحد غيرك، قال: ففعلت ذلك وكنت أخرج إلى دكاني حتى
خفت أن يأخذني الجابي بأجرة دكاني وما عندي شيء، قال: فجاء جالب بمتاع فقال
لي: تكريني نصف بيتك، فاكريته نصف بيتي بكرى البيت كله قال: وعرض متاعه
فأعطى به شيئا لم يبعه فقلت له: هل لك إلى خير تبيعني عدلا من متاعك هذا أبيعه
وآخذ فضله وأدفع إليك ثمنه؟ قال: وكيف لي بذلك قال: قلت: ولك الله علي بذلك،
قال: فخذ عدلا منها فأخذته ورقمته وجاء برد شديد فبعت المتاع من يومي ودفعت
إليه الثمن وأخذت الفضل وفما زلت آخذ عدلا عدلا فأبيعه وآخذ فضله وأرد عليه من
رأس المال حتى ركبت الدواب واشتريت الرقيق وبنيت الدور (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[4383] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
ابن الوليد بن صبيح، عن أبيه قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا وليد أين حانوتك من
المسجد؟ فقلت: على بابه فقال: إذا أردت أن تأتي حانوتك فابدء بالمسجد فصل فيه
ركعتين أو أربعا ثم قل: «غدوت بحول الله وقوته وغدوت بلا حول مني ولا قوة بل
بحولك وقوتك يا رب اللهم إني عبدك التمس من فضلك كما أمرتني فيسر لي ذلك وأنا
خافض في عافيتك» (2).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) - (2) الكافي: 3 / 474 ح 3 و 4.
172
[4384] 4 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله
ابن أحمد، عن الحسن بن عروة بن أخت شعيب العقرقوفي، عن خاله شعيب قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام): من جاع فليتوضأ وليصل ركعتين ثم يقول: «يا رب إني جائع
فأطعمني» فانه يطعم من ساعته (1).
[4385] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن الوليد
ابن صبيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا غدوت في حاجتك بعد أن تجب الصلاة
فصل ركعتين فإذا فرغت من التشهد قلت: اللهم إني غدوت التمس من فضلك كما
أمرتني فارزقني رزقا حلالا طيبا وأعطني فيما رزقني العافية». تعيدها ثلاث مرات
ثم تصلي ركعتين أخراوين فإذا فرغت من التشهد قلت: بحول الله وقوته غدوت بغير
حول مني ولا قوة ولكن بحولك يا رب وقوتك وأبرء إليك من الحول والقوة اللهم اني
أسألك بركة هذا اليوم وبركة أهله وأسألك أن ترزقني من فضلك رزقا واسعا طيبا
حلالا تسوقه إلي بحولك وقوتك وأنا خافض في عافيتك» تقولها ثلاثا (2).
الرواية صحيحة الإسناد. وان شئت أكثر من هذا فراجع الكافي: 3 / 473.
نهى الصوفية من طلب الرزق واحتجاج أبي عبد الله (عليه السلام) معهم
[4386] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة
قال: دخل سفيان الثوري على أبي عبد الله (عليه السلام) فرأى عليه ثياب بيض كأنها غرقىء
البيض فقال له: إن هذا اللباس ليس من لباسك فقال له: اسمع مني وع ما أقول لك
فإنه خير لك عاجلا وآجلا إن أنت مت على السنة والحق ولم تمت على بدعة أخبرك
أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في زمان مقفر جدب فأما إذا أقبلت الدنيا فأحق أهلها بها



(1) الكافي: 3 / 475 ح 6.
(2) الكافي: 3 / 475 ح 7.
173
أبرارها لا فجارها ومؤمنوها لا منافقوها ومسلموها لا كفارها فما أنكرت يا ثوري
فوالله إنني لمع ما ترى ما أتي علي مذ عقلت صباح ولا مساء ولله في مالي حق أمرني أن
أضعه موضعا إلا وضعته.
قال: فأتاه قوم ممن يظهرون الزهد ويدعون الناس أن يكونوا معهم على مثل
الذي هم عليه من التقشف فقالوا له: إن صاحبنا حصر عن كلامك ولم تحضره حججه
فقال لهم: فهاتوا حججكم، فقالوا له: إن حججنا من كتاب الله فقال لهم: فأدلوا بها
فإنها أحق ما اتبع وعمل به فقالوا: يقول الله تبارك وتعالى مخبرا عن قوم من أصحاب
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه
فأولئك هم المفلحون) (1) فمدح فعلهم وقال في موضع آخر: (ويطعمون الطعام
على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) (2) فنحن نكتفي بهذا فقال رجل من الجلساء إنا
رأيناكم تزهدون في الأطعمة الطيبة ومع ذلك تأمرون الناس بالخروج من أموالهم
حتى تمتعوا أنتم منها؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): دعوا عنكم ما لا تنتفعون به أخبروني أيها
النفر ألكم علم بناسخ القرآن من منسوخه ومحكمه من متشابهه الذي في مثله ضل من
ضل وهلك من هلك من هذه الامة؟ فقالوا له: أو بعضه فأما كله فلا فقال لهم: فمن هنا
أتيتم وكذلك أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأما ما ذكرتم من إخبار الله عز وجل إيانا في كتابه
عن القوم الذين أخبر عنهم بحسن فعالهم فقد كان مباحا جائزا ولم يكونوا نهوا عنه
وثوابهم منه على الله عز وجل وذلك ان الله جل وتقدس أمر بخلاف ما عملوا به فصار أمره
ناسخا لفعلهم وكان نهي الله تبارك وتعالى رحمة منه للمؤمنين ونظرا لكيلا يضروا
بأنفسهم وعيالاتهم منهم الضعفة الصغار والولدان والشيخ الفاني والعجوز الكبيرة
الذين لا يصبرون على الجوع فإن تصدقت برغيفي ولا رغيف لي غيره ضاعوا وهلكوا



(1) سورة الحشر: 10.
(2) سورة الدهر: 8.
174
جوعا فمن ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خمس تمرات أو خمس قرص أو دنانير أو دراهم
يملكها الإنسان وهو يريد أن يمضيها فأفضلها ما أنفقه الإنسان على والديه ثم
الثانية على نفسه وعياله ثم الثالثة على قرابته الفقراء ثم الرابعة على جيرانه
الفقراء ثم الخامسة في سبيل الله وهو أخسها أجرا وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للأنصاري
حين أعتق عند موته خمسة أو ستة من الرقيق ولم يكن يملك غيرهم وله أولاد صغار:
لو أعلمتموني أمره ما تركتكم تدفنوه مع المسلمين يترك صبية صغارا يتكففون
الناس.
ثم قال: حدثني أبي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال إبدأ بمن تعول الأدنى فالأدنى ثم هذا
ما نطق به الكتاب ردا لقولكم ونهيا عنه مفروضا من الله العزيز الحكيم قال:
(والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) (1) أفلا ترون ان
الله تبارك وتعالى قال غير ما أراكم تدعون الناس إليه من الأثرة على أنفسهم وسمى
من فعل ما تدعون الناس إليه مسرفا وفي غير آية من كتاب الله يقول: (إنه لا يحب
المسرفين) (2) فنهاهم عن الإسراف ونهاهم عن التقتير ولكن أمر بين أمرين
لا يعطي جميع ما عنده، ثم يدعو الله أن يرزقه فلا يستجيب له للحديث الذي جاء عن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إن أصنافا من امتي لا يستجاب لهم دعاؤهم: رجل يدعو على والديه
ورجل يدعو على غريم ذهب له بمال فلم يكتب عليه ولم يشهد عليه ورجل يدعو
على امرأته وقد جعل الله عز وجل تخلية سبيلها بيده ورجل يقعد في بيته ويقول: رب
ارزقني ولا يخرج ولا يطلب الرزق فيقول الله عز وجل له: عبدي ألم أجعل لك السبيل إلى
الطلب والضرب في الأرض بجوارح صحيحة فتكون قد أعذرت فيما بيني وبينك في
الطلب لاتباع أمري ولكيلا تكون كلا على أهلك فإن شئت رزقتك وإن شئت قترت



(1) سورة الفرقان: 67.
(2) سورتي الأنعام: 141، الأعراف: 31.
175
عليك وأنت غير معذور عندي ورجل رزقه الله مالا كثيرا فأنفقه ثم أقبل يدعو يا رب
ارزقني فيقول الله عز وجل: ألم أرزقك رزقا واسعا فهلا اقتصدت فيه كما أمرتك ولم تسرف
وقد نهيتك عن الإسراف ورجل يدعو في قطيعة رحم.
ثم علم الله نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) كيف ينفق وذلك أنه كانت عنده أوقية من الذهب فكره أن
يبيت عنده فتصدق بها فأصبح وليس عنده شيء وجاءه من يسأله فلم يكن عنده ما
يعطيه فلامه السائل واغتم هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه وكان رحيما رقيقا فأدب
الله تعالى نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بأمره فقال: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل
البسط فتقعد ملوما محسورا) (1) يقول: إن الناس قد يسألونك ولا يعذرونك فإذا
أعطيت جميع ما عندك من المال كنت قد حسرت من المال.
فهذه أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصدقها الكتاب والكتاب يصدقه أهله من
المؤمنين وقال أبو بكر عند موته حيث قيل له: أوص فقال أوصي بالخمس والخمس
كثير فإن الله تعالى قد رضي بالخمس فأوصى بالخمس وقد جعل الله عز وجل له الثلث عند
موته ولو علم أن الثلث خير له أوصى به ثم من قد علمتم بعده في فضله وزهده سلمان
وأبو ذر رضي الله عنهما فأما سلمان فكان إذا أخذ عطاه رفع منه قوته لسنته حتى
يحضر عطاؤه من قابل فقيل له: يا أبا عبد الله أنت في زهدك تصنع هذا وأنت لا تدري
لعلك تموت اليوم أو غدا فكان جوابه أن قال: ما لكم لا ترجون لي البقاء كما خفتم
علي الفناء، أما علمتم يا جهلة أن النفس قد تلتاث على صاحبها إذا لم يكن لها من
العيش ما يعتمد عليه فإذا هي أحرزت معيشتها اطمأنت وأما أبو ذر فكانت له
نويقات وشويهات يحلبها ويذبح منها إذا اشتهى أهله اللحم أو نزل به ضيف أو رأى
بأهل الماء الذين هم معه خصاصة نحر لهم الجزور أو من الشياة على قدر ما يذهب
عنهم بقرم اللحم فيقسمه بينهم ويأخذ هو كنصيب واحد منهم لا يتفضل عليهم ومن



(1) سورة الإسراء: 31.
176
أزهد من هؤلاء وقد قال فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما قال ولم يبلغ من أمرهما أن صارا
لا يملكان شيئا البتة كما تأمرون الناس بإلقاء أمتعتهم وشيئهم ويؤثرون به على أنفسهم
وعيالاتهم.
واعلموا أيها النفر أني سمعت أبي يروي عن آبائه (عليهم السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال
يوما: ما عجبت من شيء كعجبي من المؤمن انه إن قرض جسده في دار الدنيا
بالمقاريض كان خيرا له وان ملك ما بين مشارق الأرض ومغاربها كان خيرا له وكل
ما يصنع الله عز وجل به فهو خير له فليت شعري هل يحيق فيكم ما قد شرحت لكم منذ اليوم
أم أزيدكم أما علمتم ان الله عز وجل قد فرض على المؤمنين في أول الأمر أن يقاتل
الرجل منهم عشرة من المشركين ليس له أن يولي وجهه عنهم ومن ولاهم يومئذ دبره
فقد تبوء مقعده من النار ثم حولهم عن حالهم رحمة منه لهم فصار الرجل منهم عليه أن
يقاتل رجلين من المشركين تخفيفا من الله عز وجل للمؤمنين فنسخ الرجلان العشرة
وأخبروني أيضا عن القضاة أجورة هم حيث يقضون على الرجل منكم نفقة امرأته إذا
قال: إني زاهد وإني لا شيء لي فإن قلتم: جوره ظلمكم أهل الإسلام وإن قلتم بل
عدول خصمتم أنفسكم وحيث تردون صدقة من تصدق على المساكين عند الموت
بأكثر من الثلث.
أخبروني لو كان الناس كلهم كالذين تريدون زهادا لا حاجة لهم في متاع غيرهم
فعلى من كان يتصدق بكفارات الإيمان والنذور والصدقات من فرض الزكاة من
الذهب والفضة والتمر والزبيب وسائر ما وجب فيه الزكاة من الإبل والبقر والغنم وغير
ذلك إذا كان الأمر كما تقولون لا ينبغي لأحد أن يحبس شيئا من عرض الدنيا إلا قدمه
وإن كان به خصاصة فبئسما ذهبتم إليه وحملتم الناس عليه من الجهل بكتاب الله عز وجل
وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) وأحاديثه التي يصدقها الكتاب المنزل وردكم إياها بجهالتكم
وترككم النظر في غرائب القرآن من التفسير بالناسخ من المنسوخ والمحكم والمتشابه
والأمر والنهي.

177
وأخبروني أين أنتم عن سليمان بن داود (عليه السلام) حيث سأل الله ملكا لا ينبغي لأحد من
بعده فأعطاه الله جل اسمه ذلك وكان يقول الحق ويعمل به ثم لم نجد الله عز وجل عاب عليه ذلك
ولا أحدا من المؤمنين وداود النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قبله في ملكه وشدة سلطانه ثم يوسف
النبي (عليه السلام) حيث قال لملك مصر (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) (1)
فكان من أمره الذي كان أن اختار مملكة الملك وما حولها إلى اليمن وكانوا يمتارون
الطعام من عنده لمجاعة أصابتهم وكان يقول الحق ويعمل به فلم نجد أحدا عاب ذلك
عليه ثم ذو القرنين عبد أحب الله فأحبه الله وطوى له الأسباب وملكه مشارق
الأرض ومغاربها وكان يقول الحق ويعمل به ثم لم نجد أحدا عاب ذلك عليه فتأدبوا
أيها النفر بآداب الله عز وجل للمؤمنين واقتصروا على أمر الله ونهيه ودعوا عنكم ما اشتبه
عليكم مما لا علم لكم به وردوا العلم إلى أهله توجروا وتعذروا عند الله تبارك وتعالى
وكونوا في طلب علم ناسخ القرآن من منسوخه ومحكمه من متشابهه وما أحل الله فيه
مما حرم فإنه أقرب لكم من الله وأبعد لكم من الجهل ودعوا الجهالة لأهلها فإن أهل
الجهل كثير وأهل العلم قليل وقد قال الله عز وجل (وفوق كل ذي علم عليم) (2) (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
الاقتداء بالأئمة (عليهم السلام) في التعرض للرزق
[4387] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن
شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن محمد بن المنكدر كان يقول: ما كنت أرى أن علي بن الحسين (عليهما السلام) يدع خلفا
أفضل منه حتى رأيت ابنه محمد بن علي (عليه السلام) فأردت أن أعظه فوعظني فقال له



(1) سورة يوسف: 55.
(2) سورة يوسف: 76.
(3) الكافي: 5 / 65 ح 1.
178
أصحابه: بأي شيء وعظك قال: خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة
فلقيني أبو جعفر محمد بن علي وكان رجلا بادنا ثقيلا وهو متكئ على غلامين
أسودين أو موليين فقلت في نفسي سبحان الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة
على هذه الحال في طلب الدنيا أما لأعظنه فدنوت منه فسلمت عليه فرد علي السلام
بنهر وهو يتصاب عرقا فقلت: أصلحك الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة
على هذه الحال في طلب الدنيا أرأيت لو جاء أجلك وأنت على هذه الحال ما كنت
تصنع؟ فقال: لو جاءني الموت وأنا على هذه الحال جاءني وأنا في طاعة من طاعة الله عز وجل
أكف بها نفسي وعيالي عنك وعن الناس وإنما كنت أخاف أن لو جاءني الموت
وأنا على معصية من معاصي الله فقلت: صدقت يرحمك الله أردت أن أعظك
فوعظتني (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4388] 2 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن الجاموراني، عن الحسن بن علي
بن أبي حمزة، عن أبيه، قال رأيت أبا الحسن (عليه السلام) يعمل في أرض له قد استنقعت
قدماه في العرق فقلت له: جعلت فداك اين الرجال؟ فقال: يا علي قد عمل باليد من
هو خير مني في أرضه ومن أبي، فقلت له: ومن هو فقال: رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وأمير المؤمنين وآبائي (عليهم السلام) كلهم كانوا قد عملوا بأيديهم وهو من عمل النبيين
والمرسلين والأوصياء والصالحين (2).
[4389] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله (عليه السلام) عن أبيه، عن
النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان قال حدثني جميل بن صالح، عن أبي عمرو
الشيباني قال: رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) وبيده مسحاة وعليه ازار غليظ يعمل في حائط له



(1) الكافي: 5 / 73 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 75 ح 10.
179
والعرق يتصاب عن ظهره فقلت: جعلت فداك أعطني أكفك فقال لي: إني أحب أن
يتأذى الرجل بحر الشمس في طلب المعيشة (1).
[4390] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبد الله بن
الدهقان، عن درست، عن عبد الأعلى مولى آل سام قال: استقبلت أبا عبد الله (عليه السلام)
في بعض طرق المدينة في يوم صائف شديد الحر فقلت: جعلت فداك حالك عند الله عز وجل
وقرابتك من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنت تجهد لنفسك في مثل هذا اليوم؟ فقال: يا عبد
الأعلى خرجت في طلب الرزق لاستغني عن مثلك (2).
[4391] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن
بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لقي رجل أمير المؤمنين (عليه السلام) وتحته وسق
من نوى فقال له: ما هذا يا أبا الحسن تحتك؟ فقال: مائة ألف عذق إن شاء الله، قال:
فغرسه فلم يغادر منه نواة واحدة (3).
الرواية موثقة سندا
[4392] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط،
عن محمد بن عذافر، عن أبيه قال: أعطى أبو عبد الله (عليه السلام) أبي ألفا وسبعمائة دينار
فقال له: اتجر بها ثم قال: أما إنه ليس لي رغبة في ربحها وإن كان الربح مرغوبا فيه
ولكني أحببت أن يراني الله جل وعز متعرضا لفوائده قال: فربحت له فيها مائة دينار
ثم لقيته فقلت له: قد ربحت لك فيها مائة دينار قال: ففرح أبو عبد الله (عليه السلام) بذلك
فرحا شديدا فقال لي: أثبتها في رأس مالي قال: فمات أبي والمال عنده فأرسل إلي
أبو عبد الله (عليه السلام) فكتب عافانا الله وإياك ان لي عند أبي محمد ألفا وثمانمائة دينار أعطيته
يتجر بها فادفعها إلى عمر بن يزيد قال: فنظرت في كتاب أبي فإذا فيه لأبي موسى



(1) الكافي: 5 / 76 ح 13.
(2) - (3) الكافي: 5 / 74 ح 3 و 6.
180
عندي ألف وسبعمائة دينار واتجر له فيها مائة دينار عبد الله بن سنان وعمر بن يزيد
يعرفانه (1).
[4393] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
اذينة، عن زرارة قال: إن رجلا أتى أبا عبد الله (عليه السلام) فقال: إني لا أحسن أن أعمل
عملا بيدي ولا أحسن أن أتجر وأنا محارف محتاج فقال اعمل فاحمل على رأسك
واستغن عن الناس فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد حمل حجرا على عاتقه فوضعه في حائط
له من حيطانه وان الحجر لفي مكانه ولا يدري كم عمقه إلا انه تم بمعجزته (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4394] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين
ابن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إني لأعمل في بعض ضياعي حتى أعرق وإن لي من يكفيني
ليعلم الله عز وجل إني أطلب الرزق الحلال (3).
[4395] 9 - الكليني، عن علي بن محمد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل،
عن محمد بن عذافر، عن أبيه قال: دفع إلي أبو عبد الله (عليه السلام) سبعمائة دينار وقال:
يا عذافر اصرفها في شيء أما على ذاك ما بي شره ولكن أحببت أن يراني الله عز وجل
مستعرضا لفوائده قال عذافر: فربحت فيها مائة دينار فقلت له في الطواف: جعلت
فداك قد رزق الله عز وجل فيها مائة دينار فقال: أثبتها في رأس مالي (4).
[4396] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن
إسماعيل بن جابر قال: أتيت أبا عبد الله (عليه السلام) وإذا هو في حائط له بيده مسحاة وهو
يفتح بها الماء وعليه قميص شبه الكرابيس كأنه مخيط عليه من ضيقه (5).
وفي هذا المجال راجع الكافي: 5 / 73.



(1) - (2) الكافي: 5 / 76 ح 12 و 14.
(3) - (4) الكافي: 5 / 77 ح 15 و 16.
(5) الكافي: 5 / 76 ح 11.
181
الحث على الطلب والتعرض للرزق
[4397] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن
بكير، عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) رجل قال: لأقعدن في بيتي
ولأصلين ولأصومن ولأعبدن ربي فأما رزقي فسيأتيني فقال أبو عبد الله (عليه السلام): هذا
أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4398] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
أبي طالب الشعراني، عن سليمان بن معلى بن خنيس، عن أبيه قال سأل أبو عبد الله (عليه السلام)
عن رجل وانا عنده فقيل له: أصابته الحاجة قال: فما يصنع اليوم؟ قيل: في البيت
يعبد ربه قال: فمن أين قوته؟ قيل: من عند بعض اخوانه فقال أبو عبد الله (عليه السلام): والله
للذي يقوته أشد عبادة منه (2).
[4399] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
أبي عمير، عن عبد الله بن المغيرة، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: من طلب الرزق في الدنيا استعفافا عن الناس وتوسيعا على أهله
وتعطفا على جاره لقى الله عز وجل يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4400] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
أبي خالد الكوفي رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): العبادة سبعون



(1) الكافي: 5 / 77 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 78 ح 4.
(3) الكافي: 5 / 78 ح 5.
182
جزءا أفضلها طلب الحلال (1).
[4401] 5 - الكليني، عن أحمد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
صفوان، عن خالد بن نجيح قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): اقرؤوا من لقيتم من أصحابكم
السلام وقولوا لهم: إن فلان بن فلان يقرئكم السلام وقولوا لهم: عليكم بتقوى الله عز وجل وما
ينال به ما عند الله إني والله ما آمركم إلا بما نأمر به أنفسنا فعليكم بالجد والاجتهاد وإذا
صليتم الصبح وانصرفتم فبكروا في طلب الرزق واطلبوا الحلال فإن الله عز وجل سيرزقكم
ويعينكم عليه (2).
أقول: راجع إن شئت الكافي: 5 / 77.
الإبلاء في طلب الرزق
[4402] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عبد الرحمن بن حماد، عن زياد القندي، عن الحسين الصحاف، عن سدير قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أي شيء على الرجل في طلب الرزق؟ فقال: إذا فتحت بابك
وبسطت بساطك فقد قضيت ما عليك (3).
[4403] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عمن ذكره
عن الطيار قال قال لي أبو جعفر (عليه السلام): أي شيء تعالج أي شيء تصنع؟ فقلت: ما أنا في
شيء قال: فخذ بيتا واكنس فناه ورشه وابسط فيه بساطا فإذا فعلت ذلك فقد قضيت
ما وجب عليك، قال: فقدمت ففعلت فرزقت (4).



(1) الكافي: 5 / 78 ح 6.
(2) الكافي: 5 / 78 ح 7.
(3) الكافي: 5 / 79 ح 1.
(4) الكافي: 5 / 79 ح 2.
183
الإجمال في طلب الرزق
[4404] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعدة من أصحابنا، عن
سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع: ألا إن الروح الأمين نفث في روعي أنه لا تموت
نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء شيء من
الرزق أن تطلبوه بشيء من معصية الله فإن الله تبارك وتعالى قسم الأرزاق بين خلقه
حلالا ولم يقسمها حراما فمن اتقى الله عز وجل وصبر أتاه الله برزقه من حله ومن هتك
حجاب الستر وعجل فأخذه من غير حله قص به من رزقه الحلال وحوسب عليه
يوم القيامة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4405] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد،
عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
يا أيها الناس أنه قد نفث في روعي روح القدس انه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها
وإن أبطأ عليها فاتقوا الله عز وجل وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء شيء مما عند الله عز وجل أن
تصيبوه بمعصية الله فإن الله عز وجل لا ينال ما عنده إلا بالطاعة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4406] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن
أبي هاشم، عن أبي خديجة قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): لو كان العبد في حجر لأتاه الله
برزقه فأجملوا في الطلب (3).



(1) الكافي: 5 / 80 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 80 ح 3.
(3) الكافي: 5 / 81 ح 4.
184
[4407] 4 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد رفعه قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): كم من متعب نفسه مقتر عليه ومقتصد في الطلب قد ساعدته
المقادير (1).
[4408] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن ربيع بن محمد المسلى، عن عبد الله بن سليمان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: إن الله تعالى وسع في أرزاق الحمقاء ليعتبر العقلاء ويعلموا أن الدنيا ليس ينال
ما فيها بعمل ولا حيلة (2).
الرزق من حيث لا يحتسب
[4409] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب
الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أبى الله عز وجل إلا أن يجعل أرزاق
المؤمنين من حيث لا يحتسبون (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4410] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
أبي جميلة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو فإن
موسى (عليه السلام) ذهب ليقتبس لأهله نارا فانصرف إليهم وهو نبي مرسل (4).
[4411] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن علي بن محمد
القاساني، عمن ذكره عن عبد الله بن القاسم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن أبيه، عن
جده (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو فإن
موسى بن عمران (عليه السلام) خرج يقتبس لأهله نارا فكلمه الله عز وجل ورجع نبيا مرسلا



(1) الكافي: 5 / 81 ح 6.
(2) الكافي: 5 / 82 ح 10.
(3) - (4) الكافي: 5 / 83 ح 1 و 2.
185
وخرجت ملكة سبأ فأسلمت مع سليمان (عليه السلام) وخرجت سحرة فرعون يطلبون العز
لفرعون فرجعوا مؤمنين (1).
[4412] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه، عن صفوان،
عن محمد بن أبي الهزهاز، عن علي بن السرى قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الله عز وجل
جعل أرزاق المؤمنين من حيث لا يحتسبون وذلك أن العبد إذا لم يعرف وجه
رزقه كثر دعاؤه (2).
[4413] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي، عن هارون
بن حمزة، عن علي بن عبد العزيز، قال قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): ما فعل عمر ابن
مسلم؟ قلت: جعلت فداك أقبل على العبادة وترك التجارة، فقال: ويحه أما علم أن
تارك الطلب لا يستجاب له، إن قوما من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما نزلت (ومن
يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) (3) أغلقوا الأبواب وأقبلوا
على العبادة وقالوا: قد كفينا فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأرسل إليهم فقال: ما حملكم على
ما صنعتم؟ قالوا: يا رسول الله تكفل لنا بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة، فقال: إنه من
فعل ذلك لم يستجب له عليكم بالطلب (4).
التزويج يزيد في الرزق
[4414] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى، عن
علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فشكا إليه الحاجة فقال تزوج فتزوج فوسع عليه (5).



(1) الكافي: 5 / 83 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 84 ح 4.
(3) سورة التحريم: 7.
(4) الكافي: 5 / 84 ح 5.
(5) الكافي: 5 / 330 ح 2.
186
الرواية صحيحة الإسناد.
[4415] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح بن السندي، عن جعفر
ابن بشير، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شاب من الأنصار فشكا إليه الحاجة فقال له: تزوج فقال الشاب:
إني لأستحيى أن أعود إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلحقه رجل من الأنصار فقال: إن لي بنتا
وسيمة فزوجها إياه قال: فوسع الله عليه قال: فأتى الشاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبره فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا معشر الشباب عليكم بالباه (1).
[4416] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبي عبد الله
الجاموراني، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن المؤمن، عن إسحاق بن عمار قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الحديث الذي يرويه الناس حق أن رجلا أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
فشكا إليه الحاجة فأمره بالتزويج ففعل، ثم أتاه فشكا إليه الحاجة فأمره بالتزويج
حتى أمره ثلاث مرات؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): نعم هو حق ثم قال: الرزق مع النساء
والعيال (2).
[4417] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن
عثمان، عن حريز، عن وليد بن صبيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من ترك التزويج
مخافة العيلة فقد أساء بالله الظن (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4418] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن بعض أصحابه، عن صفوان بن يحيى،
عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل (وليستعفف الذين



(1) الكافي: 5 / 330 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 330 ح 4.
(3) الكافي: 5 / 330 ح 1.
187
لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله) (1) قال: يتزوجوا حتى يغنيهم الله من
فضله (2).
ما يزيد في الرزق
[4419] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن إبراهيم بن
محمد الثقفي، عن علي بن المعلى، عن إسماعيل بن يسار، عن أحمد بن زياد بن أرقم
الكوفي، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أيما أهل بيت أعطوا حظهم من الرفق
فقد وسع الله عليهم في الرزق والرفق في تقدير المعيشة خير من السعة في المال والرفق
لا يعجز عنه شيء والتبذير لا يبقى معه شيء ان الله عز وجل رفيق يحب الرفق (3).
[4420] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن الحكم، عن حفص، عن أبي
حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: صلة الأرحام تحسن الخلق وتسمح الكف وتطيب
النفس وتزيد في الرزق وتنسىء في الأجل (4).
[4421] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن عثمان، عمن
ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن صلة الرحم تزكي الأعمال وتنمي الأموال،
وتيسر الحساب وتدفع البلوى وتزيد في الرزق (5).
[4422] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دعاء المرء لأخيه بظهر
الغيب يدر الرزق ويدفع المكروه (6).



(1) سورة النور: 33.
(2) الكافي: 5 / 331 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 119 ح 9.
(4) الكافي: 2 / 151 ح 6.
(5) الكافي: 2 / 157 ح 33.
(6) الكافي: 2 / 507 ح 2.
188
الرواية صحيحة الإسناد.
[4423] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن مهران، عن إبراهيم بن أبي رجاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: حسن الجوار يزيد
في الرزق (1).
[4424] 6 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن إسماعيل بن عبد الخالق، عن محمد بن
طلحة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أخذ الشارب والأظفار وغسل الرأس بالخطمي
يوم الجمعة ينفي الفقر ويزيد في الرزق (2).
[4425] 7 - الكليني، قال وحدثني علي بن حسان، عن موسى بن بكر، عن
أبي الحسن (عليه السلام) قال: استنزلوا الرزق بالصدقة (3).
[4426] 8 - الكليني، عن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن
عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): داووا مرضاكم
بالصدقة وادفعوا البلاء بالدعاء واستنزلوا الرزق بالصدقة فإنها فتك من بين لحى
سبعمائة شيطان وليس شيء أثقل على الشيطان من الصدقة على المؤمن وهي تقع في
يد الرب تبارك وتعالى قبل أن تقع في يد العبد (4).
[4427] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن علي بن
وهبان، عن عمه هارون بن عيسى قال قال أبو عبد الله (عليه السلام) لمحمد ابنه: يا بني كم فضل
معك من تلك النفقة؟ قال: أربعون دينارا قال: اخرج فتصدق بها قال: انه لم يبق
معي غيرها قال: تصدق بها فإن الله عز وجل يخلفها أما علمت أن لكل شيء مفتاحا



(1) الكافي: 2 / 666 ح 3.
(2) الكافي: 3 / 418 ح 5.
(3) الكافي: 4 / 10 ح 4.
(4) الكافي: 4 / 3 ح 5.
189
ومفتاح الرزق الصدقة فتصدق بها ففعل فما لبث أبو عبد الله (عليه السلام) عشرة أيام حتى
جاءه من موضع أربعة آلاف دينار فقال: يا بني أعطينا لله أربعين دينارا فأعطانا الله
أربعة آلاف دينار (1).
[4428] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن
عبد الله بن ميمون، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: الرزق أسرع إلى
من يطعم الطعام من السكين في السنام (2).
الرواية موثقة سندا.
ما ينقص من الرزق
[4429] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان،
عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن العبد ليذنب الذنب فيزوى عنه
الرزق (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4430] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال،
عن ثعلبة، عن سليمان بن ظريف، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال
سمعته يقول: إن الذنب يحرم العبد الرزق (4).
[4431] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
أبان بن عثمان، عن الفضيل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الرجل ليذنب فيدرء عنه



(1) الكافي: 4 / 9 ح 3.
(2) الكافي: 4 / 51 ح 10.
(3) الكافي: 2 / 270 ح 8.
(4) الكافي: 1 / 271 ح 11.
190
الرزق وتلا هذه الآية: (إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون فطاف
عليها طائف من ربك وهم نائمون) (1) (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4432] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن
العباس بن العلاء، عن مجاهد، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الذنوب التي تغير
النعم البغي، والذنوب التي تورث الندم القتل، والتي تنزل النقم الظلم والتي تهتك
الستر شرب الخمر والتي تحبس الرزق الزنا والتي تعجل الفناء قطيعة الرحم والتي ترد
الدعاء وتظلم الهواء عقوق الوالدين (3).
[4433] 5 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه، عن الكوفي، عن محمد بن زياد
البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمن المدائني، عن الثمالي، عن ثور بن سعيد، عن
أبيه سعيد بن علاقة قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: ترك نسج العنكبوت في
البيوت يورث الفقر والبول في الحمام يورث الفقر والأكل على الجنابة يورث الفقر
والتخلل بالطرفا يورث الفقر والتمشط من قيام يورث الفقر وترك القمامة في البيت
يورث الفقر واليمين الفاجرة يورث الفقر والزنا يورث الفقر وإظهار الحرص يورث
الفقر والنوم بين العشائين يورث الفقر والنوم قبل طلوع الشمس يورث الفقر واعتياد
الكذب يورث الفقر وكثرة الاستماع إلى الغناء يورث الفقر ورد السائل الذكر بالليل
يورث الفقر وترك التقدير في المعيشة يورث الفقر وقطيعة الرحم تورث الفقر ثم
قال (عليه السلام): ألا أنبئكم بعد ذلك بما تزيد في الرزق؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين فقال:
الجمع بين الصلاتين يزيد في الرزق والتعقيب بعد الغداة وبعد العصر يزيد في الرزق



(1) سورة القلم: 17 - 19.
(2) الكافي: 2 / 271 ح 12.
(3) الكافي: 2 / 447 ح 1.
191
وصلة الرحم يزيد في الرزق وكسح الفناء يزيد في الرزق ومواساة الأخ في الله عز وجل تزيد في
الرزق والبكور في طلب الرزق يزيد في الرزق والاستغفار يزيد في الرزق واستعمال
الأمانة يزيد في الرزق وقول الحق يزيد في الرزق وإجابة المؤذن تزيد في الرزق وترك
الكلام في الخلاء يزيد في الرزق وترك الحرص يزيد في الرزق وشكر المنعم يزيد في
الرزق واجتناب اليمين الكاذبة يزيد في الرزق والوضوء قبل الطعام يزيد في الرزق
وأكل ما يسقط من الخوان يزيد في الرزق ومن سبح الله كل يوم ثلاثين مرة دفع الله عز وجل عنه
سبعين نوعا من البلاء أيسرها الفقر (1).
الروايات في هذا المجال فوق حد الإحصاء وإن شئت أكثر من هذا فعليك بمراجعة
كتب الأخبار والحمد لله الرزاق.



(1) الخصال: 2 / 504 ح 2.
192
رسائل الأئمة (عليهم السلام)
رسالة أمير المؤمنين (عليه السلام)
[4434] 1 - الرضي، قال: من كتاب له (اي لأمير المؤمنين (عليه السلام)) إلى عبد الله بن
العباس (رحمه الله) وكان عبد الله يقول: ما انتفعت بكلام بعد كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كانتفاعي
بهذا الكلام: اما بعد فإن المرء قد يسره درك ما لم يكن ليفوته ويسوؤه فوت ما لم يكن
ليدركه، فليكن سرورك بما نلت من آخرتك وليكن اسفك على ما فاتك منها وما نلت
من دنياك فلا تكثر به فرحا وما فاتك منها فلا تأس عليه جزعا وليكن همك فيما بعد
الموت (1).
راجع نهج البلاغة ومستدركها.
رسالة السبط الأكبر الإمام الحسن بن علي (عليهما السلام)
[4435] 1 - الطوسي، عن المفيد، عن محمد بن محمد بن طاهر، عن ابن عقده، عن أحمد
بن يوسف، عن الحسن بن محمد، عن أبيه، عن عاصم بن عمر، عن محمد بن مسلم
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كتب إلى الحسن بن علي (عليه السلام) قوم من أصحابه
يعزونه عن ابنة له فكتب إليهم: أما بعد فقد بلغني كتابكم تعزوني بفلانة فعند الله
أحتسبها تسليما لقضائه وصبرا على بلائه فإن أوجعتنا المصائب وفجعتنا النوائب
بالأحبة المألوفة التي كانت بنا حفية والإخوان المحبين الذين كان يسر بهم



(1) نهج البلاغة: الكتاب 22.
193
الناظرون وتقر بهم العيون اضحوا قد اخترمتهم الأيام ونزل بهم الحمام فخلقوا
الخلوف وأودت بهم الحتوف فهم صرعى في عساكر الموتى متجاورون في غير محلة
التجاور ولا صلاة بينهم ولا تزاور ولا يتلاقون عن قرب جوارهم أجسامهم نائية من
أهلها خالية من أربابها قد اخشعها اخوانها فلم أر مثل دارها دارا ولا مثل قرارها
قرارا في بيوت موحشة وحلول مضجعة قد صارت في تلك الديار الموحشة وخرجت
عن الدار المونسة ففارقتها من غير قلي فاستودعتها للبلى وكانت أمة مملوكة سلكت
سبيلا مسلوكة صار إليها الأولون وسيصير إليها الآخرون والسلام (1).
رسالة سيد الشهداء الإمام أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام)
[4436] 1 - الصفار، عن أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن مروان بن إسماعيل،
عن حمزة بن حمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ذكرنا خروج الحسين (عليه السلام) وتخلف
ابن الحنفية عنه قال، قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا حمزة اني سأحدثك في هذا الحديث ولا
تسئل عنه بعد مجلسنا هذا، إن الحسين لما فصل متوجها دعا بقرطاس وكتب: بسم
الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي إلى بني هاشم اما بعد فانه من لحق بي منكم
استشهد معي ومن تخلف لم يبلغ الفتح والسلام (2).
رسالة الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام)
[4437] 1 - قال ابن شعبة الحراني: كتابه (عليه السلام) إلى محمد بن مسلم الزهري يعظه: كفانا الله
وإياك من الفتن ورحمك من النار فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك بها أن يرحمك
فقد أثقلتك نعم الله بما أصح من بدنك وأطال من عمرك وقامت عليك حجج الله بما
حملك من كتابه وفقهك فيه من دينه وعرفك من سنة نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فرض لك في كل



(1) أمالي الطوسي: المجلس السابع ح 47 الرقم 345 / 202.
(2) بصائر الدرجات: 481 ح 5، ونقل عنه في موسوعة كلمات الامام الحسين (عليه السلام): 296.
194
نعمة أنعم بما عليك وفي كل حجة احتج بها عليك الفرض فما قضى إلا ابتلى شكرك في
ذلك وابدى فيه فضله عليك فقال: (لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي
لشديد) فانظر اي رجل تكون غدا إذا وقفت بين يدي الله فسألك عن نعمه عليك
كيف رعيتها وعن حججه عليك كيف قضيتها ولا تحسبن الله قابلا منك بالتعذير ولا
راضيا منك بالتقصير هيهات هيهات ليس كذلك اخذ على العلماء في كتابه إذ قال:
(لتبيننه للناس ولا تكتمونه) واعلم أن أدنى ما كتمت واخف ما احتملت أن
آنست وحشة الظالم وسهلت له طريق الغي بدنوك منه حين دنوت وإجابتك له حين
دعيت فما أخوفني أن تكون تبوء بإثمك غدا مع الخونة وأن تسأل عما أخذت بإعانتك
على ظلم الظلمة إنك أخذت ما ليس لك ممن أعطاك ودنوت ممن لم يرد على أحد حقا
ولم ترد باطلا حين أدناك وأحببت من حاد الله أو ليس بدعائه إياك حين دعاك
جعلوك قطبا أداروا بك رحى مظالمهم وجسرا يعبرون عليك إلى بلاياهم وسلما إلى
ضلالتهم داعيا إلى غيهم سالكا سبيلهم يدخلون بك الشك على العلماء ويقتادون بك
قلوب الجهال إليهم فلم يبلغ أخص وزرائهم ولا أقوى أعوانهم إلا دون ما بلغت من
إصلاح فسادهم واختلاف الخاصة والعامة إليهم فما أقل ما أعطوك في قدر ما أخذوا
منك وما أيسر ما عمروا لك فكيف ما خربوا عليك فانظر لنفسك فإنه لا ينظر لها
غيرك وحاسبها حساب رجل مسؤول وانظر كيف شكرك لمن غذاك بنعمه صغيرا
وكبيرا فما أخوفني أن تكون كما قال الله في كتابه (فخلف من بعدهم خلف ورثوا
الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا) إنك لست في دار مقام
أنت في دار قد آذنت برحيل فما بقاء المرء بعد قرنائه طوبى لمن كان في الدنيا على وجل
يا بؤس لمن يموت وتبقى ذنوبه من بعده احذر فقد نبئت وبادر فقد أجلت انك تعامل
من لا يجهل وان الذي يحفظ عليك لا يغفل تجهز فقد دنا منك سفر بعيد ودواء ذنبك فقد
دخله سقم شديد ولا تحسب اني أردت توبيخك وتعنيفك وتعييرك لكني أردت أن
ينعش الله ما قد فات من رأيك ويرد إليك ما عزب من دينك وذكرت قول الله تعالى في

195
كتابه (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) أغفلت ذكر من مضى من اسنانك
واقرانك وبقيت بعدهم كقرن أعضب انظر هل ابتلوا بمثل ما ابتليت أم هل وقعوا في
مثل ما وقعت فيه أم هل تراهم ذكرت خيرا أهملوه وعلمت شيئا جهلوه بل حظيت
بما حل من حالك في صدور العامة وكلفهم بك، إذ صاروا يقتدون برأيك ويعملون
بأمرك ان أحللت أحلوا وان حرمت حرموا وليس ذلك عندك ولكن أظهرهم عليك
رغبتهم فيما لديك ذهاب علمائهم وغلبة الجهل عليك وعليهم وحب الرئاسة وطلب
الدنيا منك ومنهم أما ترى ما أنت فيه من الجهل والغرة وما الناس فيه من البلاء والفتنة
قد ابتليتهم وفتنتهم بالشغل عن مكاسبهم مما رأوا فتاقت نفوسهم إلى أن يبلغوا من
العلم ما بلغت أو يدركوا به مثل الذي أدركت فوقعوا منك في بحر لا يدرك عمقه وفي
بلاء لا يقدر قدره فالله لنا ولك وهو المستعان اما بعد فاعرض عن كل ما أنت فيه حتى
تلحق بالصالحين الذين دفنوا في اسمالهم لاصقة بطونهم بظهورهم ليس بينهم وبين الله
حجاب ولا تفتنهم الدنيا ولا يفتنون بها رغبوا فطلبوا فما لبثوا أن لحقوا فإذا كانت
الدنيا تبلغ من مثلك هذا المبلغ مع كبر سنك ورسوخ علمك وحضور أجلك فكيف
يسلم الحدث في سنه الجاهل في علمه المافون في رأيه المدخول في عقله انا لله وإنا اليه
راجعون على من المعول وعند من المستعتب نشكو إلى الله بثنا وما نرى فيك ونحتسب
عند الله مصيبتنا بك فانظر كيف شكرك لمن غذاك بنعمه صغيرا وكبيرا وكيف اعظامك
لمن جعلك بدينه في الناس جميلا وكيف صيانتك لكسوة من جعلك بكسوته في الناس
ستيرا وكيف قربك أو بعدك ممن أمرك أن تكون منه قريبا ذليلا ما لك لا تنتبه من
نعستك وتستقيل من عثرتك فتقول والله ما قمت لله واحدا أحييت به له دينا أو أمت له
فيه باطلا فهذا شكرك من استحملك ما أخوفني أن تكون كمن قال الله تعالى في كتابه
(أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) استحملك كتابه
واستودعك علمه فاضعتها فنحمد الله الذي عافانا مما ابتلاك به والسلام (1).



(1) تحف العقول: 274.
196
رسالة الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام)
[4438] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن محبوب، عن بعض أصحابه قال: كتب أبو جعفر (عليه السلام) في رسالة إلى بعض خلفاء
بني أمية ومن ذلك: ما ضيع الجهاد الذي فضله الله عز وجل على الأعمال وفضل عامله على
العمال تفضيلا في الدرجات والمغفرة والرحمة لأنه ظهر به الدين وبه يدفع عن الدين
وبه اشترى الله من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بالجنة بيعا مفلحا منجحا اشترط عليهم
فيه حفظ الحدود وأول ذلك الدعاء إلى طاعة الله عز وجل من طاعة العباد وإلى عبادة الله من
عبادة العباد وإلى ولاية الله من ولاية العباد فمن دعي إلى الجزية فأبى قتل
وسبي أهله وليس الدعاء من طاعة عبد إلى طاعة عبد مثله ومن أقر بالجزية لم
يتعد عليه ولم تخفر ذمته وكلف دون طاقته وكان الفىء للمسلمين عامة غير خاصة
وإن كان قتال وسبي سير في ذلك بسيرته وعمل في ذلك بسنته من الدين ثم كلف
الأعمى والأعرج الذين لا يجدون ما ينفقون على الجهاد بعد عذر الله عز وجل إياهم ويكلف
الذين يطيقون ما لا يطيقون وإنما كانوا أهل مصر يقاتلون من يليه يعدل بينهم في
البعوث فذهب ذلك كله حتى عاد الناس رجلين أجير مؤتجر بعد بيع الله ومستأجر
صاحبه غارم وبعد عذر الله وذهب الحج فضيع وافتقر الناس فمن أعوج ممن عوج هذا
ومن أقوم ممن أقام هذا فرد الجهاد على العباد وزاد الجهاد على العباد ان ذلك
خطأ عظيم (1).



(1) الكافي: 5 / 3 ح 4.
197
رسالة الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)
[4439] 1 - محمد بن يعقوب الكليني، قال: حدثني علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن
فضال، عن حفص المؤذن، عن أبي عبد الله (عليه السلام) وعن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن
محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه كتب بهذه الرسالة إلى
أصحابه وأمرهم بمدارستها والنظر فيها وتعاهدها والعمل بها فكانوا يضعونها في
مساجد بيوتهم فإذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها.
قال: وحدثني الحسن بن محمد، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، عن القاسم
بن الربيع الصحاف، عن إسماعيل بن مخلد السراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
خرجت هذه الرسالة من أبي عبد الله (عليه السلام) إلى أصحابه:
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فاسألوا ربكم العافية وعليكم بالدعة والوقار
والسكينة وعليكم بالحياء والتنزه عما تنزه عنه الصالحون قبلكم وعليكم بمجاملة
أهل الباطل تحملوا الضيم منهم وإياكم ومماظتهم دينوا فيما بينكم وبينهم إذا أنتم
جالستموهم وخالطتموهم ونازعتموهم الكلام فانه لابد لكم من مجالستهم
ومخالطتهم ومنازعتهم الكلام بالتقية التي أمركم الله أن تأخذوا بها فيما بينكم وبينهم
فإذا ابتليتم بذلك منهم فإنهم سيؤذونكم وتعرفون في وجوههم المنكر ولولا ان الله
تعالى يدفعهم عنكم لسطوا بكم وما في صورهم من العداوة والبغضاء أكثر مما يبدون
لكم، مجالسكم ومجالسهم واحدة وأرواحكم وأرواحهم مختلفة لا تأتلف لا تحبونهم
أبدا ولا يحبونكم غير أن الله تعالى أكرمكم بالحق وبصركموه ولم يجعلهم من أهله
فتجاملونهم وتصبرون عليهم وهم لا مجاملة لهم ولا صبر لهم على شيء وحيلهم
وسواس بعضهم إلى بعض فإن أعداء الله ان استطاعوا صدوكم عن الحق فيعصمكم
الله من ذلك فاتقوا الله وكفوا ألسنتكم إلا من خير.
وإياكم أن تزلقوا ألسنتكم بقول الزور والبهتان والإثم والعدوان فإنكم إن كففتم

198
ألسنتكم عما يكرهه الله مما نهاكم عنه كان خير لكم عند ربكم من أن تزلقوا ألسنتكم
به فإن زلق اللسان فيما يكره الله وما ينهى عنه مرادة للعبد عند الله ومقت من الله وصم
وعمي وبكم يورثه الله إياه يوم القيامة فتصيروا كما قال الله (صم بكم عمي فهم لا
يرجعون) (1) يعني لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون.
وإياكم وما نهاكم الله عنه أن تركبوه وعليكم بالصمت إلا فيما ينفعكم الله به من أمر
آخرتكم ويأجركم عليه وأكثروا من التهليل والتقديس والتسبيح والثناء على الله
والتضرع إليه والرغبة فيما عنده من الخير الذي لا يقدر قدره ولا يبلغ كنهه أحد
فاشغلوا ألسنتكم بذلك عما نهى الله عنه من أقاويل الباطل التي تعقب أهلها خلدوا في
النار من مات عليها ولم يتب إلى الله ولم ينزع عنها وعليكم بالدعاء فإن المسلمين لم
يدركوا نجاح الحوائج عند ربهم بأفضل من الدعاء والرغبة إليه والتضرع إلى الله
والمسألة له فارغبوا فيما رغبكم الله فيه وأجيبوا الله إلى ما دعاكم إليه لتفلحوا وتنجوا
من عذاب الله وإياكم أن تشره أنفسكم إلى شيء مما حرم الله عليكم فإنه من انتهك ما
حرم الله عليه ههنا في الدنيا حال الله بينه وبين الجنة ونعيمها ولذتها وكرامتها القائمة
الدائمة لأهل الجنة أبد الآبدين.
واعلموا انه بئس الحظ الخطر لمن خاطر الله بترك طاعة الله وركوب معصيته
فاختار أن ينتهك محارم الله في لذات دنيا منقطعة زائلة عن أهلها على خلود نعيم في
الجنة ولذاتها وكرامة أهلها، ويل لأولئك ما أخيب حظهم وأخسر كرتهم وأسوء
حالهم عند ربهم يوم القيامة، استجيروا الله أن يجيركم في مثالهم أبدا وان يبتليكم بما
ابتلاهم به ولا قوة لنا ولكم إلا به فاتقوا الله أيتها العصابة الناجية إن أتم الله لكم ما
أعطاكم به فانه لا يتم الأمر حتى يدخل عليكم مثل الذي دخل على الصالحين قبلكم
وحتى تبتلوا في أنفسكم وأموالكم وحتى تسمعوا من أعداء الله أذى كثيرا فتصبروا



(1) سورة البقرة: 18.
199
وتعركوا بجنوبكم وحتى يستذلوكم ويبغضوكم وحتى يحملوا عليكم الضيم فتحملوا
منهم تلتمسون بذلك وجه الله والدار الآخرة وحتى تكظموا الغيظ الشديد في الأذى في
الله عز وجل يجترمونه إليكم وحتى يكذبوكم بالحق ويعادوكم فيه ويبغضوكم عليه فتصبروا
على ذلك منهم ومصداق ذلك كله في كتاب الله الذي أنزله جبرئيل (عليه السلام) على
نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم) سمعتم قول الله عز وجل لنبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم) (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل
ولا تستعجل لهم) (1) ثم قال: (وان يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك فصبروا
على ما كذبوا وأوذوا) (2) فقد كذب نبي الله والرسل من قبله وأوذوا مع التكذيب
بالحق فإن سركم أمر الله فيهم الذي خلقهم له في الأصل أصل الخلق من الكفر
الذي سبق في علم الله أن يخلقهم له في الأصل ومن الذين سماهم الله في كتابه في
قوله (وجعلنا منهم أئمة يدعون إلى النار) (3) فتدبروا هذا واعقلوه ولا تجهلوه
فانه من يجهل هذا وأشباهه مما افترض الله عليه في كتابه مما أمر الله به ونهى عنه ترك
دين الله وركب معاصيه فاستوجب سخط الله فأكبه الله على وجهه في النار،
الحديث (4).
الرواية طويلة الذيل فإن شئت فراجع مصدرها، وفيها مطالب عالية وفوائد جمة.
رسالة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)
[4440] 1 - الكليني، عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن أبي الحكم قال حدثني
عبد الله بن إبراهيم الجعفري، وعبد الله بن محمد بن عمارة، عن يزيد بن سليط قال:
لما أوصى أبو إبراهيم (عليه السلام) أشهد إبراهيم بن محمد الجعفري وإسحاق بن محمد الجعفري



(1) سورة الأحقاف: 35.
(2) سورة الأنعام: 34.
(3) سورة القصص: 41.
(4) الكافي: 8 / 2 ح 1.
200
وإسحاق بن جعفر بن محمد وجعفر بن صالح ومعاوية الجعفري ويحيى بن الحسين بن
زيد بن علي وسعد بن عمران الأنصاري ومحمد بن الحارث الأنصاري ويزيد بن
سليط الأنصاري ومحمد بن جعفر بن سعد الأسلمي - وهو كاتب الوصية الاولى -
أشهدهم انه يشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله وأن
الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأن البعث بعد الموت حق وأن
الوعد حق وأن الحساب حق والقضاء حق وأن الوقوف بين يدي الله حق وأن ما جاء
به محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حق وأن ما نزل به الروح الأمين حق على ذلك أحيا وعليه أموت
وعليه ابعث إن شاء الله وأشهدهم ان هذه وصيتي بخطي وقد نسخت وصية جدي
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ووصية محمد بن علي قبل ذلك نسختها حرفا
بحرف ووصية جعفر بن محمد على مثل ذلك واني قد أوصيت إلى علي وبني بعد معه إن
شاء وآنس منهم رشدا وأحب أن يقرهم فذاك له وإن كرههم وأحب أن يخرجهم
فذاك له ولا أمر لهم معه وأوصيت إليه بصدقاتي وأموالي وموالي وصبياني الذين
خلفت وولدي إلى إبراهيم والعباس وقاسم وإسماعيل وأحمد وأم أحمد وإلى علي أمر
نسائي دونهم وثلث صدقه أبي وثلثي يضعه حيث يرى ويجعل فيه ما يجعل ذو المال في
ماله فإن أحب أن يبيع أو يهب أو ينحل أو يتصدق بها على من سميت له وعلى غير من
سميت فذاك له وهو أنا في وصيتي في مالي وفي أهلي وولدي وان يرى أن يقر إخوته
الذين سميتهم في كتابي هذا أقرهم وإن كره فله أن يخرجهم غير مثرب عليه ولا مردود
فإن آنس منهم غير الذي فارقتهم عليه فأحب أن يردهم في ولاية فذاك له وان أراد
رجل منهم أن يزوج أخته فليس له أن يزوجها إلا باذنه وأمره فانه أعرف بمناكح
قومه وأي سلطان أو أحد من الناس كفه عن شيء أو حال بينه وبين شيء مما ذكرت
في كتابي هذا أو أحد ممن ذكرت فهو من الله ومن رسوله برئ والله ورسوله منه براء
وعليه لعنة الله وغضبه ولعنة اللاعنين والملائكة المقربين والنبيين والمرسلين وجماعة
المؤمنين وليس لأحد من السلاطين أن يكفه عن شيء وليس لي عنده تبعة ولا تباعة

201
ولا لأحد من ولدي له قبلي مال، فهو مصدق فيما ذكر فإن أقل فهو أعلم وان أكثر فهو
الصادق كذلك وإنما أردت بإدخال الذين أدخلتهم معه من ولدي التنويه بأسمائهم
التشريف لهم وأمهات أولادي من أقامت منهن في منزلها وحجابها فلها ما كان يجري
عليها في حياتي إن رأى ذلك ومن خرجت منهن إلى زوج فليس لها أن ترجع إلى
محواى إلا أن يرى على غير ذلك وبناتي بمثل ذلك ولا يزوج بناتي أحد من إخوتهن من
أمهاتهن ولا سلطان ولا عم إلا برأيه ومشورته فإن فعلوا غير ذلك فقد خالفوا الله
ورسوله وجاهدوه في ملكه وهو أعرف بمناكح قومه فإن أراد أن يزوج زوج وان أراد
أن يترك ترك وقد أوصيتهن بمثل ما ذكرت في كتابي هذا وجعلت الله عز وجل عليهن شهيدا
وهو وأم أحمد شاهدان وليس لأحد أن يكشف وصيتي ولا ينشرها وهو منها على
غير ما ذكرت وسميت، فمن أساء فعليه ومن أحسن فلنفسه وما ربك بظلام للعبيد
وصلى الله على محمد وعلى آله وليس لأحد من سلطان ولا غيره أن يفض كتابي هذا
الذي ختمت عليه الأسفل فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله وغضبه ولعنة اللاعنين
والملائكة المقربين وجماعة المرسلين والمؤمنين من المسلمين وعلى من فض كتابي هذا
وكتب وختم أبو إبراهيم والشهود وصلى الله على محمد وعلى آله.
قال أبو الحكم: فحدثني عبد الله بن آدم الجعفري عن يزيد بن سليط قال: كان
أبو عمران الطلحي قاضي المدينة فلما مضى موسى قدمه إخوته إلى الطلحي القاضي
فقال العباس بن موسى: أصلحك الله وامتع بك ان في أسفل هذا الكتاب كنزا
وجوهرا ويريد أن يحتجبه ويأخذه دوننا ولم يدع أبونا (رحمه الله) شيئا إلا ألجاه إليه وتركنا
عالة ولولا أني أكف نفسي لأخبرتك بشيء على رؤوس الملاء فوثب إليه إبراهيم بن
محمد فقال: إذا والله تخبر بما لا نقبله منك ولا نصدقك عليه ثم تكون عندنا ملوما
مدحورا نعرفك بالكذب صغيرا وكبيرا وكان أبوك أعرف بك لو كان فيك خيرا وإن
كان أبوك لعارف بك في الظاهر والباطن وما كان ليأمنك على تمرتين.
ثم وثب إليه إسحاق بن جعفر عمه فأخذ بتلبيبه فقال له: إنك لسفيه ضعيف أحمق

202
اجمع هذا مع ما كان بالأمس منك وأعانه القوم أجمعون فقال أبو عمران القاضي لعلي:
قم يا أبا الحسن حسبي ما لعنني أبوك اليوم وقد وسع لك أبوك ولا والله ما أحد أعرف
بالولد من والده ولا والله ما كان أبوك عندنا بمستخف في عقله ولا ضعيف في رأيه فقال
العباس للقاضي: أصلحك الله فض الخاتم واقرء ما تحته فقال أبو عمران: لا أفضه
حسبي ما لعنني أبوك اليوم فقال العباس: فأنا أفضه فقال: ذاك إليك ففض العباس
الخاتم فإذا فيه إخراجهم وإقرار علي لها وحده وإدخاله إياهم في ولاية علي إن أحبوا
أو كرهوا واخراجهم من حد الصدقة وغيرها وكان فتحه عليهم بلاء وفضيحة وذلة
ولعلي (عليه السلام) خيرة وكان في الوصية التي فض العباس تحت الخاتم هؤلاء الشهود:
إبراهيم بن محمد وإسحاق بن جعفر وجعفر بن صالح وسعيد بن عمران وابرزوا وجه
ام أحمد في مجلس القاضي وادعوا انها ليست إياها حتى كشفوا عنها وعرفوها فقالت
عند ذلك: قد والله قال سيدي هذا: إنك ستؤخذين جبرا وتخرجين إلى المجالس
فزجرها إسحاق بن جعفر وقال: اسكتي فإن النساء إلى الضعف ما أظنه قال من هذا
شيئا ثم إن عليا (عليه السلام) التفت إلى العباس فقال يا أخي إني أعلم انه إنما حملكم على هذه
الغرائم والديون التي عليكم فانطلق يا سعيد فتعين لي ما عليهم ثم اقض عنهم ولا والله
لا أدع مواساتكم وبركم ما مشيت على الأرض فقولوا ما شئتم فقال العباس: ما
تعطينا إلا من فضول أموالنا ولنا عندك أكثر فقال: قولوا ما شئتم فالعرض عرضكم
فإن تحسنوا فذاك لكم عند الله وان تسيؤوا فإن الله غفور رحيم والله انكم لتعرفون انه
ما لي يومي هذا ولد ولا وارث غيركم ولئن حبست شيئا مما تظنون أو ادخرته فإنما
هو لكم ومرجعه إليكم والله ما ملكت منذ مضى أبوكم (رضي الله عنه) شيئا إلا وقد سيبته حيث
رأيتم فوثب العباس فقال: والله ما هو كذلك وما جعل الله لك من رأي علينا ولكن
حسد أبينا لنا واراداته ما أراد مما لا يسوغه الله إياه ولا إياك وإنك لتعرف إني أعرف
صفوان بن يحيى بياع السابري بالكوفة ولئن سلمت لأغصصنه بريقه وأنت معه فقال
علي (عليه السلام): لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أما إني يا إخوتي فحريص على

203
مسرتكم الله يعلم، اللهم إن كنت تعلم أني أحب صلاحهم وأني بار بهم واصل لهم
رفيق عليهم أعني بأمورهم ليلا ونهارا فاجزني به خيرا وإن كنت على غير ذلك فأنت
علام الغيوب فأجزني به ما أنا أهله إن كان شرا فشرا وإن كان خيرا فخيرا، اللهم
أصلحهم وأصلح لهم واخسأ عنا وعنهم الشيطان وأعنهم على طاعتك ووفقهم
لرشدك أما أنا يا أخي فحريص على مسرتكم جاهد على صلاحكم والله على ما نقول
وكيل فقال العباس: ما أعرفني بلسانك وليس لمسحاتك عندي طين فافترق القوم
على هذا وصلى الله على محمد وآله (1).
رسالة الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)
[4441] 1 - الصدوق قال، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري (رحمه الله)
بنيسابور في شعبان سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة
النيسابوري، عن الفضل بن شاذان، قال: سأل المأمون علي بن موسى الرضا (عليه السلام) أن
يكتب له محض الإسلام على الإيجاز والاختصار فكتب (عليه السلام): أن محض الإسلام
شهادة أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا أحدا صمدا قيوما سميعا بصيرا
قديرا قديما باقيا عالما لا يجهل قادرا لا يعجز غنيا لا يحتاج عدلا لا يجور وإنه خالق
كل شيء وليس كمثله شيء لا شبه له ولا ضد له ولا كفو له وإنه المقصود بالعبادة
والدعاء والرغبة والرهبة، وأن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) عبده ورسوله وأمينه وصفيه وصفوته
من خلقه وسيد المرسلين وخاتم النبيين وأفضل العالمين لا نبي بعده ولا تبديل لملته
ولا تغيير لشريعته وأن جميع ما جاء به محمد بن عبد الله هو الحق المبين والتصديق به
وبجميع من مضى قبله من رسل الله وأنبيائه وحججه والتصديق بكتابه الصادق
العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وإنه



(1) الكافي: 1 / 316 ح 15.
204
المهيمن على الكتب كلها وأنه حق من فاتحته إلى خاتمته نؤمن بمحكمه ومتشابهه
وخاصه وعامه ووعده ووعيده وناسخه ومنسوخه وقصصه واخباره لا يقدر أحد
من المخلوقين أن يأتي بمثله وأن الدليل بعده والحجة على المؤمنين والقائم بأمر المسلمين
والناطق عن القرآن والعالم بأحكامه أخوه وخليفته ووصيه ووليه الذي كان منه
بمنزلة هارون من موسى علي بن أبي طالب (عليه السلام) أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر
المحجلين وأفضل الوصيين ووارث علم النبيين والمرسلين وبعده الحسن والحسين
سيدا شباب أهل الجنة ثم علي بن الحسين زين العابدين ثم محمد بن علي باقر علم
الأوليين ثم جعفر بن محمد الصادق وارث علم الوصيين ثم موسى بن جعفر الكاظم ثم
علي بن موسى الرضا ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم الحجة
القائم المنتظر ولده صلوات الله عليهم أجمعين أشهد لهم بالوصية والإمامة وأن الأرض
لا تخلو من حجة الله تعالى على خلقه كل عصر وأوان وأنهم العروة الوثقى وأئمة الهدى
والحجة على أهل الدنيا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وان كل من خالفهم ضال
مضل تارك للحق والهدى وإنهم المعبرون عن القرآن والناطقون عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
بالبيان من مات ولم يعرفهم مات ميتة جاهلية وان من دينهم الورع والعفة والصدق
والصلاح والاستقامة والاجتهاد وأداء الأمانة إلى البر والفاجر وطول السجود
وصيام النهار وقيام الليل واجتناب المحارم وانتظار الفرج بالصبر وحسن العزاء وكرم
الصحبة ثم الوضوء كما أمر الله عز وجل في كتابه غسل الوجه واليدين إلى المرفقين ومسح
الرأس والرجلين مرة واحده ولا ينقض الوضوء إلا غائط أو بول أو ريح أو نوم أو
جنابة وان مسح على الخفين فقد خالف الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وترك فريضته وكتابه
وغسل يوم الجمعة سنة وغسل العيدين وغسل دخول مكة والمدينة وغسل الزيارة
وغسل الإحرام وأول ليلة من شهر رمضان وليلة سبعة عشر وليلة تسعة عشر وليلة
احدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان هذه الأغسال سنة وغسل
الجنابة فريضة وغسل الحيض مثله والصلاة الفريضة الظهر أربع ركعات والعصر أربع

205
ركعات والمغرب ثلاث ركعات والعشاء الآخرة أربع ركعات والغداة ركعتان هذه سبع
عشرة ركعة والسنة أربع وثلاثون ركعة ثمان ركعات قبل فريضة الظهر وثمان ركعات
قبل العصر وأربع ركعات بعد المغرب وركعتان من جلوس بعد العتمة تعدان بركعة
وثمان ركعات في السحر والشفع والوتر ثلاث ركعات تسلم بعد الركعتين وركعتا الفجر
والصلاة في أول الوقت وفضل الجماعة على الفرد أربع وعشرون ولا صلاة خلف
الفاجر ولا يقتدى إلا بأهل الولاية ولا تصلي في جلد السباع ولا يجوز أن تقول في
التشهد الأول السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين لأن تحليل الصلاة التسليم فإذا
قلت هذا فقد سلمت والتقصير في ثمانية فراسخ وما زاد وإذا قصرت أفطرت ومن لم
يفطر لم يجز عنه صومه في السفر وعليه القضاء لأنه ليس عليه صوم في السفر والقنوت
سنة واجبة في الغداة والظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والصلاة على الميت
خمس تكبيرات فمن نقص فقد خالف والميت يسل من قبل رجليه ويرفق به إذا أدخل
قبره والإجهار ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع الصلوات سنة والزكاة الفريضة في كل
مائتي درهم خمسة دراهم ولا يجب فيما دون ذلك شيء ولا تجب الزكاة على المال حتى
يحول عليه الحول ولا يجوز أن يعطي الزكاة غير أهل الولاية المعروفين والعشر من
الحنطة والشعير والتمر والزبيب إذا بلغ خمسة أوساق والوسق ستون صاعا والصاع
أربعة أمداد وزكاة الفطر فريضة على كل رأس صغير أو كبير حر أو عبد ذكر أو أنثى
من الحنطة والشعير والتمر والزبيب صاع وهو أربعة أمداد ولا يجوز دفعها إلا على أهل
الولاية وأكثر الحيض عشرة أيام وأقله ثلاثة أيام والمستحاضة تحتشي وتغتسل
وتصلي والحائض تترك الصلاة ولا تقضي وتترك الصوم وتقضي وصيام شهر رمضان
فريضة يصام للرؤية ويفطر للرؤية ولا يجوز أن يصلى تطوع في الجماعة لأن ذلك بدعة
وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وصوم ثلاثة أيام في كل شهر سنة في كل عشرة
أيام يوم أربعاء بين خمسين وصوم شعبان حسن لمن صامه وان قضيت فوائت شهر
رمضان متفرقا أجزأ وحج البيت فريضة على من استطاع إليه سبيلا والسبيل الزاد

206
والراحلة مع الصحة ولا يجوز الحج إلا تمتعا ولا يجوز القران والإفراد الذي يستعمله
العامة إلا لأهل مكة وحاضريها ولا يجوز الإحرام دون الميقات قال الله عز وجل (وأتموا
الحج والعمرة لله) ولا يجوز أن يضحي بالخصي لأنه ناقص ويجوز الوجىء والجهاد
واجب مع الإمام العادل ومن قتل دون ماله فهو شهيد ولا يجوز قتل أحد من الكفار
والنصاب في دار التقية إلا قاتل أو ساع في فساد وذلك إذا لم تخف على نفسك وعلى
أصحابك والتقية في دار التقية واجبة ولا حنث على من حلف تقية يدفع بها ظلما عن
نفسه والطلاق للسنة على ما ذكره الله عز وجل في كتابه وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا يكون
الطلاق لغير السنة وكل طلاق يخالف الكتاب فليس بطلاق كما أن كل نكاح يخالف
الكتاب فليس بنكاح ولا يجوز الجمع بين أكثر من أربع حرائر وإذا طلقت المرأة للعدة
ثلاث مرات لم تحل لزوجها حتى تنكح زوجا غيره وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) اتقوا
تزويج المطلقات ثلاثا في موضع واحد فإنهن ذوات أزواج والصلاة على النبي
وآله (عليهم السلام) واجبة في كل موطن وعند العطاس والذبائح وغير ذلك وحب أولياء الله عز وجل
واجب وكذلك بغض أعداء الله والبراءة منهم ومن أئمتهم وبر الوالدين واجب
وان كانا مشركين ولا طاعة لهما في معصية الخالق ولا لغيرهما فانه لا طاعة لمخلوق في
معصية الخالق وذكاة الجنين ذكاة امه إذا أشعر وأوبر وتحليل المتعتين اللتين أنزلهما
الله عز وجل في كتابه وسنهما رسول الله عليه وعلى آله السلام متعة النساء ومتعة الحج
والفرائض على ما أنزل الله عز وجل في كتابه ولا عول فيها ولا يرث مع الولد والوالدين أحد
إلا الزوج والمرأة وذو السهم أحق ممن لا سهم له وليست العصبة من دين الله عز وجل
والعقيقة عن المولود الذكر والأنثى واجبة وكذلك تسميته وحلق رأسه يوم السابع
ويتصدق بوزن الشعر ذهبا أو فضة والختان سنة واجبة للرجال ومكرمة للنساء وان
الله تبارك وتعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها وأن أفعال العباد مخلوقة لله خلق تقدير لا
خلق تكوين والله خالق كل شيء ولا يقول بالجبر والتفويض ولا يأخذ الله عز وجل
البرىء بالسقيم ولا يعذب الله تعالى الأطفال بذنوب الآباء ولا تزر وازرة وزر اخرى

207
وأن ليس للانسان إلا ما سعى ولله عز وجل أن يعفو ويتفضل ولا يجور ولا يظلم لأنه تعالى
منزه عن ذلك ولا يفرض الله تعالى طاعة من يعلم أنه يضلهم ويغويهم ولا يختار
لرسالته ولا يصطفي من عباده من يعلم أنه يكفر به وبعبادته ويعبد الشيطان دونه،
الخبر (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها وراجع إن شئت تمامها في مصدرها.
رسالة الإمام أبي جعفر محمد بن علي الجواد (عليه السلام)
[4442] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن
بزيع، عن عمه حمزة بن بزيع والحسين بن محمد الأشعري، عن أحمد بن محمد بن
عبد الله، عن يزيد بن عبد الله، عمن حدثه قال كتب أبو جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير:
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله فإن فيها السلامة من التلف
والغنيمة في المنقلب ان الله عز وجل يقى بالتقوى عن العبد ما عزب عنه عقله ويجلى
بالتقوى عنه عماه وجهله وبالتقوى نجا نوح ومن معه في السفينة وصالح ومن معه من
الصاعقة وبالتقوى فاز الصابرون ونجت تلك العصب من المهالك ولهم اخوان على
تلك الطريقة يلتمسون تلك الفضيلة نبذوا طغيانهم من الإيراد بالشهوات لما بلغهم في
الكتاب من المثلات حمدوا ربهم على ما رزقهم وهو أهل الحمد وذموا أنفسهم على ما
فرطوا وهم أهل الذم وعلموا أن الله تبارك وتعالى الحليم العليم إنما غضبه على من لم
يقبل منه رضاه وإنما يمنع من لم يقبل منه عطاه وإنما يضل من لم يقبل منه هداه ثم أمكن
أهل السيئات من التوبة بتبديل الحسنات دعا عباده في الكتاب إلى ذلك بصوت رفيع
لم ينقطع ولم يمنع دعاء عباده فلعن الله الذين يكتمون ما أنزل الله وكتب على نفسه
الرحمة فسبقت قبل الغضب فتمت صدقا وعدلا فليس يبتدي العباد بالغضب قبل أن



(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 121 ح 1.
208
يغضبوه وذلك من علم اليقين وعلم التقوى وكل أمة قد رفع الله عنهم علم الكتاب
حين نبذوه وولاهم عدوهم حين تولوه وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه
وحرفوا حدوده فهم يرونه ولا يرعونه والجهال يعجبهم حفظهم للرواية والعلماء
يحزنهم تركهم للرعاية وكان من نبذهم الكتاب أن ولوه الذين لا يعلمون فاوردوهم
الهوى وأصدروهم إلى الردى وغيروا عرى الدين ثم ورثوه في السفنه والصبا فالأمة
يصدرون عن أمر الناس بعد أمر الله تبارك وتعالى وعليه يردون فبئس للظالمين بدلا
ولاية الناس بعد ولاية الله وثواب الناس بعد ثواب الله ورضا الناس بعد رضا الله
فأصبحت الامة كذلك وفيهم المجتهدون في العبادة على تلك الضلالة معجبون مفتونون
فعبادتهم فتنة لهم ولمن اقتدى بهم وقد كان في الرسل ذكرى للعابدين ان نبيا من
الأنبياء كان يستكمل الطاعة ثم يعصي الله تبارك وتعالى في الباب الواحد فخرج به من
الجنة وينبذ به في بطن الحوت ثم لا ينجيه إلا الاعتراف والتوبة فأعرف أشباه الأحبار
والرهبان الذين ساروا بكتمان الكتاب وتحريفه فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ثم
اعرف أشباههم من هذه الامة الذين أقاموا حروف الكتاب وحرفوا حدوده فهم مع
السادة والكبره فإذا تفرقت قادة الأهواء كانوا مع أكثرهم دنيا وذلك مبلغهم من العلم
لا يزالون كذلك في طبع وطمع لا يزال يسمع صوت إبليس على ألسنتهم بباطل كثير
يصبر منهم العلماء على الأذى والتعنيف ويعيبون على العلماء بالتكليف والعلماء في
أنفسهم خانه ان كتموا النصيحة ان رأوا تائها ضالا لا يهدونه أو ميتا لا يحيونه فبئس
ما يصنعون لأن الله تبارك وتعالى أخذ عليهم الميثاق في الكتاب أن يأمروا بالمعروف
وبما أمروا به وأن ينهوا عما نهوا عنه وأن يتعاونوا على البر والتقوى ولا يتعاونوا على
الإثم والعدوان فالعلماء من الجهال في جهد وجهاد إن وعظت قالوا طغت وإن علموا
الحق الذي تركوا قالوا خالفت وإن اعتزلوهم قالوا فارقت وإن قالوا هاتوا برهانكم
على ما تحدثون قالوا نافقت وان أطاعوهم قالوا عصيت الله عز وجل فهلك جهال فيما

209
لا يعلمون أميون فيما يتلون يصدقون بالكتاب عند التعريف ويكذبون به عند
التحريف فلا ينكرون أولئك أشباه الأحبار والرهبان قادة في الهوى سادة في الردى
وآخرون منهم جلوس بين الضلالة والهدى لا يعرفون إحدى الطائفتين من الاخرى
يقولون ما كان الناس يعرفون هذا ولا يدرون ما هو وصدقوا تركهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
على البيضاء ليلها من نهارها لم يظهر فيهم بدعة ولم يبدل فيهم سنة لا خلاف عندهم
ولا اختلاف فلما غش الناس ظلمه خطاياهم صاروا امامين داع إلى الله تبارك وتعالى
وداع إلى النار فعند ذلك نطق الشيطان فعلا صوته على لسان أوليائه وكثر خيله
ورجله وشارك في المال والولد من أشركه فعمل بالبدعة وترك الكتاب والسنة ونطق
أولياء الله بالحجة وأخذلوا بالكتاب والحكمة فتفرق من ذلك اليوم أهل الحق وأهل
الباطل وتخاذل وتهادن أهل الهدى وتعاون أهل الضلالة حتى كانت الجماعة مع فلان
وأشباهه فأعرف هذا الصنف وصنف آخر فأبصرهم رأي العين نجباء وألزمهم حتى
ترد أهلك فإن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو
الخسران المبين إلى ههنا رواية الحسين.
وفي رواية محمد بن يحيى زيادة: لهم علم بالطريق فإن كان دونهم بلاء فلا تنظر
إليهم فإن كان دونهم عسف من أهل العسف وخسف ودونهم بلايا تنقضي ثم تصيرا
إلى رخاء ثم اعلم أن إخوان الثقة ذخائر بعضهم لبعض ولولا أن تذهب بك الظنون
عني لجليت لك عن أشياء من الحق غطيتها ولنشرت لك أشياء من الحق كتمتها
ولكني اتقيك واستبقيك وليس الحليم الذي لا يتقي أحدا في مكان التقوى والحلم
لباس العالم فلا تعرين منه والسلام (1).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 8 / 52 ح 16.
210
رسالة الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام)
[4443] 1 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد
اليقطيني قال: كتب علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) إلى بعض شيعته
ببغداد: بسم الله الرحمن الرحيم، عصمنا الله وإياك من الفتنة فإن يفعل فأعظم بها
نعمة وإلا يفعل فهي الهلكة نحن نرى أن الجدال في القرآن بدعة اشترك فيها السائل
والمجيب فتعاطى السائل ما ليس له وتكلف المجيب ما ليس عليه، وليس الخالق إلا الله
وما سواه مخلوق والقرآن كلام الله، لا تجعل له اسما من عندك فتكون من الضالين،
جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون (1).
الرواية صحيحة الإسناد، وللإمام الهادي (عليه السلام) رسالة في الرد على أهل الجبر
والتفويض، ذكرها ابن شعبة الحراني في كتابه تحف العقول: 458 فراجعها إن
شئت.
رسالة الإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري (عليه السلام)
[4444] 1 - ابن شعبة الحراني قال: من كتابه (عليه السلام) إلى إسحاق بن إسماعيل النيسابوري:
سترنا الله وإياك بستره وتولاك في جميع أمورك بصنعه فهمت كتابك يرحمك الله ونحن
بحمد الله ونعمته أهل بيت نرق على أوليائنا ونسر بتتابع إحسان الله إليهم وفضله
لديهم ونعتد بكل نعمة ينعمها الله تبارك وتعالى عليهم فأتم الله عليك يا إسحاق وعلى
من كان مثلك ممن قد رحمه الله وبصره بصيرتك نعمته وقدر تمام نعمته دخول الجنة
وليس من نعمة وان جل أمرها وعظم خطرها إلا والحمد لله تقدست أسماؤه عليها مؤد
شكرها وأنا أقول الحمد لله أفضل ما حمده حامده إلى أبد الأبد بما من الله عليك من



(1) أمالي الصدوق: المجلس الحادي والثمانون 14 الرقم 864 / 639.
211
رحمته ونجاك من الهلكة وسهل سبيلك على العقبة وأيم الله أنها لعقبة كؤود شديد
أمرها صعب مسلكها عظيم بلاؤها قديم في الزبر الأولى ذكرها ولقد كانت منكم في
أيام الماضي (عليه السلام) إلى أن مضى لسبيله وفي أيامي هذه امور كنتم فيها عندي غير
محمودي الرأي ولا مسددي التوفيق فاعلم يقينا، يا إسحاق انه من خرج من هذه
الدنيا أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا، يا إسحاق ليس تعمى الأبصار ولكن
تعمى القلوب التي في الصدور وذلك قول الله في محكم كتابه حكاية عن الظالم إذ يقول
(رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك
اليوم تنسى) وأي آية أعظم من حجة الله على خلقه وأمينه في بلاده وشهيده على
عباده من بعد من سلف من آبائه الأولين النبيين وآبائه الآخرين الوصيين عليهم
أجمعين السلام ورحمة الله وبركاته فأين يتاه بكم وأين تذهبون كالأنعام على
وجوهكم عن الحق تصدفون وبالباطل تؤمنون وبنعمة الله تكفرون أو تكونون ممن
يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم ومن غيركم إلا
خزي في الحياة الدنيا وطول عذاب في الآخرة الباقية وذلك والله الخزي العظيم ان الله
بمنه ورحمته لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليكم بل
رحمة منه لا اله إلا هو عليكم ليميز الخبيث من الطيب وليبتلي ما في صدوركم وليمحص
ما في قلوبكم لتسابقوا إلى رحمة الله وللتفاضل منازلكم في جنته ففرض عليكم الحج
والعمرة واقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والولاية وجعل لكم بابا تستفتحون به
أبواب الفرائض ومفتاحا إلى سبيله لولا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والأوصياء من ولده لكنتم
حيارى كالبهائم لا تعرفون فرضا من الفرائض وهل تدخل مدينة إلا من بابها فلما من
عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيكم قال الله في كتابه (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت
عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) ففرض عليكم لأوليائه حقوقا أمركم
بأدائها ليحل لكم ماوراءكم من أزواجكم وأموالكم ومأكلكم ومشاربكم قال الله

212
(قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) واعلموا أن من بخل فإنما يبخل
عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء لا إله إلا هو ولقد طالت المخاطبة فيما هو لكم وعليكم
ولولا ما يحب الله من تمام النعمة من الله عليكم لما رأيتم لي خطا ولا سمعتم مني حرفا
من بعد مضي الماضي (عليه السلام) وأنتم في غفلة مما إليه معادكم ومن بعد إقامتي لكم إبراهيم بن
عبده وكتابي الذي حمله إليكم محمد بن موسى النيسابوري والله المستعان على كل
حال وإياكم أن تفرطوا في جنب الله فتكونوا من الخاسرين فبعدا وسحقا لمن رغب
عن طاعة الله ولم يقبل مواعظ أوليائه فقد أمركم الله بطاعته وطاعة رسوله وطاعة
أولي الأمر رحم الله ضعفكم وغفلتكم وصبركم على أمركم فما أغر الإنسان بربه
الكريم ولو فهمت الصم الصلاب بعض ما هو في هذا الكتاب لتصدعت قلقا وخوفا
من خشية الله ورجوعا إلى طاعة الله اعملوا ما شئتم فسيرى الله عملكم ورسوله
والمؤمنون ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون والحمد لله رب
العالمين وصلى الله على محمد وآله أجمعين (1).
رسالة الإمام الحجة المنتظر المهدي (عليه السلام)
[4445] 1 - الصدوق عن أبي جعفر محمد بن محمد الخزاعي (رحمه الله) قال حدثنا أبو علي ابن
أبي الحسين الأسدي، عن أبيه قال: ورد علي توقيع من الشيخ أبي جعفر محمد بن
عثمان العمري قدس الله روحه ابتداء لم يتقدمه سؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من استحل من
أموالنا درهما.
قال أبو الحسين الأسدي (رضي الله عنه): فوقع في نفسي أن ذلك فيمن استحل من مال
الناحية درهما دون من أكل منه غير مستحل له وقلت في نفسي إن ذلك في جميع من



(1) تحف العقول: 486.
213
استحل محرما فأي فضل في ذلك للحجة (عليه السلام) على غيره قال: فوالذي بعث محمدا
بالحق بشيرا لقد نظرت بعد ذلك في التوقيع فوجدته قد انقلب إلى ما كان في نفسي:
بسم الله الرحمن الرحيم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من أكل من مالنا
درهما حراما.
قال أبو جعفر محمد بن محمد الخزاعي (رحمه الله) أخرج إلينا أبو علي بن أبي الحسين
الأسدي هذا التوقيع حتى نظرنا فيه وقرأناه (1).
وذكرت التوقيعات في إكمال الدين لشيخنا الصدوق: (522 - 482) والاحتجاج
لأبي منصور الطبرسي: (499 - 466).
وللأئمة (عليهم السلام) رسائل كثيرة اخرى ولكن ذكرت من كل امام رسالة واحدة تيمنا
وتبركا ومن أراد أكثر منها فعليه بمراجعة كتب الأخبار. وقد جمع رسالات
الأئمة (عليهم السلام) في كتب متنوعة ودونها بعض الأصحاب وجعلها في مجلدين ضخمين
وهو علم الهدى محمد بن محمد محسن، نجل الفيض الكاشاني رحمة الله عليهما
المتوفي عام 1007 في كتابه معادن الحكمة في مكاتيب الأئمة (عليهم السلام) وقد طبع غير
مرة. والحمد لله أولا وآخرا.



(1) اكمال الدين: 522 ح 51.
214
الرشد
[4446] 1 - الكليني، عن أبي عبد الله الأشعري، عن بعض أصحابنا، رفعه عن هشام بن
الحكم قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام): يا هشام كان أمير المؤمنين (عليه السلام)
يقول: ما عبد الله بشيء أفضل من العقل وما تم عقل امرء حتى يكون فيه خصال شتى
الكفر والشر منه مأمونان والرشد والخير منه مأمولان وفضل ماله مبذول وفضل
قوله مكفوف ونصيبه من الدنيا القوت لا يشبع من العلم دهره الذل أحب إليه مع الله
من العز مع غيره والتواضع أحب إليه من الشرف يستكثر قليل المعروف من غيره
ويستقل كثير المعروف من نفسه ويرى الناس كلهم خيرا منه وإنه شرهم في نفسه وهو
تمام الأمر (1).
[4447] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه رفعه إلى
أبي جعفر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أيها الناس إنما هو الله والشيطان والحق
والباطل والهدى والضلالة والرشد والغي والعاجلة والآجلة والعاقبة والحسنات
والسيئات فما كان من حسنات فلله وما كان من سيئات فللشيطان لعنه الله (2).
[4448] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى [عن محمد بن
عيسى] عن منصور، عن هشام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: انقطاع يتم اليتيم
بالاحتلام وهو أشده وان احتلم ولم يؤنس منه رشد وكان سفيها أو ضعيفا فليمسك



(1) الكافي: 1 / 18.
(2) الكافي: 2 / 15 ح 2.
215
عنه وليه ماله (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4449] 4 - الكليني، بإسناده إلى خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام) بذي قار أنه قال:... واعلموا
أنكم لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذي تركه... (2).
[4450] 5 - الصدوق بإسناده إلى زيارة الجامعة المروية عن الامام الهادي (عليه السلام) انه قال
فيها:... كلامكم نور وأمركم رشد ووصيتكم التقوى... (3).
[4451] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في توصيف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):...
سيرته القصد وسنته الرشد وكلامه الفصل وحكمه العدل... (4).
[4452] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كفاك من عقلك ما أوضح لك سبل
غيك من رشدك (5).
[4453] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تعزم على ما لم تستبن الرشد
فيه (6).
[4454] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا أحب الله عبدا ألهمه رشده
ووفقه لطاعته (7).
[4455] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من خالف رشده تبع هواه (8).



(1) الكافي: 7 / 68 ح 2.
(2) الكافي: 8 / 390.
(3) الفقيه: 2 / 616.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 94.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 421.
(6) غرر الحكم: ح 10183.
(7) غرر الحكم: ح 4177.
(8) غرر الحكم: ح 8353.
216
الرشوة
[4456] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال السحت ثمن الميتة وثمن الكلب وثمن الخمر ومهر البغي والرشوة في
الحكم واجبر الكاهن (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4457] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض العراقيين، عن
محمد المثنى، عن أبيه، عن عثمان بن يزيد، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لعن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجلا ينظر إلى فرج امرأة لا تحل له ورجلا خان أخاه في امرأته
ورجلا يحتاج الناس إلى نفعه فسألهم الرشوة (2).
[4458] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين
ابن سعيد، عن أخيه الحسن، عن زرعة، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
الرشا في الحكم هو الكفر بالله (3).
الرواية موثقة سندا.
[4459] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
ابن مسكان، عن يزيد بن فرقد قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن السحت فقال: هو
الرشا في الحكم (4).



(1) الكافي: 5 / 126 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 559 ح 14.
(3) و (4) الكافي: 7 / 409.
217
[4460] 5 - الشيخ أبو محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه
قال: الراشي والمرتشي والرائش بينهما ملعونون (1).
وفي بعض النسخ بدل الرائش، الماشي وكلاهما بمعنى واحد.
[4461] 6 - العياشي رفعه عن جراح المدائني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أكل السحت
الرشوة في الحكم. وعنه مهر البغي (2).
[4462] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وقد علمتم انه لا ينبغي أن
يكون الوالي على الفروج والدماء والمغانم والأحكام وإمامة المسلمين: البخيل...
ولا الجاهل... ولا الجافي... ولا الحائف... ولا المرتشي في الحكم فيذهب
بالحقوق ويقف بها دون المقاطع ولا المعطل للسنة فيهلك الامة (3).
[4463] 8 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: لعن الله الراشي
والمرتشي والماشي بينهما (4).
[4464] 9 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: إياكم والرشوة
فإنها محض الكفر ولا يشم صاحب الرشوة ريح الجنة (5).
[4465] 10 - قال المجلسي: وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجباعي (رحمه الله) نقلا من خط
الشهيد قدس الله روحه، عن يوسف بن جابر، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: لعن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من نظر إلى فرج امرأة لا تحل له ورجلا خان أخاه في امرأته ورجلا
احتاج الناس إليه ليفقههم فسألهم الرشوة (6).



(1) جامع الأحاديث: 80.
(2) تفسير العياشي: 1 / 321 ح 113.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 131.
(4) جامع الأخبار: 439 ح 5.
(5) جامع الأخبار: 440 ح 6.
(6) بحار الأنوار: 100 / 54 ح 28.
218
الرضا
[4466] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن نوح بن شعيب
النيسابوري، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عروة
ابن أخي شعيب العقرقوفي، عن شعيب، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: يا طالب العلم ان العلم ذو فضائل كثيرة فرأسه
التواضع وعينه البراءة من الحسد واذنه الفهم ولسانه الصدق وحفظه الفحص وقلبه
حسن النية وعقله معرفة الأشياء والامور ويده الرحمة ورجله زيارة العلماء وهمته
السلامة وحكمته الورع ومستقره النجاة وقائده العافية ومركبه الوفاء وسلاحه لين
الكلمة وسيفه الرضا وقوسه المداراة وجيشه محاورة العلماء وماله الأدب وذخيرته
اجتناب الذنوب وزاده المعروف وماؤه الموادعة ودليله الهدى ورفيقه محبة
الأخيار (1).
[4467] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن
صالح، عن بعض أشياخ بني النجاشي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رأس طاعة الله
الصبر والرضا عن الله فيما أحب العبد أو كره ولا يرضى عبد عن الله فيما أحب أو كره إلا
كان خيرا له فيما أحب أو كره (2).
[4468] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن يحيى بن إبراهيم بن



(1) الكافي: 1 / 48 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 60 ح 1.
219
أبي البلاد، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال:
الصبر والرضا عن الله راس طاعة الله ومن صبر ورضى عن الله فيما قضى عليه فيما
أحب أو كره لم يقض الله عز وجل له فيما أحب أو كره إلا ما هو خير له (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4469] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري،
عن علي بن هاشم بن البريد، عن أبيه قال قال لي علي بن الحسين صلوات الله عليهما:
الزهد عشرة أجزاء أعلا درجة الزهد أدنى درجة الورع وأعلى درجة الورع أدنى
درجة اليقين وأعلى درجة اليقين أدنى درجة الرضا (2).
[4470] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن
علي، عن علي بن أسباط، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لقى الحسن بن
علي (عليهما السلام) عبد الله بن جعفر فقال: يا عبد الله كيف يكون المؤمن مؤمنا وهو يسخط
قسمه ويحقر منزلته والحاكم عليه الله وأنا الضامن لمن لم يهجس في قلبه إلا الرضا أن
يدعو الله فيستجاب له (3).
[4471] 6 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن ابن سنان،
عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: بأي شيء يعلم المؤمن بأنه مؤمن؟
قال: بالتسليم لله والرضا فيما ورد عليه من سرور أو سخط (4).
[4472] 7 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد
ابن إسماعيل، عن علي بن النعمان، عن عمرو بن نهيك بياع الهروي قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): قال الله عز وجل: عبدي المؤمن لا أصرفه في شيء إلا جعلته خيرا له



(1) الكافي: 2 / 60 ح 3.
(2) - (3) الكافي: 2 / 62 ح 10 و 11.
(4) الكافي: 2 / 62 ح 12.
220
فليرض بقضائي وليصبر على بلائي وليشكر نعمائي اكتبه يا محمد من الصديقين
عندي (1).
[4473] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن مالك بن عطية، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن فيما أوحى
الله عز وجل إلى موسى بن عمران (عليه السلام): يا موسى بن عمران ما خلقت خلقا أحب إلى من عبدي
المؤمن فاني إنما ابتليه لما هو خير له وأعافيه لما هو خير له وازوي عنه ما هو شر له لما
هو خير له وأنا أعلم بما يصلح عليه عبدي فليصبر على بلائي وليشكر نعمائي وليرض
بقضائي أكتبه في الصديقين عندي إذا عمل برضائي وأطاع أمري (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4474] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن سنان،
عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أحق خلق
الله أن يسلم لما قضى الله عز وجل من عرف الله عز وجل ومن رضى بالقضاء أتى عليه القضاء وعظم الله
أجره ومن سخط القضاء مضى عليه القضاء وأحبط الله أجره (3).
[4475] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن الهيثم بن واقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من رضى من الله باليسير من
المعاش رضى الله منه باليسير من العمل (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4476] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
عبد الله بن القاسم، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مكتوب في



(1) الكافي: 2 / 61 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 61 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 62 ح 9.
(4) الكافي: 2 / 138 ح 3.
221
التوراة: ابن آدم كن كيف شئت كما تدين تدان من رضي من الله بالقليل من الرزق قبل
الله منه اليسير من العمل ومن رضى باليسير من الحلال خفت مؤنته وزكت مكسبته
وخرج من حد الفجور (1).
[4477] 12 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عدة من
أصحابنا، عن حنان بن سدير رفعه قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من رضي من الدنيا بما
يجزيه كان أيسر ما فيها يكفيه ومن لم يرض من الدنيا بما يجزيه لم يكن فيها شيء
يكفيه (2).
[4478] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب،
عن أبي أيوب، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنما المؤمن الذي إذا رضي لم
يدخله رضاه في إثم ولا باطل وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق والذي إذا
قدر لم تخرجه قدرته إلى التعدي إلى ما ليس له بحق (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4479] 14 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن زيد
الزراد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن عظيم البلاء يكافأ به
عظيم الجزاء فإذا أحب الله عبدا ابتلاه بعظيم البلاء فمن رضي فله عند الله الرضا ومن
سخط البلاء فله عند الله السخط (4).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[4480] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما أيسر ما رضى به الناس عنكم كفوا ألسنتكم عنهم (5).



(1) الكافي: 2 / 138 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 140 ح 11.
(3) الكافي: 2 / 234 ح 13.
(4) الكافي: 2 / 253 ح 8.
(5) الكافي: 8 / 341 ح 537.
222
الرواية صحيحة الإسناد.
[4481] 16 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
حماد بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان، عن ليث المرادي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله عز وجل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4482] 17 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن ابن سنان،
عن الحسين بن المختار، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لم يكن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لشيء قد مضى: لو كان غيره (2).
[4483] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إن عقدت إيمانك فارض
بالمقتضى عليك ولك ولا ترج أحدا إلا الله سبحانه وانتظر ما أتاك به القدر (3).
[4484] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إنكم إن صبرتم على البلاء
وشكرتم في الرخاء ورضيتم بالقضاء، كان لكم من الله سبحانه الرضاء (4).
[4485] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن أهنا الناس عيشا من كان بما
قسم الله له راضيا (5).
الروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت أكثر من هذا فعليك بمراجعة كتب الأخبار
منها: الكافي: 2 / 60، والوافي: 4 / 275، والمحجة البيضاء: 8 / 86،
وبحار الأنوار: 69 / 325، وجامع أحاديث الشيعة: 13 / 271.



(1) الكافي: 2 / 60 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 63 ح 13.
(3) غرر الحكم: ح 3723.
(4) غرر الحكم: ح 3845.
(5) غرر الحكم: ح 3357.
223
الرضاع
[4486] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عبد الله
ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: يحرم من الرضاع ما يحرم من
القرابة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4487] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن
محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه سئل عن الرضاع
فقال: يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4488] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي، عن
أبان بن عثمان، عمن حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
عرضت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ابنة حمزة فقال: أما علمت انها ابنة أخي من
الرضاع (3).
[4489] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في ابنة الأخ من الرضاع:
لا آمر به أحدا ولا أنهى عنه وإنما أنهى عنه نفسي وولدي وقال: عرض على



(1) - (2) الكافي: 5 / 437 ح 1 و 2.
(3) الكافي: 5 / 437 ح 4.
224
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يتزوج ابنة حمزة فأبى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: هي ابنة أخي من
الرضاع (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4490] 5 - الكليني، عن الحسين ين محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا يحرم من الرضاع
إلا ما أنبت اللحم وشد العظم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4491] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن علي
ابن يعقوب، عن محمد بن مسلم، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
سألته عن الرضاع ما أدنى ما يحرم منه قال: ما أنبت اللحم أو الدم ثم قال: ترى
واحدة تنبته؟ فقلت: أسألك أصلحك الله اثنتان؟ قال: لا فلم أزل أعد عليه حتى
بلغت عشر رضعات (3).
[4492] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن
عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يحرم من الرضاع إلا ما أنبت اللحم والدم (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4493] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن زياد
القندي، عن عبد الله بن سنان، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال قلت له: يحرم من الرضاع
الرضعة والرضعتان والثلاثة؟ فقال: لا إلا ما اشتد عليه العظم ونبت اللحم (5).
الرواية موثقة سندا.



(1) الكافي: 5 / 437 ح 5.
(2) - (3) الكافي: 5 / 438 ح 1 و 2.
(4) الكافي: 5 / 438 ح 5.
(5) الكافي: 5 / 438 ح 6.
225
[4494] 9 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، ومحمد بن
إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن صفوان بن يحيى، قال: سألت
أبا الحسن (عليه السلام) عن الرضاع ما يحرم منه؟ فقال: سأل رجل أبي (عليه السلام) عنه فقال:
واحدة ليس بها بأس وثنتان حتى بلغ خمس رضعات، قلت: متواليات أو مصة بعد
مصة؟ فقال: هكذا قال له وسأله آخر عنه فانتهى به إلى تسع وقال: ما أكثر ما أسأل
عن الرضاع؟ فقلت: جعلت فداك أخبرني عن قولك أنت في هذا عندك فيه حد أكثر
من هذا؟ فقال: قد أخبرتك بالذي أجاب فيه أبي قلت: قد علمت الذي أجاب أبوك
فيه ولكني قلت لعله يكون فيه حد لم يخبر به فتخبرني به أنت، فقال: هكذا قال أبي
قلت: فأرضعت امي جارية بلبني فقال: هي أختك من الرضاعة قلت: فتحل لأخ
لي من امي لم ترضعها امي بلبنه؟ قال: فالفحل واحد، قلت: نعم هو أخي لأبي
وامي، قال: اللبن للفحل صار أبوك أباها وامك امها (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4495] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
معاوية بن وهب، عن عبيد بن زرارة قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنا أهل بيت كبير
فربما كان الفرح والحزن الذي يجتمع فيه الرجال والنساء فربما استحيت المرأة أن
تكشف رأسها عند الرجل الذي بينها وبينه الرضاع وربما استخف الرجل أن ينظر إلى
ذلك فما الذي يحرم من الرضاع؟ فقال: ما أنبت اللحم والدم فقلت: وما الذي ينبت
اللحم والدم؟ فقال: كان يقال عشر رضعات، قلت: فهل يحرم عشر رضعات؟
فقال: دع ذا، وقال: ما يحرم من النسب فهو ما يحرم من الرضاع (2).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 5 / 439 ح 7.
(2) الكافي: 5 / 439 ح 9.
226
[4496] 11 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن
عمار الساباطي قال: سألت أبا عبد الله عن غلام رضع من امرأة أيحل له أن يتزوج
أختها لأبيها من الرضاع؟ قال فقال: لا فقد رضعا جميعا من لبن فحل واحد من امرأة
واحدة قال: فيتزوج أختها لامها من الرضاعة؟ قال: فقال: لا بأس بذلك إن أختها
التي لم ترضعه كان فحلها غير فحل التي أرضعت الغلام فاختلف الفحلان فلا
بأس (1).
الرواية موثقة سندا.
[4497] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن
يونس، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
لارضاع بعد الفطام ولا وصال في صيام ولا يتم بعد احتلام ولا صمت يوم إلى الليل
ولا تعرب بعد الهجرة ولا هجرة بعد الفتح ولا طلاق قبل النكاح ولا عتق قبل ملك
ولا يمين للولد مع والده ولا للمملوك مع مولاه ولا للمرأة مع زوجها ولا نذر في معصية
ولا يمين في قطيعه فمعنى قوله لارضاع بعد فطام: إن الولد إذا شرب من لبن المرأة بعد ما
تفطمه لا يحرم ذلك الرضاع التناكح (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4498] 13 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن
يحيى، عن العبد الصالح (عليه السلام) قال قلت له: أرضعت أمي جارية بلبني؟ قال: هي
أختك من الرضاع قال: فقلت: فتحل لأخي من امي لم ترضعها بلبنه يعني ليس بهذا
البطن ولكن ببطن آخر؟ قال: والفحل واحد، قلت: نعم هي أختي لأبي وامي،
قال: اللبن للفحل صار أبوك أباها وامك امها (3).



(1) الكافي: 5 / 442 ح 10.
(2) الكافي: 5 / 443 ح 5.
(3) الكافي: 5 / 444 ح 3.
227
الرواية معتبرة الإسناد.
[4499] 14 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن أحمد بن الحسن
الميثمي، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن امرأة در لبنها من غير ولادة
فأرضعت جارية وغلاما بذلك اللبن هل يحرم بذلك اللبن ما يحرم من الرضاع؟
قال: لا (1).
[4500] 15 - الكليني، عن محمد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن
عمار بن مروان، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الرضاع واحد وعشرون
شهرا فما نقص فهو جور على الصبي (2).
[4501] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني، عن
القاسم بن محمد الجوهري، عن سليمان بن داود المنقري قال سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن
الرضاع فقال: لا تجبر الحرة على رضاع الولد وتجبر ام الولد (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4502] 17 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى، عن
طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما من لبن يرضع به
الصبي أعظم بركة عليه من لبن امه (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4503] 18 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن محمد بن موسى،
عن محمد بن العباس بن الوليد، عن أبيه، عن امه ام إسحاق بنت سليمان قالت:
نظر إلي أبو عبد الله (عليه السلام) وأنا أرضع أحد بني محمدا أو إسحاق فقال: يا ام إسحاق



(1) الكافي: 5 / 446 ح 12.
(2) - (3) الكافي: 6 / 40 ح 3 و 4.
(4) الكافي: 6 / 40 ح 1.
228
لا ترضعيه من ثدي واحد وارضعيه من كليهما يكون أحدهما طعاما والآخر
شرابا (1).
[4504] 19 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن
سعد بن سعد الأشعري، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن الصبي هل يرضع
أكثر من سنتين؟ فقال: عامين، قلت: فإن زاد على سنتين هل على أبويه من ذلك
شيء؟ قال: لا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4505] 20 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لارضاع بعد فطام (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت راجع الكافي: 5 / 437 وما بعدها و
6 / 40، وكذا كتاب النكاح من كتب الأخبار والحمد لله تعالى.



(1) الكافي: 6 / 40 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 41 ح 8.
(3) الكافي: 5 / 443، ح 1.
229
الرعاية
[4506] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن طلحة بن
زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن رواة الكتاب كثير وان رعاته قليل وكم من
مستنصح للحديث مستغش للكتاب فالعلماء يحزنهم ترك الرعاية والجهال يحزنهم
حفظ الرواية فراع يرعى حياته وراع يرعى هلكته فعند ذلك اختلف الراعيان
وتغاير الفريقان (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[4507] 2 - الصدوق، عن ابن البرقي، عن أبيه، عن جده، عن جعفر بن عبد الله، عن
عبد الجبار بن محمد، عن داود الشعيري، عن الربيع صاحب المنصور قال: قال
الصادق (عليه السلام) للمنصور:... لاتقبل في ذي رحمك وأهل الرعاية من أهل بيتك قول
من حرم الله عليه الجنة وجعل مأواه النار فإن النمام شاهد زور وشريك إبليس في
الإغراء بين الناس فقد قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جائكم فاسق بنبأ
فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) (2) (3).
[4508] 3 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في خطبة يذكر فيها آل محمد (عليهم السلام):
هم عيش العلم وموت الجهل. يخبركم حلمهم عن علمهم وظاهرهم عن باطنهم



(1) الكافي: 1 / 49 ح 6.
(2) سورة الحجرات: 6.
(3) أمالي الصدوق: المجلس التاسع والثمانون ح 10 الرقم 978 / 71.
230
وصمتهم عن حكم منطقهم لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه، هم دعائم الإسلام
وولائج الاعتصام، بهم عاد الحق إلى نصابه وانزاح الباطل عن مقامه وانقطع لسانه
عن منبته عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية لاعقل سماع ورواية، فإن رواة العلم كثير
ورعاته قليل (1).
[4509] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: اعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل
رعاية لا عقل رواية فإن رواة العلم كثير ورعاته قليل (2).
[4510] 5 - المجلسي رفعه إلى المعصوم (عليه السلام) انه قال: تعلموا ما شئتم، ان تعلموا فلن
ينفعكم الله بالعلم حتى تعملوا به، لأن العلماء همتهم الرعاية والسفهاء همتهم
الرواية (3).



(1) نهج البلاغة: الخطبة 239.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 98.
(3) بحار الأنوار: 2 / 37 ح 54.
231
الرعية
[4511] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن هشام بن سالم، عن
حبيب السجستاني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال الله تبارك وتعالى: لأعذبن كل
رعية في الإسلام دأنت بولاية كل إمام جائر ليس من الله وإن كانت الرعية في أعمالها
برة تقية، ولأعفون عن كل رعية في الإسلام دانت بولاية كل إمام عدل من الله وإن
كانت الرعية في أنفسها ظالمة مسيئة (1).
[4512] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور،
عن حماد بن عثمان، عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) ما حق الإمام على
الناس؟ قال: حقه عليهم أن يسمعوا له ويطيعوا قلت: فما حقهم عليهم؟ قال: يقسم
بينهم بالسوية ويعدل في الرعية فإذا كان ذلك في الناس فلا يبالي من أخذ ههنا
وههنا (2).
[4513] 3 - الكليني، عن علي بن الحسين المؤدب، عن أحمد بن محمد بن خالد، وأحمد
ابن محمد، عن علي بن الحسن التيمي جميعا، عن إسماعيل بن مهران قال: حدثني
عبد الله بن الحارث، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام)
الناس بصفين فحمد الله وأثنى عليه وصلى على محمد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: أما بعد فقد
جعل الله تعالى لي عليكم حقا بولاية أمركم ومنزلتي التي أنزلني الله عز ذكره بها منكم
ولكم علي من الحق مثل الذي لي عليكم والحق أجمل الأشياء في التواصف وأوسعها



(1) الكافي: 1 / 376 ح 4.
(2) الكافي: 1 / 405 ح 1.
232
في التناصف لا يجري لأحد إلا جرى عليه ولا يجري عليه إلا جرى له ولو كان لأحد
أن يجري ذلك له ولا يجري عليه لكان ذلك لله عز وجل خالصا دون خلقه لقدرته على عباده
ولعدله في كل ما جرت عليه ضروب قضائه ولكن جعل حقه على العباد أن يطيعوه
وجعل كفارتهم عليه بحس الثواب تفضلا منه وتطولا بكرمه وتوسعا بما هو من المزيد
له أهلا ثم جعل من حقوقه حقوقا فرضها لبعض الناس على بعض فجعلها تتكافي في
وجوهها ويوجب بعضها بعضا ولا يستوجب بعضها إلا ببعض، فأعظم مما افترض
الله تبارك وتعالى من تلك الحقوق حق الوالي على الرعية وحق الرعية على الوالي
فريضة فرضها الله عز وجل لكل علي كل فجعلها نظام ألفتهم وعزا لدينهم وقواما لسنن الحق
فيهم فليست تصلح الرعية إلا بصلاح الولاة ولا تصلح الولاة إلا باستقامة الرعية فإذا
أدت الرعية إلى الوالي حقه وأدى إليها الوالي كذلك عز الحق بينهم فقامت مناهج
الدين واعتدلت معالم العدل وجرت على اذلالها السنن فصلح بذلك الزمان وطاب به
العيش وطمع في بقاء الدولة ويئست مطامع الأعداء وإذا غلبت الرعية واليهم وعلا
الوالي الرعية اختلفت هنالك الكلمة وظهرت مطامع الجور وكثر الإدغال في الدين
وتركت معالم السنن فعمل بالهواء وعطلت الآثار وكثرت علل النفوس ولا يستوحش
لجسيم حد عطل ولا لعظيم باطل اثل فهنالك تذل الأبرار وتعز الأشرار وتخرب البلاد
وتعظم تبعات الله عز وجل عند العباد فهلم أيها الناس إلى التعاون على طاعة الله عز وجل
والقيام بعدله والوفاء بعهده والإنصاف له في جميع حقه فانه ليس العباد إلى شيء
أحوج منهم إلى التناصح في ذلك وحسن التعاون عليه وليس أحد وان اشتد على
رضى الله حرصه وطال في العمل اجتهاده ببالغ حقيقة ما أعطى الله من الحق أهله،
الحديث (1).
وروى الشريف الرضي نظيره في نهج البلاغة: الخطبة 216.



(1) الكافي: 8 / 352 ح 550.
233
[4514] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى العطار، عن بعض أصحابنا، عن هارون بن
مسلم، عن مسعد بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
لا تختانوا ولاتكم ولا تغشوا هداتكم ولا تجهلوا أئمتكم ولا تصدعوا عن حبلكم
فتفشلوا وتذهب ريحكم وعلى هذا فليكن تأسيس أموركم والزموا هذه الطريقة
فإنكم لو عاينتم ما عاين من قد مات منكم ممن خالف ما قد تدعون إليه لبدرتم
وخرجتم ولسمعتم ولكن محجوب عنكم ما قد عاينوا وقريبا ما يطرح الحجاب (1).
[4515] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عبد الرحمن بن حماد
وغيره، عن حنان بن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: نعيت إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه وهو صحيح ليس به وجع قال: نزل به الروح الأمين قال:
فنادى (صلى الله عليه وآله وسلم) الصلاة جامعة وأمر المهاجرين وأنصار بالسلاح واجتمع الناس فصعد
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المنبر فنعى إليهم نفسه ثم قال: أذكر الله الوالي من بعدي على أمتي إلا
يرحم على جماعة المسلمين فاجل كبيرهم ورحم ضعيفهم ووقر عالمهم ولم يضر بهم
فيذلهم ولم يفقرهم فيكفرهم ولم يغلق بابه دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم ولم يخبزهم في
بعوثهم فيقطع نسل أمتي ثم قال: قد بلغت ونصحت فاشهدوا، وقال أبو عبد الله (عليه السلام):
هذا آخر كلام تكلم به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على منبره (2).
[4516] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير،
عن حنان، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تصلح الإمامة
إلا لرجل فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن معاصي الله وحلم يملك به غضبه وحسن
الولاية على من يلي حتى يكون لهم كالوالد الرحيم.
وفي رواية اخرى: حتى يكون للرعية كالأب الرحيم (3).



(1) الكافي: 1 / 405 ح 3.
(2) الكافي: 1 / 406 ح 4.
(3) الكافي: 1 / 407 ح 8.
234
[4517] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى مالك بن الحارث الأشتر
النخعي في عهده إليه:... واشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم ولا
تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم فإنهم صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك
في الخلق... (1).
قد مر منا مرارا ان لهذا العهد الشريف سند معتبر وفيه مطالب كثيرة يرتبط بالرعية
فإن شئت راجعه.
[4518] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى بعض عماله:... واخفض
للرعية جناحك وابسط لهم وجهك وألن لهم جانبك وآس بينهم في اللحظة والنظرة
والإشارة والتحية حتى لا يطمع العظماء في حيفك ولا ييأس الضعفاء من عدلك
والسلام (2).
[4519] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى أمرائه على الجيش: من
عبد الله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين إلى أصحاب المسالح، اما بعد، فإن حقا على
الوالي ألا يغيره على رعيته فضل ناله ولا طول خص به وأن يريده ما قسم الله له من
نعمه دنوا من عباده وعطفا على إخوانه... (3).
[4520] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى عماله على الخراج:...
فانصفوا الناس من أنفسكم واصبروا لحوائجهم فإنكم خزان الرعية ووكلاء الامة
وسفراء الأئمة ولا تحشموا أحدا عن حاجته ولا تحبسوه عن طلبته و... (4).
وفي شأن الرعية وحقوقها راجع إلى نهج البلاغة في مختلف مواضعه سيما
عهده (عليه السلام) إلى الأشتر النخعي (قدس سره) والحمد لله رب الرعية.



(1) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 46.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 50.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 51.
235
الرغبة
[4521] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أركان الكفر أربعة: الرغبة والرهبة والسخط
والغضب (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4522] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن مهران، عن سيف بن عميرة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الرغبة
أن تستقبل ببطن كفيك إلى السماء تبتيلا قال: الدعاء بإصبع واحدة تشير بها
والتضرع تشير باصبعيك وتحركهما والابتهال رفع اليدين وتمدهما وذلك عند الدمعة
ثم ادع (2).
المراد بالرغبة في الرواية، الرغبة في الدعاء والرهبة فيه كما هو ظاهر.
[4523] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن خالد والحسين بن سعيد جميعا، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن
أبي خالد، عن مروك بياع اللؤلؤ عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ذكر الرغبة
وابرز باطن راحتيه إلى السماء وهكذا الرهبة وجعل ظهر كفيه إلى السماء وهكذا
التضرع وحرك أصابعه يمينا وشمالا وهكذا التبتل ويرفع أصابعه مرة ويضعها مرة



(1) الكافي: 2 / 289 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 479 ح 1.
236
وهكذا الابتهال ومد يده تلقاء وجهه إلى القبلة ولا يبتهل حتى تجري الدمعة (1).
[4524] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
فضالة، عن العلاء، عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: مر بي رجل
وأنا أدعو في صلاتي بيساري، فقال: يا أبا عبد الله بيمينك، فقلت: يا عبد الله إن لله
تبارك وتعالى حقا على هذه كحقه على هذه وقال: الرغبة تبسط يديك وتظهر باطنهما
والرهبة تبسط يديك وتظهر ظهرهما والتضرع تحرك السبابة اليمنى يمينا وشمالا
والتبتل تحرك السبابة اليسرى ترفعها في السماء رسلا وتضعها والابتهال تبسط يديك
وذراعيك إلى السماء والابتهال حين ترى أسباب البكاء (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4525] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وأحمد بن
أبي عبد الله جميعا، عن محمد بن خالد، عن سعدان بن مسلم، عن أبي يقظان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رأيت المعروف كاسمه وليس شيء أفضل من المعروف إلا ثوابه
وذلك يراد منه وليس كل من يحب أن يصنع المعروف إلى الناس يصنعه وليس كل من
يرغب فيه يقدر عليه ولا كل من يقدر عليه يؤذن له فيه فإذا اجتمعت الرغبة والقدرة
والاذن فهنالك تمت السعادة للطالب والمطلوب إليه.
ورواه أحمد بن أبي عبد الله، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد بن مروان،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله (3).
[4526] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: يا أسرى الرغبة أقصروا فإن
المعرج على الدنيا لا يروعه منها إلا صريف أنياب الحدثان، أيها الناس تولوا من



(1) الكافي: 2 / 480 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 480 ح 4.
(3) الكافي: 4 / 26 ح 3.
237
أنفسكم تأديبها واعدلوا بها عن ضراوة عاداتها (1).
[4527] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... والرغبة مفتاح النصب ومطية
التعب... (2).
[4528] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إنكم إن رغبتم إلى الله غنمتم
ونجوتم وإن رغبتم إلى الدنيا خسرتم وهلكتم (3).
[4529] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا ترغب فيما يفنى وخذ من الفناء
للبقاء (4).
[4530] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من رغب فيما عند الله كثر
سجوده وركوعه (5).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر راجع كتب الأخبار والحمد لله
تعالى.



(1) نهج البلاغة: الحكمة 359.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 371.
(3) غرر الحكم: ح 3853.
(4) غرر الحكم: ح 10253.
(5) غرر الحكم: ح 9128.
238
الرفق
[4531] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عمن
ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن لكل
شيء قفلا وقفل الإيمان الرفق (1).
[4532] 2 - وعنه باسناده قال قال أبو جعفر (عليه السلام): من قسم له الرفق قسم له الإيمان (2).
[4533] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن يحيى
الأزرق، عن حماد بن بشير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى رفيق
يحب الرفق فمن رفقه بعباده تسليله أضغانهم ومضادتهم لهواهم وقلوبهم ومن رفقه
بهم انه يدعهم على الأمر يريد إزالتهم عنه رفقا بهم لكيلا يلقى عليهم عرى الإيمان
ومثاقلته جملة واحدة فيضعفوا فإذا أراد ذلك نسخ الأمر بالآخر فصار منسوخا (3).
[4534] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
محبوب، عن معاوية بن وهب، عن معاذ بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الرفق يمن والخرق شوم (4).
[4535] 5 - الكليني، عن محمد، عن أحمد، عن ابن محبوب، عن عمرو بن شمر، عن
جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق
ما لا يعطي على العنف (5).
[4536] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن



(1) - (3) الكافي: 2 / 118 ح 1 و 2 و 3.
(4) - (5) الكافي: 2 / 119 ح 4 و 5.
239
اذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الرفق لم يوضع
على شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4537] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عمرو بن
أبي المقدام، رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن في الرفق الزيادة والبركة ومن يحرم الرفق
يحرم الخير (2).
[4538] 8 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عمن ذكره عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما زوى الرفق عن أهل بيت إلا زوى عنهم الخير (3).
[4539] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن إبراهيم بن
محمد الثقفي عن علي بن المعلى، عن إسماعيل بن يسار، عن أحمد بن زياد بن أرقم
الكوفي، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أيما أهل بيت أعطوا حظهم من الرفق
فقد وسع الله عليهم في الرزق والرفق في تقدير المعيشة خير من السعة في المال والرفق
لا يعجز عنه شيء والتبذير لا يبقى معه شيء ان الله رفيق يحب الرفق (4).
[4540] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن حسان،
عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: الرفق نصف العيش (5).
[4541] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله يحب الرفق ويعين عليه فإذا ركبتم
الدواب العجف فأنزلوها منازلها فإن كانت الأرض مجدبة فانجوا عنها وإن كانت
مخصبة فانزلوها منازلها (6).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) - (4) الكافي: 2 / 119 ح 6 و 7 و 8 و 9.
(5) - (6) الكافي: 2 / 120 ح 11 و 12.
240
[4542] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان بن
عيسى، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
لو كان الرفق خلقا يرى ما كان خلق الله شيء أحسن منه (1).
[4543] 13 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال،
عن ثعلبة بن ميمون عمن حدثه عن أحدهما (عليهما السلام) قال: إن الله رفيق يحب الرفق ومن
رفقه بكم تسليل أضغانكم ومضادة قلوبكم وإنه ليريد تحويل العبد عن الأمر فيتركه
عليه حتى يحوله بالناسخ كراهية تثاقل الحق عليه (2).
[4544] 14 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
نعم وزير الإيمان العلم ونعم وزير العلم الحلم ونعم وزير الحلم الرفق ونعم وزير الرفق
الصبر (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4545] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، رفعه عن صالح بن عقبة، عن هشام بن
احمر، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: قال لي - وجرى بيني وبين رجل من القوم كلام فقال
لي -: ارفق بهم فإن كفر أحدهم في غضبه ولا خير فيمن كان كفره في غضبه (4).
[4546] 16 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما اصطحب اثنان إلا كان أعظمهما أجرا
وأحبهما إلى الله عز وجل ارفقهما بصاحبه (5).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) - (2) الكافي: 2 / 120 ح 13 و 14.
(3) الكافي: 1 / 48 ح 3.
(4) الكافي: 2 / 119 ح 10.
(5) الكافي: 2 / 120 ح 15.
241
[4547] 17 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن حسان، عن الحسن بن
الحسين، عن فضيل بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من كان رفيقا في
أمره نال ما يريد من الناس (1).
[4548] 18 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن
زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إطعام الأسير حق على من أسره وإن كان يراد من
الغد قتله فانه ينبغي أن يطعم ويسقى و [يظل] ويرفق به كافرا كان أو غيره (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4549] 19 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد الأصبهاني،
عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن علي بن
الحسين (عليهما السلام) قال: كان آخر ما أوصى به الخضر موسى بن عمران (عليهما السلام) أن قال له:
لا تعيرن أحدا بذنب وإن أحب الامور إلى الله عز وجل ثلاثة: القصد في الجدة والعفو في المقدرة
والرفق بعباد الله وما رفق أحد بأحد في الدنيا إلا رفق الله عز وجل به يوم القيامة، ورأس
الحكمة مخافة الله تبارك وتعالى (3).
[4550] 20 - المفيد، عن جعفر بن الحسين، عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد
ابن عيسى، أو غيره، عن بعض أصحابنا، عن عباس بن حمزة الشهرزوري رفعه
إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان سلمان يطبخ قدرا فدخل عليه أبو ذر فانكبت القدر
فسقطت على وجهها ولم يذهب منها شيء فردها على الأثافي، ثم انكبت ثانية فلم
يذهب منها شيء فردها على الأثافي، فمر أبو ذر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) مسرعا قد
ضاق صدره مما رأى وسلمان يقفو أثره حتى انتهى إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فنظر



(1) الكافي: 2 / 120 ح 16.
(2) الكافي: 5 / 35 ح 2.
(3) الخصال: 1 / 111 ح 83.
242
أمير المؤمنين إلى سلمان فقال له: يا أبا عبد الله أرفق بأخيك (1).
[4551] 21 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى بعض عماله:... واخلط
الشدة بضغث من اللين وارفق ما كان الرفق ارفق واعتزم بالشدة حين لا تغني عنك إلا
الشدة واخفض للرعية جناحك... (2).
[4552] 22 - الطوسي بإسناده عن الكشي، عن حمدويه بن نصير، عن محمد بن عيسى
ابن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن قال: قال العبد الصالح: يا يونس ارفق بهم فإن
كلامك يدق عليهم. قال قلت: إنهم يقولون لي زنديق، قال لي: وما يضرك أن
يكون في يدك لؤلؤة يقول الناس هي حصاة وما كان ينفعك أن يكون في يدك حصاة
فيقول الناس لؤلؤة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4553] 23 - محمد بن محمد الأشعث بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: إذا أراد الله
بأهل بيت خيرا فقههم في الدين ورزقهم الرفق في معايشهم والقصد في شأنهم ووقر
صغيرهم كبيرهم وإذا أراد بهم غير ذلك تركهم هملا (4).
[4554] 24 - محمد بن محمد الأشعث بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: إن الله تعالى
ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا رفق له (5).
[4555] 25 - محمد بن محمد الأشعث بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ما وضع الرفق
على شيء إلا زانه ولا وضع الخرق على شيء إلا شانه فمن أعطي الرفق أعطي خير
الدنيا والآخرة ومن حرمه حرم خير الدنيا والآخرة (6).



(1) الاختصاص: 12.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 46.
(3) رجال الكشي: 488.
(4) الجعفريات: 149.
(5) الجعفريات: 150.
(6) الجعفريات: 149.
243
[4556] 26 - الأحسائي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الرفق رأس الحكمة، اللهم
من ولى شيئا من امور أمتي فرفق بهم فارفق به، ومن شق عليهم فاشقق عليه (1).
[4557] 27 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الرفق مفتاح الصواب وشيمة
ذوي الألباب (2).
[4558] 28 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أفضل الناس أعملهم بالرفق
وأكيسهم أصبرهم على الحق (3).
[4559] 29 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من رفق لمصاحبه وافقه ومن
أعنت به أخرجه وفارقه (4).
[4560] 30 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: نعم السياسة الرفق (5).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت أكثر من هذا راجع الكافي: 2 / 118
و 5 / 34، والوافي: 4 / 461، والمحجة البيضاء: 5 / 322، وبحار الأنوار:
72 / 50، ووسائل الشيعة: 11 / 213، ومستدرك الوسائل: 11 / 292،
وجامع أحاديث الشيعة: 14 / 235 و 455، والف حديث في المؤمن: 195.



(1) عوالي اللآلي: 1 / 371 ح 79.
(2) غرر الحكم: ح 1746.
(3) غرر الحكم: ح 3326.
(4) غرر الحكم: ح 8929.
(5) غرر الحكم: ح 9947.
244
الرفض
[4561] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن مالك بن عطية، عن يونس بن عمار قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن لي
جارا من قريش من آل محرز قد نوه باسمي وشهرني كلما مررت به قال: هذا الرافضي
يحمل الأموال إلى جعفر بن محمد قال فقال لي: فادع الله عليه إذا كنت في صلاة الليل
وأنت ساجد في السجدة الأخيرة من الركعتين الأوليين فاحمد الله عز وجل ومجده وقل: اللهم
إن فلان بن فلان قد شهرني ونوه بي وغاظني وعرضني للمكاره، اللهم اضربه بسهم
عاجل تشغله به عني اللهم وقرب أجله وأقطع أثره وعجل ذلك يا رب الساعة
الساعة، قال: فلما قدمنا الكوفة قدمنا ليلا فسألت أهلنا عنه، قلت: ما فعل فلان؟
فقالوا: هو مريض فما انقضى آخر كلامي حتى سمعت الصياح من منزله وقالوا: قد
مات (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
والرفض في الروايات تارة استعمل في المعنى الذي يراد منه المخالفون وهو
التشيع والمذهب الحقة كما في الرواية الثانية والخامسة، وتارة استعمل في معناه
اللغوي وهو الخروج وكلا المعنيين يظهر للمتأمل.
[4562] 2 - الكليني، عن علي بن محمد، عن محمد بن صالح قال: لما مات أبي وصار الأمر
لي كان لأبي على الناس سفاتج من مال الغريم فكتبت إليه اعلمه فكتب طالبهم



(1) الكافي: 2 / 512 ح 3.
245
واستقض عليهم فقضاني الناس إلا رجل واحد كانت عليه سفتجة بأربعمائة دينار
فجئت إليه أطالبه فما طلني واستخف بي ابنه وسفه علي فشكوت إلى أبيه فقال وكان
ماذا فقبضت على لحيته وأخذت برجله وسحبته إلى وسط الدار وركلته ركلا كثيرا
فخرج ابنه يستغيث بأهل بغداد ويقول قمي رافضي قد قتل والدي فاجتمع علي منهم
الخلق فركبت دابتي وقلت أحسنتم يا أهل بغداد تميلون مع الظالم على الغريب المظلوم
أنا رجل من أهل همدان من أهل السنة وهذا ينسبني إلى أهل قم والرفض ليذهب
بحقي ومالي قال فمالوا عليه وأرادوا أن يدخلوا على حانوته حتى سكنتهم وطلب إلي
صاحب السفتجة وحلف بالطلاق أن يوفيني مالي حتى أخرجتهم عنه (1).
[4563] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
أبي جميلة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى بعض أصحابه
يعظه: أوصيك ونفسي بتقوى من لا تحل معصيته ولا يرجى غيره ولا الغنى إلا به فإن
من اتقى الله جل وعز وقوى وشبع وروى ورفع عقله عن أهل الدنيا فبدنه مع أهل
الدنيا وقلبه وعقله معاين الآخرة فاطفا بضوء قلبه ما أبصرت عيناه من حب الدنيا
فقذر حرامها وجانب شبهاتها واضر والله بالحلال الصافي إلا ما لابد له من كسرة منه
يشد بها صلبه وثوب يواري به عورته من أغلظ ما يجد وأخشنه ولم يكن له فيما لابد له
منه ثقة ولا رجاء فوقعت ثقته ورجاؤه على خالق الأشياء فجد واجتهد واتعب بدنه
حتى بدت الأضلاع وغارت العينان فأبدل الله له من ذلك قوة في بدنه وشدة في عقله
وما ذخر له في الآخرة أكثر فارفض الدنيا فإن حب الدنيا يعمي ويصم ويبكم ويذل
الرقاب فتدارك ما بقي من عمرك ولا تقل غدا أو بعد غد فإنما هلك من كان قبلك
بإقامتهم على الأماني والتسويف حتى أتاهم أمر الله بغتة وهم غافلون فنقلوا على
أعوادهم إلى قبورهم المظلمة الضيقة وقد أسلمهم الأولاد والأهلون فانقطع إلى الله



(1) الكافي: 1 / 521 ح 15.
246
بقلب منيب من رفض الدنيا وعزم ليس فيه انكسار ولا انخزال أعاننا الله وإياك على
طاعته ووفقنا الله وإياك لمرضاته (1).
[4564] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
الحسن بن السري، عن أبي مريم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعت جابر بن عبد الله
يقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مر بنا ذات يوم ونحن في نادينا وهو على ناقته وذلك حين
رجع من حجة الوداع فوقف علينا فسلم فرددنا عليه السلام ثم قال: مالي أرى حب
الدنيا قد غلب على كثير من الناس حتى كان الموت في هذه الدنيا على غيرهم كتب
وكان الحق في هذه الدنيا على غيرهم وجب وحتى كان لم يسمعوا ويروا من خبر
الأموات قبلهم سبيلهم سبيل قوم سفر عما قليل إليهم راجعون بيوتهم أجداثهم
ويأكلون تراثهم فيظنون أنهم مخلدون بعدهم هيهات هيهات أما يتعظ آخرهم بأولهم
لقد جهلوا ونسوا كل واعظ في كتاب الله وآمنوا شر كل عاقبة سوء ولم يخافوا نزول
فادحة وبوائق حادثة طوبى لمن شغله خوف الله عز وجل عن خوف الناس طوبى لمن منعه عيبه
عن عيوب المؤمنين من اخوانه طوبى لمن تواضع لله عز ذكره وزهد فيما أحل الله له من
غير رغبة عن سيرتي ورفض زهرة الدنيا من غير تحول عن سنتي واتبع الأخيار من
عترتي من بعدي وجانب أهل الخيلاء والتفاخر والرغبة في الدنيا المبتدعين خلاف
سنتي العاملين بغير سيرتي طوبى لمن اكتسب من المؤمنين مالا من غير معصية فأنفقه
في غير معصية وعاد به على أهل المسكنة طوبى لمن حسن مع الناس خلقه وبذل لهم
معونته وعدل عنهم شره طوبى لمن أنفق القصد وبذل الفضل وامسك قوله عن
الفضول وقبيح الفعل (2).
[4565] 5 - الصدوق: وقيل للصادق (عليه السلام): إن شريكا يرد شهادتنا فقال: لا تذلوا



(1) الكافي: 2 / 136 ح 23.
(2) الكافي: 8 / 168 ح 190.
247
أنفسكم.
قال الصدوق (رحمه الله): ليس يريد (عليه السلام) بذلك النهي عن إقامتها لأن إقامة الشهادة
واجبة إنما يعني بها تحملها يقول لا تتحملوا الشهادات فتذلوا أنفسكم بإقامتها عند من
يردها.
وقد روي عن أبي كهمس انه قال: تقدمت إلى شريك في شهادة لزمتني فقال لي:
كيف أجيز شهادتك وأنت تنسب إلى ما تنسب إليه قال أبو كهمس فقلت: وما هو
قال: الرفض قال: فبكيت ثم قلت نسبتني إلى قوم أخاف ألا أكون منهم فأجاز
شهادتي وقد وقع مثل ذلك لابن أبي يعفور ولفضيل سكرة (1).
[4566] 6 - المفيد، عن الجعابي، عن ابن عقدة، عن محمد بن أحمد بن خاقان، عن سليم
الخادم، عن إبراهيم بن عقبة، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: إن صاحب الدين فكر
فعلته السكينة واستكان فتواضع وقنع فاستغنى ورضي بما أعطي وانفرد فكفى
الأحزان ورفض الشهوات فصار حرا وخلع الدنيا فتحامى الشرور وطرح الحقد
فظهرت المحبة ولم يخف الناس فلم يخفهم ولم يذنب إليهم فسلم منهم وسخط نفسه عن
كل شيء ففاز واستكمل الفضل وأبصر العاقبة فآمن الندامة (2).
[4567] 7 - السيد شرف الدين الأسترآبادي، عن محمد بن العباس، عن محمد بن
القاسم، عن عبيد بن مسلم، عن جعفر بن عبد الله المحمدي، عن الحسن بن إسماعيل
الأفطس، عن أبي موسى المشرقاني قال: كنت عنده وحضره قوم من الكوفيين
فسألوه عن قول الله عز وجل (لئن أشركت ليحبطن عملك) (3) فقال: ليس حيث
تذهبون أن الله عز وجل حيث أوصى إلى نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقيم عليا للناس علما اندس إليه



(1) الفقيه: 3 / 75 ح 3366.
(2) أمالي المفيد: المجلس السادس ح 14 / 52.
(3) سورة الزمر: 65.
248
معاذ بن جبل فقال: أشرك في ولايته الأول والثاني حتى يسكن الناس إلى قوله
ويصدقوك فلما أنزل الله عز وجل (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) (1) شكا
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى جبرئيل فقال: إن الناس يكذبوني ولا يقبلون مني فأنزل الله
تعالى (لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) ففي هذا نزلت هذه
الآية ولم يكن الله ليبعث رسولا إلى العالم وهو صاحب الشفاعة في العصاة يخاف أن
يشرك بربه كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوثق عند الله من أن يقول لئن أشركت بي وهو جاء
بإبطال الشرك ورفض الأصنام وما عبد مع الله وإنما عنى الشرك من الرجال في الولاية
فهذا معناه (2).
[4568] 8 - أبو منصور الطبرسي باسناده إلى أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) قال: دخل
على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) رجل فقال له: يا ابن رسول الله لقد رأيت اليوم شيئا
عجبت منه قال: وما هو؟ قال: رجل كان معنا يظهر لنا انه من الموالين لآل محمد
المتبرين من أعدائهم فرأيته اليوم وعليه ثياب قد خلعت عليه وهو ذا يطاف به ببغداد
وينادي المنادي بين يديه معاشر الناس اسمعوا توبة هذا الرافضي ثم يقولون له: قل
فيقول: خير الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا بكر فإذا قال ذلك ضجوا وقالوا: قد تاب
وفضل أبا بكر على علي بن أبي طالب (عليه السلام).
فقال الرضا (عليه السلام): إذا خلوت فأعد علي هذا الحديث فلما خلا أعاد عليه فقال له:
إنما لم أفسر لك معنى كلام الرجل بحضرة هذا الخلق المنكوس كراهة أن ينقل إليهم
فيعرفوه ويؤذوه لم يقل الرجل خير الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبو بكر فيكون قد
فضل أبا بكر على علي بن أبي طالب (عليه السلام) ولكن قال: خير الناس بعد رسول الله
أبا بكر فجعله نداء لأبي بكر ليرضى من يمشي بين يديه من بعض هؤلاء الجهلة



(1) سورة المائدة: 67.
(2) تأويل الآيات الطاهرة: 2 / 522، ونقل عنه في بحار الأنوار: 36 / 152 ح 132.
249
ليتوارى من شرورهم ان الله تعالى جعل هذه التورية مما رحم بها شيعتنا ومحبينا (1).
[4569] 9 - الشهيد رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العاقل من رفض الباطل (2).
[4570] 10 - الديلمي رفعه إلى علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) انه قال لولده محمد
الباقر (عليه السلام): كف الأذى رفض البذاء (3).
نقل صاحب البحار: 78 / 160 عن الديلمي هكذا، والمراد بالبذاء الفحش.
ولكن في المطبوع أخيرا من كتابه: كف الأذى، وافض الندى....



(1) الاحتجاج: 440.
(2) الدرة الباهرة: 21.
(3) أعلام الدين: 299.
250
الرفيق
[4571] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الرفيق ثم السفر وقال
أمير المؤمنين صلوات الله عليه لا تصحبن في سفرك من لا يرى لك من الفضل عليه كما
ترى له عليك (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4572] 2 - الكليني، باسناده إلى خطبة الوسيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... سل عن
الرفيق قبل الطريق وعن الجار قبل الدار... (2).
ونحوها في وصيته (عليه السلام) لنجله الحسن (عليه السلام) المروية في نهج البلاغة - الكتاب 31.
[4573] 3 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إنما سمي الرفيق رفيقا لأنه يرفقك
على صلاح دينك فمن أعانك على صلاح دينك فهو الرفيق الشفيق (3).
[4574] 4 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ليس برفيق محمود الطريقة من
أحوج صاحبه إلى مماراته (4).
[4575] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: في الضيق يتبين حسن مواساة
الرفيق (5).
يأتي في هذا المجال عنوان «الصداقة» في محله فراجعه إن شئت.



(1) الكافي: 4 / 286 ح 5.
(2) الكافي: 8 / 24.
(3) غرر الحكم: ح 3878.
(4) غرر الحكم: ح 7504.
(5) غرر الحكم: ح 6473.
251
الركوب
كراهية الركوب مع الجنازة
[4576] 1 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض
أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوما خلف جنازة ركبانا
فقال: أما استحيى هؤلاء أن يتبعوا صاحبهم ركبانا وقد أسلموه على هذه
الحال؟ (1).
أسلمه أي: خذله.
[4577] 2 - الطوسي باسناده إلى حماد، عن حريز، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مات رجل من الأنصار من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فخرج
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في جنازته يمشي فقال له بعض أصحابه: ألا تركب يا رسول الله؟
فقال: إني لأكره أن أركب والملائكة يمشون (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
اختيار المشي في الحج على الركوب
[4578] 1 - الطوسي باسناده إلى الحسين بن سعيد، عن صفوان وفضالة، عن عبد الله بن
سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما عبد الله بشيء أشد من المشي ولا أفضل (3).



(1) الكافي: 3 / 170 ح 1.
(2) التهذيب: 1 / 312 ح 74.
(3) التهذيب: 5 / 11 ح 28.
252
الرواية صحيحة الإسناد.
[4579] 2 - الطوسي بإسناده إلى أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن على، عن
هشام بن سالم قال: دخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام) أنا وعنبسة بن مصعب وبضعة عشر
رجلا من أصحابنا فقلنا: جعلنا الله فداك أيهما أفضل المشي أو الركوب؟ فقال: ما
عبد الله بشيء أفضل من المشي، فقلنا: أيما أفضل نركب إلى مكة فنعجل فنقيم بها إلى
أن يقدم الماشي أو نمشي؟ فقال: الركوب أفضل (1).
الرواية موثقة سندا.
[4580] 3 - الطوسي باسناده إلى موسى بن القاسم، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن فضل المشي فقال: الحسن بن علي (عليه السلام) قاسم
ربه ثلاث مرات حتى نعلا ونعلا وثوبا ودينارا ودينارا وحج عشرين حجة ماشيا
على قدميه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4581] 4 - البرقي، عن محمد بن بكر، عن زكريا بن محمد، عن عيسى بن سوادة، عن
أبي المنكدر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال ابن عباس: ما ندمت على شيء صنعت
ندمي على إن لم أحج ماشيا لأني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من حج بيت الله
ماشيا كتب الله له سبعة آلاف حسنة من حسنات الحرم، قيل: يا رسول الله وما
حسنات الحرم؟ قال حسنة ألف ألف حسنة وقال: فضل المشاة في الحج كفضل القمر
ليلة البدر على ساير النجوم وكان الحسين بن علي (عليهما السلام) يمشي إلى الحج ودابته تقاد
ورائه (3).
[4582] 5 - ابن فهد الحلي رفعه عن المفضل بن عمر، عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام):



(1) التهذيب: 5 / 13 ح 34.
(2) التهذيب: 5 / 11 ح 29.
(3) المحاسن: 70 ح 139.
253
إن الحسن بن علي (عليهما السلام) كان أعبد الناس وأزهدهم وأفضلهم في زمانه وكان إذا حج،
حج ماشيا ورمى ماشيا وربما مشى حافيا (1).
في هذا المجال راجع وسائل الشيعة: 11 / 78 طبع آل البيت، و
مستدرك الوسائل: 8 / 29.
اختيار الركوب في الحج على المشي إذا كان يضعفه
عن العبادة أو لمجرد تقليل النفقة
[4583] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن فضال، عن ابن
بكير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): انا نريد أن نخرج إلى مكة مشاة؟ فقال لنا:
لا تمشوا واخرجوا ركبانا، قلت: أصلحك الله انه بلغنا عن الحسن بن علي صلوات الله
عليهما انه كان يحج ماشيا فقال: كان الحسن بن علي يحج ماشيا وتساق معه المحامل
والرحال (2).
الرواية موثقة سندا.
[4584] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رفاعة
وابن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام): انه سئل عن الحج ماشيا أفضل أو راكبا؟ قال: بل
راكبا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حج راكبا (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4585] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن فضالة بن أيوب، عن رفاعة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن مشي الحسن (عليه السلام) من



(1) عدة الداعي: 139.
(2) الكافي: 4 / 455 ح 1.
(3) الكافي: 4 / 456 ح 4.
254
مكة أو من المدينة؟ قال: من مكة. وسألته إذا زرت البيت أركب أو أمشي؟ فقال:
كان الحسن (عليه السلام) يزور راكبا. وسألته عن الركوب أفضل أو المشي؟ فقال: الركوب.
قلت: الركوب أفضل من المشي؟ فقال: نعم لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ركب (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4586] 4 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن أحمد بن محمد، عن علي بن أبي حمزة،
عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن المشي أفضل أو الركوب؟ فقال: إذا
كان الرجل موسرا فمشى ليكون أقل لنفقته فالركوب أفضل (2).
[4587] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن
يحيى، عن سيف التمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنا كنا نحج مشاة فبلغنا عنك
شيء فما ترى؟ قال: إن الناس ليحجون مشاة ويركبون، قلت: ليس عن ذلك
أسألك قال: فعن أي شئ سألت؟ قلت: أيهما أحب إليك أن نصنع؟ قال: تركبون
أحب إلي فإن ذلك أقوى لكم على الدعاء والعبادة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
وفي هذا المجال راجع وسائل الشيعة: 11 / 81.
الركوب في السعي
[4588] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن السعي بين الصفا والمروة على الدابة؟
قال: نعم وعلى المحمل (4).



(1) الكافي: 4 / 456 ح 5.
(2) الكافي: 4 / 456 ح 3.
(3) الكافي: 4 / 456 ح 2.
(4) الكافي: 4 / 437 ح 1.
255
الرواية صحيحة الإسناد.
[4589] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن
يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن النساء يطفن على
الإبل والدواب أيجزئهن أن يقفن تحت الصفا والمروة؟ قال: نعم بحيث يرين
البيت (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4590] 3 - الكليني رفعه إلى معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن
الرجل يسعى بين الصفا والمروة راكبا؟ قال: لا بأس والمشي أفضل (2).
في هذا المجال راجع الكافي: 4 / 437، ووسائل الشيعة: 13 / 495،
ومستدرك الوسائل: 9 / 450.
التسمية عند الركوب والدعاء بالمأثور وتلاوة القدر عند الركوب
[4591] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن
عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:... فإذا جعلت رجلك في الركاب فقل: بسم الله
الرحمن الرحيم بسم الله والله أكبر فإذا استويت على راحلتك واستوى بك محملك
فقل: الحمد لله الذي هدانا للإسلام وعلمنا القرآن ومن علينا بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) سبحان
الله سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون والحمد لله رب
العالمين، اللهم أنت الحامل على الظهر والمستعان على الأمر، اللهم بلغنا بلاغا يبلغ إلى
مغفرتك ورضوانك، اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا حافظ غيرك (3).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 4 / 437 ح 5.
(2) الكافي: 4 / 437 ح 2.
(3) الكافي: 4 / 284 ح 2.
256
[4592] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن الدهقان، عن
درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
إذا ركب الرجل الدابة فسمى ردفه ملك يحفظه حتى ينزل وإذا ركب ولم يسم ردفه
شيطان فيقول له: تغن فإن قال له لا أحسن قال له: تمن فلا يزال يتمنى حتى ينزل
وقال من قال إذا ركب الدابة بسم الله لا حول ولا قوة إلا بالله (الحمد لله الذي هدانا
لهذا) (1) الآية و (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) (2) حفظت له
نفسه ودابته حتى ينزل (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4593] 3 - الصدوق قال: روي عن الأصبغ بن نباتة أنه قال: أمسكت لأمير المؤمنين (عليه السلام)
بالركاب وهو يريد أن يركب فرفع رأسه ثم تبسم فقلت: يا أمير المؤمنين رأيتك
رفعت رأسك وتبسمت قال: نعم يا أصبغ أمسكت لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما أمسكت لي
فرفع رأسه إلى السماء وتبسم فسألته كما سألتني وسأخبرك كما أخبرني أمسكت
لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الشهباء فرفع رأسه إلى السماء وتبسم فقلت: يا رسول الله رفعت
رأسك إلى السماء وتبسمت فقال: يا علي أنه ليس من أحد يركب ما أنعم الله عليه ثم
يقرأ آية السخرة ثم يقول: «استغفر الله الذي لا اله إلا هو الحي القيوم وأتوب اليه،
اللهم اغفر لي ذنوبي فانه لا يغفر الذنوب إلا أنت» إلا قال السيد الكريم: يا ملائكتي
عبدي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري اشهدوا اني قد غفرت له ذنوبه (4).
[4594] 4 - الطوسي باسناده إلى علي بن ربيعة الأسدي قال: ركب علي بن أبي طالب (عليه السلام)
فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم الله فلما استوى على الدابة قال:



(1) سورة الأعراف: 43.
(2) سورة الزخرف: 13.
(3) الكافي: 6 / 540 ح 17.
(4) الفقيه: 2 / 272 ح 2419.
257
الحمد لله الذي أكرمنا وحملنا في البر والبحر ورزقنا من الطيبات وفضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
(سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) (1) ثم سبح الله ثلاثا وحمد الله
ثلاثا وكبر الله ثلاثا ثم قال: رب اغفر لي فانه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم قال: فعل
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا وأنا رديفه (2).
[4595] 5 - الحسن بن الفضل الطبرسي رفعه إلى زين العابدين (عليه السلام) انه قال: ما يقرأ أحدا
(انا أنزلناه) حين يركب دابته إلا نزل منها سالما مغفورا له ولقارئها أثقل على
الدواب من الحديد (3).
وفي هذا المجال راجع وسائل الشيعة: 11 / 387 طبع آل البيت،
ومستدرك الوسائل: 8 / 135.



(1) سورة الزخرف: 13.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثامن عشر ح 33 الرقم 1126 / 515.
(3) مكارم الأخلاق: 242.
258
الركون إلى الظالمين
[4596] 1 - الصدوق باسناده إلى الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في
حديث مناهي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):... من تولى خصومة ظالم أو أعان عليها ثم نزل به ملك
الموت قال له أبشر بلعنة الله ونار جهنم وبئس المصير وقال: من مدح سلطانا جائرا
وتخفف وتضعضع له طمعا فيه كان قرينه إلى النار. وقال: قال الله عز وجل (ولا تركنوا
إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) (1).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): من دل جائرا على جور كان قرين هامان في جهنم (2).
[4597] 2 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد الأصبهاني،
عن سليمان بن داود المنقري، عن فضيل بن عياض، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت
له: من الورع من الناس؟ فقال: الذي يتورع من محارم الله ويجتنب هؤلاء. وإذا لم
يتق الشبهات وقع في الحرام وهو لا يعرفه، وإذا رأى المنكر فلم ينكره وهو يقوى
عليه فقد أحب أن يعصى الله ومن أحب أن يعصي الله فقد بارز الله بالعداوة ومن أحب
بقاء الظالمين فقد أحب أن يعصى الله، ان الله تبارك وتعالى حمد نفسه على [إ] هلاك
الظلمة فقال (فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) (3) (4).



(1) سورة هود: 113.
(2) أمالي الصدوق: المجلس السادس والستون ح 1 الرقم 707 / 512.
(3) سورة الانعام: 45.
(4) معاني الأخبار: 252 ح 1.
259
[4598] 3 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن الحميري، عن أحمد بن محمد، عن الحسن
ابن محبوب، عن حديد المدائني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: صونوا دينكم بالورع
وقوة التقى والاستغناء بالله عن طلب الحوائج من السلطان واعلموا انه أيما مؤمن
خضع لصاحب سلطان أو من يخالفه على دينه طلبا لما في يديه أخمله الله ومقته عليه
ووكله إليه فإن هو غلب على شيء من دنياه وصار في يده منه شيء نزع الله البركة منه
ولم يؤجره على شيء ينفقه في حج ولا عمرة ولا عتق (1).
[4599] 4 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن
ابن المغيرة، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الظلمة وأعوانهم ومن لاق لهم
دواة أو ربط [لهم] كيسا أو مد [لهم] مدة قلم فاحشروهم معهم (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4600] 5 - الصدوق بهذا الإسناد قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما اقترب عبد من سلطان
إلا تباعد من الله ولا كثر ماله إلا اشتد حسابه ولا كثر تبعه إلا كثرت شياطينه (3).
[4601] 6 - الصدوق بهذا الإسناد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إياكم وأبواب السلطان
وحواشيها فإن أقربكم من أبواب السلطان وحواشيها أبعدكم من الله تعالى ومن آثر
السلطان على الله عز وجل أذهب الله عنه الورع وجعله حيرانا (4).
[4602] 7 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد قال: روى
الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن موسى المروزي، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال:



(1) عقاب الأعمال: 293.
(2) عقاب الأعمال: 309.
(3) عقاب الأعمال: 310.
(4) عقاب الأعمال: 310.
260
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أربع يفسدن القلب وينبتن النفاق في القلب كما ينبت الماء
الشجر: استماع اللهو والبذاء واتيان باب السلطان وطلب الصيد (1).
البذاء: الفحش.
[4603] 8 - الشيخ أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي باسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه
قال: شر البقاع دور الأمراء الذين لا يقضون بالحق (2).
[4604] 9 - الشيخ أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه
قال: شر الناس المثلث. قيل يا رسول الله وما المثلث؟ قال الذي يسعى بأخيه إلى
السلطان فيهلك نفسه ويهلك أخاه ويهلك السلطان (3).
[4605] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: صاحب السلطان كراكب الأسد
يغبط بموقعه وهو أعلم بموضعه (4).
[4606] 11 - الطوسي باسناده إلى أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من بذا جفا ومن تبع
الصيد غفل ومن لزم السلطان افتتن وما يزداد من السلطان قربا إلا ازداد من الله تعالى
بعدا (5).
[4607] 12 - الطوسي باسناده إلى الكشي، عن حمدويه، عن محمد بن إسماعيل الرازي،
عن ابن فضال، عن صفوان بن مهران الجمال قال: دخلت على أبي الحسن الأول (عليه السلام)
فقال لي: يا صفوان كل شيء منك حسن جميل ما خلا شيئا واحدا. قلت: جعلت
فداك أي شيء؟ قال: إكراءك جمالك من هذا الرجل - يعني هارون - قلت: والله
ما أكريته أشرا ولا بطرا ولا للصيد ولا للهو ولكن أكريته لهذا الطريق يعني طريق



(1) الخصال: 1 / 227 ح 63.
(2) و (2) جامع الأحاديث: 89.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 263.
(5) أمالي الطوسي: المجلس العاشر ح 21 الرقم 483 / 264.
261
مكة ولا أتولاه بنفسي ولكني أبعث معه غلماني فقال لي: يا صفوان أيقع كراك عليهم؟
قلت: نعم جعلت فداك قال: فقال لي أتحب بقاءهم حتى يخرج كراك؟ قلت: نعم
قال: فمن أحب بقاءهم فهو منهم ومن كان منهم فهو ورد النار قال صفوان: فذهبت
وبعت جمالي عن آخرها فبلغ ذلك إلى هارون فدعاني فقال لي: يا صفوان بلغني أنك
بعت جمالك؟ قلت: نعم فقال: ولم؟ فقلت: أنا شيخ كبير وإن الغلمان لا يقومون
بالأعمال فقال: هيهات هيهات إني لأعلم من أشار عليك بهذا، أشار عليك بهذا
موسى بن جعفر قلت: مالي ولموسى بن جعفر؟ فقال: دع هذا عنك فوالله لولا حسن
صحبتك لقتلتك (1).
[4608] 13 - العياشي رفعه عن سليمان الجعفري قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام)
ما تقول في أعمال السلطان؟ فقال: يا سليمان الدخول في أعمالهم والعون لهم والسعي
في حوائجهم عديل الكفر، والنظر إليهم على العمد من الكبائر التي يستحق به
النار (2).
[4609] 14 - العياشي رفعه عن بعض أصحابنا فقال أحدهم (عليهم السلام): انه سئل عن قول الله:
(ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) (3) قال: هو الرجل من شيعتنا يقول
بقول هؤلاء الجابرين (4).
هذا في المطبوع من العياشي ولكن نقل عنه في البحار: 72 / 374 ح 28، هكذا:
هو الرجل من شيعتنا يعول على هؤلاء الجائرين.
[4610] 15 - العياشي رفعه عن عثمان بن عيسى، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) (ولا



(1) اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي: 373.
(2) تفسير العياشي: 1 / 238 ح 110.
(3) سورة هود: 113.
(4) تفسير العياشي: 2 / 191 ح 71.
262
تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) (1) قال: اما انه لم يجعلها خلودا ولكن
تمسكم النار فلا تركنوا إليهم (2).
[4611] 16 - علي بن محمد بن علي الخزاز القمي الرازي بإسناده إلى عبد الغفار بن
القاسم، عن الباقر (عليه السلام) في حديث قال: قلت له: يا سيدي ما تقول في الدخول على
السلطان؟ قال: لا أرى لك ذلك قلت: إني ربما سافرت إلى الشام فأدخل على إبراهيم
ابن وليد قال: يا عبد الغفار إن دخولك على السلطان يدعو إلى ثلاثة أشياء: محبة
الدنيا ونسيان الموت وقلة الرضا بما قسم الله، قلت: يا ابن رسول الله فإني ذو عيلة
وأتجر إلى ذلك المكان لجر المنفعة فما ترى في ذلك؟ قال: يا عبد الله إني لست آمرك
بترك الدنيا بل آمرك بترك الذنوب فترك الدنيا فضيلة وترك الذنوب فريضة وأنت
إلى إقامة الفريضة أحوج منك إلى اكتساب الفضيلة. قال: فقبلت يده ورجله
وقلت: بابي أنت وامي يا ابن رسول الله ما نجد العلم الصحيح إلا عندكم،
الحديث (3).
[4612] 17 - الراوندي باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ثلاث من حفظهن كان
معصوما من الشيطان الرجيم ومن كل بلية: من لم يخل بامرأة ليس يملك منها شيئا ولم
يدخل على سلطان ولم يعن صاحب بدعة ببدعته (4).
[4613] 18 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من مشى مع ظالم
ليعينه وهو يعلم انه ظالم فقد خرج من الإسلام (5).



(1) سورة هود: 113.
(2) تفسير العياشي: 2 / 191 ح 72.
(3) كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر: 251، ونقل عنه في بحار الأنوار: 72 / 377 ح 32.
(4) النوادر: 14.
(5) جامع الأخبار: 436 ح 10.
263
[4614] 19 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من مشى مع ظالم فقد
أجرم (1).
[4615] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا ترغب في خلطة الملوك فإنهم
يستكثرون من الكلام رد السلام ويستقلون من العقاب ضرب الرقاب (2).
في هذا المجال إن شئت راجع بحار الأنوار: 72 / 367.



(1) جامع الأخبار: 437 ح 14.
(2) غرر الحكم: ح 10323.
264
الرماية
فضل الرمي
[4616] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان، عن
أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس شيء تحضره الملائكة إلا الرهان وملاعبة
الرجل أهله (1).
[4617] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى، عن
طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: الرمي سهم من سهام
الإسلام (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[4618] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عمران بن موسى، عن الحسن بن طريف،
عن عبد الله بن المغيرة رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قول الله عز وجل (وأعدوا لهم
ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل) (3) قال: الرمي (4).
[4619] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن
البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه كان يحضر الرمي والرهان (5).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) - (2) الكافي: 5 / 49 ح 10 و 11.
(3) سورة الأنفال: 60.
(4) الكافي: 5 / 49 ح 12.
(5) الكافي: 5 / 50 ح 15.
265
[4620] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن علي بن إسماعيل رفعه
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اركبوا وارموا وإن ترموا أحب إلي من أن تركبوا ثم قال:
كل لهو المؤمن باطل إلا في ثلاث: في تأديبه الفرس ورميه عن قوسه وملاعبته امرأته
فإنهن حق، ألا أن الله عز وجل ليدخل في السهم الواحد الثلاثة الجنة: عامل الخشبة والمقوي
به في سبيل الله والرامي به في سبيل الله (1).
شرط الجعل على الرماية
[4621] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن الوشاء،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: لاسبق إلا في خف أو
حافر أو نصل - يعني النضال - (2).
الرواية صحيحة الإسناد. النضال: هنا المرامات. ونحوها صحيحة حفص
المروية في الكافي الشريف: 5 / 50 ح 14.
وفي هذا المجال راجع كتاب السبق والرماية من كتب الأخبار، ومنها
وسائل الشيعة: 19 / 252 من طبع آل البيت، وبحار الأنوار: 100 / 189.
تعليم الصبي الرماية
[4622] 1 - الكليني، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم رفعه قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): علموا أولادكم السباحة والرماية (3).



(1) الكافي: 5 / 50 ح 13.
(2) الكافي: 5 / 48 ح 6.
(3) الكافي: 6 / 47 ح 4.
266
رمضان
فضل شهر رمضان
[4623] 1 - الصدوق، عن النقاش، والقطان، والمعاذي، والطالقاني جميعا، عن أحمد
الهمداني، عن علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا عن أبيه،
عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خطبنا ذات يوم فقال:
أيها الناس انه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة شهر هو عند الله أفضل
الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات هو شهر
دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم
فيه عبادة وعملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب فسلوا الله ربكم بنيات صادقة
وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا
الشهر العظيم واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه وتصدقوا
على فقرائكم ومساكينكم ووقروا كباركم وارحموا صغاركم وصلوا أرحامكم
واحفظوا ألسنتكم وغضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم وعما لا يحل الاستماع إليه
أسماعكم وتحننوا على أيتام الناس يتحنن على أيتامكم وتوبوا إلى الله من ذنوبكم
وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم فإنها أفضل الساعات ينظر الله عز وجل
فيها بالرحمة إلى عباده يجيبهم إذا ناجوه ويلبيهم إذا نادوه ويستجيب لهم إذا دعوه،
أيها الناس ان أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها باستغفاركم وظهوركم ثقيلة من
أوزاركم فخففوا عنها بطول سجودكم، واعلموا أن الله تعالى ذكره أقسم بعزته أن
لا يعذب المصلين والساجدين وأن لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين،

267
أيها الناس من فطر منكم صائما مؤمنا في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة
ومغفرة لما مضى من ذنوبه قيل يا رسول الله وليس كلنا يقدر على ذلك فقال (عليه السلام): اتقوا
النار ولو بشق تمرة اتقوا النار ولو بشربة من ماء، أيها الناس من حسن منكم في هذا
الشهر خلقه كان له جوازا على الصراط يوم تزل فيه الأقدام ومن خفف في هذا الشهر
عما ملكت يمينه خفف الله عليه حسابه ومن كف فيه شره كف الله عنه غضبه يوم يلقاه
ومن أكرم فيه يتيما أكرمه الله يوم يلقاه ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم
يلقاه ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه ومن تطوع فيه بصلاة كتب الله
له براءة من النار ومن أدى فيه فرضا كان له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه من
الشهور ومن أكثر فيه من الصلاة علي ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين ومن تلا فيه
آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور، أيها الناس ان
أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة فسلوا ربكم أن لا يغلقها عليكم وأبواب النيران
مغلقة فسلوا ربكم أن لا يفتحها عليكم والشياطين مغلولة فسلوا ربكم أن لا يسلطها
عليكم.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): فقمت فقلت يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا
الشهر؟ فقال: يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم
الله عز وجل ثم بكى فقلت: يا رسول الله ما يبكيك؟ فقال: يا علي أبكي لما يستحل منك في
هذا الشهر كأني بك وأنت تصلي لربك وقد انبعث أشقى الأولين شقيق عاقر ناقة ثمود
فضربك ضربة على قرنك فخضب منها لحيتك قال أمير المؤمنين (عليه السلام) فقلت:
يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): في سلامة من دينك ثم قال:
يا علي من قتلك فقد قتلني ومن أبغضك فقد أبغضني ومن سبك فقد سبني لأنك مني
كنفسي روحك من روحي وطينتك من طينتي ان الله تبارك وتعالى خلقني وإياك
واصطفاني وإياك واختارني للنبوة واختارك للإمامة ومن أنكر إمامتك فقد أنكر
نبوتي يا علي أنت وصي وأبو ولدي وزوج ابنتي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد

268
موتي أمرك أمري ونهيك نهيي أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنك
لحجة الله على خلقه وأمينه على سره وخليفته على عباده (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[4624] 2 - الصدوق، عن أحمد بن هارون الفامي، عن محمد بن عبد الله بن جعفر بن
جامع، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة الربعي، عن الصادق جعفر بن
محمد (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) في أول يوم من شهر رمضان في
مسجد الكوفة، فحمد الله بأفضل الحمد وأشرفها وأبلغها وأثنى عليه بأحسن الثناء
وصلى على محمد نبيه صلى الله عليه وآله ثم قال: أيها الناس، إن هذا الشهر، شهر
فضله الله على سائر الشهور كفضلنا أهل البيت على سائر الناس وهو شهر يفتح فيه
أبواب السماء وأبواب الرحمة ويغلق فيه أبواب النيران وهو شهر يسمع فيه النداء
ويستجاب فيه الدعاء ويرحم فيه البكاء وهو شهر فيه ليلة نزلت الملائكة فيها من
السماء فتسلم على الصائمين والصائمات بإذن ربهم إلى مطلع الفجر وهي ليلة القدر قدر
فيها ولايتي قبل أن خلق آدم (عليه السلام) بألفي عام، صيام يومها أفضل من صيام ألف شهر
والعمل فيها أفضل من العمل في ألف شهر، أيها الناس ان شموس شهر رمضان لتطلع
على الصائمين والصائمات وان اقماره ليطلع عليهم بالرحمة وما من يوم وليلة من الشهر
إلا والبر من الله تعالى يتناثر من السماء على هذه الأمة فمن ظفر من نثار الله بدرة كرم
على الله يوم يلقاه وما كرم عبد على الله إلا جعل الجنة مثواه.
عباد الله إن شهركم ليس كالشهور أيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي
وساعاته أفضل الساعات، هو شهر، الشياطين فيه مغلولة محبوسة، هو شهر يزيد
الله فيه الأرزاق والآجال ويكتب فيه وفد بيته وهو شهر يقبل أهل الإيمان بالمغفرة
والرضوان والروح والريحان ومرضات الملك الديان، أيها الصائم تدبر أمرك فإنك



(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 295 ح 53 - فضائل الأشهر الثلاثة: 77 ح 61.
269
في شهرك هذا ضيف ربك، انظر كيف تكون في ليلك ونهار وكيف تحفظ جوارحك
عن معاصي ربك، انظر أن لا تكون بالليل نائما وبالنهار غافلا فينقضي شهرك وقد بقي
عليك وزرك فتكون عند استيفاء الصائمين أجورهم من الخاسرين وعند فوزهم
بكرامة مليكهم من المحرومين وعند سعادتهم بمجاورة ربهم من المطرودين، أيها
الصائم ان طردت عن باب مليكك فأي باب تقصد وإن حرمك ربك فمن ذا الذي
يرزقك وإن أهانك فمن ذا الذي يكرمك وإن أذلك فمن ذا الذي يعزك وإن خذلك فمن ذا
الذي ينصرك وإن لم يقبلك في زمرة عبيده فإلى من ترجع بعبوديتك وإن لم يقلك
عثرتك فمن ترجو لغفران ذنوبك وان طالبك بحقه فماذا يكون حجتك، أيها الصائم
تقرب إلى الله بتلاوة كتابه في ليلك ونهارك فإن كتاب الله شافع مشفع يشفع يوم القيامة
لأهل تلاوته فيعلون درجات الجنة بقراءة آياته، بشر أيها الصائم فإنك في شهر
صيامك فيه مفروض ونفسك فيه تسبيح ونومك فيه عبادة وطاعتك فيه مقبولة
وذنوبك فيه مغفورة وأصواتك فيه مسموعة ومناجاتك فيه مرحومة.
ولقد سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ان الله تبارك وتعالى عند فطر كل ليلة
من شهر رمضان عتقاء من النار لا يعلم عددهم إلا الله هو في علم الغيب عنده فإذا كان
آخر ليلة منه أعتق فيها مثل ما أعتق في جميعه، فقام إليه رجل من همدان فقال:
يا أمير المؤمنين زدنا مما حدثك به حبيبك في شهر رمضان فقال: نعم سمعت أخي وابن
عمي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من صام شهر رمضان فحفظ فيه نفسه من المحارم دخل
الجنة، قال الهمداني: يا أمير المؤمنين زدنا مما حدثك به أخوك وابن عمك في شهر
رمضان قال: نعم سمعت خليلي رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يقول: من
صام رمضان إيمانا واحتسابا دخل الجنة. قال الهمداني: يا أمير المؤمنين زدنا
مما حدثك به خليلك في هذا الشهر فقال: نعم سمعت سيد الأولين والآخرين
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من صام رمضان فلم يفطر في شيء من لياليه على حرام دخل
الجنة فقال الهمداني: يا أمير المؤمنين زدنا مما حدثك به سيد الأولين والآخرين في

270
هذا الشهر فقال: نعم سمعت أفضل الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين يقول: ان
سيد الوصيين يقتل في سيد الشهور، فقلت يا رسول الله وما سيد الشهور ومن سيد
الوصيين؟
قال: اما سيد الشهور فشهر رمضان واما سيد الوصيين فأنت يا علي، فقلت:
يا رسول الله فإن ذلك لكائن؟ قال أي وربي انه ينبعث أشقى أمتي شقيق عاقر ناقة ثمود
ثم يضربك ضربة على فرقك تخضب منها لحيتك فأخذ الناس بالبكاء والنحيب
فقطع (عليه السلام) خطبته ونزل (1).
[4625] 3 - الصدوق، عن محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن
محمد بن علي القرشي، عن أبي الربيع أخبر به ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن
عبد الله بن عباس قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول وذلك في شهر رمضان: إن الله
جل جلاله يقول كل ليلة من هذا الشهر: وعزتي وجلالي لقد أمرت ملائكتي بفتح
أبواب سماواتي للداعين من عبادي وإمائي فمالي أرى عبدي الغافل ساهيا عني متى
سألني فلم أعطه ومتى ناداني فلم أجبه ومتى ناجاني فلم أقربه ومتى رجاني فخيبته
ومتى أملني فحرمته ومتى قصد بابي فحجبته ومتى تقرب فباعدته ومتى هرب مني فلم
أدعه ومتى رجع إلي فلم أقبله ومتى أقر بذنوبه فلم أرحمه ومتى استغفرني فلم أغفر له
ذنبه ومتى تاب فلم أقبله توبته، عبدي كيف تقصد برجائك ملكا مملوكا ولا تقصدني
برجائك وأنا ملك الملوك أم كيف تسأل من يخاف الفقر؟ ولا تسألني وأنا الغني الذي
لا أفتقر أم كيف تخدم ملكا ينام ويموت ولا تخدمني وأنا الحي الذي لا يموت ولا
يأخذني سنة ولا نوم يا سوئة لمن عصاني ويا بؤسا للقانطين من رحمتي بعزتي حلفت
لآخذنه أخذ عزيز مقتدر يغضب لغضبه السماء والأرض فأين تفر مني إلا إلي وأنا الله
العزيز الحكيم (2).



(1) فضائل الأشهر الثلاثة: 107 ح 101.
(2) فضائل الأشهر الثلاثة: 99 ح 85.
271
[4626] 4 - الصدوق، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق، عن أحمد بن محمد الهمداني، عن
علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قال:
الحسنات في شهر رمضان مقبولة والسيئات فيه مغفورة من قرأ في شهر رمضان آية
من كتاب الله عز وجل كان كمن ختم القرآن في غيره من الشهور ومن ضحك فيه في وجه أخيه
المؤمن لم يلقه يوم القيامة إلا ضحك في وجهه وبشره بالجنة ومن أعان فيه مؤمنا أعانه
الله تعالى على الجواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام ومن كف فيه غضبه كف الله
عنه غضبه يوم القيامة ومن نصر فيه مظلوما نصره الله على كل من عاداه في الدنيا
ونصره يوم القيامة عند الحساب والميزان، شهر رمضان شهر البركة وشهر الرحمة
وشهر المغفرة وشهر التوبة والإنابة من لم يغفر له في شهر رمضان ففي أي شهر يغفر له
فاسألوا الله أن يتقبل منكم فيه الصيام ولا يجعله آخر العهد منكم وأن يوفقكم فيه
لطاعته ويعصمكم من معصيته انه خير مسؤول (1).
[4627] 5 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن علي بن أحمد بن شبابة الفارسي
الماوردي بعدن، عن عمرو بن عبد الجبار بن عمرو اليماني، عن أبيه، عن علي بن
جعفر بن محمد بن علي (عليهم السلام) عن أبيه، عن جده، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أعطيت أمتي في شهر رمضان خمسا لم تعطها امة نبي قبلي: إذا
كان أول يوم منه نظر الله عز وجل إليهم فإذا نظر الله عز وجل إلى شيء لم يعذبه بعدها، وخلوف أفواههم
حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة في كل يوم وليلة
منه، ويأمر الله عز وجل جنته فيقول: تزيني لعبادي المؤمنين يوشك أن يستريحوا من
نصب الدنيا وأذاها إلى جنتي وكرامتي، فإذا كان آخر ليلة منه غفر الله عز وجل لهم
جميعا (2).
أخلف فم الصائم: تغيرت رائحته.



(1) فضائل الأشهر الثلاثة: 97 ح 82.
(2) أمالي الطوسي: المجلس السابع عشر ح 56 الرقم 1087 / 496.
272
والروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت راجع إلى فضائل الأشهر الثلاثة: 71
لشيخنا الصدوق في فضائل شهر رمضان رزقنا الله صيامه وقيامه وغفرانه بحق
محمد وآله.
ختم القرآن في شهر رمضان
[4628] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابه، عن
علي بن أبي حمزة قال دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له أبو بصير: جعلت فداك اقرأ
القرآن في شهر رمضان في ليله؟ فقال: لا قال: ففي ليلتين؟ فقال: لا فقال: ففي
ثلاث؟ فقال: ها وأشار بيده ثم قال: يا أبا محمد ان لرمضان حقا وحرمة لا يشبهه
شيء من الشهور وكان أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يقرأ أحدهم القرآن في شهر أو أقل ان
القرآن لا يقرأ هذرمة ولكن يرتل ترتيلا وإذا مررت بآية فيها ذكر الجنة فقف عندها
وسل الله الجنة وإذا مررت بآية فيها ذكر النار فقف عندها وتعوذ بالله من النار (1).
[4629] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن يحيى بن
إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن علي بن المغيرة، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال قلت
له: إن أبي سأل جدك عن ختم القرآن في كل ليلة فقال له جدك في كل ليلة فقال له في
شهر رمضان فقال له جدك في شهر رمضان فقال له أبي نعم ما استطعت فكان أبي
يختمه أربعين ختمة في شهر رمضان ثم ختمته بعد أبي فربما زدت وربما نقصت على
قدر فراغي وشغلي ونشاطي وكسلي فإذا كان في يوم الفطر جعلت لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
ختمة ولعلي (عليه السلام) اخرى ولفاطمة (عليها السلام) اخرى ثم للأئمة (عليهم السلام) حتى انتهيت إليك فصيرت
لك واحدة منذ صرت في هذه الحال فأي شيء لي بذلك؟ قال: لك بذلك أن تكون
معهم يوم القيامة قلت: الله أكبر فلي بذلك؟ قال: نعم ثلاث مرات (2).



(1) الكافي: 2 / 452 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 452 ح 4.
273
نافلة شهر رمضان
[4630] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي
العباس وعبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يزيد في
صلاته في شهر رمضان إذا صلى العتمة صلى بعدها فيقوم الناس خلفه فيدخل
ويدعهم ثم يخرج أيضا فيجيئون فيقومون خلفه فيدخل ويدعهم مرارا قال وقال:
لا تصل بعد العتمة في غير شهر رمضان (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4631] 2 - الطوسي بإسناده عن علي بن حاتم، عن حميد بن زياد، عن عبد الله بن
أحمد النهيكي، عن علي بن الحسن، عن محمد بن زياد، عن أبي خديجة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا جاء شهر رمضان زاد في الصلاة وأنا
أزيد فزيدوا (2).
[4632] 3 - الطوسي بإسناده عن علي بن حسن بن فضال، عن محمد بن خالد، عن سيف
بن عميرة، عن إسحاق بن عمار، عن جابر بن عبد الله قال: ان أبا عبد الله (عليه السلام) قال
له: إن أصحابنا هؤلاء أبوا ان يزيدوا في صلاتهم في رمضان وقد زاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
في صلاته في رمضان (3).
[4633] 4 - الطوسي بإسناده عن علي بن حسن بن فضال، عن محمد بن علي، عن علي
بن النعمان، عن منصور بن حازم، عن أبي بصير انه سأل أبا عبد الله (عليه السلام) أيزيد الرجل
في الصلاة في رمضان؟ قال: نعم إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد زاد في رمضان في الصلاة (4).
الرواية موثقة سندا.



(1) الكافي: 4 / 154 ح 2.
(2) التهذيب: 3 / 60 ح 204.
(3) التهذيب: 3 / 60 ح 206.
(4) التهذيب: 3 / 61 ح 207.
274
[4634] 5 - الطوسي بإسناده عن علي بن الحسن بن فضال، عن إسماعيل بن مهران، عن
الحسن بن الحسن المروزي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن محمد بن يحيى قال:
كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فسئل هل يزاد في شهر رمضان في صلاة النوافل؟ فقال: نعم
قد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلي بعد العتمة في مصلاه فيكثر وكان الناس يجتمعون خلفه
ليصلوا بصلاته فإذا كثروا خلفه تركهم ودخل منزله فإذا تفرق الناس عاد إلى مصلاه
فصلى كما كان يصلي فإذا كثر الناس خلفه تركهم ودخل وكان يصنع ذلك مرارا (1).
صلاة ليالي البيض من شهر رمضان
[4635] 1 - علي بن موسى بن جعفر بن طاوس في كتاب الإقبال نقلا من كتاب محمد
ابن علي الطرازي، عن أحمد بن محمد بن سعيد الكاتب، عن أحمد بن محمد بن سعيد
ابن عقدة، عن محمد بن علي القناني، عن جده، عن أحمد بن أبي العيناء، عن جعفر
ابن محمد (عليه السلام) قال: أعطيت هذه الامة ثلاثة أشهر لم يعطها أحد من الامم: رجب
وشعبان وشهر رمضان وثلاث ليال لم يعط أحد مثلها: ليلة ثلاث عشرة وليلة أربع
عشرة وليلة خمس عشرة من كل شهر وأعطيت هذه الامة ثلاث سور لم يعطها أحد
من الامم: يس وتبارك الملك وقل هو الله أحد فمن جمع بين هذه الثلاث فقد جمع
أفضل ما أعطيت هذه الامة، فقيل كيف يجمع بين هذه الثلاث؟ فقال: يصلي كل ليلة
من ليالي البيض من هذه الثلاثة أشهر في الليلة الثالثة عشرة ركعتين يقرء في كل ركعة
فاتحة الكتاب وهذه الثلاث سور وفي الليلة الرابعة عشرة أربع ركعات يقرء في كل
ركعة فاتحة الكتاب وهذه الثلاث سور وفي الليلة الخامسة عشرة ست ركعات يقرء في
كل ركعة فاتحة الكتاب وهذه الثلاث سور فيحوز فضل هذه الأشهر الثلاثة ويغفر له
كل ذنب سوى الشرك (2).



(1) التهذيب: 3 / 60 ح 205.
(2) الاقبال: 654.
275
صلاة ليلة النصف من شهر رمضان عند قبر الإمام الحسين (عليه السلام)
[4636] 1 - علي بن موسى بن جعفر بن طاوس في كتاب الإقبال قال: روينا بإسنادنا عن
أبي المفضل الشيباني بإسناده من كتاب علي بن عبد الواحد النهدي في حديث عن
الصادق (عليه السلام) قال: قيل له: فما ترى فيمن حضر قبره يعني الحسين (عليه السلام) ليلة النصف من
شهر رمضان؟ فقال: بخ بخ من صلى عند قبره ليلة النصف من شهر رمضان عشر
ركعات من بعد العشاء من غير صلاة الليل يقرء في كل ركعة «بفاتحة الكتاب» و «قل
هو الله أحد» عشر مرات واستجار بالله من النار كتبه الله عتيقا من النار ولم يمت حتى
يرى في منامه ملائكة يبشرونه بالجنة وملائكة يؤمنونه من النار (1).
صلاة ألف ركعة في كل يوم وليلة من شهر رمضان
[4637] 1 - الطوسي بإسناده عن علي بن حاتم، عن محمد بن جعفر المؤدب، عن محمد بن
الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين، عن النضر بن شعيب، عن جميل بن صالح،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن استطعت أن تصلي في شهر رمضان وغيره في اليوم
والليلة ألف ركعة فافعل فإن عليا (عليه السلام) كان يصلي في اليوم والليلة الف ركعة (2).
[4638] 2 - الطوسي بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن القاسم، عن علي بن أبي حمزة
قال: دخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له أبو بصير: ما تقول في الصلاة في رمضان؟
فقال له: ان لرمضان حرمة وحقا لا يشبهه شيء من الشهور صل ما استطعت في
رمضان تطوعا بالليل والنهار وان استطعت في كل يوم وليلة ألف ركعة فصل ان
عليا (عليه السلام) كان في آخر عمره يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة، الحديث (3).



(1) الاقبال: 151.
(2) التهذيب: 3 / 61 ح 209.
(3) التهذيب: 3 / 63 ح 215.
276
صلاة مأة ركعة في ليلة النصف من شهر رمضان
[4639] 1 - محمد بن الحسن بإسناده عن علي بن حاتم، عن أحمد بن إدريس، عن محمد
ابن بندار، عن محمد بن علي، عن ابن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن سليمان بن
عمرو، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من صلى ليلة النصف من شهر
رمضان مائة ركعة يقرأ في كل ركعة بقل هو الله أحد عشر مرات أهبط الله إليه من
الملائكة عشرة يدرأون عنه أعداءه من الجن والإنس وأهبط إليه عند موته ثلاثين
ملكا يؤمنونه من النار (1).
[4640] 2 - الطوسي بإسناده عن علي بن حاتم، عن محمد بن القاسم، عن عباد بن
يعقوب، عن عمرو بن ثابت، عن محمد بن مروان، عن أبي يحيى، عن عدة ممن
يوثق بهم قالوا: قال: من صلى ليلة النصف من شهر رمضان مائة ركعة يقرأ في كل
ركعة عشر مرات بقل هو الله أحد فذلك ألف مرة في مائة لم يمت حتى يرى في منامه
مائة من الملائكة ثلاثين يبشرونه بالجنة وثلاثين يؤمنونه من النار وثلاثين تعصمه
من أن يخطى وعشرة يكيدون من كاده (2).
زيادة ألف ركعة في شهر رمضان
[4641] 1 - محمد بن الحسن بإسناده عن علي بن حاتم، عن محمد بن جعفر بن أحمد بن
بطه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وبإسناده عن أبي محمد هارون بن موسى،
عن محمد بن علي بن معمر، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن
سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: تصلي في شهر رمضان
زيادة ألف ركعة؟ قال قلت: ومن يقدر على ذلك؟ قال: ليس حيث تذهب أليس



(1) التهذيب: 3 / 62 ح 212.
(2) التهذيب: 3 / 62 ح 211.
277
تصلي في شهر رمضان زيادة ألف ركعة في تسع عشرة منه في كل ليلة عشرين ركعة
وفي ليلة تسع عشرة مائة ركعة وفي ليلة احدى وعشرين مائة ركعة وفي ليلة ثلاث
وعشرين مائة ركعة وتصلي في ثمان ليال منه في العشر الأواخر ثلاثين ركعة فهذه
تسعمائة وعشرون ركعة قال قلت: جعلني الله فداك فرجت عني إلى أن قال: فكيف
تمام الألف ركعة؟ فقال: تصلي في كل يوم جمعة في شهر رمضان أربع ركعات
لأمير المؤمنين وتصلي ركعتين لابنة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وتصلي بعد الركعتين أربع ركعات
لجعفر الطيار وتصلي في ليلة الجمعة في العشر الأواخر لأمر المؤمنين (عليه السلام) عشرين
ركعة وتصلي في عشية الجمعة ليلة السبت عشرين ركعة لابنة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال:
اسمع وعه وعلم ثقات إخوانك هذه الأربع والركعتين فإنهما أفضل الصلوات بعد
الفرائض فمن صلاها في شهر رمضان أو غيره انفتل وليس بينه وبين الله عز وجل من ذنب.
ثم قال: يا مفضل بن عمر تقرأ في هذه الصلوات كلها أعني صلاة شهر رمضان
الزيادة منها بالحمد وقل هو الله أحد إن شئت مرة وإن شئت ثلاثا وإن شئت خمسا وإن
شئت سبعا وإن شئت عشرا فاما صلاة أمير المؤمنين (عليه السلام) فانه يقرأ فيها بالحمد في كل
ركعة خمسين مرة قل هو الله أحد ويقرأ في صلاة ابنة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في أول ركعة الحمد
وإنا أنزلناه في ليلة القدر مائة مرة وفي الركعة الثانية الحمد وقل هو الله أحد مائة مرة
فإذا سلمت في الركعتين سبح تسبيح فاطمة (عليها السلام) إلى أن قال وقال لي: تقرأ في صلاة
جعفر في الركعة الأولى الحمد وإذا زلزلت الأرض وفي الثانية الحمد والعاديات وفي
الثالثة الحمد وإذا جاء نصر الله وفي الرابعة الحمد وقل هو الله أحد ثم قال لي: يا مفضل
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم (1).
[4642] 2 - الطوسي بإسناده عن علي بن الحسن بن فضال، عن هارون بن مسلم، عن
مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصنع في شهر



(1) التهذيب: 3 / 66 ح 218.
278
رمضان كان يتنفل في كل ليلة ويزيد على صلاته التي كان يصليها قبل ذلك منذ أول
ليلة إلى تمام عشرين ليلة في كل ليلة عشرين ركعة ثماني ركعات منها بعد المغرب
واثنتي عشرة بعد العشاء الآخرة ويصلي في العشر الأواخر في كل ليلة ثلاثين ركعة
اثنتي عشرة منها بعد المغرب وثماني عشرة بعد العشاء الآخرة ويدعو ويجتهد اجتهادا
شديدا وكان يصلي في ليلة احدى وعشرين مائة ركعة ويصلي في ليلة ثلاث وعشرين
مائة ركعة ويجتهد فيهما (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4643] 3 - الطوسي بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن الحسن، عن زرعة، عن سماعة
ابن مهران قال سألته عن رمضان كم يصلى فيه؟ فقال: كما يصلى في غيره إلا ان
لرمضان على سائر الشهور من الفضل ما ينبغي للعبد أن يزيد في تطوعه فإن أحب
وقوى على ذلك أن يزيد في أول الشهر عشرين ليلة كل ليلة عشرين ركعة سوى ما
كان يصلي قبل ذلك يصلي من هذه العشرين اثنتي عشرة ركعة بين المغرب والعتمة
وثماني ركعات بعد العتمة ثم يصلي صلاة الليل التي كان يصلي قبل ذلك ثماني ركعات
والوتر ثلاث ركعات ركعتين يسلم فيهما ثم يقوم فيصلي واحدة يقنت فيها فهذا الوتر
ثم يصلي ركعتي الفجر حين ينشق الفجر فهذه ثلاث عشرة ركعة فإذا بقي من رمضان
عشر ليال فليصل ثلاثين ركعة في كل ليلة سوى هذه الثلاث عشرة ركعة يصلي بين
المغرب والعشاء اثنتين وعشرين ركعة وثماني ركعات بعد العتمة ثم يصلي بعد صلاة
الليل ثلاث عشرة ركعة كما وصفت لك وفي ليلة احدى وعشرين وثلاث وعشرين
يصلي في كل واحدة منهما إذا قوى على ذلك مائة ركعة سوى هذه الثلاث عشرة ركعة
وليسهر فيهما حتى يصبح فإن ذلك يستحب أن يكون في صلاة ودعاء وتضرع فانه
يرجى أن تكون ليلة القدر في إحداهما (2).



(1) التهذيب: 3 / 62 ح 213.
(2) التهذيب: 3 / 63 ح 214.
279
الرواية موثقة سندا.
[4644] 4 - الطوسي باسناده عن الحسين بن سعيد، عن القاسم، عن علي بن أبي حمزة،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث انه قال لأبي بصير: فصل يا أبا محمد زيادة في رمضان
قال: كم جعلت فداك؟ قال: في عشرين ليلة تمضي في كل ليلة عشرين ركعة ثماني
ركعات قبل العتمة واثنتي عشرة بعدها سوى ما كنت تصلي قبل ذلك فإذا دخل
العشر الأواخر فصل ثلاثين ركعة كل ليلة ثمان قبل العتمة وثنتين وعشرين بعد
العتمة سوى ما كنت تفعل قبل ذلك (1).
[4645] 5 - الطوسي بإسناده عن علي بن حاتم، عن أحمد بن علي، عن محمد بن
أبي الصهبان، عن محمد بن سليمان قال: ان عدة من أصحابنا اجتمعوا على هذا
الحديث منهم يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
وصباح الحذاء، عن إسحاق بن عمار، عن أبي الحسن (عليه السلام) وسماعة بن مهران، عن
أبي عبد الله قال محمد بن سليمان وسألت الرضا (عليه السلام) عن هذا الحديث فأخبرني به وقال
هؤلاء جميعا سألنا عن الصلاة في شهر رمضان كيف هي وكيف فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
فقالوا جميعا: انه لما دخلت أول ليلة من شهر رمضان صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المغرب ثم
صلى أربع ركعات التي كان يصليهن بعد المغرب في كل ليلة ثم صلى ثماني ركعات فلما
صلى العشاء الآخرة وصلى الركعتين اللتين كان يصليهما بعد العشاء الآخرة وهو
جالس في كل ليلة قام فصلى اثنتي عشرة ركعة ثم دخل بيته فلما رأى ذلك الناس
ونظروا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد زاد في الصلاة حين دخل شهر رمضان سألوه عن
ذلك فأخبرهم ان هذه الصلاة صليتها لفضل شهر رمضان على الشهور فلما كان من
الليل قام يصلي فاصطف الناس خلفه فانصرف إليهم فقال: أيها الناس ان هذه
الصلاة نافلة ولن تجتمع للنافلة فليصل كل رجل منكم وحده وليقل ما علمه الله من



(1) التهذيب: 3 / 63 ح 215.
280
كتابه واعلموا انه لا جماعة في نافلة فافترق الناس فصلى كل واحد منهم على حياله
لنفسه فلما كان ليلة تسع عشرة من شهر رمضان اغتسل حين غابت الشمس وصلى
المغرب بغسل فلما صلى المغرب وصلى أربع ركعات التي كان يصليها فيما مضى في كل
ليلة بعد المغرب دخل إلى بيته فلما أقام بلال الصلاة للعشاء الآخرة خرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
فصلى بالناس فلما انفتل صلى الركعتين وهو جالس كما كان يصلي كل ليلة ثم قام فصلى
مائة ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد عشر مرات فلما فرغ من
ذلك صلى صلاته التي كان يصلي كل ليلة في آخر الليل واوتر فلما كان ليلة عشرين من
شهر رمضان فعل كما كان يفعل قبل ذلك من الليالي في شهر رمضان ثماني ركعات بعد
المغرب واثنتي عشرة ركعة بعد العشاء الآخرة فلما كان ليلة احدى وعشرين اغتسل
حين غابت الشمس وصلى فيها مثل ما فعل في ليلة تسع عشرة فلما كان في ليلة اثنتين
وعشرين زاد في صلاته فصلى ثماني ركعات بعد المغرب واثنتين وعشرين ركعة بعد
العشاء الآخرة فلما كانت ليلة ثلاث وعشرين اغتسل أيضا كما اغتسل في ليلة تسع
عشرة وكما اغتسل في ليلة احدى وعشرين ثم فعل مثل ذلك قالوا فسألوه عن صلاة
الخمسين ما حالها في شهر رمضان فقال كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلي هذه الصلاة
ويصلي صلاة الخمسين على ما كان يصلي في غير شهر رمضان ولا ينقص منها
شيئا (1).
الصلاة المخصوصة في كل ليلة من شهر رمضان وأول يوم منه
[4646] 1 - الصدوق في كتاب فضائل شهر رمضان عن عبدوس بن علي بن عباس
الجرجاني، عن موسى بن الحسين المؤدب، عن محمد بن أحمد القوسي، عن الحسين
ابن علي بن خالد، عن معروف بن الوليد، عن سعد، عن أبي طيبة، عن كردين،



(1) التهذيب: 3 / 64 ح 217.
281
عن الربيع، عن ابن مسعود، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن جبرئيل، عن إسرافيل عن الله عز وجل
قال: من صلى في آخر ليلة من شهر رمضان عشر ركعات يقرأ في كل ركعة «فاتحة
الكتاب» مرة و «قل هو الله أحد» عشر مرات ويقول في ركوعه وسجوده عشر
مرات: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر» ويتشهد في كل ركعتين ثم
يسلم فإذا فرغ من آخر عشر ركعات قال بعد فراغه من التسليم «استغفر الله» ألف
مرة فإذا فرغ من الاستغفار سجد ويقول في سجوده: «يا حي يا قيوم يا ذا الجلال
والإكرام يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما يا أرحم الراحمين يا اله الأولين والآخرين
اغفر لنا ذنوبنا وتقبل منا صلاتنا وصيامنا وقيامنا» فانه لا يرفع رأسه من السجود
حتى يغفر الله له ثم ذكر ثوابا جزيلا (1).
[4647] 2 - روى الشهيد محمد بن مكي في كتاب الأربعين، عن السيد عميد الدين، عن
أبيه، عن محمد بن جهيم، عن فخار بن عبد الحميد، عن فضل الله بن علي الراوندي
العلوي، عن ذي الفقار بن معبد العلوي، عن أحمد بن علي بن أحمد بن العباس
النجاشي، عن محمد بن يعقوب بن إسحاق بن أبي قرة القناني الكاتب وذكر في
الذكرى ان الحديث مأخوذ من كتابه عن محمد بن جعفر بن الحسين المخزومي، عن
محمد بن محمد بن الحسين بن هارون الكندي، عن أبيه، عن إسماعيل بن بشير،
عن إسماعيل بن موسى، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي بن
أبي طالب (عليه السلام) انه سأله: عن فضل شهر رمضان وعن فضل الصلاة فيه؟ فقال: من
صلى في أول ليلة من شهر رمضان أربع ركعات يقرأ في كل ركعة «الحمد» مرة وخمس
عشرة مرة «قل هو الله أحد» أعطاه الله ثواب الصديقين والشهداء وغفر له جميع
ذنوبه وكان يوم القيامة من الفائزين ومن صلى في الليلة الثانية أربع ركعات يقرأ في كل
ركعة «الحمد» مرة و «انا أنزلناه في ليلة القدر» عشرين مرة غفر الله له جميع ذنوبه



(1) فضائل الأشهر الثلاثة: 134.
282
ووسع عليه وكفى السوء سنه ومن صلى في الليلة الثالثة من شهر رمضان عشر ركعات
يقرأ في كل ركعة «الحمد» مرة وخمسين مرة «قل هو الله أحد» ناداه مناد من قبل الله عز وجل
ألا ان فلان بن فلان من عتقاء الله من النار وفتحت له أبواب السماوات ومن قام تلك
الليلة فأحياها غفر الله له ومن صلى في الليلة الرابعة ثماني ركعات يقرأ في كل ركعة
«الحمد» مرة و «انا أنزلناه في ليلة القدر» عشرين مرة رفع الله تبارك وتعالى عمله
تلك الليلة كعمل سبعة أنبياء ممن بلغ رسالات ربه ومن صلى في الليلة الخامسة
ركعتين بمائة مرة «قل هو الله أحد» في كل ركعة فإذا فرغ صلى على محمد وآل محمد
مائة مرة زاحمني يوم القيامة على باب الجنة ومن صلى في الليلة السادسة من شهر
رمضان أربع ركعات يقرأ في كل ركعة «الحمد» و «تبارك الذي بيده الملك» فكأنما
صادف ليلة القدر ومن صلى في الليلة السابعة من شهر رمضان أربع ركعات يقرأ في
كل ركعة «الحمد» مرة و «انا أنزلناه في ليلة القدر» ثلاث عشرة مرة بنى الله له في جنة
عدن قصري ذهب وكان في أمان أك تعالى إلى شهر رمضان مثله ومن صلى في الليلة
الثامنة من شهر رمضان ركعتين يقرء في كل ركعة «الحمد» مرة و «قل هو الله أحد»
عشر مرات وسبح ألف تسبيحة فتحت له أبواب الجنان الثمانية يدخل من أيها شاء
ومن صلى في الليلة التاسعة من شهر رمضان قبل العشائين ست ركعات يقرء في كل
ركعة «الحمد» و «آية الكرسي» سبع مرات وصلى على النبي خمسين مرة صعدت
الملائكة بعمله كعمل الصديقين والشهداء والصالحين ومن صلى الليلة العاشرة من
شهر رمضان عشرين ركعة يقرأ في كل ركعة «الحمد» مرة و «قل هو الله أحد» ثلاثين
مرة وسع الله عليه رزقه وكان من الفائزين وليلة احدى عشرة من شهر رمضان
ركعتين يقرأ في كل ركعة «الحمد» مرة و «انا أعطيناك الكوثر» عشرين مرة لم يتبعه
ذلك اليوم ذنب وان جهد الشيطان جهده ومن صلى ليلة اثنتي عشرة من شهر رمضان
ثماني ركعات يقرأ في كل ركعة «الحمد» مره و «انا أنزلناه» ثلاثين مرة أعطاه الله

283
ثواب الشاكرين وكان يوم القيامة من الفائزين ومن صلى ليلة ثلاث عشرة من شهر
رمضان أربع ركعات يقرأ في كل ركعة «فاتحة الكتاب» مرة وخمسا وعشرين مرة
«قل هو الله أحد» جاء يوم القيامة على الصراط كالبرق الخاطف ومن صلى ليلة أربع
عشرة من شهر رمضان ست ركعات يقرأ في كل ركعة «الحمد» مرة و «إذا زلزلت»
ثلاثين مرة هون الله عليه سكرات الموت ومنكرا ونكيرا ومن صلى ليلة النصف منه
مائة ركعة يقرأ في كل ركعة «الحمد» مرة وعشر مرات «قل هو الله أحد» وصلى
أيضا أربع ركعات يقرأ في الأولتين مائة مرة «قل هو الله أحد» والثنتين الأخيرتين
خمسين مرة «قل هو الله أحد» غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ورمل عالج
وعدد نجوم السماء وورق الشجر في أسرع من طرفة عين مع ما له عند الله من المزيد
ومن صلى ليلة ست عشرة من شهر رمضان اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة
«الحمد» مرة و «الهيكم التكاثر» اثنتي عشرة مرة خرج من قبره وهو ريان ينادي
بشهادة أن لا اله إلا الله حتى يرد القيامة فيؤمر به إلى الجنة بغير حساب ومن صلى ليلة
سبع عشرة منه ركعتين يقرأ في الأولى ما تيسر بعد فاتحة الكتاب وفي الثانية مائة مرة
«قل هو الله أحد» وقال لا اله إلا الله مائة مرة أعطاه الله ثواب ألف حجة وألف عمرة
وألف غزوة ومن صلى ليلة ثمان عشرة من شهر رمضان أربع ركعات يقرأ في كل ركعة
«الحمد» مرة و «انا أعطيناك الكوثر» خمسا وعشرين مرة لم يخرج من الدنيا حتى
يبشره ملك الموت بأن الله عز وجل راض عنه غير غضبان ومن صلى ليلة تسع عشرة من شهر
رمضان خمسين ركعة يقرء في كل ركعة «الحمد» مرة و «إذا زلزلت» خمسين مرة لقى
الله عز وجل كمن حج مائة حجة واعتمر مائة عمرة وقبل الله منه سائر عمله ومن صلى ليلة
عشرين ثماني ركعات غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومن صلى ليلة احدى
وعشرين من شهر رمضان ثماني ركعات فتحت له سبع سماوات واستجيب له الدعاء
مع ما له عند الله من المزيد ومن صلى ليلة اثنتين وعشرين من شهر رمضان ثماني

284
ركعات فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء ومن صلى ليلة ثلاث
وعشرين من شهر رمضان ثماني ركعات فتحت له أبواب السماوات السبع واستجيب
دعاؤه ومن صلى ليلة أربع وعشرين منه ثماني ركعات يقرأ فيها ما يشاء كان له من
الثواب كمن حج واعتمر ومن صلى ليلة خمس وعشرين منه ثماني ركعات يقرأ فيها
«الحمد» وعشر مرات «قل هو الله أحد» كتب الله له ثواب العابدين ومن صلى ليلة
ست وعشرين منه ثماني ركعات فتحت له سبع سماوات واستجيب له الدعاء مع ما له
عند الله من المزيد ومن صلى ليلة سبع وعشرين منه أربع ركعات ب‍ «فاتحة الكتاب»
مرة و «تبارك الذي بيده الملك» فإن لم يحفظ تبارك فخمس وعشرون مرة «قل هو
الله أحد» غفر الله له ولوالديه ومن صلى ليلة ثمان وعشرين من شهر رمضان ست
ركعات ب‍ «فاتحة الكتاب» وعشر مرات «آية الكرسي» وعشر مرات «انا أعطيناك
الكوثر» وعشر مرات «قل هو الله أحد» وصلى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) غفر الله له ومن صلى
ليلة تسع وعشرين من شهر رمضان ركعتين ب‍ «فاتحة الكتاب» وعشرين مرة «قل
هو الله أحد» مات من المرحومين ورفع كتابه في أعلى عليين ومن صلى ليلة ثلاثين من
شهر رمضان اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة «فاتحة الكتاب» وعشرين مرة «قل
هو الله أحد» ويصلي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مائة مرة ختم الله له بالرحمة (1).
[4648] 3 - علي بن موسى بن طاوس في كتاب الإقبال قال: روى محمد بن أبي قرة
في عمل أول يوم من شهر رمضان عن العالم (عليه السلام) قال: من صلى عند دخول شهر
رمضان بركعتين تطوعا قرأ في أولهما ام الكتاب وإنا فتحنا لك فتحا مبينا
والاخرى ما أحب، رفع الله عنه السوء في سنته ولم يزل في حرز الله إلى مثلها
من قابل (2).



(1) الأربعين: 28.
(2) الاقبال: 87.
285
عدم جواز الجماعة في صلاة النوافل في شهر رمضان
[4649] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن
عثمان، عن سليم بن قيس الهلالي قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) فحمد الله وأثنى عليه
ثم صلى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: ألا إن أخوف ما أخاف عليكم خلتان اتباع الهوى
وطول الأمل - إلى أن قال - قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
متعمدين لخلافه فاتقين لعهده مغيرين لسنته ولو حملت الناس على تركها لتفرق عني
جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي - إلى أن قال - والله لقد أمرت الناس أن
لا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة وأعلمتهم ان اجتماعهم في النوافل بدعة
فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي، يا أهل الإسلام غيرت سنة عمر،
ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعا ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب
عسكري، الحديث (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4650] 2 - محمد بن علي بن الحسين بأسانيده عن زرارة ومحمد بن مسلم، والفضيل أنهم
سألوا أبا جعفر الباقر (عليه السلام) وأبا عبد الله الصادق (عليه السلام) عن الصلاة في شهر رمضان نافلة
بالليل في جماعة؟ فقالا: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا صلى العشاء الآخرة انصرف إلى
منزله ثم يخرج من آخر الليل إلى المسجد فيقوم فيصلي فخرج في أول ليلة من شهر
رمضان ليصلي كما كان يصلي فاصطف الناس خلفه فهرب منهم النبي بيته وتركهم
ففعلوا ذلك ثلاث ليال فقام في اليوم الرابع على منبره فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
أيها الناس ان الصلاة بالليل في شهر رمضان من النافلة في جماعة بدعة وصلاة
الضحى بدعة ألا فلا تجمعوا ليلا في شهر رمضان لصلاة الليل ولا تصلوا صلاة
الضحى فإن تلك معصية ألا وان كل بدعة ضلالة وكل ضلالة سبيلها إلى النار ثم نزل



(1) الكافي: 8 / 58 ح 21.
286
وهو يقول قليل في سنة خير من كثير في بدعة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4651] 3 - الطوسي بإسناده عن علي بن الحسن بن فضال، عن أحمد بن الحسن، عن
عمرو بن سعيد المدائني، عن مصدق بن صدقة، عن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
سألته عن الصلاة في رمضان في المساجد؟ فقال: لما قدم أمير المؤمنين (عليه السلام) الكوفة أمر
الحسن بن علي أن ينادي في الناس لا صلاة في شهر رمضان في المساجد جماعة فنادى
في الناس الحسن بن علي (عليه السلام) بما أمره به أمير المؤمنين (عليه السلام) فلما سمع الناس مقالة الحسن
ابن علي (عليه السلام) صاحوا وا عمراه وا عمراه فلما رجع الحسن إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال له:
ما هذا الصوت؟ قال: يا أمير المؤمنين الناس يصيحون وا عمراه وا عمراه فقال
أمير المؤمنين (عليه السلام) قل لهم: صلوا (2)
الرواية معتبرة الإسناد.
[4652] 4 - محمد بن إدريس في آخر السرائر نقلا من كتاب أبي القاسم جعفر بن محمد
ابن قولويه، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليه السلام) قالا: لما كان أمير المؤمنين (عليه السلام) بالكوفة
أتاه الناس فقالوا له: اجعل لنا إماما يؤمنا في رمضان، فقال لهم: لا ونهاهم ان
يجتمعوا فيه فلما أمسوا جعلوا يقولون ابكوا رمضان وا رمضاناه، فاتى الحارث الأعور
في أناس فقال: يا أمير المؤمنين ضج الناس وكرهوا قولك، قال: فقال عند ذلك:
دعوهم وما يريدون ليصل بهم من شاؤوا ثم قال: (ومن يتبع غير سبيل المؤمنين
نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) (3).
ورواه العياشي في تفسيره عن حريز عن بعض أصحابنا عن أحدهما (عليهما السلام) مثله.



(1) الفقيه: 2 / 87 ح 394.
(2) التهذيب: 2 / 70 ح 227.
(3) السرائر: 3 / 638. تفسير العياشي: 1 / 275 ح 272.
287
الصدقة في شهر رمضان
[4653] 1 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن عمر بن
إبراهيم، عن خلف بن حماد عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من تصدق في شهر
رمضان بصدقة صرف الله عنه سبعين نوعا من البلاء (1).
[4654] 2 - الصدوق، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق، عن أحمد بن محمد الهمداني، عن
علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قال: من
تصدق وقت إفطاره على مسكين برغيف غفر الله له ذنبه وكتب له ثواب عتق رقبة من
ولد إسماعيل (2).
قتل من أفطر في شهر رمضان مستحلا
[4655] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
هشام بن سالم، عن بريد العجلي، قال: سئل أبو جعفر (عليه السلام) عن رجل شهد عليه
شهود انه أفطر من شهر رمضان ثلاثة أيام؟ قال: يسئل هل عليك في إفطارك إثم فإن
قال: لا فإن على الإمام أن يقتله وإن قال: نعم فإن على الإمام أن ينهكه ضربا (3).
ورواه الصدوق بإسناده عن الحسن بن محبوب مثله.
الرواية صحيحة الإسناد.
[4656] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عثمان بن عيسى، عن
سماعة قال: سألته عن رجل وجد في شهر رمضان وقد أفطر ثلاث مرات وقد رفع إلى
الإمام ثلاث مرات؟ قال: يقتل في الثالثة (4).



(1) ثواب الأعمال: 171.
(2) فضائل الأشهر الثلاثة: 96 ح 80.
(3) الكافي: 4 / 103 ح 5. الفقيه: 2 / 73 ح 314.
(4) الكافي: 4 / 103 ح 6.
288
الرواية صحيحة الإسناد.
[4657] 3 - الكليني، عن علي بن محمد، عن عبد الله بن إسحاق، عن الحسن بن علي بن
سليمان، عن محمد بن عمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو
جالس في المسجد بالكوفة بقوم وجدوهم يأكلون بالنهار في شهر رمضان فقال لهم
أمير المؤمنين (عليه السلام): أكلتم وأنتم مفطرون؟ قالوا: نعم قال: يهود أنتم؟ قالوا: لا قال:
فنصارى؟ قالوا: لا قال: فعلى شيء من هذه الأديان المخالفين للإسلام؟ قالوا: بل
مسلمون قال: فسفر أنتم؟ قالوا: لا قال: فبكم علة استوجبتم الإفطار لا نشعر بها
فإنكم أبصر بأنفسكم لأن الله عز وجل يقول: بل (الإنسان على نفسه بصيرة) قالوا:
بل أصبحنا ما بنا علة قال فضحك أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم قال: تشهدون أن لا اله إلا الله
وان محمدا رسول الله؟ قالوا: نشهد أن لا اله إلا الله ولا نعرف محمدا قال: فانه
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قالوا: لا نعرفه بذلك إنما هو أعرابي دعا إلى نفسه، فقال: إن أقررتم
وإلا قتلتكم قالوا: وإن فعلت، فوكل بهم شرطة الخميس وخرج بهم إلى الظهر ظهر
الكوفة وأمر أن يحفر حفيرتين وحفر إحداهما إلى جنب الاخرى ثم خرق فيما بينهما
كوة ضخمة شبة الخوخة، فقال لهم: إني واضعكم في أحد هذين القليبين وأوقد في
الآخر النار فاقتلكم بالدخان قالوا: وإن فعلت فإنما تقضي هذه الحياة الدنيا فوضعهم
في احدى الجبين وضعا رفيقا ثم أمر بالنار فأوقدت في الجب الآخر ثم جعل يناديهم
مرة بعد مرة ما تقولون فيجيبونه: اقض ما أنت قاض حتى ماتوا، ثم ذكر: ان عظيما
من عظماء اليهود أنكر عليه ذلك فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): نشدتك بالتسع آيات التي
أنزلت على موسى (عليه السلام) بطور سيناء وبحق الكنائس الخمس القدس وبحق السمت
الديان هل تعلم أن يوشع بن نون أتى بقوم بعد وفاة موسى شهدوا أن لا اله إلا الله ولم
يقروا ان موسى رسول الله فقتلهم بمثل هذه القتلة؟ فقال له اليهودي: نعم ثم ذكر انه
أسلم.

289
قال صاحب الوسائل: اما أن يكون سبب القتل استحلال الإفطار أو جحود
الرسالة بعد دعوى الإسلام وكل منهما يوجب الارتداد (1).
[4658] 4 - محمد بن علي بن الحسين قال قال الصادق (عليه السلام): من أفطر يوما من شهر
رمضان خرج روح الإيمان منه (2).
[4659] 5 - الصدوق، عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد،
عن إبراهيم بن هاشم، عن موسى بن عمران، عن يونس بن عبد الرحمن، عن
يونس بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من أفطر يوما من شهر رمضان
خرج الإيمان منه (3).
الإفطار في شهر رمضان
[4660] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى وغيره، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن أبي الورد، عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث إن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ومن فطر فيه يعني في شهر رمضان مؤمنا صائما كان له بذلك
عند الله عتق رقبة ومغفرة لذنوبه فيما مضى قيل يا رسول الله ليس كلنا يقدر على أن
يفطر صائما؟ فقال: إن الله كريم يعطي هذا الثواب لمن لم يقدر إلا على مذقه من لبن
يفطر بها صائما أو شربة من ماء عذب أو تمرات لا يقدر على أكثر من ذلك (4).
[4661] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة، عن
أبي عبد الله، عن أبيه (عليه السلام) قال: دخل سدير على أبي (عليه السلام) في شهر رمضان فقال:
يا سدير هل تدري أي الليالي هذه؟ قال: نعم فداك أبي هذه ليالي شهر رمضان فما



(1) الكافي: 4 / 181 ح 7. وسائل الشيعة: 10 / 250 طبع آل البيت.
(2) الفقيه: 2 / 73 ح 316.
(3) فضائل الأشهر الثلاثة: 93.
(4) الكافي: 4 / 66 ح 4.
290
ذاك، فقال له: أتقدر على أن تعتق في كل ليلة من هذه الليالي عشر رقاب من ولد
إسماعيل (عليه السلام)؟ فقال له سدير: بأبي أنت وأمي لا يبلغ مالي ذاك، فما زال ينقص حتى
بلغ به رقبة واحدة في كل ذلك يقول: لا أقدر عليه، فقال له: فما تقدر أن تفطر في كل
ليلة رجلا مسلما فقال له: بلى وعشرة فقال له أبي: فذاك الذي أردت يا سدير إن
افطارك أخاك المسلم يعدل رقبة من ولد إسماعيل (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4662] 3 - المفيد رفعه وقال: قال الباقر (عليه السلام): أيما مؤمن فطر مؤمنا ليلة من شهر رمضان
كتب الله له بذلك مثل أجر من أعتق نسمة. قال: ومن فطره شهر رمضان كله كتب الله
له بذلك أجر من أعتق ثلاثين نسمة مؤمنة وكان له بذلك عند الله دعوة مستجابة (2).
ورواه البرقي في المحاسن عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير،
عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله، وسند البرقي صحيح.
السحور في شهر رمضان
[4663] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
شعيب يعني العرقوفي، عن أبي بصير يعني يحيى بن القاسم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
سألته عن السحور لمن أراد الصوم أواجب هو عليه؟ فقال: لا بأس بأن لا يتسحر إن
شاء واما في شهر رمضان فانه أفضل أن يتسحر نحب أن لا يترك في شهر رمضان (3).
رواه الصدوق باسناده عن أبي بصير نحوه.
الرواية صحيحة الإسناد.
[4664] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،



(1) الكافي: 4 / 68 ح 4.
(2) المقنعة: 54. المحاسن: 396 ح 64.
(3) الكافي: 4 / 94 ح 1. الفقيه: 2 / 86 ح 387.
291
عن أخيه الحسن، عن زرعة، عن سماعة قال: سألته عن السحور لمن أراد الصوم
فقال: أما في شهر رمضان فإن الفضل في السحور ولو بشربة من ماء وأما في التطوع
فمن أحب أن يتسحر فليفعل ومن لم يفعل فلا بأس (1).
الراية موثقة سندا.
[4665] 3 - الصدوق رفعه وقال: روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ان
الله تبارك وتعالى وملائكته يصلون على المتسحرين والمستغفرين بالأسحار فليتسحر
أحدكم ولو بشربة من ماء (2).
[4666] 4 - الطوسي بإسناده عن سعد بن عبد الله، عن أبي عبد الله، عن محمد بن عبد الله
الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن رفاعة بن موسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
عن أبيه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تعاونوا بأكل السحور على صيام النهار
وبالنوم عند القيلولة على قيام الليل (3).
الشعر في شهر رمضان
[4667] 1 - الطوسي، بإسناده إلى حماد بن عثمان وغيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
لا ينشد الشعر بليل ولا ينشد في شهر رمضان بليل ولا نهار فقال له إسماعيل يا أبتاه
فانه فينا قال: وإن كان فينا (4).
ورواه الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن
عثمان.
ورواه الصدوق مرسلا عن الصادق (عليه السلام).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 4 / 94 ح 2.
(2) الفقيه: 2 / 87 ح 389.
(3) التهذيب: 4 / 199 ح 571.
(4) التهذيب: 4 / 195 و 319. الكافي: 4 / 88. الفقيه: 2 / 68.
292
[4668] 2 - الطوسي بإسناده عن علي بن مهزيار، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان
قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: تكره رواية الشعر للصائم وللمحرم وفي الحرم وفي
يوم الجمعة وأن يروى بالليل قال قلت: وإن كان شعر حق؟ قال: وإن كان شعر
حق (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4669] 3 - الفضل بن الحسن الطبرسي في كتاب الآداب الدينية عن خلف بن حماد قال
قلت للرضا (عليه السلام): ان أصحابنا يروون عن آبائك (عليهم السلام) ان الشعر ليلة الجمعة ويوم
الجمعة وفي شهر رمضان وفي الليل مكروه وقد هممت أن ارثي أبا الحسن (عليه السلام) وهذا
شهر رمضان؟ فقال لي: ارث أبا الحسن في ليلة الجمعة وفي شهر رمضان وفي الليل
وفي سائر الأيام فإن الله يكافئك على ذلك (2).
رؤية الهلال علامة شهر رمضان
[4670] 1 - الصدوق بإسناده عن الفضل بن شاذان، عن الرضا (عليه السلام) في حديث انه كتب
إلى المأمون: وصيام شهر رمضان فريضة يصام للرؤية ويفطر للرؤية (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[4671] 2 - الطوسي بإسناده عن علي بن مهزيار، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال:
صيام شهر رمضان بالرؤية وليس بالظن، الحديث (4).
الرواية موثقة سندا.
[4672] 3 - الطوسي بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن القاسم، عن أبان، عن عبد



(1) التهذيب: 4 / 195.
(2) الآداب الدينية: 59.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 124.
(4) التهذيب: 4 / 156.
293
الرحمن بن أبي عبد الله قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن هلال شهر رمضان يغم علينا
في تسع وعشرين من شعبان؟ فقال: لا تصم إلا أن تراه فإن شهد أهل بلد آخر
فاقضه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4673] 4 - الطوسي بإسناده عن محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن محمد القاساني
قال: كتبت إليه وأنا بالمدينة أسأله عن اليوم الذي يشك فيه من رمضان هل يصام أم
لا؟ فكتب: اليقين لا يدخل فيه الشك صم للرؤية وافطر للرؤية (2).
[4674] 5 - الطوسي بإسناده عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب،
عن يزيد بن إسحاق شعر، عن هارون بن حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سمعته
يقول: إذا صمت لرؤية الهلال وأفطرت لرؤيته فقد أكملت صيام شهر رمضان (3).
الاجتهاد في العبادة في شهر رمضان
[4675] 1 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
إسحاق بن عمار، عن المسمعي، انه سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يوصي ولده: إذا دخل شهر
رمضان فاجهدوا أنفسكم فإن فيه تقسم الأرزاق وتكتب الآجال وفيه يكتب وفد الله
الذين يفدون إليه وفيه ليلة العمل فيها خير من العمل في ألف (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4676] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن
صالح، عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الله عز وجل في كل ليلة



(1) التهذيب: 4 / 157.
(2) التهذيب: 4 / 159.
(3) التهذيب: 4 / 164.
(4) الكافي: 4 / 66 ح 2.
294
من شهر رمضان عتقاء وطلقاء من النار إلا من أفطر على مسكر فإذا كان في آخر ليلة
منه أعتق فيها مثل ما أعتق في جميعه (1).
[4677] 3 - الكليني، بإسناده المتصل إلى أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: كان علي بن
الحسين (عليه السلام) إذا كان شهر رمضان لم يتكلم إلا بالدعاء والتسبيح والاستغفار والتكبير
فإذا أفطر قال: اللهم إن شئت أن تفعل فعلت (2).
[4678] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن فضالة بن أيوب، عن سيف بن عميرة، عن عبد الله بن عبد الله، عن رجل، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لما حضر شهر رمضان وذلك في ثلاث بقين
من شعبان قال لبلال ناد في الناس فجمع الناس ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال: أيها الناس ان هذا الشهر قد خصكم الله به وحضركم وهو سيد الشهور ليله فيه
خير من ألف شهر تغلق فيه أبواب النار وتفتح فيه أبواب الجنان فمن أدركه ولم يغفر له
فأبعده الله ومن أدرك والديه ولم يغفر له فأبعده الله ومن ذكرت عنده فلم يصل علي
فلم يغفر الله له فأبعده الله (3).
[4679] 5 - الصدوق بإسناده عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سئل عن
ليلة القدر؟ فقام خطيبا فقال بعد الثناء على الله عز وجل: اما بعد فإنكم سألتموني عن ليلة
القدر ولم أطوها عنكم لأني لم أكن بها عالما اعلموا أيها الناس انه من ورد عليه
شهر رمضان وهو صحيح سوي فصام نهاره وقام وردا من ليله وواظب على صلاته
وهجر إلى جمعته وغدا إلى عيده فقد أدرك ليلة القدر وفاز بجائزة الرب عز وجل قال وقال
أبو عبد الله (عليه السلام): فازوا والله بجوائز ليست كجوائز العباد (4).



(1) الكافي: 4 / 68 ح 7.
(2) الكافي: 4 / 88 ح 8.
(3) الكافي: 4 / 67 ح 5.
(4) الفقيه: 2 / 60 ح 257.
295
[4680] 6 - الصدوق بإسناده عن جابر ان أبا جعفر (عليه السلام) قال له: يا جابر من دخل عليه
شهر رمضان فصام نهاره وقام وردا من ليله وحفظ فرجه ولسانه وغض بصره وكف
أذاه خرج من الذنوب كيوم ولدته امه قال جابر: قلت له: جعلت فداك ما أحسن
هذا من حديث، قال: وما أشد هذا من شرط (1).
[4681] 7 - الصدوق رفعه وقال: قال علي (عليه السلام): لما حضر شهر رمضان قام
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس كفاكم الله عدوكم من الجن
والانس وقال ادعوني استجب لكم ووعدكم الإجابة ألا وقد وكل الله بكل شيطان
مريد سبعة من ملائكته فليس بمحلول حتى ينقضى شهركم ألا وأبواب السماء مفتحة
من أول ليله منه إلا والدعاء فيه مقبول (2).
[4682] 8 - الصدوق رفعه وقال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): عليكم في شهر رمضان بكثرة
الاستغفار والدعاء فأما الدعاء فيدفع البلاء عنكم وأما الاستغفار فتمحى به
ذنوبكم.
ورواه في كتاب فضائل شهر رمضان مسندا (3).
[4683] 9 - الصدوق رفعه وقال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا دخل شهر رمضان اطلق كل
أسير وأعطى كل سائل (4).
[4684] 10 - الصدوق بإسناده عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من لم يغفر
له في شهر رمضان لم يغفر له إلى قابل إلا أن يشهد عرفة (5).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الفقيه: 2 / 60 ح 259.
(2) الفقيه: 2 / 60 ح 260.
(3) الفقيه: 2 / 67 ح 281. فضائل الأشهر الثلاثة: 76.
(4) الفقيه: 2 / 61 ح 263.
(5) الفقيه: 2 / 61 ح 264.
296
كراهة قول رمضان من غير إضافته إلى الشهر
[4685] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، ومحمد بن الحسين، عن
محمد بن يحيى الخثعمي، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عليه السلام) قال:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تقولوا رمضان ولكن قولوا شهر رمضان فإنكم لا تدرون ما
رمضان (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4686] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر، عن هشام بن سالم، عن سعد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كنا عنده ثمانية
رجال فذكرنا رمضان فقال: لا تقولوا هذا رمضان ولا ذهب رمضان ولا جاء رمضان
فإن رمضان اسم من أسماء الله عز وجل لا يجئ ولا يذهب وإنما يجئ ويذهب الزائل ولكن
قولوا شهر رمضان فالشهر مضاف إلى الاسم والاسم اسم الله عز ذكره وهو الشهر
الذي انزل فيه القرآن جعله مثلا وعيدا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4687] 3 - الصدوق عن أبيه، عن سعد، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن محمد بن يحيى الخزاز، عن طلحة بن زيد، عن الصادق عن
آبائه (عليهم السلام) قال: لا تقولوا رمضان ولا جاء رمضان وقولوا: شهر رمضان فإنكم
لا تدرون ما رمضان (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4688] 4 - الصدوق، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق، عن أحمد بن محمد الكوفي، عن



(1) الكافي: 4 / 69 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 69 ح 2.
(3) فضائل الأشهر الثلاثة: 93.
297
المنذر بن محمد، عن الحسن بن علي الخزاز، عن الرضا (عليه السلام) في حديث قال: إن
رمضان اسم من أسماء الله فلا يقال جاء وذهب واستقبل والشهر شهر الله وهو مضاف
إليه (1).
[4689] 5 - علي بن موسى بن طاوس نقلا من كتاب الجعفريات بإسناده إلى مولانا
موسى بن جعفر (عليه السلام) عن آبائه عن علي (عليه السلام) قال: لا تقولوا رمضان فإنكم لا تدرون ما
رمضان فمن قاله فليتصدق وليصم كفارة لقوله ولكن قولوا كما قال الله عز وجل شهر
رمضان (2).
العمرة في شهر رمضان
[4690] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد، عن
حماد بن عثمان، عن الوليد بن صبيح قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): بلغنا ان عمرة في
شهر رمضان تعدل حجة، فقال: إنما كان ذلك في امرأة وعدها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال
لها: اعتمري في شهر رمضان فهو لك حجة (3).
[4691] 2 - الكليني، عن العدة، عن سهل وأحمد بن محمد جميعا، عن علي بن مهزيار،
عن علي بن حديد قال: كنت مقيما بالمدينة في شهر رمضان سنة ثلاثة عشرة
ومائتين فلما قرب الفطر كتبت إلى أبي جعفر (عليه السلام) أسأله عن الخروج في شهر رمضان
أفضل أو أقيم حتى ينقضي الشهر وأتم صومي فكتب إلي كتابا قرأته بخطه: سألت
رحمك الله عن أي العمرة أفضل؟ عمرة شهر رمضان أفضل يرحمك الله (4).
[4692] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي، عن



(1) فضائل الأشهر الثلاثة: 98.
(2) الاقبال: 3.
(3) الكافي: 4 / 535 ح 1.
(4) الكافي: 4 / 536 ح 2.
298
حماد بن عثمان قال كان أبو عبد الله (عليه السلام) إذا أراد العمرة انتظر إلى صبيحة ثلاث
وعشرين من شهر رمضان ثم يخرج مهلا في ذلك اليوم (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في شهر رمضان
[4693] 1 - ابن قولويه عن محمد بن مروان، عن عبيد بن الفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: من زار الحسين بن علي (عليهما السلام) في شهر رمضان ومات في الطريق لم يعرض ولم
يحاسب وقيل له ادخل الجنة آمنا (2).
[4694] 2 - علي بن موسى بن جعفر بن طاوس في كتاب الإقبال عن أبي المفضل
الشيباني، عن شعيب بن محمد بن مقاتل، عن أبيه، عن الفتح ابن عبد الرحمن
القمي، عن علي بن محمد بن فيض بن المختار، عن أبيه، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) انه
سئل عن زيارة الحسين (عليه السلام) فقيل له: هل في ذلك وقت أفضل من وقت؟ فقال:
زوروه صلى الله عليه في كل وقت وفي كل حين فإن زيارته (عليه السلام) خير موضوع فمن أكثر
منها فقد استكثر من الخير ومن قلل قلل له وتحروا بزيارتكم الأوقات الشريفة فإن
الأعمال الصالحة فيها مضاعفة وهي أوقات مهبط الملائكة لزيارته، قال: فسئل عن
زيارته في شهر رمضان؟ فقال: من جاءه (عليه السلام) خاشعا محتسبا مستقيلا مستغفرا فشهد
قبره في احدى ثلاث ليال من شهر رمضان أول ليلة من الشهر وليلة النصف وآخر
ليلة منه تساقطت عنه ذنوبه وخطاياه، الحديث وفيه ثواب جزيل (3).
[4695] 3 - ابن طاوس قال: وروينا بإسنادنا إلى أبي المفضل الشيباني عن علي بن نصر،
عن عبيد الله بن موسى، عن عبد العظيم الحسني، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) في حديث



(1) الكافي: 4 / 536 ح 4.
(2) كامل الزيارات: 330.
(3) الاقبال: 10.
299
قال: من زار الحسين (عليه السلام) ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان وهي الليلة التي
يرجى أن تكون ليلة القدر وفيها يفرق كل أمر حكيم صافحه أربعة وعشرون الف
ملك ونبي كلهم يستأذن الله في زيارة الحسين (عليه السلام) في تلك الليلة (1).
[4696] 4 - قال ابن طاوس: من كتاب عمل شهر رمضان لعلي بن عبد الواحد النهدي
بإسنادنا إلى أبي المفضل قال ونقلته من أصل كتابه عن الحسن بن خليل، عن عبد الله
بن نهيك، عن العباس بن عامر، عن إسحاق بن زريق، عن زيد أبي اسامة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: في هذه الآية (فيها يفرق كل أمر حكيم) (2) قال: هي ليلة
القدر يقضي فيها أمر السنة - إلى أن قال - وهي في العشر الأواخر من شهر رمضان فمن
أدركها أو قال شهدها عند قبر الحسين (عليه السلام) يصلي عنده ركعتين أو ما تيسر له وسأل
الله الجنة واستعاذ به من النار آتاه الله ما سأل وأعاذه مما استعاذ منه، الحديث وفيه
ثواب عظيم (3).
الروايات الواردة في شهر رمضان كثيرة جدا فإن شئت راجع كتاب الصوم من كتب
الأخبار، ويأتي منا عنوان الصوم في محله فراجعه.



(1) الاقبال: 212.
(2) سورة الدخان: 4.
(3) الاقبال: 211.
300
الرهبانية
[4697] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر،
وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن
محمد بن مروان جميعا، عن أبان بن عثمان، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله
تبارك وتعالى أعطى محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) شرائع نوح وإبراهيم وموسى وعيسى (عليهم السلام):
التوحيد والإخلاص وخلع الأنداد والفطرة الحنيفية السمحة ولا رهبانية ولا سياحة
أحل فيها الطيبات وحرم فيها الخبائث ووضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت
عليهم ثم افترض عليه فيها الصلاة والزكاة والصيام والحج والأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر والحلال والحرام والمواريث والحدود والفرائض والجهاد في سبيل الله وزاده
الوضوء وفضله بفاتحة الكتاب وبخواتيم سورة البقرة والمفصل وأحل له المغنم والفىء
ونصره بالرعب وجعل له الأرض مسجدا وطهورا وأرسله كافة إلى الأبيض
والأسود والجن والإنس وأعطاه الجزية وأسر المشركين وفداهم ثم كلف ما لم يكلف
أحد من الأنبياء وأنزل عليه سيف من السماء في غير غمد وقيل له: قاتل في سبيل الله
لا تكلف إلا نفسك (1).
[4698] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الاتكاء في المسجد رهبانية العرب ان
المؤمن مجلسه مسجده وصومعته بيته (2).



(1) الكافي: 2 / 17 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 662 ح 1.
301
الرواية معتبرة الإسناد.
[4699] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن مفضل بن عمر، عن أبي أيوب العطار، عن جابر قال قال أبو جعفر (عليه السلام):
إنما شيعة علي الحلماء العلماء الذبل الشفاه تعرف الرهبانية على وجوههم (1).
[4700] 4 - الكليني، عن علي بن محمد، عن إبراهيم الأحمر، عن عبد الله بن حماد، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اقرؤوا القرآن
بألحان العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكبائر فانه سيجئ من
بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانية لا يجوز تراقيهم قلوبهم
مقلوبة وقلوب من يعجبه شانهم (2).
[4701] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
علي بن رئاب، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن شيعة علي كانوا
خمص البطون، ذبل الشفاه، أهل رأفة وعلم وحلم، يعرفون بالرهبانية، فأعينوا
على ما أنتم عليه بالورع والاجتهاد (3).
[4702] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاءت امرأة عثمان بن مظعون
إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: يا رسول الله ان عثمان يصوم النهار ويقوم الليل، فخرج
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مغضبا يحمل نعليه حتى جاء إلى عثمان فوجده يصلي فانصرف عثمان
حين رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له: يا عثمان لم يرسلني الله تعالى بالرهبانية ولكن
بعثني بالحنيفية السهلة السمحة أصوم وأصلي وألمس أهلي فمن أحب فطرتي فليتسن
بسنتي ومن سنتي النكاح (4).



(1) الكافي: 2 / 235 ح 20.
(2) الكافي: 2 / 614 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 233 ح 10.
(4) الكافي: 5 / 494 ح 1.
302
[4703] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
القاسم بن محمد الجوهري، عن إسحاق بن إبراهيم الجعفي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دخل بيت أم سلمة فشم ريحا طيبة فقال: اتتكم الحولاء؟
فقالت: هو ذا هي تشكو زوجها، فخرجت عليه الحولاء فقالت بأبي أنت وأمي إن
زوجي عني معرض فقال: زيديه يا حولاء، قالت: ما أترك شيئا طيبا مما أتطيب له
به وهو عني معرض فقال: أما لو يدري ماله بإقباله عليك، قالت: وماله بإقباله
علي؟ فقال: اما انه إذا أقبل اكتنفه ملكان فكان كالشاهر سيفه في سبيل الله فإذا هو
جامع تحات عنه الذنوب كما يتحات ورق الشجر فإذا هو اغتسل انسلخ من
الذنوب (1).
الحولاء لقب زينب العطارة الصحابية كما في خبر الحسين بن زيد الهاشمي المروية
في الكافي: 5 / 151 ح 5، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاءت زينب العطارة
الحولاء إلى نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا هي عندهم فقال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا اتيتنا طابت بيوتنا فقالت: بيوتك بريحك أطيب يا رسول الله فقال
لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا بعت فأحسني ولا تغشي فانه أتقى وأبقى للمال.
وروي نظيرها في روضة الكافي: 8 / 153 ح 143.
[4704] 8 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن محمد بن
إسماعيل، عن عبد الله بن وهب البصري، عن ثوابه بن مسعود، عن انس بن مالك
قال: توفي ابن لعثمان بن مظعون فاشتد حزنه عليه حتى اتخذ من داره مسجدا يتعبد
فيه فبلغ ذلك رسول الله فأتاه فقال له: يا عثمان ان الله تبارك وتعالى لم يكتب علينا
الرهبانية إنما رهبانية امتي الجهاد في سبيل الله، يا عثمان بن مظعون للجنة ثمانية أبواب
وللنار سبعة أبواب فما يسرك أن لا تأتي بابا منها إلا وجدت ابنك إلى جنبك آخذا
بحجزتك يشفع لك إلى ربك، قال: بلى.



(1) الكافي: 5 / 496 ح 4.
303
ثم قال يا عثمان من صلى صلاة الفجر في جماعة ثم جلس يذكر الله عز وجل حتى تطلع
الشمس كان له في الفردوس سبعون درجة ما بين درجتين كحضر الفرس الجواد
المضمر سبعين سنة ومن صلى الظهر في جماعة كان له في جنات عدن خمسون درجة
بعد ما بين كل درجتين كحضر الفرس الجواد خمسين سنة ومن صلى العصر في جماعة
كان له كأجر ثمانية من ولد إسماعيل كل منهم رب بيت يعتقهم ومن صلى المغرب في
جماعة كان له كحجة مبرورة وعمرة مقبولة ومن صلى العشاء في جماعة كان له كقيام
ليلة القدر (1).
[4705] 9 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن أبي الطيب محمد بن الحسين
اللخمي، عن جعفر بن عبد الله العلوي، عن منصور بن أبي بريرة، عن نوح بن دراج
عن ثابت بن أبي صفية، عن يحيى بن أم الطويل، عن نوف بن عبد الله البكالي قال:
قال لي علي (عليه السلام): يا نوف خلقنا من طينة طيبة وخلق شيعتنا من طينتنا فإذا كان يوم
القيامة الحقوا بنا قال نوف: فقلت صف لي شيعتك يا أمير المؤمنين، فبكى لذكري
شيعته وقال: يا نوف شيعتي والله الحلماء العلماء بالله ودينه العاملون بطاعته وأمره
المهتدون بحبه انضاء عبادة أحلاس زهادة صفر الوجوه من التهجد عمش العيون من
البكاء ذبل الشفاة من الذكر خمص البطون من الطوى تعرف الربانية في وجوههم
والرهبانية في سمتهم مصابيح كل ظلمة وريحان كل قبيل لا يثنون من المسلمين سلفا
ولا يقفون لهم خلفا شرورهم مكنونة وقلوبهم محزونة وأنفسهم عفيفة وحوائجهم
خفيفة أنفسهم منهم في عناء والناس منهم في راحة فهم الكاسة الألباء والخالصة
النجباء فهم الرواغون فرارا بدينهم إن شهدوا لم يعرفوا وإن غابوا لم يفتقدوا أولئك
شيعتي الأطيبون وإخواني الأكرمون ألا هاه شوقا إليهم (2).



(1) أمالي الصدوق: المجلس السادس عشر ح 1 / 123 الرقم 113.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثالث والعشرون ح 3 / 576 الرقم 1189.
304
[4706] 10 - الأربلي رفعه وقال: قال علي بن الحسين (عليه السلام): قد انتحلت طوائف من هذه
الأمة بعد مفارقتها أئمة الدين والشجرة النبوية إخلاص الديانة واخذوا أنفسهم في
مخائل الرهبانية وتعالوا في العلوم ووصفوا الإيمان بأحسن صفاتهم وتحلوا بأحسن
السنة حتى إذا طال عليهم الأمد وبعدت عليهم الشقة وامتحنوا بمحن الصادقين
رجعوا على أعقابهم ناكصين عن سبيل الهدى وعلم النجاة يتفسخون تحت أعباء
الديانة تفسخ حاشية الإبل تحت أوراق البزل ولا تحرز السبق الروايا وان جرت ولا
يبلغ الغايات إلا سبوقها وذهب الآخرون إلى التقصير في أمرنا واحتجوا بمتشابه
القرآن فتاولوا بآرائهم واتهموا مأثور الخبر مما استحسنوا يقتحمون في أغمار الشبهات
ودياجير الظلمات بغير قبس نور من الكتاب ولا اثرة علم من مظان العلم بتحذير
مثبطين زعموا انهم على الرشد من غيهم وإلى من يفزع خلف هذه الأمة وقد درست
أعلام الملة ودأنت الأمة بالفرقة والاختلاف يكفر بعضهم بعضا والله تعالى يقول:
(ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جائهم البينات) (1) فمن الموثوق
به على إبلاغ الحجة وتأويل الحكمة إلا أهل الكتاب وأبناء أئمة الهدى ومصابيح
الدجى الذين احتج الله بهم على عباده ولم يدع الخلق سدى من غير حجة هل
تعرفونهم أو تجدونهم إلا من فروع الشجرة المباركة وبقايا الصفوة الذين أذهب الله
عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وبراهم من الآفات وافترض مودتهم في الكتاب، هم
العروة الوثقى وهم معدن التقى وخير جبال العالمين ونيقها (2).
وفي هذا المجال إن شئت راجع الكافي: 5 / 494، وبحار الأنوار: 67 / 113.



(1) سورة آل عمران: 105.
(2) كشف الغمة: 205. ونقل عنه في بحار الأنوار: 27 / 193 ح 52.
305
الرهن
[4707] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
إسحاق بن عمار قال: سالت أبا إبراهيم عن الرجل يكون عنده الرهن فلا يدري لمن
هو من الناس؟ فقال: لا أحب أن يبيعه حتى يجيىء صاحبه، قلت: لا يدري لمن هو
من الناس؟ فقال: فيه فضل أو نقصان؟ قلت: فإن كان فيه فضل أو نقصان؟ قال: إن
كان فيه نقصان فهو أهون يبيعه فيؤجر فيما نقص من ماله وإن كان فيه فضل فهو
أشدهما عليه يبيعه ويمسك فضله حتى يجيىء صاحبه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4708] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن ابن
بكير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرهن؟ فقال: إن كان أكثر من مال المرتهن
فهلك أن يؤدي الفضل إلى صاحب الرهن وإن كان أقل من ماله فهلك الرهن أدى اليه
صاحبه فضل ماله وإن كان الرهن سواء فليس عليه شيء (2).
الرواية موثقة سندا.
[4709] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد، عن
ابن محبوب، عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول علي (عليه السلام) في الرهن



(1) الكافي: 5 / 233 ح 4.
(2) الكافي: 5 / 234 ح 6.
306
يترادان الفضل فقال: كان علي (عليه السلام) يقول ذلك، قلت: كيف يترادان؟ فقال: إن كان
الرهن أفضل مما رهن به ثم عطب رد المرتهن الفضل على صاحبه وإن كان لا يسوى رد
الراهن ما نقص من حق المرتهن قال: وكذلك كان قول علي (عليه السلام) في الحيوان وغير
ذلك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4710] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد،
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن إسحاق بن عمار قال:
سألت أبا إبراهيم (عليه السلام) عن الرجل يرهن الرهن بمائة درهم وهو يساوي ثلاثمائة درهم
فيهلك أعلى الرجل أن يرد على صاحبه مائتي درهم؟ قال: نعم لأنه أخذ رهنا
فيه فضل وضيعة، قلت: فهلك نصف الرهن؟ قال: على حساب ذلك، قلت:
فيترادان الفضل؟ قال: نعم (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4711] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن
حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ان أمير المؤمنين (عليه السلام) قال في
الأرض البور يرتهنها الرجل ليس فيها ثمرة فزرعها وأنفق عليها ماله انه يحتسب له
نفقته وعمله خالصا ثم ينظر نصيب الأرض فيحسبه من ماله الذي ارتهن به الأرض
حتى يستوفي ماله فإذا استوفي ماله فليدفع الأرض إلى صاحبها (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4712] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن



(1) الكافي: 5 / 234 ح 7.
(2) الكافي: 5 / 234 ح 9.
(3) الكافي: 5 / 235 ح 14.
307
منصور بن حازم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل عن رجل
يكون له الدين على الرجل ومعه الرهن أيشتري الرهن منه؟ قال: نعم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4713] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن الحكم، عن
العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في رجل يرهن عند صاحبه
رهنا لا بينة بينهما فيه فادعى الذي عنده الرهن انه بألف، فقال: صاحب الرهن إنما
هو بمائة قال: البينة على الذي عنده الرهن انه بألف وإن لم يكن له بينة فعلى الراهن
اليمين (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4714] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن ابن بكير، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في رجل رهن رهنا إلى
غير وقت مسمى ثم غاب هل له وقت يباع فيه رهنه؟ قال: لا حتى يجيىء
[صاحبه] (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4715] 9 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد، عن أحمد بن محمد
ابن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي إبراهيم (عليه السلام):
الرجل يرهن الغلام والدار فتصيبه الآفة على من يكون؟ قال: على مولاه ثم قال:
أرأيت لو قتل قتيلا على من يكون؟ قلت: هو في عنق العبد، قال: ألا ترى فلم
يذهب مال هذا ثم قال: أرأيت لو كان ثمنه مائة دينار فزاد وبلغ مائتي دينار لمن كان



(1) الكافي: 5 / 237 ح 22.
(2) الكافي: 5 / 237 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 234 ح 5.
308
يكون؟ قلت: لمولاه، قال: كذلك يكون عليه ما يكون له (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4716] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان،
عن إسحاق بن عمار قال: سألت أبا إبراهيم (عليه السلام) عن الرجل يرهن العبد أو الثوب أو
الحلي أو متاعا من متاع البيت فيقول صاحب المتاع للمرتهن أنت في حل من لبس
هذا الثوب فالبس الثوب وانتفع بالمتاع واستخدم الخادم، قال: هو له حلال إذا
أحله وما أحب أن يفعل، قلت: فارتهن دارا لها غلة لمن الغلة؟ قال: لصاحب
الدار، قلت: فارتهن أرضا بيضاء، فقال صاحب الأرض: ازرعها لنفسك، فقال:
ليس هذا مثل هذا يزرعها لنفسه فهو له حلال كما أحله له إلا انه يزرع
بماله ويعمرها (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
الروايات في هذا المجال كثيرة ذكرنا لك عشرة من صحاحها فإن شئت أكثر من هذا
فراجع كتاب الرهن من كتب الأخبار.



(1) الكافي: 5 / 234 ح 10.
(2) الكافي: 5 / 235 ح 12.
309
الرواية
[4717] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن طلحة بن
زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن رواة الكتاب كثير وان رعاته قليل وكم من
مستنصح للحديث مستغش للكتاب، فالعلماء يحزنهم ترك الرعاية والجهال يحزنهم
حفظ الرواية فراع يرعى حياته وراع يرعى هلكته فعند ذلك اختلف الراعيان
وتغاير الفريقان (1).
الرواية معتبرة سندا.
[4718] 2 - الكليني، عن محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن ابن سنان، عن محمد
ابن مروان العجلي، عن علي بن حنظلة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: اعرفوا
منازل الناس على قدر روايتهم عنا (2).
[4719] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن ابن سنان، عن داود
ابن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني أسمع الكلام منك فأريد أن أرويه كما سمعته
منك فلا يجيىء، قال: فتعمد ذلك؟ قلت: نعم فقال: يريد المعاني؟ قلت: نعم،
قال: فلا بأس (3).
[4720] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن



(1) الكافي: 1 / 49 ح 6.
(2) الكافي: 1 / 50 ح 13.
(3) الكافي: 1 / 51 ح 3.
310
سعيد، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): الحديث أسمعه منك أرويه عن أبيك أو أسمعه من أبيك أرويه
عنك؟ قال: سواء إلا انك ترويه عن أبي أحب إلي، وقال أبو عبد الله (عليه السلام) لجميل:
ما سمعت مني فاروه عن أبي (1).
[4721] 5 - الكليني، عن محمد بن الحسين، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن محمد
ابن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أسمع الحديث منك فأزيد وأنقص؟ قال: إن
كنت تريد معانيه فلا بأس (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4722] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى بإسناده عن أحمد بن عمر الحلال قال: قلت
لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): الرجل من أصحابنا يعطيني الكتاب ولا يقول أروه عني
يجوز لي أن أرويه عنه؟ قال: فقال: إذا علمت أن الكتاب له فاروه عنه (3).
[4723] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن أحمد بن محمد بن خالد، عن
النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إذا حدثتم
بحديث فاسندوه إلى الذي حدثكم فإن كان حقا فلكم وإن كان كذبا فعليه (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4724] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن
بعض أصحابه، عن ابن سعيد الخيبري، عن المفضل بن عمر، عن محمد بن علي
رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إياكم والكذب المفترع، قيل له: وما الكذب
المفترع؟ قال: أن يحدثك الرجل بالحديث فتتركه وترويه عن الذي حدثك عنه (5).



(1) الكافي: 1 / 51 ح 4.
(2) الكافي: 1 / 51 ح 2.
(3) - (5) الكافي: 1 / 52 ح 6 و 7 و 12.
311
[4725] 9 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد،
عن عمر بن عبد العزيز، عن هشام بن سالم وحماد بن عثمان وغيره قالوا: سمعنا
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: حديثي حديث أبي وحديث أبي حديث جدي وحديث جدي
حديث الحسين وحديث الحسين حديث الحسن وحديث الحسن حديث
أمير المؤمنين (عليهم السلام) وحديث أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحديث
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قول الله عز وجل (1).
[4726] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن
ابن أبي خالد شينولة قال: قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): جعلت فداك إن مشايخنا رووا
عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) وكانت التقية شديدة فكتموا كتبهم ولم ترو عنهم فلما
ماتوا صارت الكتب إلينا، فقال: حدثوا بها فإنها حق (2).
في بحث آداب الرواية راجع بحار الأنوار: 1 / 111 طبع الكمباني و 2 / 158 طبع
الحروفي، وقد مر منا في هذا المجال عنوان «الحديث» في محله فراجعه إن
شئت.



(1) الكافي: 1 / 53 ح 14.
(2) الكافي: 1 / 53 ح 15.
312
الروح
[4727] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن الأحول قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الروح
التي في آدم (عليه السلام) قوله: (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي) (1)؟ قال: هذه روح
مخلوقة والروح التي في عيسى مخلوقة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4728] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد،
عن القاسم بن عروة، عن عبد الحميد الطائي، عن محمد بن مسلم قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (ونفخت فيه من روحي) كيف هذا النفخ؟ فقال: إن
الروح متحرك كالريح وإنما سمي روحا لأنه اشتق اسمه من الريح وإنما أخرجه عن لفظة
الريح لأن الأرواح مجانسة الريح وإنما أضافه إلى نفسه لأنه اصطفاه على سائر الأرواح
كما قال لبيت من البيوت: بيتي ولرسول من الرسل: خليلي وأشباه ذلك وكل ذلك
مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4729] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن



(1) سورة الحجر: 29.
(2) الكافي: 1 / 133 ح 1.
(3) الكافي: 1 / 133 ح 3.
313
عبد الله بن بحر، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام)
عما يروون ان الله خلق آدم على صورته؟ فقال: هي صورة محدثة مخلوقة واصطفاها
الله واختارها على سائر الصور المختلفة فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه
والروح إلى نفسه فقال: (بيتي) و (نفخت فيه من روحي) (1).
[4730] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحجال،
عن ثعلبة، عن حمران قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (وروح منه)؟
قال: هي روح الله مخلوقة خلقها الله في آدم وعيسى (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4731] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن
أسباط بن سالم قال: سأله رجل من أهل هيت - وأنا حاضر - عن قول الله عز وجل: (وكذلك
أوحينا إليك روحا من أمرنا)؟ فقال: منذ انزل الله عز وجل ذلك الروح على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ما
صعد إلى السماء وإنه لفينا (3).
الرواية مضمرة. وهيت بلد بالعراق.
[4732] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
ابن مسكان، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (يسألونك عن
الروح قل الروح من أمر ربي) (4) قال: خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو مع الأئمة وهو من الملكوت (5).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 1 / 134 ح 4.
(2) الكافي: 1 / 133 ح 2.
(3) الكافي: 1 / 273 ح 2.
(4) سورة الاسراء: 87.
(5) الكافي: 1 / 273 ح 3.
314
[4733] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب الخزاز، عن
أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (يسألونك عن الروح قل الروح من
أمر ربي) قال: خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع أحد ممن مضى غير
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو مع الأئمة يسددهم وليس كل ما طلب وجد (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4734] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن
الحسين بن أبي العلاء، عن سعد الإسكاف قال: أتى رجل أمير المؤمنين (عليه السلام) يسأله
عن الروح أليس هو جبرئيل؟ فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): جبرئيل (عليه السلام) من الملائكة
والروح غير جبرئيل فكرر ذلك على الرجل فقال له: لقد قلت عظيما من القول ما
أحد يزعم أن الروح غير جبرئيل، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): إنك ضال تروي عن
أهل الضلال يقول الله تعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم): (أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه
وتعالى عما يشركون ينزل الملائكة بالروح) (2) والروح غير الملائكة صلوات الله
عليهم (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4735] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي بصير قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تبارك وتعالى: (وكذلك أوحينا إليك روحا من
أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان) قال: خلق من خلق الله عز وجل أعظم من
جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخبره ويسدده وهو مع الأئمة من



(1) الكافي: 1 / 273 ح 4.
(2) سورة النحل: 2.
(3) الكافي: 1 / 274 ح 6.
315
بعده (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4736] 10 - الكليني، عن الحسين بن محمد، ومحمد بن يحيى جميعا، عن علي بن محمد
ابن سعد، عن محمد بن مسلم، عن أبي سلمة، عن محمد بن سعيد بن غزوان، عن
ابن أبي نجران، عن محمد بن سنان، عن أبي خديجة قال: دخلت على أبي الحسن (عليه السلام)
فقال لي: ان الله تبارك وتعالى أيد المؤمن بروح منه تحضره في كل وقت يحسن فيه
ويتقي وتغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدي فهي معه تهتز سرورا عند إحسانه
وتسيخ في الثرى عند إساءته فتعاهدوا عباد الله نعمه بإصلاحكم أنفسكم تزدادوا
يقينا وتربحوا نفيسا ثمينا، رحم الله امرءا هم بخير فعمله أو هم بشر فارتدع عنه ثم
قال: نحن نؤيد الروح بالطاعة لله والعمل له (2).
الروايات الواردة في هذا المجال كثيرة ذكرنا لك عشرة منها وإن شئت أكثر من هذا
فراجع كتب الأخبار.



(1) الكافي: 1 / 273 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 268 ح 1.
316
الروضة
[4737] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد،
عن مرازم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عما يقول الناس في الروضة، فقال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فيما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على ترعة
من ترع الجنة فقلت له: جعلت فداك فما حد الروضة؟ فقال: بعد أربع أساطين من
المنبر إلى الظلال فقلت: جعلت فداك من الصحن فيها شيء؟ قال: لا (1).
[4738] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل،
عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: حد الروضة في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى طرف الظلال وحد المسجد إلى
الأسطوانتين عن يمين المنبر إلى الطريق مما يلي سوق الليل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4739] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن يونس
ابن يعقوب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الصلاة في بيت فاطمة (عليها السلام) أفضل أو في
الروضة؟ قال: في بيت فاطمة (عليها السلام) (3).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 4 / 554 ح 5.
(2) الكافي: 4 / 555 ح 6.
(3) الكافي: 4 / 556 ح 13.
317
[4740] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أيوب بن نوح، عن
صفوان وابن أبي عمير وغير واحد، عن جميل بن دراج قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
الصلاة في بيت فاطمة (عليها السلام) مثل الصلاة في الروضة؟ قال: وأفضل (1).
[4741] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل
ابن شاذان، عن ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى، عن معاوية بن عمار قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): إذا فرغت من الدعاء عند قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فائت المنبر فامسحه بيدك
وخذ برمانتيه وهما السفلاوان وامسح عينيك ووجهك به فإنه يقال انه شفاء العين
وقم عنده فاحمد الله وأثن عليه وسل حاجتك فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ما بين
منبري وبيتي روضة من رياض الجنة ومنبري على ترعة من ترع الجنة - والترعة هي
الباب الصغير - ثم تأتي مقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فتصلي فيه ما بدا لك فإذا دخلت المسجد
فصل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وإذا خرجت فاصنع مثل ذلك وأكثر من الصلاة في مسجد
الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4742] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن جميل،
عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما بين بيتي
ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على ترعة من ترع الجنة وقوائم منبري
ربت في الجنة، قال: قلت: هي روضة اليوم؟ قال: نعم انه لو كشف
الغطاء لرأيتم (3).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 4 / 556 ح 14.
(2) الكافي: 4 / 553 ح 1.
(3) الكافي: 4 / 554 ح 3.
318
[4743] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
معاوية بن وهب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): هل قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما بين بيتي
ومنبري روضة من رياض الجنة؟ فقال: نعم وقال: بيت علي وفاطمة (عليها السلام) ما بين
البيت الذي فيه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الباب الذي يحاذي الزقاق إلى البقيع قال: فلو دخلت
من ذلك الباب والحائط مكانه أصاب منكبك الأيسر ثم سمى سائر البيوت وقال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الصلاة في مسجدي تعدل ألف صلاة في غيره إلا المسجد الحرام فهو
أفضل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4744] 8 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد، عن
حماد بن عثمان، عن جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما بين منبري وبيوتي روضة من رياض الجنة ومنبري على
ترعة من ترع الجنة وصلاة في مسجدي تعدل ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا
المسجد الحرام، قال جميل قلت له: بيوت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبيت علي منها؟ قال: نعم
وأفضل (2).
[4745] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير،
عن أبي عبد الرحمن الحذاء، عن أبي اسامة، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
مسجد كوفان روضة من رياض الجنة صلى فيه ألف نبي وسبعون نبيا وميمنته رحمة
وميسرته مكر فيه عصا موسى وشجرة يقطين وخاتم سليمان ومنه فار التنور ونجرت
السفينة وهي صرة بابل ومجمع الأنبياء (عليهم السلام) (3).



(1) الكافي: 4 / 555 ح 8.
(2) الكافي: 4 / 556 ح 10.
(3) الكافي: 3 / 493 ح 9.
319
[4746] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن علي،
عن غالب بن عثمان، عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان للقبر كلاما في
كل يوم يقول: أنا بيت الغربة أنا بيت الوحشة أنا بيت الدود أنا القبر أنا روضة من
رياض الجنة أو حفرة من حفر النار (1).



(1) الكافي: 3 / 242 ح 2.
320
الرياء
[4747] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال لعباد بن كثير البصري في
المسجد: ويلك يا عباد إياك والرياء فانه من عمل لغير الله وكله الله إلى من عمل
له (1).
[4748] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال،
عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: المؤمن يصمت
ليسلم وينطق ليغنم لا يحدث أمانته الأصدقاء ولا يكتم شهادته من البعداء ولا يعمل
شيئا من الخير رياء ولا يتركه حياء، ان زكى خاف مما يقولون ويستغفر الله لما
لا يعلمون لا يغره قول من جهله ويخاف احصاء ما عمله (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4749] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا،
عن يزيد بن خليفة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كل رياء شرك انه من عمل للناس كان
ثوابه على الناس ومن عمل لله كان ثوابه على الله (3).
[4750] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن



(1) الكافي: 2 / 293 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 231 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 293 ح 3.
321
عرفة قال: قال لي الرضا (عليه السلام): ويحك يا ابن عرفة اعملوا لغير رياء ولا سمعة فانه من
عمل لغير الله وكله الله إلى ما عمل ويحك ما عمل أحد عملا إلا رداه الله ان خيرا فخير
وان شرا فشر (1).
[4751] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سيأتي على الناس زمان تخبث فيه
سرائرهم وتحسن فيه علانيتهم طمعا في الدنيا لا يريدون به ما عند ربهم يكون دينهم
رياء لا يخالطهم خوف يعمهم الله بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجيب لهم (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4752] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط،
عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال: الإبقاء على العمل أشد من العمل قال
وما الإبقاء على العمل؟ قال: يصل الرجل بصلة وينفق نفقة لله وحده لا شريك له
فكتب له سرا ثم يذكرها فتمحى فتكتب له علانية ثم يذكرها فتمحى وتكتب له
رياء (3).
[4753] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله
عليه: أخشوا الله خشية ليست بتعدير واعملوا لله في غير رياء ولا سمعة فانه من عمل
لغير الله وكله الله إلى عمله (4).
[4754] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط قال: أخبرني
بعض أصحابنا، عن محمد بن مسلم قال قال أبو جعفر (عليه السلام): يا ابن مسلم الناس أهل



(1) الكافي: 2 / 294 ح 5.
(2) و (3) الكافي: 2 / 296 ح 14 و 16.
(4) الكافي: 2 / 297 ح 17.
322
رياء غيركم وذلكم انكم أخفيتم ما يحب الله عز وجل وأظهرتم ما يحب الناس والناس أظهروا
ما يسخط الله عز وجل وأخفوا ما يحبه الله يا ابن مسلم ان الله تبارك وتعالى رأف بكم فجعل
المتعة عوضا لكم عن الأشربة (1).
[4755] 9 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجا به فإذا صعد
بحسناته يقول الله عز وجل: اجعلوها في سجين انه ليس إياي أراد بها (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4756] 10 - الكليني، بهذا الاسناد قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ثلاث علامات
للمرائي: ينشط إذا رأى الناس ويكسل إذا كان وحده ويحب أن يحمد في جميع
اموره (3).
[4757] 11 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن
علي بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال الله عز وجل: أنا خير شريك من أشرك
معي غيري في عمل عمله لم أقبله إلا ما كان لي خالصا (4).
[4758] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي محبوب، عن داود، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أظهر للناس ما يحب لله وبارز الله بما كرهه لقى الله وهو ماقت
له (5).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4759] 13 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن
زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل يعمل الشيء من الخير فيراه انسان



(1) الكافي: 8 / 151 ح 133.
(2) الكافي: 2 / 294 ح 7.
(3) - (5) الكافي: 2 / 295 ح 8 و 9 و 10.
323
فيسره ذلك فقال: لا بأس ما من أحد إلا وهو يحب له أن يظهر له في الناس الخير، إذا
لم يكن صنع ذلك لذلك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4760] 14 - الصدوق، عن الفامي، عن محمد الحميري، عن أبيه، عن هارون، عن
ابن زياد، عن الصادق (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سئل في ما النجاة غدا؟
فقال: إنما النجاة في أن لا تخادعوا الله فيخدعكم فانه من يخادع الله يخدعه ويخلع منه
الإيمان ونفسه يخدع لو يشعر فقيل له: وكيف يخادع الله؟ قال: يعمل بما أمر الله به ثم
يريد به غيره فاتقوا الله واجتنبوا الرياء فانه شرك بالله ان المرائي يدعى يوم القيامة
بأربعة أسماء يا كافر يا فاجر يا غادر يا خاسر حبط عملك وبطل أجرك ولا خلاق
لك اليوم فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها ونقلها أيضا في عقاب الأعمال: 303.
[4761] 15 - الصدوق بهذا الاسناد، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام): أن الله عز وجل أنزل كتابا من
كتبه علي نبي من الأنبياء وفيه: أن يكون خلق من خلقي يختتلون الدنيا بالدين
يلبسون مسوك الضأن على قلوب كقلوب الذئاب أشد مرارة من الصبر وألسنتهم
أحلى من العسل وأعمالهم الباطنة أنتن من الجيف فبي يغترون؟ أم إياي يخادعون أم
علي يجترئون؟ فبعزتي حلفت لأبعثن عليهم فتنة تطأ في خطامها حتى تبلغ أطراف
الأرض نترك الحكيم منها حيران فيها رأي ذي الرأي وحكمة الحكيم ألبسهم شيعا
وأذيق بعضهم بأس بعض، أنتقم من أعدائي بأعدائي فلا أبالي [بما أعذبهم جميعا
ولا أبالي] (3).



(1) الكافي: 2 / 297 ح 18.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والثمانون ح 23 / 677 الرقم 921.
(3) عقاب الأعمال: 304.
324
[4762] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... واعملوا في غير رياء ولا
سمعة فانه من يعمل لغير الله يكله الله لمن عمل له... (1).
[4763] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... واعلموا أن يسير الرياء
شرك... (2).
[4764] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كل حسنة لايراد بها وجه الله
تعالى فعليها قبح الرياء وثمرتها قبح الجزاء (3).
[4765] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تعمل شيئا من الخير رياء ولا
تتركه حياء (4).
[4766] 20 - ثاني الشهيدين رفعه وقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ان أخوف ما أخاف
عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: هو الرياء
يقول الله تعالى يوم القيامة إذا جازى العباد بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في
الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم الجزاء.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): استعيذوا بالله من جب الخزي قيل: وما هو يا رسول الله؟ قال: واد
في جهنم أعد للمرائين.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ان المرائي ينادى يوم القيامة يا فاجر يا غادر يا مرائي ضل عملك
وبطل أجرك اذهب فخذ أجرك ممن كنت تعمل له.
وروى جراح المدائني عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (فمن كان يرجو لقاء
ربه) (5) الآية قال: الرجل يعمل شيئا من الثواب لا يطلب به وجه الله وإنما يطلب



(1) نهج البلاغة: الخطبة 23.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 86.
(3) غرر الحكم: ح 6919.
(4) غرر الحكم: ح 10254.
(5) سورة الكهف: 110.
325
تزكية الناس يشتهي أن يسمع به الناس فهذا الذي أشرك بعبادة ربه أحدا (1).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع باب الرياء في الكافي
الشريف: 2 / 293، وعقاب الأعمال: 303، والوافي: 5 / 853، وبحار الأنوار:
69 / 265 طبع بيروت، فإن فيها بعد تعريف الرياء ونقل أقسامها ذكر العلامة
المجلسي (قدس سره) أكثر من خمسين رواية، جزاه الله خيرا. ويأتي عنوان المراء في
محله.



(1) منية المريد: 317 و 318.
326
الريبة
[4767] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال أمير المؤمنين صلوات الله
عليه: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقوم مكان ريبة (1).
[4768] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سألته عن قول الله عز وجل: (إن ارتبتم) (2) فقال: ما جاز
الشهر فهو ريبة (3).
الرواية صحيحة الإسناد، والمراد بالريبة في الحيض.
[4769] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعدة من أصحابنا، عن
سهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن العباس بن الوليد بن صبيح قال: سألني
شهاب بن عبد ربه ان استأذن له على أبي عبد الله (عليه السلام) فأعلمت ذلك أبا عبد الله (عليه السلام)
فقال: قل له يأتينا إذا شاء فأدخلته عليه ليلا وشهاب مقنع الرأس فطرحت له وسادة
فجلس عليها فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): الق قناعك يا شهاب فإن القناع ريبة بالليل
مذلة بالنهار (4).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 377 ح 10.
(2) سورة الطلاق: 40.
(3) الكافي: 3 / 75 ح 2.
(4) الكافي: 6 / 478 ح 1.
327
[4770] 4 - الصدوق بإسناده إلى يونس بن ظبيان، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) انه
قال: الاشتهار بالعبادة ريبة (1).
[4771] 5 - العياشي رفعه إلى زرارة وحمران ابني أعين ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر
وأبي عبد الله (عليه السلام) قالوا: سألناهما عن قوله (ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا) (2)
فقالا: هو الرجل يطلق المرأة تطليقة واحدة ثم يدعها حتى إذا كان آخر عدتها راجعها
ثم يطلقها اخرى فيتركها مثل ذلك ريبة ذلك (3).
كذا نقلها المجلسي في بحار الأنوار: 101 / 157، ولكن المطبوع من التفسير
جعل بدل «ريبة» «فنهيه ظ» وفي الهامش نقل من تفسير البرهان بدلها «فنهى عن
ذلك» وما ذكره شيخنا المجلسي (قدس سره) أقرب.
[4772] 6 - الحميري، عن اليقطيني، عن حماد بن عيسى، عن الصادق، عن أبيه (عليه السلام)
قال قال علي (عليه السلام): التقنع في الليل ريبة (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4773] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته للحسن (عليه السلام) انه كتب في شأن
المرأة:... وإياك والتغاير في غير موضع غيرة فإن ذلك يدعو الصحيحة إلى السقم
والبريئة إلى الريب... (5).
[4774] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ومن تردد في الريب وطئته
سنابك الشياطين ومن استسلم لهلكة الدنيا والآخرة هلك فيهما (6).



(1) الفقيه: 4 / 394 ح 5840.
(2) سورة البقرة: 231.
(3) تفسير العياشي: 1 / 119 ح 377.
(4) قرب الاسناد: 17 ح 57.
(5) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 31.
328
[4775] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في توصيف العلماء:... لا تشوبهم
الريبة... (1).
[4776] 10 - البرقي، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كل قوم
يعملون على ريبة من أمرهم ومشكلة من رأيهم وزارىء منهم على من سواهم وقد
تبين الحق من ذلك بمقايسة العدل عند ذوي الألباب (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4777] 11 - الراوندي رفعه وقال: روي عن أبي الصباح الكناني قال: صرت يوما إلى
باب أبي جعفر (عليه السلام) فقرعت الباب فخرجت إلي وصيفة ناهد فضربت بيدي على رأس
ثديها فقلت لها: قولي لمولاك إني بالباب، فصاح من آخر الدار: ادخل لا ام لك
فدخلت وقلت: والله ما أردت ريبة ولا قصدت إلا زيادة في يقيني فقال: صدقت لئن
ظننتم ان هذه الجدران تحجب أبصارنا كما تحجب أبصاركم إذا لافرق بيننا وبينكم
فإياك أن تعاود لمثلها (3).
[4778] 12 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الارتياب يوجب الشرك (4).
[4779] 13 - وعنه (عليه السلام): المرتاب لا دين له (5).
[4780] 14 - وعنه (عليه السلام): أذل الناس المرتاب (6).
[4781] 15 - وعنه (عليه السلام): دع ما يريبك إلى ما لا يريبك (7).
[4782] 16 - وعنه (عليه السلام): صلاح التقوى تجنب الريب (8).
[4783] 17 - وعنه (عليه السلام): من كثرت ريبته كثرت غيبته (9).



(1) نهج البلاغة: الخطبة 214.
(2) المحاسن: 277، ونقل عنه في بحار الأنوار: 5 / 306 ح 25.
(3) الخرائج: 1 / 272، ونقل عنه في بحار الأنوار: 46 / 248 ح 40.
(4) - (9) غرر الحكم: ح 826 و 1014 و 2910 و 5132 و 5800 و 8096.
329
[4784] 18 - وعنه (عليه السلام): مجانبة الريب من أحسن الفتوة (1)
[4785] 19 - وعنه (عليه السلام): لا يلقى المريب صحيحا (2).
[4786] 20 - المجلسي رفعه إلى سيد الشهداء الحسين بن علي (عليه السلام) انه قال: مجالسة أهل
الفسق ريبة (3).



(1) و (2) غرر الحكم: ح 9776 و 10560.
(3) بحار الأنوار: 75 / 122 ح 5.
330
باب الزاء

331
الزاد
[4787] 1 - الكليني، بإسناده إلى خطبة الوسيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... إن من
الفساد إضاعة الزاد... (1).
[4788] 2 - الصدوق رفعه وقال: وقف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على القتلى ببدر وقد جمعهم في
قليب فقال: يا أهل القليب إنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم
حقا؟ فقال المنافقون: ان رسول الله يكلم الموتى فنظر إليهم فقال: لو أذن لهم في
الكلام لقالوا: نعم وإن خير الزاد التقوى (2).
القليب: البئر قبل أن يطوى.
[4789] 3 - الصدوق رفعه وقال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لما دخل المقابر: يا أهل التربة
ويا أهل الغربة اما الدور فقد سكنت واما الأزواج فقد نكحت واما الأموال فقد
قسمت فهذا خبر ما عندنا وليت شعري ما عندكم، ثم التفت إلى أصحابه وقال: لو
أذن لهم في الجواب لقالوا: إن خير الزاد التقوى (3).
[4790] 4 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: سير المنازل ينفد الزاد ويسيىء
الأخلاق ويخلق الثياب والسير ثمانية عشر (4).



(1) الكافي: 8 / 24.
(2) الفقيه: 1 / 180 الرقم 536.
(3) الفقيه: 1 / 179 الرقم 535.
(4) الفقيه: 2 / 300 الرقم 2516.
333
[4791] 5 - الصدوق رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لابنه محمد بن الحنفية:...
اعلم يا بني انه لابد لك من حسن الارتياد وبلاغك من الزاد مع خفة الظهر فلا تحمل
على ظهرك فوق طاقتك فيكون عليك ثقلا في حشرك ونشرك في القيامة فبئس الزاد
إلى المعاد العدوان على العباد... (1).
[4792] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فتزودوا في أيام الغناء لأيام
البقاء قد دللتم على الزاد وأمرتم بالظعن... (2).
[4793] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وأنتم بنو سبيل على سفر من
دار ليست بداركم وقد اوذنتم منها بالارتحال وأمرتم فيها بالزاد واعلموا انه ليس لهذا
الجلد الرقيق صبر على النار فارحموا نفوسكم فإنكم قد جربتموها في مصائب
الدنيا... (3).
[4794] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فعليكم بالجد والاجتهاد
والتأهب والاستعداد والتزود في منزل الزاد ولا تغرنكم الحياة الدنيا كما غرت من كان
قبلكم... (4).
[4795] 9 - الرضي رفعه إلى ضرار بن حمزة الضبائي في توصيفه أمير المؤمنين (عليه السلام)
لمعاوية عليه الهاوية، قال ضرار: فأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل
سدوله وهو قائم في محرابه قابض على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء
الحزين ويقول: يا دنيا يا دنيا إليك عني أبي تعرضت أم إلي تشوقت لا حان حينك
هيهات غري غيري لا حاجة لي فيك قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها، فعيشك قصير



(1) الفقيه: 4 / 389.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 157.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 183.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 230.
334
وخطرك يسير واملك حقير، آه من قلة الزاد وطول الطريق وبعد السفر وعظيم
المورد (1).
[4796] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ينبغي للعاقل أن يعمل للمعاد
ويستكثر من الزاد قبل زهوق نفسه وحلول رمسه (2).



(1) نهج البلاغة: الحكمة 77.
(2) غرر الحكم: ح 10923.
335
الزرع
[4797] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن
عثمان، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مثل المؤمن كمثل خامة الزرع تكفئها الرياح كذا وكذا وكذلك
المؤمن تكفئه الأوجاع والأمراض ومثل المنافق كمثل الارزبة المستقيمة التي
لا يصيبها شيء حتى يأتيه الموت فيقصفه قصفا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4798] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابنا، عن محمد بن سنان، عن محمد بن عطية قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
إن الله عز وجل اختار لأنبيائه الحرث والزرع كيلا يكرهوا شيئا من قطر السماء (2).
[4799] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
خالد، عن سيابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سأله رجل فقال له: جعلت فداك اسمع
قوما يقولون إن الزراعة مكروهة، فقال له: ازرعوا واغرسوا فلا والله ما عمل الناس
عملا أحل ولا أطيب منه والله ليزرعن الزرع وليغرسن النخل بعد خروج
الدجال (3).
[4800] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن



(1) الكافي: 2 / 257 ح 25.
(2) و (3) الكافي: 5 / 260 ح 1 و 3.
336
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أي المال خير؟ قال: الزرع زرعه صاحبه
وأصلحه وأدى حقه يوم حصاده قال: فأي المال بعد الزرع خير؟ قال: رجل في غنم
له قد تبع بها مواضع القطر يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة قال: فأي المال بعد الغنم خير؟
قال: البقر تغدو بخير وتروح بخير قال: فأي المال بعد البقر خير؟ قال: الراسيات في
الوحل والمطعمات في المحل نعم الشيء النخل من باعه فإنما ثمنه بمنزلة رماد على رأس
شاهق اشتدت به الريح في يوم عاصف إلا أن يخلف مكانها قيل: يا رسول الله فأي مال
بعد النخل خير؟ قال: فسكت، قال: فقام إليه رجل فقال له: يا رسول الله فأين
الإبل؟ قال: فيه الشقاء والجفاء والعناء وبعد الدار تغدو مدبرة وتروح مدبرة لا يأتي
خيرها إلا من جانبها الاشام أما انها لا تعدم الأشقياء الفجرة.
وروي ان أبا عبد الله (عليه السلام) قال: الكيمياء الأكبر الزراعة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4801] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
الحسن بن عمارة، عن مسمع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما هبط بآدم إلى الأرض
احتاج إلى الطعام والشراب فشكا ذلك إلى جبرئيل (عليه السلام) فقال له جبرئيل: يا آدم كن
حراثا قال: فعلمني دعاء قال: قل: «اللهم اكفني مؤونة الدنيا وكل هول دون الجنة
وألبسني العافية حتى تهنئني المعيشة» (2).
[4802] 6 - الكليني، عن علي بن محمد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن الحسن بن السري،
عن الحسن بن إبراهيم، عن يزيد بن هارون قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
الزارعون كنوز الأنام يزرعون طيبا أخرجه الله عز وجل وهم يوم القيامة أحسن الناس
مقاما وأقربهم منزلة يدعون المباركين (3).



(1) الكافي: 5 / 260 ح 6.
(2) الكافي: 5 / 260 ح 4.
(3) الكافي: 5 / 261 ح 7.
337
[4803] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن إبراهيم بن عقبة،
عن صالح بن علي بن عطية، عن رجل ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مر
أبو عبد الله (عليه السلام) بناس من الأنصار وهم يحرثون فقال لهم: احرثوا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
قال: ينبت الله بالريح كما ينبت بالمطر قال: فحرثوا فجادت زروعهم (1).
[4804] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة،
عن ابن بكير قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا أردت أن تزرع زرعا فخذ قبضة من البذر
واستقبل القبلة وقل: (أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون) (2)
ثلاث مرات ثم تقول: بل الله الزارع ثلاث مرات ثم قل: اللهم اجعله حبا مباركا
وارزقنا فيه السلامة ثم انثر القبضة التي في يدك في القراح (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4805] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض
أصحابنا قال قال أبو جعفر (عليه السلام): كان أبي يقول: خير الأعمال الحرث تزرعه فيأكل
منه البر والفاجر أما البر فما أكل من شيء استغفر لك واما الفاجر فما أكل منه من شيء
لعنه ويأكل منه البهائم والطير (4).
[4806] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كل يحصد بما زرع ويجزى بما
صنع (5).



(1) الكافي: 5 / 262 ح 1.
(2) سورة الواقعة: 62 و 63.
(3) الكافي: 5 / 262 ح 1.
(4) الكافي: 5 / 260 ح 5.
(5) غرر الحكم: ح 6905.
338
الزكاة
وجوب الزكاة
[4807] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن زرارة،
ومحمد بن مسلم، وأبي بصير وبريد وفضيل كلهم عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)
قالا: فرض الله الزكاة مع الصلاة (1).
الرواية صحيحة الإسناد، ومثلها تعرف بصحيح الفضلاء.
[4808] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن
سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل فرض للفقراء في أموال الأغنياء فريضة
لا يحمدون إلا بأدائها وهي الزكاة بها حقنوا دمائهم وبها سموا مسلمين، الحديث (2).
الرواية موثقة سندا.
[4809] 3 - محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (رضي الله عنه) بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن
عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): نزلت آية الزكاة (خذ من أموالهم صدقة
تطهرهم وتزكيهم بها) (3) في شهر رمضان فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مناديه فنادى في
الناس ان الله تبارك وتعالى قد فرض عليكم الزكاة كما فرض عليكم الصلاة - إلى أن
قال - ثم لم يعرض لشيء من أموالهم حتى حال عليهم الحول من قابل فصاموا وافطروا



(1) الكافي: 3 / 497 ح 5.
(2) الكافي: 3 / 498 ح 8.
(3) سورة التوبة: 103.
339
فأمر مناديه فنادى في المسلمين أيها المسلمون زكوا أموالكم تقبل صلواتكم قال ثم
وجه عمال الصدقة وعمال الطسوق (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4810] 4 - الصدوق باسناده إلى عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل
فرض الزكاة كما فرض الصلاة فلو ان رجلا حمل الزكاة فأعطاها علانية لم يكن عليه
في ذلك عيب وذلك ان الله عز وجل فرض للفقراء في أموال الأغنياء ما يكتفون به ولو علم ان
الذي فرض لهم لا يكفيهم لزادهم وإنما يؤتى الفقراء فيما أوتوا من منع من منعهم
حقوقهم لا من الفريضة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4811] 5 - الصدوق بإسناده إلى مبارك العقرقوفي، عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام)
قال: إنما وضعت الزكاة قوتا للفقراء وتوفيرا لأموالكم (3).
[4812] 6 - الصدوق بإسناده إلى أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي، عن محمد بن
إسماعيل البرمكي، عن عبد الله بن أحمد، عن الفضل بن إسماعيل، عن معتب مولى
الصادق (عليه السلام) قال قال الصادق (عليه السلام): إنما وضعت الزكاة اختبارا للأغنياء ومعونة
للفقراء ولو ان الناس أدوا زكاة أموالهم ما بقي مسلم فقيرا محتاجا ولاستغنى بما فرض
الله له وان الناس ما افتقروا ولا احتاجوا ولا جاعوا ولا عروا إلا بذنوب الأغنياء
وحقيق على الله تبارك وتعالى أن يمنع رحمته من منع حق الله في ماله واقسم بالذي
خلق الخلق وبسط الرزق انه ما ضاع مال في بر ولا بحر إلا بترك الزكاة وما صيد صيد
في بر ولا بحر إلا بتركه التسبيح في ذلك اليوم وان أحب الناس إلى الله تعالى أسخاهم



(1) الفقيه: 2 / 8 ح 26.
(2) الفقيه: 2 / 2 ح 1.
(3) الفقيه: 2 / 2 ح 2.
340
كفا وأسخى الناس من أدى زكاة ماله ولم يبخل على المؤمنين بما افترض الله لهم في
ماله (1).
[4813] 7 - الصدوق بإسناده إلى محمد بن سنان، عن الرضا (عليه السلام) انه كتب إليه فيما كتب من
جواب مسائله: إن علة الزكاة من أجل قوت الفقراء وتحصين أموال الأغنياء لأن الله عز وجل
كلف أهل الصحة القيام بشأن أهل الزمانة والبلوى كما قال الله تبارك وتعالى:
(لتبلون في أموالكم وأنفسكم) في أموالكم إخراج الزكاة وفي أنفسكم توطين
الأنفس على الصبر مع ما في ذلك من أداء شكر نعم الله عز وجل والطمع في الزيادة مع ما فيه من
الزيارة والرأفة والرحمة لأهل الضعف والعطف على أهل المسكنة والحث لهم على
المواساة وتقوية الفقراء والمعونة على أمر الدين وهو عظة لأهل الغنى وعبرة لهم
ليستدلوا على فقر الآخرة بهم وما لهم من الحث في ذلك على الشكر لله تبارك وتعالى لما
خولهم وأعطاهم والدعاء والتضرع والخوف من أن يصيروا مثلهم في امور كثيرة في
أداء الزكاة والصدقات وصلة رحام واصطناع المعروف (2).
[4814] 8 - محمد بن الحسن الطوسي (رضي الله عنه) بإسناده عن علي بن الحسن بن فضال، عن
محمد بن خالد الأصم، عن ثعلبة بن ميمون، عن معمر بن يحيى انه سمع أبا جعفر (عليه السلام)
يقول: لا يسأل الله عبدا عن صلاة بعد الفريضة ولا عن صدقة بعد الزكاة،
الحديث (3).
[4815] 9 - محمد بن الحسين الرضي رفعه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في كلام له:
تعاهدوا أمر الصلاة وحافظوا عليها - إلى أن قال - ثم إن الزكاة جعلت مع الصلاة
قربانا لأهل الإسلام فمن أعطاها طيب النفس بها فإنها تجعل له كفارة ومن النار



(1) الفقيه: 2 / 4 ح 6.
(2) الفقيه: 2 / 4 ح 7.
(3) التهذيب: 4 / 153 ح 424.
341
حجابا ووقاية فلا يتبعنها أحد نفسه ولا يكثرن عليها لهفه وان من أعطاها غير طيب
النفس بها يرجو بها ما هو أفضل منها فهو جاهل بالسنة مغبون بالأجر ضال العمل
طويل الندم (1).
[4816] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن أفضل ما توسل به المتوسلون
إلى الله سبحانه وتعالى الإيمان به وبرسوله والجهاد في سبيله فانه ذروة الإسلام وكلمة
الإخلاص فإنها الفطرة وإقام الصلاة فإنها الملة وإيتاء الزكاة فإنها فريضة
واجبة... (2).
الروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت راجع الكافي: 3 / 496، و
وسائل الشيعة: 9 / 9، ومستدرك الوسائل: 7 / 7، وجامع أحاديث الشيعة:
9 / 25 الطبعة الثانية.
الجود والسخاء بالزكاة
[4817] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن أبي الجهم،
عن موسى بن بكر، عن أحمد بن سليمان قال سأل رجل أبا الحسن الأول (عليه السلام) وهو في
الطواف فقال: أخبرني عن الجواد؟ فقال: ان لكلامك وجهين فإن كنت تسأل عن
المخلوق فإن الجواد: الذي يؤدي ما افترض الله عليه، الحديث (3).
[4818] 2 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن بعض
أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قلت له: ما حد السخاء؟ فقال: تخرج من مالك
الحق الذي أوجب الله عليك فتضعه في موضعه (4).



(1) نهج البلاغة: الخطبة 199.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 110.
(3) الكافي: 4 / 38 ح 1.
(4) الكافي: 4 / 39 ح 2.
342
[4819] 3 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن
أبي عبد الله، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن محمد بن عبد العزيز، عن
جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما بلى الله عز وجل العباد بشيء أشد عليهم من
إخراج الدرهم (1).
[4820] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن
السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
إذا أراد الله بعبد خيرا بعث إليه ملكا من خزان الجنة فيمسح صدره ويسخى نفسه
بالزكاة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4821] 5 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من أدى ما افترض الله عليه فهو
أسخى الناس (3).
في هذا المجال راجع وسائل الشيعة: 9 / 16، ومستدرك الوسائل: 7 / 12.
وضع الزكاة في مواضعها
[4822] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن
دراج، عن الوليد بن صبيح في حديث قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) إن شهابا يقرئك
السلام ويقول لك انه يصيبني فزع في منامي قال: قل له فليزك ماله، قال: فأبلغت
شهابا ذلك فقال: قل له: ان الصبيان فضلا عن الرجال ليعلمون اني أزكي مالي، قال
فأبلغته فقال أبو عبد الله (عليه السلام): قل له انك تخرجها ولا تضعها في مواضعها (4).



(1) الخصال: 8 ح 27.
(2) ثواب الأعمال: 69 ح 2.
(3) الفقيه: 2 / 34 ح 137.
(4) الكافي: 3 / 546 ح 4.
343
الرواية صحيحة الإسناد.
[4823] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن
أبي الحسن (عليه السلام) قال سمعته يقول: من أخرج زكاة ماله تامة فوضعها في موضعها لم
يسأل من أين اكتسب ماله (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4824] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن زرارة، ومحمد بن
مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الزكاة والصدقة لا يحابي بها قريب ولا يمنعها
بعيد (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4825] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عثمان بن عيسى،
عن أبي المغراء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الله تبارك وتعالى أشرك بين الأغنياء
والفقراء في الأموال فليس لهم أن يصرفوا إلى غير شركائهم (3).
الرواية موثقة سندا.
[4826] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن
عبد الله بن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام)
قول الله عز وجل: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) (4) قال: الفقير الذي لا يسأل
الناس والمسكين أجهد منه والبائس أجهدهم، الحديث (5).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 3 / 504 ح 9.
(2) الكافي: 3 / 546 ح 3.
(3) الكافي: 3 / 545 ح 3.
(4) سورة التوبة: 60.
(5) الكافي: 3 / 501 ح 16.
344
[4827] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن زرارة، ومحمد بن مسلم انهما قالا لأبي عبد الله (عليه السلام): أرأيت قول الله عز وجل: (إنما
الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب
والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله) (1) كل هؤلاء يعطى وان
كان لا يعرف؟ فقال: ان الإمام يعطي هؤلاء جميعا لأنهم يقرون له بالطاعة قال قلت:
فإن كانوا لا يعرفون؟ فقال: يا زرارة لو كان يعطى من يعرف دون من لا يعرف لم
يوجد لها موضع وإنما يعطى من لا يعرف ليرغب في الدين فيثبت عليه فاما اليوم فلا
تعطها أنت وأصحابك إلا من يعرف من وجدت فمن هؤلاء المسلمين عارفا فاعطه
دون الناس ثم قال: سهم المؤلفة قلوبهم وسهم الرقاب عام والباقي خاص قال قلت:
فإن لم يوجدوا؟ قال: لا تكون فريضة فرضها الله عز وجل لا يوجد لها أهل قال قلت: فإن لم
تسعهم الصدقات؟ فقال: إن الله فرض للفقراء في مال الأغنياء ما يسعهم ولو علم ان
ذلك لا يسعهم لزادهم انهم لم يؤتوا من قبل فريضة الله ولكن اتوا من منع من منعهم
حقهم لا مما فرض الله لهم ولو ان الناس أدوا حقوقهم لكانوا عائشين بخير (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4828] 7 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن
السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
إذا أراد الله بعبد خيرا بعث إليه ملكا من خزان الجنة فيمسح صدره ويسخي نفسه
بالزكاة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4829] 8 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن



(1) سورة التوبة: 60.
(2) الكافي: 3 / 496 ح 1.
(3) ثواب الأعمال: 69 ح 2.
345
صفوان بن يحيى، عن داود، عن أخيه عبد الله قال: بعثني إنسان إلى أبي عبد الله (عليه السلام)
زعم انه يفزع في منامه ان امرأته تأتيه، قال: فيصيح حتى يسمع الجيران، فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): اذهب فقل له: إنك لا تؤدي الزكاة، فقال: بلى والله إني لأديها،
قال: فقل له: إن كنت مؤديا لها فإنك لا تؤتيها أهلها (1).
[4830] 9 - الطوسي باسناده إلى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لنجله الحسن (عليه السلام) انه قال:...
وأوصيك يا بني بالصلاة عند وقتها والزكاة في أهلها عند محالها... (2).
[4831] 10 - العياشي رفعه إلى سماعة قال: سألته عن الزكاة لمن يصلح أن يأخذها؟
فقال: هي للذين قال الله في كتابه: (للفقراء والمساكين والعاملين عليها
والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من
الله) وقد تحل الزكاة لصاحب ثلاث مأة درهم وتحرم على صاحب خمسين درهما
فقلت له: وكيف يكون هذا؟ قال: إذا كان صاحب الثلاثمأة درهم له مختار (عيال خ
ل) كثير فلو قسمها بينهم لم يكفهم فلم يعفف عنها نفسه وليأخذها لعياله واما صاحب
الخمسين فإنها تحرم عليه إذا كان وحده وهو محترف يعمل بها وهو يصيب فيها ما
يكفيه إن شاء الله (3).
اشتراط الولاية في مستحق الزكاة
[4832] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن سعد
الأشعري، عن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن الزكاة هل توضع فيمن لا يعرف؟ قال: لا
ولا زكاة الفطرة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) عقاب الأعمال: 280 ح 4.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الأول ح 8 / 7 الرقم 8.
(3) تفسير العياشي: 2 / 90 ح 63.
(4) الكافي: 3 / 547 ح 6.
346
[4833] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن
النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران، عن ابن مسكان، عن ضريس قال سأل
المدايني أبا جعفر (عليه السلام) قال: ان لنا زكاة نخرجها من أموالنا ففي من نضعها؟ فقال: في
أهل ولايتك فقال اني في بلاد ليس فيها أحد من أوليائك فقال: ابعث بها إلى بلدهم
تدفع إليهم ولا تدفعها إلى قوم إذا دعوتهم غدا إلى أمرك لم يجيبوك وكان والله
الذبح (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4834] 3 - الصدوق بأسانيده عن الفضل بن شاذان، عن الرضا (عليه السلام) في كتابه إلى
المأمون: قال لا يجوز أن يعطى الزكاة غير أهل الولاية المعروفين الحديث (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[4835] 4 - الطوسي باسناده إلى الصفار، عن محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن
عبد الحميد، عن عبد الله بن أبي يعفور قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك
ما تقول في الزكاة لمن هي؟ قال فقال: هي لأصحابك قال قلت: فإن فضل عنهم؟
فقال: فأعد عليهم قال قلت: فإن فضل عنهم؟ قال: فأعد عليهم قال قلت: فإن
فضل عنهم؟ قال: فأعد عليهم قال قلت: فإن فضل عنهم؟ قال: فأعد عليهم قلت:
فنعطي السؤال منها شيئا؟ قال فقال: لا والله إلا التراب إلا أن ترحمه فإن رحمته
فاعطه كسرة ثم أومأ بيده فوضع ابهامه على اصول أصابعه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4836] 5 - الطوسي باسناده إلى علي بن الحسن، عن إبراهيم بن هاشم، عن حماد بن



(1) الكافي: 3 / 555 ح 11.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 123.
(3) التهذيب: 4 / 53 ح 142.
347
عيسى، عن حريز، عن زرارة وابن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) انهما
قالا: الزكاة لأهل الولاية قد بين الله لكم موضعها في كتابه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
وفي هذا المجال راجع وسائل الشيعة: 9 / 221، ومستدرك الوسائل: 7 / 106،
وجامع أحاديث الشيعة: 9 / 276.
استحباب أن يعطي الإنسان زكاته لأقاربه المؤمنين
[4837] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن عبد الملك بن عتبة، عن إسحاق بن عمار، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام)
قال: قلت له: لي قرابة أنفق على بعضهم وأفضل بعضهم على بعض فيأتيني ابان
الزكاة أفأعطيهم منها؟ قال: مستحقون لها؟ قلت: نعم قال: هم أفضل من غيرهم
أعطهم، الحديث (2).
[4838] 2 - الكليني، عن محمد بن أبي عبد الله، عن سهل بن زياد، عن علي بن مهزيار،
عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل يضع زكاته كلها في أهل بيته وهم
يتولونك؟ فقال: نعم (3).
[4839] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن النضر بن سويد، عن زرعة بن محمد، عن سماعة، عن أبي بصير قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): الرجل يكون له الزكاة وله قرابة محتاجون غير عارفين أيعطيهم من
الزكاة؟ فقال: لا ولا كرامة لا يجعل الزكاة وقاية لماله يعطيهم من غير الزكاة ان أراد (4).



(1) التهذيب: 4 / 52 ح 135.
(2) الكافي: 3 / 551 ح 1.
(3) الكافي: 3 / 552 ح 8.
(4) الكافي: 3 / 551 ح 4.
348
الرواية موثقة سندا.
[4840] 4 - المفيد رفعه وقال: سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أي الصدقة أفضل فقال: على ذي
الرحم الكاشح (1).
[4841] 5 - الطوسي بإسناده إلى علي بن الحسن بن فضال، عن عبد الرحمن بن أبي
هاشم، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث قال: لا تعطين قرابتك الزكاة
كلها ولكن أعطهم بعضا واقسم بعضا في سائر المسلمين (2).
إخراج الزكاة من غير تأخير
[4842] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد
البرقي، عن سعد بن سعد الأشعري، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن
الرجل تحل عليه الزكاة في السنة في ثلاث أوقات أيؤخرها حتى يدفعها في وقت
واحد؟ فقال: متى حلت اخرجها، وعن الزكاة في الحنطة والشعير والتمر والزبيب متى
يجب على صاحبها؟ قال: إذا اصرم وإذا خرص (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4843] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن
يونس بن يعقوب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): زكاتي تحل علي في شهر أيصلح لي أن
أحبس منها شيئا مخافة أن يجيئني من يسألني يكون عندي عدة؟ فقال: إذا حال
الحول فأخرجها من مالك لا تخلطها بشيء ثم أعطها كيف شئت قال قلت: فإن أنا
كتبتها وأثبتها يستقيم لي؟ قال: نعم لا يضرك (4).



(1) المقنعة: 43.
(2) التهذيب: 4 / 57 ح 153.
(3) الكافي: 3 / 523 ح 4.
(4) الكافي: 3 / 522 ح 3.
349
الرواية معتبرة الإسناد.
[4844] 3 - الكليني، عن علي بن محمد، عمن حدثه عن يعلى بن عبيد، عن علي بن
أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن الزكاة يجب علي في مواضع
لا تمكنني أن أؤديها؟ قال: اعزلها فإن اتجرت بها فأنت لها ضامن ولها الربح وان نويت
في حال ما عزلتها من غير أن تشغلها في تجارة فليس عليك شيء، فإن لم تعزلها
فاتجرت بها في جملة مالك فلها تقسيطها من الربح ولا وضيعة عليها (1).
[4845] 4 - زيد النرسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الرجل يكون له الإبل والبقر والغنم أو
المتاع فيحول عليه الحول فيموت الإبل والبقر ويحترق المتاع؟ فقال: إن كان حال
عليه الحول وتهاون في إخراج زكاته فهو ضامن للزكاة وعليه زكاة ذلك وإن كان قبل
أن يحول عليه الحول فلا شيء عليه (2).
[4846] 5 - ابن إدريس الحلي، نقلا من كتاب محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن
الحسين، عن الحسين يعني ابن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن علي، عن أبي بصير
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا أردت أن تعطي زكاتك قبل حلها بشهر أو شهرين
فلا بأس وليس لك أن تؤخرها بعد حلها (3).
إخراج الزكاة علانية
[4847] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عبد الله بن
يحيى، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام): في قوله تعالى
(إنما الصدقات للفقراء والمساكين) إلى أن قال: وكلما فرض الله عليك فإعلانه



(1) الكافي: 4 / 60 ح 2.
(2) أصل زيد النرسي: 55.
(3) السرائر: 3 / 606.
350
أفضل من إسراره وكلما كان تطوعا فإسراره أفضل من إعلانه ولو ان رجلا يحمل
زكاة ماله على عاتقه فقسمها علانية كان ذلك حسنا جميلا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4848] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إسحاق بن عمار، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم) (2)
فقال: هي سوى الزكاة ان الزكاة علانية غير سر (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4849] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن رجل، عن
أبي جعفر (عليه السلام) في قوله عز وجل: (إن تبدوا الصدقات فنعما هي) قال: يعني الزكاة
المفروضة قال قلت: (وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء) (4) قال: يعني النافلة، انهم
كانوا يستحبون إظهار الفرائض وكتمان النوافل (5).
[4850] 4 - القاضي نعمان المصري رفعه إلى جعفر بن محمد (عليه السلام) انه قال: ما كان من
الصدقة والصلاة والصوم واعمال البر كلها تطوعا فأفضلها ما كان سرا وما كان من
ذلك واجبا مفروضا فأفضله أن يعلن به (6).
[4851] 5 - الطبرسي رفعه إلى علي بن إبراهيم بإسناده إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: الزكاة
المفروضة تخرج علانية وتدفع علانية وغير الزكاة إن دفعه سرا فهو أفضل (7).



(1) الكافي: 3 / 501 ح 16.
(2) سورة البقرة: 217.
(3) الكافي: 3 / 502 ح 17.
(4) سورة البقرة: 217.
(5) الكافي: 4 / 60 ح 1.
(6) دعائم الاسلام: 1 / 241.
(7) مجمع البيان: 1 / 384.
351
تحريم الزكاة الواجبة من غير بني هاشم عليهم
[4852] 1 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، وعن محمد بن
إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن عيص بن القاسم،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أناسا من بني هاشم اتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسئلوه أن
يستعملهم على صدقات المواشي وقالوا: يكون لنا هذا السهم الذي جعل الله عز وجل للعاملين
عليها فنحن أولى به، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا بني عبد المطلب ان الصدقة لا تحل لي
ولا لكم ولكني قد وعدت الشفاعة، الحديث (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4853] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن محمد
ابن مسلم، وأبي بصير، وزرارة كلهم عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الصدقة أوساخ أيدي الناس وان الله حرم علي منها ومن غيرها
ما قد حرمه وإن الصدقة لا تحل لبني عبد المطلب، الحديث (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4854] 3 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى،
عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن جعفر بن إبراهيم الهاشمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قلت له: أتحل الصدقة لبني هاشم؟ فقال: إنما الصدقة الواجبة على الناس لا تحل لنا
فأما غير ذلك فليس به بأس ولو كان كذلك ما استطاعوا أن يخرجوا إلى مكة هذه
المياه عامتها صدقة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 4 / 58 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 58 ح 2.
(3) الكافي: 4 / 59 ح 3.
352
[4855] 4 - العياشي رفعه عن عيسى بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن جعفر بن
محمد (عليه السلام) قال: ان الله لا اله إلا هو لما حرم علينا الصدقة أبدل لنا الخمس فالصدقة
علينا حرام والخمس لنا فريضة والكرامة لنا حلال (1).
[4856] 5 - الطوسي بإسناده إلى سعد بن عبد الله، عن موسى بن الحسن، عن محمد بن
عبد الحميد، عن مفضل بن صالح، عن أبي اسامة زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: سألته عن الصدقة التي حرمت عليهم؟ فقال: هي الزكاة المفروضة ولم يحرم
علينا صدقة بعضنا على بعض (2).
وفي هذا المجال راجع وسائل الشيعة: 9 / 268 وما بعدها، ومستدرك الوسائل:
7 / 117 وما بعدها، وجامع أحاديث الشيعة: 9 / 289.
قضاء الزكاة عن الميت من ماله
[4857] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن زرارة،
قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): رجل لم يزك ماله فأخرج زكاته عند موته فأداها كان
ذلك يجزي عنه؟ قال: نعم قلت: فإن أوصى بوصية من ثلثه ولم يكن زكى يجزي عنه
من زكاته؟ قال: نعم تحسب له زكاة ولا تكون له نافلة وعليه فريضة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4858] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، وعن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان
جميعا، عن ابن أبي عمير، عن شعيب قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ان على أخي زكاة
كثيرة أفأقبضها أو أؤديها عنه؟ فقال: لي وكيف لك بذلك، قلت: احتاط، قال: نعم



(1) تفسير العياشي: 2 / 64 ح 65.
(2) التهذيب: 4 / 59 ح 157.
(3) الكافي: 3 / 547 ح 2.
353
إذا تفرج عنه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4859] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن عباد بن صهيب، عن أبي عبد الله (عليه السلام): في رجل فرط في إخراج زكاته
في حياته فلما حضرته الوفاة حسب جميع ما كان فرط فيه مما ألزمه من الزكاة ثم
أوصى به أن يخرج ذلك فيدفع إلى من تجب له، قال: جايز يخرج ذلك من جميع المال
إنما هو بمنزلة دين لو كان عليه ليس للورثة شيء حتى يؤدوا ما أوصى به من
الزكاة (2).
الرواية موثقة سندا.
[4860] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن
عمار قال: قلت له: رجل يموت وعليه خمس مأة درهم من الزكاة وعليه حجة
الإسلام وترك ثلاث مأة درهم فأوصى بحجة الإسلام وأن يقضي عنه دين الزكاة؟
قال: يحج عنه من أقرب ما يكون ويخرج البقية من الزكاة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4861] 5 - القاضي نعمان المصري رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: في الرجل تجب عليه
زكاة ماله فلم يخرجه حتى حضره الموت فأوصى أن يخرج عنه انها تخرج من جميع
ماله إلا أن يوصي بإخراجها من ثلثه (4).



(1) الكافي: 3 / 547 ح 3.
(2) الكافي: 3 / 547 ح 1.
(3) الكافي: 3 / 547 ح 4.
(4) دعائم الاسلام: 1 / 251.
354
الحقوق المالية غير الزكاة الواجبة
[4862] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال في حديث: ولكن الله عز وجل فرض في أموال
الأغنياء حقوقا غير الزكاة فقال: (والذين في أموالهم حق معلوم [للسائل]) (1)
فالحق المعلوم من غير الزكاة وهو شيء يفرضه الرجل على نفسه في ماله يجب عليه أن
يفرضه على قدر طاقته وسعة ماله فيؤدي الذي فرض على نفسه إن شاء في كل يوم
وإن شاء في كل جمعة وإن شاء في كل شهر وقد قال الله عز وجل أيضا: (اقرضوا الله
قرضا حسنا) (2) وهذا غير الزكاة وقد قال الله عز وجل أيضا: (ينفقون مما رزقناهم سرا
وعلانية) (3) و (الماعون) أيضا وهو القرض يقرضه والمتاع يعيره والمعروف
يصنعه ومما فرض الله عز وجل أيضا في المال من غير الزكاة قوله عز وجل (والذين يصلون ما أمر الله
به أن يوصل) (4) ومن أدى ما فرض الله عليه فقد قضى ما عليه وادى شكر ما أنعم
الله عليه في ماله إذا هو حمده على ما أنعم الله عليه فيه مما فضله به من السعة على غيره
ولما وفقه لأداء ما فرض الله عز وجل عليه وأعانه عليه (5).
الرواية موثقة سندا.
[4863] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة
ابن أيوب، عن أبي المغرا، عن أبي بصير قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) ومعنا بعض
أصحاب الأموال فذكروا الزكاة فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الزكاة ليس يحمد بها
صاحبها وإنما هو شيء ظاهر إنما حقن بها دمه وسمي بها مسلما ولو لم يؤدها لم تقبل



(1) سورة المعارج: 25.
(2) سورة الحديد: 17.
(3) سورة إبراهيم: 32.
(4) سورة الرعد: 22.
(5) الكافي: 3 / 498 ح 8.
355
له صلاة وإن عليكم في أموالكم غير الزكاة فقلت: أصلحك الله وما علينا في أموالنا
غير الزكاة؟ فقال: سبحان الله أما تسمع الله عز وجل يقول في كتابه (والذين في أموالهم حق
معلوم للسائل والمحروم) قال قلت: ماذا الحق المعلوم الذي علينا؟ قال: هو
الشيء الذي يعمله الرجل في ماله يعطيه في اليوم أو في الجمعة أو في الشهر قل أو كثر
غير انه يدوم عليه وقوله عز وجل: (ويمنعون الماعون) قال: هو القرض يقرضه
والمعروف يصطنعه ومتاع البيت يعيره ومنه الزكاة فقلت له: ان لنا جيرانا إذا
أعرناهم متاعا كسروه وأفسدوه فعلينا جناح أن نمنعهم؟ فقال: لا ليس عليكم
جناح أن تمنعوهم إذا كانوا كذلك قال قلت له: (ويطعمون الطعام على حبه
مسكينا ويتيما وأسيرا) (1) قال: ليس من الزكاة قال قلت قوله عز وجل: (الذين ينفقون
أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) (2) قال: ليس من الزكاة قلت فقوله عز وجل (إن
تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم) (3) قال:
ليس من الزكاة وصلتك قرابتك ليس من الزكاة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4864] 3 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (والذين
في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) أهو سوى الزكاة؟ فقال: هو الرجل
يؤتيه الله الثروة من المال فيخرج منه الألف والألفين والثلاثة الآلاف والأقل والأكثر
فيصل به رحمه ويحمل به الكل عن قومه (5).



(1) سورة الدهر: 9.
(2) سورة البقرة: 273.
(3) سورة البقرة: 270.
(4) الكافي: 3 / 499 ح 9.
(5) الكافي: 3 / 499 ح 10.
356
الرواية صحيحة الإسناد.
[4865] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
عبد الرحمن بن الحجاج، عن القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري قال سمعت
أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ان رجلا جاء إلى أبي علي بن الحسين (عليه السلام) فقال له: أخبرني عن
قول الله عز وجل (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) ما هذا الحق
المعلوم؟ فقال له علي بن الحسين (عليه السلام): الحق المعلوم الشيء يخرجه الرجل من ماله
ليس من الزكاة ولا من الصدقة المفروضتين قال: فإذا لم يكن من الزكاة ولا من
الصدقة فما هو؟ فقال: هو الشيء يخرجه الرجل من ماله إن شاء أكثر وإن شاء أقل
على قدر ما يملك فقال له الرجل فما يصنع به؟ قال: يصل به رحما ويقوي به ضعيفا
ويحمل به كلا أو يصل به أخا له في الله أو لنائبه تنوبه فقال الرجل الله أعلم حيث يجعل
رسالاته (1).
[4866] 5 - الصدوق بإسناده عن عمار الساباطي ان الصادق (عليه السلام) قال له: يا عمار أنت رب
مال كثير، قال: نعم جعلت فداك قال: فتؤدي ما افترض الله عليك من الزكاة؟
فقال: نعم قال: فتخرج الحق المعلوم من مالك؟ قال: نعم قال: فتصل قرابتك؟
قال: نعم قال: فتصل إخوانك؟ قال: نعم قال (عليه السلام): يا عمار إن المال يفنى والبدن يبلى
والعمل يبقى والديان حي لا يموت، يا عمار اما انه ما قدمت فلن يسبقك وما أخرت
فلن يلحقك (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
وفي هذا المجال راجع وسائل الشيعة: 9 / 45، ومستدرك الوسائل: 7 / 35.



(1) الكافي: 3 / 500 ح 11.
(2) الفقيه: 2 / 3 ح 5.
357
البخل بالزكاة
[4867] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة،
عن جعفر، عن آبائه (عليه السلام) ان أمير المؤمنين (عليه السلام) سمع رجلا يقول: ان الشحيح أعذر من
الظالم، فقال له: كذبت ان الظالم قد يتوب ويستغفر ويرد الظلامة على أهلها والشحيح
إذا شح منع الزكاة والصدقة وصلة الرحم وقري الضيف والنفقة في سبيل الله وأبواب
البر وحرام على الجنة أن يدخلها شحيح (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[4868] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد، عن محمد بن علي، عن أبي جميلة، عن
جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ليس بالبخيل الذي يؤدي
الزكاة المفروضة في ماله ويعطي النائبة في قومه (2).
[4869] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن المغيرة، عن المفضل بن
صالح، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ليس بالبخيل من
أدى الزكاة المفروضة من ماله وأعطى النائبة في قومه إنما البخيل حق البخيل من لم يؤد
الزكاة المفروضة من ماله ولم يعط النائبة في قومه وهو يبذر فيما سوى ذلك (3).
[4870] 4 - الصدوق، عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن أبيه،
عن حماد، عن حريز، عن زرارة قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الشحيح من
منع حق الله وأنفق في غير حق الله (4).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 4 / 44 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 45 ح 6.
(3) الكافي: 4 / 46 ح 8.
(4) معاني الأخبار: 246 ح 6.
358
[4871] 5 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) في قول الله عز وجل (كذلك يريهم الله أعمالهم
حسرات عليهم) (1) قال: هو الرجل يدع ماله لا ينفقه في طاعة الله عز وجل بخلا ثم يموت
فيدعه لمن يعمل فيه بطاعة الله أو بمعصية الله فإن عمل فيه بطاعة الله رآه في ميزان
غيره فرآه حسرة وقد كان المال له وإن كان عمل به في معصية الله قواه بذلك المال حتى
عمل به في معصية الله عز وجل (2).
راجع في هذا المجال وسائل الشيعة: 9 / 35، ومستدرك الوسائل: 7 / 26.
منع الزكاة
[4872] 1 - الكليني، عن علي بن محمد، عن ابن جمهور، عن أبيه، عن علي بن حديد،
عن عثمان بن رشيد، عن معروف بن خربوذ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ان الله تبارك
وتعالى قرن الزكاة بالصلاة فقال: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) (3) فمن أقام
الصلاة ولم يؤت الزكاة لم يقم الصلاة (4).
[4873] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن
مسكان، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال: ما من عبد منع من زكاة
ماله شيئا إلا جعل الله ذلك يوم القيامة ثعبانا من نار مطوقا في عنقه ينهش من لحمه
حتى يفرغ من الحساب وهو قول الله عز وجل: (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) (5)
يعني ما بخلوا به من الزكاة (6).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) سورة البقرة: 167.
(2) الفقيه: 2 / 34 ح 140.
(3) سورة البقرة: 43.
(4) الكافي: 3 / 506 ح 23.
(5) سورة آل عمران: 180.
(6) الكافي: 3 / 502 ح 1.
359
[4874] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال وجدنا في كتاب
علي (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا منعت الزكاة منعت الأرض بركاتها (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4875] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحسين، عن
وهيب بن حفص، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من منع الزكاة سأل
الرجعة عند الموت وهو قول الله عز وجل: (رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما
تركت) (2) (3).
[4876] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن حسان،
عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: صلاة مكتوبة خير من عشرين حجة
وحجة خير من بيت مملوء ذهبا ينفقه في بر حتى ينفد، قال ثم قال: ولا أفلح من ضيع
عشرين بيتا من ذهب بخمسة وعشرين درهما، فقلت: ما معنى خمسة وعشرين
درهما؟ قال: من منع الزكاة وقفت صلاته حتى يزكي (4).
[4877] 6 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد بن
عثمان، عن رفاعة بن موسى انه سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما فرض الله على هذه الامة
شيئا أشد عليهم من الزكاة وفيها تهلك عامتهم (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4878] 7 - الكليني، عن أبي عبد الله العاصمي، عن علي بن الحسن الميثمي، عن علي



(1) الكافي: 3 / 505 ح 17.
(2) سورة المؤمنون: 100 - 99.
(3) الكافي: 3 / 504 ح 11.
(4) الكافي: 3 / 504 ح 12.
(5) الكافي: 3 / 497 ح 3.
360
ابن أسباط، عن أسباط بن سالم، عن أبيه سالم مولى أبان قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: ما من طير يصاد إلا بتركه التسبيح وما من مال يصاب إلا بترك
الزكاة (1).
[4879] 8 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن
السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
لا تزال أمتي بخير ما لم يتخاونوا وأدوا الأمانة وآتوا الزكاة وإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا
بالقحط والسنين (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4880] 9 - الصدوق، عن محمد بن علي ماجيلويه، عن أبيه، عن أحمد بن أبي عبد الله
البرقي، عن السياري، عن الحارث بن دلهاث، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)
قال: إن الله أمر بثلاثة مقرون بها ثلاثة اخرى أمر بالصلاة والزكاة فمن صلى ولم يزك لم
تقبل منه صلاته وأمر بالشكر له وللوالدين فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله وأمر
باتقاء الله وصلة الرحم فمن لم يصل رحمه لم يتق الله (3).
[4881] 10 - الصدوق، عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن خالد،
عمن رواه يرفعه قال: إذا منعت الزكاة ساءت حال الفقير والغني، قلت: هذا الفقير
تسوء حاله لما منع من حقه فكيف تسوء حال الغني؟ قال: الغني المانع للزكاة تسوء
حاله في الآخرة (4).
الروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت راجع الكافي: 3 / 502، و
وسائل الشيعة: 9 / 20، ومستدرك الوسائل: 7 / 18.



(1) الكافي: 3 / 505 ح 18.
(2) عقاب الأعمال: 300.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 258، الخصال: 156 ح 196.
(4) معاني الأخبار: 260 ح 1.
361
ثبوت الكفر والارتداد بمنع الزكاة
[4882] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة
ابن أيوب، عن أبي المغرا، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث: ان
الزكاة ليس يحمد بها صاحبها إنما هو شيء ظاهر إنما حقن بها دمه وبها سمي
مسلما (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4883] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن
سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الله عز وجل فرض للفقراء في أموال الأغنياء
فريضة لا يحمدون إلا بأدائها وهي الزكاة بها حقنوا دمائهم وبها سموا مسلمين،
الحديث (2).
الرواية موثقة سندا.
[4884] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عمن ذكره عن حفص بن عمر، عن سالم،
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من منع قيراطا من الزكاة فليمت إن شاء
يهوديا أو نصرانيا (3).
[4885] 4 - الصدوق بإسناده عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: دمان في
الإسلام حلال من الله عز وجل لا يقضي فيهما أحد حتى يبعث الله قائمنا أهل البيت فإذا بعث الله عز وجل
قائمنا أهل البيت حكم فيهما بحكم الله تعالى ذكره الزاني المحصن يرجمه ومانع الزكاة
يضرب عنقه (4).



(1) الكافي: 3 / 499 ح 9.
(2) الكافي: 3 / 498 ح 8.
(3) الكافي: 3 / 505 ح 14.
(4) الفقيه: 2 / 6 ح 16.
362
[4886] 5 - الصدوق بإسناده عن حماد بن عمرو وانس بن محمد، عن أبيه جميعا، عن
الصادق، عن آبائه (عليهم السلام) في وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) قال: يا علي كفر بالله العظيم
من هذه الأمة عشرة وعد منهم مانع الزكاة ثم قال: يا علي ثمانية لا يقبل الله منهم
الصلاة وعد منهم مانع الزكاة ثم قال: يا علي من منع قيراطا من زكاة ماله فليس
بمؤمن ولا بمسلم ولا كرامة يا علي تارك الزكاة يسأل الله الرجعة إلى الدنيا وذلك قوله عز وجل
(حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون) الآية (1).
إن شئت راجع وسائل الشيعة: 9 / 31، ومستدرك الوسائل: 7 / 24، و
جامع أحاديث الشيعة: 9 / 60.
زكاة الفطرة
[4887] 1 - الصدوق، بإسناده عن هشام بن الحكم، عن الصادق (عليه السلام) في حديث قال:
نزلت الزكاة وليس للناس أموال وإنما كانت الفطرة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4888] 2 - الصدوق بإسناده عن الحسين بن محبوب، عن عمر بن يزيد، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث قال: الفطرة واجبة على كل من يعول (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4889] 3 - الصدوق بإسناده عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عما يجب
على الرجل في أهله من صدقة الفطرة؟ قال: تصدق عن جميع من تعول،
الحديث (4).



(1) الفقيه: 4 / 257.
(2) الفقيه: 2 / 117 ح 505.
(3) الفقيه: 2 / 116 ح 497.
(4) الفقيه: 2 / 118 ح 511.
363
[4890] 4 - الصدوق بإسناده عن السكوني عن الصادق عن آبائه (عليهم السلام) ان
أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: من أدى زكاة الفطرة تمم الله له بها ما نقص من زكاة ماله (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4891] 5 - الصدوق بإسناده عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن أبي بصير وزرارة
جميعا قالا: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن من تمام الصوم إعطاء الزكاة (يعني الفطرة) كما إن
الصلاة علي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من تمام الصلاة، لأنه من صام ولم يؤد الزكاة فلا صوم له إذا
تركها متعمدا ولا صلاة له إذا ترك الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إن الله قد بدأ بها قبل الصلاة
فقال: (قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى) (2) (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
وفي هذا المجال راجع وسائل الشيعة: 9 / 317، ومستدرك الوسائل: 7 / 137،
وجامع أحاديث الشيعة: 9 / 354.
والروايات في باب الزكاة كثيرة جدا، بل فوق حد الإحصاء فإن شئت أكثر مما ذكرنا
لك فراجع كتاب الزكاة من كتب الأخبار، والحمد لله.



(1) الفقيه: 2 / 119 ح 514.
(2) سورة الأعلى: 14 و 15.
(3) الفقيه: 2 / 119 ح 115.
364
الزلل
[4892] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن منصور بن
العباس، عن علي بن أسباط، عن يعقوب بن سالم، عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بات آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بأطول ليلة حتى ظنوا أن لا سماء
تظلهم ولا أرض تقلهم لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتر الأقربين والأبعدين في الله فبينا هم
كذلك إذ أتاهم آت لا يرونه ويسمعون كلامه فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة
الله وبركاته ان في الله عزاء من كل مصيبة ونجاة من كل هلكة ودركا لما فات كل نفس
ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد
فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ان الله اختاركم وفضلكم وطهركم وجعلكم أهل
بيت نبيه واستودعكم علمه وأورثكم كتابه وجعلكم تابوت علمه وعصا عزه
وضرب لكم مثلا من نوره وعصمكم من الزلل وآمنكم من الفتن فتعزوا بعزاء الله فإن
الله لم ينزع منكم رحمته ولن يزيل عنكم نعمته فأنتم أهل الله عز وجل الذين بهم تمت النعمة
واجتمعت الفرقة وائتلفت الكلمة وأنتم أولياؤه فمن تولاكم فاز ومن ظلم حقكم زهق
مودتكم من الله واجبة في كتابه على عباده المؤمنين ثم الله على نصركم إذا يشاء قدير
فاصبروا لعواقب الامور فإنها إلى الله تصير قد قبلكم الله من نبيه وديعة واستودعكم
أولياءه المؤمنين في الأرض فمن أدى أمانته أتاه الله صدقة فأنتم الأمانة المستودعة
ولكم المودة الواجبة والطاعة المفروضة وقد قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد أكمل لكم
الدين وبين لكم سبيل المخرج فلم يترك لجاهل حجة فمن جهل أو تجاهل أو أنكر أو

365
نسي أو تناسى فعلى الله حسابه والله من وراء حوائجكم واستودعكم الله والسلام
عليكم، فسألت أبا جعفر (عليه السلام) ممن أتاهم التعزية؟ فقال: من الله تبارك وتعالى (1).
[4893] 2 - الكليني، رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال في الدعاء عند قراءة القرآن:...
اللهم اجعله لنا وليا يثبتنا من الزلل ودليلا يهدينا لصالح العمل وعونا هاديا يقومنا من
الميل وعونا يقوينا من الملل حتى يبلغ بنا أفضل الأمل، الحديث (2).
[4894] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن إسحاق بن غالب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في خطبة له يذكر فيها حال
الأئمة (عليهم السلام) وصفاتهم:... مدفوعا عنه وقوب الغواسق ونفوث كل فاسق مصروفا
عنه قوارف السوء مبرءا من العاهات محجوبا عن الآفات معصوما من الزلات مصونا
عن الفواحش كلها، الحديث (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4895] 4 - الصدوق بإسناده إلى الإمام علي الهادي (عليه السلام) في الزيارة الجامعة المعروفة انه
قال في وصف أئمة أهل البيت (عليهم السلام):... منارا في بلاده وادلاء على صراطه عصمكم
الله من الزلل وآمنكم من الفتن وطهركم من الدنس وأذهب عنكم الرجس أهل البيت
وطهركم تطهيرا... (4).
[4896] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الزلل مندمة (5).
[4897] 6 - وعنه (عليه السلام): قد يزل الحكيم (6).



(1) الكافي: 1 / 445 ح 19.
(2) الكافي: 2 / 575.
(3) الكافي: 1 / 203 ح 2.
(4) الفقيه: 2 / 609.
(5) و (6) غرر الحكم: ح 139 و 6609.
366
[4898] 7 - وعنه (عليه السلام): من أبصر زلته صغرت عنه زلة غيره (1).
[4899] 8 - وعنه (عليه السلام): لا زلة أشد من زلة عالم (2).
[4900] 9 - وعنه (عليه السلام): عند كثرة العثار والزلل تكثر الملامة (3).
[4901] 10 - وعنه (عليه السلام): زلة المتوقى أشد زلة وعلة اللوم أقبح علة (4).



(1) - (4) غرر الحكم: ح 8754 و 10674 و 6219 و 5499.
367
الزمان
[4902] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس
ابن عامر، عن العرزمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سيأتي: على
الناس زمان لا ينال الملك فيه إلا بالقتل والتجبر ولا الغنى إلا بالغصب والبخل ولا
المحبة إلا باستخراج الدين واتباع الهوى فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر وهو
يقدر على الغنى وصبر على البغضة وهو يقدر على المحبة وصبر على الذل وهو يقدر
على العز آتاه الله ثواب خمسين صديقا ممن صدق بي (1).
[4903] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن سليمان بن سفيان،
عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يأتي على الناس زمان من سأل الناس
عاش ومن سكت مات قلت: فما أصنع إن أدركت ذلك الزمان؟ قال: تعينهم بما عندك
فإن لم تجد فتجاهد (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4904] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن سماعة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) قلت: قوم عندهم فضول وبإخوانهم حاجة
شديدة وليس تسعهم الزكاة أيسعهم أن يشبعوا ويجوع اخوانهم فإن الزمان شديد؟
فقال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحرمه فيحق على المسلمين الاجتهاد



(1) الكافي: 2 / 91 ح 12.
(2) الكافي: 4 / 46 ح 1.
368
فيه والتواصل والتعاون عليه والمواساة لأهل الحاجة والعطف منكم يكونون على ما
أمر الله فيهم رحماء بينهم متراحمين (1).
الرواية موثقة سندا.
[4905] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابنا، عن بشير بن عبد الله، عن أبي عصمة قاضي مرو، عن جابر، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراؤون يتقرؤون
ويتنسكون حدثاء سفهاء لا يوجبون أمرا بمعروف ولا نهيا عن منكر إلا إذا امنوا
الضرر يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير يتبعون زلاة العلماء وفساد عملهم يقبلون
على الصلاة والصيام وما لا يكلمهم في نفس ولا مال ولو أضرت الصلاة بسائر ما
يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض وأشرفها إن الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض هنالك يتم غضب الله عز وجل
عليهم فيعمهم بعقابه فيهلك الأبرار في دار الفجار والصغار في دار الكبار، إن الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصلحاء فريضة عظيمة بها تقام
الفرائض وتأمن المذاهب وتحل المكاسب وترد المظالم وتعمر الأرض وينتصف من
الأعداء ويستقيم الأمر فأنكروا بقلوبكم وألفظوا بألسنتكم وصكوا بها جباههم ولا
تخافوا في الله لومة لائم فإن اتعظوا إلى الحق رجعوا فلا سبيل عليهم (إنما السبيل
على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب
أليم) (2) هنالك فجاهدوهم بأبدانكم وأبغضوهم بقلوبكم غير طالبين سلطانا ولا
باغين مالا ولا مريدين بظلم ظفرا حتى يفيئوا إلى أمر الله ويمضوا على طاعته قال:
وأوحى الله عز وجل إلى شعيب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إني معذب من قومك مائة ألف أربعين ألفا من



(1) الكافي: 4 / 50 ح 16.
(2) سورة الشورى: 42.
369
شرارهم وستين ألفا من خيارهم فقال (عليه السلام): يا رب هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟
فأوحى الله عز وجل إليه: داهنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي (1).
[4906] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد، عن
ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن سماعة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الرجل منا
يكون عنده الشيء يتبلغ به وعليه دين أيطعمه عياله حتى يأتي الله عز وجل بميسرة فيقضي
دينه أو يستقرض على ظهره في خبث الزمان وشدة المكاسب أو يقبل الصدقة؟ قال:
يقضي بما عنده دينه ولا يأكل أموال الناس إلا وعنده ما يؤدي إليهم حقوقهم إن الله عز وجل
يقول: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض
منكم) (2) ولا يستقرض على ظهره إلا وعنده وفاء ولو طاف على أبواب الناس
فردوه باللقمة واللقمتين والتمرة والتمرتين إلا أن يكون له ولي يقضي دينه من بعده ليس
منا من ميت إلا جعل الله عز وجل له وليا يقوم في عدته ودينه فيقضي عدته ودينه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4907] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد، عن
ابن فضال، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يأتي على الناس زمان
عضوض يعض كل امرء على ما في يديه وينسى الفضل وقد قال الله عز وجل: (ولا تنسوا
الفضل بينكم) (4) ينبري في ذلك الزمان قوم يعاملون المضطرين هم شرار
الخلق (5).
الرواية موثقة سندا.



(1) الكافي: 5 / 55 ح 1.
(2) سورة النساء: 29.
(3) الكافي: 5 / 95 ح 2.
(4) سورة البقرة: 239.
(5) الكافي: 5 / 310 ح 28.
370
[4908] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا استولى الصلاح على الزمان
وأهله ثم أساء رجل الظن برجل لم تظهر منه حوبة فقد ظلم وإذا استولى الفساد على
الزمان وأهله فأحسن رجل الظن برجل فقد غرر (1).
[4909] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... واعلموا رحمكم الله انكم في
زمان القائل فيه بالحق قليل واللسان عن الصدق كليل واللازم للحق ذليل، أهله
معتكفون على العصيان مصلحون على الادهان فتاهم عارم وشائبهم آثم وعالمهم
منافق وقارنهم مماذق لا يعظم صغيرهم كبيرهم ولا يعول غنيهم فقيرهم (2).
[4910] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أعرف الناس بالزمان من لم
يتعجب من أحداثه (3).
[4911] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الحازم من دارى زمانه (4).
الروايات في هذا المجال كثيرة سيما في آخر الزمان وقد صنف بعض أصحابنا
قديما وحديثا رسالات في جمع أخبارها وقد عرف بكتب الملاحم والفتن نحو
كتاب التشريف بالمنن في الملاحم والفتن للسيد علي بن طاووس الحسيني قدس
الله سره القدوسي. وقد ألف العلامة السيد محمود الموسوي الدهسرخي
الاصفهاني دامت بركاته رواياتها في كتابه معجم الملاحم والفتن فراجعه.
ويأتي إن شاء الله في هذا المجال منا عنوان «يأتي» فراجعه إن شئت، عصمنا الله
وإياكم من فتن آخر الزمان بحق محمد وآله عليهم الصلاة والسلام.



(1) نهج البلاغة: الحكمة 114.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 233.
(3) غرر الحكم: ح 3252.
(4) غرر الحكم: ح 502.
371
الزميل
[4912] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
ثعلبة بن ميمون، عن يحيى بن زكريا عن أبي عبيدة قال: كنت زميل أبي جعفر (عليه السلام)
وكنت أبدأ بالركوب ثم يركب هو فإذا استوينا سلم وسأل مسألة رجل لا عهد له
بصاحبه وصافح قال: وكان إذا نزل نزل قبلي فإذا استويت أنا وهو على الأرض سلم
وسائل مسائلة من لا عهد له بصاحبه فقلت: يا ابن رسول الله انك لتفعل شيئا
ما يفعله أحد من قبلنا وان فعل مرة فكثير فقال: أما علمت ما في المصافحة ان
المؤمنين يلتقيان فيصافح أحدهما صاحبه فلا تزال الذنوب تتحات عنهما كما يتحات
الورق عن الشجرة والله ينظر إليهما حتى يفترقا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4913] 2 - الشيخ الطوسي بإسناده إلى الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن ابن مسكان،
عن ليث المرادي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سأله رجل زميل لعمر بن حنظلة عن
رجل تعين عينه إلى أجل فإذا جاء الأجل تقاضاه فيقول: لا والله ما عندي ولكن
عيني أيضا حتى أقضيك؟ قال: لا بأس ببيعه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4914] 3 - البرقي، عن بعض أصحابنا، عن عبد الله بن عون الشيباني، عن رجل من
أصحابنا، قال اكتريت من جمال شق محمل وقال لي: لا تهتم لزميل فلك زميل فلما



(1) الكافي: 2 / 179 ح 1.
(2) التهذيب: 7 / 48 ح 9.
372
كنا بالقادسية إذا هو قد جاءني بجار لي من العرب قد كنت أعرفه بخلاف شديد وقال:
هذا زميلك فأظهرت اني كنت أتمناه على ربي وأديت له فرحا بمزاملته ووطنت نفسي
أن أكون عبدا له وأخدمه كل ذلك فرقا منه قال فإذا كل شيء وطنت نفسي عليه من
خدمته والعبودية له قد بادرني إليه فلما بلغنا المدينة قال: يا هذا ان لي عليك حقا ولي
بك حرمة فقلت: حقوق وحرم؟ قال: قد عرفت أين تنحو فاستأذن لي على
صاحبك، قال: فبهت أن أنظر في وجهه ولا أدري بما أجيبه قال: فدخلت على
أبي عبد الله (عليه السلام) فأخبرته عن الرجل وجواره مني وإنه من أهل الخلاف وقصصت
عليه قصته إلى أن سألني الاستيذان عليك فما أجبته إلى شيء قال: فاذن له قال: فلم
اوت شيئا من امور الدنيا كنت به أشد سرورا من اذنه ليعلم مكاني منه قال: فجئت
بالرجل فأقبل عليه أبو عبد الله (عليه السلام) بالترحيب ثم دعا له بالمائدة وأقبل لا يدعه
يتناول إلا مما كان يتناوله ويقول له أطعم رحمك الله حتى إذا رفعت المائدة قال
أبو عبد الله (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فأقبلنا نسمع منه أحاديث لم أطمع أن أسمع
مثلها من أحد يرويها على أبي عبد الله ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام) في آخر كلامه: ولقد
أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية فجعل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من
الأزواج والذرية مثل ما جعل للرسل من قبله فنحن عقب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذريته
أجرى الله لآخرنا مثل ما أجرى لأولنا قال: ثم قمنا فلم تمر بي ليلة أطول منها فلما
أصبحت جئت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له: ألم أخبرك بخبر الرجل فقال: بلى ولكن
الرجل له أصل فإن يرد الله به خيرا قبل ما سمع منا وان يرد به غير ذلك منعه ما ذكرت
منه من قدره ان يحكي عنا شيئا من أمرنا قال: فلما بلغت العراق ما أرى ان في الدنيا
أحدا أنفذ منه في هذا الأمر (1).
يأتي في هذا المجال عنوان الصداقة في محله إن شاء الله.



(1) المحاسن: 140 ح 32، ونقل عنه في بحار الأنوار: 27 / 153 ح 26.
373
الزنا
[4915] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: وجدنا في كتاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا ظهر الزنا من بعدي كثر موت الفجأة وإذا
طفف المكيال والميزان أخذهم الله بالسنين والنقص وإذا منعوا الزكاة منعت الأرض
بركتها من الزرع والثمار والمعادن كلها وإذا جاروا في الأحكام تعاونوا على الظلم
والعدوان وإذا نقضوا العهد سلط الله عليهم عدوهم وإذا قطعوا الأرحام جعلت
الأموال في أيدي الأشرار وإذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر ولم يتبعوا
الأخيار من أهل بيتي سلط الله عليهم شرارهم فيدعوا خيارهم فلا يستجاب لهم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4916] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن
العباس بن العلاء، عن مجاهد، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الذنوب التي تغير
النعم البغي والذنوب التي تورث الندم القتل والتي تنزل النقم الظلم والتي تهتك الستر
شرب الخمر والتي تحبس الرزق الزنا والتي تعجل الفناء قطيعة الرحم والتي ترد
الدعاء وتظلم الهواء عقوق الوالدين (2).
[4917] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أيوب بن نوح، أو بعض أصحابه، عن



(1) الكافي: 2 / 374 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 447 ح 1.
374
أيوب، عن صفوان بن يحيى قال: حدثني بعض أصحابنا قال قال أبو عبد الله (عليه السلام):
إذا فشا أربعة ظهرت أربعة: إذا فشا الزنا ظهرت الزلزلة وإذا فشا الجور في الحكم
احتبس القطر وإذا خفرت الذمة اديل لأهل الشرك من أهل الإسلام وإذا منعت
الزكاة ظهرت الحاجة (1).
[4918] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن
محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل
(الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة) (2) فقال: كن نسوة مشهورات بالزنا ورجال
مشهورون بالزنا قد عرفوا بذلك والناس اليوم بتلك المنزلة فمن أقيم عليه حد الزنا أو
شهر به لم ينبغ لأحد أن يناكحه حتى يعرف منه التوبة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4919] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن
إسحاق بن إبراهيم، عن ابن راشد، عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
لا يجامع الرجل امرأته ولا جاريته وفي البيت صبي فإن ذلك مما يورث الزنا (4).
[4920] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، وعثمان بن
عيسى، عن علي بن سالم قال قال أبو إبراهيم (عليه السلام): اتق الزنا فانه يمحق الرزق ويبطل
الدين (5).
[4921] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن
عبد الله، عن الفضيل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): في الزنا خمس



(1) الكافي: 2 / 448 ح 3.
(2) سورة النور: 4.
(3) الكافي: 5 / 354 ح 2.
(4) الكافي: 5 / 499 ح 1.
(5) الكافي: 5 / 541 ح 2.
375
خصال: يذهب بماء الوجه ويورث الفقر وينقص العمر ويسخط الرحمن ويخلد في
النار نعوذ بالله من النار (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4922] 8 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران، عمن ذكره، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، ويزيد بن حماد، وغيره، عن أبي جميلة، عن أبي جعفر
وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: ما من أحد إلا وهو يصيب حظا من الزنا فزنا العينين النظر
وزنا الفم القبلة وزنا اليدين اللمس صدق الفرج ذلك أم كذب (2).
[4923] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن علي بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل أقر نطفته في
رحم يحرم عليه (3).
[4924] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن ابن مسكان، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة لا يكلمهم الله
ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، منهم: المرأة تؤطى فراش زوجها (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت راجع كتب الأخبار.



(1) الكافي: 5 / 542 ح 9.
(2) الكافي: 5 / 559 ح 11.
(3) الكافي: 5 / 541 ح 1.
(4) الكافي: 5 / 543 ح 1.
376
الزهد
[4925] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني جميعا،
عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: جعل الخير كله في بيت وجعل مفتاحه الزهد في
الدنيا ثم قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يجد الرجل حلاوة الإيمان في قلبه حتى لا يبالي
من أكل الدنيا ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): حرام على قلوبكم أن تعرف حلاوة الإيمان حتى
تزهد في الدنيا (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4926] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
أبي أيوب الخزاز، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن
من أعون الأخلاق على الدين الزهد في الدنيا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4927] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد، عن القاسم بن
محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن علي بن هاشم بن البريد، عن أبيه، ان رجلا
سأل علي بن الحسين (عليه السلام) عن الزهد؟ فقال: عشرة أشياء فأعلى درجة الزهد أدنى
درجة الورع وأعلى درجة الورع أدنى درجة اليقين وأعلى درجة اليقين أدنى درجة



(1) الكافي: 2 / 128 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 128 ح 3.
377
الرضا ألا وان الزهد في آية من كتاب الله عز وجل: (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا
بما آتاكم) (1) (2).
[4928] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن علي بن محمد القاساني، عمن ذكره، عن
عبد الله بن القاسم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أراد الله بعبد خيرا زهده في الدنيا
وفقهه في الدين وبصره عيوبها ومن اوتيهن فقد أوتي خير الدنيا والآخرة وقال: لم
يطلب أحد الحق بباب أفضل من الزهد في الدنيا وهو ضد لما طلب أعداء الحق،
قلت: جعلت فداك مما ذا؟ قال: من الرغبة فيها وقال: ألا من صبار كريم فإنما هي
أيام قلائل ألا انه حرام عليكم أن تجدوا طعم الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا.
قال: وسمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا تخلى المؤمن من الدنيا سما ووجد حلاوة
حب الله وكان عند أهل الدنيا كأنه قد خولط وإنما خالط القوم حلاوة حب الله فلم
يشتغلوا بغيره.
قال: وسمعته يقول: ان القلب إذا صفا ضاقت به الأرض حتى يسمو (3).
[4929] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رجل من أصحابه قال
قال أبو عبد الله (عليه السلام): أوحى الله عز وجل إلى موسى (عليه السلام) ان عبادي لم يتقربوا إلي بشيء أحب
إلي من ثلاث خصال قال موسى: يا رب وما هن؟ قال: يا موسى الزهد في الدنيا
والورع عن المعاصي والبكاء من خشيتي قال موسى: يا رب فما لمن صنع ذا؟ فأوحى
الله عز وجل إليه: يا موسى أما الزاهدون في الدنيا ففي الجنة وأما البكاؤون من خشيتي ففي
الرفيق الأعلى لا يشاركهم أحد وأما الورعون عن معاصي فاني أفتش الناس ولا
أفتشهم (4).



(1) سورة الحديد: 23.
(2) الكافي: 2 / 128 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 130 ح 10.
(4) الكافي: 2 / 482 ح 6.
378
[4930] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: ما الزهد في الدنيا؟ قال: ويحك حرامها فتنكبه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4931] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الجهم بن
الحكم، عن إسماعيل بن مسلم قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): ليس الزهد في الدنيا بإضاعة
المال ولا تحريم الحلال بل الزهد في الدنيا أن لا تكون بما في يدك أوثق منك بما عند
الله عز وجل (2).
[4932] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن مالك بن عطية، عن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل قال سمعت
أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: الزهد في الدنيا قصر الأمل وشكر كل نعمة والورع عن كل
ما حرم الله عز وجل (3).
[4933] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن الهيثم بن واقد الحريري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من زهد في الدنيا
أثبت الله الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها أخرجه
من الدنيا سالما إلى دار السلام (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4934] 10 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن
محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ان علامة الراغب
في ثواب الآخرة زهده في عاجل زهرة الدنيا اما إن زهد الزاهد في هذه الدنيا لا ينقصه



(1) الكافي: 5 / 70 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 70 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 71 ح 3.
(4) الكافي: 2 / 128 ح 1.
379
مما قسم الله عز وجل له فيها وان زهد وان حرص الحريص على عاجل زهرة الحياة الدنيا
لا يزيده فيها وإن حرص فالمغبون من حرم حظه من الآخرة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4935] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي عبيدة الحذاء قال قلت لأبي جعفر (عليه السلام):
حدثني بما أنتفع به، فقال: يا أبا عبيدة أكثر ذكر الموت فانه لم يكثر انسان ذكر الموت
إلا زهد في الدنيا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4936] 12 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن ابن
محبوب، عن إبراهيم الكرخي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: لا يجمع الله عز وجل
لمؤمن الورع والزهد في الدنيا إلا رجوت له الجنة، الحديث (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[4937] 13 - الصدوق، عن المفسر، عن أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي
ابن الناصر، عن أبيه، عن أبي جعفر الثاني، عن أبيه، عن جده (عليه السلام) قال سئل
الصادق (عليه السلام) عن الزاهد في الدنيا؟ قال: الذي يترك حلالها مخافة حسابه ويترك
حرامها مخافة عذابه (4).
[4938] 14 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن أبيه رفعه في حديث قال:
سأل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جبرئيل (عليه السلام) عن تفسير الزهد؟ قال: الزاهد يحب من يحب خالقه
ويبغض من يبغض خالقه ويتحرج من حلال الدنيا ولا يلتفت إلى حرامها فإن حلالها



(1) الكافي: 2 / 129 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 131 ح 13.
(3) ثواب الأعمال: 163، ونقل عنه في بحار الأنوار: 67 / 307 ح 32.
(4) أمالي الصدوق: المجلس السابع والخمسون ح 5 / 439 الرقم 581.
380
حساب وحرامها عقاب ويرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه ويتحرج من الكلام كما
يتحرج من الميتة التي قد اشتد نتنها ويتحرج عن حطام الدنيا وزينتها كما يتجنب النار
أن يغشاها وان يقصر أمله كأن بين عينيه أجله، الحديث (1).
[4939] 15 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
أبي أيوب، عن الوصافي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال كان فيما ناجى الله به موسى (عليه السلام) على
الطور: أن يا موسى أبلغ قومك انه ما يتقرب إلي المتقربون بمثل البكاء من خشيتي وما
تعبد لي المتعبدون بمثل الورع عن محارمي ولا تزين لي المتزينون بمثل الزهد في الدنيا
عما بهم الغنا عنه قال: فقال موسى (عليه السلام): يا أكرم الأكرمين فما ذا أثبتهم على ذلك؟
فقال: يا موسى أما المتقربون إلي بالبكاء من خشيتي فهم في الرفيق الأعلى لا يشركهم
فيه أحد وأما المتعبدون لي بالورع عن محارمي فاني أفتش الناس عن أعمالهم ولا
أفتشهم حياء منهم واما المتقربون إلي بالزهد في الدنيا فاني أبيحهم الجنة بحذافيرها
يتبوءون منها حيث يشاءون (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4940] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لنوف البكالي: يا نوف طوبى
للزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة أولئك قوم اتخذوا الأرض بساطا وترابها
فراشا وماءها طيبا والقرآن شعارا والدعاء دثارا ثم قرضوا الدنيا قرضا على منهاج
المسيح، الحديث (3).
[4941] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الزهد كله بين كلمتين من القرآن
قال الله سبحانه: (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) (4) ومن لم يأس



(1) معاني الأخبار: 261.
(2) ثواب الأعمال: 205.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 104.
(4) سورة الحديد: 23.
381
على الماضي ولم يفرح بالآتي فقد أخذ الزهد بطرفيه (1).
[4942] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أفضل الزهد اخفاء
الزهد (2).
[4943] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: زهد المرء فيما يغني على قدر
يقينه بما يبقى (3).
[4944] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ثمن الجنة الزهد في الدنيا (4).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت أكثر فراجع الكافي: 2 / 128 و
5 / 70، والوافي: 4 / 387 و 403، وبحار الأنوار: 67 / 309، ووسائل الشيعة:
11 / 310 و 316، ومستدرك الوسائل: 12 / 402 و 51 وغيرها من كتب الأخبار
والحمد لله رب العالمين.



(1) نهج البلاغة: الحكمة 439.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 28.
(3) غرر الحكم: ح 5488.
(4) غرر الحكم: ح 4700.
382
الزيارة
ثواب الزيارة
[4945] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان بن
عيسى، عن المعلى أبي شهاب قال: قال الحسين (عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أبتاه ما لمن
زارك؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا بني من زارني حيا أو ميتا أو زار أباك أو زار أخاك
أو زارك كان حقا علي أن أزوره يوم القيامة وأخلصه من ذنوبه (1).
الرواية مرسلة لبعد الزمان بين المعلى والامام أبي عبد الله الحسين الشهيد (عليه السلام).
[4946] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن عبد الله بن موسى، عن الحسن بن علي
الوشاء قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: إن لكل امام عهدا في عنق أوليائه وشيعته وإن
من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم فمن زارهم رغبة في زيارتهم
وتصديقا بما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة (2).
[4947] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن
بزيع، عن صالح بن عقبة، عن زيد الشحام قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما لمن زار
أحدا منكم؟ قال: كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).



(1) الكافي: 4 / 548 ح 4.
(2) الكافي: 4 / 567 ح 2.
(3) الكافي: 4 / 579 ح 1.
383
[4948] 4 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن
سنان، عن محمد بن علي رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي من زارني في حياتي
أو بعد موتي أو زارك في حياتك أو بعد موتك أو زار ابنيك في حياتهما أو بعد موتهما
ضمنت له يوم القيامة أن أخلصه من أهوالها وشدائدها حتى أصيره معي في
درجتي (1).
[4949] 5 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن
إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن زيد الشحام قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما لمن
زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: كمن زار الله عز وجل فوق عرشه، قال: قلت: فما لمن زار أحدا
منكم؟ قال: كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
[4950] 6 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري، عن
أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن قاسم بن يحيى، عن جده
الحسن بن راشد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: بينما الحسين بن
علي (عليه السلام) في حجر رسول الله إذ رفع رأسه فقال له: يا أبة ما لمن زارك بعد موتك؟
فقال: يا بني من أتاني زائرا بعد موتي فله الجنة ومن أتى أباك زائرا بعد موته فله
الجنة ومن أتى أخاك زائرا بعد موته فله الجنة ومن أتاك زائرا بعد موتك فله
الجنة (3).
راجع وسائل الشيعة: 14 / 320، ومستدرك الوسائل 10 / 181 (كلاهما من طبع
آل البيت)، وجامع أحاديث الشيعة: 15 / 90 من الطبعة الحديثة.



(1) الكافي: 4 / 579 ح 2.
(2) الكافي: 4 / 585 ح 5.
(3) كامل الزيارات: 10.
384
فضل زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
[4951] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن أبي نجران قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك ما لمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
متعمدا؟ فقال: له الجنة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4952] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن أبان، عن
السدوسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أتاني زائرا كنت
شفيعه يوم القيامة (2).
[4953] 3 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق، عن محمد
ابن سليمان الديلمي، عن ابن حجر الأسلمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أتى مكة حاجا ولم يزرني إلى المدينة جفوته يوم القيامة، ومن
أتاني زائرا وجبت له شفاعتي ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة ومن مات في
أحد الحرمين مكة والمدينة لم يعرض ولم يحاسب ومن مات مهاجرا إلى الله عز وجل حشر يوم
القيامة مع أصحاب بدر (3).
[4954] 4 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد، عن حماد بن
عثمان، عن إسحاق بن عمار ان أبا عبد الله (عليه السلام) قال لهم: مروا بالمدينة فسلموا على
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من قريب وإن كانت الصلاة تبلغه من بعيد (4).
[4955] 5 - ابن قولويه بإسناده إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من زارني في حياتي أو بعد موتي كان
في جواري يوم القيامة (5).



(1) الكافي: 4 / 548 ح 1.
(2) و (3) الكافي: 4 / 548 ح 3 و 5.
(4) الكافي: 4 / 552 ح 5.
(5) كامل الزيارات: 13 ح 11.
385
[4956] 6 - ابن قولويه بإسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من
زارني بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي وكنت له شهيدا وشافعا يوم القيامة (1).
[4957] 7 - ابن قولويه بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من أتاني زائرا في المدينة
محتسبا كنت له شفيعا يوم القيامة (2).
[4958] 8 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى، عن المعلى بن أبي شهاب، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الحسين بن علي (عليهما السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أبتاه ما جزاء من
زارك؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا بني من زارني حيا أو ميتا كان حقا علي أن أزوره يوم القيامة
وأخلصه من ذنوبه (3).
[4959] 9 - ابن قولويه، عن محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن الفضيل بن يسار، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: ان زيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تعدل حجة مع رسول الله
مبرورة (4).
[4960] 10 - ابن قولويه، عن الرزاز، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن إسماعيل،
عن صالح بن عقبة، عن زيد الشحام قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) ما لمن زار قبر
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: كمن زار الله في عرشه (5).
راجع في هذا المجال الكافي: 4 / 548، وكامل الزيارات: 12، و
تهذيب الأحكام: 6 / 3، ومصباح الزائر لابن طاوس: 42، وبحار الأنوار:



(1) كامل الزيارات: 13 ح 12.
(2) كامل الزيارات: 14 ح 14.
(3) كامل الزيارات: 14 ح 18.
(4) كامل الزيارات: 14 ح 19.
(5) كامل الزيارات: 15 ح 20.
386
97 / 139 طبع بيروت، ووسائل الشيعة: 14 / 332 وما بعدها، ومستدرك الوسائل:
10 / 185 وما بعدها، وجامع أحاديث الشيعة: 15 / 19 الطبعة الحديثة، ويأتي
عنوان المدينة المنورة في محلها إن شاء الله تعالى.
فضل زيارة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)
[4961] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن حمدان بن سليمان، عن عبد الله بن محمد
اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن يونس، عن أبي وهب القصري قال: دخلت
المدينة فأتيت أبا عبد الله (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك أتيتك ولم أزر أمير المؤمنين (عليه السلام)،
قال: بئس ما صنعت لولا إنك من شيعتنا ما نظرت إليك، ألا تزور من يزوره الله مع
الملائكة ويزوره الأنبياء ويزوره المؤمنون؟ قلت: جعلت فداك ما علمت ذلك،
قال: إعلم ان أمير المؤمنين (عليه السلام) أفضل عند الله من الأئمة كلهم وله ثواب أعمالهم وعلى
قدر أعمالهم فضلوا (1).
رويها ابن قولويه في كامل الزيارات: 38 ح 1، والطوسي في التهذيب: 6 / 20 ح 2.
[4962] 2 - أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، عن محمد بن عبد الله بن جعفر
الحميري، عن أبيه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن
المفضل بن عمر الجعفي قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له: اني أشتاق إلى
الغري فقال: فما شوقك إليه؟ فقلت له: اني أحب أن أزور أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال:
هل تعرف فضل زيارته؟ فقلت: لا يا ابن رسول الله إلا أن تعرفني ذلك، قال: إذا
زرت أمير المؤمنين (عليه السلام) فاعلم انك زائر عظام آدم وبدن نوح وجسم علي بن
أبي طالب (عليه السلام)، فقلت: ان آدم (عليه السلام) هبط بسرانديب في مطلع الشمس وزعموا ان
عظامه في بيت الله الحرام فكيف صارت عظامه بالكوفة؟ فقال: ان الله عز وجل أوحى إلى



(1) الكافي: 4 / 579 ح 3.
387
نوح (عليه السلام) وهو في السفينة أن يطوف بالبيت أسبوعا فطاف بالبيت كما أوحى الله تعالى
إليه ثم نزل في الماء إلى ركبتيه فاستخرج تابوتا فيه عظام آدم (عليه السلام) فحمله في جوف
السفينة حتى طاف ما شاء الله أن يطوف ثم ورد إلى باب الكوفة في وسط مسجدها
ففيها قال الله تعالى للأرض (ابلعي ماءك) فبلعت ماءها في مسجد الكوفة كما بدأ
الماء منه وتفرق الجمع الذي كان مع نوح (عليه السلام) في السفينة فأخذ نوح (عليه السلام) التابوت فدفنه
في الغري، وهو قطعة من الجبل الذي كلم الله عليه موسى تكليما وقدس عليه عيسى
تقديسا واتخذ عليه إبراهيم خليلا واتخذ محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) حبيبا وجعله للنبيين مسكنا
فوالله ما سكن فيه بعد أبويه الطيبين آدم ونوح أكرم من أمير المؤمنين صلوات الله
عليه فإذا زرت جانب النجف فزر عظام آدم وبدن نوح وجسم علي بن أبي طالب (عليه السلام)
فإنك زائر الآباء الأولين ومحمدا خاتم النبيين وعليا سيد الوصيين وان زائره تفتح له
أبواب السماء عند دعوته فلا تكن عن الخير نواما (1).
ونقلها الشيخ في التهذيب: 6 / 22 ح 8.
[4963] 3 - الشيخ باسناده عن محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن همام، قال وجدت
في كتاب كتبه ببغداد جعفر بن محمد قال حدثنا محمد بن الحسن الرازي، عن الحسين
ابن إسماعيل الصيمري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من زار أمير المؤمنين (عليه السلام) ماشيا
كتب الله له بكل خطوة حجة وعمرة فإن رجع ماشيا كتب الله له بكل خطوة حجتين
وعمرتين (2).
[4964] 4 - الشيخ بإسناده عن محمد بن أحمد بن داود، عن أبي الحسين أحمد بن محمد
ابن المجاور، قال حدثنا أبو محمد بن المغيرة الكوفي، قال حدثنا الحسين بن محمد
ابن مالك، عن أخيه جعفر، عن رجاله يرفعه قال: كنت عند جعفر بن محمد



(1) كامل الزيارات: 38 ح 2.
(2) التهذيب: 6 / 20 ح 3.
388
الصادق (عليه السلام) وقد ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال ابن مارد
لأبي عبد الله (عليه السلام): ما لمن زار جدك أمير المؤمنين (عليه السلام)؟ فقال: يا ابن مارد من زار
جدي عارفا بحقه كتب الله له بكل خطوة حجة مقبولة وعمرة مبرورة، والله
يا ابن مارد ما يطعم الله النار قدما أغبرت في زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) ماشيا كان أو
راكبا، يا ابن مارد اكتب هذا الحديث بماء الذهب (1).
[4965] 5 - الشيخ بإسناده عن محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن علي بن الفضل قال
أخبرني الحسين بن محمد بن الفرزدق، قال حدثنا علي بن موسى بن الأحول قال
حدثنا محمد بن أبي السري املاءا، قال حدثني عبد الله بن محمد البلوى، قال حدثنا
عمارة بن زيد، عن أبي عامر الساجي واعظ أهل الحجاز قال أتيت أبا عبد الله جعفر
ابن محمد (عليه السلام) فقلت له: يا ابن رسول الله ما لمن زار قبره يعني أمير المؤمنين وعمر
تربته؟ قال: يا أبا عامر حدثني أبي عن أبيه، عن جده الحسين بن علي، عن علي (عليه السلام)
ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال له: والله لتقتلن بأرض العراق وتدفن بها، قلت: يا رسول الله
ما لمن زار قبورنا وعمرها وتعاهدها؟ فقال لي: يا أبا الحسن ان الله جعل قبرك وقبر
ولدك بقاعا من بقاع الجنة وعرصة من عرصاتها وان الله جعل قلوب نجباة من خلقه
وصفوته من عباده تحن إليكم وتحتمل المذلة والأذى فيكم فيعمرون قبوركم
ويكثرون زيارتها تقربا منهم إلى الله مودة منهم لرسوله أولئك يا علي المخصوصون
بشفاعتي والواردون حوضي وهم زواري غدا في الجنة، يا علي من عمر قبوركم
وتعاهدها فكأنما أعان سليمان بن داود على بناء بيت المقدس، ومن زار قبوركم عدل
ذلك له ثواب سبعين حجة بعد حجة الإسلام وخرج من ذنوبه حتى يرجع من
زيارتكم كيوم ولدته أمه، فأبشر وبشر أولياءك ومحبيك من النعيم وقرة العين بما
لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ولكن حثالة من الناس يعيرون



(1) التهذيب: 6 / 21 ح 6.
389
زوار قبوركم بزيارتكم كما تعير الزانية بزناها أولئك شرار أمتي لا نالتهم شفاعتي ولا
يردون حوضي (1).
وقد نقل نحوها في التهذيب: 6 / 107 ح 5.
وفي هذا المجال راجع كامل الزيارات: 37، ومزار المفيد: 30، والتهذيب:
6 / 20، وبحار الأنوار: 97 / 257، ووسائل الشيعة: 14 / 375 وما بعدها،
ومستدرك الوسائل: 10 / 212 وما بعدها، وجامع أحاديث الشيعة: 15 / 121
وما بعدها، ويأتي عنوان النجف الأشرف في محله إن شاء الله تعالى.
فضل زيارة ام الأئمة سيدة نساء العالمين
فاطمة الزهراء سلام الله عليها
[4966] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
معاوية بن وهب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): هل قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما بين بيتي
ومنبري روضة من رياض الجنة؟ فقال: نعم وقال: بيت علي وفاطمة (عليهما السلام) ما بين
البيت الذي فيه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الباب الذي يحاذي الزقاق إلى البقيع. قال: فلو
دخلت من ذلك الباب والحائط مكانه أصاب منكبك الأيسر ثم سمى سائر البيوت
وقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الصلاة في مسجدي تعدل ألف صلاة في غيره إلا
المسجد الحرام فهو أفضل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[4967] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن حماد بن عثمان، عن القاسم بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
إذا دخلت من باب البقيع فبيت علي صلوات الله عليه على يسارك قدر ممر عنز من



(1) التهذيب: 6 / 22 ح 7.
(2) الكافي: 4 / 555 ح 8.
390
الباب وهو إلى جانب بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وباباهما جميعا مقرونان (1).
[4968] 3 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن أحمد بن محمد، عن حماد بن عثمان، عن
جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما بين
منبري وبيوتي روضة من رياض الجنة ومنبري على ترعة من ترع الجنة وصلاة في
مسجدي تعدل ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام، قال جميل: قلت
له: بيوت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبيت علي (عليه السلام) منها؟ قال: نعم وأفضل (2).
[4969] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن يونس
ابن يعقوب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الصلاة في بيت فاطمة (عليها السلام) أفضل أو في
الروضة؟ قال: في بيت فاطمة (عليها السلام) (3).
الرواية موثقة سندا.
[4970] 5 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن أيوب بن نوح، عن صفوان وابن أبي
عمير وغير واحد، عن جميل بن دراج قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الصلاة في بيت
فاطمة (عليها السلام) مثل الصلاة في الروضة؟ قال: وأفضل (4).
[4971] 6 - الكليني، عن علي بن محمد وغيره، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن قبر فاطمة (عليها السلام) فقال: دفنت في بيتها فلما زادت
بنو أمية في المسجد صارت في المسجد (5).
[4972] 7 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن
ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):



(1) الكافي: 4 / 555 ح 9.
(2) الكافي: 4 / 556 ح 10.
(3) الكافي: 4 / 556 ح 13.
(4) الكافي: 4 / 556 ح 14.
(5) الكافي: 1 / 461 ح 9.
391
ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على ترعة من ترع الجنة لأن
قبر فاطمة صلوات الله عليها بين قبره ومنبره وقبرها روضة من رياض الجنة وإليه
ترعة من ترع الجنة (1).
[4973] 8 - الطوسي بإسناده عن محمد بن أحمد بن داود، عن علي بن حبشي بن قوني،
عن علي بن سليمان الزراري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن
إسماعيل، عن الخيبري، عن يزيد بن عبد الملك، عن أبيه، عن جده قال: دخلت
على فاطمة (عليها السلام) فبدأتني بالسلام ثم قالت: ما غدا بك؟ قلت: طلب البركة (2) قالت:
أخبرني أبي وهو ذا هو انه من سلم عليه وعلي ثلاثة أيام أوجب الله له الجنة، قلت
لها: في حياته وحياتك؟ قالت: نعم وبعد موتنا (3).
[4974] 9 - المجلسي نقلا من مصباح الأنوار، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن فاطمة قالت:
قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يا فاطمة من صلى عليك غفر الله له وألحقه بي حيث كنت من
الجنة (4).
[4975] 10 - المجلسي نقلا من مصباح الأنوار، عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) عن
آبائه (عليهم السلام) قال: من زار قبر الطاهرة فاطمة فقال: السلام عليك يا سيدة نساء
العالمين، السلام عليك يا والدة الحجج على الناس أجمعين، السلام عليك أيتها
المظلومة الممنوعة حقها ثم قل: اللهم صل على أمتك وابنة نبيك وزوجة وصي نبيك
صلاة تزلفها فوق زلفى عبادك المكرمين من أهل السماوات وأهل الأرضين، ثم استغفر
الله غفر الله له وأدخله في الجنة (5).



(1) معاني الأخبار: 267.
(2) زيارتك نسخة بدل.
(3) التهذيب: 6 / 9 ح 11.
(4) بحار الأنوار: 22 / 26 طبع الكمباني.
(5) بحار الأنوار: 22 / 28.
392
أقول: قال الصدوق (1): اختلفت الروايات في موضع قبر فاطمة سيدة نساء
العالمين (عليها السلام) فمنهم من روى أنها دفنت في البقيع ومنهم من روى انها دفنت بين
القبر والمنبر وأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما قال: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض
الجنة لأن قبرها بين القبر والمنبر، ومنهم من روى انها دفنت في بيتها فلما زادت بنو
أمية في المسجد صارت في المسجد وهذا هو الصحيح عندي، وإني لما حججت
بيت الله الحرام كان رجوعي على المدينة بتوفيق الله تعالى ذكره فلما فرغت من
زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قصدت إلى بيت فاطمة (عليها السلام) وهو من عند الأسطوانة التي
تدخل إليها من باب جبرئيل (عليه السلام) إلى مؤخر الحظيرة التي فيها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقمت
عند الحظيرة ويساري إليها وجعلت ظهري إلى القبلة واستقبلتها بوجهي وأنا على
غسل وقلت: السلام عليك يا بنت رسول الله... الزيارة.
وقال الشيخ الطوسي (2): وذكر الشيخ (يعني المفيد (رحمه الله)) في الرسالة: «انك
تأتي الروضة فتزور فاطمة (عليها السلام) لأنها مقبورة هناك». وقد اختلف أصحابنا في
موضع قبرها فقال بعضهم: انها دفنت بالبقيع، وقال بعضهم: انها دفنت بالروضة
وقال بعضهم: انها دفنت في بيتها، فلما زاد بنو أمية لعنهم الله في المسجد صارت
من جملة المسجد وهاتان الروايتان كالمتقاربتين، والأفضل عندي أن يزور الإنسان
من الموضعين جميعا فانه لا يضره ذلك ويحوز به أجرا عظيما. واما من قال انها
دفنت بالبقيع فبعيد من الصواب والذي روي في فضل زيارتها أكثر من أن يحصى.
أقول: راجع وسائل الشيعة: 14 / 367، ومستدرك الوسائل: 10 / 210،
و جامع أحاديث الشيعة: 15 / 55، ويأتي منا عنوان فاطمة الزهراء (عليها السلام) في أول
باب الفاء فراجعها إن شئت.



(1) الفقيه: 2 / 572.
(2) التهذيب: 6 / 9.
393
فضل زيارة الإمام أبي محمد الحسن بن علي (عليهما السلام)
[4976] 1 - الصدوق رفعه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) انه قال
لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أبتاه ما جزاء من زارك؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا بني من
زارني حيا أو ميتا أو زار أباك أو زار أخاك كان حقا علي أن أزوره يوم القيامة
وأخلصه من ذنوبه (1).
وذكرها الصدوق مسندا في أماليه: المجلس الرابع عشر ح 4 / 114 الرقم 94.
[4977] 2 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال لعلي (عليه السلام): يا علي من زارني في
حياتي أو بعد مماتي أو زارك في حياتك أو بعد مماتك أو زار ابنيك في حياتهما أو بعد
مماتهما ضمنت له يوم القيامة أن أخلصه من أهوالها وشدائدها حتى أصيره معي في
درجتي (2).
[4978] 3 - الصدوق، عن ابن موسى الأسدي، عن النخعي، عن النوفلي، عن
ابن البطايني، عن أبيه، عن ابن جبير، عن ابن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:...
من زاره (الحسن (عليه السلام)) في بقيعه ثبتت قدمه على الصراط يوم تزل فيه الأقدام،
الحديث (3).
[4979] 4 - المفيد، عن ابن قولويه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن محمد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن عبد الله بن
سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) (قال: بينا) الحسن (عليه السلام) في حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ رفع



(1) الفقيه: 2 / 577.
(2) الفقيه: 2 / 578.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والعشرون ح 2 / 177 الرقم 178، ونقل عنه في بحار الأنوار:
97 / 141.
394
رأسه فقال: يا أبه ما لمن زارك بعد موتك؟ قال: يا بني من زارني بعد موتي فله الجنة.
ومن أتى أباك زائرا بعد موته فله الجنة. ومن أتى أخاك زائرا بعد موته فله الجنة.
ومن أتاك زائرا بعد موتك فله الجنة (1).
[4980] 5 - السيد المرتضى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال للحسن (عليه السلام) في حديث: تزورك طائفة
من امتي يريدون به بري وصلتي، فإذا كان يوم القيامة زرتها في الموقف وأخذت
بأعضادها فأنجيتها من أهواله وشدائده (2).
[4981] 6 - الطوسي بإسناده إلى الحسن بن علي (عليهما السلام) انه قال: يا رسول الله ما لمن زارنا؟
قال: من زارني حيا أو ميتا أو زار أباك حيا أو ميتا أو زار أخاك حيا أو ميتا أو زارك
حيا أو ميتا كان حقا علي أن أستنقذه يوم القيامة (3).
[4982] 7 - الطوسي بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: بينا الحسين بن
علي (عليه السلام) في حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ رفع رأسه فقال: يا أبه ما لمن زارك بعد موتك؟
فقال: يا بني من أتاني زائرا بعد موتي فله الجنة ومن أتى أباك زائرا بعد موته
فله الجنة. ومن أتى أخاك زائرا بعد موته فله الجنة ومن أتاك زائرا بعد موتك فله
الجنة (4).
[4983] 8 - الحميري بإسناده عن أبي البحتري، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام): إن الحسين
ابن علي كان يزور قبر الحسن (عليه السلام) في كل عشية جمعة (5).



(1) مزار المفيد: 156.
(2) الفصول المختارة: 95، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 10 / 228.
(3) التهذيب: 6 / 40.
(4) التهذيب: 6 / 40.
(5) قرب الاسناد: 139 ح 492.
395
فضل زيارة الإمام أبي عبد الله الحسين الشهيد (عليه السلام)
زيارة الله سبحانه للحسين (عليه السلام)
[4984] 1 - ابن قولويه، عن أبيه وأخيه وجماعة من مشايخه، عن محمد بن يحيى، وأحمد
ابن إدريس، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن
منيع بن حجاج، عن يونس، عن صفوان الجمال قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) لما أتى
الحيرة: هل لك في قبر الحسين (عليه السلام)؟ قلت: تزوره جعلت فداك؟ قال: وكيف لا
أزوره والله يزوره في كل ليلة جمعة يهبط مع الملائكة إليه والأنبياء والأوصياء ومحمد
أفضل الأنبياء ونحن أفضل الأوصياء. فقال صفوان: جعلت فداك فتزوره في كل
جمعة حتى تدرك زيارة الرب؟ قال: نعم يا صفوان الزم ذلك يكتب لك زيارة قبر
الحسين (عليه السلام) وذلك تفضيل وذلك تفضيل (1).
يعني حين زيارة الرب جل جلاله ينزل الملائكة والأنبياء والأوصياء لزيارته (عليه السلام).
وهذا يدل على علو مقامه (عليه السلام) عند ربه الجليل وقد ورد زيارة الله سبحانه بالنسبة إلى
أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) كما مر في الحديث الأول من فضل زيارته (عليه السلام). واما
الجسمية ونحو ذلك عند الشيعة الامامية مردود بالكلية والرواية لا تدل عليها كما هو
ظاهر لمن تأمل.
زيارة الأنبياء للحسين (عليه السلام)
[4985] 1 - ابن قولويه، عن الحسن بن عبد الله، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن
إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ليس نبي في السماوات إلا يسألون
الله تعالى أن يأذن لهم في زيارة الحسين (عليه السلام) ففوج ينزل وفوج يصعد (2).



(1) كامل الزيارات: 113.
(2) كامل الزيارات: 111 ح 1.
396
[4986] 2 - ابن قولويه، عن محمد بن عبد الله الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم،
عن عبد الله بن الأشعث، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن ابن سنان، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: قبر الحسين بن علي صلوات الله عليه عشرون ذراعا
في عشرين ذراعا مكسرا روضة من رياض الجنة وفيه معراج الملائكة إلى السماء
وليس من ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا وهو يسئل الله أن يزوره، ففوج يهبط وفوج
يصعد (1).
[4987] 3 - ابن قولويه، عن الحسن بن عبد الله، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن
الحسين بن بنت أبي حمزة الثمالي قال: خرجت في آخر زمان بني مروان إلى زيارة قبر
الحسين (عليه السلام) مستخفيا من أهل الشام حتى انتهيت إلى كربلاء فاختفيت في ناحية
القرية حتى إذا ذهب من الليل نصفه أقبلت نحو القبر فلما دنوت منه أقبل نحوي رجل
فقال: انصرف مأجورا فإنك لا تصل إليه، فرجعت فزعا حتى إذا كاد يطلع الفجر
أقبلت نحوه حتى إذا دنوت منه خرج إلي الرجل فقال لي: يا هذا انك لا تصل إليه
فقلت له: عافاك الله ولم لا أصل إليه وقد أقبلت من الكوفة أريد زيارته فلا تحل بيني
وبينه عافاك الله وأنا أخاف أن أصبح فيقتلوني أهل الشام إن أدركوني هيهنا، قال
فقال لي: اصبر قليلا فإن موسى بن عمران (عليه السلام) سئل الله أن يأذن له في زيارة قبر
الحسين بن علي (عليهما السلام) فأذن له فهبط من السماء في سبعين ألف ملك فهم بحضرته من أول
الليل ينتظرون طلوع الفجر ثم يعرجون إلى السماء، قال فقلت له: فمن أنت عافاك
الله؟ قال: انا من الملائكة الذين أمروا بحرس قبر الحسين (عليه السلام) والاستغفار لزواره
فانصرفت وقد كاد أن يطير عقلي لما سمعت منه قال: فأقبلت لما طلع الفجر نحوه فلم
يحل بيني وبينه أحد فدنوت من القبر وسلمت عليه ودعوت الله على قتلته وصليت



(1) كامل الزيارات: 112 ح 3.
397
الصبح وأقبلت مسرعا مخافة أهل الشام (1).
لم ينقل هذا الحديث من المعصوم شيئا ولكن فيه تأييد لما مر من الأحاديث ولذا
نقلته مضافا إلى ان ابن قولويه نقله أيضا بسند آخر صحيح وهو السند المذكور في
آخر الباب من كتابه (2).
زيارة الملائكة الحسين (عليه السلام)
[4988] 1 - ابن قولويه، عن الحسن بن عبد الله، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن
داود الرقي قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما خلق الله خلقا أكثر من الملائكة وإنه
ينزل من السماء كل مساء سبعون ألف ملك يطوفون بالبيت الحرام ليلتهم حتى إذا طلع
به الفجر انصرفوا إلى قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيسلمون عليه ثم يأتون قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)
فيسلمون عليه ثم يأتون قبر الحسين (عليه السلام) فيسلمون عليه ثم يعرجون إلى السماء قبل أن
تطلع الشمس ثم تنزل ملائكة النهار سبعون ألف ملك فيطوفون بالبيت الحرام
نهارهم حتى إذا غربت الشمس انصرفوا إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيسلمون عليه ثم
يأتون قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) فيسلمون عليه ثم يأتون قبر الحسين (عليه السلام) فيسلمون عليه
ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تغيب الشمس (3).
[4989] 2 - ابن قولويه، عن أبيه، وجماعة من مشايخه، عن سعد بن عبد الله، عن
الحسين بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن محمد بن الفضيل، عن
إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما بين قبر الحسين (عليه السلام) إلى السماء مختلف
الملائكة (4).



(1) كامل الزيارات: 111 ح 2.
(2) كامل الزيارات: 113.
(3) كامل الزيارات: 114 ح 2.
(4) كامل الزيارات: 114 ح 3.
398
[4990] 3 - ابن قولويه، عن القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده،
عن عبد الله بن حماد، عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك
يا بن رسول الله كنت في الحيرة ليلة عرفة فرأيت نحوا من ثلاثة آلف أو أربعة ألف
رجل جميلة وجوههم طيبة ريحهم شديدة بياض ثيابهم يصلون الليل أجمع فلقد كنت
أريد أن آتي قبر الحسين (عليه السلام) وأقبله وادعو بدعواتي فما كنت أصل إليه من كثرة
الخلق فلما طلع الفجر سجدت سجدة فرفعت رأسي فلم أر منهم أحدا، فقال لي
أبو عبد الله (عليه السلام): أتدري من هؤلاء؟ قلت: لا جعلت فداك فقال: أخبرني أبي عن
أبيه قال: مر بالحسين (عليه السلام) أربعة آلاف ملك وهو يقتل فعرجوا إلى السماء فأوحى الله
إليهم يا معشر الملائكة مررتم بابن حبيبي وصفيتي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يقتل ويضطهد
مظلوما فلم تنصره فانزلوا إلى الأرض إلى قبره فابكوه شعثا غبرا إلى يوم القيامة فهم
عنده إلى أن تقوم القيامة (1).
دعاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي وفاطمة والأئمة (عليهم السلام)
لزوار الحسين (عليه السلام)
[4991] 1 - ابن قولويه، عن أبيه، ومحمد بن عبد الله، وعلي بن الحسين، ومحمد بن
الحسن، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن موسى بن عمر، عن حسان البصري،
عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي يا معاوية لا تدع زيارة قبر
الحسين (عليه السلام) لخوف فإن من ترك زيارته رأى من الحسرة ما يتمنى إن قبره كان عنده
أما تحب أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي وفاطمة
والأئمة (عليهم السلام) (2).



(1) كامل الزيارات: 115 ح 5.
(2) كامل الزيارات: 116 ح 1.
399
[4992] 2 - ابن قولويه بهذا الاسناد، عن موسى بن عمر، عن حسان البصري، عن
معاوية بن وهب قال: استأذنت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقيل لي: ادخل فدخلت
فوجدته في مصلاه في بيته فجلست حتى قضى صلاته فسمعته يناجي ربه وهو يقول:
«اللهم يا من خصنا بالكرامة ووعدنا بالشفاعة وخصنا بالوصية وأعطانا ما مضى
وعلم ما بقي وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا اغفر لي ولأخواني وزوار قبر أبي
الحسين الذين انفقوا أموالهم واشخصوا أبدانهم رغبة في برنا ورجاء لما عندك من
صلتنا وسرورا أدخلوه على نبيك وإجابة منهم لأمرنا وغيظا أدخلوه على عدونا
أرادوا بذلك رضاك فكافهم عنا بالرضوان واكلأهم بالليل والنهار واخلف على
أهاليهم وأولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف واصحبهم واكفهم شر كل جبار عنيد
وكل ضعيف من خلقك وشديد وشر شياطين الانس والجن وأعطهم أفضل ما أملوا
منك في غربتهم عن أوطانهم وما اثرونا به على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم، اللهم ان
أعدائنا عابوا عليهم بخروجهم فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا خلافا منهم على
من خالفنا فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس وارحم تلك الخدود التي تتقلب
على حضرة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا
وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا
اللهم اني استودعك تلك الأبدان وتلك الأنفس حتى توفيهم على الحوض يوم العطش
الأكبر» فما زال يدعو وهو ساجد بهذا الدعاء فلما انصرف، قلت: جعلت فداك لو ان
هذا الذي سمعت منك كان لمن لا يعرف الله عز وجل لظننت ان النار لا تطعم منه شيئا أبدا والله
لقد تمنيت اني كنت زرته ولم أحج، فقال لي: ما أقربك منه فما الذي يمنعك من زيارته؟
ثم قال: يا معاوية لم تدع ذلك؟ قلت: جعلت فداك لم أر ان الأمر يبلغ هذا كله، فقال:
يا معاوية من يدعو لزواره في السماء أكثر ممن يدعو لهم في الأرض (1).



(1) كامل الزيارات: 116 ح 2.
400
[4993] 3 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن موسى بن عمر، عن حسان
البصري، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي يا معاوية: لا تدع
زيارة الحسين (عليه السلام) لخوف فإن من تركه رأى من الحسرة ما يتمنى ان قبره كان عنده أما
تحب أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي وفاطمة
والأئمة (عليهم السلام) أما تحب أن تكون ممن ينقلب بالمغفرة لما مضى ويغفر لك ذنوب سبعين
سنة أما تحب أن تكون ممن يخرج من الدنيا وليس عليه ذنب تتبع به أما تحب أن تكون
غدا ممن يصافحه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (1)؟
[4994] 4 - ابن قولويه، عن حكيم بن داود، عن سلمة بن خطاب، عن الحسن بن علي
الوشاء، عمن ذكره، عن داود بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن فاطمة (عليها السلام)
بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) تحضر لزوار قبر ابنها الحسين فتستغفر لهم ذنوبهم (2).
زيارة الحسين (عليه السلام) فرض وعهد لازم له ولجميع الأئمة (عليهم السلام)
على كل مؤمن ومؤمنة
[4995] 1 - ابن قولويه، عن أبيه، ومحمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار
جميعا، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي أيوب
إبراهيم بن عثمان الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: مروا شيعتنا
بزيارة قبر الحسين (عليه السلام) فإن اتيانه مفترض على كل مؤمن يقر للحسين (عليه السلام) بالإمامة
من الله عز وجل (3).
الرواية موثقة سندا.



(1) كامل الزيارات: 117 ح 3.
(2) كامل الزيارات: 118 ح 4.
(3) كامل الزيارات: 121 ح 1 باب 43.
401
[4996] 2 - ابن قولويه، عن أبيه وأخيه، وعلي بن الحسين، ومحمد بن الحسن جميعا،
عن أحمد بن إدريس، عن عبيد الله بن موسى، عن الوشاء قال سمعت الرضا (عليه السلام)
يقول: لكل إمام عهدا في عنق أوليائه وشيعته وإن من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء
زيارة قبورهم فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقا لما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعائهم
يوم القيامة (1).
[4997] 3 - ابن قولويه، عن أبيه، عن الحسن بن متيل، عن الحسن بن علي الكوفي، عن
علي بن حسان الهاشمي، عن عبد الرحمن بن كثير مولى أبي جعفر عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: لو ان أحدكم حج دهره ثم لم يزر الحسين بن علي (عليه السلام) لكان تاركا حقا من حقوق
الله وحقوق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأن حق الحسين (عليه السلام) فريضة من الله واجبة على كل
مسلم (2).
[4998] 4 - ابن قولويه، عن محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب، عن أبي داود المسترق، عن ام سعيد الأحمسية، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قالت
قال لي: يا ام سعيد تزورين قبر الحسين؟ قالت: قلت نعم. فقال لي: زوريه فإن
زيارة قبر الحسين واجبة على الرجال والنساء (3).
ثواب نفقة الرجل إلى زيارة الحسين (عليه السلام)
[4999] 1 - ابن قولويه، عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن
محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن
عبد الرحمن الأصم، عن معاذ، عن أبان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أتى قبر
أبي عبد الله (عليه السلام) فقد وصل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ووصلنا وحرمت غيبته وحرم لحمه



(1) كامل الزيارات: 122 ح 2.
(2) كامل الزيارات: 122 ح 4.
(3) كامل الزيارات: 122 ح 3.
402
على النار وأعطاه الله بكل درهم أنفقه عشرة الف مدينة له في كتاب محفوظ وحرم
لحمه على النار وكان الله له من وراء حوائجه وحفظ في كل ما خلف ولم يسأل الله شيئا
إلا أعطاه وأجابه فيه اما أن يعجله واما أن يؤخره له (1).
[5000] 2 - ابن قولويه، عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن
محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن
عبد الرحمن الأصم، عن الحسين، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل
قال قلت: جعلت فداك ما تقول فيمن ترك زيارته وهو يقدر على ذلك؟ قال: أقول
انه قد عق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعقنا واستخف بأمر هوله ومن زاره كان الله من وراء
حوائجه وكفى ما أهمه من أمر دنياه وإنه ليجلب الرزق على العبد ويخلف عليه ما أنفق
ويغفر له ذنوب خمسين سنة ويرجع إلى أهله وما عليه وزر ولا خطيئة إلا وقد محيت
من صحيفته فإن هلك في سفره نزلت الملائكة فغسلته وفتحت له أبواب الجنة ويدخل
عليه روحها حتى ينشر وان سلم فتح له الباب الذي ينزل منه الرزق ويجعل له بكل
درهم أنفقه عشرة آلاف درهم وذخر ذلك له فإذا حشر قيل له: لك بكل درهم
عشرة آلاف درهم وان الله نظر لك وذخرها لك عنده (2).
[5001] 3 - ابن قولويه باسناده عن الأصم، عن ابن سنان قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
جعلت فداك ان أباك كان يقول في الحج يحسب له بكل درهم أنفقه ألف درهم فما لمن
ينفق في المسير إلى أبيك الحسين (عليه السلام)؟ فقال: يا بن سنان يحسب له بالدرهم ألف وألف
حتى عد عشرة ويرفع له من الدرجات مثلها ورضا الله خير له ودعاء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
ودعاء أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة (عليهم السلام) خير له (3).



(1) كامل الزيارات: 127 ح 1.
(2) كامل الزيارات: 127 ح 2.
(3) كامل الزيارات: 128 ح 4.
403
من زار الحسين (عليه السلام) وعليه خوف
[5002] 1 - ابن قولويه، عن محمد بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن علي بن محمد بن
سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمن
الأصم، عن حماد ذي الناب، عن روحي، عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام):
ما تقول فيمن زار أباك على خوف؟ قال: يؤمنه الله يوم الفزع الأكبر وتلقاه الملائكة
بالبشارة ويقال له: لا تخف ولا تحزن هذا يومك الذي فيه فوزك (1).
[5003] 2 - ابن قولويه بإسناده إلى الأصم، عن أبي بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قلت
له: اني أنزل الأرجان وقلبي ينازعني إلى قبر أبيك فإذا خرجت فقلبي وجل مشفق
حتى ارجع خوفا من السلطان والسعاة وأصحاب المسالح، فقال: يا بن بكير أما تحب
أن يراك الله فينا خائفا أما تعلم انه من خاف لخوفنا أظله الله في ظل عرشه وكان
محدثه الحسين (عليه السلام) تحت العرش وآمنه الله من إفزاع يوم القيامة يفزع الناس ولا يفزع
فإن فزع وقرته الملائكة وسكنت قلبه بالبشارة (2).
[5004] 3 - ابن قولويه، عن علي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين
ابن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن الخيبري، عن يونس بن
ظبيان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قلت له: جعلت فداك زيارة قبر الحسين (عليه السلام) في حال
التقية؟ قال: إذا أتيت الفرات فاغتسل ثم البس أثوابك الطاهرة ثم تمر بإزاء القبر
وقل: صلى الله عليك يا أبا عبد الله صلى الله عليك يا أبا عبد الله صلى الله عليك يا
أبا عبد الله فقد تمت زيارتك (3).
[5005] 4 - ابن قولويه، عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي



(1) كامل الزيارات: 125 ح 1.
(2) كامل الزيارات: 125 ح 2.
(3) كامل الزيارات: 126 ح 4.
404
ابن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن
عبد الرحمن الأصم، عن مدلج، عن محمد بن مسلم في حديث طويل قال: قال لي
أبو جعفر محمد بن علي (عليه السلام): هل تأتي قبر الحسين؟ قلت: نعم على خوف ووجل
فقال: ما كان من هذا أشد فالثواب فيه على قدر الخوف ومن خاف في إتيانه أمن الله
روعته يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين وانصرف بالمغفرة وسلمت عليه
الملائكة وزاره النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ودعا له وانقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسه سوء واتبع
رضوان الله ثم ذكر الحديث (1).
من زار الحسين (عليه السلام) تشوقا إليه واحتسابا
[5006] 1 - ابن قولويه، عن محمد بن جعفر القرشي الرزاذ، عن محمد بن الحسين
بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن أبي اسامة زيد الشحام قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) تشوقا إليه كتبه الله من الآمنين يوم
القيامة وأعطى كتابه بيمينه وكان تحت لواء الحسين (عليه السلام) حتى يدخل الجنة فيسكنه في
درجته ان الله عزيز حكيم (2).
[5007] 2 - ابن قولويه، عن الحسن بن عبد الله، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن
العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لو يعلم الناس ما في
زيارة قبر الحسين (عليه السلام) من الفضل لماتوا شوقا وتقطعت أنفسهم عليه حسرات، قلت
وما فيه؟ قال: من أتاه تشوقا كتب الله له ألف حجة متقبلة وألف عمرة مبرورة وأجر
ألف شهيد من شهداء بدر وأجر ألف صائم وثواب ألف صدقة مقبولة وثواب ألف
نسمة أريد بها وجه الله ولم يزل محفوظا سنته من كل آفة أهونها الشيطان ووكل به
ملك كريم يحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن



(1) كامل الزيارات: 126 ح 5.
(2) كامل الزيارات: 142 ح 1.
405
تحت قدمه، فإن مات سنته حضرته ملائكة الرحمة يحضرون غسله واكفانه
والاستغفار له ويشيعونه إلى قبره بالاستغفار له ويفسح له في قبره مد بصره ويؤمنه
الله من ضغطة القبر ومن منكر ونكير أن يروعانه ويفتح له باب إلى الجنة ويعطى كتابه
بيمينه ويعطى له يوم القيامة نورا يضيىء لنوره ما بين المشرق والمغرب وينادي مناد
هذا من زار الحسين شوقا إليه فلا يبقى أحد يوم القيامة إلا تمنى يومئذ انه كان من زوار
الحسين (عليه السلام) (1).
[5008] 3 - ابن قولويه، عن الحسن بن عبد الله، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن
أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما لمن أتى قبر
الحسين (عليه السلام)؟ قال: من أتاه شوقا إليه كان من عباد الله المكرمين وكان تحت لواء
الحسين بن علي حتى يدخلهما الله الجنة (2).
[5009] 4 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبان الأحمر، عن محمد بن الحسين الخزاز، عن
هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قلت: جعلت فداك ما لمن أتى قبر
الحسين زائرا له عارفا بحقه يريد به وجه الله تعالى والدار الآخرة؟ فقال له: يا هارون
من أتى قبر الحسين (عليه السلام) زائرا له عارفا بحقه يريد به وجه الله والدار الآخرة غفر الله،
والله، ما تقدم من ذنبه وما تأخر ثم قال لي ثلاثا: ألم أحلف لك، ألم أحلف لك، ألم
أحلف لك (3).
[5010] 5 - ابن قولويه، عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن
محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن
عبد الرحمن الأصم، عن عبد الله بن مسكان قال: شهدت أبا عبد الله (عليه السلام) وقد أتاه



(1) كامل الزيارات: 142 ح 3.
(2) كامل الزيارات: 143 ح 4.
(3) كامل الزيارات: 144 ح 2.
406
قوم من أهل خراسان فسألوه عن إتيان قبر الحسين (عليه السلام) وما فيه من الفضل؟ قال:
حدثني أبي عن جدي انه كان يقول: من زاره يريد به وجه الله أخرجه الله من ذنوبه
كمولود ولدته امه وشيعته الملائكة في مسيره فرفرفت على رأسه قد صفوا بأجنحتهم
عليه حتى يرجع إلى أهله وسئلت الملائكة المغفرة له من ربه وغشيته الرحمة من أعنان
السماء ونادته الملائكة طبت وطاب من زرت وحفظ في ماله (1).
زيارة الحسين (عليه السلام) تزيد في العمر والرزق
[5011] 1 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، ومحمد بن يحيى العطار، عن
أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي أيوب، عن محمد
ابن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين (عليه السلام) فإن إتيانه
يزيد في الرزق ويمد في العمر ويدفع مدافع السوء وإتيانه مفترض على كل مؤمن يقر
للحسين بالإمامة من الله (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5012] 2 - ابن قولويه، عن محمد بن عبد الله الحميري، عن أبيه، عن محمد بن
عبد الحميد، عن سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم، قال: سمعناه يقول: من
أتى عليه حول لم يأت قبر الحسين انقص الله من عمره حولا ولو قلت ان أحدكم يموت
قبل أجله بثلاثين سنة لكنت صادقا وذلك لأنكم تتركون زيارة الحسين (عليه السلام)، فلا
تدعوا زيارته يمد الله في أعماركم ويزيد في أرزاقكم وإذا تركتم زيارته نقص الله من
أعماركم وارزاقكم فتنافسوا في زيارته ولا تدعوا ذلك فإن الحسين شاهد لكم في ذلك
عند الله وعند رسوله وعند فاطمة وعند أمير المؤمنين (3).



(1) كامل الزيارات: 145 ح 5.
(2) كامل الزيارات: 150 ح 1.
(3) كامل الزيارات: 151 ح 2.
407
الرواية صحيحة الإسناد ولكنها مضمرة، والظاهر انها من أبي عبد الله (عليه السلام).
[5013] 3 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن بعض أصحابنا، عن أبان، عن عبد الملك
الخثعمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي: يا عبد الملك لا تدع زيارة الحسين بن
علي (عليهما السلام) وامر أصحابك بذلك يمد الله في عمرك ويزيد الله في رزقك ويحييك الله سعيدا
ولا تموت إلا سعيدا ويكتبك سعيدا (1).
زيارة الحسين (عليه السلام) تحط الذنوب
[5014] 1 - ابن قولويه، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن الحسن بن موسى الخشاب،
عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان زائر الحسين جعل ذنوبه جسرا باب
داره ثم عبرها كما يخلف أحدكم الجسر ورائه إذا عبر (2).
[5015] 2 - ابن قولويه بإسناده عن صالح بن عقبة، عن الحرث بن المغيرة، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: ان لله ملائكة موكلين بقبر الحسين (عليه السلام) فإذا هم الرجل بزيارته
أعطاهم ذنوبه فإذا خطا محوها ثم إذا خطا ضاعفوا حسناته فما تزال حسناته تضاعف
حتى توجب له الجنة ثم اكتنفوه وقدسوه وينادون ملائكة السماء أن قدسوا زوار
حبيب الله فإذا اغتسلوا ناداهم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): يا وفد الله أبشروا بمرافقتي في الجنة ثم
ناداهم أمير المؤمنين (عليه السلام): أنا ضامن لقضاء حوائجكم ودفع البلاء عنكم في الدنيا
والآخرة ثم اكتنفوا عن أيمانهم وعن شمائلهم حتى ينصرفوا إلى أهاليهم (3).
[5016] 3 - ابن قولويه، عن أبي العباس الرزاذ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب،
عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد القمي قال: قال



(1) كامل الزيارات: 151 ح 5.
(2) كامل الزيارات: 152 ح 1.
(3) كامل الزيارات: 152 ح 3.
408
أبو الحسن موسى (عليه السلام): أدنى ما يثاب به زائر الحسين (عليه السلام) بشاطىء الفرات إذا عرف
حقه وحرمته وولايته أن يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (1).
[5017] 4 - ابن قولويه، عن أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمد بن أورمة،
عن زكريا المؤمن، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أراد
أن يكون في كرامة الله يوم القيامة وفي شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فليكن للحسين زائرا ينال
من الله الفضل والكرامة وحسن الثواب ولا يسئله عن ذنب عمله في حياة الدنيا ولو
كانت ذنوبه عدد رمل عالج وجبال تهامة وزبد البحر ان الحسين (عليه السلام) قتل مظلوما
مضطهدا عطشانا هو وأهل بيته وأصحابه (2).
[5018] 5 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي،
عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال: من خرج
من بيته يريد زيارة قبر أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) وكل به ملكا فوضع إصبعه في
قفاه فلم يزل يكتب ما يخرج من فيه حتى يرد الحائر فإذا خرج من باب الحائر وضع
كفه وسط ظهره ثم قال له: اما ما مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل (3).
زيارة الحسين (عليه السلام) أفضل ما يكون من الأعمال
[5019] 1 - ابن قولويه، عن أبيه، وجماعة، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد بن عايذ، عن أبي خديجة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئلته عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام) قال: انه أفضل ما يكون من
الأعمال (4).



(1) كامل الزيارات: 153 ح 5.
(2) كامل الزيارات: 153 ح 6.
(3) كامل الزيارات: 153 ح 7.
(4) كامل الزيارات: 146 ح 1.
409
[5020] 2 - ابن قولويه، عن أبي العباس الكوفي، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن
محبوب، عن رجل، عن أبان الأزرق، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من
أحب الأعمال إلى الله تعالى زيارة قبر الحسين (عليه السلام) وأفضل الأعمال عند الله إدخال
السرور على المؤمن وأقرب ما يكون العبد إلى الله تعالى وهو ساجد باك (1).
وردت عدة من الروايات في هذا المجال فراجع إن شئت الباب الثامن والخمسون
من كامل الزيارات: 146.
من زار الحسين (عليه السلام) كان كمن زار الله عز وجل في عرشه
[5021] 1 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن محمد
ابن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن زيد الشحام قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
ما لمن زار قبر الحسين (عليه السلام)؟ قال: كان كمن زار الله في عرشه. قال قلت: ما لمن زار
أحد منكم؟ قال: كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5022] 2 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد القمي، عن أبي الحسن
الرضا (عليه السلام) قال: من زار قبر أبي عبد الله (عليه السلام) بشط الفرات كان كمن زار الله فوق
عرشه (3).
[5023] 3 - ابن قولويه، عن محمد بن جعفر الزراد، عن محمد بن الحسين، عن
محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد القمي قال: قال لي
الرضا (عليه السلام): من زار قبر أبي ببغداد كان كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين إلا



(1) كامل الزيارات: 146 ح 4.
(2) كامل الزيارات: 147 ح 1.
(3) كامل الزيارات: 147 ح 2.
410
ان لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) فضلهما قال: ثم قال لي: من زار قبر
أبي عبد الله (عليه السلام) بشط الفرات كان كمن زار الله فوق كرسيه (في عرشه خ ل) (1).
[5024] 4 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن ابن فضال، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أتى قبر
الحسين (عليه السلام) كتبه الله في عليين (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5025] 5 - ابن قولويه، عن محمد بن الحسن، عن الصفار وسعد بن عبد الله، عن علي
ابن إسماعيل، عن محمد بن عمرو الزيات، عن هارون بن خارجة قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه كتبه الله في أعلى
عليين (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5026] 6 - ابن قولويه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن محمد بن الحسن
ابن شمون البصري، عن محمد بن سنان، عن بشير الدهان قال: كنت أحج في كل
سنة فأبطأت سنة عن الحج فلما كان من قابل حججت ودخلت على أبي عبد الله (عليه السلام)،
فقال لي: يا بشير ما أبطأك عن الحج في عامنا الماضي؟ قال: قلت: جعلت فداك،
مال كان لي على الناس خفت ذهابه غير اني عرفت عند قبر الحسين (عليه السلام) قال فقال
لي: ما فاتك شيء مما كان فيه أهل الموقف، يا بشير من زار قبر الحسين (عليه السلام) عارفا
بحقه كان كمن زار الله في عرشه (4).



(1) كامل الزيارات: 148 ح 7.
(2) كامل الزيارات: 148 ح 8.
(3) كامل الزيارات: 148 ح 6.
(4) كامل الزيارات: 149 ح 11.
411
ان زيارة الحسين (عليه السلام) تعدل حججا
[5027] 1 - ابن قولويه، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن النضر،
عن شهاب بن عبد ربه أو عن رجل، عن شهاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألني
فقال: يا شهاب كم حججت من حجة؟ فقلت: تسعة عشر حجة؟ فقال لي: تممها
عشرين حجة تحسب لك بزيارة الحسين (عليه السلام) (1).
[5028] 2 - ابن قولويه، عن علي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبد الملك قال:
كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) فمر قوم على حمير فقال لي: أين يريدون هؤلاء؟ قلت: قبور
الشهداء قال: فما يمنعهم من زيارة الغريب الشهيد؟ فقال له رجل من أهل العراق:
زيارته واجبة؟ فقال: زيارته خير من حجة وعمرة وعمرة وحجة حتى عد عشرين
حجة وعشرين عمرة مبرورات متقبلات قال: فوالله ما قمت حتى أتاه رجل فقال:
اني قد حججت تسعة عشر حجة فادع الله أن يرزقني تمام العشرين قال: فهل زرت
الحسين (عليه السلام)؟ قال: لا، قال: لزيارته خير من عشرين حجة (2).
[5029] 3 - ابن قولويه، عن أبي العباس، عن محمد بن الحسين، عن ابن سنان، عن
حذيفة بن منصور قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) كم حججت؟ قلت: تسعة عشر قال
فقال: أما انك لو أتممت احدى وعشرين حجة لكنت كمن زار الحسين (عليه السلام) (3).
[5030] 4 - ابن قولويه، عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن أبي سعيد المدائني
قال: دخلت علي أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك آتي قبر الحسين (عليه السلام)؟ قال:



(1) كامل الزيارت: 161 ح 3.
(2) كامل الزيارات: 163 ح 8.
(3) كامل الزيارات: 162 ح 4.
412
نعم يا أبا سعيد ائت قبر الحسين بن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أطيب الأطيبين وأطهر
الطاهرين وأبر الأبرار فإنك إذا زرته كتب الله لك به خمسة وعشرين حجة (1).
[5031] 5 - ابن قولويه، عن أبي العباس الكوفي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن
إسماعيل، عن الخيبري، عن موسى بن القاسم الحضرمي قال: قدم أبو عبد الله (عليه السلام)
في أول ولاية أبي جعفر فنزل النجف فقال: يا موسى اذهب إلى الطريق الأعظم فقف
على الطريق فانظر فانه سيأتيك رجل من ناحية القادسية فإذا دنى منك فقل له: هيهنا
رجل من ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يدعوك فسيجيء معك قال: فذهبت حتى قمت على
الطريق والحر شديد فلم أزل قائما حتى كدت أعصي وأنصرف وادعه إذ نظرت إلى
شيء يقبل شبه رجل على بعير فلم أزل أنظر إليه حتى دنا مني فقلت: يا هذا هيهنا
رجل من ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يدعوك وقد وصفك لي قال: اذهب بنا إليه، قال:
فجئت به حتى أناخ بعيره ناحية قريبا من الخيمة فدعا به فدخل الأعرابي إليه
ودنوت أنا فصرت إلى باب الخيمة أسمع الكلام ولا أراهم فقال أبو عبد الله (عليه السلام): من
أين قدمت؟ قال: من أقصى اليمن، قال: أنت من موضع كذا وكذا قال: نعم أنا من
موضع كذا وكذا قال: فبما جئت هيهنا؟ قال: جئت زائرا للحسين (عليه السلام) فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): فجئت من غير حاجة ليس إلا للزيارة قال: جئت من غير حاجة
إلا أن أصلي عنده وأزوره فأسلم عليه وأرجع إلى أهلي، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) وما
ترون في زيارته؟ قال: نرى في زيارته البركة في أنفسنا وأهلينا وأولادنا وأموالنا
ومعايشنا وقضاء حوائجنا قال فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أفلا أزيدك من فضله فضلا
يا أخا اليمن؟ قال: زدني يا بن رسول الله قال: إن زيارة الحسين (عليه السلام) تعدل حجة
مقبولة زاكية مع رسول الله فتعجب من ذلك، قال: أي والله وحجتين مبرورتين
متقبلتين زاكيتين مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فتعجب، فلم يزل أبو عبد الله (عليه السلام) يزيد حتى



(1) كامل الزيارات: 161 ح 2.
413
قال: ثلاثين حجة مبرورة متقبلة زاكية مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
[5032] 6 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أبي القاسم هارون بن مسلم
ابن سعدان، عن مسعدة بن صدقة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما لمن زار قبر
الحسين (عليه السلام)؟ قال: تكتب له حجة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال قلت له: جعلت فداك
حجة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: نعم وحجتان قال قلت: جعلت فداك حجتان؟
قال: نعم وثلاث فما زال يعد حتى بلغ عشرا قلت: جعلت فداك عشر حجج مع
رسول الله؟ قال: نعم وعشرون حجة، قلت: جعلت فداك وعشرون؟ فما زال يعد
حتى بلغ خمسين فسكت (2).
[5033] 7 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن صدقة،
عن مالك بن عطية، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من زار الحسين (عليه السلام) كتب الله له ثمانين
حجة مبرورة (3).
[5034] 8 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن محمد بن صدقة، عن صالح النيلي قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام) من أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه كان كمن حج مأة حجة مع
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (4).
[5035] 9 - ابن قولويه، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال قلت له: ما لمن أتى قبر الحسين (عليه السلام) زائرا عارفا بحقه غير
مستكبر ولا مستنكف؟ قال: يكتب له ألف حجة وألف عمرة مبرورة وإن كان شقيا



(1) كامل الزيارات: 162 ح 7.
(2) كامل الزيارات: 163 ح 9.
(3) كامل الزيارات: 162 ح 6.
(4) كامل الزيارات: 162 ح 5.
414
كتب سعيدا ولم يزل يخوض في رحمة الله عز وجل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5036] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل،
عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ربما فاتني الحج
فاعرف عند قبر الحسين (عليه السلام) فقال: أحسنت يا بشير أيما مؤمن أتى قبر الحسين (عليه السلام)
عارفا بحقه في غير يوم عيد كتب له عشرين حجة وعشرين عمرة مبرورات
مقبولات وعشرين حجة وعمرة مع نبي مرسل أو امام عدل ومن أتاه في يوم عيد
كتب الله له مأة حجة ومأة عمرة ومأة غزوة مع نبي مرسل أو امام عدل قال: قلت له:
كيف لي بمثل الموقف؟ قال: فنظر إلي شبه المغضب ثم قال لي: يا بشير إن المؤمن إذا
أتى قبر الحسين (عليه السلام) يوم عرفة واغتسل من الفرات ثم توجه إليه كتب الله له بكل
خطوة حجة بمناسكها - ولا اعلمه إلا قال: وغزوة (2).
[5037] 11 - الطوسي بإسناده إلى ابن قولويه، عن محمد بن عبد المؤمن، عن محمد بن
يحيى، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن محمد الكوفي، عن محمد بن جعفر بن
إسماعيل، عن محمد بن سنان، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من
زار قبر الحسين (عليه السلام) يوم عرفة كتب الله له ألف ألف حجة مع القائم (عليه السلام) وألف ألف
عمرة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعتق ألف ألف نسمة وحملان ألف ألف فرس في سبيل الله
وسماه الله عز وجل عبدي الصديق آمن بوعدي وقالت الملائكة: فلان صديق زكاه الله من فوق
عرشه وسمي في الأرض كروبيا (3).
يأتي ان زيارته (عليه السلام) في يوم عاشوراء تعدل ثواب ألفي ألف حجة وألفي ألف عمرة
إن شاء الله تعالى.



(1) كامل الزيارات: 164 ح 10.
(2) الكافي: 4 / 580 ح 1.
(3) التهذيب: 6 / 49 ح 28.
415
[5038] 12 - الطوسي بإسناده عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن أبي إسماعيل القماط، عن بشار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من كان معسرا
فلم يتهيأ له حجة الإسلام فليأت قبر أبي عبد الله (عليه السلام) وليعرف عنده فذلك يجزيه عن
حجة الإسلام، أما اني لا أقول يجزي ذلك عن حجة الاسلام إلا لمعسر، فأما الموسر
إذا كان قد حج حجة الإسلام فأراد أن يتنفل بالحج والعمرة فمنعه عن ذلك شغل دنيا
أو عائق فأتى الحسين بن علي (عليه السلام) في يوم عرفة أجزأه ذلك عن أداء حجته وعمرته
وضاعف الله له بذلك أضعافا مضاعفة، قلت: كم تعدل حجة؟ وكم تعدل عمرة؟
قال: لا يحصى ذلك قلت: مأة؟ قال: ومن يحصى ذلك، قلت: ألف؟ قال: وأكثر ثم
قال: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) (1) (2).
ثواب من زار الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء
[5039] 1 - ابن قولويه، عن أبيه، وأخيه وجماعة من مشايخه، عن محمد بن علي
المدائني، عن محمد بن سعيد البجلي، عن قبيصة، عن جابر الجعفي قال: دخلت على
جعفر بن محمد (عليه السلام) في يوم عاشوراء فقال لي: هؤلاء زوار الله وحق على المزور أن
يكرم الزائر من بات عند قبر الحسين (عليه السلام) ليلة عاشوراء لقى الله ملطخا بدمه يوم
القيامة كأنما قتل معه في عرصته وقال: من زار قبر الحسين (عليه السلام) أي يوم عاشوراء
وبات عنده كان كمن استشهد بين يديه (3).
[5040] 2 - ابن قولويه، عن محمد بن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، عن
أحمد بن علي بن عبيد الجعفي، عن حسين بن سليمان، عن الحسين بن أسد، عن حماد



(1) سورة النحل: 18.
(2) التهذيب: 6 / 50 ح 29.
(3) كامل الزيارات: 173 ح 1.
416
ابن عيسى، عن حريز، عن أبي عبد الله (عليه السلام): من زار الحسين يوم عاشوراء وجبت
له الجنة (1).
[5041] 3 - ابن قولويه، عن محمد بن عبد الله الحميري، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد
الأنباري، عن محمد بن أبي عمير، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من
زار قبر الحسين بن علي يوم عاشوراء عارفا بحقه كان كمن زار الله في عرشه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5042] 4 - ابن قولويه، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلى بن محمد، عن محمد
ابن جمهور القمي، عمن ذكره عنهم (عليهم السلام) قال: من زار قبر الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء
كان كمن تشحط بدمه بين يديه (3).
[5043] 5 - ابن قولويه، عن حكيم بن داود بن حكيم وغيره، عن محمد بن موسى
الهمداني، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة، وصالح بن عقبة
جميعا، عن علقمة بن محمد الحضرمي، ومحمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن
مالك الجهني، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: من زار الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء من
المحرم حتى يظل عنده باكيا لقى الله تعالى يوم القيامة بثواب ألفي (4) ألف حجة وألفي ألف
عمرة وألفي ألف غزوة وثواب كل حجة وعمرة وغزوة كثواب من حج واعتمر وغزى
مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومع الأئمة الراشدين صلوات الله عليهم أجمعين.
قال قلت: جعلت فداك فما لمن كان في بعد البلاد وأقاصيها ولم يمكنه المصير (5) إليه
في ذلك اليوم؟



(1) كامل الزيارات: 173 ح 2.
(2) و (4) كامل الزيارات: 174 ح 3 و 4.
(4) ألف. نسخة بدل.
(5) المسير. نسخة بدل.
417
قال: إذا كان ذلك اليوم برز إلى الصحراء أو صعد سطحا مرتفعا في داره وأومى
إليه بالسلام واجتهد على قاتله بالدعاء وصلى بعده ركعتين يفعل ذلك في صدر النهار
قبل الزوال ثم ليندب الحسين (عليه السلام) ويبكيه ويأمر من في داره بالبكاء عليه ويقيم في
داره مصيبته بإظهار الجزع عليه ويتلاقون بالبكاء بعضهم بعضا في البيوت وليعز
بعضهم بعضا بمصاب الحسين (عليه السلام) فأنا ضامن لهم إذا فعلوا ذلك على الله عز وجل جميع هذا
الثواب.
فقلت: جعلت فداك وأنت الضامن لهم إذا فعلوا ذلك والزعيم به؟
قال: أنا الضامن لهم ذلك والزعيم لمن فعل ذلك.
قال قلت: فكيف يعزي بعضهم بعضا؟ قال: يقولون عظم الله أجورنا بمصابنا
بالحسين (عليه السلام) وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليه الامام المهدي من آل
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). فإن استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل. فانه يوم نحس
لا تقضى فيه حاجة وان قضيت لم يبارك له فيها ولم ير رشدا ولا تدخرن لمنزلك شيئا
فانه من ادخر لمنزله شيئا في ذلك اليوم لم يبارك له فيما يدخره ولا يبارك له في
أهله.
فمن فعل ذلك كتب له ثواب ألف ألف حجة وألف ألف عمرة وألف ألف غزوة كلها
مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان له ثواب مصيبة كل نبي ورسول وصديق وشهيد مات أو
قتل منذ خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة.
قال صالح بن عقبة الجهني وسيف بن عميرة: قال علقمة بن محمد الحضرمي
فقلت لأبي جعفر (عليه السلام): علمني دعاء أدعو به في ذلك اليوم إذا أنا زرته من قريب
ودعاء أدعو به إذا لم أزره من قريب أومأت إليه من بعد البلاد ومن سطح داري
بالسلام، قال: فقال يا علقمة إذا أنت صليت ركعتين بعد أن تومىء إليه بالسلام
فقلت عند الإيماء إليه ومن بعد الركعتين هذا القول فإنك إذا قلت ذلك فقد دعوت

418
بما يدعو به من زاره الملائكة وكتب الله لك بها ألف ألف حسنة ومحى عنك ألف ألف
سيئة ورفع لك مأة ألف ألف درجة وكنت ممن استشهد مع الحسين بن علي حتى
تشاركهم في درجاتهم ولا تعرف إلا في الشهداء الذين استشهدوا معه وكتب لك ثواب
كل نبي ورسول وزيارة من زار الحسين بن علي (عليهما السلام) منذ يوم قتل. (ثم ذكر زيارة
عاشوراء المعروفة ثم قال بعد ذكر سجودها):
قال علقمة قال أبو جعفر (عليه السلام): يا علقمة إن استطعت أن تزوره في كل يوم بهذه
الزيارة من دهرك فافعل فلك ثواب جميع ذلك إن شاء الله تعالى (1).
[5044] 6 - الطوسي رفعه إلى محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة، قال:
خرجت مع صفوان بن مهران الجمال وجماعة من أصحابه إلى الغري - بعد ما خرج أبو
عبد الله (عليه السلام) - فسرنا من الحيرة إلى الغري فلما فرغنا من الزيارة، صرف صفوان
وجهه إلى ناحية أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لنا: نزور الحسين (عليه السلام) من هذا المكان من عند
رأس أمير المؤمنين (عليه السلام) من هاهنا أوما إليه أبو عبد الله (عليه السلام) وأنا معه.
قال: فدعا صفوان بالزيارة التي رواها علقمة بن محمد الحضرمي عن
أبي جعفر (عليه السلام) في يوم عاشوراء ثم صلى ركعتين عند رأس أمير المؤمنين (عليه السلام) وودع في
دبرهما أمير المؤمنين (عليه السلام) وأومأ إلى الحسين (عليه السلام) بالسلام منصرفا بوجهه نحوه وودع
في دبرها وكان فيما دعا في دبرها.
(ثم ذكر الدعاء المعروف بعد صلاة زيارة عاشوراء).
قال سيف بن عميرة: فسألت صفوان فقلت له: إن علقمة بن محمد الحضرمي لم
يأتنا بهذا الدعاء عن أبي جعفر (عليه السلام)، إنما أتانا بدعاء الزيارة.
فقال صفوان: وردت مع سيدي أبي عبد الله (عليه السلام) إلى هذا المكان ففعل مثل الذي
فعلنا في زيارتنا ودعا بهذا الدعاء عند الوداع بعد أن صلى كما صلينا وودع كما ودعنا.



(1) كامل الزيارات: 174 ح 8.
419
ثم قال لي صفوان: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): تعاهد هذه الزيارة وادع بهذا الدعاء
وزره فاني ضامن على الله تعالى لكل من زار بهذه الزيارة ودعا بهذا الدعاء من قرب
أو بعد أن زيارته مقبولة وسعيه مشكور وسلامه واصل غير محجوب وحاجته مقضية
من الله بالغا ما بلغت غير محجبة.
يا صفوان وجدت هذه الزيارة انها مضمونة بهذا الضمان عن أبي عن أبيه علي بن
الحسين مضمونا بهذا الضمان والحسين عن أخيه الحسن مضمونا بهذا الضمان والحسن
عن أبيه أمير المؤمنين (عليهما السلام) مضمونا بهذا الضمان وأمير المؤمنين عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
مضمونا بهذا الضمان ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن جبرئيل مضمونا بهذا الضمان وجبرئيل
عن الله تعالى مضمونا بهذا الضمان.
قد آلى الله عز وجل على نفسه ان من زار الحسين (عليه السلام) بهذه الزيارة من قرب أو بعد ودعا
بهذا الدعاء قبلت منه زيارته وشفعته في مسألته بالغا ما بلغت وأعطيته سؤله ثم
لا ينقلب عني خائبا وأقلبه مسرورا قريرا عينه بقضاء حاجته والفوز بالجنة والعتق
من النار وشفعته في كل من شفع خلا ناصب لنا أهل البيت، آلى الله تعالى في نفسه
وأشهدنا بما شهدت به ملائكته وملكوته على ذلك.
ثم قال جبرئيل: يا رسول الله أرسلني الله إليك سرورا وبشرى لك وسرورا
وبشرى لعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة وشيعتكم إلى يوم البعث.
قال صفوان: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا صفوان إذا حدث لك إلى الله تعالى حاجة
فزر بهذه الزيارة من حيث كنت وادع بهذا الدعاء وسل ربك حاجتك تأتيك من الله
والله غير مخلف وعده رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) بمنه والحمد لله (1).
الروايات في فضل زيارة أبي عبد الله (عليه السلام) كثيرة بل فوق حد الإحصاء، فإن شئت
راجع الكافي: 4 / 580، وكامل الزيارات: 111 وما بعدها في أكثر من مأة



(1) مصباح المتهجد: (723 - 718)، ونقل عنه ابن طاوس في مصباح الزائر: (277 - 272).
420
صفحة، والمزار: 37 وما بعدها لشيخنا المفيد، وتهذيب الأحكام: 6 / 42،
وبحار الأنوار: 22 / 107 من طبع الكمباني و 101 / 1 طبع إيران و 98 / 1 طبع
بيروت في مجلد واحد من طبع الحروفي، ووسائل الشيعة: 14 / 409، في أكثر
من مأة صفحة، ومستدرك الوسائل: 10 / 228 في قريب من مأة صفحة، وجامع
أحاديث الشيعة: 15 / 179 في مأتي صفحة.
اللهم ارزقنا زيارته وشفاعته في الدنيا والآخرة والعن ظالميه وقاتليه ومن رضي
بفعلهم.
ويأتي عنوان كربلاء في محله إن شاء الله تعالى.
فضل زيارة علي بن الحسين السجاد ومحمد بن علي الباقر
وجعفر بن محمد الصادق (عليهم السلام)
[5045] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن عبد الله بن موسى، عن الحسن بن علي
الوشاء قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: إن لكل إمام عهدا في عنق أوليائه وشيعته وإن
من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم فمن زارهم رغبة في زيارتهم
وتصديقا بما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة (1).
رواها ابن قولويه في كامل الزيارات: 122، والصدوق في الفقيه: 2 / 345،
وعيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 260، وعلل الشرايع: 459، والمفيد في مزاره:
159، والمقنعة: 474، والطوسي في التهذيب: 6 / 93، وابن طاوس في
مصباح الزائر: 374.
[5046] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن
بزيع، عن صالح بن عقبة، عن زيد الشحام، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما لمن زار



(1) الكافي: 4 / 567 ح 2.
421
أحدا منكم؟ قال: كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
رواها ابن قولويه في كامل الزيارات: 150، والصدوق في الفقيه: 2 / 578،
وعيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 262، وعلل الشرايع: 460، والطوسي في
التهذيب: 6 / 79، والمحدث العاملي في وسائل الشيعة: 10 / 256، والمجلسي
في بحار الأنوار: 97 / 117.
[5047] 3 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: من زار واحدا منا كان كمن زار
الحسين (عليه السلام) (2).
[5048] 4 - الطوسي بإسناده، عن محمد بن أحمد بن داود، عن أحمد بن محمد بن سعيد،
عن أحمد بن يوسف، عن هارون بن مسلم، عن أبي عبد الله الحراني قال قلت: لأبي
عبد الله (عليه السلام) ما لمن زار قبر الحسين (عليه السلام)؟ قال: من أتاه وزاره وصلى عنده ركعتين
كتب له حجة مبرورة فإن صلى عنده أربع ركعات كتب له حجة وعمرة، قلت:
جعلت فداك وكذلك لكل من زار إماما مفترضة طاعته؟ قال: وكذلك كل من زار
إماما مفترضة طاعته (3).
[5049] 5 - الطوسي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: من زارني غفرت له ذنوبه ولم يمت
فقيرا (4).
[5050] 6 - الطوسي رفعه إلى أبي محمد الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) انه قال: من زار
جعفرا أو أباه (عليهما السلام) لم يشتك عينه ولم يصبه سقم ولم يمت مبتلى (5).
وفي هذا المجال راجع وسائل الشيعة: 14 / 543، ومستدرك الوسائل:
10 / 350، وغيرهما من كتب الأخبار.



(1) الكافي: 4 / 579 ح 1.
(2) ثواب الأعمال: 123.
(3) التهذيب: 6 / 79 ح 4.
(4) التهذيب: 6 / 78.
(5) التهذيب: 6 / 78.
422
فضل زيارة الإمام أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام)
[5051] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل،
عن الحميري، عن الحسين بن محمد القمي قال: قال الرضا (عليه السلام): من زار قبر أبي
ببغداد كمن زار قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقبر أمير المؤمنين صلوات الله عليه إلا أن
لرسول الله ولأمير المؤمنين صلوات الله عليهما فضلهما (1).
[5052] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن زيارة قبر أبي الحسن (عليه السلام) مثل قبر
الحسين (عليه السلام)؟ قال: نعم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5053] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن حمدان القلانسي، عن علي بن محمد
الحضيني، عن علي بن عبد الله بن مروان، عن إبراهيم بن عقبة قال: كتبت إلى
أبي الحسن الثالث (عليه السلام) أسأله عن زيارة أبي عبد الله الحسين وعن زيارة أبي الحسن
وأبي جعفر عليهم السلام أجمعين فكتب إلي: أبو عبد الله (عليه السلام) المقدم وهذا أجمع وأعظم
أجرا (3).
[5054] 4 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن
الحسين بن يسار الواسطي قال: سئلت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) ما لمن زار قبر أبيك
صلوات الله عليه قال فقال: زوروه، قال قلت: فأي شيء فيه من الفضل؟ قال
فقال: فيه من الفضل كفضل من زار والده يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قلت: فإن خفت
ولم يكن لي الدخول داخلا؟ قال: سلم من وراء الجدار (4).
[5055] 5 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى،



(1) - (3) الكافي: 4 / 583 ح 1 و 2 و 3.
(4) كامل الزيارات: 299 ح 5.
423
عن عبد الرحمن بن أبي نجران قال سألت أبا جعفر (عليه السلام) عمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
قاصدا؟ قال: له الجنة ومن زار قبر أبي الحسن (عليه السلام) فله الجنة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5056] 6 - ابن قولويه، عن ابن الوليد، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن
عبدوس الخلجي، عن أبيه رحيم قال: قلت للرضا (عليه السلام): جعلت فداك إن زيارة قبر
أبي الحسن (عليه السلام) ببغداد علينا فيها مشقة وإنما نأته فنسلم عليه من وراء الحيطان فما لمن
زاره من الثواب؟ قال فقال له: والله مثل ما لمن أتى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
[5057] 7 - ابن قولويه، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن الحكم، عن رحيم قال قلت للرضا (عليه السلام): إن زيارة قبر أبي الحسن (عليه السلام) ببغداد
علينا فيها مشقة فما لمن زاره؟ فقال له: مثل ما لمن أتى قبر الحسين (عليه السلام) من الثواب
قال: ودخل رجل فسلم عليه وجلس وذكر بغداد وردائة أهلها وما يتوقع أن ينزل
بهم من الخسف والصيحة والصواعق وعدد من ذلك أشياء، قال: فقمت لأخرج
فسمعت أبا الحسن (عليه السلام) وهو يقول: أما أبو الحسن (عليه السلام) فلا (3).
يعني ببركة أبي الحسن موسى (عليه السلام) يدفع الله العذاب من أهل بغداد كما ورد في عدة
من الروايات والله العالم.
[5058] 8 - المفيد رفعه إلى زكريا بن آدم القمي، عن الرضا (عليه السلام) انه قال: إن الله تعالى نجا
بغداد لمكان قبر أبي الحسن (عليه السلام) فيها (4).
[5059] 9 - الطوسي بإسناده عن ابن سنان قال: قلت للرضا (عليه السلام): ما لمن زار أباك؟ قال:
الجنة فزره (5).



(1) كامل الزيارات: 299 ح 7.
(2) و (3) كامل الزيارات: 300 ح 9 و 10.
(4) مزار المفيد: 166.
(5) التهذيب: 6 / 82 ح 3.
424
[5060] 10 - الطوسي بإسناده عن زكريا بن آدم القمي عن الرضا (عليه السلام) قال: إن الله نجا
بغداد بمكان قبور الحسينيين فيها (1).
وفي هذا المجال راجع وسائل الشيعة: 14 / 544، ومستدرك الوسائل:
10 / 352، وجامع أحاديث الشيعة: 15 / 472.
ويأتي عنوان الكاظمين في محله إن شاء الله تعالى فراجعه.
فضل زيارة الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام)
[5061] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن مهزيار قال: قلت
لأبي جعفر (عليه السلام) جعلت فداك زيارة الرضا (عليه السلام) أفضل أم زيارة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)
فقال: زيارة أبي أفضل وذلك ان أبا عبد الله (عليه السلام) يزوره كل الناس وأبي لا يزوره إلا
الخواص من الشيعة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
رويها ابن قولويه في كامل الزيارات: 306 ح 11، والصدوق في الفقيه: 2 / 582،
والشيخ في التهذيب: 6 / 84، وفي التعليل المذكور دلالة واضحة على انها
مختصة بزمن الذي قل فيه زائر الرضا (عليه السلام) والعلم عند الله تعالى، وتدل على ما ذكرنا
صحيحة عبد العظيم الحسني المروية في عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 256 ح 8
فراجعها، أو يمكن أن تكون زيارة الإمام الرضا (عليه السلام) أفضل لأنه لا يزوره إلا الشيعة
الامامية الاثني عشرية غالبا لأن من آمن بالرضا (عليه السلام) آمن بأولاده المعصومين (عليهم السلام)
إلى المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، وأما الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)
يزوره جميع فرق الشيعة من الزيدية والإسماعيلية وغيرهما بل يزوره المسلمون
والزيارة مع الإيمان الكامل أفضل من الزيارة بدونه، ولعل أشار إلى ما ذكرنا ما ورد



(1) التهذيب: 6 / 82 ح 5.
(2) الكافي: 4 / 584 ح 1.
425
في التعليل بأن أبا عبد الله (عليه السلام) يزوره كل الناس والرضا (عليه السلام) لا يزوره إلا الخواص من
الشيعة والله سبحانه هو العالم.
[5062] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن الحسين
ابن سيف، عن محمد بن اسلم، عن محمد بن سليمان قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن
رجل حج حجة الإسلام فدخل متمتعا بالعمرة إلى الحج فأعانه الله على عمرته
وحجه ثم أتى المدينة فسلم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم أتاك عارفا بحقك يعلم انك حجة الله
على خلقه وبابه الذي يؤتى منه فسلم عليك ثم أتى أبا عبد الله الحسين صلوات الله
عليه فسلم عليه ثم أتى بغداد وسلم على أبى الحسن موسى (عليه السلام) ثم انصرف إلى بلاده
فلما كان في وقت الحج رزقه الله الحج فأيهما أفضل هذا الذي قد حج حجة الإسلام
يرجع أيضا فيحج أو يخرج إلى خراسان إلى أبيك علي بن موسى (عليه السلام) فيسلم عليه؟
قال: لا بل يأتي خراسان فيسلم على أبي الحسن (عليه السلام) أفضل وليكن ذلك في رجب ولا
ينبغي أن تفعلوا [في] هذا اليوم فإن علينا وعليكم من السلطان شنعة (1).
[5063] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن حمدان بن
إسحاق قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) أو حكى لي عن رجل عن أبي جعفر (عليه السلام) - الشك
من علي بن إبراهيم - قال قال أبو جعفر (عليه السلام): من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم
من ذنبه وما تأخر، قال: فحججت بعد الزيارة فلقيت أيوب بن نوح فقال لي قال
أبو جعفر الثاني (عليه السلام): من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
وبنى الله له منبرا في حذاء منبر محمد وعلي (عليهما السلام) حتى يفرغ الله من حساب الخلائق،
فرأيته وقد زار فقال: جئت أطلب المنبر (2).
[5064] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن الحسين النيسابوري، عن إبراهيم



(1) الكافي: 4 / 584 ح 2.
(2) الكافي: 4 / 585 ح 3.
426
ابن أحمد، عن عبد الرحمن بن سعيد المكي، عن يحيى بن سليمان المازني، عن
أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: من زار قبر ولدي علي كان له عند الله كسبعين حجة
مبرورة قال قلت: سبعين حجة؟ قال: نعم وسبعين ألف حجة قال قلت: سبعين ألف
حجة؟ قال: رب حجة لاتقبل، من زاره وبات عنده ليلة كان كمن زار الله في عرشه،
قال: نعم إذا كان يوم القيامة كان على عرش الرحمن أربعة من الأولين وأربعة من
الآخرين فأما الأربعة الذين هم من الأولين: فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى (عليهم السلام)
واما الأربعة من الآخرين: فمحمد وعلي والحسن والحسين صلوات الله عليهم ثم يمد
المضمار فيقعد معنا من زار قبور الأئمة (عليهم السلام) إلا ان أعلاهم درجة وأقربهم حبوة زوار
قبر ولدي علي (عليه السلام) (1).
[5065] 5 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن علي، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن حماد،
عن عبد الله بن إبراهيم، عن أبيه، عن حسين بن زيد، عن الصادق (عليه السلام) قال: سمعته
يقول: يخرج رجل من ولد ابني موسى اسمه اسم أمير المؤمنين صلوات الله عليه
فيدفن في أرض طوس وهي بخراسان يقتل فيها بالسم فيدفن فيها غريبا من زاره
عارفا بحقه أعطاه الله عز وجل أجر من أنفق قبل الفتح وقاتل (2).
[5066] 6 - الصدوق، عن الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن اليقطيني، عن محمد بن
سليمان البصري، عن أبيه، عن إبراهيم بن أبي حجر، عن قبيصة، عن جابر بن يزيد
الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) عن أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ستدفن بضعة مني بخراسان ما زارها مكروب إلا نفس الله
كربته ولا مذنب إلا غفر الله ذنوبه (3).
[5067] 7 - الصدوق، عن ابن ناتانه، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمزة



(1) الكافي: 4 / 585 ح 4.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والعشرون ح 1 / 180 الرقم 181.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والعشرون ح 2 / 180 الرقم 182.
427
ابن حمران قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): يقتل حفدتي بأرض خراسان في مدينة يقال لها
طوس من زاره إليها عارفا بحقه أخذته بيدي يوم القيامة وأدخلته الجنة وإن كان من
أهل الكبائر قلت: جعلت فداك وما عرفان حقه؟ قال: يعلم انه مفترض الطاعة
غريب شهيد من زاره عارفا بحقه أعطاه الله عز وجل أجر سبعين شهيدا ممن استشهد بين يدي
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على حقيقة (1).
[5068] 8 - الصدوق، عن ابن موسى، عن الأسدي، عن أحمد بن محمد بن صالح، عن
حمدان الديواني قال قال الرضا (عليه السلام): من زارني على بعد داري أتيته يوم القيامة في
ثلاثة مواطن حتى أخلصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا وعند الصراط
وعند الميزان (2).
[5069] 9 - الصدوق، عن الوراق، عن سعد، عن عمران بن موسى، عن الحسن بن علي
بن النعمان، عن محمد بن فضيل، عن غزوان الضبي، عن عبد الرحمن بن إسحاق،
عن النعمان بن سعد قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): سيقتل رجل من ولدي بأرض
خراسان بالسم ظلما اسمه اسمي واسم أبيه اسم ابن عمران موسى (عليه السلام) ألا فمن زاره في
غربته غفر الله ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر ولو كانت مثل عدد النجوم وقطر الأمطار
وورق الأشجار (3).
[5070] 10 - الصدوق، عن الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن ياسر الخادم قال قال
الرضا (عليه السلام): لا تشد الرحال إلى شيء من القبور إلا إلى قبورنا ألا واني مقتول بالسم
ظلما ومدفون في موضع غربة فمن شد رحله إلى زيارتي استجيب دعاؤه وغفر له
ذنبه (4).



(1) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والعشرون: ح 8 / 183 الرقم 188.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والعشرون ح 9 / 183 الرقم 189.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والعشرون ح 5 / 181 الرقم 185.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 254 ح 1.
428
[5071] 11 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن علي، عن أبيه، عن الهروي قال: سمعت
الرضا (عليه السلام) يقول: اني سأقتل بالسم مسموما ومظلوما واقبر إلى جانب هارون ويجعل
الله عز وجل تربتي مختلف شيعتي وأهل بيتي فمن زارني في غربتي وجبت له زيارتي يوم القيامة
والذي أكرم محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنبوة واصطفاه على جميع الخليقة لا يصلي أحد منكم عند
قبري ركعتين إلا استحق المغفرة من الله عز وجل يوم يلقاه والذي أكرمنا بعد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
بالإمامة وخصنا بالوصية ان زوار قبري لأكرم الوفود على الله يوم القيامة وما من
مؤمن يزورني فتصيب وجهه قطرة من السماء إلا حرم الله عز وجل جسده على النار (1).
الرواية من حيث السند لا بأس به.
[5072] 12 - الصدوق، عن الفامي، عن ابن بطة، عن محمد بن علي بن محبوب، عن
إبراهيم بن هاشم، عن سليمان بن حفص قال سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام)
يقول: ان ابني عليا مقتول بالسم ظلما ومدفون إلى جانب هارون بطوس من زاره
كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
[5073] 13 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن الوشاء قال
قال الرضا (عليه السلام): إني سأقتل بالسم مظلوما فمن زارني عارفا بحقي غفر الله ما تقدم من
ذنبه وما تأخر (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5074] 14 - الصدوق، عن الطالقاني، عن أحمد الهمداني، عن المنذر بن محمد، عن
جعفر بن سليمان، عن عبد الله بن الفضل قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل عليه



(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 226 ح 1.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 260 ح 23.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 261 ح 27.
429
رجل من أهل طوس فقال له: يا بن رسول الله ما لمن زار قبر أبي عبد الله الحسين بن
علي (عليه السلام)؟ فقال له: يا طوسي من زار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) وهو يعلم
انه إمام من الله مفترض الطاعة على العباد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وقبل
شفاعته في سبعين مذنبا ولم يسأل الله جل وعز عند قبره حاجة إلا قضاها له. قال
فدخل موسى بن جعفر (عليه السلام) فأجلسه على فخذه وأقبل يقبل ما بين عينيه ثم التفت إليه
فقال له: يا طوسي انه الامام والخليفة والحجة بعدي وإنه سيخرج من صلبه رجل
يكون رضى الله عز وجل في سمائه ولعباده في ارضه يقتل في أرضكم بالسم ظلما وعدوانا
ويدفن بها غريبا ألا فمن زاره في غربته وهو يعلم انه امام بعد أبيه مفترض الطاعة من
الله عز وجل كان كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
[5075] 15 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
ومحمد الحسين بن أبي الخطاب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: قرأت
كتاب أبي الحسن الرضا (عليه السلام): أبلغ شيعتي أن زيارتي تعدل عند الله ألف حجة. قال:
فقلت لأبي جعفر ابنه (عليه السلام): ألف حجة؟ قال: إي والله وألف ألف حجة لمن زاره عارفا
بحقه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5076] 16 - الصدوق بهذا الاسناد عن البزنطي قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: ما زارني
أحد من أوليائي عارفا بحقي إلا شفعت فيه يوم القيامة (3).
[5077] 17 - الصدوق، عن الطالقاني، عن عبد العزيز بن يحيى، عن محمد بن زكريا،
عن ابن عمارة، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير



(1) أمالي الصدوق: المجلس السادس والثمانون ح 11 / 684 الرقم 938.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والعشرون ح 3 / 181 الرقم 183.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والعشرون ح 4 / 181 الرقم 184.
430
المؤمنين (عليهم السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سيدفن بضعة مني بأرض خراسان لا
يزورها مؤمن إلا أوجب الله عز وجل له الجنة وحرم جسده على النار (1).
[5078] 18 - الصدوق، عن القطاني والليثي والطالقاني والنقاش، عن أحمد بن محمد بن
سعيد الهمداني، عن ابن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام)
انه قال: إن بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة ولا يزال فوج ينزل
من السماء وفوج يصعد إلى أن ينفخ في الصور، فقيل له يا بن رسول الله وأي بقعة هذه؟
قال: هي بأرض طوس وهي والله روضة من رياض الجنة، من زارني في تلك البقعة
كان كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكتب الله تعالى له ثواب ألف حجة مبرورة وألف عمرة
مقبولة وكنت أنا وآبائي شفعائه يوم القيامة (2).
الرواية موثقة سندا.
[5079] 19 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن عبد الرحمن بن أبي نجران قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام): ما تقول لمن زار أباك؟ قال:
الجنة والله (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5080] 20 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد العظيم
بن عبد الله الحسني، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا (عليهما السلام) قال: ضمنت لمن زار
أبي (عليه السلام) بطوس عارفا بحقه الجنة على الله تعالى (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال كثيرة راجع الكافي: 4 / 584، والفقيه: 2 / 582،



(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 255 ح 4.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 255 ح 5.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 257 ح 12.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 256 ح 7.
431
وعيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 254 وفيه أكثر من ثلاثين رواية، وكامل الزيارات:
303، ومزار المفيد: 167، والتهذيب: 4 / 84، ومصباح الزائر: 388،
وبحار الأنوار: 22 / 223 من طبع الكمباني و 99 / 31 طبع بيروت، ووسائل
الشيعة: 14 / 550 و 562 و 564 و 569، ومستدرك الوسائل: 10 / 355 و 357 و
358 و 361 (كلاهما من طبع آل البيت)، وجامع أحاديث الشيعة: 15 / 480 وما
بعدها من الطبعة الحديثة في عام 1418.
ويأتي عنوان المشهد في محله فراجعه إن شئت. رزقنا الله وإياكم زيارته
وشفاعته (عليه السلام) في الدنيا والآخرة والحمد لله على ما أنعم.
فضل زيارة الإمام أبي جعفر محمد بن علي الجواد (عليه السلام)
[5081] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن حمدان القلانسي، عن علي بن محمد
الحضيني، عن علي بن عبد الله بن مروان، عن إبراهيم بن عقبة قال: كتبت إلى
أبي الحسن الثالث (عليه السلام) أسأله عن زيارة أبي عبد الله الحسين، وعن زيارة أبي الحسن
وأبي جعفر (عليهم السلام) أجمعين؟ فكتب إلي: أبو عبد الله (عليه السلام) المقدم وهذا أجمع وأعظم
أجرا (1).
ذكرها ابن قولويه في كامل الزيارات: 300 ح 11، والمفيد في المزار: 164،
والشيخ في التهذيب: 6 / 91، والمراد بأبي الحسن الثالث هو الامام علي
الهادي (عليه السلام) وأبي الحسن هو الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) وأبي جعفر هو الامام
محمد بن علي الجواد (عليه السلام).
[5082] 2 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن
إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن زيد الشحام قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما لمن



(1) الكافي: 4 / 583 ح 3.
432
زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: كمن زار الله عز وجل فوق عرشه. قال قلت: فما لمن زار أحدا
منكم؟ قال: كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
[5083] 3 - الشيخ باسناده إلى محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن همام، عن أحمد بن
بندار، عن منصور بن العباس، عن جعفر الجوهري، عن زكريا بن آدم القمي، عن
الرضا (عليه السلام) قال: إن الله نجا بغداد بمكان قبور الحسينيين فيها (2).
يعني قبر الإمام الكاظم والإمام الجواد (عليهما السلام)، ويأتي منا عنوان الكاظمين في محله
إن شاء الله تعالى.
فضل زيارة الإمام علي الهادي (عليه السلام) والإمام الحسن العسكري (عليه السلام)
[5084] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن عبد الله بن موسى، عن الحسن بن علي
الوشاء قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: إن لكل امام عهدا في عنق أوليائه وشيعته وإن
من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم فمن زارهم رغبة في زيارتهم
وتصديقا بما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة (3).
ونقله الشيخ في التهذيب: 6 / 93 ح 2.
[5085] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن
بزيع، عن صالح بن عقبة، عن زيد الشحام قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما لمن زار
أحدا منكم؟ قال: كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (4).
ونقله الشيخ في التهذيب: 6 / 93 ح 1.
[5086] 3 - الشيخ، عن محمد بن همام، عن الحسن بن محمد بن جمهور، عن الحسين بن



(1) الكافي: 4 / 585 ح 5.
(2) التهذيب: 6 / 82 ح 5.
(3) الكافي: 4 / 567 ح 2.
(4) الكافي: 4 / 579 ح 1.
433
روح، عن محمد بن زياد، عن أبي هاشم الجعفري قال: قال لي أبو محمد الحسن بن
علي (عليه السلام): قبري بسر من رأى أمان لأهل الجانبين (1).
يعني أمان للخاصة والعامة الساكنين فيها والله العالم.
راجع وسائل الشيعة: 14 / 571، ومستدرك الوسائل: 10 / 362 (كلاهما من طبع
آل البيت)، وجامع أحاديث الشيعة: 15 / 509 من الطبعة الحديثة.
ويأتي عنوان سامراء في محلها فراجعها إن شئت.
فضل زيارة الامام المنتظر الحجة بن الحسن (عجل الله تعالى فرجه الشريف)
قد وردت عدة من الروايات في كيفية زيارته (عليه السلام) في السرداب وغيره فراجع إن شئت
مصباح الزائر لابن طاوس: 418، وبحار الأنوار: 22 / 238، من طبع الكمباني و 99 / 81
من طبع بيروت وغيرهما من كتب الدعاء والزيارة. اللهم عجل فرجه واجعلنا من شيعته
وأعوانه وأنصاره والمستشهدين بين يديه آمين يا رب العالمين.
فضل زيارة فاطمة بنت موسى بن جعفر (عليها السلام) بقم
[5087] 1 - الصدوق، عن أبيه، وابن المتوكل، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
أبيه، عن سعد بن سعد قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن زيارة فاطمة بنت
موسى بن جعفر (عليها السلام)؟ فقال: من زارها فله الجنة (2).
[5088] 2 - ابن قولويه، عن أبيه، وأخيه، عن أحمد بن إدريس وغيره، عن العمركي
ابن علي البوفكي، عمن ذكره عن ابن الرضا (عليه السلام) قال: من زار قبر عمتي بقم فله
الجنة (3).



(1) التهذيب: 6 / 93 ح 3.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 267 ح 1. وثواب الأعمال: 124.
(3) كامل الزيارات: 324 ح 2.
434
[5089] 3 - الحسن بن محمد القمي باسناده عن الصادق (عليه السلام) قال: إن لله حرما وهو مكة
ولرسوله حرما وهو المدينة ولأمير المؤمنين حرما وهو الكوفة ولنا حرما وهو قم
وستدفن فيه امرأة من ولدي تسمى فاطمة، من زارها وجبت له الجنة (1).
[5090] 4 - الحسن بن محمد القمي بسند آخر عن الصادق (عليه السلام) انه قال: إن زيارتها
(أي زيارة فاطمة بنت موسى بن جعفر) تعدل الجنة (2).
[5091] 5 - قال المجلسي: رأيت في بعض كتب الزيارات، حدث علي بن إبراهيم،
عن أبيه، عن سعد، عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قال قال: يا سعد عندكم لنا قبر،
قلت: جعلت فداك قبر فاطمة بنت موسى (عليهما السلام)، قال: نعم، من زارها عارفا بحقها
فله الجنة فإذا أتيت القبر فقم عند رأسها مستقبل القبلة ثم ذكر زيارتها (3).
راجع وسائل الشيعة: 14 / 576، ومستدرك الوسائل: 10 / 368، وجامع
أحاديث الشيعة: 15 / 516، ويأتي عنوان قم في محله فراجعه إن شئت.
فضل زيارة عبد العظيم بن عبد الله الحسني (قدس سره) بالري
[5092] 1 - الصدوق، عن علي بن محمد، عن حمزة بن القاسم العلوي، عن محمد بن
يحيى، عمن دخل على أبي الحسن علي بن محمد الهادي (عليه السلام) من أهل الري قال:
دخلت على أبي الحسن العسكري (عليه السلام) فقال: أين كنت؟ فقلت: زرت الحسين (عليه السلام)
قال: أما إنك لو زرت قبر عبد العظيم عندكم لكنت كمن زار الحسين بن علي (عليهما السلام) (4).
ورويها ابن قولويه في كامل الزيارات: 324، وفيها ترغيب إلى زيارة عبد العظيم
الحسني (رحمه الله) كما هو الظاهر وذكره النجاشي في رجاله: 173 من الطبع الحجري
وذكر قضية اختفائه بالري وارتحاله فيها فراجعه إن شئت.



(1) و (2) تاريخ قم: 214 و 215، ونقل عنه في بحار الأنوار: 22 / 297 طبع الكمباني.
(3) بحار الأنوار: 22 / 297 طبع الكمباني.
(4) ثواب الأعمال: 124.
435
زيارة قبر المؤمن
[5093] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد قال: كنت بفيد فمشيت مع
علي بن بلال إلى قبر محمد بن إسماعيل بن بزيع فقال علي بن بلال: قال لي صاحب
هذا القبر عن الرضا (عليه السلام) قال: من أتى قبر أخيه ثم وضع يده على القبر وقرأ إنا أنزلناه
في ليلة القدر سبع مرات أمن يوم الفزع الأكبر أو يوم الفزع (1).
الرواية صحيحة الإسناد. وفيد: قلعة في طريق مكة.
[5094] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن
أحمد بن محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام قال: مررت مع
أبي جعفر (عليه السلام) بالبقيع فمررنا بقبر رجل من أهل الكوفة من الشيعة قال: فوقف
عليه (عليه السلام) فقال: اللهم ارحم غربته وصل وحدته وآنس وحشته واسكن إليه من
رحمتك ما يستغني بها عن رحمة من سواك وألحقه بمن كان يتولاه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5095] 3 - ابن قولويه، عن الرزاد، عن خاله محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن
عمرو بن عثمان الرازي قال سمعت أبا الحسن الأول (عليه السلام) يقول: من لم يقدره أن يزورنا
فليزر صالحي موالينا يكتب له ثواب زيارتنا ومن لم يقدر على صلتنا فليصل على
صالحي موالينا يكتب له ثواب صلتنا (3).
[5096] 4 - ابن قولويه عن محمد بن الحسين، عن محمد بن أحمد، عن موسى بن عمران،
عن عبد الله الحجال عن صفوان الجمال قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كان



(1) الكافي: 3 / 229 ح 9.
(2) الكافي: 3 / 229 ح 6.
(3) كامل الزيارات: 319 ح 1.
436
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخرج في ملاء من الناس من أصحابه كل عشية خميس إلى بقيع
المدنيين فيقول ثلاثا: السلام عليكم يا أهل الديار، وثلاثا رحمكم الله، ثم يلتفت إلى
أصحابه ويقول: هؤلاء خير منكم، فيقولون: يا رسول الله ولم آمنوا وآمنا وجاهدوا
وجاهدنا؟ فيقول: إن هؤلاء آمنوا ولم يلبسوا أيمانهم بظلم ومضوا على ذلك شهيد (1)
وأنتم تبقون بعدي ولا أدري ما تحدثون بعدي (2).
[5097] 5 - ابن قولويه، عن محمد بن عبد الله الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم،
عن مسعدة بن زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: دخل علي
أمير المؤمنين مقبرة ومعه أصحابه فنادى: يا أهل التربة ويا أهل الغربة ويا أهل
الخمود ويا أهل الهمود، أما أخبار ما عندنا فأما أموالكم قد قسمت ونساؤكم قد
نكحت ودوركم قد سكنت فما خبر ما عندكم؟ ثم التفت إلى أصحابه وقال: أما والله
لو يؤذن لهم في الكلام لقالوا لم يتزود مثل التقوى زاد، خير الزاد التقوى (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها. همد الرجل: مات والنار طفئت وأصوات القوم
سكنت.
والروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 3 / 228، وكامل
الزيارات: 319، ومزار المفيد: 184، وبحار الأنوار: 99 / 295، ووسائل
الشيعة: 3 / 222 و 14 / 591، ومستدرك الوسائل: 2 / 362 و 10 / 383 كلاهما
من طبع آل البيت، وجامع أحاديث الشيعة: 3 / 537 و 12 / 625،
وألف حديث في المؤمن: 201.



(1) كذا في المصدر ولكن الصحيح شهداء.
(2) كامل الزيارات: 320 ح 6.
(3) كامل الزيارات: 320 ح 7.
437
اكرام القادم من الزيارة
[5098] 1 - المجلسي قال: روي في بعض مؤلفات أصحابنا رحمهم الله تعالى عن معلى بن
خنيس قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا انصرف الرجل من إخوانكم من
زيارتنا أو زيارة قبورنا فاستقبلوه وسلموا عليه وهنؤوه بما وهب الله له فإن لكم مثل
ثوابه ويغشاكم ثواب مثل ثوابه من رحمة الله وإنه ما من رجل يزورنا أو يزور قبورنا
إلا غشيته الرحمة وغفرت له ذنوبه (1).



(1) بحار الأنوار: 22 / 302 من طبع الكمباني و 99 / 302 ح 1.
438
زيارة الإخوان
[5099] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
فضال، عن علي بن عقبة، عن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من زار أخاه لله
لا لغيره التماس موعد الله وتنجز ما عند الله وكل الله به سبعين ألف ملك ينادونه ألا
طبت وطابت لك الجنة (1).
[5100] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي النهدي، عن
الحصين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من زار أخاه في الله قال الله عز وجل: إياي زرت وثوابك
علي ولست أرضى لك ثوابا دون الجنة (2).
[5101] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
الحكم، عن سيف بن عميرة، عن يعقوب بن شعيب، قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: من زار أخاه في جانب المصر ابتغاء وجه الله فهو زوره وحق على الله أن يكرم
زوره (3).
الرواية صحيحة الإسناد. الزور: الزائر.
[5102] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن
عميرة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من زار أخاه في



(1) الكافي: 2 / 175 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 176 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 176 ح 5.
439
بيته قال الله عز وجل له: أنت ضيفي وزائري علي قراك وقد أوجبت لك الجنة بحبك
إياه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5103] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن إسحاق بن عمار،
عن أبي غرة قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من زار أخاه في الله في مرض أو صحة
لا يأتيه خداعا ولا استبدالا، وكل الله به سبعين ألف ملك ينادون في قفاه أن طبت
وطابت لك الجنة فأنتم زوار الله وأنتم وفد الرحمن حتى يأتي منزله فقال له يسير:
جعلت فداك وإن كان المكان بعيدا؟ قال: نعم يا يسير وإن كان المكان مسيرة سنة فإن
الله جواد والملائكة كثيرة يشيعونه حتى يرجع إلى منزله (2).
[5104] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن
النهدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من زار أخاه في الله ولله جاء يوم القيامة يخطر بين
قباطي من نور ولا يمر بشيء إلا أضاء له حتى يقف بين يدي الله عز وجل فيقول الله عز وجل له: مرحبا
وإذا قال مرحبا أجزل الله عز وجل له العطية (3).
[5105] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب
قال: سمعت أبا حمزة يقول: سمعت العبد الصالح (عليه السلام) يقول: من زار أخاه المؤمن لله لا
لغيره يطلب به ثواب الله وتنجز ما وعده الله عز وجل وكل عز وجل به سبعين ألف ملك من حين يخرج
من منزله حتى يعود إليه ينادونه ألا طبت وطابت لك الجنة تبوأت من الجنة
منزلا (4).



(1) الكافي: 2 / 176 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 177 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 177 ح 8.
(4) الكافي: 2 / 178 ح 15.
440
[5106] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن
بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن
المؤمن ليخرج إلى أخيه يزوره فيوكل الله عز وجل به ملكا فيضع جناحا في الأرض
وجناحا في السماء يظله فإذا دخل إلى منزله نادى الجبار تبارك وتعالى: أيها العبد
المعظم لحقي المتبع لآثار نبيي حق علي إعظامك سلني أعطك ادعني أجبك اسكت
ابتدئك فإذا انصرف شيعه الملك يظله بجناحه حتى يدخل إلى منزله ثم يناديه تبارك
وتعالى أيها العبد المعظم لحقي حق علي إكرامك قد أوجبت لك جنتي وشفعتك في
عبادي (1).
[5107] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
خالد، والحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن
بشير، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن العبد المسلم إذا خرج من بيته زائرا
أخاه لله لا لغيره التماس وجه الله رغبة فيما عنده وكل الله عز وجل به سبعين ألف ملك ينادونه من
خلفه إلى أن يرجع إلى منزله ألا طبت وطابت لك الجنة (2).
[5108] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم
ابن عمر اليماني، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): حدثني
جبرئيل (عليه السلام) ان الله عز وجل أهبط إلى الأرض ملكا فأقبل ذلك الملك يمشي حتى وقع إلى باب
عليه رجل يستأذن على رب الدار فقال له الملك: ما حاجتك إلى رب هذه الدار؟
قال: أخ لي مسلم زرته في الله تبارك وتعالى، قال له الملك: ما جاء بك إلا ذاك؟
فقال: ما جاء بي إلا ذاك فقال: اني رسول الله إليك وهو يقرئك السلام ويقول:
وجبت لك الجنة وقال الملك: ان الله عز وجل يقول: أيما مسلم زار مسلما فليس إياه زار



(1) الكافي: 2 / 178 ح 12.
(2) الكافي: 2 / 177 ح 9.
441
إياى زار وثوابه علي الجنة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال متعددة فراجع الكافي: 2 / 175، والوافي: 5 / 589،
وبحار الأنوار: 71 / 432، ووسائل الشيعة: 14 / 581، ومستدرك الوسائل:
10 / 372، (كلاهما من طبع آل البيت)، وجامع أحاديث الشيعة: 12 / 622،
(15 / 524 من الطبعة الحديثة)، وألف حديث في المؤمن: 198.



(1) الكافي: 2 / 176 ح 3.
442
الزينة
[5109] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
محبوب، عن جميل بن دراج، عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن
الذراعين من المرأة أهما من الزينة التي قال الله تبارك وتعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا
لبعولتهن) (1)؟ قال: نعم وما دون الخمار من الزينة وما دون السوارين (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5110] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
خالد والحسين بن سعيد، عن القاسم بن عروة، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى: (إلا ما ظهر منها) قال: الزينة
الظاهرة الكحل والخاتم (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5111] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله،
عن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سلامة الدين وصحة البدن خير من
المال والمال زينة من زينة الدنيا حسنة.
محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد، عن ربعي، عن الفضيل،



(1) سورة النور: 32.
(2) الكافي: 5 / 520 ح 1.
(3) الكافي: 5 / 521 ح 3.
443
عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله (1).
الرواية صحيحة بسنديها.
[5112] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا جلست المرأة مجلسا فقامت عنه فلا
يجلس في مجلسها رجل حتى يبرد قال: وسئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما زينة المرأة للأعمى؟
قال: الطيب والخضاب فانه من طيب النسمة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5113] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح قال: كان أبو عبد الله (عليه السلام) متكئا علي أو قال على أبي فلقيه
عباد بن كثير البصري وعليه ثياب مروية حسان فقال: يا أبا عبد الله انك من أهل
بيت النبوة وكان أبوك وكان فما هذه الثياب المروية عليك فلو لبست دون هذه الثياب؟
فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): ويلك يا عباد من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات
من الرزق ان الله عز وجل إذا أنعم على عبده نعمة أحب أن يراها عليه ليس بها بأس
ويلك يا عباد إنما أنا بضعة من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلا تؤذني وكان عباد يلبس ثوبين
قطريين (3).
[5114] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن موسى بن
القاسم، عن صفوان، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الكحل بالليل ينفع العين
وهو بالنهار زينة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 216 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 564 ح 38.
(3) الكافي: 6 / 443 ح 13.
(4) الكافي: 6 / 494 ح 3.
444
[5115] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان قال
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ثلاث هن فخر المؤمن وزينة في الدنيا والآخرة: الصلاة
في الليل ويأسه مما في أيدي الناس وولايته الامام من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). قال: وثلاثة
هم شرار الخلق ابتلى بهم خيار الخلق: أبو سفيان أحدهم قاتل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وعاداه ومعاوية قاتل عليا (عليه السلام) وعاداه ويزيد بن معاوية لعنه الله قاتل الحسين بن
علي (عليهما السلام) وعاداه حتى قتله (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5116] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العفاف زينة الفقر والشكر زينة
الغنى (2).
[5117] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... إن البهائم همها بطونها وإن
السباع همها العدوان على غيرها وإن النساء همهن زينة الحياة الدنيا والفساد فيها وإن
المؤمنين مستكينون، إن المؤمنين مشفقون، إن المؤمنين خائفون (3).
[5118] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الزينة بحسن الصواب لا بحسن
الثياب (4).



(1) الكافي: 8 / 234 ح 311.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 68.
(3) نهج البلاغة الخطبة 153.
(4) غرر الحكم: ح 1745.
445
/ 1