موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) (جزء 6) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) (جزء 6) - نسخه متنی

هادی نجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الكتاب: موسوعة أحاديث أهل البيت (ع)
المؤلف: الشيخ هادي النجفي
الجزء: 6
الوفاة: معاصر
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق:
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: 1423 – 2002 م
المطبعة: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان - شارع دكاش - هاتف : 272652 - 272655 - 272782 - فاكس : 850717 - 850623 - ص . ب : 7957 / 11
موسوعة
أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)
تأليف
الشيخ هادي النجفي
الجزء السادس
ص _ ض _ ط _ ظ
دار احياء التراث العربي
بيروت _ لبنان

1
حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى
1423 ه‍ _ 2002 م
دار احياء التراث العربي
DAR EHIA AL - TOURATH AL - ARABI
للطباعة والنشر والتوزيع
Publishing & amp Distributing
بيروت _ لبنان _ شارع دكاش _ هاتف 272652 _ 272655 _ 272782 فاكس 850717 _ 850623 ص. ب. 7957 / 11

2
باب الصاد

3
الصبح
[6599] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن
محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن معروف بن خربوذ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
صلى أمير المؤمنين (عليه السلام) بالناس الصبح بالعراق فلما انصرف وعظهم فبكى وأبكاهم
من خوف الله ثم قال: أما والله لقد عهدت أقواما على عهد خليلي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وأنهم ليصبحون ويمسون شعثا غبرا خمصا بين أعينهم كركب المعزى يبيتون لربهم
سجدا وقياما يراوحون أقدامهم وجباههم يناجون ربهم ويسألونه فكاك رقابهم من
النار والله لقد رأيتهم مع هذا وهم خائفون مشفقون (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6600] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن زرارة، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال يقول بعد الصبح: «الحمد لله رب الصباح الحمد لله فالق الإصباح»
ثلاث مرات «اللهم افتح لي باب الأمر الذي فيه اليسر والعافية، اللهم هيئ لي
سبيله وبصرني مخرجه، اللهم إن كنت قضيت لأحد من خلقك على مقدره بالشر
فخذه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن تحت قدميه ومن فوق رأسه
واكفنيه بما شئت ومن حيث شئت وكيف شئت» (2).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 235 ح 21.
(2) الكافي: 2 / 528 ح 18.
5
[6601] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن جراح
الحذاء، عن سماعة بن مهران قال قال أبو الحسن موسى (عليه السلام): من توضأ للمغرب كان
وضوؤه ذلك كفارة لما مضى من ذنوبه في نهاره ما خلا الكبائر ومن توضأ لصلاة
الصبح كان وضوؤه ذلك كفارة لما مضى من ذنوبه في ليلته إلا الكبائر (1).
الرواية موثقة سندا.
[6602] 4 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر، عن عبد الرحمن بن سالم، عن إسحاق بن عمار قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
أخبرني بأفضل المواقيت في صلاة الفجر فقال: مع طلوع الفجر ان الله عز وجل يقول (وقرآن
الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا) (2) يعني صلاة الفجر تشهده ملائكة الليل
وملائكة النهار فإذا صلى العبد الصبح مع طلوع الفجر أثبتت له مرتين أثبتها ملائكة
الليل وملائكة النهار (3).
[6603] 5 - الكليني، عن أحمد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
صفوان، عن خالد بن نجيح قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): اقرؤوا من لقيتم من أصحابكم
السلام وقولوا لهم إن فلان بن فلان يقرئكم السلام وقولوا لهم عليكم بتقوى الله عز وجل
وما ينال به ما عند الله إني والله ما آمركم إلا بما نأمر به أنفسنا فعليكم بالجد والاجتهاد
وإذا صليتم الصبح وانصرفتم فبكروا في طلب الرزق واطلبوا الحلال فإن الله عز وجل
سيرزقكم ويعينكم عليه (4).
[6604] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن أحمد
القلانسي، عن أحمد بن الفضل، عن عبد الله بن جبلة، عن فزارة، عن أنس أو هيثم



(1) الكافي: 3 / 70 ح 5.
(2) سورة الإسراء: 78.
(3) الكافي: 3 / 282 ح 2.
(4) الكافي: 5 / 78 ح 8.
6
ابن البراء، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قلت له: اللص يدخل علي في بيتي يريد نفسي
ومالي فقال: فاقتله فأشهد الله ومن سمع أن دمه في عنقي قال قلت: أصلحك الله فأين
علامة هذا الأمر؟ فقال: أترى بالصبح من خفاء؟ قال قلت: لا قال: فإن أمرنا إذا
كان كان أبين من فلق الصبح قال ثم قال: مزاولة جبل بظفر أهون من مزاولة ملك لم
ينقض أكله فاتقوا الله تبارك وتعالى ولا تقتلوا أنفسكم للظلمة (1).
[6605] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى،
عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: كل من دان
الله عز وجل بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول وهو ضال متحير
والله شانئ لأعماله ومثله كمثل شاة ضلت عن راعيها وقطيعها فهجمت ذاهبة
وجائية يومها فلما جنها الليل بصرت بقطيع غنم مع راعيها فحنت إليها واغترت بها
فباتت معها في مربضها فلما أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها وقطيعها فهجمت
متحيرة تطلب راعيها وقطيعها فبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها واغترت بها
فصاح بها الراعي الحقي براعيك وقطيعك فأنت تائهة متحيرة عن راعيك وقطيعك
فهجمت ذعرة متحيرة تائهة لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها فبينا هي كذلك
إذ اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها وكذلك والله يا محمد من أصبح من هذه الامة لا امام له
من الله عز وجل ظاهر عادل أصبح ضالا تائها وإن مات على هذه الحالة مات ميتة كفر
ونفاق واعلم يا محمد أن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا وأضلوا
فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على
شئ ذلك هو الضلال البعيد (2).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 7 / 297 ح 5.
(2) الكافي: 1 / 183 ح 8.
7
[6606] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عمرو
ابن جميع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أفضل الناس من عشق
العبادة فعانقها وأحبها بقلبه وباشرها بجسده وتفرغ لها فهو لا يبالي على ما أصبح من
الدنيا على عسر أم على يسر (1).
[6607] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس
بمسلم (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6608] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن
فضالة بن أيوب، عن عمر بن أبان وسيف بن عميرة، عن فضيل بن يسار قال:
دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) في مرضة مرضها لم يبق منه إلا رأسه فقال: يا فضيل انني
كثيرا ما أقول ما على رجل عرفه الله هذا الأمر لو كان في رأس جبل حتى يأتيه الموت
يا فضيل بن يسار إن الناس أخذوا يمينا وشمالا وأنا وشيعتنا هدينا الصراط المستقيم
يا فضيل بن يسار إن المؤمن لو أصبح له ما بين المشرق والمغرب كان ذلك خيرا له ولو
أصبح مقطعا أعضاؤه كان ذلك خيرا له يا فضيل بن يسار إن الله لا يفعل بالمؤمن إلا ما
هو خير له يا فضيل بن يسار لو عدلت الدنيا عند الله عز وجل جناح بعوضة ما سقى عدوه منها
شربة ماء يا فضيل بن يسار إنه من كان همه هما واحدا كفاه الله همه ومن كان همه في
كل واد لم يبال الله بأي واد هلك (3).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 83 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 163 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 246 ح 5.
8
[6609] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
عبد الله بن سنان وعبد العزيز العبدي، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: من أصبح وأمسى والدنيا أكبر همه جعل الله تعالى الفقر بين عينيه وشتت أمره
ولم ينل من الدنيا إلا ما قسم الله له ومن أصبح وأمسى والآخرة أكبر همه جعل الله
الغنى في قلبه وجمع له أمره (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6610] 12 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان،
عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): من أصبح لا ينوي ظلم أحد غفر الله له
ما أذنب ذلك اليوم ما لم يسفك دما أو يأكل مال يتيم حراما (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6611] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أصبح لا يهم بظلم أحد غفر الله ما
اجترم (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6612] 14 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن جعفر بن محمد، عن عبد الله بن
القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لرجل: أصبحت صائما؟
قال: لا قال: فأطعمت مسكينا؟ قال: لا قال: فارجع إلى أهلك فإنه منك عليهم
صدقة (4).
[6613] 15 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن



(1) الكافي: 2 / 319 ح 15.
(2) الكافي: 2 / 331 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 332 ح 8.
(4) الكافي: 5 / 495 ح 2.
9
إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي محمد الوابشي وإبراهيم بن مهزم،
عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صلى
بالناس الصبح فنظر إلى شاب في المسجد وهو يخفق ويهوي برأسه مصفرا لونه قد
نحف جسمه وغارت عيناه في رأسه فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كيف أصبحت
يا فلان؟ قال: أصبحت يا رسول الله موقنا، فعجب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من قوله وقال:
إن لكل يقين حقيقة فما حقيقة يقينك؟ فقال: إن يقيني يا رسول الله هو الذي أحزنني
وأسهر ليلي وأضمأ هواجري فعزفت نفسي عن الدنيا وما فيها حتى كأني أنظر إلى
عرش ربي وقد نصب للحساب وحشر الخلائق لذلك وأنا فيهم وكأني أنظر إلى أهل
الجنة يتنعمون في الجنة ويتعارفون وعلى الأرائك متكئون وكأني أنظر إلى أهل النار
وهم فيها معذبون مصطرحون وكأني الآن أسمع زفير النار يدور في مسامعي، فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه: هذا عبد نور الله قلبه بالإيمان ثم قال له: الزم ما أنت عليه
فقال الشاب: ادع الله لي يا رسول الله أن ارزق الشهادة معك فدعا له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فلم يلبث أن خرج في بعض غزوات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فاستشهد بعد تسعة نفر وكان هو
العاشر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6614] 16 - الصدوق باسناده إلى المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد، عن
أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال: قيل للحسين بن علي (عليهما السلام): كيف أصبحت يا بن رسول الله؟
قال: أصبحت ولي رب فوقي والنار أمامي والموت يطلبني والحساب محدق بي وأنا
مرتهن بعملي لا أجد ما أحب ولا أدفع ما أكره والأمور بيد غيري فإن شاء عذبني وإن
شاء عفا عني فأي فقير أفقر مني (2).



(1) الكافي: 2 / 53 ح 2.
(2) الفقيه: 4 / 404 ح 5873.
10
[6615] 17 - الرضي، رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ولقد أصبحت الأمم تخاف
ظلم رعاتها واصبحت أخاف ظلم رعيتي... لقد رأيت أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فما أرى أحدا يشبههم منكم لقد كانوا يصحبون شعثا غبرا وقد باتوا سجدا
وقياما... (1).
[6616] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... أولستم ترون أهل الدنيا
يصبحون ويمسون على أحوال شتى فميت يبكى وآخر يعزى وصريع مبتلى وعائد
يعود وآخر بنفسه يجود وطالب للدنيا والموت يطلبه وغافل ليس بمغفول عنه وعلى
أثر الماضي ما يمضى الباقي، ألا فاذكروا هادم اللذات ومنغص الشهوات وقاطع
الأمنيات عند المساورة للأعمال القبيحة واستعينوا الله على أداء واجب حقه وما
لا يحصى من أعداد نعمه وإحسانه (2).
[6617] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... أيها الناس استصحبوا من
شعلة مصباح متعظ وامتاحوا من صفو عين قد روقت من الكدر... (3).
[6618] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من أصبح على الدنيا حزينا فقد
أصبح لقضاء الله ساخطا ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فقد أصبح يشكو
ربه... (4).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار
والحمد الله رب العالمين.



(1) نهج البلاغة: الخطبة 97.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 99.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 105.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 228.
11
الصبر
الصبر على طاعة الله تعالى
[6619] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن عبد الله بن بكير، عن حمزة بن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الجنة
محفوفة بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة وجهنم محفوفة
باللذات والشهوات (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6620] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان
جميعا، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان
يوم القيامة يقوم عنق من الناس فيأتون باب الجنة فيضربونه فيقال لهم: من أنتم؟
فيقولون نحن أهل الصبر فيقال لهم: على ما صبرتم؟ فيقولون كنا نصبر على طاعة الله
ونصبر عن معاصي الله فيقول الله عز وجل: صدقوا، أدخلوهم الجنة وهو قول الله عز وجل (إنما
يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) (2) (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6621] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن مرحوم، عن



(1) الكافي: 2 / 89 ح 7.
(2) سورة الزمر: 10.
(3) الكافي: 2 / 75 ح 4.
12
أبي سيار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا دخل المؤمن في قبره كانت الصلاة عن يمينه
والزكاة عن يساره والبر مظل عليه ويتنحى الصبر ناحية، فإذا دخل عليه الملكان
اللذان يليان مسائلته قال الصبر للصلاة والزكاة والبر: دونكم صاحبكم فإن عجزتم
عنه فأنا دونه (1).
[6622] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن
بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: اصبروا على الدنيا فإنما هي ساعة فما
مضى منه فلا تجد له ألما ولا سرورا وما لم يجئ فلا تدري ما هو؟ وإنما هي ساعتك
التي أنت فيها فاصبر فيها على طاعة الله واصبر فيها عن معصية الله (2).
[6623] 5 - المفيد، عن محمد بن محمد بن طاهر، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن أحمد
ابن يوسف الجعفي، عن الحسين بن محمد، عن أبيه، عن آدم بن عيينة بن أبي عمران
الهلالي الكوفي قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: كم من صبر ساعة قد
أورثت فرحا طويلا وكم من لذة ساعة قد أورثت حزنا طويلا (3).
[6624] 6 - الطوسي، عن المفيد، عن أحمد بن محمد بن الحسين بن الوليد، عن أبيه، عن
الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن صباح الحذاء، عن
أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إذا كان
يوم القيامة جمع الله الخلائق في صعيد واحد وينادي مناد من عند الله يسمع آخرهم كما
يسمع أولهم يقول: أين أهل الصبر؟ فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم زمرة من
الملائكة فيقولون لهم: ما كان صبركم هذا الذي صبرتم؟ فيقولون: صبرنا أنفسنا على
طاعة الله وصبرناها عن معصية الله قال: فينادي مناد من عند الله صدق عبادي خلوا



(1) الكافي: 2 / 90 ح 8.
(2) الكافي: 2 / 454 ح 4.
(3) أمالي المفيد: المجلس الخامس ح 9 / 42.
13
سبيلهم ليدخلوا الجنة بغير حساب، الحديث (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6625] 7 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الكاظم (عليه السلام) انه قال له في حديث:... يا هشام
اصبر على طاعة الله واصبر عن معاصي الله فإنما الدنيا ساعة فما مضى فليس تجد له
سرورا وحزنا وما لم يأت منها فليس تعرفه فاصبر على تلك الساعة التي أنت فيها
فكأنك قد اغتبطت (2).
[6626] 8 - الديلمي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إنا وجدنا الصبر على طاعة الله
أيسر من الصبر على عذابه (3).
[6627] 9 - الديلمي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اصبروا على عمل لا غنى لكم
عن ثوابه واصبروا عن عمل لا طاقة لكم على عقابه (4).
[6628] 10 - النوري نقلا من أبي القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق قال: قال عيسى بن
مريم للحواريين: يا معشر الحواريين إنكم لا تدركون ما تأملون إلا بالصبر على
ما تكرهون ولا تبلغون ما تريدون إلا بترك ما تشتهون (5).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت راجع وسائل الشيعة: 11 / 186،
ومستدرك الوسائل: 11 / 259.
الصبر عن معصية الله تعالى
[6629] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن
أبي الجارود، عن الأصبغ قال قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: الصبر صبران:



(1) أمالي الطوسي: المجلس الرابع ح 12 / 102 الرقم 158.
(2) تحف العقول: 295.
(3) و (4) ارشاد القلوب: 126.
(5) مستدرك الوسائل: 11 / 261 ح 6.
14
صبر عند المصيبة حسن جميل وأحسن من ذلك الصبر عندما حرم الله عز وجل عليك. والذكر
ذكران: ذكر الله عز وجل عند المصيبة وأفضل من ذلك ذكر الله عندما حرم عليك فيكون
حاجزا (1).
[6630] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه [عن يونس بن
عبد الرحمن] رفعه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الصبر صبران: صبر على البلاء حسن
جميل وأفضل الصبر الورع عن المحارم (2).
[6631] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن يحيى بن
سليم الطائفي، عن عمرو بن شمر اليماني يرفع الحديث إلى علي (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الصبر ثلاثة: صبر عند المصيبة وصبر على الطاعة وصبر عن
المعصية، فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمأة درجة،
ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الأرض، ومن صبر على الطاعة كتب الله
له ستمائة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى العرش ومن صبر
عن المعصية كتب الله له تسعمائة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم
الأرض إلى منتهى العرش (3).
[6632] 4 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الصبر عن الشهوة عفة وعن
الغضب نجدة وعن المعصية ورع (4).
[6633] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من صبر على طاعة الله وعن
معاصيه فهو المجاهد الصبور (5).



(1) الكافي: 2 / 90 ح 11.
(2) و (3) الكافي: 2 / 91 ح 14 و 15.
(4) غرر الحكم: ح 1927.
(5) غرر الحكم: ح 9190.
15
الصبر على المصيبة
[6634] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن يونس بن يعقوب قال: أمرني أبو عبد الله (عليه السلام) أن آتي المفضل وأعزيه
بإسماعيل وقال: اقرأ المفضل السلام وقل له: إنا قد أصبنا بإسماعيل فصبرنا، فاصبر
كما صبرنا، إنا أردنا أمرا وأراد الله عز وجل أمرا، فسلمنا لأمر الله عز وجل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6635] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن
أبي حمزة الثمالي قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): من ابتلى من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان
له مثل أجر ألف شهيد (2).
[6636] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن عمار بن مروان، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل أنعم
على قوم فلم يشكروا فصارت عليهم وبالا وابتلى قوما بالمصائب فصبروا فصارت
عليهم نعمة (3).
[6637] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن
عبد الحميد، عن أبان بن أبي مسافر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل (يا أيها
الذين آمنوا اصبروا وصابروا) (4) قال: اصبروا على المصائب (5).
[6638] 5 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن بعض
أصحابه، عن أبان، عن عبد الرحمن بن سيابة، عن أبي النعمان، عن أبي عبد الله أو
أبي جعفر (عليهما السلام) قال: من لا يعد الصبر لنوائب الدهر يعجز (6).



(1) الكافي: 2 / 92 ح 16 و 17 و 18.
(2) الكافي: 2 / 92 ح 16 و 17 و 18.
(3) الكافي: 2 / 92 ح 16 و 17 و 18.
(4) سورة آل عمران: 200.
(5) الكافي: 2 / 92 ح 19.
(6) الكافي: 2 / 93 ح 24.
16
[6639] 6 - الصدوق، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن
أبي عبد الله، عن الحسن بن الحسين بن يزيد، عن إبراهيم بن أبي بكر، عن عاصم،
عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: من صبر على مصيبة
زاده الله عزا إلى عزه وأدخله الجنة مع محمد وأهل بيته (عليهم السلام) (1).
[6640] 7 - الإسكافي رفعه إلى أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من مؤمن إلا وهو
مبتلى ببلاء منتظر به ما هو أشد منه فإن صبر على البلية التي هو فيها عافاه الله من
البلاء الذي ينتظر به وإن لم يصبر وجزع نزل به من البلاء المنتظر أبدا حتى يحسن
صبره وعزاؤه (2).
[6641] 8 - الإسكافي رفعه إلى ربعي بن عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الصبر
والبلاء ليستبقان إلى المؤمن فيأتيه البلاء وهو صبور وإن الجزع والبلاء ليستبقان إلى
الكافر فيأتيه البلاء وهو جزوع (3).
[6642] 9 - الإسكافي رفعه إلى سيف بن عميرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اتقوا الله
واصبروا فإنه من لم يصبر أهلكه الجزع وإنما هلاكه في الجزع انه إذا جزع لم يؤجر (4).
[6643] 10 - الإسكافي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن للنكبات غايات لا بد أن
ينتهي إليها فإذا أحكم على أحدكم لها فليطأطئ لها ويصبر حتى تجوز فإن أعمال
الحيلة فيها عند إقبالها زائد في مكروهها (5).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع كتابنا ألف حديث في المؤمن:
47.



(1) ثواب الأعمال: 235.
(2) التمحيص: 59 ح 121.
(3) التمحيص: 63 ح 144.
(4) التمحيص: 64 ح 151.
(5) التمحيص: 64 ح 147.
17
الصبر في جميع الأمور
[6644] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن إسماعيل بن مهران، عن
درست بن أبي منصور، عن عيسى بن بشير، عن أبي حمزة قال قال أبو جعفر (عليه السلام):
لما حضرت أبي علي بن الحسين (عليهما السلام) الوفاة ضمني إلى صدره وقال: يا بني أوصيك بما
أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة وبما ذكر أن أباه أوصاه به يا بني اصبر على الحق
وإن كان مرا (1).
[6645] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنا صبر وشيعتنا أصبر منا، قلت: جعلت فداك
كيف صار شيعتكم أصبر منكم؟ قال: لأنا نصبر على ما نعلم وشيعتنا يصبرون على
ما لا يعلمون (2).
[6646] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن أبي محمد عبد الله السراج رفعه إلى علي بن الحسين (عليه السلام) قال: الصبر من
الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ولا إيمان لمن لا صبر له (3).
[6647] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب،
عن علي بن رئاب، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الصبر رأس
الإيمان (4).
[6648] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن العلاء بن فضيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس



(1) الكافي: 2 / 91 ح 13.
(2) الكافي: 2 / 93 ح 25.
(3) الكافي: 2 / 89 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 87 ح 1.
18
من الجسد فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان (1).
[6649] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني جميعا، عن
القاسم بن محمد الأصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث قال
قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا حفص ان من صبر صبر قليلا وإن من جزع جزع قليلا ثم
قال: عليك بالصبر في جميع أمورك فإن الله عز وجل بعث محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) فأمره بالصبر
والرفق فقال: (واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا وذرني
والمكذبين أولي النعمة) (2) وقال تبارك وتعالى: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا
الذي بينك وبينه عدواة كأنه ولي حميم * وما يلقيها إلا الذين صبروا وما يلقيها
إلا ذو حظ عظيم) (3) فصبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى نالوه بالعظائم ورموه بها فضاق
صدره فأنزل الله عز وجل (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك
وكن من الساجدين) (4) ثم كذبوه ورموه فحزن لذلك فأنزل الله عز وجل (قد نعلم انه
ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ولقد
كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا) (5) فألزم
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه الصبر فتعدوا فذكروا الله تبارك وتعالى وكذبوه فقال قد صبرت في
نفسي وأهلي وعرضي ولا صبر لي على ذكر إلهي فأنزل الله عز وجل (ولقد خلقنا
السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على
ما يقولون) (6) فصبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في جميع أحواله ثم بشر في عترته بالأئمة ووصفوا



(1) الكافي: 2 / 87 ح 2.
(2) سورة المزمل: 10.
(3) سورة فصلت: 34 - 35.
(4) سورة الحجر: 97 و 98.
(5) سورة الأنعام: 33.
(6) سورة ق: 38.
19
بالصبر فقال جل ثناؤه: (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا
بآياتنا يوقنون) (1) فعند ذلك قال (صلى الله عليه وآله وسلم) الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد
فشكر الله عز وجل ذلك له فأنزل الله عز وجل: (وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما
صبروا ودمرن ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون) (2)
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): انه بشرى وانتقام فأباح الله عز وجل له قتال المشركين فأنزل الله: (اقتلوا
المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد) (3)
(واقتلوهم حيث ثقفتموهم) (4) فقتلهم الله على يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأحبائه
وجعل له ثواب صبره مع ما ادخر له في الآخرة، فمن صبر واحتسب لم يخرج من الدنيا
حتى يقر الله له عينه في أعدائه مع ما يدخر له في الآخرة (5).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[6650] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن
عبد الله، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الصبر من الإيمان بمنزلة
الرأس من الجسد فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد كذلك إذا ذهب الصبر ذهب
الإيمان (6).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6651] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)



(1) سورة السجدة: 24.
(2) سورة الأعراف: 136.
(3) سورة التوبة: 6.
(4) سورة البقرة: 191.
(5) الكافي: 2 / 88 ح 3.
(6) الكافي: 2 / 89 ح 5.
20
يقول: إن الحر حر على جميع أحواله إن نابته نائبة صبر لها وإن تداكت عليه المصائب
لم تكسره وان أسر وقهر واستبدل باليسر عسرا كما كان يوسف الصديق الأمين
صلوات الله عليه لم يضرر حريته ان استعبد وقهر وأسر ولم تضرره ظلمة الجب
ووحشته وما ناله أن من الله عليه فجعل الجبار العاتي له عبدا بعد إذ كان له مالكا
فأرسله ورحم به امه وكذلك الصبر يعقب خيرا فاصبروا ووطنوا أنفسكم على الصبر
تؤجروا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6652] 9 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن عبد الله بن
ميمون، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دخل أمير المؤمنين صلوات الله عليه المسجد فإذا
هو برجل على باب المسجد كئيب حزين فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): ما لك؟ قال:
يا أمير المؤمنين أصبت بأبي وأمي وأخي وأخشى أن أكون قد وجلت فقال له
أمير المؤمنين (عليه السلام): عليك بتقوى الله والصبر تقدم عليه غدا والصبر في الأمور بمنزلة
الرأس من الجسد فإذا فارق الرأس الجسد فسد الجسد وإذا فارق الصبر الأمور
فسدت الأمور (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6653] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني، عن
القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود، عن يحيى بن آدم، عن شريك، عن جابر بن
يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: مروة الصبر في حال الحاجة والفاقة والتعفف والغنى
أكثر من مروة الإعطاء (3)



(1) الكافي: 2 / 89 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 90 ح 9.
(3) الكافي: 2 / 93 ح 22.
21
[6654] 11 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن أحمد بن
النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال قلت لأبي جعفر (عليه السلام): يرحمك الله ما الصبر
الجميل؟ قال: ذلك صبر ليس فيه شكوى إلى الناس (1).
[6655] 12 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس
ابن عامر، عن العرزمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سيأتي
على الناس زمان لا ينال الملك فيه إلا بالقتل والتجبر ولا الغنى إلا بالغصب والبخل
ولا المحبة إلا باستخراج الدين واتباع الهوى فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر
وهو يقدر على الغنى وصبر على البغضة وهو يقدر على المحبة وصبر على الذل وهو
يقدر على العز آتاه الله ثواب خمسين صديقا ممن صدق بي (2).
[6656] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن سماعة بن مهران، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال قال لي: ما حبسك عن الحج؟
قال قلت: جعلت فداك وقع علي دين كثير وذهب مالي وديني الذي قد لزمني هو
أعظم من ذهاب مالي فلولا ان رجلا من أصحابنا أخرجني ما قدرت أن أخرج فقال
لي: إن تصبر تغتبط وإلا تصبر ينفذ الله مقاديره راضيا كنت أم كارها (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6657] 14 - الصدوق باسناده إلى وصيه أمير المؤمنين لمحمد بن الحنفية انه قال:... الق
عنك واردات الهموم بعزائم الصبر عود نفسك الصبر، فنعم الخلق الصبر واحملها على
ما أصابك من أهوال الدنيا وهمومها، فاز الفائزون ونجا الذين سبقت لهم من الله
الحسنى فإنه جنة من الفاقة... (4).



(1) الكافي: 2 / 93 ح 23.
(2) الكافي: 2 / 91 ح 12.
(3) الكافي: 2 / 90 ح 10.
(4) الفقيه: 4 / 386.
22
[6658] 15 - الصدوق قال: روى أحمد بن إسحاق بن سعد، عن عبد الله بن ميمون، عن
الصادق (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال الفضل بن عباس: أهدي إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
بغلة أهداها له كسرى أو قيصر فركبها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بجل من شعر وأردفني خلفه ثم قال
لي: يا غلام احفظ الله يحفظك واحفظ الله تجد أمامك تعرف إلى الله عز وجل في الرخاء يعرفك
في الشدة إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن الله عز وجل فقد مضى القلم بما هو كائن فلو
جهد الناس أن ينفعوك بأمر لم يكتبه الله لك لم يقدروا عليه ولو جهدوا أن يضروك
بأمر لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه فإن استطعت أن تعمل بالصبر مع اليقين فافعل
فإن لم تستطع فاصبر فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا واعلم أن النصر مع الصبر
وأن الفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا (1).
[6659] 16 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن العطار، عن محمد بن أحمد، عن محمد
ابن حسان الرازي، عن أبي محمد الرازي، عن أبي المعزا، عن أبي بصير، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إني لأصبر من غلامي هذا ومن أهلي
على ما هو أمر من الحنظل، إنه من صبر نال بصبره درجة الصائم القائم ودرجة
الشهيد الذي قد ضرب بسيفه قدام محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
[6660] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه سئل عن الإيمان؟ فقال: الإيمان على
أربع دعائم على الصبر واليقين والعدل والجهاد. والصبر منها على أربع شعب على
الشوق والشفق والزهد والترقب... (3).
[6661] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الصبر صبران: صبر على ما
تكره وصبر عما تحب (4).



(1) الفقيه: 4 / 412 ح 5900.
(2) ثواب الأعمال: 235.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 31.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 55.
23
[6662] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من لم ينجه الصبر أهلكه
الجزع (1).
[6663] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من صبر صبر لأحرار وإلا سلا سلو الأغمار (2).
سلا: أي نسي. والأغمار: جمع غمر وهو الجاهل الذي لم يجرب الأمور.
والروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 2 / 87،
والمحجة البيضاء: 7 / 105، والوافي: 4 / 333، وارشاد القلوب: 126،
ووسائل الشيعة: 11 / 207، ومستدرك الوسائل: 11 / 283، وجامع أحاديث
الشيعة: 14 / 247 وغيرها من كتب الأخبار.



(1) نهج البلاغة: الحكمة 189.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 413.
24
الصبغة
[6664] 1 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن غير واحد،
عن أبان، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) في قول الله عز وجل: (صبغة الله ومن
أحسن من الله صبغة) (1) قال: الصبغة هي الإسلام وقال في قوله عز وجل: (فمن يكفر
بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى) (2) قال: هي الإيمان (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6665] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد
ابن أبي نصر، عن داود بن سرحان، عن عبد الله بن فرقد، عن حمران، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة) قال: الصبغة
هي الإسلام (4).
[6666] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد
جميعا، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل:
(صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة) قال: هي الإيمان بالله وحده لا شريك
له (5).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) سورة البقرة: 138.
(2) سورة البقرة: 256.
(3) الكافي: 2 / 14 ح 3.
(4) الكافي: 2 / 14 ح 2 و 1.
(5) الكافي: 2 / 14 ح 2 و 1.
25
[6667] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن حسان،
عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله عز وجل: (صبغة الله ومن أحسن من
الله صبغة) قال: صبغ المؤمنين بالولاية في الميثاق (1).
[6668] 5 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن أحمد بن
محمد، عن ابن معروف، عن ابن مهزيار، عن حكم بن بهلول، عن ابن همام، عن
ابن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت عليا (عليه السلام)
يقول لأبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني: يا أبا الطفيل العلم علمان علم لا يسع الناس
إلا النظر فيه وهو صبغة الإسلام وعلم يسع الناس ترك النظر فيه وهو قدرة الله عز وجل (2).



(1) الكافي: 1 / 422 ح 53.
(2) الخصال: 1 / 41 ح 30.
26
الصحبة
[6669] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام): ان أمير المؤمنين (عليه السلام) صاحب رجلا
ذميا فقال له الذمي أين تريد يا عبد الله؟ فقال: أريد الكوفة فلما عدل الطريق بالذمي
عدل معه أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له الذمي: ألست زعمت أنك تريد الكوفة؟ فقال
له: بلى فقال له الذمي: فقد تركت الطريق فقال له: قد علمت، قال: فلم عدلت
معي وقد علمت ذلك؟ فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): هذا من تمام حسن الصحبة أن
يشيع الرجل صاحبه هنيئة إذا فارقه وكذلك أمرنا نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له الذمي: هكذا
قال؟ قال: نعم، قال الذمي: لا جرم إنما تبعه من تبعه لأفعاله الكريمة فأنا أشهدك اني
على دينك ورجع الذمي مع أمير المؤمنين (عليه السلام) فلما عرفه أسلم (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[6670] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي
ابن الحكم، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
ما يعبأ من يسلك هذا الطريق إذا لم يكن فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن معاصي
الله وحلم يملك به غضبه وحسن الصحبة لمن صحبه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 670 ح 5.
(2) الكافي: 4 / 286 ح 2.
27
[6671] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن هشام بن
سالم، عن أبي حمزة، عن أبي إسحاق، عن بعض أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) قال قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): اعلموا أن صحبة العالم وأتباعه دين يدان الله به وطاعته مكسبة
للحسنات ممحات للسيئات وذخيرة للمؤمنين ورفعة فيهم في حياتهم وجميل بعد
مماتهم (1).
[6672] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن مهران، عن محمد بن حفص، عن أبي الربيع الشامي قال: دخلت على
أبي عبد الله (عليه السلام) والبيت غاص بأهله فيه الخراساني والشامي ومن أهل الآفاق فلم
أجد موضعا أقعد فيه فجلس أبو عبد الله (عليه السلام) وكان متكئا ثم قال: يا شيعة آل محمد
اعلموا أنه ليس منا من لم يملك نفسه عند غضبه ومن لم يحسن صحبة من صحبه
ومخالقة من خالقه ومرافقة من رافقه ومجاورة من جاوره وممالحة من مالحه، يا شيعة
آل محمد اتقوا الله ما استطعتم ولا حول ولا قوة إلا بالله (2).
[6673] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن حسين بن الحسن،
عن محمد بن سنان، عن عمار بن موسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام) لا عليك أن تصحب ذا العقل وإن لم تحمد كرمه ولكن انتفع بعقله
واحترس من سيئ أخلاقه ولا تدعن صحبة الكريم وإن لم تنتفع بعقله ولكن انتفع
بكرمه بعقلك وافرر كل الفرار من اللئيم الأحمق (3).
[6674] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أبي يقول: ما يعبأ من



(1) الكافي: 1 / 188 ح 14.
(2) الكافي: 2 / 637 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 638 ح 1.
28
يؤم هذا البيت إذا لم يكن فيه ثلاث خصال: خلق يخالق به من صحبه أو حلم يملك به
من غضبه أو ورع يحجزه عن محارم الله (1).
[6675] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن إسماعيل بن
مهران، عن محمد بن حفص، عن أبي الربيع الشامي قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام)
والبيت غاص بأهله فقال: ليس منا من لم يحسن صحبة من صحبه ومرافقة من رافقه
وممالحة من مالحه ومخالقة من خالقه (2).
[6676] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن موسى بن عمر، عن
رجل، عن الحسين بن علوان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: صحبة عشرين سنة
قرابة (3).
[6677] 9 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن
عطية، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) في آخر كلامه في الزهد:... إياكم
وصحبة العاصين ومعونة الظالمين ومجاورة الفاسقين، احذروا فتنتهم وتباعدوا من
ساحتهم واعلموا أنه من خالف أولياء الله ودان بغير دين الله واستبد بأمره دون أمر
ولي الله كان في نار تلتهب تأكل أبدانا قد غابت عنها أرواحها وغلبت عليها شقوتها
فهم موتى لا يجدون حر النار ولو كانوا أحياء لوجدوا مضض حر النار واعتبروا يا
أولي الأبصار واحمدوا الله على ما هداكم واعلموا أنكم لا تخرجون من قدرة الله إلى
غير قدرته وسيرى الله عملكم ورسوله ثم إليه تحشرون فانتفعوا بالعظة وتأدبوا
بآداب الصالحين (4).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 4 / 285 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 286 ح 4.
(3) الكافي: 6 / 199 ح 5.
(4) الكافي: 8 / 16.
29
[6678] 10 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار قال
قال أبو عبد الله (عليه السلام): وطن نفسك على حسن الصحابة لمن صحبت في حسن خلقك
وكف لسانك واكظم غيظك وأقل لغوك وتفرش عفوك وتسخو نفسك (1).
الرواية صحيحة الإسناد. تفرش: أي أبسط وأوسع.
[6679] 11 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر (عليه السلام)
عن آبائه (عليهم السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الرفيق ثم السفر وقال أمير المؤمنين صلوات
الله عليه: لا تصحبن في سفرك من لا يرى لك من الفضل عليه كما ترى له عليك (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6680] 12 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد بن عثمان، عن حريز، عمن ذكره
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا صحبت فاصحب نحوك ولا تصحبن من يكفيك فإن ذلك
مذلة للمؤمن (3).
[6681] 13 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الحسين بن الحسن
اللؤلئي، عن محمد بن سنان، عن حذيفة بن منصور، عن شهاب بن عبد ربه قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قد عرفت حالي وسعة يدي وتوسعي على إخواني فأصحب
النفر منهم في طريق مكة فأتوسع عليهم؟ قال: لا تفعل يا شهاب إن بسطت وبسطوا
أجحفت بهم وان أمسكوا أذللتهم فاصحب نظراءك (4).
[6682] 14 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن علي بن الحكم، عن علي
بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يخرج الرجل مع قوم مياسير
وهو أقلهم شيئا فيخرج القوم النفقة ولا يقدر هو أن يخرج مثل ما أخرجوا فقال: ما
أحب أن يذل نفسه ليخرج مع من هو مثله (5).



(1) الكافي: 4 / 286 ح 3 و 5 و 6.
(2) الكافي: 4 / 286 ح 3 و 5 و 6.
(3) الكافي: 4 / 286 ح 3 و 5 و 6.
(4) الكافي: 4 / 287 ح 7 و 8.
(5) الكافي: 4 / 287 ح 7 و 8.
30
[6683] 15 - الكليني، باسناده إلى خطبة الوسيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... يا أيها
الناس كفر النعمة لؤم وصحبة الجاهل شؤم... (1).
[6684] 16 - الصدوق باسناده إلى وصيه أمير المؤمنين (عليه السلام) لمحمد بن الحنفية:... وأكرم
الذين بهم تصول وازدد لهم طول الصحبة برا وإكراما وتبجيلا وتعظيما فليس جزاء
من عظم شأنك أن تضع من قدره ولا جزاء من سرك أن تسوءه، أكثر البر ما
استطعت لجليسك فإنك إذا شئت رأيت رشده... فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة
فدارها على كل حال وأحسن الصحبة لها فيصفو عيشك... (2).
[6685] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تكثرن صحبة اللئيم فان
صحبتك نعمة حسدك، وان طرقتك نايبة قذفك (3).
[6686] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تصحب من يحفظ مساويك
وينسى فضائلك ومعاليك (4).
[6687] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من لم يصحبك معينا على نفسك
فصحبته وبالا عليك إن علمت (5).
[6688] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا طالت الصحبة تأكدت
الحرمة (6).
يأتي إن شاء الله تعالى عنوان المصاحبة في محلها فراجعها.



(1) الكافي: 8 / 24.
(2) الفقيه: 4 / 392 و 391.
(3) غرر الحكم: ح 10341.
(4) غرر الحكم: ح 10419.
(5) غرر الحكم: ح 9041.
(6) غرر الحكم: ح 4017.
31
الصحة
[6689] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب،
عن داود الرقي، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
قال الله عز وجل: إن من عبادي المؤمنين عبادا لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالغنى والسعة
والصحة في البدن فابلوهم بالغنى والسعة وصحة البدن فيصلح عليهم أمر دينهم وإن
من عبادي المؤمنين لعبادا لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالفاقة والمسكنة والسقم في
أبدانهم فابلوهم بالفاقة والمسكنة والسقم فيصلح عليهم أمر دينهم وانا أعلم بما
يصلح عليه أمر دين عبادي المؤمنين وان من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي
فيقوم من رقاده ولذيذ وساده فيتهجد لي الليالي فيتعب نفسه في عبادتي فاضربه
بالنعاس الليلة والليلتين نظرا مني له وإبقاء عليه فينام حتى يصبح فيقوم وهو ماقت
لنفسه زارئ عليها ولو أخلي بينه وبين ما يريد من عبادتي لدخله العجب من ذلك
فيصيره العجب إلى الفتنة بأعماله فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله ورضاه
عن نفسه حتى يظن أنه قد فاق العابدين وجاز في عبادته حد التقصير فيتباعد مني
عند ذلك وهو يظن انه يتقرب إلي فلا يتكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي
فإنهم لو اجتهدوا واتعبوا أنفسهم وأفنوا أعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين غير
بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي والنعيم في جناتي ورفيع
درجاتي العلى في جواري ولكن فبرحمتي فليثقوا وبفضلي فليفرحوا وإلى حسن الظن
بي فليطمئنوا فإن رحمتي عند ذلك تداركهم ومني يبلغهم رضواني ومغفرتي تلبسهم
عفوي فاني أنا الله الرحمن الرحيم وبذلك تسميت (1).



(1) الكافي: 2 / 60 ح 4.
32
الرواية صحيحة الإسناد.
[6690] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد رفعه قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام) لرجل: إنك قد جعلت طبيب نفسك وبين لك الداء وعرفت آية
الصحة ودللت على الدواء فانظر كيف قيامك على نفسك (1).
[6691] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحكم، عن
حسان بن زيد الشحام قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): خذ لنفسك من نفسك خذ منها في
الصحة قبل السقم وفي القوة قبل الضعف وفي الحياة قبل الممات (2).
[6692] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): خلتان كثير من الناس فيهما مفتون الصحة
والفراغ (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6693] 5 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عبد الحميد، عن
يونس، عن شعيب العقرقوفي قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) شئ يروى عن أبي ذر (رضي الله عنه)
انه كان يقول: ثلاث يبغضها الناس وأنا أحبها، أحب الموت وأحب الفقر وأحب
البلاء، فقال: ان هذا ليس ما يروون إنما عنى الموت في طاعة الله وأحب إلي من الحياة
في معصية الله والبلاء في طاعة الله أحب إلي من الصحة في معصية الله والفقر في طاعة
الله أحب إلي من الغنى في معصية الله (4).
[6694] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن إسحاق بن
يزيد، عن مهران، عن أبان بن تغلب وعدة قالوا: كنا عند أبي عبد الله جلوسا



(1) الكافي: 2 / 454 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 455 ح 11.
(3) الكافي: 8 / 152 ح 136.
(4) الكافي: 8 / 222 ح 279.
33
فقال (عليه السلام): لا يستحق عبد حقيقة الإيمان حتى يكون الموت أحب إليه من الحياة
ويكون المرض أحب إليه من الصحة ويكون الفقر أحب إليه من الغنى فأنتم كذا؟
فقالوا: لا والله جعلنا الله فداك وسقط في أيديهم ووقع اليأس في قلوبهم، فلما رأى
ما داخلهم من ذلك قال: أيسر أحدكم انه عمر ما عمر ثم يموت على غير هذا الأمر أو
يموت على ما هو عليه؟ قالوا: بل يموت على ما هو عليه الساعة قال: فأرى الموت
أحب إليكم من الحياة ثم قال: أيسر أحدكم ان بقي ما بقي لا يصيبه شئ من هذه
الأمراض والأوجاع حتى يموت على غير هذا الأمر؟ قالوا: لا يا ابن رسول الله قال:
فأرى المرض أحب إليكم من الصحة ثم قال: أيسر أحدكم أن له ما طلعت عليه
الشمس وهو على غير هذا الأمر؟ قالوا: لا يا ابن رسول الله قال: فأرى الفقر أحب
إليكم من الغنى (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6695] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله،
عن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سلامة الدين وصحة البدن خير من
المال والمال زينة من زينة الدنيا حسنة (2).
محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد، عن ربعي، عن الفضيل،
عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله.
الرواية صحيحة الإسناد بسنديها.
[6696] 8 - الكليني، عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد قال: سألت العالم (عليه السلام) عن
العطسة وما العلة في الحمد لله عليها؟ فقال: إن لله نعما على عبده في صحة بدنه
وسلامة جوارحه وان العبد ينسى ذكر الله عز وجل على ذلك وإذا نسي أمر الله الريح



(1) الكافي: 8 / 253 ح 357.
(2) الكافي: 2 / 216 ح 3.
34
فتجاوز في بدنه ثم يخرجها من أنفه فيحمد الله على ذلك فيكون حمده عند ذلك شكرا
لما نسي (1).
[6697] 9 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن إسحاق بن
عمار، عن أبي غرة قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من زار أخاه في الله في مرض أو
صحة لا يأتيه خداعا ولا استبدالا وكل الله به سبعين ألف ملك ينادون في قفاه أن
طبت وطابت لك الجنة فأنتم زوار الله وأنتم وفد الرحمن حتى يأتي منزله فقال له:
يسير جعلت فداك وإن كان المكان بعيدا؟ قال: نعم يا يسير وإن كان المكان مسيرة
سنة فإن الله جواد والملائكة كثيرة يشيعونه حتى يرجع إلى منزله (2).
[6698] 10 - الصدوق، عن ابن إدريس، عن أبيه، عن ابن هاشم، عن ابن مرار، عن
يونس، عن ابن سنان، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: خمس من لم يكن فيه لم
يكن فيه كثير مستمتع، قيل: وما هن يا بن رسول الله؟ قال: الدين والعقل والحياء
وحسن الخلق وحسن الأدب وخمس من لم يكن فيه لم يتهن بالعيش: الصحة والأمن
والغنى والقناعة والأنيس الموافق (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6699] 11 - الصدوق باسناده إلى وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... يا
علي لا خير في القول إلا مع الفعل ولا في المنظر إلا مع المخبر ولا في المال إلا مع الجود
ولا في الصدق إلا مع الوفاء ولا في الفقه إلا مع الورع ولا في الصدقة إلا في النية ولا في
الحياة إلا مع الصحة ولا في الوطن إلا مع الأمن والسرور... (4).
[6700] 12 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الصحة والفراغ نعمتان



(1) الكافي: 2 / 654 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 177 ح 7.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الثامن والأربعون ح 15 / 367 الرقم 458، ونقل عنه في بحار الأنوار: 1 / 83.
(4) الفقيه: 4 / 369.
35
مكفورتان (1).
[6701] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... عباد الله الآن فاعلموا
والألسن مطلقة والأبدان صحيحة والأعضاء لدنة والمنقلب فسيح والمجال عريض
قبل إرهاق الفوت وحلول الموت فحققوا عليكم نزوله ولا تنتظروا قدومه (2).
[6702] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: صحة الجسد من قلة الحسد (3).
[6703] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ألا وإن من البلاء الفاقة وأشد
من الفاقة مرض البدن وأشد من مرض البدن مرض القلب ألا وإن من صحة البدن
تقوى القلب (4).
[6704] 16 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الصحة أفضل النعم (5).
[6705] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الصحة أهنأ اللذتين (6).
[6706] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أوفر القسم صحة الجسم (7).
[6707] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: بالصحة تستكمل اللذة (8).
[6708] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: بصحة المزاج توجد لذة
الطعم (9).



(1) الفقيه: 4 / 381 ح 5829.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 196.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 256.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 388.
(5) غرر الحكم: ح 1050.
(6) غرر الحكم: ح 1660.
(7) غرر الحكم: ح 2961.
(8) غرر الحكم: ح 4228.
(9) غرر الحكم: ح 4289.
36
الصداقة
الصداقة وآدابها وحدودها
[6709] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن،
عن عبيد الله الدهقان، عن أحمد بن عائذ، عن عبيد الله الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: لا تكون الصداقة إلا بحدودها فمن كانت فيه هذه الحدود أو شئ منها فانسبه
إلى الصداقة ومن لم يكن فيه شئ منها فلا تنسبه إلى شئ من الصداقة فأولها أن
تكون سريرته وعلانيته لك واحدة، والثاني أن يرى زينك زينه وشينك شينه،
والثالثة أن لا تغيره عليك ولاية ولا مال، والرابعة أن لا يمنعك شيئا تناله مقدرته،
والخامسة وهي تجمع هذه الخصال أن لا يسلمك عند النكبات (1).
روى نحوها الصدوق في أماليه المجلس الخامس والتسعون: ح 7 / 767
الرقم 1033.
[6710] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن محمد الحجال، عن
ثعلبة بن ميمون، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان عنده قوم يحدثهم إذ ذكر
رجل منهم رجلا فوقع فيه وشكاه، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): وأنى لك بأخيك كله.
وأي الرجال المهذب (2).
[6711] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا تفتش



(1) الكافي: 2 / 639 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 651 ح 1.
37
الناس فتبقى بلا صديق (1).
[6712] 4 - الصدوق باسناده إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: لا تثقن بأخيك كل الثقة فإن
صرعة الاسترسال لن تستقال (2).
[6713] 5 - الصدوق باسناده إلى الصادق (عليه السلام) انه قال لبعض أصحابه: لا تطلع صديقك
من سرك إلا على ما لو اطلع عليه عدوك لم تضرك فإن الصديق قد يكون عدوا
يوما ما (3).
[6714] 6 - المفيد رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: صديق عدو علي (عليه السلام) عدو علي (عليه السلام) (4).
[6715] 7 - المفيد رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: إن الذين تراهم لك أصدقاء إذا بلوتهم
وجدتهم على طبقات شتى: فمنهم كالأسد في عظم الأكل وشدة الصولة ومنهم كالذئب
في المضرة ومنهم كالكلب في البصبصة ومنهم كالثعلب في الروغان والسرقة، صورهم
مختلفة والحرفة واحدة، ما تصنع غدا إذا تركت فردا وحيدا لا أهل لك ولا ولد إلا الله
رب العالمين (5).
تبصبص الكلب: حرك ذنبه، وفلان: تملق. والروغان: المكر والخديعة.
[6716] 8 - الطوسي، عن جماعة، عن ابن المفضل، عن الهمداني، عن النوفلي، عن
المزني، عن الحسن بن صالح بن حي، عن الصادق (عليه السلام) قال: لقد عظمت منزلة
الصديق حتى إن أهل النار ليستغيثوا به ويدعونه في النار قبل القريب والحميم. قال
الله عز وجل مخبرا عنهم: (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم) (6) (7).



(1) الكافي: 2 / 651 ح 2.
(2) و (3) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والتسعون: ح 9 و 10 / 767 الرقم 1035 و 1036.
(4) الاختصاص: 252.
(5) الاختصاص: 252.
(6) سورة الشعراء: 100 و 101.
(7) أمالي الطوسي: المجلس الثامن عشر ح 40 / 517 الرقم 1133، وبسند آخر المجلس الثامن
والعشرون: ح 7 / 609 الرقم 1259.
38
[6717] 9 - الطوسي باسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: المرء على دين خليله، فلينظر
أحدكم من يخالل (1).
[6718] 10 - الطوسي، عن جماعة، عن ابن المفضل، عن البصري، عن الشاذكوني،
عن سفيان بن عيينة، عن الصادق (عليه السلام) انه قال في مسجد الخيف: إنما سموا إخوانا
لنزاهتهم عن الخيانة وسموا أصدقاء لأنهم يصادقوا حقوق المودة (2).
[6719] 11 - الطوسي باسناده عن زيد بن علي، عن أبيه (عليه السلام)، عن علي (عليه السلام): لا يكن
حبك كلفا ولا بغضك تلفا أحبب حبيبك هونا ما وابغض بغيضك هونا ما (3).
[6720] 12 - الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله، عن هارون بن موسى، عن ابن معمر،
عن محمد بن الحسين الزيات، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تسم الرجل صديقا سمة معرفة حتى تختبره بثلاث خصال:
تغضبه فتنظر غضبه يخرجه من الحق إلى الباطل، وعند الدينار والدرهم، وحتى
تسافر معه (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6721] 13 - الراوندي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: إذا أحب أحدكم أخاه فليسأله
عن اسم أبيه وعن قبيلته وعشيرته فإنه من الحق الواجب وصدق الإخاء أن سأله
عن ذلك وإلا فإنها معرفة حمقاء (5).
[6722] 14 - الشهيد رفعه إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) انه قال: لا تعادين أحدا وإن ظننت
انه لا يضرك ولا تزهدن في صداقة أحد وإن ظننت انه لا ينفعك فإنك لا تدري متى



(1) أمالي الطوسي: المجلس الثامن عشر ح 42 / 518 الرقم 1135.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثامن والعشرون: ح 6 / 609 الرقم 1258.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الأربعون ح 8 / 703 الرقم 1505.
(4) أمالي الطوسي: المجلس الثالث والثلاثون ح 2 / 646 الرقم 1339.
(5) النوادر: 11.
39
ترجو صديقك ولا تدري متى تخاف عدوك ولا يعتذر إليك أحد إلا قبلت عذره وإن
علمت انه كاذب (1).
[6723] 15 - الشهيد رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: من لم يواخ إلا من لا عيب فيه قل
صديقه، ومن لم يرض من صديقه إلا الإيثار على نفسه دام سخطه (2).
[6724] 16 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الأصدقاء نفس واحدة في
جسوم متفرقة (3).
[6725] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من اهتم بك فهو صديقك (4).
[6726] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: عند زوال القدرة يتبين الصديق
من العدو (5).
[6727] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من طلب صديق صدق وفيا
طلب ما لا يوجد (6).
[6728] 20 - المجلسي نقلا من خط الشهيد عن الصادق (عليه السلام) انه قال للمفضل: من
صحبك؟ قال: رجل من إخواني، قال: فما فعل؟ قال: منذ دخلت المدينة لم أعرف
مكانه، فقال لي: أما علمت أن من صحب مؤمنا أربعين خطوة سأله الله عنه يوم
القيامة (7).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر من هذا فراجع بحار الأنوار:
71 / 173، وجامع أحاديث الشيعة: 16 / 43.



(1) الدرة الباهرة: 26.
(2) الدرة الباهرة: 32.
(3) غرر الحكم: ح 2058.
(4) غرر الحكم: ح 8263.
(5) غرر الحكم: ح 6214.
(6) غرر الحكم: ح 9085.
(7) بحار الأنوار: 71 / 179 ح 24.
40
من ينبغي مصادقته
[6729] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أحب
إخواني إلي من أهدى إلي عيوبي (1).
[6730] 2 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن منصور بن العباس، عمن ذكره، عن
عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تعالى ليحفظ من يحفظ صديقه (2).
[6731] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن حسين بن
الحسن، عن محمد بن سنان، عن عمار بن موسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): لا عليك ان تصحب ذا العقل وإن لم تحمد كرمه ولكن انتفع بعقله
واحترس من سيئ أخلاقه ولا تدعن صحبة الكريم وإن لم تنتفع بعقله ولكن انتفع
بكرمه بعقلك وافرر كل الفرار من اللئيم الأحمق (3).
[6732] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن
محمد بن الصلت، عن أبان، عن أبي العديس قال قال أبو جعفر (عليه السلام): يا صالح اتبع
من يبكيك وهو لك ناصح ولا تتبع من يضحكك وهو لك غاش وستردون على الله
جميعا فتعلمون (4).
[6733] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن موسى
ابن يسار القطان، عن المسعودي، عن أبي داود، عن ثابت بن أبي صخر، عن
أبي الزعلي قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): انظروا من تحادثون
فإنه ليس من أحد ينزل به الموت إلا مثل له أصحابه إلى الله إن كانوا خيارا فخيارا
وان كانوا شرارا فشرارا وليس أحد يموت إلا تمثلت له عند موته (5).



(1) الكافي: 2 / 639 ح 5.
(2) الكافي: 8 / 162 ح 166.
(3) و (4) الكافي: 2 / 638 ح 1 و 2.
(5) الكافي: 2 / 638 ح 3.
41
[6734] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض
الحلبيين، عن عبد الله بن مسكان، عن رجل من أهل الجبل لم يسمه قال قال
أبو عبد الله (عليه السلام): عليك بالتلاد وإياك وكل محدث لا عهد له ولا أمان ولا ذمة ولا
ميثاق وكن على حذر من أوثق الناس عندك (1).
التلاد: القديم الأصلي.
[6735] 7 - الصدوق باسناده عن إسحاق بن جرير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اصحب
من تتزين به ولا تصحب من يتزين بك (2).
[6736] 8 - الصدوق باسناده إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال لبعض أصحابه: من غضب عليك
من إخوانك ثلاث مرات فلم يقل فيك شرا فاتخذه لنفسك صديقا (3).
[6737] 9 - الطوسي، عن الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه، عن الإمام علي
الهادي (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن الصادق (عليه السلام): إذا كان لك صديق فولى ولاية فأصبته
على العشر مما كان لك عليه قبل ولايته، فليس بصديق سوء (4).
[6738] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الصديق الصدوق من نصحك
في عيبك وحفظك في غيبك وآثرك على نفسه (5).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت راجع الكافي: 2 / 638، والوافي:
5 / 571 وغيرهما من كتب الأخبار.



(1) الكافي: 2 / 638 ح 4.
(2) الفقيه: 2 / 278 ح 2440.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والتسعون ح 8 / 767 الرقم 1034.
(4) أمالي الطوسي: المجلس العاشر ح 71 / 279 الرقم 533.
(5) غرر الحكم: ح 1904.
42
من لا ينبغي مصادقته
[6739] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن محمد بن يوسف، عن ميسر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا ينبغي للمرء المسلم أن
يواخي الفاجر ولا الأحمق ولا الكذاب (1).
[6740] 2 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن علي بن أسباط، عن بعض أصحابه،
عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: قال عيسى بن مريم (عليه السلام): إن صاحب الشر يعدي وقرين
السوء يردي فانظر من تقارن (2).
يعدي: يجاوز شره إلى صاحبه، يردي: أي يهلك.
[6741] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحجال، عن
علي بن يعقوب الهاشمي، عن هارون بن مسلم، عن عبيد بن زرارة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إياك ومصادقة الأحمق فإنك أسر ما تكون من ناحيته أقرب
ما يكون إلى مساءتك (3).
[6742] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عمرو
ابن عثمان، عن محمد بن سالم الكندي، عمن حدثه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان
أمير المؤمنين (عليه السلام) إذا صعد المنبر قال: ينبغي للمسلم أن يتجنب مؤاخاة ثلاثة:
الماجن الفاجر والأحمق والكذاب فاما الماجن الفاجر فيزين لك فعله ويحب أنك مثله
ولا يعينك على أمر دينك ومعادك ومقاربته جفاء وقسوة ومدخلة ومخرجه عار
عليك، وأما الأحمق فإنه لا يشير عليك بخير ولا يرجى لصرف السوء عنك ولو اجهد
نفسه وربما أراد منفعتك فضرك فموته خير من حياته وسكوته خير من نطقه وبعده



(1) الكافي: 2 / 640 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 640 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 642 ح 11.
43
خير من قربه، وأما الكذاب فإنه لا يهنئك معه عيش ينقل حديثك وينقل إليك
الحديث كلما أفنى أحدوثة مطرها بأخرى مثلها حتى انه يحدث بالصدق فما يصدق
ويفرق بين الناس بالعداوة فينبت السخائم في الصدور فاتقوا الله عز وجل وانظروا
لأنفسكم (1).
[6743] 5 - قال الكليني: وفي رواية عبد الأعلى عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): لا ينبغي للمرء المسلم أن يواخي الفاجر فإنه يزين له فعله ويحب
أن يكون مثله ولا يعينه على أمر دنياه ولا أمر معاده ومدخله إليه ومخرجه من عنده
شين عليه (2).
[6744] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، ومحمد بن الحسين، عن
محمد بن سنان، عن عمار بن موسى قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا عمار إن كنت تحب أن
تستتب لك النعمة وتكمل لك المروءة وتصلح لك المعيشة فلا تشارك العبيد والسفلة
في أمرك فإنك إن ائتمنتهم خانوك وإن حدثوك كذبوك وإن نكبت خذلوك وإن
وعدوك أخلفوك (3).
[6745] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن موسى بن القاسم
قال سمعت المحاربي يروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
ثلاثة مجالستهم تميت القلب: الجلوس مع الأنذال والحديث مع النساء والجلوس مع
الأغنياء (4).
[6746] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم، عن
أبيه جميعا، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عذافر، عن بعض أصحابهما، عن



(1) الكافي: 2 / 639 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 640 ح 2.
(3) الكافي: 6 / 640 ح 5.
(4) الكافي: 2 / 641 ح 8.
44
محمد بن مسلم وأبي حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال لي أبي علي
ابن الحسين صلوات الله عليهما: يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا
ترافقهم في طريق فقلت: يا أبت من هم عرفنيهم؟ قال: إياك ومصاحبة الكذاب فإنه
بمنزلة السراب يقرب لك البعيد ويبعد لك القريب وإياك ومصاحبة الفاسق فإنه
بايعك بأكلة أو أقل من ذلك وإياك ومصاحبة البخيل فإنه يخذلك في ماله أحوج ما
تكون إليه، إياك ومصاحبة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك وإياك ومصاحبة
القاطع لرحمه فإني وجدته ملعونا في كتاب الله عز وجل في ثلاثة مواضع قال الله عز وجل:
(فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين
لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم) (1) وقال عز وجل: (الذين ينقضون عهد الله
من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم
اللعنة ولهم سوء الدار) (2) وقال في البقرة: (الذين ينقضون عهد الله من بعد
ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم
الخاسرون) (3) (4).
[6747] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن إبراهيم بن
أبي البلاد، عمن ذكره قال: قال لقمان (عليه السلام) لابنه: يا بني لا تقترب فتكون أبعد لك
ولا تبعد فتهان كل دابة تحب مثلها وان ابن آدم يحب مثله ولا تنشر بزك إلا عند باغيه
كما ليس بين الذئب والكبش خلة كذلك ليس بين البار والفاجر خلة من يقترب من
الزفت يعلق به بعضه كذلك من يشارك الفاجر يتعلم من طرقه، من يحب المراء يشتم،



(1) سورة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): 23.
(2) سورة الرعد: 25.
(3) سورة البقرة: 27.
(4) الكافي: 2 / 641 ح 7.
45
ومن يدخل مداخل السوء يتهم، ومن يقارن قرين السوء لا يسلم، ومن لا يملك
لسانه يندم (1).
[6748] 10 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن
أبي نجران، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: لا تصحبوا أهل البدع
ولا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المرء على دين
خليله وقرينه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6749] 11 - الصدوق باسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... وأحلم الناس من فر من
جهال الناس وأسعد الناس من خالط كرام الناس وأعقل الناس أشدهم مداراة
للناس وأولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة... (3).
[6750] 12 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الحسن بن متيل الدقاق، عن البرقي، عن
أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال سمعت
الصادق (عليه السلام) يقول: من رأى أخاه على أمر يكرهه فلم يرده عنه وهو يقدر عليه فقد
خانه ومن لم يجتنب مصادقة الأحمق أوشك أن يتخلق بأخلاقه (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6751] 13 - الصدوق بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... مجالسة الأشرار تورث
سوء الظن بالأخيار... (5).
[6752] 14 - الصدوق باسناده إلى الشيخ الشامي انه سئل أمير المؤمنين (عليه السلام):... فأي



(1) الكافي: 2 / 641 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 642 ح 10.
(3) أمالي الصدوق: المجلس السادس ح 4 / 73 الرقم 41.
(4) أمالي الصدوق: المجلس السادس والأربعون ح 1 / 343 الرقم 409.
(5) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 53 ح 204.
46
صاحب شر؟ قال: المزين لك معصية الله... (1).
[6753] 15 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن
سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن يحيى الحلبي، عن أبيه، عن عبد الله بن سليمان،
عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال لرجل: يا فلان لا تجالس الأغنياء فإن العبد يجالسهم وهو
يرى ان الله عليه نعمة فما يقوم حتى يرى أن ليس لله عليه نعمة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6754] 16 - الصدوق، عن العطار، عن سعد، عن ابن هاشم، عن ابن أبي نجران،
عن ابن حميد، عن ابن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) عن جده (عليه السلام) عن
أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار ومجالسة الأخيار
تلحق الأشرار بالأخيار ومجالسة الأبرار للفجار تلحق الأبرار بالفجار، فمن اشتبه
عليكم أمره ولم تعرفوا دينه فانظروا إلى خلطائه فإن كانوا أهل دين الله فهو على دين
الله وان كانوا على غير دين الله فلا حظ له من دين الله إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول:
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يواخين كافرا ولا يخالطن فاجرا ومن آخى كافرا
أو خالط فاجرا كان كافرا فاجرا (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6755] 17 - الطوسي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: المرء على دين خليله فلينظر
أحدكم من يخالل (4).
[6756] 18 - الراوندي باسناده إلى علي (عليه السلام) قال: ثلاث من حفظهن كان معصوما من



(1) معاني الأخبار: 198.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والأربعون ح 4 / 326 الرقم 381.
(3) صفات الشيعة: 160.
(4) أمالي الطوسي: المجلس الثامن عشر ح 42 / 518 الرقم 1135.
47
الشيطان الرجيم ومن كل بلية: من لم يخل بامرأة ليس يملك منها شيئا ولم يدخل على
سلطان ولم يعن صاحب بدعة ببدعة (1).
[6757] 19 - الشهيد رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: لا خير لك في صحبة من لا يرى
لك مثل الذي يرى لنفسه (2).
[6758] 20 - الشهيد رفعه إلى محمد الجواد (عليه السلام) انه قال: إياك ومصاحبة الشرير فإنه
كالسيف المسلول يحسن منظره ويقبح أثره (3).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 2 / 639، والوافي:
5 / 577، وبحار الأنوار: 71 / 190، وجامع أحاديث الشيعة: 16 / 46 وغيرها
من كتب الأخبار.



(1) النوادر: 14.
(2) الدرة الباهرة: 19.
(3) الدرة الباهرة: 40.
48
الصدق
[6759] 1 - الكليني قال: بعض أصحابنا رفعه عن مفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: يا مفضل لا يفلح من لا يعقل ولا يعقل من لا يعلم وسوف ينجب من يفهم
ويظفر من يحلم والعلم جنة والصدق عز والجهل ذل والفهم مجد والجود نجح وحسن
الخلق مجلبة للمودة والعالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس والحزم مسائة الظن وبين
المرء والحكمة نعمة العالم والجاهل شقي بينهما والله ولي من عرفه وعدو من تكلفه
والعاقل غفور والجاهل ختور وإن شئت أن تكرم فلن وان شئت أن تهان فاخشن
ومن كرم أصله لان قلبه ومن خشن عنصره غلظ كبده ومن فرط تورط ومن خاف
العاقبة تثبت عن التوغل فيما لا يعلم ومن هجم على أمر بغير علم جدع أنف نفسه ومن
لم يعلم لم يفهم ومن لم يفهم لم يسلم ومن لم يسلم لم يكرم ومن لم يكرم يهضم ومن يهضم
كان ألوم ومن كان كذلك كان أحرى أن يندم (1).
[6760] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن
أبان، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى: (ومن
يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) (2) قال: الاقتراف التسليم لنا والصدق علينا
وإلا يكذب علينا (3).



(1) الكافي: 1 / 26 ح 29.
(2) سورة الشورى: 22.
(3) الكافي: 1 / 391 ح 4.
49
الرواية صحيحة الإسناد.
[6761] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
أبي ولاد الحناط، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أربع من كن فيه كمل إيمانه وإن كان من
قرنه إلى قدمه ذنوبا لم ينقصه ذلك قال: وهو الصدق وأداء الأمانة والحياء وحسن
الخلق (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6762] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن
سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن عمرو بن أبي المقدام قال قال لي أبو جعفر (عليه السلام) في
أول دخلة دخلت عليه: تعلموا الصدق قبل الحديث (2).
[6763] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن العلاء بن
رزين، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كونوا دعاة للناس
بالخير بغير ألسنتكم ليروا منكم الاجتهاد والصدق والورع (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6764] 6 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بكر بن صالح، عن
جعفر بن محمد الهاشمي، عن إسماعيل بن عباد - قال بكر: وأظنني قد سمعته من
إسماعيل - عن عبد الله بن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنا لنحب من كان عاقلا
فهما فقيها حليما مداريا صبورا صدوقا وفيا ان الله عز وجل خص الأنبياء بمكارم
الأخلاق فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك ومن لم تكن فيه فيتضرع إلى الله عز وجل
وليسأله إياها قال: قلت: جعلت فداك وما هن؟ قال: هن الورع والقناعة والصبر



(1) الكافي: 2 / 99 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 104 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 105 ح 10.
50
والشكر والحلم والحياء والسخاء والشجاعة والغيرة والبر وصدق الحديث وأداء
الأمانة (1).
[6765] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
النعمان، عن أبي أسامة قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: عليك بتقوى الله والورع
والاجتهاد وصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الخلق وحسن الجوار وكونوا دعاة
إلى أنفسكم بغير ألسنتكم وكونوا زينا ولا تكونوا شينا وعليكم بطول الركوع
والسجود فإن أحدكم إذا طال الركوع والسجود هتف إبليس من خلفه وقال: يا ويله
أطاع وعصيت وسجد وأبيت (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6766] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عثمان بن عيسى، عن إسحاق بن عمار
وغيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تغتروا بصلاتهم ولا بصيامهم فإن الرجل ربما
لهج بالصلاة والصوم حتى لو تركه استوحش ولكن اختبروهم عند صدق الحديث
وأداء الأمانة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6767] 9 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن
القاسم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ان لأهل
الدين علامات يعرفون بها: صدق الحديث وأداء الأمانة والوفاء بالعهد وصلة
الأرحام ورحمة الضعفاء وقله المراقبة للنساء أو قال قلة المواتاة للنساء وبذل
المعروف وحسن الخلق وسعة الخلق واتباع العلم وما يقرب إلى الله عز وجل زلفى، طوبى



(1) الكافي: 2 / 56 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 77 ح 9.
(3) الكافي: 2 / 104 ح 2.
51
لهم وحسن مآب وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وليس من
مؤمن إلا وفي داره غصن منها لا يخطر على قلبه شهوة شئ إلا اتاه به ذلك ولو أن راكبا
مجدا سار في ظلها مائة عام ما خرج منه ولو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتى
يسقط هرما ألا ففي هذا فارغبوا أن المؤمن من نفسه في شغل والناس منه في راحة إذا
جن عليه الليل افترش وجهه وسجد لله عز وجل بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك
رقبته ألا فهكذا كونوا (1).
[6768] 10 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، ومحمد بن
إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن أبي أسامة زيد
الشحام قال قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): اقرأ على من ترى انه يطيعني منهم ويأخذ بقولي
السلام وأوصيكم بتقوى الله عز وجل والورع في دينكم والاجتهاد لله وصدق الحديث
وأداء الأمانة وطول السجود وحسن الجوار فبهذا جاء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، أدوا الأمانة إلى
من ائتمنكم عليها برا أو فاجرا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يأمر بأداء الخيط والمخيط
صلوا عشائركم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدوا حقوقهم فإن الرجل
منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس، قيل:
هذا جعفري، فيسرني ذلك ويدخل علي منه السرور، وقيل: هذا أدب جعفر وإذا
كان على غير ذلك دخل علي بلاؤه وعاره وقيل: هذا أدب جعفر، فوالله لحدثني
أبي (عليه السلام) أن الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي (عليه السلام) فيكون زينها آداهم للأمانة
وأقضاهم للحقوق وأصدقهم للحديث إليه وصاياهم وودائعهم تسأل العشيرة عنه
فتقول: من مثل فلان انه لآدانا للأمانة وأصدقنا للحديث (2).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 239 ح 30.
(2) الكافي: 2 / 636 ح 5.
52
[6769] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسين
ابن عطية، عن زيد بن الصائغ، قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ادع الله لنا، فقال: اللهم
ارزقهم صدق الحديث وأداء الأمانة والمحافظة على الصلوات، اللهم انهم أحق خلقك
ان تفعله بهم، اللهم وافعله بهم (1).
[6770] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
عمار بن مروان قال: أوصاني أبو عبد الله (عليه السلام) فقال: أوصيك بتقوى الله وأداء الأمانة
وصدق الحديث وحسن الصحابة لمن صحبت ولا قوة إلا بالله (2).
[6771] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن أبي المغرا، عن زيد الشحام، عن عمرو بن سعيد بن هلال قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): إني لا أكاد ألقاك إلا في السنين فأوصني بشئ آخذ به، قال:
أوصيك بتقوى الله وصدق الحديث والورع والاجتهاد واعلم أنه لا ينفع اجتهاد
لا ورع معه وإياك أن تطمح نفسك إلى من فوقك وكفى بما قال الله عز وجل لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم):
(فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم) وقال الله عز وجل لرسوله: (ولا تمدن عينيك إلى
ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا) فإن خفت شيئا من ذلك فاذكر
عيش رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنما كان قوته الشعير وحلواه التمر ووقوده السعف إذا وجده
وإذا أصبت بمصيبة فاذكر مصابك برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن الخلق لم يصابوا بمثله (صلى الله عليه وآله وسلم)
قط (3).
[6772] 14 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الله عز وجل لم يبعث نبيا إلا



(1) الكافي: 2 / 580 ح 13.
(2) الكافي: 2 / 669 ح 1.
(3) الكافي: 8 / 168 ح 189.
53
بصدق الحديث وأداء الأمانة إلى البر والفاجر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6773] 15 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن أبي كهمس قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): عبد الله بن أبي يعفور يقرئك
السلام قال: عليك وعليه السلام إذا أتيت عبد الله فاقرأه السلام وقل له: ان جعفر بن
محمد يقول لك انظر ما بلغ به علي (عليه السلام) عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فالزمه فإن عليا (عليه السلام) إنما
بلغ ما بلغ به عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بصدق الحديث وأداء الأمانة (2).
[6774] 16 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أبي طالب رفعه قال قال أبو عبد الله (عليه السلام):
لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده فإن ذلك شئ اعتاده فلو تركه استوحش
لذلك ولكن انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته (3).
[6775] 17 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم قال قال أبو الوليد حسن بن زياد الصيقل قال أبو عبد الله (عليه السلام): من صدق
لسانه زكى عمله ومن حسنت نيته زيد في رزقه ومن حسن بره بأهل بيته مد له في
عمره (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6776] 18 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن علي
ابن أبي حمزة، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن العبد ليصدق حتى
يكتب عند الله من الصادقين ويكذب حتى يكتب عند الله من الكاذبين فإذا صدق قال



(1) الكافي: 2 / 104 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 104 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 105 ح 12.
(4) الكافي: 2 / 105 ح 11.
54
الله عز وجل صدق وبر وإذا كذب قال الله عز وجل كذب وفجر (1).
[6777] 19 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر
الخزاز، عن جده الربيع بن سعد قال قال لي أبو جعفر (عليه السلام): يا ربيع ان الرجل ليصدق
حتى يكتبه الله صديقا (2).
[6778] 20 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن حازم،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنما سمي إسماعيل صادق الوعد لأنه وعد رجلا في مكان
فانتظره في ذلك المكان سنة فسماه الله عز وجل صادق الوعد ثم قال: إن الرجل أتاه بعد ذلك
فقال له إسماعيل: ما زلت منتظرا لك (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6779] 21 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
أبي إسماعيل البصري، عن فضيل بن يسار قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا فضيل إن
الصادق أول من يصدقه الله عز وجل يعلم انه صادق وتصدقه نفسه تعلم انه صادق (4).
[6780] 22 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نجران،
عن مثنى الحناط، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من صدق لسانه
زكى عمله (5).
[6781] 23 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: يا معشر التجار ارفعوا
رؤوسكم فقد وضح لكم الطريق تبعثون يوم القيامة فجارا إلا من صدق



(1) الكافي: 2 / 105 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 105 ح 8.
(3) الكافي: 2 / 105 ح 7.
(4) الكافي: 2 / 104 ح 6.
(5) الكافي: 2 / 104 ح 3.
55
حديثه (1).
[6782] 24 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن العطار، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن
عيسى، عن عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن عجلان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن
العبد إذا صدق كان أول من يصدقه الله ونفسه تعلم انه صادق وإذا كذب كان أول من
يكذبه الله ونفسه تعلم انه كاذب (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6783] 25 - الصدوق، عن أبيه، عن التفليسي، عن إبراهيم بن محمد الهمداني، عن
علي الهادي (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: لا تنظروا إلى كثرة
صلاتهم وصومهم وكثرة الحج والمعروف وطنطنتهم بالليل، انظروا إلى صدق
الحديث وأداء الأمانة (3).
[6784] 26 - الصدوق باسناده إلى حديث أربعمائة لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... الزموا
الصدق فإنه منجاة... (4).
[6785] 27 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي باسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: زينة
الحديث الصدق (5).
[6786] 28 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الزم الصدق وإن خفت ضره
فإنه خير لك من الكذب المرجو نفعه (6).
[6787] 29 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اغتنم الصدق في كل موطن



(1) الفقيه: 3 / 194 ح 3728.
(2) ثواب الأعمال: 213.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الخمسون ح 6 / 379 الرقم 481.
(4) الخصال: 2 / 614.
(5) جامع الأحاديث: 84.
(6) غرر الحكم: ح 3353.
56
تغنم واجتنب الشر والكذب تسلم (1).
[6788] 30 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ملاك الإسلام صدق
اللسان (2).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا، فإن شئت راجع الكافي: 2 / 104،
والمحجة البيضاء: 8 / 140، وبحار الأنوار: 68 / 1 وغير ذلك من كتب الأخبار.
والحمد لله رب العالمين.



(1) غرر الحكم: ح 3427.
(2) غرر الحكم: ح 9727.
57
الصدقة
فضل الصدقة
[6789] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد
النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الصدقة
تدفع ميتة السوء (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6790] 2 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، وأحمد بن إدريس،
عن محمد بن عبد الجبار جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن غالب، عمن
حدثه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: البر والصدقة ينفيان الفقر ويزيدان في العمر ويدفعان
تسعين ميتة السوء. وفي خبر آخر: ويدفعان عن شيعتي ميتة السوء (2).
[6791] 3 - الكليني، عن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن عبد
الله بن القاسم، عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): داووا مرضاكم
بالصدقة وادفعوا البلاء بالدعاء واستنزلوا الرزق بالصدقة فإنها تفك من بين لحى
سبعمائة شيطان وليس شئ أثقل على الشيطان من الصدقة على المؤمن وهي تقع في
يد الرب تبارك وتعالى قبل أن تقع في يد العبد (3).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) و (2) الكافي: 4 / 2 ح 1 و 2.
(3) الكافي: 4 / 3 ح 5.
58
[6792] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن
سنان قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الصدقة باليد تقي ميتة السوء وتدفع سبعين
نوعا من أنواع البلاء وتفك عن لحى سبعين شيطانا كلهم يأمره أن لا يفعل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6793] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
النعمان، عن معاوية بن عمار قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كان في وصية
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، وأما الصدقة فجهدك جهدك
حتى يقال قد أسرفت ولم تسرف (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6794] 6 - الكليني، عن أحمد بن عبد الله، عن جده، عن محمد بن علي، عن محمد بن
الفضيل، عن عبد الرحمن بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
أرض القيامة نار ما خلا ظل المؤمن فإن صدقته تظله (3).
[6795] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عن خلف بن حماد، عن إسماعيل الجوهري، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
لأن أحج حجة أحب إلي من أن أعتق رقبة ورقبة حتى انتهى إلى عشرة ومثلها ومثلها
حتى انتهى إلى سبعين ولأن أعول أهل بيت من المسلمين أشبع جوعتهم وأكسو
عورتهم وأكف وجوههم عن الناس أحب إلي من أن أحج حجة وحجة وحجة حتى
انتهى إلى عشر وعشر وعشر ومثلها ومثلها حتى انتهى إلى سبعين (4).
[6796] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن
علي، عن محمد بن عمر بن يزيد قال: أخبرت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) أني أصبت بابنين



(1) الكافي: 4 / 3 ح 7 و 8 و 6.
(2) الكافي: 4 / 3 ح 7 و 8 و 6.
(3) الكافي: 4 / 3 ح 7 و 8 و 6.
(4) الكافي: 4 / 2 ح 3.
59
وبقي لي بني صغير، فقال: تصدق عنه ثم قال: حين حضر قيامي مر الصبي فليتصدق
بيده بالكسرة والقبضة والشيء وإن قل فإن كل شئ يراد به الله وإن قل بعد أن تصدق
النية فيه عظيم ان الله عز وجل يقول: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل
مثقال ذرة شرا يره) (1) وقال: (فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو
اطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة) (2) علم الله عز وجل ان كل
أحد لا يقدر على فك رقبة فجعل إطعام اليتيم والمسكين مثل ذلك تصدق عنه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6797] 9 - الكليني، عن غير واحد من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن غير
واحد، عن أبي جميلة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تصدقوا ولو
بصاع من تمر ولو ببعض صاع ولو بقبضة ولو ببعض قبضة ولو بتمرة ولو بشق تمرة فمن
لم يجد فبكلمة لينة فإن أحدكم لاق الله فقائل له: ألم أفعل بك ألم أجعلك سميعا بصيرا
ألم أجعل لك مالا وولدا؟ فيقول: بلى فيقول الله تبارك وتعالى: فانظر ما قدمت
لنفسك؟ قال: فينظر قدامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله فلا يجد شيئا يقي به وجهه
من النار (4).
[6798] 10 - الصدوق، عن أبيه، عن العطار، عن محمد بن أحمد، عن اللؤلؤي رفعه عن
عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: عبد الله عابد ثمانين سنة ثم أشرف
على امرأة فوقعت في نفسه فنزل إليها فراودها عن نفسها فطاوعته فلما قضى منها
حاجته طرقه ملك الموت فاعتقل لسانه فمر سائل فأشار إليه أن خذ رغيفا كان في
كسائه، فأحبط الله عمل ثمانين سنة بتلك الزنية وغفر الله له بذلك الرغيف (5).



(1) سورة الزلزال: 7 و 8.
(2) سورة البلد: 11 - 16.
(3) و (4) الكافي: 4 / 4 ح 10 و 11.
(5) ثواب الأعمال: 167 ح 1.
60
[6799] 11 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن محمد بن أحمد، عن الحسن بن الحسين، عن
معاذ بن مسلم بياع الهروي قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فذكروا الوجع فقال:
داووا مرضاكم بالصدقة وما على أحدكم أن يتصدق بقوت يومه؟ ان ملك الموت
يدفع إليه الصك بقبض روح العبد فيتصدق فيقال له: رد عليه الصك (1).
[6800] 12 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن
ميمون القداح، عن الصادق (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لرجل: أصبحت
صائما؟ قال: لا. قال: فعدت مريضا؟ قال: لا. قال: فأتبعت جنازة؟ قال: لا.
قال: فأطعمت مسكينا؟ قال: لا. قال: فارجع إلى أهلك فأصبهم فإنه عليهم منك
صدقة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6801] 13 - الصدوق، عن الحسين بن أحمد، عن أبيه، عن محمد بن أحمد، عن إبراهيم
ابن هاشم، عن موسى بن أبي الحسن، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: ظهر في
بني إسرائيل قحط شديد سنين متواترة وكان عند امرأة لقمة من خبز فوضعتها في فيها
لتأكل فنادى السائل يا أمة الله الجوع فقالت المرأة: أتصدق في مثل هذا الزمان
فأخرجتها من فيها فدفعتها إلى السائل وكان لها ولد صغير يحتطب في الصحراء فجاء
الذئب فاحتمله فوقعت الصيحة فعدت الأم في أثر الذئب فبعث الله تبارك وتعالى
جبرئيل (عليه السلام) فأخرج الغلام من فم الذئب فدفعه إلى أمه فقال لها جبرئيل (عليه السلام): يا أمة
الله أرضيت لقمة بلقمة (3).
[6802] 14 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن [محمد بن أبي]
الخزرج، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من تصدق في يوم أو ليلة إن
كان يوم فيوم وإن كان ليلة فليل دفع الله عز وجل عنه الهم والسبع وميتة السوء (4).



(1) ثواب الأعمال: 168 ح 3 و 4 و 6.
(2) ثواب الأعمال: 168 ح 3 و 4 و 6.
(3) ثواب الأعمال: 168 ح 3 و 4 و 6.
(4) ثواب الأعمال: 169 ح 7.
61
[6803] 15 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن سماعة بن مهران، عن أبيه، عن أبي بصير،
عن أحدهما (عليهما السلام) قال: قلت له: أي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل أما سمعت قول
الله عز وجل (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) (1) ترى ههنا فضلا (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6804] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الصدقة دواء
منجح... (3).
[6805] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: استنزلوا الرزق
بالصدقة (4).
[6806] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: سوسوا إيمانكم بالصدقة
وحصنوا أموالكم بالزكاة وادفعوا أمواج البلاء بالدعاء (5).
سوسوا: أمر من السياسة وهي حفظ الشئ بما يحوطه من غيره.
[6807] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا أملقتم فتاجروا الله
بالصدقة (6).
[6808] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الصدقة تقي مصارع
السوء (7).



(1) سورة الحشر: 9.
(2) ثواب الأعمال: 170 ح 16.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 7.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 137.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 146.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 258.
(7) غرر الحكم: ح 1515.
62
صدقة السر
[6809] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن علي بن مرداس،
عن صفوان بن يحيى، والحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمار الساباطي
قال قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا عمار الصدقة والله في السر أفضل من الصدقة في
العلانية وكذلك والله العبادة في السر أفضل منها في العلانية (1).
[6810] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن الوليد الوصافي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى (2).
[6811] 3 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن عذافر، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
صدقة العلانية تدفع سبعين نوعا من البلاء وصدقة السر تطفئ غضب الرب (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
صدقة الليل
[6812] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن
سعدان بن مسلم، عن معلى بن خنيس قال: خرج أبو عبد الله (عليه السلام) في ليلة قد رشت
وهو يريد ظلة بني ساعدة فاتبعته فإذا هو قد سقط منه شئ فقال: بسم الله اللهم رد
علينا قال: فأتيته فسلمت عليه قال فقال: معلى، قلت: نعم جعلت فداك فقال لي:
التمس بيدك فما وجدت من شئ فادفعه إلي فإذا أنا بخبز منتشر كثير فجعلت أدفع إليه
ما وجدت فإذا أنا بجراب أعجز عن حمله من خبز، فقلت: جعلت



(1) و (2) الكافي: 4 / 8 ح 2 و 3.
(3) ثواب الأعمال: 172.
63
فداك أحمله على رأسي، فقال: لا أنا أولى به منك ولكن امض معي، قال: فأتينا
ظلة بني ساعدة فإذا نحن بقوم نيام فجعل يدس الرغيف والرغيفين حتى أتى على آخرهم ثم انصرفنا، فقلت: جعلت فداك يعرف هؤلاء الحق؟ فقال: لو عرفوه لواسيناهم بالدقة - والدقة
هي الملح - ان الله تبارك وتعالى لم يخلق شيئا إلا وله خازن يخزنه إلا الصدقة فإن الرب
يليها بنفسه وكان أبي إذا تصدق بشئ وضعه في يد السائل ثم ارتده منه فقبله وشمه ثم
رده في يد السائل، ان صدقة الليل تطفئ غضب الرب وتمحو الذنب العظيم وتهون
الحساب وصدقة النهار تثمر المال وتزيد في العمر، ان عيسى بن مريم (عليه السلام) لما أن مر
على شاطئ البحر رمى بقرص من قوته في الماء فقال له بعض الحواريين: يا روح الله
وكلمته لم فعلت هذا وإنما هو من قوتك؟ قال: فقال: فعلت هذا لدابة تأكله من دواب
الماء وثوابه عند الله عظيم (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6813] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير،
عن هشام بن سالم قال: كان أبو عبد الله (عليه السلام) إذا اعتم وذهب من الليل شطره أخذ
جرابا فيه خبز ولحم والدراهم فحمله على عنقه ثم ذهب به إلى أهل الحاجة من أهل
المدينة فقسمه فيهم ولا يعرفونه فلما مضى أبو عبد الله (عليه السلام) فقدوا ذا فعلموا انه كان
أبا عبد الله (عليه السلام) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6814] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا طرقكم سائل ذكر بليل
فلا تردوه (3).



(1) الكافي: 4 / 8 ح 3.
(2) و (3) الكافي: 4 / 8 ح 1 و 2.
64
الرواية معتبرة الإسناد.
[6815] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
أبيه، عن الحسين بن مخلد، عن أبان الأحمر، عن أبي أسامة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: صدقة الليل تطفئ غضب الرب (1).
[6816] 5 - الصدوق باسناده إلى أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) في توصيف أبيه علي
ابن الحسين (عليه السلام) قال:... وكان (عليه السلام) ليخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب على
ظهره وفيه الصرر من الدنانير والدراهم وربما حمل على ظهره الطعام أو الحطب حتى
يأتي بابا بابا فيقرعه ثم يناول من يخرج إليه وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيرا لئلا
يعرفه فلما توفي (عليه السلام) فقدوا ذلك فعلموا انه كان علي بن الحسين (عليه السلام) ولما وضع (عليه السلام) على
المغتسل نظروا إلى ظهره وعليه مثل ركب الإبل مما كان يحمل على ظهره إلى منازل
الفقراء والمساكين... (2).
وروي نظير ذلك من التصدق في الليل وحملها إلى بيوت الفقراء والمساكين من
أمير المؤمنين (عليه السلام) وأولاده المعصومين (عليهم السلام).
الصدقة تدفع البلاء
[6817] 1 - الكليني، عن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن
عبد الرحمن بن محمد الأسدي، عن سالم بن مكرم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مر
يهودي بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: السام عليك فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عليك فقال
أصحابه: إنما سلم عليك بالموت قال: الموت عليك؟ قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): وكذلك
رددت، ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن هذا اليهودي يعضه أسود في قفاه فيقتله قال:



(1) ثواب الأعمال: 172.
(2) الخصال: 2 / 517 ح 4.
65
فذهب اليهودي فاحتطب حطبا كثيرا فاحتمله ثم لم يلبث أن انصرف فقال له
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ضعه فوضع الحطب فإذا أسود في جوف الحطب عاض على عود
فقال: يا يهودي ما عملت اليوم قال ما عملت عملا إلا حطبي هذا احتملته
فجئت به وكان معي كعكتات فأكلت واحدة وتصدقت بواحدة على مسكين فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): دفع الله عنه وقال: إن الصدقة تدفع ميتة السوء عن الإنسان (1).
[6818] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال علي (عليه السلام): كانوا يرون أن الصدقة تدفع بها عن الرجل
الظلوم (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6819] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عبد الرحمن
ابن حماد، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الصدقة لتدفع
سبعين بلية من بلايا الدنيا مع ميتة السوء، ان صاحبها لا يموت ميتة السوء أبدا مع ما
يدخر لصاحبها في الآخرة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6820] 4 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن غير
واحد، عن علي بن أسباط، عن الحسن بن الجهم قال قال أبو الحسن (عليه السلام) لإسماعيل
بن محمد وذكر له ان ابنه صدق عنه قال: انه رجل قال: فمره أن يتصدق ولو بالكسرة
من الخبز ثم قال قال أبو جعفر (عليه السلام): ان رجلا من بني إسرائيل كان له ابن وكان له محبا
فأتي في منامه فقيل له: إن ابنك ليلة يدخل بأهله يموت قال: فلما كان تلك الليلة وبنى
عليه أبوه توقع أبوه ذلك فأصبح ابنه سليما فأتاه أبوه فقال له: يا بني هل عملت



(1) الكافي: 4 / 5 ح 3.
(2) الكافي: 4 / 5 ح 4.
(3) الكافي: 4 / 6 ح 6.
66
البارحة شيئا من الخير؟ قال: لا إلا ان سائلا أتى الباب وقد كانوا ادخروا لي طعاما
فأعطيته السائل فقال: بهذا دفع الله عنك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6821] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال سمعته يقول: كان رجل من بني إسرائيل ولم يكن له
ولد فولد له غلام وقيل له: انه يموت ليلة عرسه فمكث الغلام فلما كان ليلة عرسه نظر
إلى شيخ كبير ضعيف فرحمه الغلام فدعاه فأطعمه فقال له السائل: أحييتني أحياك
الله قال: فأتاه آت في النوم فقال له: سل ابنك ما صنع؟ فسأله فخبره بصنيعه قال:
فأتاه الآتي مرة أخرى في النوم فقال له: ان الله أحيا لك ابنك بما صنع بالشيخ (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6822] 6 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن غير واحد،
عن علي بن أسباط، عمن رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان بيني وبين رجل قسمة
أرض وكان الرجل صاحب نجوم وكان يتوخى ساعة السعود فيخرج فيها وأخرج أنا
في ساعة النحوس فاقتسمنا فخرج لي خير القسمين فضرب الرجل يده اليمنى على
اليسرى ثم قال: ما رأيت كاليوم قط قلت: ويل الآخر وما ذاك؟ قال: إني صاحب
نجوم أخرجتك في ساعة النحوس وخرجت أنا في ساعة السعود ثم قسمنا فخرج لك
خير القسمين، فقلت: ألا أحدثك بحديث حدثني به أبي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
من سره أن يدفع الله عنه نحس يومه فليفتتح يومه بصدقة يذهب الله بها عنه نحس
يومه ومن أحب أن يذهب الله عنه نحس ليلته فليفتتح ليلته بصدقة يدفع الله عنه
نحس ليلته، فقلت: وإني افتتحت خروجي بصدقة فهذا خير لك من علم النجوم (3).



(1) الكافي: 4 / 6 ح 8.
(2) الكافي: 4 / 7 ح 10.
(3) الكافي: 4 / 6 ح 9.
67
[6823] 7 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عن فضالة بن أيوب، عمن ذكره عن محمد بن مسلم قال: كنت مع أبي جعفر (عليه السلام)
في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فسقط شرفة من شرف المسجد فوقعت على رجل فلم
تضره وأصابت رجله فقال أبو جعفر (عليه السلام): سلوه أي شئ عمل اليوم؟ فسألوه،
فقال: خرجت وفي كمي تمر فمررت بسائل فتصدقت عليه بتمرة، فقال أبو جعفر (عليه السلام):
بها دفع الله عنك (1).
[6824] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن
محبوب، عن أبي ولاد قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: بكروا بالصدقة وارغبوا فيها
فما من مؤمن يتصدق بصدقة يريد بها ما عند الله ليدفع الله بها عنه شر ما ينزل من
السماء إلى الأرض في ذلك اليوم إلا وقاه الله شر ما ينزل من السماء إلى الأرض في
ذلك اليوم (2).
[6825] 9 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن
آبائه (عليهم السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله لا اله إلا هو ليدفع بالصدقة الداء والدبيلة
والحرق والغرق والهدم والجنون وعد (صلى الله عليه وآله وسلم) سبعين بابا من السوء (3).
الرواية معتبرة الإسناد. الدبيلة: الطاعون والخراج، وهو دمل يظهر في بطن
صاحبه فيقتله.
[6826] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
سليمان بن عمرو النخعي قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
بكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها (4).



(1) الكافي: 4 / 7 ح 11.
(2) و (3) الكافي: 4 / 5 ح 1 و 2.
(4) الكافي: 4 / 6 ح 5.
68
الصدقة تزيد في المال
[6827] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى، عن
غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الصدقة تقضي الدين وتخلف بالبركة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6828] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله قال حدثني الجهم
ابن الحكم المدائني، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
تصدقوا فإن الصدقة تزيد في المال كثرة وتصدقوا رحمكم الله (2).
[6829] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن علي بن
وهبان، عن عمه هارون بن عيسى قال قال أبو عبد الله (عليه السلام) لمحمد ابنه: يا بني كم
فضل معك من تلك النفقة؟ قال: أربعون دينارا قال: أخرج فتصدق بها قال: انه لم
يبق معي غيرها، قال: تصدق بها فإن الله عز وجل يخلفها أما علمت أن لكل شئ
مفتاحا ومفتاح الرزق الصدقة؟ فتصدق بها ففعل، فما لبث أبو عبد الله (عليه السلام) عشرة
أيام حتى جاءه من موضع أربعة آلاف دينار، فقال: يا بني أعطينا لله أربعين دينارا
فأعطانا الله أربعة آلاف دينار (3).
[6830] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: ما أحسن عبد الصدقة في الدنيا إلا أحسن الله الخلافة على ولده من
بعده وقال: حسن الصدقة يقضي الدين ويخلف على البركة (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6831] 5 - الكليني باسناده عن علي بن حسان، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن (عليه السلام)
قال: استنزلوا الرزق بالصدقة (5).



(1) الكافي: 4 / 9 ح 1 و 2 و 3.
(2) الكافي: 4 / 9 ح 1 و 2 و 3.
(3) الكافي: 4 / 9 ح 1 و 2 و 3.
(4) الكافي: 4 / 10 ح 5 و 4.
(5) الكافي: 4 / 10 ح 5 و 4.
69
الصدقة على القرابة
[6832] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أي الصدقة أفضل؟ قال: على ذي الرحم
الكاشح (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6833] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر وصلة
الإخوان بعشرين وصلة الرحم بأربعة وعشرين (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6834] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من وصل
قريبا بحجة أو عمرة كتب الله له حجتين وعمرتين وكذلك من حمل عن حميم يضاعف
الله له الأجر ضعفين (3).
[6835] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن عذافر، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
سئل عن الصدقة على من يسأل على الأبواب أو يمسك ذلك عنهم ويعطيه ذوي
قرابته؟ قال: لا بل يبعث بها إلى من بينه وبينه قرابة فهذا أعظم للأجر (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6836] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كفروا ذنوبكم وتحببوا إلى ربكم
بالصدقة وصلة الرحم (5).



(1) الكافي: 4 / 10 ح 2 و 3 و 1.
(2) الكافي: 4 / 10 ح 2 و 3 و 1.
(3) الكافي: 4 / 10 ح 2 و 3 و 1.
(4) ثواب الأعمال: 171 ح 20.
(5) غرر الحكم: ح 7258.
70
الصدقة لبني هاشم
[6837] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن
محمد بن مسلم، وأبي بصير وزرارة، عن أبي جعفر، وأبي عبد الله (عليه السلام) قالا: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الصدقة أوساخ أيدي الناس وان الله قد حرم علي منها ومن
غيرها ما قد حرمه وأن الصدقة لا تحل لبني عبد المطلب ثم قال: أما والله لو قد قمت
على باب الجنة ثم أخذت بحلقته لقد علمتم أني لا أوثر عليكم فارضوا لأنفسكم بما
رضي الله ورسوله لكم، قالوا: قد رضينا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6838] 2 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى،
عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن جعفر بن إبراهيم الهاشمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قلت له: أتحل الصدقة لبني هاشم؟ فقال: إنما تلك الصدقة الواجبة على الناس لا تحل
لنا فأما غير ذلك فليس به بأس ولو كان كذلك ما استطاعوا أن يخرجوا إلى مكة هذه
المياه عامتها صدقة (2).
[6839] 3 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عن غير واحد، عن أبان بن
عثمان، عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الصدقة التي
حرمت على بني هاشم ما هي؟ قال: هي الزكاة. قلت: فتحل صدقة بعضهم على
بعض؟ قال: نعم (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6840] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن النوفلي، عن



(1) الكافي: 4 / 58 ح 2.
(2) الكافي: 4 / 59 ح 3.
(3) الكافي: 4 / 59 ح 5.
71
عيسى بن عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من صنع إلى
أحد من أهل بيتي يدا كافيته يوم القيامة (1).
[6841] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن بعض
أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إني شافع يوم القيامة
لأربعة أصناف ولو جاؤوا بذنوب أهل الدنيا رجل نصر ذريتي ورجل بذل ماله
لذريتي عند المضيق ورجل أحب ذريتي باللسان وبالقلب ورجل يسعى في حوائج
ذريتي إذا طردوا أو شردوا (2).
إنما يحرم عليهم الزكاة الواجبة، نعم يحرم على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام)
الصدقة أيضا. فراجع إن شئت إلى عناوين الخمس والزكاة والسادة.
الصدقة على من لا تعرفه وأهل البوادي والسواد
[6842] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن سدير
الصيرفي قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): اطعم سائلا لا أعرفه مسلما؟ فقال: نعم أعط
من لا تعرفه بولاية ولا عداوة للحق ان الله عز وجل يقول: (وقولوا للناس حسنا) (3) ولا
تطعم من نصب لشئ من الحق أو دعا إلى شئ من الباطل (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6843] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن عبد الله بن
الفضل النوفلي، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه سئل عن السائل يسأل ولا يدري
ما هو؟ قال: اعط من وقعت له الرحمة في قلبك وقال: اعط دون الدرهم قلت: أكثر



(1) و (2) الكافي: 4 / 60 ح 8 و 9.
(3) سورة البقرة: 83.
(4) الكافي: 4 / 13 ح 1.
72
ما يعطى؟ قال: أربعة دوانيق (1).
[6844] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع أو
غيره، عن محمد عذافر، عن عمر بن يزيد قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الصدقة
على أهل البوادي والسواد؟ فقال: تصدق على الصبيان والنساء والزمناء والضعفاء
والشيوخ وكان ينهى عن أولئك الجمانين يعني أصحاب الشعور (2).
[6845] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الصلت، عن زرعة،
عن منهال القصاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اعط الكبير والكبيرة والصغير
والصغيرة ومن وقعت له في قلبك رحمة وإياك وكل وقال: بيده وهزها (3).
[6846] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن الحكم بن
مسكين، عن عمرو بن أبي نصر قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ان أهل السواد يقتحمون
علينا وفيهم اليهود والنصارى والمجوس فنتصدق عليهم؟ فقال: نعم (4).
الصدقة في يوم الجمعة
[6847] 1 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن عبد الله بن سنان قال: أتى سائل أبا عبد الله (عليه السلام)
عشية الخميس فسأله فرده ثم التفت إلى جلسائه فقال: أما ان عندنا ما نتصدق عليه
ولكن الصدقة يوم الجمعة تضاعف أضعافا (5).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6848] 2 - الصدوق، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، عن أحمد بن محمد، عن



(1) الكافي: 4 / 14 ح 2.
(2) الكافي: 4 / 14 ح 1 و 2 و 3.
(3) الكافي: 4 / 14 ح 1 و 2 و 3.
(4) الكافي: 4 / 14 ح 1 و 2 و 3.
(5) ثواب الأعمال: 172.
73
الحسن ابن محبوب، عن أبي محمد الوابشي وعبد الله بن بكير وغيره قد رووه عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أبي (عليه السلام) أقل أهل بيته مالا وأعظمهم مؤونة قال: وكان
يتصدق كل جمعة بدينار وكان يقول: الصدقة يوم الجمعة تضاعف لفضل يوم الجمعة
على غيره من الأيام (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6849] 3 - الصدوق باسناده إلى أبي جعفر (عليه السلام) انه قال: الخير والشر يضاعف يوم
الجمعة (2).
[6850] 4 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: الصدقة ليلة
الجمعة بألف والصدقة يوم الجمعة بألف (3).
[6851] 5 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: ليلة الجمعة ويوم
الجمعة في الفضل سواء (4).
ان الذي يقسم الصدقة شريك صاحبها في الأجر
[6852] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن
محبوب، عن صالح بن رزين قال: دفع إلي شهاب بن عبد ربه دراهم من الزكاة
اقسمها، فأتيته يوما فسألني هل قسمتها؟ فقلت: لا، فاسمعني كلاما فيه بعض
الغلظة فطرحت ما كان بقي معي من الدراهم وقمت مغضبا، فقال لي: ارجع حتى
أحدثك بشئ سمعته من جعفر بن محمد (عليه السلام) فرجعت، فقال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
إني إذا وجدت زكاتي أخرجتها فادفع منها إلى من أثق به يقسمها؟ قال: نعم لا بأس



(1) ثواب الأعمال: 219.
(2) ثواب الأعمال: 172.
(3) كتاب العروس: 153.
(4) كتاب العروس: 153.
74
بذلك أما انه أحد المعطين قال صالح: فأخذت الدراهم حيث سمعت الحديث
فقسمتها (1).
[6853] 2 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير،
عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الرجل يعطى الدراهم يقسمها؟ قال:
يجري له ما يجري للمعطي ولا ينقص المعطي من أجره شيئا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6854] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن أبي نهشل،
عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لو جرى المعروف على ثمانين كفا لأجروا كلهم
فيه من غير أن ينقص صاحبه من أجره شيئا (3).
رويها الصدوق في ثواب الأعمال: 170 ح 14.



(1) الكافي: 4 / 17 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 18 ح 3.
(3) الكافي: 4 / 17 ح 2.
75
الصراط
[6855] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن النضر بن شعيب،
عن خالد بن ماد، عن محمد بن الفضل، عن الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أوحى
الله إلى نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) (فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم) قال:
إنك على ولاية علي وعلي هو الصراط المستقيم (1).
[6856] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
إسماعيل بن بزيع، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
أبو ذر (رضي الله عنه): سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: حافتا الصراط يوم القيامة الرحم
والأمانة فإذا مر الوصول للرحم المؤدي للأمانة نفذ إلى الجنة وإذا مر الخائن للأمانة
القطوع للرحم لم ينفعه معهما عمل وتكفا به الصراط في النار (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6857] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن
عبد الله بن عبد الرحمن، عن الهيثم بن واقد، عن مقرن قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: جاء ابن الكواء إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين (وعلى الأعراف
رجال يعرفون كلا بسيماهم) فقال: نحن على الأعراف نعرف أنصارنا بسيماهم
ونحن الأعراف الذي لا يعرف الله عز وجل إلا بسبيل معرفتنا ونحن الأعراف يعرفنا الله عز وجل



(1) الكافي: 1 / 416 ح 24.
(2) الكافي: 2 / 152 ح 11.
76
يوم القيامة على الصراط فلا يدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه ولا يدخل النار إلا
من أنكرنا وأنكرناه، ان الله تبارك وتعالى لو شاء لعرف العباد نفسه ولكن جعلنا
أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا
غيرنا فإنهم عن الصراط لناكبون فلا سواء من اعتصم الناس به ولا سواء حيث ذهب
الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض وذهب من ذهب إلينا إلى عيون صافية
تجري بأمر ربها لا نفاد لها ولا انقطاع (1).
[6858] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحجال، عن غالب
ابن محمد، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل (ان ربك لبالمرصاد) (2)
قال: قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة (3).
[6859] 5 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن محمد
البرقي، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن
أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: الناس يمرون على الصراط طبقات والصراط أدق من
الشعر ومن حد السيف فمنهم من يمر مثل البرق ومنهم من يمر مثل عدو الفرس ومنهم
من يمر حبوا ومنهم من يمر مشيا ومنهم من يمر متعلقا قد تأخذ النار منه شيئا وتترك
شيئا (4).
[6860] 6 - الصدوق، عن القطان، عن عبد الرحمن بن محمد الحسني، عن أحمد بن
عيسى بن أبي مريم، عن محمد بن أحمد العرزمي، عن علي بن حاتم المنقري، عن
المفضل بن عمر قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الصراط؟ فقال: هو الطريق إلى



(1) الكافي: 1 / 184 ح 9.
(2) سورة الفجر: 14.
(3) الكافي: 2 / 331 ح 2.
(4) أمالي الصدوق: المجلس الثالث والثلاثون ح 5 / 242 الرقم 257.
77
معرفة الله وهما صراطان صراط في الدنيا وصراط في الآخرة فأما الصراط الذي في
الدنيا فهو الامام المفروض الطاعة من عرفه في الدنيا اقتدى بهداه مر على الصراط
الذي هو جسر جهنم في الآخرة ومن لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن الصراط في
الآخرة فتردى في نار جهنم (1).
[6861] 7 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن هاشم، عن عبيد الله بن موسى
العبسي، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي
إذا كان يوم القيامة اقعد أنا وأنت وجبرئيل على الصراط فلم يجز أحد إلا من كان معه
كتاب فيه براءة بولايتك (2).
[6862] 8 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت [عن عبد الله
ابن الصلت]، عن يونس بن عبد الرحمن، عمن ذكره عن عبيد الله الحلبي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الصراط المستقيم أمير المؤمنين علي (عليه السلام) (3).
[6863] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في الخطبة الغراء:... واعلموا أن
مجازكم على الصراط ومزالق دحضه وأهاويل زلله وتارات أهواله فاتقوا الله عباد الله
تقية ذي لب شغل التفكر قلبه وانصب الخوف بدنه وأسهر التهجد غرار نومه وأظمأ
الرجاء هواجر يومه... (4).
[6864] 10 - الطوسي، عن الفحام، عن محمد بن الهاشم الهاشمي، عن أبي هاشم بن
القاسم، عن محمد بن زكريا بن عبد الله، عن عبد الله بن المثنى، عن تمامه بن عبد الله
ابن أنس بن مالك، عن أبيه، عن جده، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إذا كان يوم القيامة



(1) معاني الأخبار: 32 ح 1.
(2) معاني الأخبار: 35 ح 6.
(3) معاني الأخبار: 32 ح 2.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 83.
78
ونصب الصراط على جهنم لم يجز عليه إلا من كان معه جواز فيه ولاية علي بن
أبي طالب (عليه السلام) وذلك قوله (وقفوهم انهم مسؤولون) (1) يعني عن ولاية علي بن
أبي طالب (عليه السلام) (2).
الروايات في هذا المجال متعددة مبثوثة في كتب الأخبار فإن شئت راجع
معاني الأخبار: 32، وبحار الأنوار: 3 / 308 من طبع الكمباني و 8 / 64 من طبع
الحروفي.



(1) سورة الصافات: 24.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 11 / 290 الرقم 564.
79
الصغر
[6865] 1 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن أبيه، عن محمد بن علي
الهمداني، عن أبي سعيد الشامي قال: أخبرني صالح بن عقبة قال: سمعت العبد
الصالح (عليه السلام) يقول: تستحب عرامة الصبي في صغره ليكون حليما في كبره ثم قال:
ما ينبغي أن يكون إلا هكذا (1).
يعني حمله على الأمور الشاقة في الجملة.
[6866] 2 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: باشر كبار أمورك بنفسك، وكل
ما صغر منها إلى غيرك، فقيل: ضرب أي شئ؟ فقال: ضرب أشرية العقار وما
أشبهها (2).
الأشرية: جمع الشرى.
[6867] 3 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... انظروا إلى النملة في صغر
جثتها ولطافة هيئتها لا تكاد تنال بلحظ البصر ولا بمستدرك الفكر كيف دبت على
أرضها وصبت على رزقها تنقل الحبة إلى جحرها وتعدها في مستقرها تجمع في حرها
لبردها... (3).
[6868] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في الخطبة القاصعة:... أنا وضعت
في الصغر بكلا كل العرب وكسرت نواجم قرون ربيعة ومضر وقد علمتم



(1) الكافي: 6 / 51 ح 2.
(2) الفقيه: 3 / 169 ح 3638.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 185.
80
موضعي من رسول الله عز وجل (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة... (1).
[6869] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته لنجله
الحسن (عليه السلام):... فإذا عرفت ذلك فافعل كما ينبغي لمثلك أن يفعله في صغر خطره
وقلة مقدرته وكثرة عجزه وعظيم حاجته إلى ربه في طلب طاعته والخشية من عقوبته
والشفقة من سخطه فإنه لم يأمرك إلا بحسن ولم ينهك إلا عن قبيح... (2).
[6870] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كان لي فيما مضى أخ في الله وكان
يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه وكان خارجا من سلطان بطنه فلا يشتهي ما لا يجد
ولا يكثر إذا وجد وكان أكثر دهره صامتا... (3).
[6871] 7 - الكراجكي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العلم في الصغر كالنقش في
الحجر (4).
[6872] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من لم يجهد نفسه في صغره لم ينبل
في كبره (5).
[6873] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من سأل في صغره أجاب في
كبره (6).
[6874] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من لم يتعلم في الصغر لم يتقدم في
الكبر (7).



(1) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 289.
(4) كنز الفوائد: 2 / 319 الطبعة الحديثة. ونقل عنه في بحار الأنوار: 1 / 224 ح 13.
(5) غرر الحكم: ح 8272.
(6) غرر الحكم: ح 8273.
(7) غرر الحكم: ح 8937.
81
الصفات الحميدة وملازمتها
[6875] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن جميل بن
صالح، عن عبد الله بن غالب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ينبغي للمؤمن أن يكون فيه
ثمان خصال: وقور عند الهزاهز، صبور عند البلاء، شكور عند الرخاء، قانع بما
رزقه الله، لا يظلم الأعداء، ولا يتحامل للأصدقاء بدنه منه في تعب والناس منه في
راحة، ان العلم خليل المؤمن والحلم وزيره والصبر أمير جنوده والرفق أخوه واللين
والده (1).
[6876] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال،
عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: المؤمن يصمت
ليسلم وينطق ليغنم لا يحدث أمانته الأصدقاء ولا يكتم شهادته من البعداء ولا يعمل
شيئا من الخير رياء ولا يتركه حياء، ان زكى خاف مما يقولون ويستغفر الله لما
لا يعلمون لا يغره قول من جهله ويخاف إحصاء ما عمله (2).
الرواية موثقة سندا.
[6877] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض من
رواه رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المؤمن له قوة في دين وحزم في لين وإيمان في يقين
وحرص في فقه ونشاط في هدى وبر في استقامة وعلم في حلم وكيس في رفق وسخاء



(1) الكافي: 2 / 230 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 231 ح 3.
82
في حق وقصد في غنى وتجمل في فاقة وعفو في قدرة وطاعة لله في نصيحة وانتهاء في
شهوة وورع في رغبة وحرص في جهاد وصلاة في شغل وصبر في شدة وفي الهزاهز
وقور وفي المكاره صبور وفي الرخاء شكور ولا يغتاب ولا يتكبر ولا يقطع الرحم
وليس بواهن ولا فظ ولا غليظ ولا يسبقه بصره ولا يفضحه بطنه ولا يغلبه فرجه ولا
يحسد الناس يعير ولا يعير ولا يسرف ينصر المظلوم ويرحم المسكين، نفسه منه في
عناء والناس منه في راحة، لا يرغب في عز الدنيا ولا يجزع في ذلها للناس، هم قد
أقبلوا عليه وله هم قد شغله، لا يرى في حكمه نقص ولا في رأيه وهن ولا في دينه
ضياع يرشد من استشاره ويساعد من ساعده ويكيع عن الخنا والجهل (1).
[6878] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن
عمر اليماني، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شيعتنا أهل الهدى وأهل التقوى
وأهل الخير وأهل الايمان وأهل الفتح والظفر (2).
[6879] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، رفعه
عن أحدهما (عليهما السلام) قال: مر أمير المؤمنين (عليه السلام) بمجلس من قريش فإذا هو بقوم بيض
ثيابهم صافية ألوانهم كثير ضحكهم يشيرون بأصابعهم إلى من يمر بهم ثم مر بمجلس
للأوس والخزرج فإذا قوم بليت منهم الأبدان ودقت منهم الرقاب واصفرت منهم
الألوان وقد تواضعوا بالكلام فتعجب علي (عليه السلام) من ذلك ودخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فقال: بأبي أنت وأمي إني مررت بمجلس لآل فلان ثم وصفهم ومررت بمجلس
للأوس والخزرج فوصفهم ثم قال: وجميع مؤمنون فأخبرني يا رسول الله بصفة
المؤمن، فنكس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم رفع رأسه فقال: عشرون خصلة في المؤمن فإن لم
تكن فيه لم يكمل إيمانه إن من أخلاق المؤمنين يا علي الحاضرون الصلاة والمسارعون



(1) الكافي: 2 / 231 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 233 ح 8.
83
إلى الزكاة والمطعمون المسكين الماسحون رأس اليتيم المطهرون أطمارهم المتزرون على
أوساطهم الذين إن حدثوا لم يكذبوا وإذا وعدوا لم يخلفوا وإذا ائتمنوا لم يخونوا وإذا
تكلموا صدقوا، رهبان بالليل أسد بالنهار صائمون النهار قائمون الليل لا يؤذون جارا
ولا يتأذى بهم جار الذين مشيهم على الأرض هون وخطاهم إلى بيوت الأرامل
وعلى أثر الجنائز. جعلنا الله وإياكم من المتقين (1).
[6880] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
علي بن رئاب، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن شيعة علي كانوا
خمص البطون ذبل الشفاة أهل رأفة وعلم وحلم يعرفون بالرهبانية فأعينوا على ما
أنتم عليه بالورع والاجتهاد (2).
[6881] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن صفوان
الجمال قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): إنما المؤمن الذي إذا غضب لم يخرجه غضبه من حق
وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل وإذا قدر لم يأخذ أكثر مما له (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6882] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب،
عن أبي أيوب، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنما المؤمن الذي إذا رضي لم
يدخله رضاه في إثم ولا باطل وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق والذي إذا
قدر لم تخرجه قدرته إلى التعدي إلى ما ليس له بحق (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6883] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي
ابن النعمان، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال



(1) الكافي: 2 / 232 ح 5.
(2) و (3) الكافي: 2 / 233 ح 10 و 11.
(4) الكافي: 2 / 234 ح 13.
84
أبو جعفر (عليه السلام): يا سليمان أتدري من المسلم؟ قلت: جعلت فداك أنت أعلم قال:
المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ثم قال: وتدري من المؤمن؟ قال قلت: أنت
أعلم قال: ان المؤمن من ائتمنه المسلمون على أموالهم وأنفسهم والمسلم حرام على
المسلم أن يظلمه أو يخذله أو يدفعه دفعة تعنته (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6884] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن
ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن معروف بن خربوذ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
صلى أمير المؤمنين (عليه السلام) بالناس الصبح بالعراق فلما انصرف وعظهم فبكى وأبكاهم
من خوف الله ثم قال: أما والله لقد عهدت أقواما على عهد خليلي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وانهم ليصبحون ويمسون شعثا غبرا خمصا بين أعينهم كركب المعزى يبيتون لربهم
سجدا وقياما يراوحون بين أقدامهم وجباههم يناجون ربهم ويسألونه فكاك رقابهم
من النار والله لقد رأيتهم مع هذا وهم خائفون مشفقون (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6885] 11 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن السندي بن
محمد، عن محمد بن الصلت، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: صلى
أمير المؤمنين (عليه السلام) الفجر ثم لم يزل في موضعه حتى صارت الشمس على قيد رمح وأقبل
على الناس بوجهه فقال: والله لقد أدركت أقواما يبيتون لربهم سجدا وقياما يخالفون
بين جباههم وركبهم كان زفير النار في آذانهم إذا ذكر الله عندهم مادوا كما يميد الشجر
كأنما القوم باتوا غافلين، قال: ثم قام فما رئي ضاحكا حتى قبض صلوات الله عليه (3).
[6886] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير،



(1) الكافي: 2 / 233 ح 12.
(2) الكافي: 2 / 235 ح 21.
(3) الكافي: 2 / 236 ح 22.
85
عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا أردت أن تعرف أصحابي فانظر إلى
من اشتد ورعه وخاف خالقه ورجا ثوابه وإذا رأيت هؤلاء فهؤلاء أصحابي (1).
[6887] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد
ابن الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عمرو بن الأشعث، عن عبد الله بن حماد
الأنصاري، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): شيعتنا المتباذلون في ولايتنا المتحابون في مودتنا المتزاورون في
إحياء أمرنا الذين إذا غضبوا لم يظلموا وإن رضوا لم يسرفوا بركة على من جاوروا،
سلم لمن خالطوا (2).
[6888] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال من عامل الناس فلم
يظلمهم وحدثهم فلم يكذبهم ووعدهم فلم يخلفهم كان ممن حرمت غيبته وكملت
مروءته وظهر عدله ووجبت أخوته (3).
الرواية موثقة سندا.
[6889] 15 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن
مهران، عن سيف بن عميرة، عن سليمان بن عمرو النخعي قال وحدثني الحسين بن
سيف، عن أخيه علي بن سليمان، عمن ذكره عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سئل
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن خيار العباد، فقال: الذين إذا أحسنوا استبشروا وإذا أساؤوا
استغفروا وإذا أعطوا شكروا وإذا ابتلوا صبروا وإذا غضبوا غفروا (4).
[6890] 16 - الكليني، بهذا الإسناد عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إن خياركم



(1) و (2) الكافي: 2 / 236 ح 23 و 24.
(3) الكافي: 2 / 239 ح 28.
(4) الكافي: 2 / 240 ح 31.
86
اولوا النهى قيل: يا رسول الله ومن اولوا النهى؟ قال: هم اولوا الأخلاق الحسنة
والأحلام الرزينة وصلة الأرحام والبررة بالأمهات والآباء والمتعاهدين للفقراء
والجيران واليتامى ويطعمون الطعام ويفشون السلام في العالم ويصلون والناس نيام
غافلون (1).
[6891] 17 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن أبي ولاد الحناط، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام)
يقول: إن المعرفة بكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه وقلة مرائه وحلمه
وصبره وحسن خلقه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6892] 18 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن محمد
ابن عرفة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا اخبركم بأشبهكم بي؟
قالوا: بلى قال: أحسنكم خلقا وألينكم كنفا وأبركم بقرابته وأشدكم حبا لاخوانه في
دينه وأصبركم على الحق وأكظمكم للغيظ وأحسنكم عفوا وأشدكم من نفسه انصافا
في الرضا والغضب (3).
[6893] 19 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: من أخلاق المؤمن
الإنفاق على قدر الاقتار والتوسع على قدر التوسع وانصاف الناس وابتداؤه إياهم
بالسلام عليهم (4).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 240 ح 32.
(2) و (3) الكافي: 2 / 240 ح 34 و 35.
(4) الكافي: 2 / 241 ح 36.
87
[6894] 20 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال،
عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: المؤمن أصلب من الجبل، الجبل
يستقل منه والمؤمن لا يستقل من دينه شئ (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
والروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت أكثر من هذا فراجع
الكافي: 11 / 226، والوافي: 4 / 153، وبحار الأنوار: 64 / 261،
ووسائل الشيعة: 11 / 138، ومستدرك الوسائل: 11 / 171، وكتابنا
ألف حديث في المؤمن: 217.



(1) الكافي: 2 / 241 ح 37.
88
الصلاح
[6895] 1 - الكليني، عن أبي عبد الله الأشعري، عن بعض أصحابنا، رفعه عن هشام بن
الحكم، عن موسى بن جعفر قال:... وقال علي بن الحسين (عليهما السلام): مجالسة الصالحين
داعية إلى الصلاح... (1).
[6896] 2 - الكليني، عن أحمد بن محمد العاصمي، عن علي بن الحسن بن فضال، عن
علي بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنما مثل المرأة الصالحة مثل الغراب الأعصم الذي لا يكاد
يقدر عليه، قيل: وما الغراب الأعصم الذي لا يكاد يقدر عليه؟ الأبيض إحدى
رجليه (2).
[6897] 3 - الصدوق باسناده إلى محمد بن سنان، عن عبد الله بن مسكان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أحق الناس بأن يتمنى للناس الغنى البخلاء، لأن الناس إذا
استغنوا كفوا عن أموالهم وان أحق الناس بأن يتمنى للناس الصلاح أهل العيوب لأن
الناس إذا صلحوا كفوا عن تتبع عيوبهم... (3).
[6898] 4 - الصدوق، عن ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن الفضل بن شاذان فيما كتب
علي بن موسى الرضا (عليه السلام) للمأمون:... ومن مات ولم يعرفهم (لم يعرف الأئمة (عليهم السلام))
مات ميتة الجاهلية وان من دينهم الورع والعفة والصدق والصلاح والاستقامة



(1) الكافي: 1 / 20.
(2) الكافي: 5 / 515 ح 4.
(3) الفقيه: 4 / 401 ح 5862.
89
والاجتهاد وأداء الأمانة إلى البر والفاجر وطول السجود وصيام النهار وقيام الليل
واجتناب المحارم وانتظار الفرج بالصبر وحسن العزاء وكرم الصحبة... (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[6899] 5 - العياشي رفعه عن زرارة وحمران، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا:
يحفظ الأطفال بصلاح آبائهم كما حفظ الله الغلامين بصلاح أبويهما (2).
إشارة إلى الآية الشريفة في سورة الكهف (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين
في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا
أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك).
[6900] 6 - العياشي رفعه عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الله
ليفلح بفلاح الرجل المؤمن ولده وولد ولده ويحفظه في دويرته ودويرات حوله فلا
يزالون في حفظ الله لكرامته على الله ثم ذكر الغلامين فقال (وكان أبوهما صالحا)
ألم تر أن الله شكر صلاح أبويهما لهما (3).
[6901] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فليست تصلح الرعية إلا
بصلاح الولاة ولا تصلح الولاة إلا باستقامة الرعية... (4).
[6902] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصية له للحسن
والحسين (عليهما السلام): أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ونظم أمركم
وصلاح ذات بينكم فاني سمعت جدكما (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: صلاح ذات البين أفضل من
عامة الصلاة والصيام... (5).



(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 122.
(2) تفسير العياشي: 2 / 338.
(3) تفسير العياشي: 2 / 337.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 216.
(5) نهج البلاغة: الكتاب 47.
90
[6903] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا استولى الصلاح على الزمان
وأهله ثم أساء رجل الظن برجل لم تظهر منه حوبة فقد ظلم وإذا استولى الفساد على
الزمان وأهله فأحسن رجل الظن برجل فقد غرر (1).
[6904] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من كمال السعادة السعي في
صلاح الجمهور (2).



(1) نهج البلاغة: الحكمة 114.
(2) غرر الحكم: ح 9361.
91
الصلاة
فضل الصلاة
[6905] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن أفضل ما يتقرب به
العباد إلى ربهم وأحب ذلك إلى الله عز وجل ما هو؟ فقال: ما أعلم شيئا بعد المعرفة أفضل
من هذه الصلاة ألا ترى ان العبد الصالح عيسى بن مريم (عليه السلام) قال: (وأوصاني
بالصلاة والزكاة ما دمت حيا) (1) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6906] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن هارون
ابن خارجة، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سمعته يقول: أحب الأعمال
إلى الله عز وجل الصلاة وهي آخر وصايا الأنبياء (عليهم السلام) فما أحسن الرجل يغتسل أو يتوضأ
فيسبغ الوضوء ثم يتنحى حيث لا يراه أنيس فيشرف عليه وهو راكع أو ساجد أن
العبد إذا سجد فأطال السجود نادى إبليس يا ويلاه أطاع وعصيت وسجد
وأبيت (3).
[6907] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن يزيد
ابن خليفة قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا قام المصلي إلى الصلاة نزلت عليه



(1) سورة مريم: 31.
(2) و (3) الكافي: 3 / 264 ح 1 و 2.
92
الرحمة من أعنان السماء إلى أعنان الأرض وحفت به الملائكة وناداه ملك لو يعلم هذا
المصلي ما في الصلاة ما انفتل (1).
[6908] 4 - الكليني، عن محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا قام العبد المؤمن في
صلاته نظر الله إليه أو قال أقبل الله عليه حتى ينصرف وأظلته الرحمة من فوق رأسه
إلى أفق السماء والملائكة تحفه من حوله إلى أفق السماء ووكل الله به ملكا قائما على
رأسه يقول له أيها المصلي لو تعلم من ينظر إليك ومن تناجي ما التفت ولا زلت من
موضعك أبدا (2).
[6909] 5 - الكليني، عن أبي داود، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الفضيل، عن
أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: الصلاة قربان كل تقي (3).
[6910] 6 - الكليني، عن أبي داود، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن ابن
مسكان، عن إسماعيل بن عمار، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: صلاة
فريضة خير من عشرين حجة وحجة خير من بيت مملوء ذهبا يتصدق منه حتى
يفنى (4).
[6911] 7 - الكليني، عن جماعة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين
بن سعيد، عن فضالة، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: مر
بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل وهو يعالج بعض حجراته فقال: يا رسول الله ألا أكفيك؟ فقال:
شأنك فلما فرغ قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): حاجتك؟ قال: الجنة فاطرق
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: نعم فلما ولى قال له: يا عبد الله أعنا بطول السجود (5).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 3 / 265 ح 4 و 5 و 6 و 7.
(2) الكافي: 3 / 265 ح 4 و 5 و 6 و 7.
(3) الكافي: 3 / 265 ح 4 و 5 و 6 و 7.
(4) الكافي: 3 / 265 ح 4 و 5 و 6 و 7.
(5) الكافي: 3 / 266 ح 8.
93
[6912] 8 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
حمزة بن حمران، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
مثل الصلاة مثل عمود الفسطاط إذا ثبت العمود نفعت الأطناب والأوتاد والغشاء
وإذا إنكسر العمود لم ينفع طنب ولا وتد ولا غشاء (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6913] 9 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن
عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عمن حدثه عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل
(إن الحسنات يذهبن السيئات) قال: صلاة المؤمن بالليل تذهب بما عمل من
ذنب بالنهار (2).
[6914] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن
البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قبل الله منه صلاة واحدة لم يعذبه ومن قبل
منه حسنة لم يعذبه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6915] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسين بن
سيف، عن أبيه، قال: حدثني من سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من صلى ركعتين يعلم
ما يقول فيهما، انصرف وليس بينه وبين الله ذنب (4).
[6916] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن
أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الصلاة ميزان من وفى استوفى (5).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6917] 13 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن سلمة بن الخطاب، عن علي



(1) الكافي: 3 / 266 ح 9 و 10 و 11 و 12 و 13.
(2) الكافي: 3 / 266 ح 9 و 10 و 11 و 12 و 13.
(3) الكافي: 3 / 266 ح 9 و 10 و 11 و 12 و 13.
(4) الكافي: 3 / 266 ح 9 و 10 و 11 و 12 و 13.
(5) الكافي: 3 / 266 ح 9 و 10 و 11 و 12 و 13.
94
ابن الحسن، عن أحمد بن محمد المؤدب، عن عاصم بن حميد، عن خالد القلانسي
قال قال الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): يؤتى بشيخ يوم القيامة فيدفع إليه كتابه ظاهرة
مما يلي الناس لا يرى إلا مساوئ فيطول ذلك عليه فيقول: يا رب أتأمرني إلى النار؟
فيقول الجبار جل جلاله: يا شيخ أنا أستحيي أن أعذبك وقد كنت تصلي في دار
الدنيا، اذهبوا بعبدي الجنة (1).
[6918] 14 - الصدوق، عن محمد بن موسى، عن محمد بن جعفر الأسدي، عن سهل
ابن زياد، عن عبد العظيم الحسني، عن أبي الحسن العسكري (عليه السلام) قال: كلم الله عز وجل
موسى بن عمران (عليه السلام)... قال موسى: إلهي ما جزاء من صلى الصلوات لوقتها؟ قال:
أعطيته سؤله وأبيحه جنتي، الخبر (2).
[6919] 15 - الصدوق، عن محمد بن علي بن الشاه، عن أبي بكر بن عبد الله، عن
عبد الله بن أحمد الطائي، عن أبيه، عن الرضا (عليه السلام)، وعن أحمد بن إبراهيم الخوزي،
عن جعفر بن محمد بن زياد، عن أحمد بن عبد الله الهروي عنه (عليه السلام)، وعن الحسين بن
محمد الأشناني، عن علي بن محمد بن مهرويه القزويني، عن داود بن سليمان، عن
الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أدى فريضة فله عند الله
دعوة مستجابة (3).
[6920] 16 - الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن الحسين
السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن عبيد الله بن عبد الله
الدهقان، عن واصل بن سليمان، عن عبد الله بن سنان، عن الصادق عن آبائه (عليهم السلام)
قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من صلاة يحضر وقتها إلا نادى ملك بين يدي الناس أيها



(1) الخصال: 2 / 546 ح 26.
(2) أمالي الصدوق: المجلس السابع والثلاثون ح 8 / 277 الرقم 307.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 28.
95
الناس قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على ظهوركم فاطفئوها بصلاتكم (1).
[6921] 17 - الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن الحسين
السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: للمصلي ثلاث خصال: إذا قام في صلاته يتناثر عليه البر
من أعنان السماء إلى مفرق رأسه وتحف به الملائكة من تحت قدميه إلى أعنان السماء
وملك ينادي أيها المصلي لو تعلم من تناجي ما إنفتلت (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6922] 18 - الصدوق، عن محمد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن
الحسين بن سعيد، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من عبد من شيعتنا يقوم إلى الصلاة إلا اكتنفه بعدد من خالفه
ملائكة يصلون خلفه يدعون الله عز وجل له حتى يفرغ من صلاته (3).
[6923] 19 - الطوسي، عن المفيد، عن ابن الزيات، عن الحسين بن يحيى التمار، عن
الحسن بن عبيد الله، عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد،
عن أبي عثمان قال: كنا مع سلمان الفارسي (رحمه الله) تحت شجرة فأخذ غصنا منها
فنفضه فتساقط ورقه فقال: ألا تسألوني عما صنعت؟ فقلنا: خبرنا، فقال: كنا مع
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في ظل شجرة فأخذ غصنا منها فنفضه فتساقط ورقه فقال: ألا
تسألوني عما صنعت؟ فقلنا: أخبرنا يا رسول الله، قال: إن العبد المسلم إذا قام إلى
الصلاة تحاتت عنه خطاياه كما تحات ورق هذه الشجرة (4).
[6924] 20 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي باسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الصلاة



(1) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والسبعون ح 3 / 585 الرقم 806.
(2) ثواب الأعمال: 57 ح 3.
(3) ثواب الأعمال: 59.
(4) أمالي الطوسي: المجلس السادس ح 33 / 167 الرقم 281.
96
خير موضوع فمن شاء إستقل ومن شاء استكثر (1).
رويها الصدوق في معاني الأخبار: 333، والخصال: 2 / 523 ح 13.
والروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع بحار الأنوار: 79 / 188،
وغيرها من كتب الأخبار.
علة (2) الصلاة
[6925] 1 - الصدوق، عن علي بن أحمد بن محمد، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن
محمد بن إسماعيل البرمكي، عن علي بن العباس، عن عمر بن عبد العزيز، عن هشام
ابن الحكم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن علة الصلاة فإن فيها مشغلة للناس عن
حوائجهم ومتعبة لهم في أبدانهم؟ قال: فيها علل وذلك أن الناس لو تركوا بغير تنبيه
ولا تذكير للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأكثر من الخبر الأول وبقاء الكتاب في أيديهم فقط لكانوا على
ما كان عليه الأولون فإنهم قد كانوا اتخذوا دينا ووضعوا كتابا ودعوا أناسا إلى ما هم
عليه وقتلوهم على ذلك فدرس أمرهم وذهب حين ذهبوا وأراد الله تبارك وتعالى أن
لا ينسيهم أمر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ففرض عليهم الصلاة يذكرونه في كل يوم خمس مرات
ينادون باسمه وتعبدوا بالصلاة وذكروا الله لكيلا يغفلوا عنه فينسوه فيندرس
ذكره (3).
[6926] 2 - الصدوق، عن علي بن أحمد بن محمد بن يعقوب، عن محمد بن أبي عبد الله،
عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس، عن القاسم بن الربيع الصحاف، عن
محمد بن سنان فيما كتب الرضا (عليه السلام) عن جواب مسائله قال: علة الصلاة أنها إقرار
بالربوبية لله عز وجل وخلع الأنداد وقيام بين يدي الجبار جل جلاله بالذل والمسكنة



(1) جامع الأحاديث: 92.
(2) المراد بها هنا الحكمة.
(3) علل الشرايع: 317 ح 1.
97
والخضوع والاعتراف والطلب للإقالة من سالف الذنوب ووضع الوجه على الأرض
كل يوم خمس مرات إعظاما لله عز وجل وأن يكون ذاكرا غير ناس ولا بطر ويكون خاشعا
متذللا راغبا طالبا للزيادة في الدين والدنيا مع ما فيه من الانزجار والمداومة على ذكر
الله عز وجل بالليل والنهار لئلا ينسى العبد سيده ومدبره وخالقه فيبطر ويطغى ويكون في
ذكره لربه وقيامه بين يديه زاجرا له من المعاصي ومانعا من أنواع الفساد (1).
[6927] 3 - الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن الحسين
السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن فضالة، عن الحسين
ابن أبي العلا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما هبط آدم من الجنة ظهرت فيه شامة
سوداء في وجهه من قرنه إلى قدمه فطال حزنه وبكاؤه على ما ظهر به فأتاه
جبرئيل (عليه السلام) فقال له: ما يبكيك يا آدم؟ قال: لهذا الشامة التي ظهرت بي، قال: قم
فصل فهذا وقت الصلاة الأولى، فقام فصلى فانحطت الشامة إلى عنقه، فجاءه في
وقت الصلاة الثانية فقال: يا آدم قم فصل فهذا وقت الصلاة الثانية، فقام فصلى
فانحطت الشامة إلى سرته، فجاءه في الصلاة الثالثة فقال: يا آدم قم فصل فهذا وقت
الصلاة الثالثة، فقام فصلى فانحطت الشامة إلى ركبتيه، فجاءه في الصلاة الرابعة
فقال: يا آدم قم فصل فهذا وقت الصلاة الرابعة، فقام فصلى فانحطت الشامة إلى
رجليه، فجاءه في الصلاة الخامسة فقال: يا آدم قم فصل فهذا وقت الصلاة الخامسة،
فقام فصلى فخرج منها فحمد الله وأثنى عليه فقال جبرئيل: يا آدم مثل ولدك في هذه
الصلاة كمثلك في هذه الشامة من صلى من ولدك في كل يوم وليلة خمس صلوات
خرج من ذنوبه كما خرجت من هذه الشامة (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها، ورويها في الفقيه: 1 / 214 ح 644 عن الحسين
ابن أبي العلاء.



(1) علل الشرايع: 317 ح 2.
(2) علل الشرايع: 338.
98
[6928] 4 - الصدوق، عن محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه، عن أحمد بن محمد البرقي،
عن علي بن الحسين الرقي، عن عبد الله بن جبلة، عن معاوية بن عمار، عن الحسن
بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، عن الحسن بن علي (عليهما السلام) قال: جاء نفر من اليهود
إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله أخبرني عن الله لأي
شئ وقت هذه الخمس الصلوات في خمس مواقيت على أمتك في ساعات الليل
والنهار؟ قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ان الشمس إذا طلعت عند الزوال لها حلقة تدخل فيها فإذا
دخلت فيها زالت الشمس فيسبح كل شئ دون العرش لوجه ربي وهي الساعة التي
يصلي علي فيها ربي ففرض الله عز وجل علي وعلى أمتي فيها الصلاة وقال (أقم الصلاة
لدلوك الشمس إلى غسق الليل) وهي الساعة التي يؤتى فيها بجهنم يوم القيامة فما
من مؤمن يوفق تلك الساعة أن يكون ساجدا أو راكعا أو قائما إلا حرم الله عز وجل جسده
على النار، وأما صلاة العصر فهي الساعة التي أكل فيها آدم من الشجرة فأخرجه الله
من الجنة فأمر الله ذريته بهذه الصلاة إلى يوم القيامة واختارها لأمتي فهي من أحب
الصلوات إلى الله عز وجل وأوصاني أن أحفظها من بين الصلوات، وأما صلاة المغرب فهي
الساعة التي تاب الله فيها على آدم وكان بين ما أكل من الشجرة وبين ما تاب الله عليه
ثلاث مائة سنة من أيام الدنيا وفي أيام الآخرة يوم كألف سنة من وقت صلاة العصر
إلى العشاء فصلى آدم ثلاث ركعات ركعة لخطيئته وركعة لخطيئة حواء وركعة لتوبته
فافترض الله عز وجل هذه الثلاث الركعات على أمتي وهي الساعة التي يستجاب فيها
الدعاء فوعدني ربي أن يستجيب لمن دعاه فيها وهذه الصلاة التي أمرني بها ربي عز وجل
فقال (سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون) وأما صلاة العشاء الآخرة فإن
للقبر ظلمة وليوم القيامة ظلمة أمرني الله وأمتي بهذه الصلاة في ذلك الوقت لتنور لهم
القبور وليعطوا النور على الصراط وما من قدم مشت إلى صلاة العتمة إلا حرم الله
جسدها على النار وهي الصلاة التي اختاره الله للمرسلين قبلي وأما صلاة الفجر فإن
الشمس إذا طلعت تطلع على قرني الشيطان فأمرني الله عز وجل أن أصلي صلاة الفجر قبل
طلوع الشمس وقبل أن يسجد لها الكافر فتسجد أمتي لله وسرعتها أحب إلى الله وهي

99
الصلاة التي تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار، قال: صدقت يا محمد (1).
[6929] 5 - الرضي رفعه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في كلام يوصي أصحابه: تعاهدوا
أمر الصلاة وحافظوا عليها واستكثروا منها وتقربوا بها فإنها كانت على المؤمنين كتابا
موقوتا ألا تسمعون إلى جواب أهل النار حين سئلوا (ما سلككم في سقر * قالوا لم
نك من المصلين) وأنها لتحت الذنوب حت الورق وتطلقها إطلاق الربق، وشبهها
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالحمة تكون على باب الرجل فهو يغتسل منها في اليوم والليلة
خمس مرات فما عسى أن يبقى عليه من الدرن وقد عرف حقها رجال من المؤمنين
الذين لا يشغلهم عنها زينة متاع ولا قرة عين من ولد ولا مال يقول الله سبحانه
(رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة) وكان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نصبا بالصلاة بعد التباشر له بالجنة لقول الله سبحانه (وامر أهلك
بالصلاة واصطبر عليها) فكان يأمر بها أهله ويصبر عليها نفسه... (2).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت راجع بحار الأنوار: 79 / 237.
وجوب الصلاة
[6930] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد، وعن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن حماد، عن حريز،
عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل (ان الصلاة كانت على المؤمنين
كتابا موقوتا) (3) أي موجوبا (4).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) علل الشرايع: 337، الفقيه: 1 / 211 ح 643.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 199.
(3) سورة النساء: 103.
(4) الكافي: 3 / 272 ح 4.
100
[6931] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن
فضالة بن أيوب، عن داود بن فرقد قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قوله تعالى (ان
الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)، قال: كتابا ثابتا، الحديث (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6932] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد، وعن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن حماد بن عيسى،
عن حريز، عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عما فرض الله عز وجل من الصلاة؟
فقال: خمس صلوات في الليل والنهار فقلت: هل سماهن الله وبينهن في كتابه؟ قال:
نعم قال الله تعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم): (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل)
ودلوكها زوالها وفيما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات سماهن الله وبينهن
ووقتهن وغسق الليل هو انتصافه ثم قال تبارك وتعالى: (وقرآن الفجر إن قرآن
الفجر كان مشهودا) فهذه الخامسة وقال تبارك وتعالى في ذلك: (أقم الصلاة
طرفي النهار) وطرفاه المغرب والغداة وزلفا من الليل وهي صلاة العشاء الآخرة،
وقال تعالى: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) وهي صلاة الظهر
وهي أول صلاة صلاها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي وسط النهار ووسط صلاتين بالنهار
صلاة الغداة وصلاة العصر، وفي بعض القراءة حافظوا على الصلوات والصلاة
الوسطى صلاة العصر، (وقوموا لله قانتين) قال: وأنزلت هذه الآية يوم الجمعة
ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في سفره فقنت فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتركها على حالها في السفر
والحضر وأضاف للمقيم ركعتين وإنما وضعت الركعتان اللتان أضافهما النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم
الجمعة للمقيم لمكان الخطبتين مع الإمام فمن صلى يوم الجمعة في غير جماعة فليصلها
أربع ركعات كصلاة الظهر في سائر الأيام (2).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 3 / 270 ح 13.
(2) الكافي: 3 / 271 ح 1.
101
اختيار الصلاة على غيرها من العبادات المندوبة
[6933] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن أفضل ما يتقرب به
العباد إلى ربهم أحب ذلك إلى الله عز وجل ما هو؟ فقال: ما أعلم شيئا بعد المعرفة أفضل
من هذه الصلاة ألا ترى ان العبد الصالح عيسى بن مريم (عليه السلام) قال (وأوصاني
بالصلاة والزكاة ما دمت حيا) (1) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6934] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن هارون
ابن خارجة، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: أحب
الأعمال إلى الله عز وجل الصلاة وهي آخر وصايا الأنبياء فما أحسن الرجل يغتسل أو
يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يتنحى حيث لا يراه أنيس فيشرف الله عليه وهو راكع أو
ساجد ان العبد إذا سجد فأطال السجود نادى إبليس يا ويلاه أطاع وعصيت وسجد
وأبيت (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6935] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن
يحيى، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أما انه ليس
شئ أفضل من الحج إلا الصلاة، الحديث (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6936] 4 - الصدوق رفعه وقال قال الصادق (عليه السلام): إن طاعة الله عز وجل خدمته في الأرض



(1) سورة مريم: 31.
(2) الكافي: 3 / 264 ح 1.
(3) الكافي: 3 / 264 ح 2.
(4) الكافي: 4 / 253 ح 7.
102
وليس شئ من خدمته يعدل الصلاة فمن ثم نادت الملائكة زكريا وهو قائم يصلي في
المحراب (1).
[6937] 5 - الصدوق، عن خليل بن أحمد، عن أبي القاسم البغوي، عن علي بن
الجعد، عن شعبة، عن الوليد، عن أبي عمرو الشيباني، عن ابن مسعود، عن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أحب الأعمال إلى الله عز وجل الصلاة والبر والجهاد (2).
إتمام الصلاة وإقامتها
[6938] 1 - الكليني، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن يزيد بن خليفة قال سمعت أبا
عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا قام المصلي إلى الصلاة نزلت عليه الرحمة من أعنان السماء إلى
الأرض وحفت به الملائكة وناداه ملك لو يعلم هذا المصلي ما في الصلاة ما انفتل (3).
[6939] 2 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
حمزة بن حمران، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
مثل الصلاة مثل عمود الفسطاط إذا ثبت العمود نفعت الأطناب والأوتاد والغشاء
وإذا انكسر العمود لم ينفع طنب ولا وتد ولا غشاء (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6940] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن
عبد الله بن المغيرة، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
الصلاة ميزان من وفى استوفى (5).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الفقيه: 1 / 133 ح 623.
(2) الخصال: 1 / 185.
(3) الكافي: 3 / 265 ح 4.
(4) الكافي: 3 / 266 ح 9.
(5) الكافي: 3 / 266 ح 13.
103
[6941] 4 - الطوسي بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن
محمد بن عبد الله بن زرارة، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي، عن أبيه، عن جده، عن
علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن عمود الدين الصلاة وهي أول ما ينظر فيه من
عمل ابن آدم فإن صحت نظر في عمله وإن لم تصح لم ينظر في بقية عمله (1).
[6942] 5 - عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد
الأزدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سأله أبو بصير وأنا جالس عنده عن الحور العين
فقال له: جعلت فداك أخلق من خلق الدنيا أم خلق من خلق الجنة؟ فقال له:
ما أنت وذاك عليك بالصلاة فإن آخر ما أوصى به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحث عليه
الصلاة، إياكم أن يستخف أحدكم بصلاته فلا هو إذا كان شابا أتمها ولا هو إذا كان
شيخا قوى عليها، وما أشد من سرقة الصلاة فإذا قام أحدكم فليعتدل وإذا ركع
فليتمكن وإذا رفع رأسه فليعتدل وإذا سجد فلينفرج وليتمكن وإذا رفع رأسه فليلبث
حتى يسكن (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
المحافظة على الصلاة الوسطى وتعينها
[6943] 1 - الصدوق بإسناده عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث قال: وقال تعالى:
(حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) (3) وهي صلاة الظهر إلى أن قال
وأنزلت هذه الآية يوم الجمعة ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في سفر فقنت فيها وتركها على حالها
في السفر والحضر (4).



(1) التهذيب: 2 / 237.
(2) قرب الاسناد: 18.
(3) سورة البقرة: 238.
(4) الفقيه: 1 / 124 ح 600.
104
[6944] 2 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد
ابن أبي عمير، عن أبي المغرا حميد بن المثنى، عن أبي بصير المرادي قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: صلاة الوسطى صلاة الظهر وهي أول صلاة أنزل الله على
نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6945] 3 - محمد بن مسعود العياشي رفعه عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: (الصلاة الوسطى) الظهر (وقوموا لله قانتين) إقبال الرجل على صلاته
ومحافظته على وقتها حتى لا يلهيه عنها ولا يشغله شئ (2).
[6946] 4 - العياشي رفعه عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: صلاة الوسطى
هي الوسطى من صلاة النهار وهي الظهر وإنما يحافظ أصحابنا على الزوال من
أجلها (3).
[6947] 5 - الفضل بن الحسن الطبرسي رفعه عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليه السلام): في الصلاة
الوسطى أنها صلاة الظهر (4).
انتظار الصلاة
[6948] 1 - الصدوق بإسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد، عن أبيه، عن جعفر بن
محمد، عن أبيه، عن آبائه في وصية النبي لعلي (عليه السلام) قال: يا علي ثلاث درجات:
إسباغ الوضوء على السبرات والمشي بالليل والنهار إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد
الصلاة (5).



(1) معاني الأخبار: 331 ح 1.
(2) تفسير العياشي: 1 / 127 ح 418.
(3) تفسير العياشي: 1 / 128 ح 419.
(4) مجمع البيان: 1 / 343.
(5) الفقيه: 4 / 260.
105
[6949] 2 - الصدوق بإسناده عن علي (عليه السلام) في حديث الأربعمائة قال: المنتظر وقت الصلاة
بعد الصلاة من زوار الله عز وجل وحق على الله أن يكرم زائره وأن يعطيه ما سأل والحاج
المعتمر وفد الله وحق على الله أن يكرم وفده ويحبوه بالمغفرة (1).
[6950] 3 - الطوسي بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن
محمد بن عبد الله بن زرارة، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي، عن أبيه، عن جده، عن
علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): انتظار الصلاة بعد الصلاة كنز من كنوز
الجنة (2).
[6951] 4 - الطوسي بإسناده عن علي بن الحسن بن فضال، عن العباس بن عامر، عن
علي بن أبي حمزة، عن إسحاق بن غالب، عن عبد الله بن جابر، عن عثمان بن مظعون
في حديث انه قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إني أردت أن أترهب، قال: لا تفعل يا عثمان
فإن ترهب أمتي القعود في المساجد انتظار الصلاة بعد الصلاة (3).
[6952] 5 - الطبرسي رفعه عن أبي ذر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في وصيته له قال: يا أبا ذر ان الله
يعطيك ما دمت جالسا في المسجد بكل نفس تنفست فيه درجة في الجنة وتصلي
عليك الملائكة ويكتب لك بكل نفس تنفست فيه عشر حسنات ويمحى عنك عشر
سيئات، يا أبا ذر أتعلم في أي شئ أنزلت هذه الآية (اصبروا وصابروا ورابطوا
واتقوا الله لعلكم تفلحون)؟ قلت: لا قال: في انتظار الصلاة خلف الصلاة،
يا أبا ذر إسباغ الوضوء على المكاره من الكفارات وكثرة الاختلاف إلى المساجد
فذلكم الرباط، يا أبا ذر كل جلوس في المسجد لغو إلا ثلاثة قراءة مصل أو ذاكر لله
تعالى أو مسائل عن علم (4).



(1) الخصال: 2 / 635.
(2) التهذيب: 2 / 237.
(3) التهذيب: 4 / 190.
(4) مكارم الأخلاق: 467.
106
الصلاة في أول الوقت
[6953] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
أذينة، عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): أصلحك الله وقت كل صلاة أول الوقت
أفضل أو وسطه أو آخره؟ قال: أوله ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن الله عز وجل يحب من
الخير ما يعجل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6954] 2 - الصدوق باسناده عن الفضل بن شاذان، عن الرضا (عليه السلام) في حديث طويل
قال: والصلاة في أول الوقت أفضل (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[6955] 3 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن
أبي أيوب الخراز، عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا دخل وقت
الصلاة فتحت أبواب السماء لصعود الأعمال فما أحب أن يصعد عمل أول من عملي ولا
يكتب في الصحيفة أحد أول مني (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6956] 4 - الطوسي بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن موسى بن
بكر، عن زرارة قال قال أبو جعفر (عليه السلام): أحب الوقت إلى الله عز وجل أوله حين يدخل
وقت الصلاة فصل الفريضة فإن لم تفعل فإنك في وقت منهما حتى تغيب الشمس (4).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 3 / 274 ح 5.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 123.
(3) التهذيب: 2 / 41.
(4) التهذيب: 2 / 24.
107
[6957] 5 - علي بن إبراهيم رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل (فويل للمصلين
الذين هم عن صلاتهم ساهون) قال: تأخير الصلاة عن أول وقتها لغير عذر (1).
الإقبال بالقلب على الصلاة
[6958] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن
سعيد، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن محمد بن مسلم قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): إن عمار الساباطي روى عنك رواية قال: وما هي؟ قلت: روى ان
السنة فريضة، فقال: أين يذهب أين يذهب، ليس هكذا حدثته إنما قلت له: من
صلى فأقبل على صلاته لم يحدث نفسه فيها أو لم يسه فيها أقبل الله عليه ما أقبل عليها
فربما رفع نصفها أو ربعها أو ثلثها أو خمسها وإنما أمرنا بالسنة ليكمل بها ما ذهب من
المكتوبة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6959] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن سالم، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن العبد ليرفع له من
صلاته نصفها أو ثلثها أو ربعها أو خمسها فما يرفع له إلا ما أقبل عليه منها بقلبه وإنما
أمرنا بالنافلة ليتم لهم بها ما نقصوا من الفريضة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6960] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران،
عن أبي سعيد القماط، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث: ان الله جل
جلاله قال: ما يتقرب إلي عبد من عبادي بشئ أحب إلي مما افترضت عليه وإنه



(1) تفسير القمي: 2 / 444.
(2) الكافي: 3 / 362 ح 1.
(3) الكافي: 3 / 363 ح 2.
108
ليتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي
يبصر به ولسانه الذي ينطق به ويده التي يبطش بها إن دعاني أجبته وإن سألني
أعطيته (1).
[6961] 4 - الكليني، عن جماعة، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن
سعيد، عن فضالة، عن حسين بن عثمان، عن سماعة، عن أبي بصير قال: سمعت
أبا جعفر (عليه السلام) يقول: كل سهو في الصلاة يطرح منها غير أن الله يتم بالنوافل (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6962] 5 - الطوسي بإسناده عن أبي ذر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: يا أبا ذر ركعتان
مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة والقلب ساه (3).
عدم إضاعة الصلاة والمحافظة عليها
[6963] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن
فضالة بن أيوب، عن داود بن فرقد قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قوله تعالى (ان
الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) (4) قال: كتابا ثابتا وليس ان عجلت
قليلا أو أخرت قليلا بالذي يضرك ما لم تضيع تلك الإضاعة فإن الله عز وجل يقول لقوم
(أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) (5) (6).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 263 ح 8.
(2) الكافي: 3 / 268 ح 4.
(3) أمالي الطوسي: المجلس التاسع عشر ح 1 / 533 الرقم 1162.
(4) سورة النساء: 103.
(5) سورة مريم: 59.
(6) الكافي: 3 / 270 ح 13.
109
[6964] 2 - الصدوق رفعه وقال قال الصادق (عليه السلام) في حديث: إن ملك الموت يدفع
الشيطان عن المحافظ على الصلاة ويلقنه شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله
في تلك الحالة العظيمة (1).
[6965] 3 - الصدوق بإسناده عن الرضا عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا كان
يوم القيامة يدعى العبد فأول شئ يسأل عنه الصلاة فإذا جاء بها تامة وإلا زج في
النار (2).
[6966] 4 - محمد بن الحسين الرضي رفعه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في كلام يوصي
أصحابه: تعاهدوا أمر الصلاة وحافظوا عليها واستكثروا منها وتقربوا بها فإنها كانت
على المؤمنين كتابا موقوتا ألا تسمعون إلى جواب أهل النار حين سئلوا (ما سلككم
في سقر قالوا لم نك من المصلين) وأنها لتحت الذنوب حت الورق وتطلقها إطلاق
الربق وشبهها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالحمة تكون على باب الرجل فهو يغتسل منها في
اليوم والليلة خمس مرات فما عسى أن يبقى عليه من الدرن وقد عرف حقها رجال من
المؤمنين الذين لا تشغلهم عنها زينة متاع ولا قرة عين من ولد ولا مال يقول الله
سبحانه (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وأقام الصلاة وايتاء الزكاة)
وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نصبا بالصلاة بعد التبشير له بالجنة لقول الله سبحانه (وامر
أهلك بالصلاة واصطبر عليها) فكان يأمر بها أهله ويصبر عليها نفسه،
الخطبة (3).



(1) الفقيه: 1 / 82.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 31 ح 45.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 199.
110
تخفيف الصلاة
[6967] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا قام العبد في الصلاة فخفف صلاته قال
الله تبارك وتعالى لملائكته: أما ترون إلى عبدي كأنه يرى ان قضاء حوائجه بيد
غيري أما يعلم ان قضاء حوائجه بيدي (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6968] 2 - أحمد بن محمد البرقي، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: أبصر علي بن أبي طالب (عليه السلام) رجلا ينقر صلاته فقال: منذ كم صليت بهذه
الصلاة؟ فقال له الرجل: منذ كذا وكذا فقال: مثلك عند الله كمثل الغراب إذا نقر لو
مت مت على غير ملة أبي القاسم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم قال علي (عليه السلام): إن أسرق الناس من
سرق صلاته (2).
[6969] 3 - الصدوق، عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن ابن
فضال، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: دخل
رجل مسجدا فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فخفف سجوده دون ما ينبغي ودون ما يكون من
السجود فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نقر كنقر الغراب لو مات هذا على هذا مات على غير
دين محمد (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6970] 4 - الطوسي بإسناده عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن العبد إذا
عجل فقام لحاجته يقول الله تبارك وتعالى: أما يعلم عبدي أني أنا أقضي الحوائج (4).



(1) الكافي: 3 / 269 ح 10.
(2) المحاسن: 82.
(3) عقاب الأعمال: 273.
(4) أمالي الطوسي: المجلس الخامس والثلاثون ح 35 / 664 الرقم 1391.
111
[6971] 5 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن زرارة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث: انه سأله عن إبليس بماذا استوجب من الله أن أعطاه ما
أعطاه؟ فقال: بشئ كان منه شكره الله عليه، قلت: وما كان منه؟ قال: ركعتين
ركعهما في السماء في أربعة آلاف سنة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
الاستخفاف بالصلاة
[6972] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن زرارة،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال: لا تتهاون بصلاتك فإن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال عند موته: ليس
مني من استخف بصلاته، ليس مني من شرب مسكرا، لا يرد علي الحوض،
لا والله (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6973] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن
أبي إسماعيل السراج، عن ابن مسكان، عن أبي بصير قال قال أبو الحسن الأول (عليه السلام):
لما حضر أبي الوفاة قال لي: يا بني انه لا ينال شفاعتنا من استخف بالصلاة (3).
[6974] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن
سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن العيص بن القاسم قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): والله
ليأتي على الرجل خمسون سنة وما قبل الله منه صلاة واحدة فأي شئ أشد من هذا،
والله إنكم لتعرفون من جيرانكم وأصحابكم من لو كان يصلي لبعضكم ما قبلها منه



(1) تفسير القمي: 1 / 42.
(2) الكافي: 3 / 269 ح 7.
(3) الكافي: 3 / 270 ح 15.
112
لاستخفافه بها، ان الله لا يقبل إلا الحسن فكيف يقبل ما يستخف به (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6975] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن حديد، وعبد الرحمن بن أبي نجران جميعا، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن
عبد الله، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لا تستحقرن بالبول ولا تتهاونن به ولا
بصلاتك فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال عند موته: ليس مني من استخف بصلاته لا يرد
علي الحوض، لا والله ليس مني من شرب مسكرا، لا يرد علي الحوض لا والله (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6976] 5 - البرقي، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
لا ينال شفاعتي من استخف بصلاته لا يرد علي الحوض لا والله (3).
ثبوت الكفر بترك الصلاة
[6977] 1 - الصدوق بإسناده عن مسعدة بن صدقة انه قال سئل أبو عبد الله (عليه السلام) ما بال
الزاني لا نسميه كافرا وتارك الصلاة نسميه كافرا وما الحجة في ذلك؟ فقال: لأن
الزاني وما أشبهه إنما يفعل ذلك لمكان الشهوة لأنها تغلبه وتارك الصلاة لا يتركها إلا
استخفافا بها وذلك لأنك لا تجد الزاني يأتي المرأة إلا وهو مستلذ لإتيانه إياها قاصدا
إليها وكل من ترك الصلاة قاصدا لتركها فليس يكون قصده لتركها اللذة فإذا نفيت
اللذة وقع الاستخفاف وإذا وقع الاستخفاف وقع الكفر (4).
[6978] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة



(1) الكافي: 3 / 269 ح 9.
(2) علل الشرايع: 356.
(3) المحاسن: 80 ح 6.
(4) الفقيه: 1 / 132.
113
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) وسئل ما بال الزاني وذكر الحديث وزاد قال: وقيل له:
ما فرق بين من نظر إلى امرأة فزنا بها أو خمر فشربها وبين من ترك الصلاة حتى
لا يكون الزاني وشارب الخمر مستخفا كما يستخف تارك الصلاة وما الحجة في ذلك
وما العلة التي تفرق بينهما؟ قال: الحجة ان كل ما أدخلت أنت نفسك فيه لم يدعك إليه
داع ولم يغلبك غالب شهوة مثل الزنا وشرب الخمر وأنت دعوت نفسك إلى ترك
الصلاة وليس ثم شهوة فهو الاستخفاف بعينه وهذا فرق ما بينهما (1).
[6979] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن
ابن الحجاج، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث الكبائر قال: إن
تارك الصلاة كافر، يعني من غير علة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6980] 4 - الكليني، عن محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال:
يا رسول الله أوصني، فقال: لا تدع الصلاة متعمدا فإن من تركها متعمدا فقد برئت
منه ملة الإسلام (3).
[6981] 5 - أحمد بن محمد البرقي، عن محمد بن علي، عن ابن محبوب، عن جميل بن
صالح، عن بريد بن معاوية العجلي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
ما بين المسلم وبين أن يكفر إلا ترك الصلاة الفريضة متعمدا أو يتهاون بها
فلا يصليها (4).



(1) الكافي: 2 / 284 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 212 ح 8.
(3) الكافي: 3 / 488 ح 11.
(4) المحاسن: 80.
114
صلاة الجماعة
[6982] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
أذينة، عن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما يروي الناس ان الصلاة في جماعة
أفضل من صلاة الرجل وحده بخمس وعشرين صلاة؟ فقال: صدقوا فقلت
الرجلان يكونان جماعة؟ فقال: نعم ويقوم الرجل عن يمين الإمام (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6983] 2 - الكليني، عن جماعة، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن حماد
ابن عيسى، عن محمد بن يوسف، عن أبيه قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن الجهني
أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال يا رسول الله إني أكون في البادية ومعي أهلي وولدي وغلمتي
فأؤذن وأقيم وأصلي بهم فجماعة نحن؟ فقال: نعم فقال: يا رسول الله ان الغلمة
يتبعون قطر السحاب وأبقى أنا وأهلي وولدي فأؤذن وأقيم وأصلي بهم فجماعة نحن؟
فقال نعم فقال: يا رسول الله فإن ولدي يتفرقون في الماشية وأبقى أنا وأهلي فأؤذن
وأقيم وأصلي بهم أفجماعة أنا؟ فقال: نعم فقال: يا رسول الله ان المرأة تذهب في
مصلحتها فأبقى أنا وحدي فأؤذن وأقيم فأصلي أفجماعة أنا؟ فقال: نعم المؤمن وحده
جماعة (2).
[6984] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من صلى الخمس في جماعة فظنوا
به خيرا (3).



(1) الكافي: 3 / 371 ح 1 و 2 و 3.
(2) الكافي: 3 / 371 ح 1 و 2 و 3.
(3) الكافي: 3 / 371 ح 1 و 2 و 3.
115
الرواية معتبرة الإسناد.
[6985] 4 - الكليني، عن جماعة، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد
ابن سنان، عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): أما يستحيى الرجل منكم
أن تكون له الجارية فيبيعها فتقول لم يكن يحضر الصلاة (1).
[6986] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن زرارة والفضيل قالا
قلنا له: الصلوات في جماعة فريضة هي؟ فقال: الصلوات فريضة وليس الاجتماع
بمفروض في الصلاة كلها ولكنها سنة ومن تركها رغبة عنها وعن جماعة المؤمنين من
غير علة فلا صلاة له (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6987] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن
شاذان جميعا، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة قال: كنت جالسا عند
أبي جعفر (عليه السلام) ذات يوم إذ جاءه رجل فدخل عليه فقال له: جعلت فداك إني رجل
جار مسجد لقومي فإذا أنا لم أصل معهم وقعوا في وقالوا: هو هكذا وهكذا، فقال:
أما لئن قلت ذاك لقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من سمع النداء فلم يجبه من غير علة فلا
صلاة له فخرج الرجل فقال له: لا تدع الصلاة معهم وخلف كل امام، فلما خرج
قلت له: جعلت فداك كبر علي قولك لهذا الرجل حين استفتاك فإن لم يكونوا مؤمنين
قال: فضحك (عليه السلام) ثم قال: ما أراك بعد إلا ههنا يا زرارة فأية علة تريد أعظم من انه
لا يأتم به ثم قال: يا زرارة أما تراني قلت صلوا في مساجدكم وصلوا مع أئمتكم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6988] 7 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن



(1) و (2) الكافي: 3 / 372 ح 4 و 6.
(3) الكافي: 3 / 372 ح 5.
116
الوشاء، عن المفضل بن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال: ليكن الذين
يلون الامام أولي الأحلام منكم والنهى فإن نسي الامام أو تعايا قوموه وأفضل
الصفوف أولها وأفضل أولها ما دنا من الامام وفضل صلاة الجماعة على صلاة الرجل
فذا خمس وعشرون درجة في الجنة (1).
[6989] 8 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد بإسناده قال قال: فضل
ميامن الصفوف على مياسرها كفضل الجماعة على صلاة الفرد (2).
[6990] 9 - الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن محمد بن جعفر الأسدي، عن
محمد بن إسماعيل البرمكي، عن عبد الله بن وهب، عن ثوابه بن مسعود، عن أنس،
عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:... من صلى صلاة الفجر في جماعة ثم جلس يذكر الله عز وجل حتى
تطلع الشمس كان له في الفردوس سبعون درجة بعد ما بين كل درجتين كحضر
الفرس الجواد المضمر سبعين سنة، ومن صلى الظهر في جماعة كان له في جنات عدن
خمسون درجة بعد ما بين كل درجتين كحضر الفرس الجواد خمسين سنة، ومن صلى
العصر في جماعة كان له كأجر ثمانية من ولد إسماعيل كل منهم رب بيت يعتقهم، ومن
صلى المغرب في جماعة كان له كحجة مبرورة وعمرة متقبلة، ومن صلى العشاء في
جماعة كان له كقيام ليلة القدر (3).
[6991] 10 - الصدوق، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن سعد بن عبد الله، عن
أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن أبي حمزة، عن
أبي بصير، عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ان في الجنة
غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها يسكنها من أمتي من أطاب الكلام



(1) الكافي: 3 / 372 ح 7.
(2) الكافي: 3 / 373 ح 8.
(3) أمالي الصدوق: المجلس السادس عشر ح 1 / 123 الرقم 113.
117
وأطعم الطعام وأفشا السلام وصلى بالليل والناس نيام فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله
ومن يطيق هذا من أمتك؟ فقال: يا علي أو ما تدري ما إطابة الكلام من قال إذا أصبح
وأمسى «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر» عشر مرات، وإطعام الطعام
نفقة الرجل على عياله، وأما الصلاة بالليل والناس نيام فمن صلى المغرب والعشاء
الآخرة وصلاة الغداة في المسجد في جماعة فكأنما أحيا الليل كله، وافشاء السلام أن
لا يبخل بالسلام على أحد من المسلمين (1).
[6992] 11 - الصدوق، عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن محمد بن علي بن
محبوب، عن محمد بن الحسن، عن ذبيان بن حكيم الأزدي، عن موسى بن النمير،
عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنما جعل الجماعة والاجتماع إلى الصلاة
لكي يعرف من يصلي ممن لا يصلي ومن يحفظ مواقيت الصلاة ممن يضيع ولولا ذلك لم
يمكن أحدا أن يشهد على أحد بصلاح لأن من لم يصل في جماعة فلا صلاة له بين
المسلمين لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لا صلاة لمن لم يصل في المسجد مع المسلمين إلا من
علة (2).
[6993] 12 - الصدوق، عن الحسين بن إبراهيم بن ناتانة، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه،
عن حماد، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:... من ترك الجماعة
رغبة عنها وعن جماعة المسلمين من غير علة فلا صلاة له (3).
[6994] 13 - الصدوق باسناده عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال: لا صلاة
لمن لا يشهد الصلاة من جيران المسجد إلا مريض أو مشغول (4).
[6995] 14 - الصدوق رفعه وقال: صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الفجر ذات يوم فلما انصرف



(1) أمالي الصدوق: المجلس الثالث والخمسون ح 5 / 407 الرقم 525.
(2) علل الشرايع: 325.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الثالث والسبعون ح 13 / 573 الرقم 782.
(4) الفقيه: 1 / 376 خ 1091.
118
أقبل بوجهه على أصحابه فسأل عن أناس يسميهم بأسمائهم هل حضروا الصلاة؟
قالوا: لا يا رسول الله فقال: غيب هم، فقالوا: لا يا رسول الله قال: أما انه ليس من
صلاة أثقل على المنافقين من هذه الصلاة وصلاة العشاء الآخرة ولو علموا الفضل
الذي فيهما لأتوهما ولو حبوا (1).
حبى الرجل حبوا: أي مشى على يديه وبطنه.
[6996] 15 - الصدوق رفعه إلى موسى بن جعفر (عليه السلام) انه قال: ان الصلاة في الصف الأول
كالجهاد في سبيل الله عز وجل (2).
[6997] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده إلى الأشتر
النخعي:... وإذا قمت في صلاتك للناس فلا تكونن منفرا ولا مضيعا فإن في الناس
من به العلة وله الحاجة وقد سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين وجهني إلى اليمن كيف أصلي
بهم؟ فقال: صل بهم كصلاة أضعفهم وكن بالمؤمنين رحيما... (3).
قد مر منا مرارا ان لهذا العهد سند معتبر.
[6998] 17 - الشيخ الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضايري، عن التلعكبري،
عن محمد بن همام، عن عبد الله بن جعفر الحمير ى، عن محمد بن خالد الطيالسي،
عن زريق الخلقاني قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: رفع إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)
بالكوفة ان قوما من جيران المسجد لا يشهدون الصلاة جماعة في المسجد فقال (عليه السلام):
ليحضرن معنا صلاتنا جماعة أو ليتحولن عنا ولا يجاورنا ولا نجاورهم.
وبهذا الإسناد عن زريق قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: صلاة الرجل في منزله
جماعة تعدل أربعا وعشرين صلاة وصلاة الرجل جماعة في المسجد تعدل ثمانيا



(1) الفقيه: 1 / 376 ح 1097.
(2) الفقيه: 1 / 385 ح 1140.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 53.
119
وأربعين صلاة مضاعفة في المسجد وان الركعة في المسجد الحرام ألف ركعة في سواه من
المساجد وان الصلاة في المسجد فردا بأربع وعشرين صلاة والصلاة في منزلك فردا
هباء منثورا لا يصعد منه إلى الله تعالى شئ ومن صلى في بيته جماعة رغبة عن
المساجد فلا صلاة له ولا لمن صلى معه إلا من علة تمنع من المسجد (1).
[6999] 18 - الطوسي بهذا الإسناد عن زريق، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام)
بلغه ان قوما لا يحضرون الصلاة في المسجد فخطب فقال: ان قوما لا يحضرون الصلاة
معنا في مساجدنا فلا يؤاكلونا ولا يشاربونا ولا يشاورونا ولا يناكحونا ولا يأخذوا
من فيئنا شيئا أو يحضروا معنا صلاتنا جماعة واني لأوشك أن آمر لهم بنار تشعل في
دورهم فأحرقها عليهم أو ينتهون قال فامتنع المسلمون عن مواكلتهم ومشاربتهم
ومناكحتهم حتى حضروا الجماعة مع المسلمين (2).
[7000] 19 - الطوسي بهذا الإسناد عن زريق قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: شكت
المساجد إلى الله تعالى الذين لا يشهدونها من جيرانها فأوحى الله عز وجل إليها وعزتي
وجلالي لا قبلت لهم صلاة واحدة ولا أظهرت لهم في الناس عدالة ولا نالتهم رحمتي
ولا جاورني في جنتي (3).
[7001] 20 - قال المجلسي: روى الشهيد الثاني (قدس سره) في شرحه على الارشاد من كتاب
الإمام والمأموم للشيخ أبي محمد جعفر بن أحمد القمي بإسناده المتصل إلى أبي سعيد
الخدري قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أتاني جبرئيل مع سبعين ألف ملك بعد صلاة
الظهر فقال: يا محمد ان ربك يقرئك السلام وأهدى إليك هديتين لم يهدهما إلى نبي
قبلك قلت: وما تلك الهديتان؟ قال: الوتر ثلاث ركعات والصلاة الخمس في جماعة



(1) أمالي الطوسي: المجلس التاسع والثلاثون ح 27 و 29 / 696 الرقم 1486 و 1484.
(2) أمالي الطوسي: المجلس التاسع والثلاثون ح 30 / 696 الرقم 1487.
(3) أمالي الطوسي: المجلس التاسع والثلاثون ح 28 / 696 الرقم 1485.
120
قلت: يا جبرئيل وما لأمتي في الجماعة؟ قال: يا محمد إذا كانا اثنين كتب الله لكل
واحد بكل ركعة مائة وخمسين صلاة، وإذا كانوا ثلاثة كتب لكل واحد بكل ركعة
ست مائة صلاة، وإذا كانوا أربعة كتب الله لكل واحد بكل ركعة ألفا ومأتي صلاة،
وإذا كانوا خمسة كتب الله لكل واحد بكل ركعة ألفين وأربعمائة، وإذا كانوا ستة كتب
الله لكل واحد منهم بكل ركعة أربعة آلاف وثمانمائة صلاة، وإذا كانوا سبعة كتب الله
لكل واحد منهم بكل ركعة تسعة عشر ألفا ومائتي صلاة، وإذا كانوا تسعة كتب الله
لكل واحد منهم بكل ركعة ستة وثلاثين ألفا وأربعمائة صلاة، وإذا كانوا عشرة كتب
الله لكل واحد بكل ركعة سبعين ألفا وألفين وثمان مائة صلاة، فإن زادوا على العشرة
فلو صارت السماوات كلها مدادا والأشجار أقلاما والثقلان مع الملائكة كتابا لم
يقدروا أن يكتبوا ثواب ركعة واحدة، يا محمد تكبيرة يدركها المؤمن مع الامام خير
من ستين ألف حجة وعمرة وخير من الدنيا وما فيها سبعين ألف مرة وركعة يصليها
المؤمن مع الامام خير من مائة ألف دينار يتصدق بها على المساكين وسجدة يسجدهما
المؤمن مع الامام في جماعة خير من عتق مائة رقبة (1).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر من هذا فراجع الكافي: 3 / 371،
والفقيه: 1 / 375، وجامع الأخبار: 193، وبحار الأنوار: 85 / 1 وغيرها من
كتب الأخبار. والحمد لله رب العالمين.



(1) بحار الأنوار: 85 / 14 ح 26.
121
صلاة الليل
[7002] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال،
عن ابن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الرجل يذنب الذنب فيحرم صلاة الليل
وان العمل السيئ أسرع في صاحبه من السكين في اللحم (1).
الرواية موثقة سندا.
[7003] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن مالك بن عطية، عن يونس بن عمار قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن لي
جارا من قريش من آل محرز قد نوه باسمي وشهرني كلما مررت به قال هذا الرافضي
يحمل الأموال إلى جعفر بن محمد، قال فقال لي: فادع الله عليه إذا كنت في صلاة
الليل وأنت ساجد في السجدة الأخيرة من الركعتين الأوليين فاحمد الله عز وجل ومجده
وقل: «اللهم إن فلان بن فلان قد شهرني ونوه بي وغاظني وعرضني للمكاره، اللهم
اضربه بسهم عاجل تشغله به عني، اللهم وقرب أجله واقطع أثره وعجل ذلك يا
رب الساعة الساعة» قال: فلما قدمنا الكوفة قدمنا ليلا فسألت أهلنا عنه، قلت:
ما فعل فلان فقالوا: هو مريض فما انقضى آخر كلامي حتى سمعت الصياح من منزله
وقالوا: قد مات (2).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 272 ح 16.
(2) الكافي: 2 / 512 ح 3.
122
[7004] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن
سعيد، عن محمد بن خالد، عن القاسم بن عروة، عن أبي جميلة، عن أبي بصير قال:
شكوت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) الحاجة وسألته أن يعلمني دعاء في طلب الرزق فعلمني
دعاء ما احتجت منذ دعوت به قال: قل في دبر صلاة الليل وأنت ساجد: «يا خير
مدعو ويا خير مسؤول ويا أوسع من أعطى ويا خير مرتجى ارزقني وأوسع علي من
رزقك وسبب لي رزقا من قبلك إنك على كل شئ قدير» (1).
[7005] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن عبيد، عن يونس
ابن عبد الرحمن، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الصلاة
في السفر ركعتان ليس قبلهما ولا بعدهما شئ إلا المغرب فإن بعدها أربع ركعات
لا تدعهن في حضر ولا سفر وليس عليك قضاء صلاة النهار وصل صلاة الليل
واقضه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7006] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل ابن
بزيع، عن حنان قال سأل عمرو بن حريث أبا عبد الله (عليه السلام) وأنا جالس فقال له
جعلت فداك أخبرني عن صلاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فقال: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلي ثماني
ركعات الزوال وأربعا الأولى وثماني بعدها وأربعا العصر وثلاثا المغرب وأربعا بعد
المغرب والعشاء الآخرة أربعا وثماني صلاة الليل وثلاثا الوتر وركعتي الفجر وصلاة
الغداة ركعتين قلت: جعلت فداك وان كنت أقوى على أكثر من هذا يعذبني الله على
كثرة الصلاة؟ فقال: لا ولكن يعذب على ترك السنة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 551 ح 5.
(2) الكافي: 3 / 439 ح 3.
(3) الكافي: 3 / 443 ح 5.
123
[7007] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قلت له: (آناء الليل ساجدا وقائما يحذر
الآخرة ويرجو رحمة ربه) قال: يعني صلاة الليل قال قلت له: (وأطراف النهار
لعلك ترضى) قال: يعني تطوع بالنهار قال قلت له: (وادبار النجوم) قال:
ركعتان قبل الصبح قلت: (وادبار السجود) قال: ركعتان بعد المغرب (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7008] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
أبان بن عثمان، عن إسماعيل الجعفي قال قال أبو جعفر (عليه السلام): أفضل قضاء النوافل
قضاء صلاة الليل بالليل وصلاة النهار بالنهار قلت: فيكون وتران في ليلة؟ قال:
لا قلت: ولم تأمرني أن أوتر وترين في ليلة؟ فقال (عليه السلام): أحدهما قضاء (2).
[7009] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن
محمد بن علي بن أبي عبد الله، عن أبي الحسن (عليه السلام) في قول الله عز وجل (رهبانية
ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله) (3) قال: صلاة الليل (4).
[7010] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا
وأقوم قيلا) (5) قال: يعني بقوله (وأقوم قيلا) قيام الرجل عن فراشه يريد به الله
لا يريد به غيره (6).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 3 / 444 ح 11.
(2) الكافي: 3 / 452 ح 5.
(3) سورة الحديد: 26.
(4) الكافي: 3 / 488 ح 12.
(5) سورة المزمل: 7.
(6) الكافي: 3 / 446 ح 17.
124
[7011] 10 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال في قول الله عز وجل: (إن الحسنات
يذهبن السيئات) قال: صلاة المؤمن بالليل تذهب بما عمل من ذنب بالنهار.
ومدح الله تبارك وتعالى أمير المؤمنين (عليه السلام) في كتابه بقيام صلاة الليل فقال عز وجل:
(أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه) وآناء
الليل ساعاته (1).
[7012] 11 - قال الصدوق: جاء رجل إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فشكى إليه الحاجة
فأفرط في الشكاية حتى كاد أن يشكو الجوع فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): يا هذا أتصلي
بالليل؟ فقال الرجل: نعم، فالتفت أبو عبد الله (عليه السلام) إلى أصحابه فقال: كذب من
زعم انه يصلي بالليل ويجوع بالنهار ان الله تبارك وتعالى ضمن صلاة الليل قوت
النهار (2).
[7013] 12 - الصدوق قال: نزل جبرئيل (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له: يا جبرئيل
عظني فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واحبب من شئت فإنك مفارقه
واعمل ما شئت فإنك ملاقيه، شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه كف الأذى عن
الناس (3).
[7014] 13 - الصدوق باسناده إلى بحر السقاء عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن من روح الله عز وجل
ثلاثة: التهجد بالليل وإفطار الصائم ولقاء الإخوان (4).
[7015] 14 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: عليكم بصلاة الليل فإنها سنة
نبيكم وأدب الصالحين قبلكم ومطردة الداء عن أجسادكم (5).



(1) الفقيه: 1 / 473 ح 1368.
(2) الفقيه: 1 / 474 ح 1371.
(3) الفقيه: 1 / 471 ح 1360.
(4) الفقيه: 1 / 472 ح 1361.
(5) الفقيه: 1 / 472 ح 1363.
125
[7016] 15 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من كثر صلاته بالليل حسن
وجهه بالنهار (1).
[7017] 16 - الصدوق، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد
ابن أحمد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا سليمان لا تدع قيام الليل فإن المغبون من حرم قيام
الليل (2).
[7018] 17 - الطوسي بإسناده إلى محمد بن أحمد بن يحيى، عن أبي زهير رفعه إلى
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: صلاة الليل تبيض الوجه، وصلاة الليل تطيب الريح، وصلاة
الليل تجلب الرزق (3).
[7019] 18 - الطوسي بإسناده إلى محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عبد الله بن أحمد،
عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، وأبو عثمان اسمه عبد الواحد بن حبيب قال زعم لنا
محمد بن أبي حمزة الثمالي، عن معاوية بن عمار الدهني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
صلاة الليل تحسن الوجه وتذهب الهم وتجلو البصر (4).
[7020] 19 - الطوسي بإسناده إلى محمد بن أحمد بن يحيى، عن سهل بن زياد،
عن هارون بن مسلم، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن الحسن الكندي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها صلاة الليل فإذا حرم صلاة
الليل حرم بها الرزق (5).
[7021] 20 - الطوسي باسناده إلى محمد بن أحمد بن يحيى، عن عمران بن موسى،



(1) الفقيه: 1 / 474 ح 1370.
(2) علل الشرايع: 363 ح 2.
(3) التهذيب: 2 / 120 ح 222.
(4) التهذيب: 2 / 121 ح 229.
(5) التهذيب: 2 / 122 ح 231.
126
عن الحسن بن علي بن النعمان، عن أبيه، عن بعض رجاله قال: جاء رجل إلى
أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين اني قد حرمت الصلاة بالليل قال: فقال له
أمير المؤمنين (عليه السلام): أنت رجل قد قيدتك ذنوبك (1).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا، فإن شئت راجع الفقيه: 1 / 471،
وعلل الشرايع: 362، والتهذيب: 2 / 119، وجامع الأخبار: 189،
وبحار الأنوار: 84 / 116 وغيرها من كتب الأخبار.
وفقنا الله وإياكم لصلاة الليل إن شاء الله تعالى.



(1) التهذيب: 2 / 121 ح 227.
127
الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله (عليهم السلام)
[7022] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يزال الدعاء محجوبا حتى يصلى على محمد وآل
محمد (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7023] 2 - الكليني، عن محمد يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
وعبد الرحمن بن أبي نجران جميعا، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كل
دعاء يدعى الله عز وجل به محجوب عن السماء حتى يصلى على محمد وآل محمد (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7024] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسين بن علي، عن عبيس بن
هشام، عن ثابت، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
من ذكرت عنده فنسي أن يصلي علي خطأ الله به طريق الجنة (3).
[7025] 4 - الكليني، عن علي بن محمد، عن محمد بن علي، عن مفضل بن صالح
الأسدي، عن محمد بن هارون، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا صلى أحدكم ولم يذكر
النبي وآله (صلى الله عليه وآله وسلم) في صلاته يسلك بصلاته غير سبيل الجنة، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
من ذكرت عنده فلم يصل علي دخل النار فأبعده الله، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ومن ذكرت عنده



(1) الكافي: 2 / 491 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 493 ح 10.
(3) الكافي: 2 / 495 ح 20.
128
فنسي الصلاة علي خطئ به طريق الجنة (1).
[7026] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن مهران، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه وحسين بن أبي العلاء، عن أبي
بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال: إذا ذكر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأكثروا الصلاة عليه فإنه
من صلى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صلاة واحدة صلى الله عليه ألف صلاة في ألف صف من
الملائكة ولم يبق شئ مما خلقه الله إلا صلى على العبد لصلاة الله عليه وصلاة ملائكته
فمن لم يرغب في هذا فهو جاهل مغرور قد برئ الله منه ورسوله وأهل بيته (2).
روى الصدوق مثلها في ثواب الأعمال: 185.
[7027] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله
ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الصلاة علي وعلى أهل
بيتي تذهب بالنفاق (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7028] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب،
عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: ما في الميزان شئ أثقل من الصلاة على
محمد وآل محمد وان الرجل لتوضع أعماله في الميزان فتميل به فيخرج (صلى الله عليه وآله وسلم) الصلاة
عليه فيضعها في ميزانه فيرجح به (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7029] 8 - الكليني، عن علي بن محمد، عن ابن جمهور، عن أبيه، عن رجاله قال
قال أبو عبد الله (عليه السلام): من كانت له إلى الله عز وجل حاجة فليبدأ بالصلاة على محمد وآله
ثم يسأل حاجته ثم يختم بالصلاة على محمد وآل محمد فإن الله عز وجل أكرم من أن يقبل



(1) الكافي: 2 / 495 ح 19.
(2) و (3) الكافي: 2 / 492 ح 6 و 8.
(4) الكافي: 2 / 494 ح 15.
129
الطرفين ويدع الوسط إذا كانت الصلاة على محمد وآل محمد لا تحجب عنه (1).
[7030] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محسن بن أحمد،
عن أبان الأحمر، عن عبد السلام بن نعيم قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني دخلت
البيت ولم يحضرني شئ من الدعاء إلا الصلاة على محمد وآل محمد، فقال: أما انه لم
يخرج أحد بأفضل مما خرجت به (2).
[7031] 10 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
صفوان، عن أبي أسامة زيد الشحام، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن
رجلا أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إني أجعل لك ثلث صلواتي لا بل
أجعل لك نصف صلواتي لا بل أجعلها كلها لك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا تكفى
مؤونة الدنيا والآخرة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7032] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن مرازم قال
قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن رجلا أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله اني جعلت
ثلث صلواتي لك، فقال له: خيرا، فقال له: يا رسول الله إني جعلت نصف صلواتي
لك، فقال له: ذاك أفضل، فقال: إني جعلت كل صلواتي لك، فقال: إذا يكفيك الله عز وجل
ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك فقال له رجل: أصلحك الله كيف يجعل
صلاته له؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): لا يسأل الله عز وجل شيئا إلا بدأ بالصلاة على محمد
وآله (4).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 494 ح 16.
(2) الكافي: 2 / 494 ح 17.
(3) الكافي: 2 / 491 ح 3.
(4) الكافي: 2 / 493 ح 12.
130
[7033] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
سيف، عن أبي أسامة، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) ما معنى اجعل
صلواتي كلها لك؟ فقال: يقدمه بين يدي كل حاجة فلا يسأل الله عز وجل شيئا حتى يبدأ
بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيصلي عليه ثم يسأل الله حوائجه (1).
[7034] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من
صلى علي صلى الله عليه وملائكته ومن شاء فليقل ومن شاء فليكثر (2).
[7035] 14 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن حسان، عن أبي عمران
الأزدي، عن عبد الله بن الحكم، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من
قال: «يا رب صل على محمد وآل محمد» مائة مرة قضيت له مائة حاجة ثلاثون
للدنيا والباقي للآخرة (3).
[7036] 15 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سمعته يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ارفعوا أصواتكم
بالصلاة علي فإنها تذهب بالنفاق (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7037] 16 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن
محمد، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمع أبي رجلا متعلقا بالبيت وهو
يقول: «اللهم صل على محمد» فقال له أبي: يا عبد الله لا تبترها لا تظلمنا حقنا قل:
«اللهم صل على محمد وأهل بيته» (5).



(1) و (2) الكافي: 2 / 492 ح 4 و 7.
(3) و (4) الكافي: 2 / 493 ح 9 و 13.
(5) الكافي: 2 / 495 ح 21.
131
[7038] 17 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن
ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تجعلوني كقدح
الراكب، فإن الراكب يملأ قدحه فيشربه إذا شاء، اجعلوني في أول الدعاء وفي آخره
وفي وسطه (1).
[7039] 18 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن العطار، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن
حسان، عن الحسني، عن رشدين بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن أبي إسحاق،
عن عباس، عن عاصم بن حمزة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
أمحق للخطايا من الماء للنار والسلام علي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل من عتق رقاب وحب
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل من مهج الأنفس - أو قال: ضرب السيوف - في سبيل الله (2).
[7040] 19 - الصدوق، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن محمد بن أحمد، عن السندي
ابن محمد، عن أبي البختري، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا عند الميزان يوم القيامة فمن ثقلت سيئاته على حسناته
جئت بالصلاة علي حتى أثقل بها حسناته (3).
[7041] 20 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
محمد بن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن الصباح بن سيابة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: ألا أعلمك شيئا يقي الله به وجهك من حر جهنم؟ قال: قلت بلى، قال: قل
بعد الفجر: «اللهم صل على محمد وآل محمد» مأة مرة، يقي الله به وجهك من
حر جهنم (4).
[7042] 21 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن



(1) الكافي: 2 / 492 ح 5.
(2) ثواب الأعمال: 184.
(3) و (4) ثواب الأعمال: 186.
132
محمد بن أبي عمير، عمن أخبره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: وجدت في بعض الكتب
من صلى على محمد وآل محمد كتب الله له مأة حسنة ومن قال: صلى الله على محمد
وأهل بيته كتب الله له ألف حسنة (1).
[7043] 22 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله،
عن الحسن بن علي عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من صلى علي يوم الجمعة مأة مرة قضى الله له ستين حاجة، ثلاثون
منها للدنيا وثلاثون للآخرة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7044] 23 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبيه،
عن ابن المغيرة قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: من قال في دبر صلاة الصبح وصلاة
المغرب قبل أن يثني رجليه أو يكلم أحدا: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا
أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)، اللهم صل على محمد النبي
وذريته، قضى الله له مأة حاجة سبعون في الدنيا وثلاثون في الآخرة. قال قلت له: ما
معنى صلاة الله وصلاة ملائكته وصلاة المؤمنين؟ قال: صلاة الله رحمة من الله وصلاة
ملائكته تزكية منهم له وصلاة المؤمنين دعاء منهم له ومن سر آل محمد (3) في الصلاة
على النبي وآله: اللهم صل على محمد وآل محمد في الأولين وصل على محمد وآل محمد
في الآخرين وصل على محمد وآل محمد في الملأ الأعلى وصل على محمد وآل محمد في
المرسلين، اللهم أعط محمدا [وآل محمد] الوسيلة والشرف والفضيلة والدرجة
الكبيرة، اللهم إني آمنت بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم أره فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته وارزقني



(1) ثواب الأعمال: 186.
(2) ثواب الأعمال: 187.
(3) في بعض النسخ: من شرك آل محمد.
133
صحبته وتوفني على ملته واسقني من حوضه مشربا رويا سائغا هنيئا لا أظمأ بعده
أبدا إنك على كل شئ قدير، اللهم كما آمنت بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم أره فعرفني في الجنان
وجهه، اللهم بلغ روح محمد عني تحية كثيرة وسلاما، فإن من صلى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
بهذه الصلوات هدمت ذنوبه ومحيت خطاياه ودام سروره واستجيب دعاؤه وأعطي
أمله وبسط رزقه واعين على عدوه وهيئ له سبب أنواع الخير ويجعل من رفقاء نبيه
في الجنان الأعلى. يقولهن ثلاث مرات غدوة وثلاث مرات عشية (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7045] 24 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد،
عن واصل بن عبد الله، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم لأمير المؤمنين (عليه السلام): ألا أبشرك؟ قال: بلى بأبي أنت وأمي
فإنك لم تزل مبشرا بكل خير فقال: أخبرني جبرئيل آنفا بالعجب، فقال
أمير المؤمنين (عليه السلام): وما الذي أخبرك يا رسول الله؟ قال أخبرني أن الرجل من أمتي إذا
صلى علي واتبع بالصلاة على أهل بيتي فتحت له أبواب السماء وصلت عليه الملائكة
سبعين صلاة وإنه للذنب حطا ثم تحات عنه الذنوب كما تحات الورق من الشجر
ويقول الله تبارك وتعالى: لبيك عبدي وسعديك يا ملائكتي أنتم تصلون عليه سبعين
صلاة وأنا أصلي عليه سبعمأه صلاة فإذا صلى علي ولم يتبع بالصلاة على أهل بيتي كان
بينها وبين السماء سبعون حجابا ويقول الله جل جلاله: لا لبيك ولا سعديك يا
ملائكتي لا تصعدوا دعاءه إلا أن يلحق بالنبي عترته فلا يزال محجوبا حتى يلحق بي
أهل بيتي (2).
[7046] 25 - الصدوق، عن أبي المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن ابن



(1) ثواب الأعمال: 187.
(2) ثواب الأعمال: 188.
134
أبي عمير، عن حماد بن عثمان انه سأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن أفضل الأعمال يوم الجمعة؟
قال: الصلاة على محمد وآل محمد مأة مرة [ومرة] بعد العصر وما زدت فهو أفضل،
الحديث (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7047] 26 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن
عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عن عمار بن موسى الساباطي قال: كنت
عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال رجل: اللهم صل على محمد وأهل بيت محمد. فقال له
أبو عبد الله (عليه السلام): يا هذا لقد ضيقت علينا، أما علمت ان أهل البيت خمسة أصحاب
الكساء، فقال الرجل: كيف أقول؟ قال: قل: اللهم صل على محمد وآل محمد
فيكون نحن وشيعتنا قد دخلنا فيه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7048] 27 - المفيد بإسناده إلى عمارة بن غزية، عن عبد الله بن علي بن الحسين (عليهما السلام) انه
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن البخيل كل البخيل الذي إذا ذكرت عنده لم يصل
علي (3).
[7049] 28 - الطوسي، عن ابن الحاشر، عن القرشي، عن علي بن الحسن بن فضال،
عن العباس، عن بشر بن بكار، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: ان ملكا من الملائكة سأل الله أن يعطيه سمع العباد فأعطاه الله، فذلك الملك قائم
حتى تقوم الساعة ليس أحد من المؤمنين يقول: صلى الله عليه وآله وسلم إلا قال
الملك: وعليك السلام ثم يقول الملك: يا رسول الله إن فلانا يقرئك السلام فيقول



(1) ثواب الأعمال: 189.
(2) ثواب الأعمال: 189.
(3) الارشاد: 2 / 169.
135
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وعليه السلام (1).
[7050] 29 - القطب الراوندي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من صلى علي كل يوم
ثلاث مرات وفي كل ليلة ثلاث مرات حبا لي وشوقا إلي، كان حقا على الله عز وجل أن
يغفر له ذنوبه تلك الليلة وذلك اليوم (2).
[7051] 30 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من قال: «صلى
الله على محمد وآل محمد» أعطاه الله أجر اثنين وسبعين شهيدا وخرج من ذنوبه كيوم
ولدته أمه (3).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا، راجع الكافي: 2 / 491، وثواب الأعمال:
184، وجامع الأخبار: 153، وجامع أحاديث الشيعة: 15 / 462، وفيها أكثر
من مأة رواية فراجعها إن شئت. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد
وآله الطيبين الطاهرين المعصومين.



(1) أمالي الطوسي: المجلس السابع والثلاثون ح 16 / 678 الرقم 1437.
(2) الدعوات: 89 ح 226.
(3) جامع الأخبار: 155 ح 13.
136
صلة الامام
[7052] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن عيسى بن
سليمان النحاس، عن المفضل بن عمر، عن الخيبري، ويونس بن ظبيان قالا سمعنا
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما من شئ أحب إلى الله من إخراج الدرهم إلى الامام وان الله
ليجعل له الدرهم في الجنة مثل جبل أحد ثم قال: ان الله تعالى يقول في كتابه (من ذا
الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة) (1) قال: هو والله في
صلة الإمام خاصة (2).
[7053] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
أبي المغرا، عن إسحاق بن عمار، عن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل
(من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم) (3) قال: نزلت
في صلة الإمام (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7054] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن حماد بن
أبي طلحة، عن معاذ صاحب الأكيسة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الله لم يسأل
خلقه ما في أيديهم قرضا من حاجة به إلى ذلك وما كان لله من حق فإنما هو لوليه (5).



(1) سورة البقرة: 246.
(2) الكافي: 1 / 537 ح 2.
(3) سورة الحديد: 11.
(4) الكافي: 1 / 537 ح 4.
(5) الكافي: 1 / 537 ح 3.
137
[7055] 4 - الكليني، عن علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن بعض رجاله،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: درهم يوصل به الامام أفضل من ألفي ألف درهم فيما سواه
من وجوه البر (1).
[7056] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
ابن بكير قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إني لآخذ من أحدكم الدرهم وإني لمن أكثر
أهل المدينة مالا ما أريد بذلك إلا أن تطهروا (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7057] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد بن عامر بإسناده رفعه قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): من زعم أن الامام يحتاج إلى ما في أيدي الناس فهو كافر إنما الناس
يحتاجون أن يقبل منهم الإمام قال الله عز وجل: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم
وتزكيهم بها) (3) (4).
[7058] 7 - الصدوق، عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن محمد بن أحمد
الأشعري، عن عمر بن علي بن عمر بن يزيد، عن عمه محمد بن عمر، عن أبيه، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من وصل أحدا من أهل
بيتي في دار هذه الدنيا بقيراط كافيته يوم القيامة بقنطار (5).
[7059] 8 - العياشي، عن الحسن بن موسى قال: روى أصحابنا قال: سئل
أبو عبد الله (عليه السلام) عن قوله تعالى (الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) (6) قال:
هو صلة الإمام في كل سنة بما قل أو كثر ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): وما أريد بذلك إلا



(1) و (2) الكافي: 1 / 538 ح 6 و 7.
(3) سورة التوبة: 104.
(4) الكافي: 1 / 537 ح 1.
(5) أمالي الصدوق: المجلس الثاني والستون ح 14 / 483 الرقم 654.
(6) سورة الرعد: 21.
138
تزكيتكم (1).
[7060] 9 - العياشي رفعه إلى سماعة قال: سألته عن قول الله (الذين يصلون ما أمر الله
به أن يوصل) (2) فقال: هو ما افترض الله في المال غير الزكاة ومن أدى ما فرض الله
عليه فقد قضى ما عليه (3).
[7061] 10 - العياشي رفعه عن مفضل بن عمر قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) يوما
ومعي شئ فوضعته بين يديه فقال: ما هذا؟ فقلت هذه صلة مواليك وعبيدك قال:
فقال لي: يا مفضل أني لا أقبل ذلك وما أقبله من حاجتي إليه وما أقبله إلا ليزكوا به ثم
قال: سمعت أبي يقول: من مضت له سنة لم يصلنا من ماله قل أو كثر لم ينظر الله إليه
يوم القيامة إلا أن يعفو الله عنه ثم قال: يا مفضل أنها فريضة فرض الله على شيعتنا في
كتابه إذ يقول (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) (4) فنحن البر والتقوى
وسبيل الهدى وباب التقوى ولا يحجب دعاؤنا عن الله اقتصروا على حلالكم
وحرامكم فاسئلوا عنه وإياكم أن تسئلوا أحدا من الفقهاء عما لا يعنيكم وعما ستر الله
عنكم (5).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع تفسير العياشي: 2 / 208،
والكافي: 1 / 527، وبحار الأنوار: 20 / 56 من طبع الكمباني و 93 / 215 من
طبع بيروت. وقد مر منا أحاديث صلة الرحم في عنوان الرحم فراجعها إن شئت.



(1) تفسير العياشي: 2 / 209 ح 34.
(2) سورة الرعد: 21.
(3) تفسير العياشي: 2 / 209 ح 35.
(4) سورة آل عمران: 92.
(5) تفسير العياشي: 1 / 184 ح 85.
139
الصلح
[7062] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن
محبوب، عن معاوية بن وهب أو معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال: أبلغ
عني كذا وكذا في أشياء أمر بها قلت: فأبلغهم عنك وأقول عني ما قلت لي وغير الذي
قلت؟ قال: نعم ان المصلح ليس بكذاب إنما هو الصلح ليس بكذب (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7063] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن
البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الصلح جائز بين الناس (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7064] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سألته عن قول الله عز وجل (وان امرأة خافت من بعلها
نشوزا أو إعراضا) فقال: هي المرأة تكون عند الرجل فيكرهها فيقول لها اني أريد
أن أطلقك فتقول له لا تفعل اني أكره أن تشمت بي ولكن انظر في ليلتي فاصنع بها ما
شئت وما كان سوى ذلك من شئ فهو لك ودعني على حالتي فهو قوله تبارك وتعالى
(فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا) وهو هذا الصلح (3).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 210 ح 7.
(2) الكافي: 5 / 259 ح 5.
(3) الكافي: 6 / 145 ح 2.
140
[7065] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن
ميمون، عن بدر بن الخليل الأسدي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول في قول الله عز وجل:
(فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه
ومساكنكم لعلكم تسألون) قال: إذا قام القائم وبعث إلى بني أمية بالشام فهربوا إلى
الروم فيقول لهم الروم: لا ندخلنكم حتى تتنصروا، فيعلقون أعناقهم الصلبان
فيدخلونهم فإذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم طلبوا الأمان والصلح فيقول أصحاب
القائم: لا نفعل حتى تدفعوا إلينا من قبلكم منا، قال: فيدفعونهم إليهم فذلك قوله:
(لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون) قال:
يسألهم الكنوز وهو أعلم بها قال فيقولون: (يا ويلنا انا كنا ظالمين فما زالت تلك
دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين) بالسيف (1).
[7066] 5 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: البينة على المدعي واليمين على
المدعى عليه والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالا (2).
[7067] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده إلى الأشتر النخعي:...
ولا تدفعن صلحا دعاك إليه عدوك ولله فيه رضى فإن في الصلح دعة لجنودك وراحة
من همومك وأمنا لبلادك ولكن الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه فإن العدو ربما
قارب ليتغفل فخذ بالحزم واتهم في ذلك حسن الظن... (3).
قد مر منا ان لهذا العهد الشريف سند معتبر.
[7068] 7 - الطوسي بسنده إلى الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وغير واحد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الرجل يكون عليه



(1) الكافي: 8 / 51 ح 15.
(2) الفقيه: 3 / 32 ح 326.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 53.
141
الشئ فيصالح، فقال: إذا كان بطيبة نفس من صاحبه فلا بأس (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7069] 8 - الطوسي بسنده إلى الحسين بن سعيد، عن محمد بن خالد، عن ابن بكير،
عن عمرو بن يزيد قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل ضمن ضمانا ثم صالح على
بعض ما صالح عليه، قال: ليس له إلا الذي صالح عليه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7070] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من أفضل النصح الإشارة
بالصلح (3).
[7071] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من لم يصلح على اختيار الله لم
يصلح على اختياره لنفسه (4).
في هذا المجال راجع الكافي: 5 / 258، والفقيه: 3 / 32، وتهذيب الأحكام:
6 / 206، وبحار الأنوار: 100 / 178، وكتاب الصلح من كتب الأخبار.



(1) التهذيب: 6 / 206 ح 2.
(2) التهذيب: 6 / 206 ح 4.
(3) و (4) غرر الحكم: ح 9379 و 9000.
142
الصلف (1)
[7072] 1 - الكليني، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن إسماعيل، عن عبد الله بن
داهر، عن الحسن بن يحيى، عن قثم أبي قتادة الحراني، عن عبد الله بن يونس،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قام رجل يقال له همام وكان عابدا ناسكا مجتهدا إلى
أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يخطب فقال: يا أمير المؤمنين صف لنا صفة المؤمن كأننا ننظر
إليه فقال: يا همام المؤمن هو الكيس الفطن، بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع
شئ صدرا وأذل شئ نفسا، زاجر عن كل فان، حاض على كل حسن لا حقود ولا
حسود ولا وثاب ولا سباب ولا عياب ولا مغتاب، يكره الرفعة ويشنأ السمعة
طويل الغم، بعيد الهم، كثير الصمت، وقور ذكور، صبور شكور، مغموم بفكره
مسرور بفقره، سهل الخليقة، لين العريكة رصين الوفاء، قليل الأذى، لا متأفك
ولا متهتك، إن ضحك لم يخرق وإن غضب لم ينزق، ضحكه تبسم واستفهامه تعلم
ومراجعته تفهم، كثير علمه، عظيم حلمه، كثير الرحمة لا يبخل ولا يعجل ولا
يضجر ولا يبطر ولا يحيف في حكمه ولا يجور في علمه نفسه أصلب من الصلد
ومكادحته أحلى من الشهد، لا جشع ولا هلع ولا عنف ولا صلف ولا متكاف ولا
متعمق، جميل المنازعة، كريم المراجعة، عدل إن غضب، رفيق ان طلب، لا يتهور
ولا يتهتك ولا يتجبر، خالص الود، وثيق العهد وفي العقد، شفيق وصول حليم



(1) الصلف: بفتح اللام مصدر بمعنى التملق وبكسرها: الذي يكثر مدح نفسه ولا خير عنده.
143
خمول قليل الفضول، راض عن الله عز وجل مخالف لهواه لا يغلظ على من دونه،
الحديث (1).
[7073] 2 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد والحميري جميعا، عن هارون بن مسلم،
عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): آفة الحديث الكذب وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه وآفة
العبادة الفترة وآفة الظرف الصلف وآفة الشجاعة البغي وآفة السخاء المن وآفة الجمال
الخيلاء وآفة الحسب الفخر (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
والصلف في الظرف: هو الغلو فيه والزيادة على المقدار تكبرا.
[7074] 3 - المفيد، عن محمد بن عمران، عن أحمد بن محمد الجوهري، عن محمد بن
مهران، عن موسى بن عبد الرحمن، عن عمر بن عبد الواحد، عن إسماعيل بن
راشد، عن حذلم بن ستير قال: قدمت الكوفة في المحرم سنة إحدى وستين عند
منصرف علي بن الحسين بالنسوة من كربلاء ومعهم الأجناد يحيطون بهم وقد خرج
الناس للنظر إليهم فلما أقبل بهم على الجمال بغير وطاء جعل نساء الكوفة يبكين
ويندبن فسمعت علي بن الحسين (عليه السلام) وهو يقول بصوت ضئيل وقد نهكته العلة وفي
عنقه الجامعة ويده مغلولة إلى عنقه: إن هؤلاء النسوة يبكين فمن قتلنا، قال:
ورأيت زينب بنت علي (عليهما السلام) ولم أر خفرة قط أنطق منها كأنها تفرغ عن لسان
أمير المؤمنين (عليه السلام) قال وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا فارتدت الأنفاس وسكنت
الأصوات، فقالت: الحمد لله والصلاة على أبي رسول الله، أما بعد يا أهل الكوفة يا
أهل الختل والخذل فلا رقات العبرة ولا هدأت الرنة فإنما مثلكم كالتي نقضت غزلها



(1) الكافي: 2 / 227 ح 1.
(2) الخصال: 2 / 416 ح 7.
144
من بعد قوة أنكاثا تتخذون إيمانكم دخلا بينكم ألا وهل فيكم إلا الصلف والسرف
خوارون في اللقاء عاجزون عن الأعداء ناكثون للبيعة مضيعون للذمة فبئس ما
قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون، أتبكون اي والله
فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا فلقد فزتم بعارها وشنارها ولن تغسلوا دنسها عنكم
أبدا فسليل خاتم الرسالة وسيد شباب أهل الجنة وملاذ خيرتكم ومفزع نازلتكم
وامارة محجتكم ومدرجة حجتكم خذلتم وله قتلتم ألا ساء ما تزرون فتعسا ونكسا
ولقد خاب السعي وتبت الأيدي وخسرت الصفقة وبؤتم بغضب من الله وضربت
عليكم الذلة والمسكنة ويلكم أتدرون أي كبد لمحمد فريتم وأي دم له سفكتم وأي
كريمة له أصبتم لقد جئتم شيئا أدا، تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر
الجبال هدا ولقد أتيتم بها خرماء شوهاء طلاع الأرض والسماء أفعجبتم أن قطرت
السماء دما ولعذاب الآخرة أخزى فلا يستخفنكم المهل فإنه لا يعجزه البدار ولا يخاف
عليه فوت الثار كلا إن ربك لبالمرصاد قال ثم سكتت فرأيت الناس حيارى قد ردوا
أيديهم في أفواههم، ورأيت شيخا وقد بكى حتى اخضلت لحيته وهو يقول:
كهولهم خير الكهول ونسلهم * إذا عد نسل لا يخيب ولا يخزي (1).
[7075] 4 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أدوأ الداء الصلف (2).
[7076] 5 - وعنه (عليه السلام): رب صلف أورث تلفا (3).
[7077] 6 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... كم تلف من صلف وكم قرف
من سرف... (4).



(1) أمالي المفيد: المجلس الثامن والثلاثون ح 8 / 320.
(2) غرر الحكم: ح 2858.
(3) غرر الحكم: ح 5298، نقلته عنه بواسطة هداية العلم: 334.
(4) بحار الأنوار: 75 / 11.
145
[7078] 7 - المجلسي رفعه إلى الحسين بن علي الشهيد (عليهما السلام) انه خطب فقال: إن الحلم
زينة، والوفاء مروة والصلة نعمة والاستكبار صلف والعجلة سفه والسفه ضعف
والغلو ورطة ومجالسة أهل الدناءة شر، ومجالسة أهل الفسق ريبة (1).



(1) بحار الأنوار: 75 / 122.
146
الصمت
[7079] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن
إسماعيل، عن الفضل بن شاذان النيسابوري جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن
أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: إن من علامات الفقه الحلم والصمت (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7080] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عمن ذكره عن
معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: يا طالب
العلم إن للعالم ثلاث علامات: العلم والحلم والصمت وللمتكلف ثلاث علامات:
ينازع من فوقه بالمعصية ويظلم من دونه بالغلبة ويظاهر الظلمة (2).
[7081] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر قال قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): من علامات الفقه: الحلم والعلم
والصمت، إن الصمت باب من أبواب الحكمة، إن الصمت يكسب المحبة انه دليل على
كل خير (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7082] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن الهيثم بن أبي مسروق، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لرجل أتاه: ألا أدلك على أمر



(1) الكافي: 1 / 36 ح 4.
(2) الكافي: 1 / 37 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 113 ح 1.
147
يدخلك الله به الجنة؟ قال: بلى يا رسول الله قال: أنل مما أنالك الله قال: فإن كنت
أحوج ممن أنيله؟ قال: فأنصر المظلوم قال: وإن كنت أضعف ممن أنصره؟ قال:
فاصنع للأخرق يعني أشر عليه قال: فإن كنت أخرق ممن أصنع له؟ قال: فاصمت
لسانك إلا من خير أما يسرك أن تكون فيك خصلة من هذه الخصال تجرك إلى
الجنة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7083] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، والحسين بن محمد، عن
معلى بن محمد جميعا، عن الوشاء قال سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: كان الرجل من بني إسرائيل
إذا أراد العبادة صمت قبل ذلك عشر سنين (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7084] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن
سنان، عن أبي حمزة قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إنما شيعتنا الخرس (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7085] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابن
رئاب، عن ضريس الكناسي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال له حمران: جعلت فداك
أرأيت ما كان من أمر علي والحسن والحسين (عليهم السلام) وخروجهم وقيامهم بدين الله عز وجل
وما أصيبوا من قتل الطواغيت إياهم والظفر بهم حتى قتلوا وغلبوا؟ فقال
أبو جعفر (عليه السلام): يا حمران إن الله تبارك وتعالى قد كان قدر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه
وحتمه ثم أجراه فتقدم علم ذلك إليهم من رسول الله قام علي والحسن والحسين وبعلم



(1) الكافي: 2 / 113 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 116 ح 18.
(3) الكافي: 2 / 113 ح 2.
148
صمت من صمت منا (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7086] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن
شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن قيس أبي إسماعيل
وذكر انه لا بأس به من أصحابنا رفعه قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال:
يا رسول الله أوصني، فقال: احفظ لسانك قال يا رسول الله أوصني، قال: احفظ
لسانك قال يا رسول الله أوصني، قال: احفظ لسانك ويحك وهل يكب الناس على
مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم (2).
[7087] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن
شاذان جميعا، عن علي بن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن عبيد الله بن
علي الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا
أيديكم) (3) قال: يعني كفوا ألسنتكم (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7088] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن إبراهيم بن مهزم الأسدي، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال:
إن لسان ابن آدم يشرف على جميع جوارحه كل صباح فيقول: كيف أصبحتم؟
فيقولون: بخير إن تركتنا ويقولون: الله الله فينا ويناشدونه ويقولون: إنما نثاب
وتعاقب بك (5).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 1 / 281 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 115 ح 14.
(3) سورة النساء: 77.
(4) الكافي: 2 / 114 ح 8.
(5) الكافي: 2 / 115 ح 13.
149
[7089] 11 - الحميري، عن هارون، عن ابن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليه السلام):
ان داود قال لسليمان: يا بني إياك وكثرة الضحك فإن كثرة الضحك تترك العبد حقيرا
يوم القيامة، يا بني عليك بطول الصمت إلا من خير فإن الندامة على طول الصمت
مرة واحدة خير من الندامة على كثرة الكلام مرات، يا بني لو ان الكلام كان من فضة
كان ينبغي للصمت أن يكون من ذهب (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[7090] 12 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن معروف، عن علي بن
مهزيار، رفعه قال: يأتي على الناس زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء تسعة منها
في اعتزال الناس وواحدة في الصمت (2).
[7091] 13 - الصدوق باسناده إلى الباقر (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام)...
قال: لا حافظ أحفظ من الصمت، الحديث (3).
[7092] 14 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أيوب بن نوح، عن ربيع بن
محمد المسلي، عن أبي الربيع الشامي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما عبد الله بشئ
أفضل من الصمت والمشي إلى بيته (4).
[7093] 15 - الصدوق بإسناده إلى وصايا أبي ذر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): على العاقل
أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظا للسانه فإن من حسب كلامه من
عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه... وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): عليك بطول الصمت فإنه مطردة
للشيطان وعون لك على أمر دينك (5).



(1) قرب الاسناد: 69 ح 221.
(2) الخصال: 2 / 437 ح 24.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الثاني والخمسون ح 9 / 399 الرقم 515. ونقل عنه في بحار الأنوار:
68 / 275.
(4) الخصال: 1 / 35 ح 8.
(5) معاني الأخبار: 334 و 335.
150
[7094] 16 - الصدوق باسناده إلى الحسن بن علي صلوات الله عليه قال:... نعم العون
الصمت في مواطن كثيرة وإن كنت فصيحا... (1).
[7095] 17 - المفيد رفعه إلى الرضا (عليه السلام) انه قال: ما أحسن الصمت لا من عي والمهذار له
سقطات (2).
[7096] 18 - المفيد رفعه إلى داود الرقي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الصمت
كنز وافر وزين الحليم وستر الجاهل (3).
[7097] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا خير في الصمت عن الحكم
كما انه لا خير في القول بالجهل (4).
[7098] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: بكثرة الصمت تكون
الهيبة... (5).
الروايات في هذا المجال فوق حد الاحصاء، فإن شئت راجع الكافي: 2 / 113،
وثواب الأعمال: 196 و 212، والفقيه: 4 / 396، وارشاد القلوب: 102،
وأعلام الدين: 428 كلاهما للديلمي، والوافي: 4 / 449، والمحجة البيضاء:
5 / 192، وبحار الأنوار: 68 / 274، فإن فيها أكثر من ثمانين رواية،
وجامع أحاديث الشيعة: 13 / 483، وفيها أكثر من خمسين رواية. وقد مر منا
عنوان السكوت في محله.



(1) معاني الأخبار: 401.
(2) و (3) الاختصاص: 232.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 182 و 471.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 224.
151
الصناعة
[7099] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن كسب الإماء فإنها إن لم تجد زنت
إلا أمة قد عرفت بصنعة يد، ونهى عن كسب الغلام الذي لا يحسن صناعة بيده فإنه
إن لم يجد سرق (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7100] 2 - الكشي، عن خلف بن حماد، عن سهل، عن أحمد بن عمر الحلبي قال:
دخلت على الرضا (عليه السلام) بمنى فقلت له: جعلت فداك كنا أهل بيت عطية وسرور ونعمة
وان الله تعالى قد أذهب بذلك كله حتى احتجت إلى من كان يحتاج إلينا، فقال لي:
يا أحمد ما أحسن حالك يا أحمد بن عمر، فقلت له: جعلت فداك حالي ما أخبرتك،
فقال لي: يا أحمد أيسرك إنك على بعض ما عليه هؤلاء الجبارون ولك الدنيا مملوءة
ذهبا؟ فقلت: لا والله يا ابن رسول الله، فضحك ثم قال: ترجع من ههنا إلى خلف فمن
أحسن حالا منك وبيدك صناعة لا تبيعها بملء الأرض ذهبا، ألا أبشرك، قلت:
نعم فقد سرني الله بك وبآبائك، فقال لي أبو جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل (وكان تحته
كنز لهما) لوح من ذهب فيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله، محمد
رسول الله، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، ومن يرى الدنيا وتغيرها بأهلها
كيف يركن إليها وينبغي لمن عقل عن الله أن لا يستبطئ الله في رزقه ولا يتهمه في



(1) الكافي: 5 / 128 ح 8.
152
قضائه، ثم قال: رضيت يا أحمد قال قلت: عن الله تعالى وعنكم أهل البيت (1).
[7101] 3 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ويل لصناع
أمتي من اليوم وغدا (2).
[7102] 4 - المفيد رفعه وقال: روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المفتخر بنفسه أشرف
من المفتخر بأبيه لأني أشرف من أبي والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أشرف من أبيه وإبراهيم أشرف من
تارخ. قيل: وبم الافتخار؟ قال: بإحدى الثلاث: مال ظاهر أو أدب بارع أو
صناعة لا يستحيى المرء منها (3).
[7103] 5 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: كل ذي صناعة مضطر إلى
ثلاث خلال (خصال ن ل) يجتلب بها المكسب وهو أن يكون حاذقا بعلمه، مؤديا
للأمانة فيه، مستميلا لمن استعمله (4).
[7104] 6 - الشهيد رفعه إلى علي الهادي (عليه السلام) انه قال: الهزء فكاهة السفهاء وصناعة
الجهال (5).
الهزء: الاستهزاء.
وفي تفسير الصناعات راجع الخبر المروي عن الصادق (عليه السلام) في جهات معايش
العباد من كتاب تحف العقول: 335، وفي هذا المجال راجع حديث المفضل بن
عمر عن الصادق (عليه السلام) في التوحيد المشتهر بالاهليجية المذكور في بحار الأنوار:
3 / 152.



(1) اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي: 597 ح 1116.
(2) جامع الأحاديث: 128.
(3) الاختصاص: 188.
(4) تحف العقول: 322.
(5) الدرة الباهرة: 42.
153
الصواب
[7105] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى، عن يونس،
عن ابن مسكان، عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ليس عند أحد
من الناس حق ولا صواب ولا أحد من الناس يقضي بقضاء حق إلا ما خرج منا أهل
البيت وإذا تشعبت بهم الأمور كان الخطاء منهم والصواب من علي (عليه السلام) (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7106] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن على كل حق حقيقة وعلى كل صواب
نورا فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7107] 3 - الكليني، بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في صفة
المؤمن:... لا ينطق بغير صواب... (3).
[7108] 4 - الصدوق باسناد إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصيته لابنه محمد بن
الحنفية:... أضمم آراء الرجال بعضها إلى بعض ثم اختر أقربها إلى الصواب
وأبعدها من الارتياب... (4).



(1) الكافي: 1 / 399 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 69 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 230.
(4) الفقيه: 4 / 385.
154
[7109] 5 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن علي بن حسان، عن عمه
عبد الرحمن بن كثير الهاشمي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليه السلام) قال: قام رجل من
أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) يقال له همام وكان عابدا فقال له: يا أمير المؤمنين صف لي
المتقين حتى كأني أنظر إليهم، فتثاقل أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن جوابه ثم
قال له: ويحك يا همام اتق الله وأحسن فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون
فقال همام: يا أمير المؤمنين أسألك بالذي أكرمك بما خصك به وحباك وفضلك بما
آتاك وأعطاك لما وصفتهم لي، فقام أمير المؤمنين صلوات الله عليه قائما على قدميه
فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وآله ثم قال: أما بعد فإن الله عز وجل خلق الخلق
حيث خلقهم غنيا عن طاعتهم آمنا لمعصيتهم لأنه لا تضره معصية من عصاه منهم ولا
تنفعه طاعة من أطاعه منهم وقسم بينهم معايشهم ووضعهم في الدنيا مواضعهم وإنما
أهبط الله آدم وحوا (عليهما السلام) من الجنة عقوبة لما صنعا حيث نهاهما فخالفاه وأمرهما
فعصياه فالمتقون فيها هم أهل الفضائل منطقهم الصواب وملبسهم الاقتصاد ومشيهم
التواضع، الحديث (1).
[7110] 6 - المفيد رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من شاور ذوي الألباب دل على
الصواب (2).
[7111] 7 - المفيد، عن ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن
ابن محبوب، عن الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أما أنه ليس
عند أحد من الناس حق ولا صواب إلا شئ أخذوه منا أهل البيت ولا أحد من
الناس يقضي بحق ولا عدل إلا ومفتاح ذلك القضاء وبابه وأوله وسننه أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب (عليه السلام) فإذا اشتبهت عليهم الأمور كان الخطاء من قبلهم إذا أخطئوا



(1) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والثمانون ح 2 / 665 الرقم 897.
(2) الارشاد: 1 / 300.
155
والصواب من قبل علي بن أبي طالب (عليه السلام) إذا أصابوا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7112] 8 - الطوسي باسناده عن آدم بن محمد، عن علي بن محمد الدقاق، عن محمد
ابن موسى السمان، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن أخيه جعفر قال: كنا عند
أبي الحسن الرضا (عليه السلام) وعنده يونس بن عبد الرحمن إذ استأذن عليه قوم من أهل
البصرة فأومأ أبو الحسن (عليه السلام) إلى يونس ادخل البيت فإذا بيت مسبل عليه ستر وإياك
أن تتحرك حتى يؤذن لك، فدخل البصريون فأكثروا من الوقيعة والقول في يونس
وأبو الحسن (عليه السلام) مطرق حتى لما أكثروا فقاموا وودعوا وخرجوا فأذن يونس بالخروج
فخرج باكيا فقال جعلني الله فداك اني أحامي عن هذه المقالة وهذه حالي عند
أصحابي فقال له أبو الحسن (عليه السلام): يا يونس فما عليك مما يقولون إذا كان إمامك عنك
راضيا، يا يونس حدث الناس بما يعرفون وأتركهم مما لا يعرفون كأنك تريد أن
تكذب على الله في عرشه، يا يونس وما عليك أن لو كان في يدك اليمنى درة ثم قال
الناس بعره، أو بعرة وقال الناس درة هل ينفعك شيئا؟ فقلت: لا فقال: هكذا أنت
يا يونس إذا كنت على الصواب وكان إمامك عنك راضيا لم يضرك ما قال الناس (2).
[7113] 9 - الطوسي بإسناده قال: روى منيف، عن جعفر بن محمد مولاه، عن أبيه، عن
جده (عليه السلام) قال قال علي (عليه السلام):
صبرت على مر الأمور كراهة * وأيقنت في ذاك الصواب من الأمر
إذا كنت لا تدري ولم تك سائلا * عن العلم من يدري جهلت ولا تدري (3)



(1) أمالي المفيد: المجلس الحادي عشر ح 6 / 95.
(2) اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي: 487 ح 924.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الأربعون ح 11 / 703 الرقم 1508.
156
[7114] 10 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى موسى بن جعفر في وصيته لهشام:... وإذا مر
بك أمران لا تدري أيهما خير وأصوب، فانظر أيهما أقرب إلى هواك فخالفه فإن كثير
الصواب في مخالفة هواك... (1).
[7115] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين انه كتب في وصيته لنجله الحسن (عليه السلام):...
واعلم ان الاعجاب ضد الصواب وآفة الألباب فاشع في كدحك ولا تكن خازنا
لغيرك وإذا أنت هديت لقصدك فكن أخشع ما تكون لربك... (2).
[7116] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا ازدحم الجواب خفي
الصواب (3).
[7117] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن كلام الحكماء إذا كان صوابا
كان دواء وإذا كان خطأ كان داء (4).
[7118] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: صواب الرأي بالدول يقبل
بإقبالها ويذهب بذهابها (5).
[7119] 15 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الصواب أسد الفعل (6).
[7120] 16 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من تواخى الصواب انجح (7).
[7121] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: قد أصاب المسترشد (8).
[7122] 18 - الديلمي رفعه إلى سمرة بن جندب انه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من توضأ



(1) تحف العقول: 398.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 243.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 265.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 339.
(6) غرر الحكم: ح 536.
(7) غرر الحكم: ح 7873.
(8) غرر الحكم: ح 6627.
157
ثم خرج إلى المسجد فقال حين يخرج من بيته: بسم الله الذي خلقني فهو يهدين هداه
الله إلى الصواب للإيمان، وإذا قال والذي يطعمني ويسقيني أطعمه الله من طعام الجنة
وسقاه من شراب الجنة، وإذا قال وإذا مرضت فهو يشفين جعله الله عز وجل كفارة
لذنوبه، وإذا قال والذي يميتني ثم يحيين أماته الله عز وجل موتة الشهداء وأحياه حياة
السعداء، وإذا قال والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين غفر الله عز وجل خطاءه
كله وإن كان أكبر من زبد البحر، وإذا قال رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين
وهب الله له حكما وعلما وألحقه بصالح من مضى وصالح من بقي، وإذا قال واجعل لي
لسان صدق في الآخرين كتب الله عز وجل له في ورقة بيضاء ان فلان بن فلان من
الصادقين، وإذا قال واجعلني من ورثة جنة النعيم أعطاه الله عز وجل منازل في الجنة، وإذا
قال واغفر لأبوي غفر الله لأبويه (1).
[7123] 19 - الشهيد رفعه إلى موسى بن جعفر (عليه السلام) انه قال: من استشار لم يعدم عند
الصواب مادحا وعند الخطاء عاذرا (2).
[7124] 20 - المجلسي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قيل بحضرته: جاور ملكا أو بحرا،
فقال (عليه السلام): هذا الكلام محال والصواب، لا تجاور ملكا ولا بحرا، لأن الملك يؤذيك
والبحر لا يرويك (3).
الروايات في هذا المجال متعددة ولكنها مبثوثة في كتب الأخبار. والحمد لله رب
العالمين.



(1) أعلام الدين: 352.
(2) الدرة الباهرة: 34.
(3) بحار الأنوار: 75 / 210 ح 89.
158
الصوت
[7125] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبي يحيى الواسطي،
عن هشام بن سالم، ودرست بن أبي منصور، عنه قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): الأنبياء
والمرسلون على أربع طبقات: فنبي منبأ في نفسه لا يعدو غيرها ونبي يرى في النوم
ويسمع الصوت ولا يعاينه في اليقظة ولم يبعث إلى أحد وعليه امام مثل ما كان إبراهيم
على لوط (عليه السلام) ونبي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين الملك وقد ارسل إلى طائفة
قلوا أو كثروا كيونس قال الله ليونس: (وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون) (1)
قال: يزيدون ثلاثين ألفا وعليه امام والذي يرى في نومه ويسمع الصوت ويعاين في
اليقظة وهو امام مثل أولى العزم وقد كان إبراهيم (عليه السلام) نبيا وليس بامام حتى قال الله:
(إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي) فقال الله: (لا ينال عهدي
الظالمين) (2) من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7126] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة قال سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل
(وكان رسولا نبيا) ما الرسول وما النبي؟ قال: النبي الذي يرى في منامه ويسمع
الصوت ولا يعاين الملك والرسول الذي يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك،



(1) سورة الصافات: 147.
(2) سورة البقرة: 124.
(3) الكافي: 1 / 174 ح 1.
159
قلت: الامام ما منزلته؟ قال: يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك ثم تلا هذه
الآية (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي) (1) ولا محدث (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7127] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من تقدم في الدعاء استجيب له
إذا نزل به البلاء وقالت الملائكة صوت معروف ولم يحجب عن السماء ومن لم يتقدم في
الدعاء لم يستجب له إذا نزل به البلاء وقالت الملائكة إن ذا الصوت لا نعرفه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7128] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن حسن بن
شمون قال حدثني علي بن محمد النوفلي، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: ذكرت الصوت
عنده فقال: إن علي بن الحسين (عليه السلام) كان يقرأ فربما مر به المار فصعق من حسن صوته
وإن الإمام لو أظهر من ذلك شيئا لما احتمله الناس من حسنه قلت: ولم يكن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلي بالناس ويرفع صوته بالقرآن؟ فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان
يحمل الناس من خلفه ما يطيقون (4).
[7129] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن عبد الله بن القاسم، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لم يعط أمتي أقل
من ثلاث: الجمال والصوت الحسن والحفظ (5).
[7130] 6 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن يونس، عن عبد الله بن



(1) سورة الحج: 52.
(2) الكافي: 1 / 176 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 472 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 615 ح 4.
(5) الكافي: 2 / 615 ح 7.
160
مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن من أجمل
الجمال الشعر الحسن ونغمة الصوت الحسن (1).
[7131] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن عبد الله بن القاسم، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لكل شئ حلية
وحلية القرآن الصوت الحسن (2).
[7132] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن موسى بن عمر
الصيقل، عن محمد ابن عيسى، عن السكوني، عن علي بن إسماعيل الميثمي، عن
رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما بعث الله عز وجل نبيا إلا حسن الصوت (3).
[7133] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن علي بن
أبي حمزة، عن أبي بصير قال قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إذا قرأت القرآن فرفعت به صوتي
جاءني الشيطان فقال إنما ترائي بهذا أهلك والناس، قال: يا أبا محمد اقرأ قراءة ما بين
القراءتين تسمع أهلك ورجع بالقرآن صوتك فإن الله عز وجل يحب الصوت الحسن يرجع فيه
ترجيعا (4).
[7134] 10 - الكليني، عن علي بن محمد، عن إبراهيم الأحمر، عن عبد الله بن حماد، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اقرؤوا القرآن
بألحان العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكبائر فإنه سيجيء من
بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانية لا يجوز تراقيهم قلوبهم
مقلوبة وقلوب من يعجبه شانهم (5).
[7135] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمن ذكره عن



(1) و (2) الكافي: 2 / 615 ح 8 و 9.
(3) و (4) الكافي: 2 / 616 ح 10 و 13.
(5) الكافي: 2 / 614 ح 3.
161
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان القرآن نزل بالحزن فأقرؤوه بالحزن (1).
[7136] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن عبد الله بن
القاسم، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل أوحى إلى
موسى ابن عمران (عليه السلام) إذا وقفت بين يدي فقف موقف الذليل الفقير وإذا قرأت التوراة
فاسمعنيها بصوت حزين (2).
[7137] 13 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن الحجال، عن علي بن
عقبة، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليه
أحسن الناس صوتا بالقرآن وكان السقاؤون يمرون فيقفون ببابه يسمعون قراءته،
وكان أبو جعفر (عليه السلام) أحسن الناس صوتا (3).
[7138] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما مات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سمعوا صوتا ولم يروا شخصا
يقول: (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن
النار وادخل الجنة فقد فاز) وقال: ان في الله خلفا من كل هالك وعزاء من كل
مصيبة ودركا مما فات فبالله فثقوا وإياه فارجوا وإنما المحروم من حرم الثواب (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7139] 15 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن (عليه السلام)
قال: من نزه نفسه عن الغناء فإن في الجنة شجرة يأمر الله عز وجل الرياح أن تحركها
فيسمع لها صوتا لم يسمع بمثله ومن لم يتنزه عنه لم يسمعه (5).



(1) الكافي: 2 / 614 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 615 ح 6.
(3) الكافي: 2 / 616 ح 11.
(4) الكافي: 3 / 221 ح 4.
(5) الكافي: 6 / 434 ح 19.
162
[7140] 16 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن العمركي، عن علي بن جعفر، عن أخيه
أبي الحسن (عليه السلام) قال: سألته عن رجل صلى وفي كمه طير؟ قال: إن خاف الذهاب
عليه فلا بأس قال: وسألته عن الخلاخل هل يصلح للنساء والصبيان لبسها؟ فقال:
إذا كانت صماء فلا بأس وإن كانت لها صوت فلا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7141] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في حث أصحابه على
القتال: فقدموا الدراع وأخروا الحاسر وعضوا على الأضراس فإنه أنبى للسيوف عن
الهام والتووا في أطراف الرماح فإنه أمور للأسنة وغضوا الأبصار فإنه أربط للجأش
وأسكن للقلوب وأميتوا الأصوات فإنه أطرد للفشل... (2).
[7142] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف المتقين:... إن صمت لم
يغمه صمته وان ضحك لم يعل صوته... (3).
[7143] 19 - ورام بن أبي الفراس رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه سئل أي الناس أحسن
صوتا بالقرآن؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): من إذا سمعت قراءته رأيت انه يخشى الله (4).
[7144] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: خفض الصوت وغض البصر
ومشي القصد من امارة الإيمان وحسن التدين (5).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 2 / 614،
وبحار الأنوار: 19 / 49 من طبع الكمباني و 89 / 190 من طبع بيروت، ويأتي
عنوان الغناء في محله إن شاء الله تعالى.



(1) الكافي: 3 / 404 ح 33.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 124.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 193.
(4) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 11.
(5) غرر الحكم: ح 5073.
163
الصورة
[7145] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
خالد، والحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن علي بن أبي حمزة،
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أتاني جبرئيل
وقال: يا محمد ان ربك يقرئك السلام وينهى عن تزويق البيوت. قال أبو بصير:
فقلت: وما تزويق البيوت؟ فقال: تصاوير التماثيل (1).
[7146] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى، عن
علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن أبي العباس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل
(يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل) فقال: والله ما هي تماثيل الرجال
والنساء ولكنها الشجر وشبهه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7147] 3 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن ابن
القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في
هدم القبور وكسر الصور (3).
[7148] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة فقال:



(1) الكافي: 6 / 526 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 527 ح 7.
(3) الكافي: 6 / 528 ح 11.
164
لا تدع صورة إلا محوتها ولا قبرا إلا سويته ولا كلبا إلا قتلته (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7149] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان جبرئيل (عليه السلام)
قال: انا لا ندخل بيتا فيه صورة ولا كلب يعني صورة انسان ولا بيتا فيه تماثيل (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[7150] 6 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن غير
واحد، عن أبان بن عثمان، عن عمرو بن خالد، وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن
محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبان، عن عمرو بن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: قال جبرئيل (عليه السلام): يا رسول الله انا لا ندخل بيتا فيه صورة انسان ولا بيتا يبال
فيه ولا بيتا فيه كلب (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7151] 7 - الصدوق باسناده عن علي (عليه السلام) في حديث الأربعمائة:... قال لا يسجد
الرجل على صورة ولا على بساط فيه صورة ويجوز أن تكون الصورة تحت قدميه أو
يطرح عليها ما يواريها ولا يعقد الرجل الدراهم التي فيها صورة في ثوبه وهو يصلي
ويجوز أن تكون الدراهم في هميان أو في ثوب إذا خاف ويجعلها في ظهره،
الحديث (4).
[7152] 8 - الصدوق باسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق،
عن آبائه (عليهم السلام) في حديث المناهي قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن التصاوير وقال: من



(1) الكافي: 6 / 528 ح 14.
(2) الكافي: 6 / 527 ح 3.
(3) الكافي: 6 / 528 ح 12.
(4) الخصال: 2 / 627.
165
صور صورة كلفه الله تعالى يوم القيامة أن ينفخ فيها وليس بنافخ، ونهى أن يحرق
شئ من الحيوان بالنار، ونهى عن التختم بخاتم صفر أو حديد، ونهى أن ينقش شئ
من الحيوان على الخاتم (1).
[7153] 9 - الصدوق، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن يعقوب بن
يزيد، عن محمد بن الحسن الميثمي، عن هشام بن أحمر، وعبد الله بن مسكان
جميعا، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ثلاثة يعذبون
يوم القيامة: من صور صورة من الحيوان يعذب حتى ينفخ فيها وليس بنافخ فيها
والمكذب في منامه يعذب حتى يعقد بين شعيرتين وليس بعاقد بينهما والمستمع إلى
حديث قوم وهم له كارهون يصب في اذنه الانك وهو الأسرب (2).
[7154] 10 - الصدوق، عن الخليل بن أحمد، عن أبي جعفر الديبلي، عن أبي عبد الله،
عن سفيان، عن أيوب السختياني، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها وليس بفاعل ومن
كذب في حلمه عذب وكلف أن يعقد بين شعيرتين وليس بفاعل ومن استمع إلى
حديث قوم وهم له كارهون يصب في اذنيه الانك يوم القيامة (3).
قال سفيان: الانك الرصاص.
[7155] 11 - الشيخ الطوسي بإسناده إلى ابن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن عبد
الله، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لا بأس أن تكون
التماثيل في الثوب إذا غيرت الصورة منه (4).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الفقيه: 4 / 3 ح 1.
(2) الخصال: 1 / 108 ح 76.
(3) الخصال: 1 / 109 ح 77.
(4) التهذيب: 2 / 363.
166
[7156] 12 - محمد بن الحسن الطوسي بإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن
الحسن، عن الحسين بن عمرو، عن أبيه عمرو بن إبراهيم الهمداني رفع الحديث قال
أبو عبد الله (عليه السلام): لا بأس أن يصلي الرجل والنار والسراج والصورة بين يديه ان الذي
يصلي له أقرب إليه من الذي بين يديه (1).
[7157] 13 - الطوسي بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن القاسم
ابن سليمان، عن جراح المدائني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تبنوا على القبور ولا
تصوروا سقوف البيوت فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كره ذلك (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7158] 14 - الطوسي بإسناده عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن عبد الله بن جبلة، عن
علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنا نبسط عندنا
الوسائد فيها التماثيل ونفترشها، فقال: لا بأس بما يبسط منها ويفترش ويوطأ، إنما
يكره منها ما نصب على الحائط والسرير (3).
[7159] 15 - البرقي، عن ابن العرزمي، عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر (عليه السلام)، عن
أبيه (عليه السلام): ان عليا (عليه السلام) كان يكره الصورة في البيوت (4).
[7160] 16 - البرقي، عن موسى بن القاسم، عن علي بن جعفر، عن أخيه (عليه السلام) قال:
سألته عن البيت فيه صورة سمكة أو طير أو شبهها يعبث به أهل البيت هل تصلح
الصلاة فيه؟ فقال: لا حتى يقطع رأسه منه ويفسد وإن كان صلى فليست عليه
إعادة (5).



(1) التهذيب: 2 / 226.
(2) التهذيب: 1 / 461.
(3) التهذيب: 6 / 381.
(4) المحاسن: 617 ح 47.
(5) المحاسن: 620 ح 58.
167
[7161] 17 - البرقي، عن محمد بن علي، عن أبي جميلة، عن سعد بن طريف، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الذين يؤذون الله ورسوله هم المصورون يكلفون يوم القيامة
أن ينفخوا فيها الروح (1).
[7162] 18 - البرقي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن محمد بن
مسلم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن تماثيل الشجر والشمس والقمر؟ فقال: لا بأس
ما لم يكن شيئا من الحيوان (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7163] 19 - البرقي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن
أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أتاني جبرئيل فقال:
يا محمد ان ربك ينهى عن التماثيل (3).
[7164] 20 - البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن زرارة، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: لا بأس بتماثيل الشجر (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع وسائل الشيعة: 4 / 436 و
5 / 303 و 17 / 295، ومستدرك الوسائل: 3 / 453 و 13 / 210 كلاهما من طبع
مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).



(1) المحاسن: 616 ح 43.
(2) المحاسن: 619 ح 54.
(3) المحاسن: 614 ح 36.
(4) المحاسن: 619 ح 55.
168
الصوف
[7165] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن
جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تلبس الصوف
والشعر إلا من علة (1).
[7166] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن
عيسى، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن شعيب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله،
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: البسوا الثياب من القطن فإنه لباس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
ولباسنا ولم يكن يلبس الصوف والشعر إلا من علة (2).
[7167] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن
فضال، عن محمد بن الحسين بن كثير الخزاز، عن أبيه قال: رأيت أبا عبد الله (عليه السلام)
وعليه قميص غليظ خشن تحت ثيابه وفوقها جبة صوف وفوقها قميص غليظ فمسستها
فقلت: جعلت فداك إن الناس يكرهون لباس الصوف، فقال: كلا كان أبي محمد بن
علي (عليهما السلام) يلبسها وكان علي بن الحسين (عليهما السلام) يلبسها وكانوا (عليهم السلام) يلبسون أغلظ ثيابهم
إذا قاموا إلى الصلاة ونحن نفعل ذلك (3).
[7168] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن
عيسى، عن عثمان بن سعيد، عن عبد الكريم الهمداني، عن أبي تمامة قال: قلت



(1) الكافي: 6 / 449 ح 1.
(2) و (3) الكافي: 6 / 450 ح 2 و 4.
169
لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): إن بلادنا بلاد باردة فما تقول في لبس هذا الوبر؟ قال: البس
منها ما اكل وضمن (1).
[7169] 5 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر، عن أبي جرير القمي قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن الريش أذكي
هو؟ فقال: كان أبي (عليه السلام) يتوسد الريش (2).
[7170] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا
فاطمة (عليهما السلام) على درع حطمية وكان فراشها أهاب كبش يجعلان الصوف إذا اضطجعا
تحت جنوبهما (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7171] 7 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن
ابن أبي عمير، وصفوان معا، عن الحسين بن مصعب، عن الصادق عن آبائه (عليهم السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خمس لا أدعهن حتى الممات: الأكل على الحضيض مع
العبيد وركوبي الحمار موكفا وحلب العنز بيدي ولبس الصوف والتسليم على الصبيان
لتكون سنة من بعدي (4).
[7172] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في خطبة القاصعة:... ولقد دخل
موسى بن عمران ومعه أخوه هارون (عليهما السلام) على فرعون وعليهما مدارع الصوف
وبأيديهما العصي فشرطا له إن أسلم بقاء ملكه ودوام عزه فقال: ألا تعجبون من
هذين يشرطان لي دوام العز وبقاء الملك وهما بما ترون من حال الفقر والذل فهلا ألقي



(1) و (2) الكافي: 6 / 450 ح 3 و 5.
(3) الكافي: 5 / 377 ح 3.
(4) الخصال: 1 / 271 ح 12.
170
عليهما أساورة من ذهب؟ إعظاما للذهب وجمعه وإحتقارا للصوف ولبسه... (1).
[7173] 9 - الطوسي باسناده عن موسى بن بكر، عن العبد الصالح (عليه السلام) قال: قال
أبو ذر (رحمه الله): جزى الله عني الدنيا مذمة بعد رغيفين من الشعير أتغذى بأحدهما
وأتعشى بالآخر وبعد شملتي الصوف أئتزر بإحديهما وارتدي بالأخرى (2).
[7174] 10 - الطوسي بإسناده إلى وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي ذر انه قال له:...
يا أبا ذر أكثر من يدخل النار المستكبرون فقال رجل: وهل ينجو من الكبر أحد
يا رسول الله؟ قال: نعم، من لبس الصوف وركب الحمار وحلب العنز وجالس
المساكين... (3).



(1) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الأربعون ح 5 / 702 الرقم 1502.
(3) أمالي الطوسي: المجلس التاسع عشر ح 1 / 538 الرقم 1162.
171
الصوفية
[7175] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة
قال: دخل سفيان الثوري على أبي عبد الله (عليه السلام) فرأى عليه ثياب بيض كأنها غرقئ
البيض فقال له: إن هذا اللباس ليس من لباسك، فقال له: اسمع مني وع ما أقول لك
فإنه خير لك عاجلا وآجلا إن أنت مت على السنة والحق ولم تمت على بدعة، أخبرك
ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في زمان مقفر جدب فأما إذا أقبلت الدنيا فأحق أهلها بها
أبرارها لا فجارها ومؤمنوها لا منافقوها ومسلموها لا كفارها فما أنكرت يا ثوري
فوالله إنني لمع ما ترى ما أتى علي مذ عقلت صباح ولا مساء ولله في مالي حق أمرني أن
أضعه موضعا إلا وضعته، قال: فأتاه قوم ممن يظهرون الزهد ويدعون الناس أن
يكونوا معهم على مثل الذي هم عليه من التقشف، فقالوا له: ان صاحبنا حصر عن
كلامك ولم تحضره حججه، فقال لهم: فهاتوا حججكم، فقالوا له: ان حججنا من
كتاب الله، فقال لهم: فأدلوا بها فإنها أحق ما أتبع وعمل به، فقالوا: يقول الله تبارك
وتعالى مخبرا عن قوم من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان
بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) فمدح فعلهم وقال في
موضع آخر: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) فنحن
نكتفي بهذا، فقال رجل من الجلساء: انا رأيناكم تزهدون في الأطعمة الطيبة ومع
ذلك تأمرون الناس بالخروج من أموالهم حتى تمتعوا أنتم منها، فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
دعوا عنكم ما لا تنتفعون به أخبروني أيها النفر ألكم علم بناسخ القرآن من منسوخه

172
ومحكمة من متشابهه الذي في مثله ضل من ضل وهلك من هلك من هذه الامة، فقالوا
له: أو بعضه فأما كله فلا، فقال لهم: فمن هنا أتيتم وكذلك أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فاما ما ذكرتم من اخبار الله عز وجل إيانا في كتابه عن القوم الذين أخبر عنهم بحسن فعالهم
فقد كان مباحا جائزا ولم يكونوا نهوا عنه وثوابهم منه على الله عز وجل وذلك ان الله جل
وتقدس أمر بخلاف ما عملوا به فصار أمره ناسخا لفعلهم وكان نهى الله تبارك وتعالى
رحمة منه للمؤمنين ونظرا لكيلا يضروا بأنفسهم وعيالاتهم منهم الضعفة الصغار
والولدان والشيخ الفاني والعجوز الكبيرة الذين لا يصبرون على الجوع فإن تصدقت
برغيفي ولا رغيف لي غيره ضاعوا وهلكوا جوعا فمن ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
خمس تمرات أو خمس قرص أو دنانير أو دراهم يملكها الإنسان وهو يريد أن يمضيها
فأفضلها ما أنفقه الإنسان على والديه ثم الثانية على نفسه وعياله ثم الثالثة على قرابته
الفقراء ثم الرابعة على جيرانه الفقراء ثم الخامسة في سبيل الله وهو أخسها أجرا وقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للأنصاري حين أعتق عند موته خمسة أو ستة من الرقيق ولم يكن
يملك غيرهم وله أولاد صغار: لو أعلمتموني أمره ما تركتكم تدفنوه مع المسلمين
يترك صبية صغارا يتكففون الناس، ثم قال: حدثني أبي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
ابدأ بمن تعول الأدنى فالأدنى ثم هذا ما نطق به الكتاب ردا لقولكم ونهيا عنه مفروضا
من الله العزيز الحكيم قال: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين
ذلك قواما) أفلا ترون ان الله تبارك وتعالى قال غير ما أراكم تدعون الناس إليه من
الأثرة على أنفسهم وسمى من فعل ما تدعون الناس إليه مسرفا وفي غير آية من كتاب
الله يقول انه لا يحب المسرفين فنهاهم عن الإسراف ونهاهم عن التقتير ولكن أمر بين
أمرين لا يعطي جميع ما عنده ثم يدعو الله أن يرزقه فلا يستجيب له للحديث الذي
جاء عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ان أصنافا من أمتي لا يستجاب لهم دعاؤهم رجل يدعو على
والديه ورجل يدعو على غريم ذهب له بمال فلم يكتب عليه ولم يشهد عليه ورجل

173
يدعو على امرأته وقد جعل الله عز وجل تخلية سبيلها بيده ورجل يقعد في بيته ويقول رب
ارزقني ولا يخرج ولا يطلب الرزق فيقول الله عز وجل له عبدي ألم أجعل لك السبيل إلى
الطلب والضرب في الأرض بجوارح صحيحة فتكون قد أعذرت فيما بيني وبينك في
الطلب لاتباع أمري ولكيلا تكون كلا على أهلك، فإن شئت رزقتك وإن شئت قترت
عليك وأنت غير معذور عندي، ورجل رزقه الله مالا كثيرا فأنفقه ثم أقبل يدعو يا
رب ارزقني فيقول الله عز وجل: ألم أرزقك رزقا واسعا فهلا اقتصدت فيه كما أمرتك ولم
تسرف وقد نهيتك عن الاسراف ورجل يدعو في قطيعة رحم ثم علم الله عز وجل
نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) كيف ينفق وذلك انه كانت عنده أوقية من الذهب فكره أن يبيت عنده
فتصدق بها فأصبح وليس عنده شئ وجاءه من يسأله فلم يكن عنده ما يعطيه
فلأمه السائل واغتم هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه وكان رحيما رقيقا فأدب الله
تعالى نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بأمره فقال: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل
البسط فتقعد ملوما محسورا) يقول: ان الناس قد يسألونك ولا يعذرونك فإذا
أعطيت جميع ما عندك من المال كنت قد حسرت من المال فهذه أحاديث رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصدقها الكتاب والكتاب يصدقه أهله من المؤمنين وقال أبو بكر عند موته
حيث قيل له: أوص فقال: أوصى بالخمس والخمس كثير فإن الله تعالى قد رضي
بالخمس فأوصى بالخمس وقد جعل الله عز وجل له الثلث عند موته ولو علم ان الثلث
خير له أوصى به، ثم من قد علمتم بعده في فضله وزهده سلمان وأبو ذر رضي الله عنهما
فأما سلمان فكان إذا أخذ عطاه رفع منه قوته لسنته حتى يحضر عطاؤه من قابل فقيل
له: يا أبا عبد الله أنت في زهدك تصنع هذا وأنت لا تدري لعلك تموت اليوم أو غدا،
فكان جوابه أن قال: ما لكم لا ترجون لي البقاء كما خفتم علي الفناء أما علمتم
يا جهلة ان النفس قد تلتاث على صاحبها إذا لم يكن لها من العيش ما يعتمد عليه فإذا
هي أحرزت معيشتها اطمأنت، وأما أبو ذر فكانت له نويقات وشويهات يحلبها

174
ويذبح منها إذا اشتهى أهله اللحم أو نزل به ضيف أو رأى بأهل الماء الذين هم معه
خصاصة نحر لهم الجزور أو من الشياه على قدر ما يذهب عنهم بقرم اللحم فيقسمه
بينهم ويأخذ هو كنصيب واحد منهم لا يتفضل عليهم ومن أزهد من هؤلاء وقد قال
فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما قال، ولم يبلغ من أمرهما ان صارا لا يملكان شيئا البتة كما
تأمرون الناس بالقاء أمتعتهم وشيئهم ويؤثرون به على أنفسهم وعيالاتهم واعلموا
أيها النفر اني سمعت أبي يروي عن آبائه (عليهم السلام) ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال يوما: ما عجبت
من شئ كعجبي من المؤمن انه ان قرض جسده في دار الدنيا بالمقاريض كان خيرا له
وان ملك ما بين مشارق الأرض ومغاربها كان خيرا له وكل ما يصنع الله عز وجل به فهو
خير له فليت شعري هل يحيق فيكم ما قد شرحت لكم منذ اليوم أم أزيدكم، أما
علمتم ان الله عز وجل قد فرض على المؤمنين في أول الأمر أن يقاتل الرجل منهم عشرة من
المشركين ليس له أن يولي وجهه عنهم ومن ولاهم يومئذ دبره فقد تبوء مقعده من
النار ثم حولهم عن حالهم رحمة منه لهم فصار الرجل منهم عليه أن يقاتل رجلين من
المشركين تخفيفا من الله عز وجل للمؤمنين فنسخ الرجلان العشرة، وأخبروني أيضا عن
القضاة أجوره هم حيث يقضون على الرجل منكم نفقة امرأته إذا قال إني زاهد واني
لا شئ لي فإن قلتم جوره ظلمكم أهل الإسلام وان قلتم بل عدول خصمتم أنفسكم
وحيث تردون صدقة من تصدق على المساكين عند الموت بأكثر من الثلث أخبروني
لو كان الناس كلهم كالذين تريدون زهادا لا حاجة لهم في متاع غيرهم فعلى من كان
يتصدق بكفارات الإيمان والنذور والصدقات من فرض الزكاة من الذهب والفضة
والتمر والزبيب وسائر ما وجب فيه الزكاة من الإبل والبقر والغنم وغير ذلك إذا كان
الأمر كما تقولون لا ينبغي لأحد أن يحبس شيئا من عرض الدنيا إلا قدمه وإن كان به
خصاصة فبئسما ذهبتم إليه وحملتم الناس عليه من الجهل بكتاب الله عز وجل وسنة
نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) وأحاديثه التي يصدقها الكتاب المنزل وردكم إياها بجهالتكم وترككم

175
النظر في غرائب القرآن من التفسير بالناسخ من المنسوخ والمحكم والمتشابه والأمر
والنهي، وأخبروني أين أنتم عن سليمان بن داود (عليه السلام) حيث سأل الله ملكا لا ينبغي
لأحد من بعده فأعطاه الله جل اسمه ذلك وكان يقول الحق ويعمل به ثم لم نجد
الله عز وجل عاب عليه ذلك ولا أحدا من المؤمنين وداود النبي (عليه السلام) قبله في ملكه وشدة سلطانه
ثم يوسف النبي (عليه السلام) حيث قال لملك مصر: (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ
عليم) فكان من أمره الذي كان أن اختار مملكة الملك وما حولها إلى اليمن وكانوا
يمتارون الطعام من عنده لمجاعة أصابتهم وكان يقول الحق ويعمل به فلم نجد أحدا
عاب ذلك عليه ثم ذو القرنين عبد أحب الله فأحبه الله وطوى له الأسباب وملكه
مشارق الأرض ومغاربها وكان يقول الحق ويعمل به ثم لم نجد أحدا عاب ذلك عليه
فتأدبوا أيها النفر بآداب الله عز وجل للمؤمنين واقتصروا على أمر الله ونهيه ودعوا عنكم ما
اشتبه عليكم مما لا علم لكم به وردوا العلم إلى أهله تؤجروا وتعذروا عند الله تبارك
وتعالى وكونوا في طلب علم ناسخ القرآن من منسوخه ومحكمة من متشابهه وما أحل
الله فيه مما حرم فإنه أقرب لكم من الله وأبعد لكم من الجهل ودعوا الجهالة لأهلها فإن
أهل الجهل كثير وأهل العلم قليل وقد قال الله عز وجل (وفوق كل ذي علم عليم) (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[7176] 2 - الصدوق، عن المكتب والوراق والهمداني جميعا، عن علي، عن أبيه، عن
محمد بن سنان قال: كنت عند مولاي الرضا (عليه السلام) بخراسان وكان المأمون يقعده على
يمينه إذا قعد للناس يوم الاثنين ويوم الخميس فرفع إلى المأمون ان رجلا من الصوفية
سرق فأمر بإحضاره فلما نظر إليه وجده متقشفا بين عينيه أثر السجود فقال سوءة
لهذه الآثار الجميلة ولهذا الفعل القبيح تنسب إلى السرقة مع ما أرى من جميل آثارك



(1) الكافي: 5 / 65 ح 1.
176
وظاهرك، قال: فعلت ذلك اضطرارا لا اختيارا حين منعتني حقي من الخمس
والفئ، فقال المأمون: وأي حق لك في الخمس والفئ؟ قال: ان الله عز وجل قسم
الخمس ستة أقسام وقال: (واعلموا إنما غنمتم من شئ فإن لله خمسه وللرسول
ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا
على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان) (1) وقسم الفئ على ستة أقسام
فقال عز وجل: (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى
واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم) (2) قال:
بما منعتني وأنا ابن السبيل منقطع بي ومسكين لا أرجع إلى شئ ومن حملة القرآن،
فقال له المأمون: أعطل حدا من حدود الله وحكما من أحكامه في السارق من
أساطيرك هذه، فقال الصوفي: ابدأ بنفسك فطهرها ثم طهر غيرك وأقم حد الله عليها
ثم على غيرك، فالتفت المأمون إلى أبي الحسن (عليه السلام) فقال ما تقول؟ فقال: انه يقول
سرقت فسرق، فغضب المأمون غضبا شديدا ثم قال للصوفي: والله لأقطعنك، فقال
الصوفي: أتقطعني وأنت عبد لي فقال المأمون: ويلك ومن أين صرت عبدا لك؟
قال: لأن أمك اشتريت من مال المسلمين فأنت عبد لمن في المشرق والمغرب حتى
يعتقوك وأنا لم أعتقك ثم بلعت الخمس بعد ذلك فلا أعطيت آل الرسول حقا ولا
أعطيتني ونظرائي حقنا والأخرى ان الخبيث لا يطهر خبيثا مثله إنما يطهره طاهر ومن
في جنبه الحد لا يقيم الحدود على غيره حتى يبدأ بنفسه أما سمعت الله عز وجل يقول:
(أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) (3)،
فالتفت المأمون إلى الرضا (عليه السلام) فقال: ما ترى في أمره؟ فقال (عليه السلام): ان الله جل جلاله



(1) سورة الأنفال: 41.
(2) سورة الحشر: 7.
(3) سورة البقرة: 44.
177
قال لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم): (قل فلله الحجة البالغة) (1) وهي التي تبلغ الجاهل فيعلمها
بجهله كما يعلمها العالم بعلمه والدنيا والآخرة قائمتان بالحجة وقد احتج الرجل، فأمر
المأمون عند ذلك باطلاق الصوفي واحتجب عن الناس واشتغل بالرضا (عليه السلام) حتى سمه
فقتله وقد كان قتل الفضل بن سهل وجماعة من الشيعة (2).
قال الصدوق (رضي الله عنه): روي هذا الحديث كما حكيت وأنا بريء من عهدة صحته.
[7177] 3 - الطوسي باسناده إلى وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أبي ذر انه قال (صلى الله عليه وآله وسلم) في
آخره:... يا أبا ذر يكون في آخر الزمان قوم يلبسون الصوف في صيفهم وشتائهم
يرون أن لهم الفضل بذلك على غيرهم أولئك يلعنهم ملائكة السماوات والأرض.
يا أبا ذر ألا أخبرك بأهل الجنة؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: كل أشعث أغبر ذي
طمرين لا يؤبه به لو أقسم على الله لأبره (3).
الطمر: الثوب الخلق. لا يؤبه به: لا يلتفت إليه ولا يعتد به.
[7178] 4 - قال الأربلي: قال الآبي في كتاب نثر الدر: دخل على الرضا بخراسان قوم من
الصوفية فقالوا له: ان أمير المؤمنين المأمون نظر فيما ولاه الله تعالى من الأمر فرآكم
أهل البيت أولى الناس بأن تؤموا الناس ونظر فيكم أهل البيت فرآك أولى الناس
بالناس فرأى أن يرد هذا الأمر إليك والأمة تحتاج إلى من يأكل الجشب ويلبس
الخشن ويركب الحمار ويعود المريض، قال: وكان الرضا (عليه السلام) متكئا فاستوى جالسا
ثم قال: كان يوسف (عليه السلام) نبيا يلبس أقبية الديباج المزورة بالذهب ويجلس على
متكئات آل فرعون ويحكم إنما يراد من الامام قسطه وعدله إذا قال صدق وإذا حكم
عدل وإذا وعد أنجز ان الله لم يحرم لباسا ولا مطعما وتلا (قل من حرم زينة الله التي



(1) سورة الأنعام: 149.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 237 ح 1.
(3) أمالي الطوسي: المجلس التاسع عشر ح 1 / 539 الرقم 1162.
178
أخرج لعباده والطيبات من الرزق) (1).
[7179] 5 - الأحسائي قال: روي أن الرضا (عليه السلام) لبس الخز فوق الصوف فقال له بعض
جهلة الصوفية لما رأى عليه ثياب الخز: كيف تزعم إنك من أهل الزهد وأنت على
ما نراه من التنعم بلباس الخز؟ فكشف (عليه السلام) عما تحته فرأوا تحته ثياب الصوف فقال:
هذا لله وهذا للناس (2).
[7180] 6 - المجلسي نقلا من الشهيد في كتاب الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة: قال
للرضا (عليه السلام) الصوفية: ان المأمون قد رد إليك هذا الأمر وأنت أحق الناس به إلا أنه
تحتاج أن تلبس الصوف وما يحسن لبسه، فقال (عليه السلام): ويحكم إنما يراد من الإمام
قسطه وعدله إذا قال صدق وإذا حكم عدل وإذا وعد أنجز قال الله تعالى (قل من
حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) ان يوسف (عليه السلام) لبس
الديباج المنسوج بالذهب وجلس على متكئات آل فرعون (3).
في هذا المجال راجع بحار الأنوار: 67 / 113 طبع بيروت. والحمد الله رب
العالمين.



(1) كشف الغمة: 2 / 310.
(2) عوالي اللآلي: 2 / 29 ح 71.
(3) بحار الأنوار: 10 / 351 و 67 / 118.
179
الصوم
فضل الصوم
[7181] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى،
عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بني الإسلام على خمسة أشياء على
الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الصوم جنة من
النار (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7182] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل
بن أبي زياد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لأصحابه: ألا
اخبركم بشئ إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق من المغرب؟
قالوا: بلى، قال: الصوم يسود وجهه والصدقة تكسر ظهره والحب في الله والموازرة
على العمل الصالح يقطع دابره والاستغفار يقطع وتينه ولكل شئ زكاة وزكاة الأبدان
الصيام (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7183] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سلمة
صاحب السابري، عن أبي الصباح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى
يقول: الصوم لي وأنا أجزي عليه (3).



(1) و (2) الكافي: 4 / 62 ح 1 و 2.
(3) الكافي: 4 / 63 ح 6.
180
[7184] 4 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير،
عن معاوية بن عثمان، عن إسماعيل بن يسار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال أبي: إن
الرجل ليصوم يوما تطوعا يريد ما عند الله عز وجل فيدخله الله به الجنة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7185] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سنان، عن
منذر بن يزيد، عن يونس بن ظبيان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من صام لله عز وجل
يوما في شدة الحر فأصابه ظمأ وكل الله به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشرونه حتى
إذا أفطر قال الله عز وجل له: ما أطيب ريحك وروحك ملائكتي اشهدوا إني قد غفرت له (2).
[7186] 6 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سليمان، عمن ذكره
عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (واستعينوا بالصبر) (3) قال: الصبر
الصيام وقال: إذا نزلت بالرجل النازلة والشديدة فليصم فإن الله عز وجل يقول:
(واستعينوا بالصبر) يعني الصيام (4).
[7187] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: من كتم صومه قال الله عز وجل لملائكته: عبدي استجار من عذابي
فأجيروه، ووكل الله تعالى ملائكته بالدعاء للصائمين ولم يأمرهم بالدعاء لأحد إلا
استجاب لهم فيه (5).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 4 / 63 ح 5.
(2) الكافي: 4 / 64 ح 8.
(3) سورة البقرة: 45.
(4) الكافي: 4 / 63 ح 7.
(5) الكافي: 4 / 64 ح 10.
181
[7188] 8 - الكليني، عن علي، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ان الله عز وجل وكل ملائكته بالدعاء
للصائمين وقال: أخبرني جبرئيل (عليه السلام) عن ربه انه قال: ما أمرت ملائكتي بالدعاء
لأحد من خلقي إلا استجبت لهم فيه (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[7189] 9 - الكليني، عن علي، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان
جميعا، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى
الله عز وجل إلى موسى (عليه السلام) ما يمنعك من مناجاتي فقال: يا رب اجلك عن المناجاة
لخلوف فم الصائم فأوحى الله عز وجل إليه: يا موسى لخلوف فم الصائم أطيب عندي من
ريح المسك (2).
[7190] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سلمة
صاحب السابري، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: للصائم
فرحتان فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه (3).
في هذا المجال راجع الكافي: 4 / 62 وغيرها من كتب الأخبار.
أدب الصائم
[7191] 1 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن حسان، عن محمد بن علي،
عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن طلحة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الصائم في عبادة وإن كان على فراشه ما لم يغتب مسلما (4).
[7192] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن



(1) و (2) الكافي: 4 / 64 ح 11 و 13.
(3) الكافي: 4 / 65 ح 15.
(4) الكافي: 4 / 64 ح 9.
182
يونس، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الكذبة تنقض الوضوء وتفطر
الصائم، قال قلت: هلكنا، قال: ليس حيث تذهب إنما ذلك الكذب على الله عز وجل
وعلى رسوله وعلى الأئمة (عليهم السلام) (1).
الرواية موثقة سندا.
[7193] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن
عثمان، عن محمد بن مسلم قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا صمت فليصم سمعك وبصرك
وشعرك وجلدك وعدد أشياء غير هذا وقال: لا يكون يوم صومك كيوم فطرك (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7194] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحده ثم قال قالت مريم: (إني نذرت
للرحمن صوما) أي صوما صمتا وفي نسخة أخرى أي صمتا فإذا صمتم فاحفظوا
ألسنتكم وغضوا أبصاركم ولا تنازعوا ولا تحاسدوا قال: وسمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
امرأة تسب جارية لها وهي صائمة فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بطعام فقال لها: كلي فقالت:
إني صائمة، فقال: كيف تكونين صائمة وقد سبيت جاريتك ان الصوم ليس من الطعام
والشراب؟ قال وقال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا صمت فليصم سمعك وبصرك من الحرام
والقبيح ودع المراء وأذى الخادم وليكن عليك وقار الصيام ولا تجعل يوم صومك كيوم
فطرك (3).
[7195] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن النضر الخزاز،
عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لجابر بن



(1) الكافي: 4 / 89 ح 10.
(2) و (3) الكافي: 4 / 87 ح 1 و 3.
183
عبد الله: يا جابر هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام وردا من ليله وعف بطنه
وفرجه وكف لسانه خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر، فقال جابر: يا رسول الله
ما أحسن هذا الحديث، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا جابر وما أشد هذه الشروط (1).
[7196] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن
محبوب، عن أبي أيوب، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا صام
أحدكم الثلاثة الأيام من الشهر فلا يجادلن أحدا ولا يجهل ولا يسرع إلى الحلف
والأيمان بالله فإن جهل عليه أحد فليتحمل (2).
[7197] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة، عن أبي عبد الله، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من عبد
صالح يشتم فيقول إني صائم سلام عليك لا أشتمك كما شتمتني إلا قال الرب تبارك
وتعالى: استجار عبدي بالصوم من شر عبدي فقد أجرته من النار (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[7198] 8 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحسين، عن محمد بن
عبيد، عن عبيد بن هارون، قال حدثنا أبو يزيد، عن حصين، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): عليكم في شهر رمضان بكثرة الاستغفار والدعاء فأما
الدعاء فيدفع به عنكم البلاء وأما الاستغفار فيمحي ذنوبكم (4).
[7199] 9 - الكليني بهذا الإسناد قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا كان شهر رمضان لم
يتكلم إلا بالدعاء والتسبيح والاستغفار والتكبير فإذا أفطر قال: اللهم إن شئت أن
تفعل فعلت (5).
[7200] 10 - الكليني، عن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الوشاء،



(1) الكافي: 4 / 87 ح 2.
(2) الكافي: 4 / 88 ح 4 و 5 و 7 و 8.
(3) الكافي: 4 / 88 ح 4 و 5 و 7 و 8.
(4) الكافي: 4 / 88 ح 4 و 5 و 7 و 8.
(5) الكافي: 4 / 88 ح 4 و 5 و 7 و 8.
184
عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الصيام ليس
من الطعام والشراب وحده، ان مريم (عليها السلام) قالت: (إني نذرت للرحمن صوما) أي
صمتا فاحفظوا ألسنتكم وغضوا أبصاركم ولا تحاسدوا ولا تنازعوا فإن الحسد يأكل
الإيمان كما تأكل النار الحطب (1).
صوم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
[7201] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن حماد
ابن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: صام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى قيل
ما يفطر ثم أفطر حتى قيل ما يصوم ثم صام صوم داود (عليه السلام) يوما ويوما لا، ثم قبض
على صيام ثلاثة أيام في الشهر قال: إنهن يعدلن صوم الشهر ويذهبن بوحر الصدر
والوحر الوسوسة قال حماد فقلت: وأي الأيام هي؟ قال: أول خميس في الشهر وأول
أربعاء بعد العشر منه وآخر خميس فيه فقلت: كيف صارت هذه الأيام التي تصام؟
فقال: ان من قبلنا من الأمم كان إذا نزل على أحدهم العذاب نزل في هذه الأيام فصام
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه الأيام المخوفة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7202] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحسن،
عن أحمد بن صبيح، عن عنبسة العابد قال: قبض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على صوم شعبان
ورمضان وثلاثة أيام في كل شهر أول خميس وأوسط أربعاء وآخر خميس وكان
أبو جعفر وأبو عبد الله (عليه السلام) يصومان ذلك (3).
[7203] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب،



(1) الكافي: 4 / 89 ح 9.
(2) الكافي: 4 / 89 ح 1.
(3) الكافي: 4 / 91 ح 7.
185
عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أول ما بعث
يصوم حتى يقال ما يفطر ويفطر حتى يقال ما يصوم ثم ترك ذلك وصام يوما وأفطر
يوما وهو صوم داود (عليه السلام) ثم ترك ذلك وصام الثلاثة الأيام الغر ثم ترك ذلك وفرقها في
كل عشرة أيام يوما خميسين بينهما أربعاء فقبض عليه وآله السلام وهو يعمل
ذلك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7204] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص
ابن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كن نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا كان عليهن صيام
أخرن ذلك إلى شعبان كراهة أن يمنعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا كان شعبان صمن وكان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول شعبان شهري (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7205] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن
سماعة قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): هل صام أحد من آبائك شعبان؟ قال خير آبائي
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صامه (3).
الرواية موثقة سندا.
وجوه الصوم
[7206] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن
سليمان بن داود، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال
قال لي يوما: يا زهري من أين جئت؟ فقلت: من المسجد قال: فيم كنتم؟ قلت:
تذاكرنا أمر الصوم فاجتمع رأيي ورأي أصحابي على انه ليس من الصوم شئ واجب



(1) الكافي: 4 / 90 ح 2.
(2) و (3) الكافي: 4 / 90 ح 4 و 5.
186
إلا صوم شهر رمضان، فقال: يا زهري ليس كما قلتم الصوم على أربعين وجها
فعشرة أوجه منها واجبة كوجوب شهر رمضان، وعشرة أوجه منها صيامهن حرام،
وأربعة عشر منها صاحبها بالخيار إن شاء صام وإن شاء أفطر، وصوم الاذن على
ثلاثة أوجه، وصوم التأديب وصوم الإباحة وصوم السفر والمرض قلت: جعلت
فداك فسرهن لي قال: أما الواجبة فصيام شهر رمضان وصيام شهرين متتابعين في
كفارة الظهار لقول الله تعالى (الذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا
فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا) إلى قوله (فمن لم يجد فصيام شهرين
متتابعين) (1) وصيام شهرين متتابعين فيمن أفطر يوما من شهر رمضان، وصيام
شهرين متتابعين في قتل الخطأ لمن لم يجد العتق واجب لقول الله عز وجل (ومن قتل مؤمنا
خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله) إلى قوله عز وجل (فمن لم يجد
فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما) (2) وصوم ثلاثة
أيام في كفارة اليمين واجب قال الله عز وجل (فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا
حلفتم) (3) هذا لمن لا يجد الإطعام وكل ذلك متتابع وليس بمتفرق وصيام اذى حلق
الرأس واجب قال الله (فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من
صيام أو صدقة أو نسك) (4) فصاحبها فيها بالخيار فإن صام صام ثلاثة أيام وصوم
المتعة واجب لمن لم يجد الهدي قال الله عز وجل (فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما
استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك
عشرة كاملة) (5) وصوم جزاء الصيد واجب قال الله عز وجل (ومن قتله منكم متعمدا



(1) سورة المجادلة: 2 و 3.
(2) سورة النساء: 92.
(3) سورة المائدة: 89.
(4) سورة البقرة: 196.
(5) سورة البقرة: 196.
187
فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة
طعام مساكين أو عدل ذلك صياما) (1) أوتدري كيف يكون عدل ذلك صياما
يا زهري؟ قال قلت: لا أدري، قال: يقوم الصيد قيمة قيمة عدل ثم تفض تلك
القيمة على البر ثم يكال ذلك البر أصواعا فيصوم لكل نصف صاع يوما وصوم النذر
واجب وصوم الاعتكاف واجب.
وأما الصوم الحرام فصوم يوم الفطر ويوم الأضحى وثلاثة أيام من أيام التشريق
وصوم يوم الشك أمرنا به ونهينا عنه، أمرنا به أن نصومه مع صيام شعبان ونهينا عنه
أن ينفرد الرجل بصيامه في اليوم الذي يشك فيه الناس، فقلت له: جعلت فداك فإن
لم يكن صام من شعبان شيئا كيف يصنع؟ قال: ينوي ليلة الشك انه صائم من شعبان
فإن كان من شهر رمضان أجزء عنه وإن كان من شعبان لم يضره فقلت: وكيف يجزئ
صوم تطوع عن فريضة؟ فقال: لو أن رجلا صام يوما من شهر رمضان تطوعا وهو
لا يعلم انه من شهر رمضان ثم علم بعد ذلك لأجزء عنه لأن الفرض إنما وقع على اليوم
بعينه وصوم الوصال حرام وصوم الصمت حرام وصوم نذر المعصية حرام وصوم
الدهر حرام.
وأما الصوم الذي صاحبه فيه بالخيار فصوم يوم الجمعة والخميس وصوم البيض
وصوم ستة أيام من شوال بعد شهر رمضان وصوم يوم عرفة وصوم يوم عاشوراء
فكل ذلك صاحبه فيه بالخيار إن شاء صام وإن شاء أفطر.
وأما صوم الإذن فالمرأة لا تصوم تطوعا إلا باذن زوجها والعبد لا يصوم تطوعا إلا
باذن مولاه والضيف لا يصوم تطوعا إلا باذن صاحبه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من نزل
على قوم فلا يصوم تطوعا إلا بإذنهم.
وأما صوم التأديب فأن يؤخذ الصبي إذا راهق بالصوم تأديبا وليس بفرض



(1) سورة المائدة: 95.
188
وكذلك المسافر إذا أكل من أول النهار ثم قدم أهله أمر بالامساك بقية يومه وليس
بفرض.
وأما صوم الإباحة لمن أكل أو شرب ناسيا أو قاء من غير تعمد فقد أباح الله له
ذلك وأجزء عنه صومه.
وأما صوم السفر والمرض فإن العامة قد اختلفت في ذلك فقال قوم يصوم وقال
آخرون لا يصوم وقال قوم إن شاء صام وإن شاء أفطر، وأما نحن فنقول يفطر في
الحالين جميعا فإن صام في السفر أو في حال المرض فعليه القضاء فإن الله عز وجل يقول:
(فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر) (1) فهذا تفسير
الصيام (2).
صوم الوصال وصوم الدهر
[7207] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
سيف بن عميرة، عن حسان بن مختار قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما الوصال في
الصيام؟ قال فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لا وصال في صيام ولا صمت يوم إلى
الليل ولا عتق قبل ملك (3).
[7208] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن محبوب، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الوصال في الصيام أن يجعل عشاه سحوره (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7209] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن
شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:



(1) سورة البقرة: 187.
(2) الكافي: 4 / 83 ح 1.
(3) و (4) الكافي: 4 / 95 ح 1 و 2.
189
المواصل في الصيام يصوم يوما وليلة ويفطر في السحر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7210] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن
أبان، عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن صوم الدهر فقال: لم نزل
نكرهه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7211] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن
سماعة قال: سألته عن صوم الدهر؟ فكرهه وقال: لا بأس أن يصوم يوما ويفطر
يوما (3).
الرواية موثقة سندا.
صوم عرفة وعاشوراء
[7212] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى،
وعلي بن الحكم، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام): انه
سئل عن صوم يوم عرفة؟ فقال: أما أصومه اليوم وهو يوم دعاء ومسألة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7213] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ثعلبة
ابن ميمون، عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم
يصم يوم عرفة منذ نزل صيام شهر رمضان (5).
الرواية موثقة سندا.



(1) الكافي: 4 / 96 ح 3 و 4 و 5.
(2) الكافي: 4 / 96 ح 3 و 4 و 5.
(3) الكافي: 4 / 96 ح 3 و 4 و 5.
(4) الكافي: 4 / 145 ح 1.
(5) الكافي: 4 / 146 ح 2.
190
[7214] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن نوح بن شعيب النيسابوري،
عن ياسين الضرير، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليه السلام) قالا:
لا تصم في يوم عاشوراء ولا عرفة بمكة ولا في المدينة ولا في وطنك ولا في مصر من
الأمصار (1).
[7215] 4 - الكليني، عن الحسن بن علي الهاشمي، عن محمد بن عيسى بن عبيد قال
حدثني جعفر بن عيسى أخوه قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن صوم عاشوراء وما يقول
الناس فيه؟ فقال: عن صوم ابن مرجانة تسألني ذلك يوم صامه الأدعياء من آل زياد
لقتل الحسين (عليه السلام) وهو يوم يتشأم به آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ويتشأم به أهل الإسلام واليوم
الذي يتشأم به أهل الإسلام لا يصام ولا يتبرك به ويوم الاثنين يوم نحس قبض
الله عز وجل فيه نبيه وما أصيب آل محمد إلا في يوم الاثنين فتشأمنا به وتبرك به عدونا
ويوم عاشوراء قتل الحسين صلوات الله عليه وتبرك به ابن مرجانة وتشأم به آل محمد
صلى الله عليهم فمن صامهما أو تبرك بهما لقي الله تبارك وتعالى ممسوخ القلب وكان
حشره مع الذين سنوا صومهما والتبرك بهما (2).
[7216] 5 - الكليني، عن الحسن بن علي الهاشمي، عن محمد بن عيسى قال حدثنا محمد
ابن أبي عمير، عن زيد النرسي قال: سمعت عبيد بن زرارة يسأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن
صوم يوم عاشوراء؟ فقال: من صامه كان حظه من صيام ذلك اليوم حظ ابن مرجانة
وآل زياد قال قلت: وما كان حظهم من ذلك اليوم؟ قال: النار أعاذنا الله من النار
ومن عمل يقرب من النار (3).



(1) الكافي: 4 / 146 ح 3.
(2) الكافي: 4 / 146 ح 5.
(3) الكافي: 4 / 147 ح 6.
191
صيام الترغيب
[7217] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن يحيى، عن جده
الحسن بن راشد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قلت: جعلت فداك للمسلمين عيد غير
العيدين قال: نعم يا حسن أعظمهما وأشرفهما قلت: وأي يوم هو؟ قال: هو يوم
نصب أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه فيه علما للناس قلت: جعلت فداك
وما ينبغي لنا أن نصنع فيه؟ قال: تصومه يا حسن وتكثر الصلاة على محمد وآله
وتبرء إلى الله ممن ظلمهم فإن الأنبياء صلوات الله عليهم كانت تأمر الأوصياء باليوم
الذي كان يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا، قال قلت فما لمن صامه؟ قال: صيام ستين
شهرا ولا تدع صيام يوم سبع وعشرين من رجب فإنه هو اليوم الذي نزلت فيه النبوة
على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وثوابه مثل ستين شهرا لكم (1).
[7218] 2 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن بن سالم، عن
أبيه، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والأضحى
والفطر؟ قال: نعم أعظمهما حرمة، قلت: وأي عيد هو جعلت فداك؟ قال: اليوم
الذي نصب فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه
قلت: وأي يوم هو؟ قال: وما تصنع باليوم ان السنة تدور ولكنه يوم ثمانية عشر من
ذي الحجة فقلت: وما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم؟ قال: تذكرون الله عز ذكره
فيه بالصيام والعبادة والذكر لمحمد وآل محمد فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصى أمير
المؤمنين (عليه السلام) أن يتخذ ذلك اليوم عيدا وكذلك كانت الأنبياء (عليهم السلام) تفعل، كانوا
يوصون أوصيائهم بذلك فيتخذونه عيدا (2).
[7219] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابنا،



(1) الكافي: 4 / 148 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 149 ح 2.
192
عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: بعث الله عز وجل محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) رحمة للعالمين في سبع
وعشرين من رجب فمن صام ذلك اليوم كتب الله له صيام ستين شهرا وفي خمسة
وعشرين من ذي القعدة وضع البيت وهو أول رحمة وضعت على وجه الأرض فجعله
الله عز وجل مثابة للناس وأمنا، فمن صام ذلك اليوم كتب الله له صيام ستين شهرا وفي أول
يوم من ذي الحجة ولد إبراهيم خليل الرحمن (عليه السلام) فمن صام ذلك اليوم كتب الله له صيام
ستين شهرا (1).
صوم الصبيان
[7220] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنا نأمر صبياننا بالصيام إذا كانوا بني سبع سنين بما
أطاقوا من صيام اليوم فإن كان إلى نصف النهار وأكثر من ذلك أو أقل فإذا غلبهم
العطش والغرث أفطروا حتى يتعودوا الصوم ويطيقوه، فمروا صبيانكم إذا كانوا أبناء
تسع سنين بما أطاقوا من صيام فإذا غلبهم العطش أفطروا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7221] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن
سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) في كم
يؤخذ الصبي بالصيام؟ قال: ما بينه وبين خمس عشرة سنة وأربع عشرة سنة فإن هو
صام قبل ذلك فدعه ولقد صام ابني فلان قبل ذلك فتركته (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7222] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة



(1) الكافي: 4 / 149 ح 3.
(2) الكافي: 4 / 124 ح 1.
(3) الكافي: 4 / 125 ح 2.
193
قال: سألته عن الصبي متى يصوم؟ قال: إذا قوى على الصيام (1).
الرواية موثقة سندا.
[7223] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أطاق الغلام صيام ثلاثة أيام متتابعة فقد وجب عليه
صيام شهر رمضان (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
من فطر صائما
[7224] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عن سلمة
صاحب السابري، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من فطر صائما
فله مثل أجره (3).
[7225] 2 - الكليني، عن أحمد بن محمد بن علي، عن علي بن أسباط، عن سيابة، عن
ضريس، عن حمزة بن حمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا
كان اليوم الذي يصوم فيه أمر بشاة فتذبح وتقطع أعضاء وتطبخ فإذا كان عند المساء
أكب على القدور حتى يجد ريح المرق وهو صائم ثم يقول: هاتوا القصاع اغرفوا لآل
فلان واغرفوا لآل فلان ثم يؤتى بخبز وتمر فيكون ذلك عشاءه صلى الله عليه وعلى
آبائه (4).
[7226] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة، عن
أبي عبد الله عن أبيه (عليهما السلام) قال: دخل سدير على أبي (عليه السلام) في شهر رمضان فقال: يا



(1) الكافي: 4 / 125 ح 3.
(2) الكافي: 4 / 125 ح 4.
(3) الكافي: 4 / 68 ح 1.
(4) الكافي: 4 / 68 ح 3.
194
سدير هل تدري أي الليالي هذه؟ فقال: نعم فداك أبي هذه ليالي شهر رمضان فما
ذاك؟ فقال له: أتقدر على أن تعتق في كل ليلة من هذه الليالي عشر رقبات من ولد
إسماعيل؟ فقال له سدير: بأبي أنت وأمي لا يبلغ مالي ذاك فما زال ينقص حتى بلغ به
رقبة واحدة في كل ذلك يقول لا أقدر عليه، فقال له: فما تقدر أن تفطر في كل ليلة
رجلا مسلما؟ فقال له: بلى وعشرة، فقال له أبي (عليه السلام): فذاك الذي أردت يا سدير إن
إفطارك أخاك المسلم يعدل رقبة من ولد إسماعيل (عليه السلام) (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[7227] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
سعدان بن مسلم، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: فطرك أخاك
الصائم أفضل من صيامك (2).
فضل افطار الرجل عند أخيه إذا سأله
[7228] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن
محبوب، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إفطارك لأخيك المؤمن
أفضل من صيامك تطوعا (3).
[7229] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن
صالح بن عقبة، عن جميل بن دراج قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): من دخل على أخيه وهو
صائم فأفطر عنده ولم يعلمه بصومه فيمن عليه كتب الله له صوم سنة (4).
[7230] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن الحسن بن علي الدينوري، عن محمد بن
عيسى، عن صالح بن عقبة قال: دخلت على جميل بن دراج وبين يديه خوان عليه



(1) الكافي: 4 / 68 ح 4.
(2) الكافي: 4 / 68 ح 2.
(3) الكافي: 4 / 150 ح 1 و 3.
(4) الكافي: 4 / 150 ح 1 و 3.
195
غسانية يأكل منها فقال: ادن فكل، فقلت: إني صائم فتركني حتى إذا أكلها فلم يبق
منها إلا اليسير عزم علي إلا أفطرت، فقلت له: ألا كان هذا قبل الساعة؟ فقال:
أردت بذلك أدبك ثم قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أيما رجل مؤمن دخل على
أخيه وهو صائم فسأله الأكل فلم يخبره بصيامه ليمن عليه بإفطاره كتب الله جل ثناؤه
له بذلك اليوم صيام سنة (1).
[7231] 4 - الكليني، عن علي بن محمد، عن ابن جمهور، عن بعض أصحابه، عن علي
ابن حديد قال: قلت لأبي الحسن الماضي (عليه السلام): أدخل على القوم وهم يأكلون وقد
صليت العصر وأنا صائم فيقولون أفطر فقال: أفطر فإنه أفضل (2).
[7232] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى،
عن الحسن بن إبراهيم بن سفيان، عن داود الرقي قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
لإفطارك في منزل أخيك المسلم أفضل من صيامك سبعين ضعفا أو تسعين ضعفا (3).
ما يقول الصائم إذا أفطر
[7233] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
جعفر عن آبائه (عليهم السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا أفطر قال: «اللهم لك صمنا وعلى
رزقك أفطرنا فتقبله منا ذهب الظماء وابتلت العروق وبقي الأجر» (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7234] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان، عن
أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تقول في كل ليلة من شهر رمضان عند الإفطار
إلى آخره: «الحمد لله الذي أعاننا فصمنا ورزقنا فأفطرنا، اللهم تقبل منا وأعنا عليه



(1) الكافي: 4 / 150 ح 4.
(2) الكافي: 4 / 151 ح 5 و 6.
(3) الكافي: 4 / 151 ح 5 و 6.
(4) الكافي: 4 / 95 ح 1.
196
وسلمنا فيه وتسلمه منا في يسر منك وعافية، الحمد الله الذي قضى عنا يوما من شهر
رمضان» (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
من لا يجوز له صيام التطوع إلا بإذن غيره
[7235] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن
القاسم بن عروة، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: لا يصلح
للمرأة أن تصوم تطوعا إلا بإذن زوجها (2).
[7236] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن
محبوب، عن مالك بن عطية، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ليس للمرأة أن تصوم تطوعا إلا بإذن زوجها (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7237] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن هلال، عن
مروك بن عبيد، عن نشيط بن صالح، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من فقه الضيف أن لا يصوم تطوعا إلا باذن صاحبه،
ومن طاعة المرأة لزوجها أن لا تصوم تطوعا إلا بإذنه وأمره، ومن صلاح العبد
وطاعته ونصحه لمولاه أن لا يصوم تطوعا إلا بإذن مولاه وأمره، ومن بر الوالدين أن
لا يصوم تطوعا إلا باذن أبويه وأمرهما وإلا كان الضيف جاهلا وكانت المرأة عاصية
وكان العبد فاسقا عاصيا وكان الولد عاقا (4).



(1) الكافي: 4 / 95 ح 2.
(2) الكافي: 4 / 151 ح 1.
(3) الكافي: 4 / 152 ح 4.
(4) الكافي: 4 / 151 ح 2.
197
[7238] 4 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، وغيره عن إبراهيم بن إسحاق بإسناده
ذكره عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا دخل
رجل بلده فهو ضيف على من بها من أهل دينه حتى يرحل عنهم ولا ينبغي للضيف أن
يصوم إلا بإذنهم لئلا يعملوا الشئ فيفسد عليهم ولا ينبغي لهم أن يصوموا إلا بإذن
الضيف لئلا يحتشمهم فيشتهي الطعام فيتركه لهم (1).
[7239] 5 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله
الجاموراني، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن عمرو بن جبير العرزمي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاءت امرأة إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: يا رسول الله ما حق الزوج
على المرأة؟ فقال: هو أكثر من ذلك، فقالت: أخبرني بشئ من ذلك، فقال: ليس
لها أن تصوم إلا بإذنه (2).
الروايات الواردة في الصوم كثيرة جدا فإن شئت راجع كتاب الصوم من كتب
الأخبار، والحمد لله.



(1) الكافي: 4 / 151 ح 3.
(2) الكافي: 4 / 152 ح 5.
198
باب الضاد

199
الضالة
[7240] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن جعفر، عن السياري، عن محمد
بن بكر، عن أبي الجارود، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:
والذي بعث محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) بالحق وأكرم أهل بيته ما من شئ تطلبونه من حرز من
حرق أو غرق أو سرق أو إفلات دابة من صاحبها أو ضالة أو آبق إلا وهو في القرآن
فمن أراد ذلك فليسألني عنه قال فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عما
يؤمن من الحرق والغرق؟ فقال: اقرأ هذه الآيات (الله الذي نزل الكتاب وهو
يتولى الصالحين) (1) (وما قدروا الله حق قدره) إلى قوله (سبحانه وتعالى
عما يشركون) (2) فمن قرأها فقد آمن الحرق والغرق، قال: فقرأها رجل
واضطرمت النار في بيوت جيرانه وبيته وسطها فلم يصبه شئ، ثم قام إليه رجل
آخر فقال: يا أمير المؤمنين إن دابتي استصعبت علي وأنا منها على وجل، فقال: اقرأ
في اذنها اليمنى (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه
ترجعون) (3) فقرأها فذلت له دابته، وقام إليه رجل آخر فقال: يا أمير المؤمنين ان
أرضي أرض مسبعة ان السباع تغشى منزلي ولا تجوز حتى تأخذ فريستها فقال: اقرأ
(لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين
رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا اله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش



(1) سورة الأعراف: 196.
(2) سورة الزمر: 67.
(3) سورة آل عمران: 83.
201
العظيم) (1) فقرأهما الرجل فاجتنبته السباع ثم قام إليه آخر فقال: يا أمير المؤمنين
ان في بطني ماء أصفر فهل من شفاء؟ فقال: نعم بلا درهم ولا دينار ولكن اكتب على
بطنك آية الكرسي وتغسلها وتشربها وتجعلها ذخيرة في بطنك فتبرأ بإذن الله عز وجل ففعل
الرجل فبرأ بإذن الله، ثم قام إليه آخر فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن الضالة؟
فقال: اقرأ يس في ركعتين وقل: «يا هادي الضالة رد علي ضالتي» ففعل فرد الله عز وجل
عليه ضالته، ثم قام إليه آخر فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن الآبق؟ فقال: اقرأ
(أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج) إلى قوله (ومن لم يجعل
الله له نورا فما له من نور) (2) فقالها الرجل فرجع إليه الآبق، ثم قام إليه آخر فقال:
يا أمير المؤمنين أخبرني عن السرق فإنه لا يزال قد يسرق لي الشئ بعد الشئ ليلا
فقال له: اقرأ إذا آويت إلى فراشك (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا)
إلى قوله (وكبره تكبيرا) (3) ثم قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من بات بأرض قفر فقرأ
هذه الآية (ان ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى
على العرش) إلى قوله (تبارك الله رب العالمين) (4) حرسته الملائكة وتباعدت
عنه الشياطين، قال فمضى الرجل فإذا هو بقرية خراب فبات فيها ولم يقرأ هذه الآية
فتغشاه الشيطان وإذا هو آخذ بخطمه فقال له صاحبه أنظره واستيقظ الرجل فقرأ
الآية فقال الشيطان لصاحبه: أرغم الله أنفك أحرسه الآن حتى يصبح فلما أصبح
رجع إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فأخبره وقال له: رأيت في كلامك الشفاء والصدق ومضى
بعد طلوع الشمس فإذا هو بأثر شعر الشيطان مجتمعا في الأرض (5).



(1) سورة التوبة: 128.
(2) سورة النور: 40.
(3) سورة الإسراء: 111.
(4) سورة الأعراف: 53.
(5) الكافي: 2 / 624 ح 21.
202
[7241] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن العمركي بن علي، عن علي بن جعفر، عن
أخيه أبي الحسن (عليه السلام) قال: سألته عن جعل الآبق والضالة؟ قال: لا بأس به (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7242] 3 - الصدوق بإسناده إلى أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي (رضي الله عنه)، عن وهب بن
وهب، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليه السلام) قال: لا يأكل من الضالة إلا الضالون (2).
[7243] 4 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: جنبوا مساجدكم صبيانكم
ومجانينكم ورفع أصواتكم وشراءكم وبيعكم والضالة والحدود والأحكام (3).
[7244] 5 - الصدوق رفعه وقال: سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رجلا ينشد ضالة في المسجد، فقال:
قولوا له لا رد الله عليك ضالتك فإنها لغير هذا بنيت (4).
[7245] 6 - قال الصدوق: في رواية مسعدة بن زياد، عن الصادق جعفر بن محمد، عن
أبيه (عليهما السلام) ان عليا صلوات الله وسلامه عليه قال: إياكم واللقطة فإنها ضالة المؤمن
وهي حريق من حريق جهنم (5).
[7246] 7 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ضالة
المسلم حرق النار (6).
[7247] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الحكمة ضالة المؤمن فخذ الحكمة
ولو من أهل النفاق (7).
ومثلها في الكافي: 8 / 167 ح 186.



(1) الكافي: 6 / 201 ح 9.
(2) الفقيه: 3 / 291 ح 4047.
(3) الفقيه: 1 / 237 ح 715.
(4) الفقيه: 1 / 237 ح 714.
(5) الفقيه: 3 / 292 ح 4048.
(6) جامع الأحاديث: 95.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 80.
203
[7248] 9 - الطوسي بإسناده إلى الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن معاوية بن عمار، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سأل رجل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الشاة الضالة بالفلاة؟ فقال
للسائل: هي لك أو لأخيك أو للذئب، قال: وما أحب أن أمسها قال: وسئل عن
البعير الضال؟ فقال للسائل: ما لك وله خفه حذاؤه وكرشه سقاؤه خل عنه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7249] 10 - الطوسي بإسناده إلى الحسن بن محبوب، عن صفوان الجمال انه سمع
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من وجد ضالة فلم يعرفها ثم وجدت عنده فإنها لربها أو مثلها
من مال الذي كتمها (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت راجع الكافي: 5 / 137، والفقيه:
3 / 291، وتهذيب الأحكام: 6 / 388، وكتاب اللقطة من كتب الأخبار.



(1) تهذيب الأحكام: 6 / 394 ح 25.
(2) تهذيب الأحكام: 6 / 393 ح 20.
204
الضحك
[7250] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور،
عن حريز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كثرة الضحك تميت القلب وقال: كثرة الضحك
تميث الدين كما يميث الماء الملح (1).
الرواية صحيحة الإسناد. الموث: الدوف والإذابة.
[7251] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: ان من الجهل الضحك من غير عجب قال وكان يقول: لا تبدين عن
واضحة وقد عملت الأعمال الفاضحة ولا يأمن البيات من عمل السيئات (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7252] 3 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن أحمد بن
الحسن الميثمي، عن عنبسة العابد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كثرة الضحك
تذهب بماء الوجه (3).
[7253] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحجال،
عن داود بن فرقد، وعلي بن عقبة، وثعلبة رفعوه إلى أبي عبد الله وأبي جعفر أو
أحدهما (عليهما السلام) قال: كثرة المزاح تذهب بماء الوجه وكثرة الضحك تمج الإيمان مجا (4).
[7254] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن الحسن بن



(1) الكافي: 2 / 664 ح 6 و 7 و 11.
(2) الكافي: 2 / 664 ح 6 و 7 و 11.
(3) الكافي: 2 / 664 ح 6 و 7 و 11.
(4) الكافي: 2 / 665 ح 14.
205
الجهم، عن إبراهيم بن مهزم، عمن ذكره عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: كان يحيى
بن زكريا (عليه السلام) يبكي ولا يضحك وكان عيسى بن مريم (عليه السلام) يضحك ويبكي، وكان
الذي يصنع عيسى (عليه السلام) أفضل من الذي كان يصنع يحيى (عليه السلام) (1).
[7255] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن
خلاد، قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك الرجل يكون مع القوم
فيجري بينهم كلام يمزحون ويضحكون، فقال: لا بأس ما لم يكن فظننت انه عنى
الفحش ثم قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يأتيه الأعرابي فيهدي له الهدية ثم يقول
مكانه أعطنا ثمن هديتنا فيضحك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان إذا اغتم يقول: ما فعل
الأعرابي ليته أتانا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7256] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط،
عن الحسن بن كليب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ضحك المؤمن تبسم (3).
[7257] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان،
عن ميثم بن أشيم، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام): خرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات
يوم وهو مستبشر يضحك سرورا فقال له الناس أضحك الله سنك يا رسول الله وزادك
سرورا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): انه ليس من يوم ولا ليلة إلا ولي فيهما تحفة من الله ألا
وان ربي أتحفني في يومي هذا بتحفة لم يتحفني بمثلها فيما مضى، ان جبرئيل أتاني
فأقرأني من ربي السلام وقال يا محمد ان الله عز وجل اختاره من بني هاشم سبعة لم يخلق
مثلهم فيمن مضى ولا يخلق مثلهم فيمن بقي، أنت يا رسول الله سيد النبيين وعلي بن
أبي طالب وصيك سيد الوصيين والحسن والحسين سبطاك سيد الأسباط وحمزة عمك



(1) الكافي: 2 / 665 ح 20.
(2) الكافي: 2 / 663 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 664 ح 5.
206
سيد الشهداء وجعفر بن عمك الطيار في الجنة يطير مع الملائكة حيث يشاء ومنكم
القائم يصلي عيسى بن مريم خلفه إذا أهبط الله إلى الأرض من ذريته علي وفاطمة من
ولد الحسين (عليهم السلام) (1).
[7258] 9 - الكليني، عن جماعة، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد،
عن أخيه الحسن، عن زرعة، عن سماعة قال: سألته عن الضحك هل يقطع الصلاة؟
قال: أما التبسم فلا يقطع الصلاة وأما القهقهة فهي تقطع الصلاة (2).
الرواية موثقة سندا.
[7259] 10 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: كفارة الضحك أن يقول: اللهم لا
تمقتني (3).
أمقته: أي أبغضه.
[7260] 11 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي، بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الضحك
هلاك (4).
[7261] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف المتقين:... ان صمت لم
يغمه صمته وان ضحك لم يعل صوته... (5).
[7262] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... واسمعوا دعوة الموت آذانكم
قبل أن يدعى بكم، إن الزاهدين في الدنيا تبكي قلوبهم وإن ضحكوا ويشتد حزنهم
وإن فرحوا و... (6).



(1) الكافي: 8 / 49 ح 10.
(2) الكافي: 3 / 364 ح 1.
(3) الفقيه: 3 / 377 ح 4328.
(4) جامع الأحاديث: 95.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 193.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 113.
207
[7263] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فبينا هو يضحك إلى الدنيا
وتضحك إليه في ظل عيش غفول إذ وطئ الدهر به حسكه ونقضت الأيام
قواه... (1).
[7264] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته لنجله
الحسن (عليه السلام):... إياك أن تذكر من الكلام ما يكون مضحكا وإن حكيت ذلك عن
غيرك... (2).
[7265] 16 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كفى بالمرء جهلا أن يضحك من
غير عجب (3).
[7266] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كثرة ضحك الرجل تفسد
وقاره (4).
[7267] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كثرة الضحك توحش الجليس
وتشين الرئيس (5).
[7268] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من كثر ضحكه مات قلبه (6).
[7269] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من كثر ضحكه استرذل (7).
في هذا المجال إن شئت راجع الكافي: 2 / 663، والوافي: 5 / 631.



(1) نهج البلاغة: الخطبة 221.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(3) غرر الحكم: ح 7051.
(4) غرر الحكم: ح 7099.
(5) غرر الحكم: ح 7115.
(6) غرر الحكم: ح 7947.
(7) غرر الحكم: ح 7971.
208
الضد
[7270] 1 - الكليني، عن محمد بن أبي عبد الله رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: بينا
أمير المؤمنين (عليه السلام) يخطب على منبر الكوفة إذ قام إليه رجل يقال له ذعلب ذو لسان
بليغ في الخطب شجاع القلب فقال يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك؟ قال: ويلك
يا ذعلب ما كنت أعبد ربا لم أره فقال: يا أمير المؤمنين كيف رأيته؟ قال ويلك
يا ذعلب لم تره العيون بمشاهدة الأبصار ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان ويلك
يا ذعلب ان ربي لطيف اللطافة لا يوصف باللطف، عظيم العظمة لا يوصف بالعظم،
كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ، قبل كل شئ،
لا يقال شئ قبله، وبعد كل شئ لا يقال له بعد، شاء الأشياء لا بهمة، دراك
لا بخديعة في الأشياء كلها غير متمازج بها ولا بائن منها، ظاهر لا بتأويل المباشرة،
متجل لا باستهلال رؤية، ناء لا بمسافة، قريب لا بمداناة، لطيف لا بتجسم، موجود
لا بعد عدم، فاعل لا باضطرار، مقدر لا بحركة، مريد لا بهمامة، سميع لا بآلة، بصير
لا بأداة، لا تحويه الأماكن ولا تضمنه الأوقات ولا تحده الصفات ولا تأخذه السنات
سبق الأوقات كونه والعدم وجوده والابتداء أزله، بتشعيره المشاعر عرف ان لا
مشعر له وبتجهيره الجواهر عرف أن لا جوهر له وبمضادته بين الأشياء عرف أن
لا ضد له، وبمقارنته بين الأشياء عرف أن لا قرين له، ضاد النور بالظلمة واليبس
بالبلل والخشن باللين والصرد بالحرور، مؤلف بين متعادياتها ومفرق بين متدانياتها،
دالة بتفريقها على مفرقها وبتأليفها على مؤلفها وذلك قوله تعالى (ومن كل شئ

209
خلقنا زوجين لعلكم تذكرون) (1) ففرق بين قبل وبعد ليعلم أن لاقبل له ولا بعد له،
شاهدة بغرائزها أن لا غريزة لمغرزها، مخبرة بتوقيتها أن لا وقت لموقتها، حجب
بعضها عن بعض ليعلم أن لا حجاب بينه وبين خلقه، كان ربا إذ لا مربوب والها إذ لا
مألوه وعالما إذ لا معلوم وسميعا إذ لا مسموع (2).
[7271] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن علي بن محمد القاساني، عمن ذكره عن
عبد الله بن القاسم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أراد الله بعبد خيرا زهده في الدنيا
وفقهه في الدين وبصره عيوبها ومن اوتيهن فقد أوتي خير الدنيا والآخرة، وقال: لم
يطلب أحد الحق بباب أفضل من الزهد في الدنيا وهو ضد لما طلب أعداء الحق،
قلت: جعلت فداك مما ذا؟ قال: من الرغبة فيها وقال: الامن صبار كريم، فإنما هي
أيام قلائل ألا انه حرام عليكم أن تجدوا طعم الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا.
قال وسمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا تخلى المؤمن من الدنيا سما ووجد حلاوة
حب الله وكان عند أهل الدنيا كأنه قد خولط وإنما خالط القوم حلاوة حب الله فلم
يشتغلوا بغيره. قال وسمعته يقول: ان القلب إذا صفا ضاقت به الأرض حتى
يسمو (3).
[7272] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد،
عن سماعة بن مهران قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده جماعة من مواليه فجرى
ذكر العقل والجهل فقال أبو عبد الله (عليه السلام): اعرفوا العقل وجنده والجهل وجنده تهتدوا
قال سماعة فقلت: جعلت فداك لا نعرف إلا ما عرفتنا، فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
إن الله عز وجل خلق العقل وهو أول خلق من الروحانيين عن يمين العرش من نوره فقال له:



(1) سورة الذاريات: 49.
(2) الكافي: 1 / 138 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 130 ح 10.
210
أدبر فأدبر ثم قال له: أقبل فأقبل فقال الله تبارك وتعالى: خلقتك خلقا عظيما
وكرمتك على جميع خلقي، قال: ثم خلق الجهل من البحر الأجاج ظلمانيا فقال له أدبر
فأدبر ثم قال له أقبل فلم يقبل فقال له استكبرت فلعنه ثم جعل للعقل خمسة وسبعين
جندا فلما رأى الجهل ما أكرم الله به العقل وما أعطاه أضمر له العداوة، فقال الجهل:
يا رب هذا خلق مثلي خلقته وكرمته وقويته وأنا ضده ولا قوة لي به فأعطني من الجند
مثل ما أعطيته فقال: نعم فإن عصيت بعد ذلك أخرجتك وجندك من رحمتي قال: قد
رضيت، فأعطاه خمسة وسبعين جندا فكان مما أعطى العقل من الخمسة والسبعين
الجند: الخير وهو وزير العقل وجعل ضده الشر وهو وزير الجهل، والإيمان وضده
الكفر، والتصديق وضده الجحود، والرجاء وضده القنوط، والعدل وضده الجور،
والرضا وضده السخط، والشكر وضده الكفران، والطمع وضده اليأس، والتوكل
وضده الحرص، والرأفة وضدها القسوة، والرحمة وضدها الغضب، والعلم وضده
الجهل، والفهم وضده الحمق، والعفة وضدها التهتك، والزهد وضده الرغبة،
والرفق وضده الخرق، والرهبة وضده الجرأة، والتواضع وضده الكبر، والتؤدة
وضدها التسرع، والحلم وضدها السفه، والصمت وضده الهذر، والاستسلام
وضده الاستكبار، والتسليم وضده الشك، والصبر وضده الجزع، والصفح وضده
الانتقام، والغنى وضده الفقر، والتذكر وضده السهو، والحفظ وضده النسيان،
والتعطف وضده القطيعة، والقنوع وضده الحرص، والمؤاساة وضدها المنع، والمودة
وضدها العداوة، والوفاء وضده الغدر، والطاعة وضدها المعصية، والخضوع وضده
التطاول، والسلامة وضدها البلاء، والحب وضده البغض، والصدق وضده
الكذب، والحق وضده الباطل، والأمانة وضدها الخيانة، والاخلاص وضده
الشوب، والشهامة وضدها البلادة، والفهم وضده الغباوة، والمعرفة وضدها
الإنكار، والمداراة وضدها المكاشفة، وسلامة الغيب وضدها المماكرة، والكتمان

211
وضده الإفشاء، والصلاة وضدها الإضاعة، والصوم وضده الإفطار، والجهاد
وضده النكول، والحج وضده نبذ الميثاق، وصون الحديث وضده النميمة، وبر
الوالدين وضده العقوق، والحقيقة وضدها الرياء، والمعروف وضده المنكر، والستر
وضده التبرج، والتقية وضدها الإذاعة، والانصاف وضده الحمية، والتهيئة
وضدها البغي، والنظافة وضدها القذر، والحياء وضدها الجلع، والقصد وضده
العدوان، والراحة وضدها التعب، والسهولة وضدها الصعوبة، والبركة وضدها
المحق، والعافية وضدها البلاء، والقوام وضده المكاثرة، والحكمة وضدها الهواء،
والوقار وضده الخفة، والسعادة وضدها الشقاوة، والتوبة وضدها الإصرار،
والاستغفار وضده الاغترار، والمحافظة وضدها التهاون، والدعاء وضده
الاستنكاف، والنشاط وضده الكسل، والفرح وضده الحزن، والألفة وضدها
الفرقة، والسخاء وضده البخل، فلا تجتمع هذه الخصال كلها من أجناد العقل إلا في
نبي أو وصي نبي أو مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان، وأما سائر ذلك من موالينا فإن
أحدهم لا يخلوا من أن يكون فيه بعض هذه الجنود حتى يستكمل وينقى من جنود
الجهل فعند ذلك يكون في الدرجة العليا مع الأنبياء والأوصياء، وإنما يدرك ذلك
بمعرفة العقل وجنوده وبمجانبة الجهل وجنوده. وفقنا الله وإياكم لطاعته
ومرضاته (1).
[7273] 4 - قال الصدوق: حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري (رضي الله عنه)
بنيسابور في شعبان سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة
النيسابوري، عن الفضل بن شاذان قال سأل المأمون علي بن موسى الرضا (عليه السلام) أن
يكتب له محض الإسلام على الإيجاز والاختصار فكتب (عليه السلام): إن محض الإسلام



(1) الكافي: 1 / 20 ح 14.
212
شهادة أن لا اله إلا الله وحده لا شريك لك الها واحدا أحدا صمدا قيوما سمعيا بصيرا
قديرا قديما باقيا عالما لا يجهل قادرا لا يعجز غنيا لا يحتاج عدلا لا يجور وانه خالق
كل شئ وليس كمثله شئ لا شبه له ولا ضد له ولا كفو له وانه المقصود بالعبادة
والدعاء والرغبة والرهبة، الحديث (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[7274] 5 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الحسين بن علي صلوات الله عليهما انه قال: أيها
الناس اتقوا هؤلاء المارقة الذين يشبهون الله بأنفسهم يضاهؤون قول الذين كفروا من
أهل الكتاب بل هو الله ليس كمثله شئ وهو السميع البصير لا تدركه الابصار وهو
يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير استخلص الوحدانية والجبروت وأمضى المشية
والإرادة والقدرة والعلم بما هو كائن لا منازع له في شئ من أمره ولا كفو له يعادله ولا
ضد له ينازعه ولا سمي له يشابهه ولا مثل له يشاكله لا تتداوله الأمور ولا تجري عليه
الأحوال ولا تنزل عليه الأحداث ولا يقدر الواصفون كنه عظمته ولا يخطر على
القلوب مبلغ جبروته لأنه ليس له في الأشياء عديل ولا تدركه العلماء بالبابها ولا أهل
التفكير بتفكيرهم إلا بالتحقيق إيقانا بالغيب لأنه لا يوصف بشئ من صفات
المخلوقين وهو الواحد الصمد ما تصور في الأوهام فهو خلافه ليس برب من طرح
تحت البلاغ ومعبود من وجد في هواء أو غير هواء هو في الأشياء كائن كينونة محظور
بها عليه ومن الأشياء بائن لا بينونة غائب عنها ليس بقادر من قارنه ضد أو ساواه ند
ليس عن الدهر قدمه ولا بالناحية أممه احتجب عن العقول كما احتجب عن الأبصار
وعمن في السماء احتجابه عمن في الأرض قربه كرامته وبعده اهانته لا يحله في ولا
توقته إذ ولا تؤامره ان علوه من غير نوقل ومجيئه من غير تنقل يوجد المفقود ويفقد
الموجود ولا تجتمع لغيره الصفتان في وقت يصيب الفكر منه الإيمان به موجودا



(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 121 ح 1.
213
ووجود الإيمان لا وجود صفه به توصف الصفات لا بها يوصف وبه تعرف المعارف لا
بها يعرف فذلك الله لا سمي له سبحانه ليس كمثله شئ وهو السميع البصير (1).
[7275] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال من خطبة له (عليه السلام): الحمد لله الذي لم
تسبق له حال حالا فيكون أولا قبل أن يكون آخرا ويكون ظاهرا قبل أن يكون
باطنا كل مسمى بالوحدة غيره قليل وكل عزيز غيره ذليل وكل قوي غيره ضعيف
وكل مالك غيره مملوك وكل عالم غيره متعلم وكل قادر غيره يقدر ويعجز وكل سميع
غيره يصم عن لطيف الأصوات ويصمه كبيرها ويذهب عنه ما بعد منها وكل بصير
غيره يعمى عن خفي الألوان ولطيف الأجسام وكل ظاهر غيره غير باطن وكل باطن
غيره غير ظاهر لم يخلق ما خلقه لتشديد سلطان ولا تخوف من عواقب زمان ولا
استعانة على ند مثاور ولا شريك مكاثر ولا منافر ولكن خلائق مربوبون وعباد
داخرون لم يحلل في الأشياء فيقال هو فيها كائن ولم ينال عنها فيقال هو منها بائن لم يؤده
خلق ما ابتدأ ولا تدبير ما ذرأ ولا وقف به عجز عما خلق ولا ولجت عليه شبهة فيما
قضى وقدر بل قضاء متقن وعلم محكم وأمر مبرم المأمول مع النقم المرهوب مع
النعم (2).
[7276] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لقد علق بنياط هذا الإنسان بضعة
وهي أعجب ما فيه وذلك القلب وله مواد من الحكمة وأضداد من خلافها فإن سنح له
الرجا أذله الطمع وان أسعده الرضا نسي التحفظ وان غاله الخوف شغله الحذر وان
اتسع له الأمن استلبته الغرة وان جددت له النعمة أخذته العزة وان أصابته مصيبة
فضحه الجزع وان أفاد مالا أطغاه الغنى وان عضته الفاقة شغله البلاء وان جهده الجوع
قعد به الضعف وان أفرط به الشبع كظته البطنة فكل تقصير به مضر وكل افراط له



(1) تحف العقول: 244.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 65.
214
مفسد، وقال (عليه السلام) إن للقلوب شهوة وإقبالا وإدبارا فأتوها من قبل شهوتها وإقبالها
فإن القلب إذا أكره عمي، وقال (عليه السلام): إن القلوب تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف
الحكمة، وقال (عليه السلام): ألا وإن من البلاء الفاقة وأشد من الفاقة مرض البدن وأشد من
مرض البدن مرض القلب، ألا وان من النعم سعة المال وأفضل من سعة المال صحة
البدن وأفضل من صحة البدن تقوى القلب (1).
[7277] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته لنجله
الحسن (عليه السلام):... واعلم يا بني انه لو كان لربك شريك لأتتك رسله ولرأيت آثار ملكه
وسلطانه ولعرفت صفته وفعاله ولكنه اله واحد كما وصف نفسه لا يضاده في ملكه
أحد ولا يزول أبدا ولم يزل أول قبل الأشياء بلا أولية وآخر بعد الأشياء بلا نهاية
عظم عن أن يثبت لربوبيته بإحاطة قلب أو بصر فإذا عرفت ذلك فافعل كما ينبغي
لمثلك في صغر خطره وقلة مقدرته وعظيم حاجته إلى ربه في طلب طاعته والخشية
من عقوبته والشفقة من سخطه فإنه لم يأمرك إلا بحسن ولم ينهك إلا عن قبيح... (2).
[7278] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من قارن ضده كشف عيبه
وعذب قلبه (3).
[7279] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كل شئ ينفر من ضده (4).



(1) نهج البلاغة: الحكمة 108.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(3) غرر الحكم: ح 8517.
(4) غرر الحكم: ح 6864.
215
الضرب
[7280] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي نصر، عن جميل، عن محمد بن
مسلم قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الملاعن والملاعنة كيف يصنعان؟ قال: يجلس
الإمام مستدبر القبلة فيقيمهما بين يديه مستقبلا القبلة بحذائه ويبدء بالرجل ثم المرأة
والتي يجب عليها الرجم ترجم من ورائها ولا يرجم من وجهها لأن الضرب والرجم
لا يصيبان الوجه يضربان على الجسد على الأعضاء كلها (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7281] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
علي بن عقبة، عن أبي كهمس قال قال رجل لعبد الله بن الحسن: علمني شيئا في
الرزق، فقال: الزم مصلاك إذا صليت الفجر إلى طلوع الشمس فإنه أنجع في طلب
الرزق من الضرب في الأرض فأخبرت بذلك أبا عبد الله (عليه السلام) فقال: ألا أعلمك في
الرزق ما هو أنفع من ذلك؟ قال قلت: بلى قال: خذ من شاربك وأضفارك كل
جمعة (2).
[7282] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ضرب المسلم يده على فخذه عند
المصيبة إحباط لأجره (3).



(1) الكافي: 6 / 165 ح 10.
(2) الكافي: 6 / 491 ح 11.
(3) الكافي: 3 / 224 ح 4.
216
الرواية معتبرة الإسناد.
[7283] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية قال سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم) (1) قال: كل ظلم
إلحاد وضرب الخادم في غير ذنب من ذلك الإلحاد (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7284] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن إسحاق بن جرير قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن شيطانا يقال له
القفندر إذا ضرب في منزل رجل أربعين يوما بالبربط ودخل عليه الرجال وضع ذلك
الشيطان كل عضو منه على مثله من صاحب البيت ثم نفخ فيه نفخة فلا يغار بعدها
حتى تؤتى نساؤه فلا يغار (3).
الرواية موثقة سندا.
[7285] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أبي داود المسترق
قال حدثني بعض أصحابنا قال: مررت مع أبي عبد الله (عليه السلام) بالمدينة في يوم بارد وإذا
رجل يضرب بالسوط فقال أبو عبد الله (عليه السلام): سبحان الله في مثل هذا الوقت يضرب
قلت له: وللضرب حد؟ قال: نعم إذا كان في البرد ضرب في حر النهار وإذا كان في
الحر ضرب في برد النهار (4).
[7286] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
أبي أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من شهر السلاح في مصر
من الأمصار فعقر اقتص منه ونفي من تلك البلدة ومن شهر السلاح في غير الأمصار



(1) سورة الحج: 24.
(2) الكافي: 4 / 227 ح 2.
(3) الكافي: 6 / 433 ح 14.
(4) الكافي: 7 / 217 ح 1.
217
وضرب وعقر وأخذ المال ولم يقتل فهو محارب فجزاؤه جزاء المحارب وأمره إلى
الإمام إن شاء قتله وإن شاء صلبه وإن شاء قطع يده ورجله قال وإن ضرب وقتل
وأخذ المال فعلى الإمام أن يقطع يده اليمنى بالسرقة ثم يدفعه إلى أولياء المقتول
فيتبعونه بالمال ثم يقتلونه قال فقال أبو عبيدة: أصلحك الله أرأيت إن عفى عنه أولياء
المقتول؟ قال فقال أبو جعفر (عليه السلام): إن عفوا عنه فإن على الإمام أن يقتله لأنه قد
حارب وقتل وسرق قال فقال أبو عبيدة: أرأيت إن أراد أولياء المقتول أن يأخذوا
منه الدية ويدعونه ألهم ذلك؟ قال فقال: لا عليه القتل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7287] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أعتا الناس على الله عز وجل
من قتل غير قاتله ومن ضرب من لم يضربه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7288] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى بعض عماله: أما بعد فاني كنت
أشركتك في أمانتي وجعلتك شعاري وبطانتي ولم يكن في أهلي رجل أوثق منك في
نفسي لمواساتي وموازرتي وأداء الأمانة إلي فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب
والعدو قد حرب وأمانة الناس قد خزيت وهذه الامة قد فتكت وشغرت قلبت لابن
عمك ظهر المجن ففارقته مع المفارقين وخذلته مع الخاذلين وخنته مع الخائنين فلا ابن
عمك آسيت ولا الأمانة أديت وكأنك لم تكن الله تريد بجهادك وكأنك لم تكن على بينة
من ربك وكأنك إنما كنت تكيد هذه الامة عن دنياهم وتنوي غرتهم عن فيئهم فلما
أمكنتك الشدة في خيانة الامة أسرعت الكره وعاجلت الوثبة واختطفت ما قدرت
عليه من أموالهم المصونة لأراملهم وأيتامهم اختطاف الذئب الأزل دامية المعزى



(1) الكافي: 7 / 248 ح 12.
(2) الكافي: 7 / 274 ح 2.
218
الكسيرة فحملته إلى الحجاز رحيب الصدر بحمله غير متأثم من أخذه كأنك لا أبا
لغيرك حدرت إلى أهلك تراثك من أبيك وأمك فسبحان الله أما تؤمن بالمعاد أوما
تخاف نقاش الحساب أيها المعدود كان عندنا من أولي الألباب كيف تسيغ شرابا
وطعاما وأنت تعلم إنك تأكل حراما وتشرب حراما وتبتاع الإماء وتنكح النساء من
أموال اليتامى والمساكين والمؤمنين والمجاهدين الذين أفاء الله عليهم هذه الأموال
وأحرز بهم هذه البلاد فاتق الله واردد إلى هؤلاء القوم أموالهم فإنك إن لم تفعل ثم
أمكنني الله منك لأعذرن إلى الله فيك ولأضربنك بسيفي الذي ما ضربت به أحدا إلا
دخل النار ووالله لو ان الحسن والحسين فعلا مثل الذي فعلت ما كانت لهما عندي
هوادة ولا ظفرا مني بإرادة حتى آخذ الحق منهما وأزيح الباطل عن مظلمتهما وأقسم
بالله رب العالمين ما يسرني ان ما أخذته من أموالهم حلال لي أتركه ميراثا لمن بعدي
فضح رويدا فكأنك قد بلغت المدى ودفنت تحت الثرى وعرضت عليك أعمالك
بالمحل الذي ينادى الظالم فيه بالحسرة ويتمنى المضيع فيه الرجعة ولات حين
مناص (1).
[7289] 10 - الطوسي بإسناده إلى الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن أبان، عن شهاب
ابن عبد ربه وعبد الله بن سنان كليهما عن الوليد بن صبيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
التعقيب أبلغ في طلب الرزق من الضرب في البلاد، يعني بالتعقيب الدعاء بعقب
الصلاة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال متعددة مبثوثة في كتب الأخبار.



(1) نهج البلاغة: الكتاب 41.
(2) تهذيب الأحكام: 2 / 104 ح 159.
219
الضرر
[7290] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني،
عن القاسم بن محمد، عن سليمان المنقري، عن فضيل بن عياض قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن أشياء من المكاسب فنهاني عنها فقال: يا فضيل والله لضرر هؤلاء
على هذه الامة أشد من ضرر الترك والديلم قال: وسألته عن الورع من الناس؟
قال: الذي يتورع عن محارم الله عز وجل ويجتنب هؤلاء وإذا لم يتق الشبهات وقع في
الحرام وهو لا يعرفه وإذا رأى المنكر فلم ينكره وهو يقدر عليه فقد أحب أن يعصى الله عز وجل
ومن أحب أن يعصى الله فقد بارز الله عز وجل بالعداوة ومن أحب بقاء الظالمين فقد
أحب أن يعصى الله ان الله تعالى حمد نفسه على هلاك الظالمين فقال (فقطع دابر
القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) (1).
[7291] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
عبد الله بن يحيى، الكاهلي، قال قيل لأبي عبد الله (عليه السلام): انا ندخل على أخ لنا في بيت
أيتام ومعهم خادم لهم فنقعد على بساطهم ونشرب من مائهم ويخدمنا خادمهم وربما
طعمنا فيه الطعام من عند صاحبنا وفيه من طعامهم فما ترى في ذلك؟ فقال: إن كان في
دخولكم عليهم منفعة لهم فلا بأس وإن كان فيه ضرر فلا، وقال (عليه السلام): (بل الإنسان
على نفسه بصيرة) فأنتم لا يخفى عليكم وقد قال الله عز وجل (وان تخالطوهم
فإخوانكم في الدين والله يعلم المفسد من المصلح) (2).



(1) الكافي: 5 / 108 ح 11.
(2) الكافي: 5 / 129 ح 4.
220
الرواية صحيحة الإسناد.
[7292] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
عبد الله بن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن سمرة بن جندب كان له
عذق في حائط لرجل من الأنصار وكان منزل الأنصاري بباب البستان وكان يمر به
إلى نخلته ولا يستأذن فكلمه الأنصاري أن يستأذن إذا جاء فأبى سمرة فلما تأبى جاء
الأنصاري إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فشكا إليه وخبره الخبر فأرسل إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وخبره بقول الأنصاري وما شكا وقال: إن أردت الدخول فاستأذن، فأبى فلما أبى
ساومه حتى بلغ به من الثمن ما شاء الله فأبى أن يبيع فقال: لك بها عذق يمد لك في
الجنة، فأبى أن يقبل فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للأنصاري: اذهب فاقلعها وارم بها إليه
فإنه لا ضرر ولا ضرار (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7293] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عبد الله بن
هلال، عن عقبة بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قضى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين أهل
المدينة في مشارب النخل انه لا يمنع نفع الشئ وقضى (صلى الله عليه وآله وسلم) بين أهل البادية انه لا يمنع
فضل ماء ليمنع به فضلا كلاء وقال: لا ضرر ولا ضرار (2).
[7294] 5 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
بعض أصحابنا، عن عبد الله بن مسكان، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن
سمرة بن جندب كان له عذق وكان طريقه إليه في جوف منزل رجل من الأنصار فكان
يجيئ ويدخل إلى عذقه بغير اذن من الأنصاري فقال له الأنصاري: يا سمرة لا تزال
تفاجئنا على حال لا نحب أن تفاجئنا عليها فإذا دخلت فاستأذن، فقال: لا أستأذن



(1) الكافي: 5 / 292 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 293 ح 6.
221
في طريق وهو طريقي إلى عذقي، قال فشكا الأنصاري إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأرسل
إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأتاه فقال له: ان فلانا قد شكاك وزعم انك تمر عليه وعلى أهله
بغير اذنه فاستأذن عليه إذا أردت أن تدخل فقال: يا رسول الله استأذن في طريقي إلى
عذقي؟ فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خل عنه ولك مكانه عذق في مكان كذا وكذا،
فقال: لا، قال: فلك اثنان، قال: لا أريد، فلم يزل يزيده حتى بلغ عشرة أعذاق
فقال: لا قال: فلك عشرة في مكان كذا وكذا فأبى، فقال: خل عنه ولك مكانه عذق
في الجنة قال: لا أريد فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنك رجل مضار ولا ضرر ولا ضرار
على مؤمن قال ثم أمر بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلعت ثم رمي بها إليه وقال له
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): انطلق فاغرسها حيث شئت (1).
[7295] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن إسحاق
ابن عمار، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أربعة لا يدخل عليهم ضرر في
الميراث: الوالدان والزوج والمرأة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7296] 7 - الكليني، عن علي، عن محمد بن سنان، عن العلاء بن الفضيل قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): إذا أراد رجل أن يضرب رجلا ظلما فاتقاه الرجل أو دفعه عن نفسه
فأصابه ضرر فلا شئ عليه (3).
[7297] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
يحيى بن عبد الله بن الحسن، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: لا يجوز الطلاق
في استكراه ولا يجوز عتق في استكراه ولا يجوز يمين في قطيعة رحم ولا في شئ من



(1) الكافي: 5 / 294 ح 8.
(2) الكافي: 7 / 82 ح 3.
(3) الكافي: 7 / 291 ح 4.
222
معصية الله فمن حلف أو حلف في شئ من هذا وفعله فلا شئ عليه قال: وإنما الطلاق
ما أريد به الطلاق من غير استكراه ولا إضرار على العدة والسنة على طهر بغير جماع
وشاهدين فمن خالف هذا فليس طلاقه ولا يمينه بشئ يرد إلى كتاب الله عز وجل (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7298] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده إلى الأشتر
النخعي:... واعلم - مع ذلك - إن في كثير منهم (أي من التجار وذوي الصناعات)
ضيقا فاحشا وشحا قبيحا واحتكارا للمنافع وتحكما في البياعات وذلك باب مضرة
للعامة وعيب على الولاة فامنع من الاحتكار فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منع منه وليكن
البيع بيعا سمحا بموازين عدل وأسعار لا تجحف بالفريقين من البائع والمبتاع فمن قارف
حكرة بعد نهيك إياه فنكل به وعاقبه في غير إسراف... (2).
ان لهذا العهد سند معتبر.
[7299] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا يترك الناس شيئا من أمر
دينهم لاستصلاح دنياهم إلا فتح الله عليهم ما هو أضر منه (3).



(1) الكافي: 6 / 127 ح 4.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 106.
223
الضرورة
[7300] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد
جميعا، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: سألته عن رجل أجنب في السفر ولم يجد إلا الثلج أو ماءا جامدا، فقال: هو
بمنزلة الضرورة يتيمم ولا أرى أن يعود إلى هذه الأرض التي توبق دينه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7301] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن ربعي، عن
زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: التقية في كل ضرورة وصاحبها أعلم بها حين تنزل
به (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7302] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن عمرو، عن
أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل يجتمع عنده من الزكاة
الخمسمائة والستمائة يشتري بها نسمة ويعتقها؟ فقال: إذا يظلم قوما آخرين حقوقهم
ثم مكث مليا ثم قال: إلا أن يكون عبدا مسلما في ضرورة فيشتريه ويعتقه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 3 / 67 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 219 ح 13.
(3) الكافي: 3 / 557 ح 2.
224
[7303] 4 - الصدوق، عن الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن الريان قال دخلت على
علي بن موسى الرضا (عليه السلام) فقلت له: يا ابن رسول الله ان الناس يقولون إنك قبلت
ولاية العهد مع إظهارك الزهد في الدنيا؟ فقال (عليه السلام): قد علم الله كراهتي لذلك فلما
خيرت بين قبول ذلك وبين القتل اخترت القبول على القتل ويحهم أما علموا ان
يوسف (عليه السلام) كان نبيا رسولا فلما دفعته الضرورة إلى تولي خزائن العزيز قال له:
(اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) ودفعتني الضرورة إلى قبول ذلك
على إكراه وإجبار بعد الإشراف على الهلاك على إني ما دخلت في هذا الأمر إلا دخول
خارج منه فإلى الله المشتكى وهو المستعان (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7304] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى زياد بن أبيه: فدع الإسراف
مقتصدا واذكر في اليوم غدا وامسك من المال بقدر ضرورتك وقدم الفضل ليوم
حاجتك... (2).
[7305] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وإنما ينظر المؤمن إلى الدنيا
بعين الاعتبار ويقتات منها ببطن الاضطرار و... (3).
[7306] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: يأتي على الناس زمان عضوض
يعض الموسر فيه على ما في يديه ولم يؤمر بذلك قال الله سبحانه: (ولا تنسوا
الفضل بينكم) تنهد فيه الأشرار وتستذل الأخيار ويبايع المضطرون وقد نهى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن بيع المضطرين (4).



(1) أمالي الصدوق: المجلس السابع عشر ح 3 / 130 الرقم 118، وعيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 139
ح 2.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 21.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 367.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 468.
225
[7307] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ضرورات الأحوال تذل رقاب
الرجال (1).
[7308] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ضرورات الأحوال تحمل على
ركوب الأهوال (2).
[7309] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تحرم المضطر وإن أسرف (3).
الروايات في هذا المجال متعددة مبثوثة في كتب الأخبار، فإن شئت راجعها،
والحمد لله رب العالمين.



(1) غرر الحكم: ح 5892.
(2) غرر الحكم: ح 5893.
(3) غرر الحكم: ح 10427.
226
الضعف
[7310] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحكم، عن
حسان، عن زيد الشحام قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): خذ لنفسك من نفسك خذ منها في
الصحة قبل السقم وفي القوة قبل الضعف وفي الحياة قبل الممات (1).
[7311] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أبي عبد الله الجاموراني، عن الحسن بن
علي بن أبي حمزة، عن صندل، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد قال سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إياكم ومشاورة النساء فإن فيهن الضعف والوهن والعجز (2).
[7312] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن
عيسى، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن درست، عن عبد الله بن سنان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شكا نبي من الأنبياء إلى الله عز وجل الضعف فقيل له: أطبخ اللحم
باللبن فإنهما يشدان الجسم، قال فقلت: هي المضيرة؟ قال: لا ولكن اللحم باللبن
الحليب (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7313] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد
ابن عيسى، عن الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عبد الله بن سنان، عن



(1) الكافي: 2 / 455 ح 11.
(2) الكافي: 5 / 517 ح 8.
(3) الكافي: 6 / 316 ح 4.
227
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان نبيا من الأنبياء شكا إلى الله عز وجل الضعف وقلة الجماع فأمره
بأكل الهريسة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7314] 5 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار وغيره، عن أحمد بن أبي عبد الله،
عن أبيه، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن أبي الحسن الأصبهاني قال: كنت عند
أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له رجل وأنا أسمع: جعلت فداك اني أجد الضعف في بدني، فقال
له: عليك باللبن فإنه ينبت اللحم ويشد العظم (2).
[7315] 6 - الكليني، عن أحمد بن محمد بن أحمد الكوفي وهو العاصمي، عن عبد الواحد
ابن الصواف، عن محمد بن إسماعيل الهمداني، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: كان
أمير المؤمنين (عليه السلام) يوصي أصحابه ويقول: أوصيكم بتقوى الله فإنها غبطة الطالب
الراجي وثقة الهارب اللاجي واستشعروا التقوى شعارا باطنا واذكروا الله ذكرا
خالصا تحيوا به أفضل الحياة وتسلكوا به طريق النجاة انظروا في الدنيا نظر الزاهد
المفارق لها فإنها تزيل الثاوي الساكن وتفجع المترف الآمن لا يرجى منها ما تولى
فأدبر ولا يدرى ما هو آت منها فينتظر وصل البلاء منها بالرخاء والبقاء منها إلى
الفناء فسرورها مشوب بالحزن والبقاء فيها إلى الضعف والوهن فهي كروضة اعتم
مرعاها وأعجبت من يراها عذب شربها طيب تربها تمج عروقها الثرى وتنطف
فروعها الندى حتى إذا بلغ العشب أبانه واستوى بنانه هاجت ريح تحت الورق وتفرق
ما اتسق فأصبحت كما قال الله: (هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شئ
مقتدرا) (3) انظروا في الدنيا في كثرة ما يعجبكم وقلة ما ينفعكم (4).



(1) الكافي: 6 / 319 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 336 ح 7.
(3) سورة الكهف: 46.
(4) الكافي: 8 / 17 ح 3.
228
[7316] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن موسى بن إبراهيم المحاربي، عن
الحسن بن موسى، عن موسى بن عبد الله، عن ميمون بن علي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): اعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله (1).
[7317] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن
يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إذا ضعف المسلم فليأكل اللحم باللبن (2).
[7318] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن غير واحد، عن محمد بن عيسى، عن محمد
بن عمرو بن إبراهيم قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) وشكوت إليه ضعف معدتي، فقال:
اشرب الحزاء بالماء البارد ففعلت فوجدت منه ما أحب (3).
[7319] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
الحسين بن أبي العلاء قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الحجامة للصائم، قال: نعم إذا
لم يخف ضعفا (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7320] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمن ذكره عن
أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل (انا نراك من المحسنين) قال: كان يوسع المجلس
ويستقرض للمحتاج ويعين الضعيف (5).
[7321] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
جندب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الحج جهاد الضعيف ثم



(1) الكافي: 1 / 27 ح 31.
(2) الكافي: 6 / 316 ح 2.
(3) الكافي: 8 / 191 ح 220.
(4) الكافي: 4 / 109 ح 2.
(5) الكافي: 2 / 637 ح 3.
229
وضع أبو عبد الله (عليه السلام) يده في صدر نفسه وقال: نحن الضعفاء ونحن الضعفاء (1).
[7322] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عونك الضعيف من أفضل الصدقة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7323] 14 - الكليني، عن علي، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ان الله عز وجل ليبغض المؤمن الضعيف الذي
لا دين له فقيل له: وما المؤمن الذي لا دين له؟ قال: الذي لا ينهى عن المنكر (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[7324] 15 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن
جده الحسن بن راشد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أكل
السفرجل قوة للقلب الضعيف ويطيب المعدة ويذكي الفؤاد ويشجع الجبان (4).
[7325] 16 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عن محمد بن عمرو، عن سليمان الرحال، عن عبد الله بن أبي يعفور قال: مر بي
أبو عبد الله (عليه السلام) وأنا أمشي عرض ناقتي فقال: ما لك لا تركب؟ فقلت: ضعفت ناقتي
فأردت أن أخفف عنها فقال: رحمك الله اركب فإن الله يحمل عن الضعيف
والقوي (5).
[7326] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... الذليل عندي عزيز حتى
آخذ الحق له، والقوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه... (6).



(1) الكافي: 4 / 259 ح 28.
(2) الكافي: 5 / 55 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 59 ح 15.
(4) الكافي: 6 / 357 ح 1.
(5) الكافي: 6 / 542 ح 5.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 37.
230
[7327] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته لنجله
الحسن (عليه السلام):... وظلم الضعيف أفحش الظلم... (1).
[7328] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى عثمان بن حنيف
الأنصاري:... ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصيه...
وكأني بقائلكم يقول: إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد به الضعف عن قتال
الأقران ومنازلة الشجعان، ألا وان الشجرة البرية أصلب عودا والرواتع الخضرة
أرق جلودا والنابتات العذبة أقوى وقودا وأبطأ خمودا... (2).
[7329] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده إلى الأشتر
النخعي:... واجعل لذوي الحاجات منك قسما تفرغ لهم فيه شخصك وتجلس لهم
مجلسا عاما فتتواضع فيه لله الذي خلقك وتقعد عنهم جندك وأعوانك من أحراسك
وشرطك حتى يكلمك متكلمهم غير متتعتع فاني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول في غير
موطن: لن تقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متتعتع... (3).
ان لهذا العهد سند معتبر.
والروايات في هذا المجال متعددة مبثوثة في كتب الأخبار فراجعها إن شئت.



(1) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 45.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 53.
231
الضلال
[7330] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب،
عن عبد الله بن غالب، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال: لما نزلت هذه الآية
(يوم ندعو كل أناس بامامهم) قال المسلمون: يا رسول الله ألست إمام الناس
كلهم أجمعين؟ قال فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا رسول الله إلى الناس أجمعين ولكن
سيكون من بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون
ويظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم فمن والاهم واتبعهم وصدقهم فهو مني ومعي
وسيلقاني ألا ومن ظلمهم وكذبهم فليس مني ولا معي وأنا منه برئ (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7331] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى،
عن العلاء، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: كل من دان الله بعبادة
يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول وهو ضال متحير والله شانئ
لأعماله ومثله كمثل شاة ضلت عن راعيها وقطيعها فهجمت ذاهبة وجائية يومها فلما
جنها الليل بصرت بقطيع مع غير راعيها فحنت إليها واغترت بها فباتت معها في
ربضتها فلما أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها وقطيعها فهجمت متحيرة تطلب
راعيها وقطيعها فبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها واغترت بها فصاح بها الراعي
الحقي براعيك وقطيعك فإنك تائهة متحيرة عن راعيك وقطيعك فهجمت ذعرة



(1) الكافي: 1 / 215 ح 1.
232
متحيرة نادرة لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها فبينا هي كذلك إذ اغتنم الذئب
ضيعتها فأكلها وكذلك والله يا محمد من أصبح من هذه الامة لا إمام له من الله جل وعز
ظاهرا عادلا أصبح ضالا تائها وإن مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق واعلم
يا محمد ان أئمة الجور واتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا وأضلوا فأعمالهم التي
يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شئ ذلك
هو الضلال البعيد (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7332] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن
بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفري، عن أبي جعفر (عليه السلام) وعن
عقبة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ان الله خلق الخلق فخلق ما أحب مما أحب وكان ما
أحب أن خلقه من طينة الجنة وخلق ما أبغض مما أبغض وكان ما أبغض أن خلقه من
طينة النار ثم بعثهم في الضلال فقلت: وأي شئ الضلال؟ قال: ألم تر إلى ظلك في
الشمس شئ وليس بشئ ثم بعث الله فيهم النبيين يدعونهم إلى الإقرار بالله وهو
قوله (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله) (2) ثم دعاهم إلى الإقرار بالنبيين فأقر
بعضهم وأنكر بعضهم ثم دعاهم إلى ولايتنا فأقر بها والله من أحب وأنكرها من أبغض
وهو قوله (فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل) (3) ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): كان
التكذيب ثم (4).
[7333] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن عبيد، عن
يونس، عن حماد، عن حمزة بن الطيار قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): الناس على ست



(1) الكافي: 1 / 374 ح 2.
(2) سورة الزخرف: 87.
(3) سورة يونس: 75.
(4) الكافي: 1 / 436 ح 2.
233
فرق يؤولون كلهم إلى ثلاث فرق: الإيمان والكفر والضلال وهم أهل الوعدين الذين
وعدهم الله الجنة والنار المؤمنون والكافرون والمستضعفون والمرجون لأمر الله إما
يعذبهم وأما يتوب عليهم والمعترفون بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا وأهل
الأعراف (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7334] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن زرارة قال: دخلت أنا وحمران أو أنا وبكير على أبي جعفر (عليه السلام) قال قلت
له: انا نمد المطمار، قال: وما المطمار؟ قلت: التر فمن وافقنا من علوي أو غيره توليناه
ومن خالفنا من علوي أو غيره برئنا منه، فقال لي: يا زرارة قول الله أصدق من قولك
فأين الذين قال الله عز وجل (إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان
لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا) أين المرجون لأمر الله أين الذين خلطوا
عملا صالحا وآخر سيئا أين أصحاب الأعراف أين المؤلفة قلوبهم، وزاد حماد في
الحديث قال فارتفع صوت أبي جعفر (عليه السلام) وصوتي حتى كان يسمعه من على باب
الدار، وزاد فيه جميل عن زرارة فلما كثر الكلام بيني وبينه قال لي: يا زرارة حقا على
الله أن لا يدخل الضلال الجنة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7335] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل قال:
كان الطيار يقول لي إبليس ليس من الملائكة وإنما أمرت الملائكة بالسجود لآدم (عليه السلام)
قال إبليس لا أسجد فما لإبليس يعصى حين لم يسجد وليس هو من الملائكة؟ قال:
فدخلت أنا وهو على أبي عبد الله (عليه السلام) قال: فأحسن والله في المسألة فقال: جعلت



(1) الكافي: 2 / 381 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 382 ح 3.
234
فداك أرأيت ما ندب الله عز وجل إليه المؤمنين من قوله (يا أيها الذين آمنوا) ادخل في
ذلك المنافقون معهم؟ قال: نعم والضلال وكل من أقر بالدعوة الظاهرة وكان إبليس
ممن أقر بالدعوة الظاهرة معهم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7336] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث أخافهن على أمتي من بعدي
الضلالة بعد المعرفة ومضلات الفتن وشهوة البطن والفرج (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7337] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته إلى نجله
الحسن (عليه السلام):... وامسك عن طريق إذا خفت ضلالته فإن الكف عند حيرة الضلال
خير من ركوب الأهوال... (3).
[7338] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أهلك شئ استدامة الضلال (4).
[7339] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ضلال الدليل هلاك
المستدل (5).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 2 / 401 باب الضلال،
وبحار الأنوار: 69 / 178 فرق أهل الضلال، والحمد لله على كل حال.



(1) الكافي: 2 / 412 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 79 ح 6.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(4) غرر الحكم: ح 3287.
(5) غرر الحكم: ح 5900.
235
الضمان
[7340] 1 - الكليني، عن العدة، عن ابن أبي نجران، عن مثنى الحناط، عن زرارة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال قلت له: رجل حفر بئرا في غير ملكه فمر عليها رجل فوقع فيها،
قال فقال: عليه الضمان لأن كل من حفر في غير ملكه كان عليه الضمان (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7341] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن
عمر، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: من كسا مؤمنا كساه الله من
الثياب الخضر، وقال في حديث آخر: لا يزال في ضمان الله ما دام عليه سلك (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7342] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب
الخزاز، عن أبي حمزة قال: رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) يحرك شفتيه حين أراد أن يخرج وهو
قائم على الباب فقلت: إني رأيتك تحرك شفتيك حين خرجت فهل قلت شيئا؟ قال:
نعم إن الإنسان إذا خرج من منزله قال حين يريد أن يخرج: «الله أكبر، الله أكبر،
ثلاثا بالله أخرج وبالله أدخل وعلى الله أتوكل، ثلاث مرات، اللهم افتح لي في وجهي
هذا بخير واختم لي بخير وقني شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ان ربي على صراط
مستقيم» لم يزل في ضمان الله عز وجل حتى يرده الله إلى المكان الذي كان فيه.



(1) الكافي: 7 / 350 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 205 ح 4.
236
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبي أيوب،
عن أبي حمزة مثله (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7343] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن زرارة، عن محمد بن مسلم قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): رجل بعث بزكاة ماله
لتقسم فضاعت هل عليه ضمانها حتى تقسم؟ فقال: إذا وجد لها موضعا فلم يدفعها
فهو لها ضامن حتى يدفعها وإن لم يجد لها من يدفعها إليه فبعث بها إلى أهلها فليس
عليه ضمان لأنها قد خرجت من يده وكذلك الوصي الذي يوصى إليه يكون ضامنا لما
دفع إليه إذا وجد ربه الذي أمر بدفعه إليه فإن لم يجد فليس عليه ضمان (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7344] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن أبي
حمزة، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ضمان الحاج والمعتمر على الله إن
أبقاه بلغه أهله وان أماته أدخله الجنة (3).
[7345] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن إسماعيل، عن علي بن الحكم، عن
جعفر بن عمران، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الحج والعمرة سوقان من
أسواق الآخرة اللازم لهما في ضمان الله إن أبقاه أداه إلى عياله وإن أماته أدخله الجنة (4).
[7346] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن
زكريا المؤمن، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
الحاج والمعتمر في ضمان الله فإن مات متوجها غفر الله له ذنوبه وإن مات محرما بعثه الله



(1) الكافي: 2 / 540 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 553 ح 1.
(3) الكافي: 4 / 253 ح 3.
(4) الكافي: 4 / 255 ح 13.
237
ملبيا وإن مات بأحد الحرمين بعثه الله من الآمنين وإن مات منصرفا غفر الله له جميع
ذنوبه (1).
[7347] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: صاحب الوديعة والبضاعة مؤتمنان وقال: إذا
هلكت العارية عند المستعير لم يضمنه إلا أن يكون قد اشترط عليه، وقال في حديث
آخر: إذا كان مسلما عدلا فليس عليه ضمان (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7348] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
خالد بن جرير، عن أبي الربيع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من ائتمن
شارب الخمر على أمانة بعد علمه فيه فليس له على الله ضمان ولا أجر له ولا خلف (3).
[7349] 10 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن خالد بن جرير، عن
أبي الربيع الشامي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من شرب الخمر
بعد ما حرمها الله عز وجل على لساني فليس بأهل أن يزوج إذا خطب ولا يشفع إذا شفع
ولا يصدق إذا حدث ولا يؤتمن على أمانة فمن ائتمنه بعد علمه فيه فليس للذي ائتمنه
على الله عز وجل ضمان ولا له أجر ولا خلف (4).
[7350] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قضى أمير المؤمنين (عليه السلام) في رجل دخل دار قوم بغير إذنهم فعقره
كلبهم، قال: لا ضمان عليهم وإن دخل بإذنهم ضمنوا (5).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 4 / 256 ح 18.
(2) الكافي: 5 / 238 ح 1.
(3) الكافي: 5 / 300 ح 3.
(4) الكافي: 6 / 396 ح 2.
(5) الكافي: 7 / 353 ح 14.
238
[7351] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبي
الخزرج، عن مصعب بن سلام التميمي، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عليهما السلام): إن ثورا قتل
حمارا على عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فرفع ذلك إليه وهو في أناس من أصحابه فيهم أبو بكر
وعمر فقال: يا أبا بكر اقض بينهم، فقال: يا رسول الله بهيمة قتلت بهيمة ما عليها
شئ فقال: يا عمر اقض بينهما، فقال: مثل قول أبي بكر، فقال: يا علي اقض بينهم
فقال: نعم يا رسول الله إن كان الثور دخل على الحمار في مستراحه ضمن أصحاب
الثور وإن كان الحمار دخل على الثور في مستراحه فلا ضمان عليهما، قال فرفع
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يده إلى السماء فقال: الحمد لله الذي جعل مني من يقضي بقضاء
النبيين (1).
[7352] 13 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عبد الرحمن بن
أبي نجران، عن صباح الحذاء، عن رجل، عن سعد بن طريف الإسكاف، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: أتى رجل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: ان ثور فلان قتل حماري فقال
له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ائت أبا بكر فسله فأتاه فسأله فقال: ليس على البهام قود فرجع إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبره بمقالة أبي بكر، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ائت عمر فسله فأتاه فسأله
فقال له مثل مقالة أبي بكر فرجع إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبره فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ائت
عليا (عليه السلام) فسله فأتاه فسأله فقال علي (عليه السلام): إن كان الثور الداخل على حمارك في منامه
حتى قتله فصاحبه ضامن، وإن كان الحمار هو الداخل على الثور في منامه فليس على
صاحبه ضمان قال فرجع إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبره فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): الحمد لله الذي
جعل من أهل بيتي من يحكم بحكم الأنبياء (2).
[7353] 14 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن



(1) الكافي: 7 / 352 ح 6.
(2) الكافي: 7 / 352 ح 7.
239
أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أضر بشئ من طريق المسلمين
فهو له ضامن (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7354] 15 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أخرج ميزابا أو كنيفا أو أوتد
وتدا أو أوثق دابة أو حفر بئرا في طريق المسلمين فأصاب شيئا فعطب فهو له
ضامن (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7355] 16 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل عن القصار يفسد؟ قال: كل أجير يعطى الأجر على
أن يصلح فيفسد فهو ضامن (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7356] 17 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد،
عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: من
اتجر مالا واشترط نصف الربح فليس عليه ضمان وقال: من ضمن تاجرا فليس له إلا
رأس ماله وليس له من الربح شئ (4).
[7357] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في خطبة الأشباح: الحمد لله
الذي لا يغره المنع والجمود ولا يكديه الإعطاء والجود إذ كل معط منتقص سواه وكل
مانع مذموم ما خلاه وهو المنان بفوائد النعم وعوائد المزيد والقسم، عياله الخلائق



(1) الكافي: 7 / 350 ح 3.
(2) الكافي: 7 / 350 ح 8.
(3) الكافي: 5 / 241 ح 1.
(4) الكافي: 5 / 240 ح 3.
240
ضمن أرزاقهم وقدر أقواتهم، الخطبة (1).
[7358] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن الطمع مورد غير مصدر
وضامن غير وفى وربما شرق شارب الماء قبل ريه... (2).
[7359] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تضمن ما لا تقدر على الوفاء
به (3).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع الكافي: 5 / 238 و 5 / 240 و
5 / 241 و 5 / 243 و 5 / 301 و 6 / 42 و 7 / 350 و 7 / 352 و 7 / 363، والفقيه:
2 / 28 و 3 / 253 و 3 / 254 و 4 / 159 و 4 / 161 و 4 / 206، وبحار الأنوار:
100 / 177، وكتاب الضمان من كتب الأخبار، والحمد لله رب العالمين.



(1) نهج البلاغة: الخطبة 91.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 275.
(3) غرر الحكم: ح 10178.
241
الضيافة
فضل الضيافة
[7360] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الهيثم بن
أبي مسروق، عن يزيد بن إسحاق شعر، عن الحسين بن عطية، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: المكارم عشر فإن استطعت أن تكون فيك فلتكن فإنها تكون في الرجل ولا
تكون في ولده وتكون في الولد ولا تكون في أبيه وتكون في العبد ولا تكون في الحر،
قيل: وما هن؟ قال: صدق الياس وصدق اللسان وأداء الأمانة وصلة الرحم وإقراء
الضيف وإطعام السائل والمكافأة على الصنايع والتذمم للجار والتذمم للصاحب
ورأسهن الحياء (1).
[7361] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة،
عن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام) ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه سمع رجلا يقول: إن
الشحيح أغدر من الظالم، فقال له: كذبت ان الظالم قد يتوب ويستغفر ويرد الظلامة
على أهلها والشحيح إذا شح منع الزكاة والصدقة وصلة الرحم وقري الضيف والنفقة
في سبيل الله وأبواب البر وحرام على الجنة أن يدخلها شحيح (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[7362] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،



(1) الكافي: 2 / 55 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 44 ح 1.
242
عن الحسين بن سعيد، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
بأسارى فقدم رجل منهم ليضرب عنقه فقال له جبرئيل: أخر هذا اليوم يا محمد
فرده وأخرج غيره حتى كان هو آخرهم فدعا به ليضرب عنقه فقال له جبرئيل:
يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول لك: ان أسيرك هذا يطعم الطعام ويقري الضيف
ويصبر على النائبة ويحمل الحمالات، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن جبرئيل أخبرني فيك
من الله عز وجل بكذا وكذا وقد أعتقتك فقال له ان ربك ليحب هذا؟ فقال: نعم، فقال:
أشهد أن لا إله إلا الله وإنك رسول الله، والذي بعثك بالحق نبيا لا رددت عن مالي
أحدا أبدا (1).
[7363] 4 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن بعض
أصحابنا، عن أبان، عن معاوية بن عمار، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن إبراهيم (عليه السلام) كان أبا أضياف فكان إذا لم يكونوا عنده خرج يطلبهم وأغلق
بابه وأخذ المفاتيح يطلب الأضياف وانه رجع إلى داره فإذا هو برجل أو شبه رجل في
الدار، فقال: يا عبد الله بإذن من دخلت هذا الدار؟ قال: دخلتها بإذن ربها يردد
ذلك ثلاث مرات فعرف إبراهيم (عليه السلام) انه جبرئيل فحمد الله ثم قال: أرسلني ربك إلى
عبد من عبيده يتخذه خليلا قال إبراهيم (عليه السلام): فأعلمني من هو أخدمه حتى أموت؟
قال: فأنت هو قال: ومم ذلك؟ قال: لأنك لم تسأل أحدا شيئا قط ولم تسأل شيئا
قط فقلت لا (2).
[7364] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار قال أخبرني محمد
ابن إسماعيل، عن علي بن النعمان، عن سعيد الأعرج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن
العرب لم يزالوا على شئ من الحنيفية يصلون الرحم ويقرون الضيف ويحجون البيت



(1) الكافي: 4 / 51 ح 9.
(2) الكافي: 4 / 40 ح 6.
243
ويقولون: اتقوا مال اليتيم فإن مال اليتيم عقال ويكفون عن أشياء من المحارم مخافة
العقوبة وكانوا لا يملي لهم إذا انتهكوا المحارم وكانوا يأخذون من لحاء شجر الحرم
فيعلقونه في أعناق الإبل فلا يجترئ أحد أن يأخذ من تلك الإبل حيثما ذهبت ولا
يجترئ أحد أن يعلق من غير لحاء شجر الحرم أيهم فعل ذلك عوقب، وأما اليوم
فأملي لهم ولقد جاء أهل الشام فنصبوا المنجنيق على أبي قبيس فبعث الله عليهم
سحابة كجناح الطير فأمطرت عليهم صاعقة فأحرقت سبعين رجلا حول
المنجنيق (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7365] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ليس لواضع المعروف في غير حقه
وعند غير أهله من الحظ فيما أتى إلا محمدة اللئام وثناء الأشرار ومقالة الجهال ما دام
منعما عليهم: ما أجود يده وهو عن ذات الله بخيل، فمن آتاه الله مالا فليصل به القرابة
وليحسن منه الضيافة ويفك به الأسير والعاني وليعط منه الفقير والغارم وليصبر نفسه
على الحقوق والنوائب ابتغاء الثواب فإن فوزا بهذه الخصال شرف مكارم الدنيا
ودرك فضائل الآخرة إن شاء الله (2).
[7366] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه دخل بالبصرة على العلاء بن زياد
الحارثي، وهو من أصحابه يعوده فلما رأى سعة داره قال: ما كنت تصنع بسعة هذه
الدار في الدنيا وأنت إليها في الآخرة كنت أحوج، وبلى إن شئت بلغت بها إلى الآخرة:
تقري فيها الضيف وتصل فيها الرحم وتطلع منها الحقوق مطالعها فإذا أنت قد بلغت
بها الآخرة.
فقال له العلاء: يا أمير المؤمنين أشكو إليك أخي عاصم بن زياد قال: وماله؟



(1) الكافي: 4 / 211 ح 9.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 142.
244
قال: لبس العباءة وتخلى عن الدنيا، قال: علي به، فلما جاء قال: يا عدي نفسه لقد
استهام بك الخبيث أما رحمت أهلك وولد، أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره أن
تأخذها أنت أهون على الله من ذلك.
قال: يا أمير المؤمنين هذا أنت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك؟!
قال (عليه السلام): ويحك إني لست كأنت، ان الله تعالى فرض على أئمة العدل أن يقدروا
أنفسهم بضعفة الناس، كيلا يتبيغ بالفقير فقره (1).
[7367] 8 - القطب الراوندي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: قوت الأجسام الطعام
وقوت الأرواح الإطعام (2).
[7368] 9 - الشيخ حسن بن الفضل الطبرسي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: لو أن رجلا
أنفق على طعام ألف درهم وأكل منه مؤمن واحد لم يعد سرفا (3).
[7369] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الضيافة رأس
المروة (4).
آداب الضيافة
[7370] 1 - الصدوق، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن أبيه، عن العباس
ابن معروف، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله أو غيره قال: نزل على
أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قوم من جهينة فأضافهم، فلما أرادوا الرحلة زودهم
ووصلهم وأعطاهم ثم قال لغلمانه: تنحوا لا تعينوهم. فلما فرغوا جاءوا ليودعوه
فقالوا له: يا بن رسول الله لقد أضفت فأحسنت الضيافة وأعطيت فأجزلت العطية ثم



(1) نهج البلاغة: الخطبة 209.
(2) الدعوات: 142 ح 361.
(3) مكارم الأخلاق: 134.
(4) غرر الحكم: ح 527.
245
أمرت غلمانك أن لا يعينونا على الرحلة؟ فقال (عليه السلام): إنا أهل بيت لا نعين أضيافنا على
الرحلة من عندنا (1).
[7371] 2 - الصدوق، عن محمد بن أحمد البغدادي، عن محمد بن عيينة (عنبسة خ ل)
مولى الرشيد، عن دارم ونعيم بن صالح الطبري قالا: حدثنا علي بن موسى
الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن علي (عليه السلام) ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من حق الضيف أن
تمشي معه فتخرجه من حريمك إلى الباب (2).
[7372] 3 - الصدوق، عن أحمد بن إبراهيم الخوري، عن زيد بن محمد البغدادي، عن
عبد الله بن محمد الطائي، عن أبيه قال حدثنا علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن آبائه عن
علي بن أبي طالب (عليه السلام) انه دعاه رجل فقال له علي (عليه السلام): على أن تضمن لي ثلاث
خصال قال وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: لا تدخل علينا شيئا من خارج ولا تدخر
عنا شيئا في البيت ولا تجحف بالعيال، قال: ذلك لك، فأجابه علي بن
أبي طالب (عليه السلام) (3).
[7373] 4 - الطوسي نقلا من الكشي باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال
الحارث: تدخل منزلي يا أمير المؤمنين؟ فقال (عليه السلام): على شرط أن لا تدخرني شيئا
مما في بيتك ولا تكلف لي شيئا مما وراء بابك، قال: نعم فدخل يتحرق ويحب أن
يشتري له وهو يظن انه لا يجوز له، حتى قال له أمير المؤمنين (عليه السلام): [مالك] يا
حارث؟ قال: هذه دراهم معي ولست أقدر على أن أشتري لك ما أريد، قال:
أو ليس قلت لك: لا تكلف ما وراء بابك، فهذه مما في بيتك (4).
[7374] 5 - الطوسي، عن ابن مخلد، عن النحوي الزاهد، عن أبي الأحوص، عن



(1) أمالي الصدوق: المجلس الحادي والثمانون ح 9 / 638 الرقم 859.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 69 ح 323.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 258 ح 16.
(4) اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي: 89 ح 143.
246
عبد العزيز بن رفيع، عن مجاهد قال نزل ضيف برجل من الأنصار فأبطاء الأنصاري
على أهله فجاء فقال: ما عشيتم ضيفي والله لا أطعم عشاءكم وقالت المرأة: وأنا والله
لا أطعم الليلة قال: الضيف: وأنا والله لا أطعم الليلة فقال الأنصاري: يبيت الليلة
ضيفي بغير عشاء، قربوا طعامكم وأكل وأكلوا معه، فلما أصبح غدا على
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبره بأمره فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أطعت الله عز وجل وعصيت
الشيطان (1).
[7375] 6 - البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أتاك أخوك فآته بما عندك وإذا دعوته فتكلف له (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7376] 7 - البرقي، عن نوح النيسابوري، عن صفوان قال: جاءني عبد الله بن سنان
قال: هل عندك شئ؟ قلت: نعم، بعثت ابني وأعطيته درهما يشتري به لحما
وبيضا فقال: أين أرسلت ابنك؟ فخبرته فقال رده رده، عندك خل؟ عندك زيت؟
قلت: نعم قال: فهاته فإني سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: هلك لامرئ احتقر لأخيه
ما حضره، هلك لامرئ احتقر من أخيه ما قدم إليه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7377] 8 - البرقي، عن جعفر بن محمد، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن
أبيه (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أكل مع القوم كان أول من يضع يده مع القوم
وآخر من يرفعها، لأن يأكل القوم (4).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) أمالي الطوسي: المجلس الثالث عشر ح 82 / 384 الرقم 831.
(2) المحاسن: 410.
(3) المحاسن: 414.
(4) المحاسن: 449.
247
[7378] 9 - الحميري، عن هارون، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن
أبيه (عليهما السلام) قال: إذا دخل أحدكم على أخيه في رحله فليقعد حيث يأمر صاحب
الرحل فإن صاحب الرحل أعرف بعورة بيته من الداخل عليه (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[7379] 10 - ابن إدريس الحلي نقلا من جامع البزنطي، عن جميل بن دراج، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن من الحشمة عند الأخ إذا أكل على خوان عند أخيه أن يرفع
يده قبل يديه وقال: لا تقل لأخيك إذا دخل عليك: أكلت اليوم شيئا ولكن قرب
إليه ما عندك فإن الجواد كل الجواد من بذل ما عنده (2).
والروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت فراجع بحار الأنوار: 72 / 450.
ضيافة الله تعالى
[7380] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن
عميرة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من زار أخاه في
بيته قال الله عز وجل له: أنت ضيفي وزائري علي قراك وقد أوجبت لك الجنة بحبك
إياه (3).
[7381] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد،
عن منصور بن يونس، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من صلى صلاة فريضة
وعقب إلى أخرى فهو ضيف الله وحق على الله أن يكرم ضيفه (4).
[7382] 3 - الكليني، عن محمد بن عقيل، عن الحسن بن الحسين، عن علي بن



(1) قرب الاسناد: 69 ح 222.
(2) السرائر: 3 / 579.
(3) الكافي: 2 / 176 ح 6.
(4) الكافي: 3 / 341 ح 3.
248
عيسى، عن علي بن الحسن، عن محمد بن يزيد الرفاعي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)
سئل عن الوقوف بالجبل لم لم يكن في الحرم؟ فقال: لأن الكعبة بيته والحرم بابه فلما
قصدوه وافدين وقفهم بالباب يتضرعون، قيل له: فالمشعر الحرام لم صار في الحرم؟
قال: لأنه لما أذن لهم بالدخول وقفهم بالحجاب الثاني فلما طال تضرعهم بها أذن لهم
لتقريب قربانهم فلما قضوا تفثهم تطهروا بها من الذنوب التي كانت حجابا بينهم وبينه
اذن لهم بالزيارة على الطهارة، قيل له: فلم حرم الصيام أيام التشريق؟ قال: لأن
القوم زوار الله وهم في ضيافته ولا يجمل بمضيف أن يصوم أضيافه، قيل له: فالتعلق
بأستار الكعبة لأي معنى هو؟ قال: مثل رجل له عند آخر جناية وذنب فهو يتعلق
بثوبه يتضرع إليه ويخضع له أن يتجافي عن ذنبه (1).
[7383] 4 - الصدوق رفعه وقال قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام): الحج والعمرة سوقان من
أسواق الآخرة اللازم لهما من أضياف الله عز وجل ان أبقاه ولا ذنب له وان أماته أدخله
الجنة (2).
[7384] 5 - الصدوق باسناده إلى الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خطبنا ذات يوم فقال: أيها الناس انه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة
والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل
الليالي وساعاته أفضل الساعات وهو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من
أهل كرامة الله، الخطبة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 4 / 224 ح 1.
(2) الفقيه: 2 / 221 ح 2232.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 295 ح 53.
249
إن الضيف يأتي رزقه معه
[7385] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن الحسين الفارسي، عن
سليمان بن حفص البصري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الضيف
إذا جاء فنزل بالقوم جاء برزقه معه من السماء فإذا أكل غفر الله لهم بنزوله عليهم (1).
[7386] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
موسى بن بكر، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: إنما تنزل المعونة على القوم على قدر
مؤونتهم وان الضيف لينزل بالقوم فينزل رزقه معه في حجره (2).
[7387] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من ضيف حل بقوم إلا ورزقه في
حجره (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7388] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن
قيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ذكر أصحابنا قوما فقلت: والله ما أتغدى ولا
أتعشى إلا ومعي منهم اثنان أو ثلاثة أو أقل أو أكثر، فقال (عليه السلام): فضلهم عليك أكثر
من فضلك عليهم، قلت: جعلت فداك كيف ذا وأنا أطعمهم طعامي وأنفق عليهم من
مالي ويخدمهم خادمي؟ فقال: إذا دخلوا عليك دخلوا من الله عز وجل بالرزق الكثير وإذا
خرجوا خرجوا بالمغفرة لك (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7389] 5 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الضيف
يأتي القوم برزقه، فإذا ارتحل، ارتحل بجميع ذنوبهم (5).



(1) الكافي: 6 / 284.
(2) الكافي: 6 / 284.
(3) الكافي: 6 / 284.
(4) الكافي: 6 / 284.
(5) جامع الأحاديث: 95.
250
إكرام الضيف
[7390] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إسحاق بن
عبد العزيز، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاءت فاطمة (عليها السلام) تشكو إلى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعض أمرها فأعطاها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كريسة وقال: تعلمي ما فيها
فإذا فيها: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو
ليسكت (1).
[7391] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إسحاق
ابن عبد العزيز، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: مما علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
عليا (عليه السلام) قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه (2).
[7392] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن الحسين الفارسي،
عن سليمان بن حفص، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ان من حق
الضيف أن يكرم وأن يعد له الخلال (3).
[7393] 4 - البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن الحسين بن نعيم قال لي أبو عبد الله (عليه السلام):
أتحب إخوانك يا حسين؟ قلت: نعم قال: تنفع فقراءهم؟ قلت: نعم قال: أما انه
يحق عليك أن تحب ممن يحب الله أما والله لا تنفع منهم أحدا حتى تحبه تدعوهم إلى
منزلك؟ قلت: ما آكل إلا ومعي منهم الرجلان والثلاثة وأقل وأكثر فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): فضلهم عليك أعظم من فضلك عليهم فقلت: أدعوهم إلى منزلي
وأطعمهم طعامي وأسقيهم وأوطئهم رحلي ويكونون علي أفضل منا؟ قال: نعم انهم
إذا دخلوا منزلك دخلوا بمغفرتك ومغفرة عيالك وإذا خرجوا من منزلك خرجوا



(1) الكافي: 2 / 667 ح 6.
(2) و (3) الكافي: 6 / 285 ح 2 و 3.
251
بذنوبك وذنوب عيالك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7394] 5 - البرقي، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن
أبي عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لأن آخذ خمسة دراهم فأدخل إلى سوقكم
هذه فابتاع بها الطعام ثم أجمع بها نفرا من المسلمين أحب إلي من أن أعتق نسمة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7395] 6 - البرقي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من مؤمن يدخل بيته مؤمنين فيطعمهما شبعهما إلا كان أفضل
من عتق نسمة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7396] 7 - الحميري، عن هارون ابن صدقة، عن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام) ان رجلا أتى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أحسن الوضوء وأقيم الصلاة وأوتي
الزكاة في وقتها وأقري الضيف طيب بها نفسي محتسب بذلك أرجو ما عند الله، فقال:
بخ بخ بخ ما لجهنم عليك سبيل ان الله قد براك من الشح إن كنت كذلك ثم قال: نهى
عن التكلف للضيف بما لا يقدر عليه إلا بمشقة وما من ضيف حل بقوم إلا ورزقه
معه (4).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[7397] 8 - الحميري، بالإسناد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه مر بقبر يحفر وقد انبهر الذي
يحفره، فقال له: لمن تحفر هذا القبر؟ فقال: لفلان بن فلان. فقال: وما للأرض



(1) المحاسن: 390.
(2) المحاسن: 393.
(3) المحاسن: 394.
(4) قرب الاسناد: 75 ح 241.
252
تشدد عليك؟ إن كان ما علمت لسهلا حسن الخلق. فلانت الأرض عليه حتى كان
ليحفرها بكفيه. ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم): لقد كان يحب إقراء الضيف ولا يقري الضيف إلا
مؤمن تقي (1).
انبهر: أي انقطع نفسه وتتابع من الاعياء.
[7398] 9 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى عاصم بن ضمرة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه
قال: ما من مؤمن يحب الضيف إلا ويقوم من قبره ووجهه كالقمر ليلة البدر فينظر
أهل الجمع فيقولون: ما هذا إلا نبي مرسل، فيقول ملك: هذا مؤمن يحب الضيف
ويكرم الضيف ولا سبيل له إلا أن يدخل الجنة (2).
[7399] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أكرم ضيفك وإن كان حقيرا
وقم من مجلسك لأبيك ومعلمك وإن كنت أميرا (3).
في هذا المجال راجع بحار الأنوار: 72 / 458.
ان الرجل إذا دخل بلدة فهو ضيف على من بها من إخوانه
[7400] 1 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار وغيره، عن إبراهيم بن إسحاق بإسناد
ذكره عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا دخل
رجل بلدة فهو ضيف على من بها من أهل دينه حتى يرحل عنهم ولا ينبغي للضيف أن
يصوم إلا بإذنهم لئلا يعملوا الشئ فيفسد عليهم ولا ينبغي لهم أن يصوموا إلا بإذن
الضيف لئلا يحتشمهم فيشتهي الطعام فيتركه لهم (4).
[7401] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر



(1) قرب الاسناد: 74 ح 240.
(2) جامع الأخبار: 378 ح 6.
(3) غرر الحكم: ح 3341.
(4) الكافي: 4 / 151 ح 3.
253
بإسناده عمن ذكره عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا دخل رجل بلدة فهو ضيف على من بها من إخوانه وأهل دينه
حتى يرحل عنهم (1).
[7402] 3 - الكليني، عن أبي عبد الله الأشعري، عن السياري، عن محمد بن عبد الله
الكرخي، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سمعته يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
إذا دخل رجل بلدة فهو ضيف على من بها من أهل دينه حتى يرحل عنهم (2).
[7403] 4 - الصدوق، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عبد الله
الكرخي، عن رجل ذكره قال: بلغني أن بعض أهل المدينة يروي حديثا عن
أبي جعفر (عليه السلام) فأتيت فسألته عنه فزبرني وحلف لي بأيمان غليظة لا يحدث به أحدا،
فقلت: أجل الله هل سمعه معك أحد غيرك؟ قال: نعم سمعه رجل يقال له الفضل،
فقصدته حتى إذا صرت إلى منزله استأذنت عليه وسألته عن الحديث فزبرني وفعل
بي كما فعل المديني، فأخبرته بسفري وما فعل بي المديني فرق لي وقال: نعم سمعت
أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) يروي عن أبيه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إذا دخل رجل
بلدة فهو ضيف على من بها من أهل دينه حتى يرحل عنهم ولا ينبغي للضيف أن
يصوم إلا بإذنهم لئلا يعملوا له الشئ فيفسد عليهم ولا ينبغي لهم أن يصوموا إلا بإذنه
لئلا يحتشمهم فيترك لمكانهم ثم قال لي: أين نزلت؟ فأخبرته فلما كان من الغد إذا هو
قد بكر علي ومعه خادم له على رأسها خوان عليها من ضروب الطعام، فقلت:
ما هذا رحمك الله؟ فقال: سبحان الله ألم أرو لك الحديث بالأمس عن أبي جعفر (عليه السلام) ثم
انصرف (3).



(1) الكافي: 6 / 282 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 282 ح 2.
(3) علل الشرايع: 384 ح 3.
254
الأكل مع الضيف
[7404] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أكل
مع القوم أول من يضع يده مع القوم وآخر من يرفعها إلى أن يأكل القوم (1).
[7405] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن
القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أكل مع قوم طعاما كان
أول من يضع يده وآخر من يرفعها ليأكل القوم (2).
الرواية موثقة سندا.
[7406] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز،
عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول ان الزائر إذا زار المزور
فأكل معه القي عنه الحشمة وإذا يأكل معه ينقبض قليلا (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7407] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن سليمان بن حفص، عن علي بن جعفر،
عن أخيه موسى (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا أتاه الضيف أكل معه ولم يرفع يده
من الخوان حتى يرفع الضيف [يده] (4).
[7408] 5 - البرقي، عن النوفلي، بإسناده قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): صاحب الرحل
يشرب أول القوم ويتوضأ آخرهم (5).



(1) و (2) الكافي: 6 / 285 ح 1 و 2.
(3) الكافي: 6 / 286 ح 3.
(4) الكافي: 6 / 286 ح 4.
(5) المحاسن: 452.
255
كراهية استخدام الضيف
[7409] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن موسى، عن ذبيان بن حكيم، عن
موسى النميري، عن ابن أبي يعفور قال: رأيت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ضيفا فقام يوما
في بعض الحوائج فنهاه عن ذلك وقام بنفسه إلى تلك الحاجة وقال (عليه السلام): نهى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن أن يستخدم الضيف (1).
[7410] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن موسى، عن ذبيان بن حكيم، عن
موسى بن أكيل النميري، عن ميسرة قال قال أبو جعفر (عليه السلام): إن من التضعيف ترك
المكافاة ومن الجفاء استخدام الضيف فإذا نزل بكم الضيف فأعينوه وإذا ارتحل فلا
تعينوه فإنه من النذالة وزودوه وطيبوا زاده فإنه من السخاء (2).
[7411] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن السياري، عن عبيد بن أبي عبد الله
البغدادي، عمن أخبره قال: نزل بأبي الحسن الرضا (عليه السلام) ضيف وكان جالسا عنده
يحدثه في بعض الليل فتغير السراج فمد الرجل يده ليصلحه فزبره أبو الحسن (عليه السلام) ثم
بادره بنفسه فأصلحه ثم قال له: انا قوم لا نستخدم أضيافنا (3).
الضيافة ثلاثة أيام
[7412] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن الحسين الفارسي،
عن سليمان بن حفص البصري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
الضيف يلطف ليلتين فإذا كانت ليلة الثالثة فهو من أهل البيت يأكل ما أدرك (4).



(1) الكافي: 6 / 283 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 283 ح 3.
(3) الكافي: 6 / 283 ح 2.
(4) الكافي: 6 / 283 ح 1.
256
[7413] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن واصل، عن عبد الله
ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الضيافة أول يوم والثاني
والثالث وما بعد ذلك فإنها صدقة تصدق بها عليه. قال ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم): لا ينزل
أحدكم على أخيه حتى يؤثمه معه، قيل: يا رسول الله كيف يؤثمه؟ قال: حتى لا يكون
عنده ما ينفق عليه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
ونقلها الصدوق بإسناده في الخصال: 1 / 148 ح 181.



(1) الكافي: 6 / 283 ح 2.
257
باب الطاء

259
الطاعة
طاعة الله عز وجل
[7414] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابنا، عن محمد بن عمرو الكوفي أخي يحيى، عن مرازم بن حكيم قال سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما تنبأ نبي قط حتى يقر لله بخمس خصال: بالبداء والمشيئة
والسجود والعبودية والطاعة (1).
[7415] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا هممت بشئ من الخير فلا تؤخره فإن الله عز وجل ربما اطلع على
العبد وهو على شئ من الطاعة فيقول: وعزتي وجلالي لا أعذبك بعدها أبدا وإذا
هممت بسيئة فلا تعملها فإنه ربما اطلع الله على العبد وهو على شئ من المعصية
فيقول: وعزتي وجلالي لا أغفر لك بعدها أبدا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7416] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن
محمد أخي عرام، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لا تذهب بكم
المذاهب فوالله ما شيعتنا إلا من أطاع الله عز وجل (3).



(1) الكافي: 1 / 148 ح 13.
(2) الكافي: 2 / 143 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 73 ح 1.
261
[7417] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
في حجة الوداع فقال: يا أيها الناس والله ما من شئ يقربكم من الجنة ويباعدكم من
النار إلا وقد أمرتكم به وما من شئ يقربكم من النار ويباعدكم من الجنة إلا وقد
نهيتكم عنه ألا وإن الروح الأمين نفث في روعي انه لن تموت نفس حتى تستكمل
رزقها فاتقوا الله واجملوا في الطلب ولا يحمل أحدكم استبطاء شئ من الرزق أن
يطلبه بغير حله فإنه لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته (1).
الرواية موثقة سندا.
[7418] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن سالم، وأحمد بن
أبي عبد الله، عن أبيه جميعا، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال قال لي: يا جابر أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل
البيت، فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع
والتخضع والأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر بالوالدين والتعاهد للجيران
من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف
الألسن عن الناس إلا من خير وكانوا امناء عشائرهم في الأشياء، قال جابر: فقلت:
يا ابن رسول الله ما نعرف اليوم أحدا بهذه الصفة، فقال: يا جابر لا تذهبن بك
المذاهب حسب الرجل أن يقول أحب عليا وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالا فلو قال إني
أحب رسول الله فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خير من علي (عليه السلام) ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل
بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا فاتقوا الله واعملوا لما عند الله ليس بين الله وبين أحد قرابة
أحب العباد إلى الله عز وجل وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته، يا جابر والله
ما يتقرب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة وما معنا براءة من النار ولا على الله لأحد



(1) الكافي: 2 / 74 ح 2.
262
من حجة من كان لله مطيعا فهو لنا ولي ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو وما تنال
ولايتنا إلا بالعمل والورع (1).
[7419] 6 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن بعض
أصحابه، عن أبان، عن عمرو بن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يا معشر الشيعة
شيعة آل محمد كونوا النمرقة الوسطى يرجع إليكم الغالي ويلحق بكم التالي فقال له
رجل من الأنصار يقال له سعد: جعلت فداك ما الغالي؟ قال: قوم يقولون فينا
ما لا نقوله في أنفسنا فليس أولئك منا ولسنا منهم قال: فما التالي؟ قال: المرتاد يريد
الخير يبلغه الخير يؤجر عليه ثم أقبل علينا فقال: والله ما معنا من الله براءة ولا بيننا
وبين الله قرابة ولا لنا على الله حجة ولا نتقرب إلى الله إلا بالطاعة فمن كان منكم مطيعا
لله تنفعه ولايتنا ومن كان منكم عاصيا لله لم تنفعه ولايتنا ويحكم لا تغتروا ويحكم لا
تغتروا (2).
[7420] 7 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: قال الله تعالى: أيما عبد أطاعني لم
أكله إلى غيري، وأيما عبد عصاني وكلته إلى نفسه ثم لم أبال في أي واد هلك (3).
[7421] 8 - الصدوق، عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن محمد بن أحمد بن
يحيى، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن وهب بن وهب القاضي، عن
الصادق (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله جل
جلاله: يا بن آدم أطعني فيما أمرتك ولا تعلمني ما يصلحك (4).
[7422] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في خطبة:... واعلموا انه ما من



(1) الكافي: 2 / 74 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 75 ح 6.
(3) الفقيه: 4 / 403 ح 5869.
(4) أمالي الصدوق: المجلس الثاني والخمسون ح 7 / 398 الرقم 513.
263
طاعة الله شئ إلا يأتي في كره... (1).
[7423] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن الله سبحانه جعل الطاعة
غنيمة الأكياس عند تفريط العجزة (2).
الروايات في هذا المجال كثيرة، فإن شئت راجع الكافي: 2 / 73،
والوافي: 4 / 301، وبحار الأنوار: 67 / 91، ووسائل الشيعة: 11 / 184،
ومستدرك الوسائل: 11 / 255، وجامع أحاديث الشيعة: 14 / 83 وغيرها من
كتب الأخبار.
طاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام)
[7424] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء
ورضا الرحمن تبارك وتعالى الطاعة للامام بعد معرفته ثم قال: إن الله تبارك وتعالى
يقول (من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم
حفيظا) (3) (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7425] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
أبي خالد القماط، عن أبي الحسن العطار قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أشرك بين
الأوصياء والرسل في الطاعة (5).



(1) نهج البلاغة: الخطبة 176.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 331.
(3) سورة النساء: 83.
(4) الكافي: 1 / 185 ح 1.
(5) الكافي: 1 / 186 ح 5.
264
[7426] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن علي بن
أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن الأئمة هل يجرون في
الأمر والطاعة مجرى واحد؟ قال: نعم (1).
[7427] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن حماد، عن عبد الأعلى قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: السمع
والطاعة أبواب الخير السامع المطيع لا حجة عليه والسامع العاصي لا حجة له وإمام
المسلمين تمت حجته واحتجاجه يوم يلقى الله عز وجل ثم قال: يقول الله تبارك وتعالى
(يوم ندعو كل أناس بإمامهم) (2) (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7428] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن
علي الوشاء، عن أبان بن عثمان، عن أبي الصباح قال أشهد اني سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: أشهد أن عليا إمام فرض الله طاعته وان الحسن إمام فرض الله طاعته وأن
الحسين إمام فرض الله طاعته وأن علي بن الحسين إمام فرض الله طاعته وأن محمد بن
علي إمام فرض الله طاعته (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7429] 6 - الكليني، عن محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عن
فضالة بن أيوب، عن أبان، عن عبد الله بن سنان، عن إسماعيل بن جابر قال قلت
لأبي جعفر (عليه السلام): أعرض عليك ديني الذي أدين الله عز وجل به؟ قال فقال: هات قال
فقلت: أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله والإقرار



(1) الكافي: 1 / 187 ح 9.
(2) سورة الإسراء: 74.
(3) الكافي: 1 / 189 ح 17.
(4) الكافي: 1 / 186 ح 2.
265
بماء جاء به من عند الله وان عليا كان إماما فرض الله طاعته ثم كان بعده الحسن إماما
فرض الله طاعته ثم كان بعده الحسين إماما فرض الله طاعته ثم كان بعده علي بن
الحسين إماما فرض الله طاعته حتى انتهى الأمر إليه ثم قلت: أنت يرحمك الله، قال
فقال: هذا دين الله ودين ملائكته (1).
[7430] 7 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن
علي قال حدثنا حماد بن عثمان، عن بشير العطار قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
نحن قوم فرض الله طاعتنا وأنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته (2).
[7431] 8 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن
أبي العلاء قال: ذكرت لأبي عبد الله (عليه السلام) قولنا في الأوصياء إن طاعتهم مفترضة، قال
فقال: نعم هم الذين قال الله تعالى (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر
منكم) (3) وهم الذين قال الله عز وجل (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) (4) (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7432] 9 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن أبي عمير، عن سيف
ابن عميرة، عن أبي الصباح الكناني قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): نحن قوم فرض الله عز وجل
طاعتنا، لنا الأنفال ولنا صفوا المال ونحن الراسخون في العلم ونحن المحسودون الذين
قال الله: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) (6) (7).



(1) الكافي: 1 / 188 ح 13.
(2) الكافي: 1 / 186 ح 3.
(3) سورة النساء: 59.
(4) سورة المائدة: 61.
(5) الكافي: 1 / 187 ح 7.
(6) سورة النساء: 58.
(7) الكافي: 1 / 186 ح 6.
266
[7433] 10 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال: سأل
رجل فارسي أبا الحسن (عليه السلام) فقال: طاعتك مفترضة؟ فقال: نعم قال: مثل طاعة
علي بن أبي طالب (عليه السلام)؟ فقال: نعم (1).
الرواية صحيحة الإسناد، وفي هذا المجال راجع الكافي: 1 / 185.
لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
[7434] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن مهران، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من طلب مرضات الناس بما يسخط الله عز وجل كان حامده
من الناس ذاما ومن آثر طاعة الله عز وجل بما يغضب الناس كفاه الله عز وجل عداوة كل
عدو وحسد كل حاسد وبغي كل باغ وكان الله له ناصرا وظهيرا (2).
[7435] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أرضى سلطانا بسخط الله خرج عن دين
الإسلام (3).
الرواية معتبرة الإسناد، ونحوها في الكافي: 2 / 373 ح 5.
[7436] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من طلب مرضات الناس بما يسخط الله عز وجل
كان حامده من الناس ذاما (4).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 1 / 187 ح 8.
(2) الكافي: 5 / 62 ح 1. والكافي: 2 / 372 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 63 ح 2.
(4) الكافي: 5 / 63 ح 3. والكافي: 2 / 372 ح 1.
267
[7437] 4 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
العلاء، عن محمد بن مسلم قال قال أبو جعفر (عليه السلام): لا دين لمن دان بطاعة من عصى
الله ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله ولا دين لمن دان بجحود شئ من آيات
الله (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7438] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن شريف بن سابق، عن
الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كتب رجل إلى الحسين صلوات الله
عليه: عظني بحرفين: فكتب إليه: من حاول أمرا بمعصية الله كان أفوت لما يرجو
وأسرع لمجيئ ما يحذر (2).
[7439] 6 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى،
عن أبي الصباح الكناني، عن الصادق (عليه السلام) في حديث:... لا تسخطوا الله برضا أحد
من خلقه ولا تتقربوا إلى أحد من الخلق بتباعد من الله عز وجل فإن الله ليس بينه وبين
أحد من الخلق شئ يعطيه به خيرا أو يصرف به عنه سوءا إلا بطاعته وابتغاء
مرضاته... (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7440] 7 - المفيد، عن أبي نصر محمد بن الحسين المقري، عن علي بن محمد، عن
الأحوص بن علي بن مرداس، عن محمد بن الحسن بن عيسى الرواسي، عن سماعة
ابن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن من اليقين ألا ترضوا الناس بسخط الله عز وجل
ولا تلوموهم على ما لم يؤتكم الله من فضله فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا



(1) الكافي: 2 / 373 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 373 ح 3.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والسبعون ح 1 / 577 الرقم 788.
268
ترده كراهية كاره ولو ان أحدكم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه
الموت (1).
[7441] 8 - المفيد رفعه إلى الصادق (عليه السلام) عن أبيه عن جده قال: ان رجلا من أهل الكوفة
كتب إلى أبي الحسن بن علي عليهما السلام يا سيدي أخبرني بخير الدنيا والآخرة
فكتب صلوات الله عليه: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإن من طلب رضا الله
بسخط الناس كفاه الله أمور الناس ومن طلب رضى الناس بسخط الله وكله الله إلى
الناس والسلام (2).
[7442] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا طاعة لمخلوق في معصية
الخالق (3).
[7443] 10 - ابن نما الحلي رفعه عن علي بن الحسين (عليه السلام) انه قال للخطيب الذي أصعده
يزيد على المنبر وأكثر الوقيعة في علي والحسين (عليهما السلام) قال (عليه السلام): ويلك أيها الخاطب
اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوء مقعدك من النار (4).
في هذا المجال راجع جامع أحاديث الشيعة: 13 / 274.



(1) أمالي المفيد: المجلس الرابع والثلاثون ح 2 / 284.
(2) الاختصاص: 225.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 165.
(4) مثير الأحزان: 102.
269
الطاقة
[7444] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن عثمان بن عيسى، وهارون بن خارجة قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ارحمني
مما لا طاقة لي به ولا صبر لي عليه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7445] 2 - الصدوق بإسناده قال: سأل معاوية بن عمار أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل عليه
دين أعليه أن يحج؟ قال: نعم ان حجة الإسلام واجبة على من أطاق المشي من
المسلمين ولقد كان أكثر من حج مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مشاة ولقد مر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
بكراع الغميم فشكوا إليه الجهد والطاقة والاعياء، فقال: شدوا أزركم واستبطنوا
ففعلوا ذلك فذهب ذلك عنهم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7446] 3 - الطوسي بإسناده إلى الحسين بن سعيد، عن الحسن، عن زرعة، عن سماعة
قال سألته عن المريض لا يستطيع الجلوس؟ قال: فليصل وهو مضطجع وليضع على
جبهته شيئا إذا سجد فإنه يجزى عنه ولن يكلف الله ما لا طاقة له به (3).
الرواية موثقة سندا.



(1) الكافي: 2 / 585 ح 22.
(2) الفقيه: 2 / 295 ح 2503.
(3) التهذيب: 3 / 306 ح 22.
270
[7447] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى نجله الحسن (عليه السلام):... واعلم
ان أمامك طريقا ذا مسافة بعيدة ومشقة شديدة وانه لا غنى بك فيه عن حسن
الارتياد وقدر بلاغك من الزاد مع خفة الظهر فلا تحملن على ظهرك فوق طاقتك
فيكون ثقل ذلك وبالا عليك... الكتاب (1).
[7448] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من كلفك ما لا تطيق فقد أفتاك في
عصيانه (2).



(1) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(2) غرر الحكم: ح 9137.
271
الطاعون
[7449] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن أحمد
ابن محمد جميعا، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان، عن رجل، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خمس إن أدركتموهن فتعوذوا بالله منهن:
لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوها إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم
تكن في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة
المؤونة وجور السلطان ولم يمنعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم
يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم واخذوا بعض ما
في أيديهم ولم يحكموا بغير ما أنزل الله عز وجل إلا جعل الله عز وجل بأسهم بينهم (1).
[7450] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى يرفعه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: دعا نبي من
الأنبياء على قومه فقيل له أسلط عليهم عدوهم؟ فقال: لا فقيل له: فالجوع؟ فقال:
لا فقيل له: ما تريد؟ فقال: موت دفيق يحزن القلب ويقل العدد، فأرسل إليهم
الطاعون (2).
[7451] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول وسئل عن التزويج في شوال؟ فقال:
إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تزوج بعائشة في شوال وقال إنما كره ذلك في شوال أهل الزمن الأول



(1) الكافي: 2 / 373 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 261 ح 41.
272
وذلك ان الطاعون كان يقع فيهم في الإبكار والمملكات فكرهوه لذلك لا لغيره (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7452] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله رفعه: ان
أمير المؤمنين (عليه السلام) قضى في رجل وامرأة ماتا جميعا في الطاعون ماتا على فراش واحد
ويد الرجل ورجله على المرأة فجعل الميراث للرجل وقال: انه مات بعدها (2).
[7453] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
عمر بن يزيد وغيره، عن بعضهم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) وبعضهم عن أبي جعفر (عليه السلام) في
قول الله عز وجل (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم
الله موتوا ثم أحياهم) فقال: إن هؤلاء أهل مدينة من مدائن الشام وكانوا سبعين
ألف بيت وكان الطاعون يقع فيهم في كل أوان فكانوا إذا أحسوا به خرج من المدينة
الأغنياء لقوتهم وبقي فيها الفقراء لضعفهم فكان الموت يكثر في الذين أقاموا ويقل في
الذين خرجوا فيقول الذين خرجوا: لو كنا أقمنا لكثر فينا الموت، ويقول الذين
أقاموا: لو كنا خرجنا لقل فينا الموت، قال فاجتمع رأيهم جميعا انه إذا وقع الطاعون
فيهم وأحسوا به خرجوا كلهم من المدينة فلما أحسوا بالطاعون خرجوا جميعا وتنحوا
عن الطاعون حذر الموت فساروا في البلاد ما شاء الله ثم انهم مروا بمدينة خربة قد جلا
أهلها عنها وأفناهم الطاعون فنزلوا بها فلما حطوا رحالهم واطمئنوا بها قال لهم
الله عز وجل موتوا جميعا فماتوا من ساعتهم وصاروا رميما يلوح وكانوا على طريق المارة
فكنستهم المارة فنحوهم وجمعوهم في موضع فمر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال
له حزقيل فلما رأى تلك العظام بكى واستعبر وقال: يا رب لو شئت لأحييتهم
الساعة كما أمتهم فعمروا بلادك وولدوا عبادك وعبدوك مع من يعبدك من خلقك،



(1) الكافي: 5 / 563 ح 29.
(2) الكافي: 7 / 138 ح 6.
273
فأوحى الله تعالى إليه أفتحب ذلك؟ قال: نعم يا رب، فأحيهم قال فأوحى الله عز وجل
إليه أن قل كذا وكذا فقال الذي أمره الله عز وجل أن يقوله، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): وهو
الاسم الأعظم فلما قال حزقيل ذلك الكلام نظر إلى العظام يطير بعضها إلى بعض
فعادوا أحياءا ينظر بعضهم إلى بعض يسبحون الله عز ذكره ويكبرونه ويهللونه،
فقال حزقيل عند ذلك: أشهد أن الله على كل شئ قدير، قال عمر بن يزيد فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): فيهم نزلت هذه الآية (1).
[7454] 6 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن
فضالة، عن أبان الأحمر قال سأل بعض أصحابنا أبا الحسن (عليه السلام) عن الطاعون يقع في
بلدة وأنا فيها أتحول عنها؟ قال: نعم، قال: ففي القرية وأنا فيها أتحول عنها؟ قال:
نعم، قال: ففي الدار وأنا فيها أتحول عنها؟ قال: نعم، قلت: فإنا نتحدث ان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: الفرار من الطاعون كالفرار من الزحف، قال ان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما قال هذا في قوم كانوا يكونون في الثغور في نحو العدو فيقع
الطاعون فيخلون أماكنهم ويفرون منها فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك فيهم (2).
[7455] 7 - الصدوق، عن المفسر، عن أحمد بن الحسن الحسيني، عن أبي محمد
العسكري، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قيل للصادق (عليه السلام) أخبرنا عن الطاعون؟ فقال:
عذاب الله لقوم ورحمة لآخرين، قالوا: وكيف تكون الرحمة عذابا؟ قال: أما تعرفون
ان نيران جهنم عذاب على الكفار وخزنة جهنم معهم فيها فهي رحمة عليهم (3).
[7456] 8 - الصدوق بالأسانيد الثلاثة عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال قال علي (عليه السلام):
الطاعون ميتة وحية (4).



(1) الكافي: 8 / 198 ح 237.
(2) معاني الأخبار: 74.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 3 ح 5.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 42 ح 139.
274
الوحية: السريعة.
[7457] 9 - الطوسي باسناده إلى الحسين بن سعيد، عن صفوان وابن فضال، عن ابن
بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ذكر الدجال قال: فلم يبق منهل إلا وطئه إلا مكة
والمدينة فإن على كل نقب من أنقابها ملكا يحفظها من الطاعون والدجال (1).
الرواية موثقة سندا.
[7458] 10 - الراوندي قال: سئل زين العابدين (عليه السلام) عن الطاعون أنبرء ممن يلحقه فإنه
معذب؟ قال: إن كان عاصيا فابرأ منه طعن أو لم يطعن وإن كان لله عز وجل مطيعا فإن
الطاعون مما تمحص به ذنوبه ان الله عز وجل عذب به قوما ويرحم به آخرين واسعة
قدرته لما يشاء، ألا ترون انه جعل الشمس ضياء لعباده ومنضجا لثمارهم ومبلغا
لأقواتهم وقد يعذب بها قوما يبتليهم بحرها يوم القيامة بذنوبهم وفي الدنيا بسوء
أعمالهم (2).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار
منها: بحار الأنوار: 6 / 120.



(1) التهذيب: 6 / 12 ح 2.
(2) الدعوات: 171 ح 478.
275
الطب
[7459] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من تطبب أو تبيطر فليأخذ البراءة من وليه
وإلا فهو له ضامن (1).
الرواية معتبرة الإسناد، ونحوها في التهذيب: 10 / 234 ح 58.
[7460] 2 - الصدوق، عن علي بن أحمد بن موسى، عن أحمد بن يحيى بن زكريا
القطان، عن بكر بن عبد الله بن حبيب، عن عثمان بن عبيد، عن هدبة بن خالد
القيسي، عن مبارك بن فضالة، عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب (عليه السلام) للحسن ابنه (عليه السلام): يا بني ألا أعلمك أربع خصال تستغني بها عن
الطب، فقال: بلى يا أمير المؤمنين قال: لا تجلس على الطعام إلا وأنت جائع، ولا
تقم عن الطعام إلا وأنت تشتهيه، وجود المضغ، وإذا نمت فاعرض نفسك على الخلاء
فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطب (2).
[7461] 3 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي
بإسناده يرفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان يسمى الطبيب المعالج فقال موسى بن
عمران: يا رب ممن الداء؟ قال: مني قال: فممن الدواء؟ قال: مني قال: فما يصنع
الناس بالمعالج؟ قال: يطيب بذلك أنفسهم فسمي الطبيب لذلك (3).



(1) الكافي: 7 / 364 ح 1.
(2) الخصال: 1 / 228 ح 67.
(3) علل الشرايع: 2 / 212.
276
[7462] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن
صالح، عن الجعفري قال: سمعت موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول: ادفعوا معالجة الأطباء
ما اندفع المداوا (الداء ن خ) عنكم فإنه بمنزلة البناء قليلة تجري إلى كثيرة (1).
[7463] 5 - الطوسي بإسناده إلى الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن
السكوني، عن جعفر (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام): إن عليا (عليه السلام) ضمن ختانا قطع حشفة
غلام (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7464] 6 - الحميري، بإسناده إلى الصادق (عليه السلام) عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال: قيل
يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنتداوى؟ فقال: نعم تداووا، فإن الله تبارك وتعالى لم ينزل داء إلا
وقد أنزل له دواء عليكم بألبان البقر فإنه ترم من كل الشجر (3).
الرم: الأكل.
[7465] 7 - الحميري، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجاج
قال: قلت لأبي الحسن موسى (عليه السلام): أرأيت ان احتجت إلى طبيب وهو نصراني اسلم
عليه وأدعو له؟ قال: نعم، لأنه لا ينفعه دعاؤك (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7466] 8 - الحسن بن الفضل الطبرسي رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: ان نبيا من
الأنبياء مرض فقال: لا أتداوى حتى يكون الذي أمرضني هو الذي يشفيني،
فأوحى الله عز وجل لا أشفيك حتى تتداوى فإن الشفاء مني والدواء مني فجعل يتداوى



(1) علل الشرايع: 2 / 151.
(2) التهذيب: 10 / 234 ح 61.
(3) قرب الاسناد: / 110 ح 380.
(4) قرب الاسناد: 311 ح 1213.
277
فأتى الشفاء (1).
[7467] 9 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من تطبب فليتق الله ولينصح
وليجتهد (2).
[7468] 10 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العلم ثلاثة: الفقه للأديان
والطب للأبدان والنحو للسان (3).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع طب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وطب
الأئمة (عليهم السلام) والرسالة الذهبية المنسوبة إلى مولانا الإمام علي بن موسى الرضا
عليه آلاف التحية والثناء، وأبواب الطب المذكور في المجلد الرابع عشر من
بحار الأنوار: 502 من طبع الكمباني و 59 / 62 طبع بيروت و 62 / 62 طبع إيران،
ولخواص الأطعمة والأثمار راجع بحار الأنوار: 14 / 835 طبع الكمباني و
63 / 108 طبع بيروت و 66 / 108 طبع إيران، وكتاب الأطعمة والأشربة من كتاب
وسائل الشيعة ومستدرك الوسائل وجامع أحاديث الشيعة وغيرها من كتب
الأخبار، وقد مر منا عنوان الداء والدواء في محلهما، والحمد لله الشافي.



(1) مكارم الأخلاق: 362.
(2) بحار الأنوار: 59 / 74 ح 33.
(3) بحار الأنوار: 75 / 45 ح 52.
278
الطرب
[7469] 1 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في صفة خلق الإنسان:... أم هذا
الذي أنشأه في ظلمات الأرحام وشغف الأستار نطفة دهاقا وعلقة محاقا وجنينا
وراضعا ووليدا ويافعا ثم منحه قلبا حافظا ولسانا لافظا وبصرا لاحظا ليفهم معتبرا
ويقصر مزدجزا حتى إذا أقام اعتداله واستوى مثاله نفر مستكبرا وخبط سادرا ماتحا
في غرب هواه كادحا سعيا لدنياه في لذات طربه وبدوات إربه ثم لا يحتسب رزية ولا
يخشع نعيه فمات في قبيلته عزيزا وعاش في هفوته يسيرا لم يفد عوضا ولم يقض
مفترضا دهمته فجعات المنية في غبر جماحه وسنن مراحة فظل سادرا وبادت ساهرا
في غمرات الآلام وطوارق الأوجاع والأسقام بين أخ شقيق ووالد شفيق وداعية
بالويل جزعا ولا دمه للصدر قلقا والمرء في سكره ملهية وغمرة كارثة وانه موجعة
وجذبة مكربة وسوقة متعبة قد ادرج في أكفانه مبلسا وجذب منقادا سلسا ثم القي
على الأعواد رجيع وصب ونضو سقم تحمله حفده الولدان وحشده الأخوان إلى دار
غربته ومنقطع زورته حتى إذا انصرف المشيع ورجع المتفجع اقعد في حفرته نجيا لبهته
السؤال وعثرة الامتحان وأعظم ما هنا لك بلية نزل الحميم وتصلية الجحيم وفورات
السعير وسورات الزفير لا فترة مريحة ولا دعة مزيحة ولا قوة حاجزة ولا موتة ناجزة
ولا سنة مسلية بين أطوار الموتات وعذاب الساعات انا بالله عائذون، الخطبة (1).
[7470] 2 - الطوسي، عن ابن الصلت، عن ابن عقدة، عن الحسن بن القاسم، عن ثبير



(1) نهج البلاغة: الخطبة 183.
279
ابن إبراهيم، عن سليم بن بلال المدني، عن الرضا، عن أبيه، عن جعفر بن محمد،
عن آبائه (عليهم السلام): إن إبليس كان يأتي الأنبياء من لدن آدم (عليه السلام) إلى أن بعث الله
المسيح (عليه السلام) يتحدث عندهم ويسائلهم ولم يكن بأحد منهم أشد أنسا منه بيحيى بن
زكريا (عليه السلام) فقال له يحيى: يا أبا مرة ان لي إليك حاجة، فقال له: أنت أعظم قدرا من
أن أردك بمسألة فسلني ما شئت فاني غير مخالفك في أمر تريده، فقال يحيى: يا أبا مرة
أحب أن تعرض علي مصائدك وفخوخك التي تصطاد بها بني آدم، فقال له إبليس:
حبا وكرامة وواعده لغد، فلما أصبح يحيى (عليه السلام) قعد في بيته ينتظر الموعد وأغلق عليه
الباب إغلاقا فما شعر حتى ساواه من خوخه كانت في بيته فإذا وجهه صورة وجه القرد
وجسده على صورة الخنزير وإذا عيناه مشقوقتان طولا وإذا أسنانه وفمه مشقوق
طولا عظما واحدا بلا ذقن ولا لحية وله أربعة أيد يدان في صدره ويدان في منكبه
وإذا عراقيبه قوادمه وأصابعه خلفه وعليه قباء وقد شد وسطه بمنطقه فيها خيوط
معلقة بين أحمر وأصفر وأخضر وجميع الألوان وإذا بيده جرس عظيم وعلى رأسه
بيضة وإذا في البيضة حديدة معلقة شبيهة بالكلاب، فلما تأمله يحيى (عليه السلام) قال له:
ما هذه المنطقة التي في وسطك؟ فقال: هذه المجوسية أنا الذي سننتها وزينتها لهم،
فقال له: فما هذه الخيوط الألوان؟ قال له: هذه جميع أصباغ النساء لا تزال المرأة
تصبغ الصبغ حتى تقع مع لونها فافتتن الناس بها، فقال له: فما هذا الجرس الذي
بيدك؟ قال: هذا مجمع كل لذة من طنبور وبربط ومعزفة وطبل وناي وصرناي وان
القوم ليجلسون على شرابهم فلا يستلذونه فاحرك الجرس فيما بينهم فإذا سمعوه
استخفهم الطرب فمن بين من يرقص ومن بين من يفرقع أصابعه ومن بين يشق ثيابه،
فقال له: وأي الأشياء أقر لعينك؟ قال: النساء هن فخوخي ومصائدي فاني إذا
اجتمعت على دعوات الصالحين ولعناتهم صرت إلى النساء فطابت نفسي بهن، فقال
له يحيى (عليه السلام): فما هذه البيضة التي على رأسك؟ قال: بها أتوقى دعوة المؤمنين، قال:

280
فما هذه الحديدة التي أرى فيها؟ قال بهذه أقلب قلوب الصالحين، قال يحيى (عليه السلام): فهل
ظفرت بي ساعة قط؟ قال: لا ولكن فيك خصلة تعجبني، قال يحيى: فما هي؟ قال:
أنت رجل أكول فإذا أفطرت أكلت وبشمت فيمنعك ذلك من بعض صلاتك وقيامك
بالليل، قال يحيى (عليه السلام): فإني أعطي الله عهدا ألا أشبع من الطعام حتى ألقاه، قال له
إبليس: وأنا أعطي الله عهدا إني لا أنصح مسلما حتى ألقاه ثم خرج فما عاد إليه بعد
ذلك (1).
[7471] 3 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: رب طرب يعود بالحرب (2).



(1) أمالي الطوسي: المجلس الثاني عشر ح 32 / 338 الرقم 692.
(2) غرر الحكم: ح 5281.
281
الطعام
غسل اليدين قبل الطعام
[7472] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن
صفوان الجمال، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال: يا أبا حمزة الوضوء قبل
الطعام وبعده يذيبان الفقر، قلت: بأبي وأمي يذهبان بالفقر؟ فقال يذيبان (1).
[7473] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي عوف البجلي قال
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الوضوء قبل الطعام وبعده يزيدان في الرزق (2).
[7474] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من غسل يده قبل الطعام
وبعده عاش في سعة وعوفي من بلوى في جسده (3).
[7475] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى،
عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): غسل اليدين قبل الطعام وبعده زيادة في العمر وإماطة للغمر عن
الثياب ويجلو البصر (4).
[7476] 5 - البرقي، عن بكر بن صالح، عن الجعفري، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: الوضوء
قبل الطعام وبعده يثبت النعمة (5).



(1) الكافي: 6 / 290 ح 2 و 5 و 1 و 3.
(2) الكافي: 6 / 290 ح 2 و 5 و 1 و 3.
(3) الكافي: 6 / 290 ح 2 و 5 و 1 و 3.
(4) الكافي: 6 / 290 ح 2 و 5 و 1 و 3.
(5) المحاسن: 424 ح 218.
282
صاحب المنزل أول من يغسل يده قبل الطعام
وآخر من يغسلهما بعده
[7477] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن محمد بن عجلان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الوضوء قبل الطعام يبدأ
صاحب البيت لئلا يحتشم أحد فإذا فرغ من الطعام بدأ بمن على يمين الباب حرا كان أو
عبدا (1).
[7478] 2 - قال الكليني: وفي حديث آخر: يغسل أولا رب البيت يده ثم يبدأ بمن عن
يمينه فإذا رفع الطعام بدأ بمن على يسار صاحب المنزل ويكون آخر من يغسل يده
صاحب المنزل لأنه أولى بالصبر على الغمر (2).
[7479] 3 - عبد الله بن جعفر الحميري، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة،
عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليه السلام) قال: صاحب الرحل يتوضأ أول القوم قبل الطعام
وآخر القوم بعد الطعام (3).
[7480] 4 - محمد بن الأشعث، عن موسى، عن أبيه، عن جده، عن أبيه جعفر بن
محمد، عن أبيه (عليهما السلام) ان عليا (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سره أن يكثر خير
بيته فليتوضأ عند حضور طعامه (4).
[7481] 5 - القطب الراوندي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من غسل اليدين قبل
الطعام وبعده بورك له في أول الطعام وآخره (5).
وفي هذا المجال راجع إن شئت وسائل الشيعة: 24 / 339، ومستدرك الوسائل:
16 / 267 كلاهما من طبع آل البيت (عليهم السلام).



(1) الكافي: 6 / 290 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 291 ذيل ح 1.
(3) قرب الاسناد: 34.
(4) الجعفريات: 27.
(5) الدعوات: 62.
283
التمندل من الغسل بعد الطعام وتركه قبله
[7482] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن مرازم قال:
رأيت أبا الحسن (عليه السلام) إذا توضأ قبل الطعام لم يمس المنديل وإذا توضأ بعد الطعام مس
المنديل (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7483] 2 - الكليني، عن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد بن أبي محمود، عن أبيه، عن
رجل قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا غسلت يدك للطعام فلا تمسح يدك بالمنديل فلا
تزال البركة في الطعام ما دامت النداوة في اليد (2).
[7484] 3 - الحسن بن فضل الطبرسي رفعه عن صفوان الجمال قال: كنا عند
أبي عبد الله (عليه السلام) فحضرت المائدة فأتى الخادم بالوضوء فناوله المنديل فعافه ثم قال:
منه غسلنا (3).
استحباب التسمية في أول الطعام
[7485] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدايني، قال قال
أبو عبد الله (عليه السلام): أذكر اسم الله على الطعام فإذا فرغت فقل: الحمد لله الذي يطعم ولا
يطعم (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7486] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد، عن أبيه، عمن حدثه عن عبد الرحمن



(1) الكافي: 6 / 291 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 291 ح 1.
(3) مكارم الأخلاق: 140.
(4) الكافي: 6 / 294 ح 13.
284
العرزمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من ذكر اسم الله عند
طعام أو شراب في أوله وحمد الله في آخره لم يسأل عن نعيم ذلك الطعام أبدا (1).
[7487] 3 - الكليني، عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن الوشاء، عن أحمد
ابن عائذ، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث انه قال: ما من شئ إلا
وله حد ينتهي إليه، فجئ بالخوان، فقالوا: ما حده؟ حده إذا وضع قيل: بسم الله،
وإذا رفع قيل: الحمد لله، ويأكل كل انسان مما بين يديه ولا يتناول من قدام الآخر
شيئا (2).
[7488] 4 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن ابن شمون، عن الأصم، عن مسمع، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من رجل يجمع عياله ويضع مائدته
فيسمون في أول طعامهم ويحمدون في آخره فترفع المائدة حتى يغفر لهم (3).
[7489] 5 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: ما اتخمت قط وذلك أني لم أبدأ بطعام
إلا قلت: بسم الله ولم أفرغ من طعام إلا قلت: الحمد لله (4).
الابتداء بالملح قبل الطعام
[7490] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن بكر بن صالح، عن الجعفري، عن
أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: لم يخصب خوان لا ملح عليه وأصح للبدن أن يبدأ به في
الطعام (5).
[7491] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): افتتح طعامك بالملح واختم به



(1) الكافي: 6 / 294 ح 14.
(2) الكافي: 6 / 292 ح 3.
(3) الكافي: 6 / 296 ح 25.
(4) الفقيه: 3 / 225.
(5) الكافي: 6 / 326 ح 5.
285
فإن من افتتح طعامه بالملح وختم به عوفي من اثنين وسبعين نوعا من أنواع البلاء منه
الجنون والجذام والبرص (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7492] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن ابن بكير،
عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام):
يا علي افتتح طعامك بالملح واختمه بالملح فإن من افتتح طعامه بالملح وختمه بالملح
دفع عنه سبعون نوعا من أنواع البلاء أيسرها: الجذام (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7493] 4 - الصدوق رفعه وقال: قال الصادق (عليه السلام): ان بني أمية يبدؤون بالخل في أول
الطعام ويختمون بالملح وإنا نبدأ بالملح في أول الطعام ونختم بالخل (3).
[7494] 5 - البرقي، عن محمد بن أحمد، عن ابن أبي محمود، عن أبيه رفعه قال قال
أبو عبد الله (عليه السلام): من ذر الملح على أول لقمة يأكلها استقبل الغنى (4).
اتخاذ الطعام وإجادته ودعاء الناس إليه
[7495] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن
سدير الصيرفي قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما منعك أن تعتق كل يوم نسمة؟ قلت:
لا يحتمل مالي ذلك، قال: تطعم كل يوم مسلما، فقلت: موسرا أم معسرا؟ فقال:
ان الموسر قد يشتهي الطعام (5).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 6 / 326 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 325 ح 1.
(3) الفقيه: 3 / 225.
(4) المحاسن: 594.
(5) الكافي: 2 / 162 ح 13.
286
[7496] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن
عبد الرحمن بن أبي عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لأن آخذ خمسة دراهم فادخل
إلى سوقكم هذه فابتاع بها الطعام واجمع نفرا من المسلمين أحب إلي من أن أعتق
نسمة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7497] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن
شهاب بن عبد ربه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اعمل طعاما وتنوق فيه وادع عليه
أصحابك (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7498] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان قال: أولم
إسماعيل فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): عليك بالمساكين فأشبعهم فإن الله يقول (وما
يبدئ الباطل وما يعيد) (3) (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7499] 5 - العياشي، رفعه عن مسعدة قال: مر الحسين بن علي (عليه السلام) بمساكين قد بسطوا
كساء لهم فألقوا عليه كسرا فقالوا: هلم يا ابن رسول الله، فثنى رجله ونزل ثم تلا
(انه لا يحب المستكبرين) (5) ثم قال: قد أجبتكم فأجيبوني قالوا: نعم يا ابن
رسول الله وقاموا معه حتى أتوا منزله، فقال للرباب: أخرجي ما كنت تدخرين (6).



(1) الكافي: 2 / 162 ح 14.
(2) الكافي: 6 / 280 ح 6.
(3) سورة سبأ: 49.
(4) الكافي: 6 / 299 ح 16.
(5) سورة النحل: 23.
(6) تفسير العياشي: 2 / 257 ح 15.
287
الاجتماع على أكل الطعام
[7500] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الطعام إذا جمع ثلاث خصال فقد تم: إذا كان
من حلال وكثرت الأيدي عليه وسمي في أوله وحمد الله في آخره (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7501] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن غياث بن
إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): طعام الواحد يكفي الاثنين
وطعام الاثنين يكفي الثلاثة وطعام الثلاثة يكفي الأربعة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7502] 3 - البرقي، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن داود بن
النعمان، عن حسين بن علي قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من أطعم عشرة من
المسلمين أوجب الله له الجنة (3).
[7503] 4 - البرقي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: لئن آخذ خمسة دراهم ثم أخرج إلى سوقكم هذه فأشتري طعاما ثم أجمع عليه
نفرا من المسلمين أحب إلي من أن أعتق نسمة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7504] 5 - الحسن بن الفضل الطبرسي نقلا من كتاب مواليد الصادقين قال: كان
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يأكل كل الأصناف من الطعام وكان يأكل ما أحل الله له مع أهله وخدمه
إذا أكلوا ومع من يدعوه من المسلمين على الأرض وعلى ما أكلوا عليه وما أكلوا إلا أن
ينزل بهم ضيف فيأكل مع ضيفه (5).



(1) الكافي: 6 / 273 ح 2 و 1.
(2) الكافي: 6 / 273 ح 2 و 1.
(3) المحاسن: 395 ح 62.
(4) المحاسن: 396 ح 63.
(5) مكارم الأخلاق: 26.
288
من مشى إلى طعام لم يدع إليه
[7505] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: إذا دعي أحدكم إلى طعام فلا يستتبعن ولده فإنه إن فعل أكل حراما
ودخل غاصبا (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7506] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن
الحسين بن أحمد المنقري، عن خاله قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من أكل
طعاما لم يدع إليه فإنما أكل قطعة من النار (2).
[7507] 3 - الصدوق بإسناده إلى الصادق (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال في وصيته له: يا علي ثمانية إن أهينوا فلا يلوموا إلا
أنفسهم: الذاهب إلى مائدة لم يدع إليها، والمتأمر على رب البيت، وطالب الخير من
أعدائه، وطالب الفضل من اللئام، والداخل بين اثنين في سر لهم لم يدخلاه فيه،
والمستخف بالسلطان، والجالس في مجلس ليس له بأهل، والمقبل بالحديث على من
لا يسمع منه (3).
اختيار اللحم على جميع الطعام
[7508] 1 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد
ابن علي، عن عيسى بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن جده عن علي (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اللحم سيد الطعام في الدنيا والآخرة (4).



(1) و (2) الكافي: 6 / 270 ح 1 و 2.
(3) الخصال: 2 / 410 ح 12.
(4) الكافي: 6 / 308 ح 2.
289
[7509] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
بعض أصحابه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سيد الطعام اللحم (1).
[7510] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن عبد الله
ابن سنان قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن سيد الآدام في الدنيا والآخرة؟ فقال: اللحم
أما سمعت قول الله عز وجل (ولحم طير مما يشتهون) (2) (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7511] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لحما يحب
اللحم (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7512] 5 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن عثمان بن عيسى، عن مسمع
أبي سيار، عن أبي عبد الله (عليه السلام): ان رجلا قال له: إن من قبلنا يروون أن الله عز وجل
يبغض بيت اللحم، فقال: صدقوا وليس حيث ذهبوا، ان الله عز وجل يبغض البيت الذي
تؤكل فيه لحوم الناس (5).
الرواية معتبرة الإسناد.
وفي هذا المجال راجع الكافي: 6 / 308، ووسائل الشيعة: 25 / 22.



(1) الكافي: 6 / 308 ح 4.
(2) سورة الواقعة: 21.
(3) الكافي: 6 / 308 ح 1.
(4) الكافي: 6 / 309 ح 7.
(5) الكافي: 6 / 309 ح 6.
290
حرمة الطعام وانه لا حساب عليه
[7513] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن بعض
أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما عذب الله عز وجل قوما قط وهم يأكلون وإن الله عز وجل
أكرم من أن يرزقهم شيئا ثم يعذبهم عليه حتى يفرغوا منه (1).
[7514] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
الحكم، عن شهاب بن عبد ربه قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): ليس في الطعام سرف (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[7515] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن القاسم بن محمد
الجوهري، عن الحارث بن حريز، عن منذر الصيرفي، عن أبي خالد الكابلي قال:
دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فدعا بالغداء فأكلت طعاما ما أكلت طعاما قط أنظف منه
ولا أطيب فلما فرغنا من الطعام، قال: كيف رأيت طعامنا؟ قلت: ما رأيت أنظف
منه قط ولا أطيب ولكني ذكرت الآية في كتاب الله (ثم لتسئلن يومئذ عن
النعيم) (3)؟ فقال أبو جعفر (عليه السلام): إنما تسألون عما أنتم عليه من الحق (4).
[7516] 4 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن علي بن
رئاب، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة أشياء لا يحاسب عليهن المؤمن:
طعام يأكله وثوب يلبسه وزوجة صالحة تعاونه ويحصن بها فرجه (5).
[7517] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى،



(1) الكافي: 6 / 274 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 280 ح 4.
(3) سورة التكاثر: 8.
(4) الكافي: 6 / 280 ح 5.
(5) الكافي: 6 / 280 ح 2.
291
عن أبي سعيد، عن أبي حمزة قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) جماعة فدعا بطعام
مالنا عهد بمثله لذاذة وطيبا وأوتينا بتمر ننظر فيه إلى وجوهنا من صفائه وحسنه
فقال رجل: لتسألن عن هذا النعيم الذي نعمتم به عند ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): ان الله عز وجل أكرم وأجل من أن يطعمكم طعاما فيسوغكموه ثم
يسألكم عنه ولكن يسألكم عما أنعم عليكم بمحمد وآل محمد صلى الله عليه
وعليهم (1).
وفي هذا المجال راجع الكافي: 6 / 279، والوافي: 20 / 525، ووسائل الشيعة:
24 / 295، وكتاب الأطعمة والأشربة من كتب الأخبار.
وقد مر منا عنواني الإطعام والأكل في محلهما فراجعهما إن شئت.
ويأتي عنوان المائدة في محلها إن شاء الله تعالى.



(1) الكافي: 6 / 280 ح 3.
292
الطعن
[7518] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر،
عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما شهد رجل على رجل بكفر
قط إلا باء به أحدهما، إن كان شهد به على كافر صدق وإن كان مؤمنا رجع الكفر
عليه فإياكم والطعن على المؤمنين (1).
[7519] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وأبي علي الأشعري، عن
محمد بن عبد الجبار جميعا، عن صفوان، عن عمرو بن حريث قال دخلت على
أبي عبد الله (عليه السلام) وهو في منزل أخيه عبد الله بن محمد فقلت له: جعلت فداك ما حولك
إلى هذا المنزل؟ قال: طلب النزهة فقلت: جعلت فداك ألا أقص عليك ديني؟ فقال:
بلى قلت: أدين الله بشهادة أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله
وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور وأقام الصلاة وايتاء الزكاة
وصوم شهر رمضان وحج البيت والولاية لعلي أمير المؤمنين بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
والولاية للحسن والحسين والولاية لعلي بن الحسين والولاية لمحمد بن علي ولك من
بعده صلوات الله عليهم أجمعين وانكم أئمتي عليه أحيا وعليه أموت وأدين الله به،
فقال: يا عمرو هذا والله دين الله ودين آبائي الذي أدين الله به في السر والعلانية فاتق
الله وكف لسانك إلا من خير ولا تقل اني هديت نفسي بل الله هداك فأد شكر ما أنعم
الله عز وجل عليك ولا تكن ممن إذا أقبل طعن في عينه وإذا أدبر طعن في قفاه ولا تحمل



(1) الكافي: 2 / 360 ح 5.
293
الناس على كاهلك فإنك أوشك ان حملت الناس على كاهلك أن يصدعوا شعب
كاهلك (1).
الرواية صحيحه الإسناد.
[7520] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن حماد
ابن عثمان، عن ربعي، عن الفضيل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما من انسان يطعن في
عين مؤمن إلا مات بشر ميتة وكان قمنا أن لا يرجع إلى الخير (2).
في عين مؤمن: حين ينظر إليه ويراعيه. قمنا: خليقا. ونقلها الصدوق بسنده
المعتبر في عقاب الأعمال: 284.
[7521] 4 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن
سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: إن الله عز وجل خلق المؤمنين
من نور عظمته وجلال كبريائه فمن طعن عليهم أو رد عليهم قولهم فقد رد على الله في
عرشه وليس من الله في شئ إنما هو شرك شيطان (3).
[7522] 5 - الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله، عن أبي محمد، عن ابن همام، عن
الحسين بن أحمد المالكي، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يحيى بن زكريا
الأنصاري عن داود بن كثير الرقي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
إن الله عز وجل خلق المؤمن من عظمة جلاله وقدرته فمن طعن عليه أو رد عليه قوله فقد
رد على الله عز وجل (4).
[7523] 6 - القطب الراوندي رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من طعن في مؤمن بشطر كلمة



(1) الكافي: 2 / 23 ح 14.
(2) الكافي: 2 / 361 ح 9.
(3) عقاب الأعمال: 284.
(4) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 61 / 306 الرقم 614.
294
حرم الله عليه ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمأة عام (1).
[7524] 7 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إياك أن تكون على الناس طاعنا
ولنفسك مداهنا فتعظم عليك الحوبة وتحرم المثوبة (2).
في هذا المجال راجع جامع أحاديث الشيعة: 16 / 352، وكتابنا ألف حديث في
المؤمن: 226.



(1) لب اللباب: ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 2 / 109 (9 / 140).
(2) غرر الحكم: ح 2711.
295
الطغيان
[7525] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن
بكير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا شبع البطن
طغى (1).
[7526] 2 - الصدوق بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في حديث طويل:... والهوى
على أربع شعب: على البغي والعدوان والشهوة والطغيان، فمن بغى كثرت غوائله
وعلاته ومن اعتدى لم تؤمن بوائقه ولم يسلم قلبه ومن لم يعزل نفسه عن الشهوات
خاض في الخبيثات ومن طغى ضل على غير يقين ولا حجة له، الحديث (2).
[7527] 3 - علي بن إبراهيم القمي رفعه إلى أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله
تعالى: (كذبت ثمود بطغوها) (3) يقول: الطغيان حملها على التكذيب (4).
[7528] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فمن شغل نفسه بغير نفسه
تحير في الظلمات وارتبك في الهلكات ومدت به شياطينه في طغيانه وزينت له سيئ
أعماله فالجنة غاية السابقين والنار غاية المفرطين... (5).



(1) الكافي: 6 / 270 ح 10.
(2) الخصال: 1 / 234 ح 74.
(3) سورة الشمس: 11.
(4) تفسير القمي: 2 / 424.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 157.
296
[7529] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في توصيف القلب:... وإن أفاد
مالا أطغاه الغنى... (1).
[7530] 6 - الحسن بن الفضل الطبرسي رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: إن الجسد إذا
لبس الثوب اللين طغى (2).
[7531] 7 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما أسرع صرعة الطاغي (3).



(1) نهج البلاغة: الحكمة 108.
(2) مكارم الأخلاق: 111.
(3) غرر الحكم: ح 9426.
297
الطلاق
[7532] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن صفوان بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
تزوجوا وزوجوا ألا فمن حظ امرء مسلم انفاق قيمه أيمة وما من شئ أحب إلى الله عز وجل
من بيت يعمر في الإسلام بالنكاح وما من شئ أبغض إلى الله عز وجل من بيت يخرب في
الإسلام بالفرقة يعني الطلاق ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله عز وجل إنما وكد في الطلاق
وكرر فيه القول من بغضه الفرقة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7533] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن غير واحد،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من شئ مما أحله الله عز وجل أبغض إليه من الطلاق وان الله
يبغض المطلاق الذواق (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7534] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن
محمد، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الله عز وجل يحب البيت الذي فيه
العرس، ويبغض البيت الذي فيه الطلاق وما من شئ أبغض إلى الله عز وجل من
الطلاق (3).



(1) الكافي: 5 / 328 ح 1.
(2) و (3) الكافي: 6 / 54 ح 2 و 3.
298
[7535] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
أبي جميلة، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: مر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) برجل
فقال: ما فعلت امرأتك؟ قال: طلقتها يا رسول الله قال: من غير سوء؟ قال: من
غير سوء، ثم قال: ان الرجل تزوج فمر به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: تزوجت؟ قال: نعم ثم
قال له بعد ذلك: ما فعلت امرأتك؟ قال: طلقتها قال: من غير سوء؟ قال: من غير
سوء ثم ان الرجل تزوج فمر به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: تزوجت؟ فقال: نعم ثم قال له بعد
ذلك: ما فعلت امرأتك؟ قال: طلقتها قال: من غير سوء؟ قال: من غير سوء فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله عز وجل يبغض أو يلعن كل ذواق من الرجال وكل ذواقة من
النساء (1).
[7536] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام): انه كانت عنده امرأة تعجبه وكان لها محبا فأصبح يوما
وقد طلقها واغتم لذلك، فقال له بعض مواليه: جعلت فداك لم طلقتها؟ فقال: إني
ذكرت عليا (عليه السلام) فتنقصته فكرهت أن ألصق جمرة من جمر جهنم بجلدي (2).
[7537] 6 - الكليني، عن محمد بن الحسين، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن عبد الله
ابن حماد، عن خطاب ابن سلمة قال: كانت عندي امرأة تصف هذا الأمر وكان أبوها
كذلك وكانت سيئة الخلق فكنت أكره طلاقها لمعرفتي بإيمانها وإيمان أبيها فلقيت
أبا الحسن موسى (عليه السلام) وأنا أريد أن أسأله عن طلاقها، فقلت: جعلت فداك إن لي
إليك حاجة فتأذن لي أن أسألك عنها؟ فقال: إيتني غدا صلاة الظهر، قال: فلما
صليت الظهر أتيته فوجدته قد صلى وجلس فدخلت عليه وجلست بين يديه
فابتدأني فقال: يا خطاب كان أبي زوجني ابنة عم لي وكانت سيئة الخلق وكان أبي



(1) الكافي: 6 / 54 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 55 ح 1.
299
ربما أغلق علي وعليها الباب رجاء أن ألقاها فاتسلق الحائط وأهرب منها فلما مات
أبي طلقتها، فقلت: الله أكبر أجابني والله عن حاجتي من غير مسألة (1).
[7538] 7 - الكليني، باسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: بلغ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن أيوب يريد أن
يطلق امرأته فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن طلاق أم أيوب لحوب (2).
الحوب: الإثم.
[7539] 8 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن
عبد الله بن سنان، عن الوليد بن صبيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول:
ثلاثة ترد عليهم دعوتهم: أحدهم: رجل يدعو على امرأته وهو لها ظالم فيقال له: ألم
نجعل أمرها بيدك (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7540] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كنت عنده إذ مر به نافع مولى ابن عمر،
فقال له أبو جعفر (عليه السلام): أنت الذي تزعم ان ابن عمر طلق امرأته واحدة وهي حائض
فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عمر أن يأمره أن يراجعها؟ قال: نعم فقال له: كذبت والله
الذي لا اله إلا هو على ابن عمر أنا سمعت ابن عمر يقول: طلقتها على عهد
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاثا فردها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علي وأمسكتها بعد الطلاق فاتق الله
يا نافع ولا ترو على ابن عمر الباطل (4).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 6 / 55 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 55 ح 5.
(3) الكافي: 6 / 56 ح 6.
(4) الكافي: 6 / 61 ح 18.
300
[7541] 10 - الحسن بن الفضل الطبرسي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: تزوجوا ولا
تطلقوا فإن الطلاق يهتز منه العرش (1).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتاب الطلاق من
كتب الأخبار.



(1) مكارم الأخلاق: 197.
301
الطلب
[7542] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن
يعقوب بن شعيب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إذا حدث على الامام حدث كيف
يصنع الناس؟ قال: أين قول الله عز وجل (فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا
في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) قال: هم في عذر
ما داموا في الطلب وهؤلاء الذين ينتظرونهم في عذر حتى يرجع إليهم أصحابهم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7543] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب،
عن أبي ولاد قال قال أبو الحسن موسى (عليه السلام): عليكم بالدعاء فإن الدعاء لله والطلب
إلى الله يرد البلاء وقد قدر وقضى ولم يبق إلا إمضاؤه فإذا دعى الله عز وجل وسئل صرف
البلاء صرفة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7544] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن داود الرقي، عن أبي حمزة الثمالي قال قال أبو جعفر (عليه السلام): ان الله عز وجل جعل
للمعروف أهلا من خلقه حبب إليهم فعاله ووجه لطلاب المعروف الطلب إليهم ويسر
لهم قضاءه كما يسر الغيث للأرض المجدبة ليحييها ويحيى به أهلها وان الله جعل



(1) الكافي: 1 / 378 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 470 ح 8.
302
للمعروف أعداء من خلقه بغض إليهم المعروف وبغض إليهم فعاله وحظر على طلاب
المعروف الطلب إليهم وحظر عليهم قضاءه كما يحرم الغيث على الأرض المجدبة ليهلكها
ويهلك أهلها وما يعفو الله أكثر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7545] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعدة من أصحابنا، عن
سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع: ألا ان الروح الأمين نفث في روعي انه لا تموت نفس
حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله عز وجل واجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء شئ من
الرزق أن تطلبوه بشئ من معصية الله فإن الله تبارك وتعالى قسم الأرزاق بين خلقه
حلالا ولم يقسمها حراما فمن اتقى الله عز وجل وصبر أتاه الله برزقه من حله ومن هتك
حجاب الستر وعجل فأخذه من غير حله قص به من رزقه الحلال وحوسب عليه
يوم القيامة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7546] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي، عن هارون
بن حمزة، عن علي بن عبد العزيز قال قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): ما فعل عمر بن مسلم؟
قلت: جعلت فداك أقبل على العبادة وترك التجارة فقال: ويحه أما علم أن تارك
الطلب لا يستجاب له ان قوما من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما نزلت (ومن يتق الله
يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) أغلقوا الأبواب وأقبلوا على العبادة
وقالوا قد كفينا فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأرسل إليهم فقال: ما حملكم على ما صنعتم؟
قالوا: يا رسول الله تكفل لنا بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة، فقال: انه من



(1) الكافي: 3 / 25 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 80 ح 1.
303
فعل ذلك لم يستجب له عليكم بالطلب (1).
[7547] 6 - الكليني، عن علي بن محمد، وغيره، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن
أبي حمزة، عن أبي إسحاق السبيعي، عمن حدثه قال سمعت أمير المؤمنين يقول: أيها
الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به ألا وان طلب العلم أوجب عليكم
من طلب المال ان المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم وضمنه وسيفي لكم
والعلم مخزون عند أهله وقد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه (2).
[7548] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب الخزاز، عن
أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (يسألونك عن الروح قل الروح من أمر
ربي) قال: خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع أحد ممن مضى غير
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو مع الأئمة يسددهم وليس كل ما طلب وجد (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7549] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن بكير،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ان في طلب الدنيا إضرارا بالآخرة
وفي طلب الآخرة إضرارا بالدنيا فأضروا بالدنيا فإنها أولى بالإضرار (4).
الرواية موثقة سندا.
[7550] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
أبي خالد الكوفي رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): العبادة سبعون



(1) الكافي: 5 / 84 ح 5.
(2) الكافي: 1 / 30 ح 4.
(3) الكافي: 1 / 273 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 131 ح 12.
304
جزءا أفضلها طلب الحلال (1).
[7551] 10 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
أبي عبيدة، عن عبد الرحمن بن محمد، عن الحارث بن بهرام، عن عمرو بن جميع
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا خير فيمن لا يحب جمع المال من الحلال فكيف به
وجهه ويقضى به دينه.
وفي حديث آخر: من طلب الدنيا استغناء عن الناس وتعطفا على الجار لقي الله
ووجهه كالقمر ليلة البدر (2).
[7552] 11 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الناس طالبان: طالب
ومطلوب، فمن طلب الدنيا طلبه الموت حتى يخرجه عنها ومن طلب الآخرة طلبته
الدنيا حتى يستوفي رزقه منها (3).
[7553] 12 - وعنه (عليه السلام): اطلب تجد (4).
[7554] 13 - وعنه (عليه السلام): أصعب المرام طلب ما في أيدي اللئام (5).
[7555] 14 - وعنه (عليه السلام): آفة الطلب عدم النجاح (6).
[7556] 15 - وعنه (عليه السلام): كل طالب مطلوب (7).
[7557] 16 - وعنه (عليه السلام): للطالب البالغ لذة الادراك (8).



(1) الكافي: 5 / 78 ح 6.
(2) ثواب الأعمال: 215.
(3) غرر الحكم: ح 2082.
(4) غرر الحكم: ح 2258.
(5) غرر الحكم: ح 3044.
(6) غرر الحكم: ح 3944.
(7) غرر الحكم: ح 6853.
(8) غرر الحكم: ح 7325.
305
[7558] 17 - وعنه (عليه السلام): من طلب الزيادة وقع في النقصان (1).
[7559] 18 - وعنه (عليه السلام): من طلب شيئا ناله أو بعضه (2).
[7560] 19 - وعنه (عليه السلام): من أسرف في طلب الدنيا مات فقيرا (3).
[7561] 20 - وعنه (عليه السلام): لا ذل كالطلب (4).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا، فراجع إن شئت أكثر من هذا كتب الأخبار.



(1) غرر الحكم: ح 8332.
(2) غرر الحكم: ح 8490.
(3) غرر الحكم: ح 8608.
(4) غرر الحكم: ح 10463.
306
الطمع
[7562] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن
عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال:
رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عما في أيدي الناس ومن لم يرج الناس في
شئ ورد أمره إلى الله عز وجل في جميع أموره استجاب الله عز وجل له في كل شئ (1).
[7563] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
الحسين بن أبي العلاء، عن عبد الأعلى بن أعين قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
طلب الحوائج إلى الناس استلاب للعز ومذهبة للحياء واليأس مما في أيدي الناس عز
للمؤمن في دينه والطمع هو الفقر الحاضر (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7564] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن بعض أصحابنا، عن
علي بن سليمان بن رشيد، عن موسى بن سلام، عن سعدان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قلت له [ما] الذي يثبت الإيمان في العبد؟ قال: الورع، والذي يخرجه منه؟
قال: الطمع (3).
[7565] 4 - الكليني، بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في حديث طويل:...
والطمع على أربع شعب: الفرح والمرح واللجاجة والتكاثر، فالفرح مكروه عند الله



(1) و (2) الكافي: 2 / 148 ح 3 و 4.
(3) الكافي: 2 / 320 ح 4.
307
والمرح خبلاء واللجاجة بلاء لمن اضطرته إلى حمل الآثام والتكاثر لهو ولعب وشغل
واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، الحديث (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7566] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عمن ذكره بلغ به
أبا جعفر (عليه السلام) قال: بئس العبد عبد له طمع يقوده وبئس العبد عبد له رغبة تذله (2).
[7567] 6 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن الأصبهاني، عن المنقري، عن حماد بن
عيسى قال قال أبو عبد الله (عليه السلام) في حديث: إن أردت أن تقر عينك وتنال خير الدنيا
والآخرة فاقطع الطمع مما في أيدي الناس وعد نفسك في الموتى ولا تحدثن نفسك إنك
فوق أحد من الناس واخزن لسانك كما تخزن مالك (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7568] 7 - الصدوق، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن أبيه، عن محمد بن أحمد
ابن يحيى بن عمران الأشعري، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن يونس
ابن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان، عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن الحسن
ابن علي (عليهما السلام) انه قال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) ما ثبات الإيمان؟ فقال الورع. فقيل له:
ما زواله؟ قال: الطمع (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7569] 8 - الصدوق بإسناده إلى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه محمد بن الحنفية انه قال في
آخرها:... وإن أحببت أن تجمع خير الدنيا والآخرة فاقطع طمعك مما في أيدي
الناس والسلام عليك ورحمة الله وبركاته (5).



(1) الكافي: 2 / 394.
(2) الكافي: 2 / 320 ح 2.
(3) الخصال: 1 / 121 ح 113.
(4) أمالي الصدوق: المجلس الثامن والأربعون ح 11 / 365 الرقم 454.
(5) الفقيه: 4 / 392.
308
[7570] 9 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه إلى أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) عن
جده (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):... وأفقر الناس الطمع (1).
الطمع: الطماع.
[7571] 10 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام) في وصيته لجابر بن يزيد
الجعفي:... واطلب بقاء العز بإماتة الطمع وادفع ذل الطمع بعز اليأس واستجلب عز
اليأس ببعد الهمة... (2).
[7572] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى نجله الحسن (عليه السلام):... وإياك
أن توجف بك مطايا الطمع فتوردك مناهل الهلكة... وقد يكون اليأس إدراكا إذا
كان الطمع هلاكا... (3).
[7573] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في توصيف عيسى بن
مريم (عليه السلام):... لم تكن له زوجة تفتنه ولا ولد يحزنه ولا مال يلفته ولا طمع يذله،
دابته رجلاه وخادمه يداه (4).
[7574] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في توصيف القلب:... فإن
سنح له الرجاء أذله الطمع وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص... (5).
[7575] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أزرى بنفسه من استشعر
الطمع... (6).
أزري بها: أي حقرها.



(1) الغايات: 172.
(2) تحف العقول: 286.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 160.
(5) نهج البلاغة الحكمة 108.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 2.
309
[7576] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الطمع رق مؤبد (1).
[7577] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ان الطمع غير مصدر وضامن
غير وفي... (2).
[7578] 17 - القطب الراوندي بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث قال: قال لقمان
لابنه:... فإن أردت أن تجمع عز الدنيا فاقطع طمعك مما في أيدي الناس فإنما بلغ
الأنبياء والصديقون ما بلغوا بقطع طمعهم (3).
[7579] 18 - الديلمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... وإياكم واستشعار الطمع
فإنه يشوب القلب شدة الحرص ويختم على القلوب بطبائع حب الدنيا وهو مفتاح كل
سيئة ورأس كل خطيئة وسبب إحباط كل حسنة (4).
[7580] 19 - السيد فضل الراوندي باسناده إلى موسى بن جعفر (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن
أمير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال في خطبة: بئس العبد عبد له طمع
يقوده إلى طبع (5).
[7581] 20 - الشيخ أبو الفتوح الرازي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الحر عبد
ما طمع والعبد حر إذا قنع (6).
[7582] 21 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الطامع أبدا في وثاق الذل (7).
[7583] 22 - وعنه (عليه السلام): المذلة والمهانة والشقاء في الطمع والحرص (8).



(1) نهج البلاغة: الحكمة 180.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 275.
(3) قصص الأنبياء: 195 ح 244.
(4) أعلام الدين: 340.
(5) النوادر: 23.
(6) تفسير أبي الفتوح الرازي: 1 / 479.
(7) غرر الحكم: ح 1439.
(8) غرر الحكم: ح 2095.
310
[7584] 23 - وعنه (عليه السلام): أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع (1).
[7585] 24 - وعنه (عليه السلام): بئس قرين الدين الطمع (2).
[7586] 25 - وعنه (عليه السلام): دلالة حسن الورع عزوف النفس عن مذلة الطمع (3).
[7587] 26 - وعنه (عليه السلام): فساد الدين الطمع (4).
[7588] 27 - وعنه (عليه السلام): من لم ينزه نفسه عن دنائة المطامع فقد أذل نفسه وهو في الآخرة
أذل وأخزى (5).
[7589] 28 - وعنه (عليه السلام): لا يسترقنك الطمع وقد جعلك الله حرا (6).
[7590] 29 - وعنه (عليه السلام): لا يسلم الدين مع الطمع (7).
[7591] 30 - وعنه (عليه السلام): يسير الطمع يفسد كثير الورع (8).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا، فإن شئت راجع الكافي: 2 / 320،
والوافي: 5 / 899، وبحار الأنوار: 70 / 168، ووسائل الشيعة: 11 / 321،
ومستدرك الوسائل: 12 / 67، وجامع أحاديث الشيعة: 14 / 63، وغيرها من
كتب الأخبار.



(1) غرر الحكم: ح 3175.
(2) غرر الحكم: ح 4409.
(3) غرر الحكم: ح 5161.
(4) غرر الحكم: ح 6551.
(5) غرر الحكم: ح 8871.
(6) غرر الحكم: ح 10317.
(7) غرر الحكم: ح 10690.
(8) غرر الحكم: ح 10981.
311
الطهارة
[7592] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن الحكم، عن
معاوية بن وهب قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): ما علامة الامام الذي بعد الامام؟ فقال:
طهارة الولادة وحسن المنشأ ولا يلهو ولا يلعب (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7593] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، ومحمد بن إسماعيل، عن
الفضل بن شاذان جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن
مسلم، عن أحدهما (عليه السلام) قال: سألته عن غسل الجنابة؟ فقال: تبدأ بكفيك فتغسلهما
ثم تغسل فرجك ثم تصب الماء على رأسك ثلاثا ثم تصب الماء على سائر جسدك
مرتين فما جرى عليه الماء فقد طهر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7594] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الصلاة ثلاثة أثلاث: ثلث طهور وثلث ركوع
وثلث سجود (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7595] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى،



(1) الكافي: 1 / 284 ح 4.
(2) الكافي: 3 / 43 ح 1.
(3) الكافي: 3 / 273 ح 8.
312
عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): النظيف من الثياب يذهب الهم والحزن وهو طهور للصلاة (1).
[7596] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن علي بن مرداس قال
حدثنا صفوان بن يحيى، والحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن أبي خالد الكابلي
قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (فامنوا بالله ورسوله والنور الذي
أنزلنا)؟ فقال: يا أبا خالد النور والله الأئمة من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى يوم القيامة وهم
والله نور الله الذي أنزل وهم والله نور الله في السماوات وفي الأرض والله يا أبا خالد لنور
الامام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار وهم والله ينورون قلوب
المؤمنين ويحجب الله عز وجل نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم والله يا أبا خالد لا يحبنا عبد
ويتولانا حتى يطهر الله قلبه ولا يطهر الله قلب عبد حتى يسلم لنا ويكون سلما لنا فإذا
كان سلما لنا سلمه الله من شديد الحساب وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر (2).
[7597] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى،
عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): اشربوا ماء السماء فإنه يطهر البدن ويدفع الأسقام قال الله عز وجل
(وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط
على قلوبكم ويثبت به الأقدام) (3) (4).
[7598] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، وغيره، عن محمد بن أحمد، عن الحسن بن
الحسين اللؤلؤي بإسناده قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): الماء كله طاهر حتى يعلم انه قذر (5).



(1) الكافي: 6 / 444 ح 14.
(2) الكافي: 1 / 194 ح 1.
(3) سورة الأنفال: 11.
(4) الكافي: 6 / 387 ح 2.
(5) الكافي: 3 / 1 ح 2.
313
[7599] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن
شاذان جميعا، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
إذا كانت المرأة طامثا فلا تحل لها الصلاة وعليها أن تتوضأ وضوء الصلاة عند وقت
كل صلاة ثم تقعد في موضع طاهر وتذكر الله عز وجل وتسبحه وتحمده وتهلله كمقدار
صلاتها ثم تفرغ لحاجتها (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7600] 9 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عن غير واحد، عن أبان بن
عثمان، عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله قال: إن الله عز وجل يقول في كتابه (وطهر
بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود) فينبغي للعبد أن لا يدخل مكة إلا
وهو طاهر قد غسل عرقه والأذى وتطهر (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7601] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
أبي عمير، عن محمد بن كردوس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من تطهر ثم آوى إلى
فراشه بات وفراشه كمسجده فإن قام من الليل فذكر الله تناثرت عنه خطاياه فإن قام
من آخر الليل فتطهر وصلى ركعتين وحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم
يسأل الله شيئا إلا أعطاه إما أن يعطيه الذي يسأله بعينه وإما أن يدخر له ما هو خير له
منه (3).
الروايات في هذا المجال كثيرة، فإن شئت راجع كتاب الطهارة من كتب الأخبار.



(1) الكافي: 3 / 101 ح 4.
(2) الكافي: 4 / 400 ح 3.
(3) الكافي: 3 / 468 ح 5.
314
طوبى
[7602] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط،
عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام): ان أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يقول: طوبى لمن أخلص لله
العبادة والدعاء ولم يشغل قلبه بما ترى عيناه ولم ينس ذكر الله بما تسمع أذناه ولم يحزن
صدره بما أعطى غيره (1).
[7603] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): طوبى لمن أسلم وكان عيشه كفافا (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7604] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن الحسن بن حمزة، عن جده، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين
صلوات الله عليهما قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول في آخر خطبته: طوبى لمن طاب
خلقه وطهرت سجيته وصلحت سريرته وحسنت علانيته وأنفق الفضل من ماله
وأمسك الفضل من قوله وأنصف الناس من نفسه (3).
[7605] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد، عن صفوان بن يحيى، عن
أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أطعم ثلاثة نفر من



(1) الكافي: 2 / 16 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 140 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 144 ح 1.
315
المسلمين أطعمه الله من ثلاث جنان في ملكوت السماوات الفردوس وجنة عدن
وطوبى وشجرة تخرج من جنة عدن غرسها ربنا بيده (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7606] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن عمر بن أبان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): طوبى لعبد نومة عرفه الله ولم يعرفه الناس، أولئك مصابيح
الهدى وينابيع العلم ينجلي عنهم كل فتنة مظلمة، ليسوا بالمذاييع البذر ولا
بالجفاة المرائين (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7607] 6 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن
القاسم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ان لأهل
الدين علامات يعرفون بها: صدق الحديث وأداء الأمانة ووفاء بالعهد وصلة
الأرحام ورحمة الضعفاء وقلة المراقبة للنساء أو قال قلة المواتاة للنساء وبذل
المعروف وحسن الخلق وسعة الخلق واتباع العلم وما يقرب إلى الله عز وجل زلفى طوبى لهم
وحسن مآب - وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وليس من مؤمن
إلا وفي داره غصن منها لا يخطر على قلبه شهوة شئ إلا أتاه به ذلك ولو ان راكبا مجدا
سار في ظلها مائة عام ما خرج منه ولو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتى
يسقط هرما ألا ففي هذا فارغبوا - إن المؤمن من نفسه في شغل والناس منه في راحة إذا
جن عليه الليل افترش وجهه وسجد لله عز وجل بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك
رقبته ألا فهكذا كونوا (3).



(1) الكافي: 2 / 200 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 225 ح 11.
(3) الكافي: 2 / 239 ح 30.
316
الرواية معتبرة الإسناد.
[7608] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): طوبى للمساكين بالصبر وهم الذين يرون
ملكوت السماوات والأرض (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7609] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عمن
ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال جبرئيل (عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): طوبى لمن قال من
امتك: لا اله إلا الله وحده وحده وحده (2).
[7610] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
الحسن بن السري، عن أبي مريم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعت جابر بن عبد الله
يقول: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مر بنا ذات يوم ونحن في نادينا وهو على ناقته وذلك حين
رجع من حجة الوداع فوقف علينا فسلم فرددنا عليه السلام ثم قال: ما لي أرى حب
الدنيا قد غلب على كثير من الناس حتى كأن الموت في هذه الدنيا على غيرهم كتب
وكأن الحق في هذه الدنيا على غيرهم وجب وحتى كأن لم يسمعوا ويروا من خبر
الأموات قبلهم سبيلهم سبيل قوم سفر عما قليل إليهم راجعون بيوتهم أجداثهم
ويأكلون تراثهم فيظنون أنهم مخلدون بعدهم، هيهات هيهات أما يتعظ آخرهم
بأولهم لقد جهلوا ونسوا كل واعظ في كتاب الله وآمنوا شر كل عاقبة سوء ولم يخافوا
نزول فادحة وبوائق حادثة، طوبى لمن شغله خوف الله عز وجل عن خوف الناس، طوبى
لمن منعه عيبه عن عيوب المؤمنين من إخوانه، طوبى لمن تواضع لله عز ذكره وزهد فيما
أحل الله له من غير رغبة عن سيرتي ورفض زهرة الدنيا من غير تحول عن سنتي



(1) الكافي: 2 / 263 ح 13.
(2) الكافي: 2 / 517 ح 1.
317
واتبع الأخيار من عترتي من بعدي وجانب أهل الخيلاء والتفاخر والرغبة في الدنيا
المبتدعين خلاف سنتي العاملين بغير سيرتي، طوبى لمن اكتسب من المؤمنين مالا من
غير معصية فأنفقه في غير معصية وعاد به على أهل المسكنة، طوبى لمن حسن مع
الناس خلقه وبذل لهم معونته وعدل عنهم شره، طوبى لمن أنفق القصد وبذل الفضل
وأمسك قوله عن الفضول وقبيح الفعل (1).
[7611] 10 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: طوبى لمن طال عمره وحسن
عمله فحسن منقلبه إذ رضي عنه ربه وويل لمن طال عمره وساء عمله فساء منقلبه إذ
سخط عليه ربه عز وجل (2).
ذكرها مسندا في أماليه المجلس الثالث عشر ح 8 / 111 الرقم 88.
[7612] 11 - الصدوق، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن محمد بن أحمد، عن إبراهيم بن
إسحاق، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن الفضيل، عن سعد بن عمر الجلاب
قال قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله عز وجل خلق الجنة طاهرة مطهرة فلا يدخلها إلا من
طابت ولادته وقال أبو عبد الله (عليه السلام): طوبى لمن كانت أمه عفيفة (3).
[7613] 12 - الصدوق، عن ابن إدريس، عن أبيه، عن ابن عيسى، عن أبيه، عن
عبد الله بن القاسم، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)
قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):... وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
وليس من مؤمن إلا وفي داره غصن منها لا تخطر على قلبه شهوة شئ إلا أتاه به ذلك
الغصن ولو ان راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام ما خرج منها ولو طار من أسفلها
غراب ما بلغ أعلاها حتى يسقط هرما ألا ففي هذا فارغبوا، الخبر (4).



(1) الكافي: 8 / 168 ح 190.
(2) الفقيه: 4 / 396 ح 5846.
(3) علل الشرايع: 188. ونقل عنه في بحار الأنوار: 5 / 285 ح 4.
(4) أمالي الصدوق: المجلس التاسع والثلاثون ح 7 / 290 الرقم 323.
318
[7614] 13 - الصدوق، عن الوراق، عن الأسدي، عن سهل، عن عبد العظيم الحسني،
عن محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم
أجمعين قال: دخلت أنا وفاطمة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوجدته يبكي بكاء شديدا
فقلت: فداك أبي وأمي يا رسول الله ما الذي أبكاك؟ فقال: يا علي ليلة أسري بي إلى
السماء رأيت نساء من أمتي في عذاب شديد فأنكرت شأنهن فبكيت لما رأيت من شدة
عذابهن، ورأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغ رأسها، ورأيت امرأة معلقة بلسانها
والحميم يصب في حلقها، ورأيت امرأة معلقة بثديها، ورأيت امرأة تأكل لحم
جسدها والنار توقد من تحتها، ورأيت امرأة قد شد رجلاها إلى يديها وقد سلط
عليها الحيات والعقارب، ورأيت امرأة صماء عمياء خرساء في تابوت من نار يخرج
دماغ رأسها من منخرها وبدنها متقطع من الجذام والبرص، ورأيت امرأة معلقة
برجليها في تنور من نار، ورأيت امرأة تقطع لحم جسدها من مقدمها ومؤخرها
بمقاريض من نار، ورأيت امرأة يحرق وجهها ويداها وهي تأكل أمعاءها، ورأيت
امرأة رأسها رأس خنزير وبدنها بدن الحمار وعليها ألف ألف لون من العذاب،
ورأيت امرأة على صورة الكلب والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها والملائكة
يضربون رأسها وبدنها بمقامع من نار فقالت فاطمة (عليها السلام): حبيبي وقرة عيني أخبرني
ما كان عملهن وسيرتهن حتى وضع الله عليهن هذا العذاب؟ فقال: يا بنتي أما المعلقة
بشعرها فإنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال، وأما المعلقة بلسانها فإنها كانت
تؤذي زوجها، وأما المعلقة بثديها فإنها كانت تمتنع من فراش زوجها، وأما المعلقة
برجليها فإنها كانت تخرج من بيتها بغير اذن زوجها، وأما التي كانت تأكل لحم
جسدها فإنها كانت تزين بدنها للناس، وأما التي شدت يداها إلى رجليها وسلط
عليها الحيات والعقارب فإنها كانت قذرة الوضوء قذرة الثياب وكانت لا تغتسل من
الجنابة والحيض ولا تتنظف وكانت تستهين بالصلاة، وأما العمياء الصماء الخرساء
فإنها كانت تلد من الزناء فتعلقه في عنق زوجها، وأما التي تقرض لحمها

319
بالمقاريض فإنها تعرض نفسها على الرجال، وأما التي كانت تحرق وجهها وبدنها
وهي تأكل أمعاءها فإنها كانت قوادة، وأما التي كان رأسها رأس خنزير وبدنها بدن
الحمار فإنها كانت نمامة كذابة، وأما التي كانت على صورة الكلب والنار تدخل في
دبرها وتخرج من فيها فإنها كانت قينة نواحة حاسدة، ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم): ويل لامرأة
أغضبت زوجها وطوبى لامرأة رضي عنها زوجها (1).
[7615] 14 - الصدوق بإسناده عن الرضا (عليه السلام) قال: كان نقش خاتم عيسى (عليه السلام) حرفين
اشتقهما من الإنجيل: طوبى لعبد ذكر الله من أجله وويل لعبد نسي الله من أجله (2).
[7616] 15 - الصدوق، عن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، عن منصور بن عبد الله
الأصفهاني، عن علي بن عبد الله الإسكندراني، عن أحمد بن علي الرقي، عن أبيه،
عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) عن
أبيه (عليه السلام) عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
يا علي طوبى لمن أحبك وصدق بك وويل لمن أبغضك وكذب بك، محبوك معروفون
في السماء السابعة والأرض السابعة السفلى وما بين ذلك هم أهل الدين والورع
والسمت الحسن والتواضع لله عز وجل خاشعة أبصارهم وجلة قلوبهم لذكر الله عز وجل وقد
عرفوا ولايتك وألسنتهم ناطقة بفضلك وأعينهم ساكبة تحننا عليك وعلى الأئمة من
ولدك، يدينون الله بما أمرهم به في كتابه وجاءهم به البرهان من سنة نبيه عاملون بما
يأمرهم به أولوا الأمر منهم متواصلون غير متقاطعين متحابون غير متباغضين، ان
الملائكة لتصلي عليهم وتؤمن على دعائهم وتستغفر للمذنب منهم وتشهد حضرته
وتستوحش لفقده إلى يوم القيامة (3).



(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 184. ونقل عنه في بحار الأنوار: 8 / 309 خ 75.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 218. ونقل عنه في بحار الأنوار: 14 / 247 ح 31.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 261 ح 21.
320
[7617] 16 - الصدوق، عن أبيه، وغيره، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
أبي هدبة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): طوبى لمن رآني وطوبى لمن
رأى من رآني وطوبى لمن رأى من رأى من رآني (1).
[7618] 17 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن الحميري، عن ابن هاشم، عن ابن
ميمون، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن علي (عليه السلام) قال: قال عيسى بن
مريم (عليه السلام): طوبى لمن كان صمته فكرا ونظره عبرا ووسعه بيته وبكى على خطيئته
وسلم الناس من يده ولسانه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7619] 18 - البرقي، عن محمد بن عبد الحميد، عن حماد بن عيسى ومنصور بن يونس،
عن بشير الدهان، عن كامل التمار قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): (قد أفلح المؤمنون)
أتدري من هم؟ قلت: أنت أعلم قال: قد أفلح المؤمنون المسلمون ان المسلمين هم
النجباء والمؤمن غريب، ثم قال: طوبى للغرباء (3).
[7620] 19 - فرات بن إبراهيم، عن محمد بن أحمد معنعنا، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم: يا علي ان جبرئيل (عليه السلام) أخبرني ان أمتي تغدر بك من
بعدي فويل ثم ويل ثم ويل لهم ثلاث مرات، قلت: يا رسول الله وما ويل؟ قال: واد
في جهنم أكثر أهله معادوك والقاتلون لذريتك والناكثون لبيعتك، فطوبى ثم طوبى ثم
طوبى ثلاث مرات لمن أحبك ووالاك، قلت: يا رسول الله وما طوبى؟ قال: شجرة
في دارك في الجنة ليس دار من دور شيعتك في الجنة إلا وفيها غصن من تلك الشجرة
تهدل عليهم بكل ما يشتهون (4).



(1) أمالي الصدوق: المجلس الثاني والستون ح 18 / 484 الرقم 658.
(2) الخصال: 1 / 295 ح 62.
(3) المحاسن: 271. ونقل عنه في بحار الأنوار: 2 / 204 ح 84.
(4) تفسير فرات بن إبراهيم: 78 (الطبعة الأولى). ونقل عنه في بحار الأنوار: 8 / 312 ح 82.
321
[7621] 20 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: طوبى
لمن طوى وجاع وصبر أولئك الذين يشبعون يوم القيامة (1).
طوى يطوي: إذا تعمد الجوع وقصده.
[7622] 21 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي، باسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:
طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعود لم يره (2).
[7623] 22 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: طوبى
لمن رزق الكفاف ثم صبر عليه (3).
[7624] 23 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:
طوبى لعبد نظر الله إليه وهو يبكي على خطيئته من خشية الله تعالى لم يطلع على ذلك
الذنب غيره (4).
[7625] 24 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في آخر خطبة:... يا أيها الناس
طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وطوبى لمن لزم بيته وأكل قوته واشتغل بطاعة
ربه وبكى على خطيئته فكان من نفسه في شغل والناس منه في راحة (5).
[7626] 25 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فطوبى لذي قلب سليم
أطاع من يهديه وتجنب من يرديه وأصاب سبيل السلامة ببصر من بصره وطاعة هاد
أمره وبادر الهدى قبل أن تغلق أبوابه وتقطع أسبابه واستفتح التوبة وأماط الحوبة فقد
أقيم على الطريق وهدى نهج السبيل (6).
[7627] 26 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى عثمان بن حنيف



(1) جامع الأحاديث: 96.
(2) جامع الأحاديث: 96.
(3) و (4) جامع الأحاديث: 97.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 176.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 214.
322
الأنصاري:... طوبى لنفس أدت إلى ربها فرضها وعركت بجنبها بؤسها وهجرت في
الليل غمضها حتى إذا غلب الكري عليها افترشت أرضها وتوسدت كفها في معشر
أسهر عيونهم خوف معادهم وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم وهمهمت بذكر ربهم
شفاهم وتقشعت بطول استغفارهم ذنوبهم أولئك حزب الله ألا ان حزب الله هم
المفلحون... (1).
[7628] 27 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: طوبى لمن ذكر المعاد وعمل
للحساب وقنع بالكفاف ورضي عن الله (2).
[7629] 28 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... يا نوف طوبى للزاهدين في
الدنيا الراغبين في الآخرة أولئك قوم اتخذوا الأرض بساطا وترابها فراشا وماءها
طيبا والقرآن شعارا والدعاء دثارا ثم قرضوا الدنيا قرضا على منهاج
المسيح... (3).
[7630] 29 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: طوبى لمن ذل في نفسه وطاب
كسبه وصلحت سريرته وحسنت خليقته وأنفق الفضل من ماله وامسك الفضل من
لسانه وعزل عن الناس شره ووسعته السنة ولم ينسب إلى البدعة (4).
[7631] 30 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما قال الناس لشئ طوبى له إلا
وقد خبأ له الدهر يوم سوء (5).
الروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار.



(1) نهج البلاغة: الكتاب 45.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 44.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 104.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 123.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 286.
323
الطيب
[7632] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن زرارة قال قال أبو جعفر (عليه السلام): لا تدع الغسل يوم الجمعة فإنه سنة وشم الطيب
والبس صالح ثيابك وليكن فراغك من الغسل قبل الزوال فإذا زالت فقم وعليك
السكينة والوقار وقال: الغسل واجب يوم الجمعة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7633] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
عبد الله بن الفضل النوفلي، عن الحسن بن راشد قال: كان أبو عبد الله (عليه السلام) إذا صام
تطيب بالطيب ويقول: الطيب تحفة الصائم (2).
[7634] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن
البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما أحب من دنياكم إلا
النساء والطيب (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7635] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أبي داود المسترق،
عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن ثلاث نسوة أتين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فقالت إحداهن: إن زوجي لا يأكل اللحم وقالت الأخرى: إن زوجي لا يشم الطيب



(1) الكافي: 3 / 417 ح 4.
(2) الكافي: 4 / 113 ح 3.
(3) الكافي: 5 / 321 ح 6.
324
وقالت الأخرى: إن زوجي لا يقرب النساء فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يجر رداءه حتى
صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ما بال أقوام من أصحابي لا يأكلون اللحم
ولا يشمون الطيب ولا يأتون النساء أما اني آكل اللحم وأشم الطيب وآتي النساء فمن
رغب عن سنتي فليس مني (1).
[7636] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا جلست المرأة مجلسا فقامت عنه فلا
يجلس في مجلسها رجل حتى يبرد قال وسئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما زينة المرأة للأعمى؟
قال: الطيب والخضاب فإنه من طيب النسمة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7637] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن أبي نصر،
عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: الطيب من أخلاق الأنبياء (3).
[7638] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد، عن
أبي الحسن (عليه السلام) قال: لا ينبغي للرجل أن يدع الطيب في كل يوم فإن لم يقدر عليه فيوم
ويوم لا فإن لم يقدر ففي كل جمعة ولا يدع (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7639] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن
يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): الطيب في الشارب من أخلاق النبيين (عليهم السلام) وكرامة للكاتبين (5).
[7640] 9 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان، عن



(1) الكافي: 5 / 496 ح 5.
(2) الكافي: 5 / 564 ح 38.
(3) الكافي: 6 / 510 ح 1 و 4 و 5.
(4) الكافي: 6 / 510 ح 1 و 4 و 5.
(5) الكافي: 6 / 510 ح 1 و 4 و 5.
325
أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الطيب يشد القلب (1).
[7641] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن
موسى بن الفرات، عن علي بن مطر، عن السكن الخزاز قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: حق على كل محتلم في كل جمعة أخذ شاربه وأظفاره ومس شئ من الطيب،
وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا كان يوم الجمعة ولم يكن عنده طيب دعى ببعض خمر نسائه
فبلها بالماء ثم وضعها على وجهه (2).
[7642] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن يعقوب بن
يزيد رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال عثمان بن مظعون لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قد
أردت أن أدع الطيب وأشياء ذكرها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تدع الطيب فإن
الملائكة تستنشق ريح الطيب من المؤمن فلا تدع الطيب في كل جمعة (3).
[7643] 12 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن محمد بن عيسى، عن زكريا المؤمن
رفعه قال: ما أنفقت في الطيب فليس بسرف (4).
[7644] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن سليمان بن
الخثعمي، عن إسحاق الطويل العطار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ينفق في الطيب أكثر مما ينفق في الطعام (5).
[7645] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل يرد
الطيب؟ قال: لا ينبغي له أن يرد الكرامة (6).
الرواية موثقة سندا.



(1) الكافي: 6 / 510 ح 6.
(2) و (3) الكافي: 6 / 511 ح 10 و 14.
(4) الكافي: 6 / 512 ح 16 و 18 و 1.
(5) الكافي: 6 / 512 ح 16 و 18 و 1.
(6) الكافي: 6 / 512 ح 16 و 18 و 1.
326
[7646] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتى أمير المؤمنين (عليه السلام) بدهن
وقد كان أدهن فأدهن فقال: انا لا نرد الطيب (1).
[7647] 16 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
الحسن بن جهم قال: دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) فأخرج إلى مخزنه فيها مسك وقال:
خذ من هذا فأخذت منه شيئا فتمسحت به فقال: أصلح واجعل في لبتك منه قال:
فأخذت منه قليلا فجعلته في لبتي فقال لي: أصلح فأخذت منه أيضا فمكث في يدي
منه شئ صالح فقال لي: اجعل في لبتك ففعلت ثم قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا يأبى
الكرامة إلا حمار، قال: قلت: ما معنى ذلك؟ قال: الطيب والوسادة وعد أشياء (2).
الرواية موثقة سندا.
[7648] 17 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن هلال، عن
عيسى بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه السلام): ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان لا يرد
الطيب والحلواء (3).
[7649] 18 - الكليني، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن خالد، عن سيف بن عميرة،
عن عبد الغفار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الطيب المسك والعنبر والزعفران
والعود (4).
[7650] 19 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي،
عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: كان يعرف موضع سجود أبي عبد الله (عليه السلام) بطيب ريحه (5).
الرواية موثقة سندا.



(1) الكافي: 6 / 512 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 512 ح 3.
(3) و (4) الكافي: 6 / 513 ح 4 و 1.
(5) الكافي: 6 / 511 ح 11.
327
[7651] 20 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه
وطيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه (1).
[7652] 21 - الصدوق باسناده إلى أنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: حبب إلي من
الدنيا النساء والطيب وقرة عيني في الصلاة (2).
[7653] 22 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: نعم الطيب المسك خفيف
محمله، عطر ريحه (3).
[7654] 23 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... الطيب نشرة والعسل نشرة
والركوب نشرة والنظر إلى الخضرة نشرة (4).
[7655] 24 - القاضي نعمان المصري رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): انه كان يكثر الطيب حتى
كان ذلك يغير لون لحيته ورأسه إلى الصفرة وقال: إذا خرج الرجل إلى الجمعة
فليتطيب ولو من قارورة امرأته (5).
[7656] 25 - القاضي نعمان المصري رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه ربما كان يتطيب من
طيب نسائه (6).
[7657] 26 - الشيخ أبو العباس المستغفري رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاثة يفرح بهن
الجسم ويربو: الطيب ولباس اللين وشرب العسل (7).
[7658] 27 - الحسن بن الفضل الطبرسي رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: أربع من سنن



(1) الكافي: 6 / 512 ح 17.
(2) الخصال: 1 / 165 ح 217.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 397.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 400.
(5) و (6) دعائم الاسلام: 2 / 166.
(7) طب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): 25.
328
المرسلين: السواك والحناء والطيب والنساء (1).
[7659] 28 - الطبرسي رفعه إلى أبي عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ثلاثة من النبوة: طم الشعر
وطيب الريح وكثرة الطروقة (2).
[7660] 29 - الطبرسي: رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال لعلي (عليه السلام): يا علي عليك
بالطيب في كل جمعة فإنه من سنتي وتكتب لك حسناته ما دام يوجد منك
رائحته (3).
[7661] 30 - الطبرسي رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: أيما امرأة تطيبت ثم خرجت من
بيتها فهي تلعن حتى ترجع إلى بيتها متى ما رجعت (4).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 6 / 510،
ومكارم الأخلاق: 41، وجامع أحاديث الشيعة: 16 / 647، وقد مر منا عنوان
التطيب في محله ويأتي عنوان العطر أيضا في محله إن شاء الله تعالى.



(1) مكارم الأخلاق: 41.
(2) مكارم الأخلاق: 42.
(3) و (4) مكارم الأخلاق: 43.
329
الطيرة
[7662] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي رفعه عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وضع عن أمتي تسع خصال: الخطأ
والنسيان وما لا يعلمون وما لا يطيقون وما اضطروا إليه وما استكرهوا عليه والطيرة
والوسوسة في التفكر في الخلق والحسد ما لم يظهر بلسان أو يد (1).
[7663] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي مالك الحضرمي،
عن حمزة بن حمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة لم ينج منها نبي فمن دونه: التفكر
في الوسوسة في الخلق والطيرة والحسد إلا ان المؤمن لا يستعمل حسده (2).
[7664] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عمرو
ابن حريث قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): الطيرة على ما تجعلها ان هونتها تهونت وان
شددتها تشددت وان لم تجعلها شيئا لم تكن شيئا (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7665] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كفارة الطيرة التوكل (4).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 463 ح 2.
(2) الكافي: 8 / 108 ح 86.
(3) الكافي: 8 / 197 ح 235.
(4) الكافي: 8 / 198 ح 236.
330
[7666] 5 - الصدوق رفعه وقال: كتب بعض البغداديين إلى أبي الحسن الثاني (عليه السلام) يسأله
عن الخروج يوم الأربعاء لا يدور فكتب (عليه السلام) من خرج يوم الأربعاء لا يدور خلافا
على أهل الطيرة وقى من كل آفة وعوفي من كل عاهة وقضى الله عز وجل له حاجته (1).
[7667] 6 - الصدوق، عن ابن المغيرة، عن جده، عن جده، عن السكوني، عن
الصادق، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أوحى الله عز وجل إلى داود (عليه السلام): يا داود
كما لا تضيق الشمس على من جلس فيها كذلك لا تضيق رحمتي على من دخل فيها وكما
لا تضر الطيرة من لا يتطير منها كذلك لا ينجو من الفتنة المتطيرون وكما ان أقرب
الناس مني يوم القيامة المتواضعون، كذلك أبعد الناس مني يوم القيامة المتكبرون (2).
[7668] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العين حق والرقي حق والسحر
حق والفأل حق والطيرة ليست بحق والعدوى ليست بحق... (3).



(1) الفقيه: 2 / 266 ح 2393.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الخمسون ح 12 / 382 الرقم 487.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 400.
331
الطيش (1)
[7669] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن
بعض أصحابنا، عن عبد الله بن سنان قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك إني
لأرى أصحابنا يعتريه النزق والحدة والطيش فاغتم لذلك غما شديدا وأرى من
خالفنا فأراه حسن السمت قال: لا تقل حسن السمت فإن السمت سمت الطريق
ولكن قل حسن السيماء فإن الله عز وجل يقول (سيماهم في وجوههم من أثر السجود)
قال قلت: فأراه حسن السيماء وله وقار فاغتم لذلك قال: لا تغتم لما رأيت من نزق
أصحابك ولما رأيت من حسن سيماء من خالفك ان الله تبارك وتعالى لما أراد أن يخلق
آدم خلق تلك الطينتين ثم فرقهما فرقتين فقال لأصحاب اليمين: كونوا خلقا بإذني
فكانوا خلقا بمنزلة الذر يسعى وقال لأهل الشمال: كونوا خلقا بإذني فكانوا خلقا
بمنزلة الذر يدرج ثم رفع لهم نارا فقال: ادخلوها بإذني فكان أول من دخلها
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم اتبعه أولو العزم من الرسل وأوصياؤهم واتباعهم ثم قال لأصحاب
الشمال: ادخلوها بإذني فقالوا: ربنا خلقتنا لتحرقنا فعصوا فقال لأصحاب اليمين:
أخرجوا بإذني من النار لم تكلم النار منهم كلما ولم تؤثر فيهم أثرا فلما رآهم أصحاب
الشمال قالوا: ربنا نرى أصحابنا قد سلموا فأقلنا ومرنا بالدخول، قال: قد أقلتكم
فادخلوها فلما دنوا وأصابهم الوهج رجعوا فقالوا: يا ربنا لا صبر لنا على الاحتراق
فعصوا فأمرهم بالدخول ثلاثا كل ذلك يعصون ويرجعون وأمر أولئك ثلاثا كل ذلك



(1) طاش يطيش طيشا: خف ونزق.
332
يطيعون ويخرجون فقال لهم: كونوا طينا بإذني فخلق منه آدم قال فمن كان هؤلاء
لا يكون من هؤلاء ومن كان من هؤلاء لا يكون من هؤلاء وما رأيت من نزق
أصحابك وخلقهم فمما أصابهم من لطخ أصحاب الشمال وما رأيت من حسن سيماء من
خالفكم ووقارهم فمما أصابهم من لطخ أصحاب اليمين (1).
[7670] 2 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: ثلاثة تزرى بالمرء: الحسد
والنميمة والطيش (2).
أزرى به: عابه ووضعه من حقه.
[7671] 3 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الطيش ينكد العيش (3).



(1) الكافي: 2 / 11 ح 2.
(2) تحف العقول: 316.
(3) غرر الحكم: ح 788.
333
الطينة
[7672] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن عيسى بن
عبيد، عن محمد بن شعيب، عن عمران بن إسحاق الزعفراني، عن محمد بن مروان،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سمعته يقول: ان الله خلقنا من نور عظمته ثم صور خلقنا من
طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش فاسكن ذلك النور فيه فكنا نحن خلقا وبشرا
نورانيين لم يجعل لأحد في مثل الذي خلقنا منه نصيبا وخلق أرواح شيعتنا من طينتنا
وأبدانهم من طينة مخزونة مكنونة أسفل من ذلك الطينة، ولم يجعل الله لأحد في مثل
الذي خلقهم منه نصيبا إلا للأنبياء ولذلك صرنا نحن وهم الناس وصار سائر الناس
همج للنار وإلى النار (1).
[7673] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن
عبد الله، عن رجل، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال ان الله عز وجل خلق النبيين من طينة
عليين قلوبهم وأبدانهم وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة وجعل خلق أبدان
المؤمن من دون ذلك وخلق الكفار من طينة سجين قلوبهم وأبدانهم فخلط بين
الطينتين فمن هذا يلد المؤمن الكافر ويلد الكافر المؤمن ومن ههنا يصيب المؤمن
السيئة ومن ههنا يصيب الكافر الحسنة فقلوب المؤمنين تحن إلى ما خلقوا منه وقلوب
الكافرين تحن إلى ما خلقوا منه (2).



(1) الكافي: 2 / 3 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 2 ح 1.
334
[7674] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن صالح بن سهل قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك من أي شئ خلق الله عز وجل طينة المؤمن؟ فقال: من
طينة الأنبياء فلم تنجس أبدا (1).
[7675] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن
صالح بن سهل قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): المؤمنون من طينة الأنبياء؟ قال:
نعم (2).
[7676] 5 - الصفار، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن فضالة، عن علي بن أبي
حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: انا وشيعتنا خلقنا من طينة واحدة
وخلق عدونا من طينة خبال من حماء مسنون (3).
[7677] 6 - الصفار، عن عمران بن موسى، عن إبراهيم بن مهزيار، عن علي بن الحسين
ابن سعيد، عن الحسن بن محبوب الهاشمي، عن حنان بن منذر عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: ان الله عجن طينتنا وطينة شيعتنا فخلطنا بهم وخلطهم بنا فمن كان في خلقه
شئ من طينتنا جن إلينا فأنتم والله منا (4).
[7678] 7 - الصفار، عن عمران بن موسى، عن إبراهيم بن مهزيار، عن علي بن الحسين
ابن سعيد، عن أبيه، عن الحسين بن ميمون، عمن أخبره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إن الله عز وجل خلقنا من عليين وخلق محبينا من دون ما خلقنا منه وخلق عدونا من
سجين وخلق محبيهم مما خلقهم منه فلذلك يهوى كل إلى كل (5).
[7679] 8 - الصفار، عن محمد بن حماد، عن أخيه أحمد بن حماد، عن إبراهيم بن
عبد الحميد، عن أبيه، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال سمعته يقول: خلق الله الأنبياء



(1) الكافي: 2 / 3 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 5 ح 6.
(3) بصائر الدرجات: 15 ح 4.
(4) و (5) بصائر الدرجات: 16 ح 8 و 9.
335
والأوصياء يوم الجمعة وهو اليوم الذي أخذ الله فيه ميثاقهم وقال: خلقنا نحن
وشيعتنا من طينة مخزونة لا يشذ منها شاذ إلى يوم القيامة (1).
[7680] 9 - الصفار، عن أحمد بن موسى، عن الحسن بن موسى، عن علي بن حسان،
عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل خلق محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم)
وعترته (عليهما السلام) من طينة العرش فلا ينقص منهم واحد ولا يزيد منهم واحد (2).
[7681] 10 - الصفار، عن عبد الله بن محمد، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن
محبوب، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، عن علي بن الحسين (عليه السلام) انه
قال: قد أخذ الله ميثاق شيعتنا معنا على ولايتنا لا يزيدون ولا ينقصون ان الله خلقنا
من طينة عليين وخلق شيعتنا من طينة أسفل من ذلك وخلق عدونا من طينة سجين
وخلق أوليائهم من طينة أسفل من ذلك (3).
الروايات في هذا المجال كثيرة، فإن شئت راجع الكافي: 2 / 2،
وبصائر الدرجات: 14، والوافي: 4 / 25، وبحار الأنوار: 64 / 77،
وألف حديث في المؤمن: 228 وغيرها من كتب الأخبار والحمد لله.



(1) و (2) بصائر الدرجات: 17 ح 11 و 12.
(3) بصائر الدرجات: 18 ح 17.
336
باب الظاء

337
الظاهر
[7682] 1 - الكليني، عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن الحسين بن يزيد،
عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تبارك
اسمه وتعالى ذكره وجل ثناؤه سبحانه وتقدس وتفرد وتوحد ولم يزل ولا يزال وهو
الأول والآخر والظاهر والباطن فلا أول لأوليته رفيعا في أعلى علوه شامخ الأركان
رفيع البنيان عظيم السلطان منيف الآلاء سني العلياء الذي عجز الواصفون عن كنه
صفته ولا يطيقون حمل معرفة إلهيته ولا يحدون حدوده لأنه بالكيفية لا يتناهى
إليه (1).
[7683] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن أبي وهب، عن محمد بن منصور قال سألت عبدا صالحا عن قول الله عز وجل: (قل
إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن) قال فقال: إن القرآن له ظهر وبطن
فجميع ما حرم الله في القرآن هو الظاهر والباطن من ذلك أئمة الجور وجميع ما أحل الله
تعالى في الكتاب هو الظاهر والباطن من ذلك أئمة الحق (2).
[7684] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن سيابة قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الغيبة أن
تقول في أخيك ما ستره الله عليه وأما الأمر الظاهر فيه مثل الحدة والعجلة فلا،



(1) الكافي: 1 / 137 ح 2.
(2) الكافي: 1 / 374 ح 10.
339
والبهتان أن تقول فيه ما ليس فيه (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[7685] 4 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد رفعه قال قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): العقل غطاء ستير والفضل جمال ظاهر فاستر خلل خلقك بفضلك
وقاتل هواك بعقلك تسلم لك المودة وتظهر لك المحبة (2).
[7686] 5 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد الله (عليه السلام) لحسين
الصحاف: يا حسين ما ظاهر الله على عبد النعم حتى ظاهر عليه مؤونة الناس فمن
صبر لهم وقام بشأنهم زاده الله في نعمة عليه عندهم ومن لم يصبر لهم ولم يقم بشأنهم
أزال الله عز وجل عنه تلك النعمة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7687] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن بعض
رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن البينة إذا أقيمت على الحق أيحل للقاضي
أن يقضي بقول البينة إذا لم يعرفهم من غير مسألة؟ قال فقال: خمسة أشياء يجب على
الناس أن يأخذوا بها ظاهر الحكم: الولايات والتناكح والمواريث والذبايح
والشهادات فإذا كان ظاهره ظاهرا مأمونا جازت شهادته ولا يسأل عن باطنه (4).
[7688] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وكل ظاهر غيره باطن وكل
باطن غيره غير ظاهر... (5).



(1) الكافي: 2 / 358 ح 7.
(2) الكافي: 1 / 20 ح 13.
(3) الكافي: 4 / 37 ح 3.
(4) الكافي: 7 / 431 ح 15.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 65.
340
[7689] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... واعلم أن لكل ظاهر باطنا
على مثاله فما طاب ظاهره طاب باطنه وما خبث ظاهره خبث باطنه، وقد قال
الرسول الصادق (صلى الله عليه وآله وسلم): ان الله يحب العبد ويبغض عمله ويحب العمل ويبغض
بدنه... (1).
[7690] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن أولياء الله هم الذين نظروا إلى
باطن الدنيا إذا نظر الناس إلى ظاهرها واشتغلوا بآجلها إذا اشتغل الناس
بعاجلها... (2).
[7691] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: صلاح الظواهر عنوان صحة
الضمائر (3).



(1) نهج البلاغة: الخطبة 154.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 432.
(3) غرر الحكم: ح 5808.
341
الظفر
[7692] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن
عمر اليماني، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شيعتنا أهل الهدى وأهل التقى
وأهل الخير وأهل الإيمان وأهل الفتح والظفر (1).
[7693] 2 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن
الحسين بن سهل، عن الحسن بن علي بن مهران قال دخلت على أبي الحسن
موسى (عليه السلام) وفي إصبعه خاتم فصه فيروزج نقشه «الله الملك» فأدمت النظر إليه فقال:
مالك تديم النظر إليه؟ فقلت: بلغني انه كان لعلي أمير المؤمنين (عليه السلام) خاتم فصه فيروزج
نقشه «الله الملك» فقال: أتعرفه؟ قلت: لا، فقال: هذا هو تدري ما سببه؟ قلت:
لا، قال: هذا حجر أهداه جبرئيل (عليه السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوهبه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
لأمير المؤمنين (عليه السلام) أتدري ما اسمه؟ قلت: فيروزج، قال: هذا بالفارسية فما اسمه
بالعربية؟ قلت: لا أدري قال: اسمه الظفر (2).
[7694] 3 - الكليني، بإسناده إلى رسالة أبي عبد الله (عليه السلام) إلى جماعة الشيعة انه كتب:...
إياكم أن يبغي بعضكم على بعض فإنها ليست من خصال الصالحين فإنه من بغى صير
الله بغيه على نفسه وصارت نصرة الله لمن بغي عليه ومن نصره الله غلب وأصاب الظفر
من الله... (3).



(1) الكافي: 2 / 233 ح 8.
(2) الكافي: 6 / 472 ح 2.
(3) الكافي: 8 / 8.
342
[7695] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
ابن رئاب، عن ضريس الكناسي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول وعنده أناس من
أصحابه: عجبت من قوم يتولونا ويجعلونا أئمة ويصفون ان طاعتنا مفترضة عليهم
كطاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم يكسرون حجتهم ويخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم
فينقصونا حقنا ويعيبون ذلك على من أعطاه الله برهان حق معرفتنا والتسليم لأمرنا
أترون ان الله تبارك وتعالى افترض طاعة أوليائه على عباده ثم يخفي عنهم أخبار
السماوات والأرض ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم؟ فقال له
حمران: جعلت فداك أرأيت ما كان من أمر قيام علي بن أبي طالب والحسن
والحسين (عليهم السلام) وخروجهم وقيامهم بدين الله عز ذكره وما أصيبوا من قتل الطواغيت
إياهم والظفر بهم حتى قتلوا وغلبوا؟ فقال أبو جعفر (عليه السلام): يا حمران ان الله تبارك
وتعالى قد كان قدر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه وحتمه على سبيل الاختيار ثم أجراه
فبتقدم علم إليهم من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قام علي والحسن والحسين (عليهم السلام) وبعلم صمت
من صمت منا ولو أنهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل من أمر الله عز وجل وإظهار
الطواغيت عليهم سألوا الله عز وجل أن يدفع عنهم ذلك والحواء عليه في طلب إزالة ملك
الطواغيت وذهاب ملكهم إذا لأجابهم ودفع ذلك عنهم ثم كان انقضاء مدة الطواغيت
وذهاب ملكهم أسرع من سلك منظوم انقطع فتبدد وما كان ذلك الذي أصابهم
يا حمران لذنب اقترفوه ولا لعقوبة معصية خالفوا الله فيها ولكن لمنازل وكرامة من الله
أراد أن يبلغوها فلا تذهبن بك المذاهب فيهم (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7696] 5 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: ثلاثة تعقب مكروها: حملة
البطل في الحرب في غير فرصة وإن رزق الظفر، وشرب الدواء من غير علة وإن سلم



(1) الكافي: 1 / 261 ح 4.
343
منه، والتعرض للسلطان وإن ظفر الطالب بحاجته منه (1).
[7697] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الظفر بالحزم والحزم بإجالة الرأي
والرأي بتحصين الأسرار (2).
[7698] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا يعدم الصبور الظفر وإن طال به
الزمان (3).
[7699] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... العفو زكاة الظفر... (4).
[7700] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... الظفر شافع المذنب... (5).
[7701] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تبطرن بالظفر فإنك لا تأمن
ظفر الزمان بك (6).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار.



(1) تحف العقول: 321.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 48.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 153.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 211.
(5) غرر الحكم: ح 281.
(6) غرر الحكم: ح 10292.
344
الظفر
[7702] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن فضال، عن
بعض أصحابه، عن أبي كهمس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل (ألم نجعل
الأرض كفاتا أحياء وأمواتا) (1) قال: دفن الشعر والظفر (2).
[7703] 2 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير،
عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أخذ الشارب والأظفار من
الجمعة إلى الجمعة أمان من الجذام (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7704] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن
يحيى، عن جده الحسن بن راشد قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تقليم الأظفار يمنع الداء
الأعظم ويدر الرزق (4).
[7705] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تقليم الأظفار يوم الجمعة يؤمن من الجذام والبرص
والعمى وإن لم تحتج فحكها (5).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) سورة المرسلات: 25.
(2) الكافي: 6 / 493 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 471 ح 7.
(4) و (5) الكافي: 6 / 490 ح 1 و 2.
345
[7706] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر، عن ابن عقبة، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من السنة تقليم
الأظفار (1).
[7707] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عمن
ذكره عن أيوب بن الحر، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنما قص الأظفار
لأنها مقيل الشيطان ومنه يكون النسيان (2).
[7708] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن
طلحة قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): تقليم الأظفار وقص الشارب وغسل الرأس
بالخطمي كل جمعة ينفي الفقر ويزيد في الرزق (3).
[7709] 8 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي، عن
الحكم بن مسكين، عن حذيفة بن منصور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أستر وأخفى
ما يسلط الشيطان من ابن آدم أن صار أن يسكن تحت الأظافير (4).
[7710] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن معاوية بن ميسرة، عن الحكم بن عتيبة قال: رأيت أبا جعفر (عليه السلام) وقد
أخذ الحناء وجعله على أظافيره فقال: يا حكم ما تقول في هذا؟ فقلت: ما عسيت أن
أقول فيه وأنت تفعله وان عندنا يفعله الشبان، فقال: يا حكم ان الأظافير إذا
أصابتها النورة غيرتها حتى تشبه أضافير الموتى فغيرها بالحناء (5).
[7711] 10 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن



(1) الكافي: 6 / 490 ح 5.
(2) الكافي: 6 / 490 ح 6.
(3) الكافي: 6 / 491 ح 10.
(4) الكافي: 6 / 490 ح 7.
(5) الكافي: 6 / 59 ح 2.
346
يحيى، عن ابن مسكان، عن محمد بن الحلبي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل
يكون على طهر فيأخذ من أظفاره أو شعره أيعيد الوضوء؟ فقال: لا ولكن يمسح
رأسه وأظفاره بالماء قال قلت: فإنهم يزعمون ان فيه الوضوء، فقال: ان خاصموكم
فلا تخاصموهم وقولوا هكذا السنة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7712] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن محمد الحصين، عن عمر الجرجاني، عن محمد بن العلاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال سمعته يقول: من أخذ من شاربه وقلم من أظفاره يوم الجمعة ثم قال بسم الله على
سنة محمد وآل محمد كتب الله له بكل شعرة وكل قلامة عتق رقبة ولم يمرض مرضا
يصيبه إلا مرض الموت (2).
[7713] 12 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للرجال: قصوا أظافيركم وللنساء: أتركن فإنه أزين لكم (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7714] 13 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن علي بن أسباط، عن
خلف قال: رآني أبو الحسن (عليه السلام) بخراسان وأنا أشتكي عيني فقال: ألا أدلك على
شئ إن فعلته لم تشتك عينك؟ فقلت بلى، فقال: خذ من أظفارك في كل خميس قال:
ففعلت فما اشتكيت عيني إلى يوم أخبرتك (4).
[7715] 14 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: احتبس الوحي عن



(1) الكافي: 3 / 37 ح 11.
(2) الكافي: 3 / 417 ح 2.
(3) الكافي: 6 / 491 ح 15.
(4) الكافي: 6 / 491 ح 13.
347
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقيل له: احتبس الوحي عنك؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): وكيف لا يحتبس وأنتم
لا تقلمون أظفاركم ولا تنقون رواجبكم (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
الرواجب: مفاصل أصول الأصابع أو بواطن مفاصلها.
والروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت راجع الكافي: 6 / 490،
وبحار الأنوار: 73 / 119، وغيرهما من كتب الأخبار.



(1) الكافي: 6 / 492 ح 17.
348
الظلم
[7716] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
هارون بن الجهم، عن المفضل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: الظلم ثلاثة ظلم يغفره الله وظلم لا يغفره الله وظلم لا يدعه الله، فأما الظلم الذي
لا يغفره الله فالشرك وأما الظلم الذي يغفره فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله، وأما
الظلم الذي لا يدعه فالمداينة بين العباد (1).
[7717] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة (2).
[7718] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما من أحد يظلم بمظلمة إلا أخذه الله بها
في نفسه وماله وأما الظلم الذي بينه وبين الله فإذا تاب غفر الله له (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7719] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن
سعيد، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن الوليد بن صبيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
ما مظلمة أشد مظلمة لا يجد صاحبها عليها عونا إلا الله عز وجل (4).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 330 ح 1.
(2) و (3) الكافي: 2 / 332 ح 10 و 12.
(4) الكافي: 2 / 331 ح 4.
349
[7720] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من ظلم مظلمة أخذ بها في نفسه أو في ماله أو في
ولده (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7721] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن إسماعيل بن
مهران، عن درست بن أبي منصور، عن عيسى بن بشير، عن أبي حمزة الثمالي، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما حضر علي بن الحسين (عليه السلام) الوفاة ضمني إلى صدره ثم قال:
يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي (عليه السلام) حين حضرته الوفاة وبما ذكر أن أباه أوصاه به
قال: يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا الله (2).
[7722] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن هارون بن
الجهم، عن حفص بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله
عليه: من خاف القصاص كف عن ظلم الناس (3).
[7723] 8 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من أصبح لا ينوي ظلم أحد غفر الله له ما
أذنب ذلك اليوم ما لم يسفك دما أو يأكل مال يتيم حراما (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7724] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن
أبي نجران، عن عمار بن حكيم، عن عبد الأعلى مولى آل سام قال قال
أبو عبد الله (عليه السلام) مبتدئا: من ظلم سلط الله عليه من يظلمه أو على عقب عقبه، قلت:



(1) الكافي: 2 / 332 ح 9.
(2) و (3) الكافي: 2 / 331 ح 5 و 6.
(4) الكافي: 2 / 331 ح 7.
350
هو يظلم فيسلط الله على عقبه أو على عقب عقبه؟ فقال: ان الله يقول (وليخش
الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا
سديدا) (1) (2).
[7725] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من ظلم أحدا ففاته فليستغفر الله له فإنه
كفارة له (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7726] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط،
عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من خاف القصاص كف
عن ظلم الناس (4).
[7727] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
محبوب، عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن في التوراة مكتوبا:
يا ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك عند غضبي فلا أمحقك فيمن أمحق وإذا ظلمت
بمظلمة فارض بانتصاري لك فإن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك (5).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7728] 13 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحجال، عن غالب
ابن محمد، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل (ان ربك لبالمرصاد) (6)



(1) سورة النساء: 9.
(2) الكافي: 2 / 332 ح 13.
(3) الكافي: 2 / 334 ح 20.
(4) الكافي: 2 / 335 ح 23.
(5) الكافي: 2 / 304 ح 10.
(6) سورة الفجر: 14.
351
قال: قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة (1).
[7729] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أصبح لا يهم بظلم أحد غفر الله
ما اجترم (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7730] 15 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء
ثلاثتهم (3).
[7731] 16 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير: قال دخل رجلان على أبي عبد الله (عليه السلام)
في مداراة بينهما ومعاملة فلما أن سمع كلامهما، قال: أما انه ما ظفر أحد بخير من ظفر
بالظلم أما ان المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من مال المظلوم ثم قال:
من يفعل الشر بالناس فلا ينكر الشر إذا فعل به أما انه إنما يحصد ابن آدم ما يزرع
وليس يحصد أحد من المر حلوا ولا من الحلو مرا فاصطلح الرجلان قبل أن
يقوما (4).
[7732] 17 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
الحكم، عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان العبد ليكون مظلوما
فما يزال يدعو حتى يكون ظالما (5).



(1) الكافي: 2 / 331 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 332 ح 8.
(3) الكافي: 2 / 333 ح 16.
(4) الكافي: 2 / 334 ح 22.
(5) الكافي: 2 / 333 ح 17.
352
الرواية صحيحة الإسناد.
[7733] 18 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن أبي نهشل، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال: من عذر ظالما
بظلمه سلط الله عليه من يظلمه فإن دعا لم يستجب له ولم يأجره الله على ظلامته (1).
[7734] 19 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن محبوب، عن
إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل أوحى إلى نبي من أنبيائه في
مملكة جبار من الجبارين ان ائت هذا الجبار فقل له: انني لم استعملك على سفك
الدماء واتخاذ الأموال وإنما استعملتك لتكف عني أصوات المظلومين فاني لم ادع
ظلامتهم وإن كانوا كفارا (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7735] 20 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من
أكل مال أخيه ظلما ولم يرده إليه أكل جذوة من النار يوم القيامة (3).
[7736] 21 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عيسى، عن
إبراهيم بن عبد الحميد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال
قال: ما انتصر الله من ظالم إلا بظالم وذلك قول الله عز وجل (وكذلك نولي بعض
الظالمين بعضا) (4).
[7737] 22 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحسين، عن علي بن
سالم قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان الله عز وجل يقول: وعزتي وجلالي لأجيب دعوة



(1) الكافي: 2 / 334 ح 18.
(2) الكافي: 2 / 333 ح 14.
(3) الكافي: 2 / 333 ح 15.
(4) الكافي: 2 / 334 ح 19.
353
المظلوم دعاني في مظلمة ظلمها ولأحد عنده مثل تلك المظلمة (1).
[7738] 23 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
الحكم، عن أبي القاسم، عن عثمان بن عبد الله، عن محمد بن عبد الله الأرقط، عن
جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: من ارتكب أحدا بظلم بعث الله عز وجل عليه من يظلمه بمثله أو
على ولده أو على عقبه من بعده (2).
[7739] 24 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن الحسن
بن محبوب، عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من أعان ظالما
على مظلوم لم يزل الله عز وجل عليه ساخطا حتى ينزع عن معونته (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7740] 25 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن
أبي عمير، عن حسين بن عثمان، عن محمد بن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن
الله يبغض الغني الظلوم (4).
[7741] 26 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن الحميري، عن الفضل بن عامر، عن
موسى بن القاسم البجلي، عن ذريح المحاربي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاثة إن لم تظلمهم ظلموك: السفلة وزوجتك
وخادمك (5).
[7742] 27 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد، عن سليمان
بن داود، عن حماد بن عيسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لقمان لابنه:



(1) عقاب الأعمال: 321.
(2) عقاب الأعمال: 322.
(3) عقاب الأعمال: 323.
(4) عقاب الأعمال: 322.
(5) الخصال: 1 / 86 ح 15.
354
يا بني لكل شئ علامة يعرف بها ويشهد عليها:... وللظالم ثلاث علامات: يظلم من فوقه
بالمعصية ومن دونه بالغلبة ويعين الظلمة، الحديث (1).
نقل نظيرها السيد الرضي في نهج البلاغة: الحكمة 350.
[7743] 28 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي باسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ظلم
الأجير أجره من الكبائر (2).
[7744] 29 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الظلم
ندامة (3).
[7745] 30 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في الخطبة الشقشقية:... أما
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر وما
أخذ الله على العلماء ألا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على
غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة
عنز، الخطبة (4).
[7746] 31 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ولئن أمهل الظالم فلن يفوت
أخذه وهو له بالمرصاد على مجاز طريقه وبموضع الشجا من مساغ ريقه، الخطبة (5).
[7747] 32 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: للظالم البادي غدا بكفه
عضة (6).
[7748] 33 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: يوم المظلوم على الظالم أشد من



(1) الخصال: 1 / 121 ح 113.
(2) جامع الأحاديث: 98.
(3) جامع الأحاديث: 99.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 3.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 97.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 186.
355
يوم الظالم على المظلوم (1).
[7749] 34 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: يوم العدل على الظالم أشد من
يوم الجور على المظلوم (2).
[7750] 35 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: احلفوا الظالم - إذا أردتم يمينه -
بأنه برئ من حول الله وقوته فإنه إذا حلف بها كاذبا عوجل العقوبة وإذا حلف بالله
الذي لا اله إلا هو لم يعاجل لأنه قد وحد الله تعالى (3).
[7751] 36 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الظلم بوار الرعية (4).
[7752] 37 - وعنه (عليه السلام): الظلم يردي صاحبه (5).
[7753] 38 - وعنه (عليه السلام): الظلم يزل القدم ويسلب النعم ويهلك الأمم (6).
[7754] 39 - وعنه (عليه السلام): اتقوا دعوة المظلوم فإنه يسأل الله حقه والله سبحانه أكرم من أن
يسئل حقا إلا أجاب (7).
[7755] 40 - وعنه (عليه السلام): أخسركم أظلمكم (8).
[7756] 41 - وعنه (عليه السلام): أقبح الظلم منعك حقوق الله (9).
[7757] 42 - وعنه (عليه السلام): بالظلم تزول النعم (10).
[7758] 43 - وعنه (عليه السلام): شر الناس من يظلم الناس (11).
[7759] 44 - وعنه (عليه السلام): ظلم العباد يفسد المعاد (12).
[7760] 45 - وعنه (عليه السلام): من ظلم ظلم (13).



(1) نهج البلاغة: الحكمة 241.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 341.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 253.
(4) غرر الحكم: ح 806 و 1101 و 1734 و 2510 و 2841 و 3113 و 4230 و 5676 و
6053 و 7688.
(5) غرر الحكم: ح 806 و 1101 و 1734 و 2510 و 2841 و 3113 و 4230 و 5676 و
6053 و 7688.
(6) غرر الحكم: ح 806 و 1101 و 1734 و 2510 و 2841 و 3113 و 4230 و 5676 و
6053 و 7688.
(7) غرر الحكم: ح 806 و 1101 و 1734 و 2510 و 2841 و 3113 و 4230 و 5676 و
6053 و 7688.
(8) غرر الحكم: ح 806 و 1101 و 1734 و 2510 و 2841 و 3113 و 4230 و 5676 و
6053 و 7688.
(9) غرر الحكم: ح 806 و 1101 و 1734 و 2510 و 2841 و 3113 و 4230 و 5676 و
6053 و 7688.
(10) غرر الحكم: ح 806 و 1101 و 1734 و 2510 و 2841 و 3113 و 4230 و 5676 و
6053 و 7688.
(11) غرر الحكم: ح 806 و 1101 و 1734 و 2510 و 2841 و 3113 و 4230 و 5676 و
6053 و 7688.
(12) غرر الحكم: ح 806 و 1101 و 1734 و 2510 و 2841 و 3113 و 4230 و 5676 و
6053 و 7688.
(13) غرر الحكم: ح 806 و 1101 و 1734 و 2510 و 2841 و 3113 و 4230 و 5676 و
6053 و 7688.
356
[7761] 46 - وعنه (عليه السلام): من ظلم رعيته نصر أضداده (1).
[7762] 47 - وعنه (عليه السلام): من ظلم قصم عمره (2).
[7763] 48 - وعنه (عليه السلام): من عامل رعيته بالظلم أزال الله ملكه وعجل بواره وهلكه (3).
[7764] 49 - وعنه (عليه السلام): من أفحش الظلم ظلم الكرام (4).
[7765] 50 - وعنه (عليه السلام): ما أقرب النقمة من الظلوم وما أقرب النصرة من المظلوم (5).
الروايات في هذا المجال فوق حد الإحصاء، فإن شئت أكثر من هذا فراجع
الكافي: 2 / 330، وعقاب الأعمال: 321، وأعلام الدين: 184، والوافي:
5 / 965، وبحار الأنوار: 72 / 305 و 384، ووسائل الشيعة: 11 / 338 و 344،
ومستدرك الوسائل: 12 / 96 و 107 وجامع أحاديث الشيعة: 13 / 421 و 425
وغيرها من كتب الأخبار.



(1) غرر الحكم: ح 7815 و 7940 و 8740 و 9272 و 9423 و 9424.
(2) غرر الحكم: ح 7815 و 7940 و 8740 و 9272 و 9423 و 9424.
(3) غرر الحكم: ح 7815 و 7940 و 8740 و 9272 و 9423 و 9424.
(4) غرر الحكم: ح 7815 و 7940 و 8740 و 9272 و 9423 و 9424.
(5) غرر الحكم: ح 7815 و 7940 و 8740 و 9272 و 9423 و 9424.
357
الظن
[7766] 1 - الكليني، عن بعض أصحابنا، رفعه عن مفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: يا مفضل لا يفلح من لا يعقل ولا يعقل من لا يعلم وسوف ينجب من يفهم ويظفر
من يحلم والعلم جنة والصدق عز والجهل ذل والفهم مجد والجود نجح وحسن الخلق
مجلبة للمودة والعالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس والحزم مسائة الظن وبين المرء
والحكمة نعمة العالم والجاهل شقي بينهما والله ولي من عرفه وعدو من تكلفه والعاقل
غفور والجاهل ختور وإن شئت أن تكرم فلن وإن شئت أن تهان فاخشن ومن كرم
أصله لأن قلبه ومن خشن عنصره غلظ كبده ومن فرط تورط ومن خاف العاقبة
تثبت عن التوغل فيما لا يعلم ومن هجم على أمر بغير علم جدع أنف نفسه ومن لم يعلم
لم يفهم ومن لم يفهم لم يسلم ومن لم يسلم لم يكرم ومن لم يكرم يهضم ومن يهضم كان
ألوم ومن كان كذلك كان أحرى أن يندم (1).
[7767] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب،
عن داود الرقي، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
قال الله عز وجل: ان من عبادي المؤمنين عبادا لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالغنى والسعة
والصحة في البدن فأبلوهم بالغنى والسعة وصحة البدن فيصلح عليهم أمر دينهم وإن
من عبادي المؤمنين لعبادا لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالفاقة والمسكنة والسقم في
أبدانهم فأبلوهم بالفاقة والمسكنة والسقم فيصلح عليهم أمر دينهم وأنا أعلم بما



(1) الكافي: 1 / 26 ح 29.
358
يصلح عليه أمر دين عبادي المؤمنين وان من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي
فيقوم من رقاده ولذيذ وساده فيتهجد لي الليالي فيتعب نفسه في عبادتي فاضربه
بالنعاس الليلة والليلتين نظرا مني له وإبقاء عليه فينام حتى يصبح فيقوم وهو ماقت
لنفسه زارئ عليها ولو أخلي بينه وبين ما يريد من عبادتي لدخله العجب من ذلك
فيصيره العجب إلى الفتنة بأعماله فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله ورضاه
عن نفسه حتى يظن انه قد فاق العابدين وجاز في عبادته حد التقصير فيتباعد مني
عند ذلك وهو يظن انه يتقرب إلي فلا يتكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي
فإنه لو اجتهدوا واتعبوا أنفسهم وأفنوا أعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين
في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي والنعيم في جناتي ورفيع درجاتي
العلى في جواري ولكن فبرحمتي فليثقوا وبفضلي فليفرحوا وإلى حسن الظن بي
فليطمئنوا فإن رحمتي عند ذلك تداركهم ومني يبلغهم رضواني ومغفرتي تلبسهم
عفوي فاني أنا الله الرحمن الرحيم وبذلك تسميت (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7768] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن جميل بن
صالح، عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: وجدنا في كتاب علي (عليه السلام) ان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال وهو على منبره: والذي لا اله إلا هو ما أعطي مؤمن قط خير
الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله ورجائه له وحسن خلقه والكف عن اغتياب
المؤمنين والذي لا اله إلا هو لا يعذب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار إلا بسوء ظنه
بالله وتقصيره من رجائه وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين، والذي لا اله إلا هو لا يحسن
ظن عبد مؤمن بالله إلا كان الله عند ظن عبده المؤمن لأن الله كريم بيده الخيرات
يستحيى أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجاءه فأحسنوا



(1) الكافي: 2 / 60 ح 4.
359
بالله الظن وارغبوا إليه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7769] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
إسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: أحسن الظن بالله فإن الله عز وجل
يقول: أنا عند ظن عبدي المؤمن بي إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7770] 5 - الكليني، عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن أحمد بن الجهم
الخزاز، عن محمد بن عمر بن يزيد، عن بعض أصحابه قال: كنت وراء أبي الحسن
موسى (عليه السلام) على الصفا أو على المروة وهو لا يزيد على حرفين: «اللهم إني أسألك
حسن الظن بك في كل حال وصدق النية في التوكل عليك» (3).
[7771] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن
عثمان، عن حريز، عن وليد بن صبيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من ترك التزويج
مخافة العيلة فقد أساء بالله الظن (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7772] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من
أساء الظن، ومن كتم سره كانت الخيرة في يده (5).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 71 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 72 ح 3.
(3) الكافي: 4 / 433 ح 9.
(4) الكافي: 5 / 330 ح 1.
(5) الكافي: 8 / 152 ح 137.
360
[7773] 8 - الصدوق بإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن آدم، عن أبيه،
عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
لعلي (عليه السلام): يا علي لا تشاورن جبانا فإنه يضيق عليك المخرج ولا تشاورن بخيلا فإنه
يقصر بك عن غايتك ولا تشاورن حريصا فإنه يزين لك شرها، واعلم إن الجبن
والبخل والحرص غريزة يجمعها سوء الظن (1).
[7774] 9 - الصدوق بإسناده إلى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه محمد بن الحنفية
وفيها:... ولا يغلبن عليك سوء الظن بالله عز وجل فإنه لن يدع بينك وبين خليلك
صلحا، الوصية (2).
[7775] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من ظن بك خيرا فصدق
ظنه (3).
[7776] 11 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الظن ارتياب (4).
[7777] 12 - وعنه (عليه السلام): الظن الصواب من شيم اولي الألباب (5).
[7778] 13 - وعنه (عليه السلام): الظن يخطئ واليقين يصيب ولا يخطئ (6).
[7779] 14 - وعنه (عليه السلام): اتقوا ظنون المؤمنين فإن الله سبحانه أجرى الحق على
ألسنتهم (7).
[7780] 15 - وعنه (عليه السلام): الظن الصواب أحد الرأيين (8).
[7781] 16 - وعنه (عليه السلام): ربما أدرك الظن بالصواب (9).
[7782] 17 - وعنه (عليه السلام): ظن المؤمن كهانة (10).



(1) الفقيه: 4 / 409 ح 5889.
(2) الفقيه: 4 / 385.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 248.
(4) غرر الحكم: ح 188 و 1386 و 1406 و 2508 و 1609 و 5373 و 6036.
(5) غرر الحكم: ح 188 و 1386 و 1406 و 2508 و 1609 و 5373 و 6036.
(6) غرر الحكم: ح 188 و 1386 و 1406 و 2508 و 1609 و 5373 و 6036.
(7) غرر الحكم: ح 188 و 1386 و 1406 و 2508 و 1609 و 5373 و 6036.
(8) غرر الحكم: ح 188 و 1386 و 1406 و 2508 و 1609 و 5373 و 6036.
(9) غرر الحكم: ح 188 و 1386 و 1406 و 2508 و 1609 و 5373 و 6036.
(10) غرر الحكم: ح 188 و 1386 و 1406 و 2508 و 1609 و 5373 و 6036.
361
[7783] 18 - وعنه (عليه السلام): ظن الرجل على قدر عقله (1).
[7784] 19 - وعنه (عليه السلام): ظن الانسان ميزان عقله وفعله أصدق شاهد على أصله (2).
[7785] 20 - وعنه (عليه السلام): ظن العاقل أصح من يقين الجاهل (3).
الروايات في هذا المجال متعددة وقد مر منا عنواني حسن الظن وسوء الظن في
محلهما.



(1) غرر الحكم: ح 6038.
(2) غرر الحكم: ح 6039.
(3) غرر الحكم: ح 6040.
362
الظهار
[7786] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي ولاد
الحناط، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إن امرأة من
المسلمين أتت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: يا رسول الله إن فلانا زوجي قد نثرت له بطني
وأعنته على دنياه وآخرته فلم ير مني مكروها وأنا أشكوه إلى الله عز وجل وإليك، قال:
مما تشتكينه؟ قالت له: انه قال لي اليوم أنت علي حرام كظهر أمي وقد أخرجني من
منزلي فانظر في أمري، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما أنزل الله علي كتابا أقضي به بينك
وبين زوجك وأنا أكره أن أكون من المتكلفين، فجعلت تبكي وتشتكي ما بها إلى الله
وإلى رسوله وانصرفت فسمع الله عز وجل محاورتها لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في زوجها وما شكت
إليه فأنزل الله عز وجل بذلك قرآنا (بسم الله الرحمن الرحيم قد سمع الله قول التي
تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما) يعني محاورتها
لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في زوجها (ان الله سمع بصير الذين يظاهرون منكم من نسائهم
ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وانهم ليقولون منكرا من القول وزورا
وان الله لعفو غفور) (1) فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المرأة فأتته فقال لها: جيئيني
بزوجك فأتته فقال له: أقلت لامرأتك هذه أنت علي حرام كظهر أمي؟ قال: قد قلت
لها ذلك، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قد أنزل الله عز وجل فيك وفي امرأتك قرآنا فقرء عليه
ما أنزل الله من قوله (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) إلى قوله (ان الله



(1) سورة المجادلة: (3 - 1).
363
لعفو غفور) فضم امرأتك إليك فإنك قد قلت منكرا من القول وزورا قد عفى الله
عنك وغفر لك فلا تعد فانصرف الرجل وهو نادم على ما قال لامرأته وكره الله ذلك
للمؤمنين بعد فأنزل الله عز وجل (والذين يظاهرون منكم من نسائهم ثم يعودون لما
قالوا) يعني لما قال الرجل الأول لامرأته أنت علي حرام كظهر أمي قال: فمن قالها
بعد ما عفى الله وغفر للرجل الأول فإن عليه (تحرير رقبة من قبل أن يتماسا)
يعني مجامعتها (ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير فمن لم يجد فصيام
شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا)
فجعل الله عقوبة من ظاهر بعد النهي هذا وقال (ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك
حدود الله) (1) فجعل الله عز وجل هذا حد الظهار، قال حمران قال أبو جعفر (عليه السلام): ولا
يكون ظهار في يمين ولا في إضرار ولا في غضب ولا يكون ظهار إلا على طهر بغير
جماع بشهادة شاهدين مسلمين (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7787] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن
بكير، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا طلاق إلا ما أريد به الطلاق
ولا ظهار إلا ما أريد به الظهار (3).
الرواية موثقة سندا.
[7788] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن زرارة
قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الظهار؟ فقال: هو من كل ذي محرم أم أو أخت أو عمة
أو خالة ولا يكون الظهار في يمين قلت: فكيف يكون؟ قال: يقول الرجل لامرأته



(1) سورة المجادلة: 4.
(2) الكافي: 6 / 152 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 153 ح 2.
364
وهي طاهر من غير جماع أنت علي حرام مثل ظهر أمي أو أختي وهو يريد بذلك
الظهار (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7789] 4 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار وأبي العباس
الرزاز، عن أيوب بن نوح جميعا، عن صفوان، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن
المغيرة: تزوج حمزة بن حمران ابنة بكير فلما أراد أن يدخل بها قال له النساء: لسنا
ندخلها عليك حتى تحلف لنا ولسنا نرضى أن تحلف بالعتق لأنك لا تراه شيئا ولكن
احلف لنا بالظهار وظاهر من أمهات أولادك وجواريك، فظاهر منهن ثم ذكر ذلك
لأبي عبد الله (عليه السلام) فقال: ليس عليك شئ ارجع إليهن (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7790] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال
سمعته يقول: جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله ظاهرت من امرأتي؟
قال: اذهب فأعتق رقبة قال: ليس عندي شئ قال: اذهب فصم شهرين متتابعين
قال: لا أقوى قال: اذهب فأطعم ستين مسكينا قال: ليس عندي قال فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا أتصدق عنك فأعطاه تمرا لإطعام ستين مسكينا قال: اذهب
فتصدق بها فقال: والذي بعثك بالحق ما أعلم بين لابتيها أحدا أحوج إليه مني ومن
عيالي، قال: فاذهب فكل وأطعم عيالك (3).
الرواية موثقة سندا.



(1) الكافي: 6 / 153 ح 3.
(2) الكافي: 6 / 154 ح 7.
(3) الكافي: 6 / 155 ح 9.
365
[7791] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: سألته عن رجل ظاهر من امرأته
خمس مرات أو أكثر؟ فقال قال علي (عليه السلام): مكان كل مرة كفارة قال: وسألته عن
رجل ظاهر من امرأته ثم طلقها قبل أن يواقعها عليه كفارة؟ قال: لا قال: وسألته
عن الظهار على الحرة والأمة؟ فقال: نعم، قيل: فإن ظاهر في شعبان ولم يجد
ما يعتق؟ قال: ينتظر حتى يصوم شهر رمضان ثم يصوم شهرين متتابعين وان ظاهر
وهو مسافر انتظر حتى يقدم فإن صام فأصاب مالا فليمض الذي ابتدء فيه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7792] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر، عن
الرضا (عليه السلام) قال: الظهار لا يقع على الغضب (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7793] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار قال:
كتب عبد الله بن محمد إلى أبي الحسن (عليه السلام): جعلت فداك ان بعض مواليك يزعم ان
الرجل إذا تكلم بالظهار وجبت عليه الكفارة حنث أو لم يحنث ويقول حنثه كلامه
بالظهار وإنما جعلت عليه الكفارة عقوبة لكلام وبعضهم يزعم ان الكفارة لا تلزمه
حتى يحنث في الشئ الذي حلف عليه فإن حنث وجبت عليه الكفارة وإلا فلا كفارة
عليه، فوقع (عليه السلام) بخطه: لا تجب الكفارة حتى يجب الحنث (3).
المكاتبة صحيحة الإسناد.
[7794] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعلي بن إبراهيم، عن



(1) الكافي: 6 / 156 ح 12.
(2) الكافي: 6 / 158 ح 25.
(3) الكافي: 6 / 157 ح 19.
366
أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن يزيد الكناسي قال: سألت
أبا جعفر (عليه السلام) عن رجل ظاهر من امرأته ثم طلقها تطليقة؟ فقال: إذا طلقها تطليقة
فقد بطل الظهار وهدم الطلاق الظهار قال فقلت: فله أن يراجعها؟ قال: نعم هي
امرأته فإن راجعها وجب عليه ما يجب على المظاهر من قبل أن يتماسا قلت: فإن تركها
حتى يخلوا أجلها وتملك نفسها ثم تزوجها بعد ذلك هل يلزمه الظهار قبل أن يمسها؟
قال: لا قد بانت منه وملكت نفسها قلت: فإن ظاهر منها فلم يمسها وتركها لا يمسها
إلا انه يراها متجردة من غير أن يمسها هل يلزمه في ذلك شئ؟ فقال: هي امرأته
وليس يحرم عليه مجامعتها ولكن يجب عليه ما يجب على المظاهر قبل أن يجامعها وهي
امرأته قلت: فإن رفعته إلى السلطان وقالت هذا زوجي وقد ظاهر مني وقد أمسكني
لا يمسني مخافة أن يجب عليه ما يجب على المظاهر؟ قال فقال: ليس عليه أن يجبر على
العتق والصيام والإطعام إذا لم يكن له ما يعتق ولم يقو على الصيام ولم يجد ما يتصدق به
قال: فإن كان يقدر على أن يعتق فإن على الامام أن يجبره على العتق والصدقة من
قبل أن يمسها ومن بعد ما يمسها (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7795] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
العلاء، عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن رجل ظاهر امرأته ثم طلقها
قبل أن يوقعها فبانت منه أعليه كفارة؟ قال: لا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع كتاب الظهار من كتب الأخبار.



(1) الكافي: 6 / 161 ح 34.
(2) الكافي: 6 / 161 ح 35.
367
الظهر
[7796] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
أبي جميلة، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من القواصم الفواقر التي
تقصم الظهر جار السوء إن رأى حسنة أخفاها وإن رأى سيئة أفشاها (1).
[7797] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان،
عن ابن مسكان، عن داود بن فرقد أبي يزيد، عن ابن أبي شيبة الزهري، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الموت الموت ألا ولا بد من الموت جاء
الموت بما فيه جاء بالروح والراحة والكره المباركة إلى جنة عالية لأهل دار الخلود
الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم وجاء الموت بما فيه بالشقوة والندامة وبالكرة
الخاسرة إلى نار حامية لأهل دار الغرور الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم ثم قال
وقال: إذا استحقت ولاية الله والسعادة جاء الأجل بين العينين وذهب الأمل وراء
الظهر وإذا استحقت ولاية الشيطان والشقاوة جاء الأمل بين العينين وذهب الأجل
وراء الظهر قال: وسئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أي المؤمنين أكيس؟ فقال: أكثرهم ذكرا
للموت وأشدهم له استعدادا (2).
[7798] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن سليمان، عن مروك بن عبيد، عن
نشيط بن صالح قال سمعت أبا الحسن الأول (عليه السلام) يقول: لا أرى بأكل الحبارى بأسا



(1) الكافي: 2 / 668 ح 15.
(2) الكافي: 3 / 257 ح 27.
368
وإنه جيد للبواسير ووجع الظهر وهو مما يعين على كثرة الجماع (1).
[7799] 4 - قال الكليني: وفي حديث آخر رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شكا إلى ربه عز وجل وجع الظهر فأمره بأكل الحب باللحم يعني
الهريسة (2).
[7800] 5 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن نوح بن شعيب، عمن ذكره عن أبي
الحسن الأول (عليه السلام) قال: من تغير عليه ماء الظهر فإنه ينفع له اللبن الحليب
والعسل (3).
[7801] 6 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر، عن الرضا (عليه السلام) قال: الحمص جيد لوجع الظهر وكان يدعو به قبل الطعام
وبعده (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7802] 7 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن اليساري، عن أحمد بن
محمد بن خالد، عن أحمد بن المبارك الدينوري، عن أبي عثمان، عن درست، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: البصل يطيب النكهة ويشد الظهر ويرق البشرة (5).
[7803] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن زرعة،
عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام): في الرجل الواحدة نصف الدية وفي الاذن نصف
الدية إذا قطعها من أصلها وإذا قطع طرفها ففيها قيمة عدل وفي الأنف إذا قطع الدية
كاملة وفي الظهر إذا انكسر حتى لا ينزل صاحبه الماء الدية كاملة وفي الذكر إذا



(1) الكافي: 6 / 313 ح 6.
(2) الكافي: 6 / 320 ح 3.
(3) الكافي: 6 / 337 ح 8.
(4) الكافي: 6 / 343 ح 4.
(5) الكافي: 6 / 374 ح 4.
369
قطع الدية كاملة وفي اللسان إذا قطع الدية كاملة (1).
الرواية موثقة سندا.
[7804] 9 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ظهر المؤمن
حمى إلا من حد (2).
[7805] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر
فيركب ولا ضرع فيحلب (3).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر من هذا فعليك بمراجعة كتب
الأخبار.



(1) الكافي: 7 / 312 ح 7.
(2) جامع الأحاديث: 98.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 1.
370
الظهر
[7806] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه وغيره، عن
القاسم بن عروة، عن أبي العباس فضل البقباق قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): يستجاب
الدعاء في أربعة مواطن: في الوتر وبعد الفجر وبعد الظهر وبعد المغرب (1).
الرواية حسنة سندا.
[7807] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، ومحمد بن
يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان
جميعا، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عما
فرض الله عز وجل من الصلاة؟ فقال: خمس صلوات في الليل والنهار فقلت: فهل سماهن
وبينهن في كتابه؟ قال نعم قال: الله تعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم): (أقم الصلاة لدلوك الشمس
إلى غسق الليل) ودلوكها زوالها ففيما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع
صلوات سماهن الله وبينهن ووقتهن وغسق الليل هو انتصافه ثم قال تبارك وتعالى:
(وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا) فهذه الخامسة وقال الله تعالى في ذلك
(أقم الصلاة طرفي النهار) وطرفاه المغرب والغداة (وزلفا من الليل) وهي
صلاة العشاء الآخرة وقال تعالى: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى)
وهي صلاة الظهر وهي أول صلاة صلاها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي وسط النهار ووسط
الصلاتين بالنهار صلاة الغداة وصلاة العصر وفي بعض القراءة حافظوا على الصلوات



(1) الكافي: 2 / 477 ح 2.
371
والصلاة الوسطى صلاة العصر (وقوموا لله قانتين) قال: ونزلت هذه الآية يوم
الجمعة ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في سفره فقنت فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتركها على حالها في
السفر والحضر وأضاف للمقيم ركعتين وإنما وضعت الركعتان اللتان أضافهما
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الجمعة للمقيم لمكان الخطبتين مع الإمام فمن صلى يوم الجمعة في غير
جماعة فليصلها أربع ركعات كصلاة الظهر في ساير الأيام (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7808] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
يزيد ابن خليفة قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن عمر بن حنظلة أتانا عنك بوقت فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): إذا لا يكذب علينا قلت: ذكر انك قلت إن أول صلاة افترضها الله
على نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) الظهر وهو قول الله عز وجل (أقم الصلاة لدلوك الشمس) فإذا زالت
الشمس لم يمنعك إلا سبحتك ثم لا تزال في وقت إلى أن يصير الظل قامة وهو آخر
الوقت فإذا صار الظل قامة دخل وقت العصر فلم يزل في وقت العصر حتى يصير
الظل قامتين وذلك المساء، فقال: صدق (2).
[7809] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ذريح
المحاربي قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): متى أصلي الظهر؟ فقال: صل الزوال ثمانية ثم
صل الظهر ثم صل سبحتك طالت أو قصرت ثم صل العصر (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7810] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
عبد الله بن بكير، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)



(1) الكافي: 3 / 271 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 275 ح 1.
(3) الكافي: 3 / 276 ح 3.
372
بالناس الظهر والعصر حين زالت الشمس في جماعة من غير علة وصلى بهم المغرب
والعشاء الآخرة قبل سقوط الشفق من غير علة في جماعة وإنما فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
ليتسع الوقت على أمته (1).
الرواية موثقة سندا.
[7811] 6 - الكليني، عن علي بن محمد، عن الفضل بن محمد، عن يحيى بن أبي زكريا،
عن أبان، عن صفوان الجمال قال: صلى بنا أبو عبد الله (عليه السلام) الظهر والعصر عند ما
زالت الشمس بأذان وإقامتين وقال: إني على حاجة فتنفلوا (2).
[7812] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا كان في سفر أو عجلت به
حاجة يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء قال وقال أبو عبد الله (عليه السلام):
لا بأس بأن تعجل عشاء الآخرة في السفر قبل أن يغيب الشفق (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7813] 8 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن عبد الله بن عامر، عن علي بن
مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن حماد بن عثمان قال: سألته عن التطوع بالنهار؟
فذكر انه يصلي ثمان ركعات قبل الظهر وثمان بعدها (4).
[7814] 9 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سألته: أليلا أحرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أم نهارا؟ فقال:
نهارا قلت: أي ساعة؟ قال: صلاة الظهر، فسألته متى ترى أن نحرم؟ فقال: سواء
عليكم إنما أحرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صلاة الظهر لأن الماء كان قليلا كان يكون في



(1) الكافي: 3 / 286 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 287 ح 5.
(3) الكافي: 3 / 431 ح 3.
(4) الكافي: 3 / 444 ح 9.
373
رؤوس الجبال فيهجر الرجل إلى مثل ذلك من الغد ولا يكاد يقدرون على الماء وإنما
أحدثت هذه المياه حديثا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7815] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالناس الظهر
فخفف في الركعتين الأخيرتين فلما انصرف قال له الناس: هل حدث في الصلاة
حدث؟ قال: وما ذاك؟ قالوا: خففت في الركعتين الأخيرتين فقال لهم: أما سمعتم
صراخ الصبي؟! (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت راجع كتاب الصلاة وغيرها من كتب
الأخبار.
وإلى هنا انتهى المجلد السادس من موسوعة أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)
على يد مؤلفها العبد هادي النجفي
في يوم الاثنين السابع والعشرين من شهر الله عام 1418
ببلدة أصبهان صانها الله تعالى عن الحدثان
والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين.



(1) الكافي: 4 / 332 ح 4.
(2) الكافي: 6 / 48 ح 4.
374
/ 1