موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) (جزء 11) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) (جزء 11) - نسخه متنی

هادی نجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الكتاب: موسوعة أحاديث أهل البيت (ع)
المؤلف: الشيخ هادي النجفي
الجزء: 11
الوفاة: معاصر
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق:
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: 1423 – 2002 م
المطبعة: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان - شارع دكاش - هاتف : 272652 - 272655 - 272782 - فاكس : 850717 - 850623 - ص . ب : 7957 / 11
موسوعة
أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)
تأليف
الشيخ هادي النجفي
الجزء الحادي عشر
م _ ن
دار احياء التراث العربي
بيروت _ لبنان

1
حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى
1423 ه‍ _ 2002 م
دار احياء التراث العربي
DAR EHIA AL - TOURATH AL - ARABI
للطباعة والنشر والتوزيع
Publishing & amp Distributing
بيروت _ لبنان _ شارع دكاش _ هاتف 272652 _ 272655 _ 272782 فاكس 850717 _ 850623 ص. ب. 7957 / 11

2
الملائكة
[13375] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه،
عن عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن
أبيه (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنا - أهل البيت - شجرة النبوة وموضع الرسالة
ومختلف الملائكة وبيت الرحمة ومعدن العلم (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13376] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: سمعته يقول: والله إن في السماء لسبعين صفا من الملائكة لو اجتمع أهل الأرض
كلهم يحصون عدد كل صف منهم ما أحصوهم وأنهم ليدينون بولايتنا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13377] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
إسماعيل، عن محمد بن فضيل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قيل
لأمير المؤمنين (عليه السلام): من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان مؤمنا؟
قال: فأين فرائض الله؟ قال: وسمعته يقول: كان علي (عليه السلام) يقول: لو كان الإيمان كلاما



(1) الكافي: 1 / 221 ح 2.
(2) الكافي: 1 / 437 ح 5.
3
لم ينزل فيه صوم ولا صلاة ولا حلال ولا حرام، قال: وقلت لأبي جعفر (عليه السلام): إن
عندنا قوما يقولون: إذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو مؤمن،
قال: فلم يضربون الحدود ولم تقطع أيديهم؟! وما خلق الله عز وجل خلقا أكرم على
الله عز وجل من المؤمن لأن الملائكة خدام المؤمنين وأن جوار الله للمؤمنين وأن الجنة
للمؤمنين وأن الحور العين للمؤمنين، ثم قال: فما بال من جحد الفرائض كان
كافرا؟ (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13378] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أذنت وأقمت صلى خلفك صفان من الملائكة وإذا أقمت
صلى خلفك صف من الملائكة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13379] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن الجبار، عن صفوان، عن
ابن مسكان، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
إن جبرئيل (عليه السلام) أتاني فقال: إنا معشر الملائكة لا ندخل بيتا فيه كلب ولا تمثال جسد
ولا إناء يبال فيه (3).
[13380] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان، عن حفص بن البختري، عن محمد بن
مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا كان يوم الجمعة نزل الملائكة المقربون معهم
قراطيس من فضة وأقلام من ذهب فيجلسون على أبواب المسجد على كراسي من نور



(1) الكافي: 2 / 33 ح 2.
(2) الكافي: 3 / 303 ح 8.
(3) الكافي: 3 / 393 ح 27.
4
فيكتبون الناس على منازلهم الأول والثاني حتى يخرج الإمام فإذا خرج الإمام طووا
صحفهم ولا يهبطون في شيء من الأيام إلا في يوم الجمعة يعني الملائكة
المقربين (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13381] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما أفاض آدم من منى تلقته الملائكة فقالوا: يا آدم بر حجك
أما إنه قد حججنا هذا البيت قبل أن تحجه بألفي عام (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13382] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا وضعت المائدة حفتها أربعة آلاف
ملك فإذا قال العبد: بسم الله، قالت الملائكة: بارك الله عليكم في طعامكم ثم يقولون
للشيطان: اخرج يا فاسق لا سلطان لك عليهم فإذا فرغوا فقالوا: الحمد لله، قالت
الملائكة: قوم أنعم الله عليهم فأدوا شكر ربهم، وإذا لم يسموا قالت الملائكة
للشيطان: ادن يا فاسق فكل معهم، فإذا رفعت المائدة ولم يذكروا اسم الله عليها قالت
الملائكة: قوم أنعم الله عليهم فنسوا ربهم جل وعز (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13383] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) إنه قال في صفة الملائكة: ثم خلق سبحانه
لإسكان سماواته وعمارة الصفيح الأعلى من ملكوته خلقا بديعا من ملائكته وملأ بهم
فروج فجاجها وحشا بهم فتوق أجوائها وبين فجوات تلك الفروج زجل المسبحين



(1) الكافي: 3 / 413 ح 2.
(2) الكافي: 4 / 194 ح 4.
(3) الكافي: 6 / 292 ح 1.
5
منهم في حظائر القدس وسترات الحجب وسرادقات المجد ووراء ذلك الرجيج الذي
تستك منه الأسماع سبحات نور تردع الأبصار عن بلوغها فتقف خاسئة على حدودها
وأنشأهم على صور مختلفات وأقدار متفاوتات أولي أجنحة تسبح جلال عزته لا
ينتحلون ما ظهر في الخلق من صنعه ولا يدعون أنهم يخلقون شيئا معه مما انفرد به
(بل عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون) (1) جعلهم الله فيما
هنالك أهل الأمانة على وحيه وحملهم إلى المرسلين ودائع أمره ونهيه وعصمهم من
ريب الشبهات فما منهم زائغ عن سبيل مرضاته، وأمدهم بفوائد المعونة وأشعر
قلوبهم تواضع إخبات السكينة وفتح لهم أبوابا ذللا إلى تماجيده ونصب لهم منارا
واضحة على أعلام توحيده لم تثقلهم موصرات الآثام ولم ترتحلهم عقب الليالي
والأيام ولم ترم الشكوك بنوازعها عزيمة إيمانهم ولم تعترك الظنون على معاقد يقينهم
ولا قدحت قادحة الإحن فيما بينهم ولا سلبتهم الحيرة ما لاق من معرفته بضمائرهم
وما سكن من عظمته وهيبة جلالته في أثناء صدورهم ولم تطمع فيهم الوساوس
فتقترع برينها على فكرهم، ومنهم من هو في خلق الغمام الدلح وفي عظم الجبال الشمخ
وفي فترة الظلام الأيهم ومنهم من قد خرقت أقدامهم تخوم الأرض السفلى فهي
كرايات بيض قد نفذت في مخارق الهواء وتحتها ريح هفافة تحبسها على حيث انتهت
من الحدود المتناهية قد استفرغتهم أشغال عبادته ووصلت حقائق الإيمان بينهم وبين
معرفته وقطعهم الإيقان به إلى الوله إليه ولم تجاوز رغباتهم ما عنده إلى ما عند غيره،
قد ذاقوا حلاوة معرفته وشربوا بالكأس الروية من محبته وتمكنت من سويداء قلوبهم
وشيجة خيفته فحنوا بطول الطاعة اعتدال ظهورهم، ولم ينفد طول الرغبة إليه مادة
تضرعهم ولا أطلق عنهم عظيم الزلفة ربق خشوعهم ولم يتولهم الإعجاب



(1) سورة الأنبياء: 26 و 27.
6
فيستكثروا ما سلف منهم ولا تركت لهم استكانة الإجلال نصيبا في تعظيم حسناتهم
ولم تجر الفترات فيهم على طول دؤوبهم ولم تغض رغباتهم فيخالفوا عن رجاء ربهم
ولم تجف لطول المناجاة أسلات ألسنتهم ولا ملكتهم الأشغال فتنقطع بهمس الجؤار
إليه أصواتهم ولم تختلف في مقاوم الطاعة مناكبهم ولم يثنوا إلى راحة التقصير في أمره
رقابهم ولا تعدو على عزيمة جدهم بلادة الغفلات ولا تنتضل في هممهم خدائع
الشهوات قد اتخذوا ذا العرش ذخيرة ليوم فاقتهم ويمموه عند انقطاع الخلق إلى
المخلوقين برغبتهم لا يقطعون أمد غاية عبادته ولا يرجع بهم الاستهتار بلزوم طاعته
إلا إلى مواد من قلوبهم غير منقطعة من رجائه ومخافته لم تنقطع أسباب الشفقة منهم
فينوا في جدهم ولم تأسرهم الأطماع فيؤثروا وشيك السعي على اجتهادهم، لم
يستعظموا ما مضى من أعمالهم ولو استعظموا ذلك لنسخ الرجاء منهم شفقات وجلهم
ولم يختلفوا في ربهم باستحواذ الشيطان عليهم ولم يفرقهم سوء التقاطع ولا تولاهم غل
التحاسد ولا تشعبتهم مصارف الريب ولا اقتسمتهم أخياف الهمم فهم اسراء إيمان لم
يفكهم من ربقته زيغ ولا عدول ولا ونى ولا فتور وليس في أطباق السماء موضع إهاب
إلا وعليه ملك ساجد أو ساع حافد، يزدادون على طول الطاعة بربهم علما وتزداد
عزة ربهم في قلوبهم عظما... الحديث (1).
[13384] 10 - الشيخ الطوسي، عن المفيد، عن ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن محمد بن مسلم،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما خلق الله خلقا أكثر من الملائكة وإنه لينزل كل يوم
سبعون ألف ملك فيأتون البيت المعمور فيطوفون به فإذا هم طافوا به نزلوا فطافوا



(1) نهج البلاغة: الخطبة 91.
7
بالكعبة فإذا طافوا بها أتوا قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسلموا عليه ثم أتوا قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)
فسلموا عليه ثم أتوا قبر الحسين (عليه السلام) فسلموا عليه ثم عرجوا وينزل مثلهم أبدا إلى
يوم القيامة... الحديث (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات الواردة في هذا المجال فوق حد الاحصاء مبثوثة في كتب الأخبار، فإن
شئت راجع بحار الأنوار: 14 / 220 من طبع الكمباني و 56 / 144 من طبع بيروت
و 59 / 144 من طبع إيران.



(1) أمالي الطوسي: المجلس الثامن ح 22 / 214 الرقم 372.
8
الملاعبة
[13385] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان،
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس شيء تحضره الملائكة إلا الرهان
وملاعبة الرجل أهله (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13386] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
هشام بن سالم، عن يزيد الكناسي قال: أن رجلا من أصحابنا تزوج امرأة فقال لي:
أحب أن تسأل أبا عبد الله (عليه السلام) وتقول له: إن رجلا من أصحابنا تزوج امرأة قد زعم
أنه كان يلاعب أمها ويقبلها من غير أن يكون أفضى إليها قال: فسألت أبا عبد الله (عليه السلام)
فقال لي: كذب مره فليفارقها، قال: فرجعت من سفري فأخبرت الرجل بما قال
أبو عبد الله (عليه السلام) فوالله ما دفع ذلك عن نفسه وخلى سبيلها (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13387] 3 - الحميري، عن السندي، عن أبي البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن
أبيه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاثة من الجفاء: أن يصحب الرجل الرجل فلا
يسأله عن اسمه وكنيته، وأن يدعى الرجل إلى طعام فلا يجيب أو يجيب فلا يأكل،
ومواقعة الرجل أهله قبل المداعبة (3).



(1) الكافي: 5 / 49 ح 10، و 5 / 554 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 416 ح 9.
(3) قرب الإسناد: 160 ح 583.
9
المداعبة: أي الملاعبة. وفي نقل البحار: 72 / 447 ح 3 عن قرب الإسناد،
الملاعبة بدل المداعبة والأمر سهل.
[13388] 4 - الحميري، عن ابن أبي الخطاب، عن البزنطي قال: سألت أبا الحسن
الرضا (عليه السلام) عن المعتمد في الصيد والجاهل والخطاء سواء فيه؟ قال: لا، فقلت له:
الجاهل عليه شيء؟ فقال: نعم، فقلت له: جعلت فداك فالعمد بأي شيء يفضل
صاحب الجهالة؟ قال: بالإثم وهو لاعب بدينه (1).
الرواية معتبرة الإسناد، بل صحيحة.
[13389] 5 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الحسن بن علي (عليهما السلام) أنه مر في يوم فطر بقوم
يلعبون ويضحكون فوقف على رؤوسهم، فقال: إن الله جعل شهر رمضان مضمارا
لخلقه فيستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا وقصر آخرون فخابوا،
فالعجب كل العجب من ضاحك لاعب في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون ويخسر فيه
المبطلون، وأيم الله لو كشف الغطاء لعلموا أن المحسن مشغول بإحسانه والمسئ
مشغول بإساءته، ثم مضى (2).
قد مر منا عنوان اللعب في محله.



(1) قرب الإسناد: 379 ح 1339.
(2) تحف العقول: 236.
10
الملاقاة
[13390] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد،، عن علي بن الحكم،
عن محمد بن سماعة، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن في حكمة آل
داود: ينبغي للمسلم العاقل أن لا يرى ظاعنا إلا في ثلاث: مرمة لمعاش أو تزود لمعاد
أو لذة في غير ذات محرم، وينبغي للمسلم العاقل أن يكون له ساعة يفضي بها إلى
عمله فيما بينه وبين الله عز وجل وساعة يلاقي إخوانه الذين يفاوضهم ويفاوضونه في أمر
آخرته وساعة يخلي بين نفسه ولذاتها في غير محرم فإنها عون على تلك الساعتين (1).
[13391] 2 - الطوسي، عن المفيد، عن ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى،
عن ابن محبوب، عن العقرقوفي، عن أبي عبيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول
لأصحابه وأنا حاضر: اتقوا الله وكونوا إخوة بررة متحابين في الله متواصلين متراحمين
تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا وأحيوا أمرنا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13392] 3 - الطوسي، عن المفيد، عن الحسن بن حمزة العلوي، عن علي بن الفضيل،
عن عبيد الله بن موسى، عن عبد العظيم الحسني، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) قال:
ملاقاة الإخوان نشرة وتلقيح العقل وإن كان نزرا قليلا (3).
النشرة: ما يزيل الهموم والأحزان.



(1) الكافي: 5 / 87 ح 1.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثاني ح 58 / 60 الرقم 89.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الثالث ح 54 / 94 الرقم 145.
11
[13393] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:... واعلموا أن عباد
الله المستحفظين علمه يصونون مصونه ويفجرون عيونه يتواصلون بالولاية ويتلاقون
بالمحبة ويتساقون بكأس روية ويصدرون برية... الحديث (1).
[13394] 5 - الديلمي، نقلا من ابن ودعان في أربعينه، عن أبي أيوب الأنصاري،
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: حلوا أنفسكم الطاعة وألبسوها قناع المخافة واجعلوا
آخرتكم لأنفسكم وسعيكم لمستقركم واعلموا أنكم عن قليل راحلون وإلى الله
صائرون ولا يغني عنكم هنالك إلا صالح عمل قدمتموه وحسن ثواب أحرزتموه
فإنكم إنما تقدمون على ما قدمتم وتجازون على ما أسلفتم فلا تخدعنكم زخارف دنيا
دنية عن مراتب جنات علية فكأن قد انكشف القناع وارتفع الإرتياب ولاقى كل
امرئ مستقره وعرف مثواه ومنقلبه (2).



(1) نهج البلاغة: الخطبة 214.
(2) أعلام الدين: 340.
12
الملالة
[13395] 1 - الكليني، عن أحمد بن مهران (رحمه الله) رفعه وأحمد بن إدريس، عن محمد
ابن عبد الجبار الشيباني قال: حدثني القاسم بن محمد الرازي قال: حدثنا علي بن
محمد الهرمزاني، عن أبي عبد الله الحسين بن علي (عليه السلام) قال: لما قبضت فاطمة (عليها السلام)
دفنها أمير المؤمنين سرا وعفا على موضع قبرها ثم قام فحول وجهه إلى قبر
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: السلام عليك يا رسول الله عني والسلام عليك عن ابنتك
وزائرتك والبائتة في الثرى ببقعتك والمختار الله لها سرعة اللحاق بك، قل يا رسول الله
عن صفيتك صبري وعفا عن سيدة نساء العالمين تجلدي، إلا أن لي في التأسي بسنتك
في فرقتك موضع تعز، فلقد وسدتك في ملحودة قبرك وفاضت نفسك بين نحري
وصدري، بلى وفي كتاب الله [لي] أنعم القبول، إنا لله وإنا إليه راجعون، قد
استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة وأخلست الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء
يا رسول الله، أما حزني فسرمد وأما ليلي فمسهد وهم لا يبرح من قلبي أو يختار الله لي
دارك التي أنت فيها مقيم، كمد مقيح وهم مهيج سرعان ما فرق بيننا وإلى الله أشكو
وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال واستخبرها الحال، فكم
من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا وستقول ويحكم الله وهو خير
الحاكمين.
سلام مودع لا قال ولا سئم فإن أنصرف فلا عن ملالة وإن أقم فلا عن سوء ظن بما
وعد الله الصابرين، واه واها والصبر أيمن وأجمل، ولو لا غلبة المستولين لجعلت المقام
واللبث لزاما معكوفا ولأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية فبعين الله تدفن

13
ابنتك سرا وتهضم حقها وتمنع إرثها ولم يتباعد العهد ولم يخلق منك الذكر وإلى الله
يا رسول الله المشتكى وفيك يا رسول الله أحسن العزاء صلى الله عليك وعليها السلام
والرضوان (1).
[13396] 2 - الصدوق بإسناده عن ابن البطائني، عن ابن عميرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
من قرء حمعسق بعثه الله يوم القيامة ووجهه كالثلج أو كالشمس حتى يقف بين يدي
الله عز وجل فيقول: عبدي أدمت قراءة حمعسق ولم تدر ما ثوابها أما لو دريت ما هي وما
ثوابها لما مللت قراءتها ولكن سأخبرك جزاك أدخلوه الجنة وله فيها قصر من ياقوتة
حمراء أبوابها وشرفها ودرجها منها يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها وله
فيها جوار أتراب من الحور العين وألف جارية وألف غلام من الولدان المخلدين الذين
وصفهم الله عز وجل (2).
[13397] 3 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في وصيته
للحسين (عليه السلام):... كثرة الزيارة تورث الملالة، الحديث (3).
[13398] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إن هذه القلوب تمل كما تمل
الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكم (4).
[13399] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: قلما تدوم خلة
الملول (5).
[13400] 6 - وعنه (عليه السلام): ليس لملول إخاء (6).



(1) الكافي: 1 / 458 ح 3.
(2) ثواب الأعمال: 140.
(3) تحف العقول: 90.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 91.
(5) غرر الحكم: ح 6727.
(6) غرر الحكم: 7481.
14
[13401] 7 - وعنه (عليه السلام): ليس لملول مروة (1).
[13402] 8 - وعنه (عليه السلام): لا تأمنن ملولا وإن تحلى بالصلة فإنه ليس في البرق
الخاطف مستمتع لمن يخوض الظلمة (2).
[13403] 9 - وعنه (عليه السلام): لا أخوة لملول (3).
[13404] 10 - ثاني الشهيدين رفعه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: إن موسى لقى الخضر (عليهما السلام)
فقال: أوصني، فقال الخضر: يا طالب العلم إن القائل أقل ملالة من المستمع فلا تمل
جلساءك إذا حدثتهم، الحديث (4).



(1) غرر الحكم: ح 7482.
(2) غرر الحكم: ح 10332.
(3) غرر الحكم: ح 10437.
(4) منية المريد: 140.
15
الملامة
[13405] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
بعض أصحابنا، عن بشر بن عبد الله، عن أبي عصمة قاضي مرو، عن جابر، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراؤون يتقرؤون
ويتنسكون حدثاء سفهاء لا يوجبون أمرا بمعروف ولا نهيا عن منكر إلا إذا أمنوا
الضرر يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير يتبعون زلاة العلماء وفساد عملهم،
يقبلون على الصلاة والصيام وما لا يكلمهم في نفس ولا مال ولو أضرت الصلاة بسائر
ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض وأشرفها، إن الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، هنالك يتم غضب
الله عز وجل عليهم فيعمهم بعقابه فيهلك الأبرار في دار الفجار والصغار في دار الكبار; إن
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصلحاء فريضة عظيمة بها
تقام الفرائض وتأمن المذاهب وتحل المكاسب وترد المظالم وتعمر الأرض وينتصف
من الأعداء ويستقيم الأمر فأنكروا بقلوبكم وألفظوا بألسنتكم وصكوا بها جباههم
ولا تخافوا في الله لومة لائم، فإن اتعظوا إلى الحق رجعوا فلا سبيل عليهم (إنما
السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم
عذاب أليم) (1) هنالك فجاهدوهم بأبدانكم وأبغضوهم بقلوبكم غير طالبين



(1) سورة الشورى: 42.
16
سلطانا ولا باغين مالا ولا مريدين بظلم ظفرا حتى يفيئوا إلى أمر الله ويمضوا على
طاعته، قال: وأوحى الله عز وجل إلى شعيب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أني معذب من قومك مائة
ألف، أربعين ألفا من شرارهم وستين ألفا من خيارهم، فقال (عليه السلام): يا رب هؤلاء
الأشرار فما بال الأخيار؟ فأوحى الله عز وجل إليه: داهنوا أهل المعاصي ولم
يغضبوا لغضبي (1).
[13406] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، ومحمد بن
إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجاج
قال: بعث إلي أبو الحسن موسى (عليه السلام) بوصية أمير المؤمنين (عليه السلام) وهي: ثم ذكر وصية ثم
قال: وكانت الوصية الاخرى [مع الاولى]:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب: أوصى أنه يشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، صلى الله عليه وآله ثم إن صلاتي ونسكي
ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين.
ثم إني أوصيك يا حسن وجميع أهل بيتي وولدي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ربكم
ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فإني سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام» وأن
المبيرة الحالقة للدين فساد ذات البين ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، انظروا ذوي
أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب.
الله الله في الأيتام فلا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم فقد سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله عز وجل له بذلك الجنة كما



(1) الكافي: 5 / 55 ح 1.
17
أوجب لآكل مال اليتيم النار».
الله الله في القرآن فلا يسبقكم إلى العمل به أحد غيركم.
الله الله في جيرانكم فإن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصى بهم وما زال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوصي
بهم حتى ظننا أنه سيورثهم.
الله الله في بيت ربكم فلا يخلو منكم ما بقيتم فإنه إن ترك لم تناظروا وأدنى ما يرجع
به من أمه أن يغفر له ما سلف.
الله الله في الصلاة فإنها خير العمل، إنها عمود دينكم.
الله الله في الزكاة فإنها تطفئ غضب ربكم.
الله الله في شهر رمضان فإن صيامه جنة من النار.
الله الله في الفقراء والمساكين فشاركوهم في معايشكم.
الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم فإنما يجاهد رجلان إمام هدى أو
مطيع له مقتد بهداه.
الله الله في ذرية نبيكم فلا يظلمن بحضرتكم وبين ظهرانيكم وأنتم تقدرون على
الدفع عنهم.
الله الله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا ولم يؤووا محدثا فإن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصى بهم ولعن المحدث منهم ومن غيرهم والمؤوي للمحدث.
الله الله في النساء وفيما ملكت أيمانكم فإن آخر ما تكلم به نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم) أن قال:
أوصيكم بالضعيفين: النساء وما ملكت أيمانكم.
الصلاة الصلاة الصلاة لا تخافوا في الله لومة لائم، يكفكم الله من آذاكم وبغى
عليكم قولوا للناس حسنا كما أمركم الله عز وجل ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر فيولي الله أمركم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم عليهم.
وعليكم يا بني بالتواصل والتباذل والتبار وإياكم والتاقطع والتدابر والتفرق

18
وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد
العقاب، حفظكم الله من أهل بيت وحفظ فيكم نبيكم، أستودعكم الله وأقرأ عليكم
السلام ورحمة الله وبركاته.
ثم لم يزل يقول: «لا إله إلا الله»، «لا إله إلا الله» حتى قبض صلوات الله عليه
ورحمته في ثلث ليال من العشر الأواخر ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ليلة
الجمعة سنة أربعين من الهجرة وكان ضرب ليلة احدى وعشرين من شهر
رمضان (1).
الرواية صحيحة الإسناد. وما اشتمل من تاريخ فتكه وشهادته (عليه السلام) مخالف لسائر
الأخبار ولما هو المشهور بين الخاصة والعامة ولعله اشتباه من الرواة.
[13407] 3 - الصدوق بسنده عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر رحمة الله عليه
قال: أوصاني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بسبع: أوصاني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى
من هو فوقي، وأوصاني بحب المساكين والدنو منهم، وأوصاني أن أقول الحق وإن كان
مرا، وأوصاني أن أصل رحمي وإن أدبرت، وأوصاني أن لا أخاف في الله لومة لائم،
وأوصاني أن استكثر من قول «ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» فإنها من كنوز
الجنة (2).
[13408] 4 - الطوسي بإسناده فيما كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) لمحمد بن أبي بكر...
أوصيك بسبع هن من جوامع الإسلام: تخشى الله عز وجل ولا تخشى الناس في الله إلى أن
قال: ولا تخف في الله لومة لائم، الحديث (3).
[13409] 5 - الطوسي بإسناده عن علي بن الحسن بن فضال، عن محمد بن عبد الله



(1) الكافي: 7 / 51.
(2) الخصال: 2 / 345 ح 12.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الأول ح 31 / 30 الرقم 31.
19
ابن زرارة، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن محمد بن مسلم، عن
أحدهما (عليهما السلام) قال: لما زوج علي بن الحسين (عليه السلام) أمه مولاه وتزوج هو مولاته كتب
إليه عبد الملك بن مروان كتابا يلومه فيه ويقول له: إنك قد وضعت شرفك وحسبك،
فكتب إليه علي بن الحسين (عليهما السلام): إن الله تعالى رفع بالإسلام كل خسيسة وأتم
به الناقصة وأذهب به اللوم فلا لوم على مسلم وإنما اللوم لوم الجاهلية، وأما
تزويج أمي فإني إنما أردت بذلك برها، فلما انتهى الكتاب إلى عبد الملك قال:
لقد صنع علي بن الحسين أمرين ما كان يصنعهما أحد إلا علي بن الحسين فإن بذلك
قد زاد شرفا (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
والمراد بأمه إما أمه من الرضاعة أو من رباه لأن أمه ماتت في نفاسه.
[13410] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب إلى معاوية عليه الهاوية:...
فرب ملوم لا ذنب له... الكتاب (2).
[13411] 7 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب في وصيته لنجله
الحسن (عليه السلام):... والشح يجلب الملامة... والإفراط في الملامة يشب نيران
اللجاج... (3).
[13412] 8 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: لا ينبغي لمن لم يكن عالما
أن يعد سعيدا ولا لمن لم يكن ودودا أن يعد حميدا ولا لمن لم يكن صبورا أن يعد كاملا
ولا لمن لا يتقى ملامة العلماء وذمهم أن يرجى له خير الدنيا والآخرة وينبغي للعاقل أن
يكون صدوقا ليؤمن على حديثه وشكورا ليستوجب الزيادة (4).



(1) التهذيب: 7 / 397 ح 11.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 28.
(3) تحف العقول: 83 و 84.
(4) تحف العقول: 364.
20
[13413] 9 - الآمدي رفعه عن أمير المؤمنين (عليه السلام): أنه كان لا يلوم أحدا على ما
لا يجد العذر في مثله حتى يسمع اعتذاره (1).
[13414] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: لا لوم لهارب من
حتفه (2).
راجع إن شئت بحار الأنوار: 68 / 360.



(1) غرر الحكم: ح 7264.
(2) غرر الحكم: ح 10890.
21
الملعون
[13415] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن يعقوب بن يزيد،
عن محمد بن عمر بن يزيد، عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنني آكل الطعام
الطيب وأشم الريح الطيبة وأركب الدابة الفارهة ويتبعني الغلام فترى في هذا شيئا من
التجبر فلا أفعله؟ فأطرق أبو عبد الله (عليه السلام) ثم قال: إنما الجبار الملعون من غمص
الناس وجهل الحق، قال عمر: فقلت: أما الحق فلا أجهله والغمص لا أدري ما هو؟
قال: من حقر الناس وتجبر عليهم فذلك الجبار (1).
[13416] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوما لأصحابه: ملعون كل
مال لا يزكى، ملعون كل جسد لا يزكى ولو في كل أربعين يوما مرة، فقيل:
يا رسول الله أما زكاة المال فقد عرفناها فما زكاة الأجساد؟ فقال لهم: أن تصاب
بآفة، قال: فتغيرت وجوه الذين سمعوا ذلك منه، فلما رآهم قد تغيرت ألوانهم قال
لهم: أتدرون ما عنيت بقولي؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: بلى الرجل يخدش
الخدشة وينكب النكبة ويعثر العثرة ويمرض المرضة ويشاك الشوكة وما أشبه هذا
حتى ذكر في حديثه إختلاج العين (2).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 311 ح 13.
(2) الكافي: 2 / 258 ح 26.
22
[13417] 3 - الكليني، عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن محمد بن
إبراهيم النوفلي، عن الحسين بن مختار، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ملعون ملعون من عبد الدينار والدرهم، ملعون ملعون من كمه
أعمى، ملعون ملعون من نكح بهيمة (1).
[13418] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم
ابن زياد الكرخي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث ملعونات
ملعون من فعلهن: المتغوط في ظل النزال، والمانع الماء المنتاب، والساد الطريق
المعربة (2).
الرواية حسنة سندا.
[13419] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن إسماعيل
ابن بزيع، وغيره رفعوه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ملعون من ترأس، ملعون من هم
بها، ملعون من حدث بها نفسه (3).
[13420] 6 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن
حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال في مناجاة موسى (عليه السلام): يا موسى إن الدنيا
دار عقوبة عاقبت فيها آدم عند خطيئته وجعلتها ملعونة ملعون، ما فيها إلا ما كان
فيها لي، يا موسى إن عبادي الصالحين زهدوا في الدنيا بقدر علمهم وسائر الخلق
رغبوا فيها بقدر جهلهم وما من أحد عظمها فقرت عيناه فيها ولم يحقرها أحد إلا انتفع
بها (4).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 270 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 292 ح 11.
(3) الكافي: 2 / 298 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 317 ح 9.
23
[13421] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
بعض أصحابه رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ذكر الحائك لأبي عبد الله (عليه السلام) أنه ملعون
فقال: إنما ذاك الذي يحوك الكذب على الله وعلى رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
[13422] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبي الخزرج
الأنصاري، عن علي بن غراب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
ملعون ملعون من القى كله على الناس، ملعون ملعون من ضيع من يعول (2).
[13423] 9 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي، عن إسحاق بن
إبراهيم، عن نصر بن قابوس قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: المغنية ملعونة،
ملعون من أكل كسبها (3).
[13424] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن
محمد الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
الجالب مرزوق والمحتكر ملعون (4).
[13425] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الحكرة في الخصب أربعون يوما وفي الشدة والبلاء ثلاثة
أيام فما زاد على الأربعين يوما في الخصب فصاحبه ملعون وما زاد على الثلاثة أيام في
العسرة فصاحبه ملعون (5).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13426] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن يعقوب بن يزيد، عن رجل يكنى



(1) الكافي: 2 / 340 ح 10.
(2) الكافي: 4 / 12 ح 9.
(3) الكافي: 5 / 120 ح 6.
(4) الكافي: 5 / 165 ح 6.
(5) الكافي: 5 / 165 ح 7.
24
أبا عبد الله رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: كل
امرء تدبره امرأة فهو ملعون (1).
[13427] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عن هارون بن الجهم قال: كنا مع أبي عبد الله (عليه السلام) بالحيرة حين قدم على أبي جعفر
المنصور فختن بعض القواد ابنا له وصنع طعاما ودعا الناس وكان أبو عبد الله (عليه السلام)
فيمن دعي فبينا هو على المائدة يأكل ومعه عدة على المائدة فاستسقى رجل منهم ماء
فأتي بقدح فيه شراب لهم فلما أن صار القدح في يد الرجل قام أبو عبد الله (عليه السلام) عن
المائدة فسئل عن قيامه، فقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ملعون من جلس على مائدة
يشرب عليها الخمر.
وفي رواية أخرى: ملعون ملعون من جلس طائعا على مائدة يشرب عليها
الخمر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13428] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بكر بن
صالح، عن الشيباني، عن يونس بن ظبيان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا يونس بن
ظبيان أبلغ عطية عني أنه من شرب جرعة من خمر لعنه الله عز وجل وملائكته ورسله
والمؤمنون، فإن شربها حتى يسكر منها نزع روح الإيمان من جسده وركبت فيه روح
سخيفة خبيثة ملعونة فيترك الصلاة، فإذا ترك الصلاة عيرته الملائكة وقال الله عز وجل
له: عبدي كفرت وعيرتك الملائكة سوءة لك عبدي، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): سوءة
سوءة كما تكون السوءة والله لتوبيخ الجليل جل اسمه ساعة واحدة أشد من عذاب
ألف عام، قال: ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): (ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا



(1) الكافي: 5 / 518 ح 10.
(2) الكافي: 6 / 268 ح 1.
25
تقتيلا) (1)، ثم قال: يا يونس ملعون ملعون من ترك أمر الله عز وجل إن أخذ برا دمرته
وان أخذ بحرا غرقته يغضب لغضب الجليل عز اسمه (2).
[13429] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عدة
من أصحابه، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم رفعه قال أمير المؤمنين
صلوات الله وسلامه عليه: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يرتدف ثلاثة على دابة فإن
أحدهم ملعون (3).
[13430] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: السرج مركب ملعون للنساء (4).
[13431] 17 - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن الحسن بن
علي الكوفي، عن إسحاق بن إبراهيم، عن نصر بن قابوس قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: المنجم ملعون والكاهن ملعون والساحر ملعون والمغنية ملعونة ومن آواها
وأكل كسبها ملعون، وقال (عليه السلام): المنجم كالكاهن والكاهن كالساحر والساحر
كالكافر والكافر في النار (5).
[13432] 18 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن ابن متيل، عن ابن أبي الخطاب، عن
محمد بن سنان، عن المفضل قال: قال الصادق (عليه السلام): من استوى يوماه فهو مغبون
ومن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون، ومن لم يعرف الزيادة في نفسه كان إلى
النقصان أقرب ومن كان إلى النقصان أقرب فالموت خير له من الحياة (6).



(1) سورة الأحزاب: 61.
(2) الكافي: 6 / 399 ح 16.
(3) الكافي: 6 / 541 ح 19.
(4) الكافي: 6 / 541 ح 1.
(5) الخصال: 1 / 297 ح 67.
(6) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والتسعون ح 4 / 766 الرقم 1030.
26
[13433] 19 - الكراجكي، عن محمد بن أحمد بن شاذان القمي، عن أبيه، عن محمد
ابن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن زياد، عن مفضل بن عمر، عن
يونس بن يعقوب (رضي الله عنه) قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول: ملعون ملعون
كل بدن لا يصاب في كل أربعين يوما، قلت: ملعون؟ قال: ملعون فلما رأى عظم
ذلك علي قال لي: يا يونس إن من البلية الخدشة واللطمة والعثرة والنكبة والقفزة
وانقطاع الشسع وأشباه ذلك، يا يونس إن المؤمن أكرم على الله تعالى من أن يمر عليه
أربعون لا يمحص فيها من ذنوبه ولو بغم يصيبه لا يدري ما وجهه والله أن أحدكم
ليضع الدراهم بين يديه فيزنها فيجدها ناقصة فيغتم بذلك ثم يزنها فيجدها سواء
فيكون ذلك حطا لبعض ذنوبه، يا يونس ملعون ملعون من آذى جاره، ملعون
ملعون رجل يبدأ أخوه بالصلح فلم يصالحه، ملعون ملعون حامل القرآن مصر على
شرب الخمر، ملعون ملعون عالم يؤم سلطانا جائرا معينا له على جوره، ملعون
ملعون مبغض علي بن أبي طالب (عليه السلام) فإنه ما أبغضه حتى أبغض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن
أبغض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعنه الله في الدنيا والآخرة، ملعون ملعون من رمى مؤمنا بكفر
ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله، ملعونة ملعونة امرأة تؤذي زوجها وسعيدة سعيدة
امرأة تكرم زوجها ولا تؤذيه وتطيعه في جميع أحواله، يا يونس قال جدي
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ملعون ملعون من يظلم بعدي فاطمة ابنتي ويغصبها حقها ويقتلها،
ثم قال: يا فاطمة البشرى فلك عند الله مقام محمود تشفعين فيه لمحبيك وشيعتك
فتشفعين يا فاطمة لو أن كل نبي بعثه الله وكل ملك قربه شفعوا في كل مبغض لك
غاصب لك ما أخرجه الله من النار أبدا، ملعون ملعون قاطع رحمه، ملعون ملعون
مصدق بسحر، ملعون ملعون من قال: الإيمان قول بلا عمل، ملعون ملعون من وهب
الله له مالا فلم يتصدق منه بشيء أما سمعت أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: صدقة درهم أفضل
من صلاة عشر ليال، ملعون ملعون من ضرب والده أو والدته، ملعون ملعون من

27
عق والديه، ملعون ملعون من لم يوقر المسجد، تدري يا يونس لم عظم الله حق
المساجد وأنزل هذه الآية (وإن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) (1)؟ كانت
اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم أشركوا بالله تعالى فأمر الله سبحانه نبيه أن
يوحد الله فيها ويعبده (2).
[13434] 20 - ابن فهد الحلي رفعه إلى عبد المؤمن الأنصاري دخلت على الإمام
أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) وعنده محمد بن عبد الله بن محمد الجعفري فتبسمت
إليه فقال: أتحبه؟ قلت: نعم وما أحببته إلا لكم قال (عليه السلام): هو أخوك والمؤمن أخو
المؤمن لأبيه وأمه، ملعون ملعون من اتهم أخاه، ملعون ملعون من غش أخاه، ملعون
ملعون من لم ينصح أخاه، ملعون ملعون من استأثر على أخيه، ملعون ملعون من
احتجب عن أخيه، ملعون ملعون من اغتاب أخاه (3).
الروايات في هذا المجال متعددة مبثوثة في كتب الأخبار فإن شئت أكثر مما ذكرنا
لك فراجعها، وقد مر منا عنوان اللعن في محله.



(1) سورة الجن: 18.
(2) كنز الفوائد: 1 / 149 طبع بيروت.
(3) عدة الداعي: 174، ونقلا عنه في بحار الأنوار: 71 / 236 ح 38، وجامع أحاديث الشيعة:
16 / 296.
28
الملق
[13435] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: طلبة العلم
ثلاثة فاعرفهم بأعيانهم وصفاتهم: صنف يطلبه للجهل والمراء وصنف يطلبه
للاستطالة والختل وصنف يطلبه للفقه والعقل، فصاحب الجهل والمراء موذ ممار
متعرض للمقال في أندية الرجال بتذاكر العلم وصفة الحلم، قد تسربل بالخشوع
وتخلى من الورع فدق الله من هذا خيشومه وقطع منه حيزومه، وصاحب الإستطالة
والختل ذو خب وملق يستطيل على مثله من أشباهه ويتواضع للأغنياء من دونه،
فهو لحلوائهم هاضم ولدينه حاطم، فأعمى الله على هذا خبره وقطع من آثار العلماء
أثره، وصاحب الفقه والعقل ذو كآبة وحزن وسهر، قد تحنك في برنسه وقام الليل في
حندسه، يعمل ويخشى وجلا داعيا مشفقا، مقبلا على شأنه، عارفا بأهل زمانه،
مستوحشا من أوثق إخوانه فشد الله من هذا أركانه وأعطاه يوم القيامة أمانه (1).
[13436] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد
ابن علي، عن أحمد بن عمرو بن سليمان البجلي، عن إسماعيل بن الحسن بن إسماعيل
ابن شعيب بن ميثم التمار، عن إبراهيم بن إسحاق المدائني، عن رجل، عن أبي مخنف
الأزدي قال: أتى أمير المؤمنين صلوات الله عليه رهط من الشيعة فقالوا:
يا أمير المؤمنين لو أخرجت هذه الأموال ففرقتها في هؤلاء الرؤساء والأشراف
وفضلتهم علينا حتى إذا استوسقت الأمور عدت إلى أفضل ما عودك الله من القسم



(1) الكافي: 1 / 49 ح 5.
29
بالسوية والعدل في الرعية؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أتأمروني ويحكم أن أطلب
النصر بالظلم والجور فيمن وليت عليه من أهل الإسلام؟! لا والله لا يكون ذلك ما
سمر السمير وما رأيت في السماء نجما، والله لو كانت أموالهم مالي لساويت بينهم
فكيف وإنما هي أموالهم، قال: ثم أزم ساكتا طويلا ثم رفع رأسه فقال: من كان فيكم
له مال فإياه والفساد فإن إعطاءه في غير حقه تبذير واسراف وهو يرفع ذكر صاحبه
في الناس ويضعه عند الله، ولم يضع امرء ماله في غير حقه وعند غير أهله إلا حرمه الله
شكرهم وكان لغيره ودهم فإن بقي معه منهم بقية ممن يظهر الشكر له ويريه النصح
فإنما ذلك ملق منه وكذب فإن زلت بصاحبهم النعل ثم احتاج إلى معونتهم ومكافأتهم
فألأم خليل وشر خدين، ولم يضع امرء ماله في غير حقه وعند غير أهله إلا لم يكن له
من الحظ فيما أتى إلا محمدة اللئام وثناء الأشرار ما دام عليه منعما مفضلا ومقالة
الجاهل ما أجوده وهو عند الله بخيل فأي حظ أبور وأخسر من هذا الحظ وأي فائدة
معروف أقل من هذا المعروف، فمن كان منكم له مال فليصل به القرابة وليحسن منه
الضيافة وليفك به العاني والأسير وابن السبيل، فإن الفوز بهذه الخصال مكارم الدنيا
وشرف الآخرة (1).
[13437] 3 - الصدوق، عن أحمد بن هارون الفامي، عن محمد بن جعفر بن بطة،
عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): الناس في الجمعة على ثلاثة منازل: رجل شهدها بإنصات
وسكون قبل الإمام وذلك كفارة لذنوبه من الجمعة إلى الجمعة الثانية وزيادة ثلاثة
أيام لقول الله عز وجل (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) (2)، ورجل شهدها بلغط
وملق وقلق فذلك حظه، ورجل شهدها والإمام يخطب فقام يصلي فقد أخطأ السنة



(1) الكافي: 4 / 31 ح 3.
(2) سورة الأنعام: 160.
30
وذلك ممن إذا سأل الله عز وجل إن شاء أعطاه وإن شاء حرمه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13438] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الثناء بأكثر من الاستحقاق
ملق والتقصير عن الاستحقاق عي أو حسد (2).
[13439] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إياك والملق فإن الملق
ليس من خلائق الإيمان (3).
[13440] 6 - وعنه (عليه السلام): إنما يحبك من لا يتملقك ويثني عليك من لا يسمعك (4).
[13441] 7 - وعنه (عليه السلام): ليس الملق من خلق الأنبياء (5).
[13442] 8 - وعنه (عليه السلام): من كثر ملقه لم يعرف بشره (6).
[13443] 9 - الشهيد رفعه إلى الامام الهادي (عليه السلام) أنه قال لبعض وقد أكثر من إفراط
الثناء عليه: أقبل علي ما شأنك، فإن كثرة الملق يهجم على الظنة وإذا حللت من
أخيك في محل الثقة فاعدل عن الملق إلى حسن النية (7).
في المطبوعة من الدرة، الثناء بدل الملق الأول والملقى بدل الملق الثاني ولكن
المجلسي نقل الرواية في بحار الأنوار: 75 / 369 كما نقلناها وهو الأظهر
والأنسب.
[13444] 10 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ليس من أخلاق المؤمن
الملق ولا الحسد إلا في طلب العلم (8).



(1) أمالي الصدوق: المجلس الحادي والستون ح 9 / 471 الرقم 630.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 347.
(3) غرر الحكم: ح 2696 و 3875 و 7453 و 7963.
(4) غرر الحكم: ح 2696 و 3875 و 7453 و 7963.
(5) غرر الحكم: ح 2696 و 3875 و 7453 و 7963.
(6) غرر الحكم: ح 2696 و 3875 و 7453 و 7963.
(7) الدرة الباهرة: 41.
(8) بحار الأنوار: 75 / 44 ح 44.
31
ملك الموت
[13445] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن أبيه،
عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: لا تملوا من قراءة (إذا زلزلت الأرض
زلزالها) فإنه من كانت قراءته بها في نوافله لم يصبه الله عز وجل بزلزلة أبدا ولم يمت بها
ولا بصاعقة ولا بآفة من آفات الدنيا حتى يموت، وإذا مات نزل عليه ملك كريم من
عند ربه فيقعد عند رأسه فيقول: يا ملك الموت ارفق بولي الله فإنه كان كثيرا ما
يذكرني ويذكر تلاوة هذه السورة وتقول له السورة مثل ذلك، ويقول ملك الموت: قد
أمرني ربي أن أسمع له وأطيع ولا أخرج روحه حتى يأمرني بذلك فإذا أمرني أخرجت
روحه، ولا يزال ملك الموت عنده حتى تأمره بقبض روحه وإذا كشف له الغطاء
فيرى منازله في الجنة فيخرج روحه من ألين ما يكون من العلاج ثم يشيع روحه إلى
الجنة سبعون ألف ملك يبتدرون بها إلى الجنة (1).
[13446] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن
أبي هاشم، عن سالم بن أبي سلمة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: حضر رجلا الموت
فقيل: يا رسول الله أن فلانا قد حضره الموت، فنهض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعه أناس
من أصحابه حتى أتاه وهو مغمى عليه قال: فقال: يا ملك الموت كف عن الرجل
حتى أسأله، فأفاق الرجل فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ما رأيت؟ قال: رأيت بياضا كثيرا
وسوادا كثيرا، قال: فأيهما كان أقرب إليك؟ فقال: السواد، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): قل:



(1) الكافي: 2 / 626 ح 24.
32
«اللهم اغفر لي الكثير من معاصيك واقبل مني اليسير من طاعتك»، فقاله ثم أغمي
عليه فقال: يا ملك الموت خفف عنه حتى أسأله، فأفاق الرجل فقال: ما رأيت؟
قال: رأيت بياضا كثيرا وسوادا كثيرا، قال: فأيهما كان أقرب إليك؟ فقال: البياض
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): غفر الله لصاحبكم، قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا حضرتم
ميتا فقولوا له هذا الكلام ليقوله (1).
[13447] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان
ابن يحيى، عن أبي المستهل، عن محمد بن حنظلة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
جعلت فداك حديث سمعته من بعض شيعتك ومواليك يرويه عن أبيك قال: وما هو؟
قلت: زعموا أنه كان يقول: أغبط ما يكون امرء بما نحن عليه إذا كانت النفس في
هذه، فقال: نعم إذا كان ذلك أتاه نبي الله وأتاه علي وأتاه جبرئيل وأتاه ملك
الموت (عليهم السلام) فيقول ذلك الملك لعلي (عليه السلام): يا علي إن فلانا كان مواليا لك ولأهل بيتك؟
فيقول: نعم كان يتولانا ويتبرء من عدونا، فيقول ذلك نبي الله لجبرئيل، فيرفع ذلك
جبرئيل إلى الله عز وجل (2).
[13448] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن عيسى، عن يونس،
عن إدريس القمي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الله عز وجل يأمر ملك الموت فيرد
نفس المؤمن ليهون عليه ويخرجها من أحسن وجهها فيقول الناس: لقد شدد على
فلان الموت، وذلك تهوين من الله عز وجل عليه، وقال: يصرف عنه إذا كان ممن سخط الله
عليه أو ممن أبغض الله أمره أن يجذب الجذبة التي بلغتكم بمثل السفود من الصوف
المبلول فيقول الناس: لقد هون الله على فلان الموت (3).
الرواية معتبرة الإسناد. السفود: حديدة يشوى بها اللحم.



(1) الكافي: 3 / 124 ح 10.
(2) الكافي: 3 / 134 ح 13.
(3) الكافي: 3 / 135 ح 1.
33
[13449] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
الهيثم بن واقد، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على
رجل من أصحابه وهو يجود بنفسه فقال: يا ملك الموت ارفق بصاحبي فإنه مؤمن،
فقال: أبشر يا محمد فإني بكل مؤمن رفيق، واعلم يا محمد إني أقبض روح ابن آدم
فيجزع أهله فأقوم في ناحية من دارهم فأقول: ما هذا الجزع فوالله ما تعجلناه قبل
أجله وما كان لنا في قبضه من ذنب فإن تحتسبوا وتصبروا تؤجروا، وإن تجزعوا تأثموا
وتوزروا، واعلموا أن لنا فيكم عودة ثم عودة فالحذر الحذر إنه ليس في شرقها ولا في
غربها أهل بيت مدر ولا وبر إلا وأنا أتصفحهم في كل يوم خمس مرات ولأنا أعلم
بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم ولو أردت قبض روح بعوضة ما قدرت عليها حتى
يأمرني ربي بها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنما يتصفحهم في مواقيت الصلاة فإن كان ممن
يواظب عليها عند مواقيتها لقنه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
ونحى عنه ملك الموت إبليس (1).
[13450] 6 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الميت إذا حضره الموت أوثقه ملك الموت ولو لا ذلك ما
استقر (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13451] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) اشتكى عينه فعاده النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا هو
يصيح، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أجزعا أم وجعا؟ فقال: يا رسول الله ما وجعت وجعا قط
أشد منه، فقال: يا علي إن ملك الموت إذا نزل لقبض روح الكافر نزل معه سفود من



(1) الكافي: 3 / 136 ح 2.
(2) الكافي: 3 / 250 ح 2.
34
نار فينزع روحه به فتصيح جهنم فاستوى علي (عليه السلام) جالسا فقال: يا رسول الله أعد
علي حديثك فلقد أنساني وجعي ما قلت، ثم قال: هل يصيب ذلك أحدا من أمتك؟
قال: نعم حاكم جائر وآكل مال اليتيم ظلما وشاهد زور (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13452] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن سالم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من أهل بيت شعر ولا وبر إلا وملك الموت
يتصفحهم في كل يوم خمس مرات (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13453] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين
ابن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن أبي المغرا قال: حدثني يعقوب الأحمر قال:
دخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام) نعزيه بإسماعيل فترحم عليه ثم قال: إن الله عز وجل نعى إلى
نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه فقال: (انك ميت وانهم ميتون) (3) وقال: (كل نفس ذائقة
الموت) (4) ثم أنشأ يحدث فقال: إنه يموت أهل الأرض حتى لا يبقى أحد ثم يموت
أهل السماء حتى لا يبقى أحد إلا ملك الموت وحملة العرش وجبرئيل وميكائيل (عليهم السلام)
قال: فيجيئ ملك الموت (عليه السلام) حتى يقوم بين يدي الله عز وجل فيقال له: من بقي؟ - وهو
أعلم - فيقول: يا رب لم يبق إلا ملك الموت وحملة العرش وجبرئيل وميكائيل (عليهم السلام)
فيقال له: قل لجبرئيل وميكائيل فليموتا، فتقول الملائكة عند ذلك: يا رب رسوليك
وأمينيك فيقول: إني قد قضيت على كل نفس فيها الروح الموت، ثم يجيئ ملك
الموت حتى يقف بين يدي الله عز وجل فيقال له: من بقي - وهو أعلم - فيقول: يا رب لم



(1) الكافي: 3 / 253 ح 10.
(2) الكافي: 3 / 256 ح 22.
(3) سورة الزمر: 30.
(4) سورة آل عمران: 185.
35
يبق إلا ملك الموت وحملة العرش، فيقول: قل لحملة العرش فليموتوا، قال: ثم
يجيئ كئيبا حزينا لا يرفع طرفه فيقال: من بقي؟ فيقول: يا رب لم يبق إلا ملك
الموت، فيقال له: مت يا ملك الموت فيموت ثم يأخذ الأرض بيمينه والسماوات
بيمينه ويقول: أين الذين كانوا يدعون معي شريكا أين الذين كانوا يجعلون معي
إلها آخر؟ (1).
[13454] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن
مفضل بن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أخبرني
جبرئيل (عليه السلام) أن ملكا من ملائكة الله كانت له عند الله عز وجل منزلة عظيمة فتعتب عليه
فأهبط من السماء إلى الأرض فأتى إدريس (عليه السلام) فقال: إن لك من الله منزلة فاشفع لي
عند ربك، فصلى ثلاث ليال لا يفتر وصام أيامها لا يفطر ثم طلب إلى الله تعالى في
السحر في الملك، فقال الملك: إنك قد أعطيت سؤلك وقد أطلق لي جناحي وأنا أحب
أن أكافيك فاطلب إلي حاجة، فقال: تريني ملك الموت لعلي آنس به فإنه ليس يهنئني
مع ذكره شيء فبسط جناحه ثم قال: اركب فصعد به يطلب ملك الموت في السماء
الدنيا، فقيل له: اصعد، فاستقبله بين السماء الرابعة والخامسة فقال الملك: يا ملك
الموت ما لي أراك قاطبا؟ قال: العجب إني تحت ظل العرش حيث أمرت أن أقبض
روح آدمي بين السماء الرابعة والخامسة فسمع إدريس (عليه السلام) فامتعض فخر من جناح
الملك فقبض روحه مكانه وقال الله عز وجل: (ورفعناه مكانا عليا) (2) (3).
عتب عليه: وجد، وتعتب مثله. القطب: العبوس. معض من الأمر: غضب
وشق عليه.
[13455] 11 - الكليني، عن محمد، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن



(1) الكافي: 3 / 256 ح 25.
(2) سورة مريم: 57.
(3) الكافي: 3 / 257 ح 26.
36
الحسين بن علوان، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن لحظة
ملك الموت، قال: أما رأيت الناس يكونون جلوسا فتعتريهم السكتة فما يتكلم أحد
منهم فتلك لحظة ملك الموت حيث يلحظهم (1).
[13456] 12 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن عيسى بن أيوب، عن علي بن
مهزيار، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما عرض على آدم ولده نظر إلى داود
فأعجبه فزاده خمسين سنة من عمره، قال: ونزل عليه جبرئيل وميكائيل فكتب
عليه ملك الموت صكا بالخمسين سنة فلما حضرته الوفاة أنزل عليه ملك الموت فقال
آدم: قد بقي من عمري خمسون سنة، قال: فأين الخمسون التي جعلتها لابنك داود؟
قال: فأما أن يكون نسيها أو أنكرها فنزل عليه جبرئيل وميكائيل (عليهما السلام) فشهدا عليه
وقبضه ملك الموت فقال أبو عبد الله (عليه السلام): كان أول صك كتب في الدنيا (2).
[13457] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
الحكم، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: عاش نوح (عليه السلام) ألفي سنة
وثلاثمائة سنة منها ثمانمائة وخمسين سنة قبل أن يبعث وألف سنة إلا خمسين عاما وهو
في قومه يدعوهم وخمسمائة عام بعد ما نزل من السفينة ونضب الماء فمصر الأمصار
وأسكن ولده البلدان ثم إن ملك الموت جاءه وهو في الشمس فقال: السلام عليك فرد
عليه نوح (عليه السلام) قال: ما جاء بك يا ملك الموت؟ قال: جئتك لأقبض روحك قال:
دعني أدخل من الشمس إلى الظل فقال له: نعم، فتحول ثم قال: يا ملك الموت كل ما
مر بي من الدنيا مثل تحويلي من الشمس إلى الظل فامض لما أمرت به، فقبض
روحه (عليه السلام) (3).
[13458] 14 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن الحميري، عن ابن عيسى، عن



(1) الكافي: 3 / 259 ح 31.
(2) الكافي: 7 / 379 ح 2.
(3) الكافي: 8 / 284 ح 429.
37
ابن محبوب، عن مالك ابن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) إن
الله عز وجل عرض على آدم أسماء الأنبياء وأعمارهم قال: فمر بآدم اسم داود النبي فإذا
عمره في العالم أربعون سنة فقال آدم: يا رب ما أقل عمر داود وما أكثر عمري،
يا رب إن أنا زدت داود من عمري ثلاثين سنة أتثبت ذلك له؟ قال: نعم يا آدم،
قال: فإني قد زدته من عمري ثلاثين سنة فانفذ ذلك له وأثبتها له عندك واطرحها من
عمري، قال أبو جعفر (عليه السلام): فأثبت الله عز وجل لداود في عمره ثلاثين سنة وكانت له عند
الله مثبتة فذلك قول الله عز وجل (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) (1) قال:
فمحا الله ما كان عنده مثبتا لآدم وأثبت لداود ما لم يكن عنده مثبتا قال: فمضى عمر
آدم فهبط ملك الموت لقبض روحه فقال له آدم: يا ملك الموت أنه قد بقي من عمري
ثلاثون سنة فقال له ملك الموت: يا آدم ألم تجعلها لابنك داود النبي وطرحتها من
عمرك حين عرض عليك أسماء الأنبياء من ذريتك وقد عرضت عليك أعمارهم وأنت
يومئذ بوادي الدخياء؟ قال: فقال له آدم: ما أذكر هذا قال: فقال له ملك الموت: يا
آدم لا تجحد ألم تسأل الله عز وجل أن يثبتها لداود ويمحوها من عمرك فأثبتها لداود في
الزبور ومحاها من عمرك في الذكر قال آدم: حتى أعلم ذلك، قال
أبو جعفر (عليه السلام): وكان آدم صادقا لم يذكر ولم يجحد فمن ذلك اليوم أمر الله تبارك وتعالى
العباد أن يكتبوا بينهم إذا تداينوا وتعاملوا إلى أجل مسمى لنسيان آدم وجحوده ما
جعل على نفسه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13459] 15 - الصدوق، عن الدقاق، عن محمد بن هارون، عن عبيد الله بن موسى،
عن محمد بن الحسين، عن محمد بن محصن، عن ابن ظبيان، عن الصادق (عليه السلام)، عن
آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: لما أراد الله تبارك وتعالى قبض روح



(1) سورة الرعد: 39.
(2) علل الشرايع: 553.
38
إبراهيم (عليه السلام) أهبط الله ملك الموت فقال: السلام عليك يا إبراهيم، قال: وعليك
السلام يا ملك الموت أداع أم ناع؟ قال: بل داع يا إبراهيم فأجب، قال إبراهيم: فهل
رأيت خليلا يميت خليله؟ قال فرجع ملك الموت حتى وقف بين يدي الله جل جلاله
فقال: الهي قد سمعت ما قال خليلك إبراهيم، فقال الله جل جلاله: يا ملك الموت
اذهب إليه وقل له هل رأيت حبيبا يكره لقاء حبيبه؟ إن الحبيب يحب لقاء حبيبه (1).
[13460] 16 - الصدوق بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: إذا كان يوم القيامة
يقول الله عز وجل لملك الموت: يا ملك الموت وعزتي وجلالي وارتفاعي في علوي
لأذيقنك طعم الموت كما أذقت عبادي (2).
[13461] 17 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن البزنطي، عن
أبان بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) أو أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن
إبراهيم (عليه السلام) لما قضى مناسكه رجع إلى الشام فهلك وكان سبب هلاكه أن ملك الموت
أتاه ليقبضه، فكره إبراهيم الموت فرجع ملك الموت إلى ربه عز وجل فقال: إن إبراهيم كره
الموت، فقال: دع إبراهيم فإنه يحب أن يعبدني قال: حتى رأى إبراهيم شيخا كبيرا
يأكل ويخرج منه ما يأكله فكره الحياة وأحب الموت، فبلغنا إن إبراهيم أتى داره فإذا
فيها أحسن صورة ما رآها قط قال: من أنت؟ قال: أنا ملك الموت، قال: سبحان الله
من الذي يكره قربك وزيارتك وأنت بهذه الصورة؟ فقال: يا خليل الرحمن إن الله
تبارك وتعالى إذا أراد بعبد خيرا بعثني إليه في هذه الصورة وإذا أراد بعبد شرا بعثني
إليه في غير هذه الصورة، فقبض (عليه السلام) بالشام وتوفي بعده إسماعيل وهو ابن ثلاثين
ومائة سنة فدفن في الحجر مع أمه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) أمالي الصدوق: المجلس السادس والثلاثون ح 2 / 264 الرقم 281 - علل الشرايع: 37 ح 9.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 32 ح 50.
(3) علل الشرايع: 38 ح 1.
39
[13462] 18 - الصدوق، عن القطان، عن السكري، عن الجوهري، عن ابن عمارة،
عن أبيه قال: قلت للصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): أخبرني بوفاة موسى بن عمران (عليه السلام)
فقال له: أنه لما أتاه أجله واستوفي مدته وانقطع أكله أتاه ملك الموت فقال له: السلام
عليك يا كليم الله فقال موسى: وعليك السلام من أنت؟ قال: أنا ملك الموت قال: ما
الذي جاء بك؟ قال: جئت لأقبض روحك فقال له موسى (عليه السلام): من أين تقبض
روحي؟ قال: من فمك، قال له موسى (عليه السلام): كيف وقد كلمت ربي جل جلاله؟ قال:
فمن يديك، قال: كيف وقد حملت بهما التوراة؟ قال: فمن رجليك، قال: كيف وقد
وطئت بهما طور سيناء؟ قال: فمن عينيك، قال: كيف ولم تزل إلى ربي بالرجاء
ممدودة؟ قال: فمن أذنيك، قال: وكيف وقد سمعت بهما كلام ربي جل وعز؟ قال:
فأوحى الله تبارك وتعالى إلى ملك الموت لا تقبض روحه حتى يكون هو الذي يريد
ذلك وخرج ملك الموت فمكث موسى ما شاء الله أن يمكث بعد ذلك ودعا يوشع بن نون
فأوصى إليه وأمره بكتمان أمره وبأن يوصي بعده إلى من يقوم بالأمر، وغاب
موسى (عليه السلام) عن قومه فمر في غيبته برجل وهو يحفر قبرا فقال له: ألا أعينك على حفر
هذا القبر؟ فقال له الرجل: بلى فأعانه حتى حفر القبر وسوى اللحد ثم اضطجع فيه
موسى بن عمران (عليه السلام) لينظر كيف هو، فكشف له عن الغطاء فرأى مكانه من الجنة
فقال: يا رب اقبضني إليك، فقبض ملك الموت روحه مكانه ودفنه في القبر وسوى
عليه التراب وكان الذي يحفر القبر ملكا في صورة آدمي، وكان ذلك في التيه، فصاح
صائح من السماء مات موسى كليم الله فأي نفس لا تموت؟
فحدثني أبي عن جدي عن أبيه (عليهم السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سئل عن قبر موسى (عليه السلام)
أين هو؟ فقال: هو عند الطريق الأعظم عند الكثيب الأحمر (1).



(1) أمالي الصدوق: المجلس الحادي والأربعون ح 2 / 303 الرقم 343 - كمال الدين وتمام النعمة:
153 ح 17.
40
[13463] 19 - الصدوق، عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان،
عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أمر سليمان بن داود (عليه السلام) الجن فصنعوا له قبة
من قوارير فبينما هو متكئ على عصاه في القبة ينظر إلى الجن كيف يعملون وهم
ينظرون إليه إذ حانت منه التفاتة فإذا رجل معه في القبة قال: من أنت؟ قال: أنا
الذي لا أقبل الرشاء ولا أهاب الملوك أنا ملك الموت فقبضه وهو قائم متكئ على
عصاه في القبة والجن ينظرون إليه، قال: فمكثوا سنة وهم يدأبون له حتى بعث الله عز وجل
الأرضة فأكلت منسأته - وهي العصا - فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب
ما لبثوا في العذاب المهين.
قال أبو جعفر (عليه السلام): إن الجن يشكرون الأرضة ما صنعت بعصا سليمان فما تكاد
تراها في مكان إلا وعندها ماء وطين (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13464] 20 - الطوسي، عن المفيد، عن الجعابي، عن ابن عقدة، عن أحمد بن سلمة،
عن إبراهيم بن محمد، عن الحسن بن حذيفة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مرض رجل
من أصحاب سلمان (رحمه الله) فافتقده فقال: أين صاحبكم؟ قالوا: مريض، قال: امشوا بنا
نعوده، فقاموا معه فلما دخلوا عليه فإذا هو يجود بنفسه فقال سلمان: يا ملك الموت
ارفق بولي الله، فقال ملك الموت بكلام يسمعه من حضر: يا أبا عبد الله إني أرفق
بالمؤمنين ولو ظهرت لأحد لظهرت لك (2).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت أكثر مما ذكرنا لك فعليك بمراجعة
كتب الأخبار ومنها: بحار الأنوار: 3 / 130 من طبع الكمباني و 6 / 139 من طبع
الحروفي.



(1) علل الشرايع: 74 ح 3.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الخامس ح 15 / 128 الرقم 202.
41
الملكوت
[13465] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
ابن مسكان، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (يسألونك
عن الروح قل الروح من أمر ربي) (1) قال: خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل كان
مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو مع الأئمة وهو من الملكوت (2).
الرواية موثقة سندا.
[13466] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن
سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): من تعلم
العلم وعمل به وعلم لله دعي في ملكوت السماوات عظيما، فقيل: تعلم لله وعمل لله
وعلم لله (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13467] 3 - الكليني، عن محمد بن أبي عبد الله رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
يا ابن آدم لو أكل قلبك طائر لم يشبعه وبصرك لو وضع عليه خرق إبرة لغطاه تريد أن
تعرف بهما ملكوت السماوات والأرض؟ إن كنت صادقا فهذه الشمس خلق من خلق
الله فإن قدرت أن تملأ عينيك منها فهو كما تقول (4).



(1) سورة الإسراء: 85.
(2) الكافي: 1 / 273 ح 3.
(3) الكافي: 1 / 35 ح 6.
(4) الكافي: 1 / 93 ح 8.
42
[13468] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد، عن صفوان بن يحيى، عن
أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أطعم ثلاثة نفر من
المسلمين أطعمه الله من ثلاث جنان في ملكوت السماوات الفردوس وجنة عدن
وطوبى - شجرة تخرج من جنة عدن غرسها ربنا بيده - (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13469] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): طوبى للمساكين بالصبر وهم الذين يرون
ملكوت السماوات والأرض (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13470] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي
ابن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي بصير، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما رأى إبراهيم (عليه السلام) ملكوت السماوات والأرض التفت فرأى
رجلا يزني فدعا عليه فمات ثم رأى آخر فدعا عليه فمات حتى رأى ثلاثة فدعا عليهم
فماتوا فأوحى الله عز ذكره إليه: يا إبراهيم إن دعوتك مجابة فلا تدع على عبادي فإني
لو شئت لم أخلقهم، إني خلقت خلقي على ثلاثة أصناف: عبدا يعبدني لا يشرك بي
شيئا فأثيبه، وعبدا يعبد غيري فلن يفوتني، وعبدا عبد غيري فأخرج من صلبه
من يعبدني، ثم التفت فرأى جيفة على ساحل البحر نصفها في الماء ونصفها في البر
تجيىء سباع البحر فتأكل ما في الماء ثم ترجع فيشد بعضها على بعض فيأكل بعضها
بعضا وتجيئ سباع البر فتأكل منها فيشد بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا فعند
ذلك تعجب إبراهيم (عليه السلام) مما رأى وقال: (رب أرني كيف تحي الموتى) قال: كيف
تخرج ما تناسل التي أكل بعضها بعضا (قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن



(1) الكافي: 2 / 200 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 263 ح 13.
43
قلبي) يعني حتى أرى هذا كما رأيت الأشياء كلها (قال فخذ أربعة من الطير
فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا) فقطعهن واخلطهن كما اختلطت
هذه الجيفة في هذه السباع التي أكل بعضها بعضا فخلط (ثم اجعل على كل جبل
منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا) (1) فلما دعاهن أجبنه وكانت الجبال
عشرة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13471] 7 - الصدوق بإسناده عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني (رضي الله عنه)، عن إبراهيم
ابن أبي محمود قال: قلت للرضا (عليه السلام): يا ابن رسول الله ما تقول في الحديث الذي
يرويه الناس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: «إن الله تبارك وتعالى ينزل في كل ليلة
جمعة إلى السماء الدنيا»؟ فقال (عليه السلام): لعن الله المحرفين الكلم عن مواضعه والله ما قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك إنما قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله تبارك وتعالى ينزل ملكا إلى السماء الدنيا
كل ليلة في الثلث الأخير وليلة الجمعة في أول الليل فيأمره فينادي: هل من سائل
فاعطيه، هل من تائب فأتوب عليه، هل من مستغفر فأغفر له، يا طالب الخير أقبل
ويا طالب الشر أقصر، فلا يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر فإذا طلع الفجر عاد إلى
محله من ملكوت السماء.
حدثني بذلك أبي (عليه السلام) عن جدي (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).
[13472] 8 - الصدوق بإسناده عن أبي زكريا، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا
مات طفل من أطفال المؤمنين نادى مناد في ملكوت السماوات والأرض: ألا إن فلان
ابن فلان قد مات فإن كان مات والداه أو أحدهما أو بعض أهل بيته من المؤمنين دفع
إليه يغذوه وإلا دفع إلى فاطمة (عليها السلام) تغذيه حتى يقدم أبواه أو أحدهما أو بعض أهل



(1) سورة البقرة: 260.
(2) الكافي: 8 / 305 ح 473.
(3) الفقيه: 1 / 421 ح 1240.
44
بيته فتدفعه إليه (1).
[13473] 9 - الصدوق، عن السناني، عن الأسدي، عن النخعي، عن النوفلي، عن
علي بن سالم، عن أبيه، عن ثابت بن دينار قال: سألت زين العابدين علي بن الحسين
ابن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) عن الله جل جلاله هل يوصف بمكان؟ فقال: تعالى الله
عن ذلك، قلت: فلم أسرى نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى السماء؟ قال: ليريه ملكوت السماء
وما فيها من عجائب صنعه وبدائع خلقه، قلت: فقول الله عز وجل (ثم دنى فتدلى *
فكان قاب قوسين أو أدنى) (2) قال: ذاك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دنى من حجب النور
فرأى ملكوت السماوات، ثم تدلى (صلى الله عليه وآله وسلم) فنظر من تحته إلى ملكوت الأرض حتى ظن
أنه في القرب من الأرض كقاب قوسين أو أدنى (3).
[13474] 10 - الطوسي، عن المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار،
عن البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن المفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): أعطيت تسعا لم يعطها أحد قبلي سوى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لقد فتحت لي
السبل وعلمت المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب ولقد نظرت في الملكوت
بإذن ربي فما غاب عني ما كان قبلي ولا ما يأتي بعدي وإن بولايتي أكمل الله لهذه الأمة
دينهم وأتم عليهم النعم ورضي لهم إسلامهم إذ يقول يوم الولاية لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم): يا محمد
أخبرهم أني أكملت لهم اليوم دينهم وأتممت عليهم النعم ورضيت إسلامهم، كل ذلك
من من الله علي فله الحمد (4).
الرواية معتبرة الإسناد. والروايات الواردة في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر
مما ذكرنا لك فعليك بمراجعة كتب الأخبار.



(1) الفقيه: 3 / 490 ح 4731.
(2) سورة النجم: 8 و 9.
(3) أمالي الصدوق: المجلس التاسع والعشرون ح 22 / 213 الرقم 238.
(4) أمالي الطوسي: المجلس الثامن ح 1 / 205 الرقم 351.
45
الملوك
[13475] 1 - الصدوق، بإسناده عن ثوير بن أبي فاختة، عن أبيه، عن علي (عليه السلام)
قال: اهدى كسرى للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقبل منه وأهدى قيصر للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقبل منه،
وأهدت له الملوك فقبل منهم (1).
[13476] 2 - الصدوق، عن السناني، عن الأسدي، عن النخعي، عن النوفلي، عن
محمد بن سنان، عن المفضل، عن ابن ظبيان، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال:
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):... أقل الناس وفاء الملوك وأقل الناس صديقا الملك... وأشقى
الناس الملوك، الحديث (2).
[13477] 3 - الصدوق، عن السناني، عن الأسدي عن البرمكي، عن عبد الله بن
أحمد، عن أبي أحمد الأزدي، عن عبد الله بن جندب، عن أبي عمر العجمي، عن
الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله جل جلاله: أنا الله لا إله إلا أنا خلقت الملوك
وقلوبهم بيدي فأيما قوم أطاعوني جعلت قلوب الملوك عليهم رحمة، وأيما قوم
عصوني جعلت قلوب الملوك عليهم سخطة، ألا لا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك،
توبوا إلي أعطف قلوبهم عليكم (3).



(1) الفقيه: 3 / 300 ح 4075.
(2) أمالي الصدوق: المجلس السادس: 4 / 73 الرقم 41.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الثامن والخمسون ح 10 / 447 الرقم 600.
46
[13478] 4 - المفيد رفعه عن الأوزاعي أن لقمان الحكيم قال لابنه:... يا بني
لا تجاورن الملوك فيقتلوك ولا تطيعهم فتكفر (1).
[13479] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:... وإنما الناس مع الملوك
والدنيا إلا من عصم الله... الخطبة (2).
[13480] 6 - الطوسي، عن المفيد، عن أبي حفص عمر بن محمد، عن علي بن مهرويه، عن
داود بن سليمان الغازي، عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن الحسين (عليه السلام) قال:
سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: الملوك حكام على الناس والعلم حاكم عليهم،
وحسبك من العلم أن تخشى الله، وحسبك من الجهل أن تعجب بعلمك (3).
[13481] 7 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن محمد بن جعفر بن رباح
الأشجعي، عن عباد بن يعقوب الأسدي، عن أرطأة بن جندب، عن زياد بن
المنذر، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) قال: لما أصابت امرأة العزيز الحاجة قيل لها:
لو أتيت يوسف بن يعقوب، فشاورت في ذلك، فقيل لها: إنا نخافه عليك، قالت: كلا
إني لا أخاف من يخاف الله، فلما دخلت عليه فرأته في ملكه قالت: الحمد لله الذي
جعل العبيد ملوكا بطاعته وجعل الملوك عبيدا بمعصيته، فتزوجها فوجدها بكرا
فقال لها: أليس هذا أحسن، أليس هذا أجمل، فقالت: إني كنت بليت منك بأربع
خصال: كنت أجمل أهل زماني وكنت أجمل أهل زمانك وكنت بكرا وكان زوجي
عنينا.
فلما كان من أمر إخوة يوسف ما كان، كتب يعقوب (عليه السلام) إلى يوسف (عليه السلام) وهو لا يعلم
أنه يوسف: بسم الله الرحمن الرحيم من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله عز وجل
إلى عزيز آل فرعون سلام عليك، فإني أحمد إليك الذي لا إله إلا هو، أما بعد فإنا أهل



(1) الاختصاص: 337.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 210.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الثاني ح 47 / 56 الرقم 78.
47
بيت تولع بنا أسباب البلاء، كان جدي إبراهيم ألقي في النار في طاعة ربه فجعلها
الله عز وجل عليه بردا وسلاما، وأمر الله جدي أن يذبح أبي ففداه بما فداه به، وكان لي ابن
وكان من أعز الناس علي ففقدته فأذهب حزني عليه نور بصري، وكان له أخ من أمه
فكنت إذا ذكرت المفقود ضممت أخاه هذا إلى صدري فيذهب عني بعض وجدي،
وهو المحبوس عندك في السرقة فإني أشهدك أني لم أسرق ولم ألد سارقا.
فلما قرأ يوسف الكتاب بكى وصاح وقال: (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على
وجه أبي يأت بصيرا واتوني بأهلكم أجمعين) (1) (2).
[13482] 8 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: أفضل الملوك من
أعطي ثلاث خصال: الرأفة والجود والعدل.
وليس يحب للملوك أن يفرطوا في ثلاث: في حفظ الثغور وتفقد المظالم واختيار
الصالحين لأعمالهم.
ثلاث خلال تجب للملوك على أصحابهم ورعيتهم: الطاعة لهم والنصيحة لهم في
المغيب والمشهد والدعاء بالنصر والصلاح (3).
يفرطوا فيه: يقصروا وأظهروا العجز فيه.
[13483] 9 - المجلسي رفعه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: عفو الملوك بقاء الملك (4).
[13484] 10 - المجلسي رفعه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من صحب الملوك
تشاغل بالدنيا (5).
الروايات الواردة في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع بحار الأنوار: 72 / 335
وغيرها من كتب الأخبار.



(1) سورة يوسف: 93.
(2) أمالي الطوسي: المجلس السادس عشر ح 26 / 456 الرقم 1020.
(3) تحف العقول: 319.
(4) بحار الأنوار: 74 / 169.
(5) بحار الأنوار: 75 / 12.
48
المماطلة
[13485] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن
عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن سلمة بن كهيل قال: سمعت عليا صلوات الله عليه
يقول لشريح: انظر إلى أهل المعك والمطل ودفع حقوق الناس من أهل المقدرة واليسار
ممن يدلي بأموال المسلمين إلى الحكام، فخذ للناس بحقوقهم منهم وبع فيها العقار
والديار فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: مطل المسلم الموسر ظلم للمسلم ومن لم
يكن له عقار ولا دار ولا مال فلا سبيل عليه; واعلم أنه لا يحمل الناس على الحق إلا
من ورعهم عن الباطل، ثم واس بين المسلمين بوجهك ومنطقك ومجلسك حتى لا
يطمع قريبك في حيفك ولا ييأس عدوك من عدلك، ورد اليمين على المدعي مع بينة
فإن ذلك أجلى للعمى وأثبت في القضاء، واعلم أن المسلمين عدول بعضهم على بعض
إلا مجلودا في حد لم يتب منه، أو معروف بشهادة زور، أو ظنين، وإياك والتضجر
والتأذي في مجلس القضاء الذي أوجب الله فيه الأجر ويحسن فيه الذخر لمن قضى
بالحق، واعلم أن الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا حرم حلالا أو أحل حراما،
واجعل لمن ادعى شهودا غيبا أمدا بينهما فإن أحضرهم أخذت له بحقه، وإن لم
يحضرهم أوجبت عليه القضية، فإياك أن تنفذ فيه قضية في قصاص أو حد من حدود
الله أو حق من حقوق المسلمين حتى تعرض ذلك علي إن شاء الله ولا تقعدن في مجلس
القضاء حتى تطعم (1).



(1) الكافي: 7 / 412 ح 1.
49
[13486] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
أبيه، عن خلف بن حماد، عن محرز، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الدين ثلاثة: رجل كان له فانظر وإذا كان عليه فاعطي ولم يمطل
فذاك له ولا عليه، ورجل إذا كان له استوفي وإذا كان عليه أوفي فذاك لا له ولا عليه،
ورجل إذا كان له استوفي وإذا كان عليه مطل فذاك عليه ولا له (1).
[13487] 3 - الكليني بإسناده المعتبر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في حديث:...
والنفاق على أربع دعائم: على الهوى والهوينا والحفيظة والطمع، فالهوى على أربع
شعب: على البغي والعدوان والشهوة والطغيان، فمن بغى كثرت غوائله وتخلى منه
وقصر عليه، ومن اعتدى لم يؤمن بوائقه ولم يسلم قلبه ولم يملك نفسه عن الشهوات
ومن لم يعدل نفسه في الشهوات خاض في الخبيثات ومن طغى ضل على عمد بلا
حجة.
والهوينا على أربع شعب: على الغرة والأمل والهيبة والمماطلة وذلك بأن الهيبة ترد
عن الحق والمماطلة تفرط في العمل حتى يقدم عليه الأجل، ولو لا الأمل علم الإنسان
حسب ما هو فيه ولو علم حسب ما هو فيه مات خفاتا من الهول والوجل، والغرة
تقصر بالمرء عن العمل.
والحفيظة على أربع شعب: على الكبر والفخر والحمية والعصبية فمن استكبر أدبر
عن الحق ومن فخر فجر ومن حمى أصر على الذنوب ومن أخذته العصبية جار،
فبئس الأمر أمر بين إدبار وفجور واصرار وجور على الصراط.
والطمع على أربع شعب: الفرح والمرح واللجاجة والتكاثر، فالفرح مكروه عند
الله، والمرح خبلاء، واللجاجة بلاء لمن اضطرته إلى حمل الآثام، والتكاثر لهو ولعب
وشغل واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير.



(1) الكافي: 5 / 97 ح 9.
50
فذلك النفاق ودعائمه وشعبه والله قاهر فوق عباده تعالى ذكره وجل وجهه
وأحسن كل شيء خلقه وانبسطت يداه ووسعت كل شيء رحمته وظهر أمره وأشرق
نوره وفاضت بركته واستضاءت حكمته وهيمن كتابه وفلجت حجته وخلص دينه
واستظهر سلطانه وحقت كلمته وأقسطت موازينه وبلغت رسله فجعل السيئة ذنبا
والذنب فتنة والفتنة دنسا وجعل الحسنى عتبى والعتبى توبة والتوبة طهورا، فمن تاب
اهتدى، ومن افتتن غوى ما لم يتب إلى الله ويعترف بذنبه ولا يهلك على الله إلا
هالك.
الله الله فما أوسع ما لديه من التوبة والرحمة والبشرى والحلم العظيم وما أنكل ما
عنده من الأنكال والجحيم والبطش الشديد، فمن ظفر بطاعته اجتنب كرامته ومن
دخل في معصيته ذاق وبال نقمته وعما قليل ليصبحن نادمين (1).
[13488] 4 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: مطل الغني ظلم (2).
[13489] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: المطل عذاب النفس (3).
[13490] 6 - وعنه (عليه السلام): المطل والمن منكدا الإحسان (4).
[13491] 7 - وعنه (عليه السلام): المطل أحد المنعين (5).
[13492] 8 - وعنه (عليه السلام): آفة العطاء المطل (6).
[13493] 9 - وعنه (عليه السلام): خير المعروف ما لم يتقدمه المطل ولم يتبعه المن (7).
[13494] 10 - ما أنجز الوعد من مطل به (8).



(1) الكافي: 2 / 393.
(2) الفقيه: 4 / 380 ح 5819.
(3) غرر الحكم: ح 634 و 1595 و 160 و 3941 و 4999 و 9434.
(5) غرر الحكم: ح 634 و 1595 و 160 و 3941 و 4999 و 9434.
(6) غرر الحكم: ح 634 و 1595 و 160 و 3941 و 4999 و 9434.
(7) غرر الحكم: ح 634 و 1595 و 160 و 3941 و 4999 و 9434.
(8) غرر الحكم: ح 634 و 1595 و 160 و 3941 و 4999 و 9434.
51
المن
[13495] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن أحمد
ابن عمر الحلال، عن علي بن سويد، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: سألته عن العجب
الذي يفسد العمل، فقال: العجب درجات منها: أن يزين للعبد سوء عمله فيراه
حسنا فيعجبه ويحسب أنه يحسن صنعا، ومنها: أن يؤمن العبد بربه فيمن على الله عز وجل
ولله عليه فيه المن (1).
[13496] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن موسى، عن غياث، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله تبارك وتعالى كره لي ست خصال وكرهتها للأوصياء من
ولدي وأتباعهم من بعدي، منها: المن بعد الصدقة (2).
[13497] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله رفعه قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام): المن يهدم الصنيعة (3).
[13498] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري، عن محمد بن
السندي، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من
قبض ولا بسط إلا ولله فيه المن أو الابتلاء (4).



(1) الكافي: 2 / 313 ح 3.
(2) الكافي: 4 / 22 ح 1.
(3) الكافي: 4 / 22 ح 2.
(4) التوحيد: 354 ح 1.
52
[13499] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، والحميري جميعا، عن هارون بن
مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): آفة الحديث الكذب وآفة العلم النسيان وآفة الحلم السفه وآفة
العبادة الفترة وآفة الظرف الصلف وآفة الشجاعة البغي وآفة السخاء المن وآفة الجمال
الخيلاء وآفة الحسب الفخر (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[13500] 6 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن سعد، عن ابن هاشم، عن الحسين بن الحسن
القرشي، عن سليمان بن جعفر البصري، عن عبد الله بن الحسين بن زيد، عن
الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله تبارك وتعالى كره
لكم أيتها الأمة أربعا وعشرين خصلة ونهاكم عنها: كره لكم العبث في الصلاة وكره
المن في الصدقة وكره الضحك بين القبور وكره التطلع في الدور... الخبر (2).
[13501] 7 - الكشي، عن القتيبي، عن الفضل، عن أبيه، عن عدة من أصحابنا،
عن سليمان بن خالد قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): رحم الله عمي زيدا ما قدر أن
يسير بكتاب الله ساعة من نهار، ثم قال: يا سليمان بن خالد ما كان عدوكم عندكم؟
قلنا: كفار قال: إن الله عز وجل يقول: (حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا
بعد وإما فداء) (3) فجعل المن بعد الإثخان أسرتم قوما ثم خليتم سبيلهم قبل
الإثخان فمننتم قبل الإثخان، وإنما جعل الله المن بعد الإثخان حتى خرجوا عليكم من
وجه آخر فقاتلوكم (4).



(1) الخصال: 2 / 416 ح 7.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الخمسون ح 3 / 377 الرقم 478.
(3) سورة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): 4.
(4) اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي: 360 ح 666.
53
[13502] 8 - المفيد رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الجود من كرم الطبيعة
والمن مفسدة للصنيعة (1).
[13503] 9 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال في وصيته
لعلي (عليه السلام):... يا علي آفة الحديث الكذب وآفة العلم النسيان وآفة العبادة الفترة
وآفة السماحة المن وآفة الشجاعة البغي وآفة الجمال الخيلاء وآفة الحسب الفخر،
الحديث (2).
[13504] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب في عهده إلى الأشتر
النخعي:... وإياك والمن على رعيتك بإحسانك أو التزيد فيما كان من فعلك أو أن
تعدهم فتتبع موعدك بخلفك، فإن المن يبطل الإحسان، والتزيد يذهب بنور الحق،
والخلف يوجب المقت عند الله والناس، قال الله تعالى: (كبر مقتا عند الله أن تقولوا
ما لا تفعلون) (3) (4).
قد مر منا إن لهذا العهد سند معتبر.
[13505] 11 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: العفاف زينة
البلاء والتواضع زينة الحسب والفصاحة زينة الكلام والعدل زينة الإيمان والسكينة
زينة العبادة والحفظ زينة الرواية وحفظ الحجاج زينة العلم وحسن الأدب زينة
العقل وبسط الوجه زينة الحلم والإيثار زينة الزهد وبذل الموجود زينة اليقين والتقلل
زينة القناعة وترك المن زينة المعروف والخشوع زينة الصلاة وترك ما لا يعنى زينة
الورع (5).



(1) الارشاد: 1 / 303.
(2) تحف العقول: 6.
(3) سورة الصف: 3.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(5) جامع الأخبار: 337 ح 1.
54
[13506] 12 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إياك والمن بالمعروف
فإن الامتنان يكدر الإحسان (1).
[13507] 13 - وعنه (عليه السلام): أفضل العطاء ترك المن (2).
[13508] 14 - وعنه (عليه السلام): تمام الإحسان ترك المن به (3).
[13509] 15 - وعنه (عليه السلام): شر المحسنين الممتن بإحسانه (4).
[13510] 16 - وعنه (عليه السلام): من من بمعروفه أسقط شكره (5).
[13511] 17 - وعنه (عليه السلام): من من بإحسان فكأنه لم يحسن (6).
[13512] 18 - وعنه (عليه السلام): ما أهنأ العطاء من من به (7).
[13513] 19 - وعنه (عليه السلام): لا خير في المعروف المحصى (8).
[13514] 20 - وعنه (عليه السلام): لا سوأة أقبح من المن (9).
ويأتي آنفا عنوان المنة في محلها.



(1) غرر الحكم: ح 2673.
(2) غرر الحكم: ح 3028.
(3) غرر الحكم: ح 4483.
(4) غرر الحكم: ح 5745.
(5) غرر الحكم: ح 8510.
(6) غرر الحكم: ح 9158.
(7) غرر الحكم: ح 9435.
(8) غرر الحكم: ح 10706.
(9) غرر الحكم: ح 10912.
55
المنازعة
[13515] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن أبي
حنيفة سابق الحاج قال: مر بنا المفضل وأنا وختني نتشاجر في ميراث، فوقف علينا
ساعة ثم قال لنا: تعالوا إلى المنزل فأتيناه فأصلح بيننا بأربعمائة درهم فدفعها إلينا
من عنده حتى إذا استوثق كل واحد منا من صاحبه قال: أما إنها ليست من مالي
ولكن أبو عبد الله (عليه السلام) أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا في شيء أن أصلح بينهما
وأفتديها من ماله، فهذا من مال أبي عبد الله (عليه السلام) (1).
[13516] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن القاسم بن الربيع،
وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد رفعه قال في وصية المفضل: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا يفترق رجلان على الهجران إلا استوجب أحدهما البراءة
واللعنة وربما استحق ذلك كلاهما، فقال له معتب: جعلني الله فداك هذا الظالم فما بال
المظلوم؟ قال: لأنه لا يدعو أخاه إلى صلته ولا يتغامس له عن كلامه سمعت أبي
يقول: إذا تنازع اثنان فعاز أحدهما الآخر فليرجع المظلوم إلى صاحبه حتى يقول
لصاحبه: أي أخي أنا الظالم حتى يقطع الهجران بينه وبين صاحبه، فإن الله تبارك
وتعالى حكم عدل يأخذ للمظلوم من الظالم (2).
[13517] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد



(1) الكافي: 2 / 209 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 344 ح 1.
56
ابن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أبي قال لي ذات يوم في مرضه: يا بني أدخل
أناسا من قريش من أهل المدينة حتى أشهدهم، قال: فأدخلت عليه أناسا منهم،
فقال: يا جعفر إذا أنا مت فغسلني وكفني وارفع قبري أربع أصابع ورشه بالماء فلما
خرجوا قلت: يا أبة لو أمرتني بهذا لصنعته ولم ترد أن ادخل عليك قوما تشهدهم؟
فقال: يا بني أردت أن لا تنازع (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13518] 4 - الكليني، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن إسماعيل، عن عبد الله
ابن داهر، عن الحسن بن يحيى، عن قثم أبي قتادة الحراني، عن عبد الله بن يونس،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قام رجل يقال له همام وكان عابدا ناسكا مجتهدا إلى
أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يخطب فقال: يا أمير المؤمنين صف لنا صفة المؤمن كأننا ننظر
إليه؟ فقال: يا همام المؤمن هو الكيس الفطن، بشره في وجهه وحزنه في قلبه، أوسع
شيء صدرا وأذل شيء نفسا، زاجر عن كل فان، حاض على كل حسن، لا حقود
ولا حسود ولا وثاب ولا سباب ولا عياب ولا مغتاب، يكره الرفعة ويشنأ السمعة،
طويل الغم، بعيد الهم، كثير الصمت، وقور، ذكور، صبور، شكور، مغموم بفكره،
مسرور بفقره، سهل الخليقة، لين العريكة، رصين الوفاء، قليل الأذى لا متأفك ولا
متهتك إن ضحك لم يخرق، وإن غضب لم ينزق، ضحكه تبسم واستفاهمه تعلم
ومراجعته تفهم، كثير علمه، عظيم حلمه، كثير الرحمة، لا يبخل ولا يعجل ولا
يضجر ولا يبطر ولا يحيف في حكمه ولا يجور في علمه نفسه أصلب من الصلد
ومكادحته أحلى من الشهد، لا جشع ولا هلع ولا عنف ولا صلف ولا متكلف ولا
متعمق، جميل المنازعة، كريم المراجعة، عدل إن غضب، رفيق إن طلب، لا يتهور
ولا يتهتك ولا يتجبر، خالص الود، وثيق العهد، وفي العقد، شفيق، وصول حليم،



(1) الكافي: 3 / 200 ح 5.
57
خمول، قليل الفضول، راض عن الله عز وجل، مخالف لهواه لا يغلظ على من دونه...
الحديث (1).
[13519] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن علي بن محبوب، عن
أيوب بن نوح، عن عباس بن عامر، عن ربيع بن محمد المسلي، عن أبي محمد، عن
عمران، عن سعيد بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا وقع بين رجلين منازعة
نزل ملكان فيقولان للسفيه منهما: قلت وقلت وأنت أهل لما قلت، ستجزى بما قلت،
ويقولان للحليم منهما: صبرت وحلمت سيغفر الله لك إن أتممت ذلك، قال: فإن رد
الحليم عليه ارتفع الملكان (2).
[13520] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن
مفضل قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعة فافتدها من
مالي (3).
[13521] 7 - العياشي رفعه عن يونس مولى علي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من
كانت بينه وبين أخيه منازعة فدعاه إلى رجل من أصحابه يحكم بينهما فأبى إلا أن
يرفعه إلى السلطان فهو كمن حاكم إلى الجبت والطاغوت وقد قال الله: (يريدون أن
يتحاكموا إلى الطاغوت) إلى قوله (بعيد) (4) (5).
[13522] 8 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن أبي الخطاب، وأحمد بن
الحسن ابن فضال معا، عن ابن أسباط، عن الحسن بن يزيد، عن محمد بن سالم، عن
ابن طريف، عن ابن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث: الكفر على أربع



(1) الكافي: 2 / 226 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 112 ح 9.
(3) الكافي: 2 / 209 ح 3.
(4) سورة النساء: 60.
(5) تفسير العياشي: 1 / 254 ح 179.
58
شعب: على الفسق والعتو والشك والشبهة.
والفسق على أربع شعب: على الجفاء والعمى والغفلة والعتو فمن جفا حقر الحق
ومقت الفقهاء وأصر على الحنث العظيم، ومن عمى نسي الذكر واتبع الظن وألح عليه
الشيطان، ومن غفل غرته الأماني وأخذته الحسرة إذا انكشف الغطاء وبدا له من الله
ما لم يكن يحتسب، ومن عتا عن أمر الله تعالى الله عليه ثم أذله بسلطانه وصغره بجلاله
كما فرط في جنبه وعتا عن أمر ربه الكريم.
والعتو على أربع شعب: على التعمق والتنازع والزيغ والشقاق فمن تعمق لم ينب
إلى الحق ولم يزدد إلا غرقا في الغمرات فلم تحتبس منه فتنة إلا غشيته أخرى وانخرق
دينه فهو يهيم في أمر مريج، ومن نازع وخاصم قطع بينهم الفشل وذاقوا وبال أمرهم
وسائت عنده الحسنة وحسنت عنده السيئة ومن سائت عليه الحسنة أعورت عليه
طرقه واعترض عليه أمره وضاق [عليه] مخرجه وحري أن يرجع من دينه ويتبع
غير سبيل المؤمنين.
والشك على أربع شعب: على الهول والريب والتردد والاستسلام [فمن جعل
المراء ديدنا لم يصبح ليله] فبأي آلاء ربك يتمارى المتمارون فمن هاله ما بين يديه نكص
على عقبيه، ومن تردد في الريب سبقه الأولون وأدركه الآخرون وقطعته سنابك
الشياطين، ومن استسلم لهلكة الدنيا والآخرة هلك فيما بينهما ومن نجا فباليقين.
والشبهة على أربع شعب: على الإعجاب بالزينة وتسويل النفس وتأول العوج
وتلبس الحق بالباطل وذلك بأن الزينة تزيل على البينة وأن تسويل النفس يقحم على
الشهوة، وإن العوج يميل ميلا عظيما، وإن التلبس ظلمات بعضها فوق بعض، فذلك
الكفر ودعائمه وشعبه، الحديث (1).
[13523] 9 - المفيد قال: رووا أن امرأتين تنازعتا على عهد عمر في طفل ادعته كل



(1) الخصال: 1 / 231 ح 74.
59
واحدة منهما ولدا لها بغير بينة ولم ينازعهما فيه غيرهما فالتبس الحكم في ذلك على
عمر وفزع فيه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فاستدعى المرأتين ووعظهما وخوفهما فأقامتا
على التنازع والاختلاف فقال (عليه السلام): عند تماديهما في النزاع ائتوني بمنشار فقالت
المرأتان: وما تصنع؟ فقال: أقده نصفين لكل واحدة منكما نصفه فسكتت إحداهما
وقالت الاخرى: الله الله يا أبا الحسن إن كان لابد من ذلك فقد سمحت به لها فقال: الله
أكبر هذا ابنك دونها ولو كان ابنها لرقت عليه وأشفقت فاعترفت المرأة الاخرى أن
الحق مع صاحبتها والولد لها دونها فسري عن عمر ودعا لأمير المؤمنين (عليه السلام) بما فرج
عنه في القضاء (1).
[13524] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب إلى أهل مصر مع مالك
الأشتر لما ولاه إمارتها: أما بعد فإن الله سبحانه بعث محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) نذيرا للعالمين
ومهيمنا على المرسلين فلما مضى (صلى الله عليه وآله وسلم) تنازع المسلمون الأمر من بعده فوالله ما كان
يلقى في روعي ولا يخطر على بالي أن العرب تزعج هذا الأمر من بعده (صلى الله عليه وآله وسلم) عن أهل
بيته ولا أنهم منحوه عني من بعده فما راعني إلا انثيال الناس على فلان يبايعونه
فأمسكت بيدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق
دين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلما أو هدما تكون
المصيبة به علي أعظم من فوت ولايتكم التي إنما هي متاع أيام قلائل يزول منها ما كان
كما يزول السراب أو كما يتقشع السحاب فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل
وزهق واطمأن الدين تنهنه.
ومنه: إني والله لو لقيتهم واحدا وهم طلاع الأرض كلها ما باليت ولا استوحشت
وإني من ضلالهم الذي هم فيه والهدى الذي أنا عليه لعلى بصيرة من نفسي ويقين من
ربي وإني إلى لقاء الله لمشتاق ولحسن ثوابه لمنتظر راج ولكنني آسى أن يلي أمر هذه



(1) الارشاد: 1 / 205.
60
الأمة سفهاؤها وفجارها فيتخذوا مال الله دولا وعباده خولا والصالحين حربا
والفاسقين حزبا، فإن منهم الذي شرب فيكم الحرام وجلد حدا في الإسلام، وإن
منهم من لم يسلم حتى رضخت له على الإسلام الرضائخ فلو لا ذلك ما أكثرت
تأليبكم وجمعكم وتحريضكم ولتركتكم إذ أبيتم وونيتم، ألا ترون إلى أطرافكم قد
انتقضت وإلى أمصاركم قد افتتحت وإلى ممالككم تزوى وإلى بلادكم تغزى، انفروا
رحمكم الله إلى قتال عدوكم ولا تثاقلوا إلى الأرض فتقروا بالخسف وتبوؤوا بالذل
ويكون نصيبكم الأخس وإن أخا الحرب الأرق ومن نام لم ينم عنه والسلام (1).



(1) نهج البلاغة: الكتاب 62.
61
المناظرة
[13525] 1 - الكليني، عن علي بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن الحسين،
عن أبيه، عن إسماعيل بن محمد، عن محمد بن سنان قال: كنت عند الرضا صلوات
الله عليه فقال لي: يا محمد إنه كان في زمن بني إسرائيل أربعة نفر من المؤمنين فأتى
واحد منهم الثلاثة وهم مجتمعون في منزل أحدهم في مناظرة بينهم فقرع الباب فخرج
إليه الغلام فقال: أين مولاك؟ فقال: ليس هو في البيت فرجع الرجل ودخل الغلام
إلى مولاه فقال له: من كان الذي قرع الباب؟ قال: كان فلان فقلت له لست في
المنزل، فسكت ولم يكترث ولم يلم غلامه ولا اغتم أحد منهم لرجوعه عن الباب
وأقبلوا في حديثهم، فلما كان من الغد بكر إليهم الرجل فأصابهم وقد خرجوا يريدون
ضيعة لبعضهم فسلم عليهم وقال: أنا معكم؟ فقالوا له نعم ولم يعتذروا إليه وكان
الرجل محتاجا ضعيف الحال، فلما كانوا في بعض الطريق إذا غمامة قد أظلتهم فظنوا
أنه مطر فبادروا فلما استوت الغمامة على رؤوسهم إذا مناد ينادي من جوف الغمامة:
أيتها النار خذيهم وأنا جبرئيل رسول الله، فإذا نار من جوف الغمامة قد اختطفت
الثلاثة النفر وبقي الرجل مرعوبا يعجب مما نزل بالقوم ولا يدري ما السبب؟ فرجع
إلى المدينة فلقى يوشع بن نون (عليه السلام) فأخبره الخبر وما رأى وما سمع، فقال يوشع بن
نون (عليه السلام): أما علمت أن الله سخط عليهم بعد أن كان عنهم راضيا وذلك بفعلهم بك،
فقال: وما فعلهم بي؟ فحدثه يوشع فقال الرجل: فأنا أجعلهم في حل وأعفو عنهم
قال: لو كان هذا قبل لنفعهم فأما الساعة فلا وعسى أن ينفعهم من بعد (1).



(1) الكافي: 2 / 364 ح 2.
62
[13526] 2 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن
سنان، عن حمزة ومحمد ابني حمران قالا: اجتمعنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) في جماعة
من أجلة مواليه وفينا حمران بن أعين فخضنا في المناظرة وحمران ساكت فقال له
أبو عبد الله (عليه السلام): ما لك لا تتكلم يا حمران؟ فقال: يا سيدي آليت على نفسي أن لا
أتكلم في مجلس تكون فيه، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إني قد أذنت لك في الكلام فتكلم،
فقال حمران: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لم يتخذ صاحبة ولا ولدا خارج
من الحدين حد التعطيل وحد التشبيه وأن الحق القول بين القولين لا جبر ولا تفويض
وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره
المشركون وأشهد أن الجنة حق وأن النار حق وأن البعث بعد الموت حق وأشهد أن
عليا حجة الله على خلقه لا يسع الناس جهله وأن حسنا بعده وأن الحسين من بعده ثم
علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم أنت يا سيدي من بعدهم، فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
التر تر حمران، ثم قال: يا حمران مد المطمر بينك وبين العالم، قلت: يا سيدي
وما المطمر؟ فقال: أنتم تسمونه خيط البناء فمن خالفك على هذا الأمر فهو زنديق،
فقال حمران: وإن كان علويا فاطميا؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): وإن كان محمديا علويا
فاطميا (1).
التر: الخيط الذي يمد على البناء فيقدر به ويقال له بالفارسية «ريسمانكار».
[13527] 3 - الكشي، عن حمدويه، ومحمد ابنا نصير، عن محمد بن عيسى، عن
علي بن الحكم، عن أبان الأحمر، عن الطيار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): بلغني أنك
كرهت منا مناظرة الناس وكرهت الخصومة؟ فقال: أما كلام مثلك للناس فلا نكرهه
من إذا طار أحسن أن يقع وإن وقع يحسن أن يطير فمن كان هكذا لا نكره كلامه (2).



(1) معاني الأخبار: 212.
(2) اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي: 348 ح 650.
63
[13528] 4 - أبو جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري الإمامي بإسناده إلى كميل بن زياد،
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في وصيته له:... يا كميل في كل صنف أرفع من قوم
فإياك ومناظرة الخسيس منهم وإن أسمعوك فاحتمل وكن من الذين وصفهم الله تعالى
بقوله (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) (1)، الحديث (2).
[13529] 5 - الشهيد رفعه إلى موسى بن جعفر (عليه السلام) أنه قال له نضع الأنصاري - وكان
مع عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز فمنعه من كلامه - فقال: من أنت؟ قال (عليه السلام): إن
كنت تريد النسب فأنا ابن محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حبيب الله بن إسماعيل ذبيح الله بن إبراهيم
خليل الله، وإن كنت تريد البلد فهو الذي فرض الله على المسلمين وعليك إن كنت
منهم الحج إليه وإن كنت تريد المناظرة في الرتبة فما رضي مشركوا قومي مسلمي
قومك أكفاء لهم حين قالوا: يا محمد أخرج الينا أكفأنا من قريش، فانصرف
مخزيا (3).
الروايات الواردة في مناظرات الأئمة (عليهم السلام) كثيرة جدا فإن شئت راجع كتاب
الاحتجاج لأبي منصور أحمد بن علي الطبرسي، والمجلد الرابع من بحار الأنوار
طبع الكمباني يعني المجلد التاسع والعاشر من طبعة الحروفي، وراجع أيضا
الباب الثالث من كتاب منية المريد: 309 للشهيد الثاني في المناظرة وشروطها
وآدابها وآفاتها. وكتاب «مواقف الشيعة» للعلامة الباحث الشيخ علي الأحمدي
الميانجي (قدس سره)، المطبوع في ثلاث مجلدات ضمن منشورات جماعة المدرسين بقم
المقدسة.



(1) سورة الفرقان: 63.
(2) بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) لشيعة المرتضى (عليه السلام): 26.
(3) الدرة الباهرة: 35.
64
المنجيات والمهلكات
[13530] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن الحسن
ابن علي بن يوسف، عن سيف بن عميرة، عن فيض بن المختار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: المنجيات: إطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام (1).
[13531] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور
ابن يونس، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
ثلاث منجيات - فذكر الثالث - القصد في الغنى والفقر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13532] 3 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن البرقي، عن أبيه، عن هارون
ابن الجهم، عن ثوير بن أبي فاختة، عن المفضل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن
أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) قال: ثلاث درجات وثلاث كفارات وثلاث
موبقات وثلاث منجيات فأما الدرجات: فإفشاء السلام وإطعام الطعام والصلاة
بالليل والناس نيام، والكفارات: اسباغ الوضوء في السبرات والمشي بالليل والنهار
إلى الصلوات والمحافظة على الجماعات، وأما الثلاث الموبقات: فشح مطاع وهوى
متبع وإعجاب المرء بنفسه، وأما المنجيات: فخوف الله في السر والعلانية والقصد في
الغنى والفقر وكلمة العدل في الرضا والسخط (3).



(1) الكافي: 4 / 51 ح 5.
(2) الكافي: 4 / 53 ح 5.
(3) الخصال: 1 / 83 ح 10.
65
وروي نحوها في الفقيه: 4 / 360.
[13533] 4 - الصدوق، عن محمد بن علي بن الشاه، عن أحمد بن محمد بن الحسين، عن
أحمد بن خالد الخالدي، عن محمد بن أحمد بن صالح، عن أبيه، عن أنس بن محمد،
عن أبيه، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن جده (عليه السلام)، عن علي بن
أبي طالب صلوات الله عليهم، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال في وصيته له: يا علي ثلاث
درجات وثلاث كفارات وثلاث مهلكات وثلاث منجيات، فأما الدرجات: فإسباغ
الوضوء في السبرات وانتظار الصلاة بعد الصلاة والمشي بالليل والنهار إلى الجماعات،
وأما الكفارات: فإفشاء السلام وإطعام الطعام والتهجد بالليل والناس نيام، وأما
المهلكات: فشح مطاع وهوى متبع واعجاب المرء بنفسه، وأما المنجيات: فخوف
الله في السر والعلانية والقصد في الغنى والفقر وكلمة العدل في الرضا والسخط (1).
[13534] 5 - الصدوق، عن الخليل بن أحمد، عن ابن صاعد، عن يوسف بن موسى
القطان، وأحمد بن منصور بن سيار معا، عن أحمد بن يونس، عن أيوب بن عتبة،
عن المفضل بن بكير، عن قتادة، عن أنس، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ثلاث
مهلكات وثلاث منجيات فالمنجيات: خشية الله عز وجل في السر والعلانية والقصد في
الفقر والغنى والعدل في الرضا والغضب، والثلاث المهلكات: شح مطاع وهوى متبع
وإعجاب المرء بنفسه.
وقد روي في حديث آخر عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: الشح المطاع سوء الظن
بالله عز وجل (2).
[13535] 6 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه، عن هارون، عن ابن زياد، عن
جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ثلاث موبقات: نكث الصفقة



(1) الخصال: 1 / 84 ح 12.
(2) الخصال: 1 / 84 ح 11.
66
وترك السنة وفراق الجماعة وثلاث منجيات: تكف لسانك وتبكي على خطيئتك
وتلزم بيتك (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[13536] 7 - البرقي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن الصادق (عليه السلام)، عن
آبائه (عليهم السلام)، عن علي (عليه السلام) قال: ثلاث منجيات: تكف لسانك وتبكي على خطيئتك
ويسعك بيتك، وقال (عليه السلام): طوبى لمن لزم بيته وأكل قوته واشتغل بطاعة ربه وبكى
على خطيئته (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13537] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال عند مسير أصحاب الجمل
إلى البصرة: إن الله بعث رسولا هاديا بكتاب ناطق وأمر قائم لا يهلك عنه إلا هالك
وإن المبتدعات المشبهات هن من المهلكات إلا ما حفظ الله منها كذا، وإن في سلطان
الله عصمة لأمركم فأعطوه طاعتكم غير ملومة ولا مستكره بها، والله لتفعلن أو
لينقلن الله عنكم سلطان الإسلام ثم لا ينقله إليكم أبدا حتى يأرز الأمر إلى غيركم، إن
هؤلاء قد تمالؤوا على سخطة إمارتي وسأصبر ما لم أخف على جماعتكم فإنهم إن تمموا
على فيالة هذا الرأي انقطع نظام المسلمين وإنما طلبوا هذه الدنيا حسدا لمن أفاءها الله
عليه فأرادوا رد الأمور على أدبارها، ولكم علينا العمل بكتاب الله تعالى وسيرة
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والقيام بحقه والنعش لسنته (3).
[13538] 9 - الشيخ الطوسي، عن أحمد بن عبدون، عن علي بن محمد بن الزبير،
عن علي بن فضال، عن العباس بن عامر، عن فضيل بن عثمان، عن بشير الدهان،



(1) الخصال: 1 / 85 ح 13.
(2) المحاسن: 4.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 169.
67
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في ملأ من أصحابه، قال: فقال:
خذوا جنتكم، قالوا: يا رسول الله حضر عدو؟ قال: لا جنتكم من النار، قال:
فقولوا: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله»
فإنهن يوم القيامة مقدمات منجيات ومعقبات وهن عند الله الباقيات الصالحات (1).
[13539] 10 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال في وصيته
لأمير المؤمنين (عليه السلام):... يا علي ثلاث منجيات: تكف لسانك وتبكي على خطيئتك
ويسعك بيتك - إلى أن قال: يا علي ثلاث موبقات وثلاث منجيات فأما الموبقات:
فهوى متبع وشح مطاع وإعجاب المرء بنفسه، وأما المنجيات: فالعدل في الرضا
والغضب والقصد في الغنى والفقر وخوف الله في السر والعلانية كأنك تراه فإن لم تكن
تراه فإنه يراك، الحديث (2).
إن شئت راجع في هذا المجال بحار الأنوار: 67 / 5.



(1) أمالي الطوسي: المجلس السابع والثلاثون ح 14 / 677 الرقم 1435.
(2) تحف العقول: 7 و 8.
68
المنزلة
[13540] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن أبي أيوب الخزاز، عن ثبيت، عن معاذ بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت
له: أسأل الله الذي رزق أباك منك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك قبل الممات مثلها،
فقال: قد فعل الله ذلك، قال: قلت: من هو جعلت فداك؟ فأشار إلى العبد الصالح
وهو راقد، فقال: هذا الراقد وهو غلام (1).
[13541] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن فضالة بن أيوب، عن عمر بن أبان، عن عيسى بن أبي منصور قال: كنت عند
أبي عبد الله (عليه السلام) أنا وابن أبي يعفور وعبد الله بن طلحة فقال ابتداء منه: يا ابن أبي
يعفور قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ست خصال من كن فيه كان بين يدي الله عز وجل وعن يمين
الله، فقال ابن أبي يعفور: وما هن جعلت فداك؟ قال: يحب المرء المسلم لأخيه ما
يحب لأعز أهله ويكره المرء المسلم لأخيه ما يكره لأعز أهله ويناصحه الولاية فبكى
ابن أبي يعفور وقال: كيف يناصحه الولاية؟ قال: يا ابن أبي يعفور إذا كان منه بتلك
المنزلة بثه همه ففرح لفرحه إن هو فرح، وحزن لحزنه إن هو حزن، وإن كان عنده ما
يفرج عنه فرج عنه وإلا دعا الله له، قال: ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): ثلاث لكم وثلاث
لنا: أن تعرفوا فضلنا وأن تطؤوا عقبنا وأن تنتظروا عاقبتنا، فمن كان هكذا كان بين
يدي الله عز وجل فيستضئ بنورهم من هو أسفل منهم، وأما الذين عن يمين الله فلو أنهم



(1) الكافي: 1 / 308 ح 2.
69
يراهم من دونهم لم يهنئهم العيش مما يرون من فضلهم، فقال ابن أبي يعفور: وما لهم
لا يرون وهم عن يمين الله؟ فقال: يا ابن أبي يعفور إنهم محجوبون بنور الله أما بلغك
الحديث أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول: إن لله خلقا عن يمين العرش بين يدي الله وعن
يمين الله وجوههم أبيض من الثلج وأضوء من الشمس الضاحية، يسأل السائل: ما
هؤلاء؟ فيقال: هؤلاء الذين تحابوا في جلال الله (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13542] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل،
عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول
الله عز وجل: (الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة) (2) فقال: كن نسوة مشهورات
بالزنا ورجال مشهورون بالزنا قد عرفوا بذلك والناس اليوم بتلك المنزلة فمن أقيم
عليه حد الزنا أو شهر به لم ينبغ لأحد أن يناكحه حتى يعرف منه التوبة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13543] 4 - الكليني، عن أحمد بن مهران (رحمه الله)، عن محمد بن علي، عن ابن محبوب،
عن هشام بن سالم، عن عمار الساباطي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما منزلة
الأئمة؟ قال: كمنزلة ذي القرنين وكمنزلة يوشع وكمنزلة آصف صاحب سليمان قال:
فبما تحكمون؟ قال: بحكم الله وحكم آل داود وحكم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ويتلقانا به روح
القدس (4).
الرواية حسنة سندا.



(1) الكافي: 2 / 172 ح 9.
(2) سورة النور: 3.
(3) الكافي: 5 / 354 ح 2.
(4) الكافي: 1 / 398 ح 5.
70
[13544] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أعظم الناس منزلة عند الله يوم
القيامة أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13545] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن في الجنة منزلة لا يبلغها
عبد إلا بالابتلاء في جسده (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13546] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أنه
ليكون للعبد منزلة عند الله فما ينالها إلا بإحدى خصلتين: أما بذهاب ماله أو ببلية في
جسده (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13547] 8 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان،
عن ميسر بن عبد العزيز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي: يا ميسر ادع ولا تقل:
إن الأمر قد فرغ منه إن عند الله عز وجل منزلة لا تنال إلا بمسألة ولو أن عبدا سد فاه ولم
يسأل لم يعط شيئا، فسل تعط، يا ميسر إنه ليس من باب يقرع إلا يوشك أن يفتح
لصاحبه (4).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 208 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 255 ح 14.
(3) الكافي: 2 / 257 ح 23.
(4) الكافي: 2 / 466 ح 3.
71
[13548] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن الحسن
ابن علي، عن أبيه، عن عقبة بن خالد قال: دخلت أنا والمعلى وعثمان بن عمران على
أبي عبد الله (عليه السلام) فلما رآنا قال: مرحبا مرحبا بكم وجوه تحبنا ونحبها جعلكم الله معنا
في الدنيا والآخرة، فقال له عثمان: جعلت فداك، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): نعم مه
قال: إني رجل موسر، فقال له: بارك الله لك في يسارك، قال: ويجيئ الرجل
فيسألني الشيء وليس هو إبان زكاتي، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): القرض عندنا بثمانية
عشر والصدقة بعشرة وماذا عليك إذا كنت كما تقول موسرا أعطيته فإذا كان إبان
زكاتك احتسبت بها من الزكاة، يا عثمان لا ترده فإن رده عند الله عظيم، يا عثمان إنك
لو علمت ما منزلة المؤمن من ربه ما توانيت في حاجته ومن أدخل على مؤمن سرورا
فقد أدخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقضاء حاجة المؤمن يدفع الجنون والجذام
والبرص (1).
[13549] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن
قول الله عز وجل: (وكان رسولا نبيا) (2) ما الرسول وما النبي؟ قال: النبي الذي يرى
في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك، والرسول الذي يسمع الصوت ويرى في
المنام ويعاين الملك، قلت: الإمام ما منزلته؟ قال: يسمع الصوت ولا يرى ولا
يعاين الملك ثم تلا هذه الآية: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي) (3)
ولا محدث (4).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 4 / 34 ح 4.
(2) سورة مريم: 51 و 54.
(3) سورة الحج: 52.
(4) الكافي: 1 / 176 ح 1.
72
[13550] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
محمد بن علي، عن علي بن أسباط، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لقى الحسن
بن علي (عليهما السلام) عبد الله بن جعفر فقال: يا عبد الله كيف يكون المؤمن مؤمنا وهو يسخط
قسمه ويحقر منزلته والحاكم عليه الله، وأنا الضامن لمن لم يهجس في قلبه إلا الرضا أن
يدعو الله فيستجاب له (1).
[13551] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب،
عن إسحاق بن عمار، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: سألته عن الميت يزور أهله؟
قال: نعم، فقلت: في كم يزور؟ قال: في الجمعة وفي الشهر وفي السنة على قدر
منزلته، فقلت: في أي صورة يأتيهم؟ قال: في صورة طائر لطيف يسقط على
جدارهم ويشرف عليهم فإن رآهم بخير فرح وإن رآهم بشر وحاجة حزن واغتم (2).
[13552] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن الحسين بن إسحاق، عن علي بن
مهزيار، عن فضالة، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): ما أنزل الموت حق منزلته من عد غدا من أجله، قال: وقال
أمير المؤمنين (عليه السلام): ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل، وكان يقول: لو رأى العبد
أجله وسرعته إليه لأبغض العمل من طلب الدنيا (3).
[13553] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن عبد الله بن بحر، عن ابن مسكان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، عن محمد بن
مسلم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الأئمة بمنزلة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا أنهم ليسوا
بأنبياء ولا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأما ما خلا ذلك فهم فيه بمنزلة
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (4).



(1) الكافي: 2 / 62 ح 11.
(2) الكافي: 3 / 230 ح 3.
(3) الكافي: 3 / 259 ح 30.
(4) الكافي: 1 / 270 ح 7.
73
[13554] 15 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن
جمهور، عن صفوان بن يحيى، عن محمد بن مروان، عن الفضيل بن يسار قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تبارك وتعالى (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) (1)
فقال: يا فضيل اعرف إمامك فإنك إذا عرفت إمامك لم يضرك تقدم هذا الأمر أو
تأخر، ومن عرف إمامه ثم مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر كان بمنزلة من كان
قاعدا في عسكره، لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه، قال: وقال بعض أصحابه: بمنزلة
من استشهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
[13555] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
علي بن يقطين، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: قلت له: إني قد أشفقت من دعوة
أبي عبد الله (عليه السلام) على يقطين وما ولد، فقال: يا أبا الحسن ليس حيث تذهب إنما المؤمن
في صلب الكافر بمنزلة الحصاة في اللبنة يجئ المطر فيغسل اللبنة ولا يضر الحصاة
شيئا (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13556] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي
ابن عبد الله، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الصبر من الإيمان بمنزلة
الرأس من الجسد فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد كذلك إذا ذهب الصبر ذهب
الإيمان (4).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) سورة الإسراء: 71.
(2) الكافي: 1 / 371 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 13 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 89 ح 5.
74
[13557] 18 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء،
عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: إني قد ولدت بنتا وربيتها حتى إذا بلغت فألبستها وحليتها ثم جئت
بها إلى قليب فدفعتها في جوفه وكان آخر ما سمعت منها وهي تقول: يا أبتاه فما كفارة
ذلك؟ قال: ألك أم حية؟ قال: لا، قال: فلك خالة حية؟ قال: نعم، قال: فأبررها
فإنها بمنزلة الأم يكفر عنك ما صنعت، قال أبو خديجة: فقلت لأبي عبد الله (عليه السلام): متى
كان هذا؟ فقال: كان في الجاهلية وكانوا يقتلون البنات مخافة أن يسبين فيلدن في قوم
آخرين (1).
[13558] 19 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض
أصحابه، عن محمد بن المثنى الحضرمي، عن محمد بن بهلول بن مسلم العبدي،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنما المؤمن بمنزلة كفة الميزان كلما زيد في إيمانه زيد في
بلائه (2).
[13559] 20 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
محمد الخزاز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من ذاع علينا حديثنا فهو بمنزلة من جحدنا
حقنا، قال: وقال لمعلى بن خنيس: المذيع حديثنا كالجاحد له (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13560] 21 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان،
عن محمد بن عذافر، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: اعلم أن
النافلة بمنزلة الهدية متى ما أتي بها قبلت (4).



(1) الكافي: 2 / 162 ح 18.
(2) الكافي: 2 / 253 ح 10.
(3) الكافي: 2 / 370 ح 2.
(4) الكافي: 3 / 454 ح 14.
75
[13561] 22 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن السندي بن
الربيع، عن محمد بن القاسم بن الفضيل، عن فضيل بن يسار، عن أحدهما (عليهما السلام)
قال: من حج ثلاث سنين متوالية ثم حج أو لم يحج فهو بمنزلة مدمن الحج.
وروي: أن مدمن الحج الذي إذا وجد الحج حج كما أن مدمن الخمر الذي إذا
وجده شربه (1).
[13562] 23 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن الحسين بن أبي العلاء قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يقاتل دون ماله؟
فقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من قتل دون ماله فهو بمنزلة الشهيد، قلت: أيقاتل
أفضل أو لم يقاتل؟ قال: أما أنا لو كنت لم أقاتل وتركته (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13563] 24 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله القمي، عن أبي فضال، عمن
ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب المضيع ودون طلب
الحريص الراضي بدنياه المطمئن إليها، ولكن انزل نفسك من ذلك بمنزلة المنصف
المتعفف ترفع نفسك عن منزلة الواهن الضعيف وتكتسب ما لابد منه، إن الذين
أعطوا المال ثم لم يشكروا لا مال لهم (3).
[13564] 25 - الكليني، عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن ابن فضال،
عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من استدان دينا فلم ينو قضاه كان
بمنزلة السارق (4).
[13565] 26 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،



(1) الكافي: 4 / 542 ح 9.
(2) الكافي: 5 / 52 ح 3.
(3) الكافي: 5 / 81 ح 8.
(4) الكافي: 5 / 99 ح 2.
76
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس لليهودي والنصراني شفعة وقال: لا شفعة إلا لشريك
غير مقاسم، وقال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): وصي اليتيم بمنزلة أبيه يأخذ له الشفعة إن
كان له رغبة فيه، وقال: للغائب شفعة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13566] 27 - الكليني، عن بعض أصحابنا سقط عني إسناده، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن الله عز وجل لم يترك شيئا مما يحتاج إليه إلا علمه نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) فكان من تعليمه إياه
أنه صعد المنبر ذات يوم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن جبرئيل أتاني
عن اللطيف الخبير فقال: إن الأبكار بمنزلة الثمر على الشجر إذا أدرك ثمره فلم يجتني
أفسدته الشمس ونثرته الرياح وكذلك الأبكار إذا أدركن ما يدرك النساء فليس لهن
دواء إلا البعولة وإلا لم يؤمن عليهن الفساد لأنهن بشر، قال: فقام إليه رجل فقال:
يا رسول الله فمن نزوج؟ فقال: الأكفاء، فقال: يا رسول الله ومن الأكفاء؟ فقال:
المؤمنون بعضهم أكفاء بعض، المؤمنون بعضهم أكفاء بعض (2).
[13567] 28 - الكليني، عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن ابن فضال،
عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أمهر مهرا ثم لا ينوي قضاءه كان
بمنزلة السارق (3).
[13568] 29 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
عمر بن اذينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: كم تحل من المتعة؟ قال فقال: هن
بمنزلة الإماء (4).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 5 / 281 ح 6.
(2) الكافي: 5 / 337 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 383 ح 1.
(4) الكافي: 5 / 451 ح 1.
77
[13569] 30 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى،
عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا بأس أن ينام الرجل بين أمتين
والحرتين، إنما نساؤكم بمنزلة اللعب (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13570] 31 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن موسى بن جعفر،
عن عمرو بن سعيد، عن خلف بن عيسى، عن أبي عبيد المدائني، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: إن لله تعالى ذكره عبادا ميامين مياسير، يعيشون ويعيش الناس في أكنافهم وهم
في عباده بمنزلة القطر، ولله عز وجل عباد ملاعين مناكير، لا يعيشون ولا يعيش الناس في
أكنافهم وهم في عباده بمنزلة الجراد لا يقعون على شيء إلا أتوا عليه (2).
[13571] 32 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي أمية يوسف بن ثابت بن أبي
سعيدة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنهم قالوا حين دخلوا عليه: إنما أحببناكم لقرابتكم من
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولما أوجب الله عز وجل من حقكم ما أحببناكم للدنيا نصيبها منكم إلا
لوجه الله والدار الآخرة وليصلح لإمرء منا دينه، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): صدقتم
صدقتم ثم قال: من أحبنا كان معنا أو جاء معنا يوم القيامة هكذا - ثم جمع بين
السبابتين - ثم قال: والله لو أن رجلا صام النهار وقام الليل ثم لقى الله عز وجل بغير ولايتنا
أهل البيت للقيه وهو عنه غير راض أو ساخط عليه ثم قال: وذلك قول الله عز وجل (وما
منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا انهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا
وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون * فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما
يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون) (3) ثم قال:



(1) الكافي: 5 / 560 ح 16.
(2) الكافي: 8 / 246 ح 345.
(3) سورة التوبة: 54 و 55.
78
وكذلك الإيمان لا يضر معه العمل وكذلك الكفر لا ينفع معه العمل، ثم قال: إن تكونوا
وحدانيين فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحدانيا يدعو الناس فلا يستجيبون له وكان أول
من استجاب له علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنت مني بمنزلة
هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (1).
الرواية موثقة سندا.
[13572] 33 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن معروف، عن
ابن مهزيار، عن فضالة، عن أبان، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)
قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خالد بن الوليد إلى حي يقال لهم: بنو المصطلق من بني
جذيمة وكان بينهم وبين بني مخزوم إحنة في الجاهلية فلما ورد عليهم كانوا قد أطاعوا
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخذوا منه كتابا، فلما ورد عليهم خالد أمر مناديا فنادى بالصلاة
فصلى وصلوا فلما كان صلاة الفجر أمر مناديه فنادى فصلى وصلوا ثم أمر الخيل فشنوا
فيهم الغارة، فقتل وأصاب، فطلبوا كتابهم فوجدوه، فأتوا به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحدثوه
بما صنع خالد بن الوليد فاستقبل (صلى الله عليه وآله وسلم) القبلة ثم قال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع
خالد بن الوليد.
قال: ثم قدم على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تبر ومتاع فقال لعلي (عليه السلام): يا علي أئت
بني جذيمة من بني المصطلق فأرضهم مما صنع خالد، ثم رفع (عليه السلام) قدميه فقال: يا علي
اجعل قضاء أهل الجاهلية تحت قدميك.
فأتاهم علي (عليه السلام) فلما انتهى إليهم حكم فيهم بحكم الله فلما رجع إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
قال: يا علي أخبرني بما صنعت، فقال: يا رسول الله عمدت فأعطيت لكل دم دية
ولكل جنين غرة ولكل مال مالا، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لميلغة كلابهم وحبلة
رعاتهم، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لروعة نسائهم وفزع صبيانهم، وفضلت



(1) الكافي: 8 / 106 ح 80.
79
معي فضلة فأعطيتهم لما يعلمون ولما لا يعلمون، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم
ليرضوا عنك يا رسول الله، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي أعطيتهم ليرضوا عني رضي الله عنك
يا علي إنما أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
الإحنة: الحقد والضغن. التبر: فتات الذهب أو الفضة قبل أن يصاغا. الغرة:
العبد أو الأمة. المليغة: الإناء الذي يلغ فيه الكلب. الحبلة: الرسن وبالتحريك
الجنين الساقط من الدواب والمواشي.
[13573] 34 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن يزيد، عن حماد بن عيسى،
عن ابن اذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن
سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت سلمان الفارسي (رضي الله عنه) قال: كنت جالسا بين يدي
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مرضته التي قبض فيها فدخلت فاطمة (عليها السلام) فلما رأت ما بأبيها
صلوات الله عليه وآله من الضعف بكت حتى جرت دموعها على خديها، فقال لها
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما يبكيك يا فاطمة؟ قالت: يا رسول الله أخشى الضيعة على
نفسي وولدي بعدك، فاغرورقت عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالبكاء ثم قال: يا فاطمة أما
علمت إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وأنه حتم الفناء على جميع خلقه
وأن الله تبارك وتعالى اطلع إلى الأرض إطلاعة فاختارني منهم وجعلني نبيا واطلع
إلى الأرض إطلاعة ثانية فاختار منها زوجك فأوحى الله إلي أن أزوجك إياه وأن
أتخذه وليا ووزيرا وأن أجعله خليفتي في أمتي فأبوك خير أنبياء الله ورسله وبعلك
خير الأوصياء وأنت أول من يلحق بي من أهلي ثم اطلع إلى الأرض إطلاعة ثالثة
فاختارك وولدك وأنت سيدة نساء أهل الجنة وابناك حسن وحسين سيدا شباب
أهل الجنة وأبناء بعلك أوصيائي إلى يوم القيامة كلهم هادون مهديون والأوصياء



(1) أمالي الصدوق: المجلس الثاني والثلاثون ح 8 / 237 الرقم 252.
80
بعدي أخي علي ثم حسن وحسين ثم تسعة من ولد الحسين في درجتي وليس في
الجنة درجة أقرب إلى الله عز وجل من درجتي ودرجة أوصيائي وأبي إبراهيم، أما تعلمين
يا بنية أن من كرامة الله عز وجل إياك أن زوجك خير أمتي وخير أهل بيتي أقدمهم
سلما وأعظمهم حلما وأكثرهم علما فاستبشرت فاطمة (عليها السلام) وفرحت بما قال لها
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم قال لها: يا بنية إن لبعلك مناقب: إيمانه بالله ورسوله قبل كل
أحد لم يسبقه إلى ذلك أحد من أمتي، وعلمه بكتاب الله عز وجل وسنتي وليس أحد من
أمتي يعلم جميع علمي غير علي (عليه السلام) إن الله عز وجل علمني علما لا يعلمه غيري وعلم
ملائكته ورسله علما وكلما علمه ملائكته ورسله فأنا أعلمه، وأمرني الله عز وجل أن
أعلمه إياه ففعلت فليس أحد من أمتي يعلم جميع علمي وفهمي وحكمتي غيره،
وإنك يا بنية زوجته وابناه سبطاي حسن وحسين وهما سبطا أمتي وأمره بالمعروف
ونهيه عن المنكر فإن الله عز وجل آتاه الحكمة وفصل الخطاب، يا بنية إنا أهل بيت أعطانا
الله عز وجل ست خصال لم يعطها أحدا من الأولين كان قبلكم ولا يعطيها أحدا من
الآخرين غيرنا، نبينا سيد الأنبياء المرسلين وهو أبوك، ووصينا سيد الأوصياء وهو
بعلك، وشهيدنا سيد الشهداء وهو حمزة بن عبد المطلب وهو عم أبيك، قالت:
يا رسول الله وهو سيد الشهداء الذين قتلوا معك؟ قال: لا بل سيد شهداء الأولين
والآخرين ما خلا الأنبياء والأوصياء، وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين الطيار في
الجنة مع الملائكة، وإبناك حسن وحسين سبطا أمتي وسيدا شباب أهل الجنة، ومنا
والذي نفسي بيده مهدي هذه الأمة الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما
وجورا قالت: فأي هؤلاء الذين سميت أفضل؟ قال: علي بعدي أفضل أمتي وحمزة
وجعفر أفضل أهل بيتي بعد علي (عليه السلام) وبعدك وبعد ابني وسبطي حسن وحسين وبعد
الأوصياء من ولد ابني هذا - وأشار إلى الحسين - ومنهم المهدي، إنا أهل بيت اختار
الله عز وجل لنا الآخرة على الدنيا ثم نظر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إليها وإلى بعلها وإلى ابنيها فقال:
يا سلمان اشهد الله إني سلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم أما إنهم معي في الجنة،

81
ثم أقبل على علي (عليه السلام) فقال: يا أخي أنت ستبقى بعدي وستلقى من قريش شدة من
تظاهرهم عليك وظلمهم لك، فإن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم فقاتل من خالفك
بمن وافقك وإن لم تجد أعوانا فاصبر وكف يدك ولا تلق بها إلى التهلكة فإنك مني بمنزلة
هارون من موسى، ولك بهارون أسوة حسنة إذ استضعفه قومه وكادوا يقتلونه،
فاصبر لظلم قريش إياك، وتظاهرهم عليك فإنك مني بمنزلة هارون من موسى ومن
تبعه وهم بمنزلة العجل ومن تبعه، يا علي إن الله تبارك وتعالى قد قضى الفرقة
والاختلاف على هذه الأمة ولو شاء لجمعهم على الهدى حتى لا يختلف اثنان من هذه
الأمة ولا ينازع في شيء من أمره ولا يجحد المفضول لذي الفضل فضله، ولو شاء
لعجل النقمة والتغيير حتى يكذب الظالم ويعلم الحق أين مصيره، ولكنه جعل الدنيا
دار الأعمال وجعل الآخرة دار القرار ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين
أحسنوا بالحسنى، فقال علي (عليه السلام): الحمد لله شكرا على نعمائه وصبرا على بلائه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13574] 35 - الصدوق، عن الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن الهروي، عن
وكيع، عن الربيع بن سعد، عن عبد الرحمن بن سليط قال: قال الحسين بن علي بن
أبي طالب (عليهم السلام): منا اثنا عشر مهديا، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم
التاسع من ولدي وهو القائم بالحق يحيى الله تعالى به الأرض بعد موتها ويظهر به دين
الحق على الدين كله ولو كره المشركون، له غيبة يرتد فيها قوم ويثبت على الدين فيها
آخرون فيؤذون ويقال لهم: (متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) (2)؟ أما إن الصابر
في غيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).



(1) كمال الدين وتمام النعمة: 262 ح 10.
(2) سورة يس: 48.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 68 ح 36.
82
[13575] 36 - الصدوق، عن الطالقاني، عن أحمد الهمداني، عن أحمد بن صالح، عن
حكيم بن عبد الرحمن، عن مقاتل بن سليمان، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي بن أبي طالب (عليه السلام): يا علي أنت مني بمنزلة هبة الله من آدم
وبمنزلة سام من نوح وبمنزلة إسحاق من إبراهيم وبمنزلة هارون من موسى وبمنزلة
شمعون من عيسى إلا أنه لا نبي بعدي، يا علي أنت وصيي وخليفتي فمن جحد وصيتك
وخلافتك فليس مني ولست منه وأنا خصمه يوم القيامة، يا علي أنت أفضل أمتي
فضلا وأقدمهم سلما وأكثرهم علما وأوفرهم حلما وأشجعهم قلبا وأسخاهم كفا،
يا علي أنت الإمام بعدي والأمير وأنت الصاحب بعدي والوزير ومالك في أمتي من
نظير، يا علي أنت قسيم الجنة والنار بمحبتك يعرف الأبرار من الفجار ويميز بين
الأشرار والأخيار وبين المؤمنين والكفار (1).
[13576] 37 - الطوسي، عن المفيد، عن محمد بن عمران المرزباني، عن أحمد بن
محمد بن عيسى المكي، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن يحيى بن عيسى الرملي،
عن الأعمش، عن عباية الأسدي، عن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لام سلمة: يا أم سلمة علي مني وأنا من علي، لحمه من لحمي ودمه
من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى، يا أم سلمة اسمعي واشهدي هذا علي
سيد المسلمين (2).
[13577] 38 - الطوسي، عن محمد بن أحمد بن أبي الفوارس، عن أحمد بن محمد
الصائغ، عن محمد بن إسحاق السراج، عن قتيبة بن سعيد، عن حاتم، عن بكير بن
مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: لعلي ثلاثا،
فلأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول



(1) أمالي الصدوق: المجلس الحادي عشر ح 4 / 100 الرقم 77.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثاني ح 34 / 50 الرقم 65.
83
لعلي وخلفه في بعض مغازيه، فقال: يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي
بعدي، وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله
ورسوله، قال: فتطاولنا لها، قال: ادعوا لي عليا فأتى علي أرمد العينين، فبصق في
عينيه، ودفع إليه الراية ففتح عليه، ولما نزلت هذه الآية (ندع أبناءنا
وأبناءكم) (1) دعى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا (عليهم السلام) وقال:
اللهم هؤلاء أهلي (2).
[13578] 39 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن محمد بن هارون بن حميد،
عن محمد بن حميد، عن جرير، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن
سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كنت عند معاوية وقد نزل بذي طوى فجاءه
سعد بن أبي وقاص فسلم عليه فقال معاوية: يا أهل الشام هذا سعد وهو صديق
لعلي، قال: فطأطأ القوم رؤوسهم وسبوا عليا (عليه السلام)، فبكى سعد، فقال له معاوية:
ما الذي أبكاك؟ قال: ولم لا أبكي لرجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يسب عندك
ولا أستطيع أن أغير، وقد كان في علي خصال لأن تكون في واحدة منهن أحب إلي من
الدنيا وما فيها:
أحدها: أن رجلا كان باليمن فجاءه علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: لأشكونك إلى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقدم على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسأله عن علي (عليه السلام) فثنى عليه فقال:
أنشدك بالله الذي أنزل علي الكتاب واختصني بالرسالة عن سخط تقول ما تقول في
علي (عليه السلام)؟ قال: نعم يا رسول الله، قال: ألا تعلم أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟
قال: بلى، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه.



(1) سورة آل عمران: 61.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 63 / 306 الرقم 616.
84
والثانية: أنه بعث يوم خيبر عمر بن الخطاب إلى القتال فهزم وأصحابه
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): لأعطين الراية غدا إنسانا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فغدا
المسلمون وعلي أرمد فدعاه فقال: خذ الراية فقال: يا رسول الله إن عيني كما ترى،
فتفل فيها، فقام فأخذ الراية ثم مضى بها حتى فتح الله عليه.
والثالثة: أنه خلفه في بعض مغازيه فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله خلفتني مع
النساء والصبيان فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من
موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
والرابعة: سد الأبواب في المسجد إلا باب علي.
والخامسة: نزلت هذه الآية: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا) (1) فدعا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا وحسنا وحسينا وفاطمة (عليهم السلام) فقال:
اللهم هؤلاء أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (2).
[13579] 40 - الطوسي، عن المفيد، عن أبي محمد الحسن بن محمد بن يحيى، عن
جده يحيى بن الحسن، عن أبي مصعب، عن يوسف بن الماجشون، عن محمد بن
المنكدر قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: سألت سعد بن أبي وقاص أسمعت من
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس معي
نبي؟ قال: نعم، فقلت: أنت سمعته؟ قال: فأدخل إصبعيه في أذنيه وقال: نعم وإلا
فاستكتا (3).
الروايات الواردة في هذا المجال كثيرة جدا مبثوثة في كتب الأخبار.



(1) سورة الأحزاب: 33.
(2) أمالي الطوسي: المجلس السادس والعشرون ح 17 / 598 الرقم 1243.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الثامن ح 49 / 227 الرقم 399.
85
المنفعة
[13580] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن
يونس، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن الرجل يكتب إلى رجل من
عظماء عمال المجوس فيبدأ باسمه قبل اسمه؟ فقال: لا بأس إذا فعل لاختيار المنفعة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13581] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية
ابن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا اشتريت دابة فقل: «اللهم إن كانت عظيمة
البركة، فاضلة المنفعة، ميمونة الناصية، فيسر لي شراها وإن كانت غير ذلك
فاصرفني عنها إلى الذي هو خير لي منها فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت
علام الغيوب» تقول ذلك ثلاث مرات (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13582] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال: قيل لأبي عبد الله (عليه السلام): إنا ندخل على أخ لنا في
بيت أيتام ومعهم خادم لهم فنقعد على بساطهم ونشرب من مائهم ويخدمنا خادمهم
وربما طعمنا فيه الطعام من عند صاحبنا وفيه من طعامهم فما ترى في ذلك؟ فقال: إن
كان في دخولكم عليهم منفعة لهم فلا بأس وإن كان فيه ضرر فلا، وقال (عليه السلام): (بل



(1) الكافي: 2 / 651 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 157 ح 4.
86
الإنسان على نفسه بصيرة) (1) فأنتم لا يخفى عليكم وقد قال الله عز وجل: (وإن
تخالطوهم فإخوانكم [في الدين] والله يعلم المفسد من المصلح) (2) (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
وكلمة في الدين في الآية الأخيرة جاءت توضيحا وليست جزء للآية الشريفة.
[13583] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن ثعلبة، عن
زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كل يمين حلف عليها أن لا يفعلها مما له فيه منفعة في
الدنيا والآخرة فلا كفارة عليه، وإنما الكفارة في أن يحلف الرجل والله لا أزني والله لا
أشرب الخمر والله لا أسرق والله لا أخون وأشباه هذا ولا أعصي ثم فعل فعليه
الكفارة فيه (4)
الرواية صحيحة الإسناد.
[13584] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
أبي أيوب، عن محمد بن مسلم وغيره قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل
يستقرض من الرجل قرضا ويعطيه الرهن إما خادما وإما آنيا وإما ثيابا فيحتاج إلى
شيء من منفعته فيستأذنه فيه فيأذن له، قال: إذا طابت نفسه فلا بأس، قلت: إن
من عندنا يروون أن كل قرض يجر منفعة فهو فاسد؟ فقال: أوليس خير القرض ما
جر منفعة (5).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) سورة القيامة: 14.
(2) سورة البقرة: 220.
(3) الكافي: 5 / 129 ح 4.
(4) الكافي: 7 / 447 ح 8.
(5) الكافي: 5 / 255 ح 1.
87
[13585] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان،
عن ابن بكير، عن محمد بن عبده قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن القرض يجر
المنفعة؟ فقال: خير القرض الذي يجر المنفعة (1).
[13586] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن سنان، عن حذيفة بن منصور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تدخل لأخيك في أمر
مضرته عليك أعظم من منفعته له.
قال ابن سنان: يكون على الرجل دين كثير ولك مال فتؤدي عنه فيذهب مالك
ولا تكون قضيت عنه (2).
[13587] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عن إبراهيم بن محمد الأشعري، عمن سمع أبا الحسن موسى (عليه السلام) يقول: لا تبذل
لإخوانك من نفسك ما ضره عليك أكثر من منفعته لهم (3).
[13588] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الناس في الدنيا عاملان:
عامل عمل في الدنيا للدنيا قد شغلته دنياه عن آخرته، يخشى على من يخلفه الفقر
ويأمنه على نفسه، فيفني عمره في منفعة غيره، وعامل عمل في الدنيا لما بعدها فجاءه
الذي له من الدنيا بغير عمل فأحرز الحظين معا وملك الدارين جميعا فأصبح وجيها
عند الله، لا يسأل الله حاجة فيمنعه (4).
[13589] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: اعلموا علما يقينا أن الله
لم يجعل للعبد - وإن عظمت حيلته واشتدت طلبته وقويت مكيدته - أكثر مما سمي له
في الذكر الحكيم، ولم يحل بين العبد في ضعفه وقلة حيلته وبين أن يبلغ ما سمي له في



(1) الكافي: 5 / 255 ح 2.
(2) الكافي: 4 / 32 ح 1.
(3) الكافي: 4 / 32 ح 2.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 269.
88
الذكر الحكيم، والعارف لهذا، العامل به أعظم الناس راحة في منفعة، والتارك له
الشاك فيه أعظم الناس شغلا في مضرة ورب منعم عليه مستدرج بالنعمى ورب
مبتلى مصنوع له بالبلوى، فزد أيها المستنفع في شكرك وقصر من عجلتك وقف عند
منتهى رزقك (1).
الروايات في هذا المجال متعددة ويأتي عنوان النفع في محله إن شاء الله تعالى.



(1) نهج البلاغة: الحكمة 273.
89
المنة
[13590] 1 - الحميري، عن هارون، عن ابن زياد، عن الصادق (عليه السلام) قال: لا يدخل
الجنة العاق لوالديه والمدمن الخمر والمنان بالفعال للخير إذا عمله (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[13591] 2 - الصدوق بإسناده في خبر مناهي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:... يقول الله عز وجل:
حرمت الجنة على المنان والبخيل والقتات وهو النمام، الحديث (2).
[13592] 3 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن ابن أبي نجران،
عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: إن في
التوراة مكتوبا: يا موسى إني خلقتك واصطنعتك وقويتك وأمرتك بطاعتي ونهيتك
عن معصيتي فإن أطعتني أعنتك على طاعتي وإن عصيتني لم أعنك على معصيتي،
يا موسى ولي المنة عليك في طاعتك لي ولي الحجة عليك في معصيتك لي (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13593] 4 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يدخل الجنة عاق ولا منان ولا مدمن خمر ولا مؤمن بسحر
ولا قتات (4).



(1) قرب الإسناد: 82 ح 267.
(2) أمالي الصدوق: المجلس السادس والستون ح 1 / 517 الرقم 707.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الحادي والخمسون ح 3 / 385 الرقم 494.
(4) الأعمال المانعة من الجنة: 282.
90
[13594] 5 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه عن عطاء، عن عبد الله بن عباس، عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لا يدخل الجنة عاق ولا قاطع رحم ولا مدمن خمر ولا مؤمن
بسحر ولا قتات ولا منان ولا ديوث ولا كاهن، ومن مشى إلى كاهن فصدقه بما يقول
فقد برئ مما أنزل الله على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
[13595] 6 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه عن أبي سعيد الخدري، عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ولا منان (2).
[13596] 7 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه عن أبي سعيد الخدري، عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: لا يدخل الجنة صاحب خمس: مدمن خمر ولا مؤمن بسحر
ولا قاطع رحم ولا كاهن ولا منان (3).
[13597] 8 - ابن شعبة الحراني رفعه عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) سأله أحمد بن نجم
عن العجب الذي يفسد العمل؟ فقال: العجب درجات: منها: أن يزين للعبد سوء
عمله فيراه حسنا فيعجبه ويحسب أنه يحسن صنعا. ومنها: أن يؤمن العبد بربه فيمن
على الله ولله المنة عليه فيه (4).
[13598] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال بعد توصيف
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):... فما أعظم منة الله عندنا حين أنعم علينا به سلفا نتبعه وقائدا
نطأ عقبه... الحديث (5).
[13599] 10 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ونقل إن جماعة حضروا لديه
وتذاكروا فضل الخط وما فيه، فقالوا: ليس في الكلام أكثر من الألف ويتعذر النطق



(1) الأعمال المانعة من الجنة: 282.
(2) الأعمال المانعة من الجنة: 283.
(3) الأعمال المانعة من الجنة: 283.
(4) تحف العقول: 444.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 160.
91
بدونها، فقال لهم في الحال هذه الخطبة من غير سابق فكرة ولا تقدم روية وسردها
وليس فيها ألف:
حمدت من عظمت منته وسبغت نعمته وتمت كلمته ونفذت مشيته وبلغت حجته
وعدلت قضيته وسبقت غضبه رحمته، حمدته حمد مقر بربوبيته ومتخضع لعبوديته،
متنصل من خطيئته، معترف بتوحيده، مستعيذ من وعيده، مؤمل من ربه مغفرة
تنجيه، يوم يشغل كل عن فصيلته وبنيه، ونستعينه ونسترشده ونؤمن به ونتوكل
عليه وشهدت له شهود عبد مخلص موقن، وفردته تفريد مؤمن متيقن، ووحدته
توحيد عبد مذعن، ليس له شريك في ملكه، ولم يكن له ولي في صنعه، جل عن
مشير ووزير وعون ومعين ونظير، علم فستر، وبطن فخبر، وملك فقهر، وعصي
فغفر، وعبد فشكر، وحكم فعدل، وتكرم وتفضل، لن يزول ولم يزل، ليس كمثله
شيء وهو قبل كل شيء وبعد كل شيء، رب متفرد بعزته، متمكن بقوته، متقدس
بعلوه، متكبر بسموه، ليس يدركه بصر ولم يحط به نظر، قوي منيع بصير سميع
رؤوف رحيم، عجز عن وصفه من وصفه، وضل عن نعته من عرفه، قرب فبعد،
وبعد فقرب، يجيب دعوة من يدعوه ويرزقه ويحبوه، ذو لطف خفي وبطش قوي
ورحمة موسعة وعقوبة موجعة، رحمته جنة عريضة مونقة، وعقوبته جحيم ممدودة
موبقة، وشهدت ببعث محمد عبده ورسوله ونبيه وصفيه وحبيبه وخليله، بعثه في
خير عصر وحين فترة وكفر، رحمة لعبيده ومنة لمزيده، ختم به نبوته، ووضحت به
حجته، فوعظ ونصح وبلغ وكدح، رؤوف بكل مؤمن، رحيم سخي رضي ولي
زكي، عليه رحمة وتسليم، وبركة وتعظيم وتكريم، من رب غفور رحيم، قريب
مجيب حليم.
وصيتكم معشر من حضر بوصية ربكم وذكرتكم سنة نبيكم، فعليكم برهبة
تسكن قلوبكم، وخشية تدري دموعكم، وتقية تنجيكم قبل يوم يذهلكم

92
ويبتليكم.
يوم يفوز فيه من ثقل وزن حسنته وخف وزن سيئته وعليكم بمسئلة ذل
وخضوع، وتملق وخشوع، وتوبة ونزوع وليغنم كل منكم صحته قبل سقمه،
وشيبته قبل هرمه، وسعته قبل فقره، وفرغته قبل شغله، وحضره قبل سفره،
وحياته قبل [موته، قبل] يهن ويهرم، ويمرض ويسقم، ويمله طبيبه، ويعرض عنه
حبيبه، وينقطع عمره ويتغير عقله.
ثم قيل: هو موعوك وجسمه منهوك، ثم جد في نزع شديد، وحضره كل قريب
وبعيد، فشخص ببصره، وطمح بنظره، ورشح جبينه وخطفت عرينه، وجدبت
نفسه وبكت عرسه، وحضر رمسه، ويتم منه ولده، وتفرق عنه عدده، وفصم
جمعه، وذهب بصره وسمعه، وجرد وغسل، وعرى ونشف وسجى، وبسط له
وهيئ، ونشر عليه كفنه وشد منه ذقنه، وحمل فوق سرير، وصلي عليه بتكبير بغير
سجود وتعفير، ونقل من دور مزخرفة وقصور مشيدة، وفرش منجدة، فجعل في
ضريح ملحود ضيق مرصود، بلبن منضود، مسقف بجلمود، وهيل عليه عفره،
وحشي مدره وتحقق حذره، ونسي خبره ورجع عنه وليه ونديمه ونسيبه وحميمه،
وتبدل به قرينه وحبيبه، فهو حشو قبر، ورهين حشر، يدب في جسمه دود قبره،
ويسيل صديده من منخره، وتسحق تربته لحمه، وينشف دمه، ويرم عظمه، حتى
يوم حشره فينشره من قبره، وينفخ في الصور ويدعى لحشر ونشور، فثم بعثرت
قبور، وحصلت سريرة [في] صدور.
وجئ بكل نبي وصديق وشهيد ومنطيق، وقعد لفصل حكمه قدير، بعبده خبير
بصير، فكم حسرة تضنيه في موقف مهيل، ومشهد جليل، بين يدي ملك عظيم،
بكل صغيرة وكبيرة عليم، فحينئذ يلجمه عرقه، ويخفره قلقه، فعبرته غير
مرحومة، وصرخته غير مسموعة، وبرزت صحيفته، وتبينت جريرته، فنظر في

93
سوء عمله وشهدت عينه بنظره، ويده ببطشه، ورجله بخطوه، وجلده بلمسه،
وفرجه بمسه، ويهدده منكر ونكير، وكشف له حيث يصير، فسلسل جيده، وغلت
يده، فسيق يسحب وحده.
فورد جهنم بكره شديد، وظل يعذب في جحيم، ويسقى شربة من حميم، تشوي
وجهه وتسلخ جلده يستغيث فيعرض عنه خزنة جهنم، ويستصرخ فيلبث حقبه
بندم، نعوذ برب قدير من شر كل مصير، ونسأله عفو من رضي عنه، ومغفرة من
قبل منه، وهو ولي مسألتي، ومنجح طلبتي، فمن زحزح عن تعذيب ربه جعل في
جنته بقربه، وخلد في قصور ونعمه، وملك بحور عين وحفدة، وتقلب في نعيم وسقي
من تسنيم مختوم بمسك وعنبر، يشرب من خمر معذوب شربه، ليس ينزف لبه.
هذه منزلة من خشي ربه وحذر نفسه، وتلك عقوبة من عصى منشئه، وسولت له
نفسه معصية مبدئه، لهو ذلك قول فصل، وحكم عدل، خير قصص قص، ووعظ به
ونص، تنزيل من حكيم حميد (1).
قد مر منا في هذا المجال عنوان المن في محله.



(1) بحار الأنوار: 74 / 340 ح 28.
94
المنى
[13600] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن الهيثم النهدي، عن عبد العزيز
بن عمرو الواسطي، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن زيد القتات، عن أبان بن تغلب
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: تجنبوا المنى فإنها تذهب بهجة ما خولتم
وتستصغرون بها مواهب الله تعالى عندكم وتعقبكم الحسرات فيما وهمتم به
أنفسكم (1).
[13601] 2 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن النوفلي، عن
السكوني، عن جعفر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن قلوب
الجهال تستفزها الأطماع، وترتهنها المنى، وتستعلقها الخدائع (2).
[13602] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن ابن أبي نجران، عمن
ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: قوم يعملون بالمعاصي ويقولون نرجو فلا
يزالون كذلك حتى يأتيهم الموت، فقال: هؤلاء قوم يترجحون في الأماني، كذبوا
ليسوا براجين، إن من رجا شيئا طلبه ومن خاف من شيء هرب منه (3).
الترجح: الميل.
[13603] 4 - الكليني، علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي جميلة
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى بعض أصحابه يعظه: أوصيك



(1) الكافي: 5 / 85 ح 7.
(2) الكافي: 1 / 23 ح 16.
(3) الكافي: 2 / 68 ح 5.
95
ونفسي بتقوى من لا تحل معصيته ولا يرجى غيره ولا الغنى إلا به، فإن من اتقى الله
جل وعز وقوى وشبع وروى ورفع عقله عن أهل الدنيا، فبدنه مع أهل الدنيا وقلبه
وعقله معاين الآخرة، فاطفأ بضوء قلبه ما أبصرت عيناه من حب الدنيا فقذر
حرامها وجانب شبهاتها وأضر والله بالحلال الصافي إلا ما لابد له من كسرة [منه]
يشد بها صلبه وثوب يواري به عورته من أغلظ ما يجد وأخشنه ولم يكن له فيما لابد له
منه ثقة ولا رجاء، فوقعت ثقته ورجاؤه على خالق الأشياء فجد واجتهد وأتعب
بدنه حتى بدت الأضلاع وغارت العينان فأبدل الله له من ذلك قوة في بدنه وشدة في
عقله وما ذخر له في الآخرة أكثر، فارفض الدنيا فإن حب الدنيا يعمي ويصم ويبكم
ويذل الرقاب، فتدارك ما بقي من عمرك ولا تقل غدا [أ] وبعد غد، فإنما هلك من
كان قبلك بإقامتهم على الأماني والتسويف حتى أتاهم أمر الله بغتة وهم غافلون،
فنقلوا على أعوادهم إلى قبورهم المظلمة الضيقة وقد أسلمهم الأولاد والأهلون
فانقطع إلى الله بقلب منيب، من رفض الدنيا وعزم ليس فيه انكسار ولا انخزال،
أعاننا الله وإياك على طاعته ووفقنا الله وإياك لمرضاته (1).
[13604] 5 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته الوسيلة:... وأشرف
الغنى ترك المنى... الحديث (2).
رويها الصدوق في الفقيه: 4 / 389، والرضي في نهج البلاغة: الحكمة 34،
والكراجكي في كنز الفوائد: 1 / 349.
[13605] 6 - الكليني بإسناده إلى أبي جعفر (عليه السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:... فرحم
الله امرءا راقب ربه وتنكب ذنبه وكابر هواه وكذب مناه... الحديث (3).



(1) الكافي: 2 / 136 ح 23.
(2) الكافي: 8 / 23.
(3) الكافي: 8 / 172.
96
[13606] 7 - الصدوق بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في وصيته لابنه محمد
ابن الحنفية: يا بني إياك والإتكال على الأماني فإنها بضائع النوكى وتثبيط عن
الآخرة... الحديث (1).
الاتكال: الاعتماد. النوكى: جمع أنوك أي الأحمق.
[13607] 8 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال في وصيته لابن جندب:...
طوبى لمن لم تلهه الأماني الكاذبة... الحديث (2).
[13608] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:... والأماني تعمي أعين
البصائر والحظ يأتي من لا يأتيه (3).
[13609] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه مر بقتلى الخوارج يوم النهروان
فقال: بؤسا لكم لقد ضركم من غركم، فقيل له: من غرهم يا أمير المؤمنين؟ فقال:
الشيطان المضل والأنفس الأمارة بالسوء، غرتهم بالأماني وفسحت لهم بالمعاصي
ووعدتهم الإظهار، فاقتحمت بهم النار (4).
[13610] 11 - الشيخ الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن جعفر بن محمد،
عن حسين بن زيد بن علي قال: دخلت مع أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) على رجل
من أهلنا وكان مريضا فقال له أبو عبد الله: أنساك الله العافية ولا أنساك الشكر
عليها، فلما خرجنا من عند الرجل قلت له: يا سيدي ما هذا الدعاء الذي دعوت به
للرجل؟ فقال لي: يا حسين العافية ملك خفي، يا حسين إن العافية نعمة إذا فقدت
ذكرت وإذا وجدت نسيت، فقلت له: أنساك الله العافية لحصولها ولا أنساك الشكر
عليها لتدوم له، يا حسين إن أبي (عليه السلام) أخبرني عن آبائه (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:



(1) الفقيه: 4 / 384 ح 5834.
(2) تحف العقول: 301.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 275.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 323.
97
يا صاحب العافية إليك انتهت الأماني (1).
[13611] 12 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن رجاء بن يحيى، عن يعقوب
ابن السكيت النحوي، عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إياكم
والإيكال بالمنى فإنها من بضائع العجزة.
قال: وأنشدني ابن السكيت:
إذا ما رمى بي الهم في ضيق مذهب * رمت بي المنى عنه إلى مذهب رحب (2)
[13612] 13 - الكراجكي رفعه وقال: جاء في الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه
قال: تكلم أمير المؤمنين (عليه السلام) بأربع وعشرين كلمة قيمة كل كلمة منها وزن
السماوات والأرض قال: رحم الله امرءا سمع حكما فوعى، ودعي إلى رشاد فدنا،
وأخذ بحجزة هاد فنجا، راقب ربه وخاف ذنبه، قدم خالصا وعمل صالحا، اكتسب
مذخورا واجتنب محذورا، رمى غرضا وأخذ عوضا، كابر هواه وكذب مناه، حذر
أملا ورتب عملا، جعل الصبر رغبة حياته والتقى عدة وفاته يظهر دون ما يكتم
ويكتفي بأقل مما يعلم، لزم الطريقة الغراء والمحجة البيضاء، اغتنم المهل وبادر الأجل
وتزود من العمل (3).
[13613] 14 - الديلمي رفعه إلى الجواد (عليه السلام) أنه قال: من أطاع هواه أعطى
عدوه مناه (4).
[13614] 15 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: تجنبوا المنى فإنها
تذهب ببهجة نعم الله عندكم وتلزم استصغارها لديكم وعلى قلة الشكر منكم (5).



(1) أمالي الطوسي: المجلس الحادي والثلاثون ح 4 / 632 الرقم 1302.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الرابع والعشرون ح 7 / 580 الرقم 1202.
(3) كنز الفوائد: 1 / 349.
(4) أعلام الدين: 309.
(5) غرر الحكم: ح 4585.
98
[13615] 16 - وعنه (عليه السلام): حاصل المنى الأسف وثمرته التلف (1).
[13616] 17 - وعنه (عليه السلام): كذب من ادعى الإيمان وهو مشغوف من الدنيا بخدع
الأماني وزور الملاهي (2).
[13617] 18 - وعنه (عليه السلام): من اتكل على الأماني مات دون أمله (3).
[13618] 19 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من غرس أشجار التقى
اجتنى ثمار المنى (4).
[13619] 20 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: تاريخ المنى الموت (5).



(1) غرر الحكم: ح 4945.
(2) غرر الحكم: ح 7238.
(3) غرر الحكم: ح 8293.
(4) بحار الأنوار: 75 / 79.
(5) بحار الأنوار: 75 / 53.
99
المنية
[13620] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد
الأزدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله عز وجل: إن من أغبط
أوليائي عندي عبدا مؤمنا ذا حظ من صلاح، أحسن عبادة ربه وعبد الله في السريرة
وكان غامضا في الناس فلم يشر إليه بالأصابع وكان رزقه كفافا فصبر عليه فعجلت
به المنية، فقل تراثه وقلت بواكيه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13621] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن غير واحد، عن عاصم بن
حميد، عن أبي عبيدة الحذاء قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
قال الله عز وجل: إن من أغبط أوليائي عندي رجلا خفيف الحال ذا حظ من صلاة،
أحسن عبادة ربه بالغيب وكان غامضا في الناس، جعل رزقه كفافا فصبر عليه،
عجلت منيته فقل تراثه وقلت بواكيه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13622] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني جميعا، عن
القاسم بن محمد، عن سليمان المنقري، عن حفص بن غياث قال: سمعت أبا عبد الله
يقول: إن قدرت أن لا تعرف فافعل وما عليك ألا يثني عليك الناس وما عليك أن



(1) الكافي: 2 / 141 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 140 ح 1.
100
تكون مذموما عند الناس إذا كنت محمودا عند الله، ثم قال: قال أبي علي بن
أبي طالب (عليه السلام): لا خير في العيش إلا لرجلين رجل يزداد كل يوم خيرا ورجل
يتدارك منيته بالتوبة وأنى له بالتوبة والله لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله تبارك
وتعالى منه إلا بولايتنا أهل البيت، ألا ومن عرف حقنا ورجا الثواب فينا ورضي
بقوته نصف مد في كل يوم وما ستر عورته وما أكن رأسه وهم والله في ذلك خائفون
وجلون ودوا أنه حظهم من الدنيا وكذلك وصفهم الله عز وجل فقال: (والذين يؤتون ما
آتوا وقلوبهم وجلة انهم إلى ربهم راجعون) (1) ثم قال: ما الذي آتوا؟ آتوا والله
مع الطاعة المحبة والولاية وهم في ذلك خائفون، ليس خوفهم خوف شك ولكنهم
خافوا أن يكونوا مقصرين في محبتنا وطاعتنا (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13623] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه،
عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن زرارة بن أعين قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
إذا وقعت النطفة في الرحم استقرت فيها أربعين يوما وتكون علقة أربعين يوما
وتكون مضغة أربعين يوما ثم يبعث الله ملكين خلاقين فيقال لهما: أخلقا كما يريد الله
ذكرا أو أنثى صوراه، واكتبا أجله ورزقه ومنيته وشقيا أو سعيدا، واكتبا لله الميثاق
الذي أخذه عليه في الذر بين عينيه فإذا دنا خروجه من بطن أمه بعث الله إليه ملكا
يقال له: زاجر فيزجره فيفزع فزعا فينسى الميثاق ويقع إلى الأرض يبكي من زجرة
الملك (3).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) سورة المؤمنون: 60.
(2) الكافي: 2 / 456 ح 15.
(3) الكافي: 6 / 16 ح 7.
101
[13624] 5 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته الوسيلة:... أيها
الناس إن المنية قبل الدنية والتجلد قبل التبلد والحساب قبل العقاب والقبر خير من
الفقر... الحديث (1).
[13625] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: فاتعظوا عباد الله بالعبر
النوافع واعتبروا بالآي السواطع وازدجروا بالنذر البوالغ وانتفعوا بالذكر والمواعظ،
فكأن قد علقتكم مخالب المنية وانقطعت منكم علائق الأمنية ودهمتكم مفظعات
الأمور والسياقة إلى الورد المورود فكل نفس معها سائق وشهيد سائق يسوقها إلى
محشرها وشاهد يشهد عليها بعملها (2).
[13626] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب إلى عبد الله بن العباس بعد
مقتل محمد بن أبي بكر بمصر: أما بعد فإن مصر قد افتتحت ومحمد بن أبي بكر (رحمه الله) قد
استشهد، فعند الله نحتسبه ولدا ناصحا وعاملا كادحا وسيفا قاطعا وركنا دافعا،
وقد كنت حثثت الناس على لحاقه وأمرتهم بغياثه قبل الوقعة ودعوتهم سرا وجهرا
وعودا وبدءا فمنهم الآتي كارها ومنهم المعتل كاذبا ومنهم القاعد خاذلا، أسأل الله
تعالى أن يجعل لي منهم فرجا عاجلا، فوالله لو لا طمعي عند لقائي عدوي في الشهادة
وتوطيني نفسي على المنية لأحببت ألا ألقى مع هؤلاء يوما واحدا ولا ألتقي بهم
أبدا (3).
[13627] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الدهر يخلق الأبدان ويجدد
الآمال ويقرب المنية ويباعد الأمنية من ظفر به نصب ومن فاته تعب (4).
[13628] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: المنية ولا الدنية والتقلل



(1) الكافي: 8 / 21.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 85.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 35.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 72.
102
ولا التوسل، من لم يعط قاعدا لم يعط قائما، والدهر يومان يوم لك ويوم عليك فإذا
كان لك فلا تبطر وإذا كان عليك فاصبر (1).
[13629] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ألا منتبه من رقدته قبل
حين منيته (2).



(1) نهج البلاغة: الحكمة 396.
(2) غرر الحكم: ح 2751.
103
المهابة
[13630] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن
عبد المؤمن الأنصاري، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى أعطى المؤمن
ثلاث خصال: العز في الدنيا والآخرة، والفلح في الدنيا والآخرة، والمهابة في صدور
الظالمين (1).
الرواية صحيحة الإسناد. الفلح: الفوز والظفر.
[13631] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الهيثم النهدي،
عن عبد العزيز بن عمر، عن بعض أصحابه، عن يحيى بن عمران الحلبي قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): أي الخصال بالمرء أجمل؟ فقال: وقار بلا مهابة وسماح بلا طلب
مكافأة وتشاغل بغير متاع الدنيا (2).
[13632] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى، عن ابن مسكان، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إياكم والمزاح فإنه يذهب بماء الوجه ومهابة الرجال (3).
[13633] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن القاسم بن
محمد الجوهري، عن الحسين بن عمر بن يزيد، عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)



(1) الكافي: 8 / 234 ح 310.
(2) الكافي: 2 / 240 ح 33.
(3) الكافي: 2 / 665 ح 16.
104
يقول: الخضاب بالسواد أنس للنساء ومهابة للعدو (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13634] 5 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته الوسيلة أنه
قال:... والتواضع يكسوك المهابة، الحديث (2).
[13635] 6 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن ابن محبوب، عن
أبي أيوب، عن عبد المؤمن، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل أعطى المؤمن ثلاث
خصال: العزة في الدنيا، والفلح في الآخرة، والمهابة في صدور الظالمين ثم قرأ (ولله
العزة ولرسوله وللمؤمنين) (3) وقرأ (قد أفلح المؤمنون) إلى قوله (هم فيها
خالدون) (4) (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13636] 7 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الحسين بن علي صلوات الله عليهما أنه قال
في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: اعتبروا أيها الناس بما وعظ الله به أولياءه من
سوء ثنائه على الأحبار إذ يقول: (لو لا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم
الاثم) (6) وقال: (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل) إلى قوله (لبئس ما كانوا
يفعلون) (7) وإنما عاب الله ذلك عليهم لأنهم كانوا يرون من الظلمة الذين بين
أظهرهم المنكر والفساد فلا ينهونهم عن ذلك رغبة فيما كانوا ينالون منهم ورهبة مما



(1) الكافي: 6 / 483 ح 7.
(2) الكافي: 8 / 23.
(3) سورة المنافقين: 8.
(4) سورة المؤمنين: 1 - 11.
(5) الخصال: 1 / 152 ح 187.
(6) سورة المائدة: 66.
(7) سورة المائدة: 81.
105
يحذرون والله يقول: (ولا تخشوا الناس واخشون) (1) وقال: (المؤمنون
والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) (2)
فبدأ الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة منه، لعلمه بأنها إذا أديت وأقيمت
استقامت الفرائض كلها هينها وصعبها وذلك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
دعاء إلى الإسلام مع رد المظالم ومخالفة الظالم وقسمة الفئ والغنائم وأخذ الصدقات
من مواضعها ووضعها في حقها، ثم أنتم أيها العصابة عصابة بالعلم مشهورة وبالخير
مذكورة وبالنصيحة معروفة وبالله في أنفس الناس مهابة يهابكم الشريف ويكرمكم
الضعيف ويؤثركم من لا فضل لكم عليه ولا يد لكم عنده، تشفعون في الحوائج إذا
امتنعت من طلابها وتمشون في الطريق بهيبة الملوك وكرامة الأكابر أليس كل ذلك إنما
نلتموه بما يرجى عندكم من القيام بحق الله وإن كنتم عن أكثر حقه تقصرون
فاستخففتم بحق الأئمة، فأما حق الضعفاء فضيعتم وأما حقكم بزعمكم فطلبتم...
الحديث (3).
[13637] 8 - السيد علي بن موسى بن طاوس رفعه إلى المعصوم (عليه السلام) وقال: روي أنه
يقول عند تسريح لحيته: اللهم صل على محمد وآل محمد وألبسني جمالا في خلقك
وزينة في عبادك وحسن شعري وبشري ولا تبتليني بالنفاق، وارزقني المهابة بين
بريتك والرحمة من عبادك يا أرحم الراحمين (4).
[13638] 9 - الديلمي رفعه إلى الرضا (عليه السلام) أنه قال: الاسترسال بالأنس يذهب
المهابة (5).



(1) سورة المائدة: 47.
(2) سورة التوبة: 72.
(3) تحف العقول: 237.
(4) الأمان من أخطار الأسفار والأزمان: 37.
(5) أعلام الدين: 307.
106
[13639] 10 - المجلسي قال: وقد جاء في الخبر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): استحيوا من الله حق
الحياء، أعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، فإنه إذا تخيل الرؤية انبعث على
الحياء والتعظيم والمهابة (1).
يأتي في هذا المجال عنوان الهيبة في محلها إن شاء الله تعالى.



(1) بحار الأنوار: 69 / 279.
107
المؤاخاة
[13640] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عمرو بن عثمان، عن
محمد بن سالم رفعه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ينبغي للرجل المسلم أن يجتنب
مؤاخاة الكذاب فإنه يكذب حتى يجيئ بالصدق فلا يصدق (1).
[13641] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عمرو بن عثمان،
عن محمد بن سالم الكندي، عمن حدثه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين
صلوات الله عليه إذا صعد المنبر قال: ينبغي للمسلم أن يجتنب مؤاخاة ثلاثة: الماجن
والأحمق والكذاب، فأما الماجن فيزين لك فعله ويحب أن تكون مثله ولا يعينك على
أمر دينك ومعادك ومقارنته جفاء وقسوة ومدخله ومخرجه عليك عار، وأما الأحمق
فإنه لا يشير عليك بخير ولا يرجى لصرف السوء عنك ولو أجهد نفسه وربما أراد
منفعتك فضرك فموته خير من حياته وسكوته خير من نطقه وبعده خير من قربه،
وأما الكذاب فإنه لا يهنئك معه عيش، ينقل حديثك وينقل إليك الحديث، كلما أفنى
أحدوثة مطها بأخرى حتى أنه يحدث بالصدق فما يصدق ويغري بين الناس بالعداوة
فينبت السخائم في الصدور، فاتقوا الله وانظروا لأنفسكم (2).
[13642] 3 - الصدوق، عن المفسر بإسناده إلى أبي محمد العسكري (عليه السلام)، عن
آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لبعض أصحابه ذات يوم: يا عبد الله أحبب في



(1) الكافي: 2 / 341 ح 14.
(2) الكافي: 2 / 376 ح 6، و 2 / 639 ح 1.
108
الله وأبغض في الله ووال في الله وعاد في الله فإنه لا تنال ولاية الله إلا بذلك ولا يجد رجل
طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك وقد صارت مؤاخاة الناس
يومكم هذا أكثرها في الدنيا عليها يتوادون وعليها يتباغضون وذلك لا يغني عنهم من
الله شيئا.
فقال له: وكيف لي أن أعلم إني قد واليت وعاديت في الله عز وجل ومن ولي الله
حتى أواليه ومن عدوه حتى أعاديه؟ فأشار له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى علي (عليه السلام) فقال:
أترى هذا؟ فقال: بلى، قال: ولي هذا ولي الله فواله وعدو هذا عدو الله فعاده، وال
ولي هذا ولو أنه قاتل أبيك وولدك وعاد عدو هذا ولو أنه أبوك وولدك (1).
[13643] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن أبيه، عن النضر، عن
درست، عن ابن أبي يعفور قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ثلاث لا يطيقهن الناس:
الصفح عن الناس، ومؤاخاة الأخ أخاه في ماله، وذكر الله كثيرا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13644] 5 - المفيد رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: جمع خير الدنيا والآخرة في
كتمان السر ومصادقة الأخيار، وجمع الشر في الإذاعة ومؤاخاة الأشرار (3).
[13645] 6 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: عليك بمؤاخاة من حذرك
ونهاك فإنه ينجدك ويرشدك (4).
ينجدك: أي يرفعك.



(1) أمالي الصدوق: المجلس الثالث ح 7 / 61 الرقم 21، وصفات الشيعة: 125 ح 65، وعلل الشرايع:
140 ح 1، ومعاني الأخبار: 399 ح 58، وعيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 291 ح 41.
(2) الخصال: 1 / 133 ح 142.
(3) الاختصاص: 218.
(4) غرر الحكم: ح 6191.
109
[13646] 7 - وعنه (عليه السلام): من كان ذا حفاظ ووفاء لم يعدم حسن الإخاء (1).
[13647] 8 - وعنه (عليه السلام): من أعظم الحمق مؤاخاة الفجار (2).
[13648] 9 - وعنه (عليه السلام): ما أقبح الخطيئة بعد الصلة والجفاء بعد الإخاء (3).
[13649] 10 - وعنه (عليه السلام): ما تواخى قوم على غير ذات الله سبحانه إلا كانت أخوتهم
عليهم (4).
قد مر منا عنوان الأخوة مفصلا في محلها.



(1) غرر الحكم: ح 8726.
(2) غرر الحكم: ح 9312.
(3) غرر الحكم: ح 9709.
(4) غرر الحكم: ح 9672.
110
المواساة
[13650] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) قلت: قوم عندهم فضول وبإخوانهم
حاجة شديدة وليس تسعهم الزكاة أيسعهم أن يشبعوا ويجوع إخوانهم فإن الزمان
شديد؟ فقال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحرمه فيحق على المسلمين
الإجتهاد فيه والتواصل والتعاون عليه والمواساة لأهل الحاجة والعطف منكم
يكونون على ما أمر الله فيهم (رحماء بينهم) (1) متراحمين (2).
الرواية موثقة سندا.
[13651] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سيد الأعمال إنصاف الناس من
نفسك، ومواساة الأخ في الله، وذكر الله عز وجل على كل حال (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13652] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن
عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) يريد
البصرة نزل بالربذة فأتاه رجل من محارب فقال: يا أمير المؤمنين إني تحملت في قومي



(1) سورة الفتح: 29.
(2) الكافي: 4 / 50 ح 16.
(3) الكافي: 2 / 145 ح 7.
111
حمالة وإني سألت في طوائف منهم المواساة والمعونة فسبقت إلي ألسنتهم بالنكد فمرهم
يا أمير المؤمنين بمعونتي وحثهم على مواساتي، فقال: أين هم؟ فقال: هؤلاء فريق
منهم حيث ترى، قال فنص راحلته فأدلفت كأنها ظليم فأدلف بعض أصحابه في
طلبها فلأيا بلأي ما لحقت فانتهى إلى القوم فسلم عليهم وسألهم ما يمنعهم من مواساة
صاحبهم فشكوه وشكاهم، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): وصل امرؤ عشيرته فإنهم أولى
ببره وذات يده ووصلت العشيرة أخاها إن عثر به دهر وأدبرت عنه دنيا فإن
المتواصلين المتباذلين مأجورون، وإن المتقاطعين المتدابرين موزورون [قال] ثم
بعث راحلته وقال: حل (1).
[13653] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
سيف، عن أبيه سيف، عن عبد الأعلى بن أعين قال: كتب [بعض] أصحابنا
يسألون أبا عبد الله (عليه السلام) عن أشياء وأمروني أن أسأله عن حق المسلم على أخيه
فسألته فلم يجبني فلما جئت لأودعه فقلت: سألتك فلم تجبني؟ فقال: إني أخاف أن
تكفروا، إن من أشد ما افترض الله على خلقه ثلاثا: إنصاف المرء من نفسه حتى
لا يرضى لأخيه من نفسه إلا بما يرضى لنفسه منه، ومواساة الأخ في المال، وذكر الله
على كل حال، ليس سبحان الله والحمد لله ولكن عند ما حرم الله عليه فيدعه (2).
[13654] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي أسامة قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما ابتلي المؤمن بشيء أشد عليه من خصال ثلاث يحرمها، قيل:
وما هن؟ قال: المواساة في ذات يده، والإنصاف من نفسه، وذكر الله كثيرا، أما إني
لا أقول سبحان الله والحمد لله [ولا إله إلا الله] ولكن ذكر الله عند ما أحل له وذكر الله



(1) الكافي: 2 / 153 ح 18.
(2) الكافي: 2 / 170 ح 3.
112
عند ما حرم عليه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13655] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور
ابن يونس، عن أبي المأمون الحارثي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما حق المؤمن على
المؤمن؟ قال: إن من حق المؤمن على المؤمن المودة له في صدره، والمواساة له في ماله،
والخلف له في أهله، والنصرة له على من ظلمه، وإن كان نافلة في المسلمين وكان
غائبا أخذ له بنصيبه، وإذا مات الزيارة إلى قبره، وأن لا يظلمه وأن لا يغشه وأن لا
يخونه وأن لا يخذله وأن لا يكذبه وأن لا يقول له أف وإذا قال له: أف، فليس بينهما
ولاية وإذا قال له: أنت عدوي، فقد كفر أحدهما وإذا اتهمه انماث الإيمان في قلبه كما
ينماث الملح في الماء (2).
[13656] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن أبي المغرا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا
يخونه ويحق على المسلمين الإجتهاد في التواصل والتعاون على التعاطف والمواساة
لأهل الحاجة وتعاطف بعضهم على بعض حتى تكونوا كما أمركم الله عز وجل (رحماء
بينكم) (3) متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من أمرهم على ما مضى عليه معشر
الأنصار على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13657] 8 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن أحمد



(1) الكافي: 2 / 145 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 171 ح 7.
(3) سورة الفتح: 29.
(4) الكافي: 2 / 174 ح 15.
113
ابن الحسن الميثمي، عن أبان بن عثمان، عن نعمان الرازي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
انهزم الناس يوم أحد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فغضب غضبا شديدا، قال: وكان إذا
غضب انحدر عن جبينيه مثل اللؤلؤ من العرق، قال: فنظر فإذا علي (عليه السلام) إلى جنبه
فقال له: ألحق ببني أبيك مع من انهزم عن رسول الله، فقال: يا رسول الله لي بك
أسوة؟ قال: فاكفني هؤلاء، فحمل فضرب أول من لقي منهم، فقال جبرئيل (عليه السلام): إن
هذه لهي المواساة يا محمد فقال: إنه مني وأنا منه، فقال جبرئيل (عليه السلام): وأنا منكما
يا محمد، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): فنظر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى جبرئيل (عليه السلام) على كرسي
من ذهب بين السماء والأرض وهو يقول: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي (1).
[13658] 9 - الصدوق بإسناده عن مسعدة بن صدقة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة من الله عز وجل عليه الإجلال له في عينه، والود
له في صدره، والمواساة له في ماله، وأن يحرم غيبته، وأن يعوده في مرضه، وأن يشيع
جنازته، وأن لا يقول فيه بعد موته إلا خيرا (2).
[13659] 10 - الصدوق، عن العطار، عن أبيه، عن البرقي، عن محمد بن علي
الكوفي، عن محمد بن سنان، عن عمر بن عبد العزيز، عن الخيبري، عن يونس بن
ظبيان، والمفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خصلتان من كانتا فيه وإلا
فاعزب ثم اعزب ثم اعزب، قيل: وما هما؟ قال: الصلاة في مواقيتها والمحافظة عليها
والمواساة (3).
[13660] 11 - الصدوق، عن ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن ابن
أبي عمير قال: قلت لأبي الحسن موسى (عليه السلام): أخبرني عن تختم أمير المؤمنين (عليه السلام)



(1) الكافي: 8 / 110 ح 90.
(2) الفقيه: 4 / 398 ح 5850.
(3) الخصال: 1 / 47 ح 50.
114
بيمينه لأي شيء كان؟ فقال: إنما كان يتختم بيمينه لأنه إمام أصحاب اليمين بعد
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد مدح الله عز وجل أصحاب اليمين وذم أصحاب الشمال، وقد كان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتختم بيمينه، وهو علامة لشيعتنا يعرفون به وبالمحافظة على أوقات
الصلاة وإيتاء الزكاة ومواساة الإخوان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13661] 12 - البرقي، عن محمد بن علي، عن محمد بن أسلم، عن الخطاب الكوفي،
ومصعب بن عبد الله الكوفي قالا: دخل سدير الصيرفي على أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده
جماعة من أصحابه فقال: يا سدير لا تزال شيعتنا مرعيين محفوظين مستورين
معصومين ما أحسنوا النظر لأنفسهم فيما بينهم وبين خالقهم وصحت نياتهم لأئمتهم
وبروا إخوانهم فعطفوا على ضعيفهم وتصدقوا على ذوي الفاقة منهم، إنا لا نأمر بظلم
ولكنا نأمركم بالورع الورع الورع والمواساة المواساة لإخوانكم فإن أولياء الله لم
يزالوا مستضعفين قليلين منذ خلق الله آدم (عليه السلام) (2).
[13662] 13 - الطوسي بإسناده عن ابن وهبان، عن محمد بن أحمد بن زكريا، عن
الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبي كهمس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قلت له: أي الأعمال هو أفضل بعد المعرفة؟ قال: ما من شيء بعد المعرفة يعدل
هذه الصلاة، ولا بعد المعرفة والصلاة شيء يعدل الزكاة، ولا بعد ذلك شيء يعدل
الصوم، ولا بعد ذلك شيء يعدل الحج، وفاتحة ذلك كله معرفتنا، وخاتمته معرفتنا،
ولا شيء بعد ذلك كبر الإخوان والمواساة ببذل الدينار والدرهم فإنهما حجران
ممسوخان، بهما امتحن الله خلقه بعد الذي عددت لك، وما رأيت شيئا أسرع غنى
ولا أنفى للفقر من إدمان حج هذا البيت، وصلاة فريضة تعدل عند الله ألف حجة



(1) علل الشرايع: 158 ح 1.
(2) المحاسن: 158.
115
وألف عمرة مبرورات متقبلات، والحجة عنده خير من بيت مملو ذهبا، لا بل خير
من ملء الدنيا ذهبا وفضة تنفقه في سبيل الله عز وجل، والذي بعث محمدا بالحق بشيرا
ونذيرا لقضاء حاجة إمرئ مسلم وتنفيس كربته أفضل من حجة وطواف وحجة
وطواف - حتى عقد عشرا - ثم خلا يده، وقال: اتقوا الله ولا تملوا من الخير ولا
تكسلوا فإن الله عز وجل ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) لغنيان عنكم وعن أعمالكم، وأنتم الفقراء إلى
الله عز وجل وإنما أراد الله عز وجل بلطفه سببا يدخلكم به الجنة (1).
[13663] 14 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الحسن بن علي (عليه السلام) أنه قال لبعض ولده:
يا بني لا تواخ أحدا حتى تعرف موارده ومصادره فإذا استنبطت الخبرة ورضيت
العشرة فآخه على إقالة العثرة والمواساة في العسرة (2).
[13664] 15 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال في وصيته
لابن جندب:... يا ابن جندب بلغ معاشر شيعتنا وقل لهم: لا تذهبن بكم المذاهب
فوالله لا تنال ولايتنا إلا بالورع والاجتهاد في الدنيا ومواساة الإخوان في الله وليس
من شيعتنا من يظلم الناس... الحديث (3).
[13665] 16 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: أخوك مواسيك في
الشدة (4).
[13666] 17 - وعنه (عليه السلام): أحسن الإحسان مواساة الإخوان (5).



(1) أمالي الطوسي: المجلس التاسع والثلاثون ح 21 / 694 الرقم 1478.
(2) تحف العقول: 233.
(3) تحف العقول: 303.
(4) غرر الحكم: ح 419.
(5) غرر الحكم: ح 3023.
116
[13667] 18 - وعنه (عليه السلام): إن مواساة الرفاق من كرم الأعراق (1).
[13668] 19 - وعنه (عليه السلام): ما حفظت الأخوة بمثل المواساة (2).
[13669] 20 - وعنه (عليه السلام): لا تعدن صديقا من لا يواسي بماله (3).



(1) غرر الحكم: ح 3405.
(2) غرر الحكم: ح 9578.
(3) غرر الحكم: ح 10276.
117
المواصلة
[13670] 1 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت، عن أبيه
بإسناده عن محمد بن عجلان قال: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل رجل فسلم
فسأله: كيف من خلفت من إخوانك؟ فأحسن الثناء وزكى وأطرى، فقال: كيف
عيادة أغنيائهم لفقرائهم؟ قال: قليلة، قال: فكيف مواصلة أغنيائهم لفقرائهم في
ذات أيديهم؟ فقال: إنك تذكر أخلاقا ما هي فيمن عندنا، قال: كيف يزعم هؤلاء
أنهم لنا شيعة؟! (1).
[13671] 2 - الصدوق، عن ابن البرقي، عن أبيه، عن جده، عن سليمان بن مقبل،
عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال:
من جالس لنا عائبا أو مدح لنا قاليا أو واصل لنا قاطعا أو قطع لنا
واصلا أو والى لنا عدوا أو عادى لنا وليا فقد كفر بالذي أنزل السبع المثاني
والقرآن العظيم (2).
[13672] 3 - الصدوق بإسناده عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال: يا جابر إنما
شيعة علي (عليه السلام) من لا يعدو صوته سمعه ولا شحناؤه بدنه، لا يمدح لنا قاليا ولا يواصل
لنا مبغضا ولا يجالس لنا عائبا، شيعة علي (عليه السلام) من لا يهر هرير الكلب ولا يطمع



(1) صفات الشيعة: 166.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الثالث عشر ح 7 / 111 الرقم 87.
118
طمع الغراب، ولا يسأل الناس وان مات جوعا، أولئك الخفيضة عيشهم المنتقلة
ديارهم، إن شهدوا لم يعرفوا وإن غابوا لم يفتقدوا وإن مرضوا لم يعادوا وإن
ماتوا لم يشهدوا في قبورهم يتزاورون، قلت: وأين أطلب هؤلاء؟ قال: في
أطراف الأرض بين الأسواق وهو قول الله عز وجل: (أذلة على المؤمنين أعزة على
الكافرين) (1) (2).
[13673] 4 - أبو علي محمد بن همام الإسكافي رفعه عن مهزم الأسدي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه ولا شحمة أذنة ولا يمتدح بنا
معلنا ولا يواصل لنا مبغضا ولا يخاصم لنا وليا ولا يجالس لنا عائبا، قال: قلت:
فكيف أصنع بهؤلاء المتشيعة؟ قال: فيهم التمحيص وفيهم التمييز وفيهم التبديل تأتي
عليهم سنون تفنيهم وطاعون يقتلهم واختلاف يبددهم.
شيعتنا من لا يهر هرير الكلب ولا يطمع طمع الغراب ولا يسأل وإن مات جوعا،
قلت: فأين أطلب هؤلاء؟ قال: أطلبهم في أطراف الأرض أولئك الخفيض عيشهم
المنتقل دارهم، إذا شهدوا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفتقدوا وإن مرضوا لم يعاودوا وإن
خطبوا لم يزوجوا وإن رأوا منكرا ينكروا وإن يخاطبهم الجاهل سلموا وإن لجأ إليهم
ذو حاجة منهم رحموا وعند الموت هم لا يحزنون وفي القبور يتزاورون، لم تختلف
قلوبهم وإن رأيتهم اختلف بهم البلدان (3).
[13674] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في توصيف العلماء:...
واعلموا إن عباد الله المستحفظين علمه يصونون مصونه ويفجرون عيونه يتواصلون
بالولاية ويتلاقون بالمحبة ويتساقون بكأس روية ويصدرون برية لا تشوبهم الريبة



(1) سورة المائدة: 54.
(2) صفات الشيعة: 169.
(3) التمحيص: 70 ح 169.
119
ولا تسرع فيهم الغيبة على ذلك عقد خلقهم وأخلاقهم فعليه يتحابون وبه يتواصلون
فكانوا كتفاضل البذر ينتقى فيؤخذ منه ويلقى، قد ميزه التخليص وهذبه
التمحيص... الحديث (1).
[13675] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في وصيته للحسن
والحسين (عليهما السلام) لما ضربه ابن ملجم لعنه الله:... وعليكم بالتواصل والتباذل وإياكم
والتدابر والتقاطع... الحديث (2).
[13676] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:... واعلموا عباد الله أنكم
وما أنتم فيه من هذه الدنيا على سبيل من قد مضى قبلكم ممن كان أطول منكم أعمارا
وأعمر ديارا وأبعد آثارا أصبحت أصواتهم هامدة ورياحهم راكدة وأجسادهم بالية
وديارهم خالية وآثارهم عافية، فاستبدلوا بالقصور المشيدة والنمارق الممهدة،
الصخور والأحجار المسندة والقبور اللاطئة الملحدة التي قد بني على الخراب فناؤها
وشيد بالتراب بناؤها فمحلها مقترب وساكنها مغترب بين أهل محلة موحشين وأهل
فراغ متشاغلين لا يستأنسون بالأوطان ولا يتواصلون تواصل الجيران، على ما
بينهم من قرب الجوار ودنو الدار وكيف يكون بينهم تزاور وقد طحنهم بكلكله البلى
وأكلتهم الجنادل والثرى، وكأن قد صرتم إلى ما صاروا إليه وارتهنكم ذلك المضجع
وضمكم ذلك المستودع، فكيف بكم لو تناهت بكم الأمور وبعثرت القبور (هنالك
تبلو كل نفس ما أسلفت وردوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا
يفترون) (3) (4).



(1) نهج البلاغة: الخطبة 214.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 47.
(3) سورة يونس: 30.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 226.
120
[13677] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: مواصلة الأفاضل
توجب السمو (1).
[13678] 9 - وعنه (عليه السلام): رب مواصلة أدت إلى تثقيل (2).
[13679] 10 - وعنه (عليه السلام): رب مواصلة خير منها القطيعة (3).



(1) غرر الحكم: ح 9773.
(2) غرر الحكم: ح 5350.
(3) غرر الحكم: ح 5341.
121
المواظبة
[13680] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
الهيثم بن واقد، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على
رجل من أصحابه وهو يجود بنفسه فقال: يا ملك الموت إرفق بصاحبي فإنه مؤمن،
فقال: ابشر يا محمد فإني بكل مؤمن رفيق واعلم يا محمد إني أقبض روح ابن آدم
فيجزع أهله فأقوم في ناحية من دارهم فأقول: ما هذا الجزع فوالله ما تعجلناه قبل
أجله وما كان لنا في قبضه من ذنب فإن تحتسبوا وتصبروا تؤجروا وإن تجزعوا تأثموا
وتوزروا، واعلموا أن لنا فيكم عودة ثم عودة فالحذر الحذر إنه ليس في شرقها ولا في
غربها أهل بيت مدر ولا وبر إلا وأنا أتصفحهم في كل يوم خمس مرات ولأنا أعلم
بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم، ولو أردت قبض روح بعوضة ما قدرت عليها
حتى يأمرني ربي بها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنما يتصفحهم في مواقيت الصلاة فإن
كان ممن يواظب عليها عند مواقيتها لقنه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونحى عنه ملك الموت إبليس (1).
[13681] 2 - الصدوق بإسناده عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال:
من قال في وتره إذا أوتر: أستغفر الله ربي وأتوب إليه سبعين مرة وواظب على
ذلك حتى تمضي سنة كتبه الله عنده من المستغفرين بالأسحار ووجبت له الجنة



(1) الكافي: 3 / 136 ح 2.
122
والمغفرة من الله عز وجل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13682] 3 - الصدوق بإسناده عن عبد الله بن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
بم تعرف عدالة الرجل بين المسلمين حتى تقبل شهادته لهم وعليهم؟ فقال: أن
تعرفوه بالستر والعفاف وكف البطن والفرج واليد واللسان وتعرف باجتناب الكبائر
التي أوعد الله عز وجل عليها النار من شرب الخمور والزنا والربا وعقوق الوالدين والفرار
من الزحف وغير ذلك والدلالة على ذلك كله أن يكون ساترا لجميع عيوبه حتى يحرم
على المسلمين ما وراء ذلك من عثراته وعيوبه وتفتيش ما وراء ذلك ويجب عليهم
تزكيته وإظهار عدالته في الناس ويكون معه التعاهد للصلوات الخمس إذا واظب
عليهن وحفظ مواقيتهن بحضور جماعة من المسلمين وأن لا يتخلف عن جماعتهم في
مصلاهم إلا من علة فإذا كان كذلك لازما لمصلاه عند حضور الصلوات الخمس فإذا
سئل عنه في قبيلته ومحلته، قالوا: ما رأينا منه إلا خيرا مواظبا على الصلوات
متعاهدا لأوقاتها في مصلاه، فإن ذلك يجيز شهادته وعدالته بين المسلمين وذلك أن
الصلاة ستر وكفارة للذنوب وليس يمكن الشهادة على الرجل بأنه يصلي إذا كان لا
يحضر مصلاه ويتعاهد جماعة المسلمين وإنما جعل الجماعة والاجتماع إلى الصلاة لكي
يعرف من يصلي ممن لا يصلي ومن يحفظ مواقيت الصلوات ممن يضيع، ولو لا ذلك لم
يمكن أحد أن يشهد على آخر بصلاح لأن من لا يصلي لا صلاح له بين المسلمين، فإن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هم بأن يحرق قوما في منازلهم لتركهم الحضور لجماعة المسلمين وقد
كان منهم من يصلي في بيته فلم يقبل منه ذلك، وكيف تقبل شهادة أو عدالة بين
المسلمين ممن جرى الحكم من الله عز وجل ومن رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه الحرق في جوف بيته



(1) الفقيه: 1 / 489 ح 1405.
123
بالنهار، وقد كان يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا صلاة لمن لا يصلي في المسجد مع
المسلمين إلا من علة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13683] 4 - الطوسي بإسناده عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن
بشير، عن ذريح المحاربي قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): صل الجمعة بأذان هؤلاء
فإنهم أشد شيء مواظبة على الوقت (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13684] 5 - السيد فضل الله الراوندي بإسناده عن موسى بن جعفر (عليه السلام)، عن
آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا رسول الله ما الذي
يباعد الشيطان منا؟ قال: الصوم لله يسود وجهه، والصدقة تكسر ظهره، والحب في
الله تعالى، والمواظبة على العمل الصالح يقطع دابره، والاستغفار يقطع وتينه (3).



(1) الفقيه: 3 / 38 ح 3280.
(2) التهذيب: 2 / 284 ح 38.
(3) النوادر: 135 ح 175.
124
المؤاكلة
[13685] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان،
عن عيص بن القاسم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن مؤاكلة اليهودي والنصراني
والمجوسي؟ قال: فقال: إن كان من طعامك فتوضأ فلا بأس به (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13686] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن يعقوب
ابن يزيد، عن علي بن جعفر، عن أخيه أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: سألته عن مؤاكلة
المجوسي في قصعة واحدة وأرقد معه على فراش واحد وأصافحه؟ قال: لا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13687] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوم مسلمين يأكلون
وحضرهم رجل مجوسي أيدعونه إلى طعامهم؟ فقال: أما أنا فلا أؤاكل المجوسي
وأكره أن أحرم عليكم شيئا تصنعونه في بلادكم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13688] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن



(1) الكافي: 6 / 263 ح 3.
(2) الكافي: 6 / 264 ح 7.
(3) الكافي: 6 / 263 ح 4.
125
الحكم، عن معاوية بن وهب، عن زكريا بن إبراهيم قال: كنت نصرانيا فأسلمت
فقلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن أهل بيتي على دين النصرانية فأكون معهم في بيت واحد
وآكل من آنيتهم؟ فقال لي (عليه السلام): أيأكلون لحم الخنزير؟ قلت: لا، قال: لا بأس (1).
[13689] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن آنية أهل الذمة
والمجوس؟ فقال: لا تأكلوا في آنيتهم ولا من طعامهم الذي يطبخون ولا في آنيتهم التي
يشربون فيها الخمر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13690] 6 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
صفوان بن يحيى، عن إسماعيل بن جابر قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما تقول في
طعام أهل الكتاب؟ فقال: لا تأكله، ثم سكت هنيئة ثم قال: لا تأكله، ثم سكت
هنيئة ثم قال: لا تأكله ولا تتركه تقول: إنه حرام ولكن تتركه تنزها عنه، إن في
آنيتهم الخمر ولحم الخنزير (3).
الرواية صحيحة الإسناد. وشاهد للجمع بين الروايات الواردة في المقام.
[13691] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران،
عن محمد بن زياد، عن هارون بن خارجة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني أخالط
المجوسي فآكل من طعامهم؟ فقال: لا (4).
[13692] 8 - الصدوق بإسناده عن العيص بن القاسم أنه سأل الصادق (عليه السلام) عن مؤاكلة



(1) الكافي: 6 / 264 ح 10.
(2) الكافي: 6 / 264 ح 5.
(3) الكافي: 6 / 264 ح 9.
(4) الكافي: 6 / 264 ح 8.
126
اليهودي والنصراني؟ فقال: لا بأس إذا كان من طعامك، وسأله عن مؤاكلة
المجوسي؟ فقال: إذا توضأ فلا بأس (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13693] 9 - الصدوق بإسناده عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام)
قال: سألته عن آنية أهل الذمة؟ فقال: لا تأكلوا في آنيتهم إذا كانوا يأكلون فيها
الميتة والدم ولحم الخنزير (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13694] 10 - البرقي، عن أبيه، عن صفوان، عن العيص قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)
عن مؤاكلة اليهودي والنصراني والمجوسي فآكل من طعامهم؟ قال: لا (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
وفي هذا المجال راجع الكافي: 6 / 263، والفقيه: 3 / 347، والتهذيب: 9 / 87
وغيرها من كتب الأخبار.



(1) الفقيه: 3 / 348 ح 4222.
(2) الفقيه: 3 / 348 ح 4223.
(3) المحاسن: 453.
127
الموت
[13695] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن
أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كنت عند أبي في اليوم الذي
قبض فيه فأوصاني بأشياء في غسله وفي كفنه وفي دخوله قبره، فقلت: يا أباه والله
ما رأيتك منذ اشتكيت أحسن منك اليوم ما رأيت عليك أثر الموت، فقال: يا بني أما
سمعت علي بن الحسين (عليه السلام) ينادي من وراء الجدار: يا محمد تعال عجل (1).
[13696] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عمر بن
عبد العزيز، عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من كسا أخاه كسوة شتاء
أو صيف كان حقا على الله أن يكسوه من ثياب الجنة وأن يهون عليه سكرات الموت
وأن يوسع عليه في قبره وأن يلقى الملائكة إذا خرج من قبره بالبشرى وهو قول
الله عز وجل في كتابه: (وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون) (2) (3).
[13697] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان،
عن ابن مسكان، عن منصور الصيقل، والمعلى بن خنيس قالا: سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله عز وجل: ما ترددت في شيء أنا فاعله كترددي في
موت عبدي المؤمن إنني لأحب لقاءه ويكره الموت فأصرفه عنه وإنه ليدعوني



(1) الكافي: 1 / 260 ح 7.
(2) سورة الأنبياء: 103.
(3) الكافي: 2 / 204 ح 1.
128
فأجيبه وإنه ليسألني فاعطيه ولو لم يكن في الدنيا إلا واحد من عبيدي مؤمن
لاستغنيت به عن جميع خلقي ولجعلت له من إيمانه أنسا لا يستوحش إلى أحد (1).
[13698] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس رفعه
قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا وجع أوجع للقلوب من الذنوب ولا خوف أشد من
الموت وكفى بما سلف تفكرا وكفى بالموت واعظا (2).
[13699] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وأبي علي
الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار جميعا، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن
حماد بن بشير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله عز وجل:
من أهان لي وليا فقد أرصد لمحاربتي وما تقرب إلي عبد بشيء أحب إلي مما افترضت
عليه وإنه ليتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره
الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به ويده التي يبطش بها، إن دعاني أجبته وإن
سألني أعطيته وما ترددت عن شيء أنا فاعله كترددي عن موت المؤمن، يكره الموت
وأكره مساءته (3).
[13700] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
إسماعيل بن مهران، عن أبي سعيد القماط، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: لما أسري بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: يا رب ما حال المؤمن عندك؟ قال: يا محمد من
أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وأنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي وما ترددت عن
شيء أنا فاعله كترددي عن وفاة المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته، وإن من عبادي
المؤمنين من لا يصلحه إلا الغنى ولو صرفته إلى غير ذلك لهلك، وإن من عبادي



(1) الكافي: 2 / 246 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 275 ح 28.
(3) الكافي: 2 / 352 ح 7.
129
المؤمنين من لا يصلحه إلا الفقر ولو صرفته إلى غير ذلك لهلك، وما يتقرب إلي عبد
من عبادي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وإنه ليتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه
فإذا أحببته كنت إذا سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به
ويده التي يبطش بها إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13701] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن حمزة بن حمران، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: إن الله عز وجل إذا كان من أمره أن يكرم عبدا وله ذنب ابتلاه بالسقم، فإن لم يفعل
ذلك له ابتلاه بالحاجة، فإن لم يفعل به ذلك شدد عليه الموت ليكافيه بذلك الذنب،
قال: وإذا كان من أمره أن يهين عبدا وله عنده حسنة صحح بدنه، فإن لم يفعل به
ذلك وسع عليه في رزقه، فإن هو لم يفعل ذلك به هون عليه الموت ليكافيه بتلك
الحسنة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13702] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابه، عن
الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن واصل، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: جاء رجل إلى أبي ذر فقال: يا أبا ذر ما لنا نكره الموت؟ فقال: لأنكم عمرتم
الدنيا وأخربتم الآخرة فتكرهون أن تنقلوا من عمران إلى خراب، فقال له: فكيف
ترى قدومنا على الله؟ فقال: أما المحسن منكم فكالغائب يقدم على أهله، وأما
المسئ منكم فكالآبق يرد على مولاه، قال: فكيف ترى حالنا عند الله؟ قال:
اعرضوا أعمالكم على الكتاب إن الله يقول: (إن الأبرار لفي نعيم * وإن الفجار لفي



(1) الكافي: 2 / 352 ح 8.
(2) الكافي: 2 / 444 ح 1.
130
جحيم) (1) قال: فقال الرجل: فأين رحمة الله؟ قال: رحمة الله قريب من المحسنين.
قال أبو عبد الله (عليه السلام): وكتب رجل إلى أبي ذر (رضي الله عنه): يا أبا ذر أطرفني بشيء من
العلم، فكتب إليه: إن العلم كثير ولكن إن قدرت أن لا تسيء إلى من تحبه فافعل،
قال: فقال له الرجل: وهل رأيت أحدا يسيء إلى من يحبه؟ فقال له: نعم، نفسك
أحب الأنفس إليك فإذا أنت عصيت الله فقد أسأت إليها (2).
[13703] 9 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، ومحمد بن
إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن
الحجاج قال: كان أبو عبد الله (عليه السلام) إذا أقام آخر الليل يرفع صوته حتى يسمع أهل
الدار ويقول: «اللهم أعني على هول المطلع ووسع علي ضيق المضجع وارزقني خير ما
قبل الموت وارزقني خير ما بعد الموت» (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13704] 10 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن محمد
ابن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، وحفص بن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنكم
تلقنون موتاكم عند الموت لا إله إلا الله، ونحن نلقن موتانا محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13705] 11 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن
زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا أدركت الرجل عند النزع فلقنه كلمات الفرج
«لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السماوات
السبع ورب الأرضين السبع وما فيهن وما بينهن وما تحتهن ورب العرش العظيم



(1) سورة الانفطار: 13 و 14.
(2) الكافي: 2 / 458 ح 20.
(3) الكافي: 2 / 538 ح 13.
(4) الكافي: 3 / 122 ح 2.
131
والحمد لله رب العالمين» قال: فقال أبو جعفر (عليه السلام): لو أدركت عكرمة عند الموت
لنفعته، فقيل لأبي عبد الله (عليه السلام): بماذا كان ينفعه؟ قال: يلقنه ما أنتم عليه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13706] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن
سعيد، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: كنا عنده، وعنده حمران إذ دخل عليه مولى له فقال: جعلت فداك هذا عكرمة
في الموت وكان يرى رأي الخوارج وكان منقطعا إلى أبي جعفر (عليه السلام)، فقال لنا
أبو جعفر (عليه السلام): انظروني حتى أرجع إليكم، فقلنا: نعم، فما لبث أن رجع فقال: أما
إني لو أدركت عكرمة قبل أن تقع النفس موقعها لعلمته كلمات ينتفع بها ولكني أدركته
وقد وقعت النفس موقعها، قلت: جعلت فداك وما ذاك الكلام؟ قال: هو والله ما أنتم
عليه فلقنوا موتاكم عند الموت شهادة أن لا إله إلا الله والولاية (2).
[13707] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن
محمد الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان
أمير المؤمنين (عليه السلام) إذا حضر أحد من أهل بيته الموت قال له: قل: «لا إله إلا الله العلي
العظيم سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما بينهما ورب العرش
العظيم والحمد لله رب العالمين» فإذا قالها المريض، قال: اذهب فليس عليك
بأس (3).
[13708] 14 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان،
عن عمار بن مروان قال: حدثني من سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: منكم والله يقبل ولكم



(1) الكافي: 3 / 122 ح 3.
(2) الكافي: 3 / 123 ح 5.
(3) الكافي: 3 / 124 ح 7.
132
والله يغفر، إنه ليس بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى السرور وقرة العين إلا أن
تبلغ نفسه ههنا - وأومأ بيده إلى حلقه - ثم قال: إنه إذا كان ذلك واحتضر
حضره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام) وجبرئيل وملك الموت (عليهما السلام) فيدنو منه علي (عليه السلام)
فيقول: يا رسول الله إن هذا كان يحبنا أهل البيت فأحبه، ويقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
يا جبرئيل إن هذا كان يحب الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأحبه، ويقول جبرئيل
لملك الموت: إن هذا كان يحب الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأحبه وارفق به، فيدنو
منه ملك الموت فيقول: يا عبد الله أخذت فكاك رقبتك أخذت أمان براءتك تمسكت
بالعصمة الكبرى في الحياة الدنيا؟ قال: فيوفقه الله عز وجل فيقول: نعم، فيقول: وما
ذلك؟ فيقول: ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فيقول: صدقت أما الذي كنت تحذره
فقد آمنك الله منه وأما الذي كنت ترجوه فقد أدركته، ابشر بالسلف الصالح مرافقة
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي وفاطمة (عليهما السلام) ثم يسل نفسه سلا رفيقا.
ثم ينزل بكفنه من الجنة وحنوطه من الجنة بمسك أذفر، فيكفن بذلك الكفن
ويحنط بذلك الحنوط ثم يكسى حلة صفراء من حلل الجنة، فإذا وضع في قبره فتح له
باب من أبواب الجنة يدخل عليه من روحها وريحانها، ثم يفسح له عن أمامه مسيرة
شهر وعن يمينه وعن يساره، ثم يقال له: نم نومة العروس على فراشها، أبشر بروح
وريحان وجنة نعيم ورب غير غضبان، ثم يزور آل محمد في جنان رضوى فيأكل
معهم من طعامهم ويشرب من شرابهم ويتحدث معهم في مجالسهم حتى يقوم قائمنا
أهل البيت فإذا قام قائمنا بعثهم الله فاقبلوا معه يلبون زمرا زمرا فعند ذلك يرتاب
المبطلون ويضمحل المحلون وقليل ما يكونون، هلكت المحاضير ونجى المقربون من
أجل ذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): أنت أخي وميعاد ما بيني وبينك وادي
السلام.
قال: وإذا احتضر الكافر حضره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام) وجبرئيل (عليه السلام) وملك
الموت (عليه السلام) فيدنو منه علي (عليه السلام) فيقول: يا رسول الله إن هذا كان يبغضنا أهل البيت

133
فأبغضه، ويقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا جبرئيل إن هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل
بيت رسوله فأبغضه، فيقول جبرئيل: يا ملك الموت إن هذا كان يبغض الله ورسوله
وأهل بيت رسوله فأبغضه وأعنف عليه، فيدنو منه ملك الموت فيقول: يا عبد الله
أخذت فكاك رهانك، أخذت أمان براءتك تمسكت بالعصمة الكبرى في الحياة
الدنيا؟ فيقول: لا، فيقول: أبشر يا عدو الله بسخط الله عز وجل وعذابه والنار، أما الذي
كنت تحذره فقد نزل بك، ثم يسل نفسه سلا عنيفا ثم يوكل بروحه ثلاثمائة شيطان
كلهم يبزق في وجهه ويتأذى بروحه، فإذا وضع في قبره فتح له باب من أبواب النار
فيدخل عليه من قيحها ولهبها (1).
[13709] 15 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن سعيد بن يسار أنه حضر أحد ابني سابور
وكان لهما فضل وورع وإخبات فمرض أحدهما وما أحسبه إلا زكريا بن سابور، قال:
فحضرته عند موته فبسط يده ثم قال: ابيضت يدي يا علي، قال: فدخلت على
أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده محمد بن مسلم قال: فلما قمت من عنده ظننت أن محمدا يخبره
بخبر الرجل فأتبعني برسول فرجعت إليه فقال: أخبرني عن هذا الرجل الذي
حضرته عند الموت أي شيء سمعته يقول؟ قال: قلت: بسط يده ثم قال: ابيضت
يدي يا علي، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): والله رآه والله رآه والله رآه (2).
الرواية معتبرة الإسناد. وقال النجاشي: «بسطام بن سابور الزيات، أبو الحسين
الواسطي مولى ثقة وإخوته زكريا وزياد وحفص ثقات كلهم رووا عن أبي عبد الله
وأبي الحسن (عليهما السلام) (3)



(1) الكافي: 3 / 131 ح 4.
(2) الكافي: 3 / 130 ح 3.
(3) رجال النجاشي: 80 طبع الحجري.
134
[13710] 16 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن معاوية بن وهب، عن يحيى بن سابور قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: في
الميت تدمع عينه عند الموت، فقال: ذلك عند معاينة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيرى ما يسره
ثم قال: أما ترى الرجل يرى ما يسره وما يحب فتدمع عينه لذلك ويضحك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13711] 17 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب،
عن عبد العزيز العبدي، عن ابن أبي يعفور قال: كان خطاب الجهني خليطا لنا وكان
شديد النصب لآل محمد (عليهم السلام) وكان يصحب نجدة الحرورية قال: فدخلت عليه أعوده
للخلطة والتقية فإذا هو مغمى عليه في حد الموت فسمعته يقول: ما لي ولك يا علي،
فأخبرت بذلك أبا عبد الله (عليه السلام) فقال أبو عبد الله (عليه السلام): رآه ورب الكعبة رآه ورب
الكعبة (2).
[13712] 18 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن علي، عن
محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن آية المؤمن إذا
حضره الموت يبيض وجهه أشد من بياض لونه ويرشح جبينه ويسيل من عينيه
كهيئة الدموع فيكون ذلك خروج نفسه، وإن الكافر تخرج نفسه سلا من شدقه كزبد
البعير أو كما تخرج نفس البعير (3).
[13713] 19 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد،
والحسين بن سعيد جميعا، عن القاسم بن محمد، عن عبد الصمد بن بشير، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: أصلحك الله من أحب لقاء الله أحب الله



(1) الكافي: 3 / 133 ح 6.
(2) الكافي: 3 / 133 ح 9.
(3) الكافي: 3 / 134 ح 11.
135
لقاءه، ومن أبغض لقاء الله أبغض الله لقاءه؟ قال: نعم، قلت: فوالله إنا لنكره الموت،
فقال: ليس ذلك حيث تذهب إنما ذلك عند المعاينة إذا رأى ما يحب فليس شيء أحب
إليه من أن يتقدم والله تعالى يحب لقاءه وهو يحب لقاء الله حينئذ، وإذا رأى ما يكره
فليس شيء أبغض إليه من لقاء الله والله يبغض لقاءه (1).
[13714] 20 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن فضال،
عن علي بن عقبة، عن أبيه قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا عقبة لا يقبل الله من
العباد يوم القيامة إلا هذا الأمر الذي أنتم عليه وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به
عينه إلا أن تبلغ نفسه إلى هذه - ثم أهوى بيده إلى الوريد - ثم اتكأ وكان معي المعلى
فغمزني أن أسأله، فقلت: يا ابن رسول الله فإذا بلغت نفسه هذه أي شيء يرى؟
فقلت له: بضع عشرة مرة: أي شيء؟ فقال في كلها: يرى، ولا يزيد عليها ثم جلس
في آخرها فقال: يا عقبة، فقلت: لبيك وسعديك فقال: أبيت إلا أن تعلم؟ فقلت:
نعم يا ابن رسول الله إنما ديني مع دينك فإذا ذهب ديني كان ذلك كيف لي بك
يا ابن رسول الله كل ساعة وبكيت فزق لي؟ فقال: يراهما والله، فقلت: بأبي وأمي
من هما؟ قال: ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام)، يا عقبة لن تموت نفس مؤمنة أبدا
حتى تراهما، قلت: فإذا نظر إليهما المؤمن أيرجع إلى الدنيا؟ فقال: لا يمضي أمامه
إذا نظر اليهما مضى أمامه، فقلت له: يقولان شيئا؟ قال: نعم يدخلان جميعا
على المؤمن فيجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عند رأسه وعلي (عليه السلام) عند رجليه فيكب عليه
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقول: يا ولي الله أبشر أنا رسول الله إني خير لك مما تركت من
الدنيا، ثم ينهض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقوم علي (عليه السلام) حتى يكب عليه فيقول: يا ولي الله
أبشر أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحبه أما لأنفعنك، ثم قال: إن هذا في كتاب
الله عز وجل، قلت: أين جعلني الله فداك هذا من كتاب الله؟ قال: في يونس قول الله عز وجل



(1) الكافي: 3 / 134 ح 12.
136
ههنا: (الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا
تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم) (1) (2).
[13715] 21 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
خالد بن عمارة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا حيل بينه وبين الكلام
أتاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن شاء الله فجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن يمينه والآخر عن
يساره فيقول له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أما ما كنت ترجو فهو ذا أمامك وأما ما كنت تخاف
منه فقد أمنت منه، ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقول: هذا منزلك من الجنة فإن شئت
رددناك إلى الدنيا ولك فيها ذهب وفضة فيقول: لا حاجة لي في الدنيا فعند ذلك
يبيض لونه ويرشح جبينه وتقلص شفتاه وتنتشر منخراه وتدمع عينه اليسرى فأي
هذه العلامات رأيت فاكتف بها، فإذا خرجت النفس من الجسد فيعرض عليها كما
عرض عليه وهي في الجسد فتختار الآخرة فتغسله فيمن يغسله وتقلبه فيمن يقلبه
فإذا أدرج في أكفانه ووضع على سريره خرجت روحه تمشي بين أيدي القوم قدما
وتلقاه أرواح المؤمنين يسلمون عليه ويبشرونه بما أعد الله له جل ثناؤه من النعيم فإذا
وضع في قبره رد إليه الروح إلى وركيه ثم يسأل عما يعلم فإذا جاء بما يعلم فتح له ذلك
الباب الذي أراه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيدخل عليه من نورها وضوئها وبردها وطيب
ريحها.
قال: قلت: جعلت فداك فأين ضغطة القبر؟ فقال: هيهات ما على المؤمنين منها
شيء والله إن هذه الأرض لتفتخر على هذه، فيقول: وطأ على ظهري مؤمن ولم يطأ
على ظهرك مؤمن وتقول له الأرض: والله لقد كنت أحبك وأنت تمشي على ظهري
فأما إذا وليتك فستعلم ماذا أصنع بك، فتفسح له مد بصره (3).



(1) سورة يونس: 63 و 64.
(2) الكافي: 3 / 128 ح 1.
(3) الكافي: 3 / 129 ح 2.
137
الضمير في «بينه» يرجع إلى المحتضر، الرشح: العرق. قلص الشفتين:
اترواؤهما. وقال الفيض (قدس سره): «كنى بمن شاء الله عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وإنما لم
يصرح بإسمه (عليه السلام) كتمانا على المخالفين المنكرين» (1).
[13716] 22 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن عبد الرحيم قال: قلت
لأبي جعفر (عليه السلام): حدثني صالح بن ميثم عن عباية الأسدي أنه سمع عليا (عليه السلام) يقول:
والله لا يبغضني عبد أبدا يموت على بغضي إلا رآني عند موته حيث يكره ولا يحبني
عبد أبدا فيموت على حبي إلا رآني عند موته حيث يحب، فقال أبو جعفر (عليه السلام): نعم
ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) باليمين (2).
الرواية حسنة سندا.
[13717] 23 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن غير واحد،
عن أبان بن عثمان، عن عقبة أنه سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الرجل إذا وقعت نفسه
في صدره يرى، قلت: جعلت فداك وما يرى؟ قال: يرى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقول له
رسول الله: أنا رسول الله أبشر، ثم يرى علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيقول: أنا علي بن أبي
طالب الذي كنت تحبه تحب أن أنفعك اليوم، قال: قلت له: أيكون أحد من الناس
يرى هذا ثم يرجع إلى الدنيا؟ قال: قال: لا إذا رأى هذا أبدا مات وأعظم ذلك قال:
وذلك في القرآن قول الله عز وجل: (الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في
الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله) (3) (4).
قال الفيض (قدس سره): «أبدا مات: أي مات موتا دائما لا رجعة بعده أو المعنى ما رأى هذا



(1) الوافي: 24 / 250.
(2) الكافي: 3 / 132 ح 5.
(3) سورة يونس: 63 و 64.
(4) الكافي: 3 / 133 ح 8.
138
قط إلا مات. وأعظم ذلك: أي عدل سؤالي عظيما» (1).
[13718] 24 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان،
عن جارود بن المنذر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا بلغت نفس أحدكم هذه
- وأومأ بيده إلى حلقه - قرت عينه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13719] 25 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان
ابن يحيى، عن أبي المستهل، عن محمد بن حنظلة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
جعلت فداك حديث سمعته من بعض شيعتك ومواليك يرويه عن أبيك، قال: وما
هو؟ قلت: زعموا أنه كان يقول أغبط ما يكون امرء بما نحن عليه إذا كانت النفس في
هذه، فقال: نعم إذا كان ذلك أتاه نبي الله وأتاه علي وأتاه جبرئيل وأتاه ملك
الموت (عليهم السلام) فيقول ذلك الملك لعلي (عليه السلام): يا علي إن فلانا كان مواليا لك ولأهل بيتك؟
فيقول: نعم كان يتولانا ويتبرء من عدونا، فيقول ذلك نبي الله لجبرئيل فيرفع ذلك
جبرئيل إلى الله عز وجل (3).
[13720] 26 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد،
عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن سليمان بن داود، عن أبي بصير قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): قوله عز وجل (فلولا إذا بلغت الحلقوم) إلى قوله (إن كنتم
صادقين) (4) فقال: إنها إذا بلغت الحلقوم ثم أري منزله من الجنة فيقول: ردوني إلى
الدنيا حتى أخبر أهلي بما أرى، فيقال له: ليس إلى ذلك سبيل (5).



(1) الوافي: 24 / 255.
(2) الكافي: 3 / 135 ح 14.
(3) الكافي: 3 / 134 ح 13.
(4) سورة الواقعة: 82 - 87.
(5) الكافي: 3 / 135 ح 15.
139
الرواية معتبرة الإسناد.
[13721] 27 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن
معاوية بن عمار، عن ناحية قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): إن المؤمن يبتلي بكل بلية
ويموت بكل ميتة إلا أنه لا يقتل نفسه (1).
الرواية حسنة سندا.
[13722] 28 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن وهيب بن
حفص، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن ميتة المؤمن، فقال: يموت
المؤمن بكل ميتة، يموت غرقا ويموت بالهدم ويبتلي بالسبع ويموت بالصاعقة ولا
تصيب ذاكر الله تعالى (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13723] 29 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سنان،
عن عثمان النوا، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل يبتلي المؤمن بكل بلية
ويميته بكل ميتة ولا يبتليه بذهاب عقله، أما ترى أيوب (عليه السلام) كيف سلط إبليس على
ماله وولده وعلى أهله وعلى كل شيء منه ولم يسلطه على عقله، ترك له ما يوحد
الله عز وجل به (3).
[13724] 30 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد
ابن أبي نصر، والحسن بن محبوب، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن موت الفجأة تخفيف عن المؤمن وأخذة أسف عن
الكافر (4).



(1) الكافي: 3 / 112 ح 8.
(2) الكافي: 3 / 112 ح 9.
(3) الكافي: 3 / 112 ح 10.
(4) الكافي: 3 / 112 ح 5.
140
[13725] 31 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: إن ولي علي (عليه السلام) يراه في ثلاثة
مواطن حيث يسره: عند الموت وعند الصراط وعند الحوض (1).
[13726] 32 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: موت الغريب شهادة (2).
[13727] 33 - الصدوق، عن المفسر، عن أحمد بن الحسن الحسيني، عن أبي محمد
العسكري (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قيل للصادق (عليه السلام): صف لنا الموت، قال (عليه السلام):
للمؤمن كأطيب ريح يشمه فينعس لطيبه وينقطع التعب والألم كله عنه، وللكافر
كلسع الأفاعي ولدغ العقارب أو أشد، قيل: فإن قوما يقولون أنه أشد من نشر
بالمناشير وقرض بالمقاريض ورضخ بالأحجار وتدوير قطب الأرحية على
الأحداق، قال: كذلك هو على بعض الكافرين والفاجرين ألا ترون منهم من يعاين
تلك الشدائد؟ فذلكم الذي هو أشد من هذا الأمر عذاب الآخرة فإنه أشد من عذاب
الدنيا، قيل: فما بالنا نرى كافرا يسهل عليه النزع فينطفئ وهو يحدث ويضحك
ويتكلم؟ وفي المؤمنين أيضا من يكون كذلك وفي المؤمنين والكافرين من يقاسي عند
سكرات الموت هذه الشدائد؟ فقال: ما كان من راحة للمؤمنين هناك فهو تعجيل
ثواب، وما كان من شديد فتمحيصه من ذنوبه ليرد الآخرة نقيا نظيفا مستحقا لثواب
الأبد لا مانع له دونه، وما كان من سهولة هناك على الكافر فليوفي أجر حسناته في
الدنيا ليرد الآخرة وليس له إلا ما يوجب عليه العذاب، وما كان من شدة على الكافر
هناك فهو ابتداء عذاب الله له [بعد نفاد حسناته] ذلكم بأن الله عدل لا يجور،
الحديث (3).
[13728] 34 - الصدوق، عن المفسر، عن أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن



(1) الفقيه: 1 / 137 ح 369.
(2) الفقيه: 1 / 139 ح 379.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 274 ح 9، معاني الأخبار: 287 ح 1.
141
ابن علي الناصري، عن أبيه، عن أبي جعفر الجواد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قيل
لأمير المؤمنين (عليه السلام) صف لنا الموت، فقال: على الخبير سقطتم هو أحد ثلاثة امور يرد
عليه: إما بشارة بنعيم الأبد وإما بشارة بعذاب الأبد وإما تحزين وتهويل وأمره مبهم
لا تدري من أي الفرق هو، فأما ولينا المطيع لأمرنا فهو المبشر بنعيم الأبد، وأما
عدونا المخالف علينا فهو المبشر بعذاب الأبد، وأما المبهم أمره الذي لا يدري ما حاله
فهو المؤمن المسرف على نفسه لا يدري ما يؤول إليه حاله، يأتيه الخبر مبهما مخوفا ثم
لن يسويه الله عز وجل بأعدائنا لكن يخرجه من النار بشفاعتنا، فاعملوا وأطيعوا ولا
تتكلموا ولا تستصغروا عقوبة الله عز وجل فإن من المسرفين من لا تلحقه شفاعتنا إلا بعد
عذاب ثلاثمائة ألف سنة.
وسئل الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام): ما الموت الذي جهلوه؟ قال: أعظم
سرور يرد على المؤمن إذا نقلوا عن دار النكد إلى نعيم الأبد، وأعظم ثبور يرد على
الكافرين إذا نقلوا عن جنتهم إلى نار لا تبيد ولا تنفد.
وقال علي بن الحسين (عليهما السلام): لما اشتد الأمر بالحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) نظر
إليه من كان معه فإذا هو بخلافهم لأنهم كلما اشتد الأمر تغيرت ألوانهم وارتعدت
فرائصهم ووجبت [وجلت قلوبهم] وكان الحسين صلوات الله عليه وبعض من معه
من خصائصه تشرق ألوانهم وتهدء جوارحهم وتسكن نفوسهم، فقال بعضهم
لبعض: انظروا لا يبالي بالموت! فقال لهم الحسين (عليه السلام): صبرا بني الكرام فما الموت إلا
قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء إلى الجنان الواسطة والنعيم الدائمة، فأيكم يكره
أن ينتقل من سجن إلى قصر وما هو لأعدائكم إلا كمن ينتقل من قصر إلى سجن
وعذاب، إن أبي حدثني عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر
والموت جسر هؤلاء إلى جناتهم وجسر هؤلاء إلى جحيمهم ما كذبت ولا كذبت.
وقال محمد بن علي (عليه السلام): قيل لعلي بن الحسين (عليهما السلام): ما الموت؟ فقال: قال:

142
للمؤمن كنزع ثياب وسخة قملة وفك قيود وأغلال ثقيلة والإستبدال بأفخر الثياب
وأطيبها روائح وأوطئ المراكب وآنس المنازل، وللكافر كخلع ثياب فاخرة والنقل
عن منازل أنيسه والإستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها وأوحش المنازل وأعظم
العذاب.
وقيل لمحمد بن علي (عليه السلام): ما الموت؟ قال: هو النوم الذي يأتيكم كل ليلة إلا أنه
طويل مدته لا ينتبه منه إلا يوم القيامة فمن رأى في نومه من أصناف الفرح ما لا يقادر
قدره ومن أصناف الأهوال ما لا يقادر قدره؟ فكيف حال فرح في النوم ووجل فيه؟
هذا هو الموت فاستعدوا له (1).
[13729] 35 - الصدوق، عن المفسر، عن أحمد بن الحسن الحسيني، عن أبي محمد
العسكري (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: دخل موسى بن جعفر (عليه السلام) على رجل قد غرق في
سكرات الموت وهو لا يجيب داعيا، فقالوا له: يا ابن رسول الله وددنا لو عرفنا كيف
الموت وكيف حال صاحبنا؟ فقال: الموت هو المصفاة تصفي المؤمنين من ذنوبهم
فيكون آخر ألم يصيبهم كفارة آخر وزر بقي عليهم، ويصفي الكافرين من حسناتهم
فيكون آخر لذة أو راحة تلحقهم هو آخر ثواب حسنة تكون لهم، وأما صاحبكم
هذا فقد نخل من الذنوب نخلا وصفي من الآثام تصفية وخلص حتى نقي كما ينقى الثوب
من الوسخ وصلح لمعاشرتنا أهل البيت في دارنا دار الأبد (2).
[13730] 36 - الصدوق بهذا الإسناد، عن علي بن محمد (عليه السلام) قال: قيل لمحمد بن
علي بن موسى صلوات الله عليهم: ما بال هؤلاء المسلمين يكرهون الموت؟ قال:
لأنهم جهلوه فكرهوه ولو عرفوه وكانوا من أولياء الله عز وجل لأحبوه ولعلموا أن الآخرة
خير لهم من الدنيا، ثم قال (عليه السلام): يا أبا عبد الله ما بال الصبي والمجنون يمتنع من الدواء



(1) معاني الأخبار: 288 ح 2 و 3 و 4 و 5.
(2) معاني الأخبار: 289 ح 6.
143
المنقي لبدنه والنافي للألم عنه؟ قال: لجهلهم بنفع الدواء، قال: والذي بعث محمدا بالحق
نبيا إن من استعد للموت حق الاستعداد فهو أنفع له من هذا الدواء لهذا المتعالج، أما
إنهم لو عرفوا ما يؤدي إليه الموت من النعيم لاستدعوه وأحبوه أشد ما يستدعي
العاقل الحازم الدواء لدفع الآفات واجتلاب السلامات (1).
[13731] 37 - الصدوق بهذا الإسناد عن الحسن بن علي (عليه السلام) قال: دخل علي بن
محمد (عليه السلام) على مريض من أصحابه وهو يبكي ويجزع من الموت، فقال له: يا عبد الله
تخاف من الموت لأنك لا تعرفه أرأيتك إذا اتسخت وتقذرت وتأذيت من كثرة القذر
والوسخ عليك وأصابك قروح وجرب وعلمت أن الغسل في حمام يزيل ذلك كله أما
تريد أن تدخله فتغسل ذلك عنك أو ما تكره أن تدخله فيبقى ذلك عليك؟ قال: بلى
يا بن رسول الله، قال: فذاك الموت هو ذلك الحمام هو آخر ما بقي عليك من تمحيص
ذنوبك وتنقيتك من سيئاتك فإذا أنت وردت عليه وجاوزته فقد نجوت من كل غم
وهم وأذى ووصلت إلى كل سرور وفرح، فسكن الرجل ونشط واستسلم وغمض
عين نفسه ومضى لسبيله.
وسئل الحسن بن علي بن محمد (عليهم السلام) عن الموت ما هو؟ فقال: هو التصديق بما
لا يكون.
حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن الصادق (عليهم السلام) قال: إن المؤمن إذا مات لم
يكن ميتا فإن الميت هو الكافر، إن الله عز وجل يقول: (يخرج الحي من الميت ويخرج
الميت من الحي) (2) يعني المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن (3).
[13732] 38 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن النهدي، عن ابن محبوب، عن



(1) معاني الأخبار: 290 ح 8.
(2) سورة الروم: 18.
(3) معاني الأخبار: 290 ح 9 و 10.
144
جميل بن صالح، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه سئل عن قول الله عز وجل
(وقيل من راق)، قال: ذاك قول ابن آدم إذا حضره الموت قال: هل من طبيب؟
هل من دافع؟ قال: (وظن أنه الفراق) يعني فراق الأهل والأحبة عند ذلك قال:
(والتفت الساق بالساق) قال: التفت الدنيا بالآخرة قال: (إلى ربك يومئذ
المساق) (1) إلى رب العالمين يومئذ المصير (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13733] 39 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن الأصبهاني، عن المنقري، عن
عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري قال: قال علي بن الحسين (عليه السلام): أشد ساعات
ابن آدم ثلاث ساعات: الساعة التي يعاين فيها ملك الموت، والساعة التي يقوم فيها
من قبره، والساعة التي يقف فيها بين يدي الله تبارك وتعالى فإما إلى الجنة وإما إلى
النار، ثم قال: إن نجوت يا بن آدم عند الموت فأنت أنت وإلا هلكت، وإن نجوت
يا ابن آدم حين توضع في قبرك فأنت أنت وإلا هلكت، وإن نجوت حين يحمل الناس
على الصراط فأنت أنت وإلا هلكت، وإن نجوت حين يقوم الناس لرب العالمين فأنت
أنت وإلا هلكت، ثم تلا (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) (3) قال: هو القبر
وإن لهم فيه لمعيشة ضنكا، والله إن القبر لروضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر
النار، ثم أقبل على رجل من جلسائه فقال له: قد علم ساكن السماء ساكن الجنة من
ساكن النار فأي الرجلين أنت وأي الدارين دارك (4).
[13734] 40 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إذا كنت في إدبار والموت
في إقبال فما أسرع الملتقى (5).



(1) سورة القيامة: 27 - 30.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الحادي والخمسون ح 1 / 385 الرقم 492.
(3) سورة المؤمنون: 100.
(4) الخصال: 1 / 119 ح 108.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 29.
145
[13735] 41 - وعنه (عليه السلام):... ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات...
الحديث (1).
[13736] 42 - وعنه (عليه السلام):... وعجبت لمن نسي الموت وهو يرى الموتى وعجبت
لمن أنكر النشأة الاخرى وهو يرى النشأة الاولى وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار
البقاء (2).
[13737] 43 - وعنه (عليه السلام): أيها الناس اتقوا الله الذي إن قلتم سمع وإن أضمرتم علم
وبادروا الموت الذي إن هربتم منه أدرككم وإن أقمتم أخذكم وإن نسيتموه ذكركم (3).
[13738] 44 - وعنه (عليه السلام): الرزق رزقان: طالب ومطلوب، فمن طلب الدنيا طلبه الموت
حتى يخرجه عنها ومن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي رزقه منها (4).
[13739] 45 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: أفضل تحفة المؤمن
الموت (5).
[13740] 46 - وعنه (عليه السلام): أشد من الموت ما يتمنى الخلاص منه بالموت (6).
[13741] 47 - وعنه (عليه السلام): إن في الموت لراحة لمن كان عبد شهوته وأسير أهويته لأنه
كلما طالت حياته كثرت سيئاته وعظمت على نفسه جناياته (7).
[13742] 48 - وعنه (عليه السلام): إن الموت لهادم لذاتكم ومباعد طلباتكم ومفرق
جماعاتكم قد أعلقتكم حبائله وأقصدتكم مقاتله (8).



(1) نهج البلاغة: الحكمة 31.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 126.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 203.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 431.
(5) غرر الحكم: ح 3365.
(6) غرر الحكم: ح 3366.
(7) غرر الحكم: ح 3593.
(8) غرر الحكم: ح 3611.
146
[13743] 49 - وعنه (عليه السلام): إن للموت لغمرات هي أفظع من أن تستغرق بصفة أو
تعتدل على عقول أهل الدنيا (1).
[13744] 50 - وعنه (عليه السلام): غاية الحياة الموت (2).
الروايات الواردة في هذا المجال فوق حد الإحصاء فإن شئت راجع المجلد الثالث
من الكافي الشريف كتاب الجنائز، والمجلد الأول من الفقيه في أحكام الأموات،
ومعاني الأخبار: 287، والوافي: 24 / 185، وبحار الأنوار: 3 / 124 و 131 و
139 من طبع الكمباني و 6 / 116 و 145 و 173 من طبع الحروفي، ووسائل
الشيعة: 2 / 452، ومستدرك الوسائل: 2 / 120 كلاهما من طبع آل البيت،
وجامع أحاديث الشيعة: 3 / 188 من الطبعة الحديثة، وفهرس غرر الحكم:
7 / 369، وألف حديث في المؤمن: 286 وغيرها من كتب الأخبار.
وقد مر منا عنوان ملك الموت آنفا ويأتي عنوان ميتة السوء إن شاء الله تعالى.



(1) غرر الحكم: ح 3613.
(2) غرر الحكم: ح 6354.
147
المودة
[13745] 1 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد رفعه قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): العقل غطاء ستير، والفضل جمال ظاهر، فاستر خلل خلقك
بفضلك، وقاتل هواك بعقلك تسلم لك المودة وتظهر لك المحبة (1).
[13746] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عثمان بن
عيسى، عن يحيى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لن يرغب المرء
عن عشيرته وإن كان ذا مال وولد وعن مودتهم وكرامتهم ودفاعهم بأيديهم وألسنتهم
هم أشد الناس حيطة من ورائه وأعطفهم عليه وألمهم لشعثه إن أصابته مصيبة أو نزل
به بعض مكاره الأمور ومن يقبض يده عن عشيرته فإنما يقبض عنهم يدا واحدة
ويقبض عنه منهم أيدي كثيرة ومن يلن حاشيته يعرف صديقه منه المودة، ومن بسط
يده بالمعروف إذا وجده يخلف الله له ما أنفق في دنياه ويضاعف له في آخرته، ولسان
الصدق للمرء يجعله الله في الناس خيرا من المال يأكله ويورثه، لا يزدادن أحدكم
كبرا وعظما في نفسه ونأيا عن عشيرته إن كان موسرا في المال، ولا يزدادن أحدكم
في أخيه زهدا ولا منه بعدا، إذا لم ير منه مروة وكان معوزا في المال ولا يغفل أحدكم
عن القرابة بها الخصاصة أن يسدها بما لا ينفعه إن أمسكه ولا يضره إن استهلكه (2).
[13747] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور



(1) الكافي: 1 / 20 ح 13.
(2) الكافي: 2 / 154 ح 19.
148
ابن يونس، عن أبي المأمون الحارثي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما حق المؤمن على
المؤمن؟ قال: إن من حق المؤمن على المؤمن المودة له في صدره والمواساة له في ماله
والخلف له في أهله والنصرة له على من ظلمه، وإن كان نافلة في المسلمين وكان غائبا
أخذ له بنصيبه وإذا مات، الزيارة إلى قبره وأن لا يظلمه وأن لا يغشه وأن لا يخونه
وأن لا يخذله وأن لا يكذبه وأن لا يقول له أف وإذا قال له: أف فليس بينهما ولاية،
وإذا قال له: أنت عدوي فقد كفر أحدهما، وإذا اتهمه انماث الإيمان في قلبه كما ينماث
الملح في الماء (1).
[13748] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
بعض أصحابه، عن صالح بن عقبة، عن سليمان بن زياد التميمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال الحسن بن علي (عليه السلام): القريب من قربته المودة وإن بعد نسبه، والبعيد من
بعدته المودة وإن قرب نسبه، لا شيء أقرب إلى شيء من يد إلى جسد وإن اليد تغل
فتقطع وتقطع فتحسم (2).
[13749] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن سالم قال: دخلنا مع ابن أبي يعفور على أبي عبد الله (عليه السلام) ونحن جماعة فدعا بالغداء
فتغدينا وتغدى معنا وكنت أحدث القوم سنا فجعلت أقصر وأنا آكل، فقال لي: كل
أما علمت أنه تعرف مودة الرجل لأخيه بأكله من طعامه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13750] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد
ابن الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عمرو بن الأشعث، عن عبد الله بن حماد



(1) الكافي: 2 / 171 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 643 ح 7.
(3) الكافي: 6 / 278 ح 1.
149
الأنصاري، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام) شيعتنا المتباذلون في ولايتنا، المتحابون في مودتنا، المتزاورون في
إحياء أمرنا، الذين إن غضبوا لم يظلموا وإن رضوا لم يسرفوا، بركة على من جاوروا،
سلم لمن خالطوا (1).
[13751] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل،
وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حنان بن سدير، عن يزيد بن خليفة - وهو رجل من
بني الحارث بن كعب - قال: سمعته يقول: أتيت المدينة وزياد بن عبيد الله الحارثي
عليها فاستأذنت على أبي عبد الله (عليه السلام) فدخلت عليه وسلمت عليه وتمكنت من
مجلسي، قال: فقلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني رجل من بني الحارث بن كعب وقد هداني
الله عز وجل إلى محبتكم ومودتكم أهل البيت قال: فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): وكيف
اهتديت إلى مودتنا أهل البيت؟ فوالله إن محبتنا في بني الحارث بن كعب لقليل، قال:
فقلت له: جعلت فداك إن لي غلاما خراسانيا وهو يعمل القصارة وله همشهريجون
أربعة وهم يتداعون كل جمعة فيقع الدعوة على رجل منهم فيصيب غلامي كل خمس
جمع جمعة فيجعل لهم النبيذ واللحم قال: ثم إذا فرغوا من الطعام واللحم جاء بإجانة
فملأها نبيذا ثم جاء بمطهرة فإذا ناول انسانا منهم قال له: لا تشرب حتى تصلي على
محمد وآل محمد، فاهتديت إلى مودتكم بهذا الغلام، قال: فقال لي: استوص به
خيرا وأقرئه مني السلام وقل له: يقول لك جعفر بن محمد: انظر شرابك هذا الذي
تشربه فإن كان يسكر كثيره فلا تقربن قليله فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: كل مسكر
حرام، وقال: ما أسكر كثيره فقليله حرام، قال: فجئت إلى الكوفة وأقرأت الغلام
السلام من جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: فبكى، ثم قال لي: اهتم بي جعفر بن محمد (عليه السلام)
حتى يقرئني السلام، قال: قلت: نعم، وقد قال لي: قل له: انظر شرابك هذا الذي



(1) الكافي: 2 / 236 ح 24.
150
تشربه فإن كان يسكر كثيره فلا تقربن قليله فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: كل مسكر
حرام وما أسكر كثيره فقليله حرام وقد أوصاني بك فاذهب فأنت حر لوجه الله
تعالى، قال: فقال الغلام: والله إنه لشراب ما يدخل جوفي ما بقيت في الدنيا (1).
[13752] 8 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي جعفر محمد بن
النعمان الأحول صاحب الطاق، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ود المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شعب الإيمان، ألا ومن أحب في
الله وأبغض في الله وأعطى في الله ومنع في الله فهو من أصفياء الله (2).
[13753] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث يصفين ود المرء لأخيه المسلم:
يلقاه بالبشر إذا لقيه، ويوسع له في المجلس إذا جلس إليه، ويدعوه بأحب الأسماء
إليه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13754] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن يوسف، عن زكريا بن محمد، عن صالح بن الحكم
قال: سمعت رجلا يسأل أبا عبد الله (عليه السلام) فقال: الرجل يقول: أودك فكيف أعلم أنه
يودني؟ فقال: امتحن قلبك فإن كنت توده فإنه يودك (4).
[13755] 11 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، ومحمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن



(1) الكافي: 6 / 411 ح 16.
(2) الكافي: 2 / 125 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 643 ح 3.
(4) الكافي: 2 / 652 ح 2.
151
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أحببت رجلا فأخبره بذلك فإنه أثبت للمودة بينكما (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13756] 12 - الكليني، عن بعض أصحابنا رفعه عن مفضل بن عمر، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال في حديث:... وحسن الخلق مجلبة للمودة...
الحديث (2).
[13757] 13 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته الوسيلة:... والمودة
قرابة مستفادة... الحديث (3).
رويها الرضي في نهج البلاغة: الحكمة 211.
[13758] 14 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
الزيارة تنبت المودة (4).
[13759] 15 - المفيد رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: المودة أشبك الأنساب
والعلم أشرف الأحساب (5).
[13760] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:... والبشاشة حبالة
المودة... (6).
[13761] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: حسد الصديق من سقم
المودة (7).



(1) الكافي: 2 / 644 ح 2.
(2) الكافي: 1 / 27.
(3) الكافي: 8 / 23.
(4) جامع الأحاديث: 84.
(5) الارشاد: 1 / 298.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 6.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 218.
152
[13762] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: مودة الآباء قرابة بين
الأبناء، والقرابة إلى المودة أحوج من المودة إلى القرابة (1).
[13763] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب في عهده إلى الأشتر
النخعي:... إن أفضل قرة عين الولاة استقامة العدل في البلاد وظهور مودة الرعية
وأنه لا تظهر مودتهم إلا بسلامة صدورهم... (2).
قد مر منا اعتبار سند هذا العهد الشريف.
[13764] 20 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن الحسن بن علي بن زكريا،
عن سليمان بن داود، عن سفيان بن عيينة قال: سمعت جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول في
مسجد الخيف: إنما سموا إخوانا لنزاهتهم عن الخيانة، وسموا أصدقاء لأنهم تصادقوا
حقوق المودة (3).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 2 / 642،
والوافي: 5 / 583، وقد مر منا عنوان التودد في محله.



(1) نهج البلاغة: الحكمة 308.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الثامن والعشرون ح 6 / 609 الرقم 1258.
153
الموسيقى (1)
[13765] 1 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن سليمان بن سماعة، عن عبد الله
ابن القاسم، عن سماعة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لما مات آدم (عليه السلام) وشمت به
إبليس وقابيل فاجتمعا في الأرض فجعل إبليس وقابيل المعازف والملاهي شماتة
بآدم (عليه السلام) فكل ما كان في الأرض من هذا الضرب الذي يتلذذ به الناس فإنما هو
من ذاك (2).
[13766] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد
ابن محمد، وعدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن خالد
ابن جرير، عن أبي الربيع الشامي قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن الخمر فقال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله عز وجل بعثني رحمة للعالمين ولأمحق المعازف والمزامير وأمور
الجاهلية والأوثان وقال: أقسم ربي أن لا يشرب عبد لي في الدنيا خمرا إلا سقيته
مثل ما شرب منها من الحميم يوم القيامة معذبا أو مغفورا له، ولا يسقيها عبد لي
صبيا صغيرا أو مملوكا إلا سقيته مثل ما سقاه من الحميم يوم القيامة معذبا بعد
أو مغفورا له (3).
[13767] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،



(1) لم يرد هذا اللفظ في الأخبار ولكن وردت اسم بعض آلاته، ولذا ذكرت هنا الروايات الواردة حول
بعض آلات الموسيقى.
(2) الكافي: 6 / 431 ح 3.
(3) الكافي: 6 / 396 ح 1.
154
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنهاكم عن الزفن والمزمار وعن
الكوبات والكبرات (1).
الرواية معتبرة الإسناد. الزفن: الرقص، الكوب: الطبل الصغير، الكبر: الطبل.
[13768] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد
قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له رجل: بأبي أنت وأمي إنني أدخل كنيفا لي
ولي جيران عندهم جوار يتغنين ويضربن بالعود فربما أطلت الجلوس استماعا مني
لهن، فقال: لا تفعل، فقال الرجل: والله ما آتيهن إنما هو سماع أسمعه بأذني، فقال: لله
أنت أما سمعت الله عز وجل يقول: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه
مسؤولا) (2) فقال: بلى والله لكأني لم أسمع بهذه الآية من كتاب الله من أعجمي ولا
عربي، لا جرم إنني لن أعود إن شاء الله وإني أستغفر الله، فقال له: قم فاغتسل وسل
ما بدا لك فإنك كنت مقيما على أمر عظيم ما كان أسوع حالك لو مت على ذلك، احمد
الله وسله التوبة من كل ما يكره فإنه لا يكره إلا كل قبيح والقبيح دعه لأهله فإن لكل
أهلا (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13769] 5 - الكليني، عن علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن محمد بن الريان
قال: احتال المأمون على أبي جعفر (عليه السلام) بكل حيلة فلم يمكنه فيه شيء، فلما اعتل
وأراد أن يبني عليه ابنته دفع إلي مائتي وصيفة من أجمل ما يكون، إلى كل واحدة
منهن جاما فيه جوهر يستقبلن أبا جعفر (عليه السلام) إذا قعد في موضع الأخيار، فلم يلتفت
اليهن، وكان رجل يقال له: مخارق صاحب صوت وعود وضرب، طويل اللحية



(1) الكافي: 6 / 432 ح 7.
(2) سورة الإسراء: 36.
(3) الكافي: 6 / 432 ح 10.
155
فدعاه المأمون فقال: يا أمير المؤمنين إن كان في شيء من أمر الدنيا فأنا أكفيك أمره،
فقعد بين يدي أبي جعفر (عليه السلام) فشهق مخارق شهقة اجتمع عليه أهل الدار وجعل
يضرب بعوده ويغني فلما فعل ساعة، وإذا أبو جعفر لا يلتفت إليه لا يمينا ولا شمالا ثم
رفع إليه رأسه وقال: اتق الله يا ذا العثنون، قال: فسقط المضراب من يده والعود فلم
ينتفع بيديه إلى أن مات، قال: فسأله المأمون عن حاله، قال: لما صاح بي أبو جعفر
فزعت فزعة لا أفيق منها أبدا (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13770] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن إبراهيم بن
محمد، عن عمران الزعفراني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أنعم الله عليه بنعمة فجاء
عند تلك النعمة بمزمار فقد كفرها، ومن أصيب بمصيبة فجاء عند تلك المصيبة بنائحة
فقد كفرها (2).
[13771] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
إسحاق بن جرير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن شيطانا يقال له: القفندر إذا
ضرب في منزل الرجل أربعين صباحا بالبربط ودخل عليه الرجال وضع ذلك
الشيطان كل عضو منه على مثله من صاحب البيت ثم نفخ فيه نفخة فلا يغار بعد هذا
حتى تؤتى نساؤه فلا يغار (3).
الرواية موثقة سندا، ومثلها في الكافي أيضا: 6 / 433 ح 14.
[13772] 8 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، أو
غيره، عن أبي داود المسترق قال: من ضرب في بيته بربط أربعين يوما سلط الله عليه



(1) الكافي: 1 / 494 ح 4.
(2) الكافي: 6 / 432 ح 11.
(3) الكافي: 5 / 536 ح 5.
156
شيطانا يقال له: القفندر فلا يبقى عضوا من أعضائه إلا قعد عليه فإذا كان كذلك نزع
منه الحياء ولم يبال ما قال ولا ما قيل فيه (1).
[13773] 9 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن أحمد بن يوسف بن عقيل، عن
أبيه، عن موسى بن حبيب، عن علي ابن الحسين (عليهما السلام) قال: لا يقدس الله أمة فيها
بربط يقعقع وتايه تفجع (2).
[13774] 10 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن علي بن معبد، عن الحسن بن علي
الخزاز، عن علي بن عبد الرحمن، عن كليب الصيداوي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: ضرب العيدان ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الخضرة (3).
[13775] 11 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن ابن معروف،
عن أبي جميلة، عن ابن طريف، عن ابن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ستة
لا ينبغي أن يسلم عليهم:... اليهود والنصارى وأصحاب النرد والشطرنج
وأصحاب الخمر والبربط والطنبور والمتفكهون بسب الأمهات والشعراء،
الحديث (4).
[13776] 12 - الصدوق بإسناده إلى مسائل سأل الشامي أمير المؤمنين (عليه السلام):... عن
معنى هدير الحمام الراعبية؟ فقال: تدعو على أهل المعازف والقيان والمزامير
والعيدان، الحديث (5).
[13777] 13 - الصدوق بإسناده عن مناهي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه نهى عن الكوبة والعرطبة
- يعني الطبل - والطنبور والعود... الحديث (6).



(1) الكافي: 6 / 434 ح 17.
(2) الكافي: 6 / 434 ح 21.
(3) الكافي: 6 / 434 ح 20.
(4) الخصال: 1 / 330 ح 29.
(5) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 246.
(6) أمالي الصدوق: المجلس السادس والستون ح 1 / 511 الرقم 707.
157
[13778] 14 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن أيوب بن نوح، عن الربيع بن
محمد المسلى، عن عبد الأعلى، عن نوف قال: بت ليلة عند أمير المؤمنين (عليه السلام) فكان
يصلي الليل كله ويخرج ساعة بعد ساعة فينظر إلى السماء ويتلو القرآن قال: فمر بي
بعد هدوء من الليل فقال: يا نوف أراقد أنت أم رامق؟ قلت: بل رامق أرمقك
ببصري يا أمير المؤمنين، قال: يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة
أولئك الذين اتخذوا الأرض بساطا وترابها فراشا وماءها طيبا والقرآن دثارا
والدعاء شعارا وقرضوا من الدنيا تقريضا على منهاج عيسى بن مريم (عليه السلام)، إن الله عز وجل
أوحى إلى عيسى بن مريم (عليه السلام) قل للملأ من بني إسرائيل: لا تدخلوا بيوتا من بيوتي
إلا بقلوب طاهرة وأبصار خاشعة وأكف نقية، وقل لهم: اعلموا أني غير مستجيب
لأحد منكم دعوة ولا لأحد من خلقي قبله مظلمة، يا نوف إياك أن تكون عشارا أو
شاعرا أو شرطيا أو عريفا أو صاحب عرطبة وهي الطنبور أو صاحب كوبة وهو
الطبل، فإن نبي الله داود (عليه السلام) خرج ذات ليلة فنظر إلى السماء فقال: إنها الساعة التي
لا ترد فيها دعوة إلا دعوة عريف أو دعوة شاعر أو دعوة عاشر أو شرطي أو صاحب
عرطبة أو صاحب كوبة (1).
رويها الشريف الرضي مختصرا في نهج البلاغة: الحكمة 104.
[13779] 15 - المفيد رفعه وقال: قال أبو حنيفة يوما لموسى بن جعفر (عليه السلام): أخبرني
أي شيء كان أحب إلى أبيك العود أم الطنبور؟ قال: لا بل العود، فسئل عن ذلك،
فقال: يحب عود البخور ويبغض الطنبور (2).
يظهر للمتأمل في هذه الرواية شدة التقية في أمر هذه الآلات في ذاك الزمان.
[13780] 16 - ابن شعبة الحرإني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال في جهات معايش



(1) الخصال: 1 / 337 ح 40.
(2) الاختصاص: 90.
158
العباد:... وذلك إنما حرم الله الصناعة التي حرام هي كلها التي يجيئ منها الفساد
محضا نظير البرابط والمزامير والشطرنج وكل ملهو به والصلبان والأصنام وما أشبه
ذلك من صناعات الأشربة الحرام وما يكون منه وفيه الفساد محضا ولا يكون فيه ولا
منه شيء من وجوه الصلاح فحرام تعليمه وتعلمه والعمل به وأخذ الأجر عليه وجميع
التقلب فيه من جميع وجوه الحركات كلها، الحديث (1).
[13781] 17 - في الفقه المنسوب إلى الرضا (عليه السلام): نروي أنه من أبقى في بيته طنبورا
أو شيئا من الملاهي من المعزفة والشطرنج وأشباهه - أربعين يوما - فقد باء بغضب
من الله، فإن مات - في أربعين - مات فاجرا فاسقا، مأواه النار وبئس المصير (2).
إن ثبت عدم انتساب هذا الكتاب إلى مولانا وامامنا علي بن موسى الرضا (عليه السلام)
ولكن الروايات الواردة فيه سيما ما ورد بلفظ الرواية ومشتقاتها وزانها وزان
المرفوعات ونقل الصدوق مؤداها في الفقيه: 4 / 59.
[13782] 18 - الطوسي، عن ابن الصلت، عن ابن عقدة، عن الحسن بن القاسم، عن
ثبير بن إبراهيم، عن سليم بن بلال المدني، عن الرضا (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن جعفر
ابن محمد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) أن إبليس كان يأتي الأنبياء من لدن آدم (عليه السلام) إلى أن بعث
الله المسيح (عليه السلام) يتحدث عندهم ويسائلهم ولم يكن بأحد منهم أشد أنسا منه بيحيى بن
زكريا (عليه السلام)، فقال له يحيى: يا أبا مرة إن لي إليك حاجة، فقال له: أنت أعظم قدرا من
أن أردك بمسألة فسلني ما شئت فإني غير مخالفك في أمر تريده، فقال يحيى: يا أبا مرة
أحب أن تعرض علي مصائدك وفخوخك التي تصطاد بها بني آدم، فقال له إبليس:
حبا وكرامة وواعده لغد، فلما أصبح يحيى (عليه السلام) قعد في بيته ينتظر الموعد وأغلق عليه
الباب إغلاقا فما شعر حتى ساواه من خوخه كانت في بيته فإذا وجهه صورة وجه القرد



(1) تحف العقول: 335.
(2) فقه الرضا (عليه السلام): 282.
159
وجسده على صورة الخنزير وإذا عيناه مشقوقتان طولا وفمه مشقوق طولا، وإذا
أسنانه وفمه عظما واحدا بلا ذقن ولا لحية وله أربعة أيد: يدان في صدره ويدان في
منكبه، وإذا عراقيبه قوادمة وأصابعه خلفه وعليه قباء وقد شد وسطه بمنطقة فيها
خيوط معلقة بين أحمر وأصفر وأخضر وجميع الألوان وإذا بيده جرس عظيم وعلى
رأسه بيضة وإذا في البيضة حديدة معلقة شبيهة بالكلاب، فلما تأمله يحيى (عليه السلام) قال
له: ما هذه المنطقة التي في وسطك؟ فقال: هذه المجوسية أنا الذي سننتها وزينتها لهم،
فقال له: فما هذه الخيوط الألوان؟ قال له: هذه جميع أصباغ النساء لا تزال المرأة
تصبغ الصبغ حتى تقع مع لونها فأفتتن الناس بها، فقال له: فما هذا الجرس الذي
بيدك؟ قال: هذا مجمع كل لذة من طنبور وبربط ومعزفة وطبل وناي وصرناي، وإن
القوم ليجلسون على شرابهم فلا يستلذونه فأحرك الجرس فيما بينهم فإذا سمعوه
استخفهم الطرب، فمن بين من يرقص ومن بين من يفرقع أصابعه ومن بين يشق
ثيابه، فقال له: وأي الأشياء أقر لعينك؟ قال: النساء هن فخوخي ومصائدي فإني
إذا اجتمعت علي دعوات الصالحين ولعناتهم صرت إلى النساء فطابت نفسي بهن،
فقال له يحيى (عليه السلام): فما هذه البيضة التي على رأسك؟ قال: بها أتوقى دعوة المؤمنين،
قال: فما هذه الحديدة التي أراها فيها؟ قال: بهذه اقلب قلوب الصالحين، قال
يحيى (عليه السلام): فهل ظفرت بي ساعة قط؟ قال: لا ولكن فيك خصلة تعجبني، قال
يحيى: فما هي؟ قال: أنت رجل أكول فإذا أفطرت أكلت وبشمت فيمنعك ذلك من
بعض صلاتك وقيامك بالليل، قال يحيى (عليه السلام): فإني أعطي الله عهدا ألا أشبع من
الطعام حتى ألقاه، قال له إبليس: وأنا أعطي الله عهدا أني لا أنصح مسلما حتى
ألقاه، ثم خرج فما عاد إليه بعد ذلك (1).
[13783] 19 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: يحشر



(1) أمالي الطوسي: المجلس الثاني عشر ح 32 / 338 الرقم 692.
160
صاحب الطنبور يوم القيامة وهو أسود الوجه وبيده طنبور من النار وفوق رأسه
سبعون ألف ملك، بيد كل ملك مقمعة يضربون رأسه ووجهه، ويحشر صاحب الغناء
من قبره أعمى وأخرس وأبكم، ويحشر الزاني مثل ذلك، وصاحب المزمار مثل
ذلك، وصاحب الدف مثل ذلك (1).
[13784] 20 - المجلسي رفعه إلى ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال إبليس
لربه تعالى: يا رب قد أهبط آدم وقد علمت أنه سيكون كتب ورسل فما كتبهم
ورسلهم؟ قال: رسلهم الملائكة والنبيون وكتبهم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان،
قال: فما كتابي؟ قال: كتابك الوشم وقراءتك الشعر ورسلك الكهنة وطعامك ما لم
يذكر اسم الله عليه وشرابك كل مسكر وصدقك الكذب وبيتك الحمام ومصائدك
النساء ومؤذنك المزمار ومسجدك الأسواق (2).



(1) جامع الأخبار: 433 ح 2.
(2) بحار الأنوار: 60 / 281.
161
الموعظة
[13785] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب
الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) في قول الله عز وجل (فمن جاءه موعظة
من ربه فانتهى فله ما سلف) (1) قال: الموعظة التوبة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13786] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن شريف بن سابق،
عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كتب رجل إلى الحسين صلوات الله
عليه: عظني بحرفين، فكتب إليه: من حاول أمرا بمعصية الله كان أفوت لما يرجو
وأسرع لمجئ ما يحذر (3).
حاول: أي رام وقصد.
[13787] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن
يزيد، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام): عظنا وأوجز،
فقال: الدنيا حلالها حساب وحرامها عقاب وأنى لكم بالروح ولما تأسوا بسنة نبيكم
تطلبون ما يطغيكم ولا ترضون ما يكفيكم (4).
[13788] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن



(1) سورة البقرة: 275.
(2) الكافي: 2 / 431 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 373 ح 3.
(4) الكافي: 2 / 459 ح 23.
162
أبي جميلة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى بعض أصحابه يعظه:
أوصيك ونفسي بتقوى من لا تحل معصيته ولا يرجى غيره ولا الغنى إلا به فإن من
اتقى الله جل وعز وقوي وشبع وروي ورفع عقله عن أهل الدنيا، فبدنه مع أهل الدنيا
وقلبه وعقله معاين الآخرة فأطفأ بضوء قلبه ما أبصرت عيناه من حب الدنيا فقذر
حرامها وجانب شبهاتها وأضر والله بالحلال الصافي إلا ما لابد له من كسرة [منه]
يشد بها صلبه وثوب يواري به عورته من أغلظ ما يجد وأخشنه ولم يكن له فيما لابد له
منه ثقة ولا رجاء، فوقعت ثقته ورجاؤه على خالق الأشياء فجد واجتهد وأتعب
بدنه حتى بدت الأضلاع وغارت العينان فأبدل الله له من ذلك قوة في بدنه وشدة في
عقله وما ذخر له في الآخرة أكثر، فارفض الدنيا فإن حب الدنيا يعمي ويصم ويبكم
ويذل الرقاب، فتدارك ما بقي من عمرك ولا تقل غدا [أ] وبعد غد، فإنما هلك من
كان قبلك بإقامتهم على الأماني والتسويف حتى أتاهم أمر الله بغتة وهم غافلون
فنقلوا على أعوادهم إلى قبورهم المظلمة الضيقة وقد أسلمهم الأولاد والأهلون
فانقطع إلى الله بقلب منيب، من رفض الدنيا وعزم ليس فيه انكسار ولا انخزال أعاننا
الله وإياك على طاعته ووفقنا الله وإياك لمرضاته (1).
[13789] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: كل واعظ قبلة، يعني إذا خطب الإمام
الناس يوم الجمعة ينبغي للناس أن يستقبلوه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13790] 6 - الصدوق بإسناده عن محمد بن زياد الأزدي، عن أبان بن عثمان الأحمر،
عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه جاء إليه رجل فقال له: بأبي أنت وأمي



(1) الكافي: 2 / 136 ح 23.
(2) الكافي: 3 / 424 ح 9.
163
يا بن رسول الله علمني موعظة، فقال له (عليه السلام): إن كان الله تبارك وتعالى قد تكفل
بالرزق فاهتمامك لماذا؟ وإن كان الرزق مقسوما فالحرص لماذا؟ وإن كان الحساب
حقا فالجمع لماذا؟ وإن كان الخلف من الله عز وجل حقا فالبخل لماذا؟ وإن كانت العقوبة
من الله عز وجل النار فالمعصية لماذا؟ وإن كان الموت حقا فالفرح لماذا؟ وإن كان العرض
على الله عز وجل حقا فالمكر لماذا؟ وإن كان الشيطان عدوا فالغفلة لماذا؟ وإن كان الممر
على الصراط حقا فالعجب لماذا؟ وإن كان كل شيء بقضاء من الله وقدره فالحزن
لماذا؟ وإن كانت الدنيا فانية فالطمأنينة إليها لماذا؟ (1).
[13791] 7 - الصدوق بإسناده عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال: قال
الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): من لم يكن له واعظ من قلبه وزاجر من نفسه ولم يكن له
قرين مرشد استمكن عدوه من عنقه (2).
[13792] 8 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، عن جعفر بن محمد بن مالك،
عن سعيد بن عمرو، عن إسماعيل بن بشر بن عمار قال: كتب هارون إلى موسى بن
جعفر (عليه السلام): عظني وأوجز، قال: فكتب إليه: ما من شيء تراه عينك إلا وفيه
موعظة (3).
[13793] 9 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن موسى بن جعفر الكميداني، عن أحمد بن
محمد، عن أبيه، عن عبد الله بن جبلة، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لجبرئيل (عليه السلام): عظني، فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك
ميت وأحبب ما شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك ملاقيه، شرف المؤمن
صلاته بالليل وعزه كفه عن أعراض الناس (4).



(1) الفقيه: 4 / 393 ح 5836.
(2) الفقيه: 4 / 402 ح 5866.
(3) أمالي الصدوق: المجلس السادس والسبعون ح 8 / 599 الرقم 829.
(4) الخصال: 1 / 7 ح 19.
164
الرواية معتبرة الإسناد.
[13794] 10 - الصدوق، عن ابن إدريس، عن أبيه، عن ابن أبي الخطاب، عن
المغيرة بن محمد، عن بكر بن خنيس، عن أبي عبد الله الشامي، عن نوف البكالي
قال: أتيت أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو في رحبة مسجد الكوفة فقلت: السلام عليك
يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فقال: وعليك السلام يا نوف ورحمة الله وبركاته،
فقلت له: يا أمير المؤمنين عظني، فقال: يا نوف أحسن يحسن إليك فقلت: زدني
يا أمير المؤمنين، فقال: يا نوف ارحم ترحم، فقلت: زدني يا أمير المؤمنين، قال:
يا نوف قل خيرا تذكر بخير، فقلت: زدني يا أمير المؤمنين، قال: اجتنب الغيبة فإنها
أدام كلاب النار، ثم قال: قال (عليه السلام): يا نوف كذب من زعم أنه ولد من حلال وهو
يأكل لحوم الناس بالغيبة، وكذب من زعم أنه ولد من حلال وهو يبغضني ويبغض
الأئمة من ولدي، وكذب من زعم أنه ولد من حلال وهو يحب الزنا، وكذب من زعم
أنه يعرف الله عز وجل وهو مجترئ على معاصي الله كل يوم وليلة، يا نوف اقبل وصيتي لا
تكونن نقيبا ولا عريفا ولا عشارا ولا بريدا، يا نوف صل رحمك يزيد الله في عمرك
وحسن خلقك يخفف الله في حسابك، يا نوف إن سرك أن تكون معي يوم القيامة فلا
تكن للظالمين معينا، يا نوف من أحبنا كان معنا يوم القيامة ولو أن رجلا أحب حجرا
لحشره الله معه، يا نوف إياك أن تتزين للناس وتبارز الله بالمعاصي فيفضحك الله يوم
تلقاه، يا نوف احفظ عني ما أقول لك تنل به خير الدنيا والآخرة (1).
[13795] 11 - الصدوق، عن الحسن بن عبد الله بن سعيد، عن محمد بن الحسن بن
دريد، عن أبي حاتم، عن العتبي يعني محمد بن عبيد الله، عن أبيه قال: وأخبرنا
عبد الله بن شبيب، عن زكريا بن يحيى المنقري، عن العلا بن محمد بن الفضل، عن
أبيه، عن جده قال: قال قيس بن عاصم: وفدت مع جماعة من بني تميم إلى



(1) أمالي الصدوق: المجلس السابع والثلاثون ح 9 / 277 الرقم 308.
165
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فدخلت وعنده الصلصال بن الدلهمس، فقلت: يا نبي الله عظنا موعظة
ننتفع بها فإنا قوم نعمر في البرية، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا قيس إن مع العز ذلا وإن
مع الحياة موتا وإن مع الدنيا آخرة وإن لكل شيء حسيبا وعلى كل شيء رقيبا وإن
لكل حسنة ثوابا ولكل سيئة عقابا ولكل أجل كتابا وإنه لابد لك - يا قيس - من
قرين يدفن معك وهو حي وتدفن معه وأنت ميت فإن كان كريما أكرمك وإن كان لئيما
أسلمك، ثم لا يحشر إلا معك ولا تبعث إلا معه ولا تسأل إلا عنه فلا تجعله إلا صالحا
فإنه إن صلح أنست به وإن فسد لا تستوحش إلا منه وهو فعلك، فقال: يا نبي الله
أحب أن يكون هذا الكلام في أبيات من الشعر نفخر به على من يلينا من العرب
وندخره، فأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من يأتيه بحسان بن ثابت قال: فأقبلت أفكر فيما أشبه
هذه العظة من الشعر فاستتب لي القول قبل مجئ حسان فقلت: يا رسول الله قد
حضرتني أبيات أحسبها توافق ما يريد، فقلت لقيس بن عاصم:
تخير خليطا من فعالك إنما * قرين الفتى في القبر ما كان يفعل
ولابد بعد الموت من أن تعده * ليوم ينادى المرء فيه فيقبل
فإن كنت مشغولا بشيء فلا تكن * بغير الذي يرضى به الله تشغل
فلن يصحب الإنسان من بعد موته * ومن قبله إلا الذي كان يعمل
ألا إنما الإنسان ضيف لأهله * يقيم قليلا بينهم ثم يرحل (1)
[13796] 12 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الباقر (عليه السلام) أنه حضره ذات يوم جماعة
من الشيعة فوعظهم وحذرهم وهم ساهون لاهون فأغاظه ذلك فأطرق مليا ثم رفع
رأسه إليهم فقال: إن كلامي لو وقع طرف منه في قلب أحدكم لصار ميتا ألا يا أشباحا



(1) أمالي الصدوق: المجلس الأول ح 4 / 50 الرقم 4 والخصال: 1 / 114 ح 93 ومعاني الأخبار:
232 ح 1.
166
بلا أرواح وذبابا بلا مصباح كأنكم خشب مسندة وأصنام مريدة ألا تأخذون الذهب
من الحجر؟ ألا تقتبسون الضياء من النور الأزهر؟ ألا تأخذون اللؤلؤ من البحر؟
خذوا الكلمة الطيبة ممن قالها وإن لم يعمل بها فإن الله يقول: (الذين يستمعون
القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله) (1) ويحك يا مغرور ألا تحمد من
تعطيه فانيا ويعطيك باقيا درهم يفنى بعشرة تبقى إلى سبعمائة ضعف مضاعفة من
جواد كريم آتاك الله عند مكافاة هو مطعمك وساقيك وكاسيك ومعافيك وكافيك
وساترك ممن يراعيك، من حفظك في ليلك ونهارك وأجابك عند اضطرارك وعزم لك
على الرشد في اختبارك؟ كأنك قد نسيت ليالي أوجاعك وخوفك، دعوته فاستجاب
لك فاستوجب بجميل صنيعه الشكر فنسيته فيمن ذكر وخالفته فيما أمر، ويلك إنما
أنت لص من لصوص الذنوب كلما عرضت لك شهوة أو ارتكاب ذنب سارعت إليه
وأقدمت بجهلك عليه فارتكبته كأنك لست بعين الله أو كأن الله ليس لك بالمرصاد،
يا طالب الجنة ما أطول نومك وأكل مطيتك وأوهى همتك فلله أنت من طالب
ومطلوب ويا هاربا من النار ما أحث مطيتك إليها وما أكسبك لما يوقعك فيها، انظروا
إلى هذه القبور سطورا بأفناء الدور تدانوا في خططهم وقربوا في مزارهم وبعدوا في
لقائهم عمروا فخربوا وآنسوا فأوحشوا وسكنوا فأزعجوا وقطنوا فرحلوا، فمن سمع
بدان بعيد وشاحط قريب وعامر مخروب وآنس موحش وساكن مزعج وقاطن
مرحل غير أهل القبور؟ يا ابن الأيام الثلاث: يومك الذي ولدت فيه ويومك الذي
تنزل فيه قبرك ويومك الذي تخرج فيه إلى ربك فيا له من يوم عظيم يا ذوي الهيئة
المعجبة والهيم المعطنة ما لي أرى أجسامكم عامرة وقلوبكم دامرة أما والله لو عاينتم
ما أنتم ملاقوه وما أنتم إليه صائرون لقلتم: (يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا



(1) سورة الزمر: 18.
167
ونكون من المؤمنين) (1) وقال جل من قائل: (بل بدا لهم ما كانوا يخفون ولو
ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون) (2) (3).
[13797] 13 - المفيد رفعه وقال: كتب المأمون إلى الرضا (عليه السلام) فقال: عظني،
فكتب (عليه السلام):
إنك في دنيا لها مدة * يقبل فيها عمل العامل
أما ترى الموت محيطا بها * يسلب منها أمل الآمل
تعجل الذنب بما تشتهي * وتأمل التوبة من قابل
والموت يأتي أهله بغتة * ما ذاك فعل الحازم العاقل (4)
[13798] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب في وصيته لنجله
الحسن (عليه السلام):... أحي قلبك بالموعظة وأمته بالزهادة وقوه باليقين ونوره بالحكمة
وذلله بذكر الموت وقرره بالفناء وبصره فجائع الدنيا... الحديث (5).
[13799] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من أصلح ما بينه وبين
الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه، ومن
كان له من نفسه واعظ كان عليه من الله حافظ (6).
[13800] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه تبع جنازة فسمع رجلا
يضحك، فقال: كأن الموت فيها على غيرنا كتب وكأن الحق فيها على غيرنا وجب
وكأن الذي نرى من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون نبوئهم أجداثهم ونأكل



(1) سورة الانعام: 27.
(2) سورة الأنعام: 28.
(3) تحف العقول: 291.
(4) الاختصاص: 98.
(5) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 89.
168
تراثهم كأنا مخلدون بعدهم، ثم قد نسينا كل واعظ وواعظة ورمينا بكل فادح
وجائحة (1).
[13801] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: بينكم وبين الموعظة
حجاب من الغرة (2).
[13802] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الوعظ النافع ما ردع (3).
[13803] 19 - وعنه (عليه السلام): اتعظوا من كان قبلكم قبل أن يتعظ بكم من بعدكم (4).
[13804] 20 - وعنه (عليه السلام): استصحبوا من شعلة واعظ متعظ واقبلوا نصيحة ناصح
متيقظ، وقفوا عندما أفادكم من التعليم (5).
[13805] 21 - وعنه (عليه السلام): أبلغ العظات الاعتبار بمصارع الأموات (6).
[13806] 22 - وعنه (عليه السلام): إن العاقل يتعظ بالأدب والبهائم لا تتعظ إلا
بالضرب (7).
[13807] 23 - وعنه (عليه السلام): ثمرة الوعظ الانتباه (8).
[13808] 24 - وعنه (عليه السلام): رحم الله امرء اتعظ وازدجر وانتفع بالعبر (9).
[13809] 25 - وعنه (عليه السلام): رب واعظ غير مرتدع (10).
[13810] 26 - وعنه (عليه السلام): للكيس لكل شيء اتعاظ (11).
[13811] 27 - وعنه (عليه السلام): من لم يتعظ بالناس وعظ الله الناس به (12).
[13812] 28 - وعنه (عليه السلام): من فهم مواعظ الزمان لم يسكن إلى حسن الظن
بالأيام (13).



(1) نهج البلاغة: الحكمة 122.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 282.
(3) غرر الحكم: ح 1216 و 2495 و 2545 و 3123 و 3560 و 4588 و 5207 و 5361 و 7338 و 7931 و 8938.
(4) غرر الحكم: ح 1216 و 2495 و 2545 و 3123 و 3560 و 4588 و 5207 و 5361 و 7338 و 7931 و 8938.
(5) غرر الحكم: ح 1216 و 2495 و 2545 و 3123 و 3560 و 4588 و 5207 و 5361 و 7338 و 7931 و 8938.
(6) غرر الحكم: ح 1216 و 2495 و 2545 و 3123 و 3560 و 4588 و 5207 و 5361 و 7338 و 7931 و 8938.
(7) غرر الحكم: ح 1216 و 2495 و 2545 و 3123 و 3560 و 4588 و 5207 و 5361 و 7338 و 7931 و 8938.
(8) غرر الحكم: ح 1216 و 2495 و 2545 و 3123 و 3560 و 4588 و 5207 و 5361 و 7338 و 7931 و 8938.
(9) غرر الحكم: ح 1216 و 2495 و 2545 و 3123 و 3560 و 4588 و 5207 و 5361 و 7338 و 7931 و 8938.
(10) غرر الحكم: ح 1216 و 2495 و 2545 و 3123 و 3560 و 4588 و 5207 و 5361 و 7338 و 7931 و 8938.
(11) غرر الحكم: ح 1216 و 2495 و 2545 و 3123 و 3560 و 4588 و 5207 و 5361 و 7338 و 7931 و 8938.
(12) غرر الحكم: ح 1216 و 2495 و 2545 و 3123 و 3560 و 4588 و 5207 و 5361 و 7338 و 7931 و 8938.
(13) غرر الحكم: ح 1216 و 2495 و 2545 و 3123 و 3560 و 4588 و 5207 و 5361 و 7338 و 7931 و 8938.
169
[13813] 29 - وعنه (عليه السلام): نعم الهدية الموعظة (1).
[13814] 30 - المجلسي رفعه وقال: قال رجل للصادق (عليه السلام): عظني، فقال:
لا تحدث نفسك بفقر ولا بطول عمر (2).
الروايات الواردة في هذا المجال متعددة فراجع إن شئت إلى رسالة في المواعظ
للشيخ الصدوق، والمجلد السابع عشر من بحار الأنوار طبع الكمباني يعني
المجلد 74 و 75 و 76 طبع بيروت، والمجلد 77 و 78 و 79 من طبع إيران. ولنا
رسالة مستقلة في هذا الموضوع باسم «المواعظ» وهي ما صدر من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
والأئمة (عليهم السلام) بلفظ الموعظة، والحمد لله على ما أنعم وله الشكر على ما ألهم.



(1) غرر الحكم: ح 9884.
(2) بحار الأنوار: 100 / 20.
170
المؤمن
[13815] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: من أخلاق المؤمن
الإنفاق على قدر الإقتار والتوسع على قدر التوسع وإنصاف الناس وابتداؤه إياهم
بالسلام عليهم (1).
الرواية صحيحة الإسناد. الإقتار: ضيق المعيشة.
[13816] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المؤمن
أخو المؤمن كالجسد الواحد إن اشتكى شيئا منه وجد ألم ذلك في سائر جسده،
وأرواحهما من روح واحدة وإن روح المؤمن لأشد اتصالا بروح الله من اتصال شعاع
الشمس بها (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13817] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من
سر مؤمنا فقد سرني ومن سرني فقد سر الله (3).



(1) الكافي: 2 / 241 ح 36.
(2) الكافي: 2 / 166 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 188 ح 1.
171
الرواية صحيحة الإسناد.
[13818] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن ربعي،
عن فضيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من مؤمن أقرض مؤمنا يلتمس به وجه الله
إلا حسب الله له أجره بحساب الصدقة حتى يرجع ماله إليه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13819] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله عز وجل: ليأذن بحرب مني من آذى
عبدي المؤمن وليأمن غضبي من أكرم عبدي المؤمن، ولو لم يكن من خلقي في الأرض
فيما بين المشرق والمغرب إلا مؤمن واحد مع إمام عادل لأستغنيت بعبادتهما عن جميع
ما خلقت في أرضي ولقامت سبع سماوات وأرضين بهما ولجعلت لهما من إيمانهما أنسا
لا يحتاجان إلى أنس سواهما (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13820] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من
بهت مؤمنا أو مؤمنة بما ليس فيه بعثه الله في طينة خبال حتى يخرج مما قال، قلت:
وما طينة الخبال؟ قال: صديد يخرج من فروج المومسات (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
صديد الجرح: ماؤه الرقيق المختلط بالدم، المومسات: الفاجرات.
[13821] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن



(1) الكافي: 4 / 34 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 350 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 357 ح 5.
172
ابن محبوب، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أغاث أخاه المؤمن
اللهفان اللهثان عند جهده فنفس كربته وأعانه على نجاح حاجته كتب الله عز وجل له بذلك
اثنتين وسبعين رحمة من الله يعجل له منها واحدة يصلح بها أمر معيشته ويدخر له
إحدى وسبعين رحمة لأفزاع يوم القيامة وأهواله (1).
الرواية صحيحة الإسناد. اللهفان: المكروب. اللهثان: العطشان.
[13822] 8 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن الهيثم بن أبي مسروق
النهدي، عن ابن محبوب، عن علي بن يقطين، عن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: إنه كان
في بني إسرائيل رجل مؤمن وكان له جار كافر وكان يرفق بالمؤمن ويوليه المعروف في
الدنيا، فلما أن مات الكافر بنى الله له بيتا في النار من طين فكان يقيه حرها ويأتيه
الرزق من غيرها وقيل له: هذا بما كنت تدخل على جارك المؤمن فلان بن فلان من
الرفق وتوليه من المعروف في الدنيا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13823] 9 - الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن الحميري، عن محمد
ابن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن محبوب، عن المثنى، عن أبي بصير، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تحقروا مؤمنا فقيرا فإنه من حقر مؤمنا فقيرا واستخف به
حقره الله تعالى ولم يزل ماقتا له حتى يرجع عن محقرته أو يتوب.
وقال: من استذل مؤمنا وحقره لقلة ذات يده ولفقره شهره الله يوم القيامة على
رؤوس الخلائق (3).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 199 ح 1.
(2) ثواب الأعمال: 202.
(3) عقاب الأعمال: 299.
173
[13824] 10 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن
حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المؤمن أعظم حرمة
من الكعبة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
الروايات الواردة في هذا المجال كثيرة جدا وقد جمعتها في كتاب مستقل وطبع لي
باسم «ألف حديث في المؤمن» فإن شئت الاطلاع على الروايات الواردة في المقام
فراجعه والحمد لله رب العالمين.



(1) الخصال: 1 / 27.
174
ميتة السوء
[13825] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد
النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الصدقة
تدفع ميتة السوء (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13826] 2 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، وأحمد بن إدريس،
عن محمد بن عبد الجبار جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن غالب، عمن
حدثه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: البر والصدقة ينفيان الفقر ويزيدان في العمر ويدفعان
تسعين ميتة السوء.
وفي خبر آخر: ويدفعان عن شيعتي ميتة السوء (2).
[13827] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله
ابن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الصدقة باليد تقي ميتة السوء وتدفع
سبعين نوعا من أنواع البلاء وتفك عن لحى سبعين شيطانا كلهم يأمره أن لا يفعل (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13828] 4 - الكليني، عن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن



(1) الكافي: 4 / 2 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 2 ح 2.
(3) الكافي: 4 / 3 ح 7.
175
عبد الرحمن بن محمد الأسدي، عن سالم بن مكرم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مر
يهودي بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: السام عليك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عليك، فقال
أصحابه: إنما سلم عليك بالموت، قال: الموت عليك قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): وكذلك
رددت، ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن هذا اليهودي يعضه أسود في قفاه فيقتله،
قال: فذهب اليهودي فاحتطب حطبا كثيرا فاحتمله ثم لم يلبث أن انصرف فقال له
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ضعه فوضع الحطب فإذا أسود في جوف الحطب عاض على عود،
فقال: يا يهودي ما عملت اليوم؟ قال: ما عملت عملا إلا حطبي هذا احتملته
فجئت به وكان معي كعكتان فأكلت واحدة وتصدقت بواحدة على مسكين، فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): بها دفع الله عنه، وقال: إن الصدقة تدفع ميتة السوء عن
الإنسان (1).
[13829] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عبد الرحمن
ابن حماد، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الصدقة لتدفع
سبعين بلية من بلايا الدنيا مع ميتة السوء، إن صاحبها لا يموت ميتة السوء أبدا مع ما
يدخر لصاحبها في الآخرة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13830] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن
زعلان، عن عبد الله بن المغيرة، عن ابن الطيار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): حجج
تترى وعمر تسعى يدفعن عيلة الفقر وميتة السوء (3).
[13831] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن



(1) الكافي: 4 / 5 ح 3.
(2) الكافي: 4 / 6 ح 6.
(3) الكافي: 4 / 261 ح 36.
176
عبد الله، عن علي البغدادي، عن أبي الحسن الضرير، عن أبي سلمة السراج، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إدمان الخف يقي ميتة السوء (1).
[13832] 8 - الصدوق رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه يقول: إن أفضل ما يتوسل به
المتوسلون الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيل الله وكلمة الإخلاص فإنها الفطرة
وإقام الصلاة فإنها الملة وإيتاء الزكاة فإنها من فرائض الله عز وجل والصوم فإنه جنة من
عذابه وحج البيت فإنه منفاة للفقر ومدحضة للذنب وصلة الرحمن فإنها مثراة في المال
ومنساة في الأجل وصدقة السر فإنها تطفئ الخطيئة وتطفئ غضب الله عز وجل وصنايع
المعروف فإنها تدفع ميتة السوء وتقي مصارع الهوان، ألا فاصدقوا فإن الله مع
الصادقين وجانبوا الكذب فإنه يجانب الإيمان، ألا إن الصادق على شفا منجاة
وكرامة، ألا إن الكاذب على شفا مخزاة وهلكة، ألا وقولوا خيرا تعرفوا به واعملوا به
تكونوا من أهله وأدوا الأمانة إلى من ائتمنكم وصلوا أرحام من قطعكم وعودوا
بالفضل على من حرمكم (2).
[13833] 9 - الصدوق، عن محمد بن علي ما جيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم،
عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبيه، ومحمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن
أبي أيوب الخزاز، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
لأصحابه ذات يوم: أرأيتم لو جمعتم ما عندكم من الثياب والآنية ثم وضعتم بعضه
على بعض أكنتم ترونه تبلغ السماء؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: ألا أدلكم على شيء
أصله في الأرض وفرعه في السماء؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: يقول أحدكم إذا
فرغ من صلاته الفريضة: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر» ثلاثين مرة
فإن أصلهن في الأرض وفرعهن في السماء وهن يدفعن الهدم والحرق والغرق والتردي



(1) الكافي: 6 / 467 ح 6.
(2) الفقيه: 1 / 205 ح 613.
177
في البئر وأكل السبع وميتة السوء والبلية التي تنزل من السماء على العبد في ذلك اليوم
وهن الباقيات (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13834] 10 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن
عقيل بن المتوكل المكي يرفعه عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال: من
صاغ خاتما من عقيق فنقش فيه محمد نبي الله وعلي ولي الله، وقاه الله ميتة السوء ولم
يمت إلا على الفطرة (2).
[13835] 11 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن
محمد بن حسان، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن، عن الحسين بن أبي العلاء،
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قرء ويل لكل همزة في فرائضه بعد عنه
الفقر وجلب عليه الرزق ويدفع عنه ميتة السوء (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13836] 12 - الصدوق، عن حمزة بن محمد، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
ابن فضال، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الصدقة بالليل تدفع
ميتة السوء وتدفع سبعين نوعا من البلاء (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13837] 13 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن [محمد بن أبي] الخزرج،
عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من تصدق في يوم أو ليلة، إن كان يوم



(1) ثواب الأعمال: 26 ح 3.
(2) ثواب الأعمال: 208 ح 8.
(3) ثواب الأعمال: 154.
(4) ثواب الأعمال: 172 ح 1.
178
فيوم وإن كان ليلة فليل، دفع الله عز وجل عنه الهدم والسبع وميتة السوء (1).
[13838] 14 - الصدوق، عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن
السكوني، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الصدقة تمنع
ميتة السوء (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13839] 15 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن إبراهيم بن عبد الصمد،
عن أبيه عبد الصمد بن موسى، عن عمه عبد الوهاب بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه
محمد بن إبراهيم قال: بعث أبو جعفر المنصور إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) وأمر
بفرش فطرحت له إلى جانبه فأجلسه عليها ثم قال: علي بمحمد، علي بالمهدي،
يقول ذلك مرارا، فقيل له: الساعة الساعة يأتي يا أمير المؤمنين، ما يحبسه إلا أنه
يتبخر.
فما لبث أن وافى وقد سبقته رائحته فأقبل المنصور على جعفر (عليه السلام) فقال:
يا أبا عبد الله حديث حدثنيه في صلة الرحم أذكره يسمعه المهدي، قال: نعم حدثني
أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الرجل ليصل
رحمه وقد بقي من عمره ثلاث سنين فيصيرها الله عز وجل ثلاثين سنة ويقطعها وقد بقي من
عمره ثلاثون سنة فيصيرها الله ثلاث سنين ثم تلا (عليه السلام): (يمحو الله ما يشاء ويثبت
وعنده أم الكتاب) (3) الآية قال: هذا حسن يا أبا عبد الله وليس إياه أردت.
قال أبو عبد الله: نعم حدثني أبي عن أبيه، عن جده، عن علي (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): صلة الرحم تعمر الديار وتزيد في الأعمار وإن كان أهلها غير
أخيار، قال: هذا حسن يا أبا عبد الله وليس هذا أردت.



(1) ثواب الأعمال: 169 ح 7.
(2) ثواب الأعمال: 169 ح 8.
(3) سورة الرعد: 39.
179
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): نعم حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليهم السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): صلة الرحم تهون الحساب وتقي ميتة السوء، قال
المنصور: نعم إياه أردت (1).
[13840] 16 - الطوسي بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن عبد الله بن مغيرة، عن
أبي أيوب قال: حدثني أبو بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال
لأصحابه ذات يوم: أرأيتم لو جمعتم ما عندكم من الثياب والآنية ثم وضعتم بعضه
على بعض ترونه يبلغ السماء؟ قالوا: لا يا رسول الله، فقال: يقول أحدكم إذا فرغ من
صلاته: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر» ثلاثين مرة وهن يدفعن
الهدم والغرق والحرق والتردي في البئر وأكل السبع وميتة السوء والبلية التي نزلت
على العبد في ذلك اليوم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13841] 17 - محمد بن محمد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل، عن أبيه،
عن جده، عن أبيه جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن علي (عليه السلام)، عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: صنيع المعروف يدفع ميتة السوء والصدقة في السر تطفئ
غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر وتنفي الفقر وقول «لا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم» من كنوز الجنة وهي شفاء من تسعة وتسعين داء أدناه الهم (3).
رويها السيد فضل الله الراوندي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في نوادره: 94 ح 38.
[13842] 18 - القاضي القضاعي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: فعل المعروف
يقي مصارع السوء (4).



(1) أمالي الطوسي: المجلس السابع عشر ح 18 / 480 الرقم 1049.
(2) التهذيب: 2 / 107 ح 174.
(3) الجعفريات: 188.
(4) شرح شهاب الأخبار: 31 ح 94.
180
وفي بعض نسخ كتابه ورد هكذا: صنائع المعروف تقي مصارع السوء.
[13843] 19 - القاضي القضاعي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: الصدقة تمنع
ميتة السوء (1).
[13844] 20 - الشيخ ورام بن أبي فراس رفعه وقال: قيل: كان حارثة بن النعمان
قد ذهب بصره فاتخذ خيطا من مصلاه إلى باب حجرته ووضع عنده مكتلا فيه تمر،
فكان إذا جاء المسكين يسأل، أخذ من ذلك المكتل، ثم أخذ بطرف الخيط حتى
يناوله، وكان أهله يقولون له: نحن نكفيك، فيقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول:
مناولة المسكين تقي ميتة السوء (2).
المكتل: الزبيل الذي يحمل فيه التمر، كما في لسان العرب: 11 / 583.



(1) شرح شهاب الأخبار: 30 ح 91.
(2) تنبيه الخواطر: 2 / 285، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 7 / 165.
181
الميثاق
[13845] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد العزيز بن المهتدي، عن
عبد الله بن جندب أنه كتب إليه الرضا (عليه السلام): أما بعد فإن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) كان أمين الله في
خلقه فلما قبض (صلى الله عليه وآله وسلم) كنا أهل البيت ورثته، فنحن امناء الله في أرضه، عندنا علم
البلايا والمنايا وأنساب العرب ومولد الإسلام، وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه
بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق، وإن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم أخذ
الله علينا وعليهم الميثاق يردون موردنا ويدخلون مدخلنا، ليس على ملة الاسلام
غيرنا وغيرهم، نحن النجباء النجاة ونحن أفراط الأنبياء ونحن أبناء الأوصياء
ونحن المخصوصون في كتاب الله عز وجل ونحن أولى الناس بكتاب الله ونحن أولى الناس
برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونحن الذين شرع الله لنا دينه فقال في كتابه: (شرع لكم)
يا آل محمد (من الدين ما وصى به نوحا) قد وصانا بما وصى به نوحا (والذي
أوحينا إليك) يا محمد (وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى) فقد علمنا
وبلغنا علم ما علمنا واستودعنا علمهم نحن ورثة أولي العزم من الرسل (أن أقيموا
الدين) يا آل محمد (ولا تتفرقوا فيه) وكونوا على جماعة (كبر على
المشركين) من أشرك بولاية علي (ما تدعوهم إليه) من ولاية علي إن الله
يا محمد (يهدي إليه من ينيب) (1) من يجيبك إلى ولاية علي (عليه السلام) (2).



(1) سورة الشورى: 13.
(2) الكافي: 1 / 223 ح 1.
182
[13846] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن البرقي، عن ابن سنان، أو
غيره رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا صدور
منيرة أو قلوب سليمة أو أخلاق حسنة، إن الله أخذ من شيعتنا الميثاق كما أخذ على
بني آدم (ألست بربكم) (1) فمن وفى لنا وفى الله له بالجنة ومن أبغضنا ولم يؤد إلينا
حقنا ففي النار خالدا مخلدا (2).
[13847] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
الحسين بن نعيم الصحاف قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (فمنكم مؤمن
ومنكم كافر) (3) فقال: عرف الله إيمانهم بولايتنا وكفرهم بها، يوم أخذ عليهم
الميثاق في صلب آدم (عليه السلام) وهم ذر (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13848] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن ابن رئاب، عن بكير بن أعين قال: كان أبو جعفر (عليه السلام) يقول: إن الله أخذ ميثاق
شيعتنا بالولاية لنا وهم ذر، يوم أخذ الميثاق على الذر، بالإقرار له بالربوبية
ولمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنبوة وعرض الله جل وعز على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أمته في الطين وهم أظلة
وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم وخلق الله أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام
وعرضهم عليه وعرفهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعرفهم عليا ونحن نعرفهم في لحن
القول (5).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) سورة الأعراف: 172.
(2) الكافي: 1 / 401 ح 3.
(3) سورة التغابن: 2، والآية هكذا: (فمنكم كافر ومنكم مؤمن).
(4) الكافي: 1 / 413 ح 4.
(5) الكافي: 1 / 437 ح 9.
183
[13849] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
داود العجلي، عن زرارة، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى
حيث خلق الخلق خلق ماء عذبا وماء مالحا أجاجا فامتزج الماءان فأخذ طينا من
أديم الأرض فعركه عركا شديدا، فقال لأصحاب اليمين وهم كالذر يدبون: إلى الجنة
بسلام، وقال لأصحاب الشمال: إلى النار ولا أبالي ثم قال: (ألست بربكم قالوا بلى
شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) (1) ثم أخذ الميثاق على النبيين
فقال: ألست بربكم وأن هذا محمد رسولي وأن هذا علي أمير المؤمنين؟ قالوا: بلى
فثبتت لهم النبوة وأخذ الميثاق على أولي العزم أنني ربكم ومحمد رسولي وعلي
أمير المؤمنين وأوصياؤه من بعده ولاة أمري وخزان علمي (عليهم السلام) وأن المهدي أنتصر به
لديني واظهر به دولتي وأنتقم به من أعدائي واعبد به طوعا وكرها، قالوا: أقررنا
يا رب وشهدنا، ولم يجحد آدم ولم يقر فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي ولم يكن
لآدم عزم على الإقرار به وهو قوله عز وجل (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد
له عزما) (2) قال: إنما هو فترك، ثم أمر نارا فأججت فقال لأصحاب الشمال:
ادخلوها، فهابوها، وقال لأصحاب اليمين: ادخلوها، فدخلوها فكانت عليهم بردا
وسلاما، فقال أصحاب الشمال: يا رب أقلنا، فقال: قد أقلتكم اذهبوا فأدخلوا،
فهابوها، فثم ثبتت الطاعة والولاية والمعصية (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13850] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن موسى، عن العباس بن معروف،
عن ابن أبي نجران، عن عبد الله بن سنان، عن ابن أبي يعفور، عن أبي حمزة، عن



(1) سورة الأعراف: 172.
(2) سورة طه: 115.
(3) الكافي: 2 / 8 ح 1.
184
أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال له رجل: كيف سميت الجمعة؟ قال: إن الله عز وجل جمع فيها
خلقه لولاية محمد ووصيه في الميثاق فسماه يوم الجمعة لجمعه فيه خلقه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13851] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، وغيره، عن محمد بن أحمد، عن موسى
ابن عمر، عن ابن سنان، عن أبي سعيد القماط، عن بكير بن أعين قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) لأي علة وضع الله الحجر في الركن الذي هو فيه ولم يوضع في غيره؟
ولأي علة تقبل؟ ولأي علة أخرج من الجنة؟ ولأي علة وضع ميثاق العباد والعهد
فيه ولم يوضع في غيره؟ وكيف السبب في ذلك؟ تخبرني جعلني الله فداك فإن تفكري
فيه لعجب؟ قال: فقال: سألت وأعضلت في المسألة واستقصيت فافهم الجواب
وفرغ قلبك واصغ سمعك أخبرك إن شاء الله إن الله تبارك وتعالى وضع الحجر الأسود
وهي جوهرة أخرجت من الجنة إلى آدم (عليه السلام) فوضعت في ذلك الركن لعلة الميثاق وذلك
أنه لما أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم حين أخذ الله عليهم الميثاق في ذلك المكان
وفي ذلك المكان ترائى لهم ومن ذلك المكان يهبط الطير على القائم (عليه السلام) فأول من يبايعه
ذلك الطائر وهو والله جبرئيل (عليه السلام) وإلى ذلك المقام يسند القائم ظهره وهو الحجة
والدليل على القائم وهو الشاهد لمن وافاه في ذلك المكان والشاهد على من أدى إليه
الميثاق والعهد الذي أخذ الله عز وجل على العباد.
وأما القبلة والإستلام فلعلة العهد تجديدا لذلك العهد والميثاق وتجديدا للبيعة
ليؤدوا إليه العهد الذي أخذ الله عليهم في الميثاق فيأتوه في كل سنة ويؤدوا إليه ذلك
العهد والأمانة اللذين أخذا عليهم ألا ترى أنك تقول: «أمانتي أديتها وميثاقي
تعاهدته لتشهد لي بالموافاة» ووالله ما يؤدي ذلك أحد غير شيعتنا ولا حفظ ذلك
العهد والميثاق أحد غير شيعتنا وإنهم ليأتوه فيعرفهم ويصدقهم ويأتيه غيرهم



(1) الكافي: 3 / 415 ح 7.
185
فينكرهم ويكذبهم وذلك أنه لم يحفظ ذلك غيركم فلكم والله يشهد وعليهم والله يشهد
بالخفر والجحود والكفر وهو الحجة البالغة من الله عليهم يوم القيامة يجيئ وله لسان
ناطق وعينان في صورته الاولى يعرفه الخلق ولا ينكره، يشهد لمن وافاه وجدد العهد
والميثاق عنده، بحفظ العهد والميثاق وأداء الأمانة ويشهد على كل من أنكر وجحد
ونسي الميثاق بالكفر والإنكار.
فأما علة ما أخرجه الله من الجنة فهل تدري ما كان الحجر؟ قلت: لا، قال: كان
ملكا من عظماء الملائكة عند الله فلما أخذ الله من الملائكة الميثاق كان أول من آمن به
وأقر ذلك الملك فاتخذه الله أمينا على جميع خلقه فألقمه الميثاق وأودعه عنده واستعبد
الخلق أن يجددوا عنده في كل سنة الإقرار بالميثاق والعهد الذي أخذ الله عز وجل عليهم،
ثم جعله الله مع آدم في الجنة يذكره الميثاق ويجدد عنده الإقرار في كل سنة فلما عصى
آدم وأخرج من الجنة أنساه الله العهد والميثاق الذي أخذ الله عليه وعلى ولده
لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولوصيه (عليه السلام) وجعله تائها حيرانا فلما تاب الله على آدم حول ذلك الملك
في صورة درة بيضاء فرماه من الجنة إلى آدم (عليه السلام) وهو بأرض الهند فلما نظر إليه آنس
إليه وهو لا يعرفه بأكثر من أنه جوهرة وأنطقه الله عز وجل فقال له: يا آدم أتعرفني؟
قال: لا، قال: أجل استحوذ عليك الشيطان فأنساك ذكر ربك ثم تحول إلى صورته
التي كان مع آدم في الجنة فقال لآدم: أين العهد والميثاق؟ فوثب إليه آدم وذكر الميثاق
وبكى وخضع له وقبله وجدد الإقرار بالعهد والميثاق ثم حوله الله عز وجل إلى جوهرة
الحجر درة بيضاء صافية تضيئ فحمله آدم (عليه السلام) على عاتقه إجلالا له وتعظيما فكان
إذا أعيا حمله عنه جبرئيل (عليه السلام) حتى وافا به مكة فما زال يأنس به بمكة ويجدد الإقرار له
كل يوم وليلة ثم إن الله عز وجل لما بنى الكعبة وضع الحجر في ذلك المكان لأنه تبارك وتعالى
حين أخذ الميثاق من ولد آدم أخذه في ذلك المكان وفي ذلك المكان ألقم الملك الميثاق
ولذلك وضع في ذلك الركن ونحى آدم من مكان البيت إلى الصفا وحوا إلى المروة

186
ووضع الحجر في ذلك الركن فلما نظر آدم من الصفا وقد وضع الحجر في الركن كبر الله
وهلله ومجده فلذلك جرت السنة بالتكبير واستقبال الركن الذي فيه الحجر من الصفا
فإن الله أودعه الميثاق والعهد دون غيره من الملائكة لأن الله عز وجل لما أخذ الميثاق له
بالربوبية ولمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنبوة ولعلي (عليه السلام) بالوصية اصطكت فرائص الملائكة فأول
من أسرع إلى الإقرار ذلك الملك لم يكن فيهم أشد حبا لمحمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) منه
ولذلك اختاره الله من بينهم وألقمه الميثاق وهو يجيئ يوم القيامة وله لسان ناطق
وعين ناظرة يشهد لكل من وافاه إلى ذلك المكان وحفظ الميثاق (1).
[13852] 8 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن الحذاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن
الحسين (عليه السلام) لا يرى بالعزل بأسا فقرأ هذه الآية (وإذ أخذ ربك من بني آدم من
ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) (2) فكل شيء
أخذ الله منه الميثاق فهو خارج وإن كان على صخرة صماء (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13853] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن عيسى، عن علي بن النعمان،
عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أخذ الله ميثاق المؤمن على أن لا تصدق
مقالته ولا ينتصف من عدوه، وما من مؤمن يشفى نفسه إلا بفضيحتها لأن كل مؤمن
ملجم (4).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 4 / 184 ح 3.
(2) سورة الأعراف: 172.
(3) الكافي: 5 / 504 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 249 ح 1.
187
[13854] 10 - الكليني، عن الحسين بن محمد، ومحمد بن يحيى جميعا، عن محمد بن سالم
ابن أبي سلمة، عن الحسن بن شاذان الواسطي قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام)
أشكو جفاء أهل واسط وحملهم علي وكانت عصابة من العثمانية تؤذيني، فوقع بخطه:
إن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق أوليائنا على الصبر في دولة الباطل فاصبر لحكم ربك
فلو قد قام سيد الخلق لقالوا: (يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن
وصدق المرسلون) (1) (2).
المراد بسيد الخلق هو الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف
والرواية تدل على الرجعة في ظهوره (عليه السلام).
[13855] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعلي بن إبراهيم،
عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: إن الله عز وجل إذا أراد أن يخلق النطفة التي مما أخذ عليها الميثاق في صلب آدم أو ما
يبدو له فيه ويجعلها في الرحم حرك الرجل للجماع وأوحى إلى الرحم: أن افتحي
بابك حتى يلج فيك خلقي وقضائي النافذ وقدري، فتفتح الرحم بابها فتصل النطفة
إلى الرحم فتردد فيه أربعين يوما ثم تصير علقة أربعين يوما ثم تصير مضغة أربعين
يوما ثم تصير لحما تجري فيه عروق مشتبكة ثم يبعث الله ملكين خلاقين يخلقان في
الأرحام ما يشاء الله فيقتحمان في بطن المرأة من فم المرأة فيصلان إلى الرحم وفيها
الروح القديمة المنقولة في أصلاب الرجال وأرحام النساء فينفخان فيها روح الحياة
والبقاء ويشقان له السمع والبصر وجميع الجوارح وجميع ما في البطن بإذن الله ثم
يوحي الله إلى الملكين: اكتبا عليه قضائي وقدري ونافذ أمري واشترطا لي البداء فيما
تكتبان، فيقولان يا رب ما نكتب؟ فيوحي الله إليهما أن ارفعا رؤوسكما إلى رأس أمه



(1) سورة يس: 51.
(2) الكافي: 8 / 247 ح 346.
188
فيرفعان رؤوسهما فإذا اللوح يقرع جبهة أمه فينظران فيه فيجدان في اللوح صورته
وزينته وأجله وميثاقه شقيا أو سعيدا وجميع شأنه، قال: فيملي أحدهما على صاحبه
فيكتبان جميع ما في اللوح ويشترطان البداء فيما يكتبان ثم يختمان الكتاب ويجعلانه بين
عينيه ثم يقيمانه قائما في بطن أمه، قال: فربما عتى فانقلب ولا يكون ذلك إلا في كل
عات أو مارد وإذا بلغ أوان خروج الولد تاما أو غير تام أوحى الله عز وجل إلى الرحم: أن
افتحي بابك حتى يخرج خلقي إلى أرضي وينفذ فيه أمري فقد بلغ أوان خروجه،
قال: فيفتح الرحم باب الولد فيبعث الله إليه ملكا يقال له: زاجر، فيزجره زجرة
فيفزع منها الولد فينقلب فيصير رجلاه فوق رأسه ورأسه في أسفل البطن ليسهل الله
على المرأة وعلى الولد الخروج، قال: فإذا احتبس زجره الملك زجرة أخرى فيفزع
منها فيسقط الولد إلى الأرض باكيا فزعا من الزجرة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13856] 12 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، وعن أبيه،
عن سعد، عن ابن عيسى، جميعا عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب
السجستاني قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن الله عز وجل لما أخرج ذرية آدم (عليه السلام) من
ظهره ليأخذ عليهم الميثاق له بالربوبية وبالنبوة لكل نبي كان أول من أخذ عليهم
الميثاق بالنبوة نبوة محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم قال الله جل جلاله لآدم (عليه السلام): انظر
ما ذا ترى؟ قال: فنظر آدم إلى ذريته وهم ذر قد ملؤوا السماء فقال آدم: يا رب
ما أكثر ذريتي ولأمر ما خلقتهم؟ فما تريد منهم بأخذك الميثاق عليهم؟ فقال الله
جل وعز: ليعبدونني ولا يشركن بي شيئا ويؤمنون برسلي ويتبعونهم، قال آدم (عليه السلام):
فما لي أرى بعض الذر أعظم من بعض وبعضهم له نور كثير وبعضهم له نور قليل
وبعضهم ليس له نور؟ قال الله عز وجل: كذلك خلقتهم لأبلوهم في كل حالاتهم، قال



(1) الكافي: 6 / 13 ح 4.
189
آدم (عليه السلام): يا رب أفتأذن لي في الكلام فأتكلم؟ قال الله جل جلاله: تكلم فإن روحك
من روحي وطبيعتك من خلاف كينونتي، قال آدم: يا رب لو كنت خلقتهم على مثال
واحد وقدر واحد وطبيعة واحدة وجبلة واحدة وألوان واحدة وأعمار واحدة
وأرزاق سواء لم يبغ بعضهم على بعض ولم يكن بينهم تحاسد ولا تباغض ولا اختلاف
في شيء من الأشياء؟ فقال الله جل جلاله: يا آدم بروحي نطقت وبضعف طبعك
تكلفت ما لا علم لك به وأنا الله الخلاق العليم بعلمي خالفت بين خلقهم وبمشيئتي
أمضي فيهم أمري وإلى تدبيري وتقديري هم صائرون لا تبديل لخلقي وإنما خلقت
الجن والانس ليعبدوني وخلقت الجنة لمن عبدني وأطاعني منهم واتبع رسلي ولا أبالي
وخلقت النار لمن كفر بي وعصاني ولم يتبع رسلي ولا أبالي وخلقتك وخلقت ذريتك
من غير فاقة بي إليك وإليهم وإنما خلقتك وخلقتهم لأبلوك وأبلوهم أيكم أحسن
عملا في دار الدنيا في حياتكم وقبل مماتكم، وكذلك خلقت الدنيا والآخرة والحياة
والموت والطاعة والمعصية والجنة والنار، وكذلك أردت في تقديري وتدبيري
وبعلمي النافذ فيهم خالفت بين صورهم وأجسامهم وألوانهم وأعمارهم وأرزاقهم
وطاعتهم ومعصيتهم فجعلت منهم السعيد والشقي والبصير والأعمى والقصير
والطويل والجميل والذميم والعالم والجاهل والغني والفقير والمطيع والعاصي
والصحيح والسقيم ومن به الزمانة ومن لا عاهة به، فينظر الصحيح إلى الذي به
العاهة فيحمدني على عافيته وينظر الذي به العاهة إلى الصحيح فيدعوني ويسألني أن
أعافيه ويصبر على بلائي فأثيبه جزيل عطائي، وينظر الغني إلى الفقير فيحمدني
ويشكرني وينظر الفقير إلى الغني فيدعوني ويسألني، وينظر المؤمن إلى الكافر
فيحمدني على ما هديته فلذلك خلقتهم لأبلوهم في السراء والضراء وفيما عافيتهم وفيما
ابتليتهم وفيما أعطيتهم وفيما أمنعهم وأنا الله الملك القادر، ولي أن أمضي جميع ما قدرت
على ما دبرت وإلي أن أغير عن ذلك ما شئت إلى ما شئت فأقدم من ذلك ما أخرت

190
وأؤخر ما قدمت، وأنا الله الفعال لما أريد لا أسأل عما أفعل وأنا أسأل خلقي عما هم
فاعلون (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13857] 13 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد
ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن عبيد الله بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: سألته لم يستلم الحجر؟ قال: لأن مواثيق الخلائق فيه.
وفي حديث آخر قال: لأن الله تعالى لما أخذ مواثيق العباد أمر الحجر فالتقمها فهو
يشهد لمن وافاه بالموافاة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13858] 14 - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن الصفار، عن
العباس بن معروف، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن أبي بصير وزرارة ومحمد
ابن مسلم كلهم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تعالى خلق الحجر الأسود ثم أخذ
الميثاق على العباد، ثم قال للحجر: التقمه، والمؤمنون يتعاهدون ميثاقهم (3).
الرواية صحيحة الإسناد. ومثلها يعرف بصحيحة الفضلاء.
[13859] 15 - العياشي رفعه عن الأصبغ بن نباتة، عن علي (عليه السلام) قال: أتاه ابن الكواء
فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن الله تبارك وتعالى هل كلم أحدا من ولد آدم قبل
موسى؟ فقال علي (عليه السلام): قد كلم الله جميع خلقه برهم وفاجرهم وردوا عليه الجواب،
فثقل ذلك على ابن الكواء ولم يعرفه فقال له: كيف كان ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال
له: أوما تقرأ كتاب الله إذ يقول لنبيه: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم



(1) علل الشرايع: 10 ح 4.
(2) علل الشرايع: 423 ح 1.
(3) علل الشرايع: 424 ح 5.
191
ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) (1) فقد أسمعكم كلامه
وردوا عليه الجواب كما تسمع في قول الله يا بن الكواء (قالوا بلى) فقال لهم: إني أنا
الله لا إله إلا أنا وأنا الرحمن، فأقروا له بالطاعة والربوبية وميز الرسل والأنبياء
والأوصياء وأمر الخلق بطاعتهم فأقروا بذلك في الميثاق، فقالت الملائكة عند
إقرارهم لذلك: شهدنا عليكم يا بني آدم أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا
غافلين (2).
[13860] 16 - العياشي رفعه عن ابن مسكان، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أمتي عرضت على الميثاق فكان أول من آمن بي علي
وهو أول من صدقني حين بعثت وهو الصديق الأكبر والفاروق يفرق بين الحق
والباطل (3).
[13861] 17 - الصفار، عن الحسن بن محبوب، عن صالح بن سهل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
إن بعض قريش قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): بأي شيء سبقت الأنبياء وأنت بعثت آخرهم
وخاتمهم؟ قال: إني كنت أول من أقر بربي وأول من أجاب حيث أخذ الله ميثاق
النبيين (وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) وكنت أنا أول نبي قال:
بلى فسبقتهم بالإقرار بالله (4).
رويها العياشي في تفسيره: 2 / 39 ح 107 عن صالح بن سهل.
[13862] 18 - الصفار، عن الحسن بن علي بن النعمان، عن يحيى بن أبي زكريا بن
عمرو الزيات، عن أبيه، ومحمد بن سماعة، عن فيض بن أبي شيبة، عن محمد بن



(1) سورة الأعراف: 172.
(2) تفسير العياشي: 2 / 41 ح 116.
(3) تفسير العياشي: 2 / 41 ح 115.
(4) بصائر الدرجات: 83 ح 2.
192
مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق النبيين على
ولاية علي وأخذ عهد النبيين بولاية علي (عليه السلام) (1).
[13863] 19 - علي بن إبراهيم بن هاشم القمي، عن أبيه، عن النضر بن سويد،
عن يحيى الحلبي، عن ابن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أول من سبق من الرسل
إلى بلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذلك أنه كان أقرب الخلق إلى الله تبارك وتعالى وكان بالمكان
الذي قال له جبرئيل لما أسري به إلى السماء: تقدم يا محمد فقد وطأت موطئا لم تطأه
ملك مقرب ولا نبي مرسل ولو لا أن روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لما قدر أن
يبلغه فكان من الله عز وجل كما قال الله: (قاب قوسين أو أدنى) (2) أي بل أدنى فلما
خرج الأمر من الله وقع إلى أوليائه (عليهم السلام)، فقال الصادق (عليه السلام): كان الميثاق مأخوذا
عليهم لله بالربوبية ولرسوله بالنبوة ولأمير المؤمنين والأئمة بالإمامة فقال: ألست
بربكم ومحمد نبيكم وعلي إمامكم والأئمة الهادون أئمتكم؟ فقالوا: بلى فقال الله:
(شهدنا أن تقولوا يوم القيامة) أي لئلا تقولوا يوم القيامة (إنا كنا عن هذا
غافلين) (3) فأول ما أخذ الله عز وجل الميثاق على الأنبياء بالربوبية وهو قوله (وإذ
أخذنا من النبيين ميثاقهم) فذكر جملة الأنبياء ثم أبرز أفضلهم بالأسامي فقال
(ومنك) يا محمد فقدم رسول الله (عليه السلام) لأنه أفضلهم (ومن نوح وإبراهيم وموسى
وعيسى بن مريم) (4) فهؤلاء الخمسة أفضل الأنبياء ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أفضلهم ثم
أخذ بعد ذلك ميثاق رسول الله على الأنبياء له بالإيمان به وعلى أن ينصروا أمير
المؤمنين فقال: (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم



(1) بصائر الدرجات: 73 ح 4.
(2) سورة النجم: 9.
(3) سورة الأعراف: 172.
(4) سورة الأحزاب: 7.
193
رسول مصدق لما معكم) يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (لتؤمنن به ولتنصرنه) (1)
يعني أمير المؤمنين صلوات الله عليه أخبروا أممكم بخبره وخبر وليه من
الأئمة (عليهم السلام) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13864] 20 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن ليث بن محمد، عن أحمد
ابن عبد الصمد، عن خاله أبي الصلت الهروي، عن عبد العزيز بن عبد الصمد، عن
أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: حج عمر بن الخطاب في إمرته فلما
افتتح الطواف حاذى الحجر الأسود ومر فاستلمه وقبله وقال: أقبلك وإني لأعلم أنك
حجر لا تضر ولا تنفع، ولكن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بك حفيا ولو لا إني رأيته يقبلك
ما قبلتك. قال: وكان في الحجيج علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: بلى والله إنه ليضر
وينفع، قال: وبم قلت ذلك يا أبا الحسن؟ قال: بكتاب الله تعالى، قال: أشهد أنك
لذو علم بكتاب الله فأين ذلك من الكتاب؟ قال: قول الله عز وجل (وإذ أخذ ربك من
بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى
شهدنا) (3) وأخبرك إن الله سبحانه لما خلق آدم مسح ظهره فاستخرج ذريته من
صلبه نسما في هيئة الذر فألزمهم العقل وقررهم أنه الرب وأنهم العبيد فأقروا له
بالربوبية وشهدوا على أنفسهم بالعبودية، والله عز وجل يعلم أنهم في ذلك في منازل مختلفة
فكتب أسماء عبيده في رق وكان لهذا الحجر يومئذ عينان ولسان وشفتان فقال له:
افتح فاك ففتح فاه فألقمه ذلك الرق ثم قال له: اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة،
فلما هبط آدم (عليه السلام) هبط والحجر معه، فجعل في موضعه الذي ترى من هذا الركن،



(1) سورة آل عمران: 81.
(2) تفسير القمي: 1 / 246، ونقل عنه في بحار الأنوار 3 / 65 طبع الكمباني.
(3) سورة الأعراف: 172.
194
وكانت الملائكة تحج هذا البيت من قبل أن يخلق الله تعالى آدم ثم حجه آدم ثم نوح من
بعده ثم هدم البيت ودرست قواعده، فاستودع الحجر من أبي قبيس، فلما أعاد
إبراهيم وإسماعيل (عليه السلام) بناء البيت وبناء قواعده واستخرجا الحجر من أبي قبيس
بوحي من الله عز وجل فجعلاه بحيث هو اليوم من هذا الركن، وهو من حجارة الجنة وكان
لما انزل في مثل لون الدر وبياضه وصفاء الياقوت وضيائه فسودته أيدي الكفار
ومن كان يلمسه من أهل الشرك بعتائرهم. فقال عمر: لا عشت في أمة لست فيها
يا أبا الحسن (1).
العتائر: جمع عتيرة وهي شاة يذبحها أهل الجاهلية في رجب يتقربون بها وهي
أيضا الذبيحة التي كانت تذبح للأصنام فيصب دمها على رأسها.
والروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع بصائر الدرجات: 70 وتفسير
العياشي: 2 / 37، والبرهان في تفسير القرآن: 2 / 605، وبحار الأنوار: 3 / 62
طبع الكمباني و 5 / 225 من طبع الحروفي، وغيرها من كتب الأخبار والحمد لله
رب العالمين.



(1) أمالي الطوسي: المجلس السابع عشر ح 10 / 476 الرقم 1041.
195
باب النون

197
النار
[13865] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أكثر ما تلج به أمتي النار الأجوفان:
البطن والفرج (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13866] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري،
عن أحمد بن يونس، عن أبي هاشم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إنما خلد أهل النار في
النار لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا، وإنما خلد أهل
الجنة في الجنة لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبدا، فبالنيات
خلد هؤلاء وهؤلاء ثم تلا قوله تعالى (قل كل يعمل على شاكلته) (2) قال: على
نيته (3).
[13867] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن عبد الله بن بكير، عن حمزة بن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الجنة
محفوفة بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة، وجهنم محفوفة



(1) الكافي: 2 / 79 ح 5.
(2) سورة الإسراء: 84.
(3) الكافي: 2 / 85 ح 5.
199
باللذات والشهوات فمن أعطى نفسه لذتها وشهوتها دخل النار (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13868] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان
ابن عيسى، عن عبد الله بن مسكان عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل
(فما أصبرهم على النار) (2) فقال: ما أصبرهم على فعل ما يعلمون أنه يصيرهم
إلى النار (3).
[13869] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس،
عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من خاف الناس لسانه فهو في
النار (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13870] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الشك والمعصية في النار، ليسا منا ولا إلينا (5).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13871] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
داود العجلي مولى أبي المغرا قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ثلاث أعطين سمع
الخلايق: الجنة والنار والحور العين فإذا صلى العبد وقال: اللهم أعتقني من النار
وأدخلني الجنة وزوجني من الحور العين، قالت النار: يا رب إن عبدك قد سألك أن
تعتقه مني فأعتقه، وقالت الجنة: يا رب إن عبدك قد سألك إياي فأسكنه [في]،



(1) الكافي: 2 / 89 ح 7.
(2) سورة البقرة: 175.
(3) الكافي: 2 / 268 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 327 ح 3.
(5) الكافي: 2 / 400 ح 5.
200
وقالت الحور العين: يا رب إن عبدك قد خطبنا إليك فزوجه منا، فإن هو انصرف من
صلاته ولم يسأل الله شيئا من هذه، قلن الحور العين: إن هذا العبد فينا لزاهد،
وقالت الجنة: إن هذا العبد في لزاهد، وقالت النار: إن هذا العبد في
لجاهل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13872] 8 - الصدوق، عن ابن إدريس، عن أبيه، عن محمد بن عبد الجبار، عن
ابن البطائني، عن إسماعيل بن دينار، عن عمرو بن ثابت، عن أبي جعفر محمد بن
علي الباقر (عليه السلام) قال: إن أهل النار يتعاوون فيها كما يتعاوى الكلاب والذئاب مما
يلقون من أليم العذاب فما ظنك - يا عمرو - بقوم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف
عنهم من عذابها عطاش فيها جياع كليلة أبصارهم صم بكم عمي مسودة وجوههم،
خاسئين فيها نادمين، مغضوب عليهم فلا يرحمون من العذاب ولا يخفف عنهم وفي
النار يسجرون ومن الحميم يشربون ومن الزقوم يأكلون وبكلاليب النار يخطمون،
وبالمقامع يضربون والملائكة الغلاظ الشداد لا يرحمون فهم في النار يسحبون على
وجوههم مع الشياطين يقرنون، وفي الأنكال والأغلال يصفدون، إن دعوا لم
يستجب لهم وإن سألوا حاجة لم تقض لهم، هذه حال من دخل النار (2)
الأنكال: جمع نكل، القيد الشديد.
[13873] 9 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن الحسن بن
علي الكوفي، عن العباس بن عامر، عن أحمد بن رزق، عن يحيى بن أبي العلاء، عن
جابر، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: إن عبدا مكث في النار سبعين خريفا والخريف
سبعون سنة، قال: ثم أنه سأل الله عز وجل بحق محمد وأهل بيته لما رحمتني، قال: فأوحى



(1) الكافي: 3 / 344 ح 22.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الثاني والثمانون ح 14 / 651 الرقم 886.
201
الله جل جلاله إلى جبرئيل (عليه السلام): أن اهبط إلى عبدي فأخرجه، قال: يا رب وكيف
لي بالهبوط في النار؟ قال: إني قد أمرتها أن تكون عليك بردا وسلاما، قال: يا رب
فما علمي بموضعه؟ قال: إنه في جب من سجين، قال: فهبط في النار فوجده وهو
معقول على وجهه فأخرجه، فقال عز وجل: يا عبدي كم لبثت تناشدني في النار؟ قال:
ما أحصيه يا رب، قال: أما وعزتي لو لا ما سألتني به لأطلت هوانك في النار، ولكنه
حتمت على نفسي أن لا يسألني عبد بحق محمد وأهل بيته إلا غفرت له ما كان بيني
وبينه وقد غفرت لك اليوم (1)
[13874] 10 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن ابن فضال، عن
ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث
أسري به إلى السماء لم يمر بخلق من خلق الله إلا رأى منه ما يحب من البشر واللطف
والسرور به حتى مر بخلق من خلق الله فلم يلتفت إليه ولم يقل له شيئا فوجده قاطبا
عابسا، فقال: يا جبرئيل ما مررت بخلق من خلق الله إلا رأيت البشر واللطف
والسرور منه إلا هذا، فمن هذا؟ قال: هذا مالك خازن النار، هكذا خلقه ربه.
قال: فإني أحب أن تطلب إليه أن يريني النار فقال له جبرئيل: إن هذا محمد
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد سألني أن أطلب إليك أن تريه النار، قال: فأخرج له عنقا منها
فرآها، فما افتر ضاحكا حتى قبضه الله عز وجل (2).
الرواية موثقة سندا.
عنقا: أي طائفة، ما افتر ضاحكا: أي ما ابتسم وما بدت ثناياه بالتبسم.
[13875] 11 - الصدوق عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن ابن معروف، عن
إسماعيل بن همام، عن ابن غزوان، عن السكوني، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن



(1) أمالي الصدوق: المجلس السادس والتسعون ح 4 / 770 الرقم 1044.
(2) أمالي الصدوق: المجلس السابع والثمانون ح 6 / 696 الرقم 952.
202
أبيه (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن علي (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: تكلم النار يوم القيامة
ثلاثة: أميرا وقاريا وذا ثروة من المال، فتقول للأمير: يا من وهب الله له سلطانا فلم
يعدل، فتزدرده كما يزدرد الطير حب السمسم، وتقول للقارئ: يا من تزين للناس
وبارز الله بالمعاصي فتزدرده، وتقول للغني: يا من وهب الله له دنيا كثيرة واسعة
فيضا وسأله الفقير اليسير قرضا فأبى إلا بخلا، فتزدرده (1).
الإزدراد: الإبتلاع، السمسم: ما يقال له بالفارسية، كنجد.
[13876] 12 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن النهدي، عن ابن محبوب، عن
علي بن يقطين، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: كان في بني إسرائيل رجل مؤمن
وكان له جار كافر فكان يرفق بالمؤمن ويوليه المعروف في الدنيا فلما أن مات الكافر
بنى الله له بيتا في النار من طين فكان يقيه حرها ويأتيه الرزق من غيرها، وقيل له:
هذا بما كنت تدخل على جارك المؤمن فلان بن فلان من الرفق وتوليه من المعروف في
الدنيا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13877] 13 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن الحسين، عن
محمد بن عبد الله بن هلال، عن عقبة بن خالد، عن ميسر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
إن في جهنم لجبلا يقال له: الصعدى، وإن في الصعدى لواديا يقال له: سقر، وإن في
سقر لجبا يقال له: هبهب، كلما كشف غطاء ذلك الجب ضج أهل النار من حره وذلك
منازل الجبارين (3).
[13878] 14 - الصدوق، عن الوراق، عن الأسدي، عن سهل، عن عبد العظيم الحسني،



(1) الخصال: 1 / 111 ح 84.
(2) ثواب الأعمال: 202.
(3) عقاب الأعمال: 323.
203
الحسني، عن محمد بن علي (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن
أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين قال: دخلت أنا وفاطمة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فوجدته يبكي بكاء شديدا فقلت: فداك أبي وأمي يا رسول الله ما الذي أبكاك؟
فقال: يا علي ليلة أسري بي إلى السماء رأيت نساء من أمتي في عذاب شديد
فأنكرت شأنهن فبكيت لما رأيت من شدة عذابهن، ورأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي
دماغ رأسها، ورأيت امرأة معلقة بلسانها والحميم يصب في حلقها، ورأيت امرأة
معلقة بثديها، ورأيت امرأة تأكل لحم جسدها والنار توقد من تحتها، ورأيت امرأة
قد شد رجلاها إلى يديها وقد سلط عليها الحيات والعقارب، ورأيت امرأة صماء
عمياء خرساء في تابوت من نار يخرج دماغ رأسها من منخرها وبدنها متقطع من
الجذام والبرص، ورأيت امرأة معلقة برجليها في تنور من نار، ورأيت امرأة تقطع
لحم جسدها من مقدمها ومؤخرها بمقاريض من نار، ورأيت امرأة يحرق وجهها
ويداها وهي تأكل أمعاءها، ورأيت امرأة رأسها رأس خنزير وبدنها بدن الحمار
وعليها ألف ألف لون من العذاب، ورأيت امرأة على صورة الكلب والنار تدخل في
دبرها وتخرج من فيها والملائكة يضربون رأسها وبدنها بمقامع من نار، فقالت
فاطمة (عليها السلام): حبيبي وقرة عيني أخبرني ما كان عملهن وسيرتهن حتى وضع الله عليهن
هذا العذاب؟ فقال: يا بنتي أما المعلقة بشعرها فإنها كانت لا تغطي شعرها من
الرجال، وأما المعلقة بلسانها فإنها كانت تؤذي زوجها، وأما المعلقة بثديها فإنها
كانت تمتنع من فراش زوجها، وأما المعلقة برجليها فإنها كانت تخرج من بيتها بغير
إذن زوجها، وأما التي كانت تأكل لحم جسدها فإنها كانت تزين بدنها للناس، وأما
التي شدت يداها إلى رجليها وسلط عليها الحيات والعقارب فإنها كانت قذرة
الوضوء قذرة الثياب وكانت لا تغتسل من الجنابة والحيض ولا تتنظف وكانت
تستهين بالصلاة، وأما العمياء الصماء الخرساء فإنها كانت تلد من الزنا فتعلقه في

204
عنق زوجها، وأما التي تقرض لحمها بالمقاريض فإنها تعرض نفسها على الرجال،
وأما التي كانت تحرق وجهها وبدنها وهي تأكل أمعاءها فإنها كانت قوادة، وأما التي
كان رأسها رأس خنزير وبدنها بدن الحمار فإنها كانت نمامة كذابة، وأما التي كانت
على صورة الكلب والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها فإنها كانت قينة نواحة
حاسدة، ثم قال (عليه السلام): ويل لامرأة أغضبت زوجها وطوبى لامرأة رضي عنها
زوجها (1).
[13879] 15 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن محمد العطار، عن محمد بن أحمد، عن
الخشاب، عن إسماعيل بن مهران، وعلي بن أسباط فيما يعلم، عن بعض رجالهما قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن من العلماء من يحب أن يخزن علمه ولا يؤخذ عنه فذاك في
الدرك الأسفل من النار، ومن العلماء من إذا وعظ أنف وإذا وعظ عنف فذاك في الدرك
الثاني من النار، ومن العلماء من يرى أن يضع العلم عند ذوي الثروة ولا يرى له في
المساكين وضعا فذاك في الدرك الثالث من النار، ومن العلماء من يذهب في علمه
مذهب الجبابرة والسلاطين فإن رد عليه شيء من قوله أو قصر في شيء من أمره
غضب فذاك في الدرك الرابع من النار، ومن العلماء من يطلب أحاديث اليهود
والنصارى ليغزر به ويكثر به حديثه فذاك في الدرك الخامس من النار، ومن العلماء
من يضع نفسه للفتيا ويقول: سلوني ولعله لا يصيب حرفا واحدا والله لا يحب
المتكلفين فذاك في الدرك السادس من النار، ومن العلماء من يتخذ علمه مروة وعقلا
فذاك في الدرك السابع من النار (2).
[13880] 16 - الصدوق، عن أبيه، عن الحميري، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة
ابن زياد، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) إن عليا (عليه السلام) قال: إن في جهنم رحى



(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 10 ح 24.
(2) الخصال: 2 / 352 ح 33.
205
تطحن [خمسا]، أفلا تسألوني ما طحنها؟ فقيل له: وما طحنها يا أمير المؤمنين؟
قال: العلماء الفجرة والقراء الفسقة والجبابرة الظلمة والوزراء الخونة والعرفاء
الكذبة، وإن في النار لمدينة يقال لها: الحصينة، أفلا تسألوني ما فيها؟ فقيل: وما
فيها يا أمير المؤمنين؟ فقال: فيها أيدي الناكثين (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[13881] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في خطبة:... واعلموا
أنه ليس لهذا الجلد الرقيق صبر على النار فارحموا نفوسكم فإنكم قد جربتموها في
مصائب الدنيا فرأيتم جزع أحدكم من الشوكة تصيبه والعثرة تدميه والرمضاء
تحرقه، فكيف إذا كان بين طابقين من نار ضجيع حجر وقرين شيطان، أعلمتم أن
مالكا إذا غضب على النار حطم بعضها بعضا لغضبه وإذا زجرها توثبت بين أبوابها
جزعا من زجرته، أيها اليفن الكبير الذي قد لهزه القتير كيف أنت إذا التحمت أطواق
النار بعظام الأعناق ونشبت الجوامع حتى أكلت لحوم السواعد، فالله الله معشر العباد
وأنتم سالمون في الصحة قبل السقم وفي الفسحة قبل الضيق فاسعوا في فكاك رقابكم
من قبل أن تغلق رهائنها، الخطبة (2).
[13882] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين أنه سئل عن الإيمان، فقال: الإيمان على
أربع دعائم: على الصبر واليقين والعدل والجهاد. والصبر منها على أربع شعب: على
الشوق والشفق والزهد والترقب: فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ومن أشفق
من النار اجتنب المحرمات... الحديث (3).
[13883] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:... ومن كثر كلامه كثر



(1) الخصال: 1 / 296 ح 65.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 183.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 31.
206
خطؤه، ومن كثر خطؤه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه
ومن مات قلبه دخل النار... الحديث (1).
[13884] 20 - السيد فضل الله الراوندي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
من قال: إني خير الناس، فهو من شر الناس، ومن قال: إني في الجنة، فهو
في النار (2).
[13885] 21 - الراوندي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: من بكى على الجنة
دخل الجنة ومن بكى على الدنيا دخل النار (3).
[13886] 22 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: النار غاية
المفرطين (4).
[13887] 23 - وعنه (عليه السلام): احذروا نارا حرها شديد وقعرها بعيد وحليها
حديد (5).
[13888] 24 - وعنه (عليه السلام): احذروا نارا لجبها عتيد ولهبها شديد وعذابها أبدا
جديد (6).
[13889] 25 - وعنه (عليه السلام): لن ينجو من النار إلا التارك عملها (7).
[13890] 26 - وعنه (عليه السلام): ما خير بعده النار بخير (8).
[13891] 27 - وعنه (عليه السلام) قال في وصف نار جهنم: نار شديد كلبها، عال لجبها،
ساطع لهبها، متأجج سعيرها، متغيظ زفيرها، بعيد خمودها، ذاك وقودها،
متخوف وعيدها (9).



(1) نهج البلاغة: الحكمة 349.
(2) النوادر: 107 ح 86.
(3) النوادر: 107 ح 85.
(4) غرر الحكم: ح 477 و 2619 و 2620 و 7404 و 9496 و 9995.
(5) غرر الحكم: ح 477 و 2619 و 2620 و 7404 و 9496 و 9995.
(6) غرر الحكم: ح 477 و 2619 و 2620 و 7404 و 9496 و 9995.
(7) غرر الحكم: ح 477 و 2619 و 2620 و 7404 و 9496 و 9995.
(8) غرر الحكم: ح 477 و 2619 و 2620 و 7404 و 9496 و 9995.
(9) غرر الحكم: ح 477 و 2619 و 2620 و 7404 و 9496 و 9995.
207
[13892] 28 - وعنه (عليه السلام) قال في وصف نار جهنم: لا يظعن مقيمها ولا يفادى أسيرها
ولا تقصم كبولها ولا مدة للدار فتفنى ولا أجل للقوم فيقضى (1).
[13893] 29 - وعنه (عليه السلام): وارد النار مؤبد الشقاء (2).
[13894] 30 - وعنه (عليه السلام): وفد النار أبدا معذبون (3).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع بحار الأنوار: 3 / 354 من طبع
الكمباني و 8 / 222 من طبع الحروفي، أعاذنا الله تعالى من النار بحق
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله الأطهار (عليهم السلام).



(1) غرر الحكم: ح 10892 و 10116 و 10114.
(2) غرر الحكم: ح 10892 و 10116 و 10114.
(3) غرر الحكم: ح 10892 و 10116 و 10114.
208
الناس
[13895] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن عبيد الله الدهقان، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): أكمل الناس عقلا أحسنهم خلقا (1).
[13896] 2 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن
أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي أسامة، عن هشام بن سالم،
عن أبي حمزة، عن أبي إسحاق السبيعي، عمن حدثه ممن يوثق به قال: سمعت
أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: إن الناس آلوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ثلاثة: آلوا إلى عالم
على هدى من الله قد أغناه الله بما علم عن علم غيره، وجاهل مدع للعلم لا علم له
معجب بما عنده قد فتنته الدنيا وفتن غيره، ومتعلم من عالم على سبيل هدى من الله
ونجاة ثم هلك من ادعى وخاب من افترى (2).
[13897] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن جميل،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: يغدوا الناس على ثلاثة أصناف عالم ومتعلم
وغثاء، فنحن العلماء وشيعتنا المتعلمون وسائر الناس غثاء (3).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 1 / 23 ح 17.
(2) الكافي: 1 / 33 ح 1.
(3) الكافي: 1 / 34 ح 4.
209
[13898] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن حماد
ابن عيسى، عن حريز، عن زرارة، ومحمد بن مسلم وبريد العجلي قالوا: قال
أبو عبد الله (عليه السلام) لحمران بن أعين في شيء سأله: إنما يهلك الناس لأنهم لا
يسألون (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13899] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال،
عن علي بن عقبة، عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: اجعلوا أمركم لله ولا
تجعلوه للناس فإنه ما كان لله فهو لله وما كان للناس فلا يصعد إلى الله ولا تخاصموا
الناس لدينكم فإن المخاصمة ممرضة للقلب، إن الله تعالى قال لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم): (انك لا
تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) (2) وقال: (أفأنت تكره الناس حتى
يكونوا مؤمنين) (3) ذروا الناس فإن الناس أخذوا عن الناس وإنكم أخذتم عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إني سمعت أبي (عليه السلام) يقول: إن الله عز وجل إذا كتب على عبد أن يدخل في
هذا الأمر كان أسرع إليه من الطير إلى وكره (4).
[13900] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى، عن يونس،
عن ابن مسكان، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ليس عند أحد
من الناس حق ولا صواب ولا أحد من الناس يقضي بقضاء حق إلا ما خرج منا أهل
البيت وإذا تشعبت بهم الأمور كان الخطأ منهم والصواب من علي (عليه السلام) (5).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 1 / 40 ح 2.
(2) سورة القصص: 56.
(3) سورة يونس: 99.
(4) الكافي: 1 / 166 ح 3.
(5) الكافي: 1 / 399 ح 1.
210
[13901] 7 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان
الديلمي، عن أبيه، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت
فداك قوله (فلا اقتحم العقبة) (1) فقال: من أكرمه الله بولايتنا فقد جاز العقبة
ونحن تلك العقبة التي من اقتحمها نجا، قال: فسكت، فقال لي: فهلا أفيدك حرفا
خير لك من الدنيا وما فيها؟ قلت: بلى جعلت فداك، قال: قوله (فك رقبة) (2) ثم
قال:
الناس كلهم عبيد النار غيرك وأصحابك فإن الله فك رقابكم من النار بولايتنا
أهل البيت (3).
[13902] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
حماد بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان، عن ليث المرادي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله عز وجل (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13903] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
إسماعيل بن بزيع، عن حنان بن سدير قال: قال أبو الصباح الكناني لأبي عبد الله (عليه السلام):
ما نلقى من الناس فيك؟! فقال أبو عبد الله (عليه السلام): وما الذي تلقى من الناس في؟ فقال:
لا يزال يكون بيننا وبين الرجل الكلام فيقول جعفري خبيث، فقال: يعيركم الناس
بي؟ فقال له أبو الصباح: نعم، قال: فقال: ما أقل والله من يتبع جعفرا منكم، إنما
أصحابي من اشتد ورعه وعمل لخالقه ورجا ثوابه فهؤلاء أصحابي (5).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) سورة البلد: 11.
(2) سورة البلد: 13.
(3) الكافي: 1 / 430 ح 88.
(4) الكافي: 2 / 60 ح 2.
(5) الكافي: 2 / 77 ح 6.
211
[13904] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم، عن
أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال علي بن الحسين صلوات
الله عليهما: من عمل بما افترض الله عليه فهو من خير الناس (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13905] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عمرو
بن جميع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أفضل الناس من عشق
العبادة فعانقها وأحبها بقلبه وباشرها بجسده وتفرغ لها فهو لا يبالي على ما أصبح من
الدنيا على عسر أم على يسر (2).
[13906] 12 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن
العباس بن عامر، عن العرزمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
سيأتي على الناس زمان لا ينال الملك فيه إلا بالقتل والتجبر ولا الغنى إلا بالغصب
والبخل، ولا المحبة إلا باستخراج الدين واتباع الهوى فمن أدرك ذلك الزمان فصبر
على الفقر وهو يقدر على الغنى وصبر على البغضة وهو يقدر على المحبة وصبر على
الذل وهو يقدر على العز آتاه الله ثواب خمسين صديقا ممن صدق بي (3).
[13907] 13 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن سهل،
عن إبراهيم بن داود اليعقوبي، عن أخيه سليمان بإسناده رفعه قال رجل للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
يا رسول الله علمني شيئا إذا أنا فعلته أحبني الله من السماء وأحبني الناس من الأرض،
فقال له: أرغب فيما عند الله عز وجل يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس (4).



(1) الكافي: 2 / 81 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 83 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 91 ح 12.
(4) الخصال: 1 / 61 ح 84.
212
[13908] 14 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن الأسدي، عن النخعي، عن النوفلي،
عن ابن البطائني، عن أبيه، عن الصادق (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن جده (عليه السلام) قال:
كتب رجل إلى الحسين بن علي (عليهما السلام) يا سيدي، أخبرني بخير الدنيا والآخرة؟ فكتب
إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد فإنه من طلب رضى الله بسخط الناس كفاه الله
امور الناس، ومن طلب رضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس والسلام (1).
[13909] 15 - الصدوق، عن الوراق، عن سعد، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه،
عن الحارث بن محمد بن النعمان، عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن
آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله ومن
أحب أن يكون أتقى الناس فليتوكل على الله ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن
بما عند الله عز وجل أوثق منه بما في يده ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أنبئكم بشر الناس؟ قالوا: بلى
يا رسول الله، قال: من أبغض الناس وأبغضه الناس، ثم قال: ألا أنبئكم بشر من
هذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الذي لا يقيل عثرة ولا يقبل معذرة ولا يغفر
ذنبا، ثم قال: ألا أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من لا يؤمن
شره ولا يرجى خيره، إن عيسى بن مريم (عليه السلام) قام في بني إسرائيل فقال: يا بني
إسرائيل لا تحدثوا بالحكمة الجهال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ولا
تعينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم، الأمور ثلاثة: أمر تبين لك رشده فاتبعه وأمر
تبين لك غيه فاجتنبه وأمر اختلف فيه فرده إلى الله عز وجل (2).
[13910] 16 - الصدوق، عن جعفر بن الحسين، عن ابن بطة، عن البرقي، عن أبيه،
عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أحق الناس بأن
يتمنى للناس الغنى البخلاء لأن الناس إذا استغنوا كفوا عن أموالهم، وإن أحق الناس



(1) أمالي الصدوق: المجلس السادس والثلاثون ح 14 / 268 الرقم 293.
(2) معاني الأخبار: 196 ح 2.
213
بأن يتمنى للناس الصلاح أهل العيوب لأن الناس إذا صلحوا كفوا عن تتبع عيوبهم،
وإن أحق الناس بأن يتمنى للناس الحلم أهل السفه الذين يحتاجون أن يعفى عن
سفههم، فأصبح أهل البخل يتمنون فقر الناس وأصبح أهل العيوب يتمنون معايب
الناس وأصبح أهل السفه يتمنون سفه الناس، وفي الفقر الحاجة إلى البخيل وفي
الفساد طلب عورة أهل العيوب وفي السفه المكافأة بالذنوب (1).
[13911] 17 - الصدوق، عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن ابن المغيرة، عن السكوني،
عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): اعمل بفرائض الله تكن أتقى
الناس، وارض بقسم الله تكن أغنى الناس، وكف عن محارم الله تكن أورع الناس،
وأحسن مجاورة من جاورك تكن مؤمنا، وأحسن مصاحبة من صاحبك تكن
مسلما (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13912] 18 - الصدوق، عن السناني، عن الأسدي، عن النخعي، عن النوفلي،
عن محمد بن سنان، عن المفضل، عن ابن ظبيان، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) إنه
قال: الاشتهار بالعبادة ريبة إن أبي حدثني عن أبيه، عن جده عن علي (عليهم السلام) أن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أعبد الناس من أقام الفرائض، وأسخى الناس من أدى زكاة
ماله، وأزهد الناس من اجتنب الحرام، وأتقى الناس من قال الحق فيما له وعليه،
وأعدل الناس من رضي للناس ما يرضى لنفسه وكره ما يكره لنفسه، وأكيس الناس
من كان أشد ذكرا للموت، وأغبط الناس من كان تحت التراب قد أمن العقاب يرجو
الثواب، وأغفل الناس من لم يتعظ بتغير الدنيا من حال إلى حال، وأعظم الناس في
الدنيا خطرا من لم يجعل للدنيا عنده خطرا، وأعلم الناس من جمع علم الناس إلى



(1) أمالي الصدوق: المجلس الحادي والستون ح 8 / 471 الرقم 629. والخصال: 1 / 152 ح 188.
(2) أمالي الصدوق: المجلس السادس والثلاثون ح 16 / 269 الرقم 295.
214
علمه، وأشجع الناس من غلب هواه، وأكثر الناس قيمة أكثرهم علما، وأقل الناس
قيمة أقلهم علما، وأقل الناس لذة الحسود، وأقل الناس راحة البخيل، وأبخل
الناس من بخل بما افترض الله عز وجل عليه، وأولى الناس بالحق أعلمهم به، وأقل الناس
حرمة الفاسق، وأقل الناس وفاء الملوك، وأقل الناس صديقا الملك، وأفقر الناس
الطامع، وأغنى الناس من لم يكن للحرص أسيرا، وأفضل الناس إيمانا أحسنهم
خلقا، وأكرم الناس أتقاهم، وأعظم الناس قدرا من ترك ما لا يعنيه، وأورع الناس
من ترك المراء وإن كان محقا، وأقل الناس مروة من كان كاذبا، وأشقى الناس الملوك،
وأمقت الناس المتكبر، وأشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب، وأحلم الناس من فر
من جهال الناس، وأسعد الناس من خالط كرام الناس، وأعقل الناس أشدهم
مداراة للناس، وأولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة، وأعتى الناس من قتل
غير قاتله أو ضرب غير ضاربه، وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، وأحق
الناس بالذنب السفيه المغتاب، وأذل الناس من أهان الناس، وأحزم الناس أكظمهم
للغيظ، وأصلح الناس أصلحهم للناس، وخير الناس من انتفع به الناس (1).
رويها الشيخ جعفر بن أحمد القمي مرفوعا في أول كتابه الغايات: 171.
[13913] 19 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
الناس معادن في الخير والشر خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا
فقهوا (2).
[13914] 20 - القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: الناس يعلمون في
الدنيا على قدر منازلهم في الجنة (3).



(1) أمالي الصدوق: المجلس السادس ح 4 / 72 الرقم 41. ومعاني الأخبار: 195 ح 1.
(2) جامع الأحاديث: 125.
(3) جامع الأحاديث: 126.
215
[13915] 21 - القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: الناس كإبل مائة لا تجد
فيها راحلة واحدة، هل ترى فيها راحلة واحدة؟ (1).
قال الجزري في النهاية: يعني أن المرضي المنتجب من الناس في عزة وجوده
كالنجيب من الإبل القوي على الأحمال والأسفار الذي لا يوجد في كثير من الإبل.
انتهى.
والراحلة: هي البعير القوي على الأسفار والأحمال، النجيب التام الخلق،
الحسن المنظر ويقع على الذكر والأنثى. والهاء فيه للمبالغة.
[13916] 22 - القمي رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أحب الناس
إلى الله؟ قال: أنفعهم للناس (2).
[13917] 23 - القمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: إن أبغض الناس إلى الله من
يقتدي بسنة إمام ولا يقتدي بأعماله (3).
[13918] 24 - القمي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: أحق الناس بالورع آل محمد (عليهم السلام)
وشيعتهم، كي تقتدي الرعية بهم (4).
[13919] 25 - القمي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: أنعم الناس معاشا من عاش في
معاشه غيره وإن أسوأ الناس معاشا من لم يعش في معاشه غيره، وإن من سعادة المرء
أن يكون متجره في بلده ويكون له أولاد يستعين بهم وخلطاء صالحون ومنزل واسع
ومرأة حسناء إذا نظر إليها سر بها وإذا غاب عنها حفظته في نفسها (5).



(1) جامع الأحاديث: 127.
(2) الغايات: 198.
(3) الغايات: 201.
(4) الغايات: 203.
(5) الغايات: 207.
216
[13920] 26 - القمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: خير الناس من لم يكن للدنيا عنده
خطر (1).
[13921] 27 - القمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: خير الناس من نفع ووصل
وأعان (2).
[13922] 28 - القمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: خير الناس قضاة الحق (3).
[13923] 29 - القمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: خير الناس أولهم دخولا المسجد،
وآخرهم خروجا (4).
[13924] 30 - القمي رفعه وقال: سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أي الناس خير؟ قال:
الحال المرتحل، أي الفاتح الخاتم، الذي يفتح القرآن ويختمه، فله عند الله
دعوة مستجابة (5).
[13925] 31 - القمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: شرار الناس من لا يأمن
جاره بوائقه، شرار أمتي الذين يكرمون مخافة شرهم، ألا من أكرمه الناس اتقاء
شره فليس مني (6).
[13926] 32 - القمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: شرار الناس من اتقي
لسانه (7).
[13927] 33 - القمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: شر الناس من باع آخرته
بدنياه وشر من ذلك من باع آخرته بدنيا غيره (8).
[13928] 34 - القمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: شر الناس من اتهم الله في
قضائه (9).
[13929] 35 - القمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: شر الناس من يعصي الله



(1) الغايات: 216.
(2) الغايات: 216.
(3) الغايات: 216.
(4) الغايات: 216.
(5) الغايات: 216.
(6) الغايات: 219.
(7) الغايات: 219.
(8) الغايات: 219.
(9) الغايات: 219.
217
وهو يحب أن يراه الناس في معصية الله (1).
[13930] 36 - القمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: شر الناس البهات الجرئ،
الفحاش البذئ، الآكل وحده، المانع رفده، الضارب عبده، الملجئ عياله إلى
غيره، البخيل، العاق لوالديه (2).
[13931] 37 - القمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: شر الناس من سافر وحده
ومنع رفده وأكل زاده وضرب عبده ونزل وحده ثم قال: يا علي ألا أنبئك بشر من
هذا؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: من يبغض الناس ويبغضونه، ثم قال: ألا
أخبرك بشر منه؟ قلت: بلى، قال: من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره (3).
[13932] 38 - القمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: شرار الناس الزارعون
والتجار، إلا من شح منهم على دينه (4).
[13933] 39 - القمي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: أعظم الناس حسرة يوم القيامة
من رأى ماله في ميزان غيره (5).
[13934] 40 - القمي رفعه إلى جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أولى الناس بالله وبرسوله من بدأ بالسلام (6).
[13935] 41 - القمي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: إن أشد الناس عذابا يوم القيامة لسبعة
نفر: أولهم ابن آدم الذي قتل أخاه ونمرود الذي حاج إبراهيم في ربه واثنان في بني
إسرائيل هودوا قومهم ونصروهم وفرعون الذي قال: أنا ربكم الأعلى، واثنان في
هذه الأمة (7).



(1) الغايات: 220.
(2) الغايات: 220.
(3) الغايات: 220.
(4) الغايات: 221.
(5) الغايات: 232.
(6) الغايات: 233.
(7) الغايات: 233.
218
[13936] 42 - القمي رفعه عن خيثمة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يا خيثمة إنا لا نغني
عنكم من الله شيئا إلا بالعمل، ولن تنالوا ولايتنا إلا بورع، فإن أعظم الناس حسرة
يوم القيامة عبد وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره (1).
[13937] 43 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال لعثمان:... إن شر الناس
عند الله إمام جائر ضل وضل به فأمات سنة مأخوذة وأحيا بدعة متروكة.
وإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر وليس
معه نصير ولا عاذر فيلقى في نار جهنم فيدور فيها كما تدور الرحى ثم يرتبط
في قعرها».
وإني أنشدك الله ألا تكون إمام هذه الأمة المقتول، فإنه كان يقال: يقتل في هذه
الأمة إمام يفتح عليها القتل والقتال إلى يوم القيامة ويلبس أمورها عليها ويبث الفتن
فيها، فلا يبصرون الحق من الباطل يموجون فيها موجا ويمرجون فيها مرجا...
الحديث (2).
[13938] 44 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: أعجز الناس من عجز
عن اكتساب الإخوان وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم (3).
[13939] 45 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال لكميل بن زياد النخعي:
يا كميل بن زياد إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها فاحفظ عني ما أقول لك:
الناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق
يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق...
الحديث (4).



(1) الغايات: 232.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 164.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 12.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 147.
219
[13940] 46 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الناس أبناء الدنيا ولا يلام
الرجل على حب أمه (1).
[13941] 47 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: يأتي على الناس زمان
لا يبقى فيهم من القرآن إلا رسمه ومن الإسلام إلا اسمه ومساجدهم يومئذ عامرة من
البناء خراب من الهدى، سكانها وعمارها شر أهل الأرض، منهم تخرج الفتنة وإليهم
تأوي الخطيئة يردون من شذ عنها فيها ويسوقون من تأخر عنها إليها، يقول الله
سبحانه: فبي حلفت لأبعثن على أولئك فتنة تترك الحليم فيها حيران، وقد فعل،
ونحن نستقيل الله عثرة الغفلة (2).
[13942] 48 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: أولى الناس بالكرم من
عرفت به الكرام (3).
[13943] 49 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الناس أعداء ما جهلوا (4).
[13944] 50 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: أحق الناس بالإسعاف
طالب العفو (5).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا بحيث لا يمكن حصرها وعدها ومبثوثة في
كتب الأخبار فراجعها.



(1) نهج البلاغة: الحكمة 303.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 369.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 436.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 438.
(5) غرر الحكم: ح 3066.
220
النافلة
[13945] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، ومحمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: إذا ما أدى الرجل صلاة واحدة تامة قبلت جميع صلاته وإن كن غير تامات وإن
أفسدها كلها لم يقبل منه شيء منها ولم يحسب له نافلة ولا فريضة وإنما تقبل النافلة
بعد قبول الفريضة وإذا لم يؤد الرجل الفريضة لم يقبل منه النافلة وإنما جعلت النافلة
ليتم بها ما أفسد من الفريضة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13946] 2 - الكليني بهذا الإسناد، عن حريز، عن الفضيل قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام)
عن قول الله عز وجل (الذين هم على صلواتهم يحافظون) (2) قال: هي الفريضة،
قلت: (الذين هم على صلاتهم دائمون) (3) قال: هي النافلة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13947] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: سألته عن السهو في
النافلة، فقال: ليس عليه شيء (5).



(1) الكافي: 3 / 269 ح 11.
(2) سورة المؤمنون: 9.
(3) سورة المعارج: 23.
(4) الكافي: 3 / 269 ح 12.
(5) الكافي: 3 / 359 ح 6.
221
الرواية صحيحة الإسناد.
[13948] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن محمد
ابن مسلم قال: قلت له: رجل مرض فترك النافلة، فقال: يا محمد ليست بفريضة
إن قضاها فهو خير يفعله وإن لم يفعل فلا شيء عليه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13949] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
ابن اذينة، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الفريضة والنافلة أحد
وخمسون ركعة منها ركعتان بعد العتمة جالسا تعدان بركعة وهو قائم، الفريضة منها
سبعة عشر ركعة، والنافلة أربع وثلاثون ركعة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13950] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن العبد يقوم فيقضي النافلة فيعجب
الرب ملائكته منه، فيقول: يا ملائكتي عبدي يقضي ما لم أفترض عليه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13951] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن
ابن الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الرجل يصلي النوافل في الأمصار وهو على دابته
حيث توجهت به، فقال: نعم لا بأس (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13952] 8 - الكليني، عن محمد، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل



(1) الكافي: 3 / 412 ح 5.
(2) الكافي: 3 / 443 ح 2.
(3) الكافي: 3 / 488 ح 8.
(4) الكافي: 3 / 440 ح 8.
222
ابن بزيع، عن حنان قال: سأل عمرو بن حريث أبا عبد الله (عليه السلام) وأنا جالس فقال
له: جعلت فداك أخبرني عن صلاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلي
ثماني ركعات الزوال وأربعا الاولى وثماني بعدها وأربعا العصر وثلاثا المغرب وأربعا
بعد المغرب والعشاء الآخرة أربعا وثماني صلاة الليل وثلاثا الوتر وركعتي الفجر
وصلاة الغداة ركعتين، قلت: جعلت فداك وإن كنت أقوى على أكثر من هذا يعذبني
الله على كثرة الصلاة؟ فقال: لا ولكن يعذب على ترك السنة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13953] 9 - الطوسي بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى، عن
ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: صلاة النافلة ثمان
ركعات حين تزول الشمس قبل الظهر وست ركعات بعد الظهر وركعتان قبل العصر
وأربع ركعات بعد المغرب وركعتان بعد العشاء الآخرة تقرأ فيهما مائة آية قائما أو
قاعدا والقيام أفضل ولا تعدهما من الخمسين وثمان ركعات من آخر الليل تقرأ في
صلاة الليل بقل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون في الركعتين الأولتين وتقرأ في
سائرها ما أحببت من القرآن ثم الوتر ثلاث ركعات تقرأ فيها جميعا قل هو الله أحد
وتفصل بينهن بتسليم ثم الركعتان اللتان قبل الفجر تقرأ في الاولى منهما قل يا أيها
الكافرون وفي الثانية قل هو الله (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13954] 10 - الطوسي بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن زرارة، وابن مسلم، والفضيل قالوا: سألناهما (عليهما السلام) عن الصلاة في رمضان نافلة
بالليل جماعة، فقالا: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا صلى العشاء الآخرة



(1) الكافي: 3 / 443 ح 5.
(2) التهذيب: 2 / 5 ح 8.
223
انصرف إلى منزله ثم يخرج من آخر الليل إلى المسجد فيقوم فيصلي فخرج في أول
ليلة من شهر رمضان ليصلي كما كان يصلي فاصطف الناس خلفه فهرب منهم إلى بيته
وتركهم ففعلوا ذلك ثلاث ليال، فقام في اليوم الرابع على منبره فحمد الله وأثنى عليه
ثم قال: أيها الناس إن الصلاة بالليل في شهر رمضان النافلة في جماعة بدعة وصلاة
الضحى بدعة ألا فلا تجتمعوا ليلا في شهر رمضان لصلاة الليل ولا تصلوا صلاة
الضحى فإن ذلك معصية، ألا وإن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة سبيلها إلى النار، ثم
نزل وهو يقول: قليل في سنة خير من كثير في بدعة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
والمسئولان: الإمامان أبو جعفر الباقر (عليه السلام) ونجله أبو عبد الله الصادق (عليه السلام).
والروايات في هذا المجال كثيرة، ذكرنا لك عشرة من صحاحها، وإن شئت أكثر
مما سردناها فراجع الكافي: 3 / 442، والتهذيب: 2 / 3، ووسائل الشيعة:
8 / 17، ومستدرك الوسائل: 6 / 211 كلاهما من طبع آل البيت، والمجلد الثامن
من كتاب جامع أحاديث الشيعة من الطبعة الحديثة وغيرها من كتب الأخبار.



(1) التهذيب: 3 / 69 ح 29.
224
النبوة
[13955] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن
ابن محبوب، عن الأحول قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الرسول والنبي والمحدث،
قال: الرسول الذي يأتيه جبرئيل قبلا فيراه ويكلمه فهذا الرسول، وأما النبي فهو
الذي يرى في منامه نحو رؤيا إبراهيم ونحو ما كان رآى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أسباب
النبوة قبل الوحي حتى أتاه جبرئيل (عليه السلام) من عند الله بالرسالة وكان محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حين
جمع له النبوة وجاءته الرسالة من عند الله يجيئه بها جبرئيل ويكلمه بها قبلا، ومن
الأنبياء من جمع له النبوة ويرى في منامه ويأتيه الروح ويكلمه ويحدثه من غير أن
يكون يرى في اليقظة، وأما المحدث فهو الذي يحدث فيسمع ولا يعاين ولا يرى في
منامه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13956] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبي يحيى الواسطي،
عن هشام بن سالم ودرست بن أبي منصور، عنه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): الأنبياء
والمرسلون على أربع طبقات: فنبي منبأ في نفسه لا يعدو غيرها، ونبي يرى في النوم
ويسمع الصوت ولا يعاينه في اليقظة ولم يبعث إلى أحد وعليه إمام مثل ما كان إبراهيم
على لوط (عليهما السلام)، ونبي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين الملك وقد أرسل إلى



(1) الكافي: 1 / 176 ح 3.
225
طائفة قلوا أو كثروا كيونس قال الله ليونس: (وأرسلناه إلى مائة ألف أو
يزيدون) (1) قال: يزيدون ثلاثين ألفا وعليه إمام، والذي يرى في نومه ويسمع
الصوت ويعاين في اليقظة وهو إمام مثل أولي العزم وقد كان إبراهيم (عليه السلام) نبيا وليس
بإمام حتى قال الله: (إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي
الظالمين) (2) من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما (3).
[13957] 3 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن
يحيى، عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ان الله أجل وأكرم من أن
يعرف بخلقه بل الخلق يعرفون بالله، قال: صدقت، قلت: إن من عرف أن له ربا
فينبغي له أن يعرف أن لذلك الرب رضا وسخطا وأنه لا يعرف رضاه وسخطه إلا
بوحي أو رسول فمن لم يأته الوحي فقد ينبغي له أن يطلب الرسل فإذا لقيهم عرف
أنهم الحجة وأن لهم الطاعة المفترضة.
وقلت للناس: تعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان هو الحجة من الله على خلقه؟
قالوا: بلى، قلت: فحين مضى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من كان الحجة على خلقه؟ فقالوا:
القرآن، فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجى والقدري والزنديق الذي
لا يؤمن به حتى يغلب الرجال بخصومته، فعرفت أن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم،
فما قال فيه من شيء كان حقا، فقلت لهم: من قيم القرآن؟ فقالوا: ابن مسعود قد كان
يعلم، وعمر يعلم، وحذيفة يعلم، قلت: كله؟ قالوا: لا، فلم أجد أحدا يقال إنه
يعرف ذلك كله إلا عليا (عليه السلام) وإذا كان الشيء بين القوم فقال هذا: لا أدري وقال هذا:
لا أدري وقال هذا: لا أدري وقال هذا: أنا أدري فأشهد أن عليا (عليه السلام) كان قيم القرآن



(1) سورة الصافات: 147.
(2) سورة البقرة: 124.
(3) الكافي: 1 / 174 ح 1.
226
وكانت طاعته مفترضة وكان الحجة على الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأن ما قال في
القرآن فهو حق فقال: رحمك الله (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13958] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى
الخثعمي، عن هشام، عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: سادة
النبيين والمرسلين خمسة وهم أولو العزم من الرسل وعليهم دارت الرحى: نوح
وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وعلى جميع الأنبياء (2).
الرواية موثقة سندا.
[13959] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، وأحمد بن محمد،
عن ابن محبوب، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: سمعته يقول: لما أن قضى محمد نبوته واستكمل أيامه أوحى الله تعالى إليه أن يا
محمد قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك والأيمان والاسم
الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة في أهل بيتك عند علي بن أبي طالب فإني لن
أقطع العلم والأيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة من العقب من
ذريتك كما لم أقطعها من ذريات الأنبياء (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13960] 6 - الصدوق بإسناده إلى دارم، عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): خلق الله عز وجل مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي أنا أكرمهم على الله
ولا فخر، وخلق الله عز وجل مائة ألف وصي وأربعة وعشرين ألف وصي فعلي أكرمهم



(1) الكافي: 1 / 168 ح 2.
(2) الكافي: 1 / 175 ح 3.
(3) الكافي: 1 / 292 ح 2.
227
على الله وأفضلهم (1).
[13961] 7 - الصدوق، عن علي بن عبد الله الأسواري، عن أحمد بن محمد بن قيس
السجزي، عن عمرو بن حفص، عن عبيد الله بن محمد بن أسد، عن الحسين بن
إبراهيم، عن يحيى بن سعيد البصري، عن ابن جريح، عن عطاء، عن عبيد بن عمير
الليثي، عن أبي ذر (رحمه الله) قال: دخلت يوما على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في المسجد جالس
وحده فاغتنمت خلوته فقال لي: يا أبا ذر للمسجد تحية، قلت: وما تحيته؟ قال:
ركعتان تركعهما، فقلت: يا رسول الله إنك أمرتني بالصلاة فما الصلاة؟ قال: خير
موضوع فمن شاء أقل ومن شاء أكثر، قلت: يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى
الله عز وجل؟ فقال: إيمان بالله وجهاد في سبيله، [قلت: أي المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال:
أحسنهم خلقا، قلت: وأي المؤمنين أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه
ويده، قلت: وأي الهجرة أفضل؟ قال: من هجر السوء،] قلت: فأي [وقت]
الليل أفضل؟ قال: جوف الليل الغابر، قلت: فأي الصلاة أفضل؟ قال: طول
القنوت، قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: جهد من مقل إلى فقير ذي سن، قلت:
ما الصوم؟ قال فرض مجزي وعند الله أضعاف كثيرة، قلت: فأي الرقاب أفضل؟
قال: أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها، قلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر
جواده وأهريق دمه في سبيل الله، قلت: فأي آية أنزلها الله عليك أعظم؟ قال: آية
الكرسي.
ثم قال: يا أبا ذر ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة
وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة، قلت: يا رسول الله كم
النبيون؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي، قلت: كم المرسلون منهم؟



(1) الخصال: 2 / 641 ح 18.
228
قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر جماء غفيراء، قلت: من كان أول الأنبياء؟ قال: آدم،
قلت: وكان من الأنبياء مرسلا؟ قال: نعم خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه.
ثم قال: يا أبا ذر أربعة من الأنبياء سريانيون: آدم وشيث وأخنوخ وهو
إدريس (عليه السلام) - وهو أول من خط بالقلم - ونوح (عليه السلام). وأربعة من الأنبياء من العرب:
هود وصالح وشعيب ونبيك محمد. وأول نبي من بني إسرائيل موسى وآخرهم عيسى
بينهما ستمائة نبي، قلت: يا رسول الله كم أنزل الله من كتاب؟ قال: مائة كتاب وأربعة
كتب، أنزل الله على شيث خمسين صحيفة وعلى إدريس ثلاثين صحيفة وعلى إبراهيم
عشرين صحيفة وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، قلت: يا رسول الله فما
كانت صحف إبراهيم؟ قال: كانت أمثالا كلها وكان فيها: «أيها الملك المبتلى المغرور
إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم فإني
لا أردها وإن كانت من كافر وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له أربع
ساعات: ساعة يناجي فيها ربه عز وجل وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يتفكر فيما صنع
الله عز وجل إليه وساعة يخلو فيها بحظ نفسه من الحلال فإن هذه الساعة عون لتلك
الساعات واستجمام للقلوب وتوزيع لها وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه مقبلا
على شأنه، حافظا للسانه، فإن من حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه
وعلى العاقل أن يكون طالبا لثلاث مرمة لمعاش أو تزود لمعاد أو تلذذ في غير محرم»
قلت: يا رسول الله فما كانت صحف موسى؟ قال: كانت عبرانية [عبرا] كلها
وفيها: «عجب لمن أيقن بالموت كيف يفرح، ولمن أيقن بالنار لم يضحك، ولمن يرى
الدنيا وتقلبها بأهلها لم يطمئن إليها؟ ولمن يؤمن بالقدر كيف ينصب؟ ولمن أيقن
بالحساب لم لا يعمل؟» قلت: يا رسول الله هل في أيدينا مما أنزل الله عليك شيء مما
كان في صحف إبراهيم وموسى؟ قال: يا أبا ذر اقرأ (قد أفلح من تزكى * وذكر اسم
ربه فصلى * بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى * إن هذا لفي الصحف

229
الاولى * صحف إبراهيم وموسى) (1) قلت: يا رسول الله أوصني، قال:
أوصيك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله، قلت: زدني، قال: عليك بتلاوة القرآن
وذكر الله كثيرا فإنه ذكر لك في السماء ونور لك في الأرض، قلت: زدني، قال: عليك
بطول الصمت فإنه مطردة للشياطين وعون لك على أمر دينك، قلت: زدني، قال:
إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه، قلت: زدني، قال: انظر
إلى من هو تحتك ولا تنظر إلى من هو فوقك فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عليك،
قلت: يا رسول الله زدني، قال: صل قرابتك وإن قطعوك، قلت: زدني، قال: أحب
المساكين ومجالستهم، قلت: زدني، قال: قل الحق وإن كان مرا، قلت: زدني، قال:
لا تخف في الله لومة لائم، قلت: زدني، قال: ليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك
ولا تجد عليهم فيما تأتي ثم قال: كفى بالمرء عيبا أن يكون فيه ثلاث خصال: يعرف من
الناس ما يجهل من نفسه ويستحيي لهم مما هو فيه ويؤذي جليسه بما لا يعنيه، ثم
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أبا ذر لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف ولا حسب كحسن الخلق (2).
[13962] 8 - الصدوق، عن الدقاق، عن أبي القاسم العلوي، عن البرمكي، عن
الحسين بن الحسن، عن إبراهيم بن هاشم القمي، عن الفقيمي، عن هشام بن الحكم
في حديث قال: سأل الزنديق الذي اتى أبا عبد الله (عليه السلام) فقال: من أين أثبت أنبياء
ورسلا؟ قال أبو عبد الله (عليه السلام): إنا لما أثبتنا أن لنا خالقا صانعا متعاليا عنا وعن جميع
ما خلق وكان ذلك الصانع حكيما لم يجز أن يشاهده خلقه ولا يلامسهم ولا يلامسوه
ولا يباشرهم ولا يباشروه ولا يحاجهم ولا يحاجوه فثبت أن له سفراء في خلقه
وعباده يدلونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم فثبت
الآمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه وثبت عند ذلك أن له معبرين وهم



(1) سورة الأعلى: 14 - 19.
(2) الخصال: 2 / 523 ح 13. ومعاني الأخبار: 332.
230
الأنبياء وصفوته من خلقه حكماء مؤدبين بالحكمة مبعوثين بها غير مشاركين للناس
في أحوالهم على مشاركتهم لهم في الخلق والتركيب مؤيدين من عند الحكيم العليم
بالحكمة والدلائل والبراهين والشواهد من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص، فلا
تخلو أرض الله من حجة يكون معه علم يدل على صدق مقال الرسول ووجوب
عدالته (1).
ذكر الكليني مثلها في الكافي: 1 / 168 ح 1 والصدوق نفسه في علل الشرايع:
120 ح 3.
[13963] 9 - الصدوق، عن الدقاق، عن الأسدي، عن النخعي، عن عمه النوفلي،
عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه سأله رجل فقال:
لأي شيء بعث الله الأنبياء والرسل إلى الناس؟ فقال: لئلا يكون للناس على الله
حجة من بعد الرسل ولئلا يقولوا: ما جاءنا من بشير ولا نذير، ولتكون حجة الله
عليهم، ألا تسمع الله عز وجل يقول حكاية عن خزنة جهنم واحتجاجهم على أهل النار
بالأنبياء والرسل: (ألم يأتكم نذير * قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل
الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير) (2) (3).
[13964] 10 - الصدوق، عن الطالقاني، عن أحمد الهمداني، عن علي بن الحسن بن
فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: إنما سمي أولو العزم أولي العزم لأنهم
كانوا أصحاب العزائم والشرائع وذلك أن كل نبي كان بعد نوح (عليه السلام) كان على شريعته
ومنهاجه وتابعا لكتابه إلى زمن إبراهيم الخليل وكل نبي كان في أيام إبراهيم (عليه السلام) وبعده
كان على شريعة إبراهيم ومنهاجه وتابعا لكتابه إلى زمن موسى (عليه السلام) وكل نبي كان في



(1) التوحيد: 249.
(2) سورة الملك: 8 و 9.
(3) علل الشرايع: 120 ح 4.
231
زمن موسى وبعده كان على شريعة موسى ومنهاجه وتابعا لكتابه إلى أيام عيسى (عليه السلام)
وكل نبي كان في أيام عيسى وبعده كان على منهاج عيسى وشريعته وتابعا لكتابه إلى
زمن نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فهؤلاء الخمسة أولو العزم وهم أفضل الأنبياء والرسل (عليهم السلام)
وشريعة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لا تنسخ إلى يوم القيامة ولا نبي بعده إلى يوم القيامة، فمن ادعى
بعده نبوة أو أتى بعد القرآن بكتاب فدمه مباح لكل من سمع ذلك منه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
الروايات في هذا المجال فوق حد الاحصاء، فإن شئت أكثر مما ذكرنا فراجع كتب
الأخبار منها الكافي: 1 / 168، وعلل الشرايع: 119، وبحار الأنوار: 5 / 2 وما
بعدها من طبع الكمباني و 11 / 1 من طبع الحروفي والحمد لله رب العالمين.



(1) علل الشرايع: 122 ح 2.
232
النبيذ
[13965] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن
شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الخمر من خمسة: العصير من الكرم والنقيع من الزبيب
والبتع من العسل والمزر من الشعير والنبيذ من التمر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13966] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن محمد بن الحسين،
عن علي الصوفي، عن خضر الصيرفي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من شرب النبيذ
على أنه حلال خلد في النار ومن شربه على أنه حرام عذب في النار (2).
[13967] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن معاوية بن وهب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن رجلا من بني عمي وهو رجل
من صلحاء مواليك أمرني أن أسألك عن النبيذ، فأصفه لك، فقال (عليه السلام) له: أنا أصفه
لك، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كل مسكر حرام فما أسكر كثيره فقليله حرام، قال:
قلت: فقليله الحرام يحله كثير الماء؟ فرد عليه بكفه مرتين، لا لا (3).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 6 / 392 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 398 ح 11.
(3) الكافي: 6 / 408 ح 4.
233
[13968] 4 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان
ابن يحيى، عن كليب الأسدي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن النبيذ؟ فقال: إن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خطب الناس فقال في خطبته: أيها الناس ألا إن كل مسكر حرام ألا
وما أسكر كثيره فقليله حرام (1).
الرواية حسنة سندا.
[13969] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
صفوان الجمال قال: كنت مبتلى بالنبيذ معجبا به فقلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت
فداك أصف لك النبيذ، قال: فقال لي: بل أنا أصفه لك، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كل
مسكر حرام وما أسكر كثيره فقليله حرام، فقلت له: هذا نبيذ السقاية بفناء الكعبة؟
فقال لي: ليس هكذا كان السقاية إنما السقاية زمزم أفتدري من أول من غيرها؟
قال: قلت: لا، قال: العباس بن عبد المطلب كانت له حبلة أفتدري ما الحبلة؟
قلت: لا، قال: الكرم فكان ينقع الزبيب غدوة ويشربونه بالعشي وينقعه بالعشي
ويشربونه من الغد يريد به أن يكسر غلظ الماء عن الناس وإن هؤلاء قد تعدوا فلا
تشربه ولا تقربه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13970] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل،
عن حنان بن سدير قال: سمعت رجلا وهو يقول لأبي عبد الله (عليه السلام): ما تقول في النبيذ
فإن أبا مريم يشربه ويزعم أنك أمرته بشربه؟ فقال: صدق أبو مريم سألني عن النبيذ
فأخبرته أنه حلال ولم يسألني عن المسكر، قال: ثم قال (عليه السلام): إن المسكر ما اتقيت
فيه أحدا سلطانا ولا غيره، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كل مسكر حرام وما أسكر كثيره



(1) الكافي: 6 / 408 ح 6.
(2) الكافي: 6 / 408 ح 7.
234
فقليله حرام، فقال له الرجل: جعلت فداك هذا النبيذ الذي أذنت لأبي مريم في شربه
أي شيء هو؟ فقال: أما أبي (عليه السلام) فإنه كان يأمر الخادم فيجيئ بقدح ويجعل فيه زبيبا
ويغسله غسلا نقيا ثم يجعله في إناء ثم يصب عليه ثلاثة مثله أو أربعة ماء ثم يجعله
بالليل ويشربه بالنهار ويجعله بالغداة ويشربه بالعشي، وكان يأمر الخادم بغسل
الإناء في كل ثلاثة أيام كيلا يغتلم فإن كنتم تريدون النبيذ فهذا النبيذ (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13971] 7 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، وعدة من أصحابنا،
عن سهل بن زياد جميعا، عن محمد بن علي الهمداني، عن علي بن عبد الله الحناط،
عن سماعة بن مهران، عن الكلبي النسابة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن النبيذ،
فقال: حلال، قلت: إنا ننبذه فنطرح فيه العكر وما سوى ذلك؟ فقال (عليه السلام): شه شه
تلك الخمرة المنتنة، قال: قلت: جعلت فداك فأي نبيذ تعني؟ فقال: إن أهل المدينة
شكوا إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تغير الماء وفساد طبايعهم فأمرهم أن ينبذوا فكان الرجل منهم
يأمر خادمه أن ينبذ له فيعمد إلى كف من تمر فيلقيه في الشن فمنه شربه ومنه طهوره،
فقلت: وكم كان عدد التمرات التي كانت تلقى؟ قال: ما يحمل الكف، قلت: واحدة
واثنتين، فقال (عليه السلام): ربما كانت واحدة وربما كانت اثنتين، فقلت: وكم كان يسع الشن
ماء؟ ما بين الأربعين إلى الثمانين إلى ما فوق ذلك، قال: فقلت: بالأرطال؟ فقال:
أرطال بمكيال العراق (2).
[13972] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد،
عن إبراهيم بن أبي البلاد قال: دخلت على أبي جعفر بن الرضا (عليه السلام) فقلت له: إني أريد
أن ألصق بطني ببطنك، فقال: ههنا يا أبا إسماعيل وكشف عن بطنه وحسرت عن



(1) الكافي: 6 / 415 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 416 ح 3.
235
بطني وألزقت بطني ببطنه ثم أجلسني ودعا بطبق فيه زبيب فأكلت ثم أخذ في الحديث
فشكا إلي معدته وعطشت فاستقيت ماء فقال: يا جارية اسقيه من نبيذي، فجائتني
بنبيذ مريس في قدح من صفر فشربته فوجدته أحلى من العسل، فقلت له: هذا الذي
أفسد معدتك، قال: فقال لي: هذا تمر من صدقة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يؤخذه غدوة فيصب
عليه الماء فتمرسه الجارية وأشربه على أثر الطعام وساير نهاري فإذا كان الليل
أخذته الجارية فسقته أهل الدار، فقلت له: إن أهل الكوفة لا يرضون بهذا، فقال:
وما نبيذهم؟ قال: قلت: يؤخذ التمر فينقى ويلقى عليه القعوة قال: وما القعوة؟ قلت:
الداذي، قال: وما الداذي؟ قلت: حب يؤتى به من البصرة فيلقى في هذا النبيذ حتى
يغلي ويسكر ثم يشرب، فقال: ذاك حرام (1).
[13973] 9 - الكليني، عن محمد بن الحسن، وعلي بن محمد بن بندار جميعا، عن
إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حماد، عن محمد بن جعفر، عن أبيه (عليه السلام) قال:
قدم على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من اليمن قوم فسألوه عن معالم دينهم فأجابهم، فخرج
القوم بأجمعهم فلما ساروا مرحلة قال بعضهم لبعض: نسينا أن نسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
عما هو أهم إلينا، ثم نزل القوم ثم بعثوا وفدا لهم فأتى الوفد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا:
يا رسول الله إن القوم بعثوا بنا إليك يسألونك عن النبيذ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وما
النبيذ صفوه لي؟ فقالوا: يؤخذ من التمر فينبذ في إناء ثم يصب عليه الماء حتى يمتلي
ويوقد تحته حتى ينطبخ فإذا انطبخ أخذوه فألقوه في إناء آخر ثم صبوا عليه ماء [ثم
يمرس] ثم صفوه بثوب ثم يلقى في إناء ثم يصب عليه من عكر ما كان قبله ثم يهدر
ويغلى ثم يسكن على عكرة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا هذا قد أكثرت أفيسكر؟
قال: نعم، قال: فكل مسكر حرام، قال فخرج الوفد حتى انتهوا إلى أصحابهم
فأخبروهم بما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال القوم: ارجعوا بنا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى



(1) الكافي: 6 / 416 ح 5.
236
نسأله عنها شفاها ولا يكون بيننا وبينه سفير فرجع القوم جميعا فقالوا: يا رسول الله
إن أرضنا أرض دوية ونحن قوم نعمل الزرع ولا نقوى على العمل إلا بالنبيذ،
فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): صفوه لي، فوصفوه له كما وصف أصحابهم، فقال لهم
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أفيسكر؟ فقالوا: نعم، فقال: كل مسكر حرام وحق على الله أن
يسقي شارب كل مسكر من طينة خبال، أفتدرون ما طينة خبال؟ قالوا: لا، قال:
صديد أهل النار (1).
[13974] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد
ابن عثمان، عن بريد بن معاوية قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن في كتاب
علي (عليه السلام): يضرب شارب الخمر ثمانين وشارب النبيذ ثمانين (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع كتاب الأطعمة والأشربة من
كتب الأخبار منها، الكافي: 6 / 415، والوافي: 20 / 645، وبحار الأنوار:
63 / 482.



(1) الكافي: 6 / 417 ح 7.
(2) الكافي: 7 / 214 ح 4.
237
النجابة
[13975] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين،
عن أبي سعيد رفعه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من ولدي اثنا
عشر نقيبا، نجباء، محدثون مفهمون، آخرهم القائم بالحق يملأها عدلا كما ملئت
جورا (1).
[13976] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد
ابن علي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت جالسا في مسجد
الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أقبل رجل فسلم فقال: من أنت يا عبد الله؟ قلت: رجل من أهل
الكوفة، فقلت: ما حاجتك؟ فقال لي: أتعرف أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام)؟ فقلت:
نعم، فما حاجتك إليه؟ قال: هيأت له أربعين مسألة أسأله عنها فما كان من حق
أخذته وما كان من باطل تركته، قال أبو حمزة: فقلت له: هل تعرف ما بين الحق
والباطل؟ قال: نعم، فقلت له: فما حاجتك إليه إذا كنت تعرف ما بين الحق
والباطل؟ فقال لي: يا أهل الكوفة أنتم قوم ما تطاقون إذا رأيت أبا جعفر (عليه السلام)
فأخبرني، فما انقطع كلامي معه حتى أقبل أبو جعفر (عليه السلام) وحوله أهل خراسان
وغيرهم يسألونه عن مناسك الحج فمضى حتى جلس مجلسه وجلس الرجل قريبا
منه، قال أبو حمزة: فجلست حيث أسمع الكلام وحوله عالم من الناس فلما قضى
حوائجهم وانصرفوا التفت إلى الرجل فقال له: من أنت؟ قال: أنا قتادة بن دعامة



(1) الكافي: 1 / 534 ح 18.
238
البصري، فقال له أبو جعفر (عليه السلام): أنت فقيه أهل البصرة؟ قال: نعم، فقال له
أبو جعفر (عليه السلام): ويحك يا قتادة إن الله جل وعز خلق خلقا من خلقه فجعلهم حججا
على خلقه فهم أوتاد في أرضه، قوام بأمره، نجباء في علمه، اصطفاهم قبل خلقه
أظلة عن يمين عرشه، قال: فسكت قتادة طويلا ثم قال: أصلحك الله والله لقد
جلست بين يدي الفقهاء وقدام ابن عباس فما اضطرب قلبي قدام واحد منهم
ما اضطرب قدامك، قال له أبو جعفر (عليه السلام): ويحك أتدري أين أنت؟ أنت بين يدي
(بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال * رجال
لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة) (1) فأنت ثم
ونحن أولئك، فقال له قتادة: صدقت والله جعلني الله فداك والله ما هي بيوت حجارة
ولا طين، قال قتادة: فأخبرني عن الجبن، قال: فتبسم أبو جعفر (عليه السلام) ثم قال:
رجعت مسائلك إلى هذا؟ قال: ضلت علي، فقال: لا بأس به، فقال: إنه ربما جعلت
فيه إنفحة الميت؟ قال: ليس بها بأس إن الإنفحة ليس لها عروق ولا فيها دم ولا لها
عظم إنما تخرج من بين فرث ودم ثم قال: وإنما الإنفحة بمنزلة دجاجة ميتة أخرجت
منها بيضة فهل تؤكل تلك البيضة؟ فقال قتادة: لا ولا آمر بأكلها، فقال له
أبو جعفر (عليه السلام): ولم؟ فقال: لأنها من الميتة، قال له: فإن حضنت تلك البيضة
فخرجت منها دجاجة أتأكلها قال: نعم، قال: فما حرم عليك البيضة وحلل لك
الدجاجة؟ ثم قال (عليه السلام): فكذلك الإنفحة مثل البيضة فاشتر الجبن من أسواق
المسلمين من أيدي المصلين ولا تسأل عنه إلا أن يأتيك من يخبرك عنه (2).
[13977] 3 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن ابن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن محمد
ابن الحسين الكناني، عن جده، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل أنزل



(1) سورة النور: 36 و 37.
(2) الكافي: 6 / 256 ح 1.
239
على نبيه كتابا قبل أن يأتيه الموت، فقال: يا محمد هذا الكتاب وصيتك إلى النجيب
من أهل بيتك، فقال: ومن النجيب من أهلي يا جبرئيل؟ فقال: علي بن
أبي طالب (عليه السلام)، وكان على الكتاب خواتيم من ذهب فدفعه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى علي (عليه السلام)
وأمره أن يفك خاتما منها ويعمل بما فيه ففك (عليه السلام) خاتما وعمل بما فيه ثم دفعه إلى ابنه
الحسن (عليه السلام) ففك خاتما وعمل بما فيه ثم دفعه إلى الحسين (عليه السلام) ففك خاتما فوجد فيه: أن
اخرج بقوم إلى الشهادة فلا شهادة لهم إلا معك واشتر نفسك لله عز وجل، ففعل، ثم دفعه
إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) ففك خاتما فوجد فيه: اصمت والزم منزلك واعبد ربك حتى
يأتيك اليقين، ففعل ثم دفعه إلى محمد بن علي (عليهما السلام) ففك خاتما فوجد فيه: حدث
الناس وافتهم ولا تخافن إلا الله فإنه لا سبيل لأحد عليك، ثم دفعه إلي ففككت خاتما
فوجدت فيه: حدث الناس وافتهم وانشر علوم أهل بيتك وصدق آباءك الصالحين
ولا تخافن أحدا إلا الله وأنت في حرز وأمان، ففعلت ثم أدفعه إلى موسى بن جعفر،
وكذلك يدفعه موسى إلى الذي من بعده ثم كذلك أبدا إلى قيام المهدي (عليه السلام) (1).
ونقلها الصدوق أيضا في كمال الدين وتمام النعمة: 2 / 669 ح 15، والطوسي في
أماليه: المجلس الخامس عشر ح 47 / 441 الرقم 990 عن الغضائري عن
الصدوق.
[13978] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن اليقطيني، عن الجعفري، عن
الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يحب أربع قبائل: كان يحب
الأنصار وعبد القيس وأسلم وبني تميم، وكان يبغض بني أمية وبني حنيف وبني ثقيف
وبني هذيل، وكان (عليه السلام) يقول: لم تلدني أمي بكرية ولا ثقفيه، وكان (عليه السلام) يقول: في كل
حي نجيب إلا في بني أمية (2).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) أمالي الصدوق: المجلس الثالث والستون ح 2 / 486 الرقم 660.
(2) الخصال: 1 / 227 ح 64.
240
[13979] 5 - محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن أسلم، عن
ابن اذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
إن أمرنا أهل البيت صعب مستصعب لا يعرفه ولا يقر به إلا ملك مقرب أو نبي مرسل
أو مؤمن نجيب امتحن الله قلبه للإيمان (1).
أنت تجد الرواية في كتاب سليم بن قيس الهلالي: 14.
[13980] 6 - الكراجكي، عن محمد بن طالب، عن أبي المفضل الشيباني، عن عبد الله
ابن جعفر الأزدي، عن خالد بن يزيد الثقفي، عن أبيه، عن حنان بن سدير، عن
أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال: قال علي لمولاه نوف الشامي
وهو معه في السطح: يا نوف أرامق أم نبهان؟ قال: نبهان أرمقك يا أمير المؤمنين،
قال: هل تدري من شيعتي؟ قال: لا والله، قال: شيعتي الذبل الشفاه، الخمص
البطون، الذين تعرف الرهبانية والربانية في وجوههم، رهبان بالليل، أسد بالنهار،
الذين إذا جنهم الليل اتزروا على أوساطهم وارتدوا على أطرافهم وصفوا أقدامهم
وافترشوا جباههم تجري دموعهم على خدودهم يجأرون إلى الله في فكاك رقابهم،
وأما النهار فحلماء علماء كرام نجباء أبرار أتقياء، يا نوف شيعتي الذين اتخذوا الأرض
بساطا والماء طيبا والقرآن شعارا، إن شهدوا لم يعرفوا وإن غابوا لم يفتقدوا [شيعتي
الذين في قبورهم يتزاورون وفي أموالهم يتواسون وفي الله يتباذلون، يا نوف درهم
ودرهم وثوب وثوب إلا فلا] (2) شيعتي من لا يهر هرير الكلب ولا يطمع طمع
الغراب ولم يسأل الناس ولو مات جوعا، إن رأى مؤمنا أكرمه وإن رأى فاسقا
هجره، هؤلاء والله يا نوف شيعتي شرورهم مأمونة، وقلوبهم محزونة وحوائجهم
خفيفة وأنفسهم عفيفة، اختلف بهم الأبدان ولم تختلف قلوبهم، قال: قلت:



(1) بصائر الدرجات: 27 ح 6.
(2) وردت في نقل بحار الأنوار عن كنز الفوائد.
241
يا أمير المؤمنين جعلني الله فداك أين أطلب هؤلاء؟ قال: فقال لي: في أطراف
الأرض يا نوف يجيئ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم القيامة آخذا بحجزة ربه جلت أسماؤه يعني
بحبل الدين وحجزة الدين وأنا آخذ بحجزته وأهل بيتي آخذون بحجزتي وشيعتنا
آخذون بحجزتنا، فإلى أين؟ إلى الجنة ورب الكعبة، قالها ثلاثا (1).
[13981] 7 - الطوسي، عن أبي عمرو، عن ابن عقدة، عن عبد الله بن أحمد، عن
نصر بن مزاحم، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن تميم، وعن أبي الطفيل، عن
بشر بن غالب، وعن سالم بن عبد الله كلهم ذكر عن ابن عباس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
قال: يا بني عبد المطلب إني سألت الله عز وجل ثلاثا: أن يثبت قائلكم وأن يهدي ضالكم
وأن يعلم جاهلكم، وسألت الله تعالى أن يجعلكم جوداء نجباء رحماء، فلو أن امرءا
صفن بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقى الله عز وجل وهو لأهل بيت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
مبغض، دخل النار (2).
صفن الرجل: صف قدميه.
[13982] 8 - الطوسي نقلا من الكشي، عن محمد بن مسعود، عن علي بن محمد القمي،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن رجل، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن
دراج، عن حمزة بن محمد الطيار قال: ذكرنا محمد بن أبي بكر عند أبي عبد الله (عليه السلام)
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): رحمه الله وصلى عليه قال لأمير المؤمنين (عليه السلام) يوما من الأيام:
أبسط يدك أبايعك، فقال: أو ما فعلت؟ قال: بلى، فبسط يده، فقال: أشهد أنك
إمام مفترض طاعتك وأن أبي في النار، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): كان النجابة من قبل
أمه أسماء بنت عميس رحمة الله عليها لا من قبل أبيه (3).



(1) كنز الفوائد: 1 / 87. ونقل عنه في بحار الأنوار: 65 / 191.
(2) أمالي الطوسي: المجلس التاسع ح 27 / 247 الرقم 435.
(3) اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي: 63 ح 113، ونقل عنه في بحار الأنوار: 33 / 584.
242
[13983] 9 - الطوسي بإسناده عن محمد بن علي بن الفضل، عن الحسن بن محمد بن
أبي السري، عن عبد الله بن محمد البلوى، عن عمارة بن زيد، عن أبي عامر
واعظ أهل الحجاز، عن الصادق (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن جده (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): يا أبا الحسن إن الله جعل قبرك وقبر ولدك بقاعا من بقاع
الجنة وعرصات من عرصاتها وإن الله عز وجل جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوة من
عباده تحن إليكم وتحتمل المذلة والأذى فيكم فيعمرون قبوركم ويكثرون زيارتها
تقربا منهم إلى الله ومودة منهم لرسوله أولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي والواردون
حوضي وهم زواري وجيراني غدا في الجنة، يا علي من عمر قبوركم وتعاهدها
فكأنما أعان سليمان بن داود على بناء بيت المقدس، ومن زار قبوركم عدل ذلك ثواب
سبعين حجة بعد حجة الإسلام وخرج من ذنوبه حتى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته
أمه، فأبشر يا علي وبشر أولياءك ومحبيك من النعيم بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا
خطر على قلب بشر ولكن حثالة من الناس يعيرون زوار قبوركم بزيارتكم كما تعير
الزانية بزناها أولئك شرار أمتي لا تنالهم شفاعتي ولا يردون حوضي (1).
[13984] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: لا ينفع الحسن بغير
نجابة (2).



(1) التهذيب: 6 / 107 ح 5.
(2) غرر الحكم: ح 10679.
243
النجاة
[13985] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
الحلبي رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نجاة المؤمن في حفظ لسانه (1).
[13986] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد،
عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن القسامة كيف كانت؟ فقال: هي
حق وهي مكتوبة عندنا ولو لا ذلك لقتل الناس بعضهم بعضا ثم لم يكن شيء وإنما
القسامة نجاة للناس (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13987] 3 - الصدوق، عن حمزة العلوي، عن علي، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن
الحسين بن خالد، عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من
أحب أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين
فليوال عليا بعدي وليعاد عدوه وليأتم بالهداة من ولده فإنهم خلفائي وأوصيائي
وحجج الله على الخلق بعدي وسادة أمتي وقادة الأتقياء إلى الجنة، حزبهم حزبي
وحزبي حزب الله عز وجل وحزب أعدائهم حزب الشيطان (3).
[13988] 4 - الصدوق، عن الحسين بن إبراهيم بن تاتانة، عن علي بن إبراهيم،
عن أبيه، عن أبي الصلت الهروي قال: إن المأمون قال للرضا علي بن موسى (عليه السلام):



(1) الكافي: 2 / 114 ح 9.
(2) الكافي: 7 / 360 ح 1.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 292 ح 43. ونقل عنه في بحار الأنوار: 23 / 144 ح 100.
244
يا ابن رسول الله قد عرفت فضلك وعلمك وزهدك وورعك وعبادتك وأراك أحق
بالخلافة مني، فقال الرضا (عليه السلام): بالعبودية لله عز وجل أفتخر وبالزهد في الدنيا أرجو
النجاة من شر الدنيا وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم وبالتواضع في الدنيا
أرجو الرفعة عند الله عز وجل، فقال له المأمون: فإني قد رأيت أن أعزل نفسي عن
الخلافة وأجعلها لك وأبايعك، فقال له الرضا (عليه السلام): إن كانت هذه الخلافة لك وجعلها
الله لك فلا يجوز أن تخلع لباسا ألبسك الله وتجعله لغيرك، وإن كانت الخلافة ليست لك
فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك، فقال له المأمون: يا ابن رسول الله لابد لك من
قبول هذا الأمر، فقال: لست أفعل ذلك طائعا أبدا، فما زال يجهد به أياما حتى يئس
من قبوله فقال له: فإن لم تقبل الخلافة ولم تجب مبايعتي لك فكن ولي عهدي لتكون
لك الخلافة بعدي، فقال الرضا (عليه السلام): والله لقد حدثني أبي عن آبائه عن أمير المؤمنين
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إني أخرج من الدنيا قبلك مقتولا بالسم مظلوما تبكي علي
ملائكة السماء وملائكة الأرض وادفن في أرض غربة إلى جنب هارون الرشيد،
فبكى المأمون ثم قال له: يا ابن رسول الله ومن الذي يقتلك أو يقدر على الإساءة إليك
وأنا حي، فقال الرضا (عليه السلام): أما إني لو أشاء أن أقول من الذي يقتلني لقلت، فقال
المأمون: يا ابن رسول الله إنما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك ودفع هذا الأمر
عنك ليقول الناس إنك زاهد في الدنيا، فقال الرضا (عليه السلام): والله ما كذبت منذ خلقني
ربي عز وجل وما زهدت في الدنيا للدنيا وإني لأعلم ما تريد، فقال المأمون: وما أريد؟
قال: الأمان على الصدق، قال: لك الأمان، قال: تريد بذلك أن يقول الناس: إن
علي بن موسى لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه ألا ترون كيف قبل ولاية العهد
طمعا في الخلافة، فغضب المأمون ثم قال: إنك تتلقاني أبدا بما أكرهه وقد آمنت
سطوتي فبالله اقسم لئن قبلت ولاية العهد وإلا أجبرتك على ذلك فإن فعلت وإلا
ضربت عنقك، فقال الرضا (عليه السلام): قد نهاني الله عز وجل أن ألقي بيدي إلى التهلكة فإن كان
الأمر على هذا فافعل ما بدا لك وأنا أقبل ذلك على إني لا أولي أحدا ولا أعزل أحدا

245
ولا أنقض رسما ولا سنة وأكون في الأمر من بعيد مشيرا، فرضي منه بذلك وجعله
ولي عهده على كراهة منه (عليه السلام) لذلك (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[13989] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن الأصبهاني، عن المنقري، عن حفص،
عن الصادق (عليه السلام) قال: إني لأرجو النجاة لهذه الأمة لمن عرف حقنا منهم إلا لأحد
ثلاثة: صاحب سلطان جائر، وصاحب هوى، والفاسق المعلن (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[13990] 6 - الصدوق، عن الفامي، عن محمد الحميري، عن أبيه، عن هارون،
عن ابن زياد، عن الصادق (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سئل في ما النجاة
غدا؟ فقال: إنما النجاة في أن لا تخادعوا الله فيخدعكم فإنه من يخادع الله يخدعه
ويخلع منه الإيمان ونفسه يخدع لو يشعر.
فقيل له: وكيف يخادع الله؟ قال: يعمل بما أمر الله به ثم يريد به غيره فاتقوا الله
واجتنبوا الرياء فإنه شرك بالله إن المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة أسماء: يا كافر يا
فاجر يا غادر يا خاسر حبط عملك وبطل أجرك ولا خلاق لك اليوم فالتمس أجرك
ممن كنت تعمل له (3)
الرواية من حيث السند لا بأس بها. ونقلها العياشي مرفوعا عن مسعدة بن زياد في
تفسيره: 1 / 283 ح 295.
[13991] 7 - الصدوق، عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن صفوان، عن الكناني،
عن الصادق (عليه السلام) قال في حديث: لا تسخطوا الله برضا أحد من خلقه ولا تتقربوا إلى



(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 139 ح 3.
(2) الخصال: 1 / 119 ح 107.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والثمانون ح 23 / 677 الرقم 921.
246
أحد من الخلق بتباعد من الله عز وجل فإن الله ليس بينه وبين أحد من الخلق شيء يعطيه به
خيرا أو يصرف به عنه سوءا إلا بطاعته وابتغاء مرضاته، إن طاعة الله نجاح كل خير
يبتغى ونجاة من كل شر يتقى، وإن الله يعصم من أطاعه ولا يعتصم منه من عصاه ولا
يجد الهارب من الله مهربا، فإن أمر الله نازل بإذلاله ولو كره الخلايق وكل ما هو آت
قريب، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن (تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا
على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) (1).
قال: فقال لي الصادق (عليه السلام): هذا قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
الرواية صحيحة الإسناد، وروي نحوها في الكافي: 8 / 82.
[13992] 8 - الصدوق، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، عن أحمد بن محمد
ابن سعيد، عن المنذر بن محمد، عن جعفر، عن أبان الأحمر، عن الحسين بن علوان،
عن عمر بن ثابت، عن أبيه، عن ضمرة بن حبيب قال: سئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن
الصلاة، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): الصلاة من شرايع الدين وفيها مرضاة الرب عز وجل فهي منهاج
الأنبياء وللمصلي حب الملائكة وهدى وإيمان ونور المعرفة وبركة في الرزق وراحة
للبدن وكراهة للشيطان وسلاح على الكفار وإجابة للدعاء وقبول للأعمال وزاد
للمؤمن من الدنيا إلى الآخرة وشفيع بينه وبين ملك الموت، وأنس في قبره وفراش
تحت جنبه وجواب لمنكر ونكير وتكون صلاة العبد عند المحشر تاجا على رأسه
ونورا على وجهه ولباسا على بدنه وسترا بينه وبين النار وحجة بينه وبين الرب جل
جلاله ونجاة لبدنه من النار وجوازا على الصراط ومفتاحا للجنة ومهورا لحور العين
وثمنا للجنة، بالصلاة يبلغ العبد إلى الدرجة العليا لأن الصلاة تسبيح وتهليل وتحميد
وتكبير وتمجيد وتقديس وقول ودعوة (3).



(1) سورة المائدة: 2.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والسبعون ح 1 / 577 الرقم 788.
(3) الخصال: 2 / 522 ح 11.
247
[13993] 9 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه، عن محمد بن علي الكوفي، عن
محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن جابر بن يزيد، عن سعيد بن المسيب، عن
عبد الرحمان بن سمرة قال: قلت: يا رسول الله أرشدني إلى النجاة، فقال: يا ابن سمرة
إذا اختلفت الأهواء وتفرقت الآراء فعليك بعلي بن أبي طالب فإنه إمام أمتي وخليفتي
عليهم من بعدي وهو الفاروق الذي يميز بين الحق والباطل من سأله أجابه ومن
استرشده أرشده ومن طلب الحق من عنده وجده ومن التمس الهدى لديه صادفه ومن
لجأ إليه أمنه ومن استمسك به نجاه ومن اقتدى به هداه، يا ابن سمرة سلم من سلم له
ووالاه، وهلك من رد عليه وعاداه، يا ابن سمرة إن عليا مني روحه من روحي
وطينته من طينتي وهو أخي وأنا أخوه وهو زوج ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين من
الأولين والآخرين وإن منه إمامي أمتي وسيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين
وتسعة من ولد الحسين تاسعهم قائم أمتي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما
وجورا (1).
[13994] 10 - المفيد، عن محمد بن عمر الجعابي، عن ابن عقدة، عن أحمد بن يحيى،
عن محمد بن علي، عن أبي بدر، عن عمرو، عن يزيد بن مرة، عن سويد بن غفلة،
عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من عبد اهتم بمواقيت
الصلاة ومواضع الشمس إلا ضمنت له الروح عند الموت وانقطاع الهموم والأحزان
والنجاة من النار، كنا مرة رعاة الإبل فصرنا اليوم رعاة الشمس (2).
[13995] 11 - الطوسي، عن الفحام، عن محمد بن عيسى بن هارون، عن إبراهيم بن
عبد الصمد، عن أبيه، عن جده قال: قال سيدنا الصادق (عليه السلام): من اهتم لرزقه كتب
عليه خطيئة، إن دانيال كان في زمن ملك جبار عات أخذه فطرحه في جب وطرح



(1) أمالي الصدوق: المجلس السابع ح 3 / 78 الرقم 45.
(2) أمالي المفيد: المجلس السادس عشر ح 5 / 136.
248
معه السباع، فلم تدن منه ولم تجرحه، فأوحى الله إلى نبي من أنبيائه أن ائت دانيال
بطعام، قال: يا رب وأين دانيال؟ قال: تخرج من القرية فيستقبلك ضبع فاتبعه فإنه
يدلك إليه فأتت به الضبع إلى ذلك الجب، فإذا فيه دانيال فأدلى إليه الطعام، فقال
دانيال: الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره والحمد لله الذي لا يخيب من دعاه، الحمد لله
الذي من توكل عليه كفاه، الحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره، الحمد لله الذي
يجزي بالإحسان إحسانا وبالصبر نجاة.
ثم قال الصادق (عليه السلام): إن الله أبى إلا أن يجعل أرزاق المتقين من حيث لا يحتسبون
وألا تقبل لأوليائه شهادة في دولة الظالمين (1).
[13996] 12 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) أنه قال: ثلاث
منجيات للمؤمن: كف لسانه عن الناس واغتيابهم، واشغاله نفسه بما ينفعه لآخرته
ودنياه، وطول البكاء لخطيئته (2).
[13997] 13 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: النجاة في ثلاث:
تمسك عليك لسانك، ويسعك بيتك، وتندم على خطيئتك (3).
[13998] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:... وعليكم بكتاب الله
فإنه الحبل المتين والنور المبين والشفاء النافع والري الناقع والعصمة للمتمسك
والنجاة للمتعلق لا يعوج فيقام ولا يزيغ فيستعتب ولا تخلقه كثرة الرد وولوج
السمع، من قال به صدق ومن عمل به سبق، الخطبة (4).
[13999] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:... أوصيكم عباد الله



(1) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 40 / 300 الرقم 593.
(2) تحف العقول: 282.
(3) تحف العقول: 317.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 156.
249
بتقوى الله وطاعته فإنها النجاة غدا والمنجاة أبدا رهب فأبلغ ورغب فأسبغ،
الخطبة (1).
[14000] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:... من أخذ القصد حمدوا
إليه طريقه وبشروه بالنجاة، ومن أخذ يمينا وشمالا ذموا إليه الطريق وحذروه من
الهلكة، الخطبة (2).
[14001] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال بعد السقيفة: أيها الناس
شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة وعرجوا عن طريق المنافرة وضعوا تيجان المفاخرة.
أفلح من نهض بجناح أو استسلم فأراح هذا ماء آجن ولقمة يغص بها آكلها ومجتني
الثمرة لغير وقت إيناعها كالزارع بغير أرضه، الخطبة (3).
[14002] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: قد نجا من وجد (4).
[14003] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ملاك النجاة لزوم
الإيمان وصدق الإيقان (5).
[14004] 20 - ابن فهد الحلي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إنه قد سئل فيم النجاة؟ قال:
لا يعمل العبد بطاعة الله يريد بها الناس (6).



(1) نهج البلاغة: الخطبة 161.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 222.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 5.
(4) غرر الحكم: ح 6630.
(5) غرر الحكم: ح 9867.
(6) عدة الداعي: 156. ونقل عنه في بحار الأنوار: 69 / 304 ح 51.
250
النجاح (1)
[14005] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن
جمهور، عن فضالة بن أيوب، عن الحسن بن زياد، عن الفضيل بن يسار قال: قال
أبو جعفر (عليه السلام): وإن الروح والراحة والفلح والعون والنجاح والبركة والكرامة
والمغفرة والمعافاة واليسر والبشرى والرضوان والقرب والنصر والتمكن والرجاء
والمحبة من الله عز وجل لمن تولى عليا وائتم به وبرئ من عدوه وسلم لفضله وللأوصياء
من بعده حقا علي أن أدخلهم في شفاعتي وحق على ربي تبارك وتعالى أن يستجيب لي
فيهم فإنهم أتباعي ومن تبعني فإنه مني (2).
[14006] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن فضالة
ابن أيوب، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الدعاء
مفاتيح النجاح ومقاليد الفلاح وخير الدعاء ما صدر عن صدر نقي وقلب تقي وفى
المناجاة سبب النجاة وبالإخلاص يكون الخلاص فإذا اشتد الفزع فإلى الله المفزع (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14007] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن زيد الشحام قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من أغاث أخاه



(1) انجح الرجل إذا قضيت له الحاجة.
(2) الكافي: 1 / 210 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 468 ح 2.
251
المؤمن اللهفان اللهثان عند جهده فنفس كربته وأعانه على نجاح حاجته كتب الله عز وجل
له بذلك ثنتين وسبعين رحمة من الله يعجل له منها واحدة يصلح بها أمر معيشته
ويدخر له إحدى وسبعين رحمة لأفزاع يوم القيامة وأهواله (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14008] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن عبد الله
ابن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الدعاء يرد القضاء بعد ما أبرم إبراما
فأكثر من الدعاء فإنه مفتاح كل رحمة ونجاح كل حاجة ولا ينال ما عند الله عز وجل إلا
بالدعاء وإنه ليس باب يكثر قرعه إلا يوشك أن يفتح لصاحبه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14009] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن عبيد الله
ابن عبد الله الواسطي، عن درست بن أبي منصور، عن أبي خالد القماط قال: قال
أبو جعفر (عليه السلام): أسرع الدعاء نجحا للإجابة دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب يبدء
بالدعاء لأخيه فيقول له ملك موكل به آمين ولك مثلاه (3).
الرواية معتبرة الإسناد. وروى القطب الراوندي مثلها في الدعوات: 289.
[14010] 6 - علي بن إبراهيم القمي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم،
عن الصادق (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث: لما أسري بي وانتهيت إلى سدرة
المنتهى فإذا ملك يؤذن لم ير في السماء قبل تلك الليلة فقال: الله أكبر الله أكبر، فقال
الله: صدق عبدي أنا أكبر من كل شيء، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله
إلا الله، فقال الله: صدق عبدي أنا الله لا إله غيري، فقال: أشهد أن محمدا رسول الله



(1) الكافي: 2 / 199 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 470 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 507 ح 4.
252
أشهد أن محمدا رسول الله، فقال الله: صدق عبدي محمدا عبدي ورسولي أنا بعثته
وانتجبته، فقال: حي على الصلاة حي على الصلاة، فقال: صدق عبدي دعا إلى
فريضتي فمن مشى إليها راغبا فيها محتسبا كانت كفارة لما مضى من ذنوبه، فقال: حي
على الفلاح حي على الفلاح، فقال الله: هي الصلاح والنجاح والفلاح، ثم أممت
الملائكة في السماء كما أممت الأنبياء في بيت المقدس، الحديث (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14011] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:... فإني أوصيكم بتقوى الله
الذي ابتدأ خلقكم وإليه يكون معادكم وبه نجاح طلبتكم وإليه منتهى رغبتكم ونحوه قصد
سبيلكم وإليه مرامي مفزعكم فإن تقوى الله دواء داء قلوبكم وبصر عمى أفئدتكم
وشفاء مرض أجسادكم وصلاح فساد صدوركم وطهور دنس أنفسكم وجلاء غشاء
أبصاركم وأمن فزع جأشكم وضياء سواد ظلمتكم، فاجعلوا طاعة الله شعارا دون
دثاركم ودخيلا دون شعاركم ولطيفا بين أضلاعكم وأميرا فوق أموركم ومنهلا لحين
ورودكم وشفعيا لدرك طلبتكم وجنة ليوم فزعكم ومصابيح لبطون قبوركم وسكنا
لطول وحشتكم ونفسا لكرب مواطنكم، فإن طاعة الله حرز من متالف مكتنفة
ومخاوف متوقعة وأوار نيران موقدة، فمن أخذ بالتقوى عزبت عنه الشدائد بعد دنوها
واحلولت له الأمور بعد مرارتها وانفرجت عنه الأمواج بعد تراكمها وأسهلت له
الصعاب بعد إنصابها وهطلت عليه الكرامة بعد قحوطها وتحدبت عليه الرحمة بعد
نفورها وتفجرت عليه النعم بعد نضوبها ووبلت عليه البركة بعد إرذاذها، فاتقوا الله
الذي نفعكم بموعظته ووعظكم برسالته وأمتن عليكم بنعمته فعبدوا أنفسكم لعبادته
وأخرجوا إليه من حق طاعته إلى آخر الخطبة (2).



(1) تفسير القمي: 2 / 11. ونقل عنه في بحار الأنوار: 81 / 138 ح 31.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 198.
253
[14012] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الصدقة دواء منجح،
وأعمال العباد في عاجلهم نصب أعينهم في آجالهم (1).
[14013] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من السعادة نجح
الطلبة (2).
[14014] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ما أقرب النجاح ممن
عجل السراح (3).



(1) نهج البلاغة: الحكمة 7.
(2) غرر الحكم: ح 9390.
(3) غرر الحكم: ح 9436.
254
النجف الأشرف
[14015] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي
ابن الحكم، عن صفوان الجمال قال: كنت أنا وعامر وعبد الله بن جذاعة الأزدي
عند أبي عبد الله (عليه السلام) قال: فقال له عامر: جعلت فداك إن الناس يزعمون أن
أمير المؤمنين (عليه السلام) دفن بالرحبة، قال: لا، قال: فأين دفن؟ قال: إنه لما مات احتمله
الحسن (عليه السلام) فأتى به ظهر الكوفة قريبا من النجف يسرة عن الغري يمنة عن الحيرة
فدفنه بين زكوات بيض، قال: فلما كان بعد ذهبت إلى الموضع فتوهمت موضعا منه،
ثم أتيته فأخبرته، فقال لي: أصبت رحمك الله - ثلاث مرات - (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14016] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن القاسم
ابن محمد، عن عبد الله بن سنان قال: أتاني عمر بن يزيد فقال لي: إركب، فركبت
معه فمضينا حتى أتينا منزل حفص الكناسي فاستخرجته فركب معنا، ثم مضينا حتى
أتينا الغري فانتهينا إلى قبر، فقال: انزلوا هذا قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقلنا: من أين
علمت؟ فقال: أتيته مع أبي عبد الله (عليه السلام) حيث كان بالحيرة غير مرة وخبرني أنه
قبره (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14017] 3 - الصدوق، عن الدقاق، عن الأسدي، عن النخعي، عن النوفلي، عن



(1) الكافي: 1 / 456 ح 5.
(2) الكافي: 1 / 456 ح 6.
255
البطائني، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن النجف كان جبلا وهو الذي
قال ابن نوح: (سآوي إلى جبل يعصمني من الماء) (1) ولم يكن على وجه
الأرض جبل أعظم منه فأوحى الله عز وجل إليه: يا جبل أيعتصم بك مني، فتقطع قطعا
قطعا إلى بلاد الشام وصار رملا دقيقا وصار بعد ذلك بحرا عظيما وكان يسمى ذلك
البحر بحر «ني» ثم جف بعد ذلك، فقيل: ني جف، فسمي نيجف، ثم صار بعد ذلك
يسمونه نجف لأنه كان أخف على ألسنتهم (2).
[14018] 4 - الصدوق، عن الطالقاني، عن أبي علي بن همام قال: سمعت محمد بن
عثمان العمري قدس الله روحه يقول: سمعت أبي يقول: سئل أبو محمد الحسن بن
علي (عليهما السلام) وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه (عليهم السلام) أن الأرض لا تخلو من حجة
الله على خلقه إلى يوم القيامة وإن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة
جاهلية، فقال (عليه السلام): إن هذا حق كما أن النهار حق، فقيل له: يا بن رسول الله فمن
الحجة والإمام بعدك؟ فقال: ابني محمد وهو الإمام والحجة بعدي من مات ولم يعرفه
مات ميتة جاهلية، أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون ويهلك فيها المبطلون ويكذب
فيها الوقاتون، ثم يخرج فكأني أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف
الكوفة (3).
الرواية من حيث السند حسنة.
[14019] 5 - ابن قولويه، عن محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب
الزيات، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن جرير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إني لما كنت بالحيرة عند أبي العباس، كنت آتي قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) ليلا وهو بناحية



(1) سورة هود: 43.
(2) علل الشرايع: 31.
(3) كمال الدين وتمام النعمة: 2 / 409 ح 9.
256
النجف إلى جانب الغري النعمان فاصلي عنده صلاة الليل وأنصرف قبل الفجر (1).
الرواية موثقة سندا.
[14020] 6 - المفيد، عن ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن
ابن أبي عمير، عن ابن مسكان، عن بشير الكناسي، عن أبي خالد الكابلي قال: قال
لي علي بن الحسين (عليهما السلام): يا أبا خالد لتأتين فتن كقطع الليل المظلم لا ينجو إلا من أخذ
الله ميثاقه، أولئك مصابيح الهدى وينابيع العلم، ينجيهم الله من كل فتنة مظلمة كأني
بصاحبكم قد علا فوق نجفكم بظهر كوفان في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا، جبرئيل
عن يمينه وميكائل عن شماله وإسرافيل أمامه، معه راية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد نشرها
لا يهوى بها إلى قوم إلا أهلكهم الله عز وجل (2).
الرواية حسنة سندا.
[14021] 7 - الطوسي بإسناده عن أبي القاسم جعفر بن محمد، عن علي بن الحسين بن
موسى، عن علي بن الحكم، عن سليمان بن نهيك، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله عز وجل
(وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين) (3) قال: الربوة: نجف الكوفة، والمعين:
الفرات (4).
[14022] 8 - الطوسي بإسناده عن أبي القاسم جعفر بن محمد، عن محمد بن عبد الله
ابن جعفر الحميري، عن أبيه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن
سنان، عن المفضل بن عمر الجعفي قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له:
إني أشتاق إلى الغري، فقال: فما شوقك إليه؟ فقلت له: إني أحب أن أزور
أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال: هل تعرف فضل زيارته؟ فقلت: لا يا ابن رسول الله إلا أن



(1) كامل الزيارات: 37 ح 11.
(2) أمالي المفيد: المجلس السادس ح 5 / 45.
(3) سورة الذاريات: 51.
(4) التهذيب: 6 / 38 ح 23.
257
تعرفني ذلك، قال: إذا زرت أمير المؤمنين (عليه السلام) فاعلم أنك زائر عظام آدم وبدن نوح
وجسم علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقلت: إن آدم (عليه السلام) هبط بسرانديب في مطلع الشمس
وزعموا أن عظامه في بيت الله الحرام فكيف صارت عظامه بالكوفة؟ فقال: إن
الله عز وجل أوحى إلى نوح (عليه السلام) وهو في السفينة أن يطوف بالبيت أسبوعا فطاف بالبيت كما
أوحى الله تعالى إليه ثم نزل في الماء إلى ركبتيه فاستخرج تابوتا فيه عظام آدم (عليه السلام)
فحمله في جوف السفينة حتى طاف ما شاء الله أن يطوف ثم ورد إلى باب الكوفة في
وسط مسجدها ففيها قال الله تعالى للأرض: (ابلعي ماءك) (1) فبلعت ماءها من
مسجد الكوفة كما بدا الماء منه وتفرق الجمع الذي كان مع نوح (عليه السلام) في السفينة فأخذ
نوح (عليه السلام) التابوت فدفنه في الغري وهو قطعة من الجبل الذي كلم الله عليه موسى
تكليما وقدس عليه عيسى تقديسا واتخذ عليه إبراهيم خليلا واتخذ محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم)
حبيبا وجعله للنبيين مسكنا، فوالله ما سكن فيه بعد أبويه الطيبين آدم ونوح أكرم
من أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فإذا زرت جانب النجف فزر عظام آدم وبدن
نوح وجسم علي بن أبي طالب (عليه السلام) فإنك زائر الآباء الأولين ومحمدا خاتم النبيين
وعليا سيد الوصيين وإن زائره تفتح له أبواب السماء عند دعوته فلا تكن عن الخير
نواما (2).
[14023] 9 - ابن طاوس قال: رأيت في كتاب عن الحسن بن الحسين بن طحال
المقدادي قال: روى الخلف عن السلف عن ابن عباس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال
لعلي (عليه السلام): يا علي إن الله عز وجل عرض مودتنا أهل البيت على السماوات والأرض فأول
من أجاب منها السماء السابعة فزينها بالعرش والكرسي، ثم السماء الرابعة فزينها
بالبيت المعمور، ثم السماء الدنيا فزينها بالنجوم، ثم أرض الحجاز فشرفها بالبيت



(1) سورة هود: 44.
(2) التهذيب: 6 / 23 ح 8.
258
الحرام، ثم أرض الشام فزينها ببيت المقدس، ثم أرض طيبة فشرفها بقبري، ثم
أرض كوفان فشرفها بقبرك يا علي، فقال له: يا رسول الله أقبري بكوفان العراق؟
فقال: نعم يا علي تقبر بظاهرها قتلا بين الغريين والذكوات البيض، يقتلك شقي هذه
الأمة عبد الرحمان بن ملجم فوالذي بعثني بالحق نبيا ما عاقر ناقة صالح عند الله
بأعظم عقابا منه، يا علي ينصرك من العراق مائة ألف سيف (1).
[14024] 10 - ابن طاوس قال: روى محمد بن علي بن الحسن العلوي في كتاب فضل
الكوفة بإسناد رفعه إلى عقبة بن علقمة أبي الجنوب قال: اشترى أمير المؤمنين (عليه السلام)
ما بين الخورنق إلى الحيرة إلى الكوفة، وفي حديث ما بين النجف إلى الحيرة
إلى الكوفة من الدهاقين بأربعين ألف درهم وأشهد على شرائه، قال: فقيل له:
يا أمير المؤمنين تشتري هذا بهذا المال وليس ينبت حظا؟ فقال: سمعت من
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: كوفان يرد أولها على آخرها يحشر من ظهرها سبعون ألفا
يدخلون الجنة بغير حساب فاشتهيت أن يحشروا من ملكي (2).
الروايات الواردة في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع كامل الزيارات: 33،
والتهذيب: 6 / 31، وكتاب فرحة الغري لابن طاوس في مختلف صفحاته،
وبحار الأنوار: 22 / 35 طبع الكمباني و 97 / 226 طبع بيروت و 100 / 226
طبع إيران، ومعجم الملاحم والفتن: 4 / 350 للعلامة المعاصر السيد محمود
الده سرخي الاصفهاني دامت بركاته وغيرها من كتب الأخبار.
وقد مر منا فضل زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) في عنوان الزيارة في محلها فراجعها.
والحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولايته.



(1) فرحة الغري: 27.
(2) فرحة الغري: 29.
259
النجوم
[14025] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن فضال،
عن الحسن بن أسباط، عن عبد الرحمن بن سيابة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت
لك الفداء إن الناس يقولون: إن النجوم لا يحل النظر فيها وهي تعجبني فإن كانت
تضر بديني فلا حاجة لي في شيء يضر بديني وإن كانت لا تضر بديني فوالله إني
لأشتهيها وأشتهي النظر فيها؟ فقال: ليس كما يقولون لا تضر بدينك، ثم قال: إنكم
تنظرون في شيء منها كثيره لا يدرك وقليله لا ينتفع به، تحسبون على طالع القمر، ثم
قال: أتدري كم بين المشتري والزهرة من دقيقة، قلت: لا والله، قال: أفتدري كم
بين الزهرة وبين القمر من دقيقة؟ قلت: لا، قال: أفتدري كم بين الشمس وبين
السنبلة من دقيقة؟ قلت: لا والله ما سمعت من أحد من المنجمين قط، قال: أفتدري
كم بين السنبلة وبين اللوح المحفوظ من دقيقة؟ قلت: لا والله ما سمعته من المنجم قط،
قال: ما بين كل واحد منهما إلى صاحبه ستون أو سبعون دقيقة، شك عبد الرحمن، ثم
قال: يا عبد الرحمن هذا حساب إذا حسبه الرجل ووقع عليه عرف القصبة التي وسط
الأجمة وعدد ما عن يمينها وعدد ما عن يسارها وعدد ما خلفها وعدد ما أمامها حتى
لا يخفى عليه من قصب الأجمة واحدة (1).
[14026] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، وعدة من



(1) الكافي: 8 / 195 ح 233.
260
أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن علي بن حسان، عن علي بن عطية الزيات،
عن معلى بن خنيس قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن النجوم أحق هي؟ فقال: نعم إن
الله عز وجل بعث المشتري إلى الأرض في صورة رجل فأخذ رجلا من العجم فعلمه
النجوم حتى ظن أنه قد بلغ، ثم قال له: انظر أين المشتري؟ فقال: ما أراه في الفلك
وما أدري أين هو؟ قال: فنحاه وأخذ بيد رجل من الهند فعلمه حتى ظن أنه قد بلغ،
وقال: انظر إلى المشتري أين هو؟ فقال: إن حسابي ليدل على أنك أنت المشتري،
قال: وشهق شهقة فمات وورث علمه أهله فالعلم هناك (1).
[14027] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل
ابن صالح، عمن أخبره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل عن النجوم، قال: ما يعلمها
إلا أهل بيت من العرب وأهل بيت من الهند (2).
[14028] 4 - الكليني، عن أحمد بن محمد، وعلي بن محمد جميعا، عن علي بن
الحسن التيمي، عن محمد بن الخطاب الواسطي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن
أحمد بن عمر الحلبي، عن حماد الأزدي، عن هشام الخفاف قال: قال لي
أبو عبد الله (عليه السلام): كيف بصرك بالنجوم؟ قال: قلت: ما خلفت بالعراق أبصر بالنجوم
مني، فقال: كيف دوران الفلك عندكم؟ قال: فأخذت قلنسوتي عن رأسي فأدرتها،
قال: فقال: إن كان الأمر على ما تقول فما بال بنات النعش والجدي والفرقدين
لا يرون يدورون يوما من الدهر في القبلة؟ قال: قلت: هذا والله شيء لا أعرفه ولا
سمعت أحدا من أهل الحساب يذكره، فقال لي: كم السكينة من الزهرة جزءا في
ضوئها؟ قال: قلت: هذا والله نجم ما سمعت به ولا سمعت أحدا من الناس يذكره،
فقال: سبحان الله فأسقطتم نجما بأسره فعلى ما تحسبون؟ ثم قال: فكم الزهرة من



(1) الكافي: 8 / 330 ح 507.
(2) الكافي: 8 / 330 ح 508.
261
القمر جزءا في ضوئه؟ قال: قلت: هذا شيء لا يعلمه إلا الله عز وجل، قال: فكم القمر
جزءا من الشمس في ضوئها؟ قال: قلت: ما أعرف هذا، قال: صدقت، ثم قال:
ما بال العسكرين يلتقيان في هذا حاسب وفي هذا حاسب فيحسب هذا لصاحبه
بالظفر، ويحسب هذا لصاحبه بالظفر ثم يلتقيان فيهزم أحدهما الآخر فأين كانت
النحوس، قال: فقلت: لا والله ما أعلم ذلك، قال: فقال: صدقت إن أصل الحساب
حق ولكن لا يعلم ذلك إلا من علم مواليد الخلق كلهم (1).
[14029] 5 - الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن الحسين
السعدآبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، وغيره، عن محمد بن سليمان
الصنعاني، عن إبراهيم بن الفضل، عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام)
إذ دخل عليه رجل من أهل اليمن فسلم عليه فرد عليه السلام، فقال له: مرحبا بك
يا سعد، فقال له الرجل: بهذا الاسم سمتني أمي وما أقل من يعرفني به، فقال له
أبو عبد الله (عليه السلام): صدقت يا سعد المولى، فقال الرجل: جعلت فداك بهذا كنت القب،
فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): لا خير في اللقب إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه (ولا
تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان) (2) ما صنعتك يا سعد؟ فقال:
جعلت فداك أنا من أهل بيت ننظر في النجوم لا نقول إن باليمن أحدا أعلم بالنجوم
منا، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): فأسألك؟ فقال اليماني: سل عما أحببت من النجوم فإني
أجيبك عن ذلك بعلم، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): كم ضوء الشمس على ضوء القمر
درجة؟ فقال اليماني: لا أدري، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): صدقت، فكم ضوء القمر
على ضوء الزهرة درجة؟ فقال اليماني: لا أدري، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): صدقت،
فكم ضوء المشتري على ضوء عطارد درجة؟ فقال اليماني: لا أدري، فقال له



(1) الكافي: 8 / 351 ح 549.
(2) سورة الحجرات: 13.
262
أبو عبد الله (عليه السلام): صدقت، فما اسم النجم الذي إذا طلع هاجت البقر؟ فقال اليماني:
لا أدري، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): صدقت، فما اسم النجم الذي إذا طلع هاجت
الإبل؟ فقال اليماني: لا أدري، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): صدقت، فما اسم النجم
الذي إذا طلع هاجت الكلاب؟ فقال اليماني: لا أدري، فقال له أبو عبد الله: صدقت
في قولك لا أدري، فما زحل عندكم في النجوم؟ فقال اليماني: نجم نحس، فقال له
أبو عبد الله (عليه السلام): مه لا تقولن هذا فإنه نجم أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو نجم الأوصياء وهو
النجم الثاقب الذي قال الله عز وجل في كتابه، فقال له اليماني: فما يعني بالثاقب؟ قال: إن
مطلعه في السماء السابعة وإنه ثقب بضوئه حتى أضاء في السماء الدنيا فمن ثم سماه الله عز وجل
النجم الثاقب، يا أخا أهل اليمن عندكم علماء؟ فقال اليماني: نعم جعلت فداك إن
باليمن قوما ليسوا كأحد من الناس في علمهم، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): وما يبلغ من علم
عالمهم؟ فقال له اليماني: إن عالمهم ليزجر الطير ويقفوا الأثر في الساعة الواحدة
مسيرة شهر للراكب المجد، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): فإن عالم المدينة أعلم من عالم
اليمن، فقال اليماني: وما بلغ من علم عالم المدينة؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): علم عالم
المدينة ينتهي إلى حيث لا يقفو الأثر ويزجر الطير ويعلم ما في اللحظة الواحدة مسيرة
الشمس تقطع اثني عشر بروجا واثني عشر برا واثني عشر بحرا واثني عشر عالما،
قال: فقال له اليماني: جعلت فداك ما ظننت أن أحدا يعلم هذا أو يدري ما كنهه، ثم
قام اليماني فخرج (1).
[14030] 6 - الصدوق، عن إبراهيم بن محمد بن حمزة، عن سالم بن سالم، وأبي عروبة
معا عن أبي الخطاب، عن هارون بن مسلم، عن القاسم بن عبد الرحمان، عن محمد
ابن علي، عن أبيه، عن الحسين بن علي (عليهم السلام) قال: لما افتتح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خيبر



(1) الخصال: 2 / 489 ح 68.
263
دعا بقوسه فاتكأ على سيتها ثم حمد الله وأثنى عليه وذكر ما فتح الله له ونصره به ونهى
عن خصال تسعة: عن مهر البغي وعن كسب الدابة يعني عسب الفحل وعن خاتم
الذهب وعن ثمن الكلب وعن مياثر الأرجوان - قال أبو عروبة: عن مياثر الحمر -
وعن لبوس ثياب القسي وهي ثياب تنسج بالشام وعن أكل لحوم السباع وعن
صرف الذهب بالذهب والفضة بالفضة بينهما فضل وعن النظر في النجوم (1).
[14031] 7 - الصدوق بإسناده عن ابن أبي عمير أنه قال: كنت أنظر في النجوم وأعرفها
وأعرف الطالع فيدخلني من ذلك شيء فشكوت ذلك إلى أبي الحسن موسى بن
جعفر (عليه السلام)، فقال: إذا وقع في نفسك شيء فتصدق على أول مسكين ثم امض فإن
الله عز وجل يدفع عنك (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14032] 8 - الصدوق، عن محمد بن علي ماجيلويه، عن محمد بن أبي القاسم، عن
محمد بن علي القرشي، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن يوسف بن يزيد،
عن عبد الله بن عوف بن الأحمر قال: لما أراد أمير المؤمنين (عليه السلام) المسير إلى النهروان
أتاه منجم فقال له: يا أمير المؤمنين لا تسر في هذه الساعة وسر في ثلاث ساعات
يمضين من النهار، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ولم ذاك؟ قال: لأنك إن سرت في هذه
الساعة أصابك وأصاب أصحابك أذى وضر شديد وإن سرت في الساعة التي أمرتك
ظفرت وظهرت وأصبت كل ما طلبت، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): تدري ما في بطن
هذه الدابة أذكر أم أنثى؟ قال: إن حسبت علمت، قال له أمير المؤمنين (عليه السلام): من
صدقك على هذا القول فقد كذب بالقرآن قال الله تعالى: (إن الله عنده علم الساعة
وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ما ذا تكسب غدا وما تدري



(1) الخصال: 2 / 417 ح 10.
(2) الفقيه: 2 / 269 ح 2406.
264
نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير) (1) ما كان محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يدعي ما ادعيت،
أتزعم أنك تهدي إلى الساعة التي من سار فيها صرف عنه السوء والساعة التي من
سار فيها حاق به الضر؟ من صدقك بهذا استغنى بقولك عن الاستعانة بالله عز وجل في
ذلك الوجه، وأحوج إلى الرغبة إليك في دفع المكروه عنه، وينبغي له أن يوليك الحمد
دون ربه عز وجل، فمن آمن لك بهذا فقد اتخذك من دون الله ندا وضدا، ثم قال (عليه السلام): اللهم
لا طير إلا طيرك ولا ضير إلا ضيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك، ثم التفت إلى
المنجم فقال: بل نكذبك ونخالفك، ونسير في الساعة التي نهيت عنها (2).
[14033] 9 - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن العباس بن معروف، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ظريف بن ناصح، عن
أبي الحصين قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الساعة،
فقال: عند إيمان بالنجوم وتكذيب بالقدر (3).
[14034] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قاله لبعض أصحابه لما عزم على
المسير إلى الخوارج فقال له: يا أمير المؤمنين إن سرت في هذا الوقت خشيت أن لا
تظفر بمرادك من طريق علم النجوم، فقال (عليه السلام): أتزعم أنك تهدي إلى الساعة التي من
سار فيها صرف عنه السوء؟ وتخوف من الساعة التي من سار فيها حاق به الضر؟ فمن
صدقك بهذا فقد كذب القرآن، واستغنى عن الاستعانة بالله تعالى في نيل المحبوب
ودفع المكروه، وتبتغي في قولك للعامل بأمرك أن يوليك الحمد دون ربه لأنك بزعمك
أنت هديته إلى الساعة التي نال فيها النفع وأمن الضر، ثم أقبل (عليه السلام) على الناس فقال:
أيها الناس إياكم وتعلم النجوم إلا ما يهتدي به في بر أو بحر فإنها تدعو إلى الكهانة،



(1) سورة لقمان: 34.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والستون ح 16 / 500 الرقم 687.
(3) الخصال: 1 / 62 ح 87.
265
المنجم كالكاهن، والكاهن كالساحر، والساحر كالكافر، والكافر في النار، سيروا
على اسم الله (1).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع رسالة النجوم لابن طاوس (رحمه الله) في
مختلف صفحاته، وبحار الأنوار: 14 / 143 من طبع الكمباني و 55 / 217 من
طبع بيروت و 58 / 217 من طبع الحروفي بإيران، والحمد لله رب العالمين.



(1) نهج البلاغة: الخطبة 79.
266
النجوى
[14035] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه رفعه إلى
أبي جعفر (عليه السلام) قال: ذكر عند أبي جعفر (عليه السلام) النساء، فقال: لا تشاوروهن في النجوى
ولا تطيعوهن في ذي قرابة (1).
[14036] 2 - الكليني، عن علي بن محمد، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن
خالد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
في قوله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو
سادسهم) (2) فقال: هو واحد واحدي الذات، بائن من خلقه، وبذاك وصف نفسه
وهو (بكل شيء محيط) (3) بالإشراف والإحاطة والقدرة (لا يعزب عنه مثقال
ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر) (4) بالإحاطة والعلم
لا بالذات لأن الأماكن محدودة تحويها حدود أربعة فإذا كان بالذات لزمها
الحواية (5).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 5 / 517 ح 6.
(2) سورة المجادلة: 7.
(3) سورة فصلت: 41.
(4) سورة سبأ: 3.
(5) الكافي: 1 / 126 ح 5.
267
[14037] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن
شاذان، جميعا، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
أوحى الله عز وجل إلى موسى (عليه السلام): ما يمنعك من مناجاتي؟ فقال: يا رب أجلك عن
المناجاة لخلوف فم الصائم، فأوحى الله عز وجل إليه: يا موسى لخلوف فم الصائم أطيب
عندي من ريح المسك (1).
[14038] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان
القوم ثلاثة فلا يتناجى منهم اثنان دون صاحبهما فإن في ذلك مما يحزنه ويؤذيه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14039] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد أبي عبد الله، عن
محمد بن علي، عن يونس بن يعقوب، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: إذا كان ثلاثة
في بيت فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما فإن ذلك مما يغمه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14040] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من عرض لأخيه المسلم [المتكلم]
في حديثه فكأنما خدش وجهه (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14041] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن علي بن محمد القاساني، عن القاسم



(1) الكافي: 4 / 64 ح 13.
(2) الكافي: 2 / 660 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 660 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 660 ح 3.
268
ابن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: في مناجاة موسى (عليه السلام): يا موسى إذا رأيت الفقر مقبلا فقل: مرحبا بشعار
الصالحين، وإذا رأيت الغنى مقبلا فقل: ذنب عجلت عقوبته (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14042] 8 - الكليني، عن علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عمن ذكره عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: فيما ناجى الله عز وجل به موسى (عليه السلام): يا موسى ما تقرب إلي
المتقربون بمثل الورع عن محارمي فإني أبيحهم جنات عدن لا أشرك معهم أحدا (2).
[14043] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: في
التوراة مكتوب فيما ناجى الله عز وجل به موسى بن عمران (عليه السلام): يا موسى اكتم مكتوم
سري في سريرتك وأظهر في علانيتك المداراة عني لعدوي وعدوك من خلقي ولا
تستسب لي عندهم بإظهار مكتوب سري فتشرك عدوك وعدوي في سبي (3).
الرواية حسنة سندا.
[14044] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن بعض
أصحابه، عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: فيما ناجى الله عز وجل به
موسى (عليه السلام): يا موسى لا تركن إلى الدنيا ركون الظالمين وركون من اتخذها أبا وأما،
يا موسى لو وكلتك إلى نفسك لتنظر لها إذا لغلب عليك حب الدنيا وزهرتها،
يا موسى نافس في الخير أهله واستبقهم إليه فإن الخير كاسمه، واترك من الدنيا ما بك
الغنى عنه ولا تنظر عينك إلى كل مفتون بها وموكل إلى نفسه، واعلم أن كل فتنة



(1) الكافي: 2 / 263 ح 12.
(2) الكافي: 2 / 80 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 117 ح 3.
269
بدؤها حب الدنيا ولا تغبط أحدا بكثرة المال فإن مع كثرة المال تكثر الذنوب لواجب
الحقوق، ولا تغبطن أحدا برضى الناس عنه حتى تعلم أن الله راض عنه ولا تغبطن
مخلوقا بطاعة الناس له فإن طاعة الناس له واتباعهم إياه على غير الحق هلاك له ولمن
اتبعه (1).
[14045] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن سنان، عن عبد الله بن مسكان، عن عبيد الله بن الوليد الوصافي قال: سمعت
أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن فيما ناجى الله عز وجل به عبده موسى (عليه السلام) قال: إن لي عبادا أبيحهم
جنتي وأحكمهم فيها، قال: يا رب ومن هؤلاء الذين تبيحهم جنتك وتحكمهم فيها؟
قال: من أدخل على مؤمن سرورا، ثم قال: إن مؤمنا كان في مملكة جبار فولع به
فهرب منه إلى دار الشرك فنزل برجل من أهل الشرك فأظله وأرفقه وأضافه فلما
حضره الموت أوحى الله عز وجل إليه: وعزتي وجلالي لو كان لك في جنتي مسكن
لأسكنتك فيها ولكنها محرمة على من مات بي مشركا، ولكن يا نار هيديه ولا تؤذيه
ويؤتى برزقه طرفي النهار، قلت: من الجنة؟ قال: من حيث شاء الله (2).
[14046] 12 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن محبوب،
عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: مكتوب في
التوراة فيما ناجى الله عز وجل به موسى (عليه السلام): يا موسى امسك غضبك عمن ملكتك عليه
أكف عنك غضبي (3).
الرواية حسنة سندا.
[14047] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عمرو



(1) الكافي: 2 / 135 ح 21.
(2) الكافي: 2 / 188 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 303 ح 7.
270
ابن عثمان، عن علي بن عيسى رفعه قال: فيما ناجى الله عز وجل به موسى (عليه السلام): يا موسى
لا تطول في الدنيا أملك فيقسو قلبك والقاسي القلب مني بعيد (1).
[14048] 14 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن بعض
أصحابه، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: فيما ناجى الله به موسى (عليه السلام) قال:
يا موسى لا تنسني عل كل حال فإن نسياني يميت القلب (2).
[14049] 15 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن
أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان فيما ناجى به موسى ربه أن قال: يا رب
ما بلغ من عيادة المريض من الأجر؟ فقال الله عز وجل: أوكل به ملكا يعوده في قبره إلى
محشره (3).
[14050] 16 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن
أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان فيما ناجى الله به موسى قال: يا رب ما لمن
غسل الموتى؟ فقال: أغسله من ذنوبه كما ولدته أمه (4).
[14051] 17 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن
أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: فيما ناجى به موسى (عليه السلام) ربه قال: يا رب ما لمن
شيع جنازة؟ قال: أوكل به ملائكة من ملائكتي معهم رايات يشيعونه من قبورهم
إلى محشرهم (5).
[14052] 18 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن
أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان فيما ناجى به موسى (عليه السلام) ربه، قال: يا رب



(1) الكافي: 2 / 329 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 498 ح 11.
(3) الكافي: 3 / 121 ح 9.
(4) الكافي: 3 / 164 ح 4.
(5) الكافي: 3 / 173 ح 8.
271
ما لمن عزى الثكلى؟ قال: أظله في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي (1).
[14053] 19 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عن محمد بن سنان، عن إسحاق بن عمار، عن الوصافي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان
فيما ناجى الله عز وجل به موسى (عليه السلام) قال: يا موسى أكرم السائل ببذل يسير أو برد جميل،
لأنه يأتيك من ليس بإنس ولا جان ملائكة من ملائكة الرحمن يبلونك فيما خولتك
ويسألونك عما نولتك، فانظر كيف أنت صانع يا ابن عمران (2).
[14054] 20 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان،
عن المفضل قال: سمعت مولاي الصادق (عليه السلام) يقول: كان فيما ناجى الله عز وجل به موسى
بن عمران (عليه السلام) أن قال له: يا بن عمران، كذب من زعم أنه يحبني فإذا جنه الليل نام
عني، أليس كل محب يحب خلوة حبيبه، ها أنا ذا يا بن عمران مطلع على أحبائي، إذا
جنهم الليل حولت أبصارهم من قلوبهم، ومثلت عقوبتي بين أعينهم، يخاطبوني عن
المشاهدة، ويكلموني عن الحضور. يا بن عمران، هب لي من قلبك الخشوع ومن
بدنك الخضوع ومن عينيك الدموع في ظلم الليل، وادعني فإنك تجدني قريبا
مجيبا (3).
[14055] 21 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن أبي أيوب، عن الوصافي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان فيما ناجى الله به موسى (عليه السلام)
على الطور: أن يا موسى أبلغ قومك أنه ما يتقرب إلي المتقربون بمثل البكاء من
خشيتي، وما تعبد لي المتعبدون بمثل الورع عن محارمي، وما تزين لي المتزينون بمثل
الزهد في الدنيا عما بهم الغنى عنه، قال: فقال موسى: يا أكرم الأكرمين فماذا اثبتهم



(1) الكافي: 3 / 226 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 15 ح 3.
(3) أمالي الصدوق: المجلس السابع والخمسون ح 1 / 438 الرقم 577.
272
على ذلك؟ فقال: يا موسى أما المتقربون إلي بالبكاء من خشيتي فهم في الرفيق الأعلى
لا يشركهم فيه أحد، وأما المتعبدون لي بالورع عن محارمي فإني أفتش الناس عن
أعمالهم ولا أفتشهم حياء منهم، وأما المتقربون إلي بالزهد في الدنيا فإني أبيحهم الجنة
بحذافيرها يتبوؤون منها حيث يشاؤون (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14056] 22 - الصدوق، عن الدقاق، عن الأسدي، عن سهل، عن عبد العظيم الحسني،
عن أبي الحسن الثالث الهادي (عليه السلام) قال: لما كلم الله عز وجل موسى بن عمران (عليه السلام) قال
موسى: إلهي ما جزاء من شهد أني رسولك ونبيك وأنك كلمتني؟ قال: يا موسى
تأتيه ملائكتي فتبشره بجنتي.
قال موسى: إلهي فما جزاء من قام بين يديك يصلي؟ قال: يا موسى أباهي به
ملائكتي راكعا وساجدا وقائما وقاعدا ومن باهيت به ملائكتي لم أعذبه.
قال موسى: إلهي فما جزاء من أطعم مسكينا ابتغاء وجهك؟ قال: يا موسى آمر
مناديا ينادي يوم القيامة على رؤوس الخلائق: إن فلان بن فلان من عتقاء الله من
النار.
قال موسى: إلهي فما جزاء من وصل رحمه؟ قال: يا موسى أنسأ له أجله وأهون
عليه سكرات الموت ويناديه خزنة الجنة: هلم إلينا فادخل من أي أبوابها شئت.
قال موسى: إلهي فما جزاء من كف أذاه عن الناس وبذل معروفه لهم؟ قال: يا
موسى تناديه النار يوم القيامة لا سبيل لي عليك.
قال: إلهي فما جزاء من ذكرك بلسانه وقلبه؟ قال: يا موسى أظله يوم القيامة بظل
عرشي وأجعله في كنفي.



(1) ثواب الأعمال: 205.
273
قال: إلهي فما جزاء من تلا حكمتك سرا وجهرا؟ قال: يا موسى يمر على الصراط
كالبرق.
قال: إلهي فما جزاء من صبر على أذى الناس وشتمهم فيك؟ قال: أعينه على
أهوال يوم القيامة.
قال: إلهي فما جزاء من دمعت عيناه من خشيتك؟ قال: يا موسى أقي وجهه من
حر النار وأؤمنه يوم الفزع الأكبر.
قال: إلهي فما جزاء من ترك الخيانة حياء منك؟ قال: يا موسى له الأمان يوم
القيامة.
قال: إلهي فما جزاء من أحب أهل طاعتك؟ قال: يا موسى أحرمه على ناري.
قال: إلهي فما جزاء من قتل مؤمنا متعمدا؟ قال: أنظر إليه يوم القيامة ولا أقيل
عثرته.
قال: إلهي فما جزاء من دعا نفسا كافرة إلى الإسلام؟ قال: يا موسى آذن له في
الشفاعة يوم القيامة لمن يريد.
قال: إلهي فما جزاء من صلى الصلوات لوقتها؟ قال: أعطيه سؤله وأبيحه جنتي.
قال: إلهي فما جزاء من أتم الوضوء من خشيتك؟ قال: أبعثه يوم القيامة وله نور
بين عينيه يتلألأ.
قال: إلهي فما جزاء من صام شهر رمضان لك محتسبا؟ قال: يا موسى أقيمه يوم
القيامة مقاما لا يخاف فيه.
قال: إلهي فما جزاء من صام شهر رمضان يريد به الناس؟ قال: يا موسى ثوابه
كثواب من لم يصمه (1).



(1) أمالي الصدوق: المجلس السابع والثلاثون ح 8 / 276 الرقم 307.
274
[14057] 23 - المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن
ابن محبوب، عن ابن عطية، عن ابن فرقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن فيما ناجى الله
به موسى بن عمران أن: يا موسى ما خلقت خلقا هو أحب إلي من عبدي المؤمن وإني
إنما ابتليته لما هو خير له وأزوي عنه ما يشتهيه لما هو خير له وأعطيه لما هو خير له،
وأنا أعلم بما يصلح عبدي فليصبر على بلائي وليشكر نعمائي وليرض بقضائي أكتبه في
الصديقين عندي إذا عمل بما يرضيني وأطاع أمري (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14058] 24 - الطوسي، عن أبي عمرو، عن ابن عقدة، عن أحمد بن يحيى، عن
عبد الرحمن، عن أبيه، عن الأجلح بن عبد الله، عن أبي الزبير، عن جابر قال:
ناجى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم طائف فأطال مناجاته فرأى
الكراهة في وجوه رجال، فقالوا: قد أطال مناجاته منذ اليوم. فقال: ما انتجيته،
ولكن الله عز وجل انتجاه (2).
[14059] 25 - القطب الراوندي بإسناده إلى الصدوق، عن ابن الوليد، عن محمد العطار،
عن ابن أبان، عن ابن أورمة، عن يحيى اللحام، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن إبراهيم ناجى ربه فقال: يا رب كيف ذا العيال من قبل أن يجعل له من ولده
خلفا يقوم من بعده في عياله؟ فأوحى الله تعالى إليه: يا إبراهيم أو تريد لها خلفا منك
يقوم مقامك من بعدك خيرا مني؟ قال إبراهيم: اللهم لا، الآن طابت نفسي (3).
[14060] 26 - علي بن إبراهيم القمي، عن أبيه، عن الأصبهاني، عن المنقري، عن
حفص، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال في حديث: كان مما ناجى الله موسى (عليه السلام): إني لا



(1) أمالي المفيد: المجلس الحادي عشر ح 2 / 93.
(2) أمالي الطوسي: المجلس العاشر ح 10 / 260 الرقم 472.
(3) قصص الأنبياء: 112 ح 111.
275
أقبل الصلاة إلا ممن تواضع لعظمتي وألزم قلبه خوفي وقطع نهاره بذكري ولم يبت
مصرا على خطيئته وعرف حق أوليائي وأحبائي، فقال موسى: يا رب تعني
بأوليائك وأحبائك إبراهيم وإسحاق ويعقوب؟ فقال: هم كذلك إلا إني أردت بذلك
من، من أجله خلقت آدم وحوا ومن من أجله خلقت الجنة والنار، فقال: ومن هو
يا رب؟ فقال: محمد أحمد شققت اسمه من اسمي لأني أنا المحمود وهو محمد، فقال
موسى: يا رب اجعلني من أمته، فقال له: يا موسى أنت من أمته إذا عرفت منزلته
ومنزلة أهل بيته إن مثله ومثل أهل بيته فيمن خلقت كمثل الفردوس في الجنان لا
ينتشر ورقها ولا يتغير طعمها فمن عرفهم وعرف حقهم جعلت له عند الجهل علما
وعند الظلمة نورا أجيبه قبل أن يدعوني وأعطيه قبل أن يسألني، الخبر (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14061] 27 - علي بن إبراهيم القمي، عن عبد الرحمن بن محمد الحسني، عن
الحسين ابن سعيد، عن محمد بن مروان، عن عبيد بن خنيس، عن صباح، عن ليث
ابن أبي سليم، عن مجاهد قال: قال علي (عليه السلام): إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد
قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي، «آية النجوى» (2) إنه كان لي دينار فبعته بعشرة
دراهم فجعلت اقدم بين يدي كل نجوة أناجيها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) درهما قال: فنسختها
(أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجويكم صدقات) إلى قوله (والله خبير بما
تعملون) (3) (4).
[14062] 28 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: أفضل النجوى ما كان



(1) تفسير القمي: 1 / 243، نقل عنه في بحار الأنوار: 26 / 267 ح 1.
(2) سورة المجادلة: 12.
(3) سورة المجادلة: 13.
(4) تفسير القمي: 2 / 357، ونقل عنه في بحار الأنوار: 17 / 29 ح 6.
276
على الدين والتقى وأسفر عن اتباع الهدى ومخالفة الهوى (1).
[14063] 29 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: لا خير في المناجاة
إلا لرجلين: عالم ناطق ومستمع واع (2).
[14064] 30 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الكتمان ملاك
النجوى (3).
الروايات في هذا المجال متعددة مبثوثة في كتب الأخبار فراجعها إن شئت.



(1) غرر الحكم: ح 3301.
(2) غرر الحكم: ح 10835.
(3) غرر الحكم: ح 354.
277
النحس
[14065] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بشر بن
سلمة، عن مسمع بن عبد الملك، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من تصدق بصدقة حين
يصبح أذهب الله عنه نحس ذلك اليوم (1).
[14066] 2 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن غير واحد،
عن علي بن أسباط، عمن رواه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان بيني وبين رجل قسمة
أرض وكان الرجل صاحب نجوم وكان يتوخى ساعة السعود فيخرج فيها وأخرج أنا
في ساعة النحوس، فاقتسمنا فخرج لي خير القسمين فضرب الرجل يده اليمنى على
اليسرى ثم قال: ما رأيت كاليوم قط، قلت: ويل الآخر وما ذاك؟ قال: إني صاحب
نجوم أخرجتك في ساعة النحوس وخرجت أنا في ساعة السعود ثم قسمنا فخرج لك
خير القسمين، فقلت: ألا أحدثك بحديث حدثني به أبي؟ قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سره أن يدفع الله عنه نحس يومه فليفتتح يومه بصدقة يذهب الله بها
عنه نحس يومه، ومن أحب أن يذهب الله عنه نحس ليلته فليفتتح ليلته بصدقة يدفع
الله عنه نحس ليلته، فقلت: وإني افتتحت خروجي بصدقة فهذا خير لك من علم
النجوم (2).
[14067] 3 - الكليني، عن الحسن بن علي الهاشمي، عن محمد بن عيسى بن عبيد



(1) الكافي: 4 / 6 ح 7.
(2) الكافي: 4 / 6 ح 9.
278
قال: حدثني جعفر بن عيسى أخوه قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن صوم عاشورا وما
يقول الناس فيه، فقال: عن صوم ابن مرجانة تسألني، ذلك يوم صامه الأدعياء من
آل زياد لقتل الحسين (عليه السلام) وهو يوم يتشائم به آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ويتشائم به أهل الإسلام
واليوم الذي يتشائم به أهل الإسلام لا يصام ولا يتبرك به، ويوم الاثنين يوم نحس
قبض الله عز وجل فيه نبيه وما أصيب آل محمد إلا في يوم الاثنين فتشائمنا به وتبرك به
عدونا، ويوم عاشورا قتل الحسين صلوات الله عليه وتبرك به ابن مرجانة وتشائم به
آل محمد صلى الله عليهم، فمن صامهما أو تبرك بهما لقى الله تبارك وتعالى ممسوخ القلب
وكان حشره مع الذين سنوا صومهما والتبرك بهما (1).
[14068] 4 - الصدوق، عن محمد بن أحمد البغدادي، عن علي بن محمد بن عنبسة، عن
دارم بن قبيصة، عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): آخر
أربعاء في الشهر يوم نحس مستمر (2).
[14069] 5 - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أحمد بن إدريس، عن
محمد بن أحمد الأشعري، عن إبراهيم بن إسحاق، عن القاسم بن يحيى، عن جده
الحسن، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)
قال: توقوا الحجامة والنورة يوم الأربعاء فإن يوم الأربعاء يوم نحس مستمر وفيه
خلقت جهنم (3).
[14070] 6 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي قال: حدثنا محمد بن جعفر الوكيل من
بني هاشم قال: حدثني أبو بكر حمد بن أحمد بن الحسين بن زريق البغدادي قال:
حدثنا محمد بن حمدون السمسار قال: حدثني محمد بن حماد بن عيسى قال: سمعت
الفضل بن الربيع يقول: كنت يوما مع مولاي المأمون فأردنا الخروج يوم الأربعاء



(1) الكافي: 4 / 146 ح 5.
(2) الخصال: 2 / 387 ح 73.
(3) الخصال: 2 / 387 ح 76.
279
فقال المأمون: يوم مكروه سمعت أبي الرشيد يقول: سمعت المهدي يقول:
سمعت المنصور يقول: سمعت أبي محمد بن علي يقول: سمعت أبي عليا يقول: سمعت
أبي عبد الله بن عباس يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إن آخر الأربعاء في
الشهر يوم نحس مستمر (1).
[14071] 7 - الطوسي، عن أبي محمد الفحام، عن محمد بن أحمد المنصوري، عن
سهل بن يعقوب الملقب بأبي نواس في حديث قال: قلت للعسكري (عليه السلام) ذات يوم:
يا سيدي قد وقع إلى اختيارات الأيام عن سيدنا الصادق (عليه السلام) مما حدثني به الحسن
ابن عبد الله بن مطهر، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه، عن سيدنا
الصادق (عليه السلام) في كل شهر فأعرضه عليك؟ فقال لي: افعل فلما عرضته عليه
وصححته، قلت له: يا سيدي في أكثر هذه الأيام قواطع عن المقاصد لما ذكر فيها من
النحس والمخاوف فتدلني على الاحتراز من المخاوف فيها، فإنما تدعوني الضرورة إلى
التوجه في الحوائج فيها.
فقال لي: يا سهل إن لشيعتنا بولايتنا لعصمة لو سلكوا بها في لجة البحار الغامرة
وسباسب البيداء الغائرة بين سباع وذئاب وأعادي الجن والإنس لأمنوا من مخاوفهم
بولايتهم لنا، فثق بالله عز وجل وأخلص في الولاء لأئمتك الطاهرين وتوجه حيث شئت
واقصد ما شئت.
يا سهل إذا أصبحت وقلت ثلاثا: «أصبحت اللهم معتصما بذمامك المنيع الذي
لا يطاول ولا يحاول من كل طارق وغاشم من سائر ما خلقت ومن خلقت من خلقك
الصامت والناطق في جنة من كل مخوف بلباس سابغه، ولاء أهل بيت نبيك محتجزا
من كل قاصد إلى أذية بجدار حصين، الإخلاص في الاعتراف بحقهم والتمسك بحبلهم
جميعا، موقنا بأن الحق لهم ومعهم وفيهم وبهم، أوالي من والوا وأجانب من جانبوا



(1) المسلسلات: 257 ح 22.
280
فصل على محمد وآل محمد، فأعذني اللهم بهم من شر كل ما أتقيه، يا عظيم حجزت
الأعادي عني ببديع السماوات والأرض إنا (جعلنا من بين أيديهم سدا ومن
خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون) (1)» وقلتها عشيا ثلاثا، حصلت في
حصن من مخاوفك وأمن من محذورك.
فإذا أردت التوجه في يوم قد حذرت فيه فقدم أمام توجهك الحمد لله رب العالمين
والمعوذتين وآية الكرسي وسورة القدر وآخر آية من آل عمران وقل: «اللهم بك
يصول الصائل وبقدرتك يطول الطائل ولا حول لكل ذي حول إلا بك ولا قوة يمتازها
ذو قوة إلا منك، بصفوتك من خلقك وخيرتك من بريتك محمد نبيك وعترته وسلالته
عليه وعليهم السلام صل عليهم واكفني شر هذا اليوم وضرره، وارزقني خيره ويمنه
واقض لي في متصرفاتي بحسن العاقبة وبلوغ المحبة والظفر بالأمنية وكفاية الطاغية
الغوية وكل ذي قدرة لي على أذية، حتى أكون في جنة وعصمة من كل بلاء ونقمة
وأبدلني من المخاوف فيه أمنا ومن العوائق فيه يسرا حتى لا يصدني صاد عن المراد ولا
يحل بي طارق من أذى العباد، إنك على كل شيء قدير والأمور إليك تصير، يا من
(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)» (2) (3).
[14072] 8 - السيد فضل الله الراوندي بإسناده عن موسى بن جعفر (عليه السلام)، عن
أبيه (عليه السلام)، عن جده (عليه السلام) قال: كانت أرض بيني وبين رجل فأراد قسمتها وكان الرجل
صاحب نجوم فنظر إلى الساعة التي فيها السعود فخرج فيها ونظر إلى الساعة التي فيها
النحوس فبعث إلى أبي فلما اقتسما الأرض خرج خير السهمين لأبي فجعل صاحب
النجوم يتعجب، فقال له أبي: ما لك؟ فأخبره الخبر فقال له أبي: فهلا أدلك على



(1) سورة يس: 9.
(2) سورة الشورى: 11.
(3) أمالي الطوسي: المجلس العاشر ح 67 / 276 الرقم 529.
281
خير مما صنعت إذا أصبحت فتصدق بصدقة تذهب عنك نحس ذلك اليوم وإذا
أمسيت فتصدق بصدقة تذهب عنك نحس تلك الليلة (1).
قد مر نظيرها من الكافي الشريف آنفا.
[14073] 9 - الحسن بن الفضل الطبرسي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: من تصدق
بصدقة إذا أصبح دفع الله عنه نحس ذلك اليوم (2).
[14074] 10 - قال المجلسي: روي في بعض الكتب عن الحسن بن علي العسكري (عليه السلام):
إن في كل شهر من الشهور العربية يوم نحس لا يصلح ارتكاب شيء من الأعمال فيه
سوى الخلوة والعبادة والصوم وهي: الثاني والعشرون من المحرم، والعاشر من صفر،
والرابع من الربيع الأول، والثامن والعشرون من الربيع الثاني، والثامن والعشرون
من جمادي الاولى، والثاني عشر من جمادي الثاني، والثاني عشر من رجب،
والسادس والعشرون من شعبان، والرابع والعشرون من شهر رمضان، والثاني من
شوال، والثامن والعشرون من ذي القعدة، والثامن من ذي الحجة (3).
قد مر منا في عنوان الشؤم ما يفيد في المقام ويأتي عنوان اليوم في محله إن شاء الله
تعالى فراجعهما إن شئت.
وفي هذا المجال راجع بحار الأنوار: 14 / 173 و 191 من طبع الكمباني و 59 / 18
و 54 من طبع الحروفي بإيران و 56 / 18 و 54 من طبع بيروت والحمد لله رب
العالمين.



(1) النوادر: 228 ح 466.
(2) مكارم الأخلاق: 243.
(3) بحار الأنوار: 14 / 198 طبع الكمباني و 56 / 54 طبع بيروت.
282
النخوة
[14075] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حنان، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: صعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المنبر يوم فتح مكة فقال: أيها الناس إن الله قد أذهب
عنكم نخوة الجاهلية وتفاخرها بآبائها ألا إنكم من آدم (عليه السلام) وآدم من طين، ألا إن خير
عباد الله عبد اتقاه، إن العربية ليست بأب والد ولكنها لسان ناطق فمن قصر به عمله لم
يبلغه حسبه، ألا إن كل دم كان في الجاهلية أو إحنة - والإحنة الشحناء - فهي تحت
قدمي هذه إلى يوم القيامة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14076] 2 - الصدوق بإسناده إلى وصايا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) أنه قال:... يا علي
إن الله تبارك وتعالى قد أذهب بالإسلام نخوة الجاهلية وتفاخرها بآبائها، ألا إن
الناس من آدم وآدم من تراب وأكرمهم عند الله أتقاهم، الحديث (2).
[14077] 3 - قال المفيد: أخبرني الكاتب، عن الزعفراني، عن الثقفي، عن محمد
ابن زكريا، عن عبد الله بن الضحاك، عن هشام بن محمد قال: لما ورد الخبر على
أمير المؤمنين (عليه السلام) بمقتل محمد بن أبي بكر (رضي الله عنه) كتب إلى مالك بن الحارث الأشتر (رحمه الله)
وكان مقيما بنصيبين: أما بعد فإنك ممن أستظهر به على إقامة الدين وأقمع به نخوة
الأثيم وأسد به الثغر المخوف، وقد كنت وليت محمد بن أبي بكر (رحمه الله) مصر فخرج



(1) الكافي: 8 / 246 ح 342.
(2) الفقيه: 4 / 363.
283
عليه خوارج، وكان حدثا لا علم له بالحروب، فاستشهد (رحمه الله) فاقدم علي لننظر في
أمر مصر واستخلف على عملك أهل الثقة والنصيحة من أصحابك، فاستخلف مالك
على عمله شبيب بن عامر الأزدي وأقبل حتى ورد على أمير المؤمنين (عليه السلام) فحدثه
حديث مصر وأخبره عن أهلها وقال له: ليس لهذا الوجه غيرك فأخرج فإني إن لم
أوصك اكتفيت برأيك واستعن بالله على ما أهمك واخلط الشدة باللين، وأرفق ما كان
الرفق أبلغ، واعتزم على الشدة متى لم تغن عنك إلا الشدة، قال: فخرج مالك الأشتر
فأتى رحله وتهيأ للخروج إلى مصر وقدم أمير المؤمنين أمامه كتابا إلى أهل مصر:
بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو وأسأله
الصلاة على نبيه محمد وآله وإني قد بعثت إليكم عبدا من عباد الله لا ينام أيام الخوف
ولا ينكل عن الأعداء حذر الدوائر من أشد عبيد الله بأسا وأكرمهم حسبا أضر على
الفجار من حريق النار وأبعد الناس من دنس أو عار وهو مالك بن الحارث الأشتر،
لا نأبى الضرس ولا كليل الحد، حليم في الحذر، رزين في الحرب، ذو رأي أصيل
وصبر جميل فاسمعوا له وأطيعوا أمره فإن أمركم بالنفير فانفروا، وإن أمركم أن تقيموا
فأقيموا، فإنه لا يقدم ولا يحجم إلا بأمري فقد آثرتكم به على نفسي نصيحة لكم
وشدة شكيمة على عدوكم عصمكم الله بالهدى وثبتكم بالتقوى ووفقنا وإياكم لما
يحب ويرضى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ولما تهيأ مالك الأشتر للرحيل إلى مصر كتب عيون معاوية بالعراق إليه يرفعون
خبره فعظم ذلك على معاوية وقد كان طمع في مصر فعلم أن الأشتر إن قدمها فاتته
وكان أشد عليه من ابن أبي بكر فبعث إلى دهقان من أهل الخراج بالقلزم أن عليا قد
بعث بالأشتر إلى مصر وإن كفيتنيه سوغتك خراج ناحيتك ما بقيت فاحتل في قتله بما
قدرت عليه، ثم جمع معاوية أهل الشام وقال لهم: إن عليا قد بعث بالأشتر إلى مصر
فهلموا ندعو الله عليه يكفينا أمره ثم دعا ودعوا معه.
وخرج الأشتر حتى أتى القلزم فاستقبله ذلك الدهقان فسلم عليه وقال: أنا رجل

284
من أهل الخراج ولك ولأصحابك علي حق في ارتفاع أرضي فانزل علي أقم بأمرك
وأمر أصحابك وعلف دوابك وأحتسب بذلك لي من الخراج.
فنزل عليه الأشتر فأقام له ولأصحابه بما احتاجوا إليه وحمل إليه طعاما دس في
جملته عسلا جعل فيه سما فلما شربه الأشتر قتله ومات وبلغ معاوية خبره فجمع أهل
الشام وقال لهم: أبشروا فإن الله قد أجاب دعاءكم وكفاكم الأشتر وأماته فسروا
بذلك واستبشروا به.
ولما بلغ أمير المؤمنين (عليه السلام) وفاة الأشتر جعل يتلهف ويتأسف عليه ويقول: لله در
مالك لو كان من جبل لكان أعظم أركانه ولو كان من حجر [ل‍] كان صلدا أما والله
ليهدن موتك عالما، فعلى مثلك فلتبك البواكي. ثم قال: إنا لله وإنا إليه راجعون
والحمد لله رب العالمين إني أحتسبه عندك فإن موته من مصائب الدهر، فرحم الله
مالكا فقد وفى بعهده وقضى نحبه ولقى ربه مع أنا قد وطنا أنفسنا أن نصبر على كل
مصيبة بعد مصابنا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنها أعظم المصيبة (1).
[14078] 4 - المفيد، عن التمار، عن محمد بن الحسن، عن أبي نعيم، عن صالح بن
عبد الله، عن هشام، عن أبي مخنف، عن الأعمش، عن أبي إسحاق السبيعي، عن
الأصبغ بن نباتة قال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) خطب ذات يوم، فحمد الله وأثنى عليه
وصلى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: أيها الناس اسمعوا مقالتي وعوا كلامي إن الخيلاء من
التجبر والنخوة من التكبر، وإن الشيطان عدو حاضر يعدكم الباطل، ألا إن المسلم
أخو المسلم فلا تنابزوا ولا تخاذلوا فإن شرائع الدين واحدة وسبله قاصدة، من أخذ
بها لحق ومن تركها مرق ومن فارقها محق.
ليس المسلم بالخائن إذا ائتمن، ولا بالمخلف إذا وعد، ولا بالكذوب إذا نطق، نحن
أهل بيت الرحمة وقولنا الحق وفعلنا القسط ومنا خاتم النبيين وفينا قادة الإسلام



(1) أمالي المفيد: المجلس التاسع ح 4 / 79.
285
وأمناء الكتاب ندعوكم إلى الله وإلى رسوله وإلى جهاد عدوه والشدة في أمره وابتغاء
مرضاته وإلى إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان وتوفير الفئ
لأهله.
ألا وإن من أعجب العجب أن معاوية بن أبي سفيان الأموي وعمرو بن العاص
السهمي يحرضان الناس على طلب دم ابن عمهما وقد علمتم إني والله لم أخالف
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قط ولم أعصه في أمره قط، أقيه بنفسي في المواطن التي تنكص فيها
الأبطال وترعد منها الفرائص بقوة أكرمني الله بها فله الحمد ولقد قبض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
وإن رأسه لفي حجري ولقد وليت غسله بيدي تقلبه الملائكة المقربون معي، وأيم الله
ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر باطلها على حقها إلا ما شاء الله.
قال: فقام عمار بن ياسر (رضي الله عنه) فقال: أما أمير المؤمنين فقد أعلمكم أن الأمة لم
تستقم عليه، فتفرق الناس وقد نفذت بصائرهم (1).
[14079] 5 - الحسين بن سعيد الأهوازي، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن
أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما كان يوم فتح مكة قام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في
الناس خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس ليبلغ الشاهد الغائب إن الله
تبارك وتعالى قد أذهب عنكم بالإسلام نخوة الجاهلية والتفاخر بآبائها وعشائرها،
أيها الناس إنكم من آدم وآدم من طين، ألا وإن خيركم عند الله وأكرمكم عليه اليوم
أتقاكم وأطوعكم له، ألا وإن العربية ليست بأب والد ولكنها لسان ناطق طعن بينكم
وعلم أنه يبلغه رضوان الله حسبه، ألا وإن كل دم أو مظلمة أو إحنة كانت في الجاهلية
فهي تظل تحت قدمي إلى يوم القيامة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) أمالي المفيد: المجلس السابع والعشرون ح 5 / 233.
(2) كتاب الزهد: 56 ح 150.
286
[14080] 6 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إني أحذركم الدنيا
فإنها حلوة خضرة حفت بالشهوات وتحببت بالعاجلة وعمرت بالآمال وتزينت
بالغرور، لا تدوم حبرتها ولا تؤمن فجعتها غرارة ضرارة زائلة نافذة أكالة غوالة
لا تعدو - إذا هي تناهت إلى أمنية أهل الرغبة فيها والرضى بها - أن تكون كما قال الله
سبحانه: (كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما
تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا) (1) مع أن امرءا لم يكن منها في حبرة
إلا أعقبته عبرة ولم يلق من سرائها بطنا إلا منحته من ضرائها ظهرا ولم تطله فيها ديمة
رخاء إلا هتفت عليه مزنة بلاء، إذا هي أصبحت منتصرة لم تأمن أن تمسي له منكرة
وان جانب منها اعذوذب لامرء واحلولى، أمر عليه جانب منها فاوبى وما أمسى
امرؤ منها في جناح أمن إلا أصبح في أخوف خوف غرارة غرور ما فيها فانية فان من
عليها، لا خير في شيء من زادها إلا التقوى من أقل منها استكثر مما يؤمنه ومن
استكثر منها لم يدم له وزال عما قليل عنه، كم من واثق بها قد فجعته وذي طمأنينة
إليها قد صرعته وذي حذر قد خدعته وكم ذي أبهة فيها قد صيرته حقيرا وذي نخوة
قد ردته جائعا فقيرا وكم ذي تاج قد أكبته لليدين والفم، سلطانها ذل وعيشها رنق
وعذبها أجاج وحلوها صبر، حيها بعرض موت، وصحيحها بعرض سقم، ومنيعها
بعرض اهتضام، وملكها مسلوب وعزيزها مغلوب وأمنها منكوب وجارها محروب
ومن وراء ذلك سكرات الموت وزفراته وهول المطلع والوقوف بين يدي الحاكم العدل
ليجزي الذين أساؤا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى، ألستم في مساكن من
كان أطول منكم أعمارا وأبين آثارا وأعد منكم عديدا وأكثف منكم جنودا وأشد
منكم عنودا، تعبدوا للدينا أي تعبد وآثروها أي إيثار ثم ظعنوا عنها بالصغار،
أفبهذه تؤثرون أم على هذه تحرصون أم إليها تطمئنون يقول الله: (من كان يريد



(1) سورة الكهف: 44.
287
الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك
الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا
يعملون) (1) فبئست الدار لمن لم يتهيبها ولم يكن فيها على وجل، واعلموا وأنتم
تعلمون أنكم تاركوها لابد وإنما هي كما نعت الله: (لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم
وتكاثر في الأموال والأولاد) (2) فاتعظوا فيها بالذين كانوا يبنون بكل ريع آية
يعبثون ويتخذون مصانع لعلهم يخلدون (3) وبالذين قالوا: (من أشد منا قوة) (4)
واتعظوا بمن رأيتم من اخوانكم كيف حملوا إلى قبورهم ولا يدعون ركبانا وانزلوا ولا
يدعون ضيفانا وجعل لهم من الضريح أكنان ومن التراب أكفان ومن الرفات جيران
فهم جيرة لا يجيبون داعيا ولا يمنعون ضيما، لا يزورون ولا يزارون، حلماء قد بادت
أضغانهم، جهلاء قد ذهبت أحقادهم، لا تخشى فجعتهم ولا يرجى دفعهم وهم كمن
لم يكن وكما قال الله سبحانه: (فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا
نحن الوارثين) (5) استبدلوا بظهر الأرض بطنا وبالسعة ضيقا وبالأهل غربة
وبالنور ظلمة جاؤها كما فارقوها حفاة عراة قد ظعنوا منها بأعمالهم إلى الحياة الدائمة
وإلى خلود أبد يقول الله تبارك وتعالى: (كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا
كنا فاعلين) (6) (7).
روى مثلها السيد الرضي في نهج البلاغة: الخطبة 111.
[14081] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب إلى بعض عماله: أما بعد فإنك



(1) سورة هود: 15 و 16.
(2) سورة الحديد: 20.
(3) إشارة إلى سورة الشعراء: 128 و 129.
(4) سورة فصلت: 16.
(5) سورة القصص: 58.
(6) سورة الأنبياء: 104.
(7) تحف العقول: 180.
288
ممن استظهر به على إقامة الدين وأقمع به نخوة الأثيم وأسد به لهاة الثغر المخوف،
فاستعن بالله على ما أهمك واخلط الشدة بضغث من اللين وارفق ما كان الرفق أرفق،
واعتزم بالشدة حين لا يغني عنك إلا الشدة، واخفض للرعية جناحك وابسط لهم
وجهك وألن لهم جانبك وآس بينهم في اللحظة والنظرة والإشارة والتحية حتى
لا يطمع العظماء في حيفك ولا ييئس الضعفاء من عدلك والسلام (1).
قد مر منا من المفيد (قدس سره) آنفا أن أمير المؤمنين (عليه السلام) يخاطب مالكا في هذا الكتاب.
[14082] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب في عهده للأشتر:...
إياك والدماء وسفكها بغير حلها فإنه ليس شيء أدنى لنقمة ولا أعظم لتبعة ولا
أحرى بزوال نعمة وانقطاع مدة من سفك الدماء بغير حقها والله سبحانه مبتدئ
بالحكم بين العباد فيما تسافكوا من الدماء يوم القيامة، فلا تقوين سلطانك بسفك دم
حرام فإن ذلك مما يضعفه ويوهنه، بل يزيله وينقله، ولا عذر لك عند الله ولا عندي
في قتل العمد لأن فيه قود البدن، وان ابتليت بخطإ وأفرط عليك سوطك أو سيفك أو
يدك بعقوبة فإن في الوكزة فما فوقها مقتلة فلا تطمحن بك نخوة سلطانك عن أن تؤدي
إلى أولياء المقتول حقهم... الكتاب (2).
قد مر منا مرارا إن لهذا العهد الشريف سند معتبر.
[14083] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في خطبة القاصعة في التحذير
من الشيطان:... فأطفئوا ما كمن في قلوبكم من نيران العصبية وأحقاد الجاهلية،
فإنما تلك الحمية تكون في المسلم من خطرات الشيطان ونخواته ونزغاته ونفثاته...
الخطبة (3).



(1) نهج البلاغة: الكتاب: 46.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 192.
289
[14084] 10 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إن الخيلاء من التجبر
والتجبر من النخوة والنخوة من التكبر وإن الشيطان عدو حاضر يعدكم الباطل، إن
المسلم أخ المسلم فلا تخاذلوا ولا تنابزوا فإن شرايع الدين واحدة وسبله قاصدة فمن
أخذ بها لحق ومن فارقها محق ومن تركها مرق، ليس المسلم بالكذوب إذا نطق ولا
بالمخلف إذا وعد ولا بالخائن إذا ائتمن (1).



(1) بحار الأنوار: 75 / 39 ح 17.
290
الندامة
[14085] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن أبي خالد القماط، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الندامة على العفو
أفضل وأيسر من الندامة على العقوبة (1).
[14086] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان،
عن المفضل الجعفي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الحسرة والندامة والويل كله لمن لم
ينتفع بما أبصره ولم يدر ما الأمر الذي هو عليه مقيم أنفع له أم ضر، قلت له: فبم
يعرف الناجي من هؤلاء جعلت فداك؟ قال: من كان فعله لقوله موافقا فاثبت له
الشهادة بالنجاة ومن لم يكن فعله لقوله موافقا فإنما ذلك مستودع (2).
[14087] 3 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن أحمد بن
عديس، عن أبان بن عثمان، عن أبي الصباح قال: سمعت كلاما يروى عن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن علي (عليه السلام)، وعن ابن مسعود فعرضته على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: هذا
قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعرفه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الشقي من شقي في بطن أمه
والسعيد من وعظ بغيره وأكيس الكيس التقي وأحمق الحمق الفجور وشر الروي روي
الكذب وشر الأمور محدثاتها وأعمى العمى عمى القلب وشر الندامة ندامة يوم
القيامة وأعظم الخطايا عند الله لسان الكذاب وشر الكسب كسب الربا وشر المأكل



(1) الكافي: 2 / 108 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 419 ح 1.
291
أكل مال اليتيم وأحسن الزينة زينة الرجل هدي حسن مع إيمان وأملك أمره به وقوام
خواتيمه ومن يتبع السمعة يسمع الله به الكذبة ومن يتول الدنيا يعجز عنها ومن
يعرف البلاء يصبر عليه ومن لا يعرفه ينكل والريب كفر ومن يستكبر يضعه الله ومن
يطع الشيطان يعص الله ومن يعص الله يعذبه الله ومن يشكر يزيده الله ومن يصبر على
الرزية يعنه الله ومن يتوكل على الله فحسبه الله، لا تسخطوا الله برضا أحد من خلقه
ولا تقربوا إلى أحد من الخلق تتباعدوا من الله فإن الله عز وجل ليس بينه وبين أحد من
الخلق شيء يعطيه به خيرا ولا يدفع به عنه شرا إلا بطاعته واتباع مرضاته، وإن
طاعة الله نجاح من كل خير يبتغى ونجاة من كل شر يتقى، وإن الله عز وجل ذكره يعصم من
أطاعه ولا يعتصم به من عصاه ولا يجد الهارب من الله عز وجل مهربا وإن أمر الله نازل ولو
كره الخلائق وكل ما هو آت قريب، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فتعاونوا على
البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب (1).
رويها الصدوق بسنده المعتبر في الفقيه: 4 / 402 ح 5868.
[14088] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان،
عن ابن مسكان، عن داود بن فرقد أبي يزيد، عن ابن أبي شيبة الزهري، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الموت الموت ألا ولابد من الموت، جاء
الموت بما فيه، جاء بالروح والراحة والكرة المباركة إلى جنة عالية لأهل دار الخلود،
الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم وجاء الموت بما فيه بالشقوة والندامة وبالكرة
الخاسرة إلى نار حامية لأهل دار الغرور، الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم، ثم
قال: وقال: إذا استحقت ولاية الله والسعادة جاء الأجل بين العينين وذهب الأمل
وراء الظهر وإذا استحقت ولاية الشيطان والشقاوة جاء الأمل بين العينين وذهب
الأجل وراء الظهر، قال: سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أي المؤمنين أكيس؟ فقال: أكثرهم



(1) الكافي: 8 / 81 ح 39.
292
ذكرا للموت وأشدهم له استعدادا (1).
[14089] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن
إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة
قال: ما سمعت بأحد من الناس كان أزهد من علي بن الحسين (عليهما السلام) إلا ما بلغني من
علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال أبو حمزة: كان الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا تكلم في
الزهد ووعظ أبكى من بحضرته، قال أبو حمزة: وقرأت صحيفة فيها كلام زهد من
كلام علي بن الحسين (عليهما السلام) وكتبت ما فيها ثم أتيت علي بن الحسين صلوات الله عليه
فعرضت ما فيها عليه فعرفه وصححه وكان ما فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم كفانا الله وإياكم كيد الظالمين وبغي الحاسدين وبطش
الجبارين، أيها المؤمنون لا يفتننكم الطواغيت وأتباعهم من أهل الرغبة في هذه الدنيا
المائلون إليها، المفتتنون بها، المقبلون عليها وعلى حطامها الهامد وهشيمها البائد غدا
واحذروا ما حذركم الله منها وأزهدوا فيما زهدكم الله فيه منها ولا تركنوا إلى ما في هذه
الدنيا ركون من اتخذها دار قرار ومنزل استيطان، والله إن لكم مما فيها عليها لدليلا
وتنبيها من تصريف أيامها وتغير انقلابها ومثلاتها وتلاعبها بأهلها، إنها لترفع
الخميل وتضع الشريف وتورد أقواما إلى النار غدا ففي هذا معتبر ومختبر وزاجر
لمنتبه، إن الأمور الواردة عليكم في كل يوم وليلة من مظلمات الفتن وحوادث البدع
وسنن الجور وبوائق الزمان وهيبة السلطان ووسوسة الشيطان لتثبط القلوب عن
تنبيهها وتذهلها عن موجود الهدى ومعرفة أهل الحق إلا قليلا ممن عصم الله فليس
يعرف تصرف أيامها وتقلب حالاتها وعاقبة ضرر فتنتها إلا من عصم الله ونهج سبيل
الرشد وسلك طريق القصد ثم استعان على ذلك بالزهد فكرر الفكر واتعظ بالصبر
فازدجر وزهد في عاجل بهجة الدنيا وتجافي عن لذاتها ورغب في دائم نعيم الآخرة



(1) الكافي: 3 / 257 ح 27.
293
وسعى لها سعيها وراقب الموت وشنأ الحياة مع القوم الظالمين، نظر إلى ما في الدنيا بعين
نيرة حديدة البصر وأبصر حوادث الفتن وضلال البدع وجور الملوك الظلمة، فلقد
لعمري استدبرتم الأمور الماضية في الأيام الخالية من الفتن المتراكمة والانهماك فيما
تستدلون به على تجنب الغواة وأهل البدع والبغي والفساد في الأرض بغير الحق
فاستعينوا بالله وارجعوا إلى طاعة الله وطاعة من هو أولى بالطاعة ممن اتبع
فأطيع.
فالحذر الحذر من قبل الندامة والحسرة والقدوم على الله والوقوف بين يديه وتالله
ما صدر قوم قط عن معصية الله إلا إلى عذابه وما آثر قوم قط الدنيا على الآخرة إلا
ساء منقلبهم وساء مصيرهم وما العلم بالله والعمل إلا إلفان مؤتلفان فمن عرف الله
خافه وحثه الخوف على العمل بطاعة الله وإن أرباب العلم وأتباعهم الذين عرفوا الله
فعملوا له ورغبوا إليه وقد قال الله: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) (1) فلا
تلتمسوا شيئا مما في هذه الدنيا بمعصية الله واشتغلوا في هذه الدنيا بطاعة الله واغتنموا
أيامها واسعوا لما فيه نجاتكم غدا من عذاب الله فإن ذلك أقل للتبعة وأدنى من العذر
وأرجأ للنجاة فقدموا أمر الله وطاعة من أوجب الله طاعته بين يدي الأمور كلها ولا
تقدموا الأمور الواردة عليكم من طاعة الطواغيت من زهرة الدنيا بين يدي الله
وطاعته وطاعة أولي الأمر منكم.
واعلموا أنكم عبيد الله ونحن معكم يحكم علينا وعليكم سيد حاكم غدا وهو
موقفكم ومسائلكم فأعدوا الجواب قبل الوقوف والمسائلة والعرض على رب العالمين
يومئذ لا تكلم نفسه إلا باذنه.
واعلموا أن الله لا يصدق يومئذ كاذبا ولا يكذب صادقا ولا يرد عذر مستحق ولا
يعذر غير معذور، له الحجة على خلقه بالرسل والأوصياء بعد الرسل، فاتقوا الله



(1) سورة فاطر: 28.
294
عباد الله واستقبلوا في إصلاح أنفسكم وطاعة الله وطاعة من تولونه فيها لعل نادما قد
ندم فيما فرط بالأمس في جنب الله وضيع من حقوق الله واستغفروا الله وتوبوا إليه فإنه
يقبل التوبة ويعفو عن السيئة ويعلم ما تفعلون.
وإياكم وصحبة العاصين ومعونة الظالمين ومجاورة الفاسقين، احذروا فتنتهم
وتباعدوا من ساحتهم واعلموا أنه من خالف أولياء الله ودان بغير دين الله واستبد
بأمره دون أمر ولي الله كان في نار تلتهب، تأكل أبدانا قد غابت عنها أرواحها وغلبت
عليها شقوتها فهم موتى لا يجدون حر النار ولو كانوا أحياء لوجدوا مضض حر النار
واعتبروا يا أولي الأبصار واحمدوا الله على ما هداكم واعلموا أنكم لا تخرجون من
قدرة الله إلى غير قدرته وسيرى الله عملكم ورسوله ثم إليه تحشرون، فانتفعوا بالعظة
وتأدبوا بآداب الصالحين (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14090] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن حماد
ابن عيسى، عن عمر بن اذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي
قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يحدث عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال في كلام له: العلماء
رجلان: رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج، وعالم تارك لعلمه فهذا هالك، وإن أهل
النار ليتأذون من ريح العالم التارك لعلمه، وإن أشد أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا
عبدا إلى الله فاستجاب له وقبل منه فأطاع الله فأدخله الله الجنة وأدخل الداعي النار
بتركه علمه واتباعه الهوى وطول الأمل أما اتباع الهوى فيصد عن الحق وطول الأمل
ينسي الآخرة (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.



(1) الكافي: 8 / 14 ح 2.
(2) الكافي: 1 / 44 ح 1.
295
[14091] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
ابن فضال، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنكم في آجال مقبوضة وأيام
معدودة والموت يأتي بغتة، من يزرع خيرا يحصد غبطة ومن يزرع شرا يحصد ندامة
ولكل زارع ما زرع ولا يسبق البطئ منكم حظه ولا يدرك حريص ما لم يقدر له،
من أعطى خيرا فالله أعطاه ومن وقى شرا فالله وقاه (1).
[14092] 8 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال رسول الله: طاعة المرأة ندامة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14093] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن إسماعيل
ابن سهل، عن حماد، عن ربعي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين
صلوات الله عليه: إن الندم على الشر يدعو إلى تركه (3).
الرواية حسنة سندا.
[14094] 10 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد،
عن العباس بن العلاء، عن مجاهد، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الذنوب التي
تغير النعم البغي والذنوب التي تورث الندم القتل والتي تنزل النقم الظلم والتي تهتك
الستر شرب الخمر والتي تحبس الرزق الزنا والتي تعجل الفناء قطيعة الرحم والتي ترد
الدعاء وتظلم الهواء عقوق الوالدين (4).
[14095] 11 - الصدوق، عن ابن إدريس، عن أبيه، عن الأشعري، عن موسى بن



(1) الكافي: 2 / 458 ح 19.
(2) الكافي: 5 / 517 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 427 ح 7.
(4) الكافي: 2 / 447 ح 1.
296
جعفر بن وهب، عن الدهقان، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن زيد القتات، عن أبان
بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: مع التثبت تكون السلامة ومع العجلة
تكون الندامة، ومن ابتدأ بعمل في غير وقته كان بلوغه في غير حينه (1).
[14096] 12 - الصدوق، عن القطان، عن ابن زكريا، عن ابن حبيب، عن
ابن بهلول، عن أبيه، عن عبد الله بن الفضل، عن أبيه، عن أبي خالد الكابلي قال:
سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: الذنوب التي تغير النعم البغي على الناس والزوال
عن العادة في الخير واصطناع المعروف وكفران النعم وترك الشكر قال الله عز وجل: (إن
الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) (2) والذنوب التي تورث الندم قتل
النفس التي حرم الله قال الله تعالى: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله) (3) وقال عز وجل
في قصة قابيل حين قتل أخاه هابيل فعجز عن دفنه (فأصبح من النادمين) (4)
وترك صلة القرابة حتى يستغنوا وترك الصلاة حتى يخرج وقتها وترك الوصية ورد
المظالم ومنع الزكاة حتى يحضر الموت وينغلق اللسان، الحديث (5).
[14097] 13 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: أيما مسلم أقال مسلما ندامة
في البيع أقاله الله عثرته يوم القيامة (6).
[14098] 14 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: الندم توبة (7).
[14099] 15 - الصدوق بإسناده إلى وصايا أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه محمد بن الحنفية



(1) الخصال: 1 / 100 ح 52.
(2) سورة الرعد: 12.
(3) سورة الاسراء: 32.
(4) سورة المائدة: 34.
(5) معاني الأخبار: 270 ح 2.
(6) الفقيه: 3 / 196 ح 3738.
(7) الفقيه: 4 / 380 ح 5811.
297
أنه (عليه السلام) قال:... والتدبير قبل العمل يؤمنك من الندم، الحديث (1).
[14100] 16 - المفيد، عن الجعابي، عن ابن عقدة، عن محمد بن أحمد بن خاقان،
عن سليم الخادم، عن إبراهيم بن عقبة، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: إن صاحب
الدين فكر فعلته السكينة واستكان فتواضع وقنع فاستغنى ورضي بما أعطي وانفرد
فكفى الإخوان ورفض الشهوات فصار حرا وخلع الدنيا فتحامى الشرور واطرح
الحسد فظهرت المحبة ولم يخف الناس فلم يخفهم ولم يذنب إليهم فسلم منهم وسخت
نفسه عن كل شيء ففاز واستكمل الفضل وأبصر العاقبة فأمن الندامة (2).
في المطبوع من الأمالي العافية بدل العاقبة ولكن المذكور في بحار الأنوار
ما ضبطناها.
[14101] 17 - الطوسي، عن المفيد، عن المراغي، عن محمد بن الفيض، عن أبيه، عن
عبد العظيم الحسني، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)
قال: بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على اليمن فقال وهو يوصيني: يا علي ما حار من استخار
ولا ندم من استشار، يا علي عليك بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى
بالنهار، يا علي اغد على اسم الله فإن الله تعالى بارك لأمتي في بكورها (3).
الدلجة: السير في أول الليل.
[14102] 18 - الحميري، عن هارون، عن ابن صدقة، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن
أبيه (عليه السلام): إن داود قال لسليمان (عليهما السلام): يا بني إياك وكثرة الضحك فإن كثرة الضحك تترك
العبد حقيرا يوم القيامة، يا بني عليك بطول الصمت إلا من خير فإن الندامة على
طول الصمت مرة واحدة خير من الندامة على كثرة الكلام مرات، يا بني لو أن الكلام



(1) الفقيه: 4 / 388.
(2) أمالي المفيد: المجلس السادس ح 14 / 52. ونقل عنه في بحار الأنوار: 2 / 53.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الخامس ح 33 / 136 الرقم 220.
298
كان من فضة كان ينبغي للصمت أن يكون من ذهب (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[14103] 19 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: ثلاثة تعقب
الندامة: المباهاة والمفاخرة والمعازة (2).
المعازة: المعارضة في العز.
[14104] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:... أما بعد فإن معصية
الناصح الشفيق العالم المجرب تورث الحسرة وتعقب الندامة... الخطبة (3).
[14105] 21 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب في عهده إلى الأشتر:...
ولا تندمن على عفو ولا تبجحن بعقوبة ولا تسرعن إلى بادرة وجدت منها مندوحة
الكتاب (4).
قد مر منا لهذا العهد سند معتبر.
[14106] 22 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ثمرة التفريط الندامة وثمرة
الحزم السلامة (5).
[14107] 23 - الديلمي رفعه إلى أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) أنه قال: من ركب
ظهر الباطل نزل به دار الندامة (6).
[14108] 24 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الندم على الخطيئة
يمحوها (7).



(1) قرب الإسناد: 69 ح 221.
(2) تحف العقول: 320.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 35.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 181.
(6) أعلام الدين: 314.
(7) غرر الحكم: ح 894.
299
[14109] 25 - وعنه (عليه السلام): الندم على الخطيئة استغفار (1).
[14110] 26 - وعنه (عليه السلام): الندم على الذنب يمنع من معاودته (2).
[14111] 27 - وعنه (عليه السلام): إندم على ما أسأت ولا تندم على معروف صنعت (3).
[14112] 28 - وعنه (عليه السلام): رب سالم بعد الندامة (4).
[14113] 29 - وعنه (عليه السلام): عند معاينة أهوال القيامة تكثر من المفرطين الندامة (5).
[14114] 30 - وعنه (عليه السلام): من ندم فقد تاب (6).



(1) غرر الحكم: ح 1112 و 1398 و 3343 و 5279 و 6221 و 7843.
(2) غرر الحكم: ح 1112 و 1398 و 3343 و 5279 و 6221 و 7843.
(3) غرر الحكم: ح 1112 و 1398 و 3343 و 5279 و 6221 و 7843.
(4) غرر الحكم: ح 1112 و 1398 و 3343 و 5279 و 6221 و 7843.
(5) غرر الحكم: ح 1112 و 1398 و 3343 و 5279 و 6221 و 7843.
(6) غرر الحكم: ح 1112 و 1398 و 3343 و 5279 و 6221 و 7843.
300
النذر
[14115] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل،
عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل
قال: علي نذر، قال: ليس النذر بشيء حتى يسمي شيئا لله صياما أو صدقة أو هديا
أو حجا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14116] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن القاسم بن محمد، عن جميل بن صالح قال: كانت عندي جارية بالمدينة فارتفع
طمثها فجعلت لله علي نذرا إن هي حاضت، فعلمت بعد أنها حاضت قبل أن أجعل
النذر، فكتبت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) وأنا بالمدينة، فأجابني: إن كانت حاضت قبل
النذر فلا عليك وإن كانت حاضت بعد النذر فعليك (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14117] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: عدة المؤمن أخاه نذر لا كفارة له فن
أخلف فبخلف الله بدأ ولمقته تعرض، وذلك قوله (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما



(1) الكافي: 7 / 455 ح 2.
(2) الكافي: 7 / 455 ح 4.
301
لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) (1) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14118] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يمين لولد مع
والده ولا لمملوك مع مولاه ولا للمرأة مع زوجها ولا نذر في معصية ولا يمين في
قطيعة رحم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14119] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد،
عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في رجل جعل لله عليه نذر أو لم يسمه، قال: إن
سمى فهو الذي سمى وإن لم يسم فليس عليه شيء (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14120] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن جميل
ابن صالح، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) أنه قال: كل من عجز عن نذر نذره فكفارته
كفارة يمين (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14121] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
حفص بن سوقة، عن ابن بكير، عن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أي شيء



(1) سورة الصف: 2.
(2) الكافي: 2 / 363 ح 1.
(3) الكافي: 7 / 440 ح 6.
(4) الكافي: 7 / 441 ح 10.
(5) الكافي: 7 / 457 ح 17.
302
«لا نذر في معصية»؟ قال: فقال: كل ما كان لك فيه منفعة في دين أو دنيا فلا حنث
عليك فيه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14122] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن علي
السائي قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): جعلت فداك إني كنت أتزوج المتعة فكرهتها
وتشائمت بها فأعطيت الله عهدا بين الركن والمقام وجعلت علي في ذلك نذرا وصياما
ألا أتزوجها ثم إن ذلك شق علي وندمت على يميني ولم يكن بيدي من القوة
ما أتزوج في العلانية، قال: فقال لي: عاهدت الله أن لا تطيعه والله لئن لم تطعه
لتعصينه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14123] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن
إسحاق بن عمار قال: سألت أبا إبراهيم (عليه السلام) عن رجل قال: لله علي المشي إلى الكعبة
إن اشتريت لأهلي شيئا بنسيئة، فقال: أيشق ذلك عليهم؟ قال: نعم يشق عليهم أن
لا يأخذ لهم شيئا بنسيئة، قال: فليأخذ لهم بنسيئة وليس عليه شيء (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14124] 10 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب،
عن زرارة قال: إن أمي كانت جعلت عليها نذرا نذرت لله عز وجل في بعض ولدها في
شيء كانت تخافه عليه أن تصوم ذلك اليوم الذي تقدم فيه عليها ما بقيت، فخرجت
معنا إلى مكة فأشكل علينا صيامها في السفر فلم تدر تصوم أو تفطر؟ فسألت



(1) الكافي: 7 / 462 ح 14.
(2) الكافي: 5 / 450 ح 7.
(3) الكافي: 7 / 441 ح 11.
303
أبا جعفر (عليه السلام) عن ذلك، فقال: لا تصوم في السفر إن الله عز وجل قد وضع عنها حقه في
السفر وتصوم هي ما جعلت على نفسها، فقلت له: فماذا إذا قدمت إن تركت ذلك؟
قال: لا إني أخاف أن ترى في ولدها الذي نذرت فيه بعض ما تكره (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال متعددة وذكرنا لك عشرة من صحاحها، فإن شئت أكثر
فراجع كتاب النذر من كتب الأخبار.



(1) الكافي: 7 / 459 ح 24 و 4 / 143 ح 10.
304
النزاهة
[14125] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن عمار الساباطي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين صلوات الله
عليه يقول: ليجتمع في قلبك الافتقار إلى الناس والاستغناء عنهم فيكون افتقارك
إليهم في لين كلامك وحسن بشرك ويكون إستغناؤك عنهم في نزاهة عرضك وبقاء
عزك.
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد قال: حدثني علي بن عمر، عن
يحيى بن عمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول
ثم ذكر مثله (1).
[14126] 2 - الكليني، بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال لهمام
في صفة المؤمن:... نفسه منه في عناء والناس منه في راحة، أتعب نفسه لآخرته
فأراح الناس من نفسه، إن بغي عليه صبر حتى يكون الله الذي ينتصر له، بعده ممن
تباعد منه بغض ونزاهة، ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة، ليس تباعده تكبرا ولا
عظمة ولا دنوه خديعة ولا خلابة، بل يقتدي بمن كان قبله من أهل الخير فهو إمام لمن
بعده من أهل البر.
قال: فصاح همام صيحة ثم وقع مغشيا عليه فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أما والله لقد
كنت أخافها عليه وقال: هكذا تصنع الموعظة البالغة بأهلها، فقال له قائل: فما بالك



(1) الكافي: 2 / 149 ح 7.
305
يا أمير المؤمنين؟ فقال: إن لكل أجلا لا يعدوه وسببا لا يجاوزه فمهلا لا تعد فإنما نفث
على لسانك شيطان (1).
روى الشريف الرضي مثلها في نهج البلاغة: الخطبة 193.
[14127] 3 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:... أين أخياركم
وصلحاؤكم، وأين أحراركم وسمحاؤكم وأين المتورعون في مكاسبهم والمتنزهون في
مذاهبهم، أليس قد ظعنوا جميعا عن هذه الدنيا الدنية والعاجلة المنغصة...
الخطبة (2).
[14128] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:... وكونوا عن الدنيا نزاها
وإلى الآخرة ولاها... الخطبة (3).
[14129] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب إلى بعض عماله وقد بعثه على
الصدقة:... ومن استهان بالأمانة ورتع في الخيانة ولم ينزه نفسه ودينه عنها، فقد
أحل بنفسه الذل والخزي في الدنيا وهو في الآخرة أذل وأخزى، وإن أعظم الخيانة
خيانة الأمة وأفظع الغش غش الأئمة والسلام (4).
[14130] 6 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: النزاهة عين الظرف (5).
[14131] 7 - وعنه (عليه السلام): النزه أول النبل (6).
[14132] 8 - وعنه (عليه السلام): النزاهة آية العفة (7).



(1) الكافي: 2 / 230 ح 1.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 129.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 191.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 26.
(5) غرر الحكم: ح 462.
(6) غرر الحكم: ح 526.
(7) غرر الحكم: ح 830.
306
[14133] 9 - وعنه (عليه السلام): النزاهة من شيم النفوس الطاهرة (1).
[14134] 10 - وعنه (عليه السلام): أفضل الناس من تنزهت نفسه وزهد في غنية (2).
[14135] 11 - وعنه (عليه السلام): ثمرة التورع النزاهة (3).
[14136] 12 - وعنه (عليه السلام): دليل ورع الرجل نزاهته (4).
[14137] 13 - وعنه (عليه السلام): ظرف المؤمن نزاهته عن المحارم ومبادرته (مباكرته) إلى
المكارم (5).
[14138] 14 - وعنه (عليه السلام): كن متنزها تكن تقيا (6).
[14139] 15 - وعنه (عليه السلام): ليست الأنساب بالآباء والأمهات لكنها بالفضائل
المحمودات (7).



(1) غرر الحكم: ح 1434.
(2) غرر الحكم: ح 3103.
(3) غرر الحكم: ح 4638.
(4) غرر الحكم: ح 5105.
(5) غرر الحكم: ح 6073.
(6) غرر الحكم: ح 7137.
(7) غرر الحكم: ح 7364.
307
النزهة
[14140] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وأبي علي الأشعري، عن
محمد بن عبد الجبار جميعا، عن صفوان، عن عمرو بن حريث قال: دخلت على
أبي عبد الله (عليه السلام) وهو في منزل أخيه عبد الله بن محمد، فقلت له: جعلت فداك ما
حولك إلى هذا المنزل؟ قال: طلب النزهة. فقلت: جعلت فداك ألا أقص عليك
ديني؟ فقال: بلى، قلت: أدين الله بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن
محمدا عبده ورسوله وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وإقام
الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت والولاية لعلي أمير المؤمنين (عليه السلام)
بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والولاية للحسن والحسين (عليهما السلام) والولاية لعلي بن الحسين (عليه السلام)
والولاية لمحمد بن علي (عليه السلام) ولك من بعده صلوات الله عليهم أجمعين وأنكم أئمتي، عليه
أحيا وعليه أموت وادين الله به. فقال: يا عمرو هذا والله دين الله ودين آبائي الذي
أدين الله به في السر والعلانية، فاتق الله وكف لسانك إلا من خير ولا تقل إني هديت
نفسي بل الله هداك، فأد شكر ما أنعم الله عز وجل به عليك ولا تكن ممن إذا أقبل طعن في
عينه وإذا أدبر طعن في قفاه ولا تحمل الناس على كاهلك فإنك أوشك إن حملت الناس
على كاهلك أن يصدعوا شعب كاهلك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14141] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن إبراهيم



(1) الكافي: 2 / 23 ح 14.
308
ابن أبي محمود قال: قال لنا الرضا (عليه السلام): أي الإدام أحرى؟ فقال بعضنا: اللحم،
وقال بعضنا: الزيت، وقال بعضنا: اللبن، فقال هو (عليه السلام): لا بل الملح ولقد خرجنا إلى
نزهة لنا ونسي بعض الغلمان الملح، فذبحوا لنا شاة من أسمن ما يكون فما انتفعنا بشيء
حتى انصرفنا (1).
[14142] 3 - الصدوق، عن أبيه، وابن الوليد، وابن المتوكل جميعا، عن سعد
والحميري ومحمد العطار، عن ابن عيسى وابن هاشم جميعا، عن ابن محبوب، عن
إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) قال: كان بدء
نبوة إدريس (عليه السلام) أنه كان في زمانه ملك جبار وأنه ركب ذات يوم في بعض نزهه، فمر
بأرض خضرة نضرة لعبد مؤمن من الرافضة فأعجبته فسأل وزراءه لمن هذه
الأرض؟ قالوا: لعبد من عبيد الملك فلان الرافضي، فدعا به فقال له: أمتعني
بأرضك هذه، فقال له: عيالي أحوج إليها منك، قال: فسمني بها أثمن لك، قال:
لا أمتعك ولا أسومك دع عنك ذكرها، فغضب الملك عند ذلك وأسف وانصرف إلى
أهله وهو مغموم متفكر في أمره وكانت له امرأة من الأزارقة وكان بها معجبا يشاورها
في الأمر إذا نزل به، فلما استقر في مجلسه بعث إليها ليشاورها في أمر صاحب الأرض
فخرجت إليه فرأت في وجهه الغضب فقالت له: أيها الملك ما الذي دهاك حتى بدا
الغضب في وجهك قبل فعلك؟ فأخبرها بخبر الأرض وما كان من قوله لصاحبها ومن
قول صاحبها له، فقالت: أيها الملك إنما يهتم به من لا يقدر على التغيير والانتقام وإن
كنت تكره أن تقتله بغير حجة فأنا أكفيك أمره وأصير أرضه بيدك بحجة لك فيها
العذر عند أهل مملكتك، قال: وما هي؟ قالت: أبعث إليه أقواما من أصحابي أزارقة
حتى يأتوك به فيشهدوا عليه عندك أنه قد برئ من دينك فيجوز لك قتله وأخذ
أرضه، قال: فافعلي ذلك، قال: فكان لها أصحاب من الأزارقة على دينها يرون قتل



(1) الكافي: 6 / 326 ح 7.
309
الروافض من المؤمنين، فبعثت إلى قوم منهم فأتوهم فأمرتهم أن يشهدوا على فلان
الرافضي عند الملك أنه قد برئ من دين الملك فشهدوا عليه أنه قد برئ من دين
الملك فقتله واستخلص أرضه، فغضب الله تعالى للمؤمن عند ذلك فأوحى الله إلى
إدريس (عليه السلام): أن ائت عبدي هذا الجبار فقل له: أما رضيت أن قتلت عبدي المؤمن
ظلما حتى استخلصت أرضه خالصة لك فأحوجت عياله من بعده وأجعتهم أما
وعزتي لأنتقمن له منك في الأجل ولأسلبنك ملكك في العاجل ولأخربن مدينتك
ولأذلن عزك ولأطعمن الكلاب لحم امرأتك فقد غرك يا مبتلى حلمي عنك، فأتاه
إدريس (عليه السلام) برسالة ربه وهو في مجلسه وحوله أصحابه، فقال: أيها الجبار إني
رسول الله إليكم وهو يقول لك: أما رضيت أن قتلت عبدي المؤمن ظلما حتى
استخلصت أرضه خالصة لك وأحوجت عياله من بعده وأجعتهم أما وعزتي لأنتقمن
له منك في الأجل ولأسلبنك ملكك في العاجل ولأخربن مدينتك ولأذلن عزك
ولأطعمن الكلاب لحم امرأتك، فقال الجبار: اخرج عني يا إدريس فلن تسبقني
بنفسك... الحديث (1).
الرواية معتبرة الإسناد، وطويلة الذيل فراجع مصدرها إن شئت.
[14143] 4 - الطوسي بإسناده عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبد الله بن حماد
الأنصاري، عن محمد بن جعفر، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يأتي على
الناس زمان يكون فيه حج الملوك نزهة وحج الأغنياء تجارة وحج المساكين
مسألة (2).
[14144] 5 - الطوسي بإسناده عن محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن همام قال:
حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثني محمد بن شهاب، عن عبد الله بن يونس



(1) كمال الدين وتمام النعمة: 1 / 127 ح 1.
(2) التهذيب: 5 / 462 ح 259.
310
السبيعي، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أحب لكل مؤمن أن يتختم
بخمسة خواتيم: بالياقوت وهو أفخرها، وبالعقيق وهو أخلصها لله ولنا،
وبالفيروزج وهو نزهة الناظر من المؤمنين والمؤمنات وهو يقوي البصر ويوسع
الصدر ويزيد في قوة القلب، وبالحديد الصيني وما أحب التختم به ولا أكره لبسه عند
لقاء أهل الشر ليطفي شرهم وأحب اتخاذه فإنه يشرد المردة من الجن والانس، وما
يظهره الله بالذكوات البيض بالغريين، قلت: يا مولاي وما فيه من الفضل؟ قال: من
تختم به وينظر إليه كتب الله له بكل نظرة زورة أجرها بأجر النبيين والصالحين ولولا
رحمة الله لشيعتنا لبلغ الفص منه ما لا يوجد بالثمن ولكن الله رخصه عليهم ليتختم به
غنيهم وفقيرهم (1).



(1) التهذيب: 6 / 37 ح 19.
311
النساء
حب النساء
[14145] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي
عمير، عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من أخلاق الأنبياء صلى الله
عليهم حب النساء (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14146] 2 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، وعلي بن إبراهيم،
عن أبيه جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن سكين النخعي
وكان تعبد وترك النساء والطيب والطعام فكتب إلى أبي عبد الله (عليه السلام) يسأله عن ذلك؟
فكتب إليه: أما قولك في النساء فقد علمت ما كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من النساء وأما
قولك في الطعام فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يأكل اللحم والعسل (2).
[14147] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص
ابن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما أحب من دنياكم
إلا النساء والطيب (3).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 5 / 320 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 320 ح 4.
(3) الكافي: 5 / 321 ح 6.
312
[14148] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن بكار بن كردم،
وغير واحد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): جعل قرة عيني في
الصلاة ولذتي في النساء (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14149] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى العطار، عن عبد الله بن محمد، عن علي بن
الحكم، عن أبان بن عثمان، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما أظن
رجلا يزداد في الإيمان خيرا إلا أزداد حبا للنساء (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 5 / 320، والفقيه:
3 / 384، والوافي: 21 / 27، وبحار الأنوار: 100 / 223 وغيرها من كتب
الأخبار.
أصناف النساء
[14150] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن
السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أو قال أمير المؤمنين
صلوات الله عليه: النساء أربع: جامع مجمع وربيع مربع وكرب مقمع وغل
قمل (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
قال الصدوق: قال أحمد بن أبي عبد الله البرقي: جامع مجمع: أي كثرة الخير



(1) الكافي: 5 / 321 ح 7.
(2) الكافي: 5 / 320 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 322 ح 1.
313
مخصبة، وربيع مربع: التي في حجرها ولد وفي بطنها آخر، وكرب مقمع: أي
سيئة الخلق مع زوجها، وغل قمل: هي عند زوجها كالغل القمل وهو غل من جلد
يقع فيه القمل فيأكله فلا يتهيأ له أن يحذر منه شيئا وهو مثل للعرب (1).
[14151] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد جميعا،
عن ابن محبوب، عن إبراهيم الكرخي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن صاحبتي
هلكت وكانت لي موافقة وقد هممت أن أتزوج فقال لي: انظر أين تضع نفسك ومن
تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرك فإن كنت لابد فاعلا فبكرا تنسب إلى
الخير وإلى حسن الخلق واعلم أنهن كما قال:
ألا إن النساء خلقن شتى * فمنهن الغنيمة والغرام
ومنهن الحلال إذا تجلى * لصاحبه ومنهن الظلام
فمن يظفر بصالحهن يسعد * ومن يغبن فليس له انتقام
وهن ثلاث: فامرأة ولود ودود تعين زوجها على دهره لدنياه وآخرته ولا تعين
الدهر عليه، وامرأة عقيمة لا ذات جمال ولا خلق ولا تعين زوجها على خير، وامرأة
صخابة ولاجة همازة، تستقل الكثير ولا تقبل اليسير (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
راجع إن شئت الكافي: 5 / 322، والفقيه: 3 / 386، والوافي: 21 / 65،
وبحار الأنوار: 100 / 229 وغيرها من كتب الأخبار.



(1) الفقيه: 3 / 386.
(2) الكافي: 5 / 323 ح 3.
314
خير النساء
[14152] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا، عن الحسن بن
محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي حمزة قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: كنا
عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: إن خير نسائكم الولود الودود العفيفة، العزيزة في أهلها،
الذليلة مع بعلها، المتبرجة مع زوجها، الحصان على غيره، التي تسمع قوله وتطيع
أمره وإذا خلا بها بذلت له ما يريد منها ولم تبذل كتبذل الرجل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
التبرج: إظهار الزينة. التبذل: ضد الصيانة.
[14153] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن
أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: خير نسائكم التي إذا خلت مع زوجها خلعت له درع الحياء وإذا لبست لبست
معه درع الحياء (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14154] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أفضل نساء أمتي أصبحهن وجها
وأقلهن مهرا (3).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 5 / 324 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 324 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 324 ح 4.
315
[14155] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن
إسماعيل بن مهران، عن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): خير نسائكم الخمس، قيل: يا أمير المؤمنين وما الخمس؟ قال:
الهينة اللينة، المؤاتية التي إذا غضب زوجها لم تكتحل بغمض حتى يرضى وإذا غاب
عنها زوجها حفظته في غيبته فتلك عامل من عمال الله وعامل الله لا يخيب (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14156] 5 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: [خير
نسائكم] التي إن غضبت أو غضب تقول لزوجها: يدي في يدك لا أكتحل عيني
بغمض حتى ترضى عني (2).
رويها الصدوق بإسناده الصحيح في الفقيه: 3 / 389 ح 4366.
وفي هذا المجال راجع الكافي: 5 / 324، والفقيه: 3 / 387، والغايات: 217
للشيخ جعفر بن أحمد القمي، والوافي: 21 / 57، وبحار الأنوار: 100 / 229،
وغيرها من كتب الأخبار.
شرار النساء
[14157] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا، عن ابن محبوب، عن علي
ابن رئاب، عن أبي حمزة، عن جابر بن عبد الله قال: سمعته يقول: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أخبركم بشرار نسائكم الذليلة في أهلها، العزيزة مع بعلها،
العقيم الحقود التي لا تورع من قبيح، المتبرجة إذا غاب عنها بعلها، الحصان معه إذا
حضر لا تسمع قوله ولا تطيع أمره وإذا خلا بها بعلها تمنعت منه كما تمنع الصعبة عن



(1) الكافي: 5 / 324 ح 5.
(2) الغايات: 217.
316
ركوبها، لا تقبل منه عذرا ولا تغفر له ذنبا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14158] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابه، عن ملحان، عن عبد الله بن سنان قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): شرار
نسائكم المعقرة الدنسة اللجوجة العاصية، الذليلة في قومها، العزيزة في نفسها،
الحصان على زوجها، الهلوك على غيره (2).
العقرة: التي لا تلد. الهلوك: الفاجرة المتساقطة على الرجال.
[14159] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان من دعاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أعوذ بك من امرأة تشيبني
قبل مشيبي (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14160] 4 - الصدوق بإسناده عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
أغلب الأعداء للمؤمن زوجة السوء (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14161] 5 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: شر
الأشياء المرأة السوء (5).
في هذا المجال راجع الكافي: 5 / 325، والفقيه: 3 / 390، والغايات: 221،
والوافي: 21 / 57، وبحار الأنوار: 100 / 229.



(1) الكافي: 5 / 325 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 326 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 326 ح 3.
(4) الفقيه: 3 / 390 ح 4370.
(5) الغايات: 221.
317
فضل نساء قريش
[14162] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد
ابن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خير نساء ركبن الرحال
نساء قريش أحناه على ولد وخيرهن لزوج (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
الرحال: جمع رحل وهو مركب البعير. أحناه: من الحنان كسحاب بمعنى
الرحمة ورقة القلب كما في الوافي (2).
[14163] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن
غير واحد، عن زياد القندي، عن أبي وكيع، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث
الأعور قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خير نسائكم نساء
قريش ألطفهن بأزواجهن وأرحمهن بأولادهن، المجون لزوجها الحصان لغيره، قلنا:
وما المجون؟ قال: التي لا تمنع (3).
[14164] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان،
عن إسحاق بن عمار، عن أبي بصير، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: خطب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
أم هاني بنت أبي طالب، فقالت: يا رسول الله إني مصابة، في حجري أيتام، ولا
يصلح لك إلا امرأة فارغة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما ركب الإبل مثل نساء قريش
أحناه على ولد ولا أرعى على زوج في ذات يديه (4).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 5 / 326 ح 1.
(2) الوافي: 21 / 69.
(3) الكافي: 5 / 326 ح 2.
(4) الكافي: 5 / 326 ح 3.
318
[14165] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه سئل عن قريش فقال (عليه السلام):
أما بنو مخزوم فريحانة قريش نحب حديث رجالهم والنكاح في نسائهم، وأما
بنو عبد شمس فأبعدها رأيا وأمنعها لما وراء ظهورها. وأما نحن فأبذل لما في أيدينا
وأسمح عند الموت بنفوسنا وهم أكثر وأمكر وأنكر ونحن أفصح وأنصح وأصبح (1).
راجع الكافي: 5 / 326، والوافي: 21 / 69، وغيرهما من كتب الأخبار. وقد مر
منا في عنوان السادة ما يفيد في المقام.
تزويج النساء عند بلوغهن وتحصينهن بالأزواج
[14166] 1 - الكليني، عن بعض أصحابنا - سقط عني إسناده - عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن الله عز وجل لم يترك شيئا مما يحتاج إليه إلا علمه نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) فكان من تعليمه إياه
أنه صعد المنبر ذات يوم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن جبرئيل أتاني
عن اللطيف الخبير فقال: إن الأبكار بمنزلة الثمر على الشجر إذا أدرك ثمره فلم يجتنى
أفسدته الشمس ونثرته الرياح وكذلك الأبكار إذا أدركن ما يدرك النساء فليس لهن
دواء إلا البعولة وإلا لم يؤمن عليهن الفساد لأنهن بشر، قال: فقام إليه رجل فقال:
يا رسول الله فمن نزوج؟ فقال: الأكفاء، فقال: يا رسول الله ومن الأكفاء؟ فقال:
المؤمنون بعضهم أكفاء بعض، المؤمنون بعضهم أكفاء بعض (2).
[14167] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن سيابة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله خلق
حواء من أدم فهمة النساء الرجال فحصنوهن في البيوت (3).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) نهج البلاغة: الحكمة 120.
(2) الكافي: 5 / 337 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 337 ح 3.
319
[14168] 3 - الكليني، عن علي بن محمد، عن ابن جمهور، عن أبيه رفعه قال:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض كلامه: إن السباع همها بطونها وإن النساء همهن
الرجال (1).
[14169] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): خلق الرجال من
الأرض وإنما همهم في الأرض وخلقت المرأة من الرجال وإنما همها في الرجال،
إحبسوا نسائكم يا معاشر الرجال (2).
[14170] 5 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: من سعادة الرجل أن
لا تحيض ابنته في بيته (3).
ونحوها في الكافي: 5 / 336 ح 1 عن أبي عبد الله (عليه السلام).
وفي هذا المجال راجع الكافي: 5 / 336، والوافي: 21 / 75 وغيرهما.
فضل شهوة النساء على شهوة الرجال
[14171] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسين بن سعيد، عن الحسين بن علوان، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة
قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): خلق الله الشهوة عشرة أجزاء فجعل تسعة أجزاء في
النساء وجزءا واحدا في الرجال ولولا ما جعل الله فيهن من الحياء على قدر أجزاء
الشهوة لكان لكل رجل تسع نسوة متعلقات به (4).
الرواية موثقة سندا.



(1) الكافي: 5 / 337 ح 5.
(2) الكافي: 5 / 337 ح 6.
(3) الفقيه: 3 / 472 ح 4647.
(4) الكافي: 5 / 338 ح 1.
320
[14172] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن ضريس،
عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن النساء أعطين بضع اثني عشر وصبر اثني عشر (1).
الرواية صحيحة الإسناد. البضع: الجماع.
[14173] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن بعض أصحابه، عن مروك بن عبيد،
عن زرعة بن محمد، عن سماعة بن مهران، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: فضلت المرأة على الرجل بتسعة وتسعين من اللذة ولكن الله ألقى عليهن
الحياء (2).
[14174] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله جعل للمرأة أن تصبر صبر عشرة رجال فإذا حصلت
زادها قوة عشرة رجال (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
حصلت: أي الشهوة، وفي نسخة الوافي (4) حملت وجعل حصلت نسخة بدل.
[14175] 5 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: الحياء عشرة أجزاء تسعة في
النساء وواحدة في الرجال فإذا خفضت ذهب جزء من حيائها، وإذا تزوجت ذهب
جزء، فإذا افترعت ذهب جزء، وإذا ولدت ذهب جزء، وبقي لها خمسة أجزاء، فإذا
فجرت ذهب حياؤها كله، وإن عفت بقي لها خمسة أجزاء (5).
وفي بعض النسخ حاضت مكان خفضت، والإفتراع: إزالة البكارة.
راجع في هذا المجال الكافي: 5 / 338، والوافي: 21 / 77.



(1) الكافي: 5 / 339 ح 4.
(2) الكافي: 5 / 339 ح 5.
(3) الكافي: 5 / 339 ح 6.
(4) الوافي: 21 / 78.
(5) الفقيه: 3 / 468 ح 4630.
321
كراهية أن تتبتل النساء ويعطلن أنفسهن
[14176] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
علي بن رئاب، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
النساء أن يتبتلن ويعطلن أنفسهن من الأزواج (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14177] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لا ينبغي للمرأة أن تعطل نفسها
ولو تعلق في عنقها قلادة ولا ينبغي أن تدع يدها من الخضاب ولو تمسحها مسحا
بالحناء وإن كانت مسنة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14178] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عبد الصمد
ابن بشير قال: دخلت امرأة على أبي عبد الله (عليه السلام) فقالت: أصلحك الله إني امرأة
متبتلة، فقال: وما التبتل عندك؟ قالت: لا أتزوج، قال: ولم؟ قالت: ألتمس بذلك
الفضل، فقال: انصرفي فلو كان ذلك فضلا لكانت فاطمة (عليها السلام) أحق به منك إنه ليس
أحد يسبقها إلى الفضل (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14179] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد،
عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، وعبد الكريم بن عمرو، عن
عبد الحميد بن أبي ديلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل قال: سمي النساء
نساءا لأنه لم يكن لآدم (عليه السلام) أنس غير حواء (4).



(1) الكافي: 5 / 509 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 509 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 509 ح 3.
(4) علل الشرايع: 17.
322
قلة الصلاح في النساء
[14180] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن محمد بن سنان، عن عمرو بن مسلم، عن الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الناجي من الرجال قليل ومن النساء أقل وأقل، قيل: ولم
يا رسول الله؟ قال: لأنهن كافرات الغضب مؤمنات الرضا (1).
[14181] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
عبد الله بن غالب، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
يوم النحر إلى ظهر المدينة على جمل عاري الجسم فمر بالنساء فوقف عليهن ثم قال: يا
معاشر النساء تصدقن واطعن أزواجكن فإن أكثركن في النار، فلما سمعن ذلك بكين ثم
قامت إليه امرأة منهن فقالت: يا رسول الله في النار مع الكفار؟! والله ما نحن بكفار
فنكون من أهل النار، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنكن كافرات بحق أزواجكن (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14182] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: خطب
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) النساء فقال: يا معاشر النساء تصدقن ولو من حليكن ولو بتمرة
ولو بشق تمرة فإن أكثركن حطب جهنم إن كن تكثرن اللعن وتكفرن العشيرة، فقالت
امرأة من بني سليم لها عقل: يا رسول الله أليس نحن الأمهات الحاملات المرضعات،
أليس منا البنات المقيمات والأخوات المشفقات؟ فرق لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال:
حاملات والدات مرضعات رحيمات، لو لا ما يأتين إلى بعولتهن ما دخلت مصلية
منهن النار (3).



(1) الكافي: 5 / 514 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 514 ح 3.
(3) الكافي: 5 / 513 ح 2.
323
[14183] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن ابن سنان، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما لإبليس جند أعظم من النساء والغضب (1).
[14184] 5 - الصدوق بإسناده عن الفضيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له:
شيء يقوله الناس: إن أكثر أهل النار يوم القيامة النساء، قال: وأنى ذلك!
وقد يتزوج الرجل في الآخرة ألفا من نساء الدنيا في قصر من درة واحدة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
وراجع في هذا المجال الكافي: 5 / 514.
تأديب النساء
[14185] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تنزلوا النساء بالغرف ولا تعلموهن
الكتابة وعلموهن المغزل وسورة النور (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14186] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن
أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم رفعه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تعلموا
نسائكم سورة يوسف ولا تقرؤوهن إياها فإن فيها الفتن وعلموهن سورة النور فإن
فيها المواعظ (4).
[14187] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد



(1) الكافي: 5 / 515 ح 5.
(2) الفقيه: 3 / 468 ح 4627.
(3) الكافي: 5 / 516 ح 1.
(4) الكافي: 5 / 516 ح 2.
324
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يركب
سرج بفرج (1).
[14188] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن
علي، عن إسماعيل بن يسار، عن منصور بن يونس، عن إسرائيل عن يونس، عن
أبي إسحاق عن الحارث الأعور قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تحملوا الفروج على
السروج فتهيجوهن للفجور (2).
[14189] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: خيار خصال النساء شرار خصال
الرجال: الزهو والجبن والبخل، فإذا كانت المرأة مزهوة لم تمكن من نفسها، وإذا
كانت بخيلة حفظت مالها ومال بعلها، وإذا كانت جبانة فرقت من كل شيء يعرض
لها (3).
الزهو: الكبر. فرقت: فزعت.
ترك طاعة النساء
[14190] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) النساء
فقال: إعصوهن في المعروف قبل أن يأمرنكم بالمنكر، وتعوذوا بالله من شرارهن
وكونوا من خيارهن على حذر (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14191] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،



(1) الكافي: 5 / 516 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 516 ح 4.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 234.
(4) الكافي: 5 / 516 ح 2.
325
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أطاع امرأته أكبه الله على وجهه
في النار، قيل: وما تلك الطاعة؟ قال: تطلب منه الذهاب إلى الحمامات والعرسات
والعيدات والنياحات والثياب الرقاق (1).
الرواية معتبرة الإسناد. وروى الصدوق نحوها في وصايا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام)،
راجع الفقيه: 4 / 362.
[14192] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أبي عبد الله الجاموراني، عن الحسن
ابن علي بن أبي حمزة، عن صندل، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إياكم ومشاورة النساء فإن فيهن الضعف والوهن والعجز (2).
[14193] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن يعقوب بن يزيد، عن رجل من
أصحابنا يكنى أبا عبد الله رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): في
خلاف النساء البركة (3).
[14194] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سيف،
عن إسحاق بن عمار رفعه قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أراد الحرب دعا نساءه
فاستشارهن ثم خالفهن (4).
[14195] 6 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن بعض أصحابه،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: استعيذوا بالله من شرار نسائكم وكونوا من خيارهن على
حذر ولا تطيعوهن في المعروف فيدعونكم إلى المنكر.
وقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): النساء لا يشاورن في النجوى ولا يطعن في ذوي



(1) الكافي: 5 / 517 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 517 ح 8.
(3) الكافي: 5 / 518 ح 9.
(4) الكافي: 5 / 518 ح 11.
326
القربى، إن المرأة إذا أسنت ذهب خير شطريها وبقي شرهما وذلك أنه يعقم رحمها
ويسوء خلقها ويحتد لسانها وإن الرجل إذا أسن ذهب شر شطريه وبقي خيرهما وذلك
أنه يؤوب عقله ويستحكم رأيه ويحسن خلقه (1).
[14196] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): طاعة المرأة ندامة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14197] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال بعد فراغه من حرب الجمل:
معاشر الناس إن النساء نواقص الإيمان، نواقص الحظوظ، نواقص العقول: فأما
نقصان إيمانهن فقعودهن عن الصلاة والصيام في أيام حيضهن، وأما نقصان عقولهن
فشهادة امرأتين كشهادة الرجل الواحد، وأما نقصان حظوظهن فمواريثهن على
الأنصاف من مواريث الرجال. فاتقوا شرار النساء وكونوا من خيارهن على حذر
ولا تطيعوهن في المعروف حتى لا يطمعن في المنكر (3).
[14198] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب في وصيته إلى نجله
الحسن (عليه السلام):... وإياك ومشاورة النساء فإن رأيهن إلى أفن وعزمهن إلى وهن...
الوصية (4).
[14199] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: طاعة النساء شيمة
الحمقاء (5).
راجع إن شئت الكافي: 5 / 516.



(1) الكافي: 5 / 518 ح 12.
(2) الكافي: 5 / 517 ح 4.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 80.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(5) غرر الحكم: ح 6022.
327
مبايعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) النساء
[14200] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن
علي، عن محمد بن أسلم الجبلي، عن عبد الرحمن بن سالم الأشل، عن المفضل بن
عمر قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كيف ماسح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) النساء حين بايعهن؟
قال: دعا بمركنه الذي كان يتوضأ فيه فصب فيه ماء ثم غمس يده اليمنى، فكلما بايع
واحدة منهن قال: اغمسي يدك فتغمس كما غمس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكان هذا
مماسحته إياهن.
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله (1).
المركن: الإجانة التي يغسل فيها الثياب.
[14201] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان بن مسلم
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أتدري كيف بايع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) النساء؟ قلت: الله
أعلم وابن رسوله أعلم، قال: جمعهن حوله ثم دعا بتور برام فصب فيه نضوحا ثم
غمس يده فيه، ثم قال: اسمعن يا هؤلاء أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا ولا
تسرقن ولا تزنين ولا تقتلن أولادكن ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن
وأرجلكن ولا تعصين بعولتكن في معروف، أقررتن؟ قلن: نعم، فأخرج يده من
التور ثم قال لهن: اغمسن أيديكن، ففعلن فكانت يد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الطاهرة
أطيب من أن يمس بها كف أنثى ليست له بمحرم (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14202] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر،
عن أبان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما فتح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة بايع الرجال ثم جاء



(1) الكافي: 5 / 526 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 526 ح 2.
328
النساء يبايعنه فأنزل الله عز وجل: (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن
لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان
يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن
الله إن الله غفور رحيم) (1) فقالت هند: أما الولد فقد ربينا صغارا وقتلتهم كبارا،
وقالت أم حكيم بنت الحارث بن هشام وكانت عند عكرمة بن أبي جهل: يا رسول الله
ما ذلك المعروف الذي أمرنا الله أن لا نعصينك فيه؟ قال: لا تلطمن خدا ولا تخمشن
وجها ولا تنتفن شعرا ولا تشققن جيبا ولا تسودن ثوبا ولا تدعين بويل فبايعهن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على هذا، فقالت: يا رسول الله كيف نبايعك؟ قال: إنني لا أصافح
النساء، فدعا بقدح من ماء فأدخل يده ثم أخرجها فقال: أدخلن أيديكن في هذا
الماء فهي البيعة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
وفي هذا المجال راجع الكافي: 5 / 526 وغيرها من كتب الأخبار.
والروايات الواردة في عنوان النساء كثيرة جدا وقد أفردها العلامة السيد محمود
الده سرخي الإصفهاني دامت بركاته في رسالتين مستقلتين سماهما «النساء في
أخبار الفريقين» و «النساء في الإسلام».
وقد مر منا عنوان المرأة في محلها فراجعها إن شئت.



(1) سورة الممتحنة: 12.
(2) الكافي: 5 / 527 ح 5.
329
النسب
[14203] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل،
عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه سئل عن
الرضاع، فقال: يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14204] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كفر بالله من تبرأ من نسب وإن دق (2).
الرواية صحيحة الإسناد. والمراد: التبري عن نسب باعتبار دناءته عرفا.
[14205] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه مرسلا قال:
قال أبو جعفر (عليه السلام): لا تتخذوا من دون الله وليجة فلا تكونوا مؤمنين فإن كل سبب
ونسب وقرابة ووليجة وبدعة وشبهة منقطع مضمحل كما يضمحل الغبار الذي يكون
على الحجر الصلد إذا أصابه المطر الجود إلا ما أثبته القرآن (3).
روي نحوها أيضا في الكافي: 1 / 59 ح 22. المطر الجود: أي المطر الواسع.
[14206] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعلي بن إبراهيم، عن
أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن بريد العجلي قال: سألت



(1) الكافي: 5 / 437 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 350 ح 1.
(3) الكافي: 8 / 243 ح 335.
330
أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا
وصهرا) (1) فقال: إن الله تعالى خلق آدم من الماء العذب وخلق زوجته من سنخه
فبرأها من أسفل أضلاعه فجرى بذلك الضلع سبب ونسب ثم زوجها إياه فجرى
بسبب ذلك بينهما صهر وذلك قوله عز وجل: (نسبا وصهرا) فالنسب يا أخا بني عجل
ما كان بسبب الرجال، والصهر ما كان بسبب النساء، قال: فقلت له: أرأيت قول
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب فسر لي ذلك، فقال: كل امرأة
أرضعت من لبن فحلها ولد امرأة أخرى من جارية أو غلام فذلك الرضاع الذي قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكل امرأة أرضعت من لبن فحلين كانا لها واحدا بعد واحد من
جارية أو غلام فإن ذلك رضاع ليس بالرضاع الذي قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يحرم من
الرضاع ما يحرم من النسب، وإنما هو من نسب ناحية الصهر رضاع ولا يحرم شيئا،
وليس هو سبب رضاع من ناحية لبن الفحولة فيحرم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14207] 5 - الصدوق بإسناده إلى محمد بن سنان، عن الرضا (عليه السلام) في حديث العلل
أنه (عليه السلام) قال: حرم الله تعالى الزنا لما فيه من الفساد من قتل الأنفس وذهاب الأنساب
وترك التربية للأطفال وفساد المواريث وما أشبه ذلك من وجوه الفساد وحرم
الله عز وجل قذف المحصنات لما فيه من فساد الأنساب ونفي الولد وإبطال المواريث وترك
التربية وذهاب المعارف وما فيه من الكبائر والعلل التي تؤدي إلى فساد الخلق،
الحديث (3).
[14208] 6 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن



(1) سورة الفرقان: 54.
(2) الكافي: 5 / 442 ح 9.
(3) الفقيه: 3 / 565 ح 4934.
331
أبي الحسين الفارسي، عن سليمان بن جعفر البصري، عن عبد الله بن الحسين بن زيد
ابن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن علي (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أربعة لا تزال في أمتي إلى يوم القيامة الفخر بالأحساب،
والطعن في الأنساب، والإستسقاء بالنجوم، والنياحة، وإن النائحة إذا لم تتب قبل
موتها تقوم يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب (1).
[14209] 7 - المفيد رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: المودة أشبك الأنساب
والعلم أشرف الأحساب (2).
[14210] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من أبطأ به عمله لم
يسرع به نسبه.
وفي رواية أخرى: من فاته حسب نفسه لم ينفعه حسب آبائه (3).
[14211] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب إلى زياد بن أبيه عليه اللعنة
وقد بلغه أن معاوية عليه الهاوية قد كتب إليه يريد خديعته باستلحاقه:
وقد عرفت أن معاوية كتب إليك يستزل لبك ويستفل غربك فاحذره فإنما هو
الشيطان يأتي المرء من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ليقتحم غفلته
ويستلب غرته، وقد كان من أبي سفيان في زمن عمر بن الخطاب فلتة من حديث
النفس ونزغة من نزغات الشيطان لا يثبت بها نسب، ولا يستحق بها إرث،
والمتعلق بها كالواغل المدفع والنوط المذبذب.
فلما قرأ زياد عليه اللعنة الكتاب قال: شهد بها ورب الكعبة ولم تزل في نفسه



(1) الخصال: 1 / 226 ح 60.
(2) الارشاد: 1 / 298.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 389.
332
حتى ادعاه معاوية عليه الهاوية (1).
[14212] 10 - الطوسي، عن ابن الصلت، عن ابن عقدة، عن علي بن محمد العلوي،
عن جعفر بن محمد بن عيسى، عن عبيد الله بن علي، عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كل نسب وصهر منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي (2).
[14213] 11 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: النسب
الأدب والحسب التقوى والمروة المال والتقوى الكرم (3).



(1) نهج البلاغة: الكتاب 44.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثاني عشر ح 34 / 340 الرقم 694.
(3) جامع الأحاديث: 125.
333
النسل
[14214] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد، عن الحسن بن محبوب، عن
مالك بن عطية، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: في كتاب علي (عليه السلام): ثلاث
خصال لا يموت صاحبهن أبدا حتى يرى وبالهن: البغي وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة
يبارز الله بها، وإن أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم وإن القوم ليكونون فجارا
فيتواصلون فتنمى أموالهم ويثرون وإن اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم لتذران الديار
بلاقع من أهلها وتنقل الرحم وإن نقل الرحم انقطاع النسل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14215] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد
ابن عيسى، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان عن درست، عن عبد الله بن سنان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شكا نبي من الأنبياء إلى الله عز وجل قلة النسل، فقال: كل اللحم
بالبيض (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14216] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن قوما فيما مضى قالوا لنبي لهم: ادع لنا ربك
يرفع عنا الموت، فدعا لهم فرفع الله عنهم الموت، فكثروا حتى ضاقت عليهم المنازل



(1) الكافي: 2 / 347 ح 4.
(2) الكافي: 6 / 324 ح 3.
334
وكثر النسل ويصبح الرجل يطعم أباه وجده وأمه وجد جده ويوضيهم ويتعاهدهم
فشغلوا عن طلب المعاش، فقالوا: سل لنا ربك أن يردنا إلى حالنا التي كنا عليها،
فسأل نبيهم ربه فردهم إلى حالهم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14217] 4 - الصدوق بإسناده في حديث علل ابن سنان، عن الرضا (عليه السلام) قال:...
حرم الله عقوق الوالدين لما فيه من الخروج من التوفيق لطاعة الله عز وجل والتوقير
للوالدين وتجنب كفر النعمة وإبطال الشكر وما يدعو من ذلك إلى قلة النسل وإنقطاعه
لما في العقوق من قلة توقير الوالدين والعرفان بحقهما وقطع الأرحام والزهد من
الوالدين في الولد وترك التربية بعلة ترك الولد برهما... وعلة تحريم الذكران للذكران
والأناث بالأناث لما ركب في الأناث وما طبع عليه الذكران، ولما في اتيان الذكران
الذكران والأناث الأناث من انقطاع النسل وفساد التدبير وخراب الدنيا،
الحديث (2).
[14218] 5 - الصدوق، عن الحسين بن علي بن أحمد الصائغ، عن أحمد بن محمد
الخليلي، عن محمد بن أبي بكر الفقيه، عن أحمد بن محمد النوفلي، عن إسحاق
ابن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن زرعة بن محمد، عن المفضل بن عمر قال: قلت
لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام): كيف كان ولادة فاطمة (عليها السلام)؟ فقال: نعم إن خديجة (عليها السلام) لما
تزوج بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هجرتها نسوة مكة فكن لا يدخلن عليها ولا يسلمن عليها
ولا يتركن امرأة تدخل عليها، فاستوحشت خديجة لذلك وكان جزعها وغمها حذرا
عليه (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلما حملت بفاطمة كانت فاطمة (عليها السلام) تحدثها من بطنها وتصبرها وكانت
تكتم ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوما فسمع خديجة تحدث



(1) الكافي: 3 / 260 ح 36.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 91 و 97.
335
فاطمة (عليها السلام) فقال لها: يا خديجة من تحدثين؟ قالت: الجنين الذي في بطني يحدثني
ويؤنسني، قال: يا خديجة هذا جبرئيل يخبرني أنها أنثى وأنها النسلة الطاهرة
الميمونة وأن الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم
خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه، فلم تزل خديجة (عليها السلام) على ذلك إلى أن حضرت
ولادتها فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم أن تعالين لتلين مني ما تلي النساء من
النساء، فأرسلن إليها: أنت عصيتنا ولم تقبلي قولنا وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب
فقيرا لا مال له فلسنا نجئ ولا نلي من أمرك شيئا، فاغتمت خديجة (عليها السلام) لذلك فبينا
هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم ففزعت
منهن لما رأتهن فقالت إحداهن: لا تحزني يا خديجة فإنا رسل ربك إليك ونحن
أخواتك أنا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة وهذه مريم بنت
عمران وهذه كلثوم أخت موسى بن عمران بعثنا الله إليك لنلي منك ما تلي النساء من
النساء فجلست واحدة عن يمينها وأخرى عن يسارها والثالثة بين يديها والرابعة من
خلفها فوضعت فاطمة (عليها السلام) طاهرة مطهرة فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور
حتى دخل بيوتات مكة ولم يبق في شرق الأرض ولا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك
النور، ودخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها طست من الجنة وإبريق من
الجنة وفي الإبريق ماء من الكوثر فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء
الكوثر وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضا من اللبن وأطيب ريحا من المسك
والعنبر فلفتها بواحدة وقنعتها بالثانية ثم استنطقتها فنطقت فاطمة (عليها السلام) بالشهادتين
وقالت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن أبي رسول الله سيد الأنبياء وأن بعلي سيد الأوصياء
وولدي سادة الأسباط ثم سلمت عليهن وسمت كل واحدة منهن باسمها وأقبلن
يضحكن إليها، وتباشرت الحور العين وبشر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة
فاطمة (عليها السلام) وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك، وقالت النسوة،
خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة بورك فيها وفي نسلها، فتناولتها فرحة

336
مستبشرة وألقمتها ثديها فدر عليها، فكانت فاطمة (عليها السلام) تنمى في اليوم كما ينمي
الصبي في الشهر وتنمي في الشهر كما ينمي الصبي في السنة (1).
[14219] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في بعض أيام صفين وقد
رأى الحسن ابنه (عليه السلام) يتسرع إلى الحرب: إملكوا عني هذا الغلام لا يهدني فإنني
أنفس بهذين - يعني الحسن والحسين (عليهما السلام) - على الموت لئلا ينقطع بهما نسل
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
[14220] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: فرض الله الإيمان تطهيرا
من الشرك والصلاة تنزيها عن الكبر... وترك الزنى تحصينا للنسب وترك اللواط
تكثيرا للنسل... الحديث (3).
[14221] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في صفة خلق آدم (عليه السلام):...
ثم بسط الله سبحانه له في توبته ولقاه كلمة رحمته ووعده المرد إلى جنته وأهبطه إلى
دار البلية وتناسل الذرية... الخطبة (4).
[14222] 9 - أبو منصور أحمد بن علي الطبرسي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال في
جواب الزنديق حيث سأل: فلم حرم اللواط؟ قال (عليه السلام): من أجل أنه لو كان إتيان
الغلام حلالا لاستغنى الرجال عن النساء وكان فيه قطع النسل وتعطيل الفروج وكان
في إجازة ذلك فساد كثير... الحديث (5).
[14223] 10 - الإحسائي رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: تناكحوا تناسلوا، أباهي
بكم الأمم يوم القيامة (6).



(1) أمالي الصدوق: المجلس السابع والثمانون ح 1 / 690 الرقم 947.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 207.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 252.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 1.
(5) الاحتجاج: 2 / 347.
(6) عوالي اللآلي: 2 / 261 ح 1، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 14 / 153.
337
النسيان
[14224] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن ابن فضال، عن
إبراهيم بن محمد الأشعري، عن عبيد بن زرارة قال: سمت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن
مما أعان الله به على الكذابين النسيان (1).
الرواية موثقة سندا.
[14225] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي رفعه عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وضع عن أمتي تسع خصال: الخطاء
والنسيان وما لا يعلمون وما لا يطيقون وما اضطروا إليه وما استكرهوا عليه والطيرة
والوسوسة في التفكر في الخلق والحسد ما لم يظهر بلسان أو يد (2).
[14226] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى،
عن الدهقان، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال:
أكل التفاح والكزبرة يورث النسيان (3).
الرواية صحيحة الإسناد. والكزبرة: ما يقال لها بالفارسية: گشنيز.
[14227] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عمن ذكره عن أيوب بن الحر، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنما قص
الأظفار لأنها مقيل الشيطان ومنه يكون النسيان (4).



(1) الكافي: 2 / 341 ح 15.
(2) الكافي: 2 / 463 ح 2.
(3) الكافي: 6 / 366 ح 1.
(4) الكافي: 6 / 490 ح 6.
338
[14228] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
يونس بن يعقوب، عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني صليت
المكتوبة فنسيت أن أقرأ في صلاتي كلها، فقال: أليس قد أتممت الركوع والسجود؟
قلت: بلى قال: قد تمت صلاتك إذا كان نسيانا (1).
الرواية موثقة سندا.
[14229] 6 - الصدوق، عن العطار، عن سعد، عن ابن يزيد، عن حماد، عن حريز،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): رفع عن أمتي تسعة: الخطأ
والنسيان وما اكرهوا عليه وما لا يعلمون وما لا يطيقون وما اضطروا إليه والحسد
والطيرة والتفكر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14230] 7 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد،
عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي الطفيل، عن أبي جعفر محمد
ابن علي الباقر (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام):
اكتب ما أملي عليك، فقال: يا نبي الله أتخاف علي النسيان؟ قال: لست أخاف عليك
النسيان وقد دعوت الله لك أن يحفظك ولا ينسيك ولكن اكتب لشركائك، قال:
قلت: ومن شركائي يا نبي الله؟ قال: الأئمة من ولدك بهم تسقى أمتي الغيث وبهم
يستجاب دعاؤهم وبهم يصرف الله عنهم البلاء وبهم ينزل الرحمة من السماء وهذا
أولهم - وأومأ بيده إلى الحسن بن علي (عليه السلام) ثم أومأ بيده إلى الحسين (عليه السلام) - ثم قال:
والأئمة من ولده (3).
الرواية حسنة سندا.



(1) الكافي: 3 / 348 ح 3.
(2) الخصال: 2 / 417 ح 9.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الثالث والستون ح 1 / 485 الرقم 659.
339
[14231] 8 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، والحميري جميعا، عن هارون بن
مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): آفة الحديث الكذب وآفة العلم النسيان وآفة الحلم السفه وآفة
العبادة الفترة وآفة الظرف الصلف وآفة الشجاعة البغي وآفة السخاء المن وآفة الجمال
الخيلاء وآفة الحسب الفخر (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[14232] 9 - الصدوق بإسناده إلى وصايا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) أنه قال:... يا علي
تسعة أشياء تورث النسيان: أكل التفاح الحامض، وأكل الكزبرة، والجبن، وسؤر
الفأرة، وقراءة كتابة القبور، والمشي بين امرأتين، وطرح القملة، والحجامة في
النقرة، والبول في الماء الراكد، الحديث (2).
[14233] 10 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد، عن سليمان
بن داود، عن حماد بن عيسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: قال لقمان لابنه: يا بني
لكل شيء علامة يعرف بها ويشهد عليها... وللغافل ثلاث علامات: السهو واللهو
والنسيان، الحديث (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14234] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إن الله افترض عليكم
الفرائض فلا تضيعوها وحد لكم حدودا فلا تعتدوها ونهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها
وسكت لكم عن أشياء ولم يدعها نسيانا فلا تتكلفوها (4).
[14235] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:... عجبت لمن نسي



(1) الخصال: 2 / 416 ح 7.
(2) الفقيه: 4 / 361.
(3) الخصال: 1 / 121 ح 113.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 105.
340
الموت وهو يرى الموتى وعجبت لمن أنكر النشأة الاخرى وهو يرى النشأة الاولى
وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء (1).
[14236] 13 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: النسيان ظلمة وفقد (2).
[14237] 14 - وعنه (عليه السلام): إذا صنعت معروفا فانسه (3).
[14238] 15 - وعنه (عليه السلام): تناس مساوئ الإخوان تستدم ودهم (4).
[14239] 16 - وعنه (عليه السلام): سل المعروف من ينساه واصطنعه إلى من يذكره (5).
[14240] 17 - وعنه (عليه السلام): من نسي الله أنساه نفسه (6).
[14241] 18 - وعنه (عليه السلام): من نسي الله سبحانه أنساه الله نفسه وأعمى قلبه (7).
[14242] 19 - وعنه (عليه السلام): نسيتم ما ذكرتم وأمنتم ما حذرتم، فتاه عليكم رأيكم
وتشتت عليكم أمركم (8).
[14243] 20 - المجلسي نقلا من مختصر بصائر الدرجات للشيخ حسن بن سليمان بن
محمد الحلي تلميذ الشهيد الأول بإسناده عن سعد، عن ابن عيسى،
وابن أبي الخطاب، وغيرهما، عن البزنطي، عن هشام بن سالم، عن ابن طريف
قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): ما تقول فيمن أخذ عنكم علما فنسيه؟ قال: لا حجة
عليه إنما الحجة على من سمع منا حديثا فأنكره أو بلغه فلم يؤمن به وكفر، فأما
النسيان فهو موضوع عنكم (9).
الرواية معتبرة الإسناد.
وراجع في هذا المجال إن شئت بحار الأنوار: 73 / 319.



(1) نهج البلاغة: الحكمة 126.
(2) غرر الحكم: ح 602 و 4001 و 4584 و 5629 و 7797 و 8875 و 9991.
(3) غرر الحكم: ح 602 و 4001 و 4584 و 5629 و 7797 و 8875 و 9991.
(4) غرر الحكم: ح 602 و 4001 و 4584 و 5629 و 7797 و 8875 و 9991.
(5) غرر الحكم: ح 602 و 4001 و 4584 و 5629 و 7797 و 8875 و 9991.
(6) غرر الحكم: ح 602 و 4001 و 4584 و 5629 و 7797 و 8875 و 9991.
(7) غرر الحكم: ح 602 و 4001 و 4584 و 5629 و 7797 و 8875 و 9991.
(8) غرر الحكم: ح 602 و 4001 و 4584 و 5629 و 7797 و 8875 و 9991.
(9) بحار الأنوار: 25 / 364.
341
النشاط
[14244] 1 - الكليني، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحسين، عن جعفر بن محمد، عن
علي بن أسباط، عن عبد الرحمن بن بشير، عن بعض رجاله أن علي بن الحسين (عليهما السلام)
كان يدعو بهذا الدعاء [في كل يوم من شهر رمضان]: «اللهم إن هذا شهر رمضان
وهذا شهر الصيام وهذا شهر الإنابة وهذا شهر التوبة وهذا شهر المغفرة والرحمة وهذا
شهر العتق من النار والفوز بالجنة، اللهم فسلمه لي وتسلمه مني وأعني عليه بأفضل
عونك ووفقني فيه لطاعتك وفرغني فيه لعبادتك ودعائك وتلاوة كتابك وأعظم لي
فيه البركة وأحسن لي فيه العاقبة وأصح لي فيه بدني وأوسع فيه رزقي واكفني فيه ما
أهمني واستجب لي فيه دعائي وبلغني فيه رجائي، اللهم أذهب عني فيه النعاس
والكسل والسامة والفترة والقسوة والغفلة والغرة، اللهم جنبني فيه العلل والأسقام
والهموم والأحزان والأعراض والأمراض والخطايا والذنوب واصرف عني فيه
السوء والفحشاء والجهد والبلاء والتعب والعناء إنك سميع الدعاء، اللهم أعذني فيه
من الشيطان الرجيم وهمزه ولمزه ونفثه ونفخه ووسواسه وكيده ومكره وحيله وأمانيه
وخدعه وغروره وفتنته ورجله وشركه وأعوانه وأتباعه وأخدانه وأشياعه وأوليائه
وشركائه وجميع كيدهم، اللهم ارزقني فيه تمام صيامه وبلوغ الأمل في قيامه
واستكمال ما يرضيك فيه صبرا وإيمانا ويقينا واحتسابا، ثم تقبل ذلك منا بالأضعاف
الكثيرة والأجر العظيم، اللهم ارزقني فيه الجد والاجتهاد والقوة والنشاط والإنابة
والتوبة والرغبة والرهبة والجزع والرقة وصدق اللسان والوجل منك والرجاء لك
والتوكل عليك والثقة بك والورع عن محارمك بصالح القول ومقبول السعي ومرفوع

342
العمل ومستجاب الدعاء ولا تحل بيني وبين شيء من ذلك بعرض ولا مرض ولا هم
[ولا غم] برحمتك يا أرحم الراحمين» (1).
[14245] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
من رواه رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المؤمن له قوة في دين وحزم في لين وإيمان في
يقين وحرص في فقه ونشاط في هدى وبر في استقامة وعلم في حلم وكيس في رفق
وسخاء في حق وقصد في غنى وتجمل في فاقة وعفو في قدرة... الحديث (2).
[14246] 3 - الكليني بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث جنود العقل والجهل:...
النشاط وضده الكسل... الحديث (3).
[14247] 4 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر،
عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتى رجل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فقال: يا رسول الله إني راغب في الجهاد نشيط، قال: فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): فجاهد في
سبيل الله فإنك إن تقتل تكن حيا عند الله ترزق وإن تمت فقد وقع أجرك على الله وإن
رجعت رجعت من الذنوب كما ولدت، قال: يا رسول الله إن لي والدين كبيرين
يزعمان أنهما يأنسان بي ويكرهان خروجي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فقر مع والديك
فوالذي نفسي بيده لأنسهما بك يوما وليلة خير من جهاد سنة (4).
[14248] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن
المفضل بن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن المسلم إذا
غلبه ضعف الكبر أمر الله عز وجل الملك أن يكتب له في حاله تلك مثل ما كان يعمل وهو



(1) الكافي: 4 / 75 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 231 ح 4.
(3) الكافي: 1 / 23.
(4) الكافي: 2 / 160 ح 10.
343
شاب نشيط صحيح، ومثل ذلك إذا مرض وكل الله به ملكا يكتب له في سقمه ما كان
يعمل من الخير في صحته حتى يرفعه الله ويقبضه، وكذلك الكافر إذا اشتغل بسقم في
جسده كتب الله له ما كان يعمل من الشر في صحته (1).
[14249] 6 - الصدوق، عن محمد بن الفضل بن زيدويه، عن إبراهيم بن عمروس الهمداني
عن الحسن بن إسماعيل، عن سعيد بن الحكم، عن أبيه، عن الأوزاعي، عن يحيى
ابن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
من رزقه الله حب الأئمة من أهل بيتي فقد أصاب خير الدنيا والآخرة فلا يشكن أحد
أنه في الجنة فإن في حب أهل بيتي عشرين خصلة عشر منها في الدنيا وعشر في
الآخرة، أما التي في الدنيا: فالزهد والحرص على العمل والورع في الدين والرغبة في
العبادة والتوبة قبل الموت والنشاط في قيام الليل واليأس مما في أيدي الناس والحفظ
لأمر الله ونهيه عز وجل والتاسعة بغض الدنيا والعاشرة السخاء.
وأما التي في الآخرة: فلا ينشر له ديوان ولا ينصب له ميزان ويعطى كتابه بيمينه
ويكتب له براءة من النار ويبيض وجهه ويكسى من حلل الجنة ويشفع في مائة من
أهل بيته وينظر الله عز وجل إليه بالرحمة ويتوج من تيجان الجنة والعاشرة يدخل الجنة
بغير حساب فطوبى لمحبي أهل بيتي (2).
[14250] 7 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في وصيته لنجله
الحسين (عليه السلام): يا بني أوصيك بتقوى الله في الغنى والفقر، وكلمة الحق في الرضى
والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وبالعدل على الصديق والعدو، وبالعمل في
النشاط والكسل، والرضى عن الله في الشدة والرخاء... الحديث (3).



(1) الكافي: 3 / 133 ح 2.
(2) الخصال: 2 / 515 ح 1.
(3) تحف العقول: 88.
344
[14251] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب إلى الحارث الهمداني:...
خادع نفسك في العبادة وارفق بها ولا تقهرها وخذ عفوها ونشاطها، إلا ما كان
مكتوبا عليك من الفريضة فإنه لابد من قضائها وتعاهدها عند محلها... الكتاب (1).
[14252] 9 - الطوسي بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن
سيف، عن عبد الأعلى قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن نافلة النهار، قال: ست
عشرة ركعة متى ما نشطت، إن علي بن الحسين (عليهما السلام) كانت له ساعات من النهار يصلي
فيها فإذا شغله ضيعة أو سلطان قضاها، إنما النافلة مثل الهدية متى ما أتي بها
قبلت (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14253] 10 - الديلمي رفعه إلى الرضا (عليه السلام) أنه قال: إن للقلوب إقبالا وإدبارا
ونشاطا وفتورا، فإذا أقبلت بصرت وفهمت، وإذا أدبرت كلت وملت، فخذوها
عند إقبالها ونشاطها واتركوها عند إدبارها وفتورها (3).



(1) نهج البلاغة: الكتاب 69.
(2) التهذيب: 2 / 267 ح 102.
(3) أعلام الدين: 307.
345
النشرة (1)
[14254] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عمن
ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ذكرنا الأخذ من الشارب، فقال: نشرة وهو من
السنة (2).
[14255] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد
ابن علي، عن الحسن بن محمد الصيرفي، عن إسماعيل بن عبد الخالق، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: غسل الرأس بالخطمي نشرة (3).
[14256] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى،
عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): النورة نشرة وطهور للجسد (4).
[14257] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن محمد بن عيسى،
عن رجل، عن جعفر بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: النشرة في عشرة أشياء:
المشي والركوب والارتماس في الماء والنظر إلى الخضرة والأكل والشرب والنظر إلى
المرأة الحسناء والجماع والسواك ومحادثة الرجال (5).



(1) النشرة: ما يزيل الهموم والأحزان.
(2) الكافي: 6 / 487 ح 8.
(3) الكافي: 6 / 504 ح 5.
(4) الكافي: 6 / 506 ح 7.
(5) الخصال: 2 / 443 ح 37.
346
ولكن في المطبوع النشوة بدل النشرة والصحيح ما ضبطناه، وهكذا نقل عنه في
بحار الأنوار: 73 / 322 ح 2، وكذلك الرواية الآتية.
[14258] 5 - الصدوق، عن الطالقاني، عن العدوي، عن صهيب بن عباد، عن أبيه،
عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن جده (عليه السلام) قال: النشرة في عشرة أشياء:
في المشي والركوب والارتماس في الماء والنظر إلى الخضرة والأكل والشرب والجماع
والسواك وغسل الرأس بالخطمي والنظر إلى المرأة الحسناء ومحادثة الرجال (1).
[14259] 6 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن أبي أيوب
المديني، عن ابن أبي عمير، عن سفيان بن السمط، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: غسل
الرأس بالخطمي ينفي الفقر ويزيد في الرزق، وقال: هو نشرة (2).
[14260] 7 - الصدوق بإسناده إلى حديث الأربعمائة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:...
النورة نشرة وطهور للجسد و... قال (عليه السلام): أحب للمؤمن أن يطلي في كل خمسة
عشر يوما من النورة و... قال: توقوا الحجامة والنورة يوم الأربعاء فإن يوم
الأربعاء يوم نحس مستمر وفيه خلقت جهنم وفي يوم الجمعة ساعة لا يحتجم فيها
أحد إلا مات (3).
[14261] 8 - الصدوق بالأسانيد الثلاثة عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال علي (عليه السلام):
الطيب نشرة والعسل نشرة والركوب نشرة والنظر إلى الخضرة نشرة (4).
[14262] 9 - المفيد، عن الحسن بن حمزة العلوي، عن علي بن الفضيل، عن عبيد الله
ابن موسى، عن عبد العظيم الحسني، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) قال: ملاقاة الاخوان



(1) الخصال: 2 / 443 ح 38.
(2) ثواب الأعمال: 36 ح 2.
(3) الخصال: 2 / 611 و 636 و 637.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 40 ح 126.
347
نشرة وتلقيح للعقل وإن كان نزرا قليلا (1).
[14263] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: العين حق والرقى حق
والسحر حق والفأل حق والطيرة ليست بحق والعدوى ليست بحق والطيب نشرة
والعسل نشرة والركوب نشرة والنظر إلى الخضرة نشرة (2).
وفي هذا المجال راجع بحار الأنوار: 73 / 321 إن شئت.



(1) أمالي المفيد: المجلس الثامن والثلاثون ح 13 / 328.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 400.
348
النصرة
[14264] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور
ابن يونس، عن أبي المأمون الحارثي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما حق المؤمن على
المؤمن؟ قال: إن من حق المؤمن على المؤمن المودة له في صدره والمواساة له في ماله
والخلف له في أهله والنصرة له على من ظلمه، وإن كان نافلة في المسلمين وكان غائبا
أخذ له بنصيبه وإذا مات الزيارة إلى قبره وان لا يظلمه وأن لا يغشه وأن لا يخونه وأن
لا يخذله وأن لا يكذبه وأن لا يقول له أف وإذا قال له: أف، فليس بينهما ولاية وإذا
قال له: أنت عدوي، فقد كفر أحدهما وإذا اتهمه إنماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح
في الماء (1).
[14265] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان،
عن ابن مسكان، عن معلى بن خنيس قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الله
تبارك وتعالى يقول: من أهان لي وليا فقد أرصد لمحاربتي وأنا أسرع شيء إلى نصرة
أوليائي (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14266] 3 - الكليني، عن علي بن محمد، عن بعض أصحابه، عن محمد بن سليمان،
عن سيف بن عميرة، عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): إن الله عز وجل



(1) الكافي: 2 / 171 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 351 ح 5.
349
يقول في كتابه: (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل
أنه كان منصورا) (1) فما هذا الاسراف الذي نهى الله عز وجل عنه؟ قال: نهى أن يقتل
غير قاتله أو يمثل بالقاتل. قلت: فما معنى قوله (أنه كان منصورا)؟ قال: وأي
نصرة أعظم من أن يدفع القاتل إلى أولياء المقتول فيقتله ولا تبعة تلزمه من قتله في
دين ولا دنيا (2).
[14267] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
من رواه، رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المؤمن له قوة في دين وحزم في لين وإيمان في
يقين وحرص في فقه ونشاط في هدى وبر في استقامة وعلم في حلم وكيس في رفق
وسخاء في حق وقصد في غنى وتجمل في فاقة وعفو في قدرة وطاعة لله في نصيحة
وانتهاء في شهوة وورع في رغبة وحرص في جهاد وصلاة في شغل وصبر في شدة وفي
الهزاهز وقور وفي المكاره صبور وفي الرخاء شكور ولا يغتاب ولا يتكبر ولا يقطع
الرحم وليس بواهن ولا فظ ولا غليظ ولا يسبقه بصره ولا يفضحه بطنه ولا يغلبه
فرجه ولا يحسد الناس، يعير ولا يعير ولا يسرف، ينصر المظلوم ويرحم المسكين،
نفسه منه في عناء والناس منه في راحة، لا يرغب في عز الدنيا ولا يجزع من ذلها،
للناس هم قد أقبلوا عليه وله هم قد شغله، لا يرى في حكمه نقص ولا في رأيه وهن
ولا في دينه ضياع، يرشد من استشاره ويساعد من ساعده ويكيع عن الخنا
والجهل (3).
[14268] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن ابن فضال قال: سمعت
أبا الحسن (عليه السلام) يقول: ما التقت فئتان قط إلا نصر أعظمهما عفوا (4).
الرواية موثقة سندا.



(1) سورة الاسراء: 33.
(2) الكافي: 7 / 370 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 231 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 108 ح 8.
350
[14269] 6 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن بعض
أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إني شافع يوم القيامة
لأربعة أصناف ولو جاؤوا بذنوب أهل الدنيا: رجل نصر ذريتي، ورجل بذل ماله
لذريتي عند المضيق، ورجل أحب ذريتي باللسان وبالقلب، ورجل يسعى في
حوائج ذريتي إذا طردوا أو شردوا (1).
[14270] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر،
عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شعارنا «يا محمد يا محمد» وشعارنا
يوم بدر «يا نصر الله اقترب اقترب» وشعار المسلمين يوم أحد «يا نصر الله اقترب»
ويوم بني النضير «يا روح القدس أرح» ويوم بني قينقاع «يا ربنا لا يغلبنك» ويوم
الطائف «يا رضوان» وشعار يوم حنين «يا بني عبد الله يا بني عبد الله» ويوم
الأحزاب «حم لا يبصرون» ويوم بني قريظة «يا سلام أسلمهم» ويوم المريسيع وهو
يوم بني المصطلق «ألا إلى الله الأمر» ويوم الحديبية «ألا لعنة الله على الظالمين» ويوم
خيبر يوم القموص «يا علي آتهم من عل» ويوم الفتح «نحن عباد الله حقا حقا» ويوم
تبوك «يا أحد يا صمد» ويوم بني الملوح «أمت أمت» ويوم صفين «يا نصر الله»
وشعار الحسين (عليه السلام) «يا محمد» وشعارنا «يا محمد» (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14271] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما التقت فئتان قط من أهل
الباطل إلا كان النصر مع أحسنهما بقية على أهل الإسلام (3).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 4 / 60 ح 9.
(2) الكافي: 5 / 47 ح 1.
(3) الكافي: 8 / 152 ح 139.
351
[14272] 9 - الصدوق رفعه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: أعطيت خمسا لم يعطها أحد
قبلي، جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، ونصرت بالرعب، وأحل لي المغنم،
وأعطيت جوامع الكلم، وأعطيت الشفاعة (1).
[14273] 10 - الصدوق بإسناده عن المعلى بن محمد البصري، عن جعفر بن سلمة،
عن عبد الله بن الحكم، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن عليا وصيي وخليفتي وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي
والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ولداي، من والاهم فقد والاني ومن
عاداهم فقد عاداني ومن ناواهم فقد ناواني ومن جفاهم فقد جفاني ومن برهم فقد
برني، وصل الله من وصلهم وقطع الله من قطعهم ونصر الله من أعانهم وخذل من
خذلهم، اللهم من كان له من أنبيائك ورسلك ثقل وأهل بيت فعلي وفاطمة والحسن
والحسين أهل بيتي وثقلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا يا رب العالمين (2).
[14274] 11 - الصدوق، عن ابن إدريس، عن أبيه، عن ابن عيسى، عن ابن فضال، عن
حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من مؤمن
يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلا خذله الله في الدنيا والآخرة (3).
[14275] 12 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى،
عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من مؤمن يعين مؤمنا مظلوما
إلا كان أفضل من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام وما من مؤمن ينصر أخاه
وهو يقدر على نصرته إلا نصره الله في الدنيا والآخرة وما من مؤمن يخذل أخاه وهو
يقدر على نصرته إلا خذله في الدنيا والآخرة (4).



(1) الفقيه: 1 / 240 ح 724.
(2) الفقيه: 4 / 420 ح 5920.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الثالث والسبعون ح 16 / 574 الرقم 785.
(4) ثواب الأعمال: 177.
352
الرواية صحيحة الإسناد.
[14276] 13 - الصدوق بأسانيده الثلاثة عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه
وانصر من نصره واخذل من خذله (1).
[14277] 14 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن الحميري، عن أحمد بن محمد بن خالد،
عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي زياد النهدي، عن عبد الله بن وهب، عن
الصادق (عليه السلام) قال: حسب المؤمن من الله نصرة أن يرى عدوه يعمل بمعاصي
الله عز وجل (2).
رويها أيضا في الفقيه: 4 / 398 ح 5851، والخصال: 1 / 27 ح 96.
[14278] 15 - الصدوق بإسناده عن أحمد بن إسحاق بن سعد، عن عبد الله بن ميمون،
عن الصادق (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث:... واعلم أن
النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا (3).
[14279] 16 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن السندي بن محمد، عن
صفوان بن يحيى، عن صفوان بن مهران الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اقعد رجل
من الأخيار في قبره، قيل له: [يا أبا خالد] إما جالدوك مأة جلدة من عذاب الله،
فقال: لا أطيقها، فلم يزالوا به حتى انتهوا إلى جلدة واحدة فقالوا: ليس منها بد،
فقال: فبما تجلدونيها؟ قالوا: نجلدك أنك صليت يوما بغير وضوء ومررت على
ضعيف فلم تنصره، قال: فجلده جلدة من عذاب الله عز وجل فامتلأ قبره نارا (4).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 47 ح 183.
(2) أمالي الصدوق: المجلس العاشر ح 6 / 92 الرقم 66.
(3) الفقيه: 4 / 412 ح 5900.
(4) عقاب الأعمال: 267.
353
[14280] 17 - الحميري، عن هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق (عليه السلام)، عن
أبيه (عليه السلام) قال: لا يحضرن أحدكم رجلا يضربه سلطان جائر ظلما وعدوانا ولا
مقتولا ولا مظلوما إذا لم ينصره، لأن نصرة المؤمن على المؤمن فريضة واجبة إذا هو
حضره، والعافية أوسع ما لم يلزمك الحجة الظاهرة (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[14281] 18 - الكراجكي، عن الحسين بن محمد بن علي الصيرفي، عن محمد بن عمر
الجعابي، عن القاسم بن محمد بن جعفر العلوي، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، عن
علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): للمسلم على أخيه ثلاثون حقا لا براءة له منها
إلا بالأداء أو العفو: يغفر زلته ويرحم عبرته ويستر عورته ويقيل عثرته ويقبل
معذرته ويرد غيبته ويديم نصيحته ويحفظ خلته ويرعى ذمته ويعود مرضته ويشهد
ميته ويجيب دعوته ويقبل هديته ويكافئ صلته ويشكر نعمته ويحسن نصرته ويحفظ
حليلته ويقضي حاجته ويشفع مسئلته ويسمت عطسته ويرشد ضالته ويرد سلامه
ويطيب كلامه ويبر أنعامه ويصدق أقسامه ويوالي وليه ولا يعاديه وينصره ظالما
ومظلوما فأما نصرته ظالما فيرده عن ظلمه وأما نصرته مظلوما فيعينه على أخذ
حقه ولا يسلمه ولا يخذله ويحب له من الخير ما يحب لنفسه ويكره له من الشر
ما يكره لنفسه.
ثم قال (عليه السلام): سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إن أحدكم ليدع من حقوق أخيه شيئا
فيطالبه به يوم القيامة فيقضى له وعليه (2).
[14282] 19 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
نصر المظلوم، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر جهاد (3).



(1) قرب الإسناد: 55 ح 181.
(2) كنز الفوائد: 1 / 306.
(3) جامع الأحاديث: 125.
354
[14283] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه لما عوتب على التسوية في
العطاء: أتأمروني أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه، والله لا أطور به ما سمر
سمير وما أم نجم في السماء نجما، لو كان المال لي لسويت بينهم، فكيف وإنما المال مال
الله... الحديث (1).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع بحار الأنوار: 72 / 17.



(1) نهج البلاغة: الخطبة 126.
355
النصف
[14284] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان
ابن عيسى، عن سماعة قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: لا تستكثروا كثير الخير ولا
تستقلوا قليل الذنوب فإن قليل الذنوب يجتمع حتى يصير كثيرا وخافوا الله في السر
حتى تعطوا من أنفسكم النصف وسارعوا إلى طاعة الله وأصدقوا الحديث وأدوا
الأمانة فإنما ذلكم لكم ولا تدخلوا فيما لا يحل لكم فإنما ذلك عليكم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14285] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن النضر
ابن سويد، عن هشام بن سالم، عن زرارة، عن الحسن البزاز، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال في حديث له: ألا أخبركم بأشد ما فرض الله على خلقه فذكر ثلاثة أشياء
أولها: إنصاف الناس من نفسك (2).
[14286] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن الحسن بن حمزة، عن جده أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين صلوات
الله عليهما قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول في آخر خطبته: طوبى لمن طاب خلقه
وطهرت سجيته وصلحت سريرته وحسنت علانيته وأنفق الفضل من ماله وأمسك
الفضل من قوله وأنصف الناس من نفسه (3).



(1) الكافي: 2 / 457 ح 17.
(2) الكافي: 2 / 145 ح 6.
(3) الكافي: 2 / 144 ح 1.
356
[14287] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن سنان، عن معاوية بن وهب،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنة؟ أنفق ولا تخف
فقرا، وأفش السلام في العالم، واترك المراء وإن كنت محقا، وأنصف الناس من
نفسك (1).
[14288] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أنصف الناس من نفسه رضي به حكما
لغيره (2).
[14289] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إبراهيم
ابن محمد الثقفي، عن علي بن المعلى، عن يحيى بن أحمد، عن أبي محمد الميثمي، عن
رومي بن زرارة، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلام له:
ألا إنه من ينصف الناس من نفسه لم يزده الله إلا عزا (3).
[14290] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي أسامة قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): ما ابتلي المؤمن بشيء أشد عليه من خصال ثلاث يحرمها، قيل: وما
هن؟ قال: المواساة في ذات يده والإنصاف من نفسه وذكر الله كثيرا، أما إني لا
أقول: سبحان الله والحمد لله [ولا إله إلا الله] ولكن ذكر الله عند ما أحل له وذكر الله
عند ما حرم عليه (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14291] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب في عهده إلى الأشتر النخعي:...
أنصف الله وأنصف الناس من نفسك ومن خاصة أهلك ومن لك فيه



(1) الكافي: 2 / 144 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 146 ح 12.
(3) الكافي: 2 / 144 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 145 ح 9.
357
هوى من رعيتك... الكتاب (1).
قد مر منا مرارا إن لهذا العهد الشريف سند معتبر، وراجع بحث الانصاف في
مختلف سطوره.
[14292] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الإنصاف زين الإمرة (2).
[14293] 10 - وعنه (عليه السلام): أجود السيرة أن تنصف من الناس ولا تعاملهم به (3).
[14294] 11 - وعنه (عليه السلام): أعدل الناس من أنصف من ظلمه (4).
[14295] 12 - وعنه (عليه السلام): أنصف الناس من أنصف من نفسه من غير حاكم عليه (5).
[14296] 13 - وعنه (عليه السلام): بالنصفة تدوم الوصلة (6).
[14297] 14 - وعنه (عليه السلام): زكاة القدرة الإنصاف (7).
[14298] 15 - وعنه (عليه السلام): على الإنصاف ترسخ المودة (8).
[14299] 16 - وعنه (عليه السلام): عامل سائر الناس بالإنصاف وعامل المؤمنين بالإيثار (9).
[14300] 17 - وعنه (عليه السلام): من أنصف أنصف (10).
[14301] 18 - وعنه (عليه السلام): من عدم إنصافه لم يصحب (11).
[14302] 19 - وعنه (عليه السلام): من لم ينصف المظلوم من الظالم سلبه الله قدرته (12).
[14303] 20 - وعنه (عليه السلام): لا تعامل من لا تقدر على الانتصاف منه (13).



(1) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(2) غرر الحكم: ح 923 و 3171 و 3186 و 3345 و 4190 و 5448 و 6190 و 6341 و 7692 و 8114 و 8966 و 10184.
(3) غرر الحكم: ح 923 و 3171 و 3186 و 3345 و 4190 و 5448 و 6190 و 6341 و 7692 و 8114 و 8966 و 10184.
(4) غرر الحكم: ح 923 و 3171 و 3186 و 3345 و 4190 و 5448 و 6190 و 6341 و 7692 و 8114 و 8966 و 10184.
(5) غرر الحكم: ح 923 و 3171 و 3186 و 3345 و 4190 و 5448 و 6190 و 6341 و 7692 و 8114 و 8966 و 10184.
(6) غرر الحكم: ح 923 و 3171 و 3186 و 3345 و 4190 و 5448 و 6190 و 6341 و 7692 و 8114 و 8966 و 10184.
(7) غرر الحكم: ح 923 و 3171 و 3186 و 3345 و 4190 و 5448 و 6190 و 6341 و 7692 و 8114 و 8966 و 10184.
(8) غرر الحكم: ح 923 و 3171 و 3186 و 3345 و 4190 و 5448 و 6190 و 6341 و 7692 و 8114 و 8966 و 10184.
(9) غرر الحكم: ح 923 و 3171 و 3186 و 3345 و 4190 و 5448 و 6190 و 6341 و 7692 و 8114 و 8966 و 10184.
(10) غرر الحكم: ح 923 و 3171 و 3186 و 3345 و 4190 و 5448 و 6190 و 6341 و 7692 و 8114 و 8966 و 10184.
(11) غرر الحكم: ح 923 و 3171 و 3186 و 3345 و 4190 و 5448 و 6190 و 6341 و 7692 و 8114 و 8966 و 10184.
(12) غرر الحكم: ح 923 و 3171 و 3186 و 3345 و 4190 و 5448 و 6190 و 6341 و 7692 و 8114 و 8966 و 10184.
(13) غرر الحكم: ح 923 و 3171 و 3186 و 3345 و 4190 و 5448 و 6190 و 6341 و 7692 و 8114 و 8966 و 10184.
358
النصيب
[14304] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن معلى بن محمد، عن الحسن
ابن علي الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من
أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب ومن أراد به خير الآخرة أعطاه
الله خير الدنيا والآخرة (1).
[14305] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه،
عن عبد الله بن المغيرة، عن ابن مسكان، عن عبد الرحيم بن روح القصير، عن
أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه
أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) (2) فيمن نزلت فقال:
نزلت في الإمرة، إن هذه الآية جرت في ولد الحسين (عليه السلام) من بعده فنحن أولى بالأمر
وبرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من المؤمنين والمهاجرين والأنصار، قلت: فولد جعفر لهم فيها
نصيب؟ قال: لا، قلت: فلولد العباس فيها نصيب؟ فقال: لا، فعددت عليه بطون
بني عبد المطلب كل ذلك يقول: لا، قال: ونسيت ولد الحسن (عليه السلام) فدخلت بعد ذلك
عليه، فقلت له: هل لولد الحسن (عليه السلام) فيها نصيب؟ فقال: لا، والله يا عبد الرحيم
ما لمحمدي فيها نصيب غيرنا (3).



(1) الكافي: 1 / 46 ح 2.
(2) سورة الأحزاب: 6.
(3) الكافي: 1 / 288 ح 2.
359
الرواية حسنة سندا.
[14306] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن علي بن الحكم، عن
أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله وأبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا حاجة لله فيمن ليس له في ماله وبدنه نصيب (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14307] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أتى بطعام حار جدا فقال: ما كان الله عز وجل
ليطعمنا النار، أقروه حتى يبرد ويمكن، فإنه طعام ممحوق البركة وللشيطان فيه
نصيب (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14308] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن
داود الحمار، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ثلاثة
لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من ادعى إمامة من الله ليست
له، ومن جحد إماما من الله، ومن زعم أن لهما في الإسلام نصيبا (3).
[14309] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن رجل، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من أراد أن يحبل له فليصل
ركعتين بعد الجمعة يطيل فيهما الركوع والسجود ثم يقول: «اللهم إني أسألك بما سألك
به زكريا إذ قال: رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين، اللهم هب لي ذرية طيبة
إنك سميع الدعاء، اللهم باسمك استحللتها وفي أمانتك أخذتها فإن قضيت في رحمها



(1) الكافي: 2 / 256 ح 21.
(2) الكافي: 6 / 322 ح 2.
(3) الكافي: 1 / 373 ح 4.
360
ولدا فاجعله غلاما ولا تجعل للشيطان فيه نصيبا ولا شركا» (1).
روى الكليني أيضا مثلها في الكافي: 6 / 8 ح 3.
[14310] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب
الخزاز، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا دخلت بأهلك فخذ بناصيتها
واستقبل القبلة وقل: «اللهم بأمانتك أخذتها وبكلماتك استحللتها فإن قضيت لي
منها ولدا فاجعله مباركا تقيا من شيعة آل محمد ولا تجعل للشيطان فيه شركا ولا
نصيبا» (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14311] 8 - الصدوق، عن محمد بن علي بن بشار، عن المظفر بن أحمد، وعلي بن
محمد بن سليمان معا، عن علي بن جعفر البغدادي، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن
الحسن بن راشد، عن علي بن سالم، عن أبيه قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد
الصادق (عليه السلام): أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يجلس إلى غال فيستمع إلى
حديثه ويصدقه على قوله، إن أبي حدثني عن أبيه عن جده أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
قال: صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الإسلام: الغلاة والقدرية (3).
[14312] 9 - الصدوق رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: صنفان من أمتي لا نصيب لهما
في الإسلام: الناصب لأهل بيتي حربا، وغال في الدين مارق منه (4).
[14313] 10 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن أحمد بن عبد الله بن محمد
ابن عمار الثقفي، عن علي بن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن محمد بن جعفر بن محمد



(1) الكافي: 3 / 482 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 500 ح 2.
(3) الخصال: 1 / 72 ح 109.
(4) الفقيه: 3 / 408 ح 4425.
361
قال: حدثنا معتب مولانا قال: حدثني عمر بن علي بن الحسين قال: سمعت محمد بن
أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر يحدث عن أبيه عن جده محمد بن عمار بن ياسر
قال: سمعت أبا ذر جندب بن جنادة يقول: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخذ بيد علي بن
أبي طالب (عليه السلام) فقال له: يا علي أنت أخي وصفيي ووصيي ووزيري وأميني، مكانك
مني في حياتي وبعد موتي كمكان هارون من موسى إلا أنه لا نبي معي، من مات وهو
يحبك ختم الله عز وجل له بالأمن والإيمان ومن مات وهو يبغضك لم يكن له في الإسلام
نصيب (1).



(1) أمالي الطوسي: المجلس العشرون ح 3 / 544 الرقم 1167.
362
النصيحة
[14314] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد
جميعا، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما نظر الله عز وجل إلى ولي له يجهد نفسه بالطاعة لإمامه
والنصيحة إلا كان معنا في الرفيق الأعلى (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14315] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن معاوية
ابن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة له في المشهد
والمغيب (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14316] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أعظم الناس منزلة عند الله يوم
القيامة أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14317] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد
ابن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام):



(1) الكافي: 1 / 404 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 208 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 208 ح 5.
363
أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خطب الناس في مسجد الخيف فقال: نضر الله عبدا سمع مقالتي
فوعاها وحفظها وبلغها من لم يسمعها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى
من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله،
والنصيحة لأئمة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، فإن دعوتهم محيطة من ورائهم،
المسلمون اخوة تتكافى دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم.
ورواه أيضا عن حماد بن عثمان، عن أبان، عن ابن أبي يعفور مثله وزاد فيه: وهم يد
على من سواهم، وذكر في حديثه أنه خطب في حجة الوداع بمنى في مسجد الخيف (1).
الرواية صحيحة الإسناد بسنديها.
[14318] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عمرو بن شمر،
عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لينصح الرجل منكم أخاه
كنصيحته لنفسه (2).
[14319] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري،
عن سفيان بن عيينة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: عليكم بالنصح لله في خلقه
فلن تلقاه بعمل أفضل منه (3).
الرواية معتبرة الإسناد. ورواها أيضا في الكافي: 2 / 164 ح 3.
[14320] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان
ابن عيسى، عن سماعة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أيما مؤمن مشى في حاجة
أخيه فلم يناصحه فقد خان الله ورسوله (4).
الرواية موثقة سندا.



(1) الكافي: 1 / 403 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 208 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 208 ح 6.
(4) الكافي: 2 / 362 ح 2.
364
[14321] 8 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنسك الناس نسكا أنصحهم جيبا
وأسلمهم قلبا لجميع المسلمين (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14322] 9 - الصدوق، عن الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن نضر بن علي الجهضمي،
عن علي بن جعفر، عن أخيه (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أسبغ وضوءه وأحسن صلاته وأدى زكاة ماله وخزن لسانه
وكف غضبه واستغفر لذنبه وأدى النصيحة لأهل بيت رسوله فقد استكمل حقائق
الإيمان وأبواب الجنة مفتحة له (2).
[14323] 10 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن السعدآبادي، عن البرقي، عن أبيه
رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: خمس من خمسة محال: النصيحة من الحاسد محال،
والشفقة من العدو محال، والحرمة من الفاسق محال، والوفا من المرأة محال، والهيبة
من الفقير محال (3).
[14324] 11 - الصدوق، عن عبد الرحمن بن محمد بن خالد البلخي، عن العباس
ابن طاهر بن ظهير وكان من الأفاضل، عن نصر بن الأصبغ بن منصور، عن موسى
ابن هلال، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن تميم الدراي قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من يضمن لي خمسا أضمن له الجنة، قيل: وما هي يا رسول الله؟
قال: النصيحة لله عز وجل والنصيحة لرسوله والنصيحة لكتاب الله والنصيحة لدين الله
والنصيحة لجماعة المسلمين (4).



(1) الكافي: 2 / 163 ح 2.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والخمسون ح 1 / 412 الرقم 534.
(3) الخصال: 1 / 269 ح 5.
(4) الخصال: 1 / 294 ح 60.
365
[14325] 12 - الصدوق، عن أبيه، عن الحميري، عن الريان بن الصلت قال: جاء
قوم بخراسان إلى الرضا (عليه السلام) فقالوا: إن قوما من أهل بيتك يتعاطون أمورا قبيحة فلو
نهيتهم عنها، فقال: لا أفعل، فقيل: ولم؟ فقال: لأني سمعت أبي يقول: النصيحة
خشنة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14326] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في بعض خطبه:... أيها
الناس إن لي عليكم حقا ولكم علي حق، فأما حقكم علي فالنصيحة لكم وتوفير
فيئكم عليكم وتعليمكم كيلا تجهلوا وتأديبكم كيما تعلموا، وأما حقي عليكم فالوفاء
بالبيعة والنصيحة في المشهد والمغيب والإجابة حين أدعوكم والطاعة حين
آمركم (2).
[14327] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: انتفعوا ببيان الله واتعظوا
بمواعظ الله واقبلوا نصيحة الله فإن الله قد أعذر إليكم بالجلية وأخذ عليكم الحجة
وبين لكم محابه من الأعمال ومكارهه منها لتتبعوا هذه وتجتنبوا هذه، فإن رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول: إن الجنة حفت بالمكاره وإن النار حفت بالشهوات...
الخطبة (3).
[14328] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في الصالحين من أصحابه:
أنتم الأنصار على الحق والإخوان في الدين والجنن يوم البأس والبطانة دون الناس.
بكم أضرب المدبر وأرجو طاعة المقبل، فأعينوني بمناصحة خلية من الغش، سليمة
من الريب، فوالله إني لأولى الناس بالناس (4).



(1) علل الشرايع: 581 ح 17، ونقل عنه في بحار الأنوار: 49 / 232 ح 19 طبع بيروت.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 34.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 176.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 118.
366
[14329] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال بعد ليلة الهرير:... واقبلوا
النصيحة ممن أهداها إليهم واعقلوها على أنفسكم (1).
[14330] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ليست الروية كالمعاينة
مع الإبصار فقد تكذب العيون أهلها ولا يغش العقل من استنصحه (2).
[14331] 18 - الطوسي، عن المفيد، عن علي بن خالد، عن أحمد بن إسماعيل بن
ماهان، عن زكريا بن يحيى، عن بندار بن عبد الرحمن، عن سفيان، عن سهل بن
الجراح، عن عطاء بن زيد، عن تميم الرازي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الدين
نصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولكتابه وللأئمة في الدين ولجماعة
المسلمين (3).
[14332] 19 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: ثلاث خصال تجب
للملوك على أصحابهم ورعيتهم: الطاعة لهم، والنصيحة لهم في المغيب والمشهد،
والدعاء بالنصر والصلاح (4).
في المطبوع من الكتاب «خلال» بدل «خصال» وفيه تصحيف ظاهر.
[14333] 20 - الكراجكي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إمحض أخاك
بالنصيحة حسنة كانت أم قبيحة، ساعده على كل حال وزل معه حيث زال، لا
تطلبن منه المجازاة فإنها من شيم الدناة (5).
[14334] 21 - الديلمي رفعه إلى علي بن محمد الهادي (عليه السلام) أنه قال للمتوكل في جواب
كلام دار بينهما: لا تطلب الصفاء ممن كدرت عليه ولا الوفاء ممن غدرت به ولا النصح



(1) نهج البلاغة: الخطبة 121.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 281.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الثالث ح 34 / 84 الرقم 125.
(4) تحف العقول: 319.
(5) كنز الفوائد: 1 / 93.
367
ممن صرفت سوء ظنك إليه، فإنما قلب غيرك لك كقلبك له (1).
[14335] 22 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: النصيحة تثمر الود (2).
[14336] 23 - وعنه (عليه السلام): ابذل لصديقك نصحك ولمعارفك معونتك ولكافة الناس
بشرك (3).
[14337] 24 - وعنه (عليه السلام): أشفق الناس عليك أعونهم لك على صلاح نفسك وأنصحهم
لك في دينك (4).
[14338] 25 - وعنه (عليه السلام): إن أنصح الناس أنصحهم لنفسه وأطوعهم لربه (5).
[14339] 26 - وعنه (عليه السلام): كيف ينتفع بالنصيحة من يلتذ بالفضيحة (6).
[14340] 27 - وعنه (عليه السلام): من بصرك عيبك فقد نصحك (7).
[14341] 28 - وعنه (عليه السلام): من نصحك اشفق عليك (8).
[14342] 29 - وعنه (عليه السلام): من قبل النصيحة أمن من الفضيحة (9).
[14343] 30 - وعنه (عليه السلام): من عصى نصيحة نصر ضده (10).
[14344] 31 - وعنه (عليه السلام): من نصح نفسه كان جديرا بنصح غيره (11).
[14345] 32 - وعنه (عليه السلام): من تاجرك في النصح كان شريكك في الربح (12).
[14346] 33 - وعنه (عليه السلام): من لم ينصحك في صداقته فلا تعذره (13).
[14347] 34 - وعنه (عليه السلام): من أكبر التوفيق الأخذ بالنصيحة (14).
[14348] 35 - وعنه (عليه السلام): من أحسن الدين النصح (15).
[14349] 36 - وعنه (عليه السلام): ما أخلص المودة من لم ينصح (16).
[14350] 37 - وعنه (عليه السلام): مرارة النصح أنفع من حلاوة الغش (17).



(1) أعلام الدين: 312.
(2) غرر الحكم: ح 843 و 2466 و 3373 و 3515 و 7008 و 7765 و 7923 و 8444 و 8355 و 9043 و 9053 و 9151 و 9305 و 9378 و 9580 و 9799.
(3) غرر الحكم: ح 843 و 2466 و 3373 و 3515 و 7008 و 7765 و 7923 و 8444 و 8355 و 9043 و 9053 و 9151 و 9305 و 9378 و 9580 و 9799.
(4) غرر الحكم: ح 843 و 2466 و 3373 و 3515 و 7008 و 7765 و 7923 و 8444 و 8355 و 9043 و 9053 و 9151 و 9305 و 9378 و 9580 و 9799.
(5) غرر الحكم: ح 843 و 2466 و 3373 و 3515 و 7008 و 7765 و 7923 و 8444 و 8355 و 9043 و 9053 و 9151 و 9305 و 9378 و 9580 و 9799.
(6) غرر الحكم: ح 843 و 2466 و 3373 و 3515 و 7008 و 7765 و 7923 و 8444 و 8355 و 9043 و 9053 و 9151 و 9305 و 9378 و 9580 و 9799.
(7) غرر الحكم: ح 843 و 2466 و 3373 و 3515 و 7008 و 7765 و 7923 و 8444 و 8355 و 9043 و 9053 و 9151 و 9305 و 9378 و 9580 و 9799.
(8) غرر الحكم: ح 843 و 2466 و 3373 و 3515 و 7008 و 7765 و 7923 و 8444 و 8355 و 9043 و 9053 و 9151 و 9305 و 9378 و 9580 و 9799.
(9) غرر الحكم: ح 843 و 2466 و 3373 و 3515 و 7008 و 7765 و 7923 و 8444 و 8355 و 9043 و 9053 و 9151 و 9305 و 9378 و 9580 و 9799.
(10) غرر الحكم: ح 843 و 2466 و 3373 و 3515 و 7008 و 7765 و 7923 و 8444 و 8355 و 9043 و 9053 و 9151 و 9305 و 9378 و 9580 و 9799.
(11) غرر الحكم: ح 843 و 2466 و 3373 و 3515 و 7008 و 7765 و 7923 و 8444 و 8355 و 9043 و 9053 و 9151 و 9305 و 9378 و 9580 و 9799.
(12) غرر الحكم: ح 843 و 2466 و 3373 و 3515 و 7008 و 7765 و 7923 و 8444 و 8355 و 9043 و 9053 و 9151 و 9305 و 9378 و 9580 و 9799.
(13) غرر الحكم: ح 843 و 2466 و 3373 و 3515 و 7008 و 7765 و 7923 و 8444 و 8355 و 9043 و 9053 و 9151 و 9305 و 9378 و 9580 و 9799.
(14) غرر الحكم: ح 843 و 2466 و 3373 و 3515 و 7008 و 7765 و 7923 و 8444 و 8355 و 9043 و 9053 و 9151 و 9305 و 9378 و 9580 و 9799.
(15) غرر الحكم: ح 843 و 2466 و 3373 و 3515 و 7008 و 7765 و 7923 و 8444 و 8355 و 9043 و 9053 و 9151 و 9305 و 9378 و 9580 و 9799.
(16) غرر الحكم: ح 843 و 2466 و 3373 و 3515 و 7008 و 7765 و 7923 و 8444 و 8355 و 9043 و 9053 و 9151 و 9305 و 9378 و 9580 و 9799.
(17) غرر الحكم: ح 843 و 2466 و 3373 و 3515 و 7008 و 7765 و 7923 و 8444 و 8355 و 9043 و 9053 و 9151 و 9305 و 9378 و 9580 و 9799.
368
[14351] 38 - وعنه (عليه السلام): مناصحك مشفق عليك، محسن إليك، ناظر في عواقبك،
مستدرك فوارطك، ففي طاعته رشادك وفي مخالفته فسادك (1).
[14352] 39 - وعنه (عليه السلام): لا خير في قوم ليسوا بناصحين ولا يحبون الناصحين (2).
[14353] 40 - الشهيد رفعه إلى علي بن الحسين (عليه السلام) أنه قال: كثرة النصح تدعوا إلى
التهمة (3).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع الكافي: 1 / 403 و 2 / 163 و
208، والوافي: 5 / 985، وبحار الأنوار: 72 / 65، وجامع أحاديث الشيعة:
16 / 180، وكتابنا ألف حديث في المؤمن: 326 وغيرها من كتب الأخبار.



(1) غرر الحكم: ح 9839.
(2) غرر الحكم: ح 10884.
(3) الدرة الباهرة: 26.
369
النظافة
[14354] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن
جميل بن صالح، عن الأحول، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: في الرجل يطأ على الموضع
الذي ليس بنظيف ثم يطأ بعده مكانا نظيفا، قال: لا بأس إذا كان خمسة عشر ذراعا
أو نحو ذلك (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14355] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن هشام بن الحكم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ليتزين أحدكم يوم
الجمعة يغتسل ويتطيب ويسرح لحيته ويلبس أنظف ثيابه وليتهيأ للجمعة وليكن
عليه في ذلك اليوم السكينة والوقار وليحسن عبادة ربه وليفعل الخير ما استطاع فإن
الله يطلع على أهل الأرض ليضاعف الحسنات (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14356] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
إبراهيم، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يعجبه أن
يشرب في الإناء الشامي وكان يقول: هو أنظف آنيتكم (3).



(1) الكافي: 3 / 38 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 417 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 386 ح 8.
370
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[14357] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى،
عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): النظيف من الثياب يذهب الهم والحزن وهو طهور للصلاة (1).
[14358] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن سماعة، عن
أبي عبد الله في حديث جنود العقل والجهل:... النظافة وضدها القذر...
الحديث (2).
[14359] 6 - الصدوق بإسناده إلى علل محمد بن سنان، عن الرضا (عليه السلام) أنه كتب في
جواب مسائله: علة غسل الجنابة النظافة لتطهير الإنسان مما أصاب أذاه وتطهير
سائر جسده لأن الجنابة خارجة من كل جسده، فلذلك وجب عليه تطهير جسده
كله، الحديث (3).
[14360] 7 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (عليه السلام) أنه قال:
نظفوا ساحاتكم، فإن اليهود أنتن الناس ساحة (4).
[14361] 8 - الحسن بن الفضل الطبرسي رفعه عن الرضا (عليه السلام) أنه قال: أربع من
أخلاق الأنبياء: التطيب والتنظيف بالموسى وحلق الجسد بالنورة وكثرة
الطروقة (5).
[14362] 9 - الحسن بن الفضل الطبرسي نقلا من كتاب طب الأئمة، عن الصادق (عليه السلام)



(1) الكافي: 6 / 444 ح 14.
(2) الكافي: 1 / 22.
(3) الفقيه: 1 / 76 ح 171.
(4) جامع الأحاديث: 125.
(5) مكارم الأخلاق: 63.
371
أنه قال: التنظف بالموسى في كل سبع وبالنورة في كل خمسة عشر يوما (1).
[14363] 10 - المجلسي رفعه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: تخللوا، فإنه من النظافة
والنظافة من الإيمان والإيمان مع صاحبه في الجنة (2).



(1) مكارم الأخلاق: 59.
(2) بحار الأنوار: 59 / 291.
372
النظر
[14364] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن
إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد الحناط قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (وبالوالدين احسانا) (1) ما هذا الإحسان؟
فقال: الإحسان أن تحسن صحبتهما وأن لا تكلفهما أن يسألاك شيئا مما يحتاجان إليه
وإن كانا مستغنيين أليس يقول الله عز وجل: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما
تحبون) (2)؟ قال: ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): وأما قول الله عز وجل (إما يبلغن عندك
الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما) قال: إن أضجراك فلا تقل
لهما: أف ولا تنهرهما إن ضرباك، قال: (وقل لهما قولا كريما) (3) قال: إن ضرباك
فقل لهما: غفر الله لكما، فذلك منك قول كريم قال: (واخفض لهما جناح الذل من
الرحمة) (4) قال: لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برحمة ورقة ولا ترفع صوتك فوق
أصواتهما ولا يدك فوق أيديهما ولا تقدم قدامهما (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14365] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن يحيى بن إبراهيم



(1) سورة الاسراء: 23.
(2) سورة آل عمران: 92.
(3) سورة الاسراء: 23.
(4) سورة الإسراء: 24.
(5) الكافي: 2 / 157 ح 1.
373
ابن أبي البلاد السلمي، عن أبيه، عن جده، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لو علم الله
شيئا أدنى من أف لنهى عنه وهو من أدنى العقوق، ومن العقوق أن ينظر الرجل إلى
والديه فيحد النظر إليهما (1).
[14366] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن
المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن معاوية بن وهب، عن إسحاق بن عمار، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك إني أحفظ القرآن على ظهر قلبي فأقرأه
على ظهر قلبي أفضل أو أنظر في المصحف؟ قال: فقال لي: بل اقرأه وانظر في
المصحف فهو أفضل أما علمت أن النظر في المصحف عبادة (2).
[14367] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: النظر إلى الكعبة عبادة والنظر إلى الوالدين عبادة والنظر إلى
الإمام عبادة، وقال: من نظر إلى الكعبة كتبت له حسنة ومحيت عنه عشر
سيئات (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14368] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن المرأة المسلمة
يصيبها البلاء في جسدها إما كسر أو جراح في مكان لا يصلح النظر إليه ويكون
الرجال أرفق بعلاجه من النساء أيصلح له أن ينظر إليها؟ قال: إذا اضطرت إليه
فيعالجها إن شاءت (4).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 349 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 613 ح 5.
(3) الكافي: 4 / 240 ح 5.
(4) الكافي: 5 / 534 ح 1.
374
[14369] 6 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران، عمن
ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام)، ويزيد بن حماد، وغيره، عن أبي جميلة، عن أبي جعفر،
وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: ما من أحد إلا وهو يصيب حظا من الزنا، فزنا العينين النظر،
وزنا الفم القبلة، وزنا اليدين اللمس، صدق الفرج ذلك أم كذب (1).
[14370] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن علي
ابن عقبة، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: النظر سهم من سهام
إبليس مسموم وكم من نظرة أورثت حسرة طويلة (2).
رويها الصدوق في عقاب الأعمال: 314.
[14371] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن محمد القاساني،
عن أبي أيوب المديني، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام): إن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يعجبه النظر إلى الأترج الأخضر والتفاح الأحمر (3).
[14372] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن غير واحد،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: النظر إلى عورة من ليس بمسلم مثل نظرك إلى عورة
الحمار (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14373] 10 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه: من ابتلى بالقضاء
فليواس بينهم في الإشارة وفي النظر وفي المجلس (5).



(1) الكافي: 5 / 559 ح 11.
(2) الكافي: 5 / 559 ح 12.
(3) الكافي: 6 / 360 ح 6.
(4) الكافي: 6 / 501 ح 27.
(5) الكافي: 7 / 413 ح 3.
375
الرواية معتبرة الإسناد.
[14374] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الرجل يريد أن
يتزوج المرأة أينظر إليها؟ قال: نعم إنما يشتريها بأغلا الثمن (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14375] 12 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، وحماد
بن عثمان، وحفص بن البختري كلهم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا بأس بأن ينظر إلى
وجهها ومعاصمها إذا أراد أن يتزوجها (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14376] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رجل،
عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الرجل ينظر إلى امرأته وهي عريانة،
قال: لا بأس بذلك وهل اللذة إلا ذلك (3).
[14377] 14 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن سيف بن عميرة، عن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: استقبل شاب من
الأنصار امرأة بالمدينة وكان النساء يتقنعن خلف آذانهن فنظر إليها وهي مقبلة فلما
جازت نظر إليها ودخل في زقاق قد سماه ببني فلان فجعل ينظر خلفها واعترض
وجهه عظم في الحائط أو زجاجة فشق وجهه فلما مضت المرأة نظر فإذا الدماء تسيل
على صدره وثوبه فقال: والله لآتين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولأخبرنه، قال: فأتاه فلما رآه
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال له: ما هذا؟ فأخبره، فهبط جبرئيل (عليه السلام) بهذه الآية (قل



(1) الكافي: 5 / 365 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 365 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 497 ح 6.
376
للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما
يصنعون) (1) (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14378] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا حرمة لنساء أهل الذمة أن ينظر
إلى شعورهن وأيديهن (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14379] 16 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض العراقيين،
عن محمد المثنى، عن أبيه، عن عثمان بن يزيد، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
لعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجلا ينظر إلى فرج امرأة لا تحل له ورجلا خان أخاه في امرأته
ورجلا يحتاج الناس إلى نفعه فسألهم الرشوة (4).
[14380] 17 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد
ابن عبد الله، عن محمد بن جعفر، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يدخل الرجل مع ابنه الحمام فينظر إلى عورته، وقال: ليس
للوالدين أن ينظرا إلى عورة الولد وليس للولد أن ينظر إلى عورة الوالد، وقال: لعن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الناظر والمنظور إليه في الحمام بلا مئزر (5).
[14381] 18 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن جميل بن دراج، عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)



(1) سورة النور: 31.
(2) الكافي: 5 / 521 ح 5.
(3) الكافي: 5 / 524 ح 1.
(4) الكافي: 5 / 559 ح 14.
(5) الكافي: 6 / 503 ح 36.
377
عن الذراعين من المرأة أهما من الزينة التي قال الله تبارك وتعالى: (ولا يبدين
زينتهن إلا لبعولتهن) (1)؟ قال: نعم وما دون الخمار من الزينة وما دون
السوارين (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14382] 19 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
خالد، والحسين بن سعيد، عن القاسم بن عروة، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى (إلا ما ظهر منها) (3) قال: الزينة
الظاهرة: الكحل والخاتم (4).
الرواية حسنة سندا.
[14383] 20 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد
الأشعري، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن عبيد الله الدهقان، عن درست، عن
إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: ثلاثة يجلين البصر: النظر
إلى الخضرة، والنظر إلى الماء الجاري، والنظر إلى الوجه الحسن (5).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14384] 21 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن محمد بن أبي القاسم، عن البرقي، عن
محمد بن علي الأنصاري، عن عبد الله بن محمد، عن عبد الله بن سنان، عن
الصادق (عليه السلام) قال: من دخل الحمام فغض طرفه عن النظر إلى عورة أخيه آمنه الله من
الحميم يوم القيامة (6).



(1) سورة النور: 32.
(2) الكافي: 5 / 520 ح 1.
(3) سورة النور: 32.
(4) الكافي: 5 / 521 ح 3.
(5) الخصال: 1 / 92 ح 35.
(6) ثواب الأعمال: 36.
378
[14385] 22 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن
علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قال:
النظر إلى ذريتنا عبادة، فقيل له: يا بن رسول الله النظر إلى الأئمة منكم عبادة أو النظر
إلى جميع ذرية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: بل النظر إلى جميع ذرية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عبادة ما لم
يفارقوا منهاجه ولم يتلوثوا بالمعاصي (1).
[14386] 23 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) أنه قال: نظر المؤمن
في وجه أخيه المؤمن للمودة والمحبة له عبادة (2).
[14387] 24 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
نظر المؤمن في وجه أخيه حبا له عبادة (3).
[14388] 25 - القمي بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: النظر إلى الكعبة حبا لها
عبادة ويهدم الخطايا هدما (4).
[14389] 26 - القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: النظر في المصحف من
غير قراءة عبادة، والنظر إلى البحر عبادة، والنظر إلى علي (عليه السلام) عبادة، والنظر إلى
ولديه الحسن والحسين (عليهما السلام) عبادة، والنظر إلى وجه العالم عبادة (5).
[14390] 27 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:... فإنما البصير من سمع
فتفكر ونظر فأبصر وانتفع بالعبر... الخطبة (6).
[14391] 28 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كان جالسا في أصحابه، فمرت



(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 51 ح 196.
(2) تحف العقول: 282.
(3) جامع الأحاديث: 123.
(4) جامع الأحاديث: 126.
(5) جامع الأحاديث: 126.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 153.
379
بهم امرأة جميلة فرمقها القوم بأبصارهم فقال (عليه السلام): إن أبصار هذه الفحول طوامح وإن
ذلك سبب هبابها، فإذا نظر أحدكم إلى امرأة تعجبه فليلامس أهله، فإنما هي امرأة
كامرأته.
فقال رجل من الخوارج: قاتله الله كافرا ما أفقهه، فوثب القوم ليقتلوه.
فقال (عليه السلام): رويدا إنما هو سب بسب أو عفو عن ذنب (1).
طمح البصر: إذا ارتفع، هبابها: يعني هيجان هذه الفحول لملامسة الأنثى.
[14392] 29 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن محمد بن معاذ بن سعيد،
عن أحمد بن المنذر، عن عبد الوهاب بن همام، عن أبيه همام بن نافع، عن همام بن
منبه، عن حجر المذري قال: قدمت مكة وبها أبو ذر جندب بن جنادة وقدم في ذلك
العام عمر بن الخطاب حاجا ومعه طائفة من المهاجرين والأنصار فيهم علي بن
أبي طالب (عليه السلام)، فبينا أنا في المسجد الحرام مع أبي ذر جالس إذ مر بنا علي ووقف
يصلي بإزائنا، فرماه أبو ذر ببصره فقلت: رحمك الله يا أبا ذر إنك لتنظر إلى علي (عليه السلام)
فما تقلع عنه؟ قال: إني أفعل ذلك وقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: النظر إلى علي
ابن أبي طالب عبادة والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة والنظر في الصحيفة يعني
صحيفة القرآن عبادة والنظر إلى الكعبة عبادة (2).
[14393] 30 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن محمد بن جعفر الرزاز،
عن أيوب بن نوح، عن صفوان، عن العلاء، عن محمد، عن الصادق (عليه السلام)، عن
آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): النظر إلى العالم عبادة والنظر إلى الإمام المقسط
عبادة والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة والنظر إلى الأخ توده في الله عزو جل
عبادة (3).



(1) نهج البلاغة: الحكمة 420.
(2) أمالي الطوسي: المجلس السادس عشر ح 22 / 454 الرقم 1016.
(3) أمالي الطوسي: المجلس السادس عشر ح 21 / 454 الرقم 1015.
380
[14394] 31 - السيد فضل الله الراوندي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: النظر
في وجه العالم حبا له عبادة (1).
[14395] 32 - ابن فهد الحلي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: جلوس ساعة عند العلماء
أحب إلى الله من عبادة ألف سنة، والنظر إلى العالم أحب إلى الله من اعتكاف سنة في
البيت الحرام، وزيارة العلماء أحب إلى الله تعالى من سبعين طوافا حول البيت وأفضل
من سبعين حجة وعمرة مبرورة مقبولة ورفع الله تعالى له سبعين درجة وأنزل الله عليه
الرحمة وشهدت له الملائكة أن الجنة وجبت له (2).
[14396] 33 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: العين رائد الفتن (3).
[14397] 34 - وعنه (عليه السلام): العين بريد القلب (4).
[14398] 35 - وعنه (عليه السلام): العيون مصائد الشيطان (5).
[14399] 36 - وعنه (عليه السلام): ذهاب النظر خير من النظر إلى ما يوجب الفتنة (6).
[14400] 37 - وعنه (عليه السلام): عمى البصر خير من كثير من النظر (7).
[14401] 38 - وعنه (عليه السلام): في كل نظرة عبرة (8).
[14402] 39 - وعنه (عليه السلام): كم من نظرة جلبت حسرة (9).
[14403] 40 - وعنه (عليه السلام): نعم صارف الشهوات غض الأبصار (10).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر مما ذكرنا لك فراجع كتاب النكاح
من كتب الأخبار.



(1) النوادر: 110 ح 94.
(2) عدة الداعي: 66. ونقل عنه في جامع أحاديث الشيعة: 16 / 236.
(3) غرر الحكم: ح 365 و 367 و 950 و 5183 و 6307 و 4459 و 6941 و 9924.
(4) غرر الحكم: ح 365 و 367 و 950 و 5183 و 6307 و 4459 و 6941 و 9924.
(5) غرر الحكم: ح 365 و 367 و 950 و 5183 و 6307 و 4459 و 6941 و 9924.
(6) غرر الحكم: ح 365 و 367 و 950 و 5183 و 6307 و 4459 و 6941 و 9924.
(7) غرر الحكم: ح 365 و 367 و 950 و 5183 و 6307 و 4459 و 6941 و 9924.
(8) غرر الحكم: ح 365 و 367 و 950 و 5183 و 6307 و 4459 و 6941 و 9924.
(9) غرر الحكم: ح 365 و 367 و 950 و 5183 و 6307 و 4459 و 6941 و 9924.
(10) غرر الحكم: ح 365 و 367 و 950 و 5183 و 6307 و 4459 و 6941 و 9924.
381
نعم
[14404] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد
ابن محمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم وزير الإيمان العلم ونعم وزير العلم الحلم ونعم وزير الحلم
الرفق ونعم وزير الرفق الصبر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14405] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، وعلي بن النعمان، عن عمار بن مروان، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: نعم الجرعة الغيظ لمن صبر عليها فإن عظيم الأجر لمن عظيم البلاء وما أحب الله
قوما إلا ابتلاهم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14406] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم،
عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبيدة، عن ثوير، قال:
سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: إن الملائكة إذا سمعوا المؤمن يدعو لأخيه المؤمن
بظهر الغيب أو يذكره بخير قالوا: نعم الأخ أنت لأخيك تدعو له بالخير وهو غائب
عنك وتذكره بخير قد أعطاك الله عز وجل مثلي ما سألت له وأثنى عليك مثلي ما أثنيت



(1) الكافي: 1 / 48 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 109 ح 2.
382
عليه ولك الفضل عليه، وإذا سمعوه يذكر أخاه بسوء ويدعو عليه قالوا له: بئس الأخ
أنت لأخيك كف أيها المستر على ذنوبه وعورته وأربع على نفسك وأحمد الله الذي ستر
عليك واعلم أن الله عز وجل أعلم بعبده منك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14407] 4 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر،
عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): نعم الشيء العطسة تنفع في
الجسد وتذكر بالله عز وجل، قلت: إن عندنا قوما يقولون: ليس لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في
العطسة نصيب، فقال: إن كانوا كاذبين فلا نالهم شافعة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
[14408] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن بعض أصحابنا، عن الحسن بن علي
ابن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: نعم المسجد
مسجد الكوفة صلى فيه ألف نبي وألف وصي ومنه فار التنور وفيه نجرت السفينة،
ميمنته رضوان الله ووسطه روضة من رياض الجنة وميسرته مكر، فقلت لأبي بصير:
ما يعني بقوله مكر؟ قال: يعني منازل السلطان وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقوم على باب
المسجد ثم يرمي بسهمه فيقع في موضع التمارين فيقول: ذاك من المسجد، وكان
يقول: قد نقص من أساس المسجد مثل ما نقص في تربيعه (3).
[14409] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم العون على تقوى الله
الغنى (4).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 508 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 654 ح 8.
(3) الكافي: 3 / 492 ح 3.
(4) الكافي: 5 / 71 ح 1.
383
[14410] 7 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد، عن أبيه، عن صفوان
ابن يحيى، عن ذريح بن يزيد المحاربي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نعم العون الدنيا
على الآخرة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14411] 8 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن شريف بن سابق،
عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) إن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أوحى الله عز وجل
إلى داود (عليه السلام) أنك نعم العبد لو لا أنك تأكل من بيت المال ولا تعمل بيدك شيئا، قال:
فبكى داود (عليه السلام) أربعين صباحا فأوحى الله عز وجل إلى الحديد: أن لن لعبدي داود،
فألان الله عز وجل له الحديد فكان يعمل كل يوم درعا فيبيعها بألف درهم فعمل ثلاثمائة
وستين درعا فباعها بثلاثمائة وستين ألفا واستغنى عن بيت المال (2).
[14412] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: سئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أي المال خير؟ قال: الزرع زرعه صاحبه
وأصلحه وأدى حقه يوم حصاده، قال: فأي المال بعد الزرع خير؟ قال: رجل في
غنم له قد تبع بها مواضع القطر يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، قال: فأي المال بعد الغنم
خير؟ قال: البقر تغدو بخير وتروح بخير، قال: فأي المال بعد البقر خير؟ قال:
الراسيات في الوحل والمطعمات في المحل، نعم الشيء النخل من باعه فإنما ثمنه بمنزلة
رماد على رأس شاهق اشتدت به الريح في يوم عاصف إلا أن يخلف مكانها، قيل:
يا رسول الله فأي المال بعد النخل خير، قال: فسكت، قال: فقام إليه رجل فقال
له: يا رسول الله فأين الإبل؟ قال: فيه الشقاء والجفاء والعناء وبعد الدار تغدو
مدبرة وتروح مدبرة لا يأتي خيرها إلا من جانبها الأشأم أما إنها لا تعدم الأشقياء



(1) الكافي: 5 / 72 ح 8.
(2) الكافي: 5 / 74 ح 5.
384
الفجرة.
وروي أن أبا عبد الله (عليه السلام) قال: الكيمياء الأكبر الزراعة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14413] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم الولد البنات ملطفات مجهزات
مؤنسات مباركات مفليات (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14414] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
أبي همام، عن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: نعم القوت السويق
إن كنت جائعا أمسك وإن كنت شبعانا هضم طعامك (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14415] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن بعض أصحابه، عن عبد الله بن
عبد الرحمن الأصم، عن شعيب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): نعم الإدام الخل يكسر المرة ويطفئ الصفراء ويحيي القلب (4).
الإدام: ما يؤكل بالخبز أي شيء كان.
[14416] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عن المطلب بن زياد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نعم الإدام السمن (5).
الرواية صحيحة الإسناد.



(1) الكافي: 5 / 260 ح 6.
(2) الكافي: 6 / 5 ح 5.
(3) الكافي: 6 / 305 ح 1.
(4) الكافي: 6 / 329 ح 7.
(5) الكافي: 6 / 335 ح 3.
385
[14417] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار،
وغيره، عن يونس، عن هشام بن الحكم، عن زرارة قال: رأيت داية أبي الحسن
موسى (عليه السلام) تلقمه الأرز وتضربه عليه فغمني ما رأيته فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام)،
فقال لي: أحسبك غمك ما رأيت من داية أبي الحسن موسى؟ قلت له: نعم جعلت
فداك، فقال لي: نعم الطعام الأرز يوسع الأمعاء ويقطع البواسير وإنا لنغبط أهل
العراق بأكلهم الأرز والبسر فإنهما يوسعان الأمعاء ويقطعان البواسير (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14418] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى، عمن أخبره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نعم الطعام الأرز وإنا لندخره
لمرضانا (2).
[14419] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نعم البقل الهندباء وليس من ورقه إلا وعليها قطرة من
الجنة فكلوها ولا تنفضوها عند أكلها، قال: وكان أبي (عليه السلام) ينهانا أن ننفضه إذا
أكلناه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14420] 17 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن
عبد الحميد، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: نعم البقلة السلق (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14421] 18 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن علي بن الريان،



(1) الكافي: 6 / 341 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 342 ح 4.
(3) الكافي: 6 / 363 ح 4.
(4) الكافي: 6 / 369 ح 2.
386
عن علي بن محمد المعروف بابن وهبة العبدسي - وهي قرية من قرى واسط - يرفعه
إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نعم الفص البلور (1).
[14422] 19 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن علي بن
حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: فضل البنفسج على
الأدهان كفضل الإسلام على الأديان، نعم الدهن البنفسج ليذهب بالداء من الرأس
والعينين فادهنوا به (2).
[14423] 20 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي
ابن الحكم، عن محمد بن الفيض قال: ذكرت عند أبي عبد الله (عليه السلام) الأدهان، فذكر
البنفسج وفضله، فقال: نعم الدهن البنفسج ادهنوا به فإن فضله على الأدهان كفضلنا
على الناس، والبان دهن ذكر نعم الدهن البان وإنه ليعجبني الخلوق (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[14424] 21 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن عمرو بن أبان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم المال
الشاة (4).
[14425] 22 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
نعم الشيء الهدية بين يدي الحاجة، ونعم الشيء القصد عند الجدة، ونعم الشيء العفو
عند القدرة (5).
القصد: عدم تجاوز الحد والاقتصاد. الجدة: الغنى والثروة.



(1) الكافي: 6 / 472 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 521 ح 5.
(3) الكافي: 6 / 523 ح 1.
(4) الكافي: 6 / 544 ح 2.
(5) جامع الأحاديث: 124.
387
[14426] 23 - وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): نعمت النعمة الصوت الحسن للمرء المسلم (1).
[14427] 24 - وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم للعبد الحجامة، تجلو البصر وتجف الدم (2).
[14428] 25 - وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم الإدام الخل، ما افتقر أهل بيت عندهم خل (3).
[14429] 26 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب في وصيته لنجله
الحسن (عليه السلام):... عود نفسك التصبر على المكروه ونعم الخلق التصبر في الحق...
الوصية (4).
[14430] 27 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: العجز آفة والصبر
شجاعة والزهد ثروة والورع جنة، ونعم القرين الرضى (5).
[14431] 28 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: نعم الطيب المشك،
خفيف محمله عطر ريحه (6).
[14432] 29 - السيد فضل الله الراوندي بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: نعم
شغل [المرأة المؤمنة] المغزل (7).
[14433] 30 - السيد فضل الله الراوندي بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: نعم
الأسماء «عبد الله» و «عبد الرحمن»، الأسماء المعبدة وشرها «همام» و «الحارث»
وأكره «مبارك» و «بشير» و «ميمون» لئلا يقال: ثم مبارك ثم بشير ثم ميمون
فيقال: لا، لا تسموا شهاب، فإن شهاب اسم من أسماء النار (8).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا يجدها المتتبع في كتب الأخبار.



(1) جامع الأحاديث: 124.
(2) جامع الأحاديث: 124.
(3) جامع الأحاديث: 124.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 4.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 397.
(7) النوادر: 214 ح 425.
(8) النوادر: 104 ح 75.
388
النعمة
[14434] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
حسن بن جهم، عن أبي اليقظان، عن عبيد الله بن الوليد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: ثلاث لا يضر معهن شيء: الدعاء عند الكرب، والاستغفار عند الذنب،
والشكر عند النعمة (1).
[14435] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
بعض أصحابنا، عن محمد بن هشام، عن ميسر، عن أبي عبد الله قال: شكر النعمة
اجتناب المحارم، وتمام الشكر قول الرجل الحمد لله رب العالمين (2).
[14436] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن
خلاد قال: سمعت أبا الحسن صلوات الله عليه يقول: من حمد الله على النعمة فقد
شكره وكان الحمد أفضل من تلك النعمة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14437] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن سنان، عن عمار بن مروان، عن سماعة بن مهران قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن
قول الله عز وجل (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) (4) قال: هو العبد يذنب الذنب



(1) الكافي: 2 / 95 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 95 ح 10.
(3) الكافي: 2 / 96 ح 13.
(4) سورة الأعراف: 182.
389
فتجدد له النعمة معه تلهيه تلك النعمة عن الاستغفار من ذلك الذنب (1).
[14438] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، ومحمد بن الحسين، عن
محمد بن سنان، عن عمار بن موسى قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا عمار إن كنت تحب
أن تستتب لك النعمة وتكمل لك المروءة وتصلح لك المعيشة فلا تشارك العبيد
والسفلة في أمرك فإنك إن ائتمنتهم خانوك وإن حدثوك كذبوك وإن نكبت خذلوك
وإن وعدوك أخلفوك (2).
[14439] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد
ابن محمد بن أبي نصر قال: ذكرت للرضا (عليه السلام) شيئا فقال: اصبر فإني أرجو أن يصنع
الله لك إن شاء الله، ثم قال: فوالله ما أخر الله عن المؤمن من هذه الدنيا خير له مما عجل
له فيها ثم صغر الدنيا وقال: أي شيء هي، ثم قال: إن صاحب النعمة على خطر إنه
يجب عليه حقوق الله فيها والله إنه لتكون علي النعم من الله عز وجل فما أزال منها على وجل
- وحرك يده - حتى أخرج من الحقوق التي تجب لله علي فيها، فقلت: جعلت فداك
أنت في قدرك تخاف هذا؟ قال: نعم فأحمد ربي على ما من به علي (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14440] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر
ابن خلاد، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: ينبغي للرجل أن يوسع على عياله كيلا يتمنوا
موته وتلا هذه الآية (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) (4)
قال: الأسير عيال الرجل ينبغي للرجل إذا زيد في النعمة أن يزيد أسراءه في السعة
عليهم، ثم قال: إن فلانا أنعم الله عليه بنعمة فمنعها أسراءه وجعلها عند فلان فذهب



(1) الكافي: 2 / 452 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 640 ح 5.
(3) الكافي: 3 / 502 ح 19.
(4) سورة الدهر: 8.
390
الله بها، قال معمر: وكان فلان حاضرا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14441] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أتى إليه معروف فليكاف به فإن
عجز فليثن عليه فإن لم يفعل فقد كفر النعمة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14442] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن سليمان الفراء مولى طربال، عن حديد بن حكيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: من عظمت نعمة الله عليه اشتدت مؤونة الناس عليه فاستديموا النعمة باحتمال
المؤونة ولا تعرضوها للزوال، فقل من زالت عنه النعمة فكادت أن تعود إليه (3).
[14443] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من عظمت عليه النعمة اشتدت مؤونة الناس عليه
فإن هو قام بمؤونتهم اجتلت زيادة النعمة عليه من الله وإن لم يفعل فقد عرض النعمة
لزوالها (4).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[14444] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل
ابن دراج، عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ثلاثة إن يعلمهن المؤمن
كانت زيادة في عمره وبقاء النعمة عليه، فقلت: وما هن؟ قال: تطويله في ركوعه
وسجوده في صلاته، وتطويله لجلوسه على طعامه إذا أطعم على مائدته، واصطناعه



(1) الكافي: 4 / 11 ح 3.
(2) الكافي: 4 / 33 ح 3.
(3) الكافي: 4 / 37 ح 1.
(4) الكافي: 4 / 38 ح 4.
391
المعروف إلى أهله (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14445] 12 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض من رواه،
عن أحمد بن عبد الرحيم، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: البنات
حسنات والبنون نعمة فإنما يثاب على الحسنات ويسأل عن النعمة (2).
[14446] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن
يزيد، عن إسماعيل المدائني، عن عبد الله بن بكير، عن رجل قال: أمر أبو عبد الله (عليه السلام)
بلحم فبرد، ثم أتى به من بعد، فقال: الحمد لله الذي جعلني أشتهيه ثم قال: النعمة
في العافية أفضل من النعمة على القدرة (3).
[14447] 14 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن إبراهيم بن محمد،
عن عمران الزعفراني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أنعم الله عليه بنعمة فجاء عند
تلك النعمة بمزمار فقد كفرها ومن أصيب بمصيبة فجاء عند تلك المصيبة بنائحة فقد
كفرها (4).
[14448] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن علي بن محمد القاساني، عن أبي أيوب
المدني مولى بني هاشم، عن داود بن عبد الله بن محمد الجعفري، عن إبراهيم بن محمد
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من عبد تظاهرت عليه من الله نعمة إلا اشتدت مؤونة
الناس عليه فمن لم يقم للناس بحوائجهم فقد عرض النعمة للزوال، قال: فقلت:
جعلت فداك ومن يقدر أن يقوم لهذا الخلق بحوائجهم؟ فقال: إنما الناس في هذا
الموضع والله المؤمنون (5).



(1) الكافي: 4 / 49 ح 15.
(2) الكافي: 6 / 6 ح 8.
(3) الكافي: 6 / 296 ح 24.
(4) الكافي: 6 / 432 ح 11.
(5) الكافي: 4 / 37 ح 2.
392
[14449] 16 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عن سعدان بن مسلم، عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لحسين الصحاف:
يا حسين ما ظاهر الله على عبد النعم حتى ظاهر عليه مؤونة الناس، فمن صبر لهم وقام
بشأنهم زاده الله في نعمه عليه عندهم ومن لم يصبر لهم ولم يقم بشأنهم أزال الله عز وجل
عنه تلك النعمة (1).
الرواية حسنة سندا.
[14450] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد
ابن عرفة قال: قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): يا ابن عرفة إن النعم كالإبل المعتقلة في
عطنها على القوم ما أحسنوا جوارها فإذا أساؤوا معاملتها وإنالتها نفرت عنهم (2).
العطن: مبرك الإبل حول الماء.
[14451] 18 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان بن
عيسى، عن محمد بن عجلان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أحسنوا جوار
النعم، قلت: وما حسن جوار النعم؟ قال: الشكر لمن أنعم بها وأداء حقوقها (3).
[14452] 19 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن محبوب، عن زيد الشحام قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أحسنوا جوار نعم
الله واحذروا أن تنتقل عنكم إلى غيركم، أما إنها لم تنتقل عن أحد قط فكادت أن
ترجع إليه، قال: وكان علي (عليه السلام) يقول: قل ما أدبر شيء فأقبل (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14453] 20 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن



(1) الكافي: 4 / 37 ح 3.
(2) الكافي: 4 / 38 ح 1.
(3) الكافي: 4 / 38 ح 2.
(4) الكافي: 4 / 38 ح 3.
393
يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): إن الله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر النعمة على عبده (1).
[14454] 21 - الكليني، عن علي بن محمد رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أنعم
الله على عبده بنعمة فظهرت عليه سمي حبيب الله محدثا بنعمة الله وإذا أنعم الله على
عبد بنعمة فلم تظهر عليه سمي بغيض الله مكذبا بنعمة الله (2).
[14455] 22 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط،
عمن رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أنعم الله على عبده بنعمة أحب أن يراها عليه
لأنه جميل يحب الجمال (3).
[14456] 23 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمون،
عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن مسمع بن عبد الملك، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
أبصر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجلا شعثا شعر رأسه، وسخة ثيابه، سيئة حاله، فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من الدين المتعة وإظهار النعمة (4).
[14457] 24 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن أسلم،
عن هارون بن مسلم، عن بريد بن معاوية قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لعبيد بن زياد:
إظهار النعمة أحب إلى الله من صيانتها، فإياك أن تتزين إلا في أحسن زي قومك،
قال: فما رئي عبيد إلا في أحسن زي قومه حتى مات (5).
[14458] 25 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد،
عن مرازم بن حكيم، عن عبد الأعلى مولى آل سام قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):



(1) الكافي: 6 / 438 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 438 ح 2.
(3) الكافي: 6 / 438 ح 4.
(4) الكافي: 6 / 439 ح 5.
(5) الكافي: 6 / 440 ح 15.
394
إن الناس يروون أن لك مالا كثيرا، فقال: ما يسوؤني ذاك إن أمير المؤمنين (عليه السلام) مر
ذات يوم على ناس شتى من قريش وعليه قميص مخرق، فقالوا: أصبح علي لا مال
له، فسمعها أمير المؤمنين (عليه السلام) فأمر الذي يلي صدقته أن يجمع تمره ولا يبعث إلى
إنسان شيئا وأن يوفره ثم قال له: بعه الأول فالأول واجعلها دراهم ثم اجعلها حيث
تجعل التمر فاكبسه معه حيث لا يرى، وقال للذي يقوم عليه: إذا دعوت بالتمر فاصعد
وانظر المال فاضربه برجلك كأنك لا تعمد الدراهم حتى تنثرها، ثم بعث إلى رجل
منهم يدعوهم ثم دعى بالتمر فلما صعد ينزل بالتمر ضرب برجله فنثرت الدراهم
فقالوا: ما هذا يا أبا الحسن؟ فقال: هذا مال من لا مال له، ثم أمر بذلك المال فقال:
انظروا أهل كل بيت كنت أبعث إليهم فانظروا ماله وابعثوا إليه (1).
[14459] 26 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
ابن فضال جميعا، عن يونس بن يعقوب، عن أبي بصير قال: بلغ أمير المؤمنين (عليه السلام)
أن طلحة والزبير يقولان ليس لعلي مال، قال: فشق ذلك عليه فأمر وكلاءه أن
يجمعوا غلته حتى إذا حال الحول أتوه وقد جمعوا من ثمن الغلة مائة ألف درهم فنشرت
بين يديه فأرسل إلى طلحة والزبير فأتياه فقال لهما: هذا المال والله لي ليس لأحد فيه
شيء وكان عندهما مصدقا، قال: فخرجا من عنده وهما يقولان: إن له لمالا (2).
رجال السند ثقات ولكن الرواية مرفوعة.
[14460] 27 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابن فضال،
وابن محبوب، عن يونس بن يعقوب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن
أناسا بالمدينة قالوا: ليس للحسن (عليه السلام) مال، فبعث الحسن (عليه السلام) إلى رجل بالمدينة
فاستقرض منه ألف درهم وأرسل بها إلى المصدق وقال: هذه صدقة مالنا، فقالوا:



(1) الكافي: 6 / 439 ح 8.
(2) الكافي: 6 / 440 ح 11.
395
ما بعث الحسن (عليه السلام) بهذه من تلقاء نفسه إلا وله مال (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14461] 28 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن مرازم
ابن حكيم، عن عبد الأعلى مولى آل سام قال: إن علي بن الحسين (عليهما السلام) اشتدت حاله
حتى تحدث بذلك أهل المدينة فبلغه ذلك، فتعين ألف درهم، ثم بعث بها إلى صاحب
المدينة وقال: هذه صدقة مالي (2).
[14462] 29 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن المعلى بن محمد، عن بسطام بن مرة،
عن إسحاق بن حسان، عن الهيثم بن واقد، عن علي بن الحسين العبدي، عن سعد
الإسكاف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما بال أقوام غيروا
سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعدلوا عن وصيه لا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب ثم تلا هذه
الآية (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم) (3) ثم
قال: نحن النعمة التي أنعم الله بها على عباده وبنا يفوز من فاز يوم القيامة (4).
[14463] 30 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن سنان، عن عمار بن مروان، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل أنعم
على قوم فلم يشكروا فصارت عليهم وبالا، وابتلى قوما بالمصائب فصبروا فصارت
عليهم نعمة (5).
[14464] 31 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن



(1) الكافي: 6 / 440 ح 12.
(2) الكافي: 6 / 440 ح 13.
(3) سورة إبراهيم: 34.
(4) الكافي: 1 / 217 ح 1.
(5) الكافي: 2 / 92 ح 18.
396
صفوان، عن إسحاق بن عمار، عن رجلين من أصحابنا سمعاه عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: ما أنعم الله على عبد من نعمة فعرفها بقلبه وحمد الله ظاهرا بلسانه فتم كلامه
حتى يؤمر له بالمزيد (1).
[14465] 32 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي
ابن عطية، عن هشام بن أحمر قال: كنت أسير مع أبي الحسن (عليه السلام) في بعض أطراف
المدينة إذ ثنى رجله عن دابته فخر ساجدا فأطال وأطال ثم رفع رأسه وركب دابته،
فقلت: جعلت فداك قد أطلت السجود، فقال: إنني ذكرت نعمة أنعم الله بها علي
فأحببت أن أشكر ربي (2).
[14466] 33 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان،
عن سماعة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما أنعم الله على عبد نعمة فسلبها إياه
حتى يذنب ذنبا يستحق بذلك السلب (3).
[14467] 34 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن الحسين الدقاق، عن عبد الله
ابن محمد، عن أحمد بن عمر، عن زيد القتات، عن أبان بن تغلب قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما من عبد أذنب ذنبا فندم عليه إلا غفر الله له قبل أن يستغفر،
وما من عبد أنعم الله عليه نعمة فعرف أنها من عند الله إلا غفر الله له قبل أن يحمده (4).
[14468] 35 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من نعمة الله على الرجل أن يشبهه
ولده (5).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 95 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 98 ح 26.
(3) الكافي: 2 / 274 ح 24.
(4) الكافي: 2 / 427 ح 8.
(5) الكافي: 6 / 4 ح 1.
397
[14469] 36 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ألا وإن من النعم: سعة
المال وأفضل من سعة المال صحة البدن وأفضل من صحة البدن تقوى القلب (1).
[14470] 37 - وعنه (عليه السلام): أولى الناس بالإنعام من كثرت نعم الله عليه (2).
[14471] 38 - وعنه (عليه السلام): إن من النعمة تعذر المعاصي (3).
[14472] 39 - وعنه (عليه السلام): إذا رأيت ربك يتابع عليك النعم فاحذره (4).
[14473] 40 - وعنه (عليه السلام): ما أعظم نعم الله سبحانه في الدنيا وما أصغرها في نعم
الآخرة (5).
الروايات الواردة في هذا المجال فوق حد الاحصاء فإن شئت راجع
الكافي: 1 / 216 و 4 / 37 و 6 / 438، والمحجة البيضاء: 7 / 175 و 192،
وجامع أحاديث الشيعة: 16 / 678 وغيرها من كتب الأخبار.



(1) غرر الحكم: ح 2776 و 3375 و 3395 و 4082 و 9594.
(2) غرر الحكم: ح 2776 و 3375 و 3395 و 4082 و 9594.
(3) غرر الحكم: ح 2776 و 3375 و 3395 و 4082 و 9594.
(4) غرر الحكم: ح 2776 و 3375 و 3395 و 4082 و 9594.
(5) غرر الحكم: ح 2776 و 3375 و 3395 و 4082 و 9594.
398
النفاق
[14474] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن عمرو بن ميمون، عن عمار بن مروان، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنا
لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق (1).
[14475] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إياكم والمراء والخصومة فإنهما
يمرضان القلوب على الإخوان وينبت عليهما النفاق (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[14476] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن عنبسة العابد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إياكم والخصومة فإنها
تشغل القلب وتورث النفاق وتكسب الضغائن (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14477] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان،
عن ابن مسكان، عن الحسن الصيقل قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الفحش والبذاء
والسلاطة من النفاق (4).



(1) الكافي: 1 / 438 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 300 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 301 ح 8.
(4) الكافي: 2 / 325 ح 10.
399
[14478] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر
اليماني، عن ابن اذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، عن
أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في حديث:... والنفاق على أربع دعائم: على الهوى
والهوينا والحفيظة والطمع، فالهوى على أربع شعب: على البغي والعدوان والشهوة
والطغيان، فمن بغى كثرت غوائله وتخلى منه وقصر عليه ومن اعتدى لم يؤمن بوائقه
ولم يسلم قلبه ولم يملك نفسه عن الشهوات ومن لم يعدل نفسه في الشهوات خاض في
الخبيثات ومن طغى ضل على عمد بلا حجة.
والهوينا على أربع شعب: على الغرة والأمل والهيبة والمماطلة، وذلك بأن الهيبة
ترد عن الحق والمماطلة تفرط في العمل حتى يقدم عليه الأجل ولو لا الأمل علم
الإنسان حسب ما هو فيه، ولو علم حسب ما هو فيه مات خفاتا من الهول والوجل
والغرة تقصر بالمرء عن العمل.
والحفيظة على أربع شعب: على الكبر والفخر والحمية والعصبية، فمن استكبر
أدبر عن الحق ومن فخر فجر ومن حمى أصر على الذنوب ومن أخذته العصبية جار
فبئس الأمر أمر بين إدبار وفجور وإصرار وجور على الصراط.
والطمع على أربع شعب: الفرح والمرح واللجاجة والتكاثر، فالفرح مكروه عند
الله والمرح خبلاء واللجاجة بلاء لمن اضطرته إلى حمل الآثام والتكاثر لهو ولعب
وشغل واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير.
فذلك النفاق ودعائمه وشعبه والله قاهر فوق عباده تعالى ذكره وجل وجهه
وأحسن كل شيء خلقه وانبسطت يداه ووسعت كل شيء رحمته وظهر أمره وأشرق
نوره وفاضت بركته واستضاءت حكمته وهيمن كتابه وفلجت حجته وخلص دينه
واستظهر سلطانه وحقت كلمته وأقسطت موازينه وبلغت رسله فجعل السيئة ذنبا
والذنب فتنة والفتنة دنسا وجعل الحسنى عتبى والعتبى توبة والتوبة طهورا، فمن تاب
اهتدى ومن افتتن غوى، ما لم يتب إلى الله ويعترف بذنبه ولا يهلك على الله إلا هالك.

400
الله الله فما أوسع ما لديه من التوبة والرحمة والبشرى والحلم العظيم وما أنكل ما
عنده من الأنكال والجحيم والبطش الشديد، فمن ظفر بطاعته اجتنب كرامته ومن
دخل في معصيته ذاق وبال نقمته وعما قليل ليصبحن نادمين (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[14479] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن الحسين بن إسحاق، عن علي بن
مهزيار، عن محمد بن عبد الحميد والحسين بن سعيد جميعا، عن محمد بن الفضيل
قال: كتبت إلى أبي الحسن (عليه السلام) أسأله عن مسألة فكتب إلي (إن المنافقين يخادعون
الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون
الله إلا قليلا * مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد
له سبيلا) (2) ليسوا من الكافرين وليسوا من المؤمنين وليسوا من المسلمين يظهرون
الإيمان ويصيرون إلى الكفر والتكذيب لعنهم الله (3).
[14480] 7 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن عبد الله بن
عبد الرحمن الأصم، عن الهيثم بن واقد، عن محمد بن سليمان، عن ابن مسكان، عن
أبي حمزة، عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال: إن المنافق ينهى ولا ينتهي
ويأمر بما لا يأتي وإذا قام إلى الصلاة اعترض، قلت: يا ابن رسول الله وما
الاعتراض؟ قال: الالتفات وإذا ركع ربض، يمسي وهمه العشاء وهو مفطر ويصبح
وهمه النوم ولم يسهر، إن حدثك كذبك وإن ائتمنته خانك وإن غبت اغتابك وإن
وعدك أخلفك (4).
[14481] 8 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عثمان



(1) الكافي: 2 / 393 ح 1.
(2) سورة النساء: 142 و 143.
(3) الكافي: 2 / 395 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 396 ح 3.
401
ابن عيسى، عن سعيد بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
مثل المنافق مثل جذع النخل أراد صاحبه أن ينتفع به في بعض بنائه فلم يستقم له
في الموضع الذي أراد فحوله في موضع آخر فلم يستقم له، فكان آخر ذلك أن أحرقه
بالنار (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14482] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن
شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن مسمع بن عبد الملك، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما زاد خشوع الجسد على ما في القلب فهو عندنا
نفاق (2).
[14483] 10 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، وعدة من أصحابنا،
عن أحمد بن محمد جميعا، عن الحسن بن علي الوشاء، عن داود بن سرحان، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أكثر ذكر الله عز وجل أحبه الله، ومن ذكر الله
كثيرا كتبت له براءتان: براءة من النار وبراءة من النفاق (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14484] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
ابن فضال، عن رجال شتى، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من لبى
في إحرامه سبعين مرة إيمانا واحتسابا أشهد الله له ألف ألف ملك ببراءة من النار
وبراءة من النفاق (4).
الرواية معتبرة الإسناد.



(1) الكافي: 2 / 396 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 396 ح 6.
(3) الكافي: 2 / 499 ح 3.
(4) الكافي: 4 / 337 ح 8.
402
[14485] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى،
عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أكل الطين يورث النفاق (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14486] 13 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن محمد بن علي، عن أبي جميلة، عن
أبي أسامة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الغناء عش النفاق (2).
[14487] 14 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن علي بن معبد، عن الحسن بن علي
الخزاز، عن علي بن عبد الرحمن، عن كليب الصيداوي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: ضرب العيدان ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الخضرة (3).
العيدان جمع عود وهو آلة من المعازف وقد مر منا عنوانها في محلها.
[14488] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عنبسة،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: استماع الغناء واللهو ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء
الزرع (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14489] 16 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد
ابن محمد بن أبي نصر، عن الرضا (عليه السلام) قال: العقيق ينفي الفقر ولبس العقيق ينفي
النفاق (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14490] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن



(1) الكافي: 6 / 265 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 431 ح 2.
(3) الكافي: 6 / 434 ح 20.
(4) الكافي: 6 / 434 ح 23.
(5) الكافي: 6 / 470 ح 1.
403
الفضل بن شاذان جميعا، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة قال: قال
أبو جعفر (عليه السلام): إذا قمت في الصلاة فعليك بالاقبال على صلاتك فإنما يحسب لك منها
ما أقبلت عليه ولا تعبث فيها بيدك ولا برأسك ولا بلحيتك ولا تحدث نفسك ولا
تتثاءب ولا تتمط ولا تكفر فإنما يفعل ذلك المجوس ولا تلثم ولا تحتفز [ولا] تفرج
كما يتفرج البعير ولا تقع على قدميك ولا تفترش ذراعيك ولا تفرقع أصابعك فإن ذلك
كله نقصان من الصلاة ولا تقم إلى الصلاة متكاسلا ولا متناعسا ولا متثاقلا فإنها من
خلال النفاق فإن الله سبحانه نهى المؤمنين أن يقوموا إلى الصلاة وهم سكارى يعني
سكر النوم وقال للمنافقين: (وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس
ولا يذكرون الله إلا قليلا) (1) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14491] 18 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن
صفوان، عن الفضيل، عن الحارث بن المغيرة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية، قال: نعم، قلت:
جاهلية جهلاء أو جاهلية لا يعرف إمامه؟ قال: جاهلية كفر ونفاق وضلال (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14492] 19 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عن هارون بن الجهم، عن المفضل، عن سعد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن
القلوب أربعة: قلب فيه نفاق وإيمان، وقلب منكوس وقلب مطبوع وقلب أزهر
أجرد - فقلت: ما الأزهر؟ قال: فيه كهيئة السراج - فأما المطبوع فقلب المنافق وأما



(1) سورة النساء: 142.
(2) الكافي: 3 / 299 ح 1.
(3) الكافي: 1 / 377 ح 3.
404
الأزهر فقلب المؤمن إن أعطاه شكر وإن ابتلاه صبر وأما المنكوس فقلب المشرك ثم
قرء هذه الآية: (أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على
صراط مستقيم) (1) فأما القلب الذي فيه إيمان ونفاق فهم قوم كانوا بالطائف فإن
أدرك أحدهم أجله على نفاقه هلك وإن أدركه على إيمانه نجا (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14493] 20 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن بعض أصحابه، عن محمد بن
إسماعيل، عن إبراهيم بن أبي البلاد قال: أوصى إسحاق بن عمر عند وفاته بجوار له
مغنيات أن نبيعهن ونحمل ثمنهن إلى أبي الحسن (عليه السلام)، قال إبراهيم: فبعت الجواري
بثلاثمائة ألف درهم وحملت الثمن إليه، فقلت له: إن مولى لك يقال له إسحاق بن عمر
قد أوصى عند موته ببيع جوار له مغنيات وحمل الثمن إليك وقد بعتهن وهذا الثمن
ثلاثمائة ألف درهم، فقال: لا حاجة لي فيه إن هذا سحت وتعليمهن كفر والاستماع
منهن نفاق وثمنهن سحت (3).
[14494] 21 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
حسين بن عثمان، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مثل المؤمن كمثل خامة الزرع تكفئها الرياح كذا وكذا وكذلك
المؤمن تكفئه الأوجاع والأمراض ومثل المنافق كمثل الإرزبة المستقيمة التي
لا يصيبها شيء حتى يأتيه الموت فيقصفه قصفا (4).
الرواية صحيحة الإسناد. خامة الزرع: أول ما ينبت على ساق. تكفئها الرياح:
تقلبها. الإرزبة: عصى من حديد. القصف: الكسر.



(1) سورة الملك: 22.
(2) الكافي: 2 / 422 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 120 ح 7.
(4) الكافي: 2 / 257 ح 25.
405
[14495] 22 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن
المنقري، عن الفضيل بن عياض، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن المؤمن يغبط ولا
يحسد والمنافق يحسد ولا يغبط (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14496] 23 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المؤمن يأكل بشهوة
أهله والمنافق يأكل أهله بشهوته (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14497] 24 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد
ابن علي، عن محمد بن الفضيل، عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا الخطاب يحدث
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة لا يجهل حقهم إلا منافق معروف بالنفاق: ذو الشيبة
في الإسلام، وحامل القرآن، والإمام العادل (3).
[14498] 25 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله أخذ ميثاق المؤمن على بلايا أربع أيسرها عليه:
مؤمن يقول بقوله يحسده، أو منافق يقفو أثره، أو شيطان يغويه، أو كافر يرى جهاده
فما بقاء المؤمن بعد هذا (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14499] 26 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابه،



(1) الكافي: 2 / 307 ح 7.
(2) الكافي: 4 / 12 ح 6.
(3) الكافي: 2 / 658 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 249 ح 2.
406
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث من كن
فيه كان منافقا وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم: من إذا ائتمن خان، وإذا حدث
كذب، وإذا وعد أخلف إن الله عز وجل قال في كتابه: (إن الله لا يحب الخائنين) (1)
وقال: (أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين) (2) وفي قوله عز وجل: (واذكر في
الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا) (3) (4).
[14500] 27 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
إبراهيم الكرخي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لو أن مؤمنا
دعاني إلى طعام ذراع شاة لأجبته وكان ذلك من الدين، ولو أن مشركا أو منافقا
دعاني إلى طعام جزور ما أجبته وكان ذلك من الدين، أبى الله عز وجل لي زبد المشركين
والمنافقين وطعامهم (5).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14501] 28 - المفيد رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: أربع من علامات النفاق:
قساوة القلب وجمود العين والإصرار على الذنب والحرص على الدنيا (6).
[14502] 29 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: المنافق وقح غبي
متملق شقي (7).
[14503] 30 - وعنه (عليه السلام): المنافق لسانه يسر وقلبه يضر (8).



(1) سورة الأنفال: 58.
(2) سورة النور: 7.
(3) سورة مريم: 54.
(4) الكافي: 2 / 290 ح 8.
(5) الكافي: 6 / 274 ح 1.
(6) الاختصاص: 228.
(7) غرر الحكم: ح 1853.
(8) غرر الحكم: ح 1576.
407
[14504] 31 - وعنه (عليه السلام): المنافق قوله جميل وفعله الداء الدخيل (1).
[14505] 32 - وعنه (عليه السلام): المنافق لنفسه مداهن وعلى الناس طاعن (2).
[14506] 33 - وعنه (عليه السلام): إياك والنفاق فإن ذا الوجهين لا يكون وجيها عند الله (3).
[14507] 34 - وعنه (عليه السلام): أشد الناس نفاقا من أمر بالطاعة ولم يعمل بها ونهى عن المعصية
ولم ينته عنها (4).
[14508] 35 - وعنه (عليه السلام): شكر المنافق لا يتجاوز لسانه (5).
[14509] 36 - وعنه (عليه السلام): كثرة الوفاق نفاق (6).
[14510] 37 - وعنه (عليه السلام): من كثر نفاقه لم يعرف وفاقه (7).
[14511] 38 - وعنه (عليه السلام): ما أقبح بالإنسان أن يكون ذا وجهين (8).
[14512] 39 - وعنه (عليه السلام): نفاق المرء من ذل يجده في نفسه (9).
[14513] 40 - وعنه (عليه السلام): ورع المنافق لا يظهر إلا على لسانه (10).
الروايات الواردة في المقام كثيرة جدا فإن شئت راجع الكافي: 2 / 393،
وبحار الأنوار: 69 / 172، وجامع أحاديث الشيعة: 13 / 399، وغيرها من كتب
الأخبار.



(1) غرر الحكم: ح 1578 و 2008 و 2694 و 3309 و 5662 و 7083 و 8136 و 9663 و 9988 و 10130.
(2) غرر الحكم: ح 1578 و 2008 و 2694 و 3309 و 5662 و 7083 و 8136 و 9663 و 9988 و 10130.
(3) غرر الحكم: ح 1578 و 2008 و 2694 و 3309 و 5662 و 7083 و 8136 و 9663 و 9988 و 10130.
(4) غرر الحكم: ح 1578 و 2008 و 2694 و 3309 و 5662 و 7083 و 8136 و 9663 و 9988 و 10130.
(5) غرر الحكم: ح 1578 و 2008 و 2694 و 3309 و 5662 و 7083 و 8136 و 9663 و 9988 و 10130.
(6) غرر الحكم: ح 1578 و 2008 و 2694 و 3309 و 5662 و 7083 و 8136 و 9663 و 9988 و 10130.
(7) غرر الحكم: ح 1578 و 2008 و 2694 و 3309 و 5662 و 7083 و 8136 و 9663 و 9988 و 10130.
(8) غرر الحكم: ح 1578 و 2008 و 2694 و 3309 و 5662 و 7083 و 8136 و 9663 و 9988 و 10130.
(9) غرر الحكم: ح 1578 و 2008 و 2694 و 3309 و 5662 و 7083 و 8136 و 9663 و 9988 و 10130.
(10) غرر الحكم: ح 1578 و 2008 و 2694 و 3309 و 5662 و 7083 و 8136 و 9663 و 9988 و 10130.
408
النفس
[14514] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن ابن فضال، عن
الحسن بن الجهم قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: إن رجلا في بني إسرائيل عبد الله
أربعين سنة ثم قرب قربانا فلم يقبل منه، فقال لنفسه: ما أوتيت إلا منك وما الذنب
إلا لك، قال: فأوحى الله تبارك وتعالى إليه ذمك نفسك أفضل من عبادتك أربعين
سنة (1).
الرواية موثقة سندا.
[14515] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن
الحسن بن علي الوشاء، عن عاصم بن حميد، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: إن الله عز وجل يقول: وعزتي وجلالي وعظمتي وعلوي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد
هواي على هوى نفسه إلا كففت عليه ضيعته وضمنت السماوات والأرض رزقه
وكنت له من وراء تجارة كل تاجر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14516] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا
رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: احمل نفسك لنفسك فإن لم تفعل لم يحملك غيرك (3).
[14517] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال



(1) الكافي: 2 / 73 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 137 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 454 ح 5.
409
لرجل: إنك قد جعلت طبيب نفسك ويبين لك الداء وعرفت آية الصحة ودللت على
الدواء، فانظر كيف قيامك على نفسك (1).
[14518] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال:
اقصر نفسك عما يضرها من قبل أن تفارقك، واسع في فكاكها كما تسعى في طلب
معيشتك، فإن نفسك رهينة بعملك (2).
[14519] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن محبوب، عن داود بن كثير الرقي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل (ولمن
خاف مقام ربه جنتان) (3) قال: من علم أن الله عز وجل يراه ويسمع ما يقوله ويفعله من
خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال فذلك الذي (خاف مقام ربه ونهى
النفس عن الهوى) (4) (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14520] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن
ابن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال:
قال لي أبو الحسن (عليه السلام): اتق المرتقى السهل إذا كان منحدره وعرا.
قال: وكان أبو عبد الله (عليه السلام) يقول: لا تدع النفس وهواها فإن هواها [في] رداها
وترك النفس وما تهوى أذاها وكف النفس عما تهوى دواها (6).
[14521] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،



(1) الكافي: 2 / 454 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 455 ح 8.
(3) سورة الرحمن: 46.
(4) سورة النازعات: 40.
(5) الكافي: 2 / 80 ح 1.
(6) الكافي: 2 / 336 ح 4.
410
عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث بسرية فلما رجعوا قال: مرحبا بقوم قضوا
الجهاد الأصغر وبقي الجهاد الأكبر، قيل: يا رسول الله وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد
النفس (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14522] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال سلمان (رضي الله عنه): إن النفس قد تلتاث على صاحبها إذا لم يكن
لها من العيش ما تعتمد عليه فإذا هي أحرزت معيشتها اطمأنت (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[14523] 10 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته الوسيلة أنه قال:...
وفي خلاف النفس رشدك... الحديث (3).
[14524] 11 - الصدوق، عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن صفوان، عن الكناني،
عن الصادق (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):... خير الغنى غنى النفس، الخبر (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14525] 12 - الصدوق، عن أحمد بن محمد، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن
عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن غالب بن عثمان، عن شعيب، عن رجل،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب وإذا اشتهى وإذا غضب
حرم الله جسده على النار (5).
[14526] 13 - الصدوق، عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن



(1) الكافي: 5 / 12 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 89 ح 3.
(3) الكافي: 8 / 23.
(4) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والسبعون ح 1 / 576 الرقم 788.
(5) ثواب الأعمال: 192.
411
أحمد بن يحيى، عن حمزة بن يعلى، عن عبيد الله بن الحسن بإسناده قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من مقت نفسه دون مقت الناس آمنه الله من فزع يوم القيامة (1).
[14527] 14 - المفيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم، عن أبي الحسن
العبدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما كان عبد ليحبس نفسه على الله إلا أدخله الله
الجنة (2).
[14528] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من نصب نفسه للناس
إماما فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه
ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم (3).
[14529] 16 - وعنه (عليه السلام): طوبى لمن ذل في نفسه وطاب كسبه وصلحت سريرته
وحسنت خليقته وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من لسانه وعزل عن الناس
شره ووسعته السنة ولم ينسب إلى البدعة (4).
[14530] 17 - وعنه (عليه السلام): الدنيا دار ممر لا دار مقر والناس فيها رجلان: رجل باع
فيها نفسه فأوبقها ورجل ابتاع نفسه فأعتقها (5).
[14531] 18 - وعنه (عليه السلام): أفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه (6).
[14532] 19 - وعنه (عليه السلام): الفكر مرآة صافية والاعتبار منذر ناصح وكفى أدبا لنفسك
تجنبك ما كرهته لغيرك (7).



(1) ثواب الأعمال: 216.
(2) أمالي المفيد المجلس الحادي والأربعون ح 5 / 350.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 73.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 123.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 133.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 249.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 365.
412
[14533] 20 - وعنه (عليه السلام): من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهواته (1).
[14534] 21 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: أقبل على نفسك
بالإدبار عنها (2).
[14535] 22 - وعنه (عليه السلام): اقمعوا هذه النفوس فإنها طلعة إن تطيعوها تزغ بكم إلى
شر غاية (3).
[14536] 23 - وعنه (عليه السلام): إياك أن ترضى عن نفسك فيكثر الساخط عليك (4).
[14537] 24 - وعنه (عليه السلام): إياك والثقة بنفسك فإن ذلك من أكبر مصائد الشيطان (5).
[14538] 25 - وعنه (عليه السلام): أقوى الناس من قوى على نفسه (6).
[14539] 26 - وعنه (عليه السلام): إن لأنفسكم أثمانا فلا تبيعوها إلا بالجنة (7).
[14540] 27 - وعنه (عليه السلام): من ملك نفسه علا أمره (8).
[14541] 28 - وعنه (عليه السلام): من ملكته نفسه ذل قدره (9).
[14542] 29 - وعنه (عليه السلام): من ساس نفسه أدرك السياسة (10).
[14543] 30 - وعنه (عليه السلام): من أساء إلى نفسه لم يتوقع منه جميل (11).
[14544] 31 - وعنه (عليه السلام): من أهمل نفسه أفسد أمره (12).
[14545] 32 - وعنه (عليه السلام): كيف يصلح غيره من لا يصلح نفسه (13).
[14546] 33 - وعنه (عليه السلام): كيف يعدل في غيره من يظلم نفسه (14).
[14547] 34 - وعنه (عليه السلام): كيف يهدي غيره من يضل نفسه (15).
[14548] 35 - وعنه (عليه السلام): كيف ينصح غيره من يغش نفسه (16).
[14549] 36 - وعنه (عليه السلام): كفى بالمرء فضيلة أن ينقص نفسه (17).



(1) نهج البلاغة: الحكمة 449.
(2) غرر الحكم: ح 2434 و 2559 و 2642 و 2678 و 3037 و 3473 و 7870 و 7871 و 8013 و 8133 و 8554 و 6995 و 6996 و 6997 و 6999 و 7039.
(3) غرر الحكم: ح 2434 و 2559 و 2642 و 2678 و 3037 و 3473 و 7870 و 7871 و 8013 و 8133 و 8554 و 6995 و 6996 و 6997 و 6999 و 7039.
(4) غرر الحكم: ح 2434 و 2559 و 2642 و 2678 و 3037 و 3473 و 7870 و 7871 و 8013 و 8133 و 8554 و 6995 و 6996 و 6997 و 6999 و 7039.
(5) غرر الحكم: ح 2434 و 2559 و 2642 و 2678 و 3037 و 3473 و 7870 و 7871 و 8013 و 8133 و 8554 و 6995 و 6996 و 6997 و 6999 و 7039.
(6) غرر الحكم: ح 2434 و 2559 و 2642 و 2678 و 3037 و 3473 و 7870 و 7871 و 8013 و 8133 و 8554 و 6995 و 6996 و 6997 و 6999 و 7039.
(7) غرر الحكم: ح 2434 و 2559 و 2642 و 2678 و 3037 و 3473 و 7870 و 7871 و 8013 و 8133 و 8554 و 6995 و 6996 و 6997 و 6999 و 7039.
(8) غرر الحكم: ح 2434 و 2559 و 2642 و 2678 و 3037 و 3473 و 7870 و 7871 و 8013 و 8133 و 8554 و 6995 و 6996 و 6997 و 6999 و 7039.
(9) غرر الحكم: ح 2434 و 2559 و 2642 و 2678 و 3037 و 3473 و 7870 و 7871 و 8013 و 8133 و 8554 و 6995 و 6996 و 6997 و 6999 و 7039.
(10) غرر الحكم: ح 2434 و 2559 و 2642 و 2678 و 3037 و 3473 و 7870 و 7871 و 8013 و 8133 و 8554 و 6995 و 6996 و 6997 و 6999 و 7039.
(11) غرر الحكم: ح 2434 و 2559 و 2642 و 2678 و 3037 و 3473 و 7870 و 7871 و 8013 و 8133 و 8554 و 6995 و 6996 و 6997 و 6999 و 7039.
(12) غرر الحكم: ح 2434 و 2559 و 2642 و 2678 و 3037 و 3473 و 7870 و 7871 و 8013 و 8133 و 8554 و 6995 و 6996 و 6997 و 6999 و 7039.
(13) غرر الحكم: ح 2434 و 2559 و 2642 و 2678 و 3037 و 3473 و 7870 و 7871 و 8013 و 8133 و 8554 و 6995 و 6996 و 6997 و 6999 و 7039.
(14) غرر الحكم: ح 2434 و 2559 و 2642 و 2678 و 3037 و 3473 و 7870 و 7871 و 8013 و 8133 و 8554 و 6995 و 6996 و 6997 و 6999 و 7039.
(15) غرر الحكم: ح 2434 و 2559 و 2642 و 2678 و 3037 و 3473 و 7870 و 7871 و 8013 و 8133 و 8554 و 6995 و 6996 و 6997 و 6999 و 7039.
(16) غرر الحكم: ح 2434 و 2559 و 2642 و 2678 و 3037 و 3473 و 7870 و 7871 و 8013 و 8133 و 8554 و 6995 و 6996 و 6997 و 6999 و 7039.
(17) غرر الحكم: ح 2434 و 2559 و 2642 و 2678 و 3037 و 3473 و 7870 و 7871 و 8013 و 8133 و 8554 و 6995 و 6996 و 6997 و 6999 و 7039.
413
[14550] 37 - وعنه (عليه السلام): كفى بالمرء جهلا أن يرضى عن نفسه (1).
[14551] 38 - وعنه (عليه السلام): كفى بالمرء منقصة أن يعظم نفسه (2).
[14552] 39 - وعنه (عليه السلام): كلما ازداد علم الرجل زادت عنايته بنفسه وبذل في
رياضتها وصلاحها جهده (3).
[14553] 40 - وعنه (عليه السلام): إن نفسك لخدوع إن تثق بها يقتدك الشيطان إلى ارتكاب
المحارم (4).
[14554] 41 - وعنه (عليه السلام): إن النفس لجوهرة ثمينة من صانها رفعها ومن ابتذلها
وضعها (5).
[14555] 42 - وعنه (عليه السلام): خير النفوس أزكاها (6).
[14556] 43 - وعنه (عليه السلام): خير الأمراء من كان على نفسه أميرا (7).
[14557] 44 - وعنه (عليه السلام): نفسك أقرب أعدائك إليك (8).
[14558] 45 - وعنه (عليه السلام): نزل نفسك دون منزلتها، تنزلك الناس فوق
منزلتك (9).
[14559] 46 - وعنه (عليه السلام): ظلم نفسه من رضي بدار الفناء عوضا عن دار
البقاء (10).
[14560] 47 - وعنه (عليه السلام): لا تجهل نفسك فإن الجاهل معرفة نفسه جاهل بكل
شيء (11).
[14561] 48 - وعنه (عليه السلام): لا يسلم على الله من لا يملك نفسه (12).
[14562] 49 - وعنه (عليه السلام): من لم يتدارك نفسه باصلاحها أعضل دائه وأعيى شفائه
وعدم الطبيب (13).



(1) غرر الحكم: ح 7049 و 7050 و 7204 و 3490 و 3494 و 4980 و 4998 و 9957 و 9985 و 6064 و 10337 و 10759 و 8025.
(2) غرر الحكم: ح 7049 و 7050 و 7204 و 3490 و 3494 و 4980 و 4998 و 9957 و 9985 و 6064 و 10337 و 10759 و 8025.
(3) غرر الحكم: ح 7049 و 7050 و 7204 و 3490 و 3494 و 4980 و 4998 و 9957 و 9985 و 6064 و 10337 و 10759 و 8025.
(4) غرر الحكم: ح 7049 و 7050 و 7204 و 3490 و 3494 و 4980 و 4998 و 9957 و 9985 و 6064 و 10337 و 10759 و 8025.
(5) غرر الحكم: ح 7049 و 7050 و 7204 و 3490 و 3494 و 4980 و 4998 و 9957 و 9985 و 6064 و 10337 و 10759 و 8025.
(6) غرر الحكم: ح 7049 و 7050 و 7204 و 3490 و 3494 و 4980 و 4998 و 9957 و 9985 و 6064 و 10337 و 10759 و 8025.
(7) غرر الحكم: ح 7049 و 7050 و 7204 و 3490 و 3494 و 4980 و 4998 و 9957 و 9985 و 6064 و 10337 و 10759 و 8025.
(8) غرر الحكم: ح 7049 و 7050 و 7204 و 3490 و 3494 و 4980 و 4998 و 9957 و 9985 و 6064 و 10337 و 10759 و 8025.
(9) غرر الحكم: ح 7049 و 7050 و 7204 و 3490 و 3494 و 4980 و 4998 و 9957 و 9985 و 6064 و 10337 و 10759 و 8025.
(10) غرر الحكم: ح 7049 و 7050 و 7204 و 3490 و 3494 و 4980 و 4998 و 9957 و 9985 و 6064 و 10337 و 10759 و 8025.
(11) غرر الحكم: ح 7049 و 7050 و 7204 و 3490 و 3494 و 4980 و 4998 و 9957 و 9985 و 6064 و 10337 و 10759 و 8025.
(12) غرر الحكم: ح 7049 و 7050 و 7204 و 3490 و 3494 و 4980 و 4998 و 9957 و 9985 و 6064 و 10337 و 10759 و 8025.
(13) غرر الحكم: ح 7049 و 7050 و 7204 و 3490 و 3494 و 4980 و 4998 و 9957 و 9985 و 6064 و 10337 و 10759 و 8025.
414
[14563] 50 - قال الأحسائي: روي في بعض الأخبار أنه دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
رجل اسمه مجاشع فقال: يا رسول الله كيف الطريق إلى معرفة الحق؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم):
معرفة النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى موافقة الحق؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم):
مخالفة النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى رضا الحق؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): سخط
النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى وصل الحق؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): هجر
النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى طاعة الحق؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): عصيان
النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى قرب الحق؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): التباعد من
النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى أنس الحق؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): الوحشة من
النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى ذلك؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): الاستعانة بالحق
على النفس (1).
الروايات الواردة في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع بحار الأنوار: 67 / 62 و
68 / 358، ووسائل الشيعة: 11 / 183 و 220 و 235، ومستدرك الوسائل: 11 / 253
و 304 و 322، وجامع أحاديث الشيعة: 13 / 254، وألف حديث في المؤمن:
323 وغيرها من كتب الأخبار.



(1) عوالي اللآلي: 1 / 246، ونقل عنه في بحار الأنوار: 67 / 72.
415
النفع
[14564] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الخلق عيال الله فأحب الخلق إلى الله
من نفع عيال الله وأدخل على أهل بيت سرورا (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14565] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة قال: حدثني من سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: سئل
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أحب الناس إلى الله؟ قال: أنفع الناس للناس (2).
[14566] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن
المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال في قول الله عز وجل:
(وجعلني مباركا أينما كنت) (3) قال: نفاعا (4).
[14567] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، وسهل بن زياد،
عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
قال علي بن الحسين صلوات الله عليهما: لينفق الرجل بالقصد وبلغة الكفاف ويقدم



(1) الكافي: 2 / 164 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 164 ح 7.
(3) سورة مريم: 31.
(4) الكافي: 2 / 165 ح 11.
416
منه فضلا لآخرته فإن ذلك أبقى للنعمة وأقرب إلى المزيد من الله عز وجل وأنفع في
العافية (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14568] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن الحجال،
عن ثعلبة، عن رجل ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: طعام الليل أنفع من طعام
النهار (2).
[14569] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أنه قال: ما دخل جوف المسلول شيء أنفع له من خبز
الأرز (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14570] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن يونس،
عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لو يعلم الناس ما في التفاح ما داووا مرضاهم إلا
به، قال: وروى بعضهم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أطعموا محموميكم التفاح، فما من
شيء أنفع من التفاح (4).
[14571] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن علي بن عقبة، عن أبي كهمس قال: قال رجل لعبد الله بن الحسن علمني شيئا في
الرزق، فقال: الزم مصلاك إذا صليت الفجر إلى طلوع الشمس فإنه أنجع في طلب
الرزق من الضرب في الأرض، فأخبرت بذلك أبا عبد الله (عليه السلام) فقال: ألا أعلمك في



(1) الكافي: 4 / 52 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 289 ح 11.
(3) الكافي: 6 / 305 ح 1.
(4) الكافي: 6 / 356 ح 10.
417
الرزق ما هو أنفع من ذلك؟ قال: قلت: بلى، قال: خذ من شاربك وأظفارك كل
جمعة (1).
[14572] 9 - الكليني، عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن موسى بن سعدان، عن
عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي إبراهيم (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (يحيي الأرض بعد
موتها) (2) قال: ليس يحييها بالقطر ولكن يبعث الله رجالا فيحيون العدل فتحيى
الأرض لإحياء العدل ولإقامة الحد لله أنفع في الأرض من القطر أربعين صباحا (3).
[14573] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم، عن
أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول
لحمران بن أعين: يا حمران انظر إلى من هو دونك في المقدرة ولا تنظر إلى من هو
فوقك في المقدرة فإن ذلك أقنع لك بما قسم لك وأحرى أن تستوجب الزيادة من ربك،
واعلم أن العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند الله جل ذكره من العمل الكثير
على غير يقين، واعلم أنه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله والكف عن أذى المؤمنين
واغتيابهم، ولا عيش أهنأ من حسن الخلق، ولا مال أنفع من القنوع باليسير
المجزي، ولا جهل أضرب من العجب (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14574] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عن معاوية بن
حكيم قال: سمعت عثمان الأحول يقول: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: ليس من دواء



(1) الكافي: 6 / 491 ح 11.
(2) سورة الروم: 19.
(3) الكافي: 7 / 174 ح 2.
(4) الكافي: 8 / 244 ح 338.
418
إلا وهو يهيج داءا وليس شيء في البدن أنفع من إمساك اليد إلا عما يحتاج
إليه (1).
[14575] 12 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله وغيره، عن أحمد بن محمد بن خالد،
عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال في حديث: أنفع
الأشياء للمرء سبقه الناس إلى عيب نفسه، الحديث (2).
[14576] 13 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في خطبته الوسيلة:...
أيها الناس أنه لا كنز أنفع من العلم، الحديث (3).
[14577] 14 - الصدوق بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: خير الناس من انتفع به الناس (4).
[14578] 15 - أبو علي الإسكافي رفعه إلى صفوان أنه قال: ذكر عند أبي عبد الله (عليه السلام)
ضعفاء أصحابنا ومحاويجهم، فقال: إني لأحب نفعهم وأحب من نفعهم (5).
[14579] 16 - الحميري، عن الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن
جعفر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الخلق كلهم عيال الله وأحبهم
إلى الله عز وجل أنفعهم لعياله (6).
[14580] 17 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) أنه قال:
خصلتان ليس فوقهما شيء: الإيمان بالله ونفع الإخوان (7).



(1) الكافي: 8 / 273 ح 409.
(2) الكافي: 8 / 243 ح 337.
(3) الكافي: 8 / 19.
(4) أمالي الصدوق: المجلس السادس ح 4 / 72 الرقم 41.
(5) التمحيص: 47 ح 71.
(6) قرب الإسناد: 120 ح 421.
(7) تحف العقول: 368.
419
[14581] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: أفضل الناس أنفعهم
للناس (1).
[14582] 19 - وعنه (عليه السلام): خير الناس من نفع الناس (2).
[14583] 20 - وعنه (عليه السلام): من لم تنفعك حياته فعده في الموتى (3).
راجع في هذا المجال الكافي: 2 / 163، وكتابنا ألف حديث في المؤمن: 323،
وقد مر منا عنوان المنفعة في محلها فراجعها إن شئت.



(1) غرر الحكم: ح 2989 و 5001 و 9078.
(2) غرر الحكم: ح 2989 و 5001 و 9078.
(3) غرر الحكم: ح 2989 و 5001 و 9078.
420
النقص
[14584] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض
العراقيين، عن محمد بن المثنى الحضرمي، عن أبيه، عن عثمان بن زيد، عن جابر
قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): يا جابر لا أخرجك الله من النقص [ولا] التقصير (1).
[14585] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: وجدنا في كتاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا ظهر الزنا من بعدي كثر موت الفجأة وإذا
طفف المكيال والميزان أخذهم الله بالسنين والنقص وإذا منعوا الزكاة منعت الأرض
بركتها من الزرع والثمار والمعادن كلها وإذا جاروا في الأحكام تعاونوا على
الظلم والعدوان وإذا نقضوا العهد سلط الله عليهم عدوهم وإذا قطعوا الأرحام
جعلت الأموال في أيدي الأشرار وإذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر
ولم يتبعوا الأخيار من أهل بيتي سلط الله عليهم شرارهم فيدعوا خيارهم
فلا يستجاب لهم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14586] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن علي بن إسحاق، عن الحسن بن حازم
الكلبي ابن أخت هشام بن سالم، عن سليمان بن جعفر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال



(1) الكافي: 2 / 72 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 374 ح 2.
421
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من لم يحسن وصيته عند الموت كان نقصا في مروءته وعقله،
الحديث (1).
[14587] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض من رواه رفعه إلى
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المؤمن له قوة في دين، إلى أن قال: لا يرى في حكمه نقص ولا
في رأيه وهن ولا في دينه ضياع، يرشد من استشاره ويساعد من ساعده ويكيع عن
الخنا والجهل (2).
الخنا: الفحش في القول.
[14588] 5 - الصدوق رفعه وقال: مر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على نسوة فوقف عليهن ثم
قال: يا معاشر النساء ما رأيت نواقص عقول ودين أذهب بعقول ذوي الألباب
منكن إني قد رأيت أنكن أكثر أهل النار يوم القيامة فتقربن إلى الله عز وجل ما استطعتن،
فقالت امرأة منهن: يا رسول الله ما نقصان ديننا وعقولنا؟ فقال: أما نقصان دينكن
فالحيض الذي يصيبكم فتمكث إحداكن ما شاء الله لا تصلي ولا تصوم وأما نقصان
عقولكن فشهادتكن، إنما شهادة المرأة نصف شهادة الرجل (3).
[14589] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: البخل عار والجبن منقصة
والفقر يخرس الفطن عن حجته والمقل غريب في بلدته (4).
[14590] 7 - وعنه (عليه السلام): إذا تم العقل نقص الكلام (5).
[14591] 8 - وعنه (عليه السلام) قال لابنه محمد بن الحنفية: يا بني إني أخاف عليك الفقر
فاستعذ بالله منه فإن الفقر منقصة للدين، مدهشة للعقل، داعية للمقت (6).



(1) الكافي: 7 / 2 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 231 ح 4.
(3) الفقيه: 3 / 391 ح 4375.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 3.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 71.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 319.
422
[14592] 9 - وعنه (عليه السلام): زهدك في راغب فيك نقصان حظ ورغبتك في زاهد فيك
ذل نفس (1).
[14593] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: بئس الاختيار الرضا
بالنقص (2).



(1) نهج البلاغة: الحكمة 451.
(2) غرر الحكم: ح 4386.
423
النكبة
[14594] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوما لأصحابه: ملعون كل مال لا
يزكى، ملعون كل جسد لا يزكى ولو في كل أربعين يوما مرة، فقيل:
يا رسول الله أما زكاة المال فقد عرفناها فما زكاة الأجساد؟ فقال لهم: أن تصاب
بآفة، قال: فتغيرت وجوه الذين سمعوا ذلك منه فلما رآهم قد تغيرت ألوانهم قال
لهم: أتدرون ما عنيت بقولي؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: بلى الرجل يخدش
الخدشة وينكب النكبة ويعثر العثرة ويمرض المرضة ويشاك الشوكة وما أشبه هذا
حتى ذكر في حديثه إختلاج العين (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[14595] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن النضر
ابن سويد، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أما أنه ليس من عرق
يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض إلا بذنب وذلك قول الله عز وجل في كتابه: (وما
أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) (2) قال: ثم قال: وما
يعفو الله أكثر مما يؤاخذ به (3).



(1) الكافي: 2 / 258 ح 26.
(2) سورة الشورى: 30.
(3) الكافي: 2 / 269 ح 3.
424
الرواية صحيحة الإسناد.
[14596] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن
الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما من نكبة يصيب العبد إلا بذنب وما يعفو
الله عنه أكثر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14597] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن
شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن مسمع بن عبد الملك، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت
أيديكم ويعفو عن كثير) (2) ليس من التواء عرق، ولا نكبة حجر ولا عثرة قدم ولا
خدش عود إلا بذنب ولما يعفو الله أكثر، فمن عجل الله عقوبة ذنبه في الدنيا فإن الله عز وجل
أجل وأكرم وأعظم من أن يعود في عقوبته في الآخرة (3).
[14598] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: لا يكون الصديق صديقا
حتى يحفظ أخاه في ثلاث: في نكبته وغيبته ووفاته (4).



(1) الكافي: 2 / 269 ح 4.
(2) سورة الشورى: 30.
(3) الكافي: 2 / 445 ح 6.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 134.
425
النميمة
[14599] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
أبي الحسن الأصبهاني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): طوبى لكل
عبد نومة لا يؤبه له يعرف الناس ولا يعرفه الناس، يعرفه الله منه برضوان، أولئك
مصابيح الهدى ينجلي عنهم كل فتنة مظلمة ويفتح لهم باب كل رحمة، ليسوا بالبذر
المذاييع ولا الجفاة المرائين.
وقال: قولوا الخير تعرفوا به واعملوا الخير تكونوا من أهله ولا تكونوا عجلا
مذاييع، فإن خياركم الذين إذا نظر إليهم ذكر الله وشراركم المشاؤون بالنميمة،
المفرقون بين الأحبة، المبتغون للبراء المعايب (1).
روى ذيلها أيضا في الكافي: 2 / 369 ح 3.
[14600] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أنبئكم
بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة،
الباغون للبراء المعايب (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14601] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى،



(1) الكافي: 2 / 225 ح 12.
(2) الكافي: 2 / 369 ح 1.
426
عن يوسف بن عقيل، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: محرمة الجنة على
القتاتين المشائين بالنميمة (1).
[14602] 4 - الصدوق، عن علي بن حاتم، عن أحمد بن محمد الهمداني، عن المنذر بن
محمد، عن الحسين بن محمد، عن علي بن القاسم، عن أبي خالد، عن زيد بن علي،
عن أبيه (عليه السلام)، عن جده (عليه السلام)، عن علي (عليه السلام) قال: عذاب القبر يكون من النميمة والبول
وعزب الرجل عن أهله (2).
[14603] 5 - الصدوق بإسناده إلى حديث مناهي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه نهى عن النميمة
والاستماع إليها وقال: لا يدخل الجنة قتات يعني نماما... وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): يقول
الله عز وجل: حرمت الجنة على المنان والبخيل والقتات وهو النمام، الحديث (3).
[14604] 6 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي
القرشي، عن محمد بن سنان، عن المفضل، عن ابن ظبيان، عن الصادق (عليه السلام) قال:
بينا موسى بن عمران (عليه السلام) يناجي ربه عز وجل إذ رأى رجلا تحت ظل عرش الله عز وجل
فقال: يا رب من هذا الذي قد أظله عرشك؟ فقال: هذا كان بارا بوالديه ولم يمش
بالنميمة (4).
[14605] 7 - الصدوق، عن ابن موسى، عن الأسدي، عن النخعي، عن النوفلي،
عن حفص، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أربعة
يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى يسقون من الحميم والجحيم ينادون بالويل
والثبور، يقول أهل النار بعضهم لبعض: ما بال هؤلاء الأربعة قد آذونا على ما بنا من
الأذى؟ فرجل معلق في تابوت من جمر، ورجل يجر أمعاءه، ورجل يسيل فوه قيحا



(1) الكافي: 2 / 369 ح 2.
(2) علل الشرايع: 1 / 309 ح 2.
(3) أمالي الصدوق: المجلس السادس والستون ح 1 / 511 و 517 الرقم 707.
(4) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والثلاثون ح 2 / 246 الرقم 264.
427
ودما، ورجل يأكل لحمه.
فيقال لصاحب التابوت: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ فيقول: إن
الأبعد قد مات وفي عنقه أموال الناس، لم يجد لها في نفسه أداء ولا وفاء. ثم يقال للذي
يجر أمعاءه: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ فيقول: إن الأبعد كان
لا يبالي أين أصاب البول من جسده. ثم يقال للذي يسيل فوه قيحا ودما: ما بال
الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ فيقول: إن الأبعد كان يحاكي فينظر إلى كل كلمة
خبيثة فيسندها ويحاكي بها. ثم يقال للذي كان يأكل لحمه: ما بال الأبعد قد آذانا
على ما بنا من الأذى؟ فيقول: إن الأبعد كان يأكل لحوم الناس بالغيبة ويمشي
بالنميمة (1).
[14606] 8 - الصدوق، عن ابن إدريس، عن أبيه، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن
معاوية بن وهب، عن أبي سعيد هاشم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أربعة لا يدخلون
الجنة: الكاهن والمنافق ومدمن الخمر والقتات وهو النمام (2).
[14607] 9 - الصدوق، عن ابن البرقي، عن أبيه، عن جده، عن جعفر بن عبد الله،
عن عبد الجبار بن محمد، عن داود الشعيري، عن الربيع صاحب المنصور قال: قال
الصادق (عليه السلام) للمنصور في حديث: لا تقبل في ذي رحمك وأهل الرعاية من أهل بيتك
قول من حرم الله عليه الجنة وجعل مأواه النار، فإن النمام شاهد زور وشريك إبليس
في الإغراء بين الناس، وقد قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جائكم فاسق
بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مما فعلتم نادمين) (3)
الحديث (4).



(1) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والثمانون ح 21 / 676 الرقم 919. عقاب الأعمال: 247.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الثالث والستون ح 5 / 489 الرقم 663.
(3) سورة الحجرات: 6.
(4) أمالي الصدوق: المجلس التاسع والثمانون ح 10 / 710 الرقم 978.
428
[14608] 10 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن البرقي، عن عدة من أصحابنا،
عن ابن أسباط، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى (عليه السلام) قال: حرمت الجنة على
ثلاثة: النمام ومدمن الخمر والديوث وهو الفاجر (1).
الرواية موثقة سندا.
[14609] 11 - الصدوق، عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن الحسن بن الحسن
الفارسي، عن سليمان بن جعفر البصري، عن عبد الله بن الحسين بن زيد، عن أبيه،
عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن
الله عز وجل لما خلق الجنة خلقها من لبنتين: لبنة من ذهب ولبنة من فضة وجعل حيطانها
الياقوت وسقفها الزبرجد وحصباءها اللؤلؤ وترابها الزعفران والمسك الأذفر فقال
لها: تكلمي، فقالت: لا إله إلا هو الحي القيوم قد سعد من يدخلني، فقال عز وجل:
بعزتي وعظمتي وجلالي وارتفاعي لا يدخلها مدمن خمر ولا سكير ولا قتات وهو
النمام ولا ديوث وهو القلطبان ولا قلاع وهو الشرطي ولا زنوق وهو الخنثى ولا
خيوق وهو النباش ولا عشار ولا قاطع رحم ولا قدري (2).
[14610] 12 - الصدوق، عن الوراق، عن الأسدي، عن سهل، عن عبد العظيم
الحسني، عن محمد بن علي (عليه السلام)، عن أبيه الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن
أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين قال: دخلت أنا وفاطمة على
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوجدته يبكي بكاء شديدا، فقلت: فداك أبي وأمي يا رسول الله
ما الذي أبكاك؟ فقال: يا علي ليلة أسري بي إلى السماء رأيت نساء من أمتي في عذاب
شديد فأنكرت شأنهن فبكيت لما رأيت من شدة عذابهن ورأيت امرأة معلقة بشعرها
يغلي دماغ رأسها، ورأيت امرأة معلقة بلسانها والحميم يصب في حلقها، ورأيت
امرأة معلقة بثديها، ورأيت امرأة تأكل لحم جسدها والنار توقد من تحتها، ورأيت



(1) عقاب الأعمال: 262 ح 3.
(2) الخصال: 2 / 435 ح 22.
429
امرأة قد شد رجلاها إلى يديها وقد سلط عليها الحيات والعقارب، ورأيت امرأة صماء
عمياء خرساء في تابوت من النار يخرج دماغ رأسها من منخرها وبدنها متقطع من
الجذام والبرص، ورأيت امرأة معلقة برجليها في تنور من نار، ورأيت امرأة تقطع
لحم جسدها من مقدمها ومؤخرها بمقاريض من نار، ورأيت امرأة يحرق وجهها
ويداها وهي تأكل أمعاءها، ورأيت امرأة رأسها رأس خنزير وبدنها بدن الحمار
وعليها ألف ألف لون من العذاب، ورأيت امرأة على صورة الكلب والنار تدخل في
دبرها وتخرج من فيها والملائكة يضربون رأسها وبدنها بمقامع من نار، فقالت
فاطمة (عليها السلام): حبيبي وقرة عيني أخبرني ما كان عملهن وسيرتهن حتى وضع الله عليهن
هذا العذاب؟ فقال: يا بنتي أما المعلقة بشعرها فإنها كانت لا تغطي شعرها من
الرجال، وأما المعلقة بلسانها فإنها كانت تؤذي زوجها، وأما المعلقة بثديها فإنها
كانت تمتنع من فراش زوجها، وأما المعلقة برجليها فإنها كانت تخرج من بيتها بغير
إذن زوجها، وأما التي كانت تأكل لحم جسدها فإنها كانت تزين بدنها للناس، وأما
التي شدت يداها إلى رجليها وسلط عليها الحيات والعقارب فإنها كانت قذرة
الوضوء قذرة الثياب وكانت لا تغتسل من الجنابة والحيض ولا تتنظف وكانت
تستهين بالصلاة، وأما العمياء الصماء الخرساء فإنها كانت تلد من الزنا فتعلقه في عنق
زوجها، وأما التي تقرض لحمها بالمقاريض فإنها تعرض نفسها على الرجال، وأما
التي كانت تحرق وجهها وبدنها وهي تأكل أمعاءها فإنها كانت قوادة، وأما التي كان
رأسها رأس خنزير وبدنها بدن الحمار فإنها كانت نمامة كذابة، وأما التي كانت على
صورة الكلب والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها فإنها كانت قينة نواحة حاسدة،
ثم قال (عليه السلام): ويل لامرأة أغضبت زوجها وطوبى لامرأة رضي عنها زوجها (1).
[14611] 13 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه، عن الكوفي، عن عثمان بن عفان،



(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 10 ح 24.
430
عن علي بن غالب، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يدخل الجنة سفاك الدم
ولا مدمن الخمر ولا مشاء بنميم (1).
[14612] 14 - الطوسي، عن ابن مخلد، عن أبي الحسين، عن محمد بن عيسى بن
حنان، عن سفيان بن عيينة، عن منصور، عن إبراهيم، عن همام، عن حذيفة قال:
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يدخل الجنة قتات (2).
القتات: النمام.
[14613] 15 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: ثلاثة تزري بالمرء: الحسد
والنميمة والطيش (3).
ازرى به: عابه ووضعه من حقه. الطيش: النزق والخفة.
[14614] 16 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إياك والنميمة فإنها
تزرع الضغينة وتبعد عن الله والناس (4).
[14615] 17 - وعنه (عليه السلام): أسوء الصدق النميمة (5).
[14616] 18 - وعنه (عليه السلام): من نقل إليك نقل عنك (6).
[14617] 19 - وعنه (عليه السلام): من سعى بالنميمة حاربه القريب ومقته البعيد (7).
[14618] 20 - وعنه (عليه السلام): لا تجتمع أمانة ونميمة (8).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر مما ذكرنا لك فراجع الكافي:
2 / 369، وعقاب الأعمال: 262، وارشاد القلوب: 116،
والوافي: 5 / 981، والمحجة البيضاء: 5 / 275، وبحار الأنوار: 72 / 263،
وجامع أحاديث الشيعة: 16 / 360 وغيرها من كتب الأخبار.



(1) عقاب الأعمال: 262 ح 1.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثالث عشر ح 76 / 383 الرقم 825.
(3) تحف العقول: 316.
(4) غرر الحكم: ح 2663 و 2939 و 9133 و 8781 و 10581.
(5) غرر الحكم: ح 2663 و 2939 و 9133 و 8781 و 10581.
(6) غرر الحكم: ح 2663 و 2939 و 9133 و 8781 و 10581.
(7) غرر الحكم: ح 2663 و 2939 و 9133 و 8781 و 10581.
(8) غرر الحكم: ح 2663 و 2939 و 9133 و 8781 و 10581.
431
النوم
[14619] 1 - الكليني، عن محمد بن أبي عبد الله، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط،
عن الحسين بن زيد، عن درست بن أبي منصور، عمن حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: ستة أشياء ليس للعباد فيها صنع: المعرفة والجهل والرضا والغضب والنوم
واليقظة (1).
[14620] 2 - الكليني، عن علي بن محمد ومحمد بن أبي عبد الله، عن إسحاق، عن
الأقرع قال: كتبت إلى أبي محمد أسأله عن الإمام هل يحتلم؟ وقلت في نفسي بعد ما
فصل الكتاب: الاحتلام شيطنة وقد أعاذ الله تبارك وتعالى أولياءه من ذلك، فورد
الجواب: حال الأئمة في المنام حالهم في اليقظة لا يغير النوم منهم شيئا وقد أعاذ الله
أولياءه من لمة الشيطان كما حدثتك نفسك (2).
[14621] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن إسحاق قال: دخلت على
أبي محمد (عليه السلام) فسألته أن يكتب لأنظر إلى خطه فأعرفه إذا ورد فقال: نعم، ثم قال:
يا أحمد إن الخط سيختلف عليك من بين القلم الغليظ إلى القلم الدقيق فلا تشكن، ثم
دعا بالدواة فكتب وجعل يستمد إلى مجرى الدواة فقلت في نفسي وهو يكتب:
أستوهبه القلم الذي كتب به، فلما فرغ من الكتابة أقبل يحدثني وهو يمسح القلم
بمنديل الدواة ساعة ثم قال: هاك يا أحمد فناولنيه، فقلت: جعلت فداك إني مغتم



(1) الكافي: 1 / 164 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 509 ح 12.
432
لشيء يصيبني في نفسي وقد أردت أن أسأل أباك فلم يقض لي ذلك، فقال: وما هو
يا أحمد؟ فقلت: يا سيدي روي لنا عن آبائك أن نوم الأنبياء على أقفيتهم ونوم
المؤمنين على أيمانهم ونوم المنافقين على شمائلهم ونوم الشياطين على وجوههم،
فقال (عليه السلام): كذلك هو، فقلت: يا سيدي فإني أجهد أن أنام على يميني فما يمكنني
ولا يأخذني النوم عليها، فسكت ساعة ثم قال: يا أحمد ادن مني، فدنوت منه فقال:
أدخل يدك تحت ثيابك، فأدخلتها فأخرج يده من تحت ثيابه وأدخلها تحت ثيابي
فمسح بيده اليمنى على جانبي الأيسر وبيده اليسرى على جانبي الأيمن ثلاث مرات،
فقال أحمد: فما أقدر أن أنام على يساري منذ فعل ذلك بي (عليه السلام) وما يأخذني نوم عليها
أصلا (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14622] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن نوح
ابن شعيب، عن عبد الله الدهقان، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أول ما عصي الله عز وجل به ست: حب الدنيا وحب الرئاسة
وحب الطعام وحب النوم وحب الراحة وحب النساء (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14623] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن عبد الله بن
عبد الرحمن الأصم، عن الهيثم بن واقد، عن محمد بن سليمان، عن ابن مسكان، عن
أبي حمزة، عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال: إن المنافق ينهى ولا ينتهي
ويأمر بما لا يأتي وإذا قام إلى الصلاة اعترض، قلت: يا ابن رسول الله وما
الاعتراض؟ قال: الالتفات وإذا ركع ربض، يمسي وهمه العشاء وهو مفطر ويصبح



(1) الكافي: 1 / 513 ح 27.
(2) الكافي: 2 / 289 ح 3.
433
وهمه النوم ولم يسهر، إن حدثك كذبك وإن ائتمنته خانك وإن غبت إغتابك وإن
وعدك أخلفك (1).
[14624] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن النوم في المسجد الحرام ومسجد
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: نعم، فأين ينام الناس؟! (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14625] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن زرارة بن أعين
قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): ما تقول في النوم في المساجد؟ فقال: لا بأس به إلا في
المسجدين مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمسجد الحرام، قال: وكان يأخذ بيدي في بعض
الليل فينتحي ناحية ثم يجلس فيتحدث في المسجد الحرام فربما نام ونمت، فقلت له في
ذلك، فقال: إنما يكره أن ينام في المسجد الحرام الذي كان على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فأما النوم في هذا الموضع فليس به بأس (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14626] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن حماد بن عيسى،
عن الحسين بن المختار، عن أبي أسامة زيد الشحام قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) قول
الله عز وجل: (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) (4) فقال: سكر النوم (5).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14627] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب،



(1) الكافي: 2 / 396 ح 3.
(2) الكافي: 3 / 369 ح 10.
(3) الكافي: 3 / 370 ح 11.
(4) سورة النساء: 46.
(5) الكافي: 3 / 371 ح 15.
434
عن يونس بن يعقوب، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كثرة النوم مذهبة للدين
والدنيا (1).
[14628] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عن ابن سنان، عن عبد الله بن مسكان، وصالح النيلي، عن أبي بصير، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل يبغض كثرة النوم وكثرة الفراغ (2).
[14629] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عمن
ذكره عن بشير الدهان قال: سمعت أبا الحسن موسى (عليه السلام) يقول: إن الله جل وعز
يبغض العبد النوام الفارغ (3).
[14630] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا قمت بالليل من منامك فقل: «الحمد
لله الذي رد علي روحي لأحمده وأعبده» فإذا سمعت صوت الديك فقل: «سبوح
قدوس رب الملائكة والروح، سبقت رحمتك غضبك، لا إله إلا أنت وحدك، عملت
سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» فإذا قمت فانظر في آفاق
السماء وقل: «اللهم لا يواري منك ليل داج ولا سماء ذات أبراج ولا أرض ذات مهاد
ولا ظلمات بعضها فوق بعض ولا بحر لجي تدلج بين يدي المدلج من خلقك تعلم خائنة
الأعين وما تخفي الصدور، غارت النجوم ونامت العيون وأنت الحي القيوم لا تأخذك
سنة ولا نوم سبحان ربي رب العالمين وإله المرسلين والحمد لله رب العالمين» (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14631] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، والحسين بن محمد، عن أحمد



(1) الكافي: 5 / 84 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 84 ح 3.
(3) الكافي: 5 / 84 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 538 ح 12.
435
ابن إسحاق جميعا، عن بكر بن محمد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قال حين يأخذ
مضجعه ثلاث مرات: «الحمد لله الذي علا فقهر والحمد لله الذي بطن فخبر والحمد
لله الذي ملك فقدر والحمد لله الذي يحيي الموتى ويميت الأحياء وهو على كل شيء
قدير» خرج من الذنوب كهيئة يوم ولدته أمه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14632] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من أراد شيئا من قيام الليل وأخذ
مضجعه فليقل: «بسم الله اللهم لا تؤمني مكرك ولا تنسني ذكرك ولا تجعلني من
الغافلين أقوم ساعة كذا وكذا» إلا وكل الله عز وجل به ملكا ينبهه تلك الساعة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14633] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه سمع رجلا من الحرورية يتهجد
ويقرأ فقال: نوم على يقين خير من صلاة في شك (3).
الحرورية: أي الخوارج.
[14634] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: كم من صائم ليس له من
صيامه إلا الجوع والظمأ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والعناء، حبذا نوم
الأكياس وإفطارهم (4).
[14635] 17 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
نوم العاقل أفضل من سهر الجاهل (5).



(1) الكافي: 2 / 535 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 540 ح 18.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 97.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 145.
(5) جامع الأحاديث: 124.
436
[14636] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: بئس الغريم النوم، يفني
قصير العمر ويفوت كثير الأجر (1).
[14637] 19 - وعنه (عليه السلام): من كثر في ليله نومه فاته من العمل ما لا يستدركه في
يومه (2).
[14638] 20 - وعنه (عليه السلام): ما أنقض النوم لعزائم اليوم (3).
في الأدعية الواردة عند النوم راجع الكافي: 2 / 535، وفي نوم المؤمن راجع
كتابنا ألف حديث في المؤمن: 329، وقد مر منا عنوان الرؤيا في محلها.



(1) غرر الحكم: ح 4416.
(2) غرر الحكم: ح 8827.
(3) غرر الحكم: ح 9519.
437
النيروز
[14639] 1 - الصدوق رفعه وقال: أتي علي (عليه السلام) بهدية النيروز، فقال (عليه السلام): ما هذا؟ قالوا:
يا أمير المؤمنين اليوم النيروز، فقال (عليه السلام): اصنعوا لنا كل يوم نيروزا (1).
[14640] 2 - الصدوق رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: نيروزنا كل يوم (2).
[14641] 3 - الطوسي رفعه إلى المعلى بن خنيس عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: إذا كان
يوم النيروز فاغتسل والبس أنظف ثيابك وتطيب بأطيب طيبك وتكون صائما ذلك
اليوم، الحديث (3).
[14642] 4 - ابن شهر آشوب رفعه وقال: حكي أن المنصور تقدم إلى موسى بن
جعفر (عليه السلام) بالجلوس للتهنئة في يوم النيروز وقبض ما يحمل إليه فقال (عليه السلام): إني قد
فتشت الأخبار عن جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم أجد لهذا العيد خبرا وأنه سنة للفرس
ومحاها الإسلام ومعاذ الله أن نحيى ما محاه الإسلام، فقال المنصور: إنما نفعل هذا
سياسة للجند فسألتك بالله العظيم إلا جلست فجلس ودخلت عليه الملوك والأمراء
والأجناد يهنؤونه ويحملون إليه الهدايا والتحف على رأسه خادم المنصور يحصي
ما يحمل فدخل في آخر الناس رجل شيخ كبير السن فقال له: يا ابن بنت رسول الله
إنني رجل صعلوك لا مال لي أتحفك ولكن أتحفك بثلاثة أبيات قالها جدي في جدك



(1) الفقيه: 3 / 300 ح 4073.
(2) الفقيه: 3 / 300 ح 4074.
(3) مصباح المتهجد: 790.
438
الحسين بن علي (عليهما السلام):
عجبت لمصقول علاك فرنده * يوم الهياج وقد علاك غبار
ولا سهم نفذتك دون حرائر * يدعون جدك والدموع غزار
إلا تغضغضت السهام وعاقها * عن جسمك الاجلال والاكبار
قال: قبلت هديتك اجلس بارك الله فيك، ورفع رأسه إلى الخادم وقال: امض
إلى أمير المؤمنين وعرفه بهذا المال وما يصنع به، فمضى الخادم وعاد وهو يقول: كلها
هبة مني له يفعل به ما أراد، فقال موسى للشيخ: اقبض جميع هذا المال فهو هبة مني
لك (1).
العلامة المجلسي قدس سره القدوسي نقل مختصر هذا الحديث في باب يوم
النيروز ثم قال بعده: هذا الخبر مخالف لأخبار المعلى ويدل على عدم اعتبار
النيروز شرعا وأخبار المعلى أقوى سندا وأشهر بين الأصحاب، ويمكن حمل هذا
على التقية لاشتمال خبر المعلى على ما يتقى فيه ولذا يتقى في إظهار التبرك به في
تلك الأزمنة في بلاد المخالفين، أو على أن اليوم الذي كانوا يعظمونه غير النيروز
المراد في خبر المعلى (2).
[14643] 5 - ابن فهد الحلي، عن المولى السيد المرتضى العلامة بهاء الدين علي بن
عبد الحميد النسابة بإسناده إلى المعلى بن خنيس، عن الصادق (عليه السلام): إن يوم
النيروز هو اليوم الذي أخذ فيه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام) العهد بغدير خم
فأقروا له بالولاية فطوبى لمن ثبت عليها والويل لمن نكثها، وهو اليوم الذي وجه فيه
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام) إلى وادي الجن فأخذ عليهم العهود والمواثيق، وهو اليوم
الذي ظفر فيه بأهل النهروان وقتل ذا الثدية، وهو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا أهل



(1) المناقب: 4 / 344، ونقل عنه في بحار الأنوار: 45 / 108.
(2) بحار الأنوار: 14 / 208 من طبع الكمباني.
439
البيت وولاة الأمر ويظفره الله تعالى بالدجال فيصلبه على كناسة الكوفة وما من يوم
نوروز إلا نحن نتوقع فيه الفرج لأنه من أيامنا حفظته الفرس وضيعتموه ثم إن نبيا من
أنبياء بني إسرائيل سأل ربه أن يحيى القوم الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر
الموت فأماتهم الله فأوحي إليه أن صب عليهم الماء في مضاجعهم، فصب عليهم الماء
في هذا اليوم فعاشوا وهم ثلاثون ألفا فصار صب الماء في يوم النيروز سنة ماضية لا
يعرف سببها إلا الراسخون في العلم، وهو أول يوم من سنة الفرس، قال المعلى:
وأملى علي ذلك وكتبته من إملائه.
وعن المعلى أيضا قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) في صبيحة يوم النيروز
فقال: يا معلى أتعرف هذا اليوم؟ قلت: لا لكنه يوم يعظمه العجم يتبارك فيه،
قال: كلا والبيت العتيق الذي ببطن مكة ما هذا اليوم إلا لأمر قديم أفسره لك حتى
تعلمه، قلت: تعلمي هذا من عندك أحب إلي من أن أعيش أبدا ويهلك الله أعداءكم
قال: يا معلى يوم النيروز هو اليوم الذي أخذ الله ميثاق العباد أن يعبدوه ولا يشركوا
به شيئا وأن يدينوا برسله وحججه وأوليائه، وهو أول يوم طلعت فيه الشمس
وهبت فيه الرياح اللواقح وخلقت فيه زهرة الأرض، وهو اليوم الذي استوت فيه
سفينة نوح (عليه السلام) على الجودي، وهو اليوم الذي أحيى الله فيه القوم الذين خرجوا من
ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله: (موتوا ثم أحياهم) (1) الله، وهو
اليوم الذي هبط فيه جبرئيل (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو اليوم الذي كسر فيه
إبراهيم (عليه السلام) أصنام قومه، وهو اليوم الذي حمل فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمير المؤمنين (عليه السلام)
على منكبيه حتى رمى أصنام قريش من فوق البيت الحرام وهشمها، الخبر
بطوله (2).



(1) سورة البقرة: 243.
(2) المهذب البارع: 1 / 194، ونقل عنه في بحار الأنوار: 56 / 119.
440
[14644] 6 - المجلسي قال: رأيت في بعض الكتب المعتبرة روى فضل الله بن علي بن
عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن
محمد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب تولاه الله في
الدارين بالحسنى عن أبي عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس الدوريستي، عن
أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي المونسي القمي، عن علي بن بلال، عن أحمد بن محمد
بن يوسف، عن حبيب الخير، عن محمد بن الحسين الصائغ، عن أبيه، عن معلى بن
خنيس قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) يوم النيروز فقال (عليه السلام): أتعرف
هذا اليوم؟ قلت: جعلت فداك هذا يوم تعظمه العجم وتتهادى فيه، فقال أبو عبد الله
الصادق (عليه السلام): والبيت العتيق الذي بمكة ما هذا إلا لأمر قديم أفسره لك حتى تفهمه،
قلت: يا سيدي إن علم هذا من عندك أحب إلي من أن يعيش أمواتي وتموت أعدائي،
فقال: يا معلى إن يوم النيروز هو اليوم الذي أخذ الله فيه مواثيق العباد أن يعبدوه ولا
يشركوا به شيئا وأن يؤمنوا برسله وحججه وأن يؤمنوا بالأئمة (عليهم السلام)، وهو أول يوم
طلعت فيه الشمس وهبت به الرياح وخلقت فيه زهرة الأرض، وهو اليوم الذي
استوت فيه سفينة نوح (عليه السلام) على الجودي، وهو اليوم الذي أحيى الله فيه (الذين
خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم) (1)،
وهو اليوم الذي نزل فيه جبرئيل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو اليوم الذي حمل فيه
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمير المؤمنين (عليه السلام) على منكبه حتى رمى أصنام قريش من فوق البيت
الحرام فهشمها، وكذلك إبراهيم (عليه السلام)، وهو اليوم الذي أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أصحابه أن
يبايعوا عليا (عليه السلام) بامرة المؤمنين، وهو اليوم الذي وجه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام) إلى وادي
الجن يأخذ عليهم البيعة له، وهو اليوم الذي بويع لأمير المؤمنين (عليه السلام) فيه البيعة
الثانية، وهو اليوم الذي ظفر فيه بأهل النهروان وقتل ذا الثدية، وهو اليوم الذي



(1) سورة البقرة: 243.
441
يظهر فيه قائمنا وولاة الأمر، وهو اليوم الذي يظفر فيه قائمنا بالدجال فيصلبه على
كناسة الكوفة، وما من يوم نيروز إلا ونحن نتوقع فيه الفرج لأنه من أيامنا وأيام
شيعتنا، حفظته العجم وضيعتموه أنتم وقال: إن نبيا من الأنبياء سأل ربه كيف يحيى
هؤلاء القوم الذين خرجوا فأوحى الله إليه أن يصب الماء عليهم في مضاجعهم في هذا
اليوم وهو أول يوم من سنة الفرس فعاشوا وهم ثلاثون ألفا فصار صب الماء في
النيروز سنة، فقلت: يا سيدي ألا تعرفني جعلت فداك أسماء الأيام بالفارسية؟
فقال (عليه السلام): يا معلى هي أيام قديمة من الشهور القديمة كل شهر ثلاثون لا زيادة فيه ولا
نقصان، الحديث (1).
راجع في هذا المجال إن شئت مصباح المتهجد: 790، والمهذب البارع:
1 / 191، وبحار الأنوار: 14 / 206 من طبع الكمباني، و 59 / 91 من طبع
الحروفي بإيران و 56 / 91 من طبع بيروت، ووسائل الشيعة: 8 / 172،
ومستدرك الوسائل: 6 / 352 كلاهما من طبع آل البيت، وجامع أحاديث الشيعة:
8 / 378 من الطبعة الحديثة.



(1) بحار الأنوار: 56 / 91 ح 1.
442
النية
[14645] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن
المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (ليبلوكم أيكم
أحسن عملا) (1) قال: ليس يعني أكثر عملا ولكن أصوبكم عملا وإنما الإصابة
خشية الله والنية الصادقة والحسنة، ثم قال: الإبقاء على العمل حتى يخلص أشد من
العمل والعمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله عز وجل، والنية أفضل
من العمل ألا وإن النية هي العمل ثم تلا قوله عز وجل: (قل كل يعمل على شاكلته) (2)
يعني على نيته (3).
[14646] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي
ابن أسباط، عن محمد بن إسحاق بن الحسين، عن عمرو، عن حسن بن أبان، عن
أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن حد العبادة التي إذا فعلها فاعلها كان
مؤديا، فقال: حسن النية بالطاعة (4).
[14647] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن مالك
ابن عطية، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال: لا عمل
إلا بنية (5).



(1) سورة الملك: 2.
(2) سورة الاسراء: 84.
(3) الكافي: 2 / 16 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 85 ح 4.
(5) الكافي: 2 / 84 ح 1.
443
الرواية صحيحة الإسناد.
[14648] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نية المؤمن خير من عمله ونية الكافر شر
من عمله وكل عامل يعمل على نيته (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[14649] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن
المنقري، عن أحمد بن يونس، عن أبي هاشم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إنما خلد
أهل النار في النار لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا، وإنما
خلد أهل الجنة في الجنة لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبدا،
فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء ثم تلا قوله تعالى: (قل كل يعمل على شاكلته) قال:
على نيته (2).
[14650] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن العبد المؤمن الفقير
ليقول: يا رب ارزقني حتى أفعل كذا وكذا من البر ووجوه الخير، فإذا علم الله عز وجل
ذلك منه بصدق نية كتب الله له من الأجر مثل ما يكتب له لو عمله، إن الله واسع
كريم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14651] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما استسقى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسقى الناس حتى
قالوا: إنه الغرق، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده وردها: اللهم حوالينا ولا علينا،



(1) الكافي: 2 / 84 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 85 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 85 ح 3.
444
قال: فتفرق السحاب، فقالوا: يا رسول الله استسقيت لنا فلم نسق ثم استسقيت لنا
فسقينا؟ قال: إني دعوت وليس لي في ذلك نية ثم دعوت ولي في ذلك نية (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14652] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان في بني إسرائيل رجل
فدعا الله أن يرزقه غلاما ثلاث سنين فلما رأى أن الله لا يجيبه قال: يا رب أبعيد أنا
منك فلا تسمعني أم قريب أنت مني فلا تجيبني، قال: فأتاه آت في منامه فقال: إنك
تدعو الله عز وجل منذ ثلاث سنين بلسان بذئ وقلب عات غير تقي ونية غير صادقة،
فاقلع عن بذائك وليتق الله قلبك ولتحسن نيتك، قال: ففعل الرجل ذلك ثم دعا الله
فولد له غلام (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[14653] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن أبي إسماعيل إبراهيم بن إسحاق الأزدي، عن أبي عثمان العبدي، عن جعفر (عليه السلام)،
عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا قول إلا بعمل
ولا قول ولا عمل إلا بنية ولا قول ولا عمل ولا نية إلا بإصابة السنة (3).
[14654] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان،
عن مفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى الله عز وجل إلى داود (عليه السلام): ما اعتصم بي عبد
من عبادي دون أحد من خلقي عرفت ذلك من نيته ثم تكيده السماوات والأرض ومن
فيهن إلا جعلت له المخرج من بينهن وما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي،



(1) الكافي: 2 / 474 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 324 ح 7.
(3) الكافي: 1 / 70 ح 9.
445
عرفت ذلك من نيته إلا قطعت أسباب السماوات والأرض من يديه وأسخت الأرض
من تحته ولم أبال بأي واد هلك (1).
[14655] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي
ابن الحكم قال: قال أبو الوليد حسن بن زياد الصيقل، قال أبو عبد الله (عليه السلام): من
صدق لسانه زكى عمله ومن حسنت نيته زيد في رزقه ومن حسن بره بأهل بيته مد له
في عمره (2).
الرواية حسنة سندا وروي مثلها في الكافي: 8 / 219 ح 269.
[14656] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عبد الرحمن بن
أبي نجران، عن الحسن بن علي بن رباط قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من كان
عليه دين فينوي قضاءه كان معه من الله عز وجل حافظان يعينانه على الأداء عن أمانته
فإن قصرت نيته عن الأداء قصرا عنه من المعونة بقدر ما قصر من نيته (3).
[14657] 13 - الصدوق، عن ابن إدريس، عن أبيه، عن ابن عيسى، عن الحسن بن
علي بن فضال، عن الحسن بن الجهم، عن الفضيل قال: قال الصادق (عليه السلام): ما ضعف
بدن عما قويت عليه النية (4).
الرواية معتبرة الإسناد، ورويها أيضا في الفقيه: 4 / 400 ح 5859.
[14658] 14 - الصدوق، عن أبيه، عن حبيب بن الحسين الكوفي، عن ابن أبي الخطاب،
عن أحمد بن صبيح، عن زيد الشحام قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني سمعتك
تقول: نية المؤمن خير من عمله فكيف تكون النية خيرا من العمل؟ قال: لأن العمل
ربما كان رياء المخلوقين والنية خالصة لرب العالمين فيعطي عز وجل على النية ما لا يعطي



(1) الكافي: 2 / 63 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 105 ح 11.
(3) الكافي: 5 / 95 ح 1.
(4) أمالي الصدوق: المجلس الثالث والخمسون ح 6 / 408 الرقم 526.
446
على العمل، قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن العبد لينوي من نهاره أن يصلي بالليل فتغلبه
عينه فينام فيثبت الله له صلاته ويكتب نفسه تسبيحا ويجعل نومه عليه صدقة (1).
[14659] 15 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن عمران بن
موسى، عن الحسن بن علي بن النعمان، عن الحسن بن الحسين الأنصاري، عن بعض
رجاله، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه كان يقول: نية المؤمن أفضل من عمله وذلك لأنه ينوي
من الخير ما لا يدركه، ونية الكافر شر من عمله وذلك لأن الكافر ينوي الشر ويأمل
من الشر ما لا يدركه (2).
[14660] 16 - المفيد، عن أبي غالب أحمد بن محمد، عن جده محمد بن سليمان، عن
محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن حمزة بن الطيار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إنما قدر الله عون العباد على قدر نياتهم فمن صحت نيته تم عون الله له، ومن قصرت
نيته قصر عنه العون بقدر الذي قصر (3).
[14661] 17 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن أحمد بن إسحاق
الموسوي، عن أبيه إسحاق بن العباس، عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر،
عن علي بن جعفر، وعلي بن موسى (عليه السلام)، عن موسى بن جعفر (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام):
أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أغزى عليا في سرية وأمر المسلمين أن ينتدبوا معه في سريته،
فقال رجل من الأنصار لأخ له: اغز بنا في سرية علي لعلنا نصيب خادما أو دابة أو
شيئا نتبلغ به، فبلغ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله، فقال: إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما
نوى فمن غزا ابتغاء ما عند الله عز وجل فقد وقع أجره على الله عز وجل ومن غزا يريد عرض
الدنيا أو نوى عقالا لم يكن له إلا ما نوى (4).



(1) علل الشرايع: 524.
(2) علل الشرايع: 524.
(3) أمالي المفيد: المجلس السابع ح 11 / 65.
(4) أمالي الطوسي: المجلس التاسع والعشرون ح 10 / 618 الرقم 1274.
447
[14662] 18 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: نيه
المؤمن خير من عمله وكل يعمل على نيته (1).
[14663] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إن الله تعالى يدخل بحسن
النية وصالح السريرة من يشاء من عباده الجنة (2).
[14664] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من حسنت نيته كثرت
مثوبته وطابت عيشته ووجبت مودته (3).
الروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت راجع الكافي: 2 / 84، والمحجة البيضاء:
8 / 103، وبحار الأنوار: 67 / 185، ووسائل الشيعة: 1 / 46 وما بعدها،
ومستدرك الوسائل: 1 / 88 كلاهما من طبع آل البيت، وجامع أحاديث الشيعة:
1 / 425 من الطبعة الحديثة وفيها أكثر من ثمانين رواية، وكتابنا ألف حديث في
المؤمن: 330.
إلى هنا تم الجزء الحادي عشر من موسوعة أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) في
يوم الاثنين الثالث من شوال المكرم عام 1420 على يد مؤلفها
العبد هادي النجفي ببلدة أصبهان
والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله على محمد وآله
الطيبين الطاهرين المعصومين



(1) جامع الأحاديث: 123.
(2) غرر الحكم: ح 3544.
(3) غرر الحكم: ح 9095.
448
/ 1