سنن الكبرى (جزء 8) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سنن الكبرى (جزء 8) - نسخه متنی

احمد بن حسین بیهقی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الكتاب: السنن الكبرى
المؤلف: البيهقي
الجزء: 8
الوفاة: 458
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: دار الفكر
ردمك:
ملاحظات:
ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا
السنن الكبرى
لامام المحدثين الحافظ الجليل أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي
البيهقي المتوفى سنة ثمان وخمسين وأربع ماية
الجزء الثامن
وفي ذيله
الجوهر النقي
للعلامة علاء الدين بن علي بن عثمان المارديني الشهير
بابن التركماني المتوفى سنة خمس وأربعين وسبع مائة
دار الفكر

1
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر وأعن يا كريم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
باب من أحق منهما بحسن الصحبة
(أخبرنا) أبو محمد جناح بن نذير بن جناح بالكوفة ثنا أبو جعفر بن دحيم ثنا محمد بن حسين بن أبي الحنين ثنا أبو غسان ثنا
محمد بن طلحة عن عبد الله بن شبرمة عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه
وسلم قال يا رسول الله أي الناس أحق منى بحسن الصحبة قال أمك قال ثم من قال ثم أمك (1) قال ثم من قال ثم أمك (1)
قال ثم من قال ثم أبوك - أخرجاه في الصحيح من حديث ابن شبرمة -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي ثنا الأنصاري (2)
ثنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله من أبر قال أمك قال قلت ثم من قال ثم أمك قال قلت ثم من
قال ثم أمك قال قلت ثم من قال ثم أباك ثم الأقرب فالأقرب -



(1) مد - قال أمك
(2) هكذا في مص - ووقع في مد و - ر - الكجي الأنصاري - وفى هامش ر - لعله ثنا الأنصاري -
وهو محمد ابن عبد الله الأنصاري يروى عن بهز بن حكيم كما في التهذيب - ح -
2
باب الأبوين إذا افترقا وهما في قرية واحدة
فالأم أحق بولدها ما لم تتزوج
وكانوا صغارا فإذا بلغ أحدهم سبع أو ثمان سنين وهو يعقل خير بين أبيه وأمه وكان (1) عند أيهما اختار
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ ابن عيينة عن
زياد بن سعد قال أبو محمد أظنه عن هلال بن أبي ميمونة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة (ح وانا) أبو بكر بن الحارث
الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان الأصبهاني أنبأ أبو يعلى الموصلي ثنا هارون بن معروف ثنا سفيان بن عيينة عن زياد بن سعد
عن هلال بن أبي ميمونة عن أبيه عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم خير غلاما بين أبيه وأمه -
(وأخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا يحيى بن جعفر أنبأ
الضحاك يعنى ابن مخلد انا عاصم (2) (ح وانا) أبو علي الروذباري الفقيه أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا الحسن بن علي
ثنا عبد الرزاق وأبو عاصم عن ابن جريج أخبرني زياد عن هلال بن أسامة ان أبا ميمونة سليم (3) مولى من أهل المدينة رجل
صدق قال بينما انا جالس مع أبي هريرة جاءت امرأة فارسية معها ابن لها فادعياه وقد طلقها زوجها فقالت يا أبا هريرة
رطنت بالفارسية زوجي يريد أن يذهب بابني فقال أبو هريرة استهما عليه ورطن لها بذلك فجاء زوجها فقال من يحاقني
في ولدى فقال أبو هريرة اللهم إني لا أقول هذا الا انى سمعت امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا قاعد عنده
فقالت يا رسول الله ان زوجي يريد أن يذهب بابني وقد سقاني من بئر أبى عنبة وقد نفعني فقال النبي صلى الله عليه وسلم
استهما عليه فقال زوجها من يحاقني في ولدى فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا أبوك وهذه أمك فخذ بيد أيهما شئت فأخذ
بيد أمه فانطلقت به - لفظ حديث الروذباري وحديث ابن بشران اقصر منه والمعنى واحد -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران وأبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قالا أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان
(ح وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو جعفر محمد بن عمر والرزاز ثنا سعدان بن نصر ثنا وكيع بن الجراح ثنا على
ابن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي ميمونة عن أبي هريرة قال جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد طلقها
زوجها فأرادت ان تأخذ ولدها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم استهما فقال الرجل من يحول بيني وبين ولدى فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اختر أيهما شئت فاختار أمه به فذهبت به -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ (4) الحسن بن علي بن زياد ثنا إبراهيم بن موسى ثنا عيسى بن يونس
ثنا عبد الحميد بن جعفر (حدثني أبي - 5) حدثني رافع بن سنان انه أسلم وأبت (6) امرأته ان تسلم فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ابنتي وهي فطيم وقال رافع ابنتي فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرافع اقعد ناحية وقال لا مرأته اقعدي ناحية قال
وأقعد الصبية بينهما ثم قال ادعواها فمالت الصبية إلى أمها فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اهدها فمالت إلى أبيها فأخذها



(1) مص - فكان
(2) كذا في النسخ والصواب الضحاك بن مخلد أبو عاصم - راجع التهذيب - ح
(3) كتب عليه في مص - كذا وسليم اسم أبى ميمونة وقيل فيه سلمان وقيل سلمى - ح -
(4) مص - ثنا
(5) سقط من مد
(6) مص - فأبت -
3
رافع بن سنان جد عبد الحميد بن جعفر -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ ابن عيينة عن يونس
ابن عبد الله الجرمي عن عمارة الجرمي قال خيرني علي رضي الله عنه بين أمي وعمى ثم قال لأخ لي أصغر منى وهذا أيضا
لو قد بلغ مبلغ هذا لخيرته (قال الشافعي) قال إبراهيم عن يونس عن عمارة عن علي رضي الله عنه مثله وقال في الحديث
وكنت ابن سبع أو ثمان سنين (وروى الشافعي) في القديم وليس ذلك في مسموعنا عن سفيان بن عيينة عن يزيد بن يزيد
ابن جابر عن إسماعيل بن عبيد الله (1) بن أبي المهاجر (2) عن عبد الرحمن بن غنم ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه خير غلاما
بين أبيه وأمه -
باب الام تتزوج فيسقط حقها من حضانة
الولد وينتقل إلى جدته
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد بن عبدوس العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا محمود بن خالد الدمشقي
ثنا الوليد بن مسلم حدثني أبو عمرو الأوزاعي حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو أن امرأة قالت
يا رسول الله ان ابني هذا كان بطني له وعاء وثديي له سقاء وحجري له حواء وان أباه طلقني وأراد أن ينزعه منى فقال لها



(1) مص - عبد الله - خطأ - ح
(2) هامش ر - في الأصلين ابن المهاجر
4
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت أحق به ما لم تنكحي -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف الرفاء البغدادي أنبأ أبو عمر وعثمان بن محمد بن بشر ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا إسماعيل
ابن أبي أويس وعيسى بن مينا قالا ثنا (1) عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن الفقهاء الذين ينتهى إلى قولهم من أهل المدينة
انهم كانوا يقولون قضى أبو بكر الصديق على عمر بن الخطاب على عمر بن الخطاب رضي الله عنهما لجدة ابنه عاصم بن عمر بحضانته حتى
يبلغ وأم عاصم يومئذ حية متزوجة -
(وأخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا يحيى بن بكير ثنا مالك عن
يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد قال كانت عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه امرأة من الأنصار فولدت له عاصم بن عمر
ثم فارقها عمر رضي الله عنه فركب يوما إلى قباء فوجد ابنه يلعب بفناء المسجد فأخذ بعضده فوضعه بين يديه على الدابة
فأدركته جدة الغلام فنازعته إياه فأقبلا حتى آتيا أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقال عمر ابني وقالت المرأة ابني فقال أبو بكر
رضي الله عنه خل بينها وبينه فما راجعه عمر الكلام -
(وأخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن المحمودي المروزي ثنا أبو عبد الله محمد بن علي الحافظ ثنا أبو موسى عن
يحيى بن سعيد عن مجالد عن عامر عن مسروق ان عمر رضي الله عنه طلق أم عاصم فكان في حجر جدته فخاصمته إلى أبى بكر
رضي الله عنه فقضى أن يكون المولد مع جدته والنفقة على عمر رضي الله عنه وقال هي أحق به -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد أنبأ ابن شعيب أخبرني ابن لهيعة الحضرمي
عن عمر بن عبد الله مولى غفرة انه أخبره عن زيد بن إسحاق بن جارية (2) الأنصاري انه أخبره ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه
حين خاصم إلى أبى بكر رضي الله عنه في ابنه فقضى به أبو بكر رضي الله عنه لامه ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول لا توله والدة عن ولدها -
باب الخالة أحق بالحضانة من العصبة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبد الله بن موسى ثنا إسرائيل
عن أبي إسحاق عن البراء قال اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة فأبى أهل مكة ان يدعوه يدخل مكة حتى
قضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام فلما كتبوا الكتاب كتبوا هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقالوا لا نقر بهذا ولو نعلم (3)
انك رسول الله ما منعناك شيئا ولكن أنت محمد بن عبد الله قال انا رسول الله وانا محمد بن عبد الله يا علي امح رسول الله قال
والله لا أمحوك ابدا فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب وليس يحسن يكتب مكان رسول الله فكتب (4) هذا
ما قاضى عليه محمد بن عبد الله لا يدخل مكة السلاح الا السيف في القراب وان لا يخرج من أهلها أحدا أراد أن يتبعه وان
لا يمنع أحدا من أصحابه أراد أن يقيم بها فلما دخلها ومضى الاجل اتوا عليا رضي الله عنه فقالوا قل لصاحبك فليخرج عنا
فقد مضى الاجل فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم تتبعهم (5) ابنة حمزة فنادت يا عم يا عم فتناولها علي رضي الله عنه
فأخذ بيدها وقال لفاطمة عليها السلام (6) دونك فحملتها فاختصم فيها على وزيد وجعفر رضي الله عنهم فقال على انا اخذتها وهي
بنت عمي قال جعفر ابنة عمي وخالتها تحتي وقال زيد ابنة أخي فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالتها وقال الخالة بمنزلة
الام وقال لعلى رضي الله عنه أنت منى وانا منك وقال لجعفر رضي الله عنه اشبهت خلقي وخلقي وقال لزيد رضي الله عنه أنت
أخونا ومولانا - رواه البخاري في الصحيح عن عبيد الله بن موسى - هكذا رواه عبيد الله بن موسى عن إسرائيل مدرجا
(وروى) إسماعيل بن جعفر عن إسرائيل قصة ابنة حمزة عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ و (7) هبيرة عن علي رضي الله عنه



(1) مص - أنبأ
(2) مد - إسحاق عن حارثة - خطأ - ح
(3) مص - لو نعلم
(4) كذا
(5) ر - فتبعتهم
(6) مص - رضي الله عنها
(7) مص - أو -
5
وكذلك رواها (1) عبيد الله بن موسى مرة أخرى منفردة (ورواه) زكريا بن أبي زائدة وغيره عن أبي إسحاق -
(كما أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا عبد الله بن محمد بن أبي مريم ثنا أسد (2)
ابن موسى ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة حدثني أبي وغيره عن أبي إسحاق عن البراء قال أقام رسول الله صلى الله
عليه وسلم بمكة ثلاثة أيام في عمرة القضاء فلما كان اليوم الثالث قالوا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ان هذا آخر يوم
من شرط صاحبك فمره فليخرج فحدثه بذلك فقال نعم فخرج - قال أبو إسحاق وحدثني هانئ بن هانئ وهبيرة بن يريم
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال فاتبعته (3) ابنة حمزة تنادي يا عم يا عم فتناولها علي رضي الله عنه فأخذ بيدها (4) وقال
لفاطمة عليها السلام (5) دونك ابنة عمك فحملتها فاختصم فيها على وزيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب رضي الله عنهم فقال
علي رضي الله عنه انا اخذتها وبنت عمى وقال جعفر بنت عمى وخالتها عندي وقال زيد ابنة أخي فقضى بها رسول الله
صلى الله عليه وسلم لخالتها وقال الخالة بمنزلة الام وقال لزيد أنت أخونا ومولانا فحجل (6) وقال لجعفر أنت أشبههم بي
خلقا وخلقا فحجل وراء حجل زيد ثم قال لي أنت منى وانا منك فحجلت وراء حجل جعفر (قال وقلت) للنبي صلى الله عليه
وسلم الا تتزوج بنت حمزه قال إنها ابنة أخي من الرضاعة (ويحتمل أن تكون رواية أبي إسحاق عن البراء في قصة ابنة حمزة
مختصرة كما روينا ثم رواها عنهما عن علي رضي الله عنه أتم من ذلك كما روينا فقصة الحجل في روايتهما دون رواية البراء
والله أعلم (7) (وروينا) هذه القصة أيضا عن محمد بن نافع بن عجير عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه -
(حدثناه) أبو عبد الله الحافظ ثنا (8) أبو بكر محمد بن المؤمل ثنا الفضل بن محمد الشعراني ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا عبد العزيز بن محمد
عن يزيد بن الهاد عن محمد بن نافع بن عجير عن أبيه نافع عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قصة بنت حمزة قال فقال جعفر
رضي الله عنه انا أحق بها فان خالتها عندي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما الجارية فأقضى بها لجعفر فان خالتها عنده وإنما
الخالة أم - هكذا حدثناه، وكذلك رواه محمد بن يحيى الذهلي عن إبراهيم بن حمزة، وكذلك رواه عبد العزيز بن عبد الله
عن عبد العزيز بن محمد (وهو في كتاب سنن أبي داود عن العباس بن عبد العظيم عن عبد الملك بن عمرو عن عبد العزيز بن
محمد - 9) عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن نافع بن عجير عن أبيه عن علي رضي الله عنه - والله أعلم والذي عندنا ان الأول
أصح (وكذلك رواه الأويسي عن عبد العزيز بن محمد - 10) -
جماع أبواب نفقة المماليك
باب ما على مالك المملوك من طعام المملوك وكسوته
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ثنا محمد بن إسماعيل بن مهران ثنا أبو الطاهر أنبأ ابن وهب
أخبرني عمرو بن الحارث ان بكير بن الأشج حدثه عن العجلان مولى فاطمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنه قال للمملوك طعامه وكسوته ولا يكلف من العمل ما لا يطيق - رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر -
(وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان بن عيينة عن محمد بن
عجلان عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن عجلان أبى محمد بن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للمملوك
طعامه وكسوته بالمعروف ولا يكلف من العمل الا ما يطيق -
(أخبرنا - أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا موسى بن إسحاق القاضي الأنصاري ثنا عمر بن أبي الرطيل ثنا



(1) مص - رواه
(2) ر - أسيد - خطأ - ح
(3) مص - فاتبعتهم
(4) مد - فأخذها بيدها
(5) مص - رضي الله عنها
(6) الحجل ان يرفع رجلا ويقفز على الأخرى من الفرح - مجمع
(7) ما بين القوسين اجازه كما في ر - و - مص
(8) مص - أنبأ
(9) زيادة من مص
(10) ليس في مص
6
عبد الرحمن بن عبد الملك بن سعيد بن أبجر عن أبيه ح و - 1) حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنبأ
إبراهيم بن عبد الله (بن محمد - 2) بن أيوب المخرمي ثنا سعيد بن محمد الجرمي ثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن سعيد بن أبجر عن
أبيه عن طلحة بن مصرف عن خيثمة بن عبد الرحمن قال كنا جلوسا عند عبد الله بن عمرو إذ جاء قهرمان له فدخل فقال
أعطيت الرقيق قوتهم قال لا قال فانطلق وأعطهم وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفى بالمؤمن اثما ان يحبس
(عنده 2) عمن يملك قوته - رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن محمد الجرمي (3) -
باب ما جاء في تسوية المالك بين طعامه وطعام
رقيقه وبين كسوته وكسوة رقيقه
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا ابن نمير عن الأعمش عن
المعرور قال لقينا أبا ذر بالربذة عليه ثوب وعلى غلامه مثله فقال له رجل يا أبا ذر لو أخذت هذا الثوب من غلامك فلبسته
فكانت حلة وكسوت غلامك ثوبا آخر فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هم اخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن
كان اخوه تحت يديه فليطعمه مما يأكل وليكسه مما يلبس ولا يكلفه ما يغلبه فان كلفه فليعنه - أخرجاه في الصحيح من
حديث الأعمش -
(وأخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي ببغداد ثنا أبو العباس محمد بن أحمد هو ابن حمد ان النيسابوري ثنا محمد
ابن عمرو بن النضر الحرشي ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا زهير ثنا الأعمش عن المعرور قال قدمنا الربذة فأتينا أبا ذر
فإذا عليه حلة وإذا على غلامه أخرى قال فقلنا لو كسوت غلامك غير هذا وجمعت بينهما فكانت حلة قال فقال سأحدثكم عن
هذا انى ساببت رجلا وكانت أمه أعجمية فنلت منها فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكاني إليه فقال لي أساببت فلانا
قلت نعم قال فهل ذكرت أمه فقلت من يسابب الرجال ذكر أبوه وأمه يا رسول الله قال إنك امرؤ فيك جاهلية قال قلت
على ساعتي من الكبر قال نعم إنما هم اخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان اخوه تحت يده فليطعمه من طعامه وليلبسه
من لباسه ولا يكلفه ما يغلبه فان كلفه ما يغلبه فليعنه عليه - رواه مسلم في الصحيح عن أحمد بن يونس وأخرجه البخاري
من وجه آخر عن الأعمش -
(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري بالبصرة ثنا جعفر بن محمد القلانسي
ثنا آدم بن أبي اياس ثنا شعبة ثنا واصل الأحدب قال سمعت المعرور بن سويد يقول رأيت أبا ذر الغفاري رضي الله عنه
وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألته عن ذلك فقال إني ساببت رجلا فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم أعيرته بأمه ثم قال لي ان اخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان اخوه تحت يده فليطعمه
مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فان كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم عليه - رواه البخاري في الصحيح عن آدم
وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن عمرو الرازي ثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن
مورق عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لايمكم من مملوكيكم فأطعموه مما تأكلون واكسوه مما تكتسون
ومن لم يلايمكم (4) منهم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله -



(1) زيادة من مص - وهامش ر - من نسخة ح
(2) ليس في مص
(3) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في السابع والعشرين بعد خمس المائة بدار الحديث ولله الحمد
(4) مد - ومن لا يلامكم -
7
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن
سليمان أنبأ الشافعي أنبأ ابن عيينة عن إبراهيم بن أبي خداش بن عتبة بن أبي لهب انه سمع ابن عباس يقول في المملوكين
أطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تكتسون (قال الشافعي) رحمه الله وان لم يفعل فله ما قال النبي صلى الله عليه وسلم نفقته
وكسوته بالمعروف والمعروف عندنا المعروف لمثله في بلده الذي يكون به -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن محمد بن
زياد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء خادم أحدكم بطعامه فليجلسه معه فإن لم يفعل فليناوله
اكلة أو أكلتين فإنه ولى دخانه وحره - رواه البخاري في الصحيح عن حجاج بن منهال وغيره عن شعبة (قال الشافعي)
رحمه الله وهذا يدل على ما وصفنا من تباين طعام المملوك وطعام سيده -
باب ما ينبغي لمالك المملوك الذي يلي طعامه ان يفعله
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء أنبأ أبو نعيم الملائي و عبد الله بن
مسلمة قالا ثنا داود بن قيس عن موسى بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا صنع خادم أحدكم
له طعاما فجاء به قد ولى حره ودخانه فليقعده معه فليأكل فإن كان الطعام مشفوها قليلا فليضع في يده اكلة أو أكلتين قال
داود بن قيس الأكلة اللقمة - رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن مسلمة القعنبي -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان
أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كفى أحدكم
خادمه طعامه حره ودخانه فليدعه فليجلسه فان أبى فليروغ له لقمة فلينا وله إياها ويعطيه إياها أو كلمة هذا معناها -
باب لا يكلف المملوك من العمل الا ما يطيق الدوام عليه
قد مضى الحديث المسند في هذا
(وأخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك أنبأ يحيى بن بكير ثنا ليث عن
ابن عجلان عن بكير بن الأشح ان العجلان أبا محمد حدثه قبل وفاته انه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم للملوك طعامه وكسوته ولا يكلف من العمل ما لا يطيق -
باب ما جاء في النهى عن كسب الأمة
إذا لم تكن في عمل واصب
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن القاضي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني مسلم بن خالد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة
قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسب الأمة الا أن يكون لها عمل واصب أو كسب يعرف وجهه (ورواه) على
ابن الجعد عن (الزنجي بن خالد عن - 1) حرام بن عثمان عن أبي عتيق عن جابر مرفوعا -
(أخبرنا) أبو جعفر كامل بن أحمد المستملى وأبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة قالا أنبأ أبو العباس محمد بن إسحاق بن



(1) سقط من مد -
8
أيوب الصبغي ثنا الحسن بن علي بن زياد ثنا ابن أبي أويس حدثني مالك (ح وأخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن عمه أبى سهيل عن أبيه انه سمع عثمان بن عفان
رضي الله عنه يقول في خطبته لا تكلفوا الصغير الكسب فإنكم متى كلفتموه الكسب سرق ولا تكلفوا الأمة غير ذات
الصنعة الكسب فإنكم متى كلفتموها الكسب كسبت بفرجها - لفظ حديث الشافعي زاد ابن أبي أويس في روايته وعفوا
إذا أعفكم الله وعليكم من المطاعم ما طاب منها - رفعه بعضهم عن عثمان رضي الله عنه من حديث الثوري ورفعه ضعيف -
باب مخارجة العبد برضاه إذا كان له كسب
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن
عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني عبد الله بن عمرو مالك بن انس وسفيان بن سعيد الثوري ان حميدا الطويل حدثهم عن
انس بن مالك قال حجم أبو طيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه صاعين أو صاعا من تمر وأمر أهله ان يخففوا عنه
من خراجه - أخرجه البخاري في الصحيح من حديث مالك - وأخرجه مسلم من وجه آخر عن حميد -
(أخبرنا) محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي
ثنا الأوزاعي حدثني رجل منا يقال له نهيك بن يريم حدثني مغيث بن سمى قال كان للزبير بن العوام رضي الله عنه الف
مملوك يؤدى إليه الخراج فلا يدخل بيته من خراجهم شيئا -
(أخبرنا) أبو الحسن بن أبي المعروف أنبأ أبو عمرو بن نجيد أنبأ أبو مسلم ثنا أبو عاصم عن ابن أبي ذئب عن درهم مولى
عبد الرحمن قال ضرب على مولاي كل يوم درهما فأتيت أبا هريرة فقال اتق الله وأد حق الله وحق مولاك -
باب النهى عن كسب البغى
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا يحيى بن إبراهيم قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن
عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني مالك بن انس ويونس بن يزيد والليث بن سعد أن ابن الشهاب حدثهم عن أبي بكر بن
عبد الرحمن ان أبا مسعود عقبة بن عمرو حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاهم عن ثمن الكلب ومهر البغى وحلوان
الكاهن الا ان يونس قال في الحديث ثلاثة هن (1) سحت - أخرجاه في الصحيح من حديث مالك وأخرجه مسلم من
حديث الليث -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر بن عبد الله أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو كامل الجحدري ثنا أبو عوانة عن
الأعمش عن أبي سفيان عن جابر أن جارية لعبد الله بن أبي يقال لها مسيكة وأخرى يقال لها أميمة وكان يريدهما على الزنا
فشكتا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء) إلى قوله (غفور رحيم)
رواه مسلم في الصحيح عن أبي كامل -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية
عن الأعمش (ح وأخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد قال
حدثني يحيى بن سعيد عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال كانت أمة لعبد الله بن أبي وكان يكرهها على الزنا فنزلت
(ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ان أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم)
وفى رواية أبى معاوية قال كان عبد الله بن أبي ابن سلول يقول لجاريته اذهبي فابغينا شيئا فأنزل الله عز وجل (ولا تكرهوا)
فتياتكم على البغاء) إلى (غفور رحيم) لهن قال أبو عبيد فالمغفرة لهن لا للمولى (قال وحدثني) إسحاق الأزرق عن عوف عن



(1) مص - هي
9
الحسن في هذه الآية قال لهن والله، لهن والله -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا معتمر هو ابن سليمان التيمي عن أبيه
(ومن يكرهن فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم) قال سعيد بن أبي الحسن غفور لهن المكرهات -
باب سياق ما ورد من التشديد
في ضرب المماليك والإساءة إليهم وقذفهم
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأنا (1) أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أبو كامل ثنا عبد الواحد عن (ح وأخبرنا) أبو الحسن
علي بن محمد بن علي المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عبد الواحد بن
زياد ثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي مسعود قال كنت اضرب غلاما لي بالسوط فسمعت صوتا من
خلفي اعلم أبا مسعود فلم افهم الصوت من الغضب فقال اعلم أبا مسعود فلما دنا منى إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال اعلم أبا مسعود ان الله عز وجل أقدر عليك منك على هذا الغلام فألقيت السوط من يدي (2) وقلت لا اضرب غلاما
بعد اليوم ابدا - رواه مسلم في الصحيح عن أبي كامل -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن العلاء وابن المثنى قالا ثنا أبو معاوية عن الأعمش
عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي مسعود الأنصاري قال كنت اضرب غلاما لي فسمعت من خلفي صوتا اعلم أبا مسعود
اعلم أبا مسعود اعلم أبا مسعود لله أقدر عليك منك عليه فالتفت فإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله هو حر لوجه الله
قال اما لو لم تفعل للفعتك النار (أو لمستك النار - 3) رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن العلاء أبى كريب -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عثمان بن عمرو زياد بن الخليل قالا ثنا مسدد ثنا
أبو عوانة عن فراس عن أبي صالح عن زاذ ان أبى عمر أن ابن عمر رضي الله عنه أعتق غلاما له ثم أخذ من الأرض عودا
فقال مالي فيه من الاجر ما يساوى ذا ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لطم (4) مملوكه أو ضربه حدا
لم يأته فكفارته ان يعتقه - رواه مسلم في الصحيح عن أبي كامل عن أبي عوانة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي ثنا أبو حاتم الرازي ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ
فضيل بن غزوان (ح وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا علي بن عبد الله
ثنا يحيى بن سعيد ثنا فضيل بن غزوان ثنا ابن أبي نعم ثنا أبو هريرة قال حدثني أبو القاسم نبي التوبة صلى الله عليه وسلم
قال من قذف مملوكا بريئا مما قال له أقيم عليه الحد يوم القيامة الا أن يكون كما قال - لفظ حديث يحيى - رواه البخاري
في الصحيح عن مسدد عن يحيى وأخرجه مسلم من وجه آخر عن فضيل -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة ثنا المقرئ ثنا سعيد بن أبي
أيوب حدثني أبو هانئ عن عباس الحجري عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه اتى رسول الله صلى الله عليه
وسلم يعنى رجل فقال يا رسول الله ان خادمي يسئ ويظلم فقال تعفو عنه كل يوم سبعين مرة -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أحمد بن سعيد الهمداني وأحمد بن عمرو بن السرح وهذا



(1) مص - أنبأ
(2) مد بين يدي
(3) ليس في مد
(4) مص - لكم -
10
حديث الهمداني وهو أتم قالا ثنا ابن وهب أخبرني أبو هانئ الخولاني عن العباس بن جليد الحجري قال سمعت عبد الله بن
عمر يقول جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كم نعفو عن الخادم ثم أعاد عليه الكلام فصمت
فلما كان الثالثة قال أعف عنه كل يوم سبعين مرة - وقال اصبغ عن ابن وهب باسناده سمع عبد الله بن عمرو بن العاص
وابن عمر أصح -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة قالا ثنا محمد بن الفضيل (1)
عن مغيرة عن أم موسى عن علي رضي الله عنه قال كان آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة الصلاة اتقوا الله
فيما ملكت ايمانكم -
(أخبرنا) أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطوسي الفقيه أنبأ أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن الكارزي ثنا أبو عبد الله
البوشنجي ثنا ابن بكير حدثني الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة بنت
عبد الرحمن عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال جبريل عليه السلام يوصيني بالجار حتى ظننت انه يورثه
وما زال يوصيني بالمملوك حتى ظننت ان يضرب له اجلا أو وقتا إذا بلغه عتق -
باب ما جاء في تأديبهم وإقامة الحدود عليهم
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن حبان (2) التمار الأنصاري ثنا محمد بن كثير ثنا
سفيان بن سعيد عن صالح بن صالح عن الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما رجل
كانت له جارية فأدبها (3) فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها وأعتقها وتزوجها فله اجران وأيما عبد مملوك أدى حق الله
وحق مواليه فله اجران - رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير وأخرجه مسلم من أوجه اخر عن صالح -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا زائدة عن السدى
عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي قال خطب علي رضي الله عنه فقال يا أيها الناس أقيموا الحدود على ارقائكم من
أحصن منهم ومن لم يحصن فان أمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم زنت فأمرني ان اجلدها فأتيتها فإذا هي حديث عهد بالنفاس
فخشيت ان انا جلدتها ان تموت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال أحسنت - رواه مسلم في الصحيح عن المقدمي
عن أبي داود - وبقية هذا الباب في كتاب الحدود -
باب اجتناب الوجه في الضرب للتأديب والحد
(أخبرنا) أبو بكر فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة قال قال لي محمد بن المنكدر
ما اسمك قلت شعبة قال حدثني أبو شعبة وكان لطيفا عن سويد بن مقرن رضي الله عنه قال لطم رجل غلاما له أو انسانا
فقال سويد رضي الله عنه اما علمت أن الصورة محرمة لقد رأيتني سابع سبعة اخوة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
مالنا الا خادم فلطمه أحدنا فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يعتقه - أخرجه مسلم في الصحيح من وجهين آخرين



(1) مد الفضل
(2) ر - حيان
(3) مص - أدبها -
11
عن شعبة وقال بعضهم في الحديث فضرب أحدنا وجهه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ (1) أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ثنا سعيد بن مسعود ثنا النضر بن شميل أنبأ شعبة
(ح وأخبرنا) الحسين بن محمد بن محمد بن علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محموية ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم
ابن أبي اياس ثنا شعبة ثنا حصين بن عبد الرحمن السلمي قال سمعت هلال بن يساف يقول كنا نبيع البز (2) في دار سويد
ابن مقرن رضي الله عنه فخرجت جارية له فقالت لرجل شيئا فلطمها ذلك الرجل فقال له سويد بن مقرن رضي الله عنه
لطمت (3) وجهها لقد رأيتني سابع سبعة وما لنا الا خادم فلطمها بعضنا فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يعتقها - لفظ
حديث آدم - أخرجه مسلم من حديث ابن أبي عدى عن شعبة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد الفقيه ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن نمير ثنا
سفيان عن سلمة بن كهيل عن معاوية بن سويد قال لطمت مولى لنا فهربت (4) ثم جئت قبيل الظهر فصليت خلف
أبى فدعاه ودعاني ثم قال اقتص منه فعفا ثم قال كنا بنى مقرن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لنا الا خادم
واحد فلطمها أحدنا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال أعتقوها قالوا ليس لهم خادم غيرها قال فليستخدموها وإذا (5)
استغنوا عنها فخلوا (6) سبيلها - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وفى هذا كالدلالة على أن الامر بالاعتاق
أمر ندب واستحباب والله أعلم -
باب فضل المملوك إذا نصح
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق وأبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قالا أنبأ إسماعيل بن إسحاق القاضي
ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك (ح وأخبرنا) أبو عبد الله أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا أبو موسى هارون بن موسى ثنا يحيى
ابن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن العبد إذا نصح لسيده وأحسن
عبادة الله فله اجره مرتين - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن مسلمة القعنبي ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي
ثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال للملوك الذي يحسن عبادة ربه ويؤدى
إلى سيده الذي له عليه من الحق والنصيحة والطاعة له اجران اجر ما أحسن عبادة ربه وأجر ما أدى إلى مليكه الذي له عليه
من الحق - رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن العلاء عن أبي أسامة -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس القاسم بن القاسم السياري ثنا أبو الموجه أنبأ عبدان أنبأ عبد الله أنبأ يونس
عن الزهري قال سمعت سعيد بن المسيب يقول قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعبد المملوك المصلح
اجران والذي نفس أبي هريرة بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر أمي لأحببت ان أموت وانا مملوك - رواه
البخاري في الصحيح عن بشر بن محمد عن عبد الله بن المبارك وأخرجه مسلم من وجهين آخرين عن يونس -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ أحمد بن عبد الجبار
ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أدى العبد حق الله وحق
مواليه كان له اجران - قال فحدثته كعبا فقال ليس عليه حساب ولا على مؤمن مزهد - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر
ابن أبي شيبة وغيره عن أبي معاوية -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد ثنا (7) إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي (ح وأخبرنا) أبو طاهر
الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي قالا ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه قال هذا



(1) مص - ثنا
(2) مد - نبتغي البر
(3) مص - الطمت
(3) ما حدثنا
(4) مص - ثم هربت
(5) مص - فإذا
(6) ر - فليخلوا
(7) مص - أنبأ
12
ما حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه وفى رواية الرمادي انه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعما
للعبد أن يتوفاه الله يحسن عبادة ربه وطاعة سيده نعما له نعما له - زاد الرمادي في روايته قال وكان عمر رضي الله عنه إذا مر على
عبد قال يا فلان أبشر بالاجر مرتين - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق دون قول عمر رضي الله عنه -
باب ما ينادى به كل واحد منهما صاحبه
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أحمد بن يوسف ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة
قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقل أحدكم اسق ربك أطعم ربك وضئ ربك ولا يقل أحدكم ربى وليقل سيدي
مولاي ولا يقل أحدكم عبدي أمتي وليقل فتاي فتاتي غلامي - رواه البخاري في الصحيح عن محمد عن عبد الرزاق ورواه
مسلم عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق -
باب التشديد على من خبب خادما على أهله
(أخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي أنبأ أبو الأحرز محمد بن عمر بن جميل الأزدي ثنا إبراهيم بن عبد الرحيم دنوقا
ثنا الأحوص بن جواب (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو عبد الرحمن السلمي قالوا
ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو الجواب ثنا عمار بن رزيق عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن
ابن أبي ليلى عن عكرمة عن يحيى بن يعمر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبب
خادما على أهله فليس منا ومن أفسد امرأة على زوجها فليس منا - تابعه زيد بن الحباب عن عمار بن رزيق (1) -
باب نفقة الدواب
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء
ثنا مهدي بن ميمون ثنا عبد الله بن أبي يعقوب عن الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي عن عبد الله بن جعفر قال اردفني
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه فأسر إلى حديثا لا أحدث به أحدا من الناس وكان أحب ما استتر به رسول الله
صلى الله عليه وسلم لحاجته هدف أو حائش نحل يعنى حائط قال فدخل حائطا لرجل من الأنصار فإذا فيه جمل فلما رأى
النبي صلى الله عليه وسلم ذرفت عيناه قال فاتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح سراته إلى سنامه وذفريه فسكن قال من رب
هذا الجمل لمن هذا الجمل قال فجاء فتى من الأنصار فقال هو لي يا رسول الله فقال الا تتقى الله في هذه البهيمة التي ملكك
الله أباها فإنها تشكوا إلى انك تجيعه وتدئبه - اخرج مسلم أول الحديث في الصحيح عن عبد الله بن محمد بن أسماء -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز ثنا بحر بن نصر أبو عبد الله المصري ثنا عبد الله
ابن وهب بن مسلم المصري أخبرني مالك بن انس عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عذبت
امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعا فدخلت فيها النار فقال لها والله أعلم لا أنت أطعمتيها وسقيتيها حين حبستيها ولا أنت
أرسلتيها تأكل (2) من خشاش الأرض حتى ماتت جوعا -
(وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا ابن الفضل (3) ثنا إسماعيل عن مالك - فذكره باسناده نحوه
الا انه لم يذكر في آخره حتى ماتت جوعا - رواه البخاري في الصحيح عن إسماعيل بن أبي أويس وأخرجه مسلم من
وجه آخر عن مالك -



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الثامن والعشرين بعد خمس المائة بدار الحديث - ولله الحمد
(2) مص - فتأكل
(3) مص - عباس بن الفضل
13
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه قال
هذا ما حدثنا أبو هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت امرأة النار من جرا هرة لها ربطتها فلا هي أطعمتها
ولا هي أرسلتها تقمم من خشاش الأرض حتى ماتت هزلا - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا يحيى بن إبراهيم قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب
أخبرني مالك بن انس عن سمى مولى أبى بكر عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
بينما رجل في طريق اصابه عطش فجاء بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يأكل الثرى من العطش فنزل الرجل
إلى البئر فملا خفه من الماء ثم أمسك الخف بفيه فسقى الكلب فشكر الله فغفر له، فقالوا يا رسول الله وان لنا في البهائم لاجرا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ذات كبد رطبة اجر - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف
ورواه مسلم عن قتيبة كلاهما عن مالك -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن يعقوب يعنى الشيباني ثنا محمد بن إسماعيل ثنا أبو الطاهر ثنا ابن وهب أخبرني
جرير بن حازم عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا كلب
يطيف بركية قد كاد يقتله العطش إذا رأته بغى من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فاستقت له فسقته إياه فغفر لها به - رواه
مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر ورواه البخاري عن سعيد بن تليد عن ابن وهب -
باب ما جاء في حلب الماشية
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ثنا
أبو النضر ثنا المرجا بن رجاء اليشكري ثنا سلم بن عبد الرحمن قال سمعت سوادة بن الربيع قال أتيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم فسألته فأمر لي بذود وقال إذا رجعت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم ومرهم فليقلموا اظفارهم لا يعبطوا بها
ضروع مواشيهم إذا حلبوا - ورواه محمد بن حمران عن سلم الجمري وزاد فيه وقل لهم فليحتلبوا عليها سخا لها لا تدركها
السنة وهي عجاف -
(أخبرنا) أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمل أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا محمد بن عبد الوهاب ثنا يعلى بن عبيد
ثنا الأعمش عن يعقوب بن بحير (1) عن ضرار بن الأزور قال أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقحة فأمرني ان احلبها
فحلبتها فجهدت حلبها فقال دع داعى اللبن - وكذلك رواه ابن المبارك و عبد الله بن داود عن الأعمش وخالفهم أبو معاوية
فرواه عن الأعمش عن عبد الله بن سنان عن يعقوب عن ضرار وقال محمد بن المثنى عن أبي معاوية نحو رواية الجماعة (2)



(1) مص - عمير - خطأ - ح
(2) في ر - آخر ربع النكاح آخر الجزء الرابع والأربعين بعد المائة من الأصل - انتهى خط
الحافظ أبى القاسم من أصله المقابل وفى هامش - ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في الثاني ولله الحمد -
بلغت قراءة الجماعة سماعا آخر المجلس الثاني والحمد لله وحده - وفى مص - آخر ربع النكاح ولله الحمد - وفى هامش مص
آخر الجزء الرابع والأربعين بعد المائة من الأصل - ولله الحمد -
14
(1) جماع أبواب تحريم القتل ومن يجب عليه
القصاص ومن لا قصاص عليه
باب أصل تحريم القتل في القرآن
(قال الشافعي) رحمه الله قال الله جل ثناؤه (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق) وقال (والذين لا يدعون مع الله الها
آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق) الآية -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ محمد بن عبد الله الضبي رحمه الله ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري
ثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن شقيق عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله قال اتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم
فسأله عن الكبائر فقال إن تدعو لله ندا وهو خلقك وان تقتل ولدك خشية ان يطعم معك وان تزاني حليلة جارك ثم قرأ
(والذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاما)
أخرجاه في الصحيح من حديث الأعمش -
(وأخبرنا) أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي أنبأ أبو جعفر بن دحيم ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة ثنا عثمان بن
محمد بن أبي شيبة ثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل قال قال عبد الله قال رجل يا رسول الله أي
الذنب أكبر عند الله قال إن تدعو الله ندا وهو خلقك قال ثم أي قال تقتل ولدك مخافة ان يطعم معك قال ثم أي قال إن
تزاني حليلة جارك فأنزل الله تصديقها (والذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون)
إلى قوله (آثاما) رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن عثمان بن أبي شيبة -
(قال الشافعي) وقال الله تعالى (انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما
أحيا الناس جميعا) وقال (واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك)
إلى قوله (فأصبح من الخاسرين) -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي أنبأ حاجب بن أحمد الطوسي ثنا محمد بن حماد الأبيوردي ثنا أبو معاوية عن الأعمش
(ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أحمد بن يونس الضبي ثنا أبو بدر ثنا سليمان
الأعمش (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان عن الأعمش عن
عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من نفس تقتل نفسا ظلما (2)
الا كان على ابن آدم الأول كفل منها لأنه سن القتل أولا - لفظ حديث سفيان وفى رواية أبى معاوية لا تقتل نفس ظلما
الا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل - رواه البخاري في الصحيح عن الحميدي ورواه مسلم
عن ابن أبي عمر عن سفيان وعن أبي بكر بن أبي شيبة وابن نمير عن أبي معاوية -
قال الله تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما) -
(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد بن علي الروذباري ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد
القلانسي ثنا آدم بن أبي اياس ثنا شعبة ثنا المغيرة بن النعمان قال سمعت سعيد بن جبير يقول اختلف فيها أهل الكوفة في
قوله (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها) فرحلت فيها إلى ابن عباس فسألته عنها فقال نزلت هذه الآية
(فجزاؤه جهنم) في آخر ما نزلت فما نسخها شئ - رواه البخاري في الصحيح عن آدم وأخرجه مسلم من أوجه اخر (3)



(1) شرع في كتاب الجنايات ولكن ليس في النسخ كتاب الجنايات فأدرجناه في العنوان كما يدل عليه السياق وما كتبناه
في الأصل اخترازا عن الزيادة في الأصول - ح
(2) مص - تقتل ظلما
(3) مص - من وجه آخر
15
عن شعبة -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن محمويه ثنا جعفر بن محمد ثنا آدم ثنا شعبة ثنا منصور بن المعتمر عن سعيد
ابن جبير قال سألت ابن عباس عن قوله (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم) فقال لا توبة له، وعن قوله (والذين
لا يدعون مع الله الها آخر) إلى قوله (الا من تاب وآمن) فقال كانت هذه في الجاهلية - رواه البخاري عن آدم وأخرجه
مسلم من وجه آخر عن شعبة -
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا القاسم بن زكريا (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ
أخبرني عبد الله بن محمد بن زياد العدل أنبأ محمد بن إسحاق قالا ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن منصور حدثني سعيد بن
جبير أو حدثني الحكم عن سعيد بن جبير قال امرني عبد الرحمن بن أبزي قال سل ابن عباس عن هاتين الآيتين ما أمرهما
عن الآية التي في سورة الفرقان (والذين لا يدعون مع الله الها آخر إلى قوله ولا يزنون) وعن الآية التي في النساء (ومن
يقتل مؤمنا متعمدا) إلى آخر الآية قال فسألت ابن عباس عن ذلك قال لما أنزلت التي في الفرقان قال مشركوا هل مكة
قد قتلنا النفس التي حرم الله ودعونا مع الله الها آخر وقد آتينا الفواحش قال فأنزل الله تعالى (الا من تاب وآمن وعمل
عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات) فهذه لأولئك قال واما التي في النساء (ومن يقتل مؤمنا متعمدا) قرأ إلى
قوله (عظيما) قال الرجل إذا عرف الاسلام وعلم شرائع الاسلام ثم قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم ولا توبة له فذكرت
ذلك لمجاهد فقال الا من ندم - رواه البخاري في الصحيح عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا حماد ثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي
الزناد عن مجالد بن عوف ان خارجة بن زيد قال سمعت زيد بن ثابت في هذا المكان يقول أنزلت هذه الآية (ومن
يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها) بعد التي في الفرقان (والذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس
التي حرم الله الا بالحق) بستة أشهر -
(قال الشيخ) هكذا نزول الآيتين لكن تأويل الآية الأخيرة - (ما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو
قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا عمر بن حبيب ثنا سليمان التيمي عن أبي مجاز في قوله (ومن يقتل
مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها) قال أبو مجاز هي جزاؤه وان شاء الله ان يغفر له غفر له -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو شهاب (1) عن سليمان التيمي عن أبي
مجاز - فذكره الا أنه قال فان شاء الله ان يتجاوز عن جزائه فعل -
(وأخبرنا) الأستاذ أبو منصور عبد القاهر بن طاهر بن محمد وأبو القاسم عبد الرحمن بن علي بن حمدان الفارسي وأبو نصر
عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة وأبو نصر أحمد بن عبد الرحمن الصفار قالوا أنبأ أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي أنبأ
أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا هشام بن حسان قال كنا عند محمد بن سيرين فتحدثنا عنده فقال
له رجل من القوم (من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم) حتى ختم الآية قال فغضب محمد وقال أين أنت عن هذه الآية
(ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) قم عنى اخرج عنى قال فاخرج -
(أخبرنا) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة البشيري أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل الضبي ثنا أحمد بن نجدة
ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان بن عيينة قال كان أهل العلم إذا سئلوا قالوا لا توبة له وإذا ابتلى رجل قالوا له تب -
(وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور ثنا احمد ثنا سعيد ثنا سفيان ثنا ابن أبي نجيح عن كردم (2) عن ابن عباس
قال اتاه رجل فقال ملأت حوضي انتظر بهيمتي ترد على فلم استيقظ الا برجل قد أشرع ناقته وثلم الحوض وسال الماء
فقمت فزعا فضربته بالسيف فقتلته فقال ليس هذا مثل الذي قال فأمره بالتوبة -



(1) مد - ابن شهاب
(2) مد - كرزة -
16
(أخبرنا) أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر ببغداد أنبأ الحسين بن يحيى بن عياش ثنا إبراهيم بن مجشر ثنا أبو بكر بن عياش
قال سمعت أبا إسحاق السبيعي قال جاء رجل يعنى إلى عثمان رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين انى قتلت فهل لي من توبة
فقرأ عليه عثمان رضي الله عنه (حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب) ثم قال
له اعمل ولا تيأس (وقد روينا) في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يؤكد تأويل أبى مجاز رحمه الله -
(حدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب أنبأ إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان
ابن حرب (ح وأخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب ثنا سليمان
ابن حرب ثنا حماد بن زيد عن حجاج الصواف عن أبي الزبير عن جابر أن الطفيل بن عمرو الدوسي اتى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال هل لك في حصن حصين ومنعة قال حصن كان لدوس في الجاهلية فأبى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم للذي
ذخر الله للأنصار فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هاجر معه الطفيل وهاجر معه رجل من قومه فاجتووا المدينة
فمرض فجزع فأخذ مشاقص فقطع بها براجمه فشخبت يداه فمات فرآه الطفيل في منامه في هيئة حسنة ورآه مغطيا يده فقال
له مالي أراك مغطيا يدك قال قيل لي لن نصلح منك ما أفسدت فقص الطفيل رؤياه على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم وليديه فاغفر - رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم عن سليمان بن حرب -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي ثنا أحمد بن سلمة بن عبد الله ثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد
ابن بشار ومحمد بن المثنى قال إسحاق أنبأ وقال الآخران ثنا معاذ بن هشام واللفظ لابن المثنى قال حدثني أبي عن قتادة عن أبي
الصديق الناجي عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان ممن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل
عن اعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة قال لا فقتله فكمل به مائة ثم سأل
عن اعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فأتاه فقال قتل مائة نفس فهل له من توبة فقال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة
انطلق إلى ارض كذا وكذا فان بها ناسا يعبدون الله فاعبد معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها ارض سوء فانطلق حتى إذا اتى
نصف الطريق اتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى
الله عز وجل وقالت ملائكة العذاب انه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين
الأرضين (فإلى أيهما كان أدنى فهو له فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض - 1) التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة، قال قتادة فقال
الحسن ذكر لنا انه لما اتاه الموت ناء بصدره - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن مثنى ومحمد بن بشار -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية
عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لكل نبي دعوة مستجابة وانى
اختبأت دعوتي شفاعة لامتي فهي نائلة من مات منهم إن شاء الله لا يشرك بالله شيئا - رواه مسلم في الصحيح عن أبي
كريب وغيره عن أبي معاوية -
(حدثنا) أبو محمد عبد الله ين يوسف الأصبهاني املاء أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا
عبد الرزاق أنبأ معمر عن ثابت البناني عن انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال شفاعتي لأهل الكبائر
من أمتي -
باب قتل الولدان
قال الله جل ثناؤه (ولا تقتلوا أولادكم من املاق نحن نرزقكم وإياهم - 2) وقال (وإذا الموؤودة سئلت باي ذنب



(1) سقط من مد
(2) هكذا في مص وهذه الآية في سورة الأنعام ووقع في - ر - ومد تخليط هذه الآية بآية الاسراء
(ولا تقتلوا أولادكم خشية املاق نحن نرزقهم وإياكم) -
17
قتلت) وقال (قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم) -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ ابن عيينة عن أبي معاوية
عمرو البجلي (1) قال سمعت أبا عمرو الشيباني يقول سمعت ابن مسعود رضي الله عنه يقول سألت النبي صلى الله عليه وسلم
قلت أي الكبائر أكبر قال إن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت ثم أي قال إن تقتل ولدك أجل يأكل معك -
(حدثنا) أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي املاء أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ثنا (2) محمد بن يحيى الذهلي ثنا
عبد الرحمن بن مهدي (ح وحدثنا - 2) الإمام أبو الطيب سهيل بن محمد بن سليمان وأبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وأبو ذر
محمد بن أبي الحسين بن أبي القاسم المذكر وأبو عثمان سعيد بن محمد بن عبدان وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب بن يوسف ثنا هارون بن سليمان الأصبهاني ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن منصور والأعمش
وواصل الأحدب عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله قال قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم قال إن تجعل لله
ندا وهو خلقك قال (3) ثم ماذا قال إن تقتل ولدك خشية ان يأكل معك قال ثم ماذا قال إن تزاني حليلة جارك، وفى
رواية الذهلي ان تزني بحليلة جارك - حديث منصور والأعمش موصول وحديث واصل عن أبي وائل عن عبد الله ليس
فيه ذكر عمرو بن شرحبيل -
(أخبرنا) بصحة ذلك أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الهيثم بن خلف الدوري (ثنا عمرو
ابن علي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن منصور والأعمش عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل - 4) عن عبد الله
قال رجل يا رسول الله أي الذنب أعظم قال إن تجعل لله ندا وهو خلقك قال ثم أي قال ثم إن تقتل ولدك أجل ان يطعم
معك قال ثم أي قال ثم إن تزني بحليلة جارك - قال أبو حفص قال عبد الرحمن مرة عن منصور والأعمش وواصل عن أبي
وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم فقلت لعبد الرحمن ثنا يحيى ثنا سفيان عن منصور
وسليمان عن أبي وائل (عن أبي ميسرة وهو عمرو بن شرحبيل عن عبد الله قال وحدثني سفيان ثنا واصل عن أبي
وائل - 5) عن عبد الله فقال عبد الرحمن دعه فلم يذكر فيه بعد ذلك واصل رواه البخاري في الصحيح عن عمرو بن علي -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي أنبأ أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ثنا عبد الكريم بن الهيثم ثنا
أبو اليمان (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد أحمد بن محمد بن عبد الله المزني فيما قرأته عليه وأبو علي حامد بن
محمد الهروي قالا ثنا علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان قال أخبرني شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو إدريس عائذ الله
ابن عبد الله عن عبادة بن الصامت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه بايعوني على أن لا تشركوا
بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف
فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب شيئا من ذلك فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة ومن أصاب من ذلك شيئا ثم
ستره فأمره إلى الله ان شاء عفا عنه وان شاء عاقبه قال فبايعناه على ذلك - لفظ حديثهما سواء الا ان في رواية القاضي عن
عبادة بن الصامت وقد شهد بدرا وهو أحد النقباء ليلة العقبة - رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان وأخرجه مسلم
من وجه آخر عن الزهري -
باب تحريم القتل من السنة
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا
أبو داود الطيالسي ثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال كنا مع عثمان



(1) كذا - وهو عمر بن عبد الله بن وهب النخعي - ح
(2) مص - أنبأ
(3) مص - قلت
(4) سقط من مص
(5) سقط من ر -
18
رضي الله عنه في الدار وهو محصور وكنا ندخل مدخلا نسمع منه كلام من في البلاط فدخل عثمان رضي الله عنه ثم خرج
متغير اللون قيل يا أمير المؤمنين ما شأنك قال إنهم ليتواعدوني بالقتل آنفا ولم استيقن ذلك منهم حتى كان اليوم فقلنا له
يكفيكهم الله يا أمير المؤمنين قال وبم يقتلونني وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل دم امرئ مسلم الا بإحدى
ثلاث رجل كفر بعد اسلامه أو زنى بعد احصانه أو قتل نفسا بغير نفس فوالله ما زنيت في جاهلية ولا في اسلام قط ولا أحببت
بديني بلا منذ هداني الله وما قتلت نفسا علام يريد هؤلاء قتلى -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو محمد الحسن بن علي بن عفان ثنا ابن نمير عن الأعمش عن
عبد الله بن مرة عن مسروق قال قال عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل دم رجل يشهد أن لا إله إلا الله وأنى
رسول الله الا بإحدى ثلاثة نفر النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة - رواه مسلم في الصحيح
عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه وأخرجه البخاري من وجه آخر عن الأعمش -
(أخبرنا) أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمل أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا محمد بن عبد الوهاب أبو أحمد ثنا يعلى
ابن عبيد ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله وعن أبي صالح عن أبي هريرة قالا قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أمرت ان أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها منعوا منى دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله -
أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن الأعمش -
(أخبرنا) أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ثنا أحمد بن سلمة ثنا قتيبة بن سعيد الثقفي
ثنا الليث عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن عبيد الله بن عدي بن الخيار عن المقداد بن الأسود انه اخبره أنه قال
يا رسول الله أرأيت ان لقيت رجلا من الكفار فقاتلني وضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها ثم لاذ منى بشجرة فقال أسلمت
لله أفأقتله يا رسول الله بعد أن قالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتله قال فقلت يا رسول الله فإنه قد قطع يدي ثم
قال ذلك بعد أن قطعها أفأقتله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتله فان قتلته فإنه بمنزلتك قبل ان تقتله وانك بمنزلته
قبل أن يقول كلمته التي قال - رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة وأخرجه البخاري من وجوه أخر (1) عن الزهري -
(أخبرنا) أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمل الماسرجسي ثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب
أنبأ يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن أبي ظبيان ثنا أسامة بن زيد قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى الحرقات
فنذروا بنا فهربوا فأدركنا رجلا فلما غشيناه قال لا إله إلا الله فضربناه حتى قتلناه فعرض في نفسي شئ من ذلك فذكرته
لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة فقلت يا رسول الله إنما قالها مخافة السلاح والقتل فقال
أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم قالها من أجل ذلك أم لا، من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة قال فما زال يقول حتى وددت انى
لم أسلم الا يومئذ قال أبو ظبيان قال سعد وانا والله لا اقتله حتى يقتله ذو البطين يعنى أسامة فقال رجل أليس قد قال الله
تبارك وتعالى (قاتلوهم حتى لا تكون فتنة) فقال سعد قاتلنا حتى لا تكون فتنة وأنت وأصحابك تريدون ان نقاتل حتى
تكون فتنة - أخرجه مسلم في الصحيح من حديث الأعمش وأخرجاه من حديث حصين عن أبي ظبيان -
(أخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه ثنا عبد الملك بن
محمد ثنا أبو عامر العقدي ثنا قرة (ح قال وأخبرني أحمد بن سلمان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا يحيى بن سعيد
ثنا قرة - 2) ثنا محمد بن سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة وعن رجل هو في نفسي أفضل من عبد الرحمن بن أبي بكرة (عن أبي
بكرة - 2) ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس بمنى فقال أتدرون أي يوم هذا قال قلنا الله ورسوله اعلم قال فسكت
حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه ثم قال أليس يوم النحر قلنا نعم قال أي بلد هذا قلنا الله ورسوله اعلم قال أليس بالبلد يعنى
الحرام قلنا بلى يا رسول الله قال فان دماءكم وأموالكم وأعراضكم وأبشاركم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا



(1) مص - وجه آخر
(2) سقط من - مد -
19
ألا هل بلغت قلنا نعم قال اللهم اشهد ليبلغ الشاهد الغائب فإنه رب مبلغ يبلغ من هو أوعى له فكان كذلك وقال ألا لا ترجعوا
بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد ورواه مسلم (عن محمد بن عمرو
ابن جبلة وغيره كلهم عن أبي عامر - 1 - ورواه البخاري عن مسدد - وراه مسلم - 2) عن محمد بن حاتم كلاهما عن
يحيى القطان -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ثنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث
(ح وأخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن هو ابن سفيان ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد
عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن الصنابحي عن عبادة بن الصامت أنه قال إني من النقباء الذين بايعوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وقال بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نزني ولا نسرق ولا نقتل النفس التي حرم الله الا بالحق ولا ننتهب
ولا نعصى، بالجنة ان فعلنا ذلك فان غشينا من ذلك شيئا فان قضاء ذلك إلى الله عز وجل - رواه البخاري ومسلم في
الصحيح عن قتيبة بن سعيد -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا عمرو بن مرزوق أنبأ
شعبة عن عبيد الله بن أبي بكر بن انس عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أكبر الكبائر الاشراك بالله وقتل النفس
وعقوق الوالدين وقول الزور أو قال شهادة الزور - رواه البخاري في الصحيح عن عمرو بن مرزوق -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا عبد الله بن وهب ثنا سليمان بن بلال
عن ثور عن أبي الغيث عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات قيل
يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي
يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات - رواه مسلم في الصحيح عن هارون بن سعيد عن ابن وهب ورواه البخاري
عن الأويسي عن سليمان -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام محمد بن غالب ثنا عفان بن مسلم ثنا شعبة قال
منصور وزبيد وسليمان أخبروني انهم سمعوا أبا وائل يحدث عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سباب
المسلم فسوق وقتاله كفر، قال زبيد فقلت لأبي وائل سمعته من (3) عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم (قال وأخبرنا)
أحمد بن عبيد ثنا أبو مسلم ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن منصور قال سمعت أبا وائل يحدث عن عبد الله عن النبي صلى الله
عليه وسلم مثله - رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب ورواه مسلم عن ابن نمير عن عفان حديث سليمان الأعمش
وأخرجاه من حديث زبيد من وجه آخر -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن سليمان الموصلي ثنا علي بن حرب ثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن حجير عن طاوس
قال قال ابن عباس انه ليس بالكفر الذي تذهبون إليه انه ليس كفرا ينقل عن ملة (ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم
الكافرون) كفر دون كفر -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى وأبو حامد أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى أميرك (4)
النيسابوري وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي ثنا أبو أسامة عن بريد
عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حمل السلاح علينا فليس منا (قال وثنا احمد) ثنا أبو أسامة
عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا القول - اتفقا على اخراج حديث أبي موسى عن أبي
كريب عن أبي أسامة واخرج مسلم حديث ابن عمر عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة



(1) مص - أبى عاصم - خطأ - ح
(2) سقط من - ر
(3) مد - عن
(4) مص - ابن أميرك -
20
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا إسحاق
ابن إبراهيم الرازي (1) ثنا سلمة بن الفضل حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد في قول رسول الله
صلى الله عليه وسلم لست منا، ليس يعنى انك لست من أهل الاسلام ولكن يعنى انك لست مثلنا -
(أخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ثنا محمد بن يحيى الذهلي ثنا
أبو غسان محمد بن يحيى الكناني ثنا عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لا يزال المرء في فسحة من دينه ما دام لم يصب (2) دما حراما -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو يحيى محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى
ابن كناسة الأسدي ثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه عن ابن عمر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال المرء في فسحة من
دينه (3) ما لم يصب دما حراما - رواه البخاري في الصحيح عن علي بن أبي هاشم عن إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد
ابن العاص -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد النسوي ثنا حماد بن شاكر ثنا محمد بن إسماعيل ثنا أحمد بن يعقوب ثنا
إسحاق هو ابن سعيد قال سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن عمر قال أن من (4) ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع
نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله - أخرجه البخاري هكذا -
(وأخبرنا) أبو الحسن محمد بن علي بن خشيش المقرى بالكوفة أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الأزدي المعروف بابن
أبى العزائم (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بن ماتى الكوفي ببغداد قالا ثنا أحمد بن
حازم بن أبي غرزة ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول
ما يقضى بين الناس في الدماء يعنى قوم القيامة - رواه البخاري في الصحيح عن عبيد الله بن موسى - وأخرجه مسلم من
وجوه أخر عن الأعمش -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن مبارك ثنا صدقة ثنا
خالد بن دهقان ثنا عبد الله بن أبي زكريا قال سمعت أم الدرداء تقول سمعت أبا الدرداء يقول سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول كل ذنب عسى الله ان يغفره الا من مات مشركا أو قتل مؤمنا متعمدا، قال صدقة قال خالد فقال هانئ
ابن كلثوم بن كناز (5) الكناني سمعت محمود بن ربيع يحدث انه سمع عبادة بن الصامت يحدث عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال من قتل مؤمنا ثم اغتبط (6) بقتله لم يقبل منه صرف ولاعدل، قال خالد بن دهقان ثم حدث ابن أبي زكريا
عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم (وحدث هانئ بن كلثوم عن محمود بن الربيع عن عبادة عن
النبي صلى الله عليه وسلم - 7) قال لا يزال المؤمن صالحا ما لم بصب دما، قال قال خالد سألت يحيى الغساني عن اغتباطه
بقتله قال هم الذين يقتلون في الفتنة فيقتل أحدهم فيرى انه على هدى لا يستغفر الله منه ابدا 8 -



(1) مد - الداري
(2) مص - من ذنبه ما لم يصب
(3) مص - من ذنبه
(4) مد - في
(5) مد - كنان - وفى سنن أبي داود والتهذيب ابن شريك - ح
(6) هامش ر - قال أبو داود اغتبط يصب ومن صبيان (كذا) قلت وشرحه
الخطابي فقال - اعتبط - قتله ظلما لا قصاصا قلت هذا على أنه بالعين المهملة وليس ذلك هو الصحيح بل صوابه انه بالغين
المنقوطة كما في المتن من الغبطة وإنما العين المهملة في حديث آخر وهو من اعتبط مؤمنا قتلا فإنه قود والله أعلم - وفى هامش
مص - قال الخطابي اعتبط بقتله ان قتله ظلما لا قصاصا - قال شيخنا ابن الصلاح هذا على أنه بالغين المهملة - ثم ساق
العبارة كما مر عن هامش ر - ح
(7) سقط من مد
(8) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في التاسع والعشرين بعد خمس المائة
بدار الحديث ولله الحمد -
21
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مؤمل بن الفضل الحراني ثنا محمد بن شعيب عن خالد
ابن دهقان - فذكر الأحاديث الثلاثة الا أنه قال في الحديث الثالث لا يزال المؤمن معنقا (1) صالحا ما لم يصب دما حراما
فإذا أصاب دما حراما بلح - ولم يذكر تفسير الغساني -
(أخبرنا) أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن
سفيان ثنا عمرو بن عاصم ثنا سليمان بن المغيرة ثنا حميد بن هلال عن نصر بن عاصم (2) الليثي عن عقبة بن مالك الليثي قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل أبى على لمن قتل مؤمنا قالها ثلاثا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن السبيعي بالكوفة ثنا أحمد بن حازم الغفاري أنبأ علي بن قادم
عن عطاء بن مسلم (ح وأخبرنا) أبو سعد أحمد بن محمد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا يحيى بن صاعد ثنا الحسن بن
حماد الحضرمي سجادة ثنا عطاء بن مسلم الخفاف عن العلاء بن المسيب عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس ان قتيلا قتل
على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدرى من قتله فقال النبي صلى الله عليه وسلم يقتل قتيل وانا فيكم لا يدرى من
قتله لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في قتل مؤمن لعذبهم الله الا ان لا يشاء ذلك - لفظ حديث الماليني وحديث أبي
عبد الله مختصر لو اجتمع أهل السماء وأهل الأرض على قتل امرئ مؤمن لعذبهم الله
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا يحيى بن منصور القاضي ثنا أحمد بن محمد بن عبد الكريم الجرجاني بنيسابور ثنا محمود بن
خداش ثنا مروان ابن معاوية الفزاري ثنا يزيد بن أبي زياد الشامي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة لقى الله يوم القيامة مكتوب على جبهته آيس
من رحمة الله -
(وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا يعقوب بن إسحاق المؤدب ثنا يحيى بن أيوب ثنا مروان بن معاوية
ثنا يزيد بن زياد الشامي - فذكره باسناده مثله الا أنه قال يوم يلقاه (وبهذا الاسناد) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والله
للدينا وما فيها أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق - يزيد بن زياد وقيل ابن أبي زياد الشامي منكر الحديث (وقد روى)
المتن الأول من وجه آخر عن الزهري مرسلا -
(أخبرناه) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد ثنا أبو بكر محمد بن عثمان بن ثابت الصيدلاني ثنا عبيد بن شريك البزاز
ثنا نوح بن الهيثم ختن آدم بن أبي اياس على أخته بعسقلان سنة عشرين ومائتين ثنا الفرج بن فضالة عن الضحاك عن
الزهري يرفعه قال من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة لقى الله عز وجل يوم القيامة مكتوب بين عيينة آيس من
رحمة الله -
(أخبرنا) أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الامام أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنبأ أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن
يوسف الفرياني ثنا سفيان عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال لقتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا
هذا هو المحفوظ موقوف -
(وقد أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن شاذان ثنا حسين بن علي بن الأسود ثنا
أبو أسامة ثنا شعبة وسفيان ومسعر عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم



(1) هامش مص - بخط البيهقي على الحاشية - معنقا يعنى خفيف الظهر وقال شيخنا معنقا أي مسرعا في طاعة ربه قاله
غيره والله أعلم - وفى هامش ر - بخط البيهقي على الحاشية معنقا يعنى خفيف الظهر كذا بخط الحافظ أبى القاسم في حاشية
أصله قلت معنقا أي مسرعا - إلى آخر ما مر
(2) مص - بشر بن عاصم - وفى التهذيب ترجمتان - نصر بن عاصم الليثي
وبشر بن عاصم الليثي وكلاهما يروى عنه حميد بن هلال - وبشر هو الذي يروى عنه عقبة - والله أعلم - ح -
22
لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مسلم (ورواه أيضا) ابن أبي عدى عن شعبة مرفوعا (ورواه) غندر وغيره عن شعبة
موقوفا والموقوف أصح (1) -
باب لا يشير بالسلاح إلى من لا يستحق
القتل ومن مر في مسجد أو سوق بنبل أمسك بنصالها
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ املاء ثنا إبراهيم بن عبد الله أنبأ يزيد بن هارون أنبأ
ابن عون عن محمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الملائكة تلعن أحدكم إذا أشار بحديدة وإن كان
أخاه لأبيه وأمه - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام
ابن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدرى
أحدكم لعل الشيطان ان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار - رواه البخاري في الصحيح عن محمد ورواه مسلم عن محمد
ابن رافع كلاهما عن عبد الرزاق -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي
ثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذ مر أحدكم في مسجدنا أو سوقنا
بنبل فليمسك على نصالها لا يصيب أحدا من المسلمين بأذى - رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن العلاء ورواه مسلم
عنه وعن غيره عن أبي أسامة -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان وعارم قالا
ثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله ان رجلا مر في المسجد بأسهم قد بدا نصولها فأمر ان يأخذ بنصولها
لا تخدش مسلما - رواه البخاري في الصحيح عن أبي النعمان عارم ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وأبى الربيع عن حماد -
(وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا على ثنا سفيان قال قلت لعمرو بن دينار يا أبا محمد
سمعت جابر بن عبد الله يقول مر رجل بسهام في المسجد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسك بنصالها قال نعم - رواه
البخاري في الصحيح عن علي ابن المديني ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن سفيان -
باب التغليظ على من قتل نفسه
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى قالا أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا السرى بن خزيمة ثنا
موسى بن إسماعيل ثنا وهيب ثنا أيوب عن أبي قلابة عن ثابت بن الضحاك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حلف
بملة سوى الاسلام كاذبا فهو كما قال ومن قتل نفسه بشئ عذب به يوم القيامة ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله ولعن
المؤمن كقتله - رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل وأخرجه مسلم من وجه آخر عن أيوب -
(أخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن إسحاق الصاغاني ثنا يعلى



(1) هامش - ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى قراءة في الثالث فلله الحمد - بلغت قراءة الجماعة للثالث
والحمد لله -
23
ابن عبيد ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل نفسه بحديدة فحديدته
في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده في جهنم يتحساه في نار جهنم
خالدا مخلدا ومن تردى من جبل فهو يتردى في جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا -
(وأخبرنا) أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ يحيى بن منصور القاضي ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير
عن الأعمش - فذكره باسناده ومعناه زاد ومن تردى من جبل فقتل نفسه - رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب
عن جرير وأخرجه البخاري من وجه آخر عن الأعمش -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب أنبأ أبو حاتم الرازي ثنا محمد بن عبد الله الخزاعي
ثنا جرير بن حازم عن الحسن قال ثنا جندب بن عبد الله في هذا المسجد فما نسيناه حدثناه وما جرى أن يكون كذب
على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ممن كان قبلكم رجل خرج به خراج فجزع
منه فأخذ سكينا فجرح بها يده فما رقأ الدم حتى مات فقال عز وجل عبدي بادرني بنفسه حرمت عليه الجنة (1) أخرجه
البخاري في الصحيح فقال وقال حجاج بن منهال عن جرير وأخرجه مسلم من وجه آخر عن جرير بن حازم -
باب ايجاب القصاص في العمد
قال الله تبارك وتعالى (النفس بالنفس) وقال (كتب عليكم القصاص في القتلى) الآية
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو الحسين بن الفضل القطان قالا أنبأ أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن ماتى بالكوفة
ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري ثنا عبيد الله بن موسى (ح وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا
أبو داود ثنا محمد بن العلاء ثنا عبيد الله عن (2) علي بن صالح عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال كان قريظة
والنضير وكان النضير أشرف من قريظة فكان إذا قتل رجل من قريظة رجلا من النضير قتل به وإذا قتل رجل من
النضير رجلا من قريظة أدى مائة وسق من تمر فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم قتل رجل من النضير رجلا من قريظة
فقالوا ادفعوه إلينا نقتله فقالوا بيننا وبينكم النبي صلى الله عليه وسلم فأتوه فنزلت (وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط) والقسط
النفس بالنفس ثم نزلت (أفحكم الجاهلية يبغون) لفظ حديث أبن أبى غرزة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن الفضل العسقلاني ثنا
آدم ثنا أبو جعفر عن الربيع بن انس عن أبي العالية (فمن اعتدى) فقتل بعد اخذه الدية (3) (فله عذاب اليم ذلك تخفيف
من ربكم ورحمة) يقول حين أطعمتم الدية ولم تحل لأهل التوراة إنما هو قصاص أو عفو وكان أهل الإنجيل إنما هو عفو
ليس غيره فجعل لهذه الأمة القود والدية والعفو (ولكم في القصاص حياة) يقول جعل الله عز وجل القصاص حياة
لكم من رجل يريد أن يقتل فيمنعه منه مخافة ان يقتل -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن الطرائفي وأبو محمد الكعبي قالا ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا يزيد بن صالح ثنا (4)
بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان في قوله (ولكم في القصاص حياة) يقول لكم في القصاص حياة بما ينتهى بعضكم
عن دماء بعض ان يصيب الدم مخافة ان يقتل يقول (لعلكم تتقون) الدماء إذا خاف أحدكم ان يقتل به -



(1) مص - حرمته على الجنة
(2) مص وهامش ر - أنبأ
(3) مص - اخذ الدية
(4) مص - أنبأ -
24
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا محمد بن عبد الله
الأنصاري عن حميد عن انس ان الربيع بنت النضر كسرت ثنية جارية فعرضوا عليهم الأرش فأبوا وعرضوا عليهم العفو
فأبوا فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بالقصاص فجاء أخوها انس بن النضر فقال يا رسول الله أتكسر ثنية الربيع لا والذي
بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا انس كتاب الله القصاص قال فرضى القوم فعفوا (1) فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان من عباد الله من لو أقسم على الله لابره - رواه البخاري في الصحيح عن الأنصاري (وقد مضى)
حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم الا بإحدى ثلاث فذكر النفس بالنفس -
(وأخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن الفضل بن جابر ثنا سعيد هو ابن سليمان
عن سليمان بن كثير ثنا (2) عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل في عميا
أو رميا تكون بينهم بحجر أو سوط فعليه عقل خطأ ومن قتل عمدا فقود يده ومن حال بينه وبينه فعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل - وصله سليمان بن كثير والحسن بن عمارة وإسماعيل بن مسلم ورواه حماد
ابن زيد في آخرين عن عمرو عن طاوس مرسلا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي ثنا الحكم بن موسى ثنا
يحيى بن حمزة عن سليمان بن داود عن الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله
عليه وسلم انه كتب إلى أهل اليمن - فذكر الحديث قال وكان في الكتاب ان من اعتبط مؤمنا قتلا عن بينة فإنه قود الا ان
يرضى أولياء المقتول (ورواه) أيضا عبد الرحمن بن أبي ليلى النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا (3) -
باب ايجاب القصاص على القاتل دون غيره
قال الله تبارك وتعالى (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل)
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا هارون بن سليمان (4) ثنا عبد الرحمن
ابن مهدي عن سفيان عن خصيف عن سعيد بن جبير قال يقتل اثنين بواحد -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا الربيع بن سليمان ثنا عبد الله بن محمد بن المغيرة ثنا سفيان عن
خصيف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله (فقد جعلنا لوليه سلطانا) قال سبيلا عليه (فلا يسرف في القتل) قال
لا يقتل اثنين بواحد (قال الشافعي) وقيل في قوله (لا يسرف في القتل) قال لا يقتل غير قاتله وهذا يشبه ما قيل والله أعلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا هارون بن سليمان ثنا عبد الرحمن
ابن مهدي عن سفيان عن منصور عن طلق بن حبيب (فلا يسرف في القتل) قال لا يقتل غير قاتله ولا يمثل به -
(وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا أنبأ (5) أبو العباس محمد بن يعقوب
ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني يزيد بن عياض وهشام بن سعد عن زيد بن أسلم ان الناس في الجاهلية إذا
قتل الرجل من القوم رجلا لم يرضوا حتى يقتلوا به رجلا شريفا إذا كان قاتلهم غير شريف لم يقتلوا قاتلهم وقتلوا غيره
فوعظوا في ذلك بقول الله تبارك وتعالى (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا
فلا يسرف في القتل انه كان منصورا) وقال زيد بن أسلم السرف ان يقتل غير قاتله (قال الشافعي) قال الله تبارك وتعالى
(كتب عليكم القصاص في القتلى) الآية -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبيد الله بن أبي داود



(1) مص - وعفوا
(2) مص - عن
(3) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الموفى ثلاثين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد
(4) مد - سلمة - كذا -
(5) مص - قالوا ثنا -
25
ثنا يونس بن محمد ثنا شيبان عن قتادة في قوله (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد
والأنثى بالأنثى) قال كان أهل الجاهلية فيهم بغى وطاعة للشيطان فكان الحي فيهم (1) إذا كان فيهم عدد وعدة فقتل لهم
عبد قتله عبد قوم آخرين قالوا لا نقتل به الا حرا تعززا وتفضلا على غيرهم في أنفسهم وإذا قتلت لهم أنثى قتلتها امرأة قالوا
لن نقتل بها الا رجلا فأنزل الله عز وجل هذه الآية يخبرهم ان العبد بالعبد والحر بالحر والأنثى بالأنثى ونهاهم عن البغى
ثم انزل (2) سورة المائدة فقال (وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والاذن بالاذن
والسن بالسن والجروح قصاص) -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس وأبو محمد عبد الله بن محمد الكعبي قالا ثنا إسماعيل بن قتيبة
ثنا يزيد بن صالح ثنا بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان في قوله (كتب عليكم القصاص في القتلى) الآية قال كان بدو
ذلك في حيين من احياء العرب اقتتلوا قبل الاسلام بقليل ثم أسلموا ولبعضهم على بعض خماشات وقتل فطلبوها في
الاسلام وكان لاحد الحيين فضل على الآخر فأقسموا بالله ليقتلن (3) بالأنثى الذكر منهم وبالعبد الحر منهم فلما نزلت هذه
الآية رضوا وسلموا -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا (4) الربيع بن سليمان ثنا (4) الشافعي أنبأ معاذ بن موسى عن
بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان قال مقاتل أخذت هذا التفسير عن نفر حفظ معاذ منهم مجاهدا والضحاك والحسن
فذكر معناه الا انه لم يذكر قوله ولبعضهم على بعض خماشات وقتل (قال الشافعي) وما أشبه ما قالوا من هذا بما قالوا
لان الله تعالى إنما الزم كل مذنب ذنبه ولم يجعل جرم أحد على غيره ثم ساق الكلام إلى أن قال وقد جاء عن النبي صلى الله
عليه وسلم اعدى الناس على الله من قتل غير قاتله -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يزيد
ابن زريع ثنا عبد الرحمن بن إسحاق ثنا الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي شريح الخزاعي ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال أعتى الناس على الله من قتل غير قاتله أو طلب بدم في الجاهلية من أهل الاسلام أو بصر عينيه ما لم تبصرا (5) -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ موسى بن الحسن ثنا القعنبي ثنا سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن
أبيه عن علي بن حسين قال وجد (ح وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال وجد في قائم
سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب ان اعدى الناس على الله وفى حديث سليمان ان أعتى الناس على الله القاتل
غير قاتله والضارب غير ضاربه ومن تولى غير مواليه فقد كفر بما انزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم -
(وأخبرنا) أبو زكريا وأبو بكر قالا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ ابن عيينة عن محمد بن إسحاق قال قلت لأبي جعفر
محمد بن علي ما كان في الصحيفة التي كانت في قراب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كان فيها لعن الله القاتل غير قاتله
والضارب غير ضاربه ومن تولى غير ولى نعمته فقد كفر بما انزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا محمد بن سنان ثنا عبيد الله بن عبد المجيد ثنا ابن موهب قال سمعت
مالكا عن محمد بن عبد الرحمن عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها انها قالت وجد في قائم سيف رسول الله
صلى الله عليه وسلم كتابان ان أشد الناس عتوا الرجل ضرب غير ضاربه ورجل قتل غير قاتله ورجل تولى غير أهل نعمته
فمن فعل ذلك فقد كفر بالله ورسوله لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا - وذكر الحديث هو مالك بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي
الرجال يروى عن أبيه -



(1) مص - وهامش ر - منهم
(2) هامش ر - ص - أنزلت
(3) مص - لنقتلن
(4) مص - أنبأ
(5) مص - يبصر -
26
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ
الشافعي أنبأ ابن عيينة عن عبد الملك بن سعيد بن أبجر عن اياد بن لقيط عن أبي رمثة قال دخلت مع أبي على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فرأى أبى الذي بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعني أعالج الذي بظهرك فانى طبيب فقال أنت
رفيق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا معك قال ابني أشهد به فقال اما انه لا يجنى عليك ولا تجنى عليه -
(وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن عيسى بن أبي قماش ثنا عاصم بن علي ثنا عبيد الله (1) بن
اياد عن أبيه عن أبي رمثة قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي فتلقانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه
فقال لي أبى يا بنى هل تدرى من هذا المقبل قلت لا قال هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاقشعررت حين قال ذاك
وذلك انى ظننت انه لا يشبه الناس فإذا هو بشر ذو وفرة عليه ردع من حناء وعليه ثوبان أخضران فسلم عليه أبى فرد عليه
السلام ثم قال ابنك هذا؟ قال أي ورب الكعبة فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثبت شبهي بابى ومن حلف أبى
على ثم قال اما انه لا يجنى عليك ولا تجنى عليه ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم (ولا تزر وازرة وزر أخرى) -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس ثنا إبراهيم بن دنوقا ثنا زكريا بن عدي ثنا
أبو الأحوص عن شبيب بن غرقدة عن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول في حجة الوداع أي يوم أعظم حرمة قالوا يومنا هذا أو يوم الحج الأكبر قال فان دماءكم وأموالكم واعراضكم
حرام كحرمة يومكم وبلدكم الا لا يجنى جان الا على نفسه لا يجنى والد على (2) ولده ولا مولود على والده -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن أشعث بن أبي الشعثاء قال
سمعت الأسود بن هلال يحدث عن رجل من بنى ثعلبة بن يربوع ان ناسا منهم اتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكانت بنو ثعلبة بن يربوع أصابوا رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل يا رسول الله هؤلاء بنو ثعلبة
ابن يربوع قتلت فلانا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتجنى نفس على أخرى - هكذا قال شعبة عن رجل من بنى ثعلبة
وقال الثوري عن ثعلبة بن زهدم -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا معاذ بن المثنى حدثني أبي المثنى بن معاذ بن معاذ بن
نصر بن حسان بن الحر بن مالك بن الخشخاش العنبري أخبرني أبي حدثني الحر بن حصين حدثني نصر بن حسان عن حصين
ابن أبي الحر أن أباه مالكا وعميه قيسا وعبيدا بنى الخشخاش اتوا النبي صلى الله عليه وسلم فشكوا إليه غارة خيل من بنى عمهم
على الناس فكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا كتاب من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لمالك وقيس
وعبيد بنى الخشخاش انكم آمنون مسلمون على دمائكم وأموالكم لا تؤخذون بجريرة غيركم ولا تجنى عليكم الا أيديكم -
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا إبراهيم بن سعيد ومحمد بن
يحيى قالا ثنا أبو اليمان عن شعيب عن ابن أبي حسين عن نافع بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبغض
الناس إلى الله ملحد في الحرم ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه - رواه البخاري
في الصحيح عن أبي اليمان -
باب قتل الرجل بالمرأة
قال الله تبارك وتعالى (وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس) وقال النبي صلى الله عليه وسلم المسلمون تتكافأ دماؤهم
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال
قال الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى) الآية كلها ثم قال (وكتبنا عليهم فيها ان النفس
بالنفس) الآية كلها قال ابن شهاب فلما نزلت هذه الآية أقيدت المرأة من الرجل وفيما يعمد (3) من الجراح (قال وحدثنا)



(1) مد - عبد الله
(2) مص - عن - كذا - ح -
(3) مد - تعمد
27
عبد الله بن وهب أخبرني مالك ان سعيد بن المسيب قال الرجل يقتل بالمرأة إذا قتلها قال الله عز وجل (وكتبنا عليهم
فيها ان النفس بالنفس) -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا خليفة الخياط
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من
سواهم - وكذلك رواه يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرو بن شعيب -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي (1) ثنا الحكم بن موسى
الفنطري ثنا يحيى بن حمزة عن سليمان بن داود عن الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده عن
النبي صلى الله عليه وسلم انه كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسنن والديات وبعث به مع (2) عمرو بن حزم
وكان فيه وان الرجل يقتل بالمرأة -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا أسباط بن محمد
و عبد الوهاب بن عطاء قالا ثنا سعيد عن قتادة عن انس بن مالك ان يهوديا قتل جارية على اوضاح فقله رسول الله
صلى الله عليه وسلم بها - أخرجه البخاري في الصحيح من حديث سعيد بن أبي عروبة -
باب فيمن لاقصاص بينه باختلاف الدينين
قال الله تبارك وتعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى) إلى قوله (فمن عفى له من أخيه شئ)
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان ثنا سفيان بن عيينة (ح وأخبرنا)
أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ
الشافعي أنبأ سفيان بن عيينة عن مطرف عن الشعبي عن أبي جحيفة قال سألت عليا رضي الله عنه وفى رواية ابن شيبان قال
قلت لعلى رضي الله عنه هل عندكم من النبي صلى الله عليه وسلم شئ سوى القرآن فقال لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة
الا ان يعطى الله عبدا فهما في كتابه وما في الصحيفة قلت وما في الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر -
(وأخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو يعلى ثنا هارون بن معروف ثنا سفيان عن
مطرف قال سمعت الشعبي يقول أخبرني أبو جحيفة قال قلت لعلى رضي الله عنه - فذكره بمثله - رواه البخاري في الصحيح
عن صدقه بن الفضل عن سفيان بن عيينة -
(أخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ يوسف القاضي ثنا (4) عمرو بن مرزوق أنبأ زهير عن مطرف عن
عامر عن أبي جحيفة قال قلت لعلى رضي الله عنه يا أمير المؤمنين هل عندكم من الوحي شئ قال لا والذي فلق الحبة وبرأ
النسمة ما اعلم (5) الا فهما يعطيه الله عز وجل رجلا وما في الصحيفة قلت وما في الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير ولا يقتل
مؤمن بمشرك - قال زهير فقلت لمطرف وما فكاك الأسير قال إن يفك من العدو جرت بذلك السنة وقال مطرف العقل



(1) مد - العنبري
(2) مص - وبعث معه
(3) مص - سنان - خطأ - ح
(4) مص - أنبأ
(5) مص - ما اعلمه -
28
المعقلة رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن يونس عن زهير -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد (1) المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن المنهال ثنا يزيد
ابن زريع ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن قيس بن عباد قال آتينا عليا رضي الله عنه انا وجارية (2) بن
قدامة السعدي فقلنا هل معك عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا الا ما في قراب سيفي فأخرج لنا منه كتابا فقرأه
فإذا فيه المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم، ألا لا يقتل مسلم بكافر ولا ذو عهد في
عهده، ألا من أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مسلم بن خالد عن ابن أبي
حسين (3) عن عطاء وطاوس احسبه قال (4) ومجاهد والحسن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح لا يقتل
مؤمن بكافر (قال الشافعي) رحمه الله وهذا عام عند أهل المغازي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم به في خطبته يوم
الفتح وهو يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم مسندا من حديث عمرو (5) بن شعيب وحديث عمران بن حصين
(قال الشيخ اما حديث عمرو فأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ثنا يونس بن بكير (ح وأخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا أبو الأزهر
ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي جميعا عن ابن إسحاق حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال خطب رسول الله
صلى الله عليه وسلم الناس عام الفتح فقال أيها الناس انه ما كان من حلف في الجاهلية فان الاسلام لم يزده الا شدة ولاحلف
في الاسلام والمسلمون يد على من سواهم يسعى بذمتهم أدناهم يرد عليهم أقصاهم ترد سراياهم على قعدتهم لا يقتل مؤمن
بكافر، دية الكافر نصف دية المؤمن لاجلب ولا جنب ولا تؤخذ صدقاتهم الا في دورهم - لفظ حديث يونس بن بكير -
(وأخبرنا) أبو علي أخبرنا أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عبيد الله بن عمر حدثني هشيم عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمون تكافأ دماؤهم يسعى بذمتهم أدناهم ويجير (6) عليهم
أقصاهم وهم يد على من سواهم يرد مشدهم على مضعفهم ومتسرعهم (7) على قاعدهم لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد
في عهده -
(واما حديث عمران فأخبرنا) أبو بكر بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني يزيد بن عياض عن عبد الملك بن عبيد عن حرينق بنت الحصين عن
أخيها عمران بن الحصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ألم تر إلى ما صنع صاحبكم هلال بن أمية لو قتلت
مؤمنا بكافر لقتلته فدوه فوديناه وبنو مدلج معنا فجاؤوا بغنم عفر لم أر أحسن منها ألوانا (8) وكانت بنو مدلج حلفاء بنى كعب
في الجاهلية (ورواه) أيضا الواقدي عن عمر بن عثمان عن عبد الملك بن عبيد الا أنه قال حراش بن أمية بدل (9) هلال بن
أمية ولم يذكر الدية وما بعدها -
(أخبرنا) أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن سنان ثنا عبيد الله بن



(1) زاد في مص - ابن علي
(2) مد - حارثة - خطأ - ح
(3) مد - حبيش - خطا - ح
(4) مص - قاله
(5) مد - مسندا عن عمرو
(6) مص وهامش ر - ويجر - وفى هامش مص - ص - ويجير -
(7) مص - ومسرعهم
(8) مص - انوالا
(9) مد - يريد - كذا
29
عبد المجيد (1) ثنا ابن موهب قال سمعت مالكا عن محمد بن عبد الرحمن عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها
انها قالت وجد في قائم سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابان فذكر أحدهما قال وفى الآخر المؤمنون تكافأ دماؤهم
ويسعى بذمتهم أدناهم لا يقتل مسلم بكافر ولا ذو عهد في عهده ولا يتوارث أهل ملتين ولا تنكح المرأة على عمتها ولا على
خالتها ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ولا تسافر المرأة ثلاث ليال الا مع ذي محرم (2) - ابن موهب هو عبيد الله
ابن عبد الرحمن بن موهب، ومالك هو ابن أبي الرجال، وأبو الرجال هو محمد بن عبد الرحمن الأنصاري الذي روى عنه
ابنه مالك -
(أخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا عمرو (3) بن سنان ثنا إبراهيم بن سعيد ثنا انس بن عياض عن
عبد السلام (4) بن أبي الجنوب عن الحسن عن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقتل مؤمن بكافر
ولا ذو عهد في عهده والمسلمون (5) يد على من سواهم تتكافأ دماؤهم (6) -
باب بيان ضعف الخبر الذي روى في قتل المؤمن
بالكافر وما جاء عن الصحابة في ذلك
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الأصبهاني الفقيه أنبأ أبو الحسن علي بن عمر الحافظ ثنا الحسن بن أحمد بن سعيد
الرهاوي أخبرني جدي سعيد بن محمد الرهاوي ان عمار بن مطر حدثهم ثنا إبراهيم بن محمد الأسلمي عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن
عن ابن البيلماني عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل مسلما بمعاهد وقال انا أكرم من وفى بذمته - هذا خطأ
من وجهين أحدهما وصله بذكر ابن عمر فيه وإنما هو عن ابن البيلماني عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، والآخر روايته
عن إبراهيم عن ربيعة وإنما يرويه إبراهيم عن ابن المنكدر والحمل فيه على عمار بن مطر الرهاوي فقد كان يقلب الأسانيد
ويسرق الأحاديث حتى كثر ذلك في رواياته وسقط عن حد الاحتجاج به -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا إبراهيم بن أبي
يحيى عن محمد بن المنكدر عن عبد الرحمن بن البيلماني ان رجلا من المسلمين قتل رجلا من أهل الكتاب فرفع إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا أحق من وفى بذمته ثم أمر به فقتل - هذا هو الأصل في هذا الباب وهو منقطع
وراويه (7) غير ثقة (وقد روى) عن ربيعة عن عبد الرحمن بن البيلماني عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا -
(أخبرنا) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن بحدة ثنا سعيد بن منصور ثنا
عبد العزيز بن محمد أخبرني ربيعة عن عبد الرحمن بن البيلماني ان رجلا من أهل الذمة اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انا



(1) مد - عبد الحميد - خطأ - ح
(2) مص - ذي رحم محرم
(3) مص - عمر
(4) مد - بشر بن عياض عن عبد الرحمن - خطأ - ح
(5) مد - والمؤمنون
(6) ر - وهامش مص - آخر الجزء الخامس والأربعين بعد المائة من الأصل - ولله
الحمد وفى هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الحادي والثلاثين بعد خمس المائة بدار الحديث ولله الحمد - بلغ سماعهم بجامع
مصر في الميعاد الأول من مواعيد هذا المجلد ولله الحمد - ثم بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في الرابع -
ولله الحمد - (7) مص - ورواية
30
عاهدناك وبايعناك على كذا وكذا وقد ختر برجل منا فقال انا أحق من أوفى بذمته فأمكنه منه فضربت عنقه -
(وأخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا إسماعيل الصفار ثنا الرمادي (ح قال
وثنا) محمد بن إسماعيل الفارسي ثنا إسحاق بن إبراهيم قالا ثنا (1) عبد الرزاق عن الثوري عن ربيعة عن عبد الرحمن بن البيلماني
يرفعه ان النبي صلى الله عليه وسلم أقاد مسلما قتل يهوديا وقال الرمادي أفاد مسلما بذمي وقال انا أحق من وفى بذمتي (ويقال)
ان ربيعة إنما اخذه عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى والحديث يدور عليه -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي أنبأ أبو الحسن محمد بن محمد الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز قال قال أبو عبيد
القاسم بن سلام سمعت ابن أبي يحيى يحدثه عن ابن المنكدر وسمعت أبا يوسف يحدثه عن ربيعة الرأي كلاهما عن ابن البيلماني
ثم بلغني عن ابن أبي يحيى أنه قال انا حدثت ربيعة بهذا الحديث فإنما دار الحديث على ابن أبي يحيى عن عبد الرحمن بن البيلماني
ان النبي صلى الله عليه وسلم أقاد مسلما بمعاهد وقال انا أحق من وفى بذمته، قال أبو عبيد وهذا حديث ليس بمسند ولا يجعل
مثله اما ما يسفك به دماء المسلمين، قال أبو عبيد وقد أخبرني عبد الرحمن بن مهدي عن عبد الواحد بن زياد قال قلت لزفر
انكم تقولون انا ندرأ الحد (2) بالشبهات وانكم جئتم إلى أعظم الشبهات فأقدمتم عليها قال وما هو قال قلت المسلم يقتل بالكافر
قال فاشهد أنت على رجوعي عن هذا، قال وكذلك قول أهل الحجاز لا يقيدونه به، واما قوله ولا ذو عهد في عهده فان
ذا العهد الرجل من أهل دار الحرب يدخل إلينا بأمان فقتله محرم على المسلمين حتى يرجع إلى مأمنه واصل هذا من قوله
(وان أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه)
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم املاء ثنا محمد بن نعيم ثنا أبو قدامة ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا
عبد الواحد بن زياد قال لقيت زفر فقلت له صرتم حديثا في الناس وضحكة قال وما ذلك قال قلت تقولون في الأشياء
كلها ادرؤا الحدود بالشبهات وجئتم إلى أعظم الحدود فقلتم تقام بالشبهات قال وما ذلك قلت قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا يقتل مؤمن بكافر فقلتم يقتل به قال فانى أشهدك الساعة انى قد رجعت عنه -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان الفارسي حدثني محمد بن عبد الرحيم
قال قال علي بن المديني حديث ابن البيلماني ان النبي صلى الله عليه وسلم قتل مسلما بمعاهد هذا إنما يدور على ابن أبي يحيى ليس
له وجه حجاج إنما اخذه عنه -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ إبراهيم بن محمد الفقيه البخاري ثنا صالح بن محمد الحافظ قال عبد الرحمن بن البيلماني
حديثه منكر (وروى عنه ربيعة ان النبي صلى الله عليه وسلم قتل مسلما بمعاهد وهو مرسل منكر - 3)
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه قال قال أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ ابن البيلماني ضعيف لا تقوم به
حجة إذا وصل الحديث فكيف بما يرسله - والله أعلم (4) -



(1) مص - أنبأ
(2) مص - الحدود -
(3) سقط من مد
(4) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الثاني والثلاثين بعد خمس المائة بدار الحديث - ولله الحمد
31
(الروايات فيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه)
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني جرير بن حازم
ان قيس بن سعد حدثه عن مكحول ان عبادة بن الصامت رضي الله عنه دعا نبطيا يمسك له دابته عند بيت المقدس فأبى
فضربه فشجه فاستعدى عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له ما دعاك إلى ما صنعت (1) بهذا فقال يا أمير المؤمنين أمرته ان
يمسك دابتي فأبى وانا رجل في حد فضربته فقال اجلس للقصاص فقال زيد بن ثابت أتقيد عبدك من أخيك فترك عمر رضي الله عنه
القود وقضى عليه بالدية -
(وأخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا بحر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني الليث ان يحيى بن سعيد حدثه ان عمر بن الخطاب
رضي الله عنه اتى برجل من أصحابه وقد جرح رجلا من أهل الذمة فأراد أن يقيده فقال المسلمون ما ينبغي هذا فقال عمر
رضي الله عنه إذا نضعف عليه العقل فأضعفه (ورواه سليمان) بن بلال عن يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي حكيم انه سمع
عمر بن عبد العزيز يحدث الناس ان رجلا من أهل الذمة قتل بالشام عمدا وعمر بن الخطاب رضي الله عنه إذ ذاك بالشام
فلما بلغه ذلك قال عمر رضي الله عنه قد وقعتم باهل الذمة لأقتلنه به فقال أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه ليس ذلك لك
فصلى ثم دعا أبا عبيدة فقال لم زعمت لا اقتله به فقال أبو عبيدة رضي الله عنه أرأيت لو قتل عبدا له أكنت قاتله به فصمت عمر
رضي الله عنه ثم قضى عليه بألف دينار مغلظا عليه -
(وأخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ محمد بن الحسن أنبأ
أبو حنيفة عن حماد عن إبراهيم ان رجلا من بكر بن وائل قتل رجلا من أهل الحيرة فكتب فيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ان يدفع إلى أولياء المقتول فان شاؤوا قتلوا وان شاؤوا عفوا فدفع الرجل إلى ولى المقتول إلى رجل يقال له حنين من أهل
الحيرة فقتله فكتب عمر بعد ذلك إن كان الرجل لم يقتل فلا تقتلوه فرأوا أن عمر رضي الله عنه أراد ان يرضيهم من الدية
(قال الشافعي) رحمه الله الذي رجع إليه أولى به ولعله أراد ان يخيفه بالقتل ولا يقتله قال الذي تكلم معه فقد رويتم عن
عمرو بن دينار ان عمر رضي الله عنه كتب في مسلم قتل نصرانيا إن كان القاتل قتالا فاقتلوه وإن كان غير قتال فذروه
ولا تقتلوه (قال الشافعي) قد رويناه فاتبع عمر رضي الله عنه كما قال فأنت لاتتبعه فيما قال قال فيثبت (2) عندكم عن
عن عمر رضي الله عنه من هذا شئ (قال الشافعي) قلنا ولا حرف وهذه أحاديث منقطعات أو ضعاف أو تجمع الانقطاع



(1) ر - صنعته -
(2) مص - فثبت
32
والضعف جميعا -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف قال ذكر
سفيان عن عمرو بن دينار عن شيخ قال كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مسلم قتل معاهدا فكتب إن كانت طيرة في
غضب فأغرم أربعة آلاف وإن كان لصاعاديا فاقتله -
(وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن صالح (1) البغدادي ببلخ ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا أبو الربيع
ثنا حماد بن عمرو عن القاسم بن أبي بزة ان رجلا مسلما قتل رجلا من أهل الذمة بالشام فرفع إلى أبى عبيدة بن الجراح
رضي الله عنه فكتب فيه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكتب عمر رضي الله عنه إن كان ذاك منه خلقا فقدمه واضرب
عنقه وإن كانت هي طيرة طارها فأغرمه ديته أربعة ألآف
الروايات فيه عن عثمان رضي الله عنه
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه الأصبهاني قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي
ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنه ان رجلا مسلما قتل رجلا
من أهل الذمة عمدا ورفع إلى عثمان رضي الله عنه فلم يقتله وغلظ عليه الدية مثل دية المسلم -
(وأخبرنا) أبو بكر الفقيه أنبأ علي بن عمر ثنا الحسين بن صفوان ثنا عبد الله بن أحمد ثنا زحمويه ثنا إبراهيم بن سعد ثنا
ابن شهاب قال كان عثمان رضي الله عنه ومعاوية لا يقيدان المشرك من المسلم - الأول موصول وهذا منقطع -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمر وثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ محمد بن الحسن أنبأ محمد
ابن يزيد أنبأ سفيان بن حسين عن الزهري ان ابن شاس الجذامي قتل رجلا من أنباط الشام فرفع إلى عثمان رضي الله عنه
فأمر بقتله فكلمه الزبير رضي الله عنه وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم فنهوه عن قتله قال فجعل
ديته ألف دينار (قال الشافعي رضي الله عنه) قتل هذا من حديث من يجهل فإن كان غير ثابت فدع الاحتجاج به وإن كان
ثابتا فقد زعمت أنه أراد قتله فمنعه أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع لهم فهذا عثمان رضي الله عنه وأناس
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مجمعون ان لا يقتل مسلم بكافر فكيف خالفتهم -



(1) مص - محمد بن أحمد بن محمويه بن أبي صالح -
33
(الروايات فيه عن علي رضي الله عنه)
قد مضى حديث أبي جحيفة وقيس بن عباد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيما كان عنده عن النبي صلى الله عليه وسلم
في الصحيفة من أن لا يقتل مسلم بكافر -
(وفي ذلك دلالة على ضعف ما أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ محمد
ابن الحسن أنبأ قيس بن الربيع الأسدي عن أبان بن تغلب عن الحسن بن ميمون عن عبد الله بن عبد الله مولى بني هاشم عن أبي
الجنوب الأسدي قال اتى علي بن أبي طالب رضي الله عنه برجل من المسلمين قتل رجلا من أهل الذمة قال فقامت عليه
البينة فأمر بقتله فجاء اخوه فقال إني قد عفوت قال فلعلهم هددوك وفرقوك وفزعوك قال لا ولكن قتله لا يرد على اخى
وعوضوني فرضيت قال أنت اعلم من كان له ذمتنا فدمه كدمنا وديته كديتنا - كذا قال حسن وقال غيره حسين بن ميمون -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد الأصبهاني قال قال أبو الحسن الدارقطني الحافظ أبو الجنوب (1) ضعيف الحديث - قال
الشافعي في القديم وفي حديث أبي جحيفة عن علي رضي الله عنه ما دلكم ان عليا لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا
ويقول بخلافه -
(باب لا يقتل حر بعبد)
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أحمد بن عبدوس ثنا
أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عباد بن العوام عن حجاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ان أبا بكر وعمر رضي الله عنه عنهما
كانا لا يقتلان الحر يقتل العبد (2) قال على وحدثنا محمد بن الحسن المقرى ثنا أحمد بن العباس الطبري ثنا إسماعيل بن سعيد
ثنا عباد بن العوام عن عمر بن عامر والحجاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مثله سواء -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل ثنا أبو السائب
سلم (3) بن جنادة ثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عامر قال قال علي رضي الله عنه من السنة ان لا يقتل حر بعبد -



(1) ر - مد - ابن الجنوب - خطأ - ح
(2) مد - بقتل العبد
(3) مد - سلمة - خطأ - ح -
34
(وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر ثنا عبد الصمد بن علي ثنا السرى بن سهل ثنا عبد الله بن رشيد ثنا
عثمان البرى عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقتل حر بعبد - في هذا
الاسناد ضعف -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن حميرويه ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا جرير عن منصور عن
الحكم عن علي و عبد الله رضي الله عنهما في الحر يقتل العبد قالا القود - هذا منقطع -
(وأخبرني) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا ابن الجنيد ثنا زياد بن أيوب ثنا القاسم بن مالك ثنا ليث عن
الحكم قال قال على وابن عباس رضي الله عنهما إذا قتل الحر العبد متعمدا فهو قود - قال على لا تقوم به حجة لأنه مرسل -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا هشام عن قتادة عن الحسن قال لايقاد
الحر بالعبد -
(وأخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني ابن لهيعة عن ابن أبي
جعفر عن بكير أن السنة مضت بأن لا يقتل الحر المسلم بالعبد وان قتله عمدا وعليه العقل -
(قال وحدثنا) عبد الله بن وهب أخبرني ابن أبي ذئب ومالك بن انس عن ابن شهاب أنه قال لا قود بين (1) الحر والعبد
في شئ الا أن العبد إذا قتل الحر عمدا قتل به، وقال لي مالك مثله (وروينا) عن ابن جريج (2) عن عطاء مثله -
(باب ما روى فيمن قتل عبده أو مثل به)
(حدثنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود
الطيالسي ثنا هشام عن قتادة عن الحسن عن سمرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل عبده قتلناه ومن جدعه جدعناه
ومن خصاه خصيناه -
(وأخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرى ببغداد أنبأ أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد ثنا عبد الملك بن محمد
ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري وسعيد بن عامر قالا ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل عبده قتلناه ومن جدع عبده جدعناه - قال قتادة ثم أن الحسن نسي هذا الحديث
قال لا يقتل حر بعبد (قال الشيخ) يشبه أن يكون الحسن لم ينس الحديث لكن رغب عنه لضعفه وأكثر أهل العلم بالحديث
رغبوا عن رواية الحسن عن سمرة وذهب بعضهم إلى أنه لم يسمع منه غير حديث العقيقة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال سمعت العباس بن محمد يقول سمعت يحيى بن معين يقول قال
أبو النضر هاشم بن القاسم عن شعبة قال لم يسمع الحسن من سمرة، قال وسمعت يحيى بن معين يقول لم يسمع الحسن من سمرة
شيئا هو كتاب - قال يحيى في حديث الحسن عن سمرة من قتل عبده (3) قتلناه ذاك في سماع البغداديين ولم يسمع الحسن



(1) ر - عن
(2) مد - ابن جرير - خطا - ح
(3) ر - عبيده - كذا - ح -
35
من سمرة واما علي بن المديني فكان يثبت سماع الحسن من سمرة والله أعلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي والفضل بن محمد بن
المسيب الشعراني قالا ثنا أبو صالح المصري عبد الله بن صالح كاتب الليث حدثني الليث بن سعد عن عمر بن عيسى القرشي
ثم الأسدي عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال جاءت جارية إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فقالت إن سيدي اتهمني فأقعدني على النار حتى احترق فرجى فقال لها عمر رضي الله عنه هل رأى ذلك عليك قالت لا قال
فهل اعترفت له بشئ قالت لا فقال عمر رضي الله عنه على به فلما رأى عمر الرجل قال أتعذب بعذاب الله قال يا أمير المؤمنين
اتهمتها في نفسها قال رأيت ذلك عليها قال الرجل لا، قال فاعترفت لك به فقال لا، قال والذي نفسي بيده لو لم اسمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول لايقاد مملوك من مالكه ولا ولد من والده لاقدتها منك فبرزه وضربه مائة سوط وقال للجارية
اذهبي فأنت حرة لوجه الله وأنت مولاة الله ورسوله - قال أبو صالح وقال الليث وهذا القول معمول به -
(وأخبرنا) أبو سعيد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا عبدان و عبد الله بن محمد بن نصر الرملي قالا ثنا عبد الملك بن شعيب
حدثني أبي حدثني الليث بن سعد حدثني عمر بن عيسى - فذكره بنحوه - قال أبو أحمد وهذا الحديث لا اعلم رواه عن ابن
جريج بهذا الاسناد غير عمر بن عيسى وعن عمر هذا غير الليث وهو معروف بهذا سمعت ابن حماد يذكر عن البخاري انه منكر
الحديث -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى (وأبو بكر أحمد بن الحسن - 1) القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد
ابن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب عن يحيى بن أيوب عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن
عمرو بن العاص قال كان لزنباع عبد يسمى سندار (أو ابن سندر - 1) فوجده يقبل جارية له فأخذه فجبه وجدع اذنيه
وانفه فأتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إلى زنباع فقال لا تحملوهم مالا يطيقون وأطعموهم مما تأكلون واكسوهم
مما تلبسون (2) وما كرهتم فبيعوا وما رضيتم فأمسكوا ولا تعذبوا خلق الله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مثل به
أو حرق بالنار فهو حر وهو مولى الله ورسوله فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أوص بي فقال أوصى
بك كل مسلم - المثنى بن الصباح ضعيف لا يحتج به وقد روى عن الحجاج بن أرطأة عن عمرو مختصرا ولا يحتج به - وروى
عن سوار أبى حمزة (3) عن عمرو وليس بالقوى - والله أعلم -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا الحسين بن الحسين ابن الصابوني الأنطاكي قاضى الثغور
ثنا محمد بن الحكم الرملي ثنا محمد بن عبد العزيز الرملي ثنا إسماعيل بن عياش عن الأوزاعي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن
جده أن رجلا قتل عبده متعمدا فجلده النبي صلى الله عليه وسلم مائة جلدة ونفاه سنة ومحا سهمه من المسلمين ولم يقده به
وأمره ان يعتق رقبة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا إسماعيل بن عياش الحمصي
عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة (4) عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال اتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل قتل عبده متعمدا فجلده رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة ونفاه سنة ومحا سهمه



(1) ليس في مد
(2) مص - تكتسون وهامش ر - تكسون
(3) مد - ابن حمزة خطأ - ح
(4) مص - ابن أبي طلحة - كذا - ح
36
من المسلمين ولم يقده به (قال وحدثنا) إسماعيل بن عياش عن إسحاق بن أبي فروة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر ثنا حفص عن حجاج عن عمرو بن شعيب
ان أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا يقولان لا يقتل المؤمن بعبده ولكن يضرب ويطال حبسه ويحرم سهمه - أسانيد هذه الأحاديث ضعيفة لا تقوم بشئ منها الحجة الا ان أكثر أهل العلم على أن لا يقتل الرجل بعبده (وقد رويناه) عن
سليمان بن يسار والشعبي والزهري وغيرهم -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا (1) ابن وهب حدثني يحيى بن أيوب عن جعفر بن
ربيعة ان سليمان المزني حدثه انه استفتى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن رجل نوط عبدا له فمات ولم يرد قتله فقال
له ابن عباس ليعتق رقبة أو ليصم شهرين متتابعين (2) -
باب العبد يقتل فيه قيمته بالغة ما بلغت
قال الشافعي وهذا يروى عن عمر وعلى رضي الله عنهما
(قال الشيخ) رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب العلل عن أبي الربيع الزهراني عن هشيم عن سعيد بن أبي عروبة
عن مطر عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن عمر وعلى رضي الله عنهما في الحر يقتل العبد قالا ثمنه ما بلغ - وهذا اسناد
صحيح -
(وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن الحسن المقرى ثنا أحمد بن العباس يعنى الطبري ثنا
إسماعيل بن سعيد ثنا عباد بن العوام عن الحجاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال عمر رضي الله عنه في الحر
يقتل العبد قال فيه ثمنه -
(وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ علي بن الفضل (3) بن محمد بن عقيل الخزاعي ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي ثنا
نوح بن دراج عن عبيد الله بن عمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر رضي الله عنه في العبد يصاب قال قيمته
بالغة ما بلغت -
(وأخبرنا) أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا
أبو عوانة عن قتادة عن الحسن وسعيد بن المسيب في العبد يقتل خطأ قالا ثمنه ما بلغ (ورويناه) أيضا عن القاسم بن محمد



(1) مد - أنبأ
(2) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الثالث والثلاثين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد
(3) مص - الفضيل -
37
وسالم بن عبد الله (وروى) ذلك عن عبد الكريم عن علي و عبد الله وشريح قالوا ثمنه وان خلف دية الحر (أنبأ نيه)
أبو عبد الله إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن بكر عن ابن جريج عن عبد الكريم
فذكره وفيه ارسال بينه وبين عبد الكريم -
(أخبرنا) أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد أخبرني أبي قال
سمعت الأوزاعي يقول حدثني عمرو بن سعد عن يزيد الرقاشي حدثني انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لان اجلس مع قوم يذكرون الله بعد صلاة الصبح إلى أن تطلع الشمس أحب إلى مما طلعت عليه الشمس ولان
اجلس مع قوم يذكرون الله بعد العصر إلى أن تغيب الشمس أحب إلى من أن أعتق ثمانية من ولد إسماعيل دية كل رجل
منهم اثنا عشر ألفا -
باب العبد يقتل الحر
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر ثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه
عن علي رضي الله عنه قال إذا قتل العبد الحر رفع إلى أولياء المقتول فان شاؤوا قتلوا وان شاؤوا استحيوه (قال الشيخ)
ان شاؤوا استحياءه وأرادوا الدية بيع في دية المقتول والله أعلم -
باب العبد يقتل العبد
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر ثنا محمد بن بكر عن ابن جريج عن عبد العزيز بن
عمر أن في كتاب لعمر بن عبد العزيز أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يقاد المملوك في كل عمد يبلغ نفسه
فادون ذلك -
باب الرجل يقتل ابنه
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ في آخرين قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن
يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب ان رجلا من بنى مدلج يقال له قتادة حذف ابنه بسيف فأصاب ساقه فنزى في جرحه
فمات فقدم سراقة بن جعشم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فذكر ذلك له فقال عمر أعدد لي على قديد عشرين ومائة
بعير حتى أقدم عليك فلما قدم عمر أخذ من تلك الإبل ثلاثين حقة وثلاثين جذعة وأربعين خلفة ثم قال أين أخو المقتول
قال ها انا ذا قال خذها فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس لقاتل شئ - زاد أبو عبد الله في روايته قال الشافعي
وقد حفظت عن عدد من أهل العلم لقيتهم ان لا يقتل الوالد وبذلك أقول (قال الشيخ) هذا الحديث منقطع فأكده
الشافعي بان عددا من أهل العلم يقول به (وقد روى) موصولا -
(أخبرنا) أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الفقيه من أصله أنبأ أبو الحسن علي بن إبراهيم بن معاوية النيسابوري ثنا محمد بن مسلم
ابن وأره حدثني محمد بن سعيد بن سابق ثنا عمرو يعنى ابن أبي قيس عن منصور يعنى ابن المعتمر عن محمد بن عجلان عن
عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال نحلت لرجل من بنى مدلج جارية فأصاب منها ابنا فكان
يستخدمها فلما شب الغلام دعاها يوما فقال اصنعي كذا وكذا فقال لا تأتيك حتى متى تستأمى (1) أمي قال فغضب فحذفه بسيفه
فأصاب رجله فنزف الغلام فمات فانطلق في رهط من قومه إلى عمر رضي الله عنه فقال يا عدو نفسه أنت الذي قتلت ابنك
لولا انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يقاد الأب (2) من ابنه لقتلتك هلم ديته قال فأتاه بعشرين أو ثلاثين
ومائة بعير قال فخير منها مائة فدفعها إلى ورثته وترك أباه (ورواه) حجاج بن أرطأة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن



(1) هامش مص - أي تسترق
(2) هامش مص - ص - للأب -
38
جده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال حضرت النبي صلى الله عليه وسلم يقيد الابن من أبيه ولا يقيد الأب من ابنه -
(وأخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو محمد عبد الرحمن بن يحيى الزهري القاضي بمكة ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ ثنا
موسى بن إسماعيل ثنا عبد العزيز بن مسلم ثنا مطرف بن طريف عن الحكم بن عتيبة عن رجل يقال له عرفجة عن عمر بن
الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس على الوالد قود من ولد -
(أخبرنا) أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الوهاب ثنا جعفر
ابن عون قال إسماعيل بن مسلم أنبأ عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا تقام الحدود في المساجد ولا يقاد الوالد بالولد - إسماعيل بن مسلم المكي هذا فيه ضعف (وقد روى) عن عبيد الله
ابن الحسن العنبري عن عمرو والله (1) اعلم -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو علي الحافظ املاء ثنا إبراهيم بن إسحاق الصيرفي ثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري
ثنا عقبة بن مكرم ثنا أبو حفص التمار ثنا عبيد الله بن الحسن العنبري عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقام الحدود في المساجد ولا يقتل والد بولده (2) أبو حفص التمار هو أبو تمام عمر بن عامر
السعدي كان ينزل في بنى رفاعة (ورواه) أيضا سعيد بن بشير عن قتادة عن عمرو بن دينار موصولا -
باب القود بين الرجال والنساء وبين العبيد فيما دون النفس
قال البخاري في الترجمة يذكر عن عمر رضي الله عنه تقاد المرأة من الرجل في كل عمد يبلغ نفسه فما دونها من الجراح
وبه قال عمر بن عبد العزيز وأبو الزناد عن أصحابه قال وجرحت أخت الربيع انسانا فقال النبي صلى الله عليه وسلم القصاص
(قال الشيخ) اما الرواية في ذلك عن العمرين فقد مضت عن عبد العزيز بن عمر أن في كتاب لعمر بن عبد العزيز أن
عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يقاد المملوك من المملوك في كل عمد يبلغ نفسه فما دون ذلك -
(واما حديث أخت الربيع فأخبرناه) أبو محمد بن يوسف أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا عفان
ثنا حماد ثنا ثابت عن انس (فذكره وذلك يرد بتمامه في موضعه إن شاء الله وخالفه حميد عن انس - 3) فقال لطمت الربيع
بنت معوذ جارية فكسرت ثنيتها - وثابت احفظ ويحتمل انهما قصتان وهذا هو الأظهر (وروى) فيه عن ابن عباس وزيد
ابن ثابت رضي الله عنهما -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو الحسن الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن



(1) مص - فالله
(2) مص - بولد
(3) ليس في مد -
39
علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله (الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى) قال كانوا لا يقتلون الرجل (بالمرأة ولكن
يقتلون الرجل - 1) بالرجل والمرأة بالمرأة فأنزل الله عز وجل (النفس بالنفس) (قال فجعل الأحرار في القصاص سواء فيما
بينهم في العمد رجالهم ونسائهم في النفس 1 -) وفيما دون النفس وجعل العبيد مستوين فيما بينهم في العمد في النفس وفيما دون
النفس رجالهم ونساءهم -
(وأخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمر وثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني ابن لهيعة عن عبيد الله (2)
ابن أبي جعفر عن بكير بن الأشج ان السنة مضت فيما بلغه بذلك إذا كانا حرين يعنى الرجل والمرأة فان فقأ عينها فقئت عينه
قال وبلغني عن زيد بن ثابت مثل ذلك أنه يقتل بها ويقتص منه -
واما الرواية فيه عن التابعين (فأخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف الرفاء البغدادي أنبأ أبو عمر وعثمان بن محمد بن بشر (3)
ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إسماعيل بن أبي أويس وعيسى بن مينا قالا ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد وعن أبيه قال كان من
أدركت من فقها ثنا الذين ينتهى إلى قولهم منهم سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير والقاسم بن محمد وأبو بكر بن عبد الرحمن
وخارجة بن زيد بن ثابت وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وسليمان بن يسار في مشيخة جلة سواهم من نظرائهم أهل فقه وفضل
وربما اختلفوا في الشئ فأخذنا بقول أكثرهم وأفضلهم رأيا وكان الذي وعيت عنهم (4) على هذه القصة انهم كانوا يقولون
المرأة تقاد من الرجل عينا بعين واذنا بإذن وكل شئ من الجراح على ذلك وان قتلها قتل بها (ورويناه) عن الزهري
وغيره (وروى) سفيان الثوري عن المغيرة عن إبراهيم قال القصاص بنى الرجل والمرأة في العمد (وعن جابر) عن الشعبي مثله
(وعن جعفر بن) برقان عن عمر بن عبد العزيز مثله (أخبرناه) أبو بكر الأصبهاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان الجوهري
ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان فذكرهن (وروينا) عن الشعبي وإبراهيم بخلافه فيما دون النفس (5) -
باب النفر يقتلون الرجل
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك بن انس عن



(1) ليس في مد
(2) مد - عبد الله
(3) مص - بشير
(4) مص - رغبت عنهم كذا - ح
(5) هامش ر - بلغت قراءة الجماعة سماعا آخر المجلس الخامس - والحمد لله رب العالمين -
40
يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل نفرا خمسة أو سبعة برجل قتلوه قتل غيلة وقال
لو تمالا عليه أهل صنعاء لقتلتهم جميعا -
(قال البخاري) في ترجمة الباب قال لي ابن بشار ثنا يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر ان غلاما قتل غيلة فقال عمر رضي الله عنه
لو اشترك فيها أهل صنعاء لقتلتهم (أخبرناه) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز عن أبي
عبيد حدثني يحيى بن سعيد فذكره غير أنه قال إن صبيا قتل بصنعاء غيلة فقتل عمر رضي الله عنه به سبعة وقال لو اشترك
فيه أهل صنعاء لقتلتهم -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ثنا الحسن بن مكرم ثنا يزيد بن هارون أنبأ يحيى بن سعيد
عن نافع عن ابن عمر أن عمر رضي الله عنه قتل سبعة من أهل صنعاء اشتركوا في دم غلام وقال لو تمالا عليه أهل صنعاء
لقتلتهم جميعا (قال الشيخ) هذا يحيى بن سعيد الأنصاري والأول يحيى القطان (قال البخاري) وقال مغيرة بن حكيم عن
أبيه ان أربعة قتلوا صبيا فقال عمر رضي الله عنه مثله -
(أخبرناه) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر
ابن نصر ثنا ابن وهب حدثني جرير بن حازم ان المغيرة بن حكيم الصنعاني حدثه عن أبيه ان امرأة بصنعاء غاب عنها زوجها
وترك في حجرها ابنا له من غيرها غلام يقال له أصيل فاتخذت المرأة بعد زوجها خليلا فقالت لخليلها ان هذا الغلام يفضحنا
فاقتله فأبى فامتنعت منه فطاوعها واجتمع على قتله الرجل ورجل آخر والمرأة وخادمها فقتلوه ثم قطعوه أعضاء وجعلوه
في عيبة من أدم فطرحوه في ركية في ناحية القرية وليس فيها ماء ثم صاحت المرأة فاجتمع الناس فخرجوا يطلبون الغلام قال
فمر رجل بالركية التي فيها الغلام فخرج منها الذباب الأخضر فقلنا والله ان في هذه لجيفة ومعنا خليلها فأخذته رعدة فذهبنا به
فحبسناه وأرسلنا رجلا فأخرج الغلام فأخذنا الرجل فاعترف فأخبرنا الخبر فاعترفت المرأة والرجل الآخر وخادمها فكتب
يعلى وهو يومئذ أمير بشأنهم فكتب إليه عمر رضي الله عنه بقتلهم جميعا وقال والله لو أن أهل صنعاء شركوا في قتله لقتلتهم
أجمعين (وروينا) عن أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن وهب قال خرج قوم وصحبهم رجل فقدموا وليس معهم فاتهمهم أهله
فقال شريح شهودكم انهم قتلوا صاحبكم والا حلفوا بالله ما قتلوه فأتوا بهم عليا رضي الله عنه قال سعيد وانا عنده ففرق بينهم
فاعترفوا قال فسمعت عليا رضي الله عنه يقول أنا أبو حسن القرم فأمر بهم علي رضي الله عنه فقتلوا -
باب الاثنين أو أكثر يقطعان يد رجل معا
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا جعفر بن محمد ثنا يحيى بن يحيى أنبأ خالد بن عبد الله عن مطرف عن عامر
يعنى الشعبي (ح وأخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان قال قال (1) الشافعي عن سفيان
عن مطرف عن الشعبي ان رجلين أتيا عليا رضي الله عنه فشهدا على رجل انه سرق فقطع علي رضي الله عنه يده ثم أتياه بآخر
فقالا هذا الذي سرق وأخطأنا على الأول فلم يجز شهادتهما على الآخر وغرمهما دية يد الأول وقال لو أعلمكما تعمدتما
لقطعتكما - أخرجه البخاري في ترجمة الباب -
باب من عليه القصاص في القتل وما دونه
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق وأبو محمد بن موسى قالا أنبأ محمد بن أيوب أنبأ أبو الوليد الطيالسي وموسى
ابن إسماعيل قالا ثنا حماد بن سلمة عن حماد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رفع القلم
عن ثلاثة عن الصبي حتى يحتلم وعن المعتوه حتى يفيق وعن النائم حتى يستيقظ -



(1) مص - سليمان أنبأ
41
(أخبرنا) أبو أحمد (1) عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا ابن
بكير قال قال مالك حدثني يحيى بن سعيد أن مروان بن الحكم كتب إلى معاوية بن أبي سفيان انه اتى بمجنون قتل رجلا
فكتب إليه معاوية ان اعقله ولاتقد منه فإنه ليس على مجنون قود -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن أبي الزناد
(قال وحدثنا) ابن وهب أنبأ مالك عن يحيى بن سعيد أن مروان بن الحكم كتب إلى معاوية يذكر له انه اتى بسكران قد قتل
رجلا فكتب إليه معاوية ان اقتله به (2) -
جماع أبواب صفة قتل العمد وشبه العمد
باب عمد القتل بالسيف أو السكين أوما يشق بحده
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو أمية ثنا أبو نعيم ثنا سفيان
(ح وحدثنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله املاء وقراءة أنبأ أبو حامد ابن الشرقي ثنا سختويه بن
مازيار ثنا يوسف بن يعقوب السدوسي ثنا شعبة وسفيان عن جابر عن أبي عازب عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم كل شئ خطأ الا السيف ولكل خطأ أرش - لفظ حديث العلوي -
(وأخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد ان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن جابر عن رجل
عن النعمان بن بشير ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لكل شئ خطأ الا السيف يعنى الحديدة ولكل خطأ أرش -
(أخبرنا) أبو سعيد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد وأبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة قالا أنبأ أبو الحسن علي بن الفضل
ابن محمد بن عقيل أنبأ أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عقبة بن مكرم ثنا يونس بن بكير ثنا قيس بن الربيع عن أبي حصين
عن إبراهيم ابن بنت النعمان بن بشير عن النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل شئ سوى الحديدة خطأ
ولكل خطأ أرش - مدار هذا الحديث على جابر الجعفي وقيس بن الربيع ولا يحتج بهما -
باب عمد القتل بالحجر وغيره مما الأغلب انه لا يعاش من مثله
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا يزيد بن هارون
أنبأ شعبة عن هشام بن زيد عن أنس بن مالك ان جارية خرجت عليها اوضاح فأخذها يهودي فرضخ رأسها بحجر وأخذ
ما عليها فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبها رمق فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتلك فلان قالت برأسها
لا فقالوا اليهودي قالت برأسها نعم فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضخ رأسه بين حجرين - أخرجه البخاري ومسلم
في الصحيح من حديث شعبة بن الحجاج -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه ثنا محمد بن أيوب أنبأ أبو عمر وأبو سلمة قالا ثنا همام
عن قتادة عن انس ان جارية وجدوا رأسها بين حجرين فقيل لها من فعل بك هذا أفلان أفلان حتى سمى اليهودي فأومت
برأسها فاخذ فجئ به فاعترف فأمر النبي صلى الله عليه وسلم فرض رأسه بحجارة وقال أبو سلمة بين حجرين - رواه البخاري
في الصحيح عن أبي سلمة ورواه مسلم عن هداب بن خالد عن همام -



(1) مص - أبو محمد
(2) هامش ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في الخامس - ولله الحمد -
42
(أخبرنا) أبو القاسم عبد العزيز بن محمد العطار ببغداد ثنا أحمد بن سلمان ثنا عبد الملك بن محمد ثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن عمرو
ابن دينار عن طاوس عن ابن عباس ان عمر رضي الله عنه سأل الناس في الجنين فقام حمل بن مالك بن النابغة فقال كنت بين
امرأتين لي فضربت إحداهما الأخرى بعمود وفى بطنها جنين فقتله فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنين بغرة
وقضى ان تقتل المرأة بالمرأة - وهذا اسناد صحيح وفيما ذكر أبو عيسى الترمذي في كتاب العلل قال سألت محمد أيعنى
البخاري عن هذا الحديث فقال هذا حديث صحيح رواه ابن جريج عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس، وابن
جريج حافظ (قال الشيخ) هو كما قال البخاري في وصل الحديث بذكر ابن عباس فيه الا ان في لفظه زيادة لم أجدها في شئ
من طرق هذا الحديث وهي قتل المرأة بالمرأة (1) وفي حديث عكرمة عن ابن عباس موصولا وحديث ابن طاوس عن
أبيه مرسلا وحديث جابر وأبي هريرة موصولا ثابتا انه قضى بديتها (2) على العاقلة -
(وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان الأصبهاني ثنا محمد بن جعفر بن سعيد ثنا العباس بن يزيد ثنا
عبد الرزاق أنبأ ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع طاوسا يحدث عن ابن عباس - فذكر الحديث بنحوه وقال فيه فقضى
رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنينها بغرة وان تقتل بها قال فقلت لعمرو بن دينار أخبرني ابن طاوس عن أبيه انه قضى
بديتها وبغرة في جنينها فقال لقد شككتني (وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا يعقوب بن إبراهيم
البزاز ثنا علي بن مسلم ثنا محمد بن بكر الرساني ثنا ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار - فذكر الحديث بنحوه الا أنه قال فقلت
لعمرو لا أخبرني ابن طاوس عن أبيه كذا وكذا فقال شككتني -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو وغيرهما قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا
ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن عبيدة بن مسافع عن أبي سعيد الخدري قال بينما رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقسم شيئا اقبل رجل فأكب عليه فطعنه بعرجون كان معه فجرح الرجل فقال له رسول الله صلى الله
عليه وسلم تعال فاستقد فقال بل عفوت يا رسول الله -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا عبد الله بن عبد الوهاب
ثنا عبد الواحد بن زياد أنبأ الحجاج عن زياد بن علاقة أنبأ أشياخنا الذين أدركوا النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا رمى رجلا
بحجر فأقاده رسول الله صلى الله عليه وسلم به -
(وأخبرنا) أبو سعد أحمد بن محمد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي أنبأ أبو خليفة ثنا مسدد عن محمد بن جابر عن زياد بن علاقة عن
مرداس ان رجلا رمى رجلا بحجر فقتله فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فأقاده منه -
(وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا عبدان ثنا جعفر بن حميد ثنا الوليد بن أبي ثور عن زياد
ابن علاقة عن مرداس بن عروة قال رمى رجل من الحي اخالي فقتله ففر فوجدناه عند أبي بكر الصديق فانطلقنا به إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقادنا منه (وروينا) عن بشر بن حازم عن عمران بن يزيد بن البراء عن أبيه عن جده ان (4)
النبي صلى الله عليه وسلم قال من عرض عرضنا له ومن حرق حرقناه ومن غرق غرقناه (وهو فيما أنبأ نيه) أبو عبد الله الحافظ
إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا محمد بن هارون بن منصور ثنا عثمان بن سعيد عن محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا بشر - فذكره -



(1) كذا في مص وهامش ر - وفى مدومتن ر - المرأة -
(2) مص - بديتهما
(3) ر - مزيد
(4) مص عن
43
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد ثنا يزيد عن حجاج بن
أرطأة عن زيد (1) بن جبير عن جروة بن حميل عن عمر رضي الله عنه قال ليضربن أحدكم أخاه بمثل آكلة اللحم ثم يرى انى
لا أقيده والله لأقيدنه منه - تابعه إسرائيل عن زيد بن جبير عن جروة عن أبيه عن عمر قال أبو عبيد قال يزيد قال الحجاج
آكلة اللحم يعنى عصى محددة، قال أبو عبيد وفي هذا الحديث من الحكم انه رأى القود في القتل بغير حديدة وذلك إذا
كان مثله يقتل -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب حدثني عثمان بن الحكم عن ابن
جريج ان عمرو بن دينار حدثه انه سمع عبيد بن عمير الليثي قال ينطلق الرجل الا يد إلى رجل يضربه بالعصا حتى يقتله ثم
يقول ليس بعمد وأي العمد اعمد من ذلك -
باب شبه العمد وهو ما عمد إلى الرجل بالعصا الخفيفة
أو السوط الضرب الذي الأغلب انه لا يمات من مثله
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ ابن عيينة عن
علي بن زيد بن جدعان عن القاسم بن ربيعة عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا ان في قتيل العمد
الخطأ بالسوط أو العصا مائة من الإبل مغلظة منها أربعون خلفة في بطونها أولادها -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ قال سمعت محمد بن إسماعيل السكري يقول سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول حضرت مجلس
المزني يوما وسأله سائل من العراقيين عن شبه العمد فقال السائل ان الله تبارك وتعالى وصف القتل في كتابه صفتين عمدا
وخطأ فلم قلتم انه على ثلاثة أصناف ولم قلتم شبه العمد يعنى فاحتج المزني بهذا الحديث فقال له مناظره أتحتج بعلى بن زيد بن
جدعان فسكت المزني فقلت لمناظره قد روى هذا الحبر غير علي بن زيد فقال ومن رواه غير على قلت رواه أيوب السختياني
وخالد الحذاء قال لي فمن عقبة بن أوس فقلت عقبة بن أوس رجل من أهل البصرة وقد رواه عنه محمد بن سيرين مع جلالته
فقال للمزني أنت تناظر أو هذا فقال إذا جاء الحديث فهو يناظر لأنه اعلم بالحديث منى ثم أتكلم انا -
(قال الشيخ) اما حديث أيوب (فأخبرنا) أبو حامد أحمد بن أبي خلف الصوفي الأسفرائيني بها ثنا أبو بكر محمد بن يزداد بن
مسعود ثنا محمد بن أيوب أنبأ أبو عمر ثنا شعبة عن أيوب عن القاسم بن ربيعة عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال قتل الخطأ شبه العمد بالسوط والعصا فيها مائة من الإبل منها أربعون في بطونها أولادها - كذا قال أيوب عن القاسم
ابن ربيعة عن عبد الله بن عمرو بن العاص



(1) ر - يزيد - خطأ -
44
(واما حديث خالد الحذاء فأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ
الربيع أنبأ الشافعي أنبأ الثقفي عن خالد الحذاء عن القاسم بن ربيعة عن عقبة بن أوس عن رجل من أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم فتح مكة الا ان في قتيل الخطأ شبه العمد قتيل السوط والعصا الدية
مغلظة منها أربعون في بطونها أولادها - وكذلك رواه جماعة عن خالد الحذاء (وقد رواه) حماد بن زيد عن خالد الحذاء
فأقام اسناده -
(أخبرناه) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا سليمان بن حرب ومسدد قالا ثنا حماد عن خالد عن القاسم
ابن ربيعة عن عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوم الفتح بمكة - فذكر الحديث
ثم قال ألا ان دية (قتيل - 1) الخطأ شبه العمد ما كان بالسوط والعصا مائة من الإبل منها أربعون في بطونها أولادها -
وكذلك رواه وهيب عن خالد الحذاء (وروينا) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم في قتل
العمد وشبه العمد وقتل الخطأ وذلك يرد إن شاء الله في كتاب الديات -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا أنبأ (2) أبو العباس الأصم أنبأ الربيع
ابن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من قتل في عمية
في رميا تكون بينهم بحجارة أو جلد بالسوط أو ضرب بعصا (3) فهو خطأ عقله عقل الخطأ ومن قتل عمدا فهو قود يده ومن حال
دونه فعليه لعنة الله وغضبه لا يقبل منه صرف ولا عدل - هذا مرسل -
(وقد أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن محمد الدوري ثنا سعيد بن سليمان ثنا سليمان بن
كثير ثنا عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل في عميا أو رميا تكون
بينهم بحجر أو بعصا فعقله عقل خطأ ومن قتل عمدا فقود يديه (4) فمن حال بينه وبينه فعليه لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل - قوله فعقله عقل خطأ يريد به والله أعلم شبه الخطأ وهو شبه العمد وقوله فهو خطأ يريد
به شبه خطأ حتى لا يجب به القود وقد يحتمل أن يكون المراد به الخطأ المحض وذلك أن يرمى شيئا فيصيب غيره فيكون عقله
عقل الخطأ والله أعلم -
(وقد أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسن الداركي ثنا أبو حاتم ثنا عبد الرحمن
ابن يحيى بن إسماعيل بن عبد الله (5) المخزومي ثنا الوليد بن مسلم عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال شبه (6) العمد مغلظة ولا يقتل به صاحبه وذلك أن ينزو الشيطان بين القبيلة فيكون
بينهم رميا بالحجارة في عميا في غير ضغينة ولا حمل سلاح -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن علي الوراق ثنا عبد الله بن رجاء ثنا عمران عن قتادة عن
عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضرب بسوط ظلما اقتص منه يوم القيامة -



(1) زيادة من مص
(2) مص - ثنا
(3) بالعصا
(4) مص - يده
(5) ر - عبيد الله
(6) مص - وشبه -
45
باب من سقى رجلا سما
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي ثنا خالد بن
الحارث ثنا شعبة عن هشام بن زيد عن انس ان امرأة يهودية أتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها فجئ
بها فقبل ألا نقتلها قال لا قال فمازلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا (1) أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن سلمة ومحمد بن النضر ومحمد بن إسماعيل قال ابن
النضر أنبأ وقال الآخران حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي ثنا خالد بن الحارث - فذكره بمثل اسناده الا أنه قال فجئ بها
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها عن ذلك قالت أردت لأقتلك فقال ما كان الله ليسلطك على ذلك، أو قال على قالوا
الا نقتلها قال لاثم ذكر باقي الحديث - رواه البخاري في الصحيح عن الحجى ورواه مسلم عن يحيى بن حبيب بن عربي -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا داود بن رشيد ثنا عباد بن العوام (قال وثنا) هارون
ابن عبد الله ثنا سعيد بن سليمان ثنا عباد عن سفيان بن حسين عن الزهري عن سعيد وأبى سلمة قال هارون عن أبي هريرة
ان امرأة من اليهود أهدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم شاة مسمومة قال فما عرض لها النبي صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا سليمان بن داود المهري ثنا ابن وهب أخبرني يونس
عن ابن شهاب قال كان جابر بن عبد الله يحدث ان يهودية من أهل خيبر سمت شاة مصلية ثم أهدتها لرسول الله صلى الله
عليه وسلم فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذراع فأكل منها وأكل رهط من أصحابه معه ثم قال لهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم ارفعوا أيديكم وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليهودية فدعاها فقال لها أسمعت هذه
الشاة قالت اليهودية من أخبرك قال أخبرتني هذه في يدي للذراع قالت نعم قال فما أردت إلى ذلك قالت قلت إن كان
نبيا فلن يضره وان لم يكن نبيا استرحنا منه فعفا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعاقبها وتوفى بعض أصحابه الذين
اكلوا من الشاة واحتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه كاهله من أجل الذي أكل من الشاة حجمه أبو هند بالقرن
والشفرة وهو مولى لبنى بياضة من الأنصار -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر ثنا أبو داود ثنا وهب بن بقية ثنا خالد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة ان رسول الله
عليه وسلم أهدت له يهودية بخيبر شاة مصلية - نحو حديث جابر قال فمات بشر بن البراء بن معرور فأرسل إلى اليهودية
ما حملك على الذي صنعت - فذكر نحو حديث جابر قال فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلت ولم يذكر أمر
الحجامة -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن صالح بن هاني ثنا السرى بن خزيمة ثنا عبد العزيز بن داود الحراني ثنا حماد بن
سلمة عن محمد بن عمرو الليثي عن أبي سلمة عن أبي هريرة ان امرأة يهودية دعت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابا له على
شاة مصلية فلما قعدوا يأكلون أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم لقمة فوضعها ثم قال لهم أمسكوا ان هذه الشاة مسمومة
فقال لليهودية ويلك لأي شئ سممتنى قالت أردت ان اعلم أن كنت نبيا فإنه لا يضرك وإن كان غير ذلك ان أريح الناس
منك فأكل منها بشر بن البراء فمات فقتلها رسول الله صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إسماعيل بن إسحاق الثقفي ثنا أبو همام الوليد بن شجاع ثنا عباد بن العوام
عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قتلها يعنى التي سمته -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أحمد بن إسحاق بن بهلول ثنا أبي ثنا ابن أبي
فديك عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر اتى بشاة مسمومة
مصلية أهدتها له امرأة يهودية فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وبشر بن البراء فمرضا مرضا شديدا عنها ثم إن بشرا



(1) مص - أنبأ -
46
توفى فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليهودية فأتى بها فقال ويحك ماذا أطعمتينا قالت أطعمتك السم عرفت
إن كنت نبيا ان ذلك لا يضرك وان الله سيبلغ فيك أمره وان كنت على غير ذلك فأحببت ان أريح الناس منك فأمر بها
رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلبت -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن بطة الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا الواقدي أنبأ
يحيى بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة (1) عن جده محمد بن عبد الرحمن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بها
فصلبت بعد أن قتلها - قال الواقدي الثبت عندنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلها وأمر بلحم الشاة فاحرق (قال
الشيخ) اختلفت الروايات في قتلها ورواية انس بن مالك أصحها ويحتمل انه صلى الله عليه وسلم في الابتداء لم يعاقبها حين
لم يمت أحد من أصحابه مما أكل فلما مات بشر بن البراء أمر بقتلها فأدى كل واحد من الرواة ما شاهد والله أعلم -
باب الحال التي إذا قتل بها الرجل أقيد منه
(أخبرنا) أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا
أبو عوانة عن حصين عن عمرو بن ميمون قال رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل ان يصاب بأيام بالمدينة وقف على
حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف فقال كيف فعلتما تخافان ان تكونا قد حملتما الأرض ما لا تطيق قالا حملناها أمرا هي له مطيقة
وقال حذيفة لو حملت عليها أضعفت وقال عثمان بن حنيف حملتها أمرا هي له مطيقة ما فيها كبير (2) فضل قال انظر الا تكونا
حملتما الأرض ما لا تطيق قالا لا، فقال عمر رضي الله عنه لئن سلمني الله لأدعن أرامل العراق لا يحتجن إلى رجل بعدى قال
فما أتت عليه الا أربعة حتى أصيب قال وانى لقائم ما بيني وبينه الا عبد الله بن عباس غداة أصيب قال وكان إذا مر بين الصفين
قام فان رأى خللا قال استووا حتى إذا لم ير فيهم خللا تقدم فكبر قال وربما قرأ بسورة يوسف أو النحل أو نحو ذلك في الركعة
الأولى حتى يجتمع الناس قال فما هو إلا أن كبر قال فسمعته يقول قتلني الكلب أو اكلني الكلب حين طعنه فطار العلج
بالسكين ذات طرفين لا يمر على أحد يمينا ولا شمالا الا طعنه حتى طعن ثلاثة عشر رجلا فمات منهم تسعة (3) فلما رأى ذلك رجل
من المسلمين طرح عليه برنسا فلما ظن العلج انه مأخوذ نحر نفسه قال وتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما
فقدمه قال فمن يلي عمر رضي الله عنه فقد رأى الذي رأى واما نواحي المسجد فإنهم لا يدرون غير أنهم فقدوا صوت عمر
رضي الله عنه وهم يقولون سبحان الله سبحان الله قال فصلى بهم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه صلاة خفيفة فلما انصرفوا
قال يا بن عباس انظر من قتلني فجال ساعة ثم جاء فقال غلام المغيرة فقال الصنع؟ قال نعم قال قاتله الله لقد كنت أمرت
به معروفا فالحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل يدعى الاسلام وقال قد كنت أنت وأبوك تحبان ان تكثر العلوج بالمدينة
قال وكان العباس رضي الله عنه أكثرهم رقيقا فقال إن شئت فعلنا أي ان شئت قتلنا قال كذبت بعد ما تكلموا بلسانكم وصلوا
قبلتكم وحجوا حجكم فاحتمل إلى بيته فانطلقنا معه قال وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ فقائل يقول لا بأس وقائل
يقول نخاف عليه فأتى بنبيذ فشربه (4) فخرج من جرحه ثم اتى بلبن فشربه فخرج من جرحه فعرفوا انه ميت - وذكر



(1) هامش ر - قلت يقال فيه لبيبة - وابن أبي لبيبة - والله أعلم
(2) مص - كثير
(3) مص - سبعة - وفي هامشها ص - تسعة وفي هامش ر - ح - ر - سبعة
(4) مص - فشرب -
47
الحديث في وصاياه وامر الشورى - رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل -
(وحدثنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي وأبو بكر محمد بن بالويه قالا ثنا الحسن بن علي
ابن شبيب المعمري ثنا محمد بن عبيد بن حساب ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أبي رافع قال كان أبو لؤلؤة للمغيرة بن
شعبة - فذكر قصته قال فصنع خنجرا له رأسان قال فشحذه وسمه وقال وكبر عمر رضي الله عنه وكان لا يكبر إذا أقيمت
الصلاة حتى يتكلم ويقول أقيموا صفوفكم فجاء فقام (1) في الصف بحذائه مما يلي عمر رضي الله عنه في صلاة الغداة فلما كبر وجأه
على كتفه وعلى مكان آخر وفي خاصرته فسقط عمر رضي الله عنه ووجأ ثلاثة عشر رجلا معه فأفرق منهم سبعة ومات ستة
واحتمل عمر رضي الله عنه فذهب به - وذكر الحديث قال فدعا بشراب لينظر ما مدا جرحه فأتى بنبيذ فشربه فخرج
فلم يدرأ دم هو أو نبيذ فدعا بلبن فأتى به فشربه فخرج من جرحه قالوا لا بأس عليك يا أمير المؤمنين قال إن يكن القتل
بأسا فقد قتلت -
(وحدثنا) أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن أحمد الجلاب ثنا محمد بن أحمد بن النضر ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة
عن ليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه قال عاش عمر رضي الله عنه ثلاثا بعد ان طعن ثم مات فغسل وكفن (2) -
باب من جاء في قتل الامام وجرحه
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا أبو صالح يعنى محبوب بن موسى
ثنا الفزاري يعنى أبا إسحاق عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي فراس قال خطبنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال
في خطبته ألا وانى لم ابعث إليكم عمالي ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم ولكن بعثتهم ليعلموكم دينكم وسننكم فمن فعل
به غير ذلك فليرفعه إلى فأقصه منه فقام عمرو بن العاص رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين لو أن رجلا أدب بعض رعيته
أكنت مقتصه منه فقال أي والذي نفسي بيده لأقصنه منه وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اقص (3) من نفسه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق قراءة عليها وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج املاء قالوا
ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن عبيدة
ابن مسافع عن أبي سعيد الخدري قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم شيئا اقبل رجل فأكب عليه فطعنه رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعرجون كان معه فجرح الرجل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم تعال فأستقد فقال بل عفوت
يا رسول الله -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمر وقالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب حدثني مالك عن أبي النضر (4) وغيره أخبروه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا
متخلقا فطعنه بقدح كان في يده ثم قال ألم أنهكم عن مثل هذا فقال الرجل يا رسول الله ان الله قد بعثك بالحق وانك
قد عقرتني فألقى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القدح فقال له استقد فقال الرجل انك طعنتني وليس على ثوب وعليك
قميص فكشف له رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه فأكب عليه الرجل فقبله - هذا منقطع وقد روى موصولا -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا محمد بن يونس ثنا وهب بن جرير بن حازم ثنا أبي عن الحسن قال
حدثني سواد بن عمرو قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وانا متخلق بخلوق فلما رآني قال لي يا سواد بن عمرو خلوق ورس
أو لم أنه عن الخلوق ونخسني بقضيب في يده في بطني فأوجعني فقلت يا رسول الله القصاص قال القصاص فكشف لي عن



(1) مص - فقام قوم
(2) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الخامس والثلاثين بعد خمس المائة بالدار - ولله الحمد - بلغ
السيد الشريف عز الدين في السادس ولله الحمد -
(3) هامش ر - قص
(4) مد - ابن النضر - خطأ - ح
48
بطنه فجعلت اقبله ثم قلت يا رسول الله أدعه شفاعة لي يوم القيامة - تابعه عمر بن سليط عن الحسن عن سواد بن عمرو -
(حدثنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله بن محمد الصيدلاني ثنا محمد بن أيوب أنبأ يحيى بن المغيرة السعدي ثنا جرير عن
حصين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال كان أسيد بن حضير رجلا ضاحكا مليحا قال فبينما هو عند رسول الله صلى الله
عليه وسلم يحدث القوم ويضحكهم فطعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بإصبعه في خاصرته فقال أوجعتني قال اقتص
قال يا رسول الله ان عليك قميصا ولم يكن على قميص قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه فاحتضنه ثم جعل يقبل
كشحه فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله أردت هذا -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن داود بن سفيان أنبأ عبد الرزاق أنبأ معمر عن
الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا جهم بن حذيفة مصدقا فلاجه رجل في
صدقة فضربه أبو جهم فشجه فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا القود يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكم كذا وكذا
فلم يرضوا فقال لكم كذا وكذا فلم يرضوا فقال لكم كذا وكذا فرضوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم انى خاطب العشية على
الناس ومخبرهم برضاكم فقالوا نعم فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن هؤلاء الليثين اتوني يريدون القود
فعرضت عليهم كذا وكذا فرضوا أفرضيتم قالوا لا، فهم المهاجرون بهم فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يكفوا عنهم
فكفوا عنهم ثم دعاهم فزادهم فقال أرضيتم قالوا نعم قال إني خاطب على الناس ومخبرهم برضاكم قالوا نعم فخطب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرضيتم قالوا نعم - خالفه يونس بن يزيد الأيلي -
(فرواه كما أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن
ابن شهاب قال بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل أبا جهم على صدقة فضرب رجلا من بنى ليث فشجه ذا المغلظتين
فسألوه القود فأرضاهم ولم يقد منه -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الرزاق ثنا (1) معمر
عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رجل اسود يأتي أبا بكر رضي الله عنه فيد نيه ويقرأه القرآن حتى
بعث ساعيا أو قال سرية فقال أرسلني معه قال بل تمكث عندنا فأبى فأرسله معه واستوصى به خيرا فلم يغبر عنه الا قليلا حتى
جاء قد قطعت يده فلما رآه أبو بكر رضي الله عنه فاضت عيناه فقال ما شأنك قال ما زدت على أنه كان يوليني شيئا من عمله
فخنته فريضة واحدة فقطع يدي فقال أبو بكر رضي الله عنه تجدون الذي قطع هذا يخون أكثر من عشرين فريضة والله
لئن كنت صادقا لأقيدنك به قال ثم أدناه ولم يحول منزلته التي كانت له منه فكان الرجل يقوم الليل فيقرأ فإذا سمع أبو بكر
رضي الله عنه صوته قال يا لله لرجل قطع هذا قالت فلم يغبر الا قليلا حتى فقد آل أبي بكر رضي الله عنه حليا لهم ومتاعا فقال
أبو بكر رضي الله عنه طرق الحي الليلة فقام الأقطع فاستقبل القبلة ورفع يده الصحيحة والأخرى التي قطعت فقال اللهم
أظهر على من سرقهم أو نحو هذا وكان معمر ربما قال اللهم أظهر على من سرق أهل هذا البيت الصالحين قال فما انتصف
النهار حتى عثروا على المتاع عنده فقال له أبو بكر رضي الله عنه ويلك انك لقليل العلم بالله فأمر به فقطعت رجله - قال معمر
أخبرني أيوب عن نافع عن ابن عمر نحوه الا أنه قال كان إذا سمع أبو بكر صوته قال ما ليلك بليل سارق - والاستدلال في هذه
المسألة وقع بقوله والله لئن كنت صادقا لأقيدنك به -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا أنبأ (2) أبو العباس الأصم
ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب قال وسمعت حي بن عبد الله المعافري يقول حدثني أبو عبد الرحمن الحبلى عن عبد الله بن عمرو
ابن العاص ان أبا بكر الصديق رضي الله عنه قام يوم جمعة فقال إذا كان بالغداة فاحضروا صدقات الإبل تقسم ولا يدخل
علينا أحد الا بإذن فقالت امرأة لزوجها خذ هذا الخطام لعل الله يرزقنا جملا فأبى الرجل فوجد أبا بكر وعمر رضي الله عنهما



(1) مص - عن - وفى هامشها - ص - ثنا
(2) مص ثنا -
49
قد دخلوا إلى الإبل فدخل معهما فالتفت أبو بكر رضي الله عنه فقال ما أدخلك علينا ثم أخذ منه الخطام فضربه فلما فرغ
أبو بكر من قسم الإبل دعا بالرجل فأعطاه الخطام وقال استقد فقال له عمر والله لا يستقيد لا تجعلها سنة قال أبو بكر فمن
لي من الله يوم القيامة فقال عمر رضي الله عنه أرضه فأمر أبو بكر الصديق رضي الله عنه غلامه ان يأتيه براحلته ورحلها
وقطيفة وخمسة دنانير فأرضاه بها -
(وأخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا بحر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني ابن أبي ذئب عن أبن شهاب ان أبا بكر الصديق
وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم أعطوا القود من أنفسهم فلم يستقد منهم وهم سلاطين -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو سهل بن زياد القطان أنبأ إسحاق بن الحسن الحربي ثنا عفان بن مسلم ثنا
حماد بن سلمة أنبأ عطاء بن السائب عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير (عن جرير - 1) ان رجلا كان ذا صوت ونكاية على
العدو مع أبي موسى فغنموا مغنما فأعطاه أبو موسى نصيبه ولم يوفه فأبى ان يأخذه الا جميعا فضربه عشرين سوطا وحلق
رأسه فجمع شعره وذهب به إلى عمر رضي الله عنه قال جرير وانا أقرب الناس منه وقد قال حماد وانا أقرب القوم منه
فأحرج شعرا من جيبه فضرب به صدر عمر رضي الله عنه قال مالك فذكر قصته قال فكتب عمر رضي الله عنه إلى أبى
موسى سلام عليك اما بعد فان فلان بن فلان أخبرني بكذا وكذا وانى أقسم عليك ان كنت فعلت ما فعلت في ملا من
الناس جلست له في ملا من الناس فاقتص منك وان كنت فعلت ما فعلت في خلاء فاقعد له في خلاء فليقتص منك قال له
الناس أعف عنه قال لا والله لا أدعه لاحد من الناس فلما دفع إليه الكتاب قعد للقصاص رفع رأسه إلى السماء قال قد
عفوت عنه لله -
باب ما جاء في أمر السيد عبده
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا (2) الربيع قال قال الشافعي قال حماد عن قتادة عن خلاس عن علي
رضي الله عنه قال إذا أمر الرجل عبده ان يقتل رجلا فإنما هو كسيفه أو كسوطه يقتل المولى ويحبس العبد في السجن -
باب الرجل يحبس الرجل للآخر فيقتله
(أخبرنا) أبو منصور أحمد بن علي الدامغاني ببيهق ثنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ ثنا احمد وإبراهيم ابنا محمد بن إبراهيم
ابن جعفر الصيرفيان ثنا عبدة بن عبد الله الصفار ثنا أبو داود الحفري ثنا سفيان الثوري عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن
عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسك الرجل الرجل وقتله الآخر يقتل الذي قتل ويحبس
الذي أمسك (قال الشيخ) هذا غير محفوظ وقد قيل عن إسماعيل بن أمية عن سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم -
(والصواب ما أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو عبيد ثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن سفيان
عن إسماعيل بن أمية قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجل أمسك رجلا وقتل الآخر قال يقتل القاتل ويحبس



(1) زيادة من مص
(2) مص - انا -
50
الممسك (وعن سفيان) عن جابر عن عامر عن علي رضي الله عنه انه قضى بذلك (وكذلك) رواه معمر عن إسماعيل بن أمية يرفعه
قال اقتلوا القاتل والصبر والصابر -
(أخبرناه) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد قال سمعت عبد الله بن المبارك
يحدثه عن معمر عن إسماعيل بن أمية يرفعه (قال أبو عبيد) قوله اصبروا الصابر يعنى احبسوا الذي حبسه -
باب الخيار في القصاص
قال الله تبارك وتعالى (فمن عفى له من أخيه شئ
فاتباع بالمعروف وأداء إليه باحسان)
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ معاذ بن
موسى عن بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان قال مقاتل أخذت هذا التفسير عن نفر حفظ معاذ منهم مجاهدا والحسن
والضحاك بن مزاحم في قوله (فمن عفى له من أخيه شئ فاتباع بالمعروف) الآية قال كان كتب على أهل التوراة من
قتل نفسا بغير نفس حق ان يقاد بها ولا يعفى عنه ولا يقبل منه الدية وفرض على أهل الإنجيل ان يعفى عنه ولا يقتل ورخص
لامه محمد صلى الله عليه وسلم ان شاء قتل وان شاء اخذ الدية وان شاء عفا فذلك قوله (ذلك تخفيف من ربكم ورحمة) يقول
الدية تخفيف من الله إذ جعل الدية ولا يقتل ثم قال (فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب اليم) (يقول من قتل بعد أخذ الدية
فله عذاب اليم - 2) وقال في قوله (ولكم في القصاص حياة) (يقول لكم في القصاص حياة - 2) ينتهى بها بعضكم عن
بعض ان يصيب مخافة ان يقتل -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس وأبو محمد الكعبي قالا ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا يزيد بن
صالح عن بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان في قوله (فمن عفى له من أخيه شئ) يقول إذا قتل رجل بعمد فعفا عنه
ولى المقتول ولم يقتص منه وقبل الدية (فاتباع بالمعروف) يقول ليحسن الطلب ثم رجع إلى المطلوب فقال (وأداء إليه
باحسان) يقول ليؤدي المطلوب إلى الطالب الدية باحسان قال وكان كتب على أهل التوراة - فذكره بنحوه من رواية
الشافعي وقال في قوله (فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب اليم) يقول من قبل الدية ثم قتل فله عذاب اليم يقول موجع
وذلك أن الرجل كان إذا قتل حميم له توارى القاتل فيقول ولى المقتول انى اقبل الدية فيقبلها حتى يرجع القاتل فيقتله ولى
المقتول وقد قبل الدية قبل ذلك وكان يقول إنما قبلت الدية ليرجع القاتل فأقتله إذا ظهر يقول الله عز وجل فمن اعتدى
وقتل بعد أخذه فله عذاب اليم -
(أخبرنا) يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان
ابن عيينة أنبأ عمرو بن دينار قال سمعت مجاهدا يقول سمعت ابن عباس يقول كان في بني إسرائيل القصاص ولم يكن فيهم
الدية فقال الله عز وجل لهذه الأمة (كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفى له من
أخيه شئ) قال العفو أن يقبل الدية في العمد (فاتباع بالمعروف وأداء إليه باحسان ذلك تخفيف من ربكم) مما كتب على
قال (باب الخيار في القصاص)



(1) رو هامش مص - اخر الجزء السادس والأربعين بعد المائة من الأصل - وفي هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في السادس
والثلاثين بعد خمس المائة بدار الحديث ولله الحمد - بلغ سماعهم بجامع مصر في الثاني - ولله الحمد
(2) زيادة من مص -
51
من كان قبلكم (فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب اليم) -
(وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا علي بن عبد الله ثنا سفيان عن عمرو بن
دينار قال حدثني مجاهد عن ابن عباس - فذكره بنحوه - رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة عن سفيان -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا
أبو عامر عن حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد (1) عن ابن عباس (كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر
والعبد بالعبد) إلى آخر الآية قال كتب على بني إسرائيل القصاص وأرخص لكم في الدية (فمن عفى له من أخيه شئ فاتباع
بالمعروف وأداء إليه باحسان) قال هو العمد يرضى أهله بالدية فيتبع الطالب بمعروف ويؤدى يعنى المطلوب إليه باحسان
(ذلك تخفيف من ربكم ورحمة) قال مما كان على بني إسرائيل -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ محمد بن إسماعيل
ابن أبي فديك عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي شريح الكعبي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله حرم
مكة ولم يحرمها الناس فلا يحل لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها (2) دما ولا يعضد بها شجرا فان ارتخص أحد
فقال أحلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فان الله أحلها لي ولم يحلها للناس وإنما أحلت لي ساعة من النهار ثم هي حرام
كحرمتها بالأمس ثم أنتم يا خزاعة قد قتلتم هذا القتيل من هذيل وانا والله عاقله من قتل بعده قتيلا فأهله بين خيرتين ان
أحبوا قتلوا وان أحبوا أخذوا العقل -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو زرعة الدمشقي
ثنا أحمد بن خالد الوهبي ثنا محمد بن إسحاق عن الحارث بن الفضيل (3) عن سفيان بن أبي العوجاء السلمي عن أبي شريح
الخزاعي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أصيب بدم أو خبل فهو بالخيار بين إحدى ثلاث فان أراد
الرابعة فخذوا على يديه بين ان يقتص أو يعفو ويأخذ العقل فان قبل من ذلك شيئا ثم عدا بعد ذلك فان له النار -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى ثنا شيبان
عن يحيى بن أبي كثير أخبرني أبو سلمة ان أبا هريرة اخبره ان خزاعة قتلوا رجلا من بنى ليث عام فتح مكة بقتيل منهم
قتلوه فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فركب راحلته فخطب فقال إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها
رسوله والمؤمنين ألا وانها لم تحل لاحد قبلي ولن تحل لاحد بعدى ألا وانها أحلت لي ساعة من نهار ألا وانها ساعتي هذه
حرام لا يختلى شوكها ولا يعضد شجرها ولا يلتقط ساقطتها الا منشد ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين اما ان يعطى الدية
واما ان يقاد أهل القتيل قال فجاء رجل من أهل اليمن يقال له أبو شاه فقال اكتب لي يا رسول الله قال اكتبوا لأبي شاه
فقال رجل من قريش الا الإذخر يا رسول الله فانا نجعله في بيوتنا وقبورنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا الإذخر -
رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم عن شيبان الا أنه قال اما ان يودى و (4) اما ان يقاد ثم قال وقال عبيد الله اما ان يقاد
أهل القتيل - ورواه مسلم عن إسحاق بن منصور عن عبيد الله -
(وأخبرنا) أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا هشام بن علي ثنا ابن رجاء ثنا حرب بن شداد ثنا يحيى بن أبي
كثير ثنا أبو سلمة ثنا أبو هريرة انه عام فتح مكة قتلت خزاعة رجلا من بنى ليث بقتيل لهم في الجاهلية - فذكر الحديث
بنحوه الا أنه قال ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين اما ان يودى واما ان يقاد قال وقال (5) عبد الله بن رجاء ثنا حرب -



(1) مد - سلمة - خطأ - ح
(2) مص - بها
(3) مد - الفضل
(4) ر - أو
(5) مص - قال البخاري وقال
52
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي وأبو عبد الرحمن السلمي قالوا ثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد أنبأ أبي ثنا الأوزاعي ثنا يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال
حدثني أبو هريرة قال لما فتحت مكة قتلت هذيل رجلا من بنى ليث بقتيل في الجاهلية فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه
وسلم فذكر الحديث بنحوه الا أنه قال ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين اما ان يقاد واما ان يفادى -
(وأخبرنا) أبو عمر والأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا أبو يعلى ثنا هارون بن معروف ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي
فذكره بنحوه الا أنه قال اما ان يفدى واما ان يقتل - أخرجاه في الصحيح من حديث الوليد بن مسلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ثنا أبو النضر
ثنا محمد بن راشد عن سليمان بن موسى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل متعمدا
فدع إلى أولياء القتيل فان شاؤوا قتلوه وان شاؤوا أخذوا الدية - وفى حديث وائل بن حجر عن النبي صلى الله عليه وسلم حين
جئ بالرجل القاتل يقاد في نسعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولى المقتول أتعفو قال لا قال فتأخذ الدية قال لا قال
فتقتله قال نعم قال اذهب به وذلك في باب العفو مذكور باسناده -
باب من قال موجب العمد القود
وإنما تجب الدية بالعفو عنه عليها
(أخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشر ان العدل ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا أحمد بن داود
المكي ثنا محمد بن كثير (1) ثنا سليمان بن كثير عن عمرو بن دينار (2) عن طاوس عن ابن عباس رفعه قال من قتل في عمية
أو رمية بحجرا وبسوط أو عصا فعقله عقل الخطأ ومن قتل عمدا فهو قود ومن حال بينه وبينه فعليه لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل -
باب من قتل بعد أخذه الدية
قال الله عز وجل (فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب اليم) قال مجاهد عن اعتدى بعد أخذه الدية فله عذاب اليم وقال عطاء
فان قتل بعد ما قبل الدية



(1) مد - محمد بن أبي كثير
(2) ر - محمد بن كثير عن عمر بن دينار - كذا
53
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى أبى طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سعيد هو ابن أبي عروبة عن مطر عن الحسن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا أعافى رجلا قتل بعد أخذه الدية - هذا منقطع
وقد روى موصولا -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد أنبأ مطر الوراق قال واحسبه
عن الحسن عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أعفي من (1) قتل بعد أخذه الدية -
باب ما جاء في الترغيب في العفو عن القصاص
قال الشافعي قال الله تبارك وتعالى (فمن تصدق به فهو كفارة له)
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا وهب بن جرير عن شعبة عن قيس
عن طارق ان عبد الله قال في قوله (فمن تصدق به فهو كفارة له) قال للذي جرح -
(وأخبرنا) أبو عبد الله (ثنا أبو العباس - 2) ثنا إبراهيم ثنا أبو حذيفة عن سفيان الثوري عن قيس عن طارق عن
الهيثم بن الأسود عن عبد الله بن عمرو في قوله (فمن تصدق به فهو كفارة له) قال يهدم عنه بمثل ذلك من ذنوبه قال الشافعي
والرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن العفو عن القصاص كفارة أو قال شيئا يرغب به في العفو عنه -
(أخبرنا) أبو محمد بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا عفان ثنا عبد الله بن بكر
عن عطاء بن أبي ميمونة قال لا اعلم الا عن انس بن مالك قال ما رفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قصاص قط الا أمر
فيه بالعفو قال قلت لعفان من يشك فيه قال قال عبد الله كنت أقول عن انس فقالوا لي لا تشك فيه فقلت لا اعلم (3) وكان
رجلا متوقيا كيسا -
(وأخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد بن محمد الروذباري أنبأ أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن علي الوراق ثنا أبو سلمة
المنقري عن عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني عن عطاء بن أبي ميمونة عن انس قال ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم رفع إليه
شئ من قصاص الا أمر فيه بالعفو (4) -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا تميم بن محمد ثنا عبيد الله بن معاذ العنبري ثنا أبي ثنا أبو يونس عن
سماك بن حرب ان علقمة بن وائل حدثه ان أباه حدثه قال إني لقاعد مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل يقود آخر
بنسعة فقال يا رسول الله هذا قتل اخى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقتلته فقال إنه لو لم يعترف أقمت عليه البينة قال
نعم قتلته قال كيف قتلته قال كنت وهو نختبط من شجرة فسبني فأغضبني فضربته بالفأس على قرنه فقتلته فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم هل لك من شئ تؤديه عن نفسك قال ما لي مال الاكسائي قال فترى قومك يشترونك قال انا أهون
على قومي من ذلك قال فرمى إليه بنسعته وقال دونك صاحبك فانطلق به الرجل فلما ولى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان قتله فهو مثله فاتاه رجل من القوم فقال ويلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن قتله فهو مثله فرجع فقال
يا رسول الله بلغني انك قلت إن قتله فهو مثله وما أخذته الا بأمرك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما تريد ان يبوء بإثمك
واثم صاحبك قال بلى يا نبي الله قال فان ذلك كذاك قال فرمى بنسعته وخلى سبيله - رواه مسلم في الصحيح عن عبيد الله



(1) هامش ر - عمن
(2) سقط من مص
(3) مص - لا اعلمه
(4) - هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الرابع والثلاثين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد -
54
ابن معاذ العنبري -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني بالكوفة ثنا محمد بن الحسين بن أبي الحنين (ح
قال وأخبرني) أبو النضر الفقيه ثنا أبو علي صالح بن محمد جزرة قالا ثنا سعيد بن سليمان قال ابن أبي الحنين سعدوية ثنا هشيم
ابن بشير منذ ستين سنة قال ثنا إسماعيل بن سالم أخبرني علقمة بن وائل عن أبيه قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم برجل قتل
رجلا يعنى فأقاد ولى المقتول منه فانطلق به في عنقه نسعة يجرها فلما أدبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القاتل والمقتول
في النار فاتى رجل الرجل فقال له مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فخلى عنه قال إسماعيل فذكرت ذلك لحبيب بن أبي ثابت
فقال حدثني ابن اشوع ان النبي صلى الله عليه وسلم سأله ان يعفو فأبى ان يعفو رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن حاتم
عن سعيد بن سليمان كذا رواه هشيم ورواه أبو عوانة عن إسماعيل وقال فيه فذكرت ذلك لابن اشوع فقال ابن اشوع
ذكرت ذلك لحبيب فقال حبيب ان النبي صلى الله عليه وسلم كان امره بالعفو (وروى) عن سعيد بن جبير عن النبي صلى الله
عليه وسلم في هذا الحديث مرسلا قال يا رسول الله قتل اخى فهو في النار فان قتلته فانا مثله قال قتل أخاك فهو في النار وأمرتك
فعصيتني فأنت في النار ان عصيتني (وقد قيل) إنما قال ذلك لان القاتل قال والله ما أردت قتله وذلك في حديث أبي
هريرة فإن كان صادقا فقتلته وأنت تعلم صدقه فأنت مثله والذي قاله حبيب أو ابن اشوع بين -
(فيما أخبرنا) أبو القاسم عبيد الله (1) بن عمر الفامى الفقيه ببغداد ثنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا
على هو ابن المديني ثنا يحيى هو ابن سعيد القطان ثنا جامع بن مطر حدثني علقمة بن وائل ان أباه اخبره قال بينا انا عند النبي
صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل في عنقه نسعة فلما انتهى إليه قال إن هذا واخى كانا في جب يحفرانها فرفع المنقار فضرب
به رأس اخى فقتله قال أعف عنه فأبى قال فخذ الدية قال ما أريد الدية قال فأعاد الحديث فقال أعف عنه فأبى قال خذ الدية
فأبى فأعاد الحديث قال أعف عنه فأبى فقال خد الدية فأبى فلما أبى الا ان يقتل قال اما انك ان قتلته كنت مثله قال فاصنع ماذا
قال تعفو عنه قال فانا رأيته يجر نسعته حتى خفى علينا -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو عبد الله محمد بن الجهم بن هارون
السمرى (2) ثنا هوذة بن خليفة البكراوي ثنا عوف عن حمزة بن عمر العائذي عن علقمة بن وائل الحضرمي عن أبيه
قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جئ بالرجل القاتل يقاد في نسعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولى
المقتول أتعفو قال لا قال فتأخذ الدية قال لا قال فتقتله قال نعم قال اذهب به فلما ذهب به فتولى من عنده قال له تعال (3)
أتعفو مثل قوله الأول فقال ولى المقتول مثل قوله ثلاث مرات قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الرابعة
اما انك ان عفوت فإنه يبوء بإثمك واثم صاحبك قال فتركه قال فانا رأيته يجر نسعته وقال فيه يحيي القطان عن عوف يبوء
بإثمه واثم صاحبك -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي ثنا ابن شعيب ثنا شيبان
ابن عبد الرحمن عن يونس بن أبي إسحاق الهمداني انه حدثهم عن أبي السفران رجلا من قريش دق سن رجل من الأنصار
فاستعدى معاوية فقال الأنصاري لمعاوية ان هذا دق سنى فقال معاوية كلا انا سنرضيك قال والح على معاوية واكب عليه
حتى أبرمه فقال شأنك بصاحبك قال وأبو الدرداء جالس عند معاوية فقال أبو الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول ما من رجل مسلم (5) يصاب بشئ في جسده فيصدق به الا رفعه الله عز وجل به درجة وحط عنه به خطيئة فقال
الأنصاري لأبي الدرداء أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم سمعته أذناي ووعاه قلبي فقال الأنصاري
فانى أدعها لله فقال معاوية لا جرم والله لا تخيب وامر له بمال -



(1) مد - عبد الله
(2) مص - محمد بن الجهم السمرى
(3) مص - تعاله
(4) مد - رجل
(5) مد - مامن رجل يصاب -
55
(وأخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا محمد بن ابان عن علقمة
ابن مرثد عن الشعبي قال قال عبادة بن الصامت عند معاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أصيب بجسده
بقدر نصف ديته فعفا كفر عنه نصف سيئاته وإن كان ثلثا أو ربعا فعلى قدر ذلك فقال رجل الله لسمعته من رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال عبادة والله لسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاهما منقطع -
باب لا عقوبة على كل من كان عليه
قصاص فعفى عنه في دم ولا جرح
(قال الشافعي رحمه الله) قد ضرب صفوان بن معطل (1) حسان بن ثابت بالسيف ضربا شديدا على عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم فلم يقطع صفوان وعفا حسان بعد ان برأ فلم يعاقب رسول الله صلى الله عليه وسلم صفوان -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إسماعيل بن أبي أويس
حدثني أبي أو أويس حدثني هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها في حديث الإفك قالت عائشة
وقعد صفوان بن المعطل لحسان بن ثابت بالسيف فضربه ضربة وصاح حسان بن ثابت واستغاث الناس على صفوان وفر صفوان
وجاء حسان النبي صلى الله عليه وسلم فاستعداه على صفوان في ضربته إياه فسأله النبي صلى الله عليه وسلم ان يهب له ضربة
صفوان إياه فوهبها للنبي صلى الله عليه وسلم فعاضه منها حائطا من نخل عظيم وجارية رومية ويقال قبطية -
(أخبرنا) أبو القاسم عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن أنبأ أبو بكر بن خنب ثنا محمد بن إسماعيل الترمذي ثنا أيوب بن
سليمان بن بلال حدثني أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن محمد بن أبي عتيق وموسى بن عقبة قالا سئل ابن شهاب
عن رجل يضرب الآخر بالسيف في غضب ما يصنع به قال قد ضرب صفوان بن المعطل حسان بن ثابت الضروب (2) فلم
يقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده -
باب
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني انس بن عياض عن جعفر بن محمد
عن أبيه ان علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يخرج إلى الصبح وفي يده درته يوقظ بها الناس فضربه ابن ملجم فقال
علي رضي الله عنه أطعموه واسقوه وأحسنوا اساره فان عشت فانا ولى دمى اعفو ان شئت وان شئت استقدت (3) -
باب ما جاء في قتل الغيلة في عفو الأولياء
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ محمد بن الحسن أنبأ أبو حنيفة



(1) هامش ر - قلت ذكر أبو هلال العسكري اللغوي - ان الطاء من معطل مفتوحة
(2) ر - مص - المضروب -
(3) هامش ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله في السابع ولله الحمد -
56
عن حماد عن إبراهيم قال من عفا من ذي سهم فعفوه عفو قد أجاز عمر وابن مسعود رضي الله عنهما العفو من أحد الأولياء
ولم يسألا اقتل (1) غيلة كان ذلك أم غيره (قال الشافعي) وقال بعض أصحابنا في الرجل يقتل الرجل من غير نائرة هو إلى
الامام لا ينتظر به ولى المقتول قال واحتج لهم بعض من يعرف مذاهبهم بأثر مجذر بن زياد ولو كان حديثه مما يثبت قلنا به
فان ثبت فهو كما قالوا ولا اعرفه إلى يومى هذا ثابتا وان لم يثبت فكل مقتول قتله غير المحارب فالقتل فيه إلى ولى المقتول
من قبل ان الله تعالى يقول (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا) وقال (فمن عفى له من أخيه شئ فاتباع بالمعروف)
قال الشيخ إنما بلغنا قصة مجذر بن زياد من حديث الواقدي منقطعا وهو ضعيف -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن أحمد بن بطة ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا الواقدي في ذكر من
قتل بأحد من المسلمين قال ومجذر بن زياد قتله الحارث بن سويد غيلة وكان من قصة مجذر بن زياد أنه قتل سويد بن
الصامت (في الجاهلية فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أسلم الحارث بن سويد بن الصامت - 2) ومجذر بن زياد
فشهدا بدرا فجعل الحارث يطلب مجذرا ليقتله بأبيه فلم يقدر عليه يومئذ فلما كان يوم أحد وجال المسلمون تلك الجولة اتاه
الحارث من خلفه فضرب عنقه فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ثم خرج إلى حمراء الأسد فلما رجع اتاه
جبرئيل عليه السلام فأخبره ان الحارث بن سويد قتل مجذر بن زياد غيلة وأمره بقتله فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى قباء فلما رآه دعا عويم بن ساعدة فقال قدم الحارث بن سويد إلى باب المسجد فاضرب عنقه بالمجذر بن زياد فإنه قتله
يوم أحد غيلة فأخذه عويم فقال الحارث دعني أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى عليه عويم فجابذه يريد كلام
رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهض رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن بركب فجعل الحارث يقول قد والله قتلته
يا رسول الله والله ما كان قتلى إياه رجوعا عن الاسلام ولا ارتيابا فيه ولكنه حمية الشيطان وأمر وكلت فيه إلى نفسي فأبى
أتوب إلى الله عز وجل والى رسول الله واخرج ديته وأصوم شهرين متتابعين واعتق رقبة وأطعم ستين مسكينا انى
أتوب إلى الله وجعل يمسك بركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنو مجذر حضور لا يقول لهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم شيئا حتى إذا استوعب كلامه قال قدمه يا عويم فاضرب عنقه فضرب عنقه -
(وأخبرنا) أبو محمد السكري ببغداد أنبأ أبو بكر الشافعي ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر ثنا المفضل (3) بن غسان الغلاني وهو
يذكر من عرف بالنفاق في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قال والحارث بن سويد بن صامت من بنى عمر وبن عوف شهد
بدرا وهو الذي قتل المجذر يوم أحد غيلة فقلته به نبي الله صلى الله عليه وسلم (4) -
باب ميراث الدم والعقل
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا يحيى بن سعيد ثنا ابن أبي ذئب حدثني سعيد
ابن أبي سعيد قال سمعت أبا شريح الكعبي يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا انكم معشر خزاعة قتلتم هذا القتيل
من هذيل وانى عاقله فمن قتل له بعد مقالتي هذه قتيل فأهله بين خيرتين بين ان يأخذ والعقل وبين ان يقتلوا -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا أبو غسان مالك بن يحيى بن مالك ثنا علي بن
عاصم عن سفيان (ح وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أحمد بن صالح ثنا سفيان عن
الزهري عن سعيد (5) قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول الدية للعاقلة لا ترث المرأة من دية (6) زوجها حتى
قال له الضحاك بن سفيان كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها فرجع



(1) مص - اقتله
(2) زيادة م ر - ومص
(3) مد - الفضل
(4) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الثامن والثلاثين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد بلغت قراءة والجماعة سماعا آخر المجلس السابع والحمد لله وحده
(5) مد - سعد
(6) مد - دم -
57
عمر رضي الله عنه - قال أحمد بن صالح حدثنا عبد الرزاق بهذا الحديث عن معمر عن الزهري عن سعيد وقال فيه كان
النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على الاعراب - لفظ حديث الروذباري -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث ثنا شيبان
(ح وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود قال وجدت في كتابي عن شيبان ثنا محمد بن راشد ثنا
سليمان هو ابن موسى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان العقل ميراث بين
ورثة القتيل على قرابتهم فما فضل فللعصبة قال وقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عقل المرأة بين عصبتها من كانوا
لا يرثون منها شيئا الا ما فضل عن ورثتها وان قتلت فعقلها بين ورثتها وهم يقتلون قاتلها -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ يزيد بن هارون أنبأ حبيب بن أبي
حبيب عن عمرو بن هرم عن (جابر بن زيد قال عقل الرجل الحر ميراث بين ورثته من كانوا يقسم بينهم على فرائضهم
كما كانوا يقسمون ميراثه قضى بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقل المرأة الحرة ميراث بين ورثتها من كانوا يقسم
بينهم كما يقسم بينهم ميراثها ويعقل عنها عصبتها إذا قتلت قتيلا أو جرحت جريحا قضى بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعن عمرو بن هرم - 1) قال سئل جابر بن زيد عن الأخ من الام هل يرث من الدية إذا لم يكن من أبيه قال نعم
قد ورثه عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما وشريح وكان عمر يقول إنما ديته بمنزلة ميراثه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ يزيد أنبأ سفيان الثوري عن عمرو بن دينار عن
من أخبره عن علي رضي الله عنه أنه قال لقد ظلم من لم يورث الاخوة من الام من الدية شيئا -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو الحسن المصري ثنا مالك بن يحيى ثنا علي بن عاصم عن محمد بن سالم عن عامر عن
علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال الدية تقسم على فرائض الله عز وجل فيرث منها كل وارث -
باب من زعم أن للكبار أن يقتصوا قبل بلوغ الصغار
قال الشافعي رحمه الله قال أبو يوسف عن رجل عن أبي جعفر أن الحسن بن علي رضي الله عنهما قتل ابن ملجم بعلى رضي الله عنه
قال أبو يوسف وكان لعلى رضي الله عنه أولاد صغار - قال بعض أصحابنا إنما استبد الحسن بن علي رضي الله عنه
بقتله قبل بلوغ الصغار من ولد علي رضي الله عنه لأنه قتله حدا لكفره لا قصاصا -
(واحتجوا في ذلك بما حدثنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ إبراهيم بن إسماعيل القارى ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله



(1) سقط من ر -
58
ابن صالح حدثني الليث بن سعيد أخبرني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم ان أبا سنان الدؤلي حدثه انه
عاد عليا رضي الله عنه في شكوى له اشتكاها قال فقلت له لقد تخوفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذا فقال لكني والله
ما تخوفت على نفسي منه لانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق يقول انك ستضرب ضربة ههنا
وضربة ههنا وأشار إلى صدغيه فيسيل دمها حتى يخضب لحيتك ويكون صاحبها أشقاها كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود -
باب عفو بعض الأولياء عن القصاص دون بعض
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو طاهر الفقيه وأبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد الشاذ ياخى وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا
أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي قال حدثني حصن حدثني
أبو سلمة بن عبد الرحمن حدثتني عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال على المقتتلين
ان ينحجزوا الأول فالأول وإن كانت امرأة -
(وأخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد أنه قال في حديث النبي
صلى الله عليه وسلم لأهل القتيل ان ينحجزوا الأدنى فالأدنى وإن كانت امرأة وذلك أن يقتل القتيل وله ورثة رجال
ونساء يقول فأيهم عفا عن دمه من الأقرب فالأقرب من رجل أو امرأة فعفوه جائز لان قوله ينحجزوا يعنى يكفوا
عن القود -
(أخبرني) علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا يعلى بن عبيد ثنا
الأعمش عن زيد بن وهب قال وجد رجل عند امرأته رجلا فقتلها فرفع ذلك إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فوجد
عليها بعض اخوتها فتصدق عليه بنصيبه فأمر عمر رضي الله عنه لسائرهم بالدية -

59
(وأخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب حدثني جرير بن حازم عن سليمان
الأعمش عن زيد بن وهب الجهني ان رجلا قتل امرأته استعدى ثلاثة اخوة لها عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فعفا
أحدهم فقال عمر رضي الله عنه للباقيين خذا ثلثي الدية فإنه لا سبيل إلى قتله -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ محمد هو ابن الحسن أنبأ
أبو حنيفة عن حماد عن إبراهيم النخعي ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه اتى برجل قد قتل عمدا فأمر بقتله فعفا بعض الأولياء
فأمر بقتله فقال ابن مسعود كانت النفس لهم جميعا فلما عفا هذا أحيا النفس فلا يستطيع ان يأخذ حقه حتى يأخذ غيره قال
فما ترى قال أرى ان تجعل الدية عليه في ماله وترفع حصته الذي عفا فقال عمر رضي الله عنه وانا أرى ذلك - هذا منقطع
والموصول قبله يؤكده -
جماع أبواب القصاص بالسيف
باب امكان الامام ولى الدم من القاتل يضرب عنقه
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن الجهم بن هارون
السمرى ثنا هوذة بن خليفة البكراوي ثنا عوف عن حمزة أبى عمر العائذي (ح وثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف واللفظ له
أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق ثنا عوف الاعرابي أظنه عن حمزة العائذي عن
علقمة بن وائل بن حجر الحضرمي عن أبيه قال جئ بالقاتل الذي قتل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء به ولى المقتول
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعفو قال لا قال أتأخذ الدية قال لا قال أتقتل قال نعم قال فاذهب به فلما ذهب
دعاه فقال اما انك ان عفوت عنه فإنه يبوء بإثمك واثم صاحبك فعفا عنه فأرسله قال فرأيته وهو يجر نسعته -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي ثنا إبراهيم بن الهيثم ثنا الهيثم بن جميل
ثنا محمد بن راشد عن سليمان بن موسى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال النبي صلى الله عليه وسلم من قتل عمدا دفع
إلى ولى المقتول فان شاء قتله وان شاء أخذ الدية -
باب يحفظ الامام سيفه ليأخذ سيفا صار مالا يعذبه ولا يمثل به
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة (ح وأخبرنا) أبو سعيد بن أبي
عمرو ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أحمد بن محمد البرتي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا شعبة عن خالد الحذاء عن أبي
قلابة عن أبي الأشعث عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خصلتان سمعتهما من النبي صلى الله عليه وسلم
قال إن الله كتب الاحسان على كل شئ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته وليرح

60
ذبيحته - لفظ حديث مسلم بن إبراهيم أخرجه مسلم في الصحيح من حديث شعبة -
(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ أبو طاهر محمد بن الحسن المحمد آباذي قال سمعت أبا احمد محمد (1) بن
عبد الوهاب يقول سألت يحيى بن حماد عن حديث هاني بن نويرة فقال ثنا أبو عوانة عن مغيرة عن إبراهيم عن هاني بن
نويرة عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أعف الناس قتلة أهل الايمان - رواه هشيم عن مغيرة عن شباك
عن إبراهيم (2) -
باب الولي لا يستبد بالقصاص دون الامام
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب
أنه قال في رجل قدر على قاتل أخيه أعليه حرج فيما بينه وبين الله ان خاف ان يفوته قبل ان يبلغ به إلى الامام ان هو
قتله قال ابن شهاب مضت السنة ان لا يغتصب في قتل النفوس دون الامام (وروينا) في حديث عمرو بن الخطاب رضي الله عنه
في التي وطئت مستكرهة حيث كتب إلى الآفاق ان لا تقتلوا أحدا الا بإذني -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى أنبأ أبو الحسن العنزي ثنا عثمان بن سعيد ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح
عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) وقوله (ولمن انتصر بعد
ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل) وقوله (وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) وقوله (وجزاء سيئة سيئة مثلها) فهذا
ونحوه نزل بمكة والمسلمون يومئذ قليل ليس لهم سلطان يقهر المشركين وكان المشركون يتعاطونهم بالشتم والأذى فامر
الله المسلمين من يجازى منهم ان يجازوا بمثل الذي أتى إليه أو يصبروا ويعفوا فهوا مثل فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى المدينة وأعز الله سلطانه أمر المسلمين ان ينتهوا في مظالمهم إلى سلطانهم ولا يعدو بعضهم على بعض كأهل الجاهلية فقال
(ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا) يقول ينصره السلطان حتى ينصفه (3)
من ظالمه ومن انتصر لنفسه دون السلطان فهو عاص مسرف قد عمل بحمية الجاهلية ولم يرض بحكم الله -
باب ما روى في عمد الصبي
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر أبو معاوية عن إبراهيم بن طهمان عن جابر
عن الحكم قال كتب عمر رضي الله عنه لا يؤمن أحد جالسا بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وعمد الصبي وخطأه سواء فيه الكفارة
وأيما امرأة تزوجت عبدها فاجلدوها الحد - هذا منقطع وراويه جابر الجعفي (وروى) عن علي رضي الله عنه باسناده فيه ضعف -
(أخبرنا) أبو حازم الحافظ أنبأ أبو أحمد الحافظ ثنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن سابور الدقيقي ببغداد ثنا أبو نعيم الحلبي
عبيد بن هشام ثنا إبراهيم بن محمد المدني عن حسين بن عبد الله بن صميرة عن أبيه عن جده قال قال علي رضي الله عنه عمد
المجنون والصبي خطأ -
باب أحد الأولياء إذا عدا على رجل فقتله بأنه قاتل أبيه
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا مالك بن يحيى أبو غسان ثنا علي بن عاصم عن حميد عن
عبد الله بن عبيد بن عمير قال لما طعن عمر رضي الله عنه وثب عبيد الله بن عمر على الهرمزان فقتله فقيل لعمر إن عبيد الله بن
عمر قتل الهرمزان قال ولم قتله قال إنه قتل أبى قيل وكيف ذاك قال رأيته قبل ذلك مستخليا بأبي لؤلؤة وهو امره بقتل أبى



(1) مد - قال انا أحمد بن محمد
(2) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في التاسع والثلاثين بعد خمس المائة بالدار - ولله الحمد
(3) مص - ينصف -
61
قال عمر ما أدرى ما هذا انظروا إذا أنا مت فاسألوا عبيد الله البينة على الهرمزان هو قتلني فان أقام البينة فدمه بدمي وان
لم يقم البينة فأقيدوا عبيد الله من الهرمزان فلما ولى عثمان رضي الله عنه قيل له ألا تمضى وصية عمر رضي الله عنه في عبيد الله
قال ومن ولى الهرمزان قالوا أنت يا أمير المؤمنين فقال فقد عفوت عن عبيد الله بن عمر -
باب القصاص بغير السيف
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي أنبأ الحسن بن محمد الزعفراني ثنا عفان ثنا همام ثنا
قتادة عن انس ان جارية رضخ رأسها بين حجرين فقيل لها من فعل هذا بك أفلان أفلان حتى سمى اليهودي فأومت برأسها
فبعث إلى اليهودي فاعترف فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضخ رأسه بين حجرين - أخرجه البخاري ومسلم
في الصحيح من حديث همام بن يحيى -
(أخبرنا) أبو محمد بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا عفان ثنا همام أنبأ (1)
قتادة عن انس ان رهطا من عرينة قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا انا قد اجتوينا المدينة فعظمت بطوننا وتهشمت
أعضاؤنا فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يلحقوا براعي الإبل فيشربوا من أبوالها وألبانها قال فلحقوا براعي الإبل فشربوا
من أبوالها وألبانها حتى صلحت بطونهم وألوانهم فقتلوا الراعي واستاقوا الإبل فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فبعث في
طلبهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم - أخرجاه في الصحيح من حديث همام زاد فيه ابن أبي عروبة عن قتادة وتركهم
في الحرة حتى ماتوا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو عبد الله بن أبي الثلج ثنا يحيى بن
غيلان ثنا يزيد بن زريع عن سليمان التيمي عن انس إنما سمر النبي صلى الله عليه وسلم أعينهم لأنهم سمروا أعين الرعاء - رواه
مسلم في الصحيح عن الفضل بن سهل عن يحيى بن غيلان -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو عبد الله بحر بن نصر بن سابق الخولاني ثنا عبد الله بن
وهب أنبأ مالك عن عمر بن حسين ان عبد الملك بن مروان أقاد رجلا من رجل قتله بعصا فقتله بعصا وروينا عن الشعبي أنه قال
إذا مثل به ثم قتله مثل به ثم قتل -
باب ما روى في أن لاقود الا بحديدة
(حدثنا) أبو بكر محمد بن الحسين بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا قيس عن جابر الجعفي
عن أبي عازب عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا قود الا بحديدة - كذا اتى به قيس بن الربيع بهذا الاسناد
عن جابر (ورواه) الثوري عن جابر على اللفظ الذي مضى في باب شبه العمد (وروى) ذلك عن الحسن عن النعمان بن بشير -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن سليمان النعماني ثنا الحسين بن
عبد الرحمن الحرجرائى ثنا موسى بن داود عن مبارك عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا قود الا بالسيف



(1) مص - ثنا -
62
قال يونس قلت للحسن عن من أخذت هذا قال سمعت النعمان بن بشير يذكر ذلك (وقيل) عن مبارك بن فضالة عن الحسن
عن أبي بكرة مرفوعا -
(أخبرناه) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان أنبأ إسحاق بن حكيم أبو أمية الطرسوسي ثنا الوليد بن
مسلم (1) ثنا مبارك بن فضالة فذكره -
(أخبرنا) أبو سعيد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي أنبأ عمرو (2) بن سنان ثنا ابن مصغى ثنا بقية حدثني سليمان عن الزهري عن أبي
سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاقود الا بالسيف - كذا قال عن أبي سلمة (ورواه) غيره
عن بقية فقال عن سعيد بن المسيب -
(أخبرناه) أبو بكر بن الحارث أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا عبد الغفار الحمصي ثنا المسيب بن واضح ثنا بقية عن أبي معاذ - فذكره
وكذلك رواه عامر بن سيار (3) عن أبي معاذ سليمان بن أرقم (وروى) عن سليمان عن عبد الكريم بن أبي المخارق عن
إبراهيم عن علقمة عن عبد الله مرفوعا (وروى) ذلك عن معلى بن هلال عن أبي إسحاق (4) عن عاصم عن علي رضي الله عنه
مرفوعا وهذا الحديث لم يثبت له اسناد معلى بن هلال الطحان متروك وسليمان بن أرقم ضعيف ومبارك بن فضالة لا يحتج
به وجابر ابن يزيد الجعفي مطعون فيه (5) -



(1) ر - محمد - مد - الوليد بن مسلم بن صالح - كذا
(2) مص - عمر
(3) مد - سنان
(4) مد - ابن إسحاق
(5) هامش ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في الثامن ولله الحمد - بلغت قراءة الجماعة سماعا آخر الثامن - والحمد لله -
63
جماع أبواب القصاص فيما دون النفس
قال الله تبارك وتعالى (وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والاذن بالاذن والسن بالسن
والجروح قصاص) قال الشافعي رحمه الله ولم اعلم خلافا في أن القصاص في هذه الآية كما حكى الله انه حكم به بين أهل التوارة
(وذكر أيضا معنى ما أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا أنبأ أبو العباس
الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب حدثني عبد الله بن عمر عن أبي النضر أن رجلا قام إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وهو على المنبر فقال يا أمير المؤمنين ظلمني عاملك وضربني فقال عمر والله لأقيدنك منه إذا فقال عمرو بن العاص يا أمير
المؤمنين وتقيد من عاملك قال نعم والله لاقيدن منهم أقاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه واقاد أبو بكر من نفسه
أفلا أقيد قال عمرو بن العاص أو غير ذلك يا أمير المؤمنين قال وما هو قال أو ما يرضيه قال أو ذلك - هذا منقطع وقد رويناه
موصولا ومرسلا في باب قتل الامام -
(وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح
عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله عز وجل (النفس بالنفس) قال تقتل النفس
بالنفس وتفقأ العين بالعين ويقطع الانف بالأنف وتنزع السن بالسن ويقتص الجراح بالجراح فهذا يستوى فه أحرار
المسلمين فيما بينهم رجالهم ونساؤهم (1) إذا كان عمدا في النفس وما دون النفس -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني من أصل كتابه أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا
عفان ثنا حماد ثنا ثابت عن انس ان أخت الربيع أم حارثة جرحت انسانا فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم القصاص القصاص فقالت أم الربيع يا رسول الله أيقتص من فلانة والله لا يقتص منها ابدا فقال
النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله القصاص كتاب الله قالت والله لا يقتص منها ابدا قال فما زالت حتى قبلوا الدية فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من عباد الله من لو أقسم على الله لابره - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عفان -
(وأخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو الفضل عبدوس بن الحسين بن منصور ثنا أبو حاتم الرازي ثنا الأنصاري حدثني حميد
الطويل عن انس بن مالك قال لطمت الربيع بنت النضر جارية فكسرت ثنيتها فطلبوا إليهم العفو فأبوا وعرضوا الأرش
عليهم فأبوا فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بالقصاص فقال انس بن النضر يا رسول الله أتكسر ثنية الربيع والذي بعثك بالحق
لا تكسر ثنيتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا انس كتاب الله القصاص فرضى القوم فعفوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان
من عباد الله من لو أقسم على الله لابره - رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن عبد الله الأنصاري - ظاهر الخبرين يدل على
كونهما قصتين والا فثابت احفظ (2) -
باب ما لاقصاص فيه
(أخبرنا) أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو معاوية ثنا حجاج



(1) زاد في - مص فيما بينهم
(2) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الموفى أربعين بعد خمس المائة بالدار - ولله الحمد -
64
عن عطاء ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لا أقيد من العظام -
(وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن حميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم ثنا حجاج بن
أرطأة ثنا عطاء بن أبي رباح ان رجلا كسر فخذ رجل فخاصمه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين أقدني
قال ليس لك القود إنما لك العقل قال الرجل فاسمعني كالأرقم ان يقتل ينقم وان يترك يلقم قال فأنت كالأرقم -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف الرفاء البغدادي أنبأ أبو عمرو عثمان بن محمد بن بشر ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي
ثنا إسماعيل بن أبي أويس وعيسى بن مينا قالا ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن الفقهاء من أهل المدينة قال إسماعيل في
حديثه وكانوا يقولون القود بين الناس من كل كسر أو جرح الا انه لا قود في مأمومة ولا جائفة ولا متلف كائنا ما كان
وقال عيسى في حديثه وكانوا يقولون الفخذ من المتالف (وقد روى) في هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم بأسانيد لا يثبت
مثلها -
(منها ما أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عباس بن الفضل الاسفاطى ثنا محمد بن عبد الله بن
نمير ثنا يونس بن بكير عن طلحة بن يحيى بن طلحة عن يحيى وعيسى ابني طلحة أو أحدهما عن طلحة ان النبي صلى الله عليه وسلم
قال ليس في المأمومة قود -
(وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا أبو يعلى ثنا أبو كريب ثنا رشدين بن سعد عن معاذ بن محمد
الأنصاري (1) عن ابن صهبان عن العباس بن عبد المطلب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاقود في المأمومة ولا الجائفة
ولا المنقلة (ورواه) أيضا ابن لهيعة عن معاذ -
(وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا محمود بن أحمد بن الفرج ثنا سعيد بن يحيى ثنا أبو بكر بن عياش
عن دهثم بن قران العجلي حدثني نمران بن جارية عن أبيه ان رجلا ضرب رجلا بالسيف على ساعده فقطعها من غير مفصل
فاستعدى عليه النبي صلى الله عليه وسلم فأمر له بالدية فقال يا رسول الله أريد القصاص قال له خذ الدية بارك الله لك فيها
ولم يقض له بالقصاص -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء ثنا إسماعيل المكي
عن محمد بن المنكدر عن طاوس ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لاطلاق قبل ملك ولا قصاص فيما دون الموضحة من
الجراحات - هذا منقطع -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا يحيى بن الربيع المكي ثنا سفيان عن مخارق عن طارق ان خالدا أقاد من
لطمة (قال وثنا) سفيان عن عمرو بن دينار ان ابن الزبير أقاد من لطمة (قال احمد) هكذا في كتابي ورواه الحميدي عن
سفيان عن ابن أخي عمرو عن عمرو -
(أخبرناه) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ ابن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا الحميدي - فذكره قال سفيان في رواية
يحيى اختلف فيه ابن شبرمة وابن أبي ليلى فقال ابن شبرمة انا أقيد وقال ابن أبي ليلى لا اعرف لعلها تكون شديدة فيلطم



(1) هامش ر - سقط بين رشدين ومعاذ معاوية بن صالح - رواه ابن جرير الطبري كذلك عن أبي كريب والله أعلم -
وفي هامش مص نحوه -
65
دونها وتكون دونها فيلطم أشد منها (قال الشيخ) فقهاء الأمصار على أن لا قود فيها لقول الله تعالى (ولكم في القصاص
حياة) والقصاص هو المساواة والمماثلة واعتبار المساواة في ما بين اللطمتين متعذر والله أعلم (وروينا) في باب قتل الامام
وجرحه ما يوهم وجوب القصاص في الضرب بالخشبة والسوط وذلك محمول عندهم على حصول شجة أو جرح بها يمكن
اعتبار المماثلة فيها فقد روى ذلك في بعض تلك الأخبار أو يكون محمولا على أنه رأى تعزيره بان يفعل به من جنس فعله والله أعلم -
باب من جاء في الاستئناء بالقصاص من الجرح والقطع
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو علي الحافظ ثنا محمد بن محمد بن سليمان والحسن بن سفيان قالا ثنا أبو بكر بن أبي شيبة
ثنا إسماعيل بن إبراهيم (ح وأخبرنا) أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان أبو الشيخ ثنا عبدان
ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا ابن علية عن أيوب عن عمرو بن دينار عن جابر أن رجلا طعن رجلا بقرن في ركبته فأتى النبي
صلى الله عليه وسلم يستقيد فقال له حتى تبرأ وفي رواية أبى على الحافظ فقيل له حتى تبرأ قال فأبى وعجل فاستقاد فعتبت (1)
رجله وبرئت رجل المستقاد فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ليس لك شئ انك أبيت (وكذلك) رواه عثمان بن أبي
شيبة عن إسماعيل -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو علي الحافظ ثنا الحسين بن إدريس الأنصاري ثنا عثمان بن أبي شيبة فذكره وقال فقيل
له حتى تبرأ -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قال قال أبو الحسن الدارقطني الحافظ أخطأ فيه أنبأ أبى شيبة وخالفهما
أحمد بن حنبل وغيره فرووه عن ابن علية عن أيوب عن عمرو مرسلا وكذلك قال أصحاب عمرو بن دينار عنه وهو
المحفوظ مرسلا -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن وأبو بكر قالا ثنا علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الرزاق
عن معمر عن أيوب عن عمرو بن دينار عن محمد بن طلحة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (وعن معمر) عن أيوب عن
عمرو بن شعيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبعدك الله أنت عجلت -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان الرملي ثنا سفيان بن عيينة ثنا عمرو عن محمد
ابن طلحة بن يزيد بن ركانة قال طعن رجل آخر بقرن في رجله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أقدني فقال انتظر ثم اتاه
فقال أقدني قال انتظر ثم اتاه الثالثة أو ما شاء الله فقال أقدني فأقاده فبرأ الأول وشلت رجل الآخر فجاء إلى النبي صلى الله



(1) مص - فعنت - مد - فعتت وفي هامش ر - هكذا وقع فعتبت بباء موحدة بين التائين المنقوطتين وقوله فعنبت بتقديم
النون من العنب قال القتبي وهو أحب إلى - وفي النهاية العتب بالتحريك النقص وهو إذا لم يحسن جبره وبقى فيه ورم
لازم أو عرج - ح -
66
عليه وسلم فقال أقدني مرة أخرى قال ليس لك شئ قد قلت لك انتظر فأبيت (وكذلك) رواه ابن جريج وحماد بن زيد
عن عمرو بن دينار وروى من وجه آخر عن جابر -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أحمد بن علي الخزاز ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب
ثنا عبد الله بن عبد الله الأموي عن ابن جريج وعثمان بن الأسود ويعقوب بن عطاء عن أبي الزبير عن جابر أن رجلا جرح
فأراد أن يستفيد فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يمتثل من الجارح حتى يبرأ المجروح - تفرد به عنهم هذا الأموي
وعنه يعقوب بن حميد -
(أخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي أنبأ أبو يعلى ثنا إسماعيل بن عبد الله بن خالد ثنا الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة
ثنا أبو الزبير عن جابر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقاس الجراحات ثم يستأنى بها سنة ثم يقضى فيها بقدر ما انتهت إليه
(وكذلك) رواه جماعة من الضعفاء عن أبي الزبير ومن وجهين آخرين عن جابر ولم يصح شئ من ذلك (وروى)
من وجه آخر عن ابن عباس -
(أخبرنا) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو العباس إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال أنبأ عبدان
الحافظ ثنا (1) الحسن بن الحارث ثنا أبو أحمد ثنا إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال وجاء رجل فخذ رجل
فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أقدني منه قال حتى تبرأ قال أقدني قال حتى تبرأ ثم جاء فقال أقدني
يا رسول الله فأقاده فجاء بعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال شلت رجلي قال قد أخذت حقك -
(وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا القاضي أبو طاهر ثنا أبو أحمد بن عبدوس ثنا القواريري



(1) مص - أنبأ
67
ثنا محمد بن حمران عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ان رجلا طعن رجلا بقرن في ركبته فجاء إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أقدني قال حتى تبرأ ثم جاء إليه فقال أقدني فأقاده ثم جاء إليه فقال يا رسول الله عرجت
فقال قد نهيتك فعصيتني فأبعدك الله وبطل عرجك ثم نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقتص من جرح حتى يبرأ صاحبه
(وكذلك) رواه مسلم بن خالد عن ابن جريج -
باب الرجل يموت في قصاص الجرح
(فيما ذكره) أبو يحيى الساجي عن جميل بن الحسن العتكي عن أبي همام عن سعيد عن مطر عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عمر
ابن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما انهما قالا في الذي يموت في القصاص لا دية له -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أخبرنا الحجاج
ابن أرطأة عن أبي يحيى عن علي رضي الله عنه قال من مات في حد فإنما قتله الحد فلا عقل له مات في حد من حدود الله - (1)
كتاب الديات
باب أسنان الإبل المغلظة في شبه العمد
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق الأسفرائيني ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي
بكر ثنا حماد بن زيد (ح وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا حماد عن خالد عن
القاسم بن ربيعة عن عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوم الفتح بمكة فكبر ثلاثا
ثم قال لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ألا ان كل مأثرة كانت في الجاهلية تذكر
وتدعى من دم أو مال تحت قدمي هاتين الا ما كان من سقاية الحاج وسدانة البيت ثم قال ألا ان دية الخطأ شبه العمد
ما كان بالسوط والعصا مائة من الإبل منها أربعون في بطونها أولادها - ليس في حديث المقرى ذكر التكبير وقال الا وان
قتيل الخطأ شبه العمد والباقي بمعناه -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا (أبو داود ثنا مسدد ثنا - 2) عبد الوارث عن علي بن زيد عن القاسم
ابن ربيعة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح أو فتح مكة على
درجة البيت أو الكعبة (قال أبو داود) ورواه حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يعقوب السدوسي عن عبد الله بن عمرو عن
النبي صلى الله عليه وسلم (قال الإمام أحمد رحمه الله) وقد رواه سفيان بن عيينة عن علي بن زيد كما رواه عبد الوارث بن سعيد
(ورواه) حماد بن سلمة عن علي كما قال أبو داود فعلي بن زيد كان يخلط فيه فالحديث حديث خالد الحذاء والله أعلم (قال
الشيخ) ويقال يعقوب السدوسي هو عقبة بن أوس وحماد بن سلمة قصر باسناده حيث لم يذكر فيه القاسم بن ربيعة -
(وقد أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا الحسين بن إسماعيل القاضي ثنا العباس بن يزيد البحراني



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الحادي والأربعين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد - بلغ السيد الشريف عز الدين
أيده الله في التاسع ولله الحمد - بلغت قراءة والجماعة سماعا آخر المجلس الثامن والحمد لله وحده
(2) سقط من مد -
68
ثنا يزيد بن زريع وبشر بن المفضل قالا ثنا خالد الحذاء عن القاسم بن ربيعة عن يعقوب بن أوس قال بشر وهو الذي كان
يقول محمد عقبة بن أوس عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة عام
الفتح قال لا إله إلا الله وحده - فذكر معنى حديث حماد بن زيد -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب سمعت العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول يعقوب بن
أوس وعقبة بن أوس واحد - قال وسئل يحيى عن حديث عبد الله بن عمرو هذا فقال له الرجل ان سفيان يقول عن عبد الله
ابن عمر فقال يحيى بن معين علي بن زيد ليس بشئ والحديث حديث خالد وإنما هو عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما -
باب صفة الستين التي مع الأربعين
قال الشافعي رحمه الله والستون التي مع الأربعين الخلفة (1) ثلاثون حقة وثلاثون جذعة وقد روى هذا عن بعض أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم (ورواه) في موضع آخر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه -
(أخبرناه) أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي الحافظ أنبأ أبو الفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة القرشي
ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن عمر رضي الله عنه قال الدية المغلظة ثلاثون حقة وثلاثون
جذعة وأربعون خلفة وهي شبه العمد -
(وأخبرنا) أبو حازم أنبأ أبو الفضل أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم أنبأ إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي
عن زيد بن ثابت انه كان يقول في المغلظة ثلاثون حقة وثلاثون جذعة وأربعون ثنية خلفة إلى بازل عامها (قال وحدثنا)
هشيم أنبأ مغيرة عن الشعبي عن المغيرة بن شعبة وأبي موسى الأشعري انهما قالا في المغلظة كما قال زيد بن ثابت (وروى)
عن عثمان بن عفان وزيد بن ثابت رضي الله عنهما ما يخالف بعضه -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا ابن المثنى ثنا محمد بن عبد الله ثنا سعيد عن قتادة عن عبد ربه
عن أبي عياض عن عثمان بن عفان وزيد بن ثابت رضي الله عنهما في المغلظة أربعون جذعة خلفة وثلاثون حقة وثلاثون
بنات لبون (وعن قتادة) عن سعيد بن المسيب عن زيد بن ثابت في الدية المغلظة فذكر مثله سواء -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي رحمه الله قال وروى عن علي بن أبي طالب
رضي الله عنه مثل ما قلنا في شبه العمد ثلاثون حقة وثلاثون جذعة وأربعون خلفة، ومن حديث آخر ثلاث وثلاثون
حقة وثلاث وثلاثون جذعة وأربع وثلاثون خلفة -
(أخبرنا) بهذه الرواية الأخيرة أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا هناد ثنا أبو الأحوص عن أبي
إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه أنه قال في شبه العمد ثلاثا ثلاث وثلاثون حقة وثلاث وثلاثون جذعة
وأربع وثلاثون ثنية (2) إلى بازل عامها كلها خلفة -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا هناد ثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن علقمة والأسود
قال عبد الله هو ابن مسعود رضي الله عنه في شبه العمد خمس وعشرون حقة وخمس وعشرون جذعة وخمس وعشرون
بنات لبون وخمس وعشرون بنات مخاض -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل الصفار ثنا محمد بن عبد الملك ثنا يزيد بن هارون أنبأ سليمان (3) التيمي عن أبي
مجلز عن أبي عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه في شبه العمد أرباع ربع بنات لبون وربع حقاق وربع جذاع وربع ثنية
إلى بازل عامها - قد اختلفوا هذا الاختلاف وقول من يوافق قوله سنة النبي صلى الله عليه وسلم المذكورة في الباب قبله



(1) هامش ر - صوابه - خلفة
(2) مص - خلفه ثنية
(3) ر - إسماعيل - كذا - ح -
69
أولى بالاتباع وبالله التوفيق -
(وأخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ثنا أبو النضر ثنا محمد بن راشد
عن سليمان بن موسى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل متعمدا دفع إلى أولياء
المقتول فان شاؤوا قتلوه وان شاؤوا أخذوا الدية وهي ثلاثون حقة وثلاثون جذعة وأربعون خلفة وذلك عقل العمد
وما صولحوا عليه فهو لهم وذلك تشديد العقل وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عقل شبه العمد مغلظة مثل عقد العمد
ولا يقتل صاحبه وذلك أن ينزو الشيطان بين الناس فيكون رميا في عميا في غير ضغينة ولاحمل سلاح -
باب وجوب الدية في شبه العمد على العاقلة
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق
أنبأ معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال اقتتلت امرأتان من هذيل فرمت إحداهما الأخرى بحجر فأصابت
بطنها فقتلتها وألقت جنينا فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بديتها على عاقلة الأخرى وفي الجنين غرة عبد أو أمة قال
فقال قائل كيف نعقل من لا يأكل ولا يشرب ولا نطق ولا استهل فمثل ذلك يطل (1) فقال النبي صلى الله عليه وسلم كما زعم
أبو هريرة هذا من اخوان الكهان - رواه مسلم في الصحيح عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق وأخرجاه من أوجه اخر
عن الزهري -
باب تنجيم الدية
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمر وثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن يحيى بن سعيد ان
من السنة ان تنجم الدية في ثلاث سنين -
(وأخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مسلم عن ابن جريج قال قلت لعطاء تغليظ الإبل
قال مائة من الأصناف كلها ويؤخذ في مضى كل سنة ثلاث عشرة خلفه وثلث وعشر جذاع وعشر حقاق (قال الشافعي)
والتغليظ كما قال عطاء يؤخذ في مضى كل سنة ثلاث عشرة وثلث وعشر حقاق وعشر جذاع -
باب ما جاء في تغليظ الدية
في قتل الخطا في الشهر الحرام والبلد الحرام وقتل ذي الرحم
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس المحبوبي ثنا سعيد بن مسعود ثنا النضر بن شميل أنبأ شعبة ثنا عبد الله بن أبي نجيح
قال (باب وجوب الدية في شبه العمد على العاقلة)
ذكر فيه حديث المرأة التي رمت أخرى بحجر - قلت - وفي الصحيح أيضا انها رمتها بعمود فسطاط والأظهر أن مثل
هذا القتل إنما يكون بآلة قاتلة لا يعاش من مثلها ومثل هذا عند البيهقي عمد لاشبه عمد على ما تقدم في باب عمد القتل بالحجر
وغيره مما الا غلب انه لا يعاش من مثله وتقدم البحث معه هناك -
قال (باب تغليظ الدية في الخطأ في الشهر
الحرام والبلد الحرام وذى الرحم)



(1) مص - بطل -
70
قال سمعت أبي ان امرأة مولاة للعبلات وطئها رجل فقتلها وهي في الحرم فجعل لها عثمان رضي الله عنه دية وثلثا -
(وأخبرنا) أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل بن حميرويه ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح
عن أبيه ان رجلا أوطى (1) امرأة بمكة في ذي القعدة فقتلها فقضى فيها عثمان رضي الله عنه بدية وثلث -
(وأخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق
أنبأ معمر عن ليث عن مجاهد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قضى فيمن قتل في الحرم أو في الشهر الحرام أو هو محرم
بالدية وثلث الدية (وروينا) عن نافع بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال يزاد في دية المقتول في أشهر الحرام أربعة
آلاف وفي دية المقتول في الحرم (وروينا) في هذا الباب عن إسحاق بن يحيى عن عبادة بن الصامت في قضاء رسول الله
صلى الله عليه وسلم في الدية بمائة من الإبل - فذكرها وذكر تقويم عمر رضي الله عنه الدية باثني عشر ألف درهم قال ويزاد
ثلث الدية في الشهر الحرام - وذلك يرد في باب اعواز الإبل -
(أخبرنا) محمد بن أبي المعروف الأسفرائيني بها أنبأ أبو سعيد الرازي ثنا محمد بن أيوب أنبأ مسلم بن إبراهيم ثنا هشام ثنا قتادة
عن سعيد هو ابن المسيب في الذي يقتل في الحرم قال دية وثلث دية -
(وأخبرنا) محمد بن أبي المعروف أنبأ أبو عمرو بن نجيد ثنا محمد بن إبراهيم ثنا أمية ثنا يزيد بن زريع ثنا روح بن القاسم عن
عمرو بن دينار عن عطاء في قتيل الحرم والمحرم دية وثلث دية -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو صالح
وابن بكير قالا ثنا الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أنه قال حدثني مسلم (2) بن يزيد أحد بنى سعد بن بكر بن قيس انه أخبره
أبو شريح بن عمر والخزاعي وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلوا رجلا
من هذيل كانوا يطلبونه بذحل الجاهلية في الحرم يؤم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبايعه على الاسلام فقتلوه فلما بلغ
رسول الله صلى الله عليه وسلم قتله غضب أشد غضب فسعت بنو بكر إلى أبى بكر وعمر رضي الله عنهما وأصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم يستشفعون بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان العشى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في
الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فان الله عز وجل حرم مكة ولم يحرمها الناس وإنما أحلها لي ساعة من النهار ثم
هي حرام كما حرمها الله أول مرة وان أعتى الناس على الله ثلاثة رجل قتل فيها ورجل قتل غير قاتله ورجل طلب بذحل
الجاهلية وانى والله لادين هذا الرجل الذي أصبتم - قال أبو شريح فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم (من عنده 3) -
باب أسنان دية العمد إذا زال فيه القصاص
وأنها حالة في مال القاتل
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي ثنا إبراهيم بن الهيثم ثنا الهيثم بن جميل
ثنا محمد بن راشد عن سليمان بن موسى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال النبي صلى الله عليه وسلم من قتل عمدا



(1) مص - وطئ
(2) مص - مسلمة
(3) زيادة من مص -
71
دفع إلى ولى المقتول فان شاء قتله وان شاء أخذ الدية وهي ثلاثون حقة وثلاثون جذعة وأربعون خلفة وذلك عقل
العمد وما صولحوا عليه فهو لهم وذلك تشديد العقل -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد حدثني عبد الله بن الصقر ثنا داود بن رشيد ثنا عباد بن
العوام عن الحجاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن قتادة بن عبد الله كانت له أمة ترعى غنمه فبعثها يوما ترعاها فقال
له ابنه منها حتى متى تستأمى أمي والله لا تستأميها أكثر ما استأميتها فأصاب عرقوبه فطعن في خاصرته فمات قال فذكر ذلك
سراقة بن مالك بن جعشم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له وائتني (1) من قابل ومعك أربعون أو قال عشرون ومائة
من الإبل قال ففعل فأخذ عمر رضي الله عنه منها ثلاثين حقة وثلاثين جذعة وأربعين ما بين ثنية إلى بازل عامها كلها
خلفة فأعطاها اخوته ولم يورث منها أباه شيئا وقال لولا انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لايقاد والد بولد
لقتلتك أو لضربت عنقك -
(وأخبرنا) أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني العدل أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا
ابن بكير (2) ثنا مالك عن يحيى بن سعيد (عن عمرو بن شعيب - 3) ان رجلا من بنى مدلج يقال له قتادة حذف ابنه
بسيف فأصاب ساقه فنزى في جرحه فمات فقدم سراقة بن جعشم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فذكر ذلك له فقال له
عمر رضي الله عنه أعدد لي على قديد عشرين ومائة بعير حتى أقدم عليك فلما قدم عليه عمر رضي الله عنه اخذ من تلك الإبل
ثلاثين حقة وثلاثين جذعة وأربعين خلفة ثم قال أين أخو المقتول فقال ها انا ذا فقال خذها دية فانى سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول ليس لقاتل (4) شئ (5) -
جماع أبواب أسنان إبل الخطأ وتقويمها وديات
النفوس والجراح وغيرها
باب دية النفس
قال الله تبارك وتعالى (وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الاخطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله)
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا بشر بن
عمر الزهراني عن حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه ان الحارث بن زيد كان شديدا على
النبي صلى الله عليه وسلم فجاء إلى الاسلام وعياش لا يشعر فلقيه عياش بن أبي ربيعة فحمل عليه فقتله فأنزل الله عز وجل
(وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الاخطأ) الآية (وقد رويناه) من حديث جابر بن عبد الله موصولا (قال الشافعي) فأحكم
الله في تنزيل كتابه ان على قاتل المؤمن دية مسلمة إلى أهله وأبان على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم كم الدية -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أبو الربيع ثنا هشيم أنبأ خالد
الحذاء عن القاسم بن ربيعة بن جوشن عن عقبة بن أوس عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه
وسلم خطب يوم الفتح فقال لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ألا ان كل مأثرة كانت
في الجاهلية تعد وتدعى وكل دم أو دعوى فهو موضوع تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج ألا وان قتيل الخطأ



(1) كذا
(2) مد - ثنا ابن بكير ثنا محمد بن بكير - كذا
(3) زيادة من - ر - ومص -
(4) مص - للقاتل
(5) ر - آخر الجزء السابع والأربعين بعد المائة من الأصل وفي هامشها - بلغ سماعهم والعرض في الثاني والأربعين بعد خمس المائة
بالدار، ولله الحمد - بلغ سماعهم بجامع مصر حرسها الله تعالى في الثالث، ولله الحمد -
72
العمد بالسوط أو العصا أو الحجر دية مغلظة مائة من الإبل منها أربعون في بطونها أولادها -
(أخبرنا) أبو الحسن المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أبو الربيع ثنا هشيم عن حميد الطويل
عن القاسم بن ربيعة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو من قول خالد الا أنه قال مائة من الإبل منها أربعون في بطونها أولادها
فمن زاد بعيرا فهو من أهل الجنة - قصر باسناده حميد الطويل (وقد رويناه) عن حماد بن زيد ووهيب عن خالد الحذاء
عن القاسم بن ربيعة عن عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا
بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب حدثني مالك بن انس ان عبد الله بن أبي بكر أخبره ان أباه أخبره عن الكتاب الذي كتب
رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم في النفس مائة من الإبل -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ مسلم بن خالد عن ابن جريج عن عبد الله بن أبي
بكر في الديات في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم (لعمرو بن حزم - 1) وفي النفس مائة من الإبل قال ابن جريج
فقلت لعبد الله بن أبي بكر أفي شك أنتم من أنه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم قال لا (وقد روى) هذا موصولا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي ثنا الحكم بن موسى
ثنا يحيى بن حمزة عن سليمان بن داود عن الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله
عليه وسلم انه كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسنن والديات وبعث به مع عمرو بن حزم - فذكر الحديث
وفيه وان في النفس الدية مائة من الإبل (وروينا) عن عمر وعلى و عبد الله وزيد بن ثابت رضي الله عنهم انهم قالوا في
الدية مائة من الإبل -
باب أسنان الإبل في الخطأ
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا أبو نعيم ثنا سعيد بن عبيد عن بشير بن
يسار الأنصاري زعم أن رجلا من الأنصار يقال له سهل بن أبي حثمة أخبر أن نفرا من قومه انطلقوا إلى خيبر فتفرقوا فيها
فوجدوا أحدهم قتيلا - فذكر حديث القسامة قال فيه كره نبي الله صلى الله عليه وسلم ان يبطل دمه فوداه بمائة من إبل الصدقة -
رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن سعيد بن عبيد -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني مالك (ح وأنبأ)
أبو سعيد ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن ابن شهاب وربيعة بن أبي عبد الرحمن وبلغه عن سليمان بن
يسار (2) انهم كانوا يقولون دية الخطأ عشرون ابنة مخاض وعشرون ابنة لبون وعشرون ابن لبون ذكر وعشرون حقة
وعشرون جذعة -
(وأخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا بحر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه قال سمعت سليمان بن
يسار (2) يقول أسنان الإبل في الدية خمس بنات لبون وخمس بنات مخاض وخمس حقاق وخمس جذاع وخمس بنو لبون
ذكور وقال سليمان ما أصيب به من الجروح فهو بحساب أسنان الدية (قال بكير) وقال ذلك ابن قسيط أسنان الدية خمس
كما قال سليمان إذا كان خطأ -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف الرفاء البغدادي أنبأ أبو عمرو عثمان بن محمد بن بشر ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي
ثنا إسماعيل بن أبي أويس وعيسى بن مينا قالا ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد أن أباه قال كان من أدركت من فقها ثنا الذين
ينتهى إلى قولهم منهم سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير والقاسم بن محمد وأبو بكر بن عبد الرحمن وخارجة بن زيد بن
ثابت وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وسليمان بن يسار في مشيخة جلة سواهم من نظرائهم وربما اختلفوا في الشئ فأخذنا



(1) سقط من - مص -
(2) ر - بشار - خطأ - ح
73
بقول أكثرهم وأفضلهم رأيا - قال وكانوا يقولون العقل في الخطاء خمسة أخماس فخمس جذاع وخمس حقاق وخمس
بنات لبون وخمس بنات مخاض وخمس بنو لبون ذكور والسن في كل جرح قل أو كثر خمسة أخماس على هذه الصفة -
باب من قال هي أرباع على اختلاف بينهم في الأوصاف
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا هناد ثنا أبو الأحوص عن سفيان عن أبي إسحاق عن عاصم
ابن ضمرة قال قال علي رضي الله عنه في الخطأ أرباعا خمس وعشرون حقة وخمس وعشرون جذعة وخمس وعشرون
بنات لبون وخمس وعشرون بنات مخاض -
(وأخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا الحسين بن إسماعيل ثنا العباس
ابن يزيد ثنا وكيع ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه انه كان يقول الدية في الخطأ أرباعا -
فذكرها بنحوه -
(وأخبرنا) أبو عبد الرحمن وأبو بكر قالا ثنا علي بن عمر ثنا عمر بن أحمد المروزي ثنا سعيد بن مسعود ثنا النضر عن سعيد بن أبي
عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب وعن عبد ربه عن أبي عياض ان عثمان بن عفان وزيد بن ثابت رضي الله عنهما
قالا دية الخطأ ثلاثون حقة وثلاثون بنات لبون وعشرون بنات مخاض وعشرون بنو لبون ذكور (وقد روى) في هذا
عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث منقطع وآخر لا يحتج بمثله -
(أخبرناه) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا فضيل
ابن سليمان ثنا موسى بن عقبة حدثني إسحاق بن يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت (عن عبادة بن الصامت - 1) قال إن
من قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في الدية الكبرى المغلظة بثلاثين ابنة لبون وثلاثين حقة وأربعين خلفة وقضى
في الدية الصغرى بثلاثين بنت لبون وثلاثين حقة وعشرين بنت مخاض وعشرين بنى مخاض ذكور - إسحاق بن يحيى
لم يدرك عبادة بن الصامت فهو مرسل -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا الحسين بن إسماعيل ثنا يوسف بن موسى
ثنا عبيد الله بن موسى ثنا محمد بن راشد عن سليمان بن موسى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال من قتل خطأ فديته مائة من الإبل ثلاثون بنات مخاض وثلاثون بنات لبون وثلاثون حقة وعشر بنو لبون قال على
محمد بن راشد ضعيف عند أهل الحديث -
باب من قال هي أخماس وجعل أحد أخماسها
بنى المخاض دون بنى اللبون
(أخبرنا) أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان ببغداد أنبأ حمزة بن محمد بن العباس ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا
عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق عن علقمة عن عبد الله بن مسعود أنه قال في الخطأ أخماسا عشرون حقة
وعشرون جذعة وعشرون بنات لبون وعشرون بنات مخاض وعشرون بنو مخاض (وكذلك) رواه وكيع بن الجراح
في كتابه المصنف في الديات عن سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن عبد الله، وعن سفيان عن أبي إسحاق عن علقمة



(1) أضيف من ر - ومص -
74
عن عبد الله (وكذلك) رواه عبد الرحمن بن مهدي و عبد الله بن الوليد العدني عن الثوري عن منصور عن إبراهيم عن عبد الله
رضي الله عنه -
(وأخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبد الملك ثنا يزيد بن
هارون أنبأ سليمان التيمي عن أبي مجلز عن أبي عبيد عن عبد الله في دية الخطأ أخماس خمس بنو مخاض وخمس بنات مخاض
وخمس بنات لبون وخمس حقاق وخمس جذاع - هذا هو المعروف عن عبد الله بن مسعود بهذه الأسانيد (وقد روى)
بعض حفاظنا وهو الشيح أبو الحسن الدارقطني هذه الأسانيد عن عبد الله وجعل مكان بنى المخاض بنى اللبون وهو غلط منه
وقد رأيته أيضا في كتاب محمد بن إسحاق بن خزيمة وهو امام في رواية وكيع عن سفيان باسناديه كذلك بنى لبون وفي
رواية سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي مجاز عن أبي عبيدة عن ابن مسعود كذلك بنى لبون (ورواه) من حديث يحيى يعنى
ابن أبي زائدة عن أبيه وغيره عن أبي إسحاق عن علقمة عن ابن مسعود بنى مخاض فإن كان ما روياه محفوظا فهو الذي نميل
إليه وصارت الروايات فيه عن ابن مسعود متعارضة ومذهب عبد الله مشهور في بنى المخاض وقد اختار أبو بكر بن المنذر
في هذا مذهبه واحتج بأن الشافعي رحمه الله إنما صار إلى قول أهل المدينة في دية الخطأ لان الناس قد اختلفوا فيها والسنة عن
النبي صلى الله عليه وسلم وردت مطلقة بمائة من الإبل غير مفسرة واسم الإبل يتناول الصغار والكبار فألزم القاتل أقل
ما قالوا إنه يلزمه فكان عنده قول أهل المدينة أقل ما قيل فيها وكأنه لم يبلغه قول عبد الله بن مسعود فوجدنا قول عبد الله أقل
ما قيل فيها لان بنى المخاض أقل من بنى اللبون واسم الإبل يتناوله فكان هو الواجب دون ما زاد عليه وهو قول صحابي
فهو أولى من غيره وبالله التوفيق (وقد روى) حديث ابن مسعود من وجه آخر مرفوعا ولا يصح رفعه -
(حدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي (ح وأخبرنا) أبو علي الروذباري وأبو الحسين
ابن بشران قالا أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار قالا ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية محمد بن حازم عن الحجاج عن زيد بن
جبير عن خشف بن مالك عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الدية في الخطأ أخماسا - لم يزد
على هذا -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا عبد الواحد ثنا الحجاج عن زيد بن جبير
عن خشف بن مالك الطائي عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في دية الخطأ عشرون حقة
وعشرون جذعة وعشرون ابنة مخاض وعشرون ابنة لبون وعشرون ابن مخاض ذكر - قال أبو داود هو قول عبد الله
يعنى إنما روى من قول عبد الله موقوفا غير مرفوع -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه قالا قال أبو الحسن الدارقطني الحافظ في تعليل هذا الحديث
لا نعلم رواه الاخشف بن مالك وهو رجل مجهول لم يرو عنه الا زيد بن جبير بن حرمل الجشمي ولا نعلم أحدا رواه
عن زيد بن جبير الا حجاج بن أرطأة والحجاج فرجل مشهور بالتدليس وبأنه يحدث عمن لم يلقه ولم يسمع منه (قال
ورواه) جماعة من الثقات عن الحجاج فاختلفوا عليه فيه فرواه عبد الرحيم بن سليمان و عبد الواحد بن زياد على

75
اللفظ الذي ذكرناه عنه ورواه يحيى بن سعيد الأموي عن الحجاج فجعل مكان الحقاق بنى اللبون وراه إسماعيل بن عياش
عن الحجاج فجعل مكان بنى المخاض بنى اللبون ورواه أبو معاوية الضرير وحفص بن غياث وجماعة عن الحجاج بهذا
الاسناد قال جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم دية الخطأ أخماسا لم يزيدوا على هذا ولم يذكروا فيه تفسير الأخماس فيشبه
أن يكون الحجاج ربما كان يفسر الأخماس برأيه بعد فراغه من الحديث فيتوهم السامع ان ذلك في الحديث وليس كذلك -
(قال الشيخ) وكيف ما كان فالحجاج بن أرطأة غير محتج به وخشف بن مالك مجهول والصحيح انه موقوف على
عبد الله بن مسعود والصحيح عن عبد الله انه جعل أحد أخماسها بنى المخاض في الأسانيد التي تقدم ذكرها لا كما توهم شيخنا
أبو الحسن الدارقطني رحمنا الله وإياه - وقد اعتذر من رغب عن قول عبد الله رضي الله عنه في هذا بشيئين أحدهما ضعف
رواية خشف بن مالك عن ابن مسعود بما ذكرنا وانقطاع رواية من رواه عنه موقوفا فإنه إنما رواه إبراهيم النخعي عن
عبد الله وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه وأبو إسحاق عن علقمة عن عبد الله ورواية إبراهيم عن عبد الله منقطعة
لاشك فيها ورواية أبى عبيدة عن أبيه لان أبا عبيدة لم يدرك أباه وكذلك رواية أبي إسحاق السبيعي عن علقمة منقطعة
لان أبا إسحاق رأى علقمة لكن لم يسمع منه شيئا -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله وهو أحمد بن حنبل
ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سألت أبا عبيدة هل تذكر من عبد الله شيئا قال ما أذكر منه شيئا -
(أخبرنا) أبو سعيد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا أبو عروبة ويحيى بن صاعد قالا ثنا بندار ثنا أمية بن خالد ثنا شعبة
قال كنت عند أبي إسحاق فقال رجل لأبي إسحاق ان شعبة يقول انك لم تسمع من علقمة شيئا فقال صدق -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين
يقول أبو إسحاق قد رأى علقمة ولم يسمع منه (والآخر) حديث سهل بن أبي خثمة في الذي وداه رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال فيه بمائة من إبل الصدقة وبنو المخاض لا مدخل لها في أصل الصدقات والله أعلم - وحديث القسامة وإن كان في
قتل العمد ونحن نتكلم في قتل الخطأ فحين لم يثبت ذلك القتل على أحد منهم بعينه وداه النبي صلى الله عليه وسلم بدية الخطأ
متبرعا بذلك والله أعلم والذي يدل عليه أنه قال من إبل الصدقة ولا مدخل للخلفات التي تجب في دية العمد في أصل
الصدقات (1)
باب اعواز الإبل
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو في آخرين قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مسلم
عن عبيد الله بن عمر عن أيوب بن موسى عن ابن شهاب وعن مكحول وعطاء قالوا أدركنا الناس على أن دية المسلم الحر
على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مائة من الإبل فقوم عمر بن الخطاب رضي الله عنه تلك الدية على القرى ألف دينار أو اثنى
عشر ألف درهم زاد أبو سعيد في روايته قال فإن كان الذي اصابه من الاعراب فديته مائة من الإبل لا يكلف الاعرابي
الذهب ولا الورق -
(وأخبرنا) أبو زكريا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ مسلم بن خالد عن أبي جريج عن عمرو بن شعيب قال كان
النبي صلى الله عليه وسلم يقيم الإبل على أهل القرى أربعمائة دينار أو عدلها من الورق ويقسمها على أثمان الإبل فإذا غلت رفع في



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الثالث والأربعين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد - بلغ السيد الشريف عز الدين
أيده الله تعالى في الحادي عشر ولله الحمد -
76
قيمتها وإذا هانت نقص من ثمنها على أهل القرى الثمن ما كان -
(وأخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ مسلم عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب قال
قضى أبو بكر رضي الله عنه على أهل القرى حين كثر المال وغلت الإبل فأقام مائة من الإبل بستمائة دينار إلى ثمانمائة دينار -
(وأخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ مسلم عن ابن جريج عن ابن طاوس عن أبيه انه كان يقول
على الناس أجمعين أهل القرى وأهل البادية مائة من الإبل على الاعرابي والقروي -
(وأخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ مسلم عن ابن جريج قال قلت لعطاء الدية الماشية أو الذهب
قال كانت الإبل حتى كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقوم (1) الإبل عشرين ومائة كل بعير فان شاء القروي اعطى مائة
ناقة ولم يعط ذهبا كذلك الأمر الأول -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث الأصبهاني الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان أبو الشيخ ثنا إبراهيم بن محمد بن
الحارث ثنا شيبان بن فروخ ثنا محمد بن راشد ثنا سليمان بن موسى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقوم دية الخطأ على أهل القرى أربعمائة دينار أو عدلها من الورق ويقومها على أثمان الإبل فإذا غلت رفع
في قيمتها وإذا هاجت (2) رخص نقص من قيمتها، وبلغت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين أربعمائة إلى ثمانمائة دينار
أو عدلها من الورق ثمانية آلاف وقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل البقر مائتي بقرة ومن كان دية عقله في شاة
فالفا شاة -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا يحيى بن حكيم ثنا عبد الرحمن بن عثمان ثنا حسين المعلم
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كانت قيمة الدية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانمائة دينار ثمانية
آلاف درهم ودية أهل الكتاب يومئذ النصف من دية المسلمين قال وكان ذلك كذلك حتى استخلف عمر رضي الله عنه
فقام خطيبا فقال إن الإبل قد غلت قال ففرضها (3) عمر رضي الله عنه على أصل الذهب ألف دينار وعلى أهل الورق
اثنى عشر ألفا وعلى أهل البقر مائتي بقرة وعلى أهل الشاة الفي شاة وعلى أهل الحلل مائتي حلة قال وترك دية أهل الذمة لم يرفعها
فيما رفع من الدية -
(أخبرنا) أبو الحسن المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا فضيل بن سليمان ثنا
موسى بن عقبة قال حدثني إسحاق بن يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن عبادة بن الصامت قال إن من قضاء رسول الله
صلى الله عليه وسلم قضى في الدية الكبرى - فذكرها وذكر الدية الصغرى ثم قال ثم غلت الإبل بعد وفاة رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهانت الدراهم فقوم عمر رضي الله عنه إبل الدية ستة آلاف درهم حساب أوقية ونصف لكل بعير ثم غلت
الإبل وهانت الدراهم فزاد عمر رضي الله عنه الفين حساب أوقيتين لكل بعير ثم غلت الإبل وهانت الدراهم فأقامها عمر
رضي الله عنه عشر ألف درهم حساب ثلاثة أواق بكل بعير ويزاد ثلث الدية في الشهر الحرام وثلث آخر للبلد الحرام
قال فتمت دية الحرمين عشرين ألفا قال وكان يقال يؤخذ من أهل البادية من ماشيتهم لا يكلفون الورق ولا الذهب
ويؤخذ من كل قوم من مالهم قيمة العدل في أموالهم -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق
أنبأ معمر عن الزهري قال كانت الدية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة بعير لكل بعير أوقية فذلك أربعة آلاف
فلما كان عمر رضي الله عنه غلت الإبل ورخصت الورق فجعلها عمر رضي الله عنه أوقيتين أوقيتين فذلك ثمانية آلاف درهم
ثم لم تزل الإبل تغلو ويرخص الورق حتى جعلها عمر رضي الله عنه اثنى عشر ألفا من الورق أو ألف دينار ومن البقر
مائتي بقرة ومن الشاة الفي شاة -



(1) مص - يقوم
(2) هامش ر - هانت
(3) هامش ر - فقومها -
77
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب
أنه قال كانت قيمة ذلك في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف درهم أوقية (لكل بعير ثم قومها عمر رضي الله عنه
في خلافته حين غلت الإبل ستة آلاف درهم أوقية - 1) ونصف لكل بعير ثم غلت الإبل فقومها عمر رضي الله عنه
أوقيتين لكل بعير ثمانية آلاف درهم ثم غلت الإبل فقومها عمر رضي الله عنه ثلاثة أواق لكل بعير اثنى عشر ألف درهم
قال ابن شهاب وقوم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الدية في الذهب ألف دينار وأقرها عنه الأئمة بعد عمر رضي الله عنه
على ذلك الذهب والورق على أهل القرى وعلى أهل الإبل مائة من الإبل -
(قال الشافعي) الدية لا تقوم الا بالدنانير والدراهم كما لا يقوم غيرها الا بها (قال الشيخ) والذي روى عن عمر رضي الله عنه
يحتمل انه إنما قومها بغير الدراهم والدنانير برضا من الجاني وولى الجناية والله أعلم وعلى مثل هذا يحمل ما في الحديث الذي -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد أنبأ محمد بن إسحاق عن عطاء
ابن أبي رباح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في الدية على أهل الإبل مائة من الإبل وعلى أهل البقر مائتي بقرة
وعلى أهل الشاء الفي شاة وعلى أهل الحلل مائتي حلة وعلى أهل القمح شيئا لم يحفظه محمد -
(وأخبرنا) أبو علي أنبأ أبو بكر ثنا أبو داود قال قرأت على سعيد بن يعقوب الطالقاني ثنا أبو تميلة ثنا محمد بن إسحاق قال
ذكر عطاء عن جابر بن عبد الله قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر مثل حديث موسى فقال على أهل الطعام
شيئا لا احفظ - كذا رواه محمد بن إسحاق بن يسار ورواية من رواه عن عمر رضي الله عنه أكثر وأشهر والله أعلم - (2)
باب تقدير البدل باثني عشر ألف درهم أو بألف
دينار على قول من جعلهما أصلين
(أخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن إسحاق الصغاني
أبو بكر أنبأ معاذ بن هانئ ثنا محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال قتل رجل على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم فجعل النبي صلى الله عليه وسلم ديته اثنى عشر ألفا وذلك قوله (وما نقموا) الآية -
(وأخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ (3) ثنا أبو محمد بن صاعد ثنا محمد



(1) زيادة من - رو - مص
(2) هامش ر - بلغت قراءة والجماعة سماعا آخر المجلس الحادي عشر - والحمد لله وحده
(3) زاد في مد - ثنا أبو محمد الحافظ - كذا - ح
78
ابن ميمون الخياط المكي ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قضى باثني
عشر ألفا في الدية قال محمد بن ميمون وإنما قال لنا فيه عن ابن عباس مرة واحدة وأكثر ذلك كان يقول عن عكرمة عن النبي
صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا الحكم بن موسى ثنا يحيى بن حمزة
عن سليمان بن داود عن الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم في
الكتاب الذي كتبه في الديات وعلى أهل الذهب ألف دينار -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا العباس بن الفضل الاسفاطى ثنا سعيد بن سليمان
ثنا موسى بن خلف عن قتادة عن انس ويزيد الرقاشي عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان اجلس مع
قوم يذكرون الله من صلاة الغداة إلى أن تطلع الشمس أحب إلى ما طلعت عليه الشمس ولان اجلس مع قوم يذكرون
الله من صلاة العصر إلى صلاة المغرب أحب إلى من أن أعتق ثمانية من ولد إسماعيل دية كل رجل (1) منهم اثنا عشر ألفا -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي حكاية عن يزيد بن هارون عن هشام
عن الحسن ان عليا رضي الله عنه قضى بالدية اثنى عشر ألفا -
(أخبرنا) يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب حدثني محمد بن مسلم
الطائفي عن إبراهيم بن ميسرة ان عائشة رضي الله عنها بينما هي مرة تصلى إذا بحية قريبة منها فأمرت بها فقتلت فأتيت في
منامها أقتلت رجلا مسلما جاء يسمع القرآن فديه قال فأخرجت ديته اثنى عشر ألفا (وروينا) عن أبي هريرة ما دل على أن
الدية اثنا عشر ألفا -
(وهو فيما أنبأني) أبو عبد الله إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا محمد بن إسحاق ثنا عمران بن موسى القزاز ثنا عبد الوارث ثنا خالد عن
عكرمة ان أبا هريرة قال إني لأسبح كل يوم قدر ديتي اثنى عشر ألفا -
باب ما روى فيه عن عمر وعثمان رضي الله عنه عنهما سوى ما مضى
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني سليمان بن بلال ان يحيى



(1) مص - واحد -
79
ابن سعيد حدثهم عن عمرو بن شعيب ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال إني لخائف ان يأتي من بعدى من يهلك دية
المرء المسلم فلأقولن فيها قولا على أهل الإبل مائة بعير وعلى أهل الذهب ألف دينار وعلى أهل الورق اثنى عشر درهم -
(أخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب قال وأخبرني عبد الله يعنى ابن عمر عن أيوب بن
موسى عن ابن شهاب وابن أبي رباح ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوم الدية ألف دينار أو اثنى عشر ألف درهم (1) -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي قال قال محمد بن الحسن
بلغنا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه فرض على أهل الذهب ألف دينار في الدية وعلى أهل الورق عشرة آلاف درهم -
(حدثنا) بذلك أبو حنيفة عن الهيثم عن الشعبي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال أهل المدينة ان عمر بن الخطاب
رضي الله عنه فرض الدية على أهل الورق اثنى عشر ألف درهم قال محمد قد صدق أهل المدينة ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فرض الدية اثنى عشر ألف درهم ولكنه فرضها اثنى عشر ألف درهم وزن ستة -
(قال محمد أخبرنا) الثوري عن مغيرة الضبي عن إبراهيم قال كانت الدية الإبل فجعلت الإبل الصغير والكبير كل بعير مائة
وعشرين درهما وزن ستة فذلك عشرة آلاف درهم (قال) وقيل لشريك بن عبد الله ان رجلا من المسلمين عانق رجلا من
العدو فضربه فأصاب رجلا من المسلمين فقال شريك قال ابن إسحاق عانق رجل منا رجلا من العدو فضربه فأصاب رجلا
منا فسلت وجهه حتى وقع ذلك على حاجبيه وانفه ولحيته وصدره فقضى فيه عثمان بن عفان رضي الله عنه بالدية اثنى عشر
ألفا وكانت الدراهم يومئذ وزن ستة (قال الشافعي) روى عطاء ومكحول وعمرو بن شعيب وعدد من الحجازيين ان
عمر رضي الله عنه فرض الدية اثنى عشر ألف درهم ولم اعلم بالحجاز أحدا خالف فيه عنه بالحجاز ولا عن عثمان بن عفان
رضي الله عنهما وممن قال الدية اثنا عشر ألف درهم ابن عباس وأبو هريرة وعائشة رضي الله عنهم ولقد رواه عكرمة عن
النبي صلى الله عليه وسلم انه قضى بالدية اثنى عشر ألف درهم (قال الشافعي) فقلت لمحمد بن الحسن أفتقول ان الدية اثنا عشر
ألف درهم وزن ستة فقال لا فقلت فمن أين زعمت أنك عن عمر قبلتها وان عمر قضى فيها بشئ لا تقضى (2) به (قال
الشيخ) الرواية فيه عن عمر رضي الله عنه منقطعة وكذلك عن عثمان رضي الله عنه وحديث عمرو بن شعيب قد رويناه
موصولا عن أبيه عن جده عن عمر رضي الله عنه ومعه حديث ابن عباس رضي الله عنه والله أعلم (3) -
جماع أبواب الديات فيما دون النفس
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكى وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب ثنا بحر ثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال قرأت كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي
كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه على بحران وكان الكتاب عند أبي بكر بن حزم فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه
هذا بيان من الله عز وجل ورسوله (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) فكتب الآيات حتى بلغ (ان الله سريع الحساب)



(1) هذا الحديث ليس في ر
(2) مص - لا يقضى
(3) هامش ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في الثاني عشر فالله الحمد -
80
ثم كتب هذا كتاب الجراح، في النفس مائة من الإبل، وفي الانف إذا أوعى جدعه مائة من الإبل، وفي العين خمسون
من الإبل،، وفي اليد خمسون من الإبل، وفي الرجل خمسون من الإبل، وفي كل إصبع مما هنالك عشر من الإبل، وفي
المأمومة ثلث النفس، وفي الجائفة ثلث النفس، وفي المنقلة خمس عشرة، وفي الموضحة خمس من الإبل، وفي السن خمس
من الإبل - قال ابن شهاب فهذا الذي قرأت في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أبي بكر بن حزم -
(وأخبرنا) أبو بكر وأبو زكريا وأبو سعيد قالوا ثنا أبو العباس ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب حدثني مالك بن انس ان عبد الله
ابن أبي بكر أخبره ان أباه أخبره عن الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم في العقول مثل حديث
ابن شهاب الا انه لم يذكر الاذنين ولا المنقلة (1) -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي ثنا الحكم بن موسى
ثنا يحيى بن حمزة عن سليمان بن داود عن الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله
عليه وسلم انه كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسنن والديات وبعث به مع عمرو بن حزم فقرئت على أهل اليمن
وهذه نسختها - فذكر الحديث بطوله وفيه وان في النفس الدية مائة من الإبل، وفي الانف إذا اوعب جدعه الدية،
وفي اللسان الدية وفي الشفتين الدية، وفي البيضتين الدية، وفي الذكر الدية، وفي الصلب الدية، وفي العينين الدية، وفي
الرجل الواحدة نصف الدية، وفي المأمومة ثلث الدية، وفي الجائفة ثلث الدية، وفي المنقلة خمس عشرة من الإبل، وفي
كل إصبع من الأصابع من اليد والرجل عشر من الإبل، وفي السن خمس من الإبل، وفي الموضحة خمس من الإبل - (2)
باب أرش الموضحة
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن
عبد الله بن أبي بكر عن أبيه ان في الكتاب الذي كتبه النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم وفي الموضحة خمس -
(أخبرنا) أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا ابن أبي قماش ثنا موسى ثنا هشام بن يوسف عن معمر عن عبد الله
ابن أبي بكر عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قضى في الموضحة بخمس من الإبل (ورواه) عبد الرزاق عن معمر
وزاد فيه وفي المأمومة ثلث الدية، وفي الجائفة بثلث (3) الدية، قال وفي الانف إذا أوعى جدعه مائة من الإبل وفي العين
خمسون وذكر دية اليد والرجل والأصابع كما روينا في حديث مالك وغيره -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أبو كامل فضيل بن حسين ان خالد بن الحارث حدثهم
ثنا حسين المعلم عن عمرو بن شعيب ان أباه اخبره عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في المواضح
خمس
(وأخبرنا) أبو بكر بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري
ثنا عبد الوهاب بن عطاء ثنا سعيد بن أبي عروبة عن مطر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال في المواضح خمس خمس من الإبل والأصابع كلها سواء عشر عشر من الإبل -
(أخبرنا) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا
أبو عوانة عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه أنه قال في الموضحة خمسة -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ محمد



(1) كذا وظاهره ان في الرواية السابقة ذكر الاذنين وليس ذلك في النسخ التي عندنا - ح
(2) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الرابع والأربعين بعد خمس المائة بدار الحديث ولله الحمد -
(3) كتب عليه في مص - كذا
81
ابن راشد عن مكحول عن قبيصة بن ذؤيب عن زيد بن ثابت أنه قال في الموضحة خمس (وقد روى) هذا من وجه آخر
عن زيد مرفوعا -
(أنبأني) أبو عبد الله الحافظ إجازة أنبأ الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر ثنا عباد بن العوام عن عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده ان أبا بكر وعمر رضي الله عنهما قالا في الموضحة في الرأس والوجه سواء (قال وحدثنا) أبو بكر
هو ابن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن حجاج عن مكحول عن زيد في الموضحة في الوجه والرأس والأنف سواء -
(قال وحدثنا) أبو بكر أنبأ أبو أسامة عن سعيد عن قتادة عن شريح والحسن قالا الموضحة في الوجه مثل الموضحة في الرأس -
(وأخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني الليثي يعنى انس بن عياض عن
يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار أنه كان يقول الموضحة في الوجه مثل الموضحة في الرأس الا أن يكون في الوجه عيب
فيزاد في موضحة الوجه بقدر عيب الوجه ما بينه وبين نصف عقل الموضحة خمسة وعشرون دينارا (وروينا) في ذلك عن
عمر بن عبد العزيز وفقهاء أهل المدينة من التابعين -
(أخبرنا) أبو الحسن البغدادي الرفاء أنبأ عثمان بن محمد بن بشر ثنا إسماعيل القاضي ثنا ابن أبي أويس وعيسى بن ميناء قالا
ثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن الفقهاء من أهل المدينة كانوا يجعلون الموضحة في الوجه والرأس سواء في كل واحد منهما
خمسون دينارا -
باب الهاشمة
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه قالا ثنا (1) علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي ثنا إسحاق
ابن إبراهيم أنبأ عبد الرزاق عن محمد بن راشد عن مكحول عن قبيصة بن ذؤيب عن زيد بن ثابت أنه قال في الموضحة خمس
وفي الهاشمة عشر وفي المنقلة خمس عشرة وفي المأمومة ثلث الدية -
باب المنقلة
قد روينا في حديث عمرو بن حزم موصولا ومرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي المنقلة خمس عشرة من الإبل
(وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ثنا محمد
ابن إسحاق عن مكحول قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجراحات في الموضحة فصاعدا قضى في الموضحة بخمس
من الإبل، وفي السن خمسا، وفي المنقلة خمس عشرة، وفي الجائفة الثلث، وفي الآمة الثلث، وجعل في النفس الدية
كاملة وفي الاذن نصف الدية وفي اليد نصف الدية، وفي الرجل نصف الدية، وفي الذكر الدية كاملة، وفي اللسان الدية
كاملة، وفي الأنثيين الدية -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو عوانة عن أبي إسحاق
عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه أنه قال في المنقلة خمس عشرة (ورويناه) عن زيد بن ثابت رضي الله عنه -
باب المأمومة
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان
أنبأ الشافعي أنبأ مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه ان في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم
لعمرو بن حزم وفي المأمومة ثلث النفس (2) وفي الجائفة مثلها -



(1) مص - أنبأ
(2) مص - ثلث الدية -
82
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان أبو الشيخ ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث
ثنا شيبان ثنا محمد بن راشد ثنا سليمان بن موسى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قضى رسول الله صلى الله عليه
وسلم في المأمومة ثلث العقل ثلاثا وثلاثين من الإبل وثلثا أو قيمتها من الذهب أو الورق أو البقر أو الشاء، والجائفة مثل
ذلك (ورويناه) عن علي وزيد بن ثابت رضي الله عنهما -
باب ما دون الموضحة من الشجاج
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني عبد الجبار بن عمر عن
ابن شهاب وربيعة وأبى الزناد وإسحاق بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعقل ما دون الموضحة وجعل ما دون
الموضحة عفوا بين المسلمين -
(وأخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك بن انس قال الامر المجتمع عليه
عندنا انه ليس فيما دون الموضحة من الشجاج عقل حتى تبلغ الموضحة وإنما العقل في الموضحة فما فوقها وذلك أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم انتهى إلى الموضحة في كتابه لعمرو بن حزم فجعل فيها خمسا من الإبل -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو عبيد ثنا هشيم عن حصين قال قال
عمر بن عبد العزيز ما دون الموضحة خدوش فيها صلح (وروى) ابن علاثة عن إبراهيم بن أبي عبلة ان معاذا وعمر رضي الله عنهما
جعلا فيما دون الموضحة اجرا الطبيب (وفي حديث) ابن غنم عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعا وفي الموضحة خمس
من الإبل وكل شئ كان دون ذلك فعلى قدره -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكى قالوا أنبأ أبو العباس محمد
ابن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ الثقة عن عبد الله بن الحارث ان لم أكن سمعته من عبد الله عن مالك بن انس
عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن سعيد بن المسيب ان عمر وعثمان رضي الله عنهما قضيا في الملطاة بنصف دية الموضحة -
(وأخبرنا) أبو عبد الله وأبو بكر وأبو زكريا قالوا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ مسلم عن ابن جريج عن الثوري
عن مالك عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن ابن المسيب عن عمر وعثمان رضي الله عنهما مثله أو مثل معناه (قال الشافعي)
وأخبرني من سمع ابن نافع يذكر عن مالك بهذا الاسناد مثله (قال الشافعي) وقرأنا على مالك انا لم نعلم أحدا من الأئمة في
القديم ولا الحديث قضى فيما دون الموضحة بشئ -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا
عبد الرزاق أنبأ ابن جريج عن سفيان الثوري عن مالك عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن ابن المسيب ان عمر وعثمان
رضي الله عنهما قضيا في الملطاة وهي السمحاق بنصف ما في الموضحة قال عبد الرزاق ثم قدم علينا سفيان فسألناه عنه فحدثنا
به عن مالك ثم لقيت مالكا فقلت ان سفيان ثنا عنك عن ابن قسيط عن ابن المسيب ان عمر وعثمان رضي الله عنهما قضيا في
الملطاة بنصف الموضحة قال صدق قد حدثته قلت حدثني به قال ما أحدث به اليوم فقال له مسلم بن خالد وهو إلى جنبه عزمت
عليك يا أبا عبد الله الا حدثته به (قال تعزم على لو كنت محدثا به اليوم لحدثته به قلت لم لا تحدثني به - 1) وقد حدثت



(1) زيادة من ر ومص -
83
به غيري قال إن العمل عندنا على غيره ورجله عندنا ليس هناك يعنى ابن قسيط فهذا عذر مالك بن انس رحمنا الله وإياه في
الرغبة عن هذه الرواية (قال الشافعي) رحمه الله فيما ساق كلامه إليه روينا ان زيد بن ثابت قد قضى فيما دون الموضحة
حتى في الدامية -
(أخبرناه) أبو محمد السكري أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنبأ محمد بن راشد عن
مكحول عن قبيصة بن ذؤيب عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه قال في الدامية بعير، وفي الباضعة بعيران، وفي المتلاحمة
ثلاث وفي السمحاق أربع، وفي الموضحة خمس (قال الشيخ) محمد بن راشد وان كنا نروي حديثه لرواية الكبار عنه فليس
ممن تقوم الحجة بما ينفرد به (وروينا) عن الحكم بن عتيبة عن علي رضي الله عنه أنه قال في السمحاق أربع من الإبل وعن
جابر الجعفي عن عبد الله بن نجى عن علي رضي الله عنه مثله والأول منقطع والثاني منقطع - ثم إن صحت هذه الرواية
فهي محمولة على أنهم حكموا فيما دون الموضحة بحكومة بلغت هذا المقدار والله أعلم (1) -
باب تفسير الشجاج ومدارجها
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ قال قال الحسين بن محمد الماسرجسي فيما قرأته من سماعه أنبأ أبو بكر أحمد بن مسعود التجيبي
ثنا يحيى بن محمد بن أخي حرملة ثنا عمى حرملة بن يحيى قال قال الشافعي رحمه الله ان أول الشجاج الحارصة وهي التي
تحرص الجلد حتى تشقه قليلا ومنه قيل حرص القصار الثوب إذا شقه ثم الباضعة وهي التي تشق اللحم وتبضعه بعد الجلد ثم
المتلاحمة وهي التي أخذت في اللحم ولم تبلغ السمحاق والسمحاق جلدة رقيقة بين اللحم والعظم وكل قشرة رقيقة فهي
سمحاق، فإذا بلغت الشجة تلك القشرة الرقيقة حتى لا يبقى بين (2) اللحم والعظم غيرها فتلك السمحاق وهي الملطاة،
ثم الموضحة وهي التي تكشف عنها ذلك القشر وتشق حتى يبدو وضح العظم فتلك الموضحة، والهاشمة التي تهشم العظم،
والمنقلة التي ينقل منها فراش العظم، والآمة وهي المأمومة وهي التي تبلغ أم الرأس الدماغ والجائفة وهي التي
تخرق (3) حتى تصل إلى السفاق، وما كان دون الموضحة فهو خدوش فيه الصلح، والدامية هي التي تدمى من غير،
ان يسيل منها دم -



(1) في هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الخامس والأربعين بعد خمس المائة ولله الحمد - بلغت قراءة والجماعة سماعا
في آخر المجلس الثاني عشر والحمد لله وحده
(2) مد - من
(3) ر - تخترق -
84
باب الجائفة
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشر ان العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا يحيى بن جعفر أنبأ وهب بن جرير
ثنا هشام ان يحيى بن أبي كثير قال كتب إلى يحيى بن سعيد نسخة الكتاب الذي عند أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم
الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم فإذا فيه في الانف إذا اوعب جدعه الدية كاملة، وفي العين نصف
الدية، وفي المأمومة ثلث الدية، وفي الجائفة ثلث الدية، وفي الموضحة خمس من الإبل، وفي السن خمس من الإبل، وفي
كل إصبع هنالك عشرة عشرة (1) (وقد رويناه) من أوجه اخر مرسلا وموصولا -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو عوانة عن أبي إسحاق
عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه أنه قال في الجائفة الثلث وفي الآمة الثلث -
(أخبرنا) أبو بكر الإردستاني الحافظ أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن الدرابجردي ثنا
عبد الله بن الوليد ثنا سفيان عن محمد بن عبيد الله عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب ان رجلا رمى رجلا فاصابته
جائفة فخرجت من الجانب الآخر فقضى فيها أبو بكر رضي الله عنه بثلثي الدية -
(وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم ثنا حجاج حدثني
عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب ان أبا بكر رضي الله عنه قضى في الجائفة نفذت بثلثي الدية -
باب الاذنين
(أخبرنا) أبو بكر بن الحسن القاضي وغيره قالوا ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني يونس بن يزيد
عن ابن شهاب قال قرأت كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه على نجران فكتب (2)
فيه وفي الاذن خمسون من الإبل -
(وأخبرنا) أبو بكر بن الحسن وغيره قالوا ثنا أبو العباس ثنا بحر ثنا ابن وهب حدثني عياض بن عبد الله الفهري انه سمع
زيد بن أسلم يقول مضت السنة أشياء من الانسان - فذكر الحديث قال فيه وفي الاذنين الدية -
(أخبرنا) أبو محمد السكري أنبأ إسماعيل الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن عمرو بن مسلم عن طاوس
وعكرمة ان عمر رضي الله عنه قضى في الاذن بنصف الدية - قال معمر والناس عليه قال وقضى فيها أبو بكر رضي الله عنه
بخمس عشرة من الإبل -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خيمرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو عوانة عن أبي إسحاق
عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه أنه قال وفي الاذن النصف (وروى الشعبي) عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال
في الاذن إذا استؤصلت نصف الدية أخماسا فما نقص منها فبحساب -
باب السمع
روى أبو يحيى الساجي في كتابه باسناد فيه ضعف عن عبادة بن نسي عن ابن غنم عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم
وفي السمع مائة من الإبل -
(أنبأ نيه) أبو عبد الله الحافظ إجازة أنبأ أبو الوليد أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو كريب ثنا رشدين بن سعد عن عبد الرحمن
ابن زياد بن أنعم عن عتبة بن حميد عن عبادة بن نسي عن ابن غنم عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ان النبي الله عليه وسلم



(1) مص - عشر عشر
(2) مص - وكتب -
85
قال وفي السمع مائة من الإبل (وبهذا الاسناد) قال وفي العقل الدية مائة من الإبل (وروينا) عن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه ما دل على أنه قضى في السمع بالدية (ورواه) حجاج بن أرطأة عن مكحول عن زيد بن ثابت رضي الله عنه -
(وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا أنبأ (1) أبو العباس محمد يعقوب ثنا
بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه قال وفي السمع إذا ذهب الدية تامة -
(وأخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا بحر ثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ربيعة أنه قال في السمع إذا ذهب كله فيه الدية
قال ربيعة وإذا كان من إحدى الاذنين نفيه نصف العقل، قال وقال يونس قاله أبو الزناد (قال ابن وهب) وسمعت معاوية
ابن صالح يقول حدثني العلاء بن الحارث انه سمع مكحولا يقول ذلك في ذهاب السمع كله (قال) وقال معاوية سمعت يحيى
ابن سعيد يقوله (وروينا) في ذلك عن الشعبي وإبراهيم وغيرهما -
باب ذهاب العقل من الجناية
فيما روى أبو يحيى الساجي باسناده عن معاذ بن جبل مرفوعا وفي العقل مائة من الإبل، وقد ذكرنا اسنادنا فيه (وروينا) عن
عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما دل على أنه قضى (في العقل - 2) بالدية -
(وأنبأني) أبو عبد الله إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان أنبأ أبو بكر ثنا أبو الوليد عن عوف قال سمعت (3) شيخا
قبل فتنة ابن الأشعث فنعت نعته فقالوا (4) ذاك أبو المهلب عم أبى قلابة (5) قال رمى رجل بحجر في رأسه فذهب سمعه
ولسانه وعقله وذكره فلم يقرب النساء فقضى فيه عمر رضي الله عنه بأربع ديات (قال وحدثنا) أبو بكر وهو ابن أبي شيبة
عن عبد الاعلى عن يونس عن الحسن في رجل ضرب فذهب سمعه وبصره وكلامه قال له ثلاث ديات -
(وأخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي ثنا
إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الرزاق عن محمد بن راشد عن مكحول عن قبيصة بن ذؤيب عن زيد بن ثابت قال في الرجل
يضرب حتى يذهب عقله الدية كاملة (ورواه) حجاج بن أرطأة عن مكحول عن زيد قال في العقل الدية -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس ثنا بحر بن نصر ثنا ابن
وهب حدثني عياض بن عبد الله الفهري انه سمع زيد بن أسلم يقول مضت السنة أشياء من الانسان في نفسه الدية وفي العقل
إذا ذهب الدية (وروينا) في ذلك عن الحسن ومجاهد -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا معاذ عن أشعث عن الحسن سئل عن رجل
فزع رجلا فذهب عقله قال لو أدركه عمر رضي الله عنه لضمنه الدية -
باب دية العينين
قد روينا في الحديث لموصول عن عمرو بن حزم عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي العينين الدية -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو وأبو عبد الرحمن السلمي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا
محمد بن إسحاق ثنا أبو الجواب ثنا عمار بن رزيق عن محمد بن عبد الرحمن عن عكرمة بن خالد عن أبي بكر بن عبيد الله بن
عمر عن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في الانف الدية إذا استوعى جدعه مائة من الإبل، وفي اليد خمسون
وفي الرجل خمسون، وفي العين خمسون، وفي الآمة ثلث النفس - وفي الجائفة ثلث النفس، وفي المنقلة خمس عشرة،
وفي الموضحة خمس، وفي السن خمس، وفي كل إصبع مما هنالك عشر (ورواه) وكيع عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى



(1) مص - ثنا
(2) زيادة من مد -
(3) ر - سألت
(4) مد - فقال
(5) مد - أبى قتادة - خطا - ح -
86
عن عكرمة بن خالد عن رجل من آل عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكره
بزيادات ونقصان -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو عوانة عن أبي إسحاق
عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه أنه قال وفي العين (1) النصف -
باب ما جاء في نقص البصر
(أنبأني) أبو عبد الله الحافظ إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عباد بن العوام عن عمر
ابن عامر عن قتادة عن سعيد بن المسيب ان رجلا أصاب عين رجل فذهب ببعض (2) بصره وبقى بعض فرفع ذلك إلى علي
رضي الله عنه فأمر بعينه الصحيحة فعصبت وأمر رجلا ببيضة فانطلق بها وهو ينظر حتى انتهى بصره ثم خط عند ذلك
علما ثم نظر في ذلك فوجده (3) سواء قال فأعطاه بقدر ما نقص من بصره ثم خط عليها من مال الآخر (4) -
باب دية أشفار العينين
قال الشافعي رحمه الله وفي كل جفن ربع الدية لأنها أربعة في الانسان وهي من تمام خلقه ومما يألم بقطعه قياسا على أن النبي
صلى الله عليه وسلم في بعض ما في الانسان منه واحد الدية وفي بعض ما في الانسان منه اثنان الدية -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي ثنا
إسحاق بن إبراهيم انا عبد الرزاق عن محمد بن راشد عن مكحول عن قبيصة بن ذؤيب عن زيد بن ثابت في جفن العين
ربع الدية (ورواه) محمد بن إسحاق عن مكحول قال كانوا يجعلون في جفن العين إذا أخذ عن العين الدية (وروينا) في
ذلك عن الشعبي رحمه الله -
باب دية الأنف
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ مالك بن انس عن
عبد الله بن أبي بكر عن أبيه ان في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم وفي الانف إذا
أوعى جدعا مائة من الإبل -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن القاسم بن زكريا ثنا أبو كريب ثنا حاتم بن إسماعيل



(1) مد - العينين
(2) مص - بعض
(3) مص - فوجدوه
(4) في هامش ر ما لفظه - في نسخة قال فيها من الأوسط - وأعطى رجلا بيضة فانطلق بها وهو ينظر حتى انتهى بصره ثم خط عند ذلك علما ثم أمر به فحول إلى مكان آخر ففعله
فوجدوه سواء فأعطاه بقدر ما نقص من مال الآخر - بلغ سماعهم والعرض في السادس والأربعين بعد خمس المائة
بالدار ولله الحمد
87
عن محمد بن عمارة عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال كان في كتاب عمرو بن حزم حين بعثه رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى نجران وفي الانف إذا استؤصلت (1) المارن الدية كاملة (وروينا) في الحديث الموصول عن عمرو بن حزم
عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي الانف إذا اوعب جدعه الدية -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان أبو الشيخ ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث ثنا
شيبان ثنا محمد بن راشد ثنا سليمان بن موسى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الانف إذا جدع بالدية كاملة وإذا جدعت ثندوته (2) فنصف العقل خمسون من الإبل أو عدلها من الذهب أو الورق -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي قال وقد روى ابن طاوس
عن أبيه قال عند أبي كتاب عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه وفي الانف إذا قطع المارن مائة من الإبل -
(قال الشيخ) وفي رواية وكيع عن ابن أبي ليلى عن عكرمة بن خالد عن رجل من آل عمر قال قضى رسول الله صلى الله
عليه وسلم في الانف إذا استوعب مارنه الدية -
(وهو فيا أنبأ نيه) أبو عبد الله إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا ابن زهير ثنا عبد الله بن هاشم ثنا وكيع - فذكره وذكر ما روينا
قبل هذا في العين -
(وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو عوانة عن أبي إسحاق
عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه أنه قال وفي الانف الدية -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشر ان أنبأ إسماعيل الصفار ثنا سعد ان بن نصر ثنا معاذ بن معاذ ثنا الأشعث عن الحسن انه كان
يقول في المارن الدية -
(أخبرنا) الإمام أبو عثمان أنبأ زاهر أنبأ البغوي ثنا أحمد بن حنبل أنبأ (3) عباد بن العوام ثنا عمر هو ابن عامر عن مكحول
عن زيد بن ثابت قال في الخرمات (4) الثلاث في الانف الدية وفي كل واحدة ثلث الدية (وحدثنا عباد) ثنا حجاج عن
مكحول عن زيد بن ثابت مثله -
باب دية الشفتين
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو نصر بن قتادة الأنصاري قالا أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار
ثنا الحكم بن موسى ثنا يحيى بن حمزة عن سليمان بن داود حدثني الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه
عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه وفي الشفتين الدية -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني عياض بن عبد الله الفهري انه سمع زيد بن أسلم يقول مضت السنة في أشياء من الانسان -
فذكر الحديث قال فيه وفي الشفتين الدية (وروى) عمرو بن شعيب قال قضى أبو بكر رضي الله عنه في الشفتين بالدية مائة
من الإبل (وروينا) عن الشعبي أنه قال في الشفتين الدية وفي (5) كل واحدة منهما النصف -
باب دية اللسان
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو نصر بن قتادة قالا أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا الحكم بن



(1) مص - استؤصل
(2) هامش مص - الثندوة للرجل بمنزلة الثدي للمرأة وقال الأصمعي هي مغرز الثدي وقال
ابن السكيت هي اللحم الذي يكون حول الثدي والله أعلم
(3) مص - ثنا
(4) الخرمات جمع خرمة وهي بمنزلة الاسم وهي الحجب الثلاثة في الانف اثنان خارجان عن اليمين والشمال والثالث الوترة - مجمع
(5) مص - الدية في -
88
موسى ثنا يحيى بن حمزة عن سليمان بن داود حدثني الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه وفي اللسان الدية (وهو في حديث) معاذ بن جبل مرفوعا
وفي حديث رجل من آل عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (وروينا) عن عمر رضي الله عنه ما دل على أنه
كان يقضى فيه بالدية -
(وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ (1) أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو عوانة عن أبي إسحاق
عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه أنه قال في اللسان الدية -
(وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا
بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب ان سعيد بن المسيب اخبره ان السنة مضت في العقل بان في اللسان
الدية (قال وحدثنا) ابن وهب أخبرني عياض بن عبد الله الفهري انه سمع زيد بن أسلم يقول مضت السنة في أشياء من
الانسان قال وفي اللسان الدية وفي الصوت إذا انقطع الدية -
(أخبرنا) أبو سعد الماليني ثنا (2) أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا محمد بن هارون البرقي ثنا يونس بن عبد الأعلى أنبأ ابن وهب
أخبرني الحارث بن نبهان عن محمد بن عبيد الله عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال في اللسان الدية إذا منع الكلام، وفي الذكر الدية إذا قطعت الحشفة، وفي الشفتين الدية - هذا
اسناد ضعيف محمد بن عبيد الله العرزمي والحارث بن نبهان ضعيفان -
(أنبأني) أبو عبد الله الحافظ إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان أنبأ (3) أبو بكر بن أبي شيبة أظنه عن محمد بن بكر
عن ابن جريج أخبرني عبد العزيز بن عمر أن في كتاب لعمر بن عبد العزيز عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي اللسان
إذا استوعى الدية تامة، وما أصيب من اللسان فبلغ ان يمنع الكلام ففيه الدية وما كان دون ذلك فبحسابه -
(قال وحدثنا - أبو بكر عن ابن فضيل عن أشعث عن الشعبي عن عبد الله قال في اللسان الدية إذا استوعى فما نقص
فبحساب - 4) (قال وحدثنا) أبو بكر عن محمد بن بكر عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب قال قضى أبو بكر رضي الله عنه
في اللسان إذا قطع بالدية إذا أوعى من أصله وإذا قطع فتكلم ففيه نصف الدية -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشر ان ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا معاذ بن معاذ عن أشعث عن
الحسن أنه قال في ذهاب الكلام الدية -
(وأخبرنا) أبو الحسين أنبأ إسماعيل ثنا سعدان (ح وأخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا
سعدان ثنا سفيان عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال الحروف ثمانية وعشرون حرفا فما قطع من اللسان فهو على
ما نقص من الحروف (وروى) عن مسروق أنه قال في لسان الأخرس حكومة -
باب دية الأسنان
قد روينا في الحديث الموصول عن عمرو بن حزم عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي السن خمس من الإبل
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا محمد
ابن بشر عن سعيد هو ابن أبي عروبة عن مطر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قضى في المواضح خمسا خمسا من الإبل، وفي الأسنان خمسا خمسا، وفي الأصابع عشرا عشرا -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو عوانة عن أبي إسحاق
عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه قال وفي السن خمس -



(1) مص - ثنا
(2) مص - أنبأ
(3) مص - ثنا
(4) سقط من مص -
89
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا
بحر بن نصر ثنا ابن وهب حدثني عياض بن عبد الله الفهري انه سمع زيد بن أسلم يقول مضت السنة أشياء من الانسان
فذكر الحديث قال فيه وفي الأسنان الدية (وروى) في حديث معاذ بن جبل مرفوعا وفي الأسنان كلها مائة من الإبل
وفي اسناده ضعف وحديث زيد بن أسلم منقطع ورواية من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في كل سن خمس من
الإبل أكثر وأشهر (وروينا) عن شريح أنه قال إذا كسرت السن اجله سنة (وروينا) عن الشعبي عن الحارث عن علي
رضي الله عنه قال يتربص بها حولا وعن مكحول عن زيد رضي الله عنه مثله -
(وهذا كله فيما أنبأني) أبو عبد الله الحافظ إجازة أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو خالد
عن هشام عن محمد عن شريح فذكره (قال وحدثنا) أبو بكر ثنا عباد عن حصين عن الشعبي عن الحارث عن علي رضي الله عنه
فذكره وعن عباد عن حجاج عن مكحول عن زيد رضي الله عنه مثله (1) -
باب الأسنان كلها سواء
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو صادق محمد بن أبي الفوارس وأبو الحسن علي بن محمد الطرازي (2) قالوا ثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا علي بن الحسن بن شقيق أنبأ أبو حمزة السكري عن يزيد النحوي عن عكرمة
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسنان والأصابع سواء -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو طاهر المحمد آباذي ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد ثنا عبد الصمد (ح وأخبرنا) أبو علي
الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عباس العنبري ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثني شعبة عن قتادة
عن عكرمة عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الأصابع سواء والأسنان سواء الثنية والضرس سواء
(هذه وهذه سواء - 3) وفي رواية أبى قلابة قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذه وهذه سواء يعنى الخنصر والابهام
والضرس والثنية (قال أبو داود) رواه النضر بن شميل عن شعبة بمعنى حديث عبد الصمد حدثناه الدارمي عن النضر -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أخبرنا الشافعي أنبأ مالك عن داود بن
الحصين عن أبي عطفان بن طريف المرى ان مروان بن الحكم بعثه إلى عبد الله بن عباس ليسأله ماذا في الضرس فقال
ابن عباس فيه خمس من الإبل قال فردني إليه مروان قال أتجعل مقدم الفم مثل الأضراس فقال ابن عباس لو لم يعتبر (4)
ذلك الا بالأصابع عقلها سواء (قال الشافعي) وهذا كما قاله ابن عباس إن شاء الله والدية الموقتة على العدد لا على المنافع -
(وأخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن يحيى بن سعيد سمع
سعيد بن المسيب يقول قضى عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الأضراس ببعير بعير وقضى معاوية في الأضراس بخمسة أبعرة
خمسة أبعرة فالدية تنقص في قضاء عمر رضي الله عنه وتزيد في قضاء معاوية رضي الله عنه فلو كنت انا جعلت في الأضراس
بعيرين بعيرين فتلك الدية سواء (5) -
(قال الشافعي) فقد خالفتم حديث عمر رضي الله عنه وقلتم في الأضراس خمس خمس وهكذا نقول لما جاء عن النبي صلى الله
عليه وسلم في السن خمس وكانت الضرس سنا (قال الشيخ) وقد روى جابر الجعفي عن عامر عن شريح ومسروق عن



(1) هامش ر - آخر الجزء الثامن والأربعين بعد المائة من الأصل - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في الثالث
عشر ولله الحمد - بلغت قراءة والجماعة سماعا آخر المجلس الثالث عشر ولله الحمد - وفي هامش مص - آخر الجزء الثامن
والأربعين بعد المائة من الأصل ولله الحمد
(2) مد - ابن الطرازي
(3) سقط من - مص
(4) مص - نعتبر
(5) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في السابع والأربعين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد -
90
عمر رضي الله عنه الأسنان سواء (ويذكر) عن الحسن عن عمر رضي الله عنه قال الأسنان سواء الضرس والثنية -
باب السن تضرب فتسود وتذهب منفعتها
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ بحر بن نصر ثنا (1) عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب
عن سعيد بن المسيب أنه قال إن السن إذا اسودت تم عقلها قال لي مالك والامر عندنا على ذلك (قال وحدثنا) عبد الله
ابن وهب قال وأخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه قال سمعت أبي يقول في السن إذا أصيبت فاسودت بعد ذلك فسقطت فيها
عقلها كله كاملا (قال وحدثنا) بحر ثنا ابن وهب أخبرني يحيى بن عبد الله بن سالم قال ذكر لنا انه كان (2) مع سيف عمر
ابن الخطاب رضي الله عنه أمر العقول وفي السن إذا اسودت عقلها (كاملا وإذا طرحت بعد ذلك نفى عقلها - 3) مرة
أخرى وهذا منقطع -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو عوانة عن قتادة عن
عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال في العين القائمة والسن السوداء
واليد الشلاء ثلث ديتها وهذا إنما أراد به والله أعلم انه أوجب فيها حكومة بلغت ثلث ديتها -
(أخبرنا) الإمام أبو عثمان أنبأ زاهر بن أحمد ثنا (4) أبو القاسم البغوي ثنا أحمد بن حنبل ثنا عباد أنبأ حجاج عن حصين بن
عبد الرحمن عن الشعبي عن الحارث عن علي رضي الله عنه في السن إذا كسر بعضها اعطى صاحبها بحساب ما نقص منها
ويتربص بها حولا فان اسودت تم عقلها والا لم يزد على ذلك (وعن حجاج) عن مكحول عن زيد مثله -
باب دية اليدين والرجلين والأصابع
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي
أنبأ مالك بن انس عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه ان في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم
وفي اليد خمسون، في الرجل خمسون وفي كل إصبع مما هنالك عشر من الإبل -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث ثنا شيبان ثنا محمد بن راشد ثنا سليمان
ابن موسى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قضى النبي صلى الله عليه وسلم في اليد إذا قطعت نصف العقل وفي
الرجل نصف العقل -
(وأخبرنا) أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا تمتام ثنا هدبة ثنا همام ثنا حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه
عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته وهو مسند ظهره إلى الكعبة في الأصابع عشر عشر (5) -
باب الأصابع كلها سواء
(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري بالبصرة ثنا جعفر بن محمد القلانسي
ثنا آدم بن أبي اياس ثنا شعبة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه وهذه



(1) مص - أنبأ
(2) مص - انه كتاب كان - هامش ر - كتاب
(3) ليس في مص وفي هامش ر - لعله ففيها عقلها
(4) مص - أنبأ
(5) هامش ر - بلغ سماع الجماعة بجامع مصر حرسهما الله تعالى في الرابع ولله الحمد -
91
سواء يعنى الخنصر والابهام - رواه البخاري عن آدم بن أبي اياس -
(أخبرنا) أبو الحسن محمد بن محمد بن أبي المعروف الفقيه الأسفرائيني بها ثنا أبو سهل بشر بن أحمد ثنا أحمد بن الحسين
ابن نصر الحذاء أنبأ علي بن عبد الله المديني ثنا إسماعيل بن إبراهيم هو ابن علية ثنا غالب التمار عن مسروق بن أوس التميمي
عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الأصابع عشر عشر - قال على كان هذا الحديث عندنا
مسندا متصل الاسناد فلما كان بعد حدثنا به محمد بن بشر العبدي -
(فذكر الحديث الذي أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو صادق بن أبي الفوارس وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا محمد بن بشر العبدي عن سعيد بن أبي عروبة ثنا غالب التمار عن حميد بن هلال
عن مسروق بن أوس عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قضى في الأصابع بعشر عشر من
الإبل - وكذلك رواه محمد بن جعفر وعبدة بن سليمان عن سعيد بن أبي عروبة (ورواه) شعبة بن الحجاج عن غالب
فذكر فيه سماع غالب من مسروق الا انه لم يقم اسمه في أكثر الروايات عنه -
(أخبرناه) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن غالب التمار ثنا أوس
ابن مسروق أو مسروق بن أوس عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأصابع سواء قلت في كل
إصبع عشر من الإبل قال نعم - ورواه إبراهيم بن طهمان عن حنظلة بن أبي صفية عن غالب بن ميمون عن مسروق بن
أوس عن أبي موسى رضي الله عنه -
(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن محمد الدوري ثنا عبد الوهاب بن
عطاء عن سعيد بن أبي عروبة عن مطر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في
المواضح خمس خمس من الإبل والأصابع كلها سواء عشر عشر من الإبل -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن عمرو بن ابان ثنا أبو تميلة عن شيبان (1) المعلم
عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابع اليدين والرجلين سواء -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه ثنا (2) أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو عوانة عن أبي إسحاق
عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه أظنه قال في اليد النصف وفي الرجل النصف وفي الأصابع عشر عشر -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ
عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سعيد عن مطر عن حميد بن هلال عن سعد بن هشام ان زيد بن ثابت قال في الأصابع عشر
عشر من الإبل -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني ابن لهيعة عن إسحاق
ابن عبد الله عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه ان الجراح تودي على حسابها من الدية كاملة الإصبع
كالإصبع من الخمس الأصابع لا يفضل شئ على شئ -
(قال وحدثنا) ابن وهب أخبرني مخرمة عن أبيه قال سمعت سليمان بن يسار وسئل كم في إصبع الرجل من العقل فقال



(1) ر - سيار
(2) مص - أنبأ
(3) سقط من مد -
92
عشر فرائض - قال بكير وقال ذلك يزيد بن عبد الله وقال يزيد أن عثمان بن عفان رضي الله عنه قضى بذلك -
(واما الحديث الذي أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ
سفيان و عبد الوهاب الثقفي عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قضى في الابهام
بخمس عشرة وفي التي تليها بعشر وفي الوسطى بعشر وفي التي تلى الخنصر بتسع وفي الخنصر بست -
(وأخبرنا - أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون
أنبأ يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال قضى عمر رضي الله عنه في الأصابع في الابهام بثلاثة عشر وفي التي تليها باثني
عشر وفي الوسطى بعشرة وفي التي تليها بتسع وفي الخنصر - بست - 1) حتى وجد كتاب عند آل عمرو بن حزم يذكرون
انه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيما هنالك من الأصابع عشر عشر (قال سعيد فصارت الأصابع إلى عشر عشر - 2) -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن منقذ الخولاني
المصري ثنا عبد الله بن يزيد المقرى ثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني يزيد بن أبي حبيب ان موسى بن سعد بن زيد بن ثابت
اخبره عن أبي غطفان ان ابن عباس كان يقول في الأصابع عشر عشر فأرسل مروان إليه فقال أتفتى في الأصابع عشر عشر
وقد بلغك عن عمر رضي الله عنه في الأصابع فقال ابن عباس رحم الله عمر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق ان
يتبع من قول عمر رضي الله عنه -
(وقد أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا (3) بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني سفيان الثوري عن
جابر عن الشعبي عن شريح قال كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان الأصابع سواء (وروى) ذلك أيضا عن مسروق
ابن الأجدع عن عمر رضي الله عنه -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني الليث عن أيوب بن
موسى القرشي عن مكحول ان عمر بن عبد العزيز كتب إلى الأجناد في كل قصبة قطعت من قصب الأصابع ثلث عقل
الإصبع (وروى) حجاج بن أرطأة عن مكحول عن زيد قال في الأصابع في كل مفصل ثلث الدية الا الابهام فان فيها
نصف الدية لان فيها مفصلين -
(أنبأ نيه) أبو عبد الله عن أبي الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر ثنا عبد الرحيم عن حجاج - فذكره -
باب الصحيح يصيب عين الأعور والأعور
يصيب عين الصحيح
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن القاسم بن زكريا ثنا أبو كريب
ثنا حاتم بن إسماعيل عن محمد بن عمارة عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال كان في كتاب عمرو بن حزم حين بعثه
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجران في كل سن خمس من الإبل وفي الأصابع في كل ما هنالك عشر عشر من الإبل
وفي الاذن خمسون، وفي العين خمسون، وفي الرجل خمسون، وفي الانف إذا استوصل المارن الدية كاملة وفي المأمومة
ثلث النفس، وفي الجائفة ثلث النفس



(1) زيادة من مص ور
(2) سقط من مص -
(3) مص - أنبأ
93
(قال الشافعي) رحمه الله لا يجوز ان يقال في عين الأعور الدية وإنما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في العين بخمسين
وهي نصف دية وعين الأعور لا تعد وأن تكون عينا -
(وأخبرنا) أبو بكر الإردستاني أخبرنا أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد
ثنا سفيان عن فراس عن الشعبي عن مسروق في الأعور تصاب عينه الصحيحة فقال ما انا فقأت عينه انا أدى (1) قتيل الله
فيها نصف الدية -
(أخبرنا) أبو حازم الحافظ ثنا (2) أبو الفضل بن خميرويه ثنا (2) أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم أنبأ إسماعيل بن أبي
خالد عن أبي الضحى عن عبد الله بن مغفل كذا قال في أعور فقأ عين صحيح قال العين بالعين -
(واما الأثر الذي أخبرنا) أبو حازم أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم أنبأ يونس
عن الحسن عن علي رضي الله عنه انه كان يقول في الأعور إذا فقئت عينه قال إن شاء اخذ الدية كاملا وان شاء اخذ
نصف الدية وفقأ بالأخرى إحدى عيني الفاقئ (ورواه) أيضا قتادة عن خلاس عن علي رضي الله عنه (وروى) في ذلك أيضا
عن عطاء بن أبي رباح عن علي رضي الله عنه وهو مرسل -
(أخبرناه) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمر بن قيس عن
عطاء بن أبي رباح ان عليا رضي الله عنه قضى في أعور فقئت عينه ان له الدية كاملة (قال وحدثنا) ابن وهب أخبرني
ابن لهيعة عن جعفر عن عروة بن الزبير مثله -
(وأخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب ثنا يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب
أنه قال في عين الأعور إذا فقئت عينه الباقية عمدا القود لا يزاد أن يقاد بها عينا مثلها فان قبل فيها العقل ففيها الدية كاملة (3)
لأنها بقية بصره -
(قال وأخبرني) مخرمة بن بكير عن أبيه قال سمعت سليمان بن يسار واستفتى في الرجل يكون أعور ثم تصاب عينه
الأخرى فقال له الدية (قال وأخبرني) يونس عن ابن شهاب أنه قال في أعور فقأ عين رجل صحيح قال ابن شهاب قضى الله
في كتابه ان العين بالعين فعينه قود وإن كان بقية بصره -
(أخبرنا) أبو الحسن بن أبي المعروف أنبأ أبو سعيد الرازي ثنا محمد بن أيوب أنبأ مسلم بن إبراهيم ثنا هشام ثنا قتادة عن
عبد ربه عن أبي عياض ان عثمان بن عفان رضي الله عنه رفع إليه أعور فقأ عين صحيح فلم يقتص منه وقضى فيه بالدية كاملة -
قال رحمه الله ظاهر الكتاب يدل على أن العين بالعين وظاهر السنة يدل على أن في أحدهما نصف الدية ولم يفرق فهو
أولى والله أعلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو سعيد محمد بن إسحاق ثنا أبو الموجه ثنا علي بن الجعد أنبأ شعبة عن قتادة قال سمعت
أبا مجلز قال سألت عبد الله بن عمر عن الأعور تفقأ عينه فقال عبد الله بن صفوان قضى فيه عمر رضي الله عنه بالدية فقلت إنما
اسأل ابن عمر فقال أوليس يحدثك عن عمر ظاهر هذا انه حكم فيه جميع الدية وقد يحتمل انه حكم فيها بديتها وظاهره ان ابن
عمر كان لا يقول فيها بوجوب جميع الدية والله أعلم -



(1) مص - أدرى
(2) مص - أنبأ
(3) مص - الدية تامة -
94
باب ما جاء في كسر الصلب
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو نصر بن قتادة قالا أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا الحكم
ابن موسى ثنا يحيى بن حمزة عن سليمان بن داود حدثني الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه وفي الصلب الدية -
(وأخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا أنبأ (1) أبو العباس محمد
ابن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب ان سعيد بن المسيب اخبره ان السنة مضت
في العقل بان في الصلب الدية -
(وأخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ثنا المحاربي عن أشعث عن الزهري قال
بلغنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الصلب مائة من الإبل (2) -
باب ما جاء في دية المرأة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الطيب محمد بن عبد الله الشعيري ثنا محمش بن عصام ثنا حفص بن عبد الله حدثني إبراهيم
ابن طهمان عن بكر بن خنيس عن عبادة بن نسي عن ابن غنم عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دية
المرأة على النصف من دية الرجل (وروى) ذلك من وجه آخر عن عبادة بن نسي وفيه ضعف -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي
أنبأ مسلم بن خالد عن عبيد الله بن عمر عن أيوب بن موسى عن ابن شهاب وعن مكحول وعطاء قالوا أدركنا الناس على أن
دية المسلم الحر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مائة من الإبل فقوم عمر بن الخطاب رضي الله عنه تلك الدية على أهل القرى
ألف دينار أو اثنى عشر ألف درهم ودية الحرة المسلمة إذا كانت من أهل القرى خمسمائة دينار أو ستة آلاف درهم فإذا
كان الذي أصابها من الاعراب فديتها خمسون من الإبل ودية الاعرابية إذا أصابها الاعرابي خمسون من الإبل لا يكلف
الاعرابي الذهب ولا الورق -
(وأخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ ابن عيينة عن ابن أبي
نجيح عن أبيه ان رجلا أوطأ امرأة (3) بمكة فقضى فيها عثمان بن عفان رضي الله عنه بثمانية آلاف درهم دية وثلث (قال
الشافعي) رحمه الله ذهب عثمان رضي الله عنه إلى التغليظ لقتلها في الحرم -
باب ما جاء في جراح المرأة
(أخبرنا) أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم عن الشيباني



(1) مص - ثنا
(2) هامش ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في الرابع عشر ولله الحمد
(3) مص - جارية
95
وابن أبي ليلى وزكريا عن الشعبي ان عليا رضي الله عنه كان يقول جراحات النساء على النصف من دية الرجل فيما قل
وكثر -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي عن محمد بن الحسن أنبأ
أبو حنيفة عن حماد عن إبراهيم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال عقل المرأة على النصف من عقل الرجل في
النفس وفيما دونها (وعن محمد بن الحسن) قال أنبأ محمد بن ابان عن حماد عن إبراهيم عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب
رضي الله عنهما انهما قالا عقل المرأة على النصف من دية الرجل في النفس وفيما دونها - حديث إبراهيم منقطع الا انه يؤكد
رواية الشعبي -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق (1) الفقيه أنبأ إسماعيل بن إسحاق ثنا عمرو ثنا شعبة (ح وأخبرنا)
الشريف أبو الفتح العمرى أنبأ عبد الرحمن بن أبي شريح أنبأ أبو القاسم البغوي ثنا علي بن الجعد أنبأ شعبة عن الحكم
عن الشعبي عن زيد بن ثابت أنه قال جراحات الرجال والنساء سواء إلى الثلث فما زاد فعلى النصف (وقال ابن مسعود
الا السن والموضحة فإنها سواء وما زاد فعلى النصف 2 -) وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه على النصف في كل شئ
قال وكان قول علي رضي الله عنه أعجبها إلى الشعبي (لفظ حديث العمرى ورواه أيضا إبراهيم النخعي عن زيد بن ثابت
وابن مسعود رضي الله عنهما وكلاهما منقطع - 3) ورواه شقيق عن عبد الله بن مسعود وهو موصول (4) -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا
بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب حدثني مالك وأسامة بن زيد الليثي وسفيان الثوري عن ربيعة انه سأل سعيد بن المسيب
كم في إصبع المراة قال عشر قال كم في اثنتين قال عشرون قال كم في ثلاث قال ثلاثون قال كم في أربع قال عشرون
قال ربيعة حين عظم جرحها واشتدت مصيبتها نقص عقلها قال أعراقي أنت قال ربيعة عالم متثبث أو جاهل متعلم قال
يا بن أخي انها السنة -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي رحمه الله لما قال ابن المسيب هي
السنة أشبه أن يكون عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن عامة من أصحابه ولم يشبه زيد أن يقول هذا من جهة الرأي لأنه
لا يحمله الرأي ولا يكون فيما قال سعيد السنة إذا كان يخالف القياس والعقل الأعلم اتباع فيما نرى والله أعلم وقد كنا
نقول به على هذا المعنى ثم وقفت عنه واسأل الله الخيرة من قبل انا قد نجد منهم من يقول السنة ثم لا نجد لقوله السنة
نفاذا بأنها عن النبي صلى الله عليه وسلم والقياس أولى بنافيها قال ولا يثبت عن زيد الاكثبوته عن علي رضي الله عنهما
(قال الشيخ) وروى عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم باسناد لا يثبت مثله (وعن) عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم باسناد ضعيف مثل قول زيد بن ثابت وهو قول الفقهاء من أهل المدينة -
(وأخبرنا) أبو بكر الإردستاني الحافظ أنبأ أبو نصر العراقي ببخارا ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن الدرابجردي
ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان عن جابر عن الشعبي عن شريح قال كتب إلى عمر رضي الله عنه بخمس من صوافي (ه) الامراء



(1) مص - أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسن
(2) زيادة من مص
(3) ليس في مص
(4) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الثامن والأربعين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد
(5) جمع صافية قال الأزهري يقال للضياع التي يستخلصها السلطان لخاصته
الصوافي - نهاية - قلت والمراد هنا القضايا التي لا نص فيها وإنما يجتهد فيها الأئمة والقضاة - ح
96
ان الأسنان سواء والأصابع سواء وفي عين الدابة ربع ثمنها وان الرجل يسأل عند موته عن ولده فأصدق ما يكون عند موته
وجراحة الرجال والنساء سواء إلى الثلث من دية الرجل - جابر الجعفي لا يحتج به وقد خولف في لفظه وحكمه -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم أنبأ مغيرة
عن إبراهيم قال كان فيما جاء به عروة البارقي إلى شريح من عند عمر رضي الله عنه ان الأصابع سواء الخنصر والابهام
وان جرح الرجال والنساء سواء في السن والموضحة، وما خلا ذلك فعلى النصف، وان في عين الدابة ربع ثمنها، وان أحق
أحوال الرحل ان يصدق عليها عند موته في ولده إذا أقربه قال مغيرة ونسيت الخامسة حتى ذكرني عبيدة ان الرجل
إذا طلق امرأته ثلاثا ورثته ما دامت في العدة - وفي هذا انقطاع والله أعلم -
باب حلمتي الثديين
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سعيد
ابن المسيب أنه قال في ثدي المرأة نصف الدية وفيهما الدية (قال وأخبرني) يونس عن ربيعة أنه قال في ثدي المرأة سداد
لصدرها وثمال لولدها وهو بمنزلة المال في الغنى وبمنزلة الأثاث في الجمال وبمنزلة الجرح الشديد في المصيبة فأري فيه
نصف دية المرأة (وروينا) عن الشعبي والنخعي نحو قول ابن المسيب وعن النخعي في ثدي الرجل حكم العدل -
باب دية الذكر والأنثيين
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو نصر بن قتادة قالا أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا
الحكم بن موسى ثنا يحيى بن حمزة عن سليمان بن داود حدثني الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه
عن جدة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه وفي البيضتين الدية وفي الذكر الدية -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور أنبأ أبو عوانة عن أبي إسحاق
عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه أنه قال وفي الذكر الدية وفي إحدى البيضتين النصف (وروي) من وجه آخر
عن عاصم عن علي رضي الله عنه أنه قال في الحشفة الدية -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا بحر بن
نصر ثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب ان سعيد بن المسيب أخبره ان السنة مضت في العقل بأن في الذكر
الدية وفي الأنثيين الدية -
(قال وحدثنا) ابن وهب حدثني عياض بن عبد الله الفهري انه سمع زيد بن أسلم يقول مضت السنة بأن في الذكر الدية
وفي الأنثيين الدية -
(أخبرنا) عمر بن عبد العزيز بن قتادة الأنصاري أنبأ أبو الحسن علي بن الفضل بن محمد بن عقيل أنبأ أبو شعيب الحراني ثنا
علي بن المديني ثنا يزيد بن هارون عن الحجاج عن مكحول عن زيد بن ثابت أنه قال في البيضتين هما سواء قال فذكرت
ذلك لعمرو بن شعيب ونحن نطوف بالبيت فقلت العجب لمن يفضل إحدى البيضتين على الأخرى وقد خصينا غنما لنا من
الجانب الأيسر فألقحن من الجانب الأيمن -
(وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ علي بن الفضل أنبأ أبو شعيب ثنا على ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن قتادة عن ابن المسيب
قال قال في اليسرى من البيضتين ثلثا الدية لان الولد من اليسرى وفي اليمنى ثلث الدية -
(قال وحدثنا) عبد الرزاق بن همام ثنا ابن جريج أخبرني ابن أبي نجيح عن مجاهد قال في البيضتين الدية وافية خمسون

97
خمسون في كل بيضة قال قلت حفظت منه انه يفضل بينهما قال لا -
(قال وأخبرنا) ابن جريج قال قلت لعطاء البيضتان قال فيهما خمسون خمسون في كل بيضة (وروينا) عن مسروق
وعروة والحسن والنخعي والزهري هما سواء -
(أخبرنا) أبو الحسن الرفاء أنبأ عثمان بن محمد بن بشر ثنا إسماعيل القاضي ثنا ابن أبي أويس وعيسى بن مينا قالا ثنا ابن أبي
الزناد عن أبيه عن الفقهاء من أهل المدينة كانوا يقولون في الانف إذا أوعى جدعا أو قطعت أرنبته الدية كاملة والذكر
مثل ذلك ان قطع كله أو قطعت حشفته ويجعلون في الأنثيين الدية وفي أيهما أصيبت نصف الدية -
باب اجتماع الجراحات
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن إبراهيم الإردستاني الحافظ أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا
عبد الله بن الوليد ثنا سفيان ثنا عوف الاعرابي قال لقيت شيخا في زمان الجماجم فسألت عنه فقيل ذاك أبو المهلب عم أبى
قلابة قال فسمعته يقول رمى رجل رجلا بحجر في رأسه في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه فذهب سمعه وعقله ولسانه
وذكره فقضى فيه عمر رضى الله أربع ديات وهو حي -
باب ما جاء في العين القائمة واليد الشلاء
(أخبرنا) أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو عوانة عن قتادة عن
عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال في العين القائمة والسن السوداء
واليد الشلاء ثلث ديتها -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن يحيى بن
سعيد عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن سليمان بن يسار أن زيد بن ثابت قضى في العين القائمة إذا طفئت أو قال بخقت بمائة
دينار، قال مالك ليس على هذا العمل إنما فيها الاجتهاد لا شئ موقت - وقد يحتمل قول زيد بن ثابت رضي الله عنه أن يكون
اجتهد فيها فرأى الاجتهاد فيها قدر خمسها (قال الشيخ رحمه الله) ويحتمل قول عمر رضي الله عنه ما احتمل قول
زيد (وروينا) عن مسروق أنه قال في العين العوراء حكم وفي اليد الشلاء حكم وفي لسان الأخرس حكم (وعن إبراهيم)
النخعي أنه قال في العين القائمة واليد الشلاء ولسان الأخرس حكومة عدل -
باب ما جاء في الحاجبين واللحية والرأس
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني ابن جريج عن عمرو
ابن شعيب قال قضى أبو بكر رضي الله عنه في الحاجب إذا أصيب حتى يذهب شعرة بموضحتين عشر من الإبل - قال ابن
وهب وقال لي مالك فيهما الاجتهاد (قال الشيخ رحمه الله) يحتمل انه قضى في الحاجبين إذا أصيبا بايضاح بأرش
موضحتين أو بحكومة بلغت هذا المقدار مع أن الحديث منقطع لا حجة فيه -
(وأخبرنا) أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل بن خميرويه ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو معاوية ثنا حجاج
عن مكحول عن زيد بن ثابت قال في الشعر إذا لم ينبت الدية - هذا منقطع والحجاج بن أرطأة لا يحتج به (قال ابن المنذر)
وروينا عن زيد بن ثابت أنه قال في الحاجب ثلث الدية (قال ابن المنذر) في الشعر يجنى عليه فلا ينبت روينا عن علي وزيد
ابن ثابت رضي الله عنهما انهما قالا فيه الدية قال ولا يثبت عن علي وزيد ما روى عنهما -

98
(أخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ مسلم عن ابن جريج قال سألت عطاء عن الحاجب يشان قال
ما سمعت فيه بشئ (قال الشافعي) فيه حكومة بقدر الشين والا لم (وبهذا الاسناد) أنبأ الشافعي انا مسلم بن خالد عن ابن
جريج قال قلت لعطاء حلق الرأس له نذر فقال لم اعلم، قال الربيع النذر والقدر واحد، قال الشافعي فيه حكومة -
باب ما جاء في الترقوة والضلع
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني مالك وهشام
ابن سعد (ح وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن زيد بن أسلم عن مسلم بن جندب عن أسلم مولى عمر بن الخطاب
رضي الله عنه ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قضى في الضرس بجمل وفي الترقوة بجمل وفي الضلع بجمل - لفظ حديث
الشافعي - زاد أبو سعيد في روايته قال الشافعي في الأضراس خمس خمس لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في السن خمس
وكانت الضرس سنا وأنا أقول بقول عمر رضي الله عنه في الترقوة والضلع لأنه لم يخالفه أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم فيما علمته فلم أر أن اذهب إلى رأيي فأخالفه به (قال الشيخ - 1) والى هذا ذهب سعيد بن المسيب (وقال الشافعي)
رحمه الله في كتاب الجراح يشبه والله أعلم أن يكون ما حكى عن عمر فيما وصفت حكومة لا توقيت عقل ففي كل عظم كسر
من انسان غير السن حكومة وليس في شئ منها أرش معلوم -
باب ما جاء في كسر الذراع والساق
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب قال وسمعت سفيان الثوري
عن إسماعيل بن أمية القرشي عن بشر بن عاصم ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال في الذراع إذا كسر مائتي درهم
وروى عن رجل عن عمر رضي الله عنه أنه قال إذا كسرت الساق أو الذراع ففيها عشرون دينار أو حقتان يعنى إذا برئت
على غير عثم (2) -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني ثنا محمد بن سليمان بن فارس ثنا محمد بن
إسماعيل البخاري ثنا أبو نعيم ثنا ابن أبي غنية عن إسحاق بن المحتفز الاعرابي عن الكاسر أنه كسر ساق رجل فقضى عمر رضي الله عنه
بثمان من الإبل (قال الشيخ) رحمه الله اختلاف هذه الروايات يدل على أنه قضى فيه بحكومة بلغت هذا المقدار -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني عبد الجبار عن
ابن شهاب وربيعة وابن أبي فروة عن كتاب معاوية بن أبي سفيان وكتاب عمر بن عبد العزيز ويقولون لم يجعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم في كسر اليد في الخطأ الا جعل الجابر وان هي استوت وفيها عثم أو شئ أقيمت قيمه (3) ثم
غرمها الذي كسرها -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف الرفاء أنبأ أبو عمر وعثمان بن محمد بن بشر ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إسماعيل
ابن أبي أويس وعيسى بن مينا قالا ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد أن أباه قال كان من أدركت من فقهائنا الذين ينتهى إلى قولهم
يقولون كل عظم كسر خطأ ثم جبر مستويا غير منقوص ولا معيب فليس في ذلك الاعطاء المداوى وشبه ذلك فان جبر
شئ من ذلك وبه عيب أو نقص فإنه يقدر شين ذلك وعيبه يقيم ذلك أهل البصر والعقل ثم يعقل على قدر ما يرون
وكذلك قالوا في الشجة الملطاء وفي كل جرح في الجسد إذا برأ وليس به عيب لا يرون في ذلك الاعطاء المداوى وشبه



(1) مص - قال الشافعي
(2) هامش مص - عثم العظم المكسور إذا انجبر على غير استواء -
(3) مص - قيمة
99
ذلك (3) -
باب دية أهل الذمة
في رواية أبى أويس عن عبد الله ومحمد ابني أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيهما عن جدهما عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم في الكتاب الذي كتبه لعمرو بن حزم وفي النفس المؤمنة مائة من الإبل -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ فضيل بن عياض عن
منصور بن المعتمر عن ثابت الحداد عن ابن المسيب ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قضى في دية اليهودي والنصراني
بأربعة آلاف وفي دية المجوسي بثمانمائة درهم -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان بن
عيينة عن صدقة بن يسار قال أرسلنا إلى سعيد بن المسيب نسأله عن دية المعاهد فقال قضى فيه عثمان بن عفان رضي الله عنه
بأربعة آلاف قال فقلنا فمن قبله قال فحصبنا (قال الشافعي) هم الذين سألوه آخرا (وروى) عن عثمان بن عفان رضي الله عنه
بخلافه وهو عنه باسنادين أحدهما غير محفوظ والآخر منقطع قد ذكرناهما في باب لا يقتل مؤمن بكافر -



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في التاسع والأربعين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد -
100
(أخبرنا) أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني سفيان الثوري
عن أبي المقدام عن سعيد بن المسيب ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قضى في دية المجوسي بثمانمائه درهم (قال وحدثنا)
ابن وهب أخبرني جرير بن حازم عن قيس بن سعد عن عطاء بن أبي رباح قال دية المجوسي ثمانمائة درهم (قال وحدثنا)
ابن وهب أخبرني عمر بن قيس عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بذلك (قال) والمجوسية
أربعمائة درهم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه (قال) وقال لي مالك مثله -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي
حبيب عن ابن شهاب ان عليا وابن مسعود رضي الله عنهما كانا يقولان في دية المجوسي ثمانمائة درهم (وقد روى) ذلك
عن ابن لهيعة باسناد آخر له مرفوعا -
(أخبرنا) أبو سعد أحمد بن محمد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا عيسى بن أحمد الصدفي ثنا علان بن المغيرة ثنا
أبو صالح ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دية
المجوسي ثمانمائة درهم - تفرد به أبو صالح كاتب الليث والأول أشبه أن يكون محفوظا و الله اعلم -
(واما الحديث الذي أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر
ابن نصر ثنا عبد الله بن وهب أنبأ أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
عقل الكافر نصف عقل المؤمن -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ثنا
أبو النضر ثنا محمد بن راشد عن سليمان بن موسى عن عمر وبن شعيب عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن
عقل أهل الكتابين نصف عقل المسلمين وهم اليهود والنصارى -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا يحيى بن حكيم ثنا عبد الرحمن بن عثمان ثنا حسين المعلم
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كانت قيمة الدية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانمائة دينار بثمانية آلاف
درهم ودية أهل الكتاب يومئذ النصف من دية المسلمين قال فكان ذلك كذلك حتى استخلف عمر رضي الله عنه فذكر
خطبته في رفع الدية حين غلت الإبل قال وترك دية أهل الذمة لم يرفعها فيما رفع من الدية فيحتمل أن يكون والله أعلم قوله
على النصف من دية المسلم راجعا إلى ثمانية آلاف درهم فتكون ديته في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف درهم فلم
يرفعها عمر رضي الله عنه فيما رفع من الدية علما منه بأنها في أهل الكتاب توقيت وفي أهل الاسلام تقويم -
(والذي يؤكد هذا ما أخبرنا) أبو زكريا بن أبي سحاق المزكى أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني ثنا محمد بن
عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ ابن جريج أخبرني عمرو بن شعيب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض على كل
مسلم قتل رجلا من أهل الكتاب أربعة آلاف -

101
(واما الذي أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو زكريا يحيى بن محمد بن عبد الله العنبري حدثني جعفر بن أحمد الحافظ ثنا
الحسن بن عيسى ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي سعد البقال عن عكرمة عن ابن عباس قال جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
دية العامريين دية الحر المسلم وكان لهما عهد -
(وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الاسفاطى يعنى العباس بن الفضل ثنا أحمد بن يونس ثنا
أبو بكر - فذكره باسناده الا أنه قال جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم دية المعاهدين دية المسلم فأبو سعد هذا سعيد بن
المرزبان البقال لا يحتج به - ثم ظاهره يوجب أن يكون كحديث عمرو بن شعيب والله أعلم (ورواه) الحسن بن
عمارة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال ودى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين من المشركين وكانا منه في
عهد دية الحرين المسلمين -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ ثنا محمد بن المغيرة ثنا القاسم بن الحكم العرني ثنا الحسن بن عمارة - فذكره
والحسن بن عمارة متروك لا يحتج به -
(واما الذي أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا علي بن الجعد أنبأ أبو كرز عن نافع
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال دية ذمي دية مسلم - وقال غيره عن علي بن الجعدودي ذميا دية مسلم -
(فأخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا قال أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ أبو كرز هذا
متروك الحديث ولم يروه عن نافع غيره قال واسمه عبد الله بن عبد الملك الفهري -
(واما الحديث الذي أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو عبد الله الشيباني ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون
أنبأ ابن جريج عن الزهري قال كانت دية اليهودي والنصراني في زمن النبي الله صلى الله عليه وسلم مثل دية المسلم وأبى بكر
وعمر وعثمان رضي الله عنهم فلما كان معاوية اعطى أهل المقتول النصف والقى النصف في بيت المال قال ثم قضى عمر بن
عبد العزيز في النصف والقى ما كان جعل معاوية - فقد رده الشافعي بكونه مرسلا وبان الزهري قبيح المرسل وانا
روينا عن عمر وعثمان رضي الله عنهما ما هو أصح منه والله أعلم -

102
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا الحسن بن
صالح عن علي بن أبي طلحة عن القاسم بن عبد الرحمن عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال من كان له عهدا وذمة
فديته دية المسلم - هذا منقطع وموقوف (1) -



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في المجلس الموفى خمسين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد -
103
باب جراحة العبد
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان بن عيينة عن
الزهري عن ابن المسيب أنه قال عقل العبد في ثمنه -
(وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ يحيى بن حسان عن الليث بن سعد (ح وأنبأ)
أبو سعيد بن أبي عمر و ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني يونس والليث عن ابن شهاب
عن سعيد بن المسيب انه كان يقول عقل العبد في ثمنه مثل عقل الحر في ديته - قال ابن شهاب وكان رجال يقولون سوى
ذلك إنما هو سلعة يقوم - لفظ حديث ابن وهب -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا أنبأ (1) أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا
بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب قال وأخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه قال سمعت سعيد بن عبد الله بن جابر يقول سمعت
سعيد بن المسيب يقول إذا شج العبد موضحة فله فيها نصف عشر ثمنه وقال ذلك سليمان بن يسار وهذا معنى قول شريح
والشعبي والنخعي -
باب من قال لا تحمل العاقلة عمدا
ولا عبدا ولا صلحا ولا اعترافا
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل ثنا
مسلم بن جنادة ثنا وكيع عن عبد الملك بن حسين أبى مالك النخعي عن عبد الله بن أبي السفر عن عامر عن عمر رضي الله عنه
قال العمد والعبد والصلح والاعتراف لا يعقل العاقلة - كذا قال عن عامر عن عمر وهو عن عمر منقطع والمحفوظ عن عامر
الشعبي من قوله -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد ثنا
عبد الله بن إدريس عن مطرف عن الشعبي قال لا تعقل العاقلة عمدا ولا عبدا ولا صلحا ولا اعترافا (قال أبو عبيد) قد اختلفوا
في تأويل قوله ولا عبدا فقال لي محمد بن الحسن إنما معناه ان يقتل العبد حرا يقول فليس على عاقلة مولاه شئ من جناية
عبده وإنما جنايته في رقبته واحتج في ذلك بشئ رواه عن ابن عباس قال محمد بن الحسن حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد
عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال لا تعقل العاقلة عمدا ولا صلحا ولا اعترافا ولا ما جنى المملوك (قال
أبو عبيد) وقال ابن أبي ليلى إنما معناه أن يكون العبد يجنى عليه يقول فليس على عاقلة الجاني شئ إنما ثمنه في ماله خاصة
واليه ذهب الأصمعي ولا يرى فيه قول غيره جائزا يذهب إلى أنه لو كان المعنى على ما قال لكان الكلام لاتعقل العاقلة عن
عبد (قال أبو عبيد) وهو عندي كما قال ابن أبي ليلى وعليه كلام العرب (قال الشيخ) رحمه الله هذا القول لا يصح عن عمر
رضي الله عنه وإنما يصح عن الشعبي والرواية فيه عن ابن عباس على ما حكى محمد بن الحسن -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني ابن أبي الزناد عن أبيه قال
حدثني الثقة عن عبد الله بن عباس أنه قال لا تحمل العاقلة عمدا ولا صلحا ولا اعترافا ولا ما جنى المملوك قال وقال ذلك
الليث الا ان تشاء -
(وأخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا بحر ثنا ابن وهب أخبرني مالك بن انس عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال ليس
على العاقلة عقل من قتل العمد الا ان تشاء ذلك إنما عليهم عقل الخطأ (قال وأخبرني) مالك بن انس عن ابن شهاب أنه قال



(1) مص - ثنا -
104
مضت السنة ان العاقلة لا تحمل شيئا من دية العمد الا ان تعينه العاقلة عن طيب نفس (قال مالك) وحدثني يحيى بن سعيد
مثل ذلك (قال يحيى) ولم أدرك الناس الاعلى ذلك -
(أخبرنا) أبو الحسن الرفاء أنبأ عثمان بن محمد بن بشر ثنا إسماعيل القاضي ثنا ابن أبي أويس وعيسى بن مينا قالا ثنا ابن أبي
الزناد عن أبيه عن الفقهاء من أهل المدينة كانوا يقولون لا تحمل العاقلة ما كان عمدا ولا بصلح؟ ولا اعتراف ولا ما جنى
المملوك الا ان يجبوا ذلك طولا منهم -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر
ابن نصر ثنا ابن وهب أخبرني يزيد بن عياض عن عبد الملك بن عبيد عن مجاهد بن جمر؟ عن ابن عباس انه كان يقول العبد
لا يغرم سيده فوق نفسه شيئا وإن كان المجروح أكثر من ثمن العبد فلا يزاد له (ورويناه) عن فقهاء التابعين عروة بن
الزبير وغيره -
باب جناية الغلام يكون للفقراء
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أحمد بن حنبل ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن
قتادة عن أبي نضرة عن عمران بن حصين ان غلاما لا ناس فقراء قطع اذن غلام لأناس أغنياء فاتى أهله النبي صلى الله
عليه وسلم فقالوا يا رسول الله انا أناس فقراء فلم يجعل عليه شيئا (قال الشيخ) رحمه الله إن كان المراد بالغلام المذكور
فيه المملوك فاجماع أهل العلم على أن جناية العبد في رقبته يدل والله أعلم على أن الجناية كانت خطأ (1) وان النبي صلى الله عليه
وسلم إنما لم يجعل عليه شيئا لأنه التزم أرش جنايته فأعطاه من عنده متبرعا بذلك (وقد حمله أبو سليمان الخطابي رحمه الله)
على أن الجاني كان حرا وكانت الجناية خطأ وكان عاقلته فقراء فلم يجعل عليهم شيئا اما لفقرهم واما لأنهم لا يعقلون
الجناية الواقعة على العبد إن كان المجني عليه مملوكا والله أعلم (قال الشيخ) رحمه الله وقد يكون الجاني غلاما حرا غير بالغ
وكانت جنايته عمدا فلم يجعل أرشا على عاقلته وكان فقيرا فلم يجعله في الحال عليه أو رآه على عاقلته فوجدهم فقراء فلم يجعله
عليه لكون جنايته في حكم الخطأ ولا عليهم لكونهم فقراء والله أعلم (2) -
باب العاقلة
قال الشافعي رحمه الله لم اعلم مخالفا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالدية على العاقلة وهذا أكثر من حديث الخاصة
وقد ذكرناه من حديث الخاصة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو
قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبى
سلمة بن عبد الرحمن ان أبا هريرة قال اقتتلت امرأتان من هذيل فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها فاختصموا
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان دية جنينها غرة عبد أو وليدة وقضى بدية المرأة
على عاقلتها وورثها ولدها ومن معهم قال حمل بن النابغة الهذلي يا رسول الله كيف أغرم من لا شرب ولا اكل ولا نطق
ولا استهل فمثل ذلك يطل (3) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هذا من أصحاب الكهان من أجل سجعه - رواه البخاري
في الصحيح عن أحمد بن صالح - ورواه مسلم عن أبي الطاهر وحرملة كلهم عن ابن وهب -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو عثمان سعيد بن محمد بن محمد بن عبدان وأبو صادق محمد بن أبي
الفوارس العطار قالوا أنبأ (4) أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر ثنا يحيى بن آدم ثنا مفضل



(1) ر - حقا كذا -
(2) هامش ر - بلغت قراءة والجماعة سماعا آخر الخامس عشر والحمد لله
(3) مص - بطل
(4) مص ثنا -
105
ابن مهلهل عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم عن عبيد بن نضيلة عن المغيرة بن شعبة ان امرأة قتلت ضرتها بعمود فسطاط
فاتى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى فيه على عاقلتها بالدية وكانت حاملا فقضى في الجنين بغرة فقال بعض عصبتها
أندى من لا طعم ولا شرب ولا صاح ولا استهل ومثل ذلك يطل (1) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سجع كسجع
الاعراب - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع عن يحيى بن آدم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني
عثمان بن محمد بن عثمان بن الأخنس بن شريق قال أخذت من آل عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذا الكتاب كان مقرونا
بكتاب الصدقة الذي كتب عمر للعمال بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي صلى الله عليه وسلم بين المسلمين والمؤمنين
من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم انهم أمة واحدة دون الناس المهاجرين (2) من قريش على ربعتهم
يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل
طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين - ثم ذكر على هذا النسق بنى الحارث ثم بنى ساعدة ثم بنى جشم ثم بنى
النجار ثم بنى عمرو بن عوف ثم بنى النبيت ثم بنى الأوس ثم قال وان المؤمنين لا يتركون مفرحا منهم ان يعطوه بالمعروف
في فداء أو عقل (وروى) كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده أنه قال كان في كتاب النبي صلى الله عليه
وسلم ان كل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط من المؤمنين وان على المؤمنين ان لا يتركوا مفرحا منهم حتى يعطوه
في فداء أو عقل -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني أنبأ معاوية بن
عمرو عن أبي إسحاق هو الفزاري عن كثير بن عبد الله - فذكره (قال الأصمعي) في المفرح بالحاء هو الذي قد افرحه الدين
يعنى اثقله - (3) -
باب من العاقلة التي تغرم
(قال الشافعي) ولم اعلم مخالفا في أن العاقلة العصبة وهم القرابة من قبل الأب
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني الليث ان ابن شهاب حدثه عن سعيد بن المسيب عن أبي
هريرة أنه قال قضى رسول (الله)؟؟ صلى الله عليه وسلم في جنين امرأة من بنى لحيان سقط ميتا بغرة عبد أو وليدة ثم إن المرأة التي
قضى عليها بالغرة توفيت فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ميراثها لبنيها وزوجها وان العقل على عصبتها - أخرجه
البخاري ومسلم في الصحيح من حديث الليث -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي (ح وأخبرنا)
أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي قالا ثنا محمد بن أبي بكير ثنا يزيد بن
زريع ثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال تنازعت امرأتان من هذيل فطرحت
إحداهما جنين صاحبتها فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها بغرة عبد أو وليدة فقال المقضى عليه كيف أعقل من لا شرب
ولا اكل ولا صاح فاستهل فمثل ذلك يطل (4) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا من اخوان الكهان فماتت المقصى
عليها فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بميراثها لولدها وزوجها وان عقلها على عصبتها وقال يد من أيديكم جنت - لفظ
حديث القطان -



(1) مص - بطل
(2) مص - المهاجرون - وفى هامش ر - وقع في بعض النسخ المهاجرون وليست في الرواية بالسماع
بل بالإجازة من بعض الطرق
(3) هامش ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في السادس عشر ولله الحمد
(4) مص - بطل
106
(أخبرنا) أبو القاسم عبد العزيز بن محمد العطار ببغداد ثنا أحمد بن سلمان الفقيه ثنا عبد الملك بن محمد ثنا معلى بن أسد ثنا
عبد الواحد بن زياد ثنا مجالد بن سعيد حدثني الشعبي عن جابر بن عبد الله ان امرأتين من هذيل قتلت إحداهما الأخرى
ولكل واحد منهما زوج وولد فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم دية المقتولة على عاقلة المرأة القاتلة وبرأ زوجها وولدها
فقالت عاقلة المقتولة ميراثها لنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ميراثها لزوجها وولدها وكانت حبلى فألقت جنينها فخافت
عاقله القاتلة ان يضمنهم فقالوا يا رسول الله لا شرب ولا اكل ولا صاح فاستهل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا سجع
الجاهلية فقضى في الجنين غرة عبد أو أمة -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عثمان بن عمر الضبي ثنا مسدد ثنا عبد الواحد - فذكره بنحوه -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث ثنا شيبان ثنا محمد بن
راشد ثنا سليمان بن موسى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عقل المرأة
بين عصبتها من كانوا لا يرثون منها شيئا الا ما فضل عن ورثتها وان قتلت فعقلها بين ورثتها وهم يقتلون قاتلها -
(وأخبرنا) أحمد بن محمد بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن جعفر ثنا العباس بن يزيد ثنا عبد الرزاق أنبأ
معمر عن رجل سمع عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال عبد الرزاق واسم هذا الرجل عمرو بن
برق (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المرأة تعقلها عصبتها ولا يرثون الا ما فضل عن ورثتها (قال الشافعي) وقد قضى
عمر بن الخطاب على علي بن أبي طالب رضي الله عنهما بأنه يعقل عن موالي صفية بنت عبد المطلب وقضى للزبير رضي الله عنه
بميراثهم لأنه ابنها -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن إبراهيم الأصبهاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله
ابن الوليد ثنا سفيان عن حماد عن إبراهيم ان الزبير وعليا رضي الله عنهما اختصما في موال لصفية إلى عمر بن الخطاب
رضي الله عنه فقضى بالميراث للزبير والعقل على على رضي الله عنهما (ويذكر) عن الحسن ان عمر قال لعلي رضي الله عنهما
في جناية جناها عمر رضي الله عنه عزمت عليك لما قسمت الدية على بنى أبيك قال فقسمها على قريش -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف الرفاء أنبأ أبو عمر وعثمان بن محمد بن بشر ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا ابن أبي أويس
عن ابن أبي الزناد عن أبيه عن فقهاء التابعين من أهل المدينة سعيد بن المسيب وغيره كانوا يقولون إذا ولدت المرأة
في غير قومها فبنوها (يرثونها - 2) وقومها يعقلون عنها ومولاها بتلك المنزلة ميراثها لبنيها وعقل ما جنت على قومها -
باب من في الديوان ومن ليس فيه من العاقلة سواء
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان أنبأ إسحاق بن أحمد ثنا البخاري (ح قال وأخبرنا) ابن حيان ثنا
محمد بن العباس ثنا عمرو بن علي قالا ثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن الزبير عن جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال على
كل بطن عقوله -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن رافع ثنا عبد الرزاق أنبأ ابن



(1) هامش ر - عمرو بن مرة - مص - عمرو برق
(2) سقط من مص
107
جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول كتب النبي صلى الله عليه وسلم على كل بطن عقوله ثم كتب انه
لا يحل أن يتوالى مولى رجل مسلم بغير اذنه ثم أخبرت أنه لعن في صحيفة (1) من فعل ذلك - رواه مسلم في الصحيح عن
محمد بن رافع (قال الشافعي) قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على العاقلة ولا ديوان حتى كان الديوان حين كثر المال
في زمان عمر رضي الله عنه -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله بن محمد الصيدلاني ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا غسان بن
مضر عن سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله قال أول من دون الدواوين وعرف العرفاء عمر بن الخطاب
رضي الله عنه (2) -
باب ما جاء في عقل الفقير
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا عاصم بن علي ثنا قيس بن الربيع عن (3)
عباد بن منصور عن أبي المليح الهذلي عن أبيه قال تزوج حمل بن مالك بن النابغة امرأتين إحداهما من بنى معاوية والأخرى
من بنى لحيان فضربت التي من بنى لحيان (4) فماتت وألقت جنينا فجاء حمل بن مالك إلى أبيها فقال عقل امرأتي وابنى فقال أبوها
إنما يعقلها بنوها وهم سادة بنى لحيان فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الدية على العصبة وفي الجنين غرة
عبد أو أمة فقال الولي حين قضى عليه بالجنين (5) ما وضع فحل ولا صاح فاستهل فابطله فمثله حق ما بطل فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اسجع كسجع الجاهلية فقيل يا رسول الله انه شاعر قال يا رسول الله ما له عبد ولا أمة فقال عشر من الإبل
فقال يا رسول الله ماله من شئ الا ان يعينه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم من صدقة بنى لحيان فاعانه بها فسعى حمل عليها
حيت استوفاها -
(وأخبرنا) أبو بكر الأصبهاني الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق ثنا محمد بن عمر بن هياج
ثنا عبيد الله بن موسى ثنا المنهال بن خليفة عن سلمة بن تمام وهو أبو عبد الله الشقري عن أبي المليح عن أبيه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم اتى بامرأتين كانتا عند رجل من هذيل - فذكر الحديث قال فيه فقال يا رسول الله ان لها بنين هم سادة
الحي هم أحق ان يعقلوا عن أمهم قال أنت أحق ان تعقل عن أختك قال ما لنا شئ نعقل فيه فقال لحمل بن مالك زوج
المرأتين اقبض من تحت يدك من صدقات هذيل عشرين ومائة شاة (قال الشيخ) الفقيه رحمه الله في هذا الاسناد
ضعف وكذلك فيما قبله والله أعلم -
باب ما تحمل العاقلة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا (6) الربيع بن سليمان ثنا أيوب
ابن سويد حدثني يونس بن يزيد عن الزهري عن سعيد بن المسيب ان زيد بن ثابت رضي الله عنه قال لا تعقل العاقلة
ولا يعمها العقل الا في ثلث الدية فصاعدا - كذا رواه أيوب والمحفوظ انه من قول سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار -



(1) ر - صحيفته
(2) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الحادي والخمسين بعد المائة بالدار ولله الحمد
(3) مص - ثنا
(4) كذا
(5) هامش - ر - صوابه فالجنين - كذا
(6) مص - انا -
108
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب قال وأخبرني ابن أبي ذئب عن
سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار أنهما قالا لا تحمل العاقلة الا ثلث الدية فصاعدا - كذا قالا (وذهب الشافعي) إلى انها تحمل
كلما كثر وقل لان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حملها الأكثر دل على تحميلها الأيسر قال وقضى رسول الله صلى الله عليه
وسلم في الجنين بغرة وقضى به على العاقلة وذلك نصف عشر الدية -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة أخبرني منصور قال سمعت
إبراهيم يحدث عن عبيد بن نضيلة عن المغيرة بن شعبة ان رجلا من هذيل كانت له امرأتان فرمت إحداهما الأخرى بعمود
فسطاط فأسقطت فقيل أرأيت من لا اكل ولا شرب ولا صاح ولا استهل فقيل اسجع كسجع الجاهلية قال فقضى فيه
رسول الله صلى الله عليه وسلم بغرة وجعله على عاقلة المرأة - أخرجه مسلم في الصحيح من حديث شعبة -
(أخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن
ان الغرة تقوم خمسين دينارا أو ستمائة درهم -
(أخبرنا) أبو سعيد الصيرفي ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي قال بعضهم فان يحيى بن سعيد قال من الامر
القديم ان تعقل العاقلة الثلث فصاعدا قلنا القديم قد يكون ممن يقتدى به ويلزم قوله ويكون من الولاة الذين لا يقتدى بهم
ولا يلزم قولهم أفنترك اليقين ان النبي صلى الله عليه وسلم قضى بنصف عشر الدية على العاقلة بظن؟ - (1)
باب تنجيم الدية على العاقلة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي قال وجدنا عاما في أهل العلم
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في جناية الحر المسلم على الحر خطأ بمائة من الإبل على عاقلة الجاني وعاما فيهم انها
في مضى الثلاث سنين في كل سنة ثلثها وبأسنان معلومة -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب حدثني سفيان الثوري عن
الأشعث بن سوار عن عامر الشعي قال جعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الدية في ثلاث سنين وثلثي الدية في سنتين



(1) هامش مص وهامش ر - آخر الجزء التاسع والأربعين بعد المائة من الأصل ولله الحمد - وفى هامش ر - بلغ السيد
الشريف عز الدين أيده الله تعالى في السابع عشر ولله الحمد
(2) زيادة من مص ور -
109
ونصف الدية في سنتين وثلث الدية في سنة (قال) وقال لي مالك (مثل ذلك سواء وقال لي مالك - 2) في النصف
يكون في سنتين لأنه زيادة على الثلث -
(وأخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا بحر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب ان علي بن أبي
طالب رضي الله عنه قضى بالعقل في قتل الخطأ في ثلاث سنين (وعن) يحيى بن سعيد أن من السنة ان تنجم الدية في
باب لا تحمل العاقلة ما جنى الرجل على نفسه
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أحمد بن صالح ثنا عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن
ابن شهاب أخبرني عبد الرحمن و عبد الله بن كعب بن مالك قال أبو داود وقال احمد كذا قال ابن وهب هو وعنبسة يعنى
ابن خالد قال احمد والصواب عبد الرحمن بن عبد الله ان سلمة بن الأكوع قال لما كان يوم خيبر قاتل اخى قتالا شديدا
فارتد عليه سيفه فقتله فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك وشكوا فيه رجل مات بسلاحه فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم مات جاهدا مجاهدا قال ابن شهاب ثم سألت ابنا لسلمة بن الأكوع فحدثني عن أبيه بمثل ذلك غير أنه قال
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبوا مات جاهدا مجاهدا فله اجره مرتين - رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر
عن ابن وهب وأخرجه البخاري من حديث يزيد بن أبي عبيد عن سلمة -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا هشام بن خالد ثنا الوليد عن معاوية بن أبي سلام
عن أبيه عن جده أبى سلام عن رجل من أصحاب النبي صلى؟؟ الله عليه وسلم قال اغرنا على حي من جهينة فطلب رجل من المسلمين
رجلا منهم فضربه فأخطأه وأصاب نفسه بالسيف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخوكم يا معشر المسلمين فابتدره الناس
فوجدوه قد مات فلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بثيابه ودمائه وصلى عليه ودفنه فقالوا يا رسول الله أشهيد هو قال نعم
باب ما ورد في البئر جبار والمعدن جبار
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى أنبأ الليث عن ابن شهاب عن أبي
سلمة وابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال العجماء جرحها جبار والمعدن
جبار والبئر جبار وفي الركاز الخمس - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن الليث ورواه مسلم عن يحيى
ابن يحيى -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو طاهر محمد بن الحسن المحمد آباذي ثنا أبو قلابة ثنا عبد الصمد وحفص بن عمر قالا ثنا شعبة
عن محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العجماء جرحها جبار والبئر جبار - زاد حفص

110
ابن عمرو المعدن جبار وفي الركاز الخمس - أخرجاه في الصحيح من حديث شعبة (وإنما) أراد به والله أعلم إذا حفرها في ملكه
وفي صحراء أو طريق واسعة محتملة فاما إذا حفرها في غير هذه المواضع فإنه ليضمن ما يتلف فيها (روينا عن) علي رضي الله عنه
أنه قال من بنى في غير حقه أو احتفر في غير ملكه فهو ضامن -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن إبراهيم الإردستاني أنبأ أبو نصر العراقي أنبأ سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله
ابن الوليد ثنا سفيان عن المغيرة عن إبراهيم ان بغلا (1) وقع في بئر فانكسر فاختصموا إلى شريح فقال عمرو بن الحارث
يا أبا أمية أعلى البئر ضمان قال لا ولكن على عمرو بن الحارث فضمنه وكانت البئر في الطريق في غير حقه -
(واما الحديث الذي أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا
أبو داود ثنا حماد بن سلمة وقيس بن الربيع وأبو عوانة (2) كلهم عن سماك بن حرب عن حنش بن المعمر الكناني قال ثنا
علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن حفر (3) قوم زبية للأسد فازدحم الناس
على الزبية ووقع فيه الأسد فوقع فيها رجل وتعلق برجل وتعلق الآخر بآخر حتى صاروا أربعة فجرحهم الأسد فيها
فهلكوا أو حمل القوم السلاح فكاد أن يكون بينهم قتال قال فأتيتهم فقلت أتقتلون مائتي رجل من أجل أربعة أناس
تعال (4) اقضي بينكم بقضاء فان رضيتموه فهو قضاء بينكم وان أبيتم رفعتم (5) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أحق
بالقضاء قال فجعل للأول ربع الدية وجعل للثاني ثلث الدية وجعل للثالث نصف الدية وجعل للرابع الدية وجعل الديات
على من حضر الزبية على القبائل الأربعة فسخط بعضهم ورضى بعضهم ثم قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصوا
عليه القصة فقال انا اقضي بينكم فقال قائل فان عليا رضي الله عنه قد قضى بيننا فأخبره بما قضى علي رضي الله عنه فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم القضاء كما يقضى على قال هذا حماد وقال قيس فامضى رسول الله صلى الله عليه وسلم قضاء علي رضي الله عنه
(6) -
(فأخبرنا - 7) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ عبد الله بن عمر بن أحمد بن شوذب الواسطي بواسط ثنا شعيب بن
أيوب ثنا مصعب بن المقدام ثنا إسرائيل عن سماك عن حنش بن المعتمر الكناني عن علي رضي الله عنه قال بعثني رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى اليمن - فذكر هذه القصة ثم قال قال علي رضي الله عنه اجمعوا في القبائل الذين حضروا ربع الدية
وثلث الدية ونصف الدية والدية كاملة فللأول الربع من أجل انه أهلك من يليه والثاني ثلث الدية من أجل انه أهلك
من فوقه والثالث نصف الدية من أجل انه أهلك من فوقه والرابع الدية كاملة فزعم حنش ان بعض القوم كره ذلك
حتى اتوا النبي صلى الله عليه وسلم فلقوه عند مقام إبراهيم عليه السلام فقصوا عليه القصة فاحتبى برده ثم قال انا اقضي
بينكم فقال رجل من القوم ان عليا قضى بيننا فقصوا عليه القصة فاجازه - فهذا الحديث قد ارسل آخره وحنش بن المعتمر
غير محتج به قال البخاري حنش بن المعتمر وقال بعضهم ابن ربيعة يتكلمون في حديثه -
(أخبرناه) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي قال سمعت ابن حماد يذكره عن البخاري (وأصحابنا) يقولون القياس
أن يكون في الأول ثلثا الدية ثلثها على عاقلة الثاني وثلثها على عاقلة الثالث لأنه مات من فعل نفسه وفعل اثنين فسقط ثلث
الدية لفعل نفسه ووجب الثلثان وفي الثاني ثلثا الدية ثلثها على عاقلة الأول وثلثها على عاقلة الثالث وفي الثالث وجهان أحدهما
نصف الدية على عاقلة الثاني والآخر ثلثا الدية على عاقلة الأول والثاني وفي الرابع جميع الدية على عاقلة الثالث وفيه وجه آخر
انها على عاقلة الأول والثاني والثالث فان صح الحديث ترك له القياس والله أعلم -



(1) مص - رجلا
(2) ر - وأبو عبد الله
(3) مد - حضر
(4) كتب عليه في مص كذا
(5) مص - رفعتم ذلك
(6) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الثاني والخمسين بعد خمس المائة بدار الحديث ولله الحمد
(7) مص - وأخبرنا -
111
(أخبرنا) أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمل أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون
أنبأ سعيد عن قتادة عن خلاس بن عمرو ان رجلا استأجر أربعة يحفرون بئرا فسقط طائفة منها على رجل فمات فرفع ذلك إلى علي
رضي الله عنه قال فجعل رضي الله عنه على الثلاثة ثلاثة أرباع الدية ورفع عنهم الربع نصيب الميت - أحاديث خلاس
عن علي رضي الله عنه لا يحتج بها لارسال فيها وهذا على عواقلهم إن كان سقوط طائفة فيها بفعلهم -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد ثنا
ابن أبي زائدة عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عن علي رضي الله عنه انه قضى في القارصة والقامصة والواقصة بالدية أثلاثا -
قال ابن أبي زائدة وتفسيره ان ثلاث جوار كن يلعبن فركبت إحداهن صاحبتها فقرصت الثالثة المركوبة فقمصت فسقطت
الراكبة فوقصت عنقها فجعل علي رضي الله عنه على القارصة ثلث الدية وعلى القامصة الثلث وأسقط الثلث يقول لأنه
حصة الراكبة لأنها أعانت على نفسها -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل المحاملي
ثنا زيد بن إسماعيل الصائغ ثنا زيد بن الحباب ثنا موسى بن علي بن رباح اللخمي قال سمعت أبي يقول إن أعمى كان ينشد
في الموسم في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يقول -
أيها الناس لقيت منكرا * هل يعقل الأعمى الصحيح المبصرا * خرا معا كلاهما تكسرا
وذلك أن أعمى كان يقوده بصير فوقعا بئر فوقع الأعمى على البصير فمات البصير فقضى عمر رضي الله عنه بعقل البصير
على الأعمى (1) -
باب دية الجنين
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب حدثني مالك بن انس (ح وأخبرنا) أبو سعيد بن أبي
عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر



(1) هامش ر - بلغ سماعهم بجامع مصر حرسها الله تعالى في الخامس ولله الحمد - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى
في الثامن عشر ولله الحمد -
112
أحمد بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا بحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة
رضي الله عنه ان امرأتين من هذيل رمت إحداهما الأخرى بحجر فطرحت جنينها فقضى فيه النبي صلى الله عليه وسلم بغرة
عبد أو أمة - وفي حديث الشافعي بغرة عبد أو وليدة وكذا في حديث ابن وهب - زاد ابن وهب في روايته ان امرأتين
من هذيل في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف وغيره عن مالك
ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ثنا عبيد بن عبد الواحد (ح وأخبرنا) أبو الحسن على
ابن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا سعيد (1) بن عفير ثنا الليث ثنا عبد الرحمن بن خالد بن
مسافر عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في امرأتين من
هذيل اقتتلتا فرمت إحداهما الأخرى بحجر فأصاب بطنها وهي حامل فقتلت ولدها الذي في بطنها (2) فاختصما (3) إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان دية ما في بطنها غرة عبد أو أمة فقال ولى المرأة التي
غرمت كيف أغرم يا رسول الله من لا شرب ولا اكل ولا نطق ولا استهل فمثل ذلك يطل (4) فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إنما هذا من اخوان الكهان - لفظ حديثهما سواء الا ان في رواية الصفار عن ابن مسافر - رواه البخاري في الصحيح
عن سعيد بن عفير -
(أخبرنا) عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق
أنبأ معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال اقتتلت امرأتان من هذيل فرمت إحداهما الأخرى بحجر فأصابت بطنها فقتلتها وألقت جنينا فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بديتها على عاقلة الأخرى وفى الجنين غرة
عبد أو أمة قال فقال قائل كيف نعقل من لا يأكل ولا يشرب ولا نطق ولا استهل فمثل ذلك يطل (4) فقال النبي صلى الله عليه
وسلم كما زعم أبو هريرة هذا من اخوان الكهان - رواه مسلم في الصحيح عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله ثنا أحمد بن محمد بن عيسى
البرتي ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا الليث (ح وأخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد
ابن شريك وابن ملحان قالا ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا
أحمد بن سلمة ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن أبي هريرة أنه قال قضى رسول الله صلى الله
عليه وسلم في جنين امرأة من بنى لحيان بغرة عبد أو أمة ثم إن المرأة التي قضى عليها بالغرة توفيت فقضى رسول الله صلى الله
عليه وسلم بان ميراثها لبنيها وزوجها وان العقل على عصبتها - لفظ حديث قتيبة - وفي رواية ابن بكير في جنين امرأة من بنى
كنانة سقط ميتا - وفي رواية الطيالسي ان امرأة من بنى لحيان ضربت أخرى كانت حاملا فأملصت فقضى رسول الله
صلى الله عليه وسلم في املاص المرأة غرة أو أمة قال فتوفيت المرأة التي كان عليها العقل فقضى رسول الله صلى الله عليه
وسلم بان العقل على عصبتها وان ميراثها لزوجها وبنيها - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف وقتيبه ورواه
مسلم عن قتيبة -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ
الشافعي أنبأ مالك بن انس عن ابن شهاب عن ابن المسيب ان النبي صلى الله عليه وسلم قضى في الجنين يقتل في بطن أمه بغرة
عبد أو وليدة فقال الذي قضى عليه كيف أغرم ما (ه) لا شرب ولا اكل ولا نطق ولا استهل ومثل ذلك يطل (6) فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هذا من اخوان الكهان - رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة عن مالك هكذا مرسلا -



(1) مص - عبيد - خطأ
(2) مص - فقتلت ما في بطنها
(3) مص - وهامش ر - فاختصموا -
(4) مص - بطل
(5) مص - من
(6) مص - بطل
113
(أخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس ثنا عبد الله بن روح
ثنا عثمان بن عمر ثنا يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبى سلمة عن أبي هريرة قال اقتتلت امرأتان من هذيل
فرمت إحداهما الأخرى فقتلتها وما في بطنها فاختصموا في الدية إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى ان دية جنينها غرة عبد
أو أمة وقضى بديتها على عاقلتها وورثها ولدها ومن معهم فقال حمل بن نابغة الهذلي كيف أغرم من لا شرب ولا اكل
ولا نطق ولا استهل فمثل ذلك يطل (1) فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا من اخوان الكهان من أجل سجعه الذي سجع -
أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث ابن وهب عن يونس بن يزيد كما مضى -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ
الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن عمرو بن دينار وابن طاوس عن طاوس ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال أذكر الله امرأ سمع من النبي صلى الله عليه وسلم في الجنين شيئا فقام حمل بن مالك بن النابغة فقال كنت بين جارتين لي
يعنى ضرتين فضربت إحداهما الأخرى بمسطح فألقت جنينا ميتا فقضى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بغرة فقال عمر
رضي الله عنه لو لم نسمع هذا لقضينا فيه بغير هذا وقال في موضع آخر عن عمرو وحده وقال في الحديث فقال عمر رضي الله عنه
ان كدنا ان نقضي في مثل هذا برأينا (وقد روينا) موصولا عن ابن جريج عن عمرو بن دينار -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن مسعود المصيصي ثنا أبو عاصم عن ابن جريج
أخبرني عمرو بن دينار سمع طاوسا عن ابن عباس عن عمر رضي الله عنهما انه سأل عن قضية النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك
فقام حمل بن مالك بن النابغة فقال كنت بين امرأتين فضربت إحداهما الأخرى بمسطح فقتلتها وجنينها فقضى رسول الله
صلى الله عليه وسلم في جنينها بغرة وان تقتل - كذا قال وان تقتل يعنى المرأة القاتلة ثم شك في عمرو بن دينار والمحفوظ انه
فضى بديتها على عاقلة القاتلة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع (ح قال
وأنبأ) أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ وكيع ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن المسور بن
مخرمة قال استشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه في املاص المرأة فقال المغيرة بن شعبة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
قضى فيه بغرة عبد أو أمة فقال ائتني بمن يشهد معك فشهد محمد بن مسلمة - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة
وإسحاق ابن إبراهيم -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا وهيب عن هشام عن أبيه عن المغيرة
عن عمر رضي الله عنه بمعناه - رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل -
(وحدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني املاء أنبأ الحسن بن عمران القاضي بهراة ثنا أبو حاتم عبد الجليل بن
عبد الرحمن ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ هشام بن عروة عن أبيه ان عمر رضي الله عنه سأل الناس من سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم قضى في السقط فقال المغيرة بن شعبة انا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى فيه بغرة عبد أو أمة
فقال ائت بمن يشهد معك على هذا فقال محمد بن مسلمة انا اشهد على النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذا - رواه البخاري في
الصحيح عن عبيد الله بن موسى هكذا وأخرجه من حديث زائدة عن هشام عن أبيه سمع المغيرة بن شعبة -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمه ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن منصور
عن إبراهيم النخعي عن عبيد بن نضيلة عن المغيرة بن شعبة قال ضربت امرأة ضرتها فضربتها بعمود فسطاط فقتلتها وذا بطنها
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم دية المقتولة على عصبة القاتلة وغرة لما في بطنها فقال رجل من عصبة القاتلة أنغرم دية
من لا اكل ولا شرب ولا صاح فاستهل فمثل ذلك يطل (1) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سجع كسجع الاعراب وجعل



(1) مص - بطل -
114
عليهم الدية رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم -
(أخبرنا) أبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي بالكوفة وأبو القاسم عبد الواحد بن محمد ابن النجار المقرى بها
أيضا قالا أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة ثنا عمرو بن حماد عن أسباط عن
سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال كانت امرأتان ضرتان فكان بينهما سخب فرمت إحداهما الأخرى بحجر فأسقطت
غلاما قد نبت شعره ميتا وماتت المرأة فقضى على العاقلة الدية فقال عمها انها قد أسقطت يا رسول الله غلاما قد نبت
شعره فقال أبو القاتلة انه والله ما استهل ولاعقل ولاشرب ولا اكل فمثله يطل (1) فقال النبي صلى الله عليه
وسلم أشجع الجاهلية وكهانتها أرى (2) في الصبي غرة وقال ابن عباس كان اسم إحداهما مليكة والأخرى أم غطيف - (3)
باب من قال في الغرة عبد أو أمة أو فرس أو بغل
أو كذا وكذا من الشاء وليس بمحفوظ
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا إبراهيم بن موسى الرازي ثنا عيسى هو ابن يونس عن
محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنين بغرة عبد أو أمة أو فرس أو بغل
(قال أبو داود) روى هذا الحديث عن محمد بن عمرو حماد بن سلمة وخالد بن عبد الله لم يذكرا فرسا ولا بغلا (قال الشيخ)
الفقيه رحمه الله ولم يذكره الزهري عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد ثنا
عبد الرزاق أنبأ معمر عن ابن طاوس عن أبيه ان عمر رضي الله عنه استشار - فذكر الحديث قال فقضى رسول الله صلى الله
عليه وسلم بالدية في المرأة وفي الجنين بغرة عبد أو أمة أو فرس - كذا رواه مرسلا (ورواه) عمرو بن دينار عن طاوس
فجعله من قول طاوس
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن
زيد عن عمرو بن دينار عن طاوس ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل الناس عن الجنين - فذكر الحديث قال فقضى
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنين غرة وقال طاوس الفرس غرة -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عباس بن عبد العظيم ثنا عبيد الله بن موسى ثنا يوسف بن
صهيب عن عبد الله بن بريدة عن أبيه ان امرأة خذفت امرأة فأسقطت فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل
في ولدها خمسمائة شاة ونهى يومئذ عن الحذف (قال أبو داود) كذا الحديث خمسمائة والصواب مائة شاة (قال الشيخ)
الفقيه رحمه الله وروى عن ابن سيرين وأبى قلابة وأبى المليح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة قالوا وقضى في
الجنين غره عبد أو أمة أو مائة من الشاء وهذا مرسل (وروى) ذلك عن أبي المليح عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
الا أنه قال فيه غرة عبد أو أمة أو عشرون ومائة شاة - واسناده ضعيف والله أعلم -
باب ما جاء في الكفارة في الجنين وغير ذلك
قال الله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني مالك بن انس



(1) مص - بطل
(2) مد - أردت
(3) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الثالث والخمسين بعد المائة بالدار ولله الحمد
115
عن ابن شهاب في رجل ضرب امرأته أو سريته فطرحت ما في بطنها قال ابن شهاب في ولدها غرة وعليه كفارة (قال
وثنا) عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب في امرأة ضربت فأسقطت ثلاثة قال ابن شهاب نرى في كل واحد
منهم غرة ونرى في كل جنين قد تبين انه حبل غرة (قال يونس) وقال ابن شهاب في امرأة حامل ضربها رجل فماتت
وهي حامل قال فيها دية المرأة وليس لجملها معها إذا هلك بهلاكها دية ولا نعلم سبق فيها قضاء وقال ذلك مالك (وحكى)
ابن المنذر الكفارة في الجنين عن عطاء والحسن والنخعي -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف الرفاء أنبأ عثمان بن محمد بن بشر ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا ابن أبي أويس ثنا ابن أبي
الزناد عن أبيه عن الفقهاء التابعين من أهل المدينة كانوا يقولون في الرجل يضرب المرأة فتطرح جنينها ان سقط
ميتا ففيه الغرة وان سقط حيا فمات ففيه الدية كاملة وكانوا يقولون من قتل امرأة حاملا فلا عقل لما في بطنها يكون عقل
المقتولة ولا جنين في بطنها (وروينا) عن حجاج بن أرطأة عن مكحول عن زيد بن ثابت قال إذا وقع السقط حيا كملت
ديته استهل أو لم يستهل (وهو فيما أخبرت) عن زاهر عن البغوي عن أحمد عن العباد بن العوام عن حجاج وفيه انقطاع -
(وروى في الكفارة ما أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أبو عبد الله بن الصباح أحمد بن محمد ثنا محمد
ابن مهدي الأيلي ثنا عبد الرزاق أنبأ إسرائيل عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال جاء قيس بن عاصم التميمي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني وأدت في الجاهلية ثمان بنات فقال أعتق عن كل واحدة
منهن نسمة - ولهذا شاهد من وجه آخر -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ قراءة أنبأ أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة أنبأ الهيثم بن خالد ثنا أبو نعيم ثنا
قيس عن الأغر بن الصباح عن خليفة بن حصين عن قيس بن عاصم أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني
وأدت اثنى عشر (1) أو ثلاث عشرة بنتا لي في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق عددهن نسما -
(أنبأني) أبو عبد الله الحافظ إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا محمد بن أحمد بن زهير ثنا عبد الله بن هاشم ثنا وكيع عن سفيان عن ليث
عن شهر بن حوشب ان عمر رضي الله عنه صاح بامرأة فأسقطت فأعتق عمر رضي الله عنه غرة - اسناده منقطع -
باب ما جاء في تقدير الغرة عن بعض الفقهاء
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب حدثني مالك ويحيى بن أيوب
عن ربيعة انه بلغه ان الغرة تقوم خمسين دينارا أو ستمائة درهم ودية المرأة خمسمائة دينار أو ستة آلاف درهم ودية جنينها
عشر ديتها (قال مالك) فنرى ان جنين الأمة عشر قيمة أمه (وروى) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه باسناد منقطع انه
قوم الغرة خمسين دينارا -
(أنبأنيه) أبو عبد الله الحافظ إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا إسماعيل بن عياش عن زيد
ابن أسلم ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوم الغرة خمسين دينارا -
باب جنين الأمة فيه عشر قيمة أمه لا فرق بين أن يكون ذكرا أو أنثى
رواه الشافعي رحمة الله عليه عن سعيد بن المسيب والحسن البصري وإبراهيم النخعي قال الشافعي رحمه الله ولما قضى



(1) كذا وفي مص - اثنى عشرة -
116
رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنين الحرة بغرة ولم يذكر عنه انه سأل عن الجنين أذكر هو أو أنثى وكان الجنين هو
الحمل فلما كان الحمل واحدا فسواء كان ذكرا أو أنثى يعنى فهكذا جنين الأمة -
(أخبرناه) أبو سعيد ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال أنبأ الشافعي رحمه الله - فذكره (1) -
كتاب القسامة
باب أصل القسامة والبداية فيها مع اللوث بايمان المدعى
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك بن انس عن (ح
وأخبرنا) أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني العدل أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا
يحيى بن بكير ثنا مالك حدثني أبو ليلى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل عن سهل بن أبي حثمة انه أخبره رجال من
كبراء - قومه وفي رواية الشافعي انه أخبره هو ورجال من كبراء قومه - ان عبد الله بن سهل ومحيصة خرجا خيبر من
جهد أصابهما فتفرقا في حوائجهما فأتى محيصة فأخبر أن عبد الله بن سهل قد قتل وطرح في فقير أو عين فأتى يهود فقال أنتم
والله قتلتموه فقالوا والله ما قتلناه فاقبل حتى قدم على قومه فذكر ذلك لهم فاقبل هو واخوه حويصة وهو أكبر منه
و عبد الرحمن بن سهل أخو المقتول فذهب محيصة يتكلم وهو الذي كان بخيبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمحيصة
كبر كبر يريد السن فتكلم حويصة ثم تكلم محيصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ان يدوا صاحبكم واما ان يؤذنوا
بحرب فكتب إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فكتبوا انا والله ما قتلناه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لحويصة ومحيصة و عبد الرحمن تحلفون وتستحقون دم صاحبكم قالوا لا قال فتحلف يهود قالوا لا ليسوا بمسلمين قال فوداه
رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده فبعث إليهم بمائة ناقة حتى أدخلت عليهم الدار فقال سهل لقد ركضتني منها ناقة
حمراء - لفظ حديث الشافعي رحمه الله - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف وإسماعيل عن مالك وقال
في اسناده كما قال الشافعي انه أخبره هو ورجال من كبراء قومه وكذلك قاله ابن وهب ومعن وغيرهما عن مالك -



(1) هامش ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في التاسع عشر فالله الحمد - بلغت قراءة والجماعة سماعا آخر
السادس عشر والحمد لله وحده -
117
وأخرجه مسلم عن إسحاق بن منصور عن بشر بن عمر عن مالك وقال في اسناده كما قال ابن بكير أنه أخبره عن رجل من (1)
كبراء قومه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ عبد الوهاب بن عبد المجيد
الثقفي عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة ان عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود خرجا إلى خيبر
فتفرقا لحاجتهما فقتل عبد الله بن سهل فانطلق هو و عبد الرحمن أخو المقتول وحويصة بن مسعود إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فذكروا له قتل عبد الله بن سهل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحلفون خمسين يمينا وتستحقون دم قاتلكم
أو صاحبكم فقالوا يا رسول الله لم نشهد ولم نحضر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبرئكم يهود بخمسين يمينا قالوا
يا رسول الله كيف نقبل ايمان قوم كفار فزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم عقله من عنده - قال بشير بن يسار قال سهل
لقد ركضتني فريضة من تلك الفرائض في مربد لنا - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن مثنى عن عبد الوهاب -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن شاذان وأحمد بن سلمة قالا ثنا قتيبة بن سعيد ثنا
الليث عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة قال يحيى وحسبته قال وعن رافع بن خديج انهما قالا
خرج عبد الله بن سهل بن زيد ومحيصة بن مسعود بن زيد حتى إذا كانا بخيبر تفرقا في بعض ما هنالك ثم إذا محيصة يجد عبد الله
ابن سهل قتيلا فدفنه ثم اقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وحويصة بن مسعود و عبد الرحمن بن سهل وكان
أصغر القوم فذهب عبد الرحمن ليتكلم قبل صاحبيه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر للكبر في السن فصمت وتكلم
صاحباه ثم تكلم معهما فذكروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مقتل عبد الله بن سهل فقال لهم أتحلفون خمسين يمينا فتستحقون
صاحبكم أوقاتلكم قالوا وكيف نحلف ولم نشهد قال فتبرئكم اليهود بخمسين يمينا قالوا وكيف نقبل ايمان كفار (2) فلما
رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم اعطى عقله - رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد وقال البخاري
وقال الليث - (3)
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ أبو المثنى ثنا مسدد (ح قال وأخبرني) أبو الوليد ثنا أحمد بن
الحسن بن عبد الجبار الصوفي ثنا عبيد الله القواريري قالا ثنا بشر بن المفضل ثنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن بشير بن يسار عن
سهل بن أبي حثمة قال انطلق عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود بن زيد إلى خيبر وهو يومئذ صلح فتفرقا في حوائجهما
فأتى محيصة على عبد الله بن سهل وهو يتشحط في دمه قتيلا فدفنه ثم قدم المدينة فانطلق عبد الرحمن بن سهل ومحيصة
وحويصة ابنا مسعود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب عبد الرحمن يتكلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
كبر الكبر وهو أحدث القوم فسكت فتكلما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتحلفون خمسين يمينا وتستحقون قاتلكم
أو صاحبكم فقالوا يا رسول الله كيف نحلف ولم نشهد ولم نر قال فتبرئكم يهود بخمسين فقالوا يا رسول الله كيف نأخذ ايمان
قوم كفار قال فعقله رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده - لفظ حديث مسدد (رواه البخاري في الصحيح عن مسدد - 4)
ورواه مسلم عن عبيد الله القواريري -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان بن حرب
(ح وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة ومحمد بن عبيد، المعنى



(1) كذا وقد تقدم من رواية ابن بكير - رجال -
(2) مص - ايمان قوم كفار
(3) هامش - ر - بلغ سماعهم والعرض في الرابع والخمسين بعد المائة بالدار ولله الحمد
(4) زيادة من ر ومص -
118
قالوا ثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة ورافع بن خديج ان محيصة بن مسعود
و عبد الله بن سهل انطلقا قبل خيبر فتفرقا في النخل فقتل عبد الله بن سهل فاتهموا اليهود فجاء اخوه عبد الرحمن بن سهل
وابنا عمه حويصة ومحيصة فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فتكلم عبد الرحمن في أمر أخيه وهو أصغرهم فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم الكبر الكبر أو قال ليبدأ الأكبر فتكلما في أمر صاحبهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم خمسون
منكم على رجل منهم فيدفع برمته قالوا أمر لم نشهده كيف نحلف قال فتبرئكم يهود بايمان خمسين منهم قالوا يا رسول الله
قوم كفار قال فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبله قال سهل دخلت مربدا لهم يوما فركضتني ناقة من تلك الإبل
ركضة برجلها هذا أو نحوه - لفظ حديث الروذباري وفي رواية أبى عبد الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم استحقوا
صاحبكم أو قال قتيلكم بايمان خمسين منكم قالوا أمر لم نشهده قال فتبرئكم يهود بايمان خمسين منهم وذكر الباقي بمعناه -
رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب ورواه مسلم عن القواريري عبيد الله بن عمر - هكذا رواه حماد بن زيد يقسم
خمسون منكم على رجل ورواية (1) الجماعة كما مضى والعدد أولى بالحفظ من الواحد وأخرجه أيضا مسلم بن الحجاج من حديث
سليمان بن بلال وهشيم بن بشير عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار أنه ذكره ولم يذكرا سهلا ولا رافعا وكذلك رواه مالك
عن يحيى بن سعيد -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا ابن أبي أويس حدثني أبي
عن يحيى بن سعيد أن بشير بن يسار مولى بنى حارثة الأنصاريين اخبره وكان شيخا كبيرا فقيها وكان قد أدرك من أهل
داره من بنى حارثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رجالا منهم رافع بن خديج وسهل بن أبي حثمة وسويد بن
النعمان حدثوه ان القسامة كانت فيهم في بنى حارثة بن الحارث في رجل من الأنصار يدعى عبد الله بن سهل قتل بخيبر وان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم تحلفون خمسين فتستحقون قاتلكم أو قال صاحبكم قالوا يا رسول الله ما شهدنا
ولا حضرنا فزعم بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم فتبرئكم يهود بخمسين فذكره - ورواه سفيان بن عيينة
عن يحيى فخالف الجماعة في لفظه -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان حدثني يحيى بن سعيد سمع
بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة قال وجد عبد الله بن سهل قتيلا في قليب من قلب خيبر فجاء اخوه عبد الرحمن بن
سهل وعماه حويصة ومحيصة فذهب عبد الرحمن يتكلم عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم الكبر
الكبر فتكلم أحد عميه الكبير منهما اما حويصة واما محيصة فقال يا رسول الله انا وجدنا عبد الله قتيلا في قليب من قلب
خيبر فذكر يهود وعداوتهم وشرهم قال أفتبرئكم يهود بخمسين يمينا يحلفون انهم لم يقتلوه قالوا وكيف نرضى بايمانهم
وهم مشركون قال فيقسم منكم خمسون انهم قتلوه قالوا وكيف نقسم على ما لم نره قال فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم
من عنده - رواه مسلم عن عمرو بن محمد الناقد عن سفيان الا انه لم يسق متنه (2) وأحال به على رواية الجماعة ويذكر عن
سفيان بن عيينة ما دل على أنه لم يتقنه اتقان هؤلاء رواه الشافعي عن ابن عيينة عقيب حديث الثقفي ثم قال الا ان ابن عيينة
كان لا يثبت أقدم النبي صلى الله عليه وسلم الأنصاريين في الايمان أو يهود فيقال في الحديث انه قدم الأنصاريين فيقول
فهو ذاك أو ما أشبه هذا -



(1) مد - ورواه
(2) مد - ور - منه وبهامش ر - وقع في نسخة احمد وهو الصحيح - متنه -
119
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أن سفيان فذكره (ورواه) محمد بن إسحاق بن يسار
عن الزهري وبشير بن أبي كيسان عن سهل بن أبي حثمة نحو رواية الجماعة في البداية بايمان المدعين -
(واما الحديث الذي أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا أبو نعيم (ح
وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو نعيم ثنا سعيد (ح وأخبرنا) أبو عمرو
محمد بن عبد الله الأديب البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا ابن أبي شيبة ثنا أبو نعيم عن سعيد
ابن عبيد الطائي عن بشير بن يسار زعم أن رجلا من الأنصار يقال له سهل بن أبي حثمة اخبره ان نفرا من قومه انطلقوا
إلى خيبر فتفرقوا فيها فوجدوا أحدهم قتيلا فقالوا للذين وجدوه عندهم قتلتم صاحبنا قالوا ما قتلنا ولا علمنا قال فانطلقوا
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا نبي الله انطلقنا إلى خيبر فوجدنا أحدنا قتيلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الكبر الكبر فقال لهم تأتون بالبينة على من قتل قالوا ما لنا بينة قال فيحلفون لكم قالوا لا نرضى بايمان اليهود وكره
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يبطل دمه فوداه مائة من الإبل - لفظ حديث القطان وفي رواية غيره فوداه بمائة
من إبل الصدقة - رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم وأخرجه مسلم من حديث ابن نمير عن سعيد دون سياقة منه
وإنما لم يسق متنه لمخالفته رواية يحيى بن سعيد قال مسلم بن الحجاج في جملة ما قال في هذه الرواية وغير مشكل على من
عقل التمييز من الحفاظ ان يحيى بن سعيد احفظ من سعيد بن عبيد وارفع منه شأنا في طريق العلم وأسبابه فهو أولى بالحفظ منه
(قال الشيخ) وان صحت رواية سعيد فهي لا تخالف رواية يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار لأنه قدير يد بالبينة الايمان
مع اللوث كما فسره يحيى بن سعيد وقد يطالبهم بالبينة كما في هذه الرواية ثم يعرض عليهم الايمان مع وجود اللوث كما في
رواية يحيى بن سعيد ثم يردها على المدعى عليهم عند نكول المدعين كما في الروايتين -
(واما الحديث الذي أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن
عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن عبد الرحمن بن بجيد بن قيظي اخى بنى

120
حارثة قال ابن إبراهيم وأيم الله ما كان سهل بأكثر علما منه ولكنه كان أسن منه أنه قال له والله ما هكذا كان الشأن
ولكن سهل أو هم ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احلفوا على ما لا علم لكم به ولكنه كتب إلى يهود خيبر حين كلمته
الأنصار انه وجد فيكم قتيل بين ابياتكم فدوه فكتبوا إليه يحلفون بالله ما قتلوه ولا يعلمون له قاتلا فوداه رسول الله صلى الله
عليه وسلم من عنده -
(فقد أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي قال ومن كتاب عمر بن حبيب عن محمد بن إسحاق
فذكر هذا الحديث قال الشافعي فقال لي قائل ما منعك ان تأخذ بحديث ابن بجيد قال لا اعلم ابن بجيد سمع من النبي صلى الله
عليه وسلم وان لم يكن سمع من النبي صلى الله عليه وسلم فهو مرسل ولسنا ولا إياك نثبت المرسل وقد علمت سهلا صحب
النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه وساق الحديث سياقا لا يشبه الا الاثبات فأخذت به لما وصفت قال فما منعك ان تأخذ
بحديث ابن شهاب قلت مرسل والقتيل أنصاري والأنصاريون بالعناية أولى بالعلم به من غيرهم إذا كان كل ثقة وكل
عندنا بنعمة الله ثقة (قال الشيخ) رحمه الله وكأنه عنى بحديث ابن شهاب الزهري الحديث الذي -
(أخبرناه) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا الحسن بن علي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن أبي
سلمة بن عبد الرحمن وسليمان بن يسار عن رجال من الأنصار ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليهود وبدأ بهم يحلف منكم

121
خمسون رجلا فأبوا فقال للأنصار استحقوا فقالوا نحلف على الغيب يا رسول الله؟ فجعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم على
يهود لأنه وجد بين أظهرهم وهذا مرسل بترك تسمية الذين حدثوهما وهو يخالف الحديث المتصل في البداية بالقسامة
وفي اعطاء الدية وللثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه وداه من عنده (وقد خالفه) ابن جريج وغيره في لفظه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو الحيري ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن رافع ثنا عبد الرزاق حدثني ابن جريج
أخبرني ابن شهاب أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وسليمان بن يسار عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم أقر القسامة على ما كانت عليه في الجاهلية فقضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين ناس من
الأنصار في قتيل ادعوه على اليهود - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع وأخرجه أيضا من حديث صالح بن كيسان
ويونس بن يزيد عن ابن شهاب الا ان حديث يونس مختصر -
(ورواه عقيل كما أخبرنا) أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا ابن ملحان ثنا يحيى هو ابن بكير أنبأ الليث عن عقيل
عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسليمان بن يسار عن أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان القسامة
كانت في الجاهلية قسامة الدم فأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما كانت عليه في الجاهلية وقضى بها رسول الله صلى الله
عليه وسلم بين أناس من الأنصار من بنى حارثة ادعوا على اليهود -
(ورواه يحيى بن أيوب عن عقيل وغيره - ا - كما أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز ببغداد أنبأ أبو بكر
محمد بن عبد الله الشافعي ثنا عبيد بن عبد الواحد ثنا ابن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب حدثني عقيل وقرة بن عبد الرحمن وابن
جريج عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه قال مضت السنة في القسامة ان يحلف خمسين (2) رجلا خمسين يمينا فان
نكل واحد منهم لم يعطوا الدم - وهذا منقطع -



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الخامس والخمسين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد
(2) مص - خمسون -
122
(واحتج أصحابنا بما أخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ علي بن محمد المصري ثنا عبدة بن سليمان
ثنا مطرف بن عبد الله ثنا الزنجي عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال البينة على من ادعى واليمين على من أنكر الا في القسامة -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا بشر بن الحكم ثنا مسلم بن خالد وهو الزنجي
فذكره بمثله -
(واما الحديث الذي أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن سليمان ثنا عاصم بن يوسف
اليربوعي في بنى حرام ثنا سلام بن سليم أبو الأحوص عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال وجد رجل من
الأنصار قتيلا في دالية ناس من اليهود فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فأخذ منهم خمسين رجلا من خيارهم
فاستحلفهم بالله ما قتلنا ولا علمنا قاتلا وجعل عليهم الدية فقالوا لقد قضى بما قضى فينا نبينا موسى عليه السلام - فهذا لا يحتج
به الكلبي متروك وأبو صالح هذا ضعيف -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشر ان أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا على (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ
أبو بكر الحفيد ثنا هارون بن عبد الصمد ثنا علي بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد يحدث عن سفيان قال قال لي الكلبي قال
لي أبو صالح كل ما حدثتك به كذب -
(واما الأثر الذي أخبرنا) أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو عوانة
عن مغيرة عن عامر يعنى الشعبي ان قتيلا وجد في خربة وادعة (1) همدان فرفع إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأحلفهم



(1) مص - في خربة من وداعة -
123
خمسين يمينا ما قتلنا ولا علمنا قاتلا ثم غرمهم الدية ثم قال يا معشر همدان حقنتم دماءكم بايمانكم فما يبطل دم هذا الرجل المسلم
(وأخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي ثنا سفيان عن منصور عن الشعبي
ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب في قتيل وجد بين خيوان ووادعة ان يقاس ما بين القريتين فإلى أيهما كان أقرب
اخرج إليهم منهم خمسين رجلا حتى يوافوه مكة فادخلهم الحجر فأحلفهم ثم قضى عليهم بالدية فقالوا ما وقت أموالنا ايماننا ولا
ايماننا أموالنا قال عمر رضي الله عنه كذلك الامر (قال الشافعي) وقال غير سفيان عن عاصم الأحول عن الشعبي قال
عمر بن الخطاب رضي الله عنه حقنتم بايمانكم دماء كم ولا يطل دم مسلم فقد ذكر الشافعي رحمه الله في الجواب عنه ما يخالفون
عمر رضي الله عنه في هذه القصة من الاحكام ثم قيل له أفثابت هو عندك قال لا إنما رواه الشعبي عن الحارث الأعور والحارث
مجهول ونحن نروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاسناد الثابت انه بدأ بالمدعين فلما لم يحلفوا قال فتبرئكم يهود بخمسين
يمينا وإذ قال تبرئكم فلا يكون عليهم غرامة ولما لم يقبل الأنصاريون ايمانهم وداه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجعل على
يهود القتيل بين أظهرهم شيئا - قال الربيع أخبرني بعض أهل العلم عن جرير عن مغيرة عن الشعبي قال حارث الأعور كان

124
كذابا (وروى) عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عمر رضي الله عنه ومجالد غير محتج به (وروى) عن مطرف عن أبي
إسحاق عن الحارث بن الأزمع عن عمر وأبو إسحاق لم يسمع من الحارث بن الأزمع قال علي بن المديني عن أبي زيد عن
شعبة قال سمعت أبا إسحاق يحدث حديث الحارث بن الأزمع ان قتيلا وجد بين وادعة وخيوان فقلت يا أبا إسحاق من
حدثك قال حدثني مجالد عن الشعبي عن الحارث بن الأزمع فعادت رواية أبي إسحاق إلى حديث مجالد واختلف فيه
على مجالد في اسناده ومجالد غير محتج به والله أعلم -
(واما الحديث الذي أخبرني) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن
القاسم بن زكريا ثنا هشام بن يونس ثنا محمد بن يعلى عن عمر بن صبح عن مقاتل بن حيان عن صفوان بن سليم عن سعيد بن
المسيب أنه قال لما حج عمر رضي الله عنه حجته الأخيرة التي لم يحج غيرها غودر رجل من المسلمين قتيلا ببنى وادعة
فبعث إليهم عمر وذلك بعد ما قضى النسك وقال لهم هل علمتم لهذا القتيل قاتلا منكم قال القوم لا فاستخرج منهم خمسين
شيخا فأدخلهم الحطيم فاستحلفهم بالله رب هذا البيت الحرام ورب هذا البلد الحرام ورب هذا الشهر الحرام انكم لم
تقتلوه ولا علمتم له قاتلا فحلفوا بذلك فلما حلفوا قال أدوا دية مغلظة في أسنان الإبل أو من الدنانير والدراهم دية وثلثا
فقال رجل منهم يقال له سنان يا أمير المؤمنين اما تجزيني يميني من مالي قال لا إنما قضيت عليكم بقضاء نبيكم فاخذوا ديته
دنانير دية وثلث دية - قال على عمر بن صبح متروك الحديث (قال الشيخ) رحمه الله رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
منكر وهو مع انقطاعه في رواية من اجمعوا على تركه (قال الشافعي) والموتصل أولى ان يؤخذ به من المنقطع والأنصاريون
اعلم بحديث صاحبهم من غيرهم (قال الشافعي) ويروى عن عمر رضي الله عنه انه بدأ المدعى عليهم ثم رد الايمان على
المدعين -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن ابن شهاب
عن سليمان بن يسار وعراك بن مالك ان رجلا من بنى سعد بن ليث اجرى فرسا فوطئ على إصبع رجل من جهينة فنزى
منها فمات فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للذين ادعى عليهم أتحلفون بالله خمسين يمينا ما مات منها فأبوا وتحرجوا من



روى مالك عن ابن شهاب عن عراك بن مالك وسليمان بن يسار أن عمر بن الخطاب بدأ المدعى عليهم بالايمان في القسامة -
والبيهقي أيضا ذكر هذا في آخر هذا الباب وسيأتي إن شاء الله تعالى في باب النكول ورد اليمين من رواية الشافعي عن مالك
عن ابن شهاب عن سليمان بن يسار أن عمر بدأ بايمان المدعى عليهم - وقال ابن أبي شيبة ثنا شبابة وأبو معاوية عن ابن أبي ذئب
عن الزهري انه عليه السلام قضى في القسامة ان اليمين على المدعى عليهم - وقال أيضا ثنا أبو معاوية عن مطيع عن فضيل بن
عمرو عن ابن عباس انه قضى بالقسامة على المدعى عليهم - وثنا أبو معاوية ومعمر بن عيسى عن ابن أبي ذئب عن الزهري
عن سعيد بن المسيب انه كان يرى القسامة على المدعى عليهم واخرج أيضا بسنده عن عمر بن عبد العزيز أنه بدأ بالمدعى
عليهم باليمين ثم ضمنهم العقل - وقد جمع في هذا بين اليمين والغرامة وكذا فعل عمر ودل عليه ما في الحديث الصحيح اما
ان يدوا صاحبكم إلى آخره فألزمهم أحد الامرين اما ان يدفعوها واما ان يمتنعوا فينقض عهدهم ويصيروا حربا ولم ينص
في حديث سهل انهم يبرئونهم من الغرامة فيحتمل ان يراد تبرئكم عن دعوى القتل أو عن الحبس والقود ان أقروا وقول
الشافعي لم يجعل على يهود شيئا قد تقدم خلافه وانه عليه السلام جعلها على يهود لأنه وجد بين أظهرهم وتقدم أيضا ما يؤيده
ثم قال البيهقي (وروى عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عمرو مجالد غير محتج به) - قلت - اخرج له مسلم في صحيحه
- ثم قال البيهقي (قال الشافعي ويروى عن عمر أنه بدأ بالمدعى عليهم ثم رد الايمان على المدعين) ثم أسنده البيهقي
ولفظه (ان رجلا من بنى سعد ا جرى فرسا فوطئ على إصبع رجل من جهينة فنزى منها فمات فقال عمر للذين ادعى
125
الايمان فقال للآخرين احلفوا أنتم فأبوا فقضى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بشطر الدية على السعديين -
أبا ما روى في القتيل يوجد بين قريتين ولا يصح
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا أبو إسرائيل عن عطيه عن أبي سعيد
أن قتيلا وجد بين حيين فأمر النبي صلى الله عليه وسلم ان يقاس إلى أيهما أقرب فوجد أقرب إلى أحد لحيين بشبر قال
أبو سعيد كأني انظر إلى شبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقى ديته عليهم -
(وأخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو حمد بن عدي أنبأ الفضل بن الحباب ثنا أبو الوليد الطيالسي عن أبي إسرائيل الملائي بنحوه
تفرد به أبو إسرائيل عن عطيه العوفي وكلاهم لا يحتج بروايتهما (1) -
باب ما جاء في القتل بالقسامة
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الهيثم بن خلف ثنا إسحاق ثنا معن ثنا مالك عن أبي
ليلى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل عن سهل بن أبي حثمة انه أخبره هو ورجال من كبراء قومه ان عبد الله بن
سهل ومحيصة خرجا إلى خيبر - فذكر الحديث في قتل عبد الله بن سهل وان النبي صلى الله عليه وسلم قال تحلفون وتستحقون
دم صاحبكم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ثنا
يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني الزهري وبشير بن أبي كيسان مولى بنى حارثة عن سهل بن أبي حثمة قال أصيب عبد الله
ابن سهل بخيبر وكان خرج إليها في أصحاب له يمتارون تمرا فوجد في عين قد كسرت عنقه ثم ضرح عليه فأخذوه فغيبوه
ثم قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له شأنه فتقدم اخوه عبد الرحمن ومعه ابنا عمه حويصة ومحيصة
ابنا مسعود وكان عبد الرحمن أحدثهم ثنا وكان صاحب الدم وكان ذا قدم القوم فلما تكلم قبل بنى عمه قال رسول الله صلى الله
صلى الله عليه وسلم الكبر الكبر فتكلم حويصة ومحيصة ثم تكلم هو بعد فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم قتل صاحبهم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمون قاتلكم ثم تحلفون عليه خمسين يمينا فنسلمه إليكم قالوا ما كنا نحلف على ما لا نعلم فقال
عليهم أتحلفون بالله خمسين يمينا ما مات منها فأبوا فقال لآخرين احلفوا أنتم فأبوا فقضى عمر بشطر الدية على السعديين) -
قلت - هذا الأثر عرف فيه الجاني لكن لم يدر مات من جنايته أو من غيرهما فأمكن ان يجعل في حال قتيلا فتجب الدية وفي
حال غير قتيل فقضى بالنصف وليس هذا كحديث سهل لأنه ورد في قتل وجد في محلة ولم يدر من قتله ومذهب الشافعي
انه لو أبى المدعى عليه والمدعى ان يحلفا لا يقضى بنصف الحق ولا يقضى بشئ حتى يحلف المدعى فترك هذا الأثر في نكول
الفريقين فلم يقض بالنصف بل أبطل الحق كله وإنما ترك خصم الشافعي هذا الأثر في رد اليمين لأنه جاء مخالفا للأحكام
الظاهرة والسنن القائمة كحديث البينة على المدعى واليمين على من أنكر فكما يقضى للمدعى إذا أقام البينة فكذا يقضى على المدعى
عليه إذا أبى اليمين ولا ترد على المدعى ولا يكلف بما لم يجعله عليه السلام وقد قضى عثمان بن عفان وأبو موسى الأشعري وغيرهما
من الصحابة باباء اليمين فان احتج الشافعي في ردها بحديث القسامة يقال أنت تزعم أن القسامة مخالفة لغيرها وقد رد عليه
السلام فيها من المدعين إلى المدعى عليهم وعندك في غيرها لا يحلف المدعى الا إذا أبى المدعى عليه فكيف احتججت بها فيما
لا يشبهها بزعمك وكما لا يجوز أن يقضى للمدعى بلا بينة إذا حلف خمسين يمينا قياسا على القسامة فكذا في رد اليمين وهذا ملخص
من كلام عيسى بن ابان في كتاب الحجج -



(1) هامش ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في الموفى عشرين ولله الحمد -
126
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحلفون بالله لكم خمسين يمينا ما قتلوه ولا يعلمون له قاتلا ثم يبرؤون من دمه فقالوا ما كنا
لنقبل ايمان يهود ما فيهم من الكفر أعظم من أن يحلفوا على اثم فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده مائة ناقة
فقال سهل فوالله ما انسى بكرة منها حمراء ضربتني برجلها وانا أحورها (1) -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا محمود بن خالد وكثير بن عبيد قالا ثنا الوليد (ح قال)
أبو داود وحدثنا محمد بن الصباح بن سفيان أنبأ الوليد عن أبي عمرو عن عمرو بن شعيب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
انه قتل بالقسامة رجلا من بنى نصر بن مالك ببحرة الرعاء (2) على شط لية فقال القاتل والمقتول منهم وقال أبو داود وهذا
لفظ محمود ببحرة إقامة محمود وحده - هذا منقطع وما قبله محتمل لاستحقاق الدية فإنها بالدم تستحق والله أعلم - وروى
أيضا أبو داود في المراسيل عن موسى بن إسماعيل عن حماد عن قتادة وعامر الأحول عن أبي المغيرة ان النبي صلى الله عليه
وسلم أقاد بالقسامة بالطائف وهو أيضا منقطع (أخبرناه) محمد بن محمد أنبأ الفسوي ثنا اللؤلؤي ثنا أبو داود - فذكره -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف الرفاء البغدادي بخسروجرد أنبأ أبو عمر وعثمان بن محمد بن بشر ثنا إسماعيل بن
إسحاق ثنا إسماعيل بن أبي أويس وعيسى بن مينا قالا ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد أن أباه قال كان من أدركت من فقهائنا
الذين ينتهى إلى قولهم يعنى من أهل المدينة يقولون يبدأ باليمين في القسامة الذين يجيئون من الشهادة على اللطخ والشبهة
الخفية ما لا يجئ خصماؤهم وحيث كان ذلك كانت القسامة لهم - قال أبو الزناد وأخبرني خارجة (3) بن زيد بن ثابت
ان رجلا من الأنصار قتل وهو سكران رجلا ضربه بشوبق (4) ولم يكن على ذلك بينة قاطعة الا لطخ أو شبيه ذلك وفي
الناس يومئذ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن فقهاء الناس ما لا يحصى وما اختلف اثنان منهم ان يحلف ولاة
المقتول ويقتلوا أو يستحيوا فحلفوا خمسين يمينا وقتلوا وكانوا يخبرون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالقسامة
ويرونها للذي يأتي به من اللطخ والشبهة أقوى مما يأتي به خصمه ورأوا ذلك في الصهيبي حين قتله الحاطبيون وفي غيره
(ورواه) ابن وهب عن ابن أبي الزناد وزاد فيه ان معاوية كتب إلى سعيد بن العاص إن كان ما ذكرنا له حقا ان يحلفنا على
القاتل ثم يسلم (5) إلينا -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني عبد الرحمن بن أبي الزناد
أن هشام بن عروة أخبره ان رجلا من آل حاطب بن أبي بلتعة كانت بينه وبين رجل من آل صهيب منازعة - فذكر الحديث
في قتله قال فركب يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب إلى عبد الملك بن مروان في ذلك فقضى بالقسامة على ستة نفر من آل
حاطب فثنى عليهم الايمان فطلب آل حاطب ان يحلفوا على اثنين ويقتلوهما فأبى عبد الملك الا ان يحلفوا على واحد فيقتلوه فحلفوا
على الصهيبي فقتلوه قال هشام فلم ينكر ذلك عروة ورأي أن قد أصيب فيه الحق (وروينا) فيه عن الزهري وربيعة
(ويذكر) عن ابن أبي مليكة عن عمر بن عبد العزيز وابن الزبير انهما أقادا بالقسامة (ويذكر) عن عمر بن عبد العزيز أنه
رجع عن ذلك وقال إن وجد أصحابه بينة والا فلا تظلم (6) الناس فان هذا لا يقضى فيه إلى يوم القيامة (7) -
باب ترك القود بالقسامة
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد عن أيوب عن أبي رجاء
مولى أبى قلابة قال كان أبو قلابة عند عمر بن عبد العزيز فسألهم عن القسامة قالوا أقاد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر



(1) مص - أحوزها
(2) كذا في النسخ وفي سنن أبي داود - الرغاء وهو الصحيح كما في القاموس وغيره - ح
(3) مد - وأخبرني ابن خارجة
(4) الشوبق خشبة الخباز - قاموس
(5) مص - يسلمه
(6) مص - يظلم
(7) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في السادس والخمسين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد -
127
وعمرو الخلفاء رضي الله عنهم قال ما تقول يا أبا قلابة قال عندك رؤس الأجناد واشراف العرب شهد رجل من أهل حمص
على رجل من أهل دمشق انه سرق ولم يروه أكنت تقطعه قال لا - قال شهد أربعة من أهل دمشق على رجل من أهل حمص
انه زنى ولم يروه أكنت ترجمه قال لا - قال فهذا أشبه والله ما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل أحدا الا ان يقتل رجلا
فيقتل به قال عنبسة بن سعيد فأين حديث العرنيين فقال أبو قلابة إياي حدثة انس بن مالك حدثنا انس بن مالك ان قوما
من عكل أو عرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتووا المدينة فامر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بلقاح
وأمر مهم ان يشربوا من ألبانها وأبوالها فانطلقوا فلما صحوا قتلوا راعى رسول الله صلى الله عليه وسلم واستاقوا النعم فبلغ
رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرهم من أول النهار فبعث في آثارهم فما ارتفع النهار حتى اتى بهم فأمر بهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمرت أعينهم والقوا في الحرة يستسقون فلا يسقون حتى ماتوا - فهؤلاء قوم قتلوا
وسرقوا وكفروا بعد ايمانهم فقال عنبسة سبحان الله فقال أبو قلابة أتتهمني يا عنبسة قال لا ولكن هذا الجند لا يزال بخير
ما أبقاك الله بين أظهرهم - رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب ورواه مسلم عن هارون الحمال عن سليمان بن
حرب مختصرا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الحافظ حدثني أبي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا إسماعيل بن علية ثنا
حجاج بن أبي عثمان الصواف (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن صالح بن هانئ ثنا أبو جعفر بن أبي خالد الأصبهاني
ثنا حميد بن مسعدة ثنا إسماعيل بن إبراهيم ثنا الحجاج الصواف حدثني أبو رجاء مولى أبى قلابة حدثني أبو قلابة ان عمر بن
عبد العزيز أبرز سريره يوما للناس فأذن لهم فدخلوا عليه فقال ما تقولون في القسامة قال فاضب الناس قالوا نقول القود
بها حق قد أقادت بها الخلفاء قال ما تقول يا أبا قلابة ونصبني للناس قلت يا أمير المؤمنين عندك رؤس الأجناد واشراف
العرب أرأيت لو أن خمسين منهم شهدوا على رجل (بدمشق محصن انه قد زنى لم يروه أكنت ترجمه قال لا - قلت أفرأيت لو أن خمسين منهم شهدوا على رجل - 1) بحمص انه سرق لم يروه أكنت تقطعه قال لا قلت فوالله ما قتل رسول الله
صلى الله عليه وسلم أحدا قط الا في إحدى ثلاث خصال رجل قتل بجريرة نفسه يقتل أو رجل زنى بعد احصان أو رجل
حارب الله ورسوله وارتد عن الاسلام قال فقال القوم أوليس قد حدث انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قطع في السرق وسمر الأعين ونبذهم في الشمس حيث ماتوا فقلت انا أحدثكم حديث انس بن مالك (إياي حدث انس بن
مالك - 1) ان نفرا من عكل ثمانية قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه على الاسلام واستوخموا الأرض وسقمت
أجسادهم (2) فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألا تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبون من أبوالها وألبانها
قالوا بلى فخرجوا فشربوا من أبوالها وألبانها فصحوا وقتلوا الراعي واطردوا النعم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
فبعث في آثارهم فادركوا فجئ بهم فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمرت أعينهم ونبذوا في الشمس حتى ماتوا قلت
وأي شئ أشد مما صنع هؤلاء ارتدوا عن الاسلام وقتلوا وسرقوا فقال عنبسة بن سعيد والله ان سمعت كاليوم قط قلت
ترد على حديثي يا عنبسة فقال لا ولكن جئت بالحديث على وجهه والله لا يزال هذا الجند بخير ما عاش هذا الشيخ بين أظهرهم
قلت وقد كان في هذا سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه نفر من الأنصار فتحدثوا عنده فخرج رجل منهم بين
أيديهم فقتل فخرجوا بعده فاذاهم بصاحبهم يتشحط في الدم فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله
صاحبنا كان يتحدث معنا فخرج بين أيدينا فإذا نحن به يتشحط في الدم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بمن
تظنون أو من ترون قتله قالوا نرى ان اليهود قتلته فأرسل إلى اليهود فدعاهم فقال أنتم قتلتم هذا قالوا لا قال أترضون نقل
خمسين من اليهود ما قتلوه فقالوا ما يبالون ان يقتلونا أجمعين ثم ينفلون قال أفتستحقون الدية بايمان خمسين منكم قالوا ما كنا
لنحلف فوداه من عنده - قلت وقد كانت هذيل خلعوا خليعا لهم في الجاهلية فطرق أهل بيت من اليمن بالبطحاء فانتبه له رجل



(1) سقط من مد
(2) مص - واستوخموا المدينة وسقمت أجسامهم
128
منهم فخذفه بالسيف فقتله فجاءت هذيل فأخذوا اليماني فرفعوه إلى عمر رضي الله عنه بالموسم وقالوا قتل صاحبنا فقال إنهم
قد خلعوه فقال يقسم خمسون من هذيل ما خلعوا قال فأقسم منهم تسعة وأربعون رجلا وقدم رجل منهم من الشام فسألوه
ان يقسم فافتدى يمينه منهم بألف درهم فأدخلوا مكانه رجلا آخر فدفعه إلى اخى المقتول فقرنت يده بيده قال فانطلقا والخمسون
الذين أقسموا حيت إذا كانوا بنخلة أخذتهم السماء فدخلوا في غار في الجبل فانهجم الغار على الخمسين الذين أقسموا فماتوا جميعا
وأفلت القرينان واتبعهما حجر فكسر رجل اخى المقتول فعاش حولا ثم مات - قلت وقد كان عبد الملك بن مروان أقاد رجلا
بالقسامة ثم ندم بعد ما صنع فأمر بالخمسين الذين اقسموا فمحوا من الديوان وسيرهم إلى الشام - رواه البخاري في
الصحيح عن قتيبة بن سعيد - وحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في القتيل مرسل وكذلك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
في قصة الهذلي -
(أخبرنا) أبو بكر الإردستاني أنبأ أبو نصر العراقي أنبأ سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا
سفيان عن عبد الرحمن عن القاسم بن عبد الرحمن ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال القسامة توجب العقل ولا تشيط
الدم - هذا منقطع -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن سلام ثنا أبو نعيم ثنا عبد السلام عن يونس عن
الحسن قال القتل بالقسامة جاهلية (وفيما روى) أبو داود في المراسيل عن هارون بن زيد بن أبي الزرقاء عن أبيه عن محمد بن
راشد عن مكحول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقض في القسامة بقود -
(أخبرنا) محمد بن محمد أنبأ الفسوي ثنا اللؤلؤي ثنا أبو داود - فذكره وكذلك قاله عبيد الله بن عمر ومالك بن انس فقيل
لما لك فلم تقتلون أنتم بها قال انا لا نضع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم على الختل (1) -
أبا ب ما جاء في قسامة الجاهلية
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ من أصل كتابه أنبأ أبو جعفر أحمد بن عبيد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الملك الأسدي الحافظ
بهمدان سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج المنقري ثنا عبد الوارث
ابن سعيد ثنا قطن أبو الهيثم ثنا أبو يزيد عن عكرمة عن ابن عباس قال إن أول قسامة كانت في الجاهلية لفينا بني هاشم
كان رجل من بني هاشم استأجر رجلا من قريش من فخذ أخرى فانطلق معه في إبله فمر به رجل من بني هاشم قد انقطعت
عروة جوالقه فقال أعني بعقال أشد به عروة جوالقي لا تنفر الإبل قال فأعطاه عقالا فشد به عروة جوالقه فلما نزلوا عقلت
الإبل الا بعيرا واحدا فقال الذي استأجره ما شأن هذا البعير لم يعقل من بين الإبل قال ليس له عقال قال فأين عقاله قال مر بي
رجل من بني هاشم قد انقطعت عروة جوالقه فاستعانني فقال أغثني (2) بعقال أشد به عروة جوالقي لا تنفر الإبل فأعطيته
عقاله قال فحذفه بعصا كان فيها اجله فمر به رجل من أهل اليمن قال أتشهد الموسم قال لا أشهد وربما شهدت قال هل أنت مبلغ
عنى رسالة مرة من الدهور (3) قال نعم قال فكتب إذا أنت شهدت الموسم فناد يا آل قريش فإذا أجابوك فناد يا بني هاشم
فإذا أجابوك فسل عن أبي طالب فأخبره ان فلانا قتلني في عقال قال ومات المستأجر فلما قدم الذي استأجره اتاه أبو طالب
فقال ما فعل صاحبنا قال (مرض فأحسنت القيام عليه ثم مات فوليت دفنه فقال كان أهل ذاك منك فمكث حينا - 4) ثم إن
الرجل اليماني الذي كان أوصى إليه ان يبلغ عنه وافى الموسم فقال يا آل قريش قالوا هذه قريش قال يا آل بني هاشم قالوا
قال (باب ما جاء في قسامة الجاهلية)



(1) هامش مص - أي الحذيعة -
(2) مص - أعني
(3) مص - من الدهر
(4) سقط من مد -
129
هذه بنو هاشم قال أين أبو طالب قالوا هذا أبو طالب قال امرني فلان ان أبلغك رسالة ان فلانا قتله في عقال فأتاه أبو طالب
فقال اختر منا إحدى ثلاث ان شئت ان تؤدى مائة من الإبل فإنك قتلت صاحبنا بخطأ وان شئت حلف خمسون من قومك
انك لم تقتله فان أبيت قتلناك به قال فأتى قومه فذكر ذلك لهم فقالوا نحلف فأتت امرأة من بني هاشم كانت تحت رجل منهم
قد ولدت له فقالت يا أبا طالب أحب ان تجيز ابني هذا برجل من الخمسين ولاتصبر يمينه حيث تصبر الايمان نفعل فأتاه
رجل منهم فقال يا أبا طالب أردت خمسين رجلا ان يحلفوا مكان مائة من الإبل نصيب كل رجل بعيران فهذان بعيران
فاقبلهما عنى ولا تصبر يميني حيث تصبر الايمان قال فقبلهما وجاء ثمانية وأربعون رجلا فحلفوا فقال ابن عباس فوالذي نفسي
بيده ما حال الحول ومن الثمانية والأربعين عين تطرف - رواه البخاري في الصحيح عن أبي معمر -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنبأ محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا حرملة بن يحيى أنبأ ابن وهب
أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وسليمان بن يسار مولى ميمونة عن رجل من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقر القسامة على ما كانت عليه في الجاهلية - رواه مسلم في
الصحيح عن حرملة وهذا كلام خرج مخرج الجملة وإنما أراد به في عدد الايمان فقد روينا في هذا الحديث أنه قال
وقضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين ناس من الأنصار في قتيل ادعوه على اليهود وقد رويناه من أوجه صحيحة
عن سهل بن أبي حثمة وغيره من الأنصار كيف كان قضاؤه بينهم فوجب المصير إليه - والله أعلم -
باب
(روى) أبو داود في المراسيل عن محمد بن عبد الجبار الهمذاني ثنا موسى بن داود ثنا سلام بن مسكين عن الحسن قال
اقتتل قوم بالحجارة فقتل بينهم قتيل فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بحبسهم -
(أخبرناه) أبو بكر محمد بن محمد أنبأ أبو الحسين الفسوي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود فذكره (1) -
جماع أبواب كفارة القتل
باب ما جاء في وجوب الكفارة في أنواع قتل الخطأ
قال الله تبارك وتعالى (وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة
إلى أهله الا ان يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق
فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة)
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي قال (من قوم عدو لكم)
يعنى في قوم عدو لكم -
(أخبرنا) مروان بن معاوية عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال لجأ قوم إلى خثعم فلما غشيهم المسلمون
استعصموا بالسجود فقتلوا بعضهم فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال أعطوهم نصف العقل لصلاتهم ثم قال عند ذلك الا انى
ذكر فيه (انه عليه السلام أقر القسامة على ما كانت عليه ثم قال إنما أراد به في عدد الايمان) - قلت - هذا دعوى وتخصيص
من غير دليل بل أراد في العدد وفي البداءة بالمدعى عليه كما سبق تقريره -



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في السابع والخمسين بعد خمس المائة بدار الحديث ولله الحمد - بلغ السيد الشريف
عز الدين أيده الله تعالى في الحادي والعشرين ولله الحمد - بلغت قراءة والجماعة سماعا والحمد لله وحده -
130
برئ من كل مسلم مع مشرك قالوا لم يا رسول الله قال لا ترايا نارا هما قال (الشافعي) إن كان هذا ثبت (1) فاحسب النبي
صلى الله عليه وسلم والله أعلم اعطى من اعطى منهم متطوعا واعلمهم انه برئ من كل مسلم مع مشرك والله أعلم في دار شرك
ليعلمهم ان لا ديات لهم ولاقود (قال الشيخ) الفقيه رحمه الله وقد روى هذا موصولا -
(أخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا
أبو معاوية عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى خثعم
فاعتصم ناس بالسجود فأسرع فيهم القتل فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بنصف العقل وقال انا برئ من كل
مسلم مقيم بين أظهر المشركين قالوا يا رسول الله ولم قال لاترايا ناراهما -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن بشر ان أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا مقدام بن داود ثنا يوسف بن عدي ثنا حفص بن
غياث عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه (2) إلى أناس
من خثعم فاعتصموا بالسجود فقتلتهم فوداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصف الدية ثم قال انا برئ من كل مسلم
مع مشرك - قوله فوداهم أظهر في أنه أعطاه متطوعا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس
ابن بكير عن ابن إسحاق حدثني عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش قال قال لي القاسم بن محمد بن أبي بكر نزلت هذه
الآية (وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأ) في جدك عياش بن أبي ربيعة وفي الحارث بن زيد اخى بنى معيص كان
يؤذيهم بمكة وهو على شركة فلما هاجر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أسلم الحارث ولم يعلموا باسلامه
فأقبل مهاجرا حتى إذا كان بظاهره بنى عمرو بن عوف لقيه عياش بن أبي ربيعة ولا يظن الا انه على شركه فعلاه بالسيف حتى
قتله فأنزل الله فيه (وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأ) إلى قوله (وإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير
رقبة مؤمنة) يقول تحرير رقبة مؤمنة ولا يرد الدية إلى أهل الشرك على قريش (وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق)
يقول من أهل الذمة (فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله) -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو الجواب ثنا عمار بن رزيق ثنا
عطاء بن السائب عن أبي يحيى عن ابن عباس في قوله عز وجل (وإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة
مؤمنة) قال كان الرجل يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يرجع إلى قومه فيكون فيهم وهم مشركون فيصيبه
المسلمون خطأ في سرية أو غزاة فيعتق الرجل رقبة (وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة
مؤمنة) قال يكون الرجل معاهدا وقومه أهل عهد فيسلم إليهم دينه واعتق الذي اصابه رقبة (وفي تفسير) علي بن أبي طلحة
عن ابن عباس بنحو من هذا المعنى قال وإن كان في أهل الحرب وهو مؤمن فقتله خطأ فعلى قاتله ان يكفر ولا دية عليه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا أبو عامر
عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس (وإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن) قال يكون الرجل مؤمنا
ويكون قومه كفارا فلا دية له ولكن عتق رقبة مؤمنة (وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق) قال عهد (فدية مسلمة
إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة) - 3 -
باب المسلمين يقتلون مسلما خطأ في قتال المشركين في غير
دار الحرب أو مريدين له يعينه يحسبونه من العدو
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا الفاريابي ثنا منجاب بن الحارث أنبأ علي بن مسهر عن



(1) مص - يثبت
(2) مص - بعث
(3) هامش ر - وهامش مص - آخر الجزء الخمسين بعد المائة من الأصل -
131
هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت هزم المشركون يوم أحد هزيمة تعرف فيهم فصرخ إبليس أي عباد الله
أخراكم فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم فنظر حذيفة بن اليمان فإذا هو بأبيه فقال أبى أبى فوالله ما انحجزوا عنه
حتى قتلوه فقال حذيفة غفر الله لكم قال عروة فوالله ما زالت في حذيفة بقية خير حتى لقى الله عز وجل - رواه البخاري
في الصحيح عن فروه عن علي بن مسهر -
(أخبرنا) أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب ثنا القاسم بن
عبد الله بن المغيرة ثنا ابن أبي أويس ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال اليمان أبو حذيفة واسمه حسيل
ابن جبير حليف لهم من بنى عبس اصابه المسلمون زعموا في المعركة لا يدرون من اصابه فتصدق حذيفة بدمه على من اصابه
قال موسى بن عقبة قال ابن شهاب قال عروة بن الزبير أخطأ به المسلمون يومئذ فتوشقوه بأسيافهم يحسبونه من العدو
وان حذيفة ليقول أبى أبى فلم يفقهوا قوله حتى فرغوا منه قال حذيفة يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين قال فوداه
رسول الله صلى الله عليه وسلم وزادت حذيفة عنده خيرا -
(وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي
أنبأ مطرف عن معمر عن الزهري عن عروة قال كان أبو حذيفة بن اليمان شيخا كبيرا فرفع في الآطام مع النساء يوم
أحد فخرج يتعرض الشهادة فجاء من ناحية المشركين فابتدره المسلمون فتوشقوه بأسيافهم وحذيفة يقول أبى أبى فلا يسمعونه
من شغل الحرب حتى قتلوه فقال حذيفة يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين فقضى النبي صلى الله عليه وسلم فيه بدية -
(حدثنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني
عاصم بن عمر بن قتادة عن محمد بن لبيد قال واما أبو حذيفة فاختلف عليه أسياف المسلمين فقتلوه ولا يعرفونه فقال حذيفة
أبى أبى فقالوا والله ان عرفناه وصدقوا فقال حذيفة يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان يديه فتصدق به حذيفة على المسلمين فزاده ذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم -
باب الكفارة في قتل العمد
قال الشافعي رحمه الله إذا وجبت الكفارة في قتل المؤمن في دار الحرب وفي الخطأ الذي وضع الله عز وجل في الاثم كان
العمد أولى وقاسه على قتل الصيد -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج ثنا ضمرة بن ربيعة عن إبراهيم بن أبي

132
عبلة عن الغريف بن الديلمي قال أتينا واثلة بن الأسقع فقلنا حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس
بينك وبينه أحد قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صاحب لنا قد أوجب النار فقال أعتقوا عنه يعتق الله بكل عضو
منه عضوا منه من النار -
(وأخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن الفضل بن جابر ثنا الحكم بن موسى ثنا ضمرة بن ربيعة - فذكره بنحوه الا أنه قال في صاحب لنا قد أوجب النار بالقتل (ورواه) ابن المبارك عن إبراهيم بن أبي
عبلة -
باب ما جاء في اثم من قتل ذميا بغير جرم يوجب القتل
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن عبد الله أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن الحسن بن
عمرو عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل معاهدا بغير حق لم يرح رائحة الجنة وانه ليوجد ريحها من مسيرة أربعين عاما - رواه البخاري في الصحيح عن قيس بن حفص عن عبد الواحد بن زياد عن
الحسن بن عمرو (وقد رواه) مروان بن معاوية عن الحسن بن عمرو عن مجاهد عن جنادة بن أبي أمية عن عبد الله بن عمرو -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنبأ الحسين بن إدريس الأنصاري ثنا علي بن مسلم الطوسي
ثنا مروان بن معاوية ثنا الحسن بن عمرو الفقيمي ثنا مجاهد عن جنادة بن أبي أمية عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل قتيلا من أهل الذمة لم يرح رائحة الجنة وان ريحها يوجد من كذا وكذا -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق عن معمر عن
قتادة عن الحسن عن أبي بكرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن ريح الجنة يوجد من مسيرة مائة عام وما من عبد يقتل
نفسا معاهدة الا حرم الله عليه الجنة ورائحتا ان يجدها - قال أبو بكرة أصم الله اذني ان لم أكن سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول هذا -
باب لا يرث القاتل
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر قال قرئ
على ابن وهب أخبرك ابن أبي ذئب عن ابن شهاب عن ابن المسيب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يرث قاتل من
دية من قتل -

133
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر عن عبد الله بن وهب أنبأ يونس عن ابن
شهاب قال بلغنا ان رجلا من بنى مدلج قتل ابنا له يقال له عرفحة فأمره عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخرج ديته فأعطاها
أخا للقتيل لأبيه وأمه -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا أبو الربيع ثنا هشيم
ثنا يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب ان رجلا من كنانة يقال له قتادة أمر (ابنا له ببعض الامر فأبطأ عليه فخذفه بالسيف فقطع
رجله فمات فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال لأقتلن قتادة فأتاه سراقة بن مالك فقال يا أمير المؤمنين انه لم يرد
قتله وإنما كانت بادرة منه في غضب فلم يزل به حتى ذهب ما كان في نفسه عليه ثم قال مره فليلقنى بقديد بعشرين ومائة
من الإبل ففعل فأخذ عمر رضي الله عنه منها ثلاثين حقة وثلاثين جذعة وأربعين ثنية خلفة إلى بازل عامها ثم قال
لقتادة لولا أنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس لقاتل شئ لورثتك منه ثم دعا أخا المقتول فأعطاه إياه
هذه مراسيل يؤكد بعضها بعضا (وقد رويناه) من أوجه موصولة ومرسلة في كتاب الفرائض -
باب ميراث الدية
(حدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني املاء أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان
ابن عيينة (ح وأخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ
سفيان عن الزهري عن ابن المسيب ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول الدية للعاقلة ولا ترث المرأة من دية
زوجها شيئا حيت أخبره الضحاك بن سفيان ان النبي صلى الله عليه وسلم كتب إليه ان يورث امرأة أشيم الضبابي من ديته
فرجع إليه عمر رضي الله عنه - وفي رواية الزعفراني ان ورث امرأة أشيم من دية زوجها -
(وأخبرنا) أبو بكر بن الحسن ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن ابن شهاب ان النبي صلى الله عليه وسلم
كتب إلى الضحاك بن سفيان ان يورث امرأة أشيم الضبابي من ديته قال ابن شهاب وكان أشيم قتل خطأ -
(حدثنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي املاء وأبو علي الحسين بن محمد الفقيه قراءة عليه قالا أنبأ أبو طاهر محمد
ابن الحسن المحمد آباذي ثنا أبو قلابة البصري حدثني قيس بن حفص الدارمي ثنا الفضيل بن سليمان حدثني عائذ بن ربيعة
ابن قيس حدثني قرة بن دعموص النميري قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم انا وعمى قلت يا رسول الله دية أبى عند هذا
فمرة فليعطني قال أعطه دية أبيه وكان قتل في الجاهلية قلت يا رسول الله لامي منها شئ قال نعم وكان دية أبيه مئة بعير -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث أنبأ أبو محمد بن حيان أنبأ أبو يعلى ثنا خليفة بن خياط ثنا يزيد بن زريع ثنا حجاج الصواف
قال قرأت في كتاب معاوية ابن عم أبى قلابة انه من كتب أبى قلابة فوجدت فيه هذا ما استذكر محمد بن ثابت المغيرة بن
شعبة من قضاء قضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الدية بين الورثة ميراث على كتاب الله عز وجل -
باب الشهادة على الجناية
(أخبرنا) أبو علي الورذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا الحسن بن علي بن راشد أنبأ هشيم عن أبي حيان التيمي ثنا عباية بن رفاعة عن رافع بن خديج قال أصبح رجل من الأنصار مقتولا بخيبر فانطلق أولياؤه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فذكروا ذلك له فقال ألكم شاهد ان يشهد ان على قتل صاحبكم قالوا يا رسول الله لم يكن ثم أحد من المسلمين وإنما هم يهود
وقد يجترئون على أعظم من هذا - وذكر الحديث -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد ثنا محمد بن هارون ثنا عثمان بن سعيد ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو شهاب

134
عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن شريح قال شهد عند شريح رجلان فقالا نشهد أن هذا لهزه بمرفقه في حلقه فمات فقال
أتشهدون انه قتله قال الأعمش فلم يجزه (قال الشيخ أبو الوليد) قال أصحابنا قد يكون الضرب ولا يموت منه فلما لم يقولا
قتله لم يحكم به (1) -
جماع أبواب الحكم في الساحر
باب من قال السحر له حقيقة
قال الله عز وجل واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر)
إلى قوله (وما هم بضارين به من أحد الا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم) الآية -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو طاهر الفقيه وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو العباس أحمد بن محمد الشاذياخي وأبو سعيد
ابن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ انس بن عياض عن هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم طب حتى أنه ليخيل إليه انه قد صنع الشئ وما صنعه وانه
دعا ربه ثم قال أشعرت ان الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه فقالت عائشة رضي الله عنها وما ذاك يا رسول الله قال جاءني رجلان
فجلس أحدهما عن رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل قال الآخر مطبوب قال من طبه قال لبيد
ابن الأعصم قال فيما ذا قال في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر قال فأين هو قال هو في ذروان وذروان بئر في بنى زريق
قالت عائشة رضي الله عنها فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى عائشة رضي الله عنها فقال والله لكأن ماءها
نقاعة الحناء ولكأن نخلها رؤس الشياطين قالت فقلت له يا رسول الله هلا أخرجته قال اما انا فقد شفاني الله وكرهت ان
أثير على الناس منه شرا - رواه البخاري في الصحيح عن إبراهيم بن المنذر عن انس بن عياض وأخرجاه من أوجه اخر
عن هشام بن عروة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو ثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي ثنا مكي بن إبراهيم
(ح وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو عمر وعثمان بن أحمد السماك ثنا محمد بن عبيد الله بن المنادى ثنا
أبو بدر شجاع بن الوليد قالا ثنا هاشم بن هاشم عن عامر بن سعد أن سعدا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصبح
بتمرات من عجوه لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر - لفظ حديث أبي بدر وفي رواية مكي عن سعد بن أبي وقاص ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اصطبح سبع تمرات من عجوة المدينة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر قال هاشم
لا اعلم أن عامرا ذكر الامن عجوة العالية - رواه البخاري في الصحيح من أوجه عن هاشم ورواه مسلم عن إسحاق بن راهويه
عن أبي بدر شجاع بن الوليد -
باب تكفير الساحر وقتله إن كان ما يسحر به كلام كفر صريح
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران الأصبهاني ثنا عبيد الله بن موسى ثنا
عوف بن أبي جميلة (ح قال وأنبأ) عبد الله بن الحسين القاضي بمرو ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن عبادة ثنا عوف
عن خلاس ومحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما
يقول فقد كفر بما انزل على محمد -



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الثامن والخمسين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد - بلغ سماعهم بجامع مصر حرسهما
الله تعالى في السادس ولله الحمد -
135
(أخبرنا) أبو محمد بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم بن أبي
غرزة أنبأ الفضل بن دكين وعبيد الله بن موسى وثابت بن محمد الكناني قالوا ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم
عن عبد الله بن مسعود قال من أتى ساحرا أو كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم -
(حدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة أنبأ سعدان بن نصر المخرمي
ثنا سفيان بن عيينة (ح وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ
الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن عمرو بن دينار أنه سمع بجالة يقول كتب عمر رضي الله عنه ان اقتلوا كل
ساحر وساحرة قال فقتلنا ثلاث سواحر -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية
عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن حفصة بنت عمر رضي الله عنهما سحرتها جارية لها فأقرت بالسحر وأخرجته فقتلتها
فبلغ ذلك عثمان رضي الله عنه فغضب فأتاه ابن عمر رضي الله عنه فقال جاريتها سحرتها أقرت بالسحر وأخرجته قال فكف
عثمان رضي الله عنه قال وكأنه إنما كان غضبه لقتلها إياها بغير امره (قال الشافعي) رحمه الله وامر عمر رضي الله عنه ان تقتل
السحار والله أعلم إن كان السحر شركا وكذلك أمر حفصة رضي الله عنها -
(أخبرنا) أبو سعد أحمد بن محمد بن الخليل الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا عمران بن موسى ثنا أبو معمر ثنا أبو معاوية
عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حد الساحر ضربة بالسيف - إسماعيل بن
مسلم ضعيف -
(وقد أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا القاضي المحاملي ثنا زياد بن أيوب ثنا هشيم أنبأ
خالد عن أبي عثمان النهدي عن جندب البجلي انه قتل ساحرا كان عند الوليد بن عقبة ثم قال أتأتون السحر وأنتم تبصرون -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود أن الوليد
ابن عقبة كان بالعراق يلعب بين يديه ساحر وكان يضرب رأس الرجل ثم يصيح به فيقوم خارجا فيرتد إليه رأسه فقال
الناس سبحان الله يحيى الموتى ورآه رجل من صالح المهاجرين فنظر إليه فلما كان من الغد اشتمل على سيفه فذهب يلعب
لعبه ذلك فاخترط الرجل سيفه فضرب عنقه فقال إن كان صادقا فليحى نفسه وامر به الوليد دينارا صاحب السجن وكان
رجلا صالحا فسجنه فأعجبه نحو الرجل فقال أفتستطيع ان تهرب قال نعم قال فاخرج لا يسألني الله عنك ابدا -
باب قبول توبة الساحر وحقن دمه بتوبته
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني يونس
ابن يزيد عن ابن شهاب حدثني سعيد بن المسيب ان أبا هريرة رضي الله عنه اخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أمرت ان أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا اله الله عصم منى ماله ونفسه الا بحقه وحسابه على الله
رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر وغيره عن ابن وهب وأخرجه البخاري من حديث شعيب عن الزهري -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا
شعبة عن عمرو بن مرة سمع أبا عبيدة يحدث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان الله يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار وبالنهار ليتوب مسئ الليل حيت تطلع الشمس من مغربها - رواه مسلم في
الصحيح عن بندار عن أبي داود - وكفاك بسحرة فرعون وقصتهم في كتاب الله عز وجل في قبول توبة الساحر -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي من أصله قالوا ثنا

136
أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا عبد الله بن وهب حدثني ابن أبي الزناد حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم انها قالت قدمت على امرأة من أهل دومة الجندل جاءت تبتغى رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعد موته حداثة ذلك تسأله عن شئ دخلت فيه من أمر السحر ولم تعمل به قالت عائشة رضي الله عنها لعروة
يا بن أختي فرأيتها تبكى حين لم تجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت تبكى حتى انى لارحمها تقول انى لأخاف ان أكون
قد هلكت كان لي زوج فغاب عنى فدخلت على عجوز فشكوت إليها ذلك فقالت إن فعلت ما أمرك به فأجعله يأتيك فلما
كان الليل جاءتني بكلبين أسودين فركبت أحدهما وركبت الآخر فلم يكن كثير حتى وقفنا ببابل فإذا برجلين معلقين
بأرجلهما فقالا ما جاء بك فقلت أتعلم السحر فقالا إنما نحن فتنة فلا تكفري وارجعي فأبيت وقلت لا قالا فاذهبي إلى ذلك التنور
فبولي فيه فذهبت ففزعت ولم تفعل فرجعت إليهما فقالا فعلت فقلت نعم فقالا هل رأيت شيئا قلت لم أر شيئا فقالا لم تفعلي
ارجعي إلى بلادك ولا تكفري فأربت وأبيت فقالا اذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه ثم ائتى فذهبت فاقشعر جلدي وخفت
ثم رجعت إليهما فقلت قد فعلت فقالا فما رأيت فقلت لم أر شيئا فقالا كذبت لم تفعلي فارجعي إلى بلادك ولا تكفري فإنك على
رأس امرك فاربت وأبيت فقالا اذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه فذهبت إليه فبلت فيه فرأيت فارسا مقنعا بحديد
قد خرج منى حتى ذهب في السماء وغاب عنى حتى ما أراه فجئتهما فقلت قد فعلت فقالا ما رأيت فقلت رأيت فارسا مقنعا خرج
منى فذهب في السماء حتى ما أراه فقالا صدقت ذلك ايمانك خرج منك اذهبي فقلت للمرأة والله ما اعلم شيئا وما قال (1) لي شيئا
قالت بلى ان تريدي شيئا لا كان خذي هذا القمح فابذري فبذرت فقلت اطلعي فطلعت فقلت احقلي فأحقلت ثم قلت افركي
فأفركت ثم قلت أيبسي فأيبست ثم قلت اطحني فأطحنت ثم قلت اخبزي فأخبزت فلما رأيت انى لا أريد شيئا الا كان
سقط في يدي وندمت والله يا أم المؤمنين ما فعلت شيئا قط ولا افعله ابدا فسألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم
يومئذ متوافرون فما دروا ما يقولون لها وكلهم هاب وخاف ان يفتيها بما لا يعلم الا أنه قد قال لها ابن عباس أو بعض من كان
عنده لو كان أبوك حيين أو أحدهما قال هشام فلو جاءتنا اليوم أفتيناها بالضمان قال ابن أبي الزناد وكان هشام يقول إنهم
كانوا أهل ورع وخشية من الله وبعداء من التكلف والجرأة على الله ثم يقول هشام ولكنها لو جاءت اليوم مثلها لو جدت
نوكى أهل حمق وتكلف بغير علم والله أعلم (2) -
باب من لا يكون سحره كفر أو لم يقتل به أحدا لم يقتل
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو محمد بن صاعد ثنا محمد بن المثنى
ثنا عبد الوهاب الثقفي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول أخبرني ابن عمرة محمد بن عبد الرحمن بن حارثة وهو أبو الرجال عن
عمرة عن عائشة رضي الله عنها أصابها مرض وان بعض بنى أخيها ذكروا شكواها لرجل من الزط يتطيب وانه قال لهم
انكم لتذكرون امرأة مسحورة سحرتها جارية لها في حجر الجارية الآن صبي قد بال في حجرها فذكروا ذلك لعائشة
رضي الله عنها فقالت ادعوا لي فلانة لجارية لها قالوا في حجرها فلان لصبي (3) لهم قد بال في حجرها فقالت ايتونى بها فاتيت
بها فقالت سحرتني قالت نعم قالت لمه قالت أردت ان أعتق وكانت عائشة رضي الله عنها أعتقتها عن دبر منها فقالت إن لله على أن
لا تعتقي ابدا انظروا أسوأ العرب ملكة فبيعوها منهم واشترت بثمنها جارية فأعتقتها -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن رجل
عن ابن المسيب قال دخلت امرأة على عائشة رضي الله عنها فقالت هل على حرج ان أقيد جملي قالت قيدي جملك قالت
فأحبس على زوجي فقالت عائشة رضي الله عنها أخرجوا عنى الساحرة فأخرجوها -



(1) كذا
(2) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في التاسع والخمسين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد -
(3) مص - صبي
137
باب ما جاء في النهى عن الكهانة واتيان الكاهن
(أخبرنا) أبو الحسن بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور (ح وحدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف
الأصبهاني أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين بن الحسن القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي قالا ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن
الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن معاوية بن الحكم السلمي ان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله منا
رجال يتطيرون قال ذلك شئ تجدونه في نفوسكم (1) فلا يصدنكم قالوا منا رجال يأتون الكهان قال فلا تأتوا كاهنا -
رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن راهويه وعبد بن حميد عن عبد الرزاق -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس
ابن الوليد بن مزيد أنبأ عقبة بن علقمة ثنا الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني هلال بن أبي ميمونة حدثني عطاء
ابن يسار حدثني معاوية بن الحكم السلمي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أحاديث قال يا رسول الله انا كنا حديث
عهد بجاهلية وان الله جاء بالاسلام وان رجالا منا يتطيرون قال ذلك شئ يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم، قلت ورجال
منها يأتون الكهنة (2) قال فلا يأتوهم (3) قلت ورجال منا يخطون قال قد كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك -
أخرجه مسلم في الصحيح من حديث الأوزاعي -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا موسى بن هارون ثنا محمد بن المثنى ثنا يحيى بن سعيد عن
عبيد الله عن نافع عن صفية عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتى عرافا فسأله
عن شئ لم تقبل له صلاة أربعين ليلة -
(وأخبرنا) علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن
الزهري عن يحيى بن عروة بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله ان الكهان
قد يحدثوننا بالشئ فيكون حقا قال تلك الكلمة من الحق يخطفها فيقذفها في اذن وليه فيزيد فيها أكثر من مائة كذبة
رواه مسلم في الصحيح عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق وأخرجه البخاري من وجه آخر عن معمر -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد
ابن عوف ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي عن الزهري أخبرني علي بن حسين أراه عن ابن عباس قال أخبرني رجال من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار قال بينا هم جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى بنجم فاستنار فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما كنتم تقولون إذا كان مثل هذا في الجاهلية إذا رمى بمثل هذا قالوا الله ورسوله اعلم قالوا كنا نقول
ولد الليلة رجل عظيم مات الليلة رجل عظيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها لا ترمى لموت أحد ولا لحياته ولكن
ربنا إذا قضى أمرا سبحه حملة العرش ثم سبحه أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل السماء الدنيا ثم يقول الذين
يلون حملة العرش لحملة العرش ماذا قال ربكم فيخبرونهم فيستخبر أهل السماوات بعضهم بعضا حتى يبلغ الخبر هذه السماء
الدنيا فيخطف الجن السمع فيلقونه إلى أوليائهم فما جاؤوا به على وجهه فهو حق ولكنهم يقذفون فيه - أخرجه مسلم في
الصحيح من حديث الأوزاعي -
باب ما جاء في كراهية اقتباس علم النجوم
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا علي بن عبد الله ثنا يحيى بن سعيد ثنا عبيد الله بن
الأخنس حدثني الوليد بن عبد الله عن يوسف بن ماهك عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اقتبس
علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر فما زاد زاد (قال) إسماعيل أخبرنا به على في موضع آخر فقال فيه عن ابن عباس قال



(1) مص - في أنفسكم
(2) مص - الكهان
(3) مص - فلا تأتوهم -
138
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول - ثم ذكر الحديث -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه من أصل سماعه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف
الفريابي قال ذكر سفيان عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس في قوم يكتبون أبا جاد وينظرون في النجوم
قال ما أدرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق - قد مضى في كتاب الاستسقاء ما قال الشافعي رحمه الله في الاستسقاء
بالأنواء وفي ذلك بيان ما يكون منه كفرا وما لا يكون منه كفرا -
باب العيافة والطيرة والطرق
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن
عوف العبدي عن حيان هو ابن العلاء عن قطن بن قبيصة عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال العيافة والطرق والطيرة
من الجبت -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا عوف
فذكره - بنحوه قال عوف العيافة زجر الطير والطرق الحط يخط يعنى في الأرض والجبت قال الحسن انه الشيطان -
(أخبرنا) عبد الخالق بن علي المؤذن أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ زيد بن الحباب أنبأ سفيان
الثوري عن سلمة بن كهيل قال سمعت عيسى بن عاصم (ح وحدثنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن
جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن سلمه بن كهيل قال سمعت عيس بن عاصم عن زربن حبيش عن
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي رواية شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
الطيرة شرك وما منا الا ولكن الله عز وجل يذهبه بالتوكل -
(أخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق
أنبأ معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا طيرة
وخيرها الفال قيل يا رسول الله وما الفال قال الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم - رواه مسلم في الصحيح عن عبد عن
عبد الرزاق وأخرجه البخاري من وجه آخر عن معمر -
(أخبرنا) عبد الخالق بن علي أنبأ أبو بكر بن خنب ثنا أبو إسماعيل الترمذي حدثني أبو هاشم قال سمعت الأصمعي وسئل عن
الكلمة الصالحة فقال الرجل يضل له الشئ فيذهب فيسمع يا واجد -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النصر محمد بن محمد بن يوسف ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ومحمد بن أيوب قالا ثنا
مسلم بن إبراهيم ثنا هشام ثنا قتادة عن انس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا طيرة ويعجبني
الفال الصالح الكلمة الحسنة - رواه البخاري في الصحيح عن مسلم بن إبراهيم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن قتادة -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري أنبأ أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ثنا
سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن عامر قال ذكرت الطيرة عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحسنها الفال
ولا ترد مسلما فإذا رأيت من الطيرة ما تكره فقل اللهم لا يأتي بالحسنات الا أنت ولا يدفع السيئات الا أنت ولا حول ولا قوة
الا بك -



قال (باب العيافة والطيرة)
139
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا هشام عن قتادة عن عبد الله بن بريدة
عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتطير من شئ وكان إذا بعث عاملا سأل عن اسمه فإذا أعجبه اسمه فرح به ورئى
بشر ذلك في وجهه وان كره اسمه رئي كراهية ذلك في وجهه (وإذا دخل قرية سأل عن اسمها فان أعجبه اسمها فرح بها
ورئى بشر ذلك في وجهه وان كره اسمها رئي كراهية ذلك في وجهه - 1)
(أخبرنا) أبو عبد الله إسحاق بن يوسف السوسي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد أنبأ
أبي ثنا الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني حضرمي بن لاحق حدثني سعيد بن المسيب قال سمعت سعد بن أبي
وقاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا هام ولا عدوى ولا طيرة وان يكن التطير في شئ فهو في الفرس
والمرأة والدار -
(حدثنا) أبو عبد الله الحافظ لفظا غير مرة وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر القطان
وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا ابن أبي مريم ثنا سليمان بن بلال
ثنا عتبة بن مسلم عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن كان الشؤم في شئ ففي
الفرس والمسكن والمرأة - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن إسحاق الصغاني وأخرجه البخاري من وجه آخر عن حمزة -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ الحسن بن يعقوب العدل ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سعيد بن أبي
عروبة عن قتادة عن أبي حسان الأعرج ان عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
كان أهل الجاهلية يقولون إنما الطيرة في المرأة والدابة والدار ثم قرأت (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم
الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير) -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود قال قرئ على الحارث بن مسكين وانا شاهد أخبرك ابن
القاسم قال سئل مالك عن الشؤم في الفرس والدار قال كم من دار سكنها ناس فهلكوا ثم سكنها آخرون فهلكوا فهذا
تفسيره فيما نرى - والله أعلم -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق عن معمر قال وسمعت
من تفسير هذا الحديث يقول شؤم المرأة إذا كانت غير ولود وشؤم الفرس إذا لم يغز عليه وشؤم الدار جار السوء -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام ثنا أبو حذيفة ثنا عكرمة بن عمار عن إسحاق بن عبد الله
ابن أبي طلحة عن انس بن مالك قال جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انا كنا
في دار كثير فيها عددنا وكثير فيها أموالنا ثم تحولنا إلى دار أخرى فقل فيها عددنا وقلت فيها أموالنا فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم دعوها ذميمة -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن
عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن شداد بن الهادي ان امرأة من الأنصار قالت يا رسول الله سكنا دارنا هذه ونحن
كثير فهلكنا وحسن ذات بيننا فساءت اخلاقنا وكثرت (2) أموالنا فافتقرنا فقال أفلا تنتقلون عنها ذميمة قالت فكيف نصنع
بها يا رسول الله قال تبيعونها أو تهبونها - هذا مرسل قال أبو سليمان الخطابي فيما بلغني عنه يحتمل أن يكون إنما أمرهم بتركها
ذكر فيه حديثا (عن عبد الله بن شداد أن امرأة من الأنصار قالت يا رسول الله) الحديث ثم قال (مرسل) - قلت -
هذه المرأة صحابية وابن شداد سمع جماعة من قدماء الصحابة كعمر وعلى ومعاذ رضي الله عنهم وقولهم إن فلانا قال كذا
كالعنعنة عند جماهير الحديث فالحديث إذا مرفوع -



(1) سقط من مص -
(2) كذا
140
ابطالا لما وقع في نفوسهم فإذا تحولوا عنها انقطع مادة ذلك الوهم والله أعلم -
باب ما جاء فيمن تطبب بغير علم فأصاب نفسا فما دونها
(أخبرنا) أبو سعد أحمد بن محمد الماليني أنبأ أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ ثنا أحمد بن علي ثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم
ثنا الوليد بن مسلم عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تطبب
ولم يكن بالطب معروفا فأصاب نفسا فما دونها فهو ضامن - كذا رواه جماعة عن الوليد بن مسلم ورواه محمد بن خالد عن
الوليد عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكره أباه - 1
كتاب قتال أهل البغى
جماع أبواب الرعاة
باب الأئمة من قريش
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن صالح ثنا محمد بن عمرو الحرشي ثنا القعنبي (ح وأنبأ) أبو عبد الله أخبرني أبو النضر
الفقيه ثنا أبو بكر محمد بن شعيب ثنا قتيبة بن سعيد قالا ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع مسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم - رواه
البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة ورواه مسلم عن القعنبي -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم ثنا أبو عاصم عن أبن جريج عن أبي الزبير
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس تبع لقريش في الخير والشر - أخرجه مسلم في الصحيح من حديث
روح عن ابن جريج -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف ثنا عثمان بن سعيد الدارمي (ح وأخبرنا) أبو الحسن
ابن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الاسفاطى قالا ثنا أبو الوليد ثنا عاصم بن محمد قال سمعت أبي يحدث عن ابن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال هذا الامر في قريش ما كان في الناس اثنين (2) - وفي رواية الدارمي ما بقي من
الناس اثنان - رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد ورواه البخاري ومسلم عن أحمد بن يونس عن عاصم بن محمد -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن خالد بن
خلى ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة عن أبيه (ح وأخبرنا) القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي أنبأ أبو سهل أحمد بن
محمد بن عبد الله بن زياد القطان ثنا أبو يحيى عبد الكريم بن الهيثم ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب بن أبي حمزة عن الزهري
قال كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث انه بلغ معاوية وهو عنده في وفد من قريش ان عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث
انه سيكون ملك من (3) قحطان فغضب معاوية فقام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال اما بعد فإنه بلغني ان رجالا منكم
يتحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك جهالكم إياكم والأماني التي



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الموفى ستين بعد خمس المائة ولله الحمد - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى
في الثاني والعشرين ولله الحمد - بلغت قراءة والجماعة سماعا والحمد لله وحده
(2) كذا
(3) مص - في -
141
تضل أهلها فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن هذا الامر في قريش لا يعاديهم فيه أحد الا كبه الله على وجهه
ما أقاموا الدين - رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان -
(أخبرنا) أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان
حدثني عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن
عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه كان من خبرنا حين توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم
ان الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بنى ساعدة وخالف عنا على والزبير ومن معهما واجتمع المهاجرون إلى
أبى بكر رضي الله عنه فقلت لأبي بكر يا أبا بكر انطلق بنا إلى اخواننا هؤلاء من الأنصار فانطلقنا نريدهم فلما دنونا منهم لقينا
منهم رجلان صالحان فذكرا ما تمالا عليه القوم فقالا أين تريدون يا معشر المهاجرين فقلنا نريد اخواننا هؤلاء من الأنصار
فقالا لا عليكم ان لا تقربوهم اقضوا أمركم فقلت والله لنأتينهم فانطلقنا حتى اتيناهم في سقيفة بنى ساعدة فإذا رجل مزمل
بين ظهرانيهم فقلت من هذا قالوا سعد بن عبادة فقلت ما له قالوا يوعك فلما جلسنا قليلا تشهد خطيبهم فاثنى على الله بما
هو أهله ثم قال اما بعد فنحن (1) أنصار الله وكتيبة الاسلام وأنتم معشر المهاجرين رهط منا وقد دفت دافة من قومكم فاذاهم
يريدون ان يختزلونا من أصلنا وان يحضنونا من الامر قال فلما سكت أردت ان أتكلم وكنت زورت مقالة أعجبتني
أريد أن اقدمها بين يدي أبى بكر رضي الله عنه وكنت أدارئ عنه (2) بعض الحد فلما أردت ان أتكلم قال أبو بكر رضي الله عنه
على رسلك فكرهت ان أغضبه فتكلم أبو بكر رضي الله عنه فكأن هو احلم منى وأوقر والله ما ترك من كلمة أعجبتني في
تزويري الا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت قال ما ذكرتم من خير فأنتم له أهل ولن نعرف هذا الامر الا لهذا
الحي من قريش هم أوسط العرب نسبا ودارا وقدرا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم واخذ بيدي
وبيد أبى عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا فلم أكره مما قال غيرها كان والله ان أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من
اثم أحب إلى من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر رضي الله عنه اللهم الا ان تسول لي نفسي عند الموت شيئا لا أجده الآن
فقال قائل الأنصار (3) انا جذيلها (4) المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش وكثر اللغط
وارتفعت الأصوات حتى فرقت من أن يقع اختلاف فقلت ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثم
بايعته الأنصار - رواه البخاري في الصحيح عن عبد العزيز الأويسي (5) -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرى ابن الحمامي رحمه الله ببغداد أنبأ أحمد بن سلمان النجاد قال
قرئ على محمد بن الهيثم وانا اسمع ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني سليمان بن بلال عن هشام بن عروة أخبرني عروة بن
الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وأبو بكر رضي الله عنه بالسنح فقام
عمر رضي الله عنه فقال والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر رضي الله عنه والله ما كان يقع في نفسي الا ذاك
وليبعثنه الله عز وجل فيقطعن أيدي رجال وأرجلهم فجاء أبو بكر رضي الله عنه فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقبله وقال بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا والذي نفسي بيده لا يذيقك الله عز وجل الموتتين ابدا ثم خرج فقال أيها لحالف
على رسلك فلما تكلم أبو بكر جلس عمر رضي الله عنهما فحمد الله وأثنى عليه ثم قال من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن
كان يعبد الله عز وجل فان الله حي لا يموت وقال (انك ميت وانهم ميتون) وقال (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله
الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه) الآية كلها فنشج الناس يبكون واجتمعت الأنصار إلى
سعد بن عبادة رضي الله عنه في سقيفة بنى ساعدة فقالوا منا أمير ومنكم أمير فذهب إليهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح



(1) مد - فانا
(2) مص - منه
(3) هامش مص - القائل هو الحباب بن المنذر
(4) مص - ومد - جذيعها
(5) بلغ سماعهم والعرض في الحادي والستين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد -
142
رضي الله عنهم فذهب عمر يتكلم فاسكته أبو بكر رضي الله عنه فكان عمر رضي الله عنه يقول والله ما أردت بذاك الا انى
قد هيأت كلاما قد أعجبني خشيت ان لا يبلغه أبو بكر رضي الله عنه فتكلم وأبلغ فقال في كلامه نحن الامراء وأنتم الوزراء
قال الحباب بن المنذر لا والله لا نفعل ابدا منا أمير ومنكم أمير فقال أبو بكر رضي الله عنه لا ولكنا الامراء وأنتم الوزراء هم
أوسط العرب دارا وأعربهم أحسابا فبايعوا عمر بن الخطاب أو أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما فقال عمر بل نبايعك أنت
خيرنا وسيدنا وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس فقال قائل قتلتم سعد بن عبادة
فقال عمر قتله الله - رواه البخاري في الصحيح عن إسماعيل بن أبي أويس -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق بن
يسار في خطبة أبى بكر رضي الله عنه قال وان هذا الامر في قريش ما أطاعوا الله واستقاموا على أمره قد بلغكم ذلك
أو سمعتموه من رسول الله صلى الله عليه وسلم - ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم - واصبروا ان الله مع الصابرين - فنحن
الامراء وأنتم الوزراء اخواننا في الدين وانصارنا عليه وفي خطبة عمر رضي الله عنه بعده نشدتكم بالله يا معشر الأنصار
ألم تسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من سمعه منكم وهو يقول الولاة من قريش ما أطاعوا الله واستقاموا على
أمره فقال من قال من الأنصار بلى الآن ذكرنا قال فانا لا نطلب هذا الامر الا لهذا أفلا تستهوينكم الأهواء فليس بعد الحق
الا الضلال فانى تصرفون -
(حدثنا) أبو عبد الله الحافظ املاء وأبو محمد بن أبي حامد المقرى قراءة عليه قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا جعفر
ابن محمد بن شاكر ثنا عفان بن مسلم ثنا وهيب ثنا داود بن أبي هند ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال
لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الأنصار فجعل الرجل منهم يقول يا معشر المهاجرين ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منا فنرى ان يلي هذا الامر رجلان أحدهما منكم والآخر منا قال
فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك فقام زيد بن ثابت رضي الله عنه فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين
وان الامام يكون من المهاجرين ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أبو بكر رضي الله عنه فقال
جزاكم الله خيرا يا معشر الأنصار وثبت قائلكم ثم قال اما لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبى بكر
فقال هذا صاحبكم فبايعوه ثم انطلقوا فلما قعد أبو بكر رضي الله عنه على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليا رضي الله عنه فسأل
عنه فقام ناس من الأنصار فأتوا به فقال أبو بكر رضي الله عنه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه أردت ان تشق عصا
المسلمين فقال لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعه ثم لم ير الزبير بن العوام رضي الله عنه فسأل عنه حتى جاءوا به فقال ابن عمة
رسول الله صلى الله عليه وسلم وحواريه أردت ان تشق عصا المسلمين فقال مثل قوله لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعاه -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد بن علي الحافظ الأسفرائيني ثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن إسحاق بن
خزيمة وإبراهيم بن أبي طالب قالا ثنا بندار بن بشار ثنا أبو هشام المخزومي ثنا وهيب - فذكره بنحوه قال أبو علي الحافظ
سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول جاءني مسلم بن الحجاج فسألني عن هذا الحديث فكتبته له في رقعة وقرأت عليه فقال
هذا حديث يسوى بدنة فقلت يسوى بدنة؟ بل هو يسوى بدرة -
(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن محمد الدوري ثنا الفيض بن الفضل
البجلي ثنا مسعر عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد عن علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال
الأئمة من قريش -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو الجواب ثنا عمار بن رزيق عن
الأعمش عن سهل عن بكير (1) الجزري عن انس بن مالك قال دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في بيت في



(1) مص - سهل بن بكير -
143
نفر من المهاجرين قال نجعل كل رجل منا يوسع له يرجو أن يجلس إلى جنبه فقام على باب البيت فقال الأئمة من قريش
ولى عليكم حق عظيم ولهم مثلهم (1) ما فعلوا ثلاثا إذا استرحموا ورحموا وحكموا فعدلوا وعاهدوا فوفوا فمن لم يفعل ذلك
منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (وكذلك) رواه جماعة عن الأعمش عن سهل يكنى أبا أسد وكذلك رواه
مسعر بن كدام عن سهل ورواه شعبة عن علي بن أبي الأسد وقيل عنه عن علي أبى الأسد وهو وأهم فيه والصحيح
ما رواه الأعمش ومسعر وهو سهل القراري من بنى قرار يكنى أبا أسد -
(وأخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عمرو بن السماك وأحمد بن سلمان قالا ثنا محمد بن الهيثم القاضي ثنا عمرو بن مرزوق
أنبأ إبراهيم بن سعد عن أبيه عن انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الأئمة من قريش إذا ما حكموا فعدلوا
وإذا عاهدوا وفوا وإذا استرحموا رحموا (ورواه) أيضا موسى الجهني عن منصور عمن سمع انسا عن النبي صلى الله عليه وسلم
بمعناه (أخبرناه) أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ موسى
الجهني - فذكره -
(وحدثنا) عبد الله بن يوسف الأصبهاني ثنا (2) أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني الحافظ ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا عبد الرحمن
ابن المبارك العيشي ثنا الصعق بن حزن ثنا علي بن الحكم عن انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الامراء
من قريش يقولها ثلاثا الأولى عليكم حق ولهم عليكم حق ما عملوا فيكم بثلاث ما رحموا إذا استرحموا وما اقسطوا إذا قسموا
وما عدلوا إذا حكموا -
(وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان ثنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا علي بن الحسن بن بيان ثنا عارم ثنا الصعق بن حزن ثنا علي بن
الحكم عن انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الامراء من قريش الامراء من قريش الامراء من قريش
ولى عليهم حق ولكم عليهم حق ما عملوا فيكم بثلاث ما إذا استرحموا رحموا واقسطوا إذا قسموا وعدلوا إذا حكموا -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ
الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ ابن أبي فديك عن ابن أبي ذئب عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء بن يسار ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقريش أنتم أولى الناس بهذا الامر ما كنتم مع الحق الا ان تعدلوا عنه فتلحون كما تلحى
هذه الجريدة يشير إلى جريدة بيده (3) -
باب لا يصلح امامان في عصر واحد
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا ابن أبي قماش ثنا عمرو بن عون عن خالد (ح وأخبرنا)
أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر بن عبد الله أنبأ الحسن بن سفيان ثنا وهب بن بقية ثنا خالد بن عبد الله عن الجريري عن أبي
نضرة عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما - رواه مسلم في
الصحيح عن وهب بن بقية -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا بندار ثنا محمد بن جعفر
ثنا شعبة عن فرات قال سمعت أبا حازم يحدث قال قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وانه لا نبي بعدى وستكون خلفاء يكثرون قالوا فما تأمرنا
قال فوا ببيعة الأول فالأول واعطوهم حقهم فان الله سائلهم عمن استرعاهم - رواه البخاري ومسلم جميعا في الصحيح
عن بندار (وروينا) في حديث السقيفة ان الأنصار حين قالوا منا رجل ومنكم رجل قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه



(1) كذا وفي هامش ر - مثله
(2) مص - أنبأ
(3) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الثاني والستين بعد خمس المائة
بالدار ولله الحمد -
144
يومئذ سيفان في غمد واحد إذا لا يصطلحان -
(وقال أبو بكر رضي الله عنه في خطبته يومئذ ما - 1 - أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن سلمة بن نبيط الأشجعي عن أبيه عن سالم بن عبيد وكان
من أصحاب الصفة قال كان أبو بكر رضي الله عنه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له يا صاحب رسول الله توفى رسول الله
صلى الله عليه وسلم؟ فقال نعم فعلموا انه كما قال ثم قال أبو بكر رضي الله عنه دونكم صاحبكم لبنى عم رسول الله صلى الله عليه
وسلم يعنى في غسله يكون امره ثم خرج فاجتمع المهاجرون يتشاورون فبينا هم كذلك يتشاورون إذ قالوا انطلقوا بنا إلى
اخواننا من الأنصار فان لهم في هذا الحق نصيبا فانطلقوا فأتوا الأنصار فقال رجل من الأنصار منا رجل ومنكم رجل فقال
عمر بن الخطاب رضي الله عنه سيفان في غمد واحد إذا لا يصطلحا فأخذ بيد أبى بكر رضي الله عنه وقال من هذا الذي له هذه
الثلاث (إذ هما في الغار (من هما) إذ يقول لصاحبه) من صاحبه (لا تحزن ان الله معنا) مع من هو فبسط عمر يد أبى بكر
رضي الله عنهما فقال بايعوه فبايع الناس أحسن بيعة وجملها -
(وقال أبو بكر رضي الله عنه في خطبته يومئذ ما - 2 - أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا احمد
ابن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق في خطبة أبى بكر رضي الله عنه يومئذ قال وانه لا يحل أن يكون للمسلمين
أميران فإنه مهما يكن ذلك يختلف أمرهم واحكامهم وتتفرق جماعتهم ويتنازعوا فيما بينهم هنالك تترك السنة وتظهر البدعة
وتعظم الفتنة وليس لا حد على ذلك صلاح -
باب كيفية (3) البيعة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا القعنبي فيما قرأ على مالك
عن يحيى بن سعيد أنه قال أخبرني عبادة بن الوليد عن أبيه عن عبادة بن الصامت قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على
السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وان لا ننازع الامر أهله وان نقوم أو نقول بالحق حيث ما كنا لا نخاف
لومة لائم - رواه البخاري في الصحيح عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب وعلي بن عيسى بن إبراهيم قالا ثنا الحسين بن محمد بن زياد القباني
ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن إدريس عن يحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمر عن عبادة بن الوليد بن (4) عبادة فذكره
بنحوه زاد - وعلى (5) اثره علينا وقال وعلى ان نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم - رواه مسلم في الصحيح
عن أبي بكر بن أبي شيبة -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد (6) بن إبراهيم بن الفضل الفحام ثنا محمد بن يحيى ثنا نعيم بن حماد ثنا ابن وهب عن
عمرو بن الحارث حدثني بكير عن بسر (7) بن سعيد عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت قال دعانا رسول الله صلى الله
عليه وسلم فبايعنا وأخذ علينا السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا واثرة علينا وان لا ننازع الامر أهله
قال الا ان تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان - أخرجاه في الصحيح من حديث ابن وهب -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا القعنبي فيما قرأ على مالك عن عبد الله بن
دينار عن عبد الله بن عمر قال كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة يقول لنا فيما استطعت - رواه
البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك -
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ أبو بكر الفاريابي ومحمد بن أحمد المقدمي قالا ثنا يعقوب



(1) ضبب في مص على هذه العبارة وكتب في الهامش - كذا في الأصل ولم يضبب عليه في ص
(2) ليس في مص
(3) مص - كيف
(4) مد - عن
(5) مص - زاد - على
(6) مد - أبو بكر بن محمد
(7) مص - بشير - خطأ
145
ابن إبراهيم ثنا هشيم أنبأ سيار (ح قال الإسماعيلي وأخبرني) حامد ثنا سريج ثنا هشيم عن سيار عن الشعبي عن جرير بايعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة فلقنني فيما استطعت والنصح لكل مسلم - رواه البخاري في الصحيح عن
يعقوب الدورقي ورواه مسلم عن يعقوب وسريج بن يونس -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد (1) بن إبراهيم الفحام ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن خثيم يعنى
عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين يتتبع الناس في منازلهم بعكاظ
ومجنة وفي الموسم بمنى يقول من يؤويني من ينصرني حيث أبلغ رسالة ربى وله الجنة قال فقلنا حيت متى نترك رسول الله
صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف فرحل إليه منا سبعون رجلا حتى قدمنا عليه في الموسم فوعدناه شعب العقبة
فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين حتى توافينا فقلنا يا رسول الله على ما نبايعك قال تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط
والكسل والنفقة في العسر واليسر وعلى الامر بالمعروف والنهى عن المنكر وان تقولوا في الله لا تخافون لومة لائم وعلى
ان تنصروني إذا قدمت عليكم وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناء كم ولكم الجنة فقمنا إليه فبايعناه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا محمد بن عبد السلام ومحمد بن عمرو قالا ثنا يحيى بن يحيى أنبأ خالد
ابن عبد الله عن خالد الحذاء عن الحكم بن عبد الله الأعرج عن معقل بن يسار المزني قال بايع الناس رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوم الحديبية وهو تحت الشجرة وانا رافع غصنا من أغصانها فلم نبايعه على الموت ولكن بايعناه على أن لا نفر - رواه
مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا العباس الاسفاطى ثنا أبو الوليد ثنا الليث ثنا أبو الزبير
عن جابر قال كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة فبايعناه وعمر بن الخطاب رضي الله عنه آخذ بيده تحت الشجرة وهي سمرة
بحر فبايعناه على أن لا نفر ولم نبايعه على الموت يعنى النبي صلى الله عليه وسلم - رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة عن الليث (قال
الشيخ) الفقيه كذا قالا -
(وقد أخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا يحيى بن جعفر ثنا
الضحاك بن مخلد ثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ثم
تنحيت ثم بايع الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي الا تبايع قلت قد بايعت قال وزيادة، قلت له أي شئ بايعتم
قال على الموت -
(وأخبرنا) أبو الحسن بن أبي المعروف الفقيه أنبأ أبو عمرو بن نجيد أنبأ أبو مسلم ثنا أبو عاصم - فذكره بنحوه الا أنه قال
ثم تنحيت فقال يا سلمة الا تبايع قلت قد بايعت قال أقبل فبايع قال فدنوت فبايعته، قال قلت على ما بايعته يا أبا مسلم قال
على الموت - رواه البخاري في الصحيح عن أبي عاصم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن يزيد بن أبي عبيد -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الاسفاطى ثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل المقرى ثنا وهيب
عن عمرو بن يحيى المازني عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد قال لما كان زمان الحرة أتاه آت فقال له هذاك ابن فلان
يبايع الناس قال على أي شئ قال على الموت قال لا أبايع على هذا أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال وأخبرنا)
احمد ثنا تمتام (2) ثنا موسى - فذكره بنحوه الا أنه قال هناك (3) ابن حنظلة - رواه البخاري في الصحيح عن موسى
ابن إسماعيل وأخرجه مسلم من وجه آخر عن وهيب -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن
بكير عن جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج حدثني ابن العفيف قال رأيت أبا بكر وهو يبايع الناس بعد رسول الله صلى الله
عليه وسلم فيجتمع إليه العصابة فيقول تبايعوني على السمع والطاعة لله ولكتابه ثم للأمير فيقولون نعم فيبايعهم فقمت عنده



(1) مد - أبو بكر بن محمد
(2) مد - تمام
(3) مص - هذاك
146
ساعة وانا يومئذ المحتلم أو فوقه فتعلمت شرطه الذي شرط على الناس ثم أتيته فقلت وبدأته قلت انا أبايعك على السمع
والطاعة لله ولكتابه ثم للأمير فصعد في البصر ثم صوبه ورأيت انى أعجبته رحمه الله -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء ثنا جويرية عن
مالك عن الزهري ان حميد بن عبد الرحمن اخبره ان المسور بن مخرمة اخبره ان الرهط الذين ولاهم عمر اجتمعوا فتشاوروا
فقال لهم عبد الرحمن بن عوف لست بالذي انافسكم على هذا الامر ولكنكم ان شئتم اخترت لكم منكم فجعلوا ذلك إلى
عبد الرحمن بن عوف فلما ولوا عبد الرحمن بن عوف أمرهم انثال الناس على عبد الرحمن ومالوا عليه حتى ما أرى أحدا من
الناس يتبع أحدا من أولئك الرهط ولا يطأ عقبه فمال الناس على عبد الرحمن يشاورونه ويناجونه تلك الليلة حتى إذا كانت
الليلة التي أصبحنا فيها فبايعنا عثمان قال المسور طرقني عبد الرحمن بعد هجع من الليل فضرب الباب فاستيقظت فقال الا أراك
نائما فوالله ما اكتحلت هذه الثلاث بكثير (1) نوم انطلق فادع الزبير وسعدا فدعوتهما له فشاورهما ثم دعاني فقال ادع لي
عليا فدعوته فناجاه حتى ابهار الليل ثم قام من عنده على طمع وقد كان عبد الرحمن يخشى من على شيئا ثم قال ادع لي عثمان
فناجاه طويلا حيث فرق بينهما المؤذن بالصبح فلما صلى الناس الصبح واجتمع أولئك الرهط عند المنبر فأرسل عبد الرحمن
إلى من كان حاضرا من المهاجرين والأنصار وأرسل إلى الامراء وكانوا قد وافوا تلك الحجة مع عمر فلما اجتمعوا تشهد
عبد الرحمن وقال اما بعد يا علي فانى قد نظرت في أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان فلا تجعلن على نفسك سبيلا وأخذ بيد عثمان
وقال أبايعك على سنة الله وسنة رسوله والخليفتين من بعده فبايعه عبد الرحمن وبايعه الناس المهاجرون والأنصار وامراء
الأجناد والمسلمون - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد بن أسماء -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن سلمان النجاد ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا القعنبي عن مالك عن عبد الله بن دينار أن
عبد الله بن عمر كتب إلى عبد الملك بن مروان يبايعه فكتب إليه بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد لعبد الملك أمير المؤمنين من
عبد الله بن عمر سلام عليك فانى احمد إليك الله الذي لا انه الا هو وأقر لك بالسمع والطاعة على سنة الله وسنة رسوله صلى الله
عليه وسلم فيما استطعت - رواه البخاري في الصحيح عن ابن أبي أويس عن مالك -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرى ابن الحمامي ببغداد أنبأ أحمد بن سلمان الفقيه أنبأ محمد بن غالب ثنا أبو حذيفة
ثنا سفيان عن عبد الله بن دينار قال لما اجتمع الناس على عبد الملك كتب إليه عبد الله بن عمر سلام عليك اما بعد فانى أقر بالسمع
والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين على سنة الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما استطعت وان بنى قد أقروا بمثل
ذلك والسلام - أخرجه البخاري في الصحيح عن مسدد وعمرو بن علي عن يحيى القطان عن سفيان (2) -
باب كيف يبايع النساء
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي (ح وأخبرنا) أبو الحسن محمد بن
محمد بن حم الفقيه الأسفرائيني بها أنبأ أبو سهل بشر بن أحمد أنبأ أحمد بن الحسين (3) بن نصر الحذاء أنبأ علي بن عبد الله المديني
قالا ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتحن
النساء بهذه الآية (إذا جاءك المؤمنات يبايعك على أن لا يشركن بالله شيئا) ولا ولا قالت عائشة وما مست يد رسول الله
صلى الله عليه وسلم امرأة قط الا امرأة يملكها - لفظ حديث على وفي رواية احمد قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يبايع النساء بالكلام بهذه الآية (على أن لا يشركن بالله شيئا) قالت وما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة



(1) مص - بكير
(2) هامش مص - ور - آخر الجزء الحادي والخمسين بعد المائة من الأصل ولله الحمد - وبهامش ر -
بلغ سماعهم والعرض في الثالث والستين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد -
(3) مد - الحسن
147
قط الأيد امرأة يملكها - رواه البخاري في الصحيح عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق - (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر بن عبد الله وأبو عمرو بن أبي جعفر قالا أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو الطاهر
أنبأ ابن وهب أخبرني يونس قال قال ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت
كان المؤمنات إذا هاجرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتحن بقول الله عز وجل (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات
يبايعنك على ألا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن) إلى آخر الآية قالت عائشة رضي الله عنها فمن أقر بهذا من المؤمنات فقد أقر
بالمحنة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اقررن بذلك من قولهن قال لهن انطلقن فقد بايعتكن ولا والله ما مست
يد رسول الله صلى الله عليه وسلم كف امرأة قط وكان يقول لهن إذا أخذ عليهن قد بايعتكن كلاما - رواه مسلم في الصحيح
عن أبي الطاهر وأخرجه البخاري من وجه آخر عن الزهري -
(أخبرنا) أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن العدل أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا ابن بكير ثنا
مالك عن محمد بن المنكدر عن اسمية بنت رقيقة انها قالت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة نبايعه فقلنا نبايعك
يا رسول الله على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتى ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيك
في معروف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما استطعتن وأطقن قالت فقلنا الله ورسوله ارحم بنا من أنفسنا هلم نبايعك
يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة أو مثل قولي
لامرأة واحدة -
باب ما جاء في بيعة الصغير
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة ثنا أبو عبد الرحمن
المقرى ثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني أبو عقيل عن جده عبد الله بن هشام وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وذهبت
به أمه زينب بنت حميد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله بايعه فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو صغير
ومسح على رأسه ودعا له وكان يضحى بالشاة الواحدة عن جميع أهله - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يزيد
المقرى -
باب الاستخلاف
(أخبرنا) أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن
يوسف الفريابي قال ذكر سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر قال قيل لعمر رضي الله عنه ألا تستخلف قال إن
اترك فقد ترك من هو خير منى رسول الله صلى الله عليه وسلم وان استخلف فقد أستخلف من هو خير منى أبو بكر
رضي الله عنه قال فأثنوا عليه فقال راغب وراهب لا أتحملها حيا وميتا لوددت انى بحوت منها كفافا لا لي ولا على - رواه
البخاري في الصحيح عن محمد بن يوسف الفريابي -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا
أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر قال حضرت أبى حين أصيب فأثنوا عليه فقالوا جزاك الله خيرا فقال
واهب وراغب قالوا أستخلف فقال أتحمل أمركم حيا وميتا؟ لوددت ان حظى منها الكفاف لا على ولا لي ان أستخلف
فقد استخلف من هو خير منى وان أترككم فقد ترككم من هو خير منى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبد الله فعرفت انه
حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مستخلف - رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب عن أبي أسامة -
(أخبرنا) أبو عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا
عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال دخلت على حفصة رضي الله عنها فقالت أعلمك ان أباك

148
غير مستخلف قال قلت كلا قالت إنه فاعل فحلفت ان أكلمه في ذلك فخرجت في سفر أو قال في غزاة فلم أكلمه فكنت في
سفري كأنما احمل بيميني جبلا حتى قدمت فدخلت عليه فجعل يسألني (1) فقلت له أبى سمعت الناس يقولون مقالة فآليت ان
أقولها لك زعموا انك غير مستخلف وقد علمت أنه لو كان لك راعى غنم فجاءك وقد ترك رعايته رأيت أن قد ضيع فرعاية
الناس أشد قال فوافقه قولي فأطرق مليا ثم رفع رأسه فقال إن الله يحفظ دينه وان لا أستخلف فان رسول الله صلى الله عليه
وسلم لم يستخلف وان أستخلف فان أبا بكر قد استخلف قال فما هو الا ان ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر
رضي الله عنه فعلمت انه لا يعدل برسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا وانه غير مستخلف - رواه مسلم في الصحيح عن
إسحاق بن إبراهيم وغيره عن عبد الرزاق وأخرجه البخاري من وجه آخر عن معمر -
(وأخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا عبد الرحمن بن مرزوق
ثنا شبابة بن سوار ثنا شعيب بن ميمون ثنا حصين بن عبد الرحمن عن الشعبي عن شقيق بن سلمة قال قيل لعلى رضي الله عنه
استخلف علينا فقال ما استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستخلف ولكن ان يرد الله بالناس خيرا جمعهم على خيرهم
كما جمعهم بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم على خيرهم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ في آخر الجزء العاشر من الفوائد الكبير لأبي العباس ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن
خالد بن خلى الحمصي ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة عن أبيه عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري وكان
كعب بن مالك أحد الثلاثة الذين تيب عليهم فأخبرني عبد الله بن كعب ان عبد الله بن عباس اخبره ان علي بن أبي طالب
رضي الله عنه خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي توفى فيه فقال الناس يا أبا حسن كيف أصبح
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أصبح بحمد الله بارئا قال فأخذ بيده عباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فقال أنت والله
بعد ثلاث عبد العصا وانى والله لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوف يتوفاه الله من وجعه هذا انى اعرف وجوه بنى
عبد المطلب عند الموت فاذهب بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلنسأله في من هذا الامر فإن كان فينا علمنا ذلك وإن كان
في غيرنا كلمناه فأوصى بنا قال علي رضي الله عنه انا والله لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعناها لا يعطيناها
الناس بعده ابدا وانى والله لا أسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم - رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق عن بشر بن
شعيب - وفي هذا وفيما قبله دلالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستخلف أحدا بالنص عليه -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا الحسن بن مكرم ثنا سعيد بن عامر ثنا صالح بن
رستم أبو عامر الخزاز عن ابن أبي مليكة قال قالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها لما ثقل أبى دخل عليه فلان وفلان
فقالوا يا خليفة رسول الله ماذا تقول لربك غدا إذا قدمت عليه وقد استخلفت علينا ابن الخطاب قالت فأجلسناه فقال أبالله
ترهبوني أقول استخلفت عليهم خيرهم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا الأمير أبو أحمد خلف بن أحمد أنبأ أبو محمد الفاكهي بمكة ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة قال سمعت
يوسف بن محمد يقول بلغني ان أبا بكر الصديق رضي الله عنه أوصى في مرضه فقال لعثمان رضي الله عنه اكتب بسم الله الرحمن
الرحيم هذا ما أوصى به أبو بكر بن أبي قحافة عند آخر عهده بالدنيا خارجا منها وأول عهده بالآخرة داخلا فيها حين يصدق
الكاذب ويؤدى الخائن ويؤمن الكافر انى أستخلف بعدى عمر بن الخطاب فان عدل فذلك ظني به ورجائي فيه وان
بدل وجار فلا اعلم الغيب ولكل امرئ ما اكتسب (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) -
(وقد أنبأ نيه) القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن إجازة ان أبا محمد الفاكهي أخبرهم - فذكره في اسناده نحوه (ورواه) محمد
ابن عبد الرحمن بن المجبر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة موصولا (2) -



(1) مص - يسائلنى
(2) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الرابع والستين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد -
149
باب من جعل الامر شورى بين المستصلحين له
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشر ان أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري ثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد ثنا عبد الله بن بكر ثنا
سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة اليعمري ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه
حمد الله وأثنى عليه ثم ذكر نبي الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه ثم قال يا أيها الناس انى رأيت كأن ديكا
نقرني نقرة أو نقرتين وانى لا أرى ذلك الا لحضور أجلي وان أناسا يأمرون (1) بان أستخلف وان الله لم يكن ليضيع دينه
وخلافته وما بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم فان عجل بي أمر فالشورى بين هؤلاء الستة الذين توفى رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو عنهم راض فمن بايعتم فاسمعوا له وأطيعوا وان ناسا سيطعنون في ذلك فان فعلوا فأولئك أعداء الله الكفرة
الضلال انا جاهدتهم بيدي هذه على الاسلام وانى لا ادع شيئا أهم عندي من أمر الكلالة وما أغلظ لي رسول الله صلى الله
عليه وسلم في شئ ما أغلظ لي فيه فطعن بإصبعه في صدري أو في جنبي ثم قال يا عمر يكفيك آية الصيف التي في آخر سورة
النساء وانى ان أعش اقض فيها بقضاء لا يختلف فيه أحد قرأ القرآن أو (2) لم يقرأ القرآن وانى اشهد الله على امراء الأمصار
فانى إنما بعثتهم ليعلموا الناس دينهم وسنة نبيهم ويرفعوا إلينا ما أشكل عليهم وانكم أيها الناس تأكلون من شجرتين لا أراهما
الا خبيثتين قد كنت أرى الرجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجد ريحهما منه فيؤخذ بيده فيخرج إلى البقيع
فمن اكلهما فليمتهما طبخا الثوم والبصل - قال خطب لهم يوم الجمعة ومات يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة - أخرجه
مسلم في الصحيح من حديث ابن أبي عروبة وغيره -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الرحمن السلمي قالا أنبأ أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا
موسى بن إسماعيل ثنا أبو عوانة عن حصين عن عمرو بن ميمون في قصة مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال فقالوا
أوص يا أمير المؤمنين استخلف فقال ما أحد أحق بهذا الامر من هؤلاء النفر أو الرهط الذين توفى رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو عنهم راض فسمى عليا وعثمان والزبير وطلحة وسعدا و عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم وقال ليشهدكم
عبد الله بن عمر وليس له من الامر شئ كالتعزية له وقال فان أصابت الامرة سعدا فهو ذاك والا فليستعن به أيكم ما أمر
فانى لم اعزله من عجز ولا خيانة وقال أوصى الخليفة من بعدى بالمهاجرين الأولين ان يعلم لهم حقهم ويحفظ لهم حرمتهم
وأوصيه بالأنصار الذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم ان يقبل من محسنهم وان يعفى عن مسيئهم وأوصيه باهل الأمصار
خيرا فإنهم ردء الاسلام وجباة الأموال (3) وغيظ العدو وان لا يؤخذ منهم الا فضلهم عن رضاهم وأوصيه (4) بالاعراب
خيرا فإنهم أصل العرب ومادة الاسلام ان يؤخذ من حواشي أموالهم فيرد على فقرائهم وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله
ان يوفى لهم بعهدهم وان يقاتل من ورائهم وان لا يكلفوا الا طاقتهم - فلما قبض خرجنا به فانطلقنا نمشي - وذكر الحديث
في دفنه قال فلما فرغ من دفنه ورجعوا اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه اجعلوا أمركم إلى
ثلاثة منكم قال الزبير قد جعلت امرى إلى علي فقال طلحة قد جعلت امرى إلى عثمان وقال سعد قد جعلت امرى إلى
عبد الرحمن فقال عبد الرحمن أيكما يبرأ من هذا الامر فنجعله إليه والله عليه والاسلام لينظرن أفضلهم (5) في نفسه وليحرصن
على صلاح الأمة قال فاسكت الشيخان فقال عبد الرحمن أفتجعلونه إلى والله على أن لا آلو عن أفضلكم فقالا نعم قال فأخذ
بيد أحدهما فقال لك من قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والقدم في الاسلام ما قد علمت والله عليك لئن انا أمرتك لتعدلن
ولئن انا أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك فلما اخذ الميثاق قال ارفع يدك يا عثمان فبايعه وبايع
له على رضي الله عنهما وولج أهل الدار فبايعوه - رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل -



(1) مص - يأمروني - وبهامشها - ص يأمرون
(2) مص - ومن
(3) مص - المال
(4) مد أوصيهم
(5) مص - أفضلها
150
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن خالد الحمصي ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة عن أبيه
عن الزهري أنبأ (1) سالم بن عبد الله بن عمر أن عبد الله بن عمر قال دخل على عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين نزل به
الموت عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب و عبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم
وكان طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه غائبا بأرضه بالسراة فنظر إليهم عمر ساعة ثم قال إني قد نظرت لكم في أمر الناس فلم أجد
عند الناس شقاقا فيكم الا أن يكون فيكم شئ فإن كان شقاق فهو منكم (2) وان الامر إلى ستة إلى عثمان بن عفان وعلي بن أبي
طالب و عبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وطلحة وسعد ثم إن قومكم إنما يؤمرون أحدكم أيها الثلاثة فان كنت
على شئ من أمر الناس يا عثمان فلا تحملن بنى أبى معيط على رقاب الناس وان كنت على شئ من أمر الناس يا عبد الرحمن
فلا تحملن أقاربك على رقاب الناس وان كنت على شئ يا علي فلا تحملن بني هاشم على رقاب الناس قوموا فتشاوروا وأمروا
أحدكم فقاموا يتشاورون قال عبد الله فدعاني عثمان رضي الله عنه مرة أو مرتين ليدخلني في الامر ولم يسمني عمر ولا والله
ما أحب انى كنت معهم علما منه بأنه سيكون من أمرهم ما قال أبى والله لقل ما سمعته حرك شفتيه بشئ قط الا كان حقا
فلما أكثر عثمان دعائي قلت الا تعقلون تؤمرون وأمير المؤمنين حي فوالله لكأنما أيقظت عمر رضي الله عنه من مرقد فقال
عمر أمهلوا فان حدث بي حدث فليصل للناس صهيب مولى بنى جدعان ثلاث ليال ثم اجمعوا في اليوم الثالث اشراف
الناس وامراء الأجناد فأمروا أحدكم فمن تأمر عن غير مشورة فاضربوا عنقه (3) -
باب ما جاء في تنبيه الامام على من يراه أهلا للخلافة بعده
(أخبرنا) أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن
سفيان ثنا أحمد بن يونس (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ واللفظ له أخبرني أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ وكتبه لي
بخطه ثنا محمد بن عمرو الحرشي أنبأ أحمد بن يونس ثنا زائدة ثنا موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله قال دخلت
على عائشة رضي الله عنها فقلت لها الا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت بلى ثقل النبي صلى الله عليه وسلم
فقال أصلى الناس فقلت لاوهم ينتظرونك يا رسول الله قال ضعوا ماء في المخضب قالت ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوء فاغمى
عليه ثم افاق فقال أصلى الناس قلنا لا هم ينتظرونك قال ضعوا لي ماء في المخضب ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوء فاغمى عليه
فأفاق فقال أصلى الناس قلت لأهم ينتظرونك فقال ضعوا لي ماء في المخضب ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوء فاغمى عليه ثم افاق
فقال أصلى الناس قلنا لأهم ينتظرونك يا رسول الله والناس عكوف في المسجد لصلاة العشاء الآخرة قالت فأرسل رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى أبى بكر رضي الله عنه بان يصلى بالناس قالت فأتاه الرسول فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يأمرك بأن تصلى بالناس فقال أبو بكر رضي الله عنه وكان رجلا رقيقا يا عمر صل بالناس فقال له عمر رضي الله عنه أنت أحق
بذلك فصلى أبو بكر رضي الله عنه تلك الأيام ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم وجد من نفسه خفة فخرج بين رجلين أحدهما
العباس لصلاة الظهر وأبو بكر رضي الله عنه يصلى بالناس فلما رآه أبو بكر رضي الله عنه ذهب ليتأخر فأومى إليه النبي صلى الله
عليه وسلم بأن لا يتأخر قال أجلساني إلى جنبه فأجلساه إلى جنب أبى بكر رضي الله عنه، قال فجعل أبو بكر رضي الله عنه
يصلى وهو قائم بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم والناس بصلاة أبى بكر رضي الله عنه والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد قال
عبيد الله فدخلت على عبد الله بن عباس فقلت له الا أعرض عليك ما حدثتني به عائشة عن مرض رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال هات فعرضت عليه حديثها فما أنكر منه شيئا غير أنه قال أسمت لك الرجل الذي كان مع العباس قلت لا قال هو



(1) مص وهامش ر - أخبرني
(2) مص - فيكم -
(3) هامش ر - بلغ سماعهم بجامع مصر حرسهما الله تعالى في السابع ولله
الحمد - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في الثالث والعشرين ولله الحمد -
151
علي رضي الله عنه - رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن أحمد بن يونس -
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان حدثني أبو سعيد يحيى بن سليمان
الجعفي ثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال لما اشتد برسول الله صلى الله عليه
وسلم وجعه قال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت له عائشة رضي الله عنها يا رسول الله ان أبا بكر رجل رقيق إذا قام مقامك
لم يسمع الناس من البكاء فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فعاودته مثل مقالتها فقال أنتن صواحبات يوسف مروا أبا بكر
فليصل بالناس - قال ابن شهاب وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة رضي الله عنها انها قالت لقد عاودت
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك وما حملني على معاودته الا انى خشيت ان يتشاءم الناس بابى بكر رضي الله عنه والا انى
علمت أنه لن يقوم مقامه أحد الا تشاءم الناس به فأحببت ان يعدل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي بكر رضي الله عنه
- رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن سليمان وأخرجه مسلم من حديث معمر عن الزهري عن حمزة عن عائشة
رضي الله عنها -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبد الله بن رجاء أنبأ زائدة عن
عبد الملك بن عمير عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه قال مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مروا أبا بكر فليصل
بالناس فقالت عائشة رضي الله عنها يا رسول الله ان أبا بكر رجل رقيق فقال أخرى مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت
عائشة ان أبا بكر رجل رقيق فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف قال فأم أبو بكر رضي الله عنه في
حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم - أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث زائدة -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو الصيرفي ثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني أنبأ علي بن محمد بن عيسى الحكاني (1) ثنا أبو اليمان
أخبرني شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال أخبرني انس بن مالك وكان تبع النبي صلى الله عليه وسلم وخدمه وصحبه
ان أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يصلى لهم في وجع النبي صلى الله عليه وسلم الذي توفى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى إذا كان يوم الاثنين وهم صفوف في الصلاة كشف النبي صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم كأن
وجهه ورقة مصحف ثم تبسم قال فهممنا ان نفتتن برؤيته ونحن في الصلاة من فرح برسول الله صلى الله عليه وسلم
ونكص أبو بكر رضي الله عنه على عقبيه ليصل الصف وظن أن النبي صلى الله عليه وسلم خارج إلى الصلاة قال فأشار إلينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أتموا صلاتكم ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلم وأرخى الستر فتوفى من يومه ذلك - رواه
البخاري في الصحيح عن أبي اليمان -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو معشر عن
محمد بن قيس قال اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر يوما فكان إذا وجد خفة صلى وإذا ثقل صلى أبو بكر
رضي الله عنه -
(وحدثنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر ثنا حسين بن علي الجعفي
عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار منا أمير
ومنكم أمير قال فأتاهم عمر رضي الله عنه فقال يا معشر الأنصار ألستم تعلمون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر يؤم
الناس فأيكم تطيب نفسه ان يتقدم أبا بكر فقالت الأنصار نعوذ بالله ان نتقدم أبا بكر -
(وحدثنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن صالح بن هانئ ثنا الفضل بن محمد البيهقي ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا محمد بن فليح
عن موسى بن عقبة عن سعد بن إبراهيم حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ان عبد الرحمن بن عوف كان مع عمر بن
الخطاب رضي الله عنهما وان محمد بن مسلمة كسر سيف الزبير رضي الله عنهما ثم قام أبو بكر رضي الله عنه فخطب الناس



(1) مص - البكاني
152
واعتذر إليهم وقال والله ما كنت حريصا على الامارة يوما ولا ليلة قط ولا كنت فيها راغبا ولا سألتها الله في سر ولا علانية
ولكني أشفقت من الفتنة ومالي في الامارة من راحة ولكن قلدت أمرا عظيما ما لي به طاقة ولا يدان الا بتقوية الله
ولوددت ان أقوى الناس عليها مكاني عليها اليوم فقبل المهاجرون منه ما قال وما اعتذر به وقال على والزبير رضي الله عنهما
ما غضبنا الا لأنا اخرنا عن المشاورة وانا نرى أبا بكر أحق الناس بها بعد رسول الله صلى الله وعليه وسلم إنه لصاحب الغار وثاني
اثنين وانا لنعرف شرفه وكبره ولقد امره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالناس وهو حي -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي ثنا يزيد بن هارون أنبأ إبراهيم
ابن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم
في اليوم الذي بدئ فيه فقلت وا رأساه قال لوددت ان ذلك كان وانا حي فاصلي عليك وأدفنك قالت فقلت غيرا كأني بك
في ذلك اليوم معرسا ببعض نسائك قال انا وا رأساه ادعى لي أباك واخاك حتى اكتب لأبي بكر كتابا فانى أخاف ان يتمنى
متمن ويقول قائل ويأبى الله والمؤمنون الا أبا بكر - رواه مسلم في الصحيح عن عبيد الله بن سعيد عن يزيد بن هارون
وأخرجه البخاري من حديث القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن سعد (ح وأخبرنا)
أبو عبد الله أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني ثنا جدي ثنا أبو ثابت ثنا إبراهيم عن أبيه عن محمد بن جبير
ابن مطعم عن أبيه قال أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة وكلمته في شئ فأمرها ان ترجع إليه قالت يا رسول الله أرأيت ان
رجعت فلم أجدك كأنها تعنى الموت قال إن لم تجديني فأتى أبا بكر - لفظ حديثه عن الشعراني - رواه البخاري في الصحيح
عن أبي ثابت ورواه مسلم عن عباد بن موسى عن إبراهيم -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا يحيى بن جعفر أنبأ الضحاك ثنا سفيان عن
عبد الملك بن عمير عن مولى لربعي عن ربعي عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله وسلم اقتدوا باللذين من بعدى
أبى بكر وعمرو اهتدوا بهدى عمار وتمسكوا بعهد ابن أم عبد -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان حدثني عبد العزيز بن عبد الله ثنا إبراهيم بن
سعد عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن هلال مولى ربعي عن ربعي عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم اقتدوا باللذين من بعدى يعنى أبا بكر وعمر رضي الله عنهما -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه وأبو محمد بن يوسف الأصبهاني قالا ثنا أبو بكر القطان أخبرنا (1) إبراهيم بن الحارث ثنا يحيى بن أبي
بكير ثنا سليمان بن المغيرة حدثني ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة حين تخلف النبي صلى الله عليه وسلم عن
أصحابه في مسيره قال النبي صلى الله عليه وسلم ما ترون الناس صنعوا ثم قال أصبح الناس فقدوا نبيهم قال أبو بكر وعمر
رسول الله بعدكم لم يكن ليخلفكم وقال الناس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيديكم وان تطيعوا أبا بكر وعمر ترشدوا
أخرجه مسلم في الصحيح من حديث سليمان -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ والقاضي أبو الهيثم عتبة بن خيثمة وأبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قالوا ثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب ان سعيدا اخبره انه سمع أبا هريرة
يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بينا انا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعته (فنزعت - 2) منها ما شاء الله
ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ثم استحالت غربا فأخذها ابن الخطاب
فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر بن الخطاب حتى ضرب الناس بعطن - رواه البخاري في الصحيح من وجه آخر
عن يونس ورواه مسلم عن حرملة عن ابن وهب -



(1) مص - ثنا
(2) زيادة في مص
153
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا موسى بن
عقبة عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبى بكر وعمر رضي الله عنهما قال رأيت الناس
اجتمعوا فقام أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ثم قام عمر بن الخطاب فاستحالت غربا
فما رأيت عبقريا من الناس يفرى فريه حتى ضرب الناس بعطن - رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن أحمد بن يونس -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان قال قال
الشافعي رحمه الله تعالى رؤيا الأنبياء وحى وقوله وفي نزعه ضعف قصر مدته وعجلة موته وشغله بالحرب لأهل الردة عن
الافتتاح والتزيد الذي بلغه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في طول مدته (1) -
باب جواز تولية الامام من ينوب عنه وان لم يكن قرشيا
(أخبرنا) أبو عمرو البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ أبو يعلى ثنا مصعب الزبيري ثنا المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي
عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة
زيد بن حارثة رضي الله عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قتل زيد فجعفر وان قتل جعفر فعبد الله بن رواحة قال
عبد الله كنت معهم في تلك الغزوة فالتمسنا جعفرا فوجدناه في القتلى ووجدنا فيما اقبل من جسده بضعا وتسعين (2) بين ضربة
ورمية - رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن أبي بكر عن المغيرة بن عبد الرحمن - زيد بن حارثة من الموالي و عبد الله
ابن رواحة من الأنصار -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو علي الحسين بن علي الحافظ (ح وأنبأ) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي قالا
ثنا أبو يعلى ثنا عبيد الله القواريري ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن انس بن مالك ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعث زيدا وجعفرا و عبد الله بن رواحة ودفع الراية إلى زيد فأصيبوا جميعا قال انس فنعاهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم إلى الناس قبل ان يجئ الخبر قال أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب ثم اخذ عبد الله بن رواحة
فأصيب ثم اخذ الراية بعد سيف من سيوف الله خالد بن الوليد قال فجعل يحدث الناس وعيناه تذرفان - رواه البخاري
في الصحيح عن سليمان بن حرب وأحمد بن واقد عن حماد وفيه دلالة على أن الناس إذا لم يكن عليهم أمير ولا خليفة أمير فقام
بامارتهم من هو صالح للامارة وانقادوا له انعقدت ولايته حيث استحسن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل خالد بن
الوليد من أخذه الراية وتأمره عليهم دون أمر النبي صلى الله عليه وسلم ودون استخلاف من مضى من امراء النبي صلى الله
عليه وسلم إياه والله واعلم
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد المقرى ابن الحمامي ببغداد ثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن مهران الدينوري ثنا إسحاق
ابن صدقه الدينوري ثنا خالد بن مخلد ثنا سليمان بن بلال حدثني عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال بعث رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعثا وامر عليهم أسامة بن زيد رضي الله عنه فطعن الناس في امارته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
تطعنوا في امارته فقد كنتم تطعنون في امارة أبيه من قبل وأيم الله إن كان لخليقا للامارة وإن كان أبوه لمن أحب الناس إلى
وان هذا لمن أحب الناس إلى بعده - رواه البخاري في الصحيح عن خالد بن مخلد وأخرجه مسلم من وجه آخر عن عبد الله
ابن دينار -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن



(1) هامش ر - بلغ سماعهم في السادس والستين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد
(2) مص وهامش ر - وسبعين - وفى هامش مص - وتسعين -
154
سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه ومعاذا إلى اليمن فقال
لهما تطاوعا ويسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا - أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث شعبة واستشهد البخاري
برواية أبى داود عن شعبة -
(حدثنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة ثنا يحيى بن حصين الأحمسي
أخبرتني جدتي واسمها أم حصين الأحمسية قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن استعمل عليكم عبد حبشي
ما قادكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا - أخرجه مسلم في الصحيح من أوجه عن شعبة -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو محمد عبد الرحمن بن يحيى الزهري القاضي بمكة ثنا أبو عمر ومحمد بن
خزيمة بن راشد البصري ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن أبيه عن ثمامة بن عبد الله عن انس بن مالك قال كان قيس بن سعد
من رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرط من الأمير يعنى ينظر في أموره - رواه البخاري في الصحيح عن
الأنصاري -
باب السمع والطاعة للامام ومن ينوب عنه ما لم يأمر بمعصية
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا الحجاج بن محمد الأعور قال قال ابن جريج (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا
الرسول وأولى الامر منكم) في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي السهمي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم سرية أخبرنيه
يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - رواه البخاري في الصحيح عن صدقة بن الفضل ورواه مسلم عن زهير
وهارون الحمال عن حجاج بن محمد -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ثنا أبو الموجه محمد بن عمرو بن الموجه أنبأ عبد الله بن
عثمان أنبأ عبد الله بن المبارك أنبأ يونس عن ابن شهاب حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن انه سمع أبا هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري
فقد عصاني - رواه البخاري في الصحيح عن عبدان وأخرجه مسلم من وجه آخر عن يونس -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي ثنا أحمد بن الحباب حدثني مكي بن إبراهيم ثنا
ابن جريج أخبرني زياد بن سعد أن ابن شهاب اخبره - فذكره بنحوه - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن حاتم عن مكي
ابن إبراهيم - (أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ علي بن محمد المصري ثنا روح بن الفرج ثنا يحيى بن بكير ثنا يعقوب يعنى ابن
عبد الرحمن عن أبي حازم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليك بالطاعة في منشطك
ومكرهك وعسرك ويسرك واثرة عليك - رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور وقتيبة عن يعقوب -
(أخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان وابن خزيمة وابن عبد الكريم قالوا أنبأ بندار
ثنا يحيى بن سعيد ثنا شعبة حدثني أبو التياح عن انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعوا وأطيعوا
وان استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة - رواه البخاري في الصحيح عن بندار -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا محمد بن عبيد الله المنادى ثنا شبابة ثنا شعبة عن أبي عمران
الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اسمع وأطيع ولو لعبد مجدع
الأطراف - أخرجه مسلم في الصحيح من حديث شعبة -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود (ح وأنبأ) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه

155
أنبأ أبو المثنى قالا ثنا مسدد ثنا يحيى عن عبيد الله حدثني نافع عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال السمع والطاعة
على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة - رواه البخاري في الصحيح عن مسدد
وأخرجه مسلم عن زهير بن حرب وغيره عن يحيى بن سعيد -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب أنبأ (1) أبو داود ثنا شعبة عن
زبيد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية وأمر عليهم
رجلا وأمرهم ان يطيعوه فأجج لهم نارا وأمرهم ان يقتحموا فهم قوم ان يفعلوا وقال آخرون إنما فررنا من النار فأبوا
ثم قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو دخلوها لم يزالوا فيها إلى يوم
القيامة لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف - أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث غندر عن شعبة (2) -
باب الترغيب في لزوم الجماعة والتشديد
على من نزع يده من الطاعة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد ثنا محمد بن شعيب بن شابور ثنا
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا أبو عمار
الحسين بن حريث الخزاعي وإسحاق بن موسى الأنصاري وعبيد الله بن سعيد اليشكري قالوا ثنا الوليد بن مسلم حدثني
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي حدثني أبو إدريس انه سمع حذيفة بن اليمان يقول كان الناس
يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة ان يدركني فقلت يا رسول الله انا كنا في جاهلية وشر
فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم قال فهل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه
قال قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت هل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم
إليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا قال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني ان أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وامامهم قلت فإن لم تكن جماعة ولا امام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك
الموت وأنت كذلك قال أبو عمار في حديثه صفهم لنا قال هم من كذا ويتكلمون بألسنتنا لفظ حديث الوليد بن مسلم -
رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى عن الوليد بن مسلم -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا شيبان بن فروخ ثنا
جرير بن حازم عن غيلان بن جرير عن أبي قيس بن رباح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله وعليه وسلم أنه قال من خرج من
الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب للعصبية أو يدعوا إلى عصبية أو ينصر عصبية
فقتل فقتلة جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها لا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهدها فليس منى ولست
منه - رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا عيسى بن عبد الله الطيالسي ثنا محمد بن سابق
ثنا عاصم بن محمد عن زيد بن محمد عن نافع وسالم عن عبد الله بن عمر قال جاء عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع فلما رآه قال
هاتوا لأبي عبد الرحمن وسادة قال إني لم أجئك لاجلس إنما جئتك لأحدثك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
سمعته يقول من خلع يدا من طاعة لقى الله يوم القيامة ولا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعه مات ميتة جاهلية - أخرجه



(1) مص - ثنا
(2) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في السابع والستين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد -
156
مسلم في الصحيح من حديث عاصم الا انه لم يذكر سالما في اسناده -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عبد الكريم بن الهيثم ثنا أبو توبة ثنا معاوية بن سلام
عن زيد بن سلام عن أبي سلام حدثني الحارث الأشعري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم قال وانا آمركم
بخمس كلمات امرني الله عز وجل بهن الجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله فمن خرج من الجماعة قيد شبر
فقد خلع ربقة الاسلام من رأسه الا ان يراجع ومن دعا دعوة جاهلية فإنه من جثا جهنم قال رجل يا رسول الله وان صام
وصلى قال نعم وان صام وصلى فادعوا بدعوة الله الذي سماكم بها المسلمين المؤمنين عباد الله -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أحمد بن الهيثم الشعراني ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو بكر بن عياش
وزهير عن مطرف عن أبي الجهم عن خالد بن أهبان عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
فارق الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه (1) -
باب الصبر على اذى يصيبه من جهة امامه وانكار المنكر
من أموره بقلبه وترك الخروج عليه
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا أبو أسامة عن الأعمش
(ح وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا يعلى بن عبيد ثنا الأعمش
عن زيد بن وهب عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انها ستكون اثرة وأمور تنكرونها قالوا فما يصنع
من أدرك ذلك يا رسول الله قال أدوا الحق الذي عليكم واسألوا الله الذي لكم لفظ حديث يعلى - أخرجاه في الصحيح من
أوجه عن الأعمش -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا حجاج بن منهال وعارم
وسليمان بن حرب ومسدد قالوا ثنا حماد بن زيد عن الجعد أبى عثمان قال مسدد ثنا حماد بن زيد ثنا الجعد أبو عثمان ثنا
أبو رجاء العطاردي قال سمعت ابن عباس يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه
ليس أحد يفارق الجماعة قيد شبر (2) فيموت الا مات ميتة جاهلية - رواه البخاري في الصحيح عن أبي النعمان عارم ورواه
مسلم عن الحسن بن الربيع عن حماد -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أنبأ يحيى
ابن حسان (ح قال وحدثنا) محمد بن إسحاق الثقفي ثنا محمد بن سهل بن عسكر ثنا يحيى بن حسان ثنا معاوية بن سلام أنبأ
زيد بن سلام عن أبي سلام قال قال حذيفة بن اليمان قلت يا رسول الله انا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء
هذا الخير شر قال نعم قلت وهل وراء هذا الشر خير قال نعم قلت فهل وراء ذلك الخير شر قال نعم قلت كيف يكون
قال يكون بعدى أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان انس قلت
كيف اصنع يا رسول الله ان أدركت ذلك قال تسمع وتطيع للأمير وان ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع - رواه
مسلم في الصحيح عن عبد الله بن عبد الرحمن ومحمد بن سهل بن عسكر -
(أخبرنا) أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد حدثني أبي
ثنا الأوزاعي حدثني الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم



(1) هامش ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في الرابع والعشرين فلله الحمد -
(2) مص الجماعة شبرا
157
سيكون بعدى خلفاء يعملون بما يعلمون ويفعلون ما يؤمرون وسيكون بعدهم خلفاء يعملون بما لا يعلمون ويفعلون ما لا
يؤمرون فمن أنكر عليهم برئ ومن أمسك يده سلم ولكن من رضى وتابع -
(وأخبرنا) أبو عبد الله ثنا أبو العباس ثنا محمد بن عوف ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر هذا الحديث -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا أبو الربيع ثنا حماد
ابن زيد ثنا المعلى بن زياد وهشام بن حسان عن الحسن عن ضبة بن محصن عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم انها ستكون عليكم أئمة تعرفون منهم وتنكرون فمن أنكر قال هشام بلسانه فقد برئ ومن كره بقلبه فقد سلم لكن من
رضى وتابع قال قيل يا رسول الله أفلا نقتلهم قال لا ما صلوا - رواه مسلم في الصحيح عن أبي الربيع الا انه لم يذكر
بلسانه ولا بقلبه وإنما هو قول الحسن -
(أخبرناه) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عثمان بن عمر الضبي ثنا ابن حساب ثنا حماد بن زيد - فذكره
باسناده نحوه الا أنه قال فمن أنكر فقد برئ ومن كره (بقلبه - 1) فقد سلم قال الحسن فمن أنكر بلسانه فقد برئ وقد ذهب
زمان هذه ومن كره بقلبه فقد جاء زمان هذه -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا ابن بشار ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة ثنا
الحسن عن ضبة بن محصن العنزي عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه قال فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم قال قتادة يعنى من أنكر بقلبه ومن كره بقلبه - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن بشار - (2)
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا أحمد بن سهل ثنا داود بن رشيد ثنا الوليد بن مسلم
ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثنا رزيق مولى بنى فزارة انه سمع مسلم بن قرظة ابن عم عوف بن مالك يقول سمعت عوف
ابن مالك الأشجعي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم
ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم قال قلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك
قال لا ما أقاموا فيكم الصلاة الا من ولى عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا تنتزعن يدا
من طاعة قال ابن جابر فقلت لرزيق حين حدثني بهذا الحديث الله يا أبا المقدام لحدثك بهذا أو لسمعت هذا من مسلم بن
قرظة يقول سمعت عوف بن مالك يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال فجثا على ركبتيه واستقبل القبلة
وقال أي والله الذي لا آله الا هو لسمعته من مسلم بن قرظه يقول سمعت عوف بن مالك يقول سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم - رواه مسلم في الصحيح عن داود بن رشيد -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا وهب
ابن جرير ثنا شعبة عن سماك عن علقمة بن وائل قال ولا اعلمه الا عن أبيه قال سأل يزيد بن سلمة الجعفي النبي صلى الله عليه
وسلم فقال يا رسول الله ان قامت علينا امراء يسألوننا حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا قال فأعرض عنه رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثم سأله فأعرض عنه ثم سأله فقال اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة - فذكره
باسناده ومعناه الا أنه قال سلمة بن يزيد الجعفي وقال ثم سأله في الثانية أو في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس - رواه مسلم
في الصحيح عن محمد بن بشار -
(أخبرنا) أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ببغداد ثنا حمزة بن محمد بن العباس ثنا محمد بن إسماعيل يعنى السلمي



(1) ليس في مص
(2) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الثامن والستين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد -
158
أنبأ إسحاق بن إبراهيم يعنى ابن العلاء حدثني عمرو بن الحارث حدثني عبد الله بن سالم حدثني محمد بن الوليد ثنا الفضيل بن
فضالة ان حبيب بن عبيد حدثهم ابن المقدام حدثهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أطيعوا أمراءكم ما كان فان
أمروكم بما حدثتكم به فإنهم يؤجرون عليه وتؤجرون بطاعتكم وان أمروكم بشئ مما لم آمركم به فهو عليهم وأنتم منه براء
ذلك بأنكم إذا لقيتم الله قلتم ربنا لا ظلم فيقول لا ظلم فتقولون ربنا أرسلت إلينا رسلا فأطعناهم باذنك واستخلفت علينا
خلفاء فأطعناهم باذنك وأمرت علينا امراء فأطعناهم قال فيقول صدقتم هو عليهم وأنتم منه براء -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون أنبأ
شعبة (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا بشر بن عمر ثنا شعبة قال
سمعت قتادة قال سمعت انس بن مالك عن أسيد بن حضير أن رجلا من الأنصار قال يا رسول الله استعملت فلانا ولم تستعملني
فقال إنكم سترون بعدى اثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض لفظ حديث بشر بن عمر - أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح
من حديث شعبة -
(أخبرنا) أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو أسامة عن سفيان عن منصور
عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة قال قال لي عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا أبا أمية لعلك ان تخلف بعدى
فأطع الامام وإن كان عبدا حبشيا ان ضربك فاصبر وان امرك بأمر فاصبر وان حرمك فاصبر وان ظلمك فاصبر وان امرك
بأمر ينقص دينك فقل سمع وطاعة دمى دون ديني -
(أخبرناه) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي ثنا أبو أسامة عن سفيان عن إبراهيم بن عبد الأعلى
- فذكره بمعناه زاد في آخره ولا تفارق الجماعة ولم يذكر في اسناده منصور أو هذا أصح وذكر منصور فيه
وهم والله أعلم -
(حدثنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا جرير بن حازم عن ليث عن عبد الرحمن
ابن سابط عن أبي ثعلبة الحشني عن أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن
الله بدأ هذا لأمر نبوة ورحمة وكائنا خلافة ورحمة وكائنا ملكا عضوضا وكائنا عتوة وجبرية وفسادا في الأمة يستحلون
الفروج والخمور والحرير وينصرون على ذلك ويرزقون ابدا حتى يلقوا الله عز وجل -
باب اثم الغادر للبر والفاجر
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا إسحاق بن الحسن ثنا عفان بن مسلم ثنا صخر بن جويرية
عن نافع ان عبد الله بن عمر جمع أهل بيته حين انتزى أهل المدينة مع عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما وخلعوا يزيد بن معاوية
فقال انا بايعنا هذا الرجل على بيعة الله ورسوله وانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الغادر ينصب له لواء يوم
القيامة فيقال هذه غدرة فلان وان من أعظم الغدر بعد الاشراك بالله ان يبايع رجل رجلا على بيع الله ورسوله ثم ينكث
بيعته ولا يخلعن أحد منكم يزيد ولا يشرفن أحد منكم في هذا الامر فيكون صيلما بيني وبينه - رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله
ابن عبد الرحمن عن عفان مختصرا دون قصة يزيد وأخرجاه من حديث أيوب عن نافع -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد عن
أيوب عن نافع ان معاوية بعث إلى ابن عمر رضي الله عنهما مائة ألف درهم فلما دعا معاوية إلى بيعة يزيد بن معاوية قال
أترون هذا أراد؟ ان ديني إذا عندي لرخيص - زاد فيه غيره فلما مات معاوية واجتمع الناس على يزيد بايعه -
(وأخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن

159
زيد (ح وأخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا أبو الربيع الزهراني سليمان بن
داود ثنا حماد بن زيد ثنا أيوب عن نافع قال لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه ومواليه وفي رواية
سليمان حشمه وولده وقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة زاد الزهراني
في روايته قال وانا قد بايعنا هذا الرجل على بيعة الله ورسوله وانى لا اعلم (غدرا أعظم من أن تبايع رجلا على بيعة الله
ورسوله ثم تنصب له القتل انى لا أعلم - 1) أحدا منكم خلع ولا بايع في هذا الامر الا كانت الفيصل فيما بيني وبينه - رواه
البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب وأخرجه مسلم عن أبي الربيع مختصرا -
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ أبو خليفة ثنا أبو الوليد ثنا شعبة عن الأعمش عن أبي
وائل عن عبد الله وعن ثابت عن انس باسنادين في موضعين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل غادر لواء يوم
القيامة قال أحدهما ينصب وقال الآخر يرى يوم القيامة يعرف به - رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد هكذا
وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو الحيري أنبأ أبو يعلى ثنا أبو خيثمة ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا المستمر
ابن الريان ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر
غدرته الا ولاغادر أعظم غدرا من أمير عامة - رواه مسلم في الصحيح عن أبي خيثمة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا عبد الواحد ثنا
الأعمش قال سمعت أبا صالح يقول سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة
ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم رجل كان له فضل ماء في الطريق فمنعه من ابن السبيل ورجل بايع إماما لا يبايعه الا للدنيا
فان أعطاه منها رضى وان لم يعطه منها سخط ورجل أقام سلعة بعد العصر فقال الله الذي لا إله إلا هو لقد أعطيت بها كذا
وكذا فصدقه الرجل واشتراها منه ثم قرأ هذه الآية (ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا) إلى آخر الآية -
رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل وأخرجاه من وجه آخر عن الأعمش (2) -
باب ما على السلطان من القيام فيما ولى بالقسط والنصح للرعية
والرحمة بهم والشفقة عليهم والعفو عنهم ما لم يكن حدا
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن نافع عن عبد الله
ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالأمير راع على الناس وهو مسؤول
عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته وامرأة الرجل راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤلة
عن بعلها ورعيتها والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عن رعيته الا وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته - رواه
مسلم في الصحيح عن قتيبة وغيره عن الليث وأخرجاه من حديث عبيد الله بن عمر وغيره عن نافع -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق بغداد ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور ثنا معاذ
ابن هشام (ح وأخبرنا) أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن
المثنى ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي المليح ان عبيد الله بن زياد دخل على معقل بن يسار وهو شاك فقال
لولا انى في الموت ما حدثتك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أمير استرعى رعية لم يحتط لهم ولم ينصح لهم الا لم يدخل



(1) ليس في مص
(2) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في التاسع والستين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد
160
معهم الجنة - لفظ حديث أبي صالح - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى وغيره -
(حدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني املاء أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا إبراهيم بن الحارث البغدادي
ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا أبو الأشهب جعفر بن حيان عن الحسن عن معقل بن يسار المزني (1) قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول ما من رجل يسترعى رعية يموت حين يموت وهو غاش لرعيته الا حرم الله عليه الجنة - رواه البخاري في
الصحيح عن أبي نعيم عن أبي الأشهب ورواه مسلم عن شيبان بن فروخ عن أبي الأشهب -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن النضر بن عبد الوهاب وعمران بن موسى قالا
ثنا شيبان بن فروخ ثنا جرير بن حازم ثنا الحسن ان عائذ بن عمرو وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل على
عبيد الله بن زياد فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن شر الرعاء الحطمة فإياك أن تكون منهم فقال له
اجلس فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقال وهل كانت لهم نخالة إنما كانت النخلة بعدهم وفي غيرهم -
رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ -
(أخبرنا) أبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي بالكوفة وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي بنيسابور قالا ثنا (2) أبو جعفر محمد بن
علي بن دحيم ثنا إبراهيم بن عبد الله أنبأ وكيع عن الأعمش عن أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم، شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر - رواه مسلم في
الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية
عن الأعمش عن أبي ظبيان وزيد بن وهب عن جرير بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من لا يرحم الناس
لا يرحمه الله - رواه البخاري في الصحيح عن محمد ورواه مسلم عن أبي كريب كلاهما عن أبي معاوية -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا عبد الرحمن بن بشر ثنا يحيى بن سعيد القطان عن شعبة عن منصور
عن أبي عثمان مولى المغيرة سمع أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنزع الرحمة الا من شقى ثلاث مرات -
(حدثنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس المحبوبي ثنا سعيد بن مسعود ثنا يزيد بن هارون أنبأ العوام بن حوشب عن شهر
ابن حوشب عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى الخليفة من بعدى بتقوى الله وأوصيه بجماعة المسلمين
ان يعظم كبيرهم ويرحم صغيرهم ويوقر عالمهم وان لا يضربهم فيذلهم ولا يوحشهم فيكفرهم وان لا يخصيهم فيقطع نسلهم
وان لا يغلق بابه دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أخبرني أبو الطيب محمد بن محمد بن المبارك النيسابوري ثنا السرى بن خزيمة (3) ثنا عبد الله بن
يزيد المقرى أنبأ سعيد (ح وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا ابن السرح ثنا ابن وهب عن سعيد
ابن أبي أيوب عن أبي مرحوم عن سهل بن معاذ عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كظم غيظ وهو قادر
على أن ينفذه دعاه الله على رؤس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من أي الحور شاء -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد بن قرقوب التمار بهمذان ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا أبو اليمان
أخبرني شعيب (ح وأنبأ) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد (4) بن خالد ثنا بشر
ابن شعيب عن أبيه عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ان عبد الله بن عباس قال قدم عيينة بن حصن بن حذيفة
ابن بدر فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس بن حصن وكان من النفر الذين يدنيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان القراء
أصحاب مجالس (5) عمر ومشاورته كهولا كانوا أو شبانا قال عيينة لابن أخيه يا بن اخى هل لك وجه عند هذا الأمير فتستأذن



(1) مص - الأشجعي - خطأ - ح
(2) مص - أنبأ
(3) مد - السرى بن محمد بن خزيمة
(4) ر - مخلد
(5) مص - مجلس
161
لي عليه فقال سأستأذن لك عليه قال ابن عباس فاستأذن الحر لعيينة فأذن له عمر رضي الله عنه فلما دخل عليه قال هي يا بن
الخطاب ما تعطينا الجزل ولا تحكم بيننا بالعدل فغضب عمر رضي الله عنه حتى هم ان يوقع به فقال له الحر يا أمير المؤمنين
ان الله سبحانه قال لنبيه صلى الله عليه وسلم (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) وان هذا من الجاهلين قال
فوالله ما جاوزها عمر رضي الله عنه حين تلاها عليه وكان وقافا عند كتاب الله واللفظ للحاكم أبى عبد الله - رواه البخاري
في الصحيح عن أبي اليمان (وروينا) في كتاب الزكاة عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما نقصت صدقة من
مال وما زاد الله بعفو الا عزا وما تواضع أحد لله الا رفعه (وقد روينا) عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أقيلوا
ذوي الهيئات عثراتهم ما لم يكن حدا - وهو في كتاب الحدود -
باب فضل الإمام العادل
(أخبرنا) أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا
ثنا يحيى (1) يعنيان ابن سعيد عن عبيد الله حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله الإمام العادل (2) ورجل نشأ بعبادة الله ورجل
قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني
أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما ينفق بشماله (3) ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه - ورواه
البخاري في الصحيح عن بندار ورواه مسلم عن محمد بن المثنى - وسائر الرواة عن يحيى القطان قالوا فيه لاتعلم شماله
ما تنفق يمينه -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل القاضي ثنا عاصم بن علي ثنا أبو خيثمة ثنا سعد الطائي
أخبرني أبو مدله انه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى
يفطر ودعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السماوات ويقول لها الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين - وتمام
هذا الباب وما قبله في كتاب السير ثم في كتاب أدب القاضي -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا (4) محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ
عفان بن جبير الطائي عن رجل قد سماه لي عن عكرمة (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو أمية ثنا أحمد بن يونس ثنا سعد (5) أبو غيلان ثنا عفان بن جبير الطائي عن أبي جرير أو حريز
الأزدي عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم من امام عادل أفضل من عبادة ستين سنة
وحد يقام في الأرض بحقه أزكى فيها من مطر أربعين يوما -
(أخبرنا) أبو محمد السكري أنبأ إسماعيل الصفار ثنا عباس بن عبد الله الترقفي ثنا سعيد بن عبد الله الدمشقي ثنا الربيع بن صبيح
عن انس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مررت ببلدة ليس فيها سلطان فلا تدخلها إنما السلطان ظل الله (في
الأرض - 6) ورمحه في الأرض -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا أبو نعيم ثنا مالك بن انس عن زيد بن أسلم عن
أبيه قال قال عمر رضي الله عنه عند موته اعلموا ان الناس لن يزالوا بخير ما استقامت لهم ولاتهم وهداتهم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا أيوب بن



(1) سقط لفظ - يحيى - من مص - وفي هامشها - قال شيخنا سقط يحيى قبل يعنيان والله أعلم
(2) مص - العدل
(3) مص - ما تنفق شماله
(4) مص - أنبأ
(5) مص - سعيد
(6) ليس في مص
162
سويد ثنا الوليد بن علي الجعفي عن خاله الحسن بن الحر عن القاسم بن مخيمرة قال إنما زمانكم سلطانكم فإذا صلح سلطانكم
صلح زمانكم وإذا فسد سلطانكم فسد زمانكم -
(أخبرنا) أبو بكر القاضي أنبأ حاجب بن أحمد ثنا محمد بن حماد ثنا أبو ضمرة انس بن عياض قال سمعت أبا حازم يقول
لا يزال الناس بخير ما لم تقع هذه الأهواء في السلطان هم الذين يذبون عن الناس فإذا وقعت فيهم فمن يذب عنهم -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري
حدثني عامر بن واثلة الليثي قال قدم رجل من أهل تيماء على عبد الملك بن مروان وهو رجل من أهل الكتاب فقال
يا أمير المؤمنين ان ابن هرمز ظلمني واعتدى على فلم يرد عليه عبد الملك شيئا ثم عاد له في الشكاية لابن هرمز فلم يرجع إليه
عبد الملك شيئا فقال وغضب يا أمير المؤمنين انا نجد في التوراة التي أنزلها الله عز وجل على موسى بن عمران صلى الله عليه وسلم
انه ليس على الامام من جور العامل وظلمه شئ ما لم يبلغه ذلك من ظلمه وجوره فإذا بلغه فأقره شركه في جوره وظلمه
فلما ذكر ذلك نزع ابن هرمز عن عمله -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الله الصنعاني ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبرى أنبأ عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس
عن أبيه ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال أرأيتم ان استعملت عليكم خير من اعلم ثم امرته بالعدل أقضيت ما على قالوا
نعم قال لا حتى أنظر في عمله اعمل بما أمرته أولا (1) -
باب النصيحة لله ولكتابه ورسوله ولأئمة المسلمين
وعامتهم وما على الرعية من اكرام السلطان المقسط
(أخبرنا) أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الفقيه أنبأ حاجب بن أحمد الطوسي ثنا عبد الرحيم بن منيب ثنا جرير بن عبد الحميد
أنبأ سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يرضى لكم ثلاثا
ويكره لكم ثلاثا رضى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وان تناصحوا من
ولى الله أمركم، ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال - قال عطاء بن يزيد الليثي سمعت تميم الداري
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الدين النصيحة ثلاث مرات قالوا يا رسول الله لمن؟ قال لله ولكتابه
ولأئمة المسلمين أو قال لائمة المسلمين وعامتهم - اخرج مسلم الحديث الأول في الصحيح عن زهير بن حرب وغيره
عن جرير -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف قال ذكر
سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن عطاء بن يزيد الليثي عن تميم الداري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الدين
النصيحة إنما الدين النصيحة إنما الدين النصيحة فقيل لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المؤمنين وعامتهم -
أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن سفيان الثوري -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا أبو داود ثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف ثنا
عبد الله بن حمران ثنا عوف بن أبي جميلة عن زياد بن مخراق عن أبي كنانة عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان من اجلال الله عز وجل اكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه واكرام
ذي السلطان المقسط (ورواه) ابن المبارك عن عوف فوقفه -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إبراهيم بن صالح الشيرازي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا حميد بن
مهران الكندي ثنا سعد بن أوس عن زياد بن كسيب العدوي قال كان عبد الله بن عامر يخطب الناس عليه ثياب رقق



(1) مص - أم لا - هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الموفى سبعين بعد خمس المائة ولله الحمد -
163
مرجل شعره قال فصلى يوما ثم دخل قال وأبو بكرة جالس إلى جنب المنبر فقال مرداس أبو بلال ألا ترون إلى أمير الناس
وسيدهم يلبس الرقاق ويتشبه بالفساق فسمعه أبو بكرة فقال لابنه الأصيلع ادع لي أبا بلال فدعاه له فقال أبو بكرة اما انى
قد سمعت مقالتك للأمير آنفا وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أكرم سلطان الله أكرمه الله ومن أهان
سلطان الله اهانه الله -
(أخبرنا) أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ببغداد ثنا حمزة بن محمد بن العباس ثنا محمد بن إسماعيل ثنا إسحاق بن إبراهيم
ابن العلاء (ح وحدثنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن
العلاء بن زبريق الحمصي ثنا أبي ثنا عمرو بن الحارث عن عبد الله بن سالم عن الزبيدي وفي رواية الحرفي حدثني عبد الله
ابن سالم حدثني محمد بن الوليد بن عامر وهو الزبيدي، ثنا الفضيل بن فضاله يرده إلى ابن عائذ إلى جبير بن
نفير أن عياض بن غنم الأشعري وقع على صاحب دارا حين فتحت فأتاه هشام بن حكيم فأغلظ له القول ومكث هشام ليالي
فأتاه هشام يعتذر إليه وقال له يا عياض ألم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أشد الناس عذابا يوم القيامة أشد
الناس عذابا للناس في الدنيا فقال له عياض يا هشام انا قد سمعنا الذي سمعت ورأينا الذي رأيت وصحبنا من صحبت أو لم تسمع
يا هشام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كانت عنده نصيحه لذي سلطان فلا يكلمه بها علانية وليأخذ بيده فليخل
به فان قبلها قبلها والا كان قد أدى الذي عليه والذي له وانك يا هشام لانت الجري ان يجترئ على سلطان الله فهلا خشيت
ان يقتلك سلطان الله فتكون قتيل سلطان الله - لفظ حديثهما سواء -
باب ما يكره من ثناء السلطان وإذا خرج قال غير ذلك
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا محمد بن سابق ثنا عاصم بن محمد عن
أبيه قال قال رجل لابن عمر انا ندخل على سلطاننا فنقول ما نتكلم بخلافه إذا خرجنا من عندهم قال كنا نعد هذا نفاقا -
رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم عن عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا ابن ملحان ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن ابن أبي حبيب عن
عراك بن مالك عن أبي هريرة انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن من شر الناس ذا الوجهين يأتي هؤلاء
بوجه وهؤلاء بوجه - رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة عن الليث -
باب ما على الرجل من حفظ اللسان عند السلطان وغيره
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنبأ
معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذى جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
أخرجه البخاري في الصحيح من حديث معمر وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الزهري -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إبراهيم بن حمزة حدثني
عبد العزيز بن أبي حازم و عبد العزيز بن محمد عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة التيمي عن أي هريرة
انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبن (1) فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب
رواه البخاري في الصحيح عن إبراهيم بن حمزة عن ابن أبي حازم ورواه مسلم عن ابن أبي عمر عن عبد العزيز بن محمد -
(أخبرنا) أبو القاسم الحرفي ببغداد أنبأ محمد بن عبد الله الشافعي ثنا محمد بن غالب ثنا عبد الصمد العمى (2) ثنا عبد الرحمن بن



(1) التتبين - الفطنة وتدقيق النظر - لسان
(2) مص - عبد الصمد بن النعمان -
164
عبد الله بن دينار (ح قال وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي
ثنا أبو النضر ثنا عبد الرحمن يعنى ابن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقى لها بالا يرفع الله بها له درجات وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله
لا يلقى لها بالا يهوى بها في جهنم - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن منير عن أبي النضر -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس عبد الله بن الحسين القاضي بمرو وأبو عبد الله محمد بن علي بن مخلد الجوهري
ببغداد قالا ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا سعيد بن عامر الضبعي ثنا محمد بن عمرو بن علقمة عن أبيه عن جده علقمة بن
وقاص قال كان رجل بطال يدخل على الامراء فيضحكهم فقال له جدي ويحك يا فلان لم تدخل على هؤلاء فتضحكهم فانى
سمعت بلال بن الحارث المزني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن العبد
ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيرضى الله بها عنه إلى يوم يلقاه وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله
ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيسخط الله بها إلى يوم يلقاه -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا ابن عثمان أنبأ عبد الله هو ابن المبارك
أنبأ موسى بن عقبة عن علقمة بن وقاص الليثي ان بلال بن الحارث المزني قال له إني رأيتك تدخل على هؤلاء الامراء
وتغشاهم فانظر ماذا تحاضرهم به فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الرجل ليتكلم بالكلمة من الخير ما يعلم
مبلغها يكتب الله بها رضوانه إلى يوم يلقاه وان الرجل ليتكلم بالكلمة من الشر ما يعلم مبلغها يكتب الله عليه سخطه إلى يوم
يلقاه فكان علقمة يقول رب حديث قد حال بيني وبينه ما سمعت من بلال -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن مهرويه الرازي ثنا أبو حاتم الرازي وعمرو بن تميم قالا ثنا أبو نعيم الفضل
ابن دكين ثنا سفيان (ح وأخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو جعفر الدينوري
والعباس بن الفضل الاسفاطى قالا ثنا أحمد بن يونس ثنا سفيان عن أبي حصين عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب
ابن عجرة قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن سبعة أو تسعة وبيننا وسائد من ادم احمر قال إنه سيكون
بعدى امراء فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس منى ولست منه ولن يرد على الحوض ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو منى وانا منه وسيرد على الحوض -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهدي ثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث
عن يحيى بن سعيد حدثني خالد بن أبي عمران حدثني أبو عياش عن ابن عجرة الأنصاري أنه قال خرج إلينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم ونحن في المسجد انا تاسع تسعة فقال لنا أتسمعون هل تسمعون ثلاث مرار انها ستكون عليكم أئمة فمن دخل عليهم
فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فلست منه وليس منى ولا يرد على الحوض يوم القيامة (ومن دخل عليهم ولم يصدقهم
بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو منى وانا منه وسيرد على الحوض يوم القيامة - 1) قال وحدثني أيضا عن سهل بن سعد أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا صحابه كيف أنتم إذا بقيتم في حثالة من الناس مرجت أمانتهم وعهودهم وكانوا هكذا
ثم ادخل أصابعه بعضها في بعض فقالوا فإذا كان كذلك كيف نفعل يا رسول الله قال خذوا ما تعرفون ودعوا ما تنكرون ثم
خص بهذا عبد الله به عمرو بن العاص فيما بينه وبينه فقال ما تأمرني به يا رسول الله إذا كان ذلك قال آمرك بتقوى الله
عليك (2) بنفسك وإياك وعامة الأمور -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان حدثني إبراهيم بن المنذر حدثني ابن وهب
أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عبد الله بن خارجة بن زيد عن عروة بن الزبير قال أتيت عبد الله بن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه فقلت له يا أبا عبد الرحمن انا نجلس إلى أئمتنا هؤلاء فيتكلمون بالكلام نحن نعلم أن الحق غيره فنصدقهم



(1) سقط من مص
(2) مص - وعليك
165
ويقضون بالجور فنقويهم ونحسنه لهم فكيف ترى في ذلك فقال يا بن اخى كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعد هذا
النفاق فلا أدرى كيف هو عندكم -
(حدثنا) أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج املاء أنبأ أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن ثنا الفضل بن محمد الشعراني ثنا
محمد بن أبي بكر المقدمي حدثني عمر بن علي عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يضمن
لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة - رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن أبي بكر (1) -
باب ما على من رفع إلى السلطان ما فيه ضرر
على مسلم من غير جناية
(أخبرنا) أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمل الماسرجسي ثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب
أنبأ يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن إبراهيم عن همام قال كنت جالسا عند حذيفة فمر رجل فقالوا هذا يرفع الحديث إلى السلطان
فقال حذيفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة قتات - قال الأعمش والقتات النمام - أخرجه مسلم في الصحيح
من وجه آخر عن الأعمش وأخرجاه من حديث منصور عن إبراهيم -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة أخبرني عمرو بن مرة سمع
عبد الله بن سلمة يحدث عن صفوان بن عسال المرادي ان رجلين من أهل الكتاب قال أحدهما لصاحبه اذهب بنا إلى
هذا النبي قال لا يسمعن هذا فيصير له أربعة أعين فأتياه فسألاه عن تسع آيات بينات فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تشركوا
بالله شيئا ولا تقتلوا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تسحروا ولا تأكلوا الربا ولا تقذفوا المحصنة ولا تفروا من الزحف ولا تمشوا
ببرئ إلى ذي سلطان لتقتلوه أو لتهلكوه وعليكم خاصة يهود أن لا تعدوا في السبت فقبلا يديه ورجليه وقالا نشهد انك
نبي فقال ما يمنعكما من اتباعي فقالا ان داود دعا ان لا يزال في ذريته نبي وانا نخشى ان أتبعناك ان تقتلنا اليهود - قال أبو داود
مرة ولا تقذفوا المحصنة أو لا تفروا من الزحف قال أبو داود شك شعبة -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه ثنا أبو بكر محمد بن عمر بن حفص التاجر الزاهد ثنا جعفر بن محمد الصائغ ببغداد ثنا سريج بن
يونس ثنا عبيدة يعنى ابن حميد ثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال قال كعب أعظم الناس خطيئة يوم القيامة الذي
يسعى بأخيه إلى امامه -
باب ما على السلطان من منع الناس عن النميمة
وترك الاخذ بقول النمام
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن أبي حامد المقرى في آخرين قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن خالد
ابن خلى ثنا أحمد بن خالد الوهبي ثنا إسرائيل (ح وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الكديمي ثنا عبيد الله
ابن موسى أنبأ إسرائيل عن السدى عن الوليد بن أبي هاشم ثنا زيد بن زائد عن عبد الله بن مسعود قال خرج علينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألا لا يبلغني أحد منكم عن أحد من أصحابي شيئا فانى أحب ان اخرج إليكم وانا سليم الصدر
قال فأتاه مال فقسمه قال فسمعت رجلين يقولان ان هذه القسمة التي قسمها لا يريد الله بها ولا الدار الآخرة قال ففهمت



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الحادي والسبعين بعد خمس المائة بدار الحديث ولله الحمد - بلغ السيد الشريف
عز الدين أيده الله تعالى في الخامس والعشرين ولله الحمد -
166
قولهما أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله انك كنت قلت لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئا فانى أحب
ان اخرج إليكم وانا سليم الصدر وانى سمعت فلانا وفلانا يقولان كذا وكذا قال فاحمر وجهه وقال دعنا منك فقد أوذى
موسى بأكثر من هذا فصبر - لفظ حديث الكديمي وفي رواية الوهبي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبلغني أحد
عن أحد من أصحابي شيئا فانى أحب ان اخرج إليكم وانا سليم الصدر - لم يذكر ما بعده وسقط من اسناده السدى (ورواه)
أيضا ابن أبي حسين عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا قبيصة ثنا سفيان عن محمد بن جحادة
قال سمعت الحسن يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرف القرف ولا يصدق أحدا على أحد -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله الصنعاني ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي
بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه قال سمعت أسقفا من أهل نجران يكلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول
يا أمير المؤمنين احذر قاتل الثلاثة قال عمر ويلك وما قاتل الثلاثة قال الرجل يأتي الامام بالكذب فيقتل الامام ذلك
الرجل بحديث هذا الكذاب فيكون قد قتل نفسه وصاحبه وامامه -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو النعمان ثنا حماد بن زيد
عن مجالد عن الشعبي ان العباس قال لابنه عبد الله رضي الله عنهما انى أرى هذا الرجل قد أكرمك يعنى عمر بن الخطاب
رضي الله عنه وأدنى مجلسك وألحقك بقوم لست مثلهم فاحفظ عنى ثلاثا لا يجربن عليك كذبا ولا تفش عليه سرا ولا تغتابن
عنده أحدا (ورواه) غيره عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس رضي الله عنه -
باب ما في الشفاعة والذب عن عرض أخيه المسلم من الاجر
(أخبرنا) السيد أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ثنا أبو الأزهر احمد
ابن الأزهر املاء من أصل كتابه ومن حفظه ثنا أبو أسامة عن يزيد بن عبد الله بن أبي برده عن جده أبى بردة عن أبي
موسى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه السائل قال اشفعوا فلتؤجروا ويقض الله على لسان نبيه ما شاء
رواه البخاري في الصحيح عن أبي كريب عن أبي أسامة وأخرجه مسلم من وجه آخر عن يزيد -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو عبد الرحمن السلمي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
أنبأ أبو الفضل العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي أخبرني أبي أخبرني عبد الوهاب بن هشام بن الغاز عن أبيه هشام عن
نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان لمنفعة بر أو تيسير عسير أعين على
إجازة الصراط يوم دحض الاقدام - قال العباس ثم لقيت محمد بن عبد الوهاب فحدثني به عن أبيه عن جده عن نافع عن ابن
عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (وروى) ذلك من وجه آخر عن عائشة مرفوعا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا ابن وهب
ثنا سليمان بن بلال عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤمن
مرآة المؤمن والمؤمن أخو المؤمن من حيث لقيه يكف عنه (1) ضيعته ويحوطه من ورائه -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو صالح حدثني
الليث عن يحيى بن سليم بن زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم انه سمع إسماعيل بن بشير مولى بنى مغالة يقول سمعت
جابر بن عبد الله وأبا طلحة بن سهل الأنصاريين يقولان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مامن أحد يخذل مسلما في موطن
ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته الا خذ له الله في موطن يحب فيه نصرته وما من امرئ ينصر مسلما في موطن



(1) مص - وهامش ر - يكف عليه -
167
ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته الا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس القاسم بن القاسم السياري أنبأ أبو الموجه أنبأ عبدان أنبأ عبد الله هو ابن المبارك
أنبأ ليث بن سعد - فذكره باسناده نحوه
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب املاء ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ ابن أبي
ليلى عن الحكم عن ابن أبي الدرداء (1) عن أبيه قال نال رجل من رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد عليه
رجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رد عن عرض أخيه كان له حجابا من النار (ورواه) أيضا مرزوق عن
أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي وأبو يحيى الناقد (ح وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي
إسحاق أنبأ أبو بكر أحمد بن كامل القاضي ثنا أبو يحيى يعنى الناقد قالا ثنا إبراهيم بن حمزه ثنا عبد العزيز عن حميد عن
الحسن عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من نصر أخاه بظهر الغيب نصره الله في الدنيا والآخرة - كذا رواه
الدراوردي عن حميد عن الحسن عن انس (وقد قيل) عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عمران بن حصين موقوفا (وقيل)
عنه باسناده مرفوعا - والموقوف أصح والله أعلم -
باب ما على السلطان من اكرام وجوه الناس
(حدثنا) كامل بن أحمد المستملى أنبأ الحسن السراج ثنا مطين ثنا محمد بن الصباح ثنا سعيد بن مسلمة عن ابن عجلان عن
نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو أمية الطرسوسي ثنا أبو الحسن محمد بن مقاتل المروزي ثنا حصين بن عمر الأحمسي ثنا
إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أتيته فقال يا جرير
لأي شئ جئت قال جئت لاسلم على يديك يا رسول الله قال فألقى إلى كساءه ثم اقبل على أصحابه وقال إذا جاءكم كريم
قوم فأكرموه - وذكر الحديث وفيه قال وكان لا يراني بعد ذلك الا تبسم في وجهي - وله شاهد من حديث الشعبي عن
النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا علي بن الجعد أنبأ شعبة عن أبي عمران
الجوني عبد الملك بن حبيب قال كتب عمر بن الخطاب إلى أبى موسى الأشعري رضي الله عنهما انه لم يزل للناس وجوه
يرفعون حوائج الناس فأكرم وجوه الناس فبحسب المسلم الضعيف من العدل ان ينصف في العدل والقسمة (2) -
باب ما جاء في قتال أهل البغى والخوارج
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا
شعبة وأبو عوانة عن زياد بن علاقة سمع عرفجة سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنها ستكون هنات وهنات فمن أراد أن
يفرق أمر هذه الأمة وهم جميع فاضربوا رأسه بالسيف كائنا من كان - أخرجه مسلم في الصحيح من حديث شعبة
وأبى عوانة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا عارم بن الفضل



(1) مد - الحكم بن أبي الدرداء
(2) هامش ر - بلغ سماعهم بجامع مصر حرسهما الله تعالى في الثامن ولله الحمد
168
ثنا حماد بن زيد ثنا عبد الله بن المختار ورجل سماه عن زياد بن علاقة عن عرفجة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ستكون هنات وهنات فمن رأيتموه يمشى إلى أمة محمد فيفرق جماعتهم فاقتلوه - رواه مسلم في الصحيح عن حجاج بن
الشاعر عن عارم -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا عمران بن موسى ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا يونس بن أبي
يعفور عن أبيه عن عرفجة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اتاكم وأمركم جمع (1) على رجل واحد يريد
أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه - رواه مسلم في الصحيح عن عثمان بن أبي شيبة -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر إسماعيل بن محمد الضرير بالري ثنا محمد بن الفرج ثنا عبيد الله بن موسى ثنا الأعمش
(ح وقال وأنبأ) أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا وكيع ثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن
عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة عن عبد الله بن عمرو قال كنت جالسا معه في ظل الكعبة وهو يحدث الناس يقول كنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا فمنا من يضرب خباءه ومنا من هو في جشره (2) ومنا من ينتضل إذ نادى
منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة قال فانتهيت إليه وهو يخطب الناس ويقول أيها الناس انه لم يكن نبي قبلي
الا كان حقا عليه ان يدل أمته على ما يعلمه خيرا لهم وينذرهم ما يعلمه شرا لهم الا وان عافية هذه الأمة في أولها وسيصيب
آخرها بلاء وفتن يدفق بعضها بعضا تجئ الفتن فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف ثم تجئ فيقول هذه هذه ثم تجئ
فيقول هذه هذه (3) ثم تنكشف فمن أحب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر
ويأتي إلى الناس ما يجب ان يؤتى إليه ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ان استطاع وقال مرة ما استطاع
أظنه قال فان جاء أحد ينازعه فاضربوا عنق الآخر فلما سمعتها أدخلت رأسي بين رجلين فقلت ان ابن عمك معاوية يأمرنا
ان نقتل أنفسنا وان نأكل أموالنا بيننا بالباطل والله عز وجل يقول (ولا تقتلوا أنفسكم) (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل)
قال فوضع جمعه على جبهته ثم نكس ثم رفع رأسه فقال أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله قلت أنت سمعت هذا من
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم سمعته أذناي ووعاه قلبي - لفظ حديث وكيع - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر
ابن أبي شيبة وغيره عن وكيع -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ حدثني علي بن عيسى بن إبراهيم الحيري ثنا مسدد بن قطن ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير
عن الأعمش - فذكره باسناده ومعناه قال فيه ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع فان جاء
أحد ينازعه فاضربوا عنق الآخر قال فدنوت منه فقلت أنشدك بالله أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأومى
إلى اذنيه وقلبه بيديه فقال سمعته أذناي ووعاه قلبي - رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم عن جرير -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود (ح وأخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن
محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب قالا ثنا محمد بن كثير أنبأ سفيان عن أبيه عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري قال
بعث علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة في تربتها فقسمها بين أربعة بين الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي
وبين عيينة بن بدر الفزاري وبين زيد الحيل الطائي ثم أحد بنى نبهان وبين علقمة بن علاثة العامري ثم أحد بنى كلاب قال
فغضبت قريش والأنصار وقالت يعطى صناديد أهل نجد ويدعنا فقال إنما أتألفهم قال فأقبل رجل غائر العينين مشرف
الوجنتين ناتئ الجبين كث اللحية محلوق قال اتق الله يا محمد فقال من يطع (4) الله إذا عصيته أيأمنني الله على أهل الأرض ولا تأمنوني قال فسأل رجل قتله احسبه خالد بن الوليد قال فمنعه قال فلما ولى قال إن من ضئضئ هذا أو في عقب هذا
قوما يقرؤن القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الاسلام مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الاسلام ويدعون عبدة



(1) مص - جمع
(2) هامش مص - أي في رعية
(3) كذا - وكتب عليه في مص - صح
(4) كذا -
169
الأوثان لئن انا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد - رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير وأخرجه مسلم من وجه آخر عن
سعيد بن مسروق -
(وأخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا القاسم
ابن الفضل ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون فرقة بين طائفتين من أمتي تمرق بينهما مارقة
تقتلها أولى الطائفتين بالحق - رواه مسلم في الصحيح عن شيبان عن القاسم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ يعقوب بن أحمد الخسروجردي ثنا داود بن الحسين الخسروجردي ثنا نصر بن علي
الجهضمي ثنا أبو أحمد ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن الضحاك المشرقي (1) عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم في حديث ذكر فيه قوما يخرجون على فرقة من الناس يقتلهم أقرب الفئتين إلى الحق - رواه مسلم في
الصحيح عن القواريري عن أبي احمد -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا أبو معاوية
عن الأعمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة عن علي رضي الله عنه قال إذا سمعتم بي أحدث عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم حديثا فلان اخر من السماء إلى الأرض أحب إلى من أن اكذب عليه وإذا حدثتكم عن غيره فإنما انا رجل محارب
والحرب خدعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج في آخر الزمان قوم احداث الأسنان سفهاء الأحلام
يقولون من خير قول البرية لا يجاوز ايمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فان قتلهم اجر لمن قتلهم إلى يوم القيامة -
(وأخبرنا) أبو محمد أنبأ أبو سعيد ثنا الزعفراني ثنا محمد بن عبيد الطنافسي ثنا الأعمش - فذكره باسناده ومعناه زاد يمرقون
من الدين كما يمرق السهم من الرمية - رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب وغيره عن أبي معاوية وأخرجه البخاري
من وجهين آخرين عن الأعمش (2) -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا
حماد بن زيد وإسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن محمد بن سيرين عن عبيدة عن علي رضي الله عنه قال إسماعيل ذكر الخوارج
وقال حماد ذكر أهل النهروان فقال فيهم رجل مخدج اليد أو مودن اليد أو مثدون (3) اليد لولا أن تبطروا لحدثتكم ما وعد الله
عز وجل الذين يقاتلونهم على لسان محمد قلت أنت سمعته من محمد صلى الله عليه وسلم قال أي ورب الكعبة أي ورب الكعبة
أي ورب الكعبة - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن أبي بكر المقدمي -
(أخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران وأبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد قالا ثنا إسماعيل
ابن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنبأ عبد الملك بن أبي سليمان ثنا سلمة بن كهيل أخبرني زيد بن
وهب الجهني انه كان في الجيش الذين كانوا مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذين ساروا إلى الخوارج فقال علي رضي الله عنه
أيها الناس انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج من أمتي قوم يقرؤن القرآن ليست قراءتكم إلى
قراءتهم بشئ ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشئ ولا صيامكم إلى صيامهم بشئ يقرؤن القرآن لاتجاوز صلاتهم تراقيهم
يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضى الله لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه
وسلم لا تكلوا عن العمل وآية ذلك ان فيهم رجلا له عضد وليست له ذراع على عضده مثل حلمة ثدي المرأة عليه شعرات
بيض فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم والله انى لا رجوا أن يكونوا هؤلاء
القوم فإنهم قد سفكوا الدم (4) وأغاروا في سرح الناس فسيروا على اسم الله قال سلمة فنزلني زيد بن وهب منزلا منزلا



(1) هامش ر - هو منسوب إلى مشرق بكسر الميم وفتح الراء بطن من همدان والله أعلم - وفي هامش مص - قال شيخنا هو
منسوب - الخ
(2) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الثالث والسبعين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد
(3) مص - مثدن
(4) مص - الدماء -
170
حتى قال مررنا على قنطرة قال فلما التقينا وعلى الخوارج يومئذ عبد الله بن وهب الراسبي فقال لهم ألقوا الرماح وسلوا
سيوفكم من جفونها فانى أخاف ان يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حرورا فرجعتم قال فوحشوا برماحهم وسلوا السيوف
وشجرهم الناس برماحهم قال فقتل بعضهم على بعض وما أصيب من الناس يومئذ الا رجلان فقال علي رضي الله عنه
التمسوا فيهم المخدج فلم يجدوه فقام علي رضي الله عنه بنفسه فالتمسه فوجده فقال صدق الله وبلغ رسوله فقام إليه عبيدة السلماني
فقال يا أمير المؤمنين الله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أي والله الذي
لا إله إلا هو حتى استحلفه ثلاثا وهو يحلف له - رواه مسلم في الصحيح عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا محمد بن إسماعيل بن مهران ثنا أبو الطاهر ثنا (1) ابن
وهب عن عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد عن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان الحرورية لما خرجت وهو مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه قالوا لا حكم الا لله فقال كلمة حق أريد بها باطل ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم وصف ناسا انى لأعرف صفتهم في هؤلاء يقولون الحق بألسنتهم لا يجاوز هذا منهم وأشار إلى حلقه
أبغض خلق الله إليه منهم اسود إحدى يديه حلمة ثدي فلما قتلهم قال انظروا فنظروا فلم يجدوا شيئا قال ارجعوا فوالله
ما كذبت ولا كذبت مرتين أو ثلاثا ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى وضعوه بين يديه قال عبيد الله وانا حاضر ذلك
من أمرهم وقول علي رضي الله عنه فيهم - رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر (2) -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني ثنا علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن
الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ان أبا سعيد الخدري قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم
قسما أتاه ذو الحويصرة وهو رجل من بنى تميم فقال يا رسول الله اعدل فقال ويحك ومن يعدل إذا (3) لم اعدل لقد خبت
وخسرت ان لم أكن اعدل فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا رسول الله ائذن لي فيه اضرب عنقه فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم دعه فان له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤن القرآن لا يجوز تراقيهم
يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى فصله فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شئ
ثم ينظر إلى نضيه وهو قدحه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شئ قد سبق الفرث والدم آيتهم رجل
اسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة ومثل البضعة تدر در يخرجون على حين فترة (4) من الناس - قال أبو سعيد فأشهد
أنى سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قاتلهم وانا معه فأمر بذلك الرجل
فالتمس فأتى به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نعته - رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان
وأخرجاه من أوجه اخر عن أبي سلمة والضحاك الهمداني عن أبي سعيد -
(أخبرنا) أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال
أخبرني أبي قال سمعت الأوزاعي (قال وحدثنا) محمد بن عوف ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي والحديث للعباس حدثني
قتادة عن انس بن مالك وعن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون في أمتي اختلاف وفرقة قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية لا يرجعون
حتى يرتد على فوقه هم شر الخلق والخليقة طوبى لم قتلهم وقتلوه يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شئ من قاتلهم
كان أولى بالله منهم قالوا يا رسول الله فما سيماهم قال التحليق - وفي الباب عن أبي ذر وسهل بن حنيف و عبد الله بن عمرو
ابن العاص وأبى بكرة وأبى برزة الأسلمي وبعضهم يزيد على بعض - واستدل الشافعي رحمه الله في قتال أهل البغى بقول
الله جل ثناؤه (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغى حتى تفئ



(1) مص - أنبأ
(2) ر - ومص - آخر الجزء الثاني والخمسين بعد المائة من الأصل
(3) مص - ان -
(4) مص - فرقة
171
إلى أمر الله فان فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا ان الله يحب المقسطين) -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشر ان العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك ثنا نعيم بن حماد
ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن انس بن مالك قال قيل يا رسول الله لو أتيت عبد الله بن أبي قال فانطلق إليه وركب حماره
وركب معه قوم من أصحابه فلما اتاه قال له عبد الله تنح فقد آذاني نتن حمارك فقال رجل من المسلمين والله لحمار رسول الله
صلى الله عليه وسلم أطيب ريحا منك قال فغضب لكل واحد منهما قومه فتضاربوا بالجريد والنعال فبلغنا إنما نزلت فيهم هذه
الآية (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) الآية - رواه البخاري في الصحيح عن مسدد ورواه مسلم عن محمد بن عبد الأعلى
كلاهما عن معتمر -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا معتمر بن سليمان
عن أبيه انه بلغه عن انس بن مالك قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم لو أتيت عبد الله بن أبي فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم
راكبا على حمار وانطلق الناس يمشون قال وهي ارض سبخة - فذكره قال انس فأنبأت انها نزلت فيهم -
(حدثنا) أبو عبد الله الحافظ املاء ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد ثنا أحمد بن محمد بن مهدي بن رستم ثنا بشر بن شعيب
ابن أبي حمزة القرشي حدثني أبي (ح وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه
ثنا يعقوب بن سفيان ثنا الحجاج بن أبي منيع ثنا جدي، وثنا يعقوب حدثني محمد بن يحيى بن إسماعيل عن ابن وهب عن يونس
جميعا عن الزهري وهذا لفظ حديث شعيب بن أبي حمزة عن الزهري أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر أنه بينما هو جالس
مع عبد الله بن عمر إذ جاءه رجل من أهل العراق فقال يا أبا عبد الرحمن انى والله لقد حرصت ان اتسمت بسمتك واقتدى
بك في أمر فرقة الناس واعتزل الشر ما استطعت وانى اقرأ آية من كتاب الله محكمة قد أخذت بقلبي فأخبرني عنها أرأيت
قول الله تبارك وتعالى (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغى
حتى تفئ إلى أمر الله فان فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا ان الله يحب المقسطين) أخبرني عن هذه الآية فقال عبد الله
ومالك ولذلك انصرف عنى فانطلق حتى توارى عنا سواده اقبل علينا عبد الله بن عمر فقال ما وجدت في نفسي من شئ
من أمر هذه الأمة ما وجدت في نفسي انى لم أقاتل هذه الفئة الباغية كما امرني الله عز وجل - زاد القطان في روايته قال
حمزة فقلنا له ومن ترى الفئة الباغية قال ابن عمر ابن الزبير بغى على هؤلاء القوم فأخرجهم من ديارهم ونكث عهدهم ففي
قول عبد الله بن عمر هذا دلالة على جواز استعمال الآية في قتال الفئة الباغية -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى ثنا الفضل بن محمد الشعراني ثنا إسماعيل بن أبي
أويس ثنا أبي عن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها
انها قالت ما رأيت مثل ما رغبت عنه هذه الأمة من هذه الآية (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان
بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغى حتى تفئ إلى أمر الله - (1)
باب الدليل على أن الفئة الباغية منهما
لا تخرج بالبغي عن تسمية الاسلام
قال الشافعي رحمه الله سماهم الله تعالى بالمؤمنين وأمر بالاصلاح بينهم
(أخبرنا) أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنبأ أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق
أنبأ معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تقتتل
فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة ودعواهما واحدة - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد ورواه مسلم



(1) هامش ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في السادس والعشرين ولله الحمد -
172
عن محمد بن رافع كلاهما عن عبد الرزاق -
(أخبرنا) أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا
الحميدي وسعيد بن منصور قالا ثنا سفيان ثنا إسرائيل أبو موسى قال سمعت الحسن قال سمعت أبا بكرة يقول رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن بن علي رضي الله عنهما معه إلى جنبه وهو يلتفت إلى الناس مرة واليه
مرة ويقول إن ابني هذا سيد ولعل الله يصلح به بين فئتين من المسلمين - قال سفيان قول فئتين من المسلمين يعجبنا جدا
رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله وغيره عن سفيان -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو الوليد وآدم قالا ثنا مبارك عن الحسن عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر نحو حديث سفيان زاد آدم قال الحسن فلما ولى يعنى
الحسن بن علي رضي الله عنهما ما أهريق في سببه محجمة من دم -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب حدثني سلمة ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن أيوب عن ابن
سيرين ان الحسن بن علي رضي الله عنهما قال لو نظرتم ما بين جابرس إلى جابلق ما وجدتم رجلا جده نبي غيري وغير اخى وانى
أرى ان تجتمعوا على معاوية (وان أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين) قال معمر جابرس وجابلق المغرب والمشرق -
(وأخبرنا) أبو الحسين أنبأ عبد الله ثنا يعقوب ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا مجالد عن الشعبي (ح قال وحدثنا) يعقوب ثنا
سعيد بن منصور ثنا هشيم ثنا مجالد عن الشعبي قال لما صالح الحسن بن علي وقال هشيم لما سلم الحسن بن علي الامر إلى معاوية
قال له معاوية بالنخيلة قم فتكلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال اما بعد فان أكيس الكيس التقى وان أعجز العجز الفجور الا وان
هذا الامر الذي اختلفت فيه انا ومعاوية حق لا مرئ كان أحق به منى أو حق لي تركته لمعاوية إرادة اصلاح المسلمين وحقن
دمائهم (وان أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين) ثم استغفر ونزل (1) -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يزيد بن هارون عن
شريك عن أبي العنبس عن أبي البختري قال سئل علي رضي الله عنه عن أهل الجمل أمشركون هم قال من الشرك فروا قيل
أمنافقون هم قال إن المنافقين لا يذكرون الله الا قليلا قيل فما هم قال اخواننا بغوا علينا -
(وأخبرنا) أبو عبد الله أنبأ أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر ثنا وكيع عن أبان بن عبد الله البجلي عن نعيم بن أبي هند
عن ربعي بن حراش قال قال علي رضي الله عنه انى لأرجو أن أكون انا وطلحة والزبير ممن قال الله عز وجل (ونزعنا ما في
صدورهم من غل) -
(وأخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية ثنا أبو مالك
الأشجعي (ح وحدثنا) أبو عبد الله الحافظ املاء ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ أنبأ إبراهيم بن عبد الله السعدي أنبأ
محمد بن عبيد الطنافسي ثنا أبو مالك الأشجعي عن أبي حبيبة مولى طلحة قال دخلت على علي رضي الله عنه مع عمران بن طلحة
بعد ما فرغ من أصحاب الجمل قال فرحب به وأدناه وقال إني لأرجو أن يجعلني الله واباك من الذين قال الله عز وجل
(ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين) فقال يا بن أخي كيف فلانة كيف فلانة قال وسأله عن أمهات
أولاد أبيه قال ثم قال لم نقبض أرضكم (2) هذه السنين الا مخافة ان ينتهبها الناس يا فلان انطلق معه إلى ابن قرظة مره فليعطه
غلة هذه السنين ويدفع إليه ارضه قال فقال رجلان جالسان ناحية أحدهما الحارث الأعور الله اعدل من ذلك ان نقتلهم
ويكونوا اخواننا في الجنة قال قوما أبعد ارض الله واسحقها فمن هو إذا لم أكن انا وطلحة يا بن أخي إذا كانت لك حاجة فأتنا
لفظ حديث الطنافسي وفي رواية أبى معاوية قال دخل عمران بن طلحة على علي رضي الله عنه ولم يسم الحارث وقال إلى



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الرابع والسبعين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد
(2) ر - أرضيكم -
173
بنى قرظة والباقي بمعناه -
(أخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ إبراهيم بن هاشم البغوي وأبو القاسم المنيعي قالا ثنا على هو ابن الجعد
أنبأ شعبة عن الحكم عن أبي وائل قال سمعت عمارا رضي الله عنه يقول حين بعثه علي رضي الله عنه إلى الكوفة ليستنفر الناس
انا لنعلم انها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم بها -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو أحمد بن أبي الحسن ثنا محمد بن إسحاق ثنا بندار ثنا محمد ثنا شعبة عن الحكم قال سمعت أبا وائل قال لما بعث على عمار بن ياسر والحسن بن علي رضي الله عنهم إلى الكوفة ليستنفرهم خطب عمار فقال إني لا علم أنها
زوجته في الدينا والآخرة ولكن الله ابتلاكم بها لينظر (1) إياه تتبعون أو إياها - رواه البخاري في الصحيح عن بندار -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا إسحاق الأزرق ثنا عوف
عن ابن سيرين قال قال خالد بن الواشمة لما فرغ من أصحاب الجمل ونزلت عائشة منزلها دخلت عليها فقلت السلام عليك يا أم
المؤمنين قالت من هذا قلت خالد بن الواشمة قالت ما فعل طلحة قلت أصيب قالت انا لله وانا إليه راجعون يرحمه الله قالت فما
فعل الزبير قلت أصيب قالت انا لله وانا إليه راجعون يرحمه الله قلت بل نحن لله وانا إليه راجعون في زيد بن صوحان قالت
وأصيب زيد قلت نعم قالت انا لله وانا إليه راجعون يرحمه الله فقلت يا أم المؤمنين ذكرت طلحة فقلت يرحمه الله وذكرت
الزبير فقلت يرحمه الله وذكرت زيدا فقلت يرحمه الله وقد قتل بعضهم بعضا والله لا يجمعهم الله في الجنة ابدا قالت أولا تدرى
ان رحمة الله واسعة وهو على كل شئ قدير قال فكانت أفضل منى (وأخبرنا) أبو محمد أنبأ أبو سعيد ان ثنا إسحاق ثنا ابن عون
عن ابن سيرين عن خالد بن الواشمة بنحوه (ورواه) أيضا أيوب عن ابن سيرين -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو وأبو صادق بن أبي الفوارس قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا
يحيى بن أبي طالب أنبأ يزيد بن هارون أنبأ العوام بن حوشب عن عمرو بن مرة عن أبي وائل قال رأى عمرو بن شرحبيل
وكان من أفاضل أصحاب عبد الله قال رأيت كأني دخلت الجنة فإذا انا بقباب مضروبة فقلت لمن هذا فقال لذي كلاع
وحوشب وكانا ممن قتل مع معاوية قال قلت ما فعل عمار وأصحابه قالوا امامك قال قلت سبحان الله وقد قتل بعضهم
بعضا فقال إنهم لقوا الله فوجدوه واسع المغفرة قال قلت ما فعل أهل النهر قال لقوا برحا فقال يحيى بن أبي طالب فسمعت
يزيد في المجلس ببغداد وكان يقال إن في المجلس سبعين ألفا قال لا تغتروا بهذا الحديث فان ذا الكلاع وحوشب أعتقا اثنى
عشر الف أهل بيت وذكر من محاسنهم أشياء -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق أبنأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ مسعر عن
عبد الله بن رباح ان عمارا رضي الله عنه قال لا تقولوا كفر أهل الشام ولكن قولوا فسقوا أو ظلموا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحسن (2) بن عبد الله السديري بخسروجرد أنبأ أحمد بن محمد بن الحسين الخسروجردي ثنا داود بن
الحسين البيهقي ثنا حميد بن زنجويه ثنا يعلى بن عبيد ثنا مسعر عن عامر بن شقيق عن شقيق بن سلمة قال قال رجل من
يتعرف البغلة يوم قتل المشركون يعنى أهل النهروان فقال علي بن أبي طالب من الشرك فروا قال فالمنافقون قال المنافقون
لا يذكرون الله الا قليلا قال فما هم قال قوم بغوا علينا فنصرنا عليهم -
باب من قال لأتباعه في الجراح والدماء وما فات
من الأموال في قتال أهل البغى
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب



(1) مد - ليعلم -
(2) مص - الحسين
174
قال قد هاجت الفتنة الأولى وأدركت يعنى الفتنة رجالا ذوي عدد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن شهد معه
بدر أو بلغنا انهم كانوا يرون ان يهدر أمر الفتنة ولا يقام فيها على رجل قاتل في تأويل القرآن قصاص فيمن قتل ولا حد
في سباء امرأة سبيت ولا يرى عليها حد ولا بينها وبين زوجها ملاعنة ولا يرى أن يقفوها أحد الا جلد الحد ويرى ان ترد
إلى زوجها الأول بعد أن تعتد فتقضى عدتها من زوجها الآخر ويرى ان يرثها زوجها الأول -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا ابن المبارك عن معمر
عن الزهري قال كتب إليه سليمان بن هشام يسأله عن امرأة فارقت زوجها وشهدت على قومها بالشرك ولحقت بالحرورية
فتزوجت فيهم ثم جاءت تائبة قال فكتب إليه الزهري وانا شاهد اما بعد فان الفتنة الأولى ثارت وفي أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم ممن شهد بدرا فرأوا ان يهدم أمر الفتنة لا يقام فيها حد على أحد في فرج استحله بتأويل القرآن ولا قصاص
في دم استحله بتأويل القرآن ولا ما استحله بتأويل القرآن الا ان يوجد شئ بعينه وانى أرى ان تردها إلى زوجها
وتحد من قذفها -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه ثنا أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن
معمر حدثني سيف بن فلان بن معاوية العنزي حدثني خالي عن جدي قال لما كان يوم الجمل واضطرب الخيل وأغار الناس
قال فجاء الناس إلى علي رضي الله عنه يدعون أشياء فأكثروا عليه فلم يفهم قال الا رجل يجمع كلامه لي في خمس كلمات أو ست
قال فاحتفزت على إحدى رجلي قلت إن فهم قبل كلامي والا جلست من قريب قلت يا أمير المؤمنين ان الكلام ليس
بخمس ولا ست ولكنها كلمتان قال فنظر إلى قال قلت هضم أو قصاص قال فعقد ثلاثين وقال قالون أرأيتم ما عددتم
فهو تحت قدمي هاتين - (1)
باب ما جاء في قتال الضرب الأول من أهل الردة
بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الشافعي رحمه الله هم قوم كفروا بعد اسلامهم مثل طليحة ومسيلمة والعنسي وأصحابهم
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن
منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما انا نائم إذ أتيت بخزائن الأرض فوضع في
يدي سوارين من ذهب فكبرا على وأهماني فأوحى إلى أن انفخهما فنفختهما فذهبا فأولتهما الكذابين اللذين انا بينهما صاحب
صنعاء وصاحب اليمامة - رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن نصر ورواه مسلم عن محمد بن رافع كلاهما عن
عبد الرزاق -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق بن
يسار قال أول ردة كانت في العرب مسيلمة باليمامة في بنى حنيفة والأسود بن كعب العنسي باليمن في حياة رسول الله صلى الله
عليه وسلم وخرج طليحة بن خويلد الأسدي في بنى أسد يدعى النبوة يسجع لهم -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا الحجاج بن أبي منيع ثنا جدي
عن الزهري قال لما استخلف الله أبا بكر رضي الله عنه وارتد من ارتد من العرب عن الاسلام خرج أبو بكر غازيا حتى
إذا بلغ نقعا من نحو البقيع خاف على المدينة فرجع وامر خالد بن الوليد بن المغيرة سيف الله وندب معه الناس وأمره ان
يسير في ضاحية مضر فيقاتل من ارتد منهم عن الاسلام ثم يسير إلى اليمامة فيقاتل مسيلمة الكذاب فسار خالد بن الوليد فقاتل



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الخامس والسبعين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد
175
طليحة الكذاب الأسدي فهزمه الله وكان قد اتبعه عيينة بن حصن بن حذيفة يعنى الفزاري فلما رأى طليحة كثرة انهزام
أصحابه قال ويلكم ما يهزمكم قال رجل منهم وانا أحدثك ما يهزمنا انه ليس منا رجل الا وهو يحب ان يموت صاحبه قبله وانا
لنلقى قوما كلهم يحب ان يموت قبل صاحبه وكان طليحة شديد البأس في القتال فقتل طليحة يومئذ عكاشة بن محصن وابن
اقرم فلما غلب الحق طليحة ترجل ثم أسلم وأهل بعمرة فركب يسير في الناس آمنا حتى مر بابى بكر رضي الله عنه بالمدينة
ثم نفذ إلى مكة فقضى عمرته ومضى خالد بن الوليد قبل اليمامة حتى دنا من حي من بنى تميم فيهم مالك بن نويرة وكان
قد صدق (1) قومه فلما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسك الصدقة فبعث إليه خالد بن الوليد رضي الله عنه سرية -
فذكر الحديث في قتل مالك بن نويرة قال ومضى خالد قبل اليمامة حتى قاتل مسيلمة الكذاب ومن معه من بنى حنيفة
فاستشهد الله من أصحاب خالد أناسا كثيرا من المهاجرين والأنصار وهزم الله مسيلمة ومن معه وقتل مسيلمة يومئذ مولى
من موالي قريش يقال له وحشى -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا زيد بن المبارك الصنعاني وعيسى بن محمد
المروزي قالا ثنا محمد بن الحسن الصنعاني ثنا سليمان بن وهب عن النعمان بن بزرج قال خرج اسود الكذاب وكان رجلا
من بنى عنس وكان معه شيطانان يقال لأحدهما سحيق والآخر شقيق وكانا يخبرانه بكل شئ يحدث من أمر الناس فسار
الأسود حتى اخذ ذمار - فذكر قصة في شأنه وتزوجه بالمرزبانة امرأة باذان وانها سقته خمرا صرفا حتى سكر فدخل في فراش
باذان كان من ريش فانقلب عليه الفراش ودخل فيروز وخرزاذ بن بزرج فأشارت إليهما المرأة انه في الفراش وتناول
فيروز برأسه ولحيته فعصر عنقه فدقها وطعنه ابن بزرج بالخنجر فشقه من ترقوته إلى عانته ثم احتز رأسه وخرجوا وأخرجوا
المرأة معهم وما أحبوا من متاع البيت - ثم ذكر قصة أخرى وفيها قدوم فيروز على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وانه قال لفيروز كيف قتلت الكذاب قال الله قتله يا أمير المؤمنين قال نعم ولكن أخبرني فقص عليه القصة ورجع
فيروز إلى اليمن (2) -
باب ما جاء في قتال الضرب الثاني من أهل الردة
بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الشافعي رحمه الله وهم قوم تمسكوا بالاسلام ومنعوا الصدقات واحتج في ذلك بقصة (3) أبى بكر وعمر رضي الله عنهما
(وأخبرنا) أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ثنا أحمد بن سلمة ثنا قتيبة بن سعيد الثقفي
ثنا الليث عن عقيل عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبي هريرة قال لما توفى رسول الله
صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر رضي الله عنه بعده وكفر من كفر من العرب قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
لأبي بكر رضي الله عنه كيف نقاتل (4) الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت ان أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله
فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم منى ما له ونفسه الا بحقه وحسابه على الله، فقال أبو بكر رضي الله عنه والله لأقاتلن
من فرق بين الصلاة والزكاة فان الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
لقاتلتهم على منعه قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه فوالله ما هو الا ان رأيت الله قد شرح صدر أبى بكر للقتال فعرفت انه
الحق - رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد (وروى) الشافعي وغيره عن سفيان بن عيينة عن ابن شهاب
ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لأبي بكر الصديق رضي الله عنه أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت
ان أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا منى دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله فقال أبو بكر



(1) هامش مص عن - ص - أي اخذ صدقاتهم
(2) هامش ر - بلغ سماعهم بجامع مصر حرسهما الله تعالى في التاسع ولله الحمد
(3) ر - بقضية
(4) ر - تقاتل -
176
رضي الله عنه هذا من حقها لا تفرقوا بين ما جمع الله لو منعوني عناقا مما أعطوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلتهم عليه -
(أخبرناه) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان
فذكره الا انه سقط منه قوله لا تفرقوا بين ما جمع الله (قال الشيخ الامام رحمه الله) واحتج أبو بكر الصديق رضي الله عنه
في هذا الحديث (1) أحدهما ان قال قد قال النبي صلى الله عليه وسلم الا بحقها وهذا من حقها والآخر أن قال لا تفرقوا بين
ما جمع الله (قال الشافعي) رحمه الله يعنى فيما أرى والله أعلم انه مجاهدهم على الصلاة وان الزكاة مثلها قال الشافعي ولعل (2)
مذهبه فيه ان الله يقول (وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة)
وان الله فرض عليهم شهادة الحق والصلاة والزكاة وانه متى منع فرضا قد لزمه لم يترك ومنعه حتى يؤديه أو يقتل -
(قال الشيخ) رحمه الله واما قول عمر رضي الله عنه فوالله ما هو الا انى رأيت الله قد شرح صدر أبى بكر للقتال فعرفت انه
الحق يريد أنه انشرح صدره بالحجة التي أدلى بها والبرهان الذي اقامه وقال بعض أئمتنا رحمهم الله قد وقع اختصار في رواية
هذا الحديث وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من أوجه كثيرة انه أمر بالقتال على الشهادتين وعلى إقامة الصلاة وايتاء
الزكاة فأبو بكر الصديق رضي الله عنه إنما قاتل مانعي الزكاة بالنص مع ما ذكر من الدلالة وعمر بن الخطاب رضي الله عنه
إنما سلم ذلك له حين قامت عليه الحجة بما روى فيه من النص وذكر فيه من الدلالة لا انه قلده فيه - (3)
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن سنان القزاز ثنا عمرو بن عاصم الكلابي ثنا عمران بن
داود القطان ثنا معمر بن راشد عن الزهري عن انس قال لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب قال
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا أبا بكر أتريد أن تقاتل العرب قال فقال أبو بكر رضي الله عنه إنما قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أمرت ان أقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا إله إلا الله وأنى رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة والله لو منعوني
عناقا (4) مما كانوا يعطون رسول الله صلى الله عليه وسلم لأقاتلنهم عليه قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه فما رأيت رأى
أبى بكر قد شرح عليه علمت أنه الحق -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة ثنا الهيثم بن خالد ثنا أبو نعيم ثنا أبو العنبس
سعيد بن كثير حدثني أبي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت ان أقاتل الناس حتى يشهدوا
أن لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ثم حرمت على دماؤهم وأموالهم، وحسابهم على الله تعالى -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب أنبأ أبو النضر هاشم بن
القاسم ثنا أبو جعفر الرازي عن يونس عن الحسن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت ان أقاتل
الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا منعوا منى دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم
على الله عز وجل -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا عبد الله بن محمد المسندي ثنا حرمي
ابن عمارة ثنا شعبة عن واقد بن محمد قال سمعت أبي يحدث عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت ان أقاتل
الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم
وأموالهم الا بحق الاسلام، وحسابهم على الله - رواه البخاري في الصحيح عن المسندي وأخرجه مسلم من أوجه أخر (5)
عن شعبة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب



(1) مص - الحديثين
(2) مد - ولهذا
(3) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في السادس والسبعين بعد خمس المائة بالدار
ولله الحمد
(4) ر - عقالا
(5) مص - من وجه آخر
177
ابن عطاء أنبأ سعيد هو ابن أبي عروبة عن قتادة في قوله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي
الله بقوم يحبهم ويحبونه) الآية كلها قال نزلت هذه الآية وقد علم الله انه سيرتد مرتدون من الناس فلما قبض الله رسول الله
صلى الله عليه وسلم ارتد الناس عن الاسلام الا ثلاثة مساجد أهل المدينة وأهل مكة وأهل جواثا من أهل البحرين من
عبد القيس وقالت العرب اما الصلاة فنصلى واما الزكاة فوالله لا نغصب أموالنا فكلم أبو بكر رضي الله عنه ان يتجاوز عنهم
وتجلى عنهم وقيل له انهم لو قد فقهوا لأعطوا الزكاة طائعين فأبى عليهم أبو بكر رضي الله عنه قال والله لا أفرق بين شئ جمع الله
بينه والله لو منعوني عناقا مما فرض الله ورسوله لقاتلتهم عليه فبعث الله عليهم عصائب فقاتلوا على ما قاتل عليه رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى أقروا بالماعون وهي الزكاة المفروضة ثم إن وفد العرب قدموا عليه فخيرهم بين خطة مخزية أو حرب مجلية
فاختاروا الخطة وكانت أهون عليهم ان يشهدوا ان قتلاهم في النار وقتلى المسلمين في الجنة وما أصاب المسلمون من أموالهم
فهو حلال وما أصابوا من المسلمين ردوه عليهم -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ثنا صفوان بن
عمرو عن عبد الرحمن بن جبير أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان جهز بعد النبي صلى الله عليه وسلم جيوشا على بعضها شرحبيل
ابن حسنة ويزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص فساروا حتى نزلوا الشام فجمعت لهم الروم جموعا عظيمة فحدث أبو بكر
رضي الله عنه بذلك فأرسل إلى خالد بن الوليد وهو بالعراق أو كتب ان انصرف بثلاثة آلاف فارس فأمد اخوانك
بالشام والعجل العجل فأقبل خالد مغذا جوادا فاشتق الأرض بمن معه حتى خرج إلى ضمير فوجد المسلمين معسكرين
بالجابيه وتسامع الاعراب الذين كانوا في مملكة الروم بخالد ففزعوا له ففي ذلك يقول قائلهم -
الا يا اصبحينا قبل خيل أبى بكر * لعل منايانا قريب وما ندري
وفى رواية الشافعي رحمه الله في المبسوط
الا فاصبحينا قبل نائرة الفجر * لعل منايانا قريب وما ندري
أطعنا رسول الله ما كان وسطنا * فيا عجبا ما بال ملك أبى بكر
فان الذي سألوكم فمنعتم * لكالتمر أو أحلى إليهم من التمر
سنمنعهم ما كان فينا بقية * كرام على العزاء في ساعة العسر
(وهذا فيما أجاز لي) أبو عبد الله الحافظ روايته عنه عن أبي العباس عن الربيع عن الشافعي فذكر هذه الأبيات قال الشافعي قالوا
لأبي بكر رضي الله عنه بعد الأسئار ما كفرنا بعد ايماننا ولكن شححنا على أموالنا (1) -
باب لا يبدأ الخوارج بالقتال حتى يسألوا ما نقموا
ثم يؤمروا بالعود ثم يؤذنوا بالحرب
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني
طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال كان أبو بكر رضي الله عنه يأمر أمراءه حين كان يبعثهم في الردة
إذا غشيتم دارا فان سمعتم بها اذانا بالصلاة فكفوا حتى تسألوهم ماذا نقموا فإن لم تسمعوا اذانا فشنوها غارة واقتلوا وحرقوا
وانهكوا في القتل والجراح لا يرى بكم وهن لموت نبيكم صلى الله عليه وسلم -



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في السابع والسبعين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد - بلغ السيد الشريف عز الدين
أيده الله تعالى في السابع والعشرين ولله الحمد -
178
(أخبرنا) أبو الحسن محمد بن يعقوب بن أحمد الفقيه بالطابران أنبأ أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بان الصواف ثنا أبو يعقوب
إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي ثنا أبو غسان ثنا زياد البكائي ثنا مطرف بن طريف عن سليمان بن الجهم أبى الجهم مولى
البراء بن عازب عن البراء بن عازب قال بعثني علي رضي الله عنه إلى النهر إلى الخوارج فدعوتهم ثلاثا قبل ان نقاتلهم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب من أصل كتابه ثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي ثنا عمر
ابن يونس بن القاسم بن معاوية اليمامي ثنا عكرمة بن عمار العجلي حدثني أبو زميل سماك الحنفي ثنا عبد الله بن عباس قال لما
خرجت الحرورية اجتمعوا في دار وهم ستة آلاف أتيت عليا رضي الله عنه فقلت يا أمير المؤمنين أبرد بالظهر لعلى آتي
هؤلاء القوم فأكلمهم قال إني أخاف عليك قال قلت كلا قال فخرجت آتيهم ولبست أحسن ما يكون من حلل اليمن
فأتيتهم وهم مجتمعون في دار وهم قائلون فسلمت عليهم فقالوا مرحبا بك يا أبا عباس فما هذه الحلة قال قلت ما تعيبون على
لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن ما يكون من الحلل ونزلت (قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات
من الرزق) قالوا فما جاء بك قلت أتيتكم من عند صحابة النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار لأبلغكم ما يقولون
وتخبرون بما تقولون فعليهم نزل القرآن وهم اعلم بالوحي منكم وفيهم انزل وليس فيكم منهم أحد فقال بعضهم لا تخاصموا
قريشا فان الله يقول (بل هم قوم خصمون) قال ابن عباس وأتيت قوما لم أر قوما قط أشد اجتهادا منهم مسهمة وجوههم
من السهر كأن أيديهم وركبهم ثفن عليهم قمص مرحضة قال بعضهم لنكلمنه ولننظرن ما يقول قلت أخبروني ماذا نقمتم على
ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره والمهاجرين والأنصار قالوا ثلاثا قلت ما هن قالوا اما إحداهن فإنه حكم الرجال
في أمر الله قال الله عزو جل (ان الحكم الا لله) وما للرجال وما للحكم، فقلت هذه واحدة، قالوا واما الأخرى فإنه قاتل ولم
يسب ولم يغنم فلئن كان الذين قاتل كفارا لقد حل سبيهم وغنيمتهم وان كانوا مؤمنين ما حل قتالهم، قلت هذه ثنتان
فما الثالثة قالوا إنه محا اسمه من أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين قلت أعندكم سوى هذا قالوا حسبنا هذا فقلت لهم أرأيتم ان
قرأت عليكم من كتاب الله ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما يرد به قولكم أترضون قالوا نعم فقلت لهم اما قولكم حكم
الرجال في أمر الله فانا اقرأ عليكم ما قد رد حكمه إلى الرجال في ثمن ربع درهم في أرنب ونحوها من الصيد فقال (يا أيها الذين
آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم) إلى قوله (يحكم به ذوا عدل منكم) فنشدتكم بالله أحكم الرجال في أرنب ونحوها من الصيد
أفضل أم حكمهم في دمائهم واصلاح ذات بينهم وان تعلموا ان الله لو شاء لحكم ولم يصير ذلك إلى الرجال وفي المرأة
وزوجها قال الله عز وجل (وان خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها ان يريدا اصلاحا يوفق الله بينهما)
فجعل الله حكم الرجال سنة ماضية، أخرجت من هذه قالوا نعم - قال واما قولكم قاتل فلم يسب ولم يغنم أتسبون أمكم
عائشة ثم تستحلون منها ما يستحل من غيرها فلئن فعلتم لقد كفرتم وهي أمكم ولئن قلتم ليست بامنا لقد كفرتم فان الله تعالى
يقول (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) فأنتم تدورون بين ضلالتين أيهما صرتم إليها صرتم إلى ضلالة
فنظر بعضهم إلى بعض، قلت أخرجت من هذه قالوا نعم - قال واما قولكم محا نفسه من أمير المؤمنين فانا آتيكم بمن ترضون
أريكم (1) قد سمعتم ان النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية كاتب المشركين سهيل بن عمرو وأبا سفيان بن حرب فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لأمير المؤمنين اكتب يا علي هذا ما اصطلح عليه محمد رسول الله فقال المشركون لا والله ما نعلم أنك
رسول الله لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم انك تعلم انى رسولك اكتب يا علي
هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله فوالله لرسول الله صلى الله عليه وسلم خير من على وما أخرجه من النبوة حين محا نفسه
قال عبد الله بن عباس فرجع من القوم الفان وقتل سائرهم على ضلالة -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا هشام بن علي السدوسي ثنا محمد بن كثير العبدي ثنا يحيى بن سليم
و عبد الله بن واقد عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال قدمت على عائشة رضي الله عنها فبينا



(1) كذا -
179
نحن جلوس عندها مرجعها من العراق ليالي قوتل علي رضي الله عنه إذ قالت لي يا عبد الله بن شداد هل أنت صادقي عما
أسألك عنه حدثني عن هؤلاء القوم الذين قتلهم على قلت ومالي لا أصدقك قالت فحدثني عن قصتهم قلت إن عليا لما
ان كاتب معاوية وحكم الحكمين خرج عليه ثمانية آلاف من قراء الناس فنزلوا أرضا من جانب الكوفة يقال لها حروراء
وانهم أنكروا عليه فقالوا انسلخت من قميص ألبسكه الله وأسماك به ثم انطلقت فحكمت في دين الله ولا حكم الا لله فما ان
بلغ عليا ما عتبوا عليه وفارقوه أمر فأذن مؤذن لا يدخلن على أمير المؤمنين الا رجل قد حمل القرآن فلما ان امتلأ من قراء
الناس الدار دعا بمصحف عظيم فوضعه علي رضي الله عنه بين يديه فطفق يصكه بيده ويقول أيها المصحف حدث الناس
فناداه الناس فقالوا يا أمير المؤمنين ما تسأله عنه إنما هو ورق ومداد ونحن نتكلم بما روينا منه فماذا تريد قال أصحابكم الذين خرجوا
بيني وبينهم كتاب الله تعالى يقول الله عز وجل في امرأة ورجل (وان خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله) فامة محمد
صلى الله عليه وسلم أعظم حرمة من امرأة ورجل، ونقموا على انى كاتبت معاوية وكتبت علي بن أبي طالب وقد جاء سهيل
ابن عمرو ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية حين صالح قومه قريشا فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل لا تكتب بسم الله الرحمن الرحيم قلت فكيف اكتب قال اكتب باسمك اللهم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتبه ثم قال اكتب من محمد رسول الله فقال لو نعلم أنك رسول الله لم نخالفك فكتب هذا
ما صالح عليه محمد بن عبد الله قريشا، يقول الله في كتابه (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم
الآخر) فبعث إليهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه عبد الله بن عباس فخرجت معه حتى إذا توسطنا عسكرهم قال ابن الكواء
فخطب الناس فقال يا حملة القرآن ان هذا عبد الله بن عباس فمن لم يكن يعرفه فانا اعرفه من كتاب الله هذا من نزل فيه وفي
قومه (بل هم قوم خصمون) فردوه إلى صاحبه ولا تواضعوه كتاب الله عز وجل قال فقام خطباؤهم فقالوا والله لنواضعنه
كتاب الله فإذا جاء نا بحق نعرفه اتبعناه ولئن جاءنا بالباطل لنبكتنه بباطله ولنردنه إلى صاحبه فواضعوه على كتاب الله
ثلاثة أيام فرجع منهم أربعة آلاف كلهم تائب فاقبل بهم ابن الكواء حتى ادخلهم على علي رضي الله عنه فبعث على إلى بقيتهم
فقال قد كان من أمرنا وامر الناس ما قد رأيتم قفوا حيث شئتم حتى تجتمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم وتنزلوا فيها حيث شئتم
بيننا وبينكم ان نقيكم رماحنا ما لم تقطعوا سبيلا وتطلبوا دما فإنكم ان فعلتم ذلك فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء ان الله لا يحب
الخائنين فقالت عائشة رضي الله عنها يا بن شداد فقد قتلهم فقال والله ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدماء
وقتلوا ابن خباب واستحلوا أهل الذمة فقالت آلله قلت آلله الذي لا إله إلا هو لقد كان قالت فما شئ بلغني عن أهل العراق
يتحدثون به يقولون ذو الثدي ذو الثدي قلت قد رأيته ووقفت عليه مع علي رضي الله عنه في القتلى فدعا الناس فقال هل تعرفون
هذا فما أكثر من جاء يقول قد رأيته في مسجد بنى فلان يصلى ورأيته في مسجد بنى فلان يصلى فلم يأتوا بثبت يعرف الا ذلك
قالت فما قول على حين قام عليه كما يزعم أهل العراق قلت سمعته يقول صدق الله ورسوله قالت فهل سمعت أنت منه قال
غير ذلك قلت اللهم لا قالت أجل صدق الله ورسوله يرحم الله عليا انه من كلامه كان لا يرى شيئا يعجبه الا قال صدق الله
ورسوله
(وأخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسين بن عبدة السليطي ثنا أبو محمد أحمد بن إبراهيم بن عبد الله ثنا إبراهيم بن محمد
الشافعي قال عرض على مسلم بن خالد الزنجي عن ابن خثيم عن ابن عبد الله بن عياض عن عبد الله بن شداد بن الهاد أنه دخل
على عائشة رضي الله عنها ونحن عندها مرجعه من العراق ليالي قتل علي رضي الله عنه - فذكر الحديث بنحوه (قال الشيخ
الامام رحمه الله) حديث الثدية حديث صحيح قد ذكرناه فيما مضى ويجوز أن لا يسمعه ابن شداد وسمعه غيره والله أعلم -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا يحيى بن جعفر ثنا وهب بن جرير ثنا
جويرية بن أسماء قال أراه عن يحيى بن سعيد قال حدثني عمى أو عم لي قال لما تواقفنا يوم الجمل وقد كان علي رضي الله عنه
حين صفنا نادى في الناس لا يرمين رجل بسهم ولا يطعن برمح ولا يضرب بسيف ولا تبدأوا القوم بالقتال وكلموهم

180
بألطف الكلام وأظنه قال فان هذا مقام من فلج فيه فلج يوم القيامة فلم نزل وقوفا حتى تعالى النهار حتى نادى القوم بأجمعهم
يا ثارات عثمان رضي الله عنه فنادى علي رضي الله عنه محمد ابن الحنفية وهو امامنا ومعه اللواء فقال يا بن الحنفية ما يقولون فأقبل
علينا محمد بن الحنفية فقال يا أمير المؤمنين يا ثارات عثمان فرفع علي رضي الله عنه يديه فقال اللهم كب اليوم قتلة عثمان لوجوههم -
(أخبرنا) أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي ثنا الحسن بن علي
ابن عفان ثنا زيد بن الحباب حدثني جعفر بن إبراهيم من ولد عبد الله بن جعفر ذي الجناحين حدثني محمد بن عمر بن علي بن أبي
طالب ان عليا رضي الله عنه لم يقاتل أهل الجمل حتى دعا الناس ثلاثا حتى إذا كان اليوم الثالث دخل عليه الحسن والحسين
و عبد الله به جعفر رضي الله عنهم فقالوا قد أكثروا فينا الجراح فقال يا بن أخي والله ما جهلت شيئا من أمرهم الا ما كانوا
فيه وقال صب لي ماء فصب له ماء فتوضأ به ثم صلى ركعتين حتى إذا فرغ رفع يديه ودعا ربه وقال لهم ان ظهرتم على القوم
فلا تطلبوا مدبرا ولا تجيزوا على جريح وانظروا ما حضرت به الحرب من آيته (1) فاقبضوه وما كان سوى ذلك فهو لورثته
(قال رحمه الله) هذا منقطع والصحيح انه لم يأخذ شيئا ولم يسلب قتيلا -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ
أبو ميمونة عن أبي بشير الشيباني في قصة حرب الجمل قال فاجتمعوا بالبصرة فقال علي رضي الله عنه من يأخذ المصحف ثم
يقول لهم ماذا تنقمون تريقون دماءنا ودماءكم فقال رجل انا يا أمير المؤمنين فقال إنك مقتول قال لا أبالي قال خذ
المصحف قال فذهب إليهم فقتلوه ثم قال من الغد مثل ما قال بالأمس فقال رجل انا قال إنك مقتول كما قتل صاحبك قال
لا أبالي قال فذهب فقتل ثم قتل آخر كل يوم واحد فقال علي رضي الله عنه قد حل لكم قتالهم الآن قال فبرز هؤلاء
وهؤلاء فاقتتلوا قتالا شديدا - وذكر الحديث قال أبو بشير فرد عليهم ما كان في العسكر حتى القدر - (2)
باب أهل البغى إذا فاؤا لم يتبع مدبرهم ولم يقتل أسيرهم
ولم يجهز على جريحهم ولم يستمتع بشئ من أموالهم
(في ما أجاز لي) أبو عبد الله الحافظ روايته عنه ثنا أبو العباس ثنا الربيع أنبأ الشافعي وأظنه عن إبراهيم بن محمد عن جعفر بن
محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين قال دخلت على مروان بن الحكم فقال ما رأيت أحدا أكرم غلبة من أبيك ما هو الا ان
ولينا يوم الجمل فنادى مناديه لا يقتل مدبر ولا يذفف على جريح (قال الشافعي) رحمه الله ذكرت هذا الحديث للدراوردي
فقال ما احفظه تعجب لحفظه هكذا ذكره جعفر بهذا الاسناد قال الدراوردي (أخبرنا) جعفر عن أبيه ان عليا رضي الله عنه
كان لا يأخذ سلبا وانه كان يباشر القتال بنفسه وانه كان لا يذفف على جريح ولا يقتل مدبرا -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا حفص بن غياث عن
جعفر بن محمد عن أبيه قال أمر علي رضي الله عنه مناديه فنادى يوم البصرة لا يتبع مدبر ولا يذفف على جريح ولا يقتل
أسير ومن أغلق بابه فهو آمن ومن القى سلاحه فهو آمن ولم يأخذ من متاعهم شيئا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن صالح بن هانئ ثنا أبو سعيد محمد بن شاذان ثنا علي بن حجر ثنا شريك عن السدى عن
يزيد بن ضبيعة العبسي قال نادى منادى عمارا وقال على يوم الجمل وقد ولى الناس الا لا يذاف على جريح ولا يقتل مولى
ومن القى السلاح فهو آمن فشق علينا ذلك -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى بن الفضل قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا هارون بن سليمان



(1) كذا وفى مص - آنية
(2) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الثامن والسبعين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد -
181
الأصبهاني ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن خمير بن مالك قال سمعت عمار بن ياسر سأل عليا رضي الله عنهما
عن سبى الذرية فقال ليس عليهم سبى إنما قاتلنا من قاتلنا قال لو قلت غير ذلك لخالفتك
(أخبرنا) أبو الحسن محمد بن أبي المعروف الإسفرائني بها أنبأ بشر بن أحمد ثنا أحمد بن الحسين بن نصر الحذاء ثنا علي بن
عبد الله ثنا حماد بن أسامة ثنا الصلت بن بهرام عن شقيق بن سلمة قال لم يسب علي رضي الله عنه يوم الجمل ولا يوم
النهروان -
(وأخبرنا) أبو الحسن بن أبي المعروف أنبأ بشر بن أحمد ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا علي بن عبد الله ثنا أبو أسامة حماد بن
أسامة حدثني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه قال علي رضي الله عنه يوم الجمل نمن عليهم بشهادة ان
لا إله إلا الله ونورث الآباء من الأبناء -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا حفص
ابن غياث عن عبد الملك بن سلع عن عبد خير قال سئل علي رضي الله عنه عن أهل الجمل فقال اخواننا بغوا علينا فقاتلناهم
وقد فاؤا وقد قبلنا منهم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ العدل أنبأ الحارث بن أبي أسامة ان كثير بن هشام حدثهم ثنا جعفر بن برقان
ثنا ميمون بن مهران عن أبي أمامة قال شهدت صفين وكانوا لا يجيزون على جريح ولا يقتلون موليا ولا يسلبون قتيلا -
(وفيما أجاز لي) أبو عبد الله الحافظ روايته عنه عن أبي العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي
فاختة ان عليا رضي الله عنه اتى بأسير يوم صفين فقال لا تقتلني صبرا فقال علي رضي الله عنه لا أقتلنك صبرا انى أخاف الله
رب العالمين فخلى سبيله ثم قال أفيك خير تبايع (قال الشافعي) والحرب يوم صفين قائمة ومعاوية يقاتل جادا في أيامه كلها
منتصفا أو مستعليا وعلى رضي الله عنه يقول لأسير من أصحاب معاوية لا أقتلك صبرا انى أخاف الله رب العالمين -
(قال الشيخ) الامام رحمه الله قول الشافعي ومعاوية يقاتل جادا في أيامه كلها منتصفا أو مستعليا معناه انه كان يساويه مرة
في القتال ويعلوه أخرى فكان فئة لهذا الأسير ومع ذلك لم يقتله علي رضي الله عنه ولم يستجز قتله (وقيل) منتصفا عند نفسه
لدعواه انه يطلب دم عثمان رضي الله عنه ومستعليا عند غيره لعلمهم بأن عليا رضي الله عنه كان بريئا من دم عثمان رضي الله عنه
والأول أصح (وقد روى) في هذا حديث مسند الا انه ضعيف -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يوسف بن عبد الله
الخوارزمي ثنا أبو نصر التمار (ح وأخبرنا) أو عبد الله الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا أحمد بن علي الخراز
ثنا أبو نصر التمار ثنا كوثر بن حكيم عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن
مسعود يا بن مسعود أتدري ما حكم الله فيمن بغى من هذه الأمة قال ابن مسعود الله ورسوله اعلم قال فان حكم الله فيهم ان
لا يتبع مدبرهم ولا يقتل أسيرهم ولا يذفف على جريحهم - لفظ حديث الخراز وفى رواية الخوارزمي ولا يجاز على جريحهم
زاد ولا يقسم فيؤهم - تفرد به كوثر بن حكيم وهو ضعيف -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبد الملك ثنا يزيد بن هارون أنبأ سليمان التيمي
أخبرني رجل بالبحرين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع (ح وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ
أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن إسحاق الصفار ثنا عبد الاعلى هو ابن حماد ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عين أبى حرة
الرقاشي عن عمه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل مال رجل مسلم لأخيه الا ما أعطاه بطيب نفسه - لفظ حديث
التيمي وفي رواية الرقاشي لا يحل مال امرئ يعنى مسلما الا بطيب من نفسه -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أحمد بن الهيثم الشعراني ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو شهاب عن أبي
إسحاق الشيباني عن عرفجة عن أبيه قال لما قتل علي رضي الله عنه أهل النهر جال في عسكرهم فمن كان يعرف شيئا أخذه حتى

182
حتى بقيت قدر ثم رأيتها أخذت بعد (ورواه) سفيان عن الشيباني عن عرفجة عن أبيه ان عليا رضي الله عنه اتى برثة أهل
النهر فعرفها وكان من عرف شيئا أخذه حتى بقيت قدر لم تعرف (وروينا) عن رجل من بن تميم قال سألت ابن عمر
رضي الله عنه عن أموال الخوارج فقال لا أرى في أموالهم غنيمة -
(أخبرنا) أبو سعيد الصيرفي أنبأ أبو عبد الله الصفار ثنا أحمد بن محمد البرتي ثنا أبو الوليد ثنا يعلى بن الحارث عن جامع بن
شداد عن عبد الله بن قتادة رجل من الحي قال كنت في الخيل يوم النهروان مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه فلما ان
فرغ منهم وقتلهم لم يقطع رأسا ولم يكشف عورة -
باب الرجل يقتل واحدا من المسلمين على التأويل
أو جماعة غير ممتنعين يقتلون واحدا كان عليهم القصاص
قال الشافعي رحمه الله قال الله تعالى (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما
يحل دم المسلم وقتل نفس بغير نفس وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من اعتبط مسلما بغير قتل فهو قود يده -
(واحتج أيضا بما أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي
أنبأ إبراهيم بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه (1) ان عليا رضي الله عنه قال في ابن ملجم بعد ما ضربه أطعموه واسقوه
وأحسنوا اساره فان عشت فانا ولى دمى اعفو إن شئت وان شئت استقدت وان مت فقتلتموه فلا تمثلوا -
باب من قال في المرتدين يقتلون مسلما في القتال
وهم ممتنعون ثم تابوا لم يتبعوا بدم
قال الشافعي رحمه الله قد قتل طليحة عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم ثم أسلم فلم يضمن عقلا ولا قودا
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا الحجاج بن أبي منيع ثنا جدي عن
الزهري قال لما استخلف الله أبا بكر وارتد من العرب عن الاسلام فذكر القصة في بعث خالد بن الوليد وقتاله
قال وكان طليحة شديد البأس في القتال فقتل طليحة يومئذ عكاشة بن محصن وابن أقرم فلما غلب الحق طليحة ترجل ثم
أسلم وأهل بعمرة فركب يسير في الناس آمنا حتى مر بأبي بكر رضي الله عنه بالمدينة ثم نفذ إلى مكة فقضى عمرته (ويذكر)
عن عطاء بن أبي رباح انه أسقط عنه القصاص -
باب من قال يتبعون بالدم
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا قبيصة ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن
طارق بن شهاب قال فجاء وفد بزاخة أسد وغطفان إلى أبى بكر رضي الله عنه يسألونه الصلح فخيرهم بين الحرب المجلية
أو السلم المخزية -
(وأخبرنا) أبو الحسين أنبأ عبد الله ثنا يعقوب ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا عن أبي إسحاق
عن عاصم بن ضمرة قال ارتد علقمة بن علاثة عن دينه بعد النبي صلى الله عليه وسلم فأبى ان يجنح للسلم فقال أبو بكر رضي الله عنه
لا نقبل منك الا بسلم مخزية أو حرب مجلية فقال ما سلم مخزية قال تشهدون على قتلانا انهم في الجنة وان قتلاكم في النار



(1) زاد في مد - عن أبيه - ثانيا وليس في بقية النسخ ولا في الام مسند الشافعي الا مرة واحدة -
183
وتدون قتلانا ولا ندى قتلاكم فاختاروا سلما مخزية (وقد روينا) في هذه القصة ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى أن
لا يدوا قتلانا وقال قتلانا قتلوا على أمر الله فلا ديات لهم وذلك برد في باب قتال أهل الردة إن شاء الله عز وجل (1) -
باب القوم يظهرون رأى الخوارج لم يحل به قتالهم
(قال الشافعي) رحمه الله بلغنا ان عليا رضي الله عنه بينما هو يخطب إذ سمع تحكيما من ناحية المسجد لا حكم الا لله فقال علي بن أبي
طالب رضي الله عنه لا حكم الا لله كلمة حق أريد بها باطل لكم علينا ثلاث لا نمنعكم مساجد الله ان تذكروا فيها اسم الله ولا نمنعكم
الفئ ما كانت أيديكم مع أيدينا ولا نبدؤكم بقتال -
(أنبأني) أبو عبد الله الحافظ إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر هو ابن أبي شيبة ثنا ابن نمير عن الأجلح
عن سلمة بن كهيل عن كثير بن نمر قال بينا انا في الجمعة وعلى رضي الله عنه على المنبر إذ قام رجل فقال لا حكم الا لله ثم قام
آخر فقال لا حكم الا لله ثم قاموا من نواحي المسجد فأشار إليهم علي رضي الله عنه بيده اجلسوا نعم لا حكم الا لله كلمة يبتغى بها
باطل حكم الله ننظر فيكم، الا ان لكم عندي ثلاث خصال ما كنتم معنا لا نمنعكم مساجد الله ان تذكروا فيها اسم الله ولا نمنعكم فيئا
ما كانت أيديكم مع أيدينا ولا نقاتلكم حتى تقاتلوا ثم اخذ في خطبته (وروى) بعض معناه من وجه آخر عن عبيد الله بن أبي
رافع عن علي رضي الله عنه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن بكر المروزي ثنا عفان ثنا شعبة عن أبي إسحاق
عن عاصم بن ضمرة قال سمع علي رضي الله عنه قوما يقولون لا حكم الا لله قال نعم لا حكم الا لله ولكن لا بد للناس من أمير بر
أو فاجر يعمل فيه المؤمن ويستمتع فيه الكافر ويبلغ الله فيها الاجل -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان حدثني حرملة أنبأ ابن وهب
حدثني الليث عن عقيل عن ابن شهاب ان عمر بن عبد العزيز أخبره ان الوليد بن عبد الملك ارسل إليه فقال ما تقول فيمن
يسب الخلفاء أترى ان يقتل قال فسكت فانتهرني وقال مالك لا تكلم فسكت فعاد لمثلها فقلت أقتل يا أمير المؤمنين قال
لا ولكنه سب الخلفاء قال فقلت فانى أرى ان ينكل فيما انتهك من حرمة الخلفاء -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني خالد بن حميد المهري عن عمر
مولى غفرة ان عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب كان على الكوفة في عهد عمر بن عبد العزيز فكتب إلى عمر إني
وجدت رجلا بالكناسة سوق من أسواق الكوفة يسبك وقد قامت عليه البينة فهممت بقتله أو بقطع يده أو لسانه أو جلده
ثم بدا لي ان أراجعك فيه فكتب إليه عمر بن عبد العزيز سلام عليك اما بعد والذي نفسي بيده لو قتلته لقتلتك به ولو قطعته
لقطعتك به ولو جلدته لأقدته منك فإذا جاء كتابي هذا فاخرج به إلى الكناسة فسب الذي سبني أو أعف عنه فان ذلك أحب
إلى فإنه لا يحل قتل امرئ مسلم بسب أحد من الناس الا رجل سب رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن سب رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقد حل دمه -
باب الخوارج يعتزلون جماعة الناس ويقتلون واليهم
من جهة الإمام العادل قبل ان ينصبوا إماما ويعتقدوا
ويظهروا حكما مخالفا لحكمه كان في ذلك عليهم القصاص
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ أنبأ ابن مبشر ثنا محمد بن عبادة ثنا يزيد بن



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في التاسع والسبعين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد -
184
هارون أنبأ سليمان التيمي عن أبي مجلز أن عليا رضي الله عنه نهى أصحابه ان يتبسطوا على الخوارج حتى يحدثوا حدثا فمروا
بعبد الله بن خباب فأخذوه فانطلقوا به فمروا على تمرة ساقطة من نخلة فأخذها بعضهم فألقاها في فمه فقال له بعضهم تمرة
معاهد فبم استحللتها فقال عبد الله بن خباب أفلا أدلكم على من هو أعظم حرمة عليكم من هذا قالوا نعم قال انا فقتلوه فبلغ
ذلك عليا رضي الله عنه فأرسل إليهم ان أقيدونا بعبد الله بن خباب قالوا كيف نقيدك به وكلنا قتله قال وكلكم قتله قالوا نعم
قال الله أكبر ثم أمر أن يبسطوا عليهم وقال والله لا يقتل منكم عشرة ولا يفلت منهم عشرة قال فقتلوهم قال فقال اطلبوا
فيهم ذا الثدية قال وذكر باقي الحديث -
باب أهل البغى إذا غلبوا على بلد وأخذوا صدقات
أهلها وأقاموا عليهم الحدود لم تعد عليهم
(استدلالا بما أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن أبي عمران سمع
عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله عنه قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اسمع وأطيع ولو لعبد حبشي
مجدع الأطراف - أخرجه مسلم في الصحيح من حديث شعبة -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا إبراهيم بن علي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ إسماعيل بن عياش (ح وأخبرنا)
أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي ثنا محمد بن جعفر بن رزين العطار الحمصي ثنا إبراهيم بن العلاء الزبيدي ثنا إسماعيل بن
عياش ثنا حميد بن مالك اللخمي عن مكحول عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معاذ اطع كل
أمير وصل خلف كل امام ولا تسبن أحدا من أصحابي - وهذا منقطع بين مكحول ومعاذ -
باب المقتول من أهل البغى يغسل ويصلى عليه
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن الفضل بن جابر ثنا أحمد بن عيسى ثنا ابن وهب عن
معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجهاد
واجب عليكم مع كل أمير برا كان أو فاجرا وان عمل الكبائر والصلاة واجبة على كل مسلم برا كان أو فاجرا وان عمل الكبائر -
أبا ب المقتول من أهل العدل بسيف أهل البغى في المعترك
شهيد لا يغسل ولا يصلى عليه في أحد القولين
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا يحيى بن جعفر ثنا وهب بن جرير ثنا

185
شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال قال عمار رضي الله عنه ادفنوني في ثيابي فانى مخاصم -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا سعيد بن منصور ثنا يونس بن أبي يعفور
العبدي عن أبيه عن أبي شيخ مهاجر أن زيد بن صوحان العبدي كان يوم الجمل يحمل راية عبد القيس فارتث جريحا فقال
لا تغسلوا عنى دما وشدوا على ثيابي فانى مخاصم قال أبو علي حنبل اما مخاصم أو مخاصم -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أبنا أبو جعفر الرزاز ثنا أحمد بن الوليد ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا سفيان عن قيس بن مسلم
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سعيد بن عبيد أنه قام خطيبا فقال انا مستشهدون غدا فلا تغسلوا عنا الثياب ولا تكفنونا الا
في ثوب كان علينا - كذا قال هؤلاء وقد روينا في كتاب الجنائز عن الشعبي ان عليا رضي الله عنه صلى على عمار بن ياسر
وهاشم بن عتبة -
باب ما يكره لأهل العدل من أن يعمد قتل
ذي رحمه من أهل البغى
استدلالا بما روى أن النبي صلى الله عليه وسلم كف أبا حذيفة بن عتبة عن قتل أبيه وأبا بكر رضي الله عنه عن قتل ابنه
(حدثنا) أبو عبد الله الحافظ املاء ثنا أبو عبد الله الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمر
الواقدي حدثني ابن أبي الزناد عن أبيه قال شهد أبو حذيفة بدرا ودعا أباه عتبة إلى البراز يعنى فمنعه عنه رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال محمد بن عمرو عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق لم يزل على دين قومه في الشرك حتى شهد بدرا مع المشركين
ودعا إلى البزاز فقام إليه أبوه أبو بكر الصديق رضي الله عنه ليبارزه فذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر
رضي الله عنه متعنا بنفسك ثم إن عبد الرحمن أسلم في هدنة الحديبية (1) -
باب العادل يقتل الباغي أو الباغي يقتل العادل وهو
وارثه لم يرثه ويرثه غير القاتل من ورثته
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا محمد بن سليمان ثنا علي بن حجر ثنا إسماعيل بن عياش حدثني يحيى بن
سعيد وابن جريج والمثنى بن الصباح (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا القاسم بن زكريا المطرز
ثنا القاسم بن هاشم السمسار ثنا يحيى بن صالح الوحاظي ثنا يحيى بن سعيد وابن جريج والمثنى بن الصباح عن عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لقاتل من الميراث شئ (ورواه) محمد بن راشد عن



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الموفى الثمانين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد -
186
سليمان بن موسى عن عمرو بن شعيب باسناده في حديث ذكره قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لقاتل شئ
فإن لم يكن له وارث يرثه أقرب الناس إليه ولا يرث القاتل شيئا - وهو بشواهده قد مضى في كتاب الفرائض -
باب من أريد ماله أو أهله أو دمه أو دينه فقاتل فقتل فهو شهيد
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال البزاز ثنا يحيى بن الربيع المكي ثنا سفيان عن الزهري عن طلحة بن عبد الله
ابن عوف عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قتل دون ماله فهو شهيد -
(وحدثنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا إبراهيم بن
سعد عن أبيه عن أبي عبيدة بن محمد بن عماد بن ياسر عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن سعيد بن زيد رضي الله عنه ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد
(ورواه) هارون بن عبد الله عن الطيالسي وأبى أيوب الهاشمي عن إبراهيم بن سعد فقال ومن قتل دون أهله أو دون
دمه أو دون دينه فهو شهيد -
(أخبرناه) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود السجستاني ثنا هارون بن عبد الله ثنا أبو داود الطيالسي
وسليمان بن داود يعنى أبا أيوب الهاشمي عن إبراهيم بن سعد - فذكره -
(حدثنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله املاء أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ثنا محمد بن
يحيى الذهلي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن عبد الله بن الحسن عن إبراهيم بن محمد بن طلحة عن عبد الله بن عمرو ان النبي
صلى الله عليه وسلم قال من أريد ماله بغير حق فقاتل فقتل فهو شهيد - قال واحسب الأعرج عن أبي هريرة بمثله (1) -
باب الخلاف في قتال أهل البغى
احتج الشافعي رحمة الله عليه في القديم بالآية (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت إحداهما على الأخرى
فقاتلوا التي تبغى حتى تفئ إلى أمر الله) فأذن تبارك اسمه بقتال الفئة الباغية إذا أبت ان تفئ قال ورغب رسول الله صلى الله
عليه وسلم في قتال أهل البغى وساق الأحاديث التي ذكرناها في أول هذا الكتاب ونحن نسوقها ههنا بأسانيد اخر -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا محمد بن عبيد الله هو ابن المنادى ثنا إسحاق
ابن يوسف الأزرق ثنا عوف الاعرابي عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفترق
أمتي فرقتين فتمرق بينهم مارقة تقتلها أولى الطائفتين بالحق - أخرجه مسلم كما مضى -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو جعفر الرزاز ثنا محمد بن عبيد الله هو ابن المنادى ثنا روح ثنا عثمان الشحام ثنا
مسلم بن أبي بكرة قال وسأله رجل هل سمعت في الخوارج من شئ قال سمعت والدي أبا بكرة يقول عن نبي الله صلى الله
عليه وسلم الا انه سيخرج في أمتي أقوام أشداء أحداء ذلقة ألسنتهم بالقرآن لا يجاوز القرآن تراقيهم الا فإذا رأيتموهم
فأنيموهم ثم إذا رأيتموهم فأنيموه فالمأجور من قتلهم -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي ببغداد ثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن حمدان النيسابوري ثنا محمد بن
أيوب أنبأ محمد بن كثير أنبأ سفيان ثنا الأعمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة قال قال علي رضي الله عنه إذا حدثتكم عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلان اخر من السماء أحب إلى من أن اكذب عليه وإذا حدثتكم بيني وبينكم فإنما الحرب خدعة



(1) هامش ر - وهامش مص - آخر الجزء الثالث والخمسين بعد المائة من الأصل - وبهامش ر بلغ سماعهم بجامع مصر
حرسهما الله تعالى في العاشر ولله الحمد - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في الثامن والعشرين ولله الحمد -
187
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول
البرية يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز ايمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فان قتلهم اجر لمن
قتلهم يوم القيامة - رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير وأخرجه مسلم كما مضى -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة عن أبي غالب قال
كنت مع أبي أمامة نجئ برؤس من رؤس الخوارج فنصبت على درج دمشق فقال كلاب النار قالها ثلاثا شر قتلى
قتلوا تحت ظل السماء خير قتلى من قتلهم وقتلوه قالها ثلاثا قلت شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو شيئا نقوله
برأيك قال إني إذا لجرئ بل شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا
حماد هو ابن زيد عن أبي غالب قال كنت بالشام فبعث المهلب ستين رأسا من الخوارج فنصبوا على درج دمشق وكنت
على ظهر بيت لي إذ مر أبو أمامة فنزلت فاتبعته فلما وقف عليهم دمعت عيناه وقال سبحان الله ما يصنع الشيطان ببنى آدم
ثلاثا كلاب جهنم كلاب جهنم شر قتلى تحت ظل السماء ثلاث مرات خير قتلى من قتلوه طوبى لمن قتلهم أو قتلوه ثم التفت
إلى فقال يا أبا غالب أعاذك الله منهم قلت رأيتك بكيت حين رأيتهم قال بكيت رحمة رأيتهم كانوا من أهل الاسلام
هل تقرأ سورة آل عمران قلت نعم فقرأ (هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب) حتى بلغ
(وما يعلم تأويله الا الله) وان هؤلاء كان في قلوبهم زيغ وزيغ بهم ثم قرأ (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا)
إلى قوله (ففي رحمة الله هم فيها خالدون) قلت هم هؤلاء يا أبا امامة قال نعم قلت من قبلك تقول أو شئ سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني إذا لجرئ بل سمعته لامرة ولا مرتين حتى عد سبعا ثم قال إن بني إسرائيل تفرقوا
على إحدى وسبعين فرقة وان هذه الأمة تزيد عليهم فرقة كلها في النار الا السواد الأعظم قلت يا أبا امامة الا ترى ما يفعلون
قال عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ثنا أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا يزيد بن هارون
أنبأ هشام عن محمد عن عبيدة (1) عن علي رضي الله عنه قال لأهل النهر فيهم رجل مخدج اليد أو مودن اليد أو مثدون اليد لولا أن
تبطروا (2) لأنبأتكم ما قضى الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم لمن قتلهم قال عبيدة فقلت لعلى رضي الله عنه أنت سمعت
هذا من النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم ورب الكعبة نعم ورب الكعبة ثلاثا (قال الشافعي) رحمه الله في القديم وأنكر قوم
قتال أهل البغى وقالوا أهل البغى هم أهل الكفر وليسوا باهل الاسلام ولا يحل قتال المسلمين لان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال لا يحل دم امرئ مسلم الا بثلاثة المرتد بعد الاسلام والزاني بعد الاحصان والقاتل فيقتل فقالوا حرم رسول الله
صلى الله عليه وسلم الدماء الا من هذه الجهة فلا يحل لدم الا بها وقتال المسلم كقتله لان القتال يصير إلى القتل (قال
الشافعي) يقال لهم أمر الله بقتال الفئة الباغية وأمر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس القتال من القتل بسبيل
قد يجوز أن يحل قتل المسلم ولا يحل قتله كما يحل جرحه وضربه ولا يحل قتله ثم ساق الكلام إلى أن قال مع أن أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينكروا على علي رضي الله عنه قتاله الخوارج وانكروا قتاله أهل البصرة وأهل الشام
وكرهوا ولم يكرهوا صنيعه بالخوارج (قال الشيخ) رحمه الله هكذا رواه أبو عبد الرحمن البغدادي عن الشافعي وإنما
أراد به بعض الصحابة لما كانوا يكرهون من القتال في الفرقة فاما الخوارج فلا نعلم أحدا منهم كره قتله إياهم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن علي الوراق ثنا مسدد
ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد بن سيرين قال ما علمت أحدا كره قتال اللصوص والحرورية تأثما الا ان يجبن رجل
(قال الشيخ) رحمه الله وقد روينا عن بعض الصحابة الذين كرهوا قتاله ولم يمضوا معه في حرب صفين انهم اعتذروا بعض



(1) ر - محمد بن عبيدة - خطأ - ح
(2) مد - تنظروا - كذا
188
المعاذ يروهم سعد بن أبي وقاص وأسامة بن زيد ومحمد بن مسلمة وغيرهم فبعضهم روى عنه أنه قال أخطأ رأيي وبعضهم
كان قد قتل مسلما حسبه باسلامه متعوذا فعاهد الله تعالى ان لا يقتل رجلا يقول لا إله إلا الله وبعضهم كان سمع تعظيم
القتال في الفرقة فحسبه قتالا في الفرقة وبعضهم أحب ان يتولاه غيره وقد ذهب أكثرهم إلى أن عليا رضي الله عنه
كان محقا في قتاله حاملا لمن خالفه على طاعته يقصد بقتاله أهل الشام حمل أهل الامتناع على ترك الطاعة للامام وبقتاله أهل البصرة
دفع ما كانوا يظنون عليه من قتله عثمان بن عفان رضي الله عنه أو مشاركته قاتله في دمه أو ما يقدح في إمامته
واستدلوا على بغى من خالفه من أهل الشام بما كان سبق له من شورى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبيعة
من بقي من أصحاب الشورى إياه قبل وقوع الفرقة وانه كان في وقته أحقهم بالإمامة بخصائصه وانهم وجدوا علامة
رسول الله صلى الله عليه وسلم للفئة الباغية فيمن خالفه -
(وهي في ما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو الحسن علي بن محمد السبعي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق
ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا شعبة عن خالد الحذاء عن سعيد بن أبي الحسن عن أمه عن أم سلمة رضي الله عنها ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار تقتلك الفئة الباغية (قال وحدثنا) إبراهيم بن مرزوق ثنا أبو داود ثنا شعبة عن
خالد الحذاء عن الحسن بن أبي الحسن عن أمه عن أم سلمة رضي الله عنها - فذكر مثله -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن منصور ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث
فذكر بنحوه الا أنه قال عن سعيد بن أبي الحسن والحسن عن أمهما - رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن منصور -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم وإسحاق بن منصور عن النضر
بن شميل ثنا شعبة عن أبي مسلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال حدثني من هو خير منى أبو قتادة ان النبي صلى الله
عليه وسلم قال لعمار بن ياسر رضي الله عنه بؤسا لك يا بن سمية تقتلك الفئة الباغية - رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن
إبراهيم وإسحاق بن منصور وغيرهما
(أخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران وأبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد قالا أنبأ
إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن ابن طاوس عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم
عن أبيه قال لا أدرى أكان مع أبيه أو اخبره أبوه قال لما قتل عمار رضي الله عنه قام عمرو بن حزم فدخل على عمرو بن
العاص فقال قتل عمار وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتله الفئة الباغية فقام عمرو منتقعا لونه فدخل على معاوية
فقال قتل عمار فقال معاوية قتل عمار فماذا قال عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقتله الفئة الباغية قال فقال
معاوية دحضت في بولك أو نحن قتلناه إنما قتله على وأصحابه جاؤوا به حتى القوة بين رماحنا أو قال سيوفنا - لفظ حديث
السكري وفي رواية ابن بشران قال فقام عمرو فزعا يرتجع حتى دخل على معاوية فقال معاوية ما شأنك فقال قتل عمار ثم
ذكره - (1)
باب النهى عن القتال في الفرقة ومن ترك قتال
الفئة الباغية خوفا من أن يكون قتالا في الفرقة
(حدثنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا قرة بن خالد عن محمد بن سيرين عن
عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ترجعوا بعدى ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض
أخرجاه في الصحيح من حديث قرة -



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الحادي والثمانين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد -
189
(أخبرنا) أبو نصر محمد بن علي الفقيه الشيرازي أنبأ أبو محمد يحيى بن منصور ثنا أبو بكر محمد بن النضر الجارودي ثنا أحمد بن
عبدة الضبي ثنا حماد بن زيد ثنا أيوب ويونس والمعلى عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن أبي بكرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا التقى المسلمان بسيفيهما فقتل أحدهما صاحبه فالقاتل والمقتول في النار -
(وأخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن الحسين بن موسى
الحنيني (1) ثنا عبد الرحمن بن المبارك ثنا حماد بن زيد ثنا أيوب ويونس عن الحسن عن الأحنف بن قيس قال ذهبت لأنصر
هذا الرجل فتلقاني أبو بكرة فقال أين تريد قلت انصر هذا الرجل قال ارجع فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قال قلت يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال إنه كان
حريصا على قتل صاحبه - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الرحمن بن المبارك ورواه مسلم عن أحمد بن عبدة -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن صالح الكرابيسي ببخارا ثنا محمد بن نصر ثنا أبو كامل الجحدري ثنا حماد
بن زيد - فذكره بمعناه الا أنه قال قلت أريد نصر ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إذا تواجه المسلمان بسيفيهما
وقال فما بال المقتول قال إنه أراد قتل صاحبه - رواه مسلم في الصحيح عن أبي كامل - ومن يقاتل أهل البغى لا يريد قتلهم
ولا يقصده إنما يريد حمل أهل الا امتناع من حكم الامام على الطاعة أو دفعهم عن المزاحمة والمنازعة فان اتى القتال على نفس
فلا عقل ولا قود بانا أبحنا قتالها كما أبحنا قتال من قصد ماله أو حريمه أو نفسه دفعا فان اتى القتال على نفسه فلا عقل ولاقود
بانا أبحنا قتاله والله أعلم -
(أخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا محمد بن المثنى ثنا الوليد بن مسلم ثنا
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني بسر بن عبيد الله (2) الحضرمي انه سمع أبا إدريس الخولاني يقول سمعت حذيفة بن اليمان
يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة ان يدركني فقلت يا رسول الله
انا كنا في جاهلية وشر فجاء نا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر قال نعم فقلت هل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه
دخن قلت وما دخنه قال قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر فقلت هل بعد ذلك الخير من شر
قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها فقلت يا رسول الله صفهم لنا قال نعم هم من جلدتنا يتكلمون
بألسنتنا قلت يا رسول الله فما تأمرني ان أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وامامهم قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا
امام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك - رواه البخاري
ومسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انها ستكون فتنة أو فتن يكون النائم فيها خيرا من اليقظان والماشي
فيها خير من الساعي والقاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي فمن وجد منها ملجأ أو معاذا فليستعذ به - رواه مسلم
في الصحيح عن إسحاق بن منصور عن أبي داود وأخرجه البخاري عن محمد بن عبيد الله عن إبراهيم -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا محمد بن عبيد الله هو ابن المنادى ثنا روح بن عبادة
(ح وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن عبادة ثنا عثمان الشحام
ثنا مسلم بن أبي بكرة عن أبي بكرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنها ستكون فتن ثم تكون فتنة الا فالماشي
فيها خير من الساعي إليها الا والقاعد فيها خير من القائم فيها الا والمضطجع فيها خير من القاعد الا فإذا نزلت فمن كانت له غنم
فليلحق بغنمه الا ومن كانت له ارض فليلحق بأرضه الا ومن كانت له إبل فليلحق بابله فقال رجل من القوم يا نبي الله جعلني الله
فداءك أرأيت من ليس له غنم ولا إبل كيف يصنع قال فليأخذ سيفه ثم ليعمد به إلى صخرة ثم ليدقه على حده بحجر ثم لينجو به



(1) مص - الحنفي
(2) مد - عبد الله -
190
ان استطاع النجاء اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت فقال رجل يا نبي الله جعلني الله فداءك أرأيت ان أخذ بيدي مكرها حتى
ينطلق بي إلى أحد الصفين أو أحد الفريقين - عثمان شك - فيحذفني رجل بسيفه فيقتلني ماذا يكون من شأني قال يبوء بإثمك
واثمه ويكون من أصحاب النار - أخرجه مسلم في الصحيح من أوجه عن عثمان الشحام -
(حدثنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي املاء أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ثنا أحمد بن محمد بن
الصباح الدولابي ثنا شبابة بن سوار ثنا شعبة عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر كيف تصنع إذا بلغ الناس من الجهد ما يعجز الرجل ان يقوم من فراشه إلى مصلاه قلت الله ورسوله
اعلم قال تعفف ثم قال كيف تصنع يا أبا ذر إذا كثر الموت حتى يصير البيت بالعبد قلت الله ورسوله اعلم قال تصبر ثم قال
يا أبا ذر كيف تصنع إذا كثر القتل حتى تغرق أحجار الزيت بالدماء قلت الله ورسوله اعلم قال تلحق بمن أنت منه قلت
لا احمل معي السلاح قال لا شاركت القوم إذا ولكن إذا خفت ان يبهرك شعاع السيف فألق ثوبك على وجهك يبوء
بإثمك واثمه -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى ثنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أبو الربيع ثنا حماد بن زيد
عن أبي عمران عن الأشعث (1) بن طريف عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر - فذكر الحديث بمعناه الا أنه قال قلت
يا رسول الله أفلا آخذ سيفي فأضعه على عاتقي قال شاركت القوم إذا قال قلت فماذا تأمرني قال الزم بيتك قال قلت إن
دخل على بيتي قال فان خشيت ان يبهرك شعاع السيف فألق رداءك على وجهك يبوء بإثمه وإثمك -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا عبد الوارث بن سعيد عن محمد بن جحادة
عن عبد الرحمن بن ثروان عن هزيل عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بين
يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسى كافرا ويمسى مؤمنا ويصبح كافرا القاعد فيها خير من
القائم والماشي فيها خير من الساعي فكسروا قسيكم وقطعوا أو تاركم واضربوا سيوفكم بالحجارة فان دخل على أحد منكم
فليكن كخير ابني آدم (وروينا) عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى - (أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو طاهر محمد بن الحسن المحمد آباذي ثنا محمد بن عبد الوهاب ثنا يعقوب بن محمد الزهري
ثنا إبراهيم بن سعد ثنا (سالم بن - 2) صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن محمود بن لبيد عن محمد بن
مسلمة أنه قال يا رسول الله كيف اصنع إذا اختلف المصلون قال تخرج بسيفك إلى الحرة فتضرب بها ثم تدخل بيتك حتى
تأتيك منية قاضية أو يد خاطية -
(أخبرنا) الحسين بن محمد الروذباري أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن غالب حدثني عبيد بن عبيدة ثنا معتمر بن سليمان
عن أبيه عن سليمان الأعمش عن شقيق بن سلمة عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجئ
الرجل آخذا بيد الرجل فيقول يا رب هذا قتلني قال فيقول الله لم قتلته فيقول لتكون العزة لفلان فيقول فإنها ليست
لفلان بؤ بذنبه -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا
عبد العزيز بن عبد الصمد العمى ثنا أبو عمران الجوني قال قلت لجندب ان ابن الزبير أخذ بيعتي على أن أقاتل من قاتل
وأحارب من حارب وانه يدعوني إلى قتال أهل الشام قال افتده بمالك قال قلت إنهم أبوا الا ان أقاتل معهم قال حدثني
رجل والله ما كذبني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يجئ العبد يوم القيامة وقد تعلق بالرجل فيقول أي رب قتلني هذا
قال فيقول الله عز وجل على ما قتلت هذا فيقول قتلته على ملك فلان -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا يعلى بن عبيد ثنا الأعمش



(1) مص - المنبعث
(2) زيادة من مص -
191
عن أبي طبيان ثنا أسامة بن زيد قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى الحرقات فنذروا وهربوا فأدركنا رجلا
فلما غشيناه قال لا إله إلا الله فضربناه حتى قتلناه فعرض في نفسي من ذلك شئ فذكرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة قلت يا رسول الله إنما قالها مخافة السلاح والقتل قال أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم
قالها من أجل ذلك أم لا، من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة قال فما زال يقول حتى وددت انى لم أسلم الا يومئذ قال أبو ظبيان
قال سعد وانا والله لا اقتله حتى يقتله ذو البطين يعنى أسامة فقال رجل أليس قد قال الله (قاتلوهم حتى لا تكون فتنة) قال
سعد فقد قاتلناهم حتى لم تكن فتنة وأنت وأصحابك تريدون ان نقاتل حتى تكون فتنة - أخرجه مسلم في الصحيح من
حديث الأعمش -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد بن زياد العدل أنبأ محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا محمد بن عمرو بن العباس ثنا
عبد الوهاب الثقفي ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنه اتاه رجلان في فتنة ابن الزبير فقالا ان الناس قد صنعوا
ما ترى وأنت ابن عمر بن الخطاب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما يمنعك ان تخرج قال يمنعني ان الله حرم على دم
اخى المسلم قال أو لم يقل الله عز وجل (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) قال فقد قاتلنا حتى لم تكن فتنة
وكان الدين لله وأنتم تريدون ان نقاتل حتى تكون فتنة ويكون الدين لغير الله - رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن
بشار عن عبد الوهاب الثقفي (1) -
(وأخبرنا) أبو عمر والأديب الرزجاهي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي
ثنا عبد الله بن يحيى المعافري ثنا حياة بن شريح عن بكر بن عمرو عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه
ان رجلا جاءه فقال يا أبا عبد الرحمن الا تسمع ما ذكر الله في كتابه (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) فما يمنعك ان
تقاتل كما ذكر الله في كتابه فقال يا بن أخي أعبر بهذه الآية ولا أقاتل أحب إلى من أن أعبر بالآية التي قال الله عز وجل قبلها
(ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم) الآية قال فان الله قال (قاتلوهم حتى لا تكون فتنة) قال ابن عمر قد فعلناه على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان الاسلام قليلا وكان الرجل يفتن عن دينه اما ان يقتلوه أو يوثقوه حتى ظهر الاسلام
ولم تكن فتنة فلما رأى أنه لا يوافقه فيما يريد قال فما قولك في علي وعثمان رضي الله عنهما فقال ابن عمر اما عثمان فقد عفا الله عنه
فكرهتم ان تعفوا (2) عنه واما على فابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه وأشار بيده فقال هذا بيته حيث ترون -
وراه البخاري في الصحيح عن الحسن بن عبد العزيز الجروي -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا السرى بن يحيى ثنا
أحمد بن يونس ثنا زهير عن بيان ان وبرة حدثه قال حدثني سعيد بن جبير قال خرج علينا أو إلينا عبد الله بن عمر ونحن
نرجو أن يحدثنا حديثا حسنا فمررنا برجل يقال له حكيم فقال يا أبا عبد الرحمن كيف ترى في القتال في الفتنة قال هل تدرى
الفتنة ثكلتك أمك كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين فكان الدخول فيهم أو قال في دينهم فتنة وليس بقتالكم على
الملك - رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن يونس -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا ابن عثمان أنبأ
عبد الله هو ابن المبارك أنبأ كهمس بن الحسن عن أبي الأزهر الضبعي عن أبي العالية البراء ان عبد الله بن الزبير و عبد الله
بن صفوان كانا ذات يوم قاعدين في الحجر فمر بهما ابن عمر وهو يطوف بالبيت فقال أحدهما لصاحبه أتراه بقي أحد خيرا من
هذا ثم قال لرجل ادعه لنا إذا قضى طوافه فلما قضى طوافه وصلى ركعتين اتاه رسولهما فقال هذا عبد الله بن الزبير
و عبد الله بن صفوان يدعوانك فجاء إليهما فقال عبد الله بن صفوان يا أبا عبد الرحمن ما يمنعك ان تبايع أمير المؤمنين يعنى ابن الزبير



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الثامن والثمانين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد
(2) مص - يعفو الله -
192
فقد بايع له أهل العروض وأهل العراق وعامة أهل الشام فقال والله لا أبايعكم وأنتم واضعوا سيوفكم على عواتقكم تصبب
أيديكم من دماء المسلمين -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا ابن عثمان أنبأ عبد الله أنبأ المنذر بن ثعلبة حدثني
سعيد بن حرب العبدي قال كنت جليسا لعبد الله بن عمر في المسجد الحرام زمن ابن الزبير وفي طاعة ابن الزبير رؤس
الخوارج نافع بن الأزرق وعطية بن الأسود وبحدة فبعثوا أو بعضهم شابا إلى عبد الله بن عمر ما يمنعك ان تبايع لعبد الله بن
الزبير أمير المؤمنين فرأيته حين مد يده وهي ترجف من الضعف فقال والله ما كنت لاعطى بيعتي في فرقة ولا امنعها
من جماعة -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا ابن عثمان أنبأ عبد الله أنبأ عوف عن أبي المنهال
قال لما كان زمن أخرج ابن زياد وثب مروان بالشام حيث وثب ووثب ابن الزبير بمكة ووثب الذين كانوا يدعون القراء
بالبصرة قال غم أبى غما شديدا فقال انطلق لا أبالك إلى هذا الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبى برزة
الأسلمي قال فانطلقت معه حتى دخلنا عليه في داره فإذا هو قاعد في ظل علوله من قصب في يوم حار شديد الحر فجلسنا
إليه فانش أبى يستطعمه قال يا أبا برزة الا ترى (الا ترى - 1) قال فكان أول شئ تكلم به ان قال إني احتسب عند الله انى أصبحت
ساخطا على احياء قريش انكم معشر العريب كنتم على الحال الذي قد علمتم في جاهليتكم من القلة والذلة والضلالة وان الله
عز وجل نعشكم بالاسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم حتى بلغ بكم ما ترون وان هذه الدنيا التي أفسدت بينكم ان ذاك الذي
بالشام يعنى مروان والله ما يقاتل الاعلى الدنيا وان ذاك الذي بمكة والله ان يقاتل الاعلى الدنيا وان الذين حولكم الذين
تدعونهم قراءكم والله ان يقاتلون الاعلى الدنيا قال فلما لم يدع أحدا قال له أبى فما تأمرنا إذا قال إني لا أرى خير الناس
اليوم الا عصابة ملبدة وقال بيده خماص البطون من أموال الناس خفاف الظهور من دمائهم - أخرجه البخاري في الصحيح
من حديث عوف الاعرابي -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار الأصبهاني ثنا أحمد بن يونس بن المسيب الضبي أنبأ (2)
جعفر بن عون أنبأ إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم وعامر الشعبي قالا قال مروان بن الحكم لايمن بن خريم
ألا تخرج فتقاتل معنا فقال إن أبى وعمى شهدا بدرا وانهما عهدا إلى أن لا أقاتل أحدا يقول لا إله إلا الله فان أنت جئتني
ببراءة من النار قاتلت معك قال فاخرج عنا قال فخرج وهو يقول -
ولست بقاتل رجلا يصلى، على سلطان آخر من قريش
له سلطانه وعلى اثمي، معاذ الله من جهل وطيش
أأقتل مسلما في غير جرم، فابس بنافعي ما عشت عيشي
باب امام المرأة المسلمة والرجل المسلم حرا كان أو عبدا
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية
عن الأعمش عن إبراهيم بن يزيد التيمي عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذمة المسلمين
واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله عز وجل منه صرفا ولا عدلا -
رواه مسلم في الصحيح عن جماعة عن أبي معاوية -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد ثنا روح بن عبادة و عبد الوهاب الخفاف
قالا ثنا سعيد بن أبي عروبة (ح قال وأنبأ) أحمد بن جعفر القطبعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى عن



(1) ليس في مص -
(2) مص - ثنا
193
سعيد عن قتادة عن الحسن عن قيس بن عباد قال دخلت انا والأشتر على علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم الجمل فقلت
هل عهد إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا دون العامة فقال لا الا هذا واخرج من قراب سيفه (1) فإذا فيها المؤمنون
تكافأ دماؤهم يسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم لا يقتل مؤمن بكافر ولاذوا عهد في عهده -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن الأعمش قال سمعت إبراهيم
يحدث عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت إن كانت المرأة لتجير على المسلمين -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو جعفر محمد بن عنبسة بن عمرو اليشكري ثنا عمر بن حفص
المكي من ولد عبد الدار ثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العبد
لا يعطى من الغنيمة شيئا ويعطى من خرثي المتاع وأمانه جائز - عمر بن حفص المكي ضعيف -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن
عاصم بن سليمان عن فضيل بن زيد وكان غزا على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه سبع غزوات قال وذكر الحديث
قال فلما رجعنا تخلف عبد من عبيد المسلمين فكتب لهم أمانا في صحيفة فرماه إليهم قال فكتبنا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فكتب عمر إن عبد المسلمين من المسلمين ذمته ذمتهم فأجاز عمر رضي الله عنه أمانه (2) -
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب المرتد
أبا قتل من ارتد عن الاسلام
(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل ثنا محمد بن عيسى ابن
الطباع ثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد حدثني أبو أمامة بن سهل بن حنيف و عبد الله بن عامر بن ربيعة قالا كنا مع عثمان
رضي الله عنه في الدار وهو محصور وكنا إذا دخلنا ندخل مكانا نسمع كلام من بالبلاط فخرج عثمان رضي الله عنه يوما
متغيرا لونه قلنا مالك يا أمير المؤمنين قال إنهم ليواعدوني بالقتل فقلنا يكفيكهم الله يا أمير المؤمنين قال وبم يقتلوني
وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل دم امرئ مسلم الا بإحدى ثلاث، رجل كفر بعد اسلامه أو زنى بعد
احصانه أو قتل نفسا بغير حق (3) فوالله ما زنيت بجاهلية ولا اسلام قط ولا قتلت نفسا بغير نفس ولا تمنيت بديني بدلا مذ
هداني الله عز وجل للاسلام فبم يقتلوني -
(أخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد
ثنا أبو بدر شجاع بن الوليد ثنا سليمان بن مهران عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال قال عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا يحل دم رجل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وانى رسول الله الا أحد ثلاثة نفر النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك
لدينه المفارق للجماعة - أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من أوجه عن الأعمش -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا أحمد بن حنبل ثنا عبد الرحمن بن مهدي
عن سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال



(1) مص - فقال لا الا ما في كتابي هذا قال وكتاب في قراب سيفه
(2) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الثالث والثمانين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى قراءة في التاسع والعشرين ولله الحمد
(3) مص - بغير نفس -
194
والذي لا اله غيره لا يحل دم رجل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وانى رسول الله الا ثلاثة نفر التارك الاسلام المفارق للجماعة
أو الجماعة والثيب الزاني والنفس بالنفس - قال الأعمش فحدثت به إبراهيم فحدثني عن الأسود عن عائشة بمثله - رواه
مسلم في الصحيح عن أحمد بن حنبل -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ ابن عيينة عن أيوب بن أبي
تميمة (1) عن عكرمة قال لما بلغ ابن عباس رضي الله عنه ان عليا رضي الله عنه حرق المرتدين أو الزنادقة قال لو كنت انا لم احرقهم
ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه ولم احرقهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي
لاحد أن يعذب بعذاب الله - رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله عن سفيان -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب حدثني مالك وداود بن قيس وهشام
ابن سعد (ح وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع أنبأ الشافعي
أنبأ مالك عن زيد بن أسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من غير دينه فاضربوا عنقه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عمر وعثمان بن أحمد بن السماك ثنا عبد الرحمن بن محمد الحارثي ثنا يحيى بن سعيد القطان (ح
وأخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن حنبل ومسدد قالا ثنا يحيى بن
سعيد قال مسدد ثنا قرة بن خالد ثنا حميد بن هلال ثنا أبو بردة قال قال أبو موسى أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعي
رجلان من الأشعريين أحدهما عن يميني والآخر عن يسارى ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك وكلاهما (2) سأل العمل
والنبي صلى الله عليه وسلم ساكت فقال ما تقول يا أبا موسى (أويا عبد الله بن قيس - 3) قلت والذي بعثك بالحق ما اطلعاني
على ما في أنفسهما وما شعرت انهما يطلبان العمل قال وكأني انظر إلى سواكه تحت شفته قلصت قال لن استعمل أولا استعمل
على عملنا من اراده ولكن اذهب أنت يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس فبعثه على اليمن ثم اتبعه معاذ بن جبل فلما قدم عليه
معاذ قال انزل والقى له وسادة وإذا رجل عنده موثق قال ما هذا قال هذا كان يهوديا فأسلم ثم راجع دينه دين السوء
قال لا أجلس حتى يقتل، قضاء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار وأمر به فقتل ثم تذاكرا قيام الليل قال أحدهما
معاذ بن جبل رضي الله عنه اما انا فأنام وأقوم أو أقوم وأنام وأرجو في نومتي ما أرجو في نومتي - رواه البخاري في
الصحيح عن مسدد وأخرجه مسلم عن أبي قدامة وغيره عن يحيى (4) -
باب ما يحرم به الدم من الاسلام زنديقا كان أو غيره
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن أبي نصر الداربردي والحسن بن حليم بمرو قالا ثنا أبو الموجه أنبأ عبدان أنبأ
عبد الله هو ابن المبارك عن يونس عن الزهري قال حدثني عطاء بن يزيد الليثي ثم الجندعي ان عبيد الله بن عدي بن الخيار
أخبره ان مقداد بن عمرو الكندي وكان حليفا لبنى زهرة وكان ممن شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره
أنه قال يا رسول الله أرأيت ان لقيت رجلا من الكفار فاقتتلنا فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها ثم لاذ منى بشجرة
فقال أسلمت لله أقتله يا رسول الله بعد أن قالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتله قال يا رسول الله فإنه قطع إحدى
يدي ثم قال ذلك بعد ما قطعها أفأقتله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتله فان قتلته فإنه بمنزلتك قبل ان تقتله وأنت
بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال - رواه البخاري في الصحيح عن عبدان وأخرجه مسلم من وجه آخر عن يونس -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن أبي



(1) هامش مص - اسم أبى تميمة كيسان
(2) مص - فكلاهما
(3) ليس في مد
(4) هامش ر - بلغ سماعهم بجامع مصر حرسهما الله تعالى في الحادي عشر ولله الحمد -
195
ظبيان قال ثنا أسامة بن زيد قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى الحرقات فنذروا فهربوا فأدركنا رجلا فلما
غشيناه قال لا إله إلا الله فضربناه حتى قتلناه فعرض في نفسي شئ من ذلك فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فقال من لك
بلا إله إلا الله يوم القيامة فقلت يا رسول الله إنما قالها مخافة السلاح والقتل قال أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم قالها من أجل
ذلك أولا (1) من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة قال فما زال يقول حتى وددت انى لم أسلم الا يومئذ قال أبو ظبيان قال سعد
وانا والله لا اقتله حتى يقتله ذو البطين يعنى أسامة قال رجل أليس قد قال الله عز وجل (قاتلوهم حتى لا تكون فتنة) قال
سعد قد قاتلنا حتى لم تكن فتنه وأنت وأصحابك تريدون ان تقاتلوا حتى تكون فتنة - أخرجه مسلم في الصحيح من وجهين
آخرين عن الأعمش وأخرجاه من حديث هشيم عن حصين عن أبي ظبيان -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي سحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ
الشافعي أنبأ مالك عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن عبيد الله بن عدي بن الخيار أن رجلا سار رسول الله صلى الله
عليه وسلم فلم ندر ما ساره به حتى جهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يستأمره في قتل رجل من المنافقين فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس يشهد أن لا إله إلا الله قال بلى ولا شهادة له قال أليس يصلى قال بلى ولا صلاة له فقال
النبي صلى الله عليه وسلم أولئك الذين نهاني الله عنهم -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق
أنبأ معمر عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن عبيد الله بن عدي بن الخيار أن عبيد الله بن عدي حدثه ان النبي صلى الله عليه
وسلم بينا هو جالس مع أصحابه جاءه رجل فاستأذنه في أن يساره قال فأذن له فساره في قتل رجل من المنافقين فجهر
النبي صلى الله عليه وسلم فقال أليس يشهد أن لا إله إلا الله قال بلى لا شهادة له قال أليس يصلى قال بلى ولكن لا صلاة
له قال أولئك الذين نهيت عنهم (قال الشافعي) فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم المستأذن في قتل المنافق إذ أظهر الاسلام
ان الله نهاه عن قتله (قال الشيخ رحمه الله) وروينا في الحديث الثابت عن أبي سعيد الخدري في قصة الرجل الذي قال
لرسول الله صلى الله عليه وسلم اتق الله في القسمة الذي قسمها واستئذان خالد بن الوليد في قتله وقول النبي صلى الله
عليه وسلم لا لعله يكون يصلى قال خالد وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى
لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر الرزاز ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت ان أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها منعوا
منى دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله - أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن الأعمش -
(وأخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد الحافظ ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم
(ح قال وحدثنا) ابن أبي مريم ثنا الفريابي قالا ثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أمرت ان أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا منى دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم
على الله عز وجل ثم قرأ (إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر) - أخرجه مسلم في الصحيح من وجهين آخرين عن سفيان
(قال الشافعي رحمه الله) فأعلم ان حكمهم في الظاهر أن تمنع دماؤهم باظهار الايمان وحسابهم في المغيب على الله عز وجل
قال وقد آمن بعض الناس ثم ارتد ثم أظهر الايمان فلم يقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل من المرتدين من لم
يظهر الايمان - (2)
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ املاء ثنا بكر بن محمد الصيرفي بمرو ثنا إبراهيم بن هلال ثنا علي بن الحسن بن شفيق ثنا الحسين



(1) مص أم لا -
(2) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الرابع والثمانين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد
(3) مص - حدثنا
196
ابن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال كان عبد الله بن أبي سرح يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فأزله الشيطان فلحق بالكفار فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقتل فاستجار له عثمان رضي الله عنه فأجاره رسول الله
صلى الله عليه وسلم -
(وأخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا علي بن عاصم
عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال ارتد رجل من الأنصار فلحق بالمشركين قال فأنزل الله عز وجل
(كيف يهدى الله قوما كفروا بعد ايمانهم وشهدوا أن الرسول حق) إلى قوله (الا الذين تابوا) قال فكتب بها قومه إليه
فلما قرئت عليه قال والله ما كذبني قومي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم على
الله عز وجل والله أصدق الثلاثة قال فرجع تائبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل ذلك منه وخلى سبيله -
(حدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنبأ علي بن الحسن الهلالي أنبأ إسماعيل بن عبد الملك
البصري ثنا سفيان بن سعيد (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر محمد بن حاتم المعدل ثنا محمد بن غالب بن حرب
ثنا أبو همام محمد بن محبب ثنا سفيان بن سعيد عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن فرات بن حيان ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم أمر بقتله وكان عينا لأبي سفيان فمر بمجلس من الأنصار فقال إني مسلم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال
انا نكل ناسا إلى ايمانهم منهم فرات بن حيان قال فأقطع له بعد ذلك أرضا بالبحرين - هذا لفظ حديث أبي محمد وفي رواية
أبى عبد الله وكان عينا لأبي سفيان وحليفا لرجل من الأنصار فقال إني مسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان منكم
رجالا نكلهم إلى ايمانهم منهم فرات بن حيان (ورواه) الحجاج بن أرطأة عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب ان فرات
ابن حيان ارتد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم فأراد قتله فشهد شهادة الحق
فخلى عنه وحسن اسلامه -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن يحيى ثنا يزيد بن هارون أنبأ الحجاج - فذكره
(قال الشافعي رحمه الله) وسواء كثر ذلك منه حتى يكون مرة بعد مرة في حقن الدم -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبن عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني سفيان الثوري عن رجل
عن عبد الله بن عبيد بن عمير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استتاب نبهان أربع مرات وكان نبهان ارتد (قال سفيان) وقال
عمرو بن قيس عن رجل عن إبراهيم أنه قال المرتد يستتاب ابدا كلما رجع (قال ابن وهب) وقال لي مالك ذلك أنه يستتاب
كلما رجع - هذا منقطع (وروى) من وجه آخر موصولا وليس بشئ -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد قال قرأت على أبى اليمان ان شعيب بن أبي
حمزة حدثه عن الزهري عن سعيد بن المسيب ان أبا هريرة قال شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ممن يدعى الاسلام هذا من أهل النار فلما حضر القتال قاتل الرجل أشد القتال حتى
كثرت به الجراح فأثبتته فجاء رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت الرجل الذي
ذكرت انه من أهل النار قد والله قاتل في سبيل الله أشد القتال وكثرت به الجراح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اما انه من أهل النار وكاد بعض الناس يرتاب فبينا هو (1) على ذلك وجد الرجل ألم الجراح فأهوى بيده إلى كنانته فاستخرج
منها سهما فانتحر بها فاشتد رجال من المسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله قد صدق الله حديثك
قد امتحن فلان بقتل نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بلال قم فأذن لا يدخل الجنة الا مؤمن وان الله يؤيد الدين
بالرجل الفاجر - رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان وأخرجه مسلم من حديث معمر عن الزهري (قال الشافعي)
ولم يمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما استقر عنده من نفاقه وعلم إن كان علمه من الله فيه من أن حقن دمه باظهار الايمان



(1) مص - هم
197
(وقال الشيخ) رحمه الله وفي مثل هذا (ما أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا عبد الله بن محمد ثنا
عباس بن عبد العظيم العنبري ثنا النضر بن محمد ثنا عكرمة بن عمار حدثني اياس هو ابن سلمة بن الأكوع حدثني أبي قال
عدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا موعوكا قال فوضعت يدي عليه فقلت والله ما رأيت كاليوم رجلا أشد حرا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم الا أخبركم باشد حرا منه يوم القيامة هذينك الرجلين المقفيين لرجلين حينئذ من أصحابه -
رواه مسلم في الصحيح عن عباس فقال في الحديث الرجلين الراكبين المقفيين -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا الأسود بن عامر شاذان ثنا
شعبة بن الحجاج عن قتادة عن أبي نضرة عن قيس بن عباد قال قلت لعمار أرأيتم صنعكم (1) هذا الذي صنعتم في أمر على أرأيا
رأيتموه أو شيئا عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لم يعهده إلى
الناس كافة ولكن حذيفة أخبرني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابي اثنا عشر منافقا
منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حيت يلج الجمل في سم الخياط ثمانية منهم تكفيهم الدبيلة - وأربعة لم احفظ ما قال شعبة فيهم
رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن الأسود بن عامر (ورواه) غندر عن شعبة فقال ثمانية منهم تكفيهم
الدبيلة سراج من النار يظهر في أكتافهم حتى ينجم من صدورهم (قال الشافعي) رحمه الله فان قال قائل فلعل من سميت
لم يظهر شركا سمعه منه آدم وإنما أخبر الله عن اسرارهم (قال الشافعي) رحمه الله فقد سمع من عدد منهم الشرك وشهد به
عند النبي صلى الله عليه وسلم فمنهم من جحده وشهد شهادة الحق فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم بما (أظهر ومنهم من أقر
بما شهد به عليه وقال تبت إلى الله وشهد شهادة الحق فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم بما - 2) أظهر -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن الزهري
عن أسامة بن زيد قال شهدت من نفاق عبد الله بن أبي ثلاث مجالس -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ثنا عمرو بن خالد ثنا
زهير ثنا أبو إسحاق عن زيد بن أرقم قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر أصاب الناس فيه شدة قال عبد الله
ابن أبي لأصحابه لا تنفقوا على من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ينفضوا من حوله وقال لئن رجعنا إلى المدينة
ليخرجن الأعز منها الأذل قال فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته قال فبعثني إلى عبد الله بن أبي فأجتهد يمينه
بالله ما فعل قال فقالوا كذب زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فوقع في نفسي ما قالوا حتى انزل الله عز وجل تصديقي في
(إذا جاءك المنافقون) قال ودعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستغفر لهم فلووا رؤسهم وقوله (كأنهم خشب مسندة)
قال كانوا رجالا أجمل شئ - رواه البخاري في الصحيح عن عمرو بن خالد وأخرجه مسلم من وجه آخر عن زهير -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق في قصة
تبوك وما كان على الثنية من هم المنافقين ان يرجموا (3) فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان من أقوالهم (4) واطلاع
الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم على اسرارهم قال فانحدر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الثنية وقال لصاحبيه يعنى حذيفة
وعمار أهل تدرون ما أراد القوم قالوا الله ورسوله اعلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرادوا أن يرجموني (5) في الثنية
فيطرحوني منها فقالا أفلا تأمرنا يا رسول الله فنضرب أعناقهم إذا اجتمع إليك الناس فقال أكره ان يتحدث الناس ان محمدا
قد وضع يده في أصحابه يقتلهم - ثم ذكر الحديث في دعائه إياهم واخباره إياهم بسرائرهم واعتراف بعضهم وتوبتهم وقبوله
منهم ما دل على هذا قال ابن إسحاق وأمره ان يدعو حصين بن نمير فقال له ويحك (6) ما حملك على هذا قال حملني عليه انى ظننت
ان الله لم يطلعك عليه فاما إذا أطلعك الله عليه وعلمته فانى أشهد اليوم انك رسول الله وانى لم أؤمن بك قط قبل الساعة يقينا



(1) مص - صنيعكم
(2) زيادة من مص
(3) مص - يزحموا
(4) مد - أفعالهم
(5) مص - يزحموني
(6) مد - ويلك -
198
فأقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عثرته وعفا عنه بقوله الذي قال -
(أخبرنا) أبو عمرو البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ القاسم هو ابن زكريا ثنا عباس ثنا موسى بن داود ثنا حفص بن
غياث عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قال وقف علينا حذيفة ونحن عند عبد الله فقال لقد نزل النفاق على من كان
خيرا منكم قال قلنا كيف يكون هذا والله يقول (ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار) قال فلما تفرقوا فلم يبق غيري رماني
بحصاة فقال إنهم لما تابوا كانوا خيرا منكم - رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن عمر بن حفص عن أبيه وقال في الحديث
من قول حذيفة عجبت من ضحكه يعنى ضحك عبد الله وقد عرف ما قلت لقد انزل النفاق على قوم كانوا خيرا منكم ثم تابوا
فتاب الله عليهم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن أبي حامد المقرى قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن سليمان البرلسي
ثنا عبد الحميد بن صالح ثنا أبو شهاب عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة والأسود قالا كنا عند عبد الله فمر بنا حذيفة (فقال
لقد نزل النفاق على من كان خيرا منكم فقلنا سبحان الله فضحك عبد الله ومضى فمر بنا حذيفة - 1) فرماني بالحصباء فأتيته فقال إن
صاحبكم علم علما فضحك نزل عليهم النفاق ثم تيب عليهم -
واما قول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم في المنافقين (ولاتصل على أحد منهم مات ابدا) فسبب نزول هذه الآية -
(ما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا
ثنا يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه قال جاء ابن عبد الله بن أبي ابن سلول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
حيث مات أبوه فقال أعطني قميصك حتى أكفنه فيه وصل عليه واستغفر له فأعطاه قميصه وقال إذا فرغتم فآذنوني فلما أراد أن
يصلى عليه جاءه عمر وقال أليس قد نهاك الله ان تصلى على المنافقين قال انا بين خيرتين قال (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم)
قال فصلى عليه قال فأنزل الله عز وجل (ولا تصل على أحد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره) قال فترك الصلاة عليهم -
رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى ورواه البخاري عن مسدد عن يحيى القطان -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك البزاز ثنا يحيى عن ابن بكير ثنا الليث
عن عقيل عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن عمر رضي الله عنه قال لما مات عبد الله بن أبي ابن سلول دعى
له رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلى عليه فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت إليه ثم قلت يا رسول الله أتصلى على
ابن أبي وقد قال يوم كذا وكذا كذا وكذا أعدد عليه قوله فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أخر عنى يا عمر
فلما أكثرت عليه قال إني خيرت فاخترت لو أعلم انى ان زدت على السبعين غفر له لزدت عليها فصلى عليه رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثم انصرف فلم يمكث الا يسيرا حتى نزلت الآيتان في براءة (ولا تصل على أحد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره انهم
كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون) قال فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ والله
ورسوله اعلم - رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير (قال الشافعي) فهذا يبين ما قلنا فاما امره عز وجل ان لا يصلى
عليهم فان صلاته بأبي هو وأمي مخالفة صلاة غيره وأرجو أن يكون قضى إذ أمره بترك الصلاة على المنافقين ان لا يصلى على
أحد الا غفر له وقضى ان لا يغفر لمقيم على شرك فنهاه عن الصلاة على من لا يغفر له ولم يمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم من
الصلاة عليهم مسلما ولم يقتل منهم بعد هذا أحدا وترك الصلاة مباح على من قامت بالصلاة عليه طائفة من المسلمين وقد
عاشرهم حذيفة يعرفهم بأعيانهم ثم عاشرهم مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وهم يصلى عليهم وكان عمر رضي الله عنه إذا
وضعت جنازة فرأى حذيفة فان أشار إليه ان اجلس جلس وان قام معه صلى عليها عمر رضي الله عنه قال ولم يمنع هو ولا
أبو بكر قبله ولا عثمان بعده المسلمين الصلاة عليهم ولا شيئا من احكام الاسلام وقد أعلمت عائشة رضي الله عنها ان النبي
صلى الله عليه وسلم لما توفى اشرأب النفاق بالمدينة -



(1) سقط من مص
199
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد ثنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا (1) أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر
عن الزهري في قصة حذيفة بن اليمان قال قال حذيفة بينا النبي صلى الله عليه وسلم سائر إلى تبوك نزل عن راحلته ليوحى إليه
وأناخها النبي صلى الله عليه وسلم فنهضت الناقة تجر زمامها منطلقة فتلقاها حذيفة فأخذ بزمامها يقودها حتى أناخها وقعد
عندها ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قام فأقبل إلى ناقته فقال من هذا فقال حذيفة بن اليمان فقال النبي صلى الله عليه وسلم
فانى مسر إليك سر الا تحدثن به أحدا ابدا انى نهيت ان اصلى على فلان وفلان رهط ذوي عدد من المنافقين قال فلما توفى
رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف عمر رضي الله عنه كان إذا مات الرجل من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ممن يظن
عمر أنه من أولئك الرهط اخذ بيد حذيفة فقاده فان مشى معه صلى عليه وان انتزع من يده لم يصل عليه وامر من يصلى عليه
هذا مرسل (وقد روى) موصولا من وجه آخر (2) -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عبيد بن شريك وأحمد بن إبراهيم بن ملحان قالا ثنا يحيى بن
بكير ثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أنه قال أخبرني عروة بن الزبير قال بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين غزا
تبوك نزل عن راحلته فأوحى إليه وراحلته باركة فقامت تجر زمامها حتى لقيها حذيفة بن اليمان فأخذ بزمامها فاقتادها حتى رأى
رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا فأناخها ثم جلس عندها حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه فقال من هذا فقال
حذيفة بن اليمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فانى أسر إليك أمرا فلا تذكرنه انى قد نهيت ان اصلى على فلان وفلان
رهط ذوي عدد من المنافقين لم يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرهم لاحد غير حذيفة بن اليمان فلما توفى رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته إذا مات رجل يظن أنه من أولئك الرهط اخذ بيد حذيفة
فاقتاده إلى الصلاة عليه فان مشى معه حذيفة صلى عليه وان انتزع حذيفة يده فأبى ان يمشى معه انصرف عمر معه فأبى ان يصلى
عليه وامر عمر رضي الله عنه ان يصلى عليه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عمر وعثمان بن أحمد بن السماك ببغداد ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا محمد بن عبيد ثنا إسماعيل
(ح قال وحدثنا) أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا مسدد ثنا يحيى ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن
زيد بن وهب قال قال حذيفة ما بقي من أصحاب هذه الآية الا ثلاثة أظنه أراد قوله (قاتلوا أئمة الكفر) قال وما بقي من
المنافقين الا أربعة قال وخلفنا اعرابي جالس فقال إنكم معشر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم تدرون ما لا ندري تزعمون أنه
لم يبق من المنافقين الا أربعة فما بال هؤلاء الذين ينقرون بيوتنا تحت الليل قال فقال حذيفة أولئك الفساق أجل لم يبق من
المنافقين الا أربعة ان أحدهم لشيخ كبير لو شرب الماء البارد ما وجد برده - رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن المثنى
عن يحيى القطان وأظنه أراد من المنافقين الذين سماهم له رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسبي ثنا آدم بن أبي اياس
ثنا شعبة عن واصل الأحدب عن أبي وائل عن حذيفة قال إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم كانوا يومئذ يكتمونه وهم اليوم يجهرونه - رواه البخاري في الصحيح عن آدم -
(وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون ثنا عبد العزيز بن عبد الله
ابن أبي سلمة عن عبد الواحد بن أبي عون عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت قبض رسول الله صلى الله عليه
وسلم فارتدت العرب واشرأب النفاق بالمدينة فلو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي لهاضها فوالله ما اختلفوا في نقطة (3)
الا طار أبى بحظها وغنائها في الاسلام وكانت تقول مع هذا ومن رأى ابن الخطاب عرف انه خلق غناء الاسلام كان والله



(1) مص - أنبأ
(2) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الخامس والثمانين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد
(3) هامش
ر - ح ر - قلت قد روى بالباء وبالنون أيضا وهو بالباء عبارة عن البقعة في الأصل والله أعلم -
200
أحوذ يا نسيج وحده قد أعد للأمور اقرانها -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أمر
خالد بن الوليد حين بعثه إلى من ارتد من العرب ان يدعوهم بدعاية الاسلام وينبئهم بالذي لهم فيه وعليهم ويحرص على
هداهم فمن اجابه من الناس كلهم أحمرهم وأسودهم كان يقبل ذلك منه بأنه إنما يقاتل من كفر بالله على الايمان بالله فإذا
أجاب المدعون (1) إلى الاسلام وصدق ايمانه لم يكن عليه سبيل وكان الله عز وجل هو حسيبه ومن لم يجبه إلى ما دعاه إليه
من الاسلام ممن يرجع عنه ان يقتله -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن خالد بن خلى ثنا بشر
ابن شعيب عن أبيه عن الزهري أخبرني حميد بن عبد الرحمن بن عوف ان عبد الله بن عتبة بن مسعود قال سمعت عمر بن
الخطاب رضي الله عنه يقول إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وان الوحي قد انقطع
وإنما نأخذكم الآن بما ظهر من أعمالكم فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه وليس إلينا من سريرته شئ الله يحاسبه في سريرته
ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه وان قال إن سريرتي حسنة - رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان عن شعيب -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي رحمه الله وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
لرجل أظهر الاسلام كان يعرف منه انى لاحسبك متعوذا فقال إن في الاسلام ما أعاذني قال أجل ان في الاسلام
ما أعاذ من استعاذ به
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ان عبد الله بن مسعود اخذ بالكوفة رجالا ينعشون حديث مسيلمة الكذاب يدعون إليهم
فكتب فيهم إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه فكتب عثمان أن اعرض عليهم دين الحق وشهادة ان لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله فمن قبلها وبرئ من مسيلمة فلا تقتله ومن لزم دين مسيلمة فاقتله فقبلها رجال منهم فتركوا ولزم دين مسيلمة
رجال فقتلوا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا الحسن بن سفيان ثنا سعد بن يزيد الفراء ثنا حماد بن سلمة عن سماك
عن قابوس بن المخارق عن أبيه ان محمد بن أبي بكر كتب إلى علي رضي الله عنه يسأله عن زنادقة مسلمين قال علي رضي الله عنه
اما الزنادقة فيعرضون على الاسلام فان أسلموا والا قتلوا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا أحمد بن عيسى ثنا عبد الله بن وهب عن
الليث بن سعد عن عبد ربه بن سعيد قال سمعت ابن شهاب يقول الزنديق ان هو جحد وقامت عليه البينة فإنه يقتل وان
جاء هو معترفا تائبا فإنه يترك من القتل -
(قال وحدثنا) ابن وهب عن ليث عن ربيعة أنه قال في الزنديق يقتل ولا يستتاب (قال وأخبرنا) ابن وهب قال وقال
مالك لا يستتاب (قال الشيخ رحمه الله) قول من قال يستتاب فان تاب قبلت توبته وحقن دمه والله ولى ما غاب أولى
والله أعلم (3) -
باب الاقرار بالايمان
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن عبد الله العنبري وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعد الحافظ قالا ثنا



(1) كذا
(2) ر - على -
(3) هامش مص - آخر الجزء الرابع والخمسين بعد المائة من الأصل ولله الحمد - وفي هامش
ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في الموفى ثلاثين ولله الحمد -
201
محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي ثنا أمية بن بسطام ثنا يزيد بن زريع ثنا روح بن القاسم عن العلاء بن عبد الرحمن عن
أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت
به فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله - رواه مسلم في الصحيح عن أمية بن بسطام (1) -
باب قتل من ارتد عن الاسلام إذا ثبت
عليه رجلا كان أو امرأة
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان (ح وأنبأ) أبو الحسن علي بن أحمد
ابن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قالا ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن
عكرمة ان عليا رضي الله عنه اتى بقوم من الزنادقة فحرقهم بالنار فبلغ ذلك ابن عباس رضي الله عنه فقال اما انا فلو كنت
لقتلتهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم ولما حرقتهم لنهى النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدل
دينه فاقتلوه وقال لا تعذبوا بعذاب الله عز وجل - لفظ حديث إسماعيل وفي رواية يعقوب بقوم من الزنادقة أو مرتدين
فأمر بهم فحرقوا - رواه البخاري في الصحيح عن أبي النعمان عن حماد -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب (ح وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد
ثنا إسماعيل القاضي قالا ثنا سليمان بن حرب ثنا جرير بن حازم عن أيوب عن عكرمة مثل هذا وزاد فيه فبلغ ذلك عليا
رضي الله عنه فقال ويح ابن أم الفضل انه لغواص على الهنات -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى الأسفرائيني بها ثنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي
بكر ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن هشام الدستوائي عن قتادة عن انس ان عليا رضي الله عنه اتى بناس من الزط
يعبدون وثنا فحرقهم بالنار فقال ابن عباس إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه -
(أخبرنا) أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن المؤمل الماسرجسي أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا أبو أحمد محمد بن
عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا يحل دم رجل يشهد أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله الا أحد ثلاثة نفر النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك
لدينه المفارق للجماعة - أخرجاه في الصحيح من حديث الأعمش -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أبو الأزهر ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط بن نصر قال زعم السدى عن
مصعب بن سعد عن أبيه قال لما كان يوم فتح مكة آمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس الا أربعة نفر وامرأتين
وقال اقتلوهم وان وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة - وذكر الحديث في ردتهم ورجوع بعضهم وقتل البعض وذلك
يرد بتمامه إن شاء الله -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا محمد بن يونس ثنا أبو عاصم عن عثمان الشحام عن عكرمة عن ابن
عباس ان أم ولد لرجل سبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلها فنادى منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان دمها هدر
(ورواه) أيضا إسرائيل عن عثمان الشحام بطوله موصولا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا هارون بن سليمان ثنا عبد الرحمن



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في السادس والثمانين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد -
202
ابن مهدي عن عبد الله بن المبارك عن معمر عن سماك بن الفضل عن عروة بن محمد عن رجل من بلقين ان امرأة سبت النبي صلى الله
عليه وسلم فقتلها خالد بن الوليد رضي الله عنه -
(أخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي ثنا محمد بن أحمد بن الحسن (1) ثنا جعفر بن محمد بن سلم البزاز ثنا الخليل بن
ميمون ثنا عبد الله بن أذينة عن هشام بن الغاز عن محمد بن المنكدر عن جابر قال ارتدت امرأة عن الاسلام فأمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان يعرض عليها الاسلام والا قتلت فعرضوا عليها الاسلام فأبت الا ان تقتل فقتلت - في هذا الاسناد
بعض من يجهل (وقد روى) من وجه آخر عن ابن المنكدر -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا إبراهيم بن محمد بن علي بن بطحا ثنا نجيح بن
إبراهيم الزهري ثنا معمر بن بكار السعدي ثنا إبراهيم بن سعد ثنا محمد بن عبيد بن عتبة عن الزهري عن محمد بن المنكدر عن
جابر أن امرأة يقال لها أم مروان ارتدت عن الاسلام فأمر النبي صلى الله عليه وسلم ان يعرض عليها الاسلام فان رجعت
والا قتلت (قال وأنبأ) على ثنا ابن سعيد ثنا محمد بن عبيد بن عتبة ثنا معمر بن بكار باسناده مثله (وروى) عن ابن أخي
الزهري عن عمه بمعناه (وروى) من وجه آخر ضعيف عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها وهذا مذهب
الزهري صحيح عنه -
(أخبرناه) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الرزاق
عن معمر (2) عن الزهري في المرأة تكفر بعد اسلامها قال تستتاب فان تابت والا قتلت (وعن معمر) عن سعيد عن أبي
معشر عن إبراهيم في المرأة ترتد قال تستتاب فان تابت والا قتلت -
(واما الحديث الذي أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو يحيى الحماني
عن أبي حنيفة عاصم بن أبي النجود عن أبي رزين عن ابن عباس قال لا يقتلن النساء إذا هن ارتددن عن الاسلام -
(فأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن المؤمل ثنا الفضل بن محمد ثنا أحمد بن حنبل ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال سألت
سفيان عن حديث عاصم في المرتدة فقال اما من ثقة فلا -
(وأخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي قال فخالفنا بعض الناس في المرتدة وكانت
حجته شيئا رواه عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس في المرأة ترتد عن الاسلام تحبس ولا تقتل فكلمني بعض من يذهب
هذا المذهب وبحضرتنا جماعة من أهل العلم بالحديث فسألناهم عن هذا الحديث فما علمت منهم واحدا سكت ان قال هذا



(1) هامش ر - الحسين
(2) مد - عمرو -
203
خطأ والذي روى هذا ليس ممن يثبت أهل الحديث حديثه (قال الشافعي) رحمه الله وقد روى بعضهم عن أبي بكر رضي الله عنه
انه قتل نسوة ارتددن عن الاسلام فكيف لم يصر إليه -
(لعله يريد ما أخبرنا) أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا خالد بن يزيد
ابن أبي مالك الدمشقي حدثني أبي ان أبا بكر الصديق رضي الله عنه قتل امرأة يقال لها أم قرفة في الردة (وروى) ذلك
عن يزيد بن أبي مالك عن شهر بن حوشب عن أبي بكر رضي الله عنه -
(وأخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب حدثني الليث بن سعد عن
سعيد بن عبد العزيز التنوخي ان امرأة يقال لها أم قرفة كفرت بعد اسلامها فاستتابها أبو بكر الصديق رضي الله عنه فلم تتب
فقتلها قال الليث وذاك الذي سمعنا وهو رأيي، قال ابن وهب وقال لي مالك مثل ذلك (قال الشافعي) فما كان لنا ان نحتج
به إذ كان ضعيفا عند أهل العلم بالحديث - قال الشيخ ضعفه في انقطاعه وقد رويناه من وجهين مرسلين -
(أخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا بحر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث ان يحيى بن سعيد حدثه ان ابن
عمر رضي الله عنهما كان يقول من كفر بعد ايمانه طائعا فإنه يقتل (ح قال وحدثنا) عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن
ابن شهاب ان عثمان بن عفان رضي الله عنه كان يقول ذلك فيمن كفر بعد ايمانه -
باب العبد يرتد
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة
قال عبد الله وسمعته انا من عبد الله ثنا حفص بن غياث عن داود عن الشعبي عن جرير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أيما عبد أبق فقد برئت منه الذمة - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة -
(وتفسيره فيما أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا قتيبة بن سعيد ثنا حميد بن عبد الرحمن عن
أبيه عن أبي إسحاق عن الشعبي عن جرير قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا ابق العبد إلى الشرك فقد حل دمه -
باب من قال في المرتد يستتاب مكانه فان تاب والا قتل
(استدلا لا بظاهر ما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الوليد الفقيه ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا يحيى بن معين ثنا

204
عبد الصمد عن هشام عن قتادة عن انس عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من بدل دينه فاقتلوه (ورويناه) عن عكرمة عن ابن عباس (وروينا) معناه عن ابن مسعود وعائشة (1) رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم -
(وأخبرنا) أبو نصر محمد بن علي بن محمد الفقيه الشيرازي ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا محمد بن نصر وجعفر بن محمد
قالا ثنا يحيى بن يحيى قال قلت لمالك حدثك ابن شهاب عن انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح
مكة وعلى رأسه مغفر فلما نزعه (2) جاءه رجل فقال يا رسول الله ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم اقتلوه - رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى - وأخرجه البخاري من وجه آخر عن مالك -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه من أصله أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أبو الأزهر ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط بن
نصر قال زعم السدى عن مصعب بن سعد عن أبيه قال لما كان يوم فتح مكة آمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس
الا أربعة نفر وامرأتين وقال اقتلوهم وان وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة عكرمة بن أبي جهل و عبد الله بن خطل
ومقيس بن صبابة و عبد الله بن سعد بن أبي سرح (فاما عبد الله بن خطل) فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه
سعيد بن زيد وعمار بن ياسر فسبق سعيد عمارا وكان أشب الرجلين فقتله (واما مقيس بن صبابة) فأدركه الناس في السوق
فقتلوه (واما عكرمة) فركب البحر فاصابتهم عاصف فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة أخلصوا فان آلهتكم لا تغني عنكم شيئا
ههنا قال عكرمة والله لئن لم ينجنى في البحر الا الاخلاص لا ينجيني في البر غيره اللهم ان لك على عهدا ان أنت عافيتني مما انا
فيه ان آتي محمدا حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوا كريما قال فجاء فأسلم (واما عبد الله بن سعد بن أبي سرح) فإنه اختفى (3)
عند عثمان بن عفان رضي الله عنه فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة جاء به حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه
وسلم فقال يا رسول الله بايع عبد الله قال فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا كل ذلك يأبى فبايعة بعد ثلاث ثم اقبل على أصحابه
فقال أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله فقالوا ما يدرينا يا رسول الله ما في
نفسك هلا أو مأت إلينا بعينك قال إنه لا ينبغي لنبي أن يكون له خائنة الأعين -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال إنما
أمر بابن أبى سرح لأنه كان قد أسلم وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فرجع مشركا ولحق بمكة - وإنما
أمر بقتل عبد الله بن خطل لأنه كان مسلما فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقا وبعث معه رجلا من الأنصار وكان معه
مولى يخدمه مسلما فنزل منزلا فأمر المولى ان يذبح تيسا ويصنع له طعاما ونام فاستيقظ ولم يصنع له شيئا فعدا عليه فقتله
ثم ارتد مشركا وكانت له قينة وصاحبتها فكانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بقتلهما معه -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى
ابن سعيد ثنا قرة بن خالد ثنا حميد بن هلال ثنا أبو بردة عن أبي موسى قال أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعي
رجلان من الأشعريين - فذكر الحديث إلى أن قال فبعثه على اليمن ثم أتبعه معاذ بن جبل فلما قدم عليه القى له وسادة وقال
انزل فإذا عنده رجل موثق قال ما هذا قال هذا كان يهوديا فأسلم ثم راجع دينه دين السوء فتهود فقال لا أجلس حتى
يقتل قضاء الله ورسول صلى الله عليه وسلم قال نعم اجلس قال لا اجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله ثلاث مرات قال
فأمر به فقتل - أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث يحيى بن سعيد القطان



(1) ر - وعن عائشة
(2) مد - رفعه
(3) مد - وهامش مص من ص - اختبي -
205
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا الحسن بن علي ثنا الحماني يعنى عبد الحميد بن عبد الرحمن
عن طلحة بن يحيى ويزيد بن عبد الله بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى قال قدم على معاذ رضي الله عنه وانا باليمن
ورجل كان يهوديا فأسلم فارتد عن الاسلام فلما قدم معاذ قال لا انزل عن دابتي حتى يقتل فقتل قال أحدهما وكان
قد استتيب قبل ذلك -
(وأخبرنا) أبو علي أنبأ أبو بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن العلاء ثنا حفص ثنا الشيباني عن أبي بردة بهذه القصة قال فأتى
أبو موسى برجل قد ارتد عن الاسلام فدعاه عشرين ليلة أو قريبا منها فجاء معاذ فدعاه فأبى فضرب عنقه (قال أبو داود)
رواه عبد الملك بن عمير عن أبي بردة لم يذكر الاستتابة - ورواه ابن فضيل عن الشيباني عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه
أبى موسى لم يذكر فيه الاستتابة (قال الشيخ) رحمه الله وروينا عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه انه أمر خالد بن الوليد
حين بعثه إلى من ارتد من العرب ان يدعوهم بدعاية (1) الاسلام فمن اجابه قبل ذلك منه ومن لم يجبه إلى ما دعاه إليه من
الاسلام ممن يرجع عنه ان يقتله -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا معاذ بن معاذ عن ابن جريج
عن سليمان بن موسى قال كان عثمان بن عفان رضي الله عنه يدعو المرتد ثلاث مرار ثم يقتله -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن أحمد بن صالح ثنا أحمد بن بديل ثنا يوسف بن يعقوب
الحضرمي ثنا عبد الملك بن عمير قال شهدت عليا رضي الله عنه واتى باخى بنى عجل المستورد بن قبيصة تنصر بعد اسلامه
فقال له علي رضي الله عنه ما حدثت عنك قال ما حدثت عنى قال حدثت عنك انك تنصرت قال انا على دين المسيح فقال
له على وانا على دين المسيح فقال له على ما تقول فيه فتكلم بكلام خفى على فقال على طؤه فوطئ حتى مات فقلت للذي يلينى
ما قال قال قال المسيح ربه -
(أخبرنا) أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل ثنا يحيى بن درست
ابن زياد ثنا أبو عوانة عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال صليت الغداة مع عبد الله بن مسعود رضى الله فلما سلم
قام رجل فأخبره انه انتهى إلى مسجد بنى حنيفة مسجد عبد الله بن النواحة فسمع مؤذنهم يشهد أن لا إله إلا الله وان مسيلمة
الكذاب رسول الله وانه سمع أهل المسجد على ذلك فقال عبد الله من هاهنا فوثب نفر فقال على بابن النواحة وأصحابه فجئ
بهم وانا جالس فقال عبد الله بن مسعود لعبد الله بن النواحة أين ما كنت تقرأ من القرآن قال كنت أتقيكم به قال فتب
قال فأبى قال فأمر قرظة بن كعب الأنصاري فأخرجه إلى السوق فضرب رأسه قال فسمعت عبد الله يقول من سره ان
ينظر إلى ابن النواحة قتيلا في السوق فليخرج فلينظر إليه قال حارثة فكنت فيمن خرج فإذا هو قد جرد ثم إن ابن مسعود
استشار الناس في أولئك النفر فأشار إليه عدى بن حاتم بقتلهم فقام جرير والأشعث فقالا لابل استتبهم وكفلهم عشائرهم
فاستتابهم فتابوا فكفلهم عشائرهم -
باب من قال يحبس ثلاثة أيام
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القارى (ح وأخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكى ثنا محمد بن
إبراهيم البوشنجي ثنا ابن بكير ثنا مالك عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد القارى عن أبيه أنه قال قدم على عمر بن الخطاب



(1) مص - بدعائه
206
رضي الله عنه رجل من قبل أبى موسى فسأله عن الناس فأخبره ثم قال هل كان فيكم من مغربة خبر فقال نعم رجل كفر
بعد اسلامه قال فما فعلتم به قال قربناه فضربنا عنقه قال عمر رضي الله عنه فهلا حبستموه ثلاثا وأطعمتموه كل يوم
رغيفا واستتبتموه لعله ان يتوب أو يراجع أمر الله اللهم إني لم أحضر ولم آمر ولم ارض إذ بلغني (قال الشافعي) في الكتاب
من قال لا يتأنى به زعم أن الحديث الذي روى عن عمر رضي الله عنه لو حبستموه ثلاثا ليس بثابت لأنه لا يعلم متصلا
وإن كان ثابتا كان لم يجعل على من قتله قبل ثلاث شيئا (قال الشيخ) رحمه الله قد روى في التأني به حديث آخر عن
عمر رضي الله عنه باسناد متصل -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا مالك بن يحيى ثنا علي بن عاصم عن داود بن أبي
هند عن عامر عن انس بن مالك قال لما نزلنا على تستر - فذكر الحديث في الفتح وفي قدومه على عمر بن الخطاب
رضي الله عنه قال عمر يا انس ما فعل الرهط الستة من بكر بن وائل الذين ارتدوا عن الاسلام فلحقوا بالمشركين قال
فأخذت به في حديث آخر ليشغله عنهم قال ما فعل الرهط الستة الذين ارتدوا عن الاسلام فلحقوا بالمشركين من بكر بن
وائل قال يا أمير المؤمنين قتلوا في المعركة قال انا لله وانا إليه راجعون قلت يا أمير المؤمنين وهل كان سبيلهم الا القتل
قال نعم كنت أعرض عليهم ان يدخلوا في الاسلام فان أبوا استودعتهم السجن (وبمعناه) رواه أيضا سفيان الثوري عن
داود بن أبي هند -
باب من قال يستتاب ثلاث مرات فان عاد قتل
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا محمد بن أحمد بن زهير ثنا عبد الله بن هاشم ثنا وكيع عن سفيان عن جابر عن
عامر عن علي رضي الله عنه قال يستتاب المرتد ثلاثا ثم قرأ (ان الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا
كفرا) -
(وأخبرنا) أبو بكر أحمد بن علي الحافظ الأصبهاني أنبأ أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي
شيبة ثنا حفص بن غياث عن أشعث عن الشعبي قال قال علي رضي الله عنه يستتاب المرتد ثلاثا فان عاد قتل (قال وحدثنا)
أبو بكر ثنا وكيع عن سفيان عن عبد الكريم عمن سمع ابن عمر يقول يستتاب المرتد ثلاثا -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن
نصر ثنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب ان أبا على الهمداني حدثهم انهم كانوا مع فضالة بن عبيد صاحب
النبي صلى الله عليه وسلم في البحر فأتى برجل من المسلمين قد فر إلى العدو فأقاله الاسلام فأسلم ثم فر الثانية فأتى به فأقاله
الاسلام فأسلم ثم فر الثالثة فأتى به فنزع بهذه الآية (ان الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا
لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) فضرب عنقه - في اسناد هذه الآثار ضعف والآية واردة فيمن ثبت على
الكفر (وقد روينا) باسناد مرسل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استتاب نبهان أربع مرات كل ذلك يلحق بالمشركين
وظاهر الأخبار الصحيحة فيما يحقن به الدم يشهد لهذا المرسل ويوافقه والله أعلم -

207
باب مال المرتد إذا مات أو قتل على الردة
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن الفضل بن جابر ثنا عبيد هو ابن جناد ثنا
عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عدى بن ثابت عن يزيد بن البراء عن أبيه قال لقيني عمى وقد اعتقد راية فقلت
أين تريد قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل نكح امرأة أبيه ان اضرب عنقه وآخذ ماله -
(أخبرنا) القاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمد البستي قدم علينا حاجا سنة أربعمائة ثنا أبو العباس أحمد بن المظفر البكري
أنبأ ابن أبي خيثمة ثنا يوسف بن منازل ثنا عبد الله بن إدريس ثنا خالد بن أبي كريمة عن معاوية بن قرة عن أبيه ان النبي
صلى الله عليه وسلم بعث أباه جد معاوية إلى رجل عرس بامرأة أبيه فأمره فضرب عنقه وخمس ماله - قال أصحابنا ضرب
الرقية وتخميس المال لا يكون الاعلى المرتد فكأنه استحله مع علمه بتحريمه والله أعلم (قال الشافعي) رحمه الله وقد روى أن
معاوية كتب إلى ابن عباس وزيد بن ثابت رضي الله عنهما يسألهما عن ميراث المرتد فقالا لبيت المال قال الشافعي
يعنيان انه فئ -
باب ما جاء في سبى ذرية المرتدين
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني الحافظ أنبأ أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا
عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الملك بن سعيد بن حيان عن عمار الذهني قال حدثني أبو الطفيل قال كنت في الجيش الذين
بعثهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى بنى ناجية قال فانتهينا إليهم فوجدنا هم على ثلاث فرق قال فقال أميرنا لفرقة منهم
ما أنتم قالوا نحن قوم كنا نصارى فأسلمنا فثبتنا على اسلامنا (قال ثم قال للثانية) من أنتم قالوا نحن قوم كنا نصارى يعنى
فثبتنا على نصرانيتنا (قال للثالثة) من أنتم قالوا نحن قوم كنا نصارى فأسلمنا فرجعنا فلم نر دينا أفضل من ديننا فتنصرنا فقال
لهم أسلموا فأبوا فقال لأصحابه إذا مسحت على رأسي ثلاث مرات فشدوا عليهم ففعلوا فقتلوا المقاتلة وسبوا الذراري فجئ
بالذراري إلى علي رضي الله عنه وجاء مسقلة بن هبيرة فاشتراهم بمائتي الف فجاء بمائة الف إلى علي رضي الله عنه فأبى ان
يقبل فانطلق مسقلة بدراهمه وعمد مسقلة إليهم فأعتقهم ولحق بمعاوية رضي الله عنه فقيل لعلى رضي الله عنه الا تأخذ الذرية
قال لا فلم يعرض لهم (قال الشافعي) قد قاتل من لم يزل على النصرانية ومن ارتد فقد يجوز أن يكون علي رضي الله عنه
سبى من بنى ناجية من لم يكن ارتد وقد كانت الردة في عهد أبى بكر رضي الله عنه فلم يبلغنا ان أبا بكر رضي الله عنه خمس
شيئا من ذلك يعنى الذراري والله أعلم -
باب المكره على الردة
قال الله جل ثناؤه (من كفر بالله من بعد ايمانه الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا) الآية
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمذان ثنا هلال بن العلاء الرقي ثنا أبي ثنا عبيد الله بن
عمرو عن عبد الكريم عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه قال اخذ المشركون عمار بن ياسر فلم يتركوه حتى سب
النبي صلى الله عليه وسلم وذكر آلهتهم بخير ثم تركوه فلما اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما وراءك قال شر يا رسول الله

208
ما تركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير قال كيف تجد قلبك قال مطمئنا بالايمان قال إن عادوا فعد -
(وحدثنا) أبو عبد الله الحافظ املاء ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر ثنا الحسين بن علي
الجعفي ثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال إن أول من أظهر اسلامه سبعة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد رضي الله عنهم (فاما رسول الله صلى الله عليه وسلم) فمنعه الله بعمه أبى
طالب (واما أبو بكر) فمنعه الله بقومه (واما سائرهم) فأخذهم المشركون فألبسوهم ادراع الحديد واوقفوهم (1) في
الشمس فما من أحد الا وقد واتاهم على ما أرادوا غير بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأعطوه الولدان فجعلوا
يطوفون به في شعاب مكة وجعل يقول أحد أحد -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال
حدثني حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس يا أبا عباس أكان المشركون يبلغون من المسلمين في العذاب
ما يعذرون به في ترك دينهم فقال نعم والله ان كانوا ليضربون أحدهم ويجيعونه ويعطشونه حتى ما يقدر على أن يستوى
جالسا من شدة الضر الذي به حتى أنه ليعطيهم ما سألوه من الفتنة -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى أنبأ أبو الحسن بن عبدوس الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن
صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله (الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان) قال أخبر
الله سبحانه انه من كفر بعد ايمانه فعليه غضب من الله وله عذاب عظيم فلما من أكره فتكلم بلسانه وخالفه قلبه بالايمان لينجو
بذلك من عدوه فلا حرج عليه ان الله سبحانه إنما يأخذ العباد بما عقدت عليه قلوبهم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني حدثني أبي ثنا أبو همام ثنا محمد بن بشر العبدي قال سمعت
سفيان بن سعيد يذكر عن ابن جريج قال حدثني عطاء عن ابن عباس (الا ان تتقوا منهم تقاة) قال والتقاة التكلم باللسان
والقلب مطمئن بالايمان ولا يبسط يده فيقتل ولا إلى اثم فإنه لا عذر له (2) -
كتاب الحدود
باب العقوبات في المعاصي قبل نزول الحدود
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران الأصبهاني ثنا عمر بن سعيد الدمشقي
ثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم
الزاني والسارق وشارب الخمر ما تقولون قالوا الله ورسوله اعلم قال هن فواحش وفيهن عقوبة - وذكر الحديث تفرد به
عمر بن سعيد الدمشقي وهو منكر الحديث وإنما يعرف من حديث النعمان بن مرة مرسلا -
(أخبرنا) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنبأ أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا ابن بكير ثنا
مالك (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ في آخرين قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ
مالك عن يحيى بن سعيد عن النعمان بن مرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما تقولون في الشارب والزاني والسارق



(1) هامش ر - وهامش مص من ص - واوثقوهم
(2) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الثامن والثمانين بعد خمس
المائة بدار الحديث ولله الحمد - بلغ سماعهم بجامع مصر حرسهم الله تعالى أجمع في الثامن عشر ولله الحمد - بلغ السيد الشريف
عز الدين أيده الله تعالى في الحادي والثلاثين ولله الحمد -
209
وذلك قبل ان تنزل الحدود فقالوا الله ورسوله اعلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هن فواحش وفيهن عقوبة وأسوأ
السرقة الذي يسرق صلاته - قال أبن بكير في روايته قالوا وكيف يسرق صلاته يا رسول الله فقال لا يتم ركوعها ولا سجودها
(قال الشافعي) ومثل معنى هذا في كتاب الله عز وجل قال الله عز وجل (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا
عليهن أربعة منكم فان شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا واللذان يأتيانها منكم فآذوهما
فان تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما ان الله كان توابا رحيما (قال الشافعي) فكان هذا أول عقوبة الزانيين في الدنيا الحبس
والأذى ثم نسخ الله الحبس والأذى في كتابه فقال (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة) -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي ثنا علي بن الحسين عن أبيه
عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم) الآية قال ثم ذكر الرجل بعد المرأة
(وجمعهما - 1) فقال (واللذان يأتيانها منكم فآذوهما) الآية فنسخ ذلك بآية الجلد فقال (الزانية والزاني فاجلدوا كل
واحد منهما مائة جلدة) -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن كامل القاضي أنبأ أبو جعفر محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية ثنا أبي حدثني
عمى حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس بمثله -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي اياس ثنا ورقاء عن ابن أبي
نجيح عن مجاهد في قوله (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم) يعنى الزنا وفي قوله (فآذوهما) يعنى سبا ثم نسخها (الزانية
والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة) وفي قوله (أو يجعل الله لهن سبيلا) قال السبيل الحد -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا أبو عاصم
عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم) قال الزنا قال كان أمر أن يحبسن يعنى
حتى يشهد عليهن أربعة (حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا) الحدود -
باب ما يستدل به على أن السبيل
هو جلد الزانيين ورجم الثيب
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنبأ
سعيد هو ابن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن حطان بن عبد الله الرقاشي عن عبادة بن الصامت وكان عقبيا بدريا أحد
نقباء الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه الوحي كرب لذلك وتزبد له وجهه فأنزل الله عليه ذات يوم
فلفى ذلك فلما سرى عنه قال خذوا عنى قد جعل الله لهن سبيلا الثيب بالثيب والبكر بالبكر الثيب جلد مائة ثم رجم بالحجارة
والبكر جلد مائة ونفى سنة - أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن سعيد -
(وأخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى ثنا (2) الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن المنهال
ثنا يزيد بن زريع ثنا (3) يونس عن الحسن في هذه الآية (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم) إلى قوله (أو يجعل الله لهن
سبيلا) قال كان أول حدود النساء كن يحبسن في بيوت لهن حتى نزلت الآية التي في النور (الزانية والزاني فاجلدوا كل
واحد منهما مائة جلدة) قال عبادة بن الصامت كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال خذوا خذوا قد جعل الله لهن سبيلا
البكر بالبكر جلد مائة ونفى سنة والثيب بالثيب جلد مائة والرجم بالحجارة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد الفقيه ثنا عبد الله بن سليمان ثنا أبو الطاهر (ح قال وحدثنا) إسماعيل بن



(1) ليس في مص
(2) مص - أنبأ
(3) مص - عن -
210
احمد واللفظ له أنبأ محمد بن الحسن ثنا حرملة أنبأ ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال حدثني عبيد الله بن عبد الله
ابن عتبة انه سمع عبد الله بن عباس يقول قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو جالس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق وانزل عليه الكتاب فكان فيما انزل الله عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها ورجم
رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده فأخشى ان طال بالناس زمان أن يقول قائل ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلون
بترك فريضة أنزلها الله وان الرجم في كتاب الله حق على كل من زنى إذا أحصن من الرجال أو النساء إذا قامت البينة
أو كان الحبل أو الاعتراف قال ابن شهاب فنرى الاحصان إذا تزوج المرأة ثم مسها عليه الرجم ان زنى قال وان زنى ولم
يمس امرأته فلا يرجم ولكن يجلد مائة إذا كان حرا ويغرب عاما - رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر وحرملة دون
قول ابن شهاب ورواه البخاري عن يحيى بن سليمان عن ابن وهب -
(حدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني املاء أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي أنبأ الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان
ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال قال عمر رضي الله عنه قد خشيت ان يطول
بالناس زمان حتى يقول القائل ما نجد الرجم في كتاب الله عز وجل فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله عز وجل الا وإن الرجم
حق إذا أحصن الرجل وقامت البينة أو كان الحمل أو الاعتراف فقد قرأناها، الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة
وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده - رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله ورواه مسلم عن أبي بكر
ابن أبي شيبة وغيره عن ابن عيينة -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل النضروري ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا حماد بن
زيد بن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال قال لي أبي بن كعب رضي الله عنه كأين تعد أو كأين تقرأ سورة الأحزاب
قلت ثلاث وسبعين آية قال اقط لقد رأيتها وانها لتعدل سورة البقرة وان فيها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة
نكالا من الله والله عزيز حكيم -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن قتادة قال سمعت يونس
ابن جبير يحدث عن كثير بن الصلت انهم كانوا يكتبون المصاحف عند زيد بن ثابت فأتوا على هذه الآية فقال زيد
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله ورسوله -
(أخبرنا) أبو الحسن المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن المثنى ثنا ابن أبي عدى عن ابن عون
عن محمد قال نبئت عن ابن أخي كثير بن الصلت قال كنا عند مروان وفينا زيد بن ثابت قال زيد كنا نقرأ الشيخ
والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة قال فقال مروان أفلا نجعله في المصحف قال لا ألا ترى الشابين الثيبين يرجمان قال وقال
ذكروا ذلك وفينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال انا أشفيكم من ذاك قال قلنا كيف قال آتي النبي صلى الله عليه وسلم
فأذكر كذا وكذا فإذا ذكر الرجم أقول يا رسول الله أكتبني آية الرجم قال فأتيته فذكرته قال فذكر آية الرجم قال
فقال يا رسول الله أكتبني آية الرجم قال لا أستطيع ذاك - في هذا وما قبله دلالة على أن آية الرجم حكمها ثابت وتلاوتها
منسوخة وهذا مما لا اعلم فيه خلافا -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية
ابن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم) الآية قال كانت المرأة إذا
زنت حبست في البيت حتى تموت وفي قوله (واللذان يأتيانها منكم فآذوهما) قال كان الرجل إذا زنى أوذي بالتعيير
وضرب النعال فأنزل الله عز وجل بعد هذا (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة) فان كانا محصنين رجما في
سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا سبيلهما الذي جعل الله لهما (1) -



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في التاسع والثمانين بعد خمس المائة ولله الحمد -
211
باب ما يستدل به على أن جلد المائة ثابت على البكرين
الحرين ومنسوخ عن الثيبين وان الرجم
ثابت على الثيبين الحرين
(قال الشافعي) رحمه الله لان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا عنى قد جعل الله لهن سبيلا أول ما انزل فنسخ به
الحبس والأذى عن الزانيين فلما رجم النبي صلى الله عليه وسلم ماعزا ولم يجلده وأمر أنيسا أن يغدو على امرأة الآخر فان
اعترفت رجمها دل على نسخ الجلد عن الزانيين الحرين الثيبين وثبت الرجم عليهما -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق البصري
ثنا أبو عامر وعثمان بن عمر قالا ثنا شعبة عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اتى بما عز
ابن مالك رجل اشعر قصير ذي عضلات فأقر له بالزنا فاعرض عنه فأتاه من وجهه الآخر فأعرض عنه قال لا أدرى مرتين
أو ثلاثا فأمر به فرجم وقال كلما نفرنا غازين خلف أحدهم يثب ثبيب التيس يمنح إحداهن الكثبة ان الله عز وجل
لا يمكنني من أحد منهم الا جعلته نكالا عنهن أو نكلته عنهن قال فذكرته لسعيد بن جبير فقال رده أربع مرات - رواه مسلم
في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم عن أبي عامر -
(حدثنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة عن (ح وأخبرنا)
أبو علي الروذباري أنبأ الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة ثنا العلاء بن عبد الجبار ثنا حماد أنبأ
سماك بن حرب عن جابر بن سمرة ان النبي صلى الله عليه وسلم رجم ما عزا - ولم يذكر جلدا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن الزهري (ح
وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا القعنبي فيما قرأ على مالك عن ابن شهاب عن
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة وعن زيد بن خالد الجهني انهما أخبراه ان رجلين اختصما إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال أحدهما يا رسول الله اقض بيننا بكتاب الله وقال الآخر وكان أفقههما أجل يا رسول الله اقض بيننا بكتاب الله
وأذن لي في أن أتكلم قال تكلم قال إن ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته فأخبروني ان على ابني الرجم فافتديت منه بمائة
شاة وجارية لي ثم انى سألت أهل العلم فأخبروني ان على ابني جلد مائة وتغريب عام إنما الرجم على امرأته فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اما والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله اما غنمك وجاريتك فرد إليك وجلد ابنه مائة وغربه عاما
وامر أنيسا الأسلمي ان يأتي امرأة الآخر فان اعترفت رجمها فاعترفت فرجمها - لفظ حديث القعنبي وزاد في حديثه والعسيف
الأجير -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا ابن قعنب وابن بكير عن مالك
فذكره باسناده نحوه قال والعسيف الأجير - أخرجه البخاري في الصحيح عن ابن يوسف وابن أبي أويس عن مالك
وأخرجاه من أوجه اخر عن الزهري - وحديث الغامدية والجهنية دليل فيه وذلك يرد إن شاء الله تعالى -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي
أنبأ مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أنه قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول الرجم
في كتاب الله عز وجل حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت عليه البينة أو كان الحبل أو الاعتراف -
(وأخبرنا) أبو زكريا وأبو بكر قالا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن يحيى بن سعيد انه سمع سعيد بن المسيب

212
يقول قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه إياكم ان تهلكوا عن آية الرجم أن يقول قائل لا نجد حدين في كتاب الله
عز وجل فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا فوالذي نفسي بيده لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله
لكتبتها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة، فانا قد قرأناها -
(وأخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك - فذكره بنحوه زاد قال
مالك يريد عمر بن الخطاب بالشيخ والشيخة الثيب من الرجال والثيبة من النساء -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو جعفر الرزاز ثنا علي بن إبراهيم الواسطي ثنا يزيد بن هارون أنبأ داود بن أبي
هند عن سعيد بن المسيب قال قال عمر رضي الله عنه رجم رسول الله صلى الله ورجم أبو بكر ورجمت ولولا انى أكره
ان أزيد في كتاب الله لكتبته في المصحف فانى أخاف ان يأتي أقوام فلا يجدونه فلا يؤمنون به -
باب ما يستدل به على شرائط الاحصان
(أخبرنا) أبو محمد بن المؤمل ثنا (1) أبو عثمان محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ثنا الأعمش (ح وأنبأ) أبو عبد الله
الحافظ أنبأ عبد الله بن محمد الكعبي ثنا محمد بن أيوب أنبأ أبو بكر بن أبي شيبة ثنا حفص بن غياث وأبو معاوية ووكيع عن
الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم يشهد
أن لا إله إلا الله وانى رسول الله الا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة - وفي رواية
يعلى دم رجل - رواه البخاري في الصحيح عن عمر بن حفص عن أبيه ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن عقيل
عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبي هريرة وزيد بن خالد انهما قالا إن رجلا من الاعراب
اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أنشدك الله الا قضيت في بكتاب الله فقال الآخر وهو أفقه منه نعم
فاقض بيننا بكتاب الله وأذن لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل قال إن ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته وانى
أخبرت ان على ابني الرجم فافتديت منه بمائة شاة ووليدة وسألت أهل العلم فأخبروني ان على ابني جلد مائة وتغريب عام
وان على امرأته الرجم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله الوليدة والغنم رد
عليك وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، اغد يا أنيس على امرأة هذا فان اعترفت فارجمها قال فغدا عليها فاعترفت فأمر بها
رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجمت - رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير هكذا -
(وأخبرنا) أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا ابن ملحان ثنا يحيى بن بكير عن الليث عن ابن شهاب دون ذكر عقيل
(ح وأخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر أحمد بن إبراهيم أنبأ الفضل بن الحباب ثنا أبو الوليد ثنا ليث (ح قال وأخبرنا)
أبو بكر أخبرني إبراهيم بن شريك ثنا أحمد بن يونس ثنا ليث (ح قال وأخبرنا) أبو بكر ثنا الفريابي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا
الليث عن ابن شهاب (ح وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا ابن صالح
وابن بكير وابن رمح ومحمد بن خلاد أن الليث حدثهم قال حدثني ابن شهاب عن عبيد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد
انهما قالا إن رجلا من الاعراب اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروه - رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة
وأبى الوليد ورواه مسلم عن قتيبة ومحمد بن رمح هكذا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنبأ أحمد بن إبراهيم بن ملحان (ح وأخبرنا) علي بن أحمد
ابن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار أنبأ ابن ملحان ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنه قال اتى رجل من المسلمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فناداه فقال



(1) مص - أنبأ
213
يا رسول الله انى زنيت فأعرض عنه فتنحى لقاء وجهه فقال يا رسول الله انى زنيت فأعرض عنه حتى ثنى ذلك أربع
مرات فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبك جنون فقال لا فقال هل أحصنت قال
نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهبوا به فارجموه - قال ابن شهاب وأخبرني من سمع جابر بن عبد الله يقول كنت
فيمن رجمه فرجمناه بالمصلى فلما أذلقته الحجارة هرب فأدركناه في الحرة فرجمناه -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني بشر بن أحمد (بن محمد - 1) ثنا داود بن الحسين بن عقيل ثنا عبد الملك بن شعيب بن
الليث حدثني أبي عن جدي قال حدثني عقيل - فذكر الحديث بمثله - رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير ورواه
مسلم عن عبد الملك بن شعيب -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد الصائغ
ثنا يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي ثنا أبي عن غيلان بن جامع عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال جاء
ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله طهرني فقال ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه قال فرجع
غير بعيد ثم جاء فقال يا رسول الله طهرني فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه قال فرجع
غير بعيد ثم جاء فقال يا رسول الله طهرني فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك حتى إذا كانت الرابعة قال له النبي صلى الله
عليه وسلم مم أطهرك فقال من الزناء فسأل النبي صلى الله عليه وسلم أبه جنون فأخبر أنه ليس بمجنون فقال اشرب خمرا فقام
رجل فاستنكهه فلم يجد منه ريح خمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم أثيب أنت قال نعم فأمر به فرجم فكان الناس فيه فريقين
تقول فرقة لقد هلك ما عز على أسوأ عمله لقد أحاطت به خطيئته وقائل يقول أتوبة (2) أفضل من توبة ما عزل أن جاء إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع يده في يده فقال اقتلني بالحجارة قال فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة ثم جاء النبي صلى الله عليه
وسلم وهم جلوس فسلم ثم قال استغفروا لماعز بن مالك قال فقالوا يغفر الله لماعز بن مالك قال فقال النبي صلى الله عليه
وسلم لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتها قال ثم جاءته امرأة من غامد من الأزد قالت يا رسول الله طهرني قال
ويحك ارجعي فاستغفري الله وتوبى إليه قالت لعلك تريد أن ترددني (3) كما رددت ماعز بن مالك قال وما ذاك قالت انها
حبلى من الزنا فقال أثيب أنت قالت نعم قال إذا لا نرجمك حتى تضعي ما في بطنك قال فكفلها رجل من الأنصار حتى
وضعت فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال قد وضعت الغامدية فقال إذا لا نرجمها وندع ولدها صغيرا ليس له من يرضعه فقام
رجل من الأنصار فقال إلى رضاعه يا نبي الله فرجمها - رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب عن يحيى بن يعلى -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا القعنبي فيما قرأ على مالك
عن نافع عن ابن عمر أنه قال إن اليهود جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا له ان رجلا منهم وامرأة زنيا فقال لهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تجدون في التوراة من شأن الزنا قالوا نفضحهم ويجلدون قال عبد الله بن سلام كذبتم ان
فيها الرجم (4) فأتوا بالتوراة فنشروها فجعل أحدهم يده على آية الرجم وجعل يقرأ ما قبلها وما بعدها فقال له عبد الله
ابن سلام ارفع يدك فرفعها فإذا فيها آية الرجم فقالوا صدق يا محمد فيها آية الرجم فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما
قال عبد الله فرأيت الرجل يحنى (5) على المرأة يقيها الحجارة - رواه البخاري في الصحيح عن ابن أبي أويس وغيره عن مالك
وأخرجه مسلم من وجه آخر عن مالك -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد ثنا إبراهيم بن أبي طالب أنبأ أبو سعيد الأشج (قال وأخبرني) أبو أحمد الحافظ
واللفظ له ثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قالا ثنا كيع وثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن البراء بن



(1) زيادة من ر -
(2) مص - ما توبة
(3) مص - تردني
(4) هامش مص - ص - للرجم
(5) مص - يحنئ هامش ر - حاشية في ص - قال الشيخ هكذا في الرواية والصواب يجنأ يعنى يكب -
214
عازب قال مروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بيهودي قد جلد وحمم وجهه فسأل اليهود من عالمكم فقالوا فلان فأرسل
إليه فجاء فقال ما تجدون حد الزنا في كتابكم فقالوا نجده الرجم ولكن فشا الزنا في اشرافنا فكان الشريف إذا زنى لم يرجم
وإذا زنى السفيه رجم فاصطلحنا على الجلد والتحميم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم به فرجم ثم قال اللهم إني أشهدك انى أول
من أحيا سنة أماتوها - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن نمير وأبى سعيد الأشج -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو الحيري ثنا إبراهيم بن إسحاق ثنا هارون بن عبد الله ثنا حجاج بن محمد قال
قال ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول رجم النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من أسلم ورجلا من
اليهود وامرأته (قال الشيخ) رحمه الله يعنى امرأة من اليهود - رواه مسلم في الصحيح عن هارون بن عبد الله -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا سعيد بن أبي مريم (ح وأنبأ)
أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا سعيد بن أبي مريم أنبأ ابن لهيعة عن عبد الملك
ابن عبد العزيز بن مليل (1) ان أباه اخبره انه سمع عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي يذكر أن اليهود اتوا رسول الله صلى الله
عليه وسلم بيهودي ويهودية زنيا وقد أحصنا فامر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما قال عبد الله بن الحارث فكنت
انا فيمن رجمهما (وروى) هذا اللفظ في حديث محمد بن إسحاق عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن إسماعيل بن إبراهيم
الشيباني عن ابن عباس قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيهودي ويهودية وقد أحصنا فسألوه ان يحكم فيها بينهم فحكم
فيهما بالرجم -
(وهذا فيما أنبأنيه) أبو عبد الله إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن موسى أنبأ جرير عن محمد بن إسحاق -
فذكره (وفي حديث) الزهري سمع رجلا من مزينة يحدث ابن المسيب ان أبا هريرة حدثهم ان أحبار يهود اجتمعوا في
بيت المدراس حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد زنى منهم رجل بعد احصانه بامرأة من اليهود قد أحصنت
فذكر الحديث وهو مذكور في باب حد الذميين -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان أنبأ يحيى بن بكير حدثني الليث
عن عقيل عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن أبا واقد الليثي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم اخبره انه بينا هو عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالجابية جاءه رجل فقال يا أمير المؤمنين ان امرأتي زنت بعبدي
معترفة بذلك قال أبو واقد فدعاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه عاشر عشرة رهط فأرسلنا إلى امرأته وأمرنا ان نسألها عما قال
فجئناها فإذا هي جارية حديثة السن فقلت حين رأيتها تكفتها (2) عما شئت اليوم ثم كلمتها فقلت ان زوجك اتى أمير المؤمنين
فأخبره انك زنيت بعبده فأرسلنا إليك لنشهد على ما تقولين قالت صدق فأمرنا عمر رضي الله عنه فرجمناها بالحجارة -
(أخبرنا) علي بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا معمر بن سليمان (ح وأنبأ) أبو بكر بن الحارث
الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن هارون أبو حامد ثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد ثنا معمر بن سليمان الرقي عن الحجاج
عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه قال استكرهت امرأة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فدرأ عنها الحد وأقامه على
الذي أصابها -
باب من قال من أشرك بالله فليس بمحصن
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ علي بن الفضل بن محمد بن عقيل ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء حدثني



(1) مد - مليك
(2) مص - تكفئها -
215
جويرية عن نافع ان عبد الله بن عمر كان يقول من أشرك بالله فليس بمحصن - هكذا رواه أصحاب نافع عن نافع -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا إبراهيم بن مضارب بن إبراهيم ثنا أبي ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أنبأ عبد العزيز بن محمد
عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشرك بالله فليس بمحصن -
(فأخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه قالا أنبأ علي بن عمر أبو الحسن الدارقطني الحافظ قال لم يرفعه
غير إسحاق ويقال انه رجع عنه والصواب موقوف -
(وأخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا محمد بن منير المطيري قال كتب إلى محمد بن أبي طاهر البلدي ثنا
أبو سلمة أحمد بن أبي نافع (1) ثنا عفيف بن سالم عن سفيان الثوري عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحصن أهل الشرك بالله شيئا (قال أبو أحمد) وروى عن أحمد بن أبي نافع (1) عن معافى
ابن عمران عن الثوري وهو منكر من حديث الثوري عن موسى بن عقبة بهذا الاسناد -
(وأخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ قال وهم عفيف في رفعه والصواب
موقوف من قول ابن عمر قال على ثنا عبد الله بن خشيش ثنا مسلم بن جنادة ثنا وكيع عن سفيان عن موسى بن عقبة عن
عن نافع عن ابن عمر قال من أشرك بالله فليس بمحصن -
(أخبرنا) عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة ثنا أبو الفضل محمد بن عبد الله الكرابيسي أنبأ أبو الفضل أحمد بن نجدة ثنا سعيد
ابن منصور ثنا عيسى بن يونس ثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني عن علي بن أبي طلحة عن كعب بن مالك انه أراد
ان يتزوج يهودية أو نصرانية فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهاه عنها وقال إنها لا تحصنك -
(أخبرنا) عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه قالا قال أبو الحسن الدارقطني الحافظ أبو بكر بن أبي مريم ضعيف
وعلي بن أبي طلحة لم يدرك كعبا (قال الشيخ) رحمه الله ورواه أيضا بقية بن الوليد عن أبي سبأ عتبة بن تميم عن علي بن أبي
طلحة عن كعب وهو منقطع (2) -
باب ما جاء في الأمة تحصن الحر
(أخبرنا) أبو حامد أحمد بن علي بن أحمد الإسفرائني بها أنبأ زاهر بن أحمد ثنا أبو بكر بن زياد النيسابوري ثنا الرمادي
ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال سأل عبد الملك بن مروان عبد الله بن عتبة عن
الأمة هل تحصن الحر قال نعم قال عمن تروى هذا قال أدركنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون ذلك -
(وأخبرنا) أبو حامد أحمد بن علي الحافظ أنبأ زاهر بن أحمد ثنا أبو بكر بن زياد ثنا يونس هو ابن عبد الاعلى ثنا (3) ابن
وهب أخبرني يونس عن أبن شهاب انه سمع عبد الملك يسأل عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود هل تحصن الأمة الحر فقال
نعم فقال عبد الملك عمن تروى هذا فقال أدركنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون ذلك (قال الإمام أحمد) بلغني
عن محمد بن يحيى أنه قال وجدت الأوزاعي قد تابع يونسا فهما إذا أولى (ورواه) عن عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي -



(1) مص - ابن أبي رافع
(2) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في التسعين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد
(3) مص - أنبأ -
216
باب ما جاء فيمن تزوج امرأة ولم يمسها ثم زنى
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر قال قرأت على شعيب بن الليث أخبرك أبوك
عن بكير عن عبد الجبار بن منظور بن زيان عن سعيد بن المسيب انه سئل عن رجل تزوج امرأة ولم يمسها ثم زنى فقال
سعيد السنة فيه ان يجلد ولا يرجم -
(أخبرنا) أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ببغداد أنبأ الحسين بن يحيى بن عياش القطان ثنا أبو الأشعث ثنا عبد الوهاب
الثقفي عن داود بن أبي هند عم سماك بن حرب عن رجل من بنى عجل قال جئت مع علي رضي الله عنه بصفين فإذا رجل
في زرع ينادى انى قد أصبت فاحشة فأقيموا على الحد فرفعته إلى علي رضي الله عنه فقال له علي رضي الله عنه هل تزوجت
قال نعم قال فدخلت بها قال لا قال فجلده مائة وأغرمه نصف الصداق وفرق بينهما -
(وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن مطر وأبو الحسن السراج قالا أنبأ محمد بن يحيى بن سليمان المروزي ثنا عاصم
ابن علي ثنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت حنش بن المعتمر قال تزوج رجل منا امرأة فزنى قبل ان يدخل بها فأقام
علي رضي الله عنه عليه الحد فقال إن المرأة لا ترضى أن تكون عنده ففرق بينهما علي رضي الله عنه (قال الشيخ) رحمه الله
اما التفريق بينهما بالزنا حكما فلا نقول به لما ذكرنا في كتاب النكاح من الحجج ويحتمل أن يكون علي رضي الله عنه فرق
بينهما برضاه بالتفريق والله أعلم -
(أخبرنا) أبو الحسن الرفاء البغدادي أنبأ عثمان بن محمد بن بشر ثنا إسماعيل القاضي ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا ابن أبي الزناد
عن أبيه عن الفقهاء من أهل المدينة كانوا يقولون من تزوج ممن لم يكن أحصن قبل ذلك فزنى قبل ان يدخل بامرأته فلا
رجم عليه والمرأة مثل ذلك فان دخل بامرأته ساعة من ليل أو نهار أو أكثر فزنى بعد ذلك فعليه الرجم والمرأة مثل ذلك
والإماء أمهات الأولاد يوجبن الرجم (1) -
باب من جلد في الزنا ثم علم باحصانه
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عبد الله
ابن وهب ثنا ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلد رجلا في الزنا مائة فأخبر أنه كان
كان أحصن فأمر به فرجم -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم ثنا أبو عاصم (ح وأنبأ) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر
ابن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البزاز أبنأ أبو عاصم عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر أن رجلا
زنى بامرأة فلم يعلم باحصانه فجلد ثم علم باحصانه فرجم - هذا لفظ حديث البزاز وفي رواية أبى مسلم قال عن جابر في
رجل زنى ثم جلد ثم علم باحصانه قال يرجم -
باب المرجوم يغسل ويصلى عليه ثم يدفن
(حدثنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا
هشام عن يحيى بن أبي كثير أن أبا قلابة حدثه عن أبي المهلب عن عمران بن حصين ان امرأة من جهينة أتت النبي صلى الله عليه
وسلم وهي حبلى من الزنا فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وليها ان يحسن إليها فإذا وضعت حملها فائتني بها ففعل فأمر بها



(1) هامش ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في الثاني والثلاثين ولله الحمد - وفي هامش مص وغيرها -
آخر الجزء الخامس والخمسين بعد المائة من الأصل -
217
فشكت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال له عمر رضي الله عنه يا رسول الله أتصلى عليها وقد زنت فقال لقد
تابت توبة لو قسمت بين أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت شيئا أفضل من أن جادت بنفسها -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن صالح بن هانئ ثنا أبو علي القباني ثنا عبيد الله بن سعيد ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي
- فذكره باسناد ومعناه الا أنه قال لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت أفضل من أن جادت
بنفسها لله عز وجل - رواه مسلم في الصحيح عن أبي غسان عن معاذ -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا معاذ بن نجدة ثنا خلاد بن يحيى ثنا بشير بن المهاجر ثنا عبد الله بن
بريدة عن أبيه في قصة الغامدية ورجمها وسب خالد بن الوليد إياها قال فسمع نبي الله صلى الله عليه وسلم سبه إياها فقال مهلا
يا خالد بن الوليد لا تسبها فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له فأمر بها فصل عليها ودفنت - أخرجه
مسلم في الصحيح من حديث بشير بن المهاجر -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا حرمي
ابن حفص ثنا محمد بن عبد الله بن علاثة ثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز أن خالد بن اللجلاج حدثه ان أباه اللجاج
اخبره انه كان قاعدا يعمل في السوق فمرت امرأة تحمل صبيا (1) فثار الناس وثرت فيمن ثار فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه
وسلم أظنه قال فقال من أبو هذا معك قال فسكتت قال فقال شاب حذاء ها انا أبوه يا رسول الله قال فأقبل عليها فقال من أبو هذا
معك قال فسكتت قال فقال الفتى يا رسول الله انها حديثة السن حديثة عهد نجزية وليست مكلمتك فانا أبوه يا رسول الله
قال فنظر إلى بعض من حوله كأنه يسألهم عنه فقالوا ما علمنا الا خيرا أو نحو ذا فقال أحصنت قال نعم قال فأمر به فرجم قال
فخرجنا به فحفرنا له حتى امكنا ثم رميناه بالحجارة حتى هدأ ثم انصرفنا إلى مجالسنا قال فبينا نحن كذلك إذ جاء شيخ يسأل عن
المرجوم فقمنا إليه فأخذنا بتلابيبه فانطلقنا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا إن هذا جاء يسأل عن الخبيث فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم مه لهو أطيب عند الله من ريح المسك قال فانصرفنا مع الشيخ فإذا هو أبوه فأتينا إليه فأعناه على غسله
وتكفينه ودفنه قال ولا أدرى قال والصلاة عليه أم لا (وروينا) عن أبي بكر ان النبي صلى الله عليه وسلم رجم امرأة فلما
طفئت أخرجها فصلى عليها -
(واما ماعز بن مالك ففيما أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أبنأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا احمد
ابن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله ان رجلا من أسلم جاء إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فأعترف بالزنا فأعرض عنه ثم اعترف فأعرض عنه حتى شهد على نفسه أربع مرات فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم أبك جنون قال لا قال أحصنت قال نعم فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فرجم بالمصلى فلما أذلقته
الحجارة فر فأدرك فرجم حتى مات فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ولم يصل عليه - رواه مسلم في الصحيح
عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق الا انه لم يسق متن الحديث وساقه غيره عن إسحاق وقال فلم يصل عليه رسول الله
صلى الله عليه وسلم - وكذلك رواه أصحاب عبد الرزاق عنه - ورواه البخاري عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق وقال
فيه فصلى عليه وهو خطأ قال البخاري ولم يقل يونس وابن جرير عن الزهري فصلى عليه -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ سليمان بن أحمد الطبراني ثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا
معاوية بن هشام ثنا سفيان عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال جاء ما عز بن مالك فاعترف عند
النبي صلى الله عليه وسلم بالزنا ثلاث مرات فسأل عنه النبي صلى الله عليه وسلم ثم أمر به فرجم فرميناه بالخزف والجندل
والعظام وما حفرنا له ولا أوثقناه فمضى يشتد إلى الحرة واتبعناه فقام لنا فرميناه حتى سكن فما استغفر له النبي صلى الله عليه
وسلم ولا سبه - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة



(1) مص - يعتمل
(2) مص - شيئا -
218
(فهكذا في) هذه الرواية وقد روينا في حديث سليمان بن بريدة عن أبيه ما دل على أن النبي صلى الله عليه وسلم ان لم يستغفر
لما عز بن مالك في الحال أمرهم بالاستغفار له بعد يومين أو ثلاثة (وروينا) في حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي
صلى الله عليه وسلم في قصة الغامدية انه أمر بها فصلى عليها ودفنت وقصة الغامدية بعد قصة ماعز ففي قصة الغامدية انها قالت
يا نبي الله لم تردني فلعلك ان تردني كما رددت ما عزا فوالله انى لحبلى - (1)
باب من أجاز أن لا يحضر الامام المرجومين ولا الشهود
(قال الشافعي رحمه الله) أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجم ماعز ولم يحضره وامر أنيسا ان يأتي امرأة فان اعترفت
رجمها ولم يقل اعلمني لأحضرها -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قال أبو عبد الله أخبرني وقال أبو سعيد ثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله
المزني ثنا علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب
ان أبا هريرة قال اتى رجل من أسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فناداه فقال يا رسول الله ان الاخر زنى
يعنى نفسه فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنحى لشق وجهه الذي اعرض قبله فقال يا رسول الله ان الاخر
زنى فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنحى لشق وجهه الذي اعرض قبله فقال يا رسول الله ان الاخر زنى
فاعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنحى الرابعة فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال هل بك جنون فقال لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهبوا به فارجموه وكان قد أحصن - قال الزهري فأخبرني
من سمع جابر بن عبد الله الأنصاري قال كنت فيمن رجمه فرجمناه بالمصلى بالمدينة فلما أذلقته الحجارة جمز حتى أدركناه بالحرة
فرجمناه حتى مات - رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان ورواه مسلم عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي عن أبي
اليمان -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ثنا محمد بن الحسن بن كيسان ثنا أبو حذيفة (ح قال
وأخبرنا) سليمان ثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يحيى بن آدم قالا ثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن يزيد بن نعيم
يعنى ابن هزال الأسلمي عن أبيه قال جاء ما عز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى زنيت فأقم في كتاب الله
فأعرض عنه ثم قال إني زنيت فأقم في كتاب الله فأعرض عنه حتى ذكر أربع مرات فقال اذهبوا به فارجموه فلما مسته
الحجارة جزع فاشتد فخرج عبد الله بن أنيس من باديته (2) فرماه بوظيف حمار فصرعه ورماه الناس حتى قتلوه فذكر للنبي
صلى الله عليه وسلم فراره فقال هلا تركتموه فلعله يتوب فيتوب الله عليه يا هزال لو سترته بثوبك كان خيرا لك مما صنعت
وقال غيره في هذا الحديث عن يزيد بن نعيم بوظيف بعير وقال بعضهم بلحى بعير -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا سعدان بن نصر قال قرئ هذا الحديث على
سفيان وانا حاضر (ح وأنبأ) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان أنبأ
الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد الجبني وأبي هريرة وشبل قالوا كنا عند النبي صلى الله عليه
وسلم فقام إليه رجل فقال يا رسول الله أنشدك الله (3) الا قضيت بيننا بكتاب الله فقال خصمه وكان أفقه منه فقال أجل
يا رسول الله اقض بيننا بكتاب الله وأذن فلا قال قل قال إن ابني كان عسيفا على هذا وانه زنى بامرأته فأخبرت ان على
ابني الرجم فافتديت منه بمائة شاة وخادم ثم سألت رجالا من أهل العلم فأخبروني ان على ابني جلد مائة وتغريب عام وان
على امرأة هذا الرجم فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله المائة شاة والخادم رد عليك
وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام واغديا أنيس على امرأة هذا فان اعترفت فارجمها قال فغدا عليها فاعترفت فرجمها - قال



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الحادي والتسعين بعد خمس المائة ولله الحمد
(2) مص - من ناديه
(3) مص - بالله -
219
الحميدي قال سفيان وأنيس رجل من أسلم هذا لفظ حديث الحميدي - رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله
وغيره عن سفيان دون ذكر شبل -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ
الشافعي أنبأ مالك عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار عن أبي واقد الليثي ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه اتاه رجل
وهو بالشام فذكر له انه وجد مع امرأته رجلا فبعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبا واقد الليثي إلى امرأته يسألها عن
ذلك فأتاها وعندها نسوة حولها فذكر لها الذي قال زوجها لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وأخبرها انها لا تؤخذ بقوله
وجعل يلقنها أشباه ذلك لتنزع فأبت ان تنزع وثبتت على الاعتراف فأمر بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه فرجمت (قال
الشافعي) في الكتاب ولم يقل اعلمني أحضرها ولقد أمر عثمان بن عفان رضي الله عنه برجم امرأة فرجمت وما حضرها -
(أخبرناه) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك انه بلغه ان عثمان بن عفان
رضي الله عنه اتى بامرأة - فذكر الحديث في امره برجمها وانه أمر بردها فوجدت قد رجمت -
باب من اعتبر حضور الامام والشهود وبداية الامام بالرجم
إذا ثبت الزنا باعتراف المرجوم وبداية الشهود به إذا ثبت بشهادتهم
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو الجواب ثنا عمار هو ابن رزيق
عن أبي حصين عن الشعبي قال اتى علي رضي الله عنه بشراحة الهمدانية قد فجرت فردها حتى ولدت فلما ولدت قال ائتوني
بأقرب النساء منها فأعطاها ولدها ثم جلدها ورجمها ثم قال جلدتها بكتاب الله ورجمتها بالسنة ثم قال أيما امرأة نعى عليها
ولدها أو كان اعتراف فالامام أول من يرجم ثم الناس فان نعاها الشهود فالشهود أول من يرجم ثم الامام ثم الناس -
(وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون
أنبأ الأجلح عن الشعبي قال جئ بشراحة الهمدانية إلى علي رضي الله عنه فقال لها ويلك لعل رجلا وقع عليك وأنت نائمة
قالت لا قال لعلك استكرهك قالت لا قال لعل زوجك من عدونا هذا اتاك فأنت تكرهين ان تدلى عليه يلقنها لعلها تقول
نعم قال فأمر بها فحبست فلما وضعت ما في بطنها أخرجها يوم الخميس فضربها مائة وحفر لها يوم الجمعة في الرحبة وأحاط
الناس بها واخذوا الحجارة فقال ليس هكذا الرجم إذا يصيب بعضكم بعضا صفوا كصف الصلاة صفا خلف صف ثم قال
أيها الناس أيما امرأة جئ بها وبها حبل يعنى أو اعترفت فالامام أول من يرجم ثم الناس وأيما امرأة جئ بها أو رجل زان
فشهد عليه أربعة بالزنا فالشهود أول من يرجم ثم الامام ثم الناس ثم رجمها ثم أمرهم فرجم صف ثم صف ثم قال افعلوا بها
ما تفعلون بموتاكم (قال الشيخ) رحمه الله قد ذكرنا ان جلد الثيب صار منسوخا وان الامر صار إلى الرجم فقط -
باب ما جاء في حفر المرجوم والمرجومة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي (ح قال وأخبرني) أبو الوليد ثنا

220
أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا سريج بن يونس قالا ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ثنا داود بن أبي هند عن أبي نضرة
عن أبي سعيد قال لما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم ان نرجم ما عز بن مالك خرجنا به إلى البقيع فوالله ما حفرنا له ولا
أوثقناه ولكنه قام لنا فرميناه بالعظام والخزف فاشتكى فخرج يشتد حتى انتصب لنافي عرض الحرة فرميناه بجلاميد الجندل
حتى سكت - لفظ حديث أحمد بن حنبل - رواه مسلم في الصحيح عن سريج بن يونس (كذا رواه) أبو سعيد الخدري -
(وقد أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا معاذ بن نجدة (ح وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو محمد
أحمد بن إسحاق بن شيبان البغدادي بهراة أنبأ معاذ بن نجدة ثنا خلاد بن يحيى ثنا بشير بن مهاجر حدثني عبد الله بن بريدة عن
أبيه قال كنت جالسا عند نبي الله صلى الله عليه وسلم فجاء ماعز بن مالك الأسلمي فقال يا نبي الله انى زنيت وانى أريد أن
تطهرني فقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم ارجع فلما كان من الغد أتاه أيضا فاعترف عنده بالزنا فقال يا نبي الله طهرني فقال
له نبي الله صلى الله عليه وسلم ارجع ثم ارسل إلى قومه فسألهم عنه فقال هل تعلمون ماعز بن مالك هل ترون به بأسا
أو تنكرون من عقله شيئا قالوا يا نبي الله ما نرى به بأسا ولا ننكر من عقله شيئا فأتاه من الغد الثالثة فقال يا نبي الله طهرني
فأنى قد زنيت قال فأرسل نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه فسألهم عنه كما سألهم في المرة الأولى فقالوا يا رسول الله
ما ننكر من عقله شيئا ولا نرى به بأسا فأمر نبي الله صلى الله عليه وسلم فحفر له حفرة فجعل فيها إلى صدره ثم أمر الناس ان
يرجموه (وعن أبيه) قال كنت جالسا عند نبي الله صلى الله عليه وسلم فجاءته امرأة من غامد فقالت يا نبي الله طهرني فانى
قد زنيت فقال لها نبي الله صلى الله عليه وسلم ارجعي فلما كان من الغد أيضا اعترفت عنده بالزنا فقالت يا رسول الله طهرني فلعلك ان ترددني (1) كما رددت ابن مالك الأسلمي فوالله انى لحبلى فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ارجعي حتى تلدي فلما
ولدته جاءته بالصبي تحمله في خرقة قالت يا نبي الله هذا قد ولدت فقال لها نبي الله صلى الله عليه وسلم اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه
فلما فطمته جاءت بالصبي في يده كسرة خبز فقالت يا نبي الله هذا قد فطمته هذا هو يأكل فأمر نبي الله صلى الله عليه وسلم
بدفعه إلى رجل من المسلمين ثم أمر بها فحفر لها حفرة فجعلت فيها إلى صدرها ثم أمر الناس ان يرجموها فأقبل خالد بن الوليد
يعنى بحجر فرمى رأسها فتنضخ على وجنة خالد فسبها فسمع نبي الله صلى الله عليه وسلم سبه إياها فقال مهلا يا خالد بن الوليد
لا تسبها فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له فأمر بها فصلى عليها ودفنت - أخرجه مسلم في
الصحيح من حديث ابن نمير عن بشير بن مهاجر - وفي هذا الحديث اثبات الحفر للرجل والمرأة جميعا (وروينا) في
حديث اللجلاج في قصة الشاب المحصن الذي اعترف بالزنا قال فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم يرجم قال فخرجنا به فحفرنا
له حتى امكنا ثم رميناه بالحجارة حتى هدأ (وروينا) في حديث عمران بن حصين في قصة الجهنية فشكت عليها ثيابها وفي
رواية فشدت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا وكيع بن الجراح عن زكريا
أبى عمران قال سمعت شيخا يحدث عن ابن أبي بكرة عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم رجم امرأة فحفر لها إلى الثندوة -
قال أبو داود حدثت عن عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا زكريا بن سليمان باسناده نحوه زاد ثم رماها بحصاة مثل الحمصة
ثم قال ارموا واتقوا الوجه فلما طفئت أخرجها فصلى عليها وقال في التوبة نحو حديث بريدة (2) -
باب ما جاء في نفى البكر
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا ابن أبي قماش ثنا عمرو بن عون عن هشيم (ح وأنبأ)



(1) مد - تردني
(2) هامش ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في الثالث والثلاثين ولله الحمد -
221
أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا محمد بن نصر الامام ثنا يحيى بن يحى أنبأ هشيم عن منصور عن الحسن عن خطان
ابن عبد الله عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا عنى قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد
مائة ونفى سنة والثيب بالثيب جلد مائة والرجم - هذا حديث يحيى وفي رواية عمرو وتغريب عام - رواه مسلم في
الصحيح عن يحيى بن يحيى -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله
ابن عبد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني وشبل قالوا كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام إليه رجل فقال أنشدك
الله الا قضيت بيننا بكتاب الله وأذن لي (1) قال قل قال إن ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته فافتديت منه بمائة شاة وخادم
ثم سألت رجالا من أهل العلم فأخبروني ان عليه جلد مائة وتغريب عام وان على امرأة هذا الرجم فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله عز وجل المائة شاة والخادم رد عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب
عام واغد يا أنيس على امرأة هذا فان اعترفت فارجمها فغدا عليها فاعترفت فرجمها - قال سفيان وأنيس رجل من أسلم -
رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله وغيره عن سفيان دون ذكر شبل والحفاظ يرونه خطأ في هذا الحديث -
(وقد أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس قال سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول سمعت
علي بن عبد الله ابن المديني يقول في هذا الحديث قلت لسفيان ان بعضهم يجعله عن واحد قال لكني أحدثك عن الزهري قال
ثنا عبيد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد وشبل كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم قال على قال سفيان هذا حفظناه من في
الزهري ولعمري لقد أتقناه اتقانا حسنا (قال الشيخ) رحمه الله كذا قال ابن عيينة - واما الباقون من أصحاب الزهري
نحو مالك بن انس وصالح بن كيسان وعقيل بن خالد وشعيب بن أبي حمزة ومعمر بن راشد ويونس بن يزيد والليث بن
سعد وغيرهم فلم يذكروا فيه شبلا فالله اعلم (2) -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة (ح وحدثنا)
أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي املاء أنبأ عبد الله بن محمد بن الحسن الشرقي ثنا محمد بن يحيى الذهلي ثنا عبد الرحمن
ابن مهدي ثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن زيد بن خالد الجهني قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر فيمن زنى ولم يحصن بجلد مائة وتغريب عام - لفظ حديث عبد الرحمن وفي رواية
الطيالسي شهدته قضى فيمن زنى - رواه البخاري في الصحيح عن مالك بن إسماعيل عن عبد العزيز وزاد في آخره قال
ابن شهاب وأخبرني عروة ان عمر رضي الله عنه غرب ثم لم تزل تلك السنة -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار أنبأ ابن ملحان ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن عقيل عن
ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال فيمن زنى ولم يحصن ينفى عاما
من المدينة مع إقامة الحد عليه قال ابن شهاب وكان عمر رضي الله عنه ينفى من المدينة إلى البصرة والى خيبر - رواه البخاري
في الصحيح عن يحيى بن بكير -
(أخبرنا) أبو الحسن بن أبي المعروف الفقيه أنبأ أبو سهل الإسفرائني أنبأ أبو جعفر أحمد بن الحسين الحذاء ثنا علي بن عبد الله



(1) كذا في النسخ لم يذكر فيه ما قال زوج المرأة - ح
(2) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الثاني والتسعين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد -
222
المديني ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ثنا محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر قال بينما أبو بكر رضي الله عنه في المسجد جاءه
رجل فلاث عليه بلوث من كلام وهو دهش فقال أبو بكر لعمر رضي الله عنه قم إليه فانظر في شأنه فان له شأنا فقام إليه
عمر رضي الله عنه قال إنه ضافه ضيف فوقع بابنته فصك عمر رضي الله عنه في صدره وقال قبحك الله ألا سترت على ابنتك قال
فأمر بهما أبو بكر رضي الله عنه فضربا الحد ثم تزوج أحدهما من الآخر وأمر بهما فغربا عاما أو حولا (قال على) هكذا
رواه محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر وخالفه عبيد الله بن عمر في اسناده ولفظه (قال على) ثنا يحيى بن سعيد ثنا عبد الله
أخبرني نافع عن صفية قال على وهي صفية بنت أبي عبيد أن رجلا أضاف رجلا فافتض أخته فجاء أخوها إلى أبى بكر الصديق
رضي الله عنه فذكر ذلك له فأرسل إليه فأقربه فقال أبكر أم ثيب قال بكر فجلده مائة ونفاه إلى فدك قال ثم إن الرجل
تزوج المرأة بعد قال ثم قتل الرجل يوم اليمامة (قال احمد) وبمعناه - رواه مالك وغيره عن نافع في النفي -
(أخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا ابن بكير ثنا مالك عن نافع عن صفية
بنت أبي عبيد أنها أخبرته ان أبا بكر الصديق رضي الله عنه اتى برجل وقع على جارية بكر فأحبلها ثم اعترف على نفسه انه
زنى ولم يكن أحصن فأمر به أبو بكر رضي الله عنه فجلد الحد ثم نفى إلى فدك (ورواه) شعيب بن أبي حمزة عن نافع قال
أخبرتني صفية بنت أبي عبيد عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه انه جلده ونفاه عاما -
(أخبرناه) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل الصفار ثنا عبد الكريم بن الهيثم ثنا أبو اليمان ثنا شعيب قال قال نافع - فذكره
(ورواه) عبد الله بن إدريس عن عبيد الله بن عمر -
(كما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا أبو كريب (ح وأخبرنا) أبو جعفر محمد بن
أحمد بن جعفر القرميسيني بها أنبأ أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان البغدادي ثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن البهلول القاضي
املاء قال قرئ على أبى كريب وانا أسمع حدثكم عبد الله بن إدريس عن عبيد الله هو ابن عمر عن نافع عن ابن عمر أن النبي
صلى الله عليه وسلم ضرب وغرب وان أبا بكر رضي الله عنه ضرب وغرب وان عمر رضي الله عنه ضرب وغرب
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا أبو سعيد الأشج ثنا عبد الله بن إدريس قال
سمعت عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن أبا بكر رضي الله عنه ضرب وغرب وان عمر رضي الله عنه ضرب وغرب
(أخبرنا) أبو حازم العبدوي الحافظ أنبأ أبو الفضل الكرابيسي أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم ثنا الشيباني
عن الشعبي ان عليا رضي الله عنه جلد ونفى من البصرة إلى الكوفة أو قال من الكوفة إلى البصرة
(أخبرنا) أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان الغدادي أنبأ حمزة بن محمد بن العباس ثنا العباس بن محمد ثنا أبو سلمة
ثنا أبو عوانة ثنا فراس عن عامر عن مسروق عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال البكران يجلدان وينفيان والثيبان يرجمان
باب ما جاء في نفى المخنثين
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن هشام بن عروة
عن أبيه عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة قالت كان عندي مخنث فقال لعبد الله اخى ان فتح الله عليكم غدا الطائف فانى
أدلك على ابنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله فقال لا يدخلن هؤلاء عليكم

223
أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من أوجه عن هشام
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا هشام بن عروة
عن أبيه عن زينب بنت أبي سلمة عن أمها أم سلمة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي مخنث فسمعه
يقول لعبد الله بن أبي أمية يا عبد الله أرأيت ان فتح الله عليكم الطائف غدا فعليك بابنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان
قالت فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخلن هؤلاء عليكم قال سفيان قال ابن أبي نجيح واسمه هيت رواه البخاري في
الصحيح عن الحميدي (1)
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أخبرنا الحسين بن صفوان ثنا عبد الله بن أبي الدنيا ثنا الحسن بن حماد الضبي ثنا
عبدة عن محمد بن إسحاق عن يزيد عن موسى بن عبد الرحمن بن عياش بن أبي ربيعة قال كان المخنثون على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثلاثة ماتع وهدم وهيت وكان ماتع لفاختة بنت عمرو بن عائذ خالة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان يغشى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم ويدخل عليهن حتى إذا حاصر الطائف سمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يقول لخالد بن الوليد إن افتتحت الطائف غدا فلاتنفلتن منك بادية (2) بنت غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أرى هذا الخبيث يفطن لهذا لا يدخل عليكن بعد هذا لنسائه قال ثم اقبل رسول الله صلى الله
عليه وسلم قافلا حتى إذا كان بذى الحليفة قال لا يدخلن المدينة ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فكلم فيه وقيل
له انه مسكين ولا بدله من شئ فجعل له رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما في كل سبت يدخل فيسأل ثم يرجع إلى منزله
فلم يزل كذلك عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعلى عهد عمر رضي الله عنهما ونفى رسول الله صلى الله عليه وسلم
صاحبيه معه هدم والآخر هيت
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا هشام
الدستوائي ثنا يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن أبن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم لعن المخنثين من الرجال وللمترجلات
من النساء وقال أخرجوهم من بيوتكم وأخرجوا فلانا وفلانا يعنى المخنثين رواه البخاري في الصحيح عن مسلم بن
إبراهيم
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن
يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أخرجوا المخنثين من بيوتكم فأخرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم مخنثا وانعرج عمر رضي الله عنه مخنثا (قال وأخبرنا) معمر عن أيوب عن عكرمة قال أمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم برجل من المخنثين فأخرج عن المدينة وامر أبو بكر رضي الله عنه برجل منهم فأخرج أيضا
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو علي الرفاء أنبأ علي بن عبد العزيز ثنا الحسن بن الربيع ثنا أبو أسامة (ح وأخبرنا) أبو علي
الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا هارون بن عبد الله ومحمد بن العلاء ان أبا أسامة سأخبرهم عن مفضل بن
يونس عن الأوزاعي عن أبي يسار القرشي عن أبي هاشم عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم اتى
بمخنث قد خضب يديه ورجليه بالحناء فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما بال هذا فقيل يا رسول الله يتشبه بالنساء فأمر به فنفى
إلى النقيع قالوا يا رسول الله ألا نقتله قال إني نهيت عن قتل المصلين قال أبو أسامة والنقيع ناحية عن المدينة وليس بالبقيع
باب إقامة الحد على من اعترف بالزنا مرة وثبت عليها
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد المزني أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عين الزهري أخبرني



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الثالث والتسعين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد
(2) هامش ر - قلت الذي احفظه باذنه بالنون وحكى صاحب المطالع ذلك ثم حكى عن بعضهم الياء والله أعلم -
224
عبيد الله بن عبد الله ان أبا هريرة قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قام إليه رجل من الاعراب فقال يا رسول الله
اقض لي بكتاب الله فقام خصمه فقال صدق يا رسول الله اقضي له بكتاب الله وائذن لي فقال له رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال فقال إن ابني كان عسيفا على هذا والعسيف الأجير فزنى بامرأته فأخبروني ان على ابني الرجم فافتديت منه
بمائة من الغنم ووليدة ثم سألت أهل العلم فأخبروني ان على امرأته الرجم وإنما على ابني جلد مائة وتغريب عام فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم والذي نفس بيده لأقضين بينكما بكتاب الله اما الوليدة والغنم فردوها واما ابنك فعليه جلد مائة وتغريب
عام واما أنت يا أنيس لرجل من أسلم فاغد على امرأة هذا فان اعترفت فارجمها فغدا عليها أنيس فاعترفت فرجمها رواه
البخاري في الصحيح عن أبي اليمان وأخرجاه من أوجه اخر عن الزهري عن عبيد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا هشام ثنا يحيى عن أبي
قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين ان امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إنها زنت وهي حبلى فدعا
النبي صلى الله عليه وسلم وليها فقال أحسن إليها فإذا وضعت فجئ بها فلما ان وضعت جاءت فأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم
فشدت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم أمرهم فصلوا عليها ثم دفنوها فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا رسول الله تصلى
عليها وقد زنت فقال والذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت أفضل
من أن جادت بنفسها أخرجه مسلم في الصحيح من حديث هشام الدستوائي كما مضى
باب من قال لا يقام عليه الحد حتى يعترف أربع مرات
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر محمد بن محمد عبد الله البغدادي أنبأ هاشم بن يونس ثنا أبو صالح حدثني الليث
حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن ابن المسيب وأبى سلمة ان أبا هريرة قال اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
رجل من الناس وهو في المسجد فناده يا رسول الله انى زنيت يريد نفسه فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم فتنحى لشق
وجهه الذي اعرض قبله (1) فقال يا رسول الله انى زينت فأعرض عنه فجاء لشق وجه النبي صلى الله عليه وسلم الذي اعرض
عنه فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبك جنون فقال لا يا رسول الله فقال أحصنت قال
نعم يا رسول الله قال اذهبوا فارجموه قال ابن شهاب أخبرني من سمع جابرا قال فكنت فيمن رجمه فرجمناه بالمصلى فلما
أذلقته الحجارة جمز حتى أدركناه بالحرة فرجمناه رواه البخاري في الصحيح عن سعيد بن عفير عن الليث وأشار إليه
أيضا مسلم بن الحجاج
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ الحسن بن محمد بن حليم المروزي أنبأ أبو الموجه أنبأ عبدان أنبأ عبد الله أنبأ يونس عن
ابن شهاب الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله الأنصاري ان رجلا من أسلم اتى النبي صلى الله عليه
وسلم فحدثه انه قد زنى وشهد على نفسه أربع شهادات فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجم وكان قد أحصن رواه
البخاري في الصحيح عن محمد بن مقاتل عن عبد الله
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أبنأ عبد الرزاق أنبأ ابن جريج
أخبرني الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان رجلا من أسلم شهد
عنده بالزنا على نفسه أربع مرات فأمر به فرجم وكان قد أحصن قال زعموا انه ماعز رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق
بن إبراهيم (قال الشافعي) رحمه الله إنما كان ذلك في أول الاسلام لجهالة الناس بما عليهم الا ترى ان رسول الله صلى الله عليه



(1) قبله عنه -
225
وسلم يقول في المعرف أيشتكى أبه جنة لا يرى أن أحدا ستر الله عليه يقر بذنبه الا وهو يجهل حده أو لا تر ان النبي صلى الله
عليه وسلم قال اغد يا أنيس على امرأة هذا فان اعترفت فارجمها ولم يذكر عدد الاعتراف وامر عمر رضي الله عنه أبا واقد الليثي
بمثل ذلك ولم يأمره بعدد اعتراف قال الشيخ رحمه الله وهذا الذي ذكره الشافعي رحمه الله بين فيما مضى
(وفيما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي
حدثني أبي عن غيلان بن جامع عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال يا رسول الله طهرني فقال ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه قال فرجع غير بعيد ثم جاء فقال يا رسول الله
طهرني فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه فقال فرجع غير بعيد ثم جاء فقال يا رسول الله
طهرني فقال رسول الله صلى الله وسلم مثل ذلك حتى إذا كانت الرابعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مم أطهرك
فقال من الزنا فسأل النبي صلى الله عليه وسلم أبه جنون فأخبر انه ليس بمجنون فقال أشربت خمرا فقام رجل فاستنكهه فلم يجد
منه ريح خمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم أثيب أنت قال نعم فأمر به فرجم ثم ذكر الحديث في التوبة كما مضى قال ثم
جاءته امرأة من غامد من الأزد فقالت يا رسول الله طهرني فقال ويحك ارجعي فاستغفري الله وتوبى إليه فقالت لعلك
تريد أن ترددني كما رددت ماعز بن مالك قال وما ذلك قالت انها حبلى من الزنا فقال أثيب أنت قالت نعم قال إذا
لا نرجمك حتى تضعي ما في بطنك وذكر الحديث رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب عن يحيى بن يعلى
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا سليمان بن حرب ثنا جرير بن حازم عن
يعلى بن حكيم عن عكرمة عن ابن عباس ان ماعزا لما اتى النبي صلى الله عليه وسلم قال له ويحك لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت
فقال لا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم فعلت كذا وكذا لا يكنى قال نعم قال فعند ذلك أمر برجمه
(وأخبرنا) أبو عمر والأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا إبراهيم بن يعقوب ثنا وهب بن جرير ثنا أبي بهذا غير أنه قال أفنكتها قال نعم رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد عن وهب بن جرير
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه بالطابران ثنا محمد بن نصر الامام حدثني أبو كامل الجحدري ثنا
أبو عوانة عن سماك عن جابر بن سمرة قال رأيت ماعز بن مالك حين جئ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجل قصير أعضل
ليس عليه رداء فشهد على نفسه أربع شهادات انه قد زنى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعلك قال لا والله قد زنى



(1) مص وهامش ر - الاعتراف - وبهامش مص - ص - اعتراف
226
الاخر فرجم (1) ثم خطب فقال الا كلما نفرنا في سبيل الله خلف أحدهم له نبيب كنبيب التيس ألا وانى لا أوتي بأحدهم (3)
ألا جعلته نكالا - رواه مسلم في الصحيح عن أبي كامل - وقوله له يعد الرابعة فلعلك دليل على أنه لم يكن فسر اقراره
فيما مضى بما لا يحتمل غير الزنا -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو الحيري ثنا عبد الله بن محمد ثنا إسحاق ومحمد بن المثنى عن عبد الاعلى ثنا داود
عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن رجلا من أسلم يقال له ما عز بن مالك اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني أصبت
فاحشة فأقمه على فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارا ثم سأل قومه فقالوا ما نعلم به بأسا الا انه أصاب شيئا يرى أن
لا يخرجه منه الا ان يقام فيه الحد قال فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرنا ان نرجمه قال فانطلقنا إلى بقيع الغرقد
قال فما أوثقناه ولاحفرنا له قال فرميناه بالعظام والمدر والخزف قال فاشتد واشتددنا خلفه حتى اتى عرض الحرة فانتصب
لنا فرميناه بجلاميد الحرة يعنى الحجارة حتى سكت قال ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا من العشاء قال أكلما
انطلقنا غزاة في سبيل الله تخلف رجل في عيالنا له نبيب كنبيب التيس على أن لا أوتي برجل فعل ذلك الا نكلت به قال فما
استغفر له ولاسبه - لفظ حديث ابن المثنى - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى وسؤاله قومه بعد اعترافه مرارا دليل
على أنه كان يشك في عقله -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الأصبهاني الفقيه أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر وهو أبو الشيخ ثنا أبو يعلى
ثنا عمرو بن أبي عاصم ثنا أبي ثنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير عن ابن عم لأبي هريرة عن أبي هريرة ان ماعزا جاء إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى قد زنيت فأعرض عنه حتى قالها أربعا فلما كان في الخامسة قال زنيت قال نعم
قال وتدري ما الزنا قال نعم أتيت

227
أين فلان وفلان قوما فانزلا فكلا من جيفة هذا الحمار فقالا غفر الله لك يا رسول الله وهل يؤكل مثل هذا قال فما نلتما
من أخيكما آنفا شر من هذا والذي نفسي بيده انه الآن لفى انهار الجنة يتقمس (1) فيها -
(أخبرنا) أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكى أنبأ محمد بن إبراهيم العبدي ثنا ابن بكير
ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه قال إن رجلا من أسلم جاء إلى أبى بكر الصديق رضي الله عنه فقال إن
الاخر زنى فقال له أبو بكر هل ذكرت هذا لاحد غيري فقال لا قال أبو بكر فتب إلى الله واستتر بستر الله فان الله يقبل
التوبة عن عباده فلم تقره نفسه حتى اتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له كما قال لأبي بكر رضي الله عنه فقال له عمر
كما قال له أبو بكر رضي الله عنهما فلم تقره نفسه حتى اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الاخر زنى قال سعيد فأعرض
عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارا كل ذلك يعرض عنه حتى إذا أكثر عليه بعث إلى أهله فقال أيشتكي به جنة فقالوا
والله انه لصحيح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبكر أم ثيب فقالوا بل ثيب فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجم -
باب المعترف بالزنا يرجع عن اقراره فيترك
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا محمد بن إسحاق ثنا علي بن خشرم ثنا عيسى بن يونس عن محمد بن عمرو
عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال جاء ماعز الأسلمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني زنيت فأعرض عنه - وذكر
الحديث قال اذهبوا به فارجموه فلما وجد مس الحجارة فر يشتد فمر رجل معه لحى بعير فضربه فقتله فذكر فراره للنبي
صلى الله عليه وسلم فقال أفلا تركتموه -
(أخبرناه) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام محمد بن غالب ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن زيد بن أسلم
عن يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمي عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ماعز لما ذهب هلا تركتموه فلعله
يتوب فيتوب الله عليه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا هزال لو كنت سترت عليه بثوبك لكان خيرا لك مما صنعت -
باب الرجل يقر بالزنا دون المرأة
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا طاق بن غنام أنبأ عبد السلام بن
حفص ثنا أبو حازم عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا أتاه فأقر عنده انه زنى بامرأة فسماها له فبعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المرأة فسألها عن ذلك فأنكرت أن تكون زنت فجلده الحد وتركها -
(وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا علي بن المديني ثنا هشام بن يوسف ثنا
القاسم ابن أخي خلاد عن خلاد بن عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب انه سمع ابن عباس يقول بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يخطب الناس يوم الجمعة اتاه رجل من بنى ليث بن بكر بن عبد مناة فتخطى الناس حتى اقترب إليه فقال يا رسول الله أقم
على الحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجلس فانتهره فجلس ثم قام الثانية فقال مثل ذلك فقال اجلس ثم قال الثالثة فقال مثل
ذلك فقال ما حدك قال أتيت امرأة حراما فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجال من أصحابه فيهم علي بن أبي طالب وعباس
وزيد بن حارثة وعثمان بن عفان رضي الله عنهم انطلقوا به فاجلدوه مائة جلدة ولم يكن الليثي تزوج فقيل يا رسول الله
الا يجلد التي خبث بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ائتوني به مجلودا فلما اتى به قال له من صاحبتك قال فلانة لامرأة من بنى



(1) هامش مص - أي ينغمس
228
بكر فدعاها فسألها عن ذلك فقالت كذب والله ما اعرفه وانى مما قال لبريئة، الله على ما أقول من الشاهدين فقال النبي صلى الله
عليه وسلم من شهودك انك خبثت بها فإنها تنكر فإن كان لك شهداء جلدتها والا جلدتك حد الفرية فقال يا رسول الله والله
مالي شهداء فأمر به فجلد حد الفرية ثمانين (1) -
باب لا يقام حد الجلد على الحبلى ولا على مريض دنف
ولا في يوم حره شديد وبرده مفرط ولا في أسباب التلف
(أخبرنا) أبو القاسم عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب البغدادي ببخارا ثنا الحسن
ابن سلام السواق ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن السدى عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي قال
سمعت عليا رضي الله عنه وهو يخطب على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس أيما عبدا وأمة زنى فأقيموا عليه
الحد وإن كان قد أحصن فاجلدوه فان خادما لرسول الله صلى الله عليه وسلم زنت فأرسلني إليها لاضربها فوجدتها حديثة
عهد بنفاسها وخشيت ان انا ضربتها ان اقتلها فرددت عنها حتى تماثل وتشتد قال أحسنت - أخرجه مسلم في الصحيح من
حديث إسرائيل -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني فيما قرأنا عليه من أصله أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا الحسن بن محمد
الزعفراني ثنا يزيد بن هارون أنبأ الثوري عن عبد الاعلى الثعلبي (2) عن أبي جميلة عن علي رضي الله عنه ان جارية للنبي صلى الله
عليه وسلم نفست من الزنا فأرسلني النبي صلى الله عليه وسلم ان أقيم عليها الحد فوجدتها في الدماء لم تجف عنها فرجعت إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال إذا جف الدم عنها فاجلدها الحد وقال أقيموا الحدود على ما ملكت ايمانكم -
باب الحبلى لاترجم حتى تضع ويكفل ولدها
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا يحيى بن يعلى بن الحارث
المحاربي ثنا أبي عن غيلان بن جامع عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه في قصة الغامدية قالت انها حبلى من
الزنا قال النبي صلى الله عليه وسلم أثيب أنت قالت نعم قال إذا لا نرجمك حتى تضعي ما في بطنك قال فكفلها رجل من
الأنصار حتى وضعت فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال قد وضعت الغامدية فقال نرجمها وندع ولدها صغير السن ليس
له من يرضعه فقام رجل من الأنصار فقال إلى رضاعه يا رسول الله فرجمها - رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب عن
يحيى بن يعلى -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ثنا أحمد بن نصر ثنا أبو نعيم ثنا بشير بن مهاجر عن عبد الله
ابن بريدة عن أبيه قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءته امرأة من غامد فقالت انى قد زنيت وانى أريد أن
تطهرني - فذكر الحديث إلى أن قالت فوالله انى لحبلى فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ارجعي حتى تلدي فلما ولدت جاءت
بالصبي في خرقة فقالت يا رسول الله انى قد ولدت فقال اذهبي حتى تفطميه فلما فطمته جاءته بالصبي في يده كسرة فقالت
يا رسول الله هذا قد فطمته فأمر النبي صلى الله عليه بالصبي فدفع إلى رجل من المسلمين ثم أمر بها فحفرت لها حفيرة فجعلت
فيها إلى صدرها ثم أمر الناس ان يرجموها - وذكر الحديث - أخرجه مسلم في الصحيح من حديث بشير بن المهاجر -



(1) هامش ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله في الرابع والثلاثين فلله الحمد
(2) هامش ر - قلت هو الثعلبي بالثاء المثلثة هو عبد الاعلى بن عامر -
229
باب الضرير في خلقته لا من مرض يصيب الحد
(أخبرنا) أبو زكريا يحيى بن إبراهيم ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن يحيى بن
سعيد وأبى الزناد كلاهما عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ان رجلا قال أحدهما أحبن وقال الآخر مقعد كان عند جوار سعد
فأصاب امرأة حبل فرمته به فسئل فاعترف فامر النبي صلى الله عليه وسلم به قال أحدهما فجلد باثكال النخل وقال الآخر
باثكول النخل - هذا هو المحفوظ عن سفيان مرسلا وروى عنه موصولا بذكر أبي سعيد فيه وقيل عن أبي الزناد عن أبي أمامة
عن أبيه (وقيل) عن أبي أمامة عن سعيد بن سعد بن عبادة -
(أخبرناه) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي
شيبة ثنا أبن نمير ابن إسحاق عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن سعيد بن سعد بن
عبادة قال كان بين أبياتنا رجل مخدج ضعيف فلم نرع الا وهو على أمة من إماء الدار يخبث بها فرفع شأنه سعد بن عبادة إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اجلدوه مائة سوط فقالوا يا نبي الله هو أضعف من ذاك لو ضربناه مائة سوط مات قال
فخذوا له عثكالا فيه مائة شمراخ فاضربوه واحدة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا جعفر بن أحمد بن نصر ثنا أبو موسى (ح وأنبأ) أبو عبد الرحمن
السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا ثنا علي بن عمر الحافظ ثنا القاضي الحسين بن إسماعيل ثنا أبو موسى محمد بن المثنى ثنا عثمان بن
عمر عن فليح عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن وليدة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حملت من الزنا فسئلت من أحبلك
قالت أحبلني المقعد فسئل عن ذلك فاعترف فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه لضعيف عن الجلد فأمر بمائة عثكول فضربه بها
واحدة قال على كذا قال والصواب عن أبي حازم عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن النبي صلى الله عليه وسلم -
باب الشهود في الزنا
قال الله عز وجل (فاستشهدوا عليهن أربعة منكم) وقال (لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء)
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك (ح قال وأنبأ)
أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد ثنا الحارث بن محمد ثنا إسحاق بن عيسى عن مالك عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة ان سعد بن
عبادة قال يا رسول الله ان وجدت مع امرأتي رجلا أمهله حتى آتي بأربعة شهداء قال نعم - رواه مسلم في الصحيح عن
زهير بن حرب عن إسحاق -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن يحيى

230
ابن سعيد عن سعيد بن المسيب ان رجلا بالشام وجد مع امرأته رجلا فقتله أو قتلها فكتب معاوية إلى أبى موسى الأشعري
بان يسأل له عن ذلك عليا فسأله فقال علي رضي الله عنه ان هذا الشئ ما هو بأرض العراق عزمت عليك لتخبرني فأخبره
فقال علي رضي الله عنه أنا أبو حسن ان لم يأت بأربعة شهداء فليعط برمته -
باب ما جاء في وقف الشهود حتى يثبتوا الزنا
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا يحيى بن موسى البلخي ثنا أبو أسامة قال مجالد أنبأ عن عامر عن
جابر بن عبد الله قال جاءت اليهود برجل وامرأة منهم زنيا قال أئتوني بأعلم رجلين منكم فأتوه أبا بنى صوريا فنشدهما كيف
تجدان أمر هذين في التوراة قالا نجد في التوراة إذا شهد أربعة انهم رأوا ذكره في فرجها مثل الميل في المكحلة رجما قال
فما يمنعك ان ترجموهما قالا ذهب سلطاننا فكرهنا القتل فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشهود فجاؤوا أربعة فشهدوا
انهم رأوا ذكره في فرجها مثل الميل في المكحلة فأمر النبي صلى الله عليه وسلم برجمهما -
(وأخبرنا) أبو علي أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا وهب بن بقية عن هشيم عن مغيرة عن إبراهيم والشعبي عن النبي صلى الله عليه وسلم
نحوه - لم يذكر فدعا بالشهود فشهدوا (قال وحدثنا) وهب بن بقية عن هشيم (1) عن ابن شبرمة عن الشعبي بنحو منه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أبنأ أبو الوليد الفقيه ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر هو ابن أبي شيبة ثنا يحيى بن آدم عن حماد
ابن زيد عن يحيى بن عتيق عن ابن سيرين ان ناسا شهدوا على رجل في الزنا فقال عثمان رضي الله عنه هكذا تشهدون انه
وجعل يدخل إصبعه السبابة في إصبعه اليسرى وقد عقدها عشرا -
باب ما جاء في تحريم اللواط واتيان البهيمة مع الاجماع على تحريمهما
(قال الله جل) ثناؤه (ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين انكم لتأتون الرجال شهوة
من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون) وقال في نزول العذاب بهم (فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة
من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد) -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ثنا (2) أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل القاضي ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري ثنا
عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعن الله من تولى غير مواليه
ولعن الله من غير تخوم الأرض ولعن الله من كمه أعمى عن السبيل ولعن الله من لعن والده ولعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله
من وقع على بهيمة ولعن الله من عمل عمل قوم لوط ولعن الله من عمل عمل قوم لوط ولعن الله من عمل عمل قوم لوط -
(وأخبرنا) أبو الحسن أنبأ احمد ثنا عبيد بن شريك ثنا ابن أبي مريم ثنا ابن أبي الزناد وابن الدراوردي قالا ثنا عمرو بن أبي
عمرو - فذكره باسناده نحوه الا أنه قال من والى غير مواليه وقال من خبب أعمى عن الطريق ولم يذكر من لعن
والديه -
أبا ب ما جاء في حد اللوطي
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا ابن وهب عن سليمان



(1) مص - عن وهيب
(2) مص أنبأ
231
ابن بلال عن عمرو مولى المطلب (ح وأخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن
شريك ثنا أبوا لجماهر ثنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من
وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به -
(أخبرنا) أبو سعد أحمد بن محمد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا عمرو (1) بن عبد الرحمن أبو حفص السلمي ثنا محمد
ابن المنهال ثنا عبد الله بن بكر السهمي ثنا منصور عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في الذي
يعمل عمل قوم لوط وفي الذي يؤتى في نفسه وفي الذي يقع على ذات محرم وفي الذي يأتي البهيمة قال يقتل -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إسماعيل القاضي ثنا إسحاق بن محمد ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي
حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من وقع على الرجل فاقتلوه
يعنى قوم لوط -
(أخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا عبد الرحمن بن سعيد بن خليفة ثنا عبد الله بن محمد بن تميم قال سمعت
حجاجا يقول قال ابن جريج أخبرني إبراهيم عن داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم
قال اقتلوا الفاعل والمفعول به يعنى الذي يعمل عمل قوم لوط والذي يأتي البهيمة والبهيمة - أورده أبو أحمد بن عدي
فيما رواه ابن جريج عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه ثنا عبد الرزاق أنبأ ابن جريج
أخبرني ابن خثيم قال سمعت سعيد بن جبير ومجاهدا يحدثان عن ابن عباس في البكر يوجد على اللوطية قال يرجم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول ثنا غسان بن
مضر ثنا سعيد بن يزيد قال قال أبو نضرة سئل ابن عباس ما حد اللوطي قال ينظرا على بناء في القرية فيرمى به منكسا
ثم يتبع الحجارة -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ الحسين بن صفوان ثنا ابن أبي الدنيا ثنا محمد بن الصباح ثنا شريك عن القاسم بن الوليد
عن بعض قومه ان عليا رضي الله عنه رجم لوطيا -
(وأخبرنا) أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل الكرابيسي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم عن ابن أبي ليلى عن
القاسم بن الوليد الهمداني عن رجل من قومه انه شهد عليا رضي الله عنه رجم لوطيا -
(وأخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع قال قال الشافعي عن رجل عن ابن أبي ذنب عن
القاسم بن الوليد عن يزيد أراه ابن مذكور أن عليا رضي الله عنه رجم لوطيا (قال الشافعي) وبهذا نأخذ يرجم اللوطي
محصنا كان أو غير محصن وهذا قول ابن عباس قال وسعيد بن المسيب يقول السنة ان يرجم اللوطي أحصن أو لم يحصن
وعكرمة يرويه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم يعنى ما ذكرناه -
(وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قالا ثنا أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم ابن علي ثنا يحيى بن يحيى
أنبأ عبد العزيز بن أبي حازم أنبأ داود بن بكر عن محمد بن المنكدر عن صفوان (2) بن سليم ان خالد بن الوليد كتب إلى
أبى بكر الصديق رضي الله عنهما في خلافته يذكر له انه وجد رجلا في بعض نواحي العرب ينكح كما تنكح المرأة وان
أبا بكر رضي الله عنه جمع الناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألهم عن ذلك فكان من أشدهم يومئذ قولا على
ابن أبي طالب رضي الله عنه قال إن هذا ذنب لم تعص به أمة من الأمم الا أمة واحدة صنع الله بها ما قد علمتم نرى ان
نحرقه بالنار فاجتمع رأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يحرقه بالنار فكتب أبو بكر رضي الله عنه إلى خالد
ابن الوليد يأمره ان يحرقه بالنار - هذا مرسل وروى من وجه آخر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي رضي الله عنه في غير



(1) مص - عمر
(2) مص - وصفوان -
232
هذه القصة قال يرجم ويحرق بالنار (ويذكر) عن ابن أبي ليلى عن رجل من همدان ان عليا رضي الله عنه رجم رجلا محصنا
في عمل قوم لوط هكذا ذكره الثوري عنه مقيدا أبا لإحصان وهشيم رواه عن ابن أبي ليلى مطلقا -
(أخبرنا) بحديث الثوري أبو بكر الاردستافي ثنا أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد
ثنا سفيان - فذكره - وعن سفيان عن ابن أبي نجيح عن عطاء أنه قال في اللوطي حده حد الزاني -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يزيد بن
هارون أنبأ اليمان بن المغيرة عن عطاء بن أبي رباح قال شهدت ابن الزبير اتى بسبعة أخذوا في لواطة أربعة منهم قد احصنوا
النساء وثلاثة لم يحصنوا فأمر بالأربعة فاخرجوا من المسجد فرضخوا بالحجارة وأمر بالثلاثة فضربوا الحدود وابن عمر
وابن عباس في المسجد -
(أخبرنا) أبو الحسن بن أبي المعروف المهرجاني بها أنبأ أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي ثنا محمد بن أيوب
أنبأ مسلم بن إبراهيم ثنا هشام ثنا قتادة عن الحسن في الرجل يأتي البهيمة ويعمل عمل قوم لوط قال هو بمنزلة الزاني -
(وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو عبد الله الشيباني أنبأ محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ سعيد عن أبي
معشر عن إبراهيم قال حد اللوطي حد الزاني إن كان محصنا رجم والا جلد (قال الشيخ رحمه الله) والى هذا رجع الشافعي
رحمه الله فيما زعم الربيع بن سليمان (وروى) محمد بن عبد الرحمن عن خالد الحذاء عن ابن سيرين عن أبي موسى قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اتى الرجل الرجل فهما زانيان وإذا أتت المرأة المرأة فهما زانيتان -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا أبو بدر ثنا محمد بن عبد الرحمن - فذكره
(قال الشيخ) ومحمد بن عبد الرحمن هذا لا اعرفه وهو منكر بهذا الاسناد (1) -
باب من أتى بهيمة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو وأبو بكر بن الحسن القاضي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى
ابن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء أنبأ عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
في الذي يأتي البهيمة اقتلوا الفاعل والمفعول به -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل القاضي ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا عبد العزيز بن محمد عن
عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجدتموه وقع على بهيمة فاقتلوه
واقتلوا البهيمة معه فقيل لا بن عباس ما شأن البهيمة فقال ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك شيئا ولكن
أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم كره ان يؤكل من لحمها أو ينتفع بها بعد ذلك العمل -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا ابن منيع ثنا أبو الربيع ثنا عبد الحميد يعنى ابن سليمان ثنا عمرو



(1) هامش مص - آخر الجزء السادس والخمسين بعد المائة من الأصل ولله الحمد -
233
باسناده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ملعون من وقع على بهيمة وقال اقتلوه واقتلوها لا يقال هذه التي فعل بها كذا وكذا -
(وأخبرنا) أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي
فديك ثنا إبراهيم بن إسماعيل الأشهلي ثنا داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من وقع على ذات محرم فاقتلوه ومن وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة (ورويناه) في الباب قبله عن إبراهيم بن أبي
يحيى عن داود بن الحصين -
(وقد أخبرنا) أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو عوانة وأبو الأحوص
عن عاصم بن بهدلة عن أبي رزين عن ابن عباس انه سئل عن الذي يأتي البهيمة قال لاحد عليه -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه قال قال أبو داود حديث عاصم بضعف حديث عمرو بن أبي عمرو
(قال الشيخ) رحمه الله وقد رويناه من أوجه عن عكرمة ولا أرى عمرو بن أبي عمرو يقصر عن عاصم بن بهدلة في الحفظ
كيف وقد تابعه على روايته جماعة وعكرمة عند أكثر الأئمة من الثقات الاثبات والله أعلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الاعلى عن سعيد عن
بديل عن جابر بن زيد قال من أتى البهيمة أقيم عليه الحد -
(وأخبرنا) أبو عبد الله أنبأ أبو الوليد ثنا الحسن ثنا أبو بكر ثنا يزيد بن هارون عن سفيان بن حسين عن أبي على الرحبي عن
عكرمة قال سئل الحسن بن علي رضي الله عنهما عن رجل اتى بهيمة قال إن كان محصنا رجم (وروينا) عن الحسن البصري
أنه قال هو بمنزلة الزاني -
باب شهود الزنا إذا لم يكملوا أربعة
(أنبأني) أبو عبد الله الحافظ إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر ثنا أبو أسامة عن عوف عن قسامة بن
زهير قال لما كان من شان أبى بكرة والمغيرة الذي كان وذكر الحديث قال فدعا الشهود فشهد أبو بكرة وشبل بن معبد
وأبو عبد الله نافع فقال عمر رضي الله عنه حين شهد هؤلاء الثلاثة شق على عمر شانه فلما قام زياد قال إن تشهد إن شاء الله
الا بحق قال زياد اما الزنا فلا اشهد به ولكن قد رأيت أمرا قبيحا قال عمر الله أكبر حدوهم فجلدوهم قال فقال أبو بكرة

234
بعد ما ضربه أشهد أنه زان فهم عمر رضى الله عن أن يعيد عليه الجلد فنهاه علي رضي الله عنه وقال إن جلدته فارجم
صاحبك فتركه ولم يجلده -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ
عبد الوهاب أنبأ سعيد عن قتادة ان أبا بكرة ونافع بن الحارث بن كلدة وشبل بن معبد شهدوا على المغيرة بن شعبة انهم
رأوه يولجه ويخرجه وكان زياد رابعهم وهو الذي أفسد عليهم فاما الثلاثة فشهدوا بذلك فقال أبو بكرة والله لكأني
بأثر جدري في فخذها فقال عمر رضي الله عنه حين رأى زيادا انى لأرى غلاما كيسا لا يقول الا حقا ولم يكن ليكتمني شيئا
فقال زياد لم أر ما قال هؤلاء ولكني قد رأيت ريبة وسمعت نفسا عاليا قال فجلدهم عمر رضي الله عنه وخلى عن زياد (وقد
رويناه) من وجه آخر موصلا (وفي رواية) علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ان أبا بكرة وزيادا ونافعا وشبل بن
معبد كانوا في غرفة والمغيرة في أسفل الدار فهبت ريح ففتحت الباب ورفعت الستر فإذا المغيرة بين رجليها فقال بعضهم
لبعض قد ابتلينا - فذكر القصة قال فشهد أبو بكرة ونافع وشبل وقال زياد لا أدرى نكحها أم لا فجلدهم عمر رضي الله عنه
الا زيادا فقال أبو بكرة رضي الله عنه أليس قد جلدتموني قال بلى قال فانا اشهد بالله لقد فعل فأراد عمر أن يجلده أيضا فقال
على إن كانت شهادة أبى بكرة شهادة رجلين فارجم صاحبك والا فقد جلدتموه يعنى لا يجلد ثانيا بإعادته القذف -
(وأنبأني) أبو عبد الله الحافظ إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا ابن بنت أحمد بن منيع ثنا عبد الله بن مطيع عن هشيم عن عيينة بن
عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بكرة - فذكر قصة المغيرة قال فقدمنا على عمر رضي الله عنه فشهد أبو بكرة ونافع وشبل بن
معبد فلما دعا زيادا قال رأيت أمرا منكرا قال فكبر عمر رضي الله عنه ودعا بابى بكرة وصاحبيه فضربهم قال فقال أبو بكرة
يعنى بعدما حده والله انى لصادق وهو فعل ما شهد به فهم عمر بضربه فقال على لئن ضربت هذا فارجم ذاك -
باب شهود الزنا إذا لم يجتمعوا على
فعل واحد فلا حد على المشهود
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد ثنا محمد بن هارون ثنا عثمان بن سعيد عن موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة عن
إسماعيل بن سالم عن أبي إدريس في قصة سوسن قال كان دانيال عليه السلام أول من فرق بين الشهود فقال لأحدهما ما الذي
رأيت وما الذي شهدته قال أشهد أنى رأيت سوسن تزني في البستان برجل شاب قال في أي مكان قال تحت شجرة الكثري
ثم دعا بالآخر (1) فقال ما تشهد قال أشهد أنى أبصرت سوسن تزني في البستان تحت شجرة التفاح قال فدعا الله عليهما
فجاءت من السماء نار فأحرقتهما وابرأ الله سوسن -
باب من زنى بامرأة مستكرهة
قد مضت الرواية عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تجاوز لي عن أمتي الخطاء والنسيان وما استكرهوا عليه
(وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الاسفاطى ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا معمر بن سليمان عن حجاج
عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه قال استكرهت امرأة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فدرأ عنها الحد - زاد غيره فيه واقامه
على الذي أصابها ولم يذكر أنه جعل له مهرا - وفي هذا الاسناد ضعف من وجهين أحدهما ان الحجاج لم يسمع من عبد الجبار
والآخر أن عبد الجبار لم يسمع من أبيه قاله البخاري وغيره -
(أخبرنا) أبو حازم الحافظ وأبو نصر بن قتادة قالا أنبأ أبو الفضل بن خميرويه الكرابيسي أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن
منصور ثنا عبد الرحمن بن زياد ثنا شعبة عن عاصم بن كليب عن أبيه عن أبي موسى الأشعري قال أتى عمر بن الخطاب



(1) مص - آخر -
235
رضي الله عنه بامرأة من أهل اليمن قالوا بغت قالت انى كنت نائمة فلم استيقظ الا برجل رمى في مثل الشهاب فقال عمر
رضي الله عنه يمانية نؤمة شابة فخلى عنها ومتعها -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ثنا يزيد بن هارون أنبأ شعبة بن الحجاج عن
عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال انا بمكة إذ نحن (1) بامرأة اجتمع عليها الناس حتى كاد أن يقتلوها وهم يقولون
زنت زنت فأتى بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهي حبلى وجاء معها قومها فأثنوا عليها بخير (2) فقال عمر أخبريني عن
امرك قالت يا أمير المؤمنين كنت امرأة أصيب من هذا الليل فصليت ذات ليلة ثم نمت وقمت ورجل بين رجلي فقذف
في مثل الشهاب ثم ذهب فقال عمر رضي الله عنه لو قتل هذه من بين الجبلين أو قال الأخشبين - شك أبو خالد - لعذبهم الله
فخلى سبيلها وكتب إلى الآفاق ان لا تقتلوا أحدا الا بإذني -
(أخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن أحمد (3) المزكى ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن نافع ان عبدا كان
يقوم على رقيق الخمس وانه استكره جارية من ذلك الرقيق فوقع بها فجلده عمر بن الخطاب رضي الله عنه ونفاه ولم يجلد
الوليدة لأنه استكرهها (ورواه) الليث بن سعد عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد -
(أخبرنا) أبو القاسم زيد بن جعفر بن محمد العلوي بالكوفة وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي بنيسابور قالا أنبأ أبو جعفر محمد
ابن علي بن دحيم ثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي أنبأ وكيع عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي قال أتى
عمر بن الخطاب رضي الله عنه بامرأة جهدها العطش فمرت على راع فاستسقت فأبى ان يسقيها الا ان تمكنه من نفسها ففلت
فشاور الناس في رجمها فقال علي رضي الله عنه هذه مضطرة أرى ان تخلى سبيلها ففعل -
(أخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن ابن شهاب ان عبد الملك بن
مروان قضى في امرأة أصيبت مستكرهة بصداقها على من فعل ذلك بها -
(وروينا) عن أين جريج عن عطاء قال عليه الحد والصداق (وعن الحسن) قال عليه الحد والعقر (وعن الزهري) عليه
الصداق والحد -
باب من وقع على ذات محرم له أو على ذات زوج
أو من كانت في عدة زوج بنكاح أو غير نكاح مع العلم بالتحريم
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أبو بكر النرسي أحمد بن عبيد الله ثنا شبابة بن سوار ثنا
عبد العزيز بن الماجشون عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن زيد بن خالد الجهني قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول فيمن زنى ولم يحصن جلد مائة وتغريب عام - رواه البخاري في الصحيح عن مالك بن إسماعيل عن عبد العزيز
(وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أحمد بن عيسى البرتي ثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول الرجم في كتاب الله عز وجل
حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف -



(1) مص - إذا نحن
(2) مص - خيرا
(3) مص - أبو بكر بن حفص -
236
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا معلى بن منصور ثنا خالد عن (ح وأخبرنا)
أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا خالد بن عبد الله ثنا مطرف عن أبي الجهم عن البراء من
عازب قال بينما انا أطوف على إبل لي ضلت إذ أقبل ركب أو فوارس معهم لواء فجعل الاعراب يطيفون بي لمنزلتي من
النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتوا قبة فاستخرجوا منها رجلا فضربوا عنقه فسألت عنه فذكروا انه اعرس بامرأة أبيه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو خالد الأحمر عن أشعث
ابن سوار عن عدى بن ثابت عن يزيد بن البراء عن البراء عن خاله ان رجلا تزوج امرأة أبيه أو امرأة ابنه كذا قال أبو خالد
فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقتله -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا هاشم بن يونس ثنا ابن أبي مريم ثنا إبراهيم بن إسماعيل
ابن أبي جيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وقع على ذات محرم
فاقتلوه (وقد رويناه) من حديث عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا (1) -



(1) هامش ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في الخامس والثلاثين فلله الحمد -
237
باب ما جاء في درء الحدود بالشبهات
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا
داود بن رشيد ثنا محمد بن ربيعة (ح وأخبرنا) عبد الواحد بن محمد بن إسحاق ابن النجار بالكوفة أنبأ أبو الحسن علي بن شقير
ابن يعقوب أنبأ أبو جعفر أحمد بن عيسى بن هارون العجلي ثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة أنبأ الفضل بن موسى كلاهما
عن يزيد بن زياد عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادرؤا الحدود عن المسلمين
ما استطعتم فان وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا سبيله فان الامام ان يخطئ في العفو خير له من أن يخطئ في العقوبة (ورواه)
وكيع عن يزيد بن زياد موقوفا على عائشة -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا محمد بن أحمد بن زهير ثنا عبد الله بن هاشم ثنا وكيع عن يزيد - فذكره
موقوفا تفرد به يزيد بن زياد الشامي عن الزهري وفيه ضعف - ورواية وكيع أقرب إلى الصواب والله أعلم (ورواه)
رشدين بن سعد عن عقيل عن الزهري مرفوعا ورشدين ضعيف -
(وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر ثنا محمد بن القاسم بن زكريا ثنا أبو كريب ثنا معاوية بن هشام
عن مختار التمار عن أبي مطر عن علي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ادرؤا الحدود - في هذا
الاسناد ضعف -
(وقد أخبرنا) أبو بكر بن الحارث أنبأ أبو محمد بن حيان قال قرئ على ابن أبي عاصم ثنا الحسن بن علي ثنا سهل بن حماد ثنا
المختار بن نافع ثنا أبو حيان التيمي عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادرؤا الحدود
ولا ينبغي للامام ان يعطل الحدود - قال البخاري المختار بن نافع منكر الحديث -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا إبراهيم بن الحارث ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا الحسن بن صالح عن أبيه قال
بلغني أو بلغنا ان عمر رضي الله عنه قال إذا حضرتمونا فاسألوا في العهد (1) جهدكم فانى ان اخطئ في العفو أحب إلى من أن
اخطئ في العقوبة - منقطع وموقوف -
(أخبرنا) أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم أنبأ عبيدة عن
إبراهيم قال قال ابن مسعود ادرؤا الحدود ما استطعتم فإنكم ان تخطئوا في العفو خير من أن تخطئوا في العقوبة وإذا وجدتم
لمسلم مخرجا فادرؤا عنه الحد - منقطع وموقوف -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه حدثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد السلام هو ابن حرب
عن إسحاق بن أبي فروة عن عمر بن شعيب عن أبيه ان معاذا و عبد الله بن مسعود وعقبة بن عامر رضي الله عنهم قالوا إذا
اشتبه الحد فادرؤه - منقطع -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا محمد بن أحمد بن زهير ثنا عبد الله بن هاشم ثنا وكيع عن سفيان عن
عاصم عن أبي وائل عن عبد الله قال ادرؤا الجلد والقتل عن المسلمين ما استطعتم - هذا موصول -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مسلم بن
خالد عن ابن جريج عن هشام بن عروة عن أبيه ان يحيى بن حاطب حدثه قال توفى حاطب فأعتق من صلى من رقيقه وصام
وكانت له أمة نوبية قد صلت وصامت وهي أعجمية لم تفقه فلم ترعه الا بجبلها وكانت ثيبا فذهب إلى عمر رضي الله عنه فحدثه
فقال لانت الرجل لا تأتى بخير فأفزعه ذلك فأرسل إليها عمر رضي الله عنه فقال أحبلت فقالت نعم من مرغوش بدرهمين فإذا
هي تستهل بذلك لا تكتمه قال وصادف عليا وعثمان و عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم فقال أشيروا على وكان عثمان
رضي الله عنه جالسا فاضطجع فقال على و عبد الرحمن قد وقع عليها الحد فقال أشر على يا عثمان فقال قد أشار عليك أخواك



(1) مص - في العفو -
238
قال أشر على أنت قال أراها تستهل به كأنها لا تعلمه وليس الحد الا على من علمه فقال صدقت والذي نفسي بيده ما الحد الا على
من علمه فجلدها عمر رضي الله عنه مائة وغربها عاما (قال الشيخ) رحمه الله كان حدها الرجم فكأنه رضي الله عنه درأ عنها
حدها للشبهة بالجهالة وجلدها وغربها تعزيرا والله أعلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز قال قال أبو عبيد ثنا مروان بن معاوية ويزيد
عن حميد عن بكر بن عبد الله عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه كتب إليه في رجل قيل له متى عهدك بالنساء فقال البارحة
قيل بمن قال أم مثواي فقيل له قد هلكت قال ما علمت أن الله حرم الزنا فكتب عمر رضي الله عنه ان يستحلف ما علم أن
الله حرم الزنا ثم يخلى سبيله (1) -
باب ما جاء فيمن اتى جارية امرأته
(حدثنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا هشيم عن أبي بشر عن
حبيب بن سالم ان امرأة أتت النعمان بن بشير رضي الله عنه فقالت إن زوجي وقع على جاريتي بغير اذني قال النعمان عندي في
هذا قضاء شافي أخذته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لم تكوني أذنت له رجمته وان كنت أذنت له جلدته مائة فقال
لها الناس ويحك أبو ولدك يرجم فجاءت فقالت قد كنت أذنت له ولكن حملتني الغيرة على ما قلت فجلده مائة - لم يسمعه
أبو بشر عن حبيب إنما رواه عن خالد بن عرفطة عن حبيب -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي
بشر عن خالد بن عرفطة عن حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الرجل يأتي جارية
امرأته قال إن كانت أحلتها له جلد مائة وان لم تكن أحلتها له رجمته (ورواه) قتادة عن خالد بن عرفطة -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا ابان ثنا قتادة عن خالد بن عرفطة
عن حبيب بن سالم ان رجلا يقال له عبد الرحمن بن حنين وقع على جارية امرأته فرفع إلى النعمان بن بشير وهو أمير على
الكوفة فقال لأقضين بقضية رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كانت أحلتها لك جلدتك مائة وان لم تكن أحلتها لك رجمتك
بالحجارة فوجدوه أحلتها له فجلده مائة قال قتادة كتبت إلى حبيب بن سالم فكتب إلى بهذا - كذا رواه ابان العطار عن
قتادة واختلف فيه على همام بن يحيى فقيل عنه عن قتادة عن خبيب بن يساف عن حبيب بن سالم (وقيل) عنه عن قتادة عن
حبيب بن سالم عن خبيب بن يساف -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الاسفاطى ثنا الحوضى ثنا همام قال سئل قتادة عن رجل وطئ
جارية امرأته فحدثنا عن خبيب بن يساف عن حبيب بن سالم انها رفعت إلى النعمان بن بشير فقال لأقضين فيها بقضاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كانت أحلتها له جلدته وان لم تكن أحلتها له رجمته -
(وأخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا هدبة بن خالد ثنا همام ثنا
قتادة عن حبيب بن سالم عن خبيب بن يساف ان رجلا وطئ جارية امرأته فرفع إلى النعمان بن بشير فذكره - كذا وجدتهما
في الكتاب (قال أبو عيسى الترمذي) سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث فقال انا اتقى هذا الحديث وإنما
رواه قتادة عن خالد بن عرفطة عن حبيب بن سالم عن النعمان - قال ويروى عن قتادة أنه قال كتب إلى حبيب بن سالم
قال ورواه أبو بشر عن خالد بن عرفطة أيضا عن حبيب بن سالم - قلت ولم يذكر رواية همام (وقد روى) في ذلك
حديث آخر أضعف من هذا -



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الثالث والتسعين بعد خمس المائة ولله الحمد -
239
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أبو الربيع ثنا حماد بن زيد
ثنا عمرو بن دينار عن الحسن عن سلمة بن المحبق ان رجلا وقع على جارية امرأته فرفعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن
كانت طاوعته فهي له وعليه مثلها وإن كان استكرهها فهي حرة وعليه مثلها - كذا رواه جماعة عن الحسن واختلف
فيه على (1) قتادة عن الحسن فرواه ابن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن سلمة وروى عن شعبة عن قتادة -
(كما حدثنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي املاء أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ثنا علي بن سعيد
النسوي وأحمد بن سعيد الدارمي قالا ثنا بكر بن بكار ثنا شعبة ثنا قتادة عن الحسن عن جون بن قتادة عن سلمة بن المحبق عن
النبي صلى الله عليه وسلم في رجل وطئ جارية امرأته فقال إن استكرهها فهي حرة ولها عليه مثلها وإن كانت طاوعته
فهي أمة ولها عليه مثلها (ورواه معمر) عن قتادة -
(كما أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا
عبد الرزاق (ح وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أحمد بن صالح ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر
عن قتادة عن الحسن عن قبيصة بن حريث عن سلمة بن المحبق ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في رجل وقع على
جارية امرأته - وفي رواية الرمادي قضى في الرجل يصيب جارية امرأته - ان استكرهها فهي حرة وعليه لسيدتها مثلها
وان طاوعته فهي له وعليه لسيدتها مثلها (وكذلك) رواه سلام بن مسكين عن الحسن -
(أخبرناه) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا القاسم بن سلام بن مسكين
حدثني أبي قال سألت الحسن عن الرجل يقع بجارية امرأته قال حدثني قبيصة بن حريث الأنصاري عن سلمة بن محبق
ان رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يزال يسافر ويغزو وان امرأته بعثت معه جارية لها فقالت تغسل رأسك
وتخدمك وتحفظ رحلك ولم تجعلها له وانه طال سفره في وجهه ذلك فوقع بالجارية فلما قفل أخبرت الجارية مولاتها بذلك
فغارت غيرة شديدة وغضبت فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بالذي صنع فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن كان استكرهها فهي عتيقة وعليه مثلها وإن كان أتاها عن طيبة نفس منها ورضى فهي له وعليه مثل ثمنها لك ولم يقم فيه
حدا (قال البخاري) فيما بلغني عنه لحديث قبيصة هذا أصح يعنى من رواية من رواه عن الحسن عن سلمة - قال البخاري
ولا يقول بهذا أحد من أصحابنا وقال البخاري في التاريخ قبيصة بن حريث الأنصاري سمع سلمة بن المحبق في حديثه نظر -
(أخبرناه) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي قال سمعت ابن حماد يذكره عن البخاري قال (الشيخ) رحمه الله حصول
الاجماع من فقهاء الأمصار بعد التابعين على ترك القول به دليل على أنه ان ثبت صار منسوخا بما ورد من الاخبار
في الحدود -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا ابن علي بن بحر ثنا يحيى بن حبيب بن عربي ثنا خالد بن
الحارث ثنا أشعث قال بلغني ان هذا كان قبل الحدود (قال الشيخ) وروينا عن عبد الله بن مسعود من قوله مثل حديث
سلمة بن المحبق (وروينا) عنه أنه قال استغفر الله ولا تعد -
(وقد أخبرنا) أبو بكر الإردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان الجوهري ثنا علي بن الحسن الهلالي ثنا عبد الله بن الوليد
ثنا سفيان عن خالد الحذاء عن ابن سيرين ان عليا رضي الله عنه قال إن ابن أم عبد لا يدرى ما حدث بعده لو أتيت به لرجمته
(وعن سفيان) عن حماد عن إبراهيم ان عليا رضي الله عنه قال لو أتيت به لرجمته قال العدني يعنى رجلا وقع على جارية امرأته
(قال الشيخ) رحمه الله قوله إن ابن أم عبد يعنى ابن مسعود لا يدرى ما حدث بعده دليل على نسخ ورد على ما أفتى به -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الرحمن بن الحسن الأسدي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم ثنا شعبة أنبأ سلمة بن
كهيل قال سمعت حجية بن عدي الكندي يقول جاءت امرأة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقالت إن زوجي يأتي



(1) في هامش مص من ص - واختلف على -
240
جاريتي فقال لها علي رضي الله عنه ان تكوني صادقة نرجم زوجك وان تكوني كاذبة نجلدك قال فقالت ردوني إلى بيتي إلى بيتي
(ورواه) شعبة باسناده وزاد فقالت ردوني إلى أهلي غيري نغرة ومعناه ان جوفها يغلى من الغيظ والغيرة وقد رواه الشافعي
من حديث ابن مهدي عن سفيان عن سلمة قال وبهذا نأخذ لان زناه بجارية امرأته مثل زناه بغيرها الا أن يكون ممن يعذر
بالجهالة ويقول كنت أرى انها لي حلال (قال الشيخ) وقد روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مثل هذا باسناد
مرسل جيد -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد ثنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا ابن نمير عن عبيد الله
يعنى ابن عمر عن نافع قال وهبت امرأة لزوجها جارية فخرج بها في سفر فوقع عليها فحبلت فبلغ امرأته حبلها فاتت عمر بن
الخطاب رضي الله عنه فقالت انى بعثت مع زوجي بجارية تخدمه وتقوم عليه فبلغني انها قد حبلت قال فلما قدم الرجل ارسل
إليه عمر رضي الله عنه قال ما فعلت الجارية فلانة أأحبلتها قال نعم قال أأبتعتها قال لا قال فوهبتها لك قال نعم قال فلك بينة على ذلك
قال لا فقال لتأتيني بالبينة أو لأرجمنك فقيل للمرأة ان زوجك يرجم فاتت عمر رضي الله عنه فأقرت انها وهبتها له فجلدها
عمر رضي الله عنه الحد أراه حد القذف (قال الشافعي رحمه الله) فإن كان من أهل الجهالة وقال كنت أرى انها حلال لي
فانا ندرأ عنه الحد وعزرناه -
(أخبرنا) أبو بكر الإردستاني أنبأ أبو نصر العراقي أنبأ سفيان الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان
عن المغيرة عن الهيثم بن بدر عن عرقوص الضبي ان امرأة أتت عليا رضي الله عنه فقالت إن زوجي أصاب جاريتي فقال
زوجها صدقت هي ومالها حل لي فقال علي رضي الله عنه اذهب لا تعودن -
(وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا أبو العباس عبد الرحمن بن محمد بن حماد ثنا أبي ثنا عبد الرزاق
أنبأ معمر عن سماك بن الفضل عن عبد الرحمن بن البيلماني ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه رفع إليه رجل وقع على
جارية امرأته فجلده مائة ولم يرجمه - هذا منقطع وكأنه ان صح ادعى جهالة فعزره ولم يرجمه والله أعلم -
باب من أصاب ذنبا دون الحد ثم تاب وجاء مستفتيا
(أخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا
مسدد ثنا يزيد بن زريع ثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن ابن مسعود رضي الله عنه ان رجلا أصاب من امرأة قبلة
فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأنزلت (أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات
ذلك ذكرى للذاكرين) قال الرجل يا رسول الله إلى هذه قال لمن عمل بها من أمتي - رواه البخاري في الصحيح عن
مسدد - وأخرجه مسلم عن أبي كامل وغيره عن يزيد -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر ثنا أبو عبد الله محمد بن نصر (ح قال وحدثنا) أبو بكر بن إسحاق أنبأ
إسماعيل بن قتيبة قالا ثنا يحيى بن يحيى أنبأ أبو الأحوص عن سماك عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله قال جاء رجل
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى عالجت امرأة في أقصى المدينة وانى أصبت منها ما دون ان أمسها فانا هذا
فاقض في ما شئت فقال له عمر رضي الله عنه لقد سترك الله لو سترت نفسك قالوا ولم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا
فقام الرجل فانطلق فاتبعه النبي صلى الله عليه وسلم رجلا دعاه فتلا عليه هذه الآية (أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل
ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) فقال رجل من القوم يا نبي الله هذا له خاصة قال بل للناس كافة
رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى (1) -



(1) هامش ر - بلغ سماعهم بجامع مصر حرسهما الله أجمع في الرابع عشر ولله الحمد -
241
باب ما جاء في حد المماليك
قال الله تبارك وتعالى في المملوكات (فإذا أحصن فان اتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب) قال الشافعي
والنصف لا يكون الا في الجلد الذي يتبعض فاما الرجم الذي هو قتل فلا نصف له قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا زنت أمة أحدكم فتبين زناها فليجلدها ولم يقل يرجمها -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن يعقوب الحافظ ثنا حسين بن حسن ومحمد بن إسماعيل قالا ثنا عيسى بن حماد ثنا الليث
عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة انه سمعه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا زنت أمة أحدكم
فتبين زناها فليجلدها الحد ولا يثرب عليها ثم إن زنت فليجلدها الحد ولا يثرب عليها ثم إن زنت الثالثة فتبين زناها فليبعها
ولو بحبل من شعر - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف وغيره عن الليث - ورواه مسلم عن عيسى بن حماد
وكذلك رواه محمد بن إسحاق بن يسار عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة - ورواه عبيد الله بن عمرو أيوب بن
موسى وأسامة بن زيد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ علي بن محمد بن عقبة ثنا إبراهيم بن أبي العنبس ثنا محمد بن عبيد عن عبيد الله بن عمر (ح
وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن إسحاق أنبأ بشر بن موس أنبأ الحميدي أنبأ سفيان ثنا أيوب بن موسى (ح
وأخبرنا) أبو طاهر الفقيه ثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنبأ أسامة بن زيد
الليثي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله وسلم بمعنى حديث الليث - أخرجه مسلم في
الصحيح من الأوجه التي ذكرناها (وكذلك) رواه إسماعيل بن أمية عن سعيد عن أبي هريرة -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك بن انس
(ح وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا ابن قعنب
وابن بكير عن مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة وعن زيد بن خالد الجهني ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم سئل عن الأمة إذا زنت ولم تحصن قال إن زنت فاجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها ثم إن
زنت فبيعوها ولو بضفير - قال ابن شهاب لا أدرى أبعد الثالثة أو الرابعة قال والضفير الحبل - رواه البخاري في الصحيح
عن عبد الله بن يوسف وغيره عن مالك ورواه مسلم عن القعبني وغيره (وكذلك) رواه جماعة من الحفاظ الثقات عن
الزهري في تنصيصه على جلدها إذا زنت ولم تحصن فيكون جلدها بعد احصانها بالنكاح ثابتا بالكتاب وجلدها قبل احصانها
بالنكاح ثابتا بالسنة في قول من زعم أن الاحصان المذكور فيهن المراد به النكاح -
(أخبرنا) أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني العدل أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا
ابن بكير ثنا مالك عن يحيى بن سعيد ان سليمان بن يسار اخبره ان عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي قال امرني عمر بن
الخطاب رضي الله عنه في فتية من قريش فجلدنا ولائد من ولائد الامارة (1) خمسين خمسين في الزنا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة ثنا علي بن قادم أنبأ عبد السلام
عن السدى عن عبد خير عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زنت اماؤكم فأقيموا عليهن
الحدود أحصن أو لم يحصن -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود (ح وأنبأ) أبو الحسن علي بن محمد المقرى
أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا أبو داود ثنا زائدة عن السدى عن سعد بن عبيدة
عن أبي عبد الرحمن السلمي قال خطب علي رضي الله عنه فقال يا أيها الناس أقيموا الحدود على ارقائكم من أحصن منهم
ومن لم يحصن فان أمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم زنت فأمرني ان اجلدها فإذا هي حديثة عهد بالنفاس فخشيت ان انا جلدتها



(1) هامش مص - أي ولائد بيت المال -
242
ان تموت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته قال أحسنت - لفظ حديث يونس وفي رواية المقدمي فخشيت ان انا
جلدتها ان اقتلها فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال أحسنت - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن أبي بكر المقدمي -
(أخبرنا) أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم أنبأ أبو مالك
الأشجعي عن أبي حبيبة قال أتيت عليا رضي الله عنه فقلت له انه أصاب فاحشة فأقم عليه الحد قال فرددني أربع مرات ثم
قال يا قنبر قم إليه فاضربه مائة سوط فقلت انى مملوك قال اضربه حتى يقول لك أمسك فضربه خمسين سوطا - قال
الشافعي رحمه الله واحصان الأمة اسلامها استدلالا بالسنة واجماع أكثر أهل العلم -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل ثنا (1) أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن منصور
عن إبراهيم عن همام بن الحارث عن عمرو بن شرحبيل ان معقل بن مقرن اتى عبد الله بن مسعود فقال عبدي سرق من
عبدي قباء قال مالك سرق بعضه في بعض قال أظنه ذكر أمتي زنت قال اجلدها قال إنها لم تحصن قال اسلامها احصانها
(ورواه) أيضا حماد بن زيد عن منصور وقال احصانها اسلامها -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل الهروي أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم أنبأ
داود هو ابن أبي هند قال حدثني ثمامة بن عبد الله بن انس قال شهدت انس بن مالك يضرب اماءه الحد إذا زنين تزوجن
أولم يتزوجن -
(وأخبرنا) أبو نصر أنبأ أبو منصور أنبأ احمد ثنا سعيد ثنا أبو عوانة عن إسماعيل بن سالم عن الشعبي قال احصان الأمة دخولها
في الاسلام واقرارها إذا دخلت في الاسلام وأقرت به ثم زنت فعليها جلد خمسين (قال وحدثنا) سعيد ثنا هشيم أنبأ
مغيرة عن إبراهيم انه كان يقرأ (فإذا أحصن) قال إذا أسلمن وكان مجاهد يقرأ (فإذا أحصن) يقول إذا تزوجن فإذا
لم تتزوج الأمة فلا حد عليها (قال وحدثنا) سعيد ثنا سفيان عن عمرو عن مجاهد قال قال ابن عباس ليس على الأمة حد حتى
تحصن (قال وحدثنا) سعيد ثنا هشيم أنبأ حصين عن عكرمة عن ابن عباس انه كان يقرأ (فإذا أحصن) قال إذا تزوجن
كذا كان يقول ابن عباس واما تركنا قوله بما مضى من السنة الصحيحة وأقاويل الأئمة وبالله التوفيق -
* (باب ما جاء في نفى الرقيق) *
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن نافع ان عبدا كان
يقوم على رقيق الخمس وانه استكره جارية من ذلك الرقيق فوقع بها فجلده عمر ونفاه ولم يجلد الوليدة لأنه استكرهها
(وروى) أبو بكر بن المنذر صاحب الخلافيات عن عبد الله بن عمر أنه حد مملوكة له في الزنا ونفاها إلى فدك (وروينا)
عن حماد عن إبراهيم ان عليا رضي الله عنه قال في أم ولد بغت قال تضرب ولا نفى عليها (وعن حماد) عن إبراهيم ان ابن
مسعود رضي الله عنه قال تضرب وتنفى وكلاهما منقطع (وروى) عن علي كما روى عن ابن مسعود والله أعلم -
(أخبرنا) أبو الحسن الرفاء أنبأ عثمان بن محمد بن بشر ثنا إسماعيل القاضي ثنا ابن أبي أويس ثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن
الفقهاء من أهل المدينة كانوا يقولون إذا زنى العبد أو الأمة فعلى كل واحد منهما فعل ذلك جلد خمسين ولا تغريب على
مملوك - وكانوا يقولون من أصاب حدا وهو مملوك فلم يقم عليه حتى عتق فعليه حد المملوك (2) -
باب حد الرجل أمته إذا زنت
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن عيسى ثنا محمد بن عمرو الحرشي وجعفر بن محمد وإبراهيم بن علي وموسى بن محمد قالوا
ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم سئل عن الأمة إذا زنت ولم تحصن قال إن زنت فاجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها ثم بيعوها



(1) مص - أنبأ
(2) هامش ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في السادس والثلاثين فلله الحمد -
243
ولو بضفير قال ابن شهاب لا أدري أبعد الثالثة أو الرابعة -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك فذكره باسناده مثله إلى أنه قال
عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني زاد قال ثم إن زنت فبيعوها ولو بضفير - قال ابن شهاب لا أدرى في الثالثة
أو الرابعة والضفير الحبل - رواه البخاري في الصحيح عن إسماعيل عن مالك - ورواه مسلم عن القعنبي ويحيى بن يحيى
الا انه لم يذكر زيدا في حديثهما - وأخرجه من حديث ابن وهب عن مالك باسناده عنهما جميعا (وكذلك) رواه صالح
ابن كيسان ومعمر بن راشد عن الزهري -
(ورواه ابن عيينة كما حدثنا) أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي املاء أنبأ حاجب بن أحمد ثنا عبد الرحيم بن منيب ثنا سفيان
(ح وأنبأ) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي أنبأ ابن عيينة (ح وأخبرنا) أبو الحسين
ابن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا الزهري أخبرني
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني وشبل قالوا كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسئل
عن الأمة تزني - بنحوه وقال في الثالثة أو الرابعة قال يعقوب معمر يقول عن زيد وأبي هريرة، وابن عيينة يقول
شبل بن معبد وهو وهم (قال الشيخ) رحمه الله - أخرجه البخاري في الصحيح عن مالك بن إسماعيل عن ابن عيينة
دون ذكر شبل -
(وإنما حديث شبل كما أخبرنا) محمد بن الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو صالح
وابن بكير قالا ثنا الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن شبل بن خليد المزني عن
مالك بن عبد الله الأوسي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال للوليدة إذا زنت فاجلدوها ثم إذا زنت فاجلدوها
ثم إذا زنت فاجلدوها ثم إذا زنت فبيعوها ولو بضفير والضفير الحبل - كذا رواه يعقوب عنهما - ورواه البخاري
في التاريخ عن عبد الله عن الليث هكذا وعن ابن بكير عن الليث فقال عن عبد الله بن مالك الأوسي - وكذلك قاله
الزبيدي وابن أخي ابن شهاب عن الزهري (ورواه) يونس بن يزيد عن الزهري فقال شبل بن حامد قال البخاري
خليد أشبه حامد لا يصح عندي قال وفي إحدى الروايتين عنه عبد الله بن مالك وقال في الأخرى مالك بن عبد الله
(وفي حديث) عبيد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد كفاية (وقد ثبت ذلك) من وجه آخر عن أبي هريرة -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع
قال قال الشافعي أنبأ سفيان عن أيوب بن موسى عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا
زنت أمة أحدكم فتبين زناها فليجلدها الحد ولا يثرب عليها ثم إن عادت فزنت فتبين زناها فليجلدها الحد ولا يثرب
عليها ثم إن عادت فزنت فتبين زناها فليبعها ولو بضفير من شعر يعني الحبل - أخرجه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي
شيبة وغيره عن سفيان -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن أبي حامد المقرى قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا
محمد بن عبيد عن عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها ولا يعيرها فان عادت فليجلدها ولا يعيرها (1) فان عادت في الرابعة فليبعها ولو بحبل من شعر
أو ضفير من شعر - أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عبيد الله -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا يحيى بن آدم ثنا
إسرائيل عن السدى عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن قال خطبنا علي رضي الله عنه فقال أيها الناس أيما عبد وأمة فجرا
فأقيموا عليهما الحد وان زنيا فاجلدوهما الحد ثم قال إن خادما لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت من الزنا فبعثني لا جلدها



(1) كذا في النسخ ليس فيها ذكر الثالثة -
244
فوجدتها حديثة عهد بنفاسها فخشيت ان اقتلها فقال أحسنت اتركها حتى تماثل - رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا الحسن الزعفراني ثنا عفان ثنا أبو الأحوص ثنا عبد الاعلى
ابن عامر عن أبي جميلة عن علي رضي الله عنه قال أخبر النبي صلى الله وسلم بأمة فجرت فقال أقم عليها الحد فانطلقت
فوجدتها لم تجف من دمائها فرجعت فقال أفرغت فقلت وجدتها لم تجف من دمائها قال فإذا جفت من دمائها فأقم عليها
الحد قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقيموا الحد (1) على ما ملكت ايمانكم (قال وحدثنا) الحسن ثنا على ثنا
شريك عن عبد الاعلى و عبد الله بن أبي جميلة عن أبي جميلة عن علي رضي الله عنه قال ولدت أمة لبعض أزواج رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أقم عليها الحد فذكر نحوه (وروينا) فيما مضى عن الثوري عن عبد الاعلى -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن
عمرو بن دينار عن الحسن بن محمد بن علي ان فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حدت جارية لها زنت -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ
عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سعيد عن ثمامة بن انس ان انس بن مالك كان إذا زنى مملوكه أمر بعض بنيه فأقام عليه الحد -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أبو الأزهر ثنا روح بن عبادة ثنا ابن جريج أخبرني ابن أبي مليكة عن
عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه انه حد جارية له زنت فقال للذي يجلدها أسفل رجليها خفف قال فقلنا أين قول الله
عز وجل (ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله) قال انا اقتلها والرواية عن عبد الله بن عمر في قطعه عبدا له سرق مذكورة
في قطع الآبق إذا سرق (قال الشافعي رحمه الله) وكان الأنصار ومن بعدهم يحدون إماء هم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عمرو بن مطر ثنا يحيى بن محمد ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن عمرو بن مرة
قال سمعت سعيد بن جبير يقول إذا زنت الأمة لم تجلد الحد ما لم تزوج فسألت عبد الرحمن بن أبي ليلى فقال أدركت بقايا
الأنصار وهم يضربون الوليدة من ولائدهم في مجالسهم إذا زنت (قال الشافعي) وابن مسعود رضي الله عنه يأمر به
وأبو برزة رضي الله عنه يحد وليدته (قال الشيخ) رحمه الله قد مضت الرواية فيه عن ابن مسعود -
(وأنبأني) أبو عبد الله الحافظ إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عباد بن العوام عن أشعث
عن أبيه قال شهدت أبا برزة ضرب أمة له فجرت (قال وحدثنا) أبو بكر عن سفيان عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد عن
زيد رضي الله عنه انه حد جارية له -
(أخبرنا) أبو الحسن الرفاء أنبأ عثمان بن محمد بن بشر ثنا إسماعيل القاضي ثنا ابن أبي أويس ثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن
الفقهاء الذين ينتهى إلى قولهم من أهل المدينة كانوا يقولون لا ينبغي لاحد ان يقيم شيئا من الحدود دون السلطان الا ان
للرجل ان يقيم حد الزنا على عبده وأمته (2) -
باب ما جاء في حد الذميين ومن قال إن الامام مخير في الحكم
بينهم وان حكم حكم بما انزل الله عز وجل ومن قال
عليه ان يحكم بينهم وليس له الخيار
قال الشافعي رحمه الله قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم في أهل الكتاب (فان جاؤوك فاحكم بينهم أو أعرض



(1) مص - الحدود
(2) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في السابع والتسعين بعد خمس المائة بدار الحديث ولله الحمد -
245
عنهم) ففي هذه الآية بيان والله أعلم ان الله جعل لنبيه صلى الله عليه وسلم الخيار في الحكم بينهم أو يعرض عنهم وجعل عليه
ان حكم ان يحكم بينهم بالقسط قال وسمعت من ارضى من أهل العلم يقول في قول الله عز وجل (وان احكم بينهم بما انزل الله)
ان حكمت لأعز ما ان تحكم -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو عوانة عن مغيرة
عن إبراهيم والشعبي قالا إذا ارتفع أهل الكتاب إلى حكام المسلمين ان شاء حكم بينهم وان شاء اعرض عنهم فان حكم حكم
بما انزل الله عز وجل -
(وأخبرنا) أبو نصر أنبأ أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم أنبأ العوام عن إبراهيم التيمي
في قوله (فاحكم بينهم بالقسط) قال بالرجم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة عن سعيد بن أبي
عروبة عن قتادة عن الحسن قال خلوا بين أهل الكتاب وبين حكامهم فان ارتفعوا إليكم فأقيموا عليهم ما في كتابكم -
(أخبرنا) أبو الحسين محمد بن الحسين القطان ببغداد أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا أبو عوف عبد الرحمن بن مرزوق (1)
ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير (ح وأخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد
المصري ثنا يحيى بن أيوب ثنا عمرو بن خالد ثنا زهير بن معاوية عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر أن اليهود جاؤوا
إلى النبي صلى الله عليه وسلم برجل منهم وامرأة زنيا فقال كيف تعملون بمن زنى منكم قالوا نضربهما ونحممهما بأيدينا فقال
ما تجدون في التوراة قالوا لا نجد فيها شيئا فقال عبد الله بن سلام كذبتم في التوراة الرجم فأتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم
صادقين فجاؤوا بالتوراة فوضع مدراسها الذي يدرسها كفه على آية الرجم فطفق يقرأ ما دون يده وما وراءها ولا يقرأ
آية الرجم فضرب عبد الله بن سلام يده فقال ما هذا قال هي آية الرجم فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما
قريب (2) من حيث توضع الجنائز قال عبد الله فرأيت صاحبها يحنى عليها يقيها الحجارة - رواه مسلم في الصحيح عن أحمد
ابن يونس عن زهير وأخرجه البخاري من وجه آخر عن موسى بن عقبة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمر قالا ثنا أبو العباس محمد يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية
عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن البراء بن عازب قال مر على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي مجمم مجلود فدعاهم فقال
لهم هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم قالوا نعم فدعا رجلا من علمائهم فقال أنشدك الله الذي انزل التوراة على موسى
هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم فقال اللهم لا ولولا انك نشدتني بهذا لم أخبرك نجد حد الزاني في كتابنا الرجم ولكنه كثر
في اشرافنا فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد فقلنا تعالوا فلنجتمع على شئ نقيمه على
الشريف والضعيف فاجتمعنا على التحميم والجلد مكان الرجم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إني أول من أحيا
أمرا إذ أماتوه فأمر به فرجم فأنزل الله عز وجل (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر) إلى قوله (يقولون إن
أوتيتم هذا فخذوه) يقولون ائتوا محمدا فان أفتاكم بالتحميم والجلد فخذوه وان أفتاكم بالرجم فاحذروا إلى قوله (ومن
لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون) قال في اليهود إلى قوله (ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون) قال
في اليهود قال قوله (ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الفاسقون) قال في الكفار كلها - رواه مسلم في الصحيح عن
يحيى بن يحيى عن أبي معاوية -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن
بكير عن ابن إسحاق قال حدثني الزهري قال سمعت رجلا من مزينة يحدث سعيد بن المسيب ان أبا هريرة حدثهم ان
أحبار يهود اجتمعوا في بيت المدراس حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وقد زنى منهم رجل بعد احصانه



(1) مد - مسروق
(2) كتب عليه في مص - كذا -
246
بامرأة من اليهود قد أحصنت فقال انطلقوا بهذا الرجل وبهذه المرأة إلى محمد فسلوه كيف الحكم فيهما وولوه الحكم عليهما
فان عمل بعملكم فيهما من التجبية - وهو الجلد بحبل من ليف مطلى بقار ثم يسود وجوههما ثم يحملان على حمارين ويحول وجوههما
من قبل إلى دبر الحمار - فاتبعوه وصدقوه فإنما هو ملك وان هو حكم فيهما بالرجم فاحذروا على ما في أيديكم ان يسلبكموه فأتوه
فقالوا يا محمد هذا الرجل قد زنى بعد احصانه بامرأة قد أحصنت فاحكم فيهما فقد وليناك الحكم فيهما فمشى رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى اتى أحبارهم في بيت المدراس فقال يا معشر يهود أخرجوا إلى أعلمكم فأخرجوا إليه عبد الله بن صوريا الأعور
وقد روى بعض بني قريظة انهم اخرجوا إليه يومئذ مع ابن صوريا أبا ياسر بن اخطب ووهب بن يهوذا فقالوا هؤلاء
علماؤنا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خطل أمرهم إلى أن قالوا لابن صوريا هذا اعلم من بقي بالتوراة فخلا به
رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان غلاما شابا من أحدثهم سانا فألظ به المسألة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له يا بن
صوريا أنشدك الله وأذكرك أيامه عند بني إسرائيل هل تعلم أن الله حكم فيمن زنى بعد احصانه بالرجم في التوراة فقال اللهم
نعم اما والله يا أبا القاسم انهم ليعرفون (1) انك نبي مرسل ولكنهم يحسدونك فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بهما
فرجما عند باب مسجده في بنى غنم بن مالك بن النجار ثم كفر بعد ذلك ابن صوريا فأنزل الله عز وجل (يا أيها الرسول لا يحزنك
الذين يسارعون في الكفر) إلى قوله (سماعون لقوم آخرين لم يأتوك) يعنى الذين لم يأتوه وبعثوا وتخلفوا وأمروهم بما
أمروهم به من تحريف الحكم عن مواضعه قال (يحرفون الكلم عن مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه) للتجبية
(وان لم تؤتوه) أي الرجم (فاحذروا) إلى آخر القصة -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عبد العزيز بن يحيى أبو الإصبع الحراني حدثني محمد بن سلمة
عن محمد بن إسحاق عن الزهري قال سمعت رجلا من مزينة يحدث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال زنى رجل وامرأة
من اليهود وقد أحصنا حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وقد كان الرجم مكتوبا عليهم في التوراة فتركوه
واخذوا بالتجبية يضرب مائة بحبل مطلى بقار يحمل على حمار ووجهه مما يلي دبر الحمار فاجتمع أحبار من أحبارهم فبعثوا قوما
آخرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا سلوه عن حد الزاني قال وساق الحديث قال فيه قال ولم يكونوا من أهل
دينه فيحكم بينهم فخير في ذلك قال (فان جاؤوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم) -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي قال وكيع عن سفيان الثوري عن سماك
عن قابوس بن مخارق ان محمد بن أبي بكر كتب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه يسأله عن مسلم زنى بنصرانية فكتب إليه
ان أقم الحد على المسلم وادفع النصرانية إلى أهل دينها (قال الشافعي) فإن كان هذا ثابتا عندك فهو يدلك على أن الامام مخير
في أن يحكم بينهم أو يترك الحكم عليهم فعورض بحديث بجالة -
(وهو ما أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان عن عمرو سمع بجالة
يقول كنت كاتبا لجزى بن معاوية عم الأحنف بن قيس فأتانا كتاب عمر رضي الله عنه قبل موته بسنة اقتلوا كل ساحر
وساحرة وفرقوا بين كل ذي محرم من المجوس وانهوهم عن الزمزمة فقتلنا ثلاثة سواحر وجعلنا نفرق بين المرأة وحريمها
في كتاب الله عز وجل وصنع طعاما كثيرا وعرض السيف على فخذه ودعا المجوس فالقوا وقر بغل أو بغلين من فضة



(1) مص - ليعلمون -
247
فأكلوا بغير زمزمة ولم يكن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
ان النبي صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر -
(أخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الربيع قال قال الشافعي فقلت له بجالة رجل مجهول وليس بالمشهور ولسنا نحتج
برواية مجهول ولا نعرف ان جزى بن معاوية كان عاملا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم ساق الكلام عليه إلى أن قال
ولا نعلم أحدا من أهل العلم روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم بينهم الا في المواد عين اللذين رجما ولا نعلم عن
أحد من أصحابه بعده الا ما روى بجالة مما يوافق حكم الاسلام وسماك بن حرب عن علي رضي الله عنه مما يوافق قولنا في أنه
ليس للامام ان يحكم الا ان يشاء وهاتان الروايتان وان لم تخالفانا غير معروفتين عندنا ونحن نرجو أن لا نكون ممن تدعوه
الحجة على من خالفه إلى قبول خبر من لا يثبت خبره بمعرفته عنده - كذا قال الشافعي رحمه الله في كتاب الحدود ونص
في كتاب الجزية على أن ليس للامام الخيار في أحد من المعاهدين الذين يجرى عليهم الحكم إذا جاؤه في حد الله وعليه ان يقيمه
واحتج بقول الله عز وجل (حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) قال فكان الصغار والله أعلم ان يجرى عليهم حكم
الاسلام وذكر في هذا الكتاب حديث بجالة في الجزية وقال حديث بجالة متصل ثابت لأنه أدرك عمر رضي الله عنه
وكان رجلا في زمانه كاتبا لعماله وكأن الشافعي رحمه الله لم يقف على حال بجالة بن عبد ويقال ابن عبدة حين صنف كتاب
الحدود ثم وقف عليه حين صنف كتاب الجزية إن كان صنفه بعده وحديث بجالة أحد ما اختلف فيه البخاري ومسلم فتركه
مسلم وأخرجه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله المديني عن سفيان بن عيينة وحديث علي رضي الله عنه مرسل
وقابوس بن مخارق غير محتج به والله أعلم - قال الشافعي رحمه الله في القديم في كتاب القضاء وقد زعم بعض المحدثين عن
عوف الاعرابي عن الحسن -
(وإنما متى ما أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا إسحاق الأزرق عن
عوف الاعرابي قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدى بن أرطأة اما بعد فسل الحسن بن أبي الحسن ما منع من قبلنا من
الأئمة ان يحولوا بين المجوس وبين ما يجمعون من النساء الآتي لا يجمعهن أحد من أهل الملل غيرهم قال فسأل عدى الحسن
فأخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قيل من مجوس أهل البحرين الجزية وأقرهم على مجوسيتهم وعامل رسول الله
صلى الله عليه وسلم على البحرين العلاء بن الحضرمي وأقرهم أبو بكر رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأقرهم عمر بعد أبي بكر رضي الله عنهما وأقرهم عثمان رضي الله عنه (قال الشيخ) رحمه الله وهذا الأثر إنما يدل على أنهم
يتركون وأمرهم فيما بينهم ما لم يتحاكموا إلينا فإذا ترافعوا إلينا في حكم حكمنا بينهم بما انزل الله عز وجل وقد روى عن
ابن عباس رضي الله عنه ما دل على أن آية التخيير في الحكم صارت منسوخة -
(حدثنا) الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان الصعلوكي املاء وأبو عبد الله الحافظ وغيره قالوا أنبأ أبو العباس محمد بن
يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا سعيد بن سليمان ثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين عن الحكم عن مجاهد عن ابن

248
عباس قال آيتان نسختا من هذه السورة يعنى المائدة آية القلائد وقوله (فاحكم بينهم أو أعرض) عنهم قال فكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم مخيرا إن شاء حكم بينهم وان شاء اعرض عنهم فردهم إلى حكامهم قال ثم نزلت (وان احكم بينهم بما
انزل الله ولا تتبع أهواء هم) قال فأمر النبي صلى الله عليه وسلم ان يحكم بينهم بما في كتابنا (ورواه) أيضا عطية العوفي عن ابن
عباس في الحكم وهو قول عكرمة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا أبو حذيفة عن سفيان عن السدى عن
عكرمة (فان جاؤوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم) قال نسختها هذه الآية (وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع أهواءهم) -
باب الحكم بينهم إذا حكم بما انزل الله على نبيه محمد صلى الله
عليه وسلم دون ما في كتبهم
بدليل الآيات التي كتبناها
(وأخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن سعد عن
ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس أنه قال كيف تسألون أهل الكتاب عن شئ وكتابكم الذي
انزل الله على نبية صلى الله عليه وسلم أحدث الاخبار تقرؤنه محضا لم يشب ألم يخبركم الله في كتابه انهم حرفوا كتاب الله
وبدلوا وكتبوا كتابا بأيديهم فقالوا هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا الا ينهاكم العلم الذي جاء كم عن مسألتهم والله
ما رأينا رجلا منهم قط يسألكم عما انزل الله إليكم - رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل عن إبراهيم
ابن سعد - (1)
جماع أبواب القذف
باب ما جاء في تحريم القذف
قال الله جل ثناؤه (ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدينا والآخرة ولهم عذاب عظيم)
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي الحافظ ببغداد ثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن حمدان النيسابوري ثنا الحسن
ابن علي بن زياد ثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ثنا سليمان بن بلال عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وماهن قال الشرك بالله والسحر وقتل
النفس التي حرم الله الا بالحق واكل الربا واكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف الغافلات المؤمنات - وفي رواية
غيره وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات - رواه البخاري في الصحيح عن عبد العزيز الأويسي وأخرجه مسلم من
وجه آخر عن سليمان بن بلال -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق املاء أنبأ أبو المثنى ومحمد بن عيسى بن السكن وهشام بن علي قالوا ثنا



(1) هامش ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في السابع والثلاثين فلله الحمد -
249
عبد الله بن مسلمة القعنبي ثنا داود بن قيس عن أبي سعيد مولى عامر بن كريز عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تناجشوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله اخوانا المسلم أخو المسلم
لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ههنا يشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشران يحقر أخاه المسلم كل
المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه - رواه مسلم في الصحيح عن القعنبي
باب ما جاء في تحريم قذف المملوكين وان
لم يوجب الحد الكامل في حكم الدنيا
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ
فضيل بن غزوان (ح وأخبرنا) أبو عمر والأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ أبو يعلى أنبأ أبو خيثمة ثنا إسحاق بن يوسف
عن فضيل بن غزوان عن ابن أبي نعم عن أبي هريرة سمعت (1) نبي التوبة أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول أيما رجل قذف
مملوكه وهو برئ مما قال أقيم عليه الحد يوم القيامة الا أن يكون كما قال له - لفظ حديث إسحاق - رواه مسلم في الصحيح عن أبي
خيثمة وأخرجه البخاري من وجه آخر عن فضيل -
باب ما جاء في حد قذف المحصنات) *
قال الله جل ثناؤه (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا
وأولئك هم الفاسقون) -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا
يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عمرة بنت عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة
عن عائشة رضي الله عنها انها قالت لما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم القصة التي نزل بها عذرى على الناس نزل رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأمر برجلين وامرأة ممن كان باء؟ بالفاحشة في عائشة فجلدوا الحد قال وكان رماها عبد الله بن أبي
ومسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت رحمنة بنت جحش أخت زينب بنت جحش رموها بصفوان بن المعطل السلمي
(وكذلك) رواه محمد بن أبي عدى عن محمد بن إسحاق -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا النفيلي ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق بهذا الحديث
لم يذكر عائشة قال فأمر برجلين وامرأة ممن تكلم بالفاحشة فضربوا حدهم حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة - قال أبو داود
قال النفيلي ويقولون المرأة حمنة بنت جحش -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ علي بن الفضل بن محمد بن عقيل ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا أبو الربيع ثنا فليح بن
سليمان قال وسمعت ناسا من أهل العلم يقولون إن أصحاب الإفك جلدوا الحد ولا نعلم ذلك فشا -
(وأخبرنا) أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا علي بن المديني ثنا هشام بن يوسف ثنا القاسم ابن أخي
خلاد عن خلاد بن عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب انه سمع ابن عباس يقول بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب
الناس اتاه رجل من بنى ليث بن بكر فذكر الحديث في اقراره بالزنا بامرأة وانكارها وجلده مائة ولم يكن تزوج قال
فقال النبي صلى الله عليه وسلم من شهودك انك خبثت بها فإنها تنكر فإن كان لك شهداء جلدتها والا جلدتك حد الفرية فقال
يا رسول الله والله مالي شهداء فأمر به فجلد حد الفرية ثمانين -



(1) مص - سمع
250
(أخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي ثنا ابن قتيبة ثنا هشام بن عمار ثنا مسلم بن خالد الزنجي ثنا عباد بن إسحاق
عن أبي خازم عن سهل بن سعد قال جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنه زنى بفلانة امرأة سماها فبعث النبي
صلى الله عليه وسلم إليها فأنكرت فرجمه وتركها -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن سلمة بن
المجنون (1) الحنفي قال قلت لرجل يا فاعل بأمه فقد منى إلى أبي هريرة فضربني الحد قال يعقوب سلمة يكنى بابى عيثمة من
بنى شيبان وقال شعبة عن أبي ميمونة قال قدمت المدينة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد يقول ثنا عثمان بن عمر بن
فارس أنبأ شعبة عن أبي ميمونة قال قدمت المدينة فنزلت عن راحلتي فعقلتها فدخلت المسجد فجاء رجل فحل عقالها فقلت
له يا فاعل بأمه قال فقد منى إلى أبي هريرة فضربني ثمانين سوطا قال فأنشأت أقول -
الا لو تروني يوم اضرب قائما * ثمانين سوطا انني لصبور
قال يعقوب وقال شريك عن سلمة بن المجنون وقال الفريابي عن سفيان عن شيخ من بنى شيبان يقال له أبو عيشة قال
فرفعني إلى أبي هريرة بالبحرين -
(أخبرنا) أبو الحسن الرفاء أنبأ عثمان بن محمد بن بشر ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا ابن أبي أويس ثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن
الفقهاء من أهل المدينة كانوا يقولون من قال للرجل يا لوطي جلد الحد (2) -
باب العبد يقذف حرا
(أخبرنا) أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني العدل ثنا أبو بكر محمد بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا
ابن بكير ثنا مالك عن ابن أبي الزناد أنه قال جلد عمر بن عبد العزيز رحمه الله عبدا في فرية ثمانين قال أبو الزناد فسألت
عبد الله بن عامر بن ربيعة عن ذلك فقال أدركت عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما والخلفاء هلم جرا ما رأيت
أحدا جلد عبدا في فرية أكثر من أربعين (ورواه) الثوري عن عبد الله بن ذكوان أبى الزناد حدثني عبد الله بن عامر بن ربيعة
قال لقد أدركت أبا بكر وعمرو عثمان رضي الله عنهم ومن بعدهم من الخلفاء فلم أرهم يضربون المملوك في القدف الا أربعين
(أخبرناه) أبو بكر الإردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان
فذكره (وعن سفيان) ثنا جعفر عن أبيه ان عليا رضي الله عنه كان لا يضرب المملوك إذا قذف حرا الا أربعين -
باب من قال لاحد الا في القذف الصريح
(استدلا بما أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا ابن أبي أويس
(ح قال وحدثنا) الاسفاطى ثنا إسماعيل هو ابن أبي أويس عن مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة



(1) ر - مص - المحبق - وفي هامش ر - ما لفظه - بخط الحافظ ابن عساكر صوابه المجنون
(2) هامش ر وهامش مص - آخر الجزء السابع والخمسين بعد المائة من الأصل ولله الحمد - وبهامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الثامن والتسعين بعد خمس المائة ولله الحمد - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في الثامن والثلاثين ولله الحمد - بلغ سماعهم بجامع مصر حرسهما
الله تعالى أجمع في الخامس عشر ولله الحمد -
251
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء اعرابي فقال إن امرأتي ولدت غلاما اسود قال هل لك من إبل قال نعم قال
ما ألوانها قال حمر قال هل فيها أورق قال نعم قال مم ذاك قال ذاك عرق نزعه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعل
ابنك نزعه عرق - لفظ حديث الاسفاطى - رواه البخاري في الصحيح عن إسماعيل بن أبي أويس -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق املاء أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا الزهري أخبرني
سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال جاء اعرابي من بنى فزارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان امرأتي
ولدت غلاما اسود فقال النبي صلى الله عليه وسلم فهل لك من إبل فقال نعم قال ما ألوانها قال حمر فقال رسول الله
صلى الله وسلم فهل فيها من أورق قال إن فيها لورقا؟ قال فانى اتاها ذلك قال لعله عرق نزعها قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ولعل عرقا نزعه - رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة وجماعة عن سفيان وسائر طرقه قد مضت في كتاب اللعان -
(أخبرنا) أبو عمر والأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو يعلى ثنا هارون بن معروف ثنا سفيان عن أبي الزناد عن
الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تعجبون كيف يصرف الله عنى لعن قريش وشتمهم
يشتمون مذمما ويلعنون مذمما وانا محمد (صلى الله عليه وسلم) رواه البخاري في الصحيح عن علي عن سفيان -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني رحمه الله أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان عن
المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال قال عبد الله بن مسعود لا جلد الا في اثنتين ان يقذف محصنة أو ينفى رجلا (1)
من أبيه -
(وأخبرنا) عبد الله أنبأ أبو سعيد ثنا سعدان ثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد قال ما كنا نرى الجلد الا في
القذف البين والنفي البين -
باب من حد في التعريض
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة والفقيه أبو الحسن بن أبي المعروف قالا أنبأ أبو عمرو بن نجيد السلمي أنبأ أبو مسلم ثنا أبو عاصم
عن ابن أبي ذئب عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر أن عمر رضي الله عنه كان يضرب في التعريض الحد -
(وأخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن محمد بن عبد الرحمن أبى الرجال
عم أمه عمرة بنت عبد الرحمن ان رجلين استبا في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال أحدهما للآخر ما أبى بزان ولا أمي
بزانية فاستشار في ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال قائل مدح أباه وأمه وقال آخرون كان لأبيه وأمه مدح سوى
هذا نرى ان تجلده الحد فجلده عمر بن الخطاب رضي الله عنه الحد ثمانين -
باب ما جاء في الشتم دون القذف
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي
فديك؟ ثنا إبراهيم بن إسماعيل الأشهلي ثنا داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال



(1) هامش ر - رجل -
252
الرجل للرجل يا مخنث فاجلدوه عشرين وإذا قال الرجل للرجل يا يهودي فاجلدوه عشرين - تفرد به إبراهيم الأشهلي وليس
بالقوى وهو ان صح محمول على التعزير -
(وقد أخبرنا) أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو عوانة عن
عبد الملك بن عمير عن أصحابه عن علي رضي الله عنه في الرجل يقول للرجل يا خبيث يا فاسق قال ليس عليه حد معلوم، يعزر
الوالي بما رأى -
(وأخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو أحمد الغطريف (1) أنبأ أبو يعلى ثنا عبيد الله القواريري ثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن
عمير عن شيخ من أهل الكوفة قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول انكم سألتموني عن الرجل يقول للرجل يا كافر يا فاسق
يا حمار وليس فيه حد وإنما فيه عقوبة من السلطان فلا تعودوا فتقولوا -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا معاذ بن معاذ عن عوف
الاعرابي عن أبي رجاء العطاردي قال كان عمر وعثمان رضي الله عنهما يعاقبان على الهجاء -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر الشافعي ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل ثنا يحيى بن أبي قتيلة ثنا عبد العزيز بن محمد
حدثني عبد الواحد بن أبي عون عن ابن شهاب عن القاسم بن محمد وعن عبيد الله بن عبد الله حدثاه ان عمر بن الخطاب
رضي الله عنه كان يجلد من يفترى على نساء أهل الملة (2) وهذا منقطع وهو محمول ان ثبت على التعزير والله أعلم -
باب من رمى رجلا بالزنا بامرأته
(أخبرنا) أبو الحسن محمد بن أبي المعروف ثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن جمان الرازي ثنا محمد بن أيوب أنبأ (3) مسدد ثنا حفص
عن أشعث عن الحسن ان رجلا قال لرجل ما تأتى امرأتك الا زنا أو حراما فرفع ذلك إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فقال قذفني فقال قذفك بأمر يحل لك - هذا منقطع -
كتاب السرقة
جماع أبواب القطع في السرقة
قال الله عز وجل (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم)
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى البزاز ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا أبو معاوية (ح وأخبرنا)
أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية
عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع
يده ويسرق الحبل فتقطع يده - لفظ حديث الزعفراني - رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب عن أبي معاوية -
ورواه البخاري عن عمر بن حفص عن أبيه عن الأعمش وزاد فيه قال الأعمش كانوا يرون انه بيضة الحديد والحبل كانوا
يرون ان منها ما يسوى دراهم -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارا ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ ثنا سعيد بن
سليمان أنبأ الليث بن سعد عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة ان قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا
من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ومن يجترئ عليه الا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب فقال أيها الناس إنما هلك



(1) مص - ابن الغطريف
(2) كذا
(3) مص - ثنا -
253
الذين من قبلكم انهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة
بنت محمد سرقت لقطعت يدها رواه - البخاري في الصحيح عن سعيد بن سليمان - ورواه مسلم عن قتيبة وابن رمح
عن الليث -
باب ما يجب فيه القطع
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن صالح بن هانئ ثنا محمد بن عمرو الحرشي أخبرنا القعنبي ثنا إبراهيم بن سعد عن
ابن شهاب عن عمرة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقطع اليد في ربع دينار فصاعدا - رواه البخاري
في الصحيح عن القعنبي -
(وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى أنبأ أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه قال قرئ على أبى على الحسن بن مكرم البصري
ببغداد ثنا يزيد بن هارون أنبأ سليمان بن كثير وإبراهيم بن سعد قالا ثنا الزهري عن عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال القطع في ربع دينار فصاعدا -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم فذكره
بمثله - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون - قال البخاري تابعه معمر عن الزهري -
(حدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف املاء أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنبأ أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق
أنبأ معمر عن الزهري عن عمرة عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تقطع يد السارق في ربع دينار فصاعدا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو عبد الرحمن السلمي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا احمد
ابن شيبان الرملي ثنا سفيان (ح وأنبأ) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ
الشافعي أنبأ ابن عيينة عن ابن شهاب عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال القطع في ربع
دينار فصاعدا - لفظ حديث الشافعي وفي رواية الرملي كان يقطع في ربع دينار فصاعدا - رواه مسلم في الصحيح
عن يحيى بن يحيى وغيره عن سفيان -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ إسماعيل بن أحمد أنبأ محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا حرملة (ح وأنبأ) أبو علي الروذباري
أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا ابن السرح قالا أنبأ ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عروة وعمرة عن
عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تقطع يد السارق في ربع دينار فصاعدا - لفظ حديث ابن السرح وفي
رواية حرملة قال عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقطع يد السارق
الا في ربع دينا فصاعدا - رواه البخاري في الصحيح عن ابن أبي أويس عن ابن وهب - ورواه مسلم عن أبي الطاهر
ابن السرح وحرملة -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن أحمد المقرى أنبأ عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ثنا بشر بن الحكم ثنا عبد العزيز
ابن محمد عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن أبي بكر بن محمد عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة انها سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول لا تقطع يد سارق الا في ربع دينار فصاعدا - رواه مسلم في الصحيح عن بشر بن الحكم -

254
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا
أحمد بن خالد ثنا محمد بن إسحاق عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال أتيت بنبطي قد سرق فبعثت إلى عمرة بنت
عبد الرحمن أي بنى ان لم يكن بلغ ربع دينار فلا تقطعه فان عائشة رضي الله عنها حدثتني انها سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول لا يقطع في دون ربع دينار - قال فنظر فإذا سرقته بلغت درهمين قال فضربته وغرمته وخليت سبيله -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ثنا أبو النضر ثنا محمد بن راشد عن يحيى بن
يحيى الغساني قال قدمت المدينة فلقيت أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وهو عامل على المدينة فقال أتيت بسارق من أهل
بلادكم حوراني قد سرق سرقة يسيرة قال فأرسلت إلى خالتي عمرة بنت عبد الرحمن ان لا تعجل في أمر هذا الرجل حتى
آتيك فأخبرك ما سمعت من عائشة رضي الله عنها في أمر السارق قال فأتتني فأخبرتني انها سمعت عائشة رضي الله عنها تقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقطعوا في ربع دينار ولا تقطعوا فيما هو أدنى من ذلك - وكان ربع دينار يومئذ ثلاثة دراهم
والدينار اثنا عشر درهما قال وكانت سرقته دون الربع دينار فلم اقطعه (ورواه) سليمان بن يسار ومحمد بن عبد الرحمن بن
زرارة الأنصاري عن عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله نحو رواية الجماعة عن الزهري عن عمرة -
(أخبرنا) أبو عمر والبسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو يعلى ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا عبدة وحميد بن عبد الرحمن
(ح قال وأنبأ) أبو بكر أخبرني الحسن بن سفيان ثنا ابن نمير ثنا حميد بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة رضي الله عنها قالت لم يقطع سارق في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في أقل من ثمن المجن حجفة أو ترس وكلاهما
ذو ثمن - لفظ حديث ابن نمير - رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن عثمان بن أبي شيبة - ورواه مسلم أيضا عن محمد بن
عبد الله بن نمير (وكذلك) رواه عبد الله بن المبارك وأبو أسامة في آخرين عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
موصولا وأرسله جماعة آخرون -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ علي بن عيسى بن إبراهيم ثنا إبراهيم ابن أبي طالب ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير ووكيع
وابن إدريس عن هشام بن عروة عن أبيه ان يد السارق لم تقطع في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في أدنى من ثمن
حجفة أو ترس وكل واحد منهما ذو ثمن وان يد السارق لم تقطع في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشئ التافه -

255
(والذي عندي) ان القدر الذي رواه من وصله من قول عائشة وكل من رواه موصولا حفاظ اثبات وهذا الكلام الأخير
من قول عروة فقد رواه عبدة بن سليمان وميز كلام عروة من كلام عائشة رضي الله عنها -
(أخبرنا) أبو عمر والأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن هو ابن سفيان والقاسم هو ابن زكريا قالا ثنا هارون بن
إسحاق ثنا عبدة عن هشام ان رجلا سرق قدحا فأتى به عمر بن عبد العزيز فقال هشام فقال أبى ان اليد لا تقطع بالشئ التافه
ثم قال حدثتني عائشة رضي الله عنها انه لم تكن يد تقطع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في أدنى من ثمن مجن حجفة
أو ترس -
باب اختلاف الناقلين في ثمن المجن وما يصح منه ومالا يصح
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك (ح وأخبرنا)
أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن عيسى ثنا جعفر بن محمد ومحمد بن عمرو موسى بن محمد وإبراهيم بن علي قالوا ثنا يحيى بن يحيى قال
قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع سارقا في مجن قيمته ثلاثة دراهم - رواه
البخاري في الصحيح عن ابن أبي أويس عن مالك ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى -
(وأخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنبأ أبو حامد ابن الشرقي ثنا عبد الرحمن بن بشر وأبو الأزهر قالا
ثنا عبد الرزاق أنبأ ابن جريج أخبرني إسماعيل بن أمية ان نافعا حدثه ان ابن عمر حدثهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قطع
يد رجل سرق ترسا من صفة النساء ثمنه ثلاثة دراهم - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ثنا علي بن عبد العزيز (ح وأنبأ) أبو عبد الله
الحافظ حدثني بكير بن أحمد الحداد بمكة ثنا بشر بن موسى قالا ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن أيوب وإسماعيل بن أمية وعبيد الله
وموسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قطع في مجن ثمنه ثلاثة دراهم - رواه مسلم في الصحيح
عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي عن أبي نعيم - وأخرجه البخاري من وجه آخر عن عبيد الله بن عمرو موسى بن عقبة -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا الحسين بن إسماعيل ثنا عبيد الله (1) بن سعد ثنا عمى
ثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني يزيد بن أبي حبيب ان بكير بن عبد الله الأشج حدثه ان سليمان بن يسار حدثه ان عمرة بنت
عبد الرحمن حدثته انها سمعت عائشة رضي الله عنها تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطع السارق فيما دون ثمن
المجن فقيل لعائشة رضي الله عنها ما ثمن المجن قالت ربع دينار -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو الحسن المصري ثنا محمد بن عمرو ثنا عبد الغفار بن داود ثنا ابن لهيعة ثنا أبو النضر
عن عمرة عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقطع يد السارق الا في ثمن المجن فما فوقه قالت عمرة بنت
عبد الرحمن فقلت لعائشة رضي الله عنها ما ثمن المجن يومئذ قالت ربع دينار (وحديث عائشة) عن النبي صلى الله عليه وسلم
القطع في ربع دينار وحديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قطع في مجن قيمته ثلاثة دراهم (قال الشافعي) هذان
موتفقان لان ثلاثة دراهم في زمان النبي صلى الله عليه وسلم ربع دينار وذلك أن الصرف على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم اثنا عشر درهما بدينار وكان كذلك بعده وفرض عمر الدية اثنى عشر ألف درهم على أهل الورق وعلى أهل الذهب
ألف دينار وقالت عائشة وأبو هريرة وابن عباس في الدية اثنا عشر ألف درهم واحتج في ذلك أيضا بحديث عثمان في
الأترجة وذلك يرد وحديث أبي بكر بن حزم عن عمرة عن عائشة دليل على ذلك والله أعلم (2) -



(1) مد - عبد الله
(2) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في التاسع والتسعين بعد خمس المائة بالدار ولله الحمد -
256
(فاما الحديث الذي أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا أحمد بن خالد الوهبي ثنا
محمد بن إسحاق عن أيوب بن موسى عن عطاء عن ابن عباس قال كان ثمن المجن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم
عشرة دراهم - فكذا رواه محمد بن إسحاق بن يسار وقد خالفه الحكم بن عتيبة فرواه عن عطاء ومجاهد عن أيمن الحبشي -
(أخبرناه) أبو بكر بن الحارث الفقيه الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا ابن رستة ثنا أبو كامل ثنا أبو عوانة عن منصور
عن الحكم عن عطاء ومجاهد عن أيمن قال كان يقال لا يقطع السارق الا في ثمن المجن وأكثر قال وكان ثمن المجن يومئذ دينار
قال البخاري تابعه شيبان عن منصور (قال الشيخ) رحمه الله وكذلك ورواه سفيان الثوري عن منصور عن الحكم عن
مجاهد عن أيمن قال لم تقطع اليد في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم الا في مجن وقيمته يومئذ دينار - قال البخاري
أيمن الحبشي من أهل مكة مولى ابن أبي عمرة المكي سمع عائشة روى عنه ابنه عبد الواحد بن أيمن (قال الشيخ رحمه الله)
وروايته عن النبي صلى الله عليه وسلم منقطعة (ورواه) شريك بن عبد الله القاضي عن منصور فخلط في اسناده؟ فروى عنه
عن منصور عن مجاهد وعطاء عن أيمن ابن أم أيمن (1) رفعه (وروى) عنه عن منصور عنهما عن أم أيمن (وروى) عنه عن
منصور عن عطاء عن أيمن ابن أم أيمن عن أم أيمن وهذا من خطأ شريك أو من روى عنه -
(وقد أجاب عنه الشافعي بما - 2 - أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان قال قال
الشافعي رضي الله عنه قلت لبعض الناس هذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقطع في ربع دينار فصاعدا فكيف
قلت لا تقطع اليد الا في عشرة دراهم فصاعدا وما حجتك في ذلك قال قد روينا عن شريك عن منصور عن مجاهد عن أيمن
عن النبي صلى الله عليه وسلم شبيها بقولنا قلت أتعرف أيمن إنما أيمن الذي روى عنه عطاء فرجل حدث لعله أصغر من عطاء
وروى عنه عطاء حديثا عن تبيع ابن امرأة كعب عن كعب فهذا منقطع والحديث المنقطع لا يكون حجة (قال فقد روى
شريك بن عبد الله عن مجاهد عن أيمن ابن أم أيمن اخى أسامة لامه قلت لا علم لك بأصحابنا أيمن أخو أسامة قتل مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم حنين قبل يولد مجاهد ولم يبق بعد النبي صلى الله عليه وسلم فيحدث عنه (قال الشيخ رحمه الله)
والذي أشار إليه الشافعي رضي الله عنه من رواية عطاء عن أيمن غير هذا الحديث -



(1) ر - عن أيمن وأم أيمن
(2) مص - فيما
257
(فهو ما أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا سعدان بن نصر ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق
عن عبد الملك عن عطاء عن أيمن مولى ابن الزبير عن تبيع عن كعب قال من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى العشاء الآخرة
وصلى بعدها أربع ركعات فأتم ركوعهن وسجودهن وتعلم ما يقترئ فيهن كن له بمنزلة ليلة القدر - وقد أشار إليه البخاري في

258
التاريخ واستدل هو وغيره بذلك على أن حديثه في ثمن المجن منقطع -
(واما الحديث الذي أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان أنبأ أبو يعلى ثنا ابن نمير ثنا أبي عن محمد بن إسحاق
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان ثمن المجن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة دراهم -
(فقد أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي رضي الله عنه هذا رأى من عبد الله بن عمرو
في رواية عمرو بن شعيب والمجان قديما وحديثا سلع يكون ثمن عشرة ومائة ودرهمين فإذا قطع رسول الله صلى الله عليه
وسلم في ربع دينار قطع في أكثر منه وأنت تزعم أن عمرو بن شعيب ليس ممن تقبل روايته وتترك علينا سننا رواها توافق
أقاويلنا وتقول غلط فكيف ترد روايته مرة ثم تحتج به على أهل الحفظ والصدق مع أنه لم يرو شيئا يخالف قولنا -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا يعقوب بن إسحاق ومحمد بن حيان قالا ثنا سهل ثنا وهيب عن أبي
واقد عن عامر بن سعد عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قطع في مجن ثمنه (1) خمسة دراهم -
باب ما جاء عن الصحابة رضي الله عنهم فيما يجب به القطع) *
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه ثنا أبو الفضل عبدوس بن الحسين ثنا أبو حاتم الرازي ثنا الأنصاري حدثني حميد الطويل قال
سأل قتادة انس بن مالك فقال يا أبا حمزة أيقطع السارق في أقل من دينار قال قد قطع أبو بكر رضي الله عنه في شئ لا يسرني
انه لي بثلاثة دراهم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي رضي الله عنه أنبأ ابن عيينة عن
حميد الطويل قال سمعت قتادة يسأل انس بن مالك عن القطع فقال حضرت أبا بكر الصديق رضي الله عنه قطع سارقا في
شئ ما يسوى ثلاثة دراهم وما يسرني انه لي بثلاثة دراهم -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله الصفار ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني عمرو بن محمد ثنا أبو أحمد الزبيري
عن سفيان عن شعبة عن قتادة عن انس قال قطع أبو بكر رضي الله عنه في خمسة دراهم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا شعبة عن قتادة



(1) هامش ر - خ ر - قيمة -
259
عن انس ان رجلا سرق مجنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو أبى بكر أو عمر فقوم خمسة دراهم فقطعه -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن عمر مشكدانه ثنا عبيدة بن
الأسود عن سعيد عن قتادة عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قطع في مجن ثمن خمسة دراهم وان أبا بكر رضي الله عنه
قطع في مجن ثمن خمسة دراهم - كذا قال والمحفوظ من حديث سعيد بن أبي عروبة -
(كما أخبرنا) أبو عبد الله الأحفظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سعيد
وهو ابن أبي عروبة عن قتادة عن انس بن مالك ان أبا بكر رضي الله عنه قطع في مجن ثمنه خمسة دراهم أو أربعة دراهم
شك سعيد -
(وأخبرنا) أبو الخير جامع بن أحمد الوكيل أنبأ أبو طاهر المحمد آباذي ثنا عثمان بن سعيد ثنا موسى بن إسماعيل ثنا أبو هلال
(ح وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا أبو يعلى وإبراهيم بن محمد قالا ثنا شيبان ثنا أبو هلال عن
قتادة عن انس قال قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما في مجن قلت كم كان يساوى قال خمسة
دراهم - لفظ حديث شيبان وفي رواية موسى قال أبو هلال حفظي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع يد سارق في
مجن قال قلنا يا أبا حمزة كم كان يسوى ذاك المجن قال خمسة دراهم -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أبو مسلم ثنا سليمان بن حرب ثنا أبو هلال عن قتادة عن انس ان
النبي صلى الله عليه وسلم قطع في مجن خمسة دراهم أو أربعة دراهم فلقيت سعيد بن أبي عروبة فقال هو عن أبي بكر الصديق
رضي الله عنه فلقيت هشام بن أبي عبد الله فقال هو عن النبي صلى الله عليه وسلم والا فهو عن أبي بكر فكأنه شك فيه والصحيح
انه عن أبي بكر رضي الله عنه -
(أخبرنا) أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكى ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن
عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن أبيه عن عمرة بنت عبد الرحمن ان سارقا سرق أترجة في عهد عثمان رضي الله عنه فأمر بها
عثمان فقومت ثلاثة دراهم من صرف اثنى عشر درهما بدينار فقطع يده قال مالك وهي الاترنجة التي يأكلها الناس -
(وأخبرنا) أبو زكريا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أخبرني غير واحد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي رضي الله عنه
قال القطع في ربع دينار فصاعدا -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن مطر أنبأ أبو خليفة ثنا القعنبي ثنا سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه ان
عليا رضي الله عنه قطع يد سارق في بيضة من حديد ثمن ربع دينار -
(واما الأثر الذي أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو نعيم ثنا سفيان
عن عطية بن عبد الرحمن الثقفي قال أخبرني القاسم بن عبد الرحمن قال أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بسارق قد سرق
ثوبا قال فقال لعثمان رضي الله عنه قومه فقومه ثمانية دراهم فلم يقطعه -
(أخبرنا) الشيخ أبو الفتح الشريف أنبأ عبد الرحمن بن أبي شريح ثنا أبو القاسم البغوي ثنا علي بن الجعد أنبأ المسعودي
عن القاسم قال قال عبد الله بن مسعود لا تقطع اليد الا في الدينار أو العشرة دراهم - فكلاهما منقطع -
(وقد أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان قال قال الشافعي قال بعضي الناس
قد روينا قولنا عن علي رضي الله عنه قال الشافعي قلت رواه الزعافري عن الشعبي عن علي رضي الله عنه وقد أخبرنا

260
أصحاب جعفر بن محمد عن أبيه ان عليا رضي الله عنه قال القطع في ربع دينار فصاعدا وحديث جعفر عن علي أولى ان يثبت
من حديث الزعافري قال فقد روينا عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال لا تقطع اليد الا في عشرة دراهم قلنا فقد
روى الثوري عن عيسى بن أبي عزة عن الشعبي عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع سارقا في خمسة
دراهم وهذا أقرب أن يكون صحيحا عن عبد الله من حديث المسعودي عن القاسم عن عبد الله قال فكيف لم تأخذوا
بهذا قلنا هذا حديث لا يخالف حديثنا إذا قطع في ثلاثة دراهم قطع في خمسة أو أكثر قال فقد روينا عن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه انه لم يقطع في ثمانية دراهم قال الشافعي روايته عن عمر رضي الله عنه غير صحيحة وقد روى معمر عن عطاء
الخراساني عن عمر رضي الله عنه القطع في ربع دينار فصاعدا فلم نر ان نحتج به لأنه ليس بثابت وليس لاحد مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم حجة وعلى المسلمين اتباع امره قال الشافعي رضي الله عنه فلا إلى حديث صحيح ذهب من خالفنا
ولا إلى ما ذهب إليه من ترك الحديث واستعمل ظاهر القرآن (قال الشيخ) رحمه الله اما رواية داود الأودي الزعافري
عن عامر الشعبي عن علي رضي الله عنه في القطع فلم أقف عليها بعد وإنما روايته في أقل الصداق وقد أنكرها عليه علماء
عصره فإن كان قد روى أيضا في القطع فيوامنكر؟ وداود لا يحتج بمثله (1) وقد روى من وجه آخر مظلم عن علي رضي الله عنه
وهو ضعيف لا يحتج بمثله -
(أخبرناه) أبو بكر بن الحارث أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا عمر بن الحسن بن علي ثنا جعفر بن محمد بن مروان ثنا أبي ثنا عاصم
أطنه ابن عمر ثنا إسماعيل بن اليسع عن جويبر عن الضحاك عن النزال عن علي رضي الله عنه قال لا تقطع اليد الا في عشرة
دراهم ولا يكون المهر أقل من عشرة دراهم - هذا اسناد يجمع مجهولين وضعفاء -
(واما حديث) ابن مسعود فهو منقطع وقد روى عن أبي حنيفة عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود وخالفه
المسعودي فرواه مرسلا كما مضى والذي روى في معارضته ليس بأضعف منه -
(أخبرناه) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان أنبأ أبو يعلى ثنا أبو خيثمة ثنا ابن مهدي عن سفيان عن عيسى
ابن أبي عزة عن الشعبي عن عبد الله ان النبي صلى الله عليه وسلم قطع في مجن قيمته خمسة دراهم -
(واما حديث) عمر رضي الله عنه فقد ذكرنا انقطاعه من جهة انه إنما رواه عنه القاسم بن عبد الرحمن وهو لم يدرك أحدا
من الصحابة (وروينا) فيما مضى عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في القطع في خمسة دراهم -
(وأخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر الأصبهاني قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن مخلد ثنا محمد بن هارون



(1) مص - به -
261
الفلاس وكان حافظا ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن إدريس عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب
عن عمر رضي الله عنه قال لا تقطع الخمس الا في خمس (ورواه) منصور بن زاذان عن قتادة عن سليمان بن يسار عن عمر
رضي الله عنه وهو منقطع -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي وأبو محمد بن أبي حامد المقرى وأبو صادق العطار قالوا ثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ثنا يزيد بن هارون أنبأ شعبة عن داود بن فراهيج انه سمع أبا هريرة
وأبا سعيد الخدري يقول لان القطع في أربعة دراهم فصاعدا -
(قال الشيخ رحمه الله) يحتمل ان يكونا إنما قالاه حين صار صرف ربع دينار بأربعة دراهم - وكذلك ما روينا عن عمر
رضي الله عنه وعن غيره في الخمس يحتمل أن يكون ذلك عند تغير الصرف والأصل في النصاب هو ربع دينار بدلالة
ما مضى من السنة الثابتة -
(أخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكى أنبأ محمد بن إبراهيم العبدي ثنا ابن بكير ثنا مالك عن يحيى بن سعيد
عن عمرة بنت عبد الرحمن ان عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت ما طال على وما نسيت القطع في ربع دينا فصاعدا
باب القطع في الطعام الرطب
(أخبرنا) أبو بكر بن الحسن ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك (ح وأخبرنا) أبو أحمد عبد الله
ابن محمد بن الحسن أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكى ثنا محمد إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه
عن عمرة بنت عبد الرحمن ان سارقا سرق في زمان عثمان بن عفان رضي الله عنه أترجة فامر بها عثمان رضي الله عنه ان تقوم
فقومت ثلاثة دراهم من صرف اثنى عشر در هما بدينار فقطع عثمان رضي الله عنه يده - لفظ حديت ابن بكير زاد الشافعي
رحمه الله في روايته قال مالك وهي الأترجة التي يأكلها الناس -
باب القطع في كل ماله ثمن إذا سرق
من حرز وبلغت قيمته ربع دينار
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا مسدد ثنا حماد بن زيد
عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان ان غلاما لعمه واسع بن حبان سرق وديا من ارض جار له فغرسه في ارضه فرفع
إلى مروان بن الحكم فامر بقطعه فاتى مولاه رافع بن خديج فذكر ذلك له فقال لا قطع عليه فقال له تعال معي إلى مروان

262
فجاء به فحدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاقطع في ثمر ولا كثر -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن عبيد ثنا حماد ثنا يحيى عن محمد بن يحيى بن حبان
بهذا الحديث قال فجلده مروان جلدات وخلى سبيله -
(أخبرنا) أبو الحسن المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أبو الربيع ثنا أبو شهاب عن يحيى بن
سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن رافع بن خديج قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطع في ثمر ولاكثر قال
يحيى الثمر ما كان في رؤس النخل (1) والكثر الودي والجمار -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ
الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي رضي الله عنه أنبأ ابن عيينة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن
حبان عن رافع بن خديج ان النبي صلى الله وسلم قال لاقطع في ثمر ولا كثر - لفظ حديث أبي سعيد زاد أبو سعيد
في روايته قال الشافعي وبهذا نقول لا قطع في ثمر معلق لأنه غير محرز ولا جمار لأنه غير محرز وهو يشبه حديث عمرو
ابن شعيب -
(يعنى ما أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن ابن أبي
حسين عن عمرو بن شعيب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا قطع في ثمر معلق فإذا آواه الجرين ففيه القطع -
(وأخبرنا) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا
أبو عوانة عن عبيد الله بن الأخنس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم في كم
تقطع اليد قال لا تقطع في ثمر معلق فإذا آواه الجرين قطعت في ثمن المجن ولا تقطع في حريسة الجبل وإذا آواه المراح
قطعت في ثمن المجن (أخبرنا) أبو حازم الحافظ وأبو نصر بن قتادة قالا أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا
سعيد بن منصور ثنا أبو معاوية ثنا رجل من ثقيف عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال قال عثمان بن عفان رضي الله عنه
لاقطع في طير -
(وأخبرنا) أبو حازم وأبو نصر قالا أنبأ أبو الفضل أنبأ احمد ثنا سعيد ثنا فرج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي الدرداء
قال ليس على سارق الحمام قطع وهذا إنما أراد في الطير والحمام المرسلة في غير حرز -



(1) مص - على - رؤس النخل - وبهامشها - ص في رؤس النخل -
263
باب السن التي إذا بلغها الرجل والمرأة أقيمت عليهما الحدود
(أخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا القاسم بن زكريا ثنا عمرو بن علي ويعقوب الدورقي قالا ثنا يحيى بن
سعيد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وانا ابن أربع عشرة سنة
فاستصغرني وعرضت عليه يوم الخندق وانا ابن خمس عشرة فقبلني -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا ابن إدريس عن عبيد الله بن
عمر قال قال نافع حدثت بهذا الحديث عمر بن عبد العزيز فقال إن هذا الحد بين الصغير والكبير - رواه البخاري في
الصحيح عن يعقوب الدورقي وأخرجه مسلم من حديث عبد الله بن إدريس و عبد الرحيم بن سليمان وابن نمير والثقفي
عن عبيد الله بن عمر -
واما النظر إلى المؤتزر والاستدلال بانبات الشعر على البلوغ فقد مضى ما روى فيه في كتاب الحجر -
(وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو عبد الله الشيباني أنبأ محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ مسعر عن
القاسم قال اتى عبد الله بجارية قد سرقت ولم تحصن فلم يقطعها (ورواه) سفيان الثوري عن مسعر عن القاسم بن عبد الرحمن
عن أبيه عن عبد الله -
باب المجنون يصيب حدا
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا ابن نمير عن الأعمش عن أبي
ظبيان عن ابن عباس قال اتى عمر رضي الله عنه بمبتلاة قد فجرت فأمر برجمها فمر بها علي بن أبي طالب رضي الله عنه
والصبيان يتبعونها فقال ما هذا قالوا امرأة أمر عمر أن ترجم قال فردها وذهب معها إلى عمر رضي الله عنه فقال ألم تعلم أن
القلم رفع عن ثلاثة عن المبتلى حتى يفيق والنائم حتى يستيقظ والصبي حتى يعقل (وكذلك رواه) شعبة ووكيع وجرير
ابن عبد الحميد عن الأعمش موقوفا (ورواه) جرير بن حازم عن الأعمش موصولا مرفوعا -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني جرير بن
حازم عن سليمان بن مهران عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال مر على على بمجنونة بنى فلان قد زنت وهي ترجم فقال على
لعمر رضي الله عنه يا أمير المؤمنين أمرت برجم فلانة قال نعم قال أما تذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع القلم
عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم وعن المجنون حتى يفيق قال نعم فأمر بها فخلى عنها (ورواه) عطاء
ابن السائب عن أبي ظبيان مرسلا مرفوعا -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني ثنا أحمد بن حازم ثنا عبيد الله بن موسى
أنبأ أبو الأحوص عن عطاء بن السائب عن أبي ظبيان قال اتى عمر رضي الله عنه بامرأة قد فجرت فأمر برجمها فمر بها على علي رضي الله عنه
وقد انطلق بها لترجم فأخذها منهم فخلى سبيلها فأتى عمر رضي الله عنه فأخبر أن عليا رضي الله عنه خلى سبيلها
فقال ادعوه لي فجاء علي رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رفع القلم؟؟
وأخرجه ابن حزم في السرقة من الحمام من حديث وكيع عن سعيد التنوخي ثم قال لا يعرف لا بي الدرداء مخالف من
الصحابة - والثاني - انه اخرج اثر أبى الدرداء من طريق فرج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي الدرداء وقد ضعف
هو أعني البيهقي فرج بن فضالة في غير موضع وهذا الأثر قد أخرجه ابن أبي شيبة والطحاوي وابن حزم بسندين جيدين
ليس فيهما فرج بن فضالة كما تقدم -

264
عن ثلاثة عن الغلام حتى يبلغ وعن النائم حتى يستيقظ عن المعتوه حتى يبرأ وان هذه معتوهة بنى فلان لعل الذي اتاها
اتاها وهي في بلائها فقال عمر لا أدرى فقال على وانا لا أدرى -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أبو الربيع ثنا هشيم ثنا يونس
عن الحسن عن علي رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول رفع القلم عن ثلاثة عن الصبي حتى يعقل وعن
النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يكشف عنه (قال وحدثنا) أبو الربيع ثنا هشيم أنبأ خالد الحذاء عن أبي الضحى عن علي
رضي الله عنه بمثل ذلك -
باب ما يكون حرزا ومالا يكون
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن ابن شهاب
عن صفوان بن عبد الله ان صفوان بن أمية قيل له من لم يهاجر هلك فقدم صفوان المدينة فنام في المسجد متوسدا رداءه
فجاء سارق فأخذ رداءه من تحت رأسه فاخذ صفوان السارق فجاء به النبي صلى الله عليه وسلم فأمر به رسول الله صلى الله
عليه وسلم تقطع يده فقال صفوان انى لم أرد هذا هو عليه صدقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلا قبل ان تأتيني به -
(وأخبرنا) أبو زكريا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ سفيان بن عيينة عن عمرو عن طاوس عن النبي صلى الله عليه
وسلم مثل حديث مالك - هذا المرسل يقوى الأول (وقد روى) من وجه آخر (وروى) عن ابن كاسب عن سفيان
ابن عيينة باسناده موصولا بذكر ابن عباس فيه وليس بصحيح -
(وأخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنبأ أبو الفضل العباس بن محمد بن قوهيار ثنا إبراهيم بن عبد الله
السعدي أنبأ بكار بن الخصيب ثنا حبيب عن عطاء بن أبي رباح قال بينما صفوان بن أمية مضطجع بالبطحاء إذ جاء انسان فأخذ
برده من تحت رأسه فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بقطعه فقال إني اعفو عنه أو أتجاوز قال فهلا قبل ان تأتينا به أبا وهب -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الهاشمي ببغداد ثنا عثمان بن أحمد بن السماك ثنا محمد بن الحسين الجنيني ثنا
عمرو بن حماد بن طلحة ثنا أسباط عن سماك عن حميد ابن أخت صفوان عن صفوان بن أمية قال كنت نائما في المسجد
على خميصة لي ثمن ثلاثين درهما فجاء رجل فاختلسها منى فأخذ الرجل فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فأمر به ليقطع قال
فأتيته فقلت أتقطعه من أجل ثلاثين درهما انا أبيعه وانسئه ثمنها قال الا كان هذا قبل ان تأتيني به - هكذا رواه جماعة عن
عمرو بن حماد -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه قال قال أبو داود ورواه زائدة عن سماك عن جعيد بن حجير قال
نام صفوان - قال الشافعي ورداء صفوان كان محرزا أبا ضطجاعه عليه فقطع النبي صلى الله عليه وسلم سارق ردائه -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا معاذ بن معاذ عن ابن جريج عن سليمان
ابن موسى قال كان عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول ليس على سارق قطع حتى يخرج المتاع من البيت -
(أخبرنا) أبو سعيد شريك بن عبد الملك الأسفرائيني بها ثنا بشر بن أحمد الأسفرائيني ثنا أبو بكر محمد بن يحيى بن سليمان ثنا
عاصم بن علي ثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن ثعلبة الشامي وكان طارق استخلفه على المدينة فأتى بسارق فعاقبه فاعترف

265
بالسرقة فبعث إلى ابن عمر يسأل عن ذلك فقال لا تقطع يده حتى يخرج السرقة -
(أخبرنا) أبو حازم الحافظ أنبأ أبو أحمد الحافظ أنبأ أبو العباس أحمد بن عبد الله بن سابور الدقيقي ببغداد ثنا أبو نعيم يعنى
الحلبي عبيد بن هشام ثنا إبراهيم بن محمد المدني عن حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده قال قال علي رضي الله عنه
لا يقطع السارق حتى يخرج المتاع من البيت (وروى) ذلك من وجه آخر عن علي رضي الله عنه في معناه (ورواه) أيضا
سليمان بن موسى عن عثمان رضي الله عنه -
(أخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا ابن بكير ثنا مالك عن يحيى بن
سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان ان عبدا سرق وديا من حائط رجل فغرسه في حائط سيده فخرج صاحب الودي يلتمس
ودية فوجده فاستمدي على العبد مروان بن الحكم فسجن العبد وأراد قطع يده فانطلق سيد العبد إلى رافع بن خديج فسأله
عن ذلك فأخبره انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لاقطع في ثمر ولا كثر والكثر الجمار فقال الرجل فان مروان بن
الحكم اخذ غلاما لي ويريد قطع يده وانا أحب ان تمشى معي إليه فتخيره بالذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمشى معه رافع بن خديج حتى اتى مروان فقال أخذت غلاما لهذا فقال نعم قال ما أنت صانع به قال أردت قطع يده قال له
رافع بن خديج سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا قطع في ثمر ولا كثر فأمر مروان بالعبد فأرسل -
(وأخبرنا) أبو أحمد أنبأ أبو بكر ثنا محمد ثنا ابن بكير ثنا مالك عن ابن أبي حسن المكي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لا قطع في ثمر معلق ولا في حريسة جبل فإذا آواه المراح أو الجرين فالقطع فيما بلغ ثمن المجن (وقد روينا) هذا موصولا من
حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال الشافعي رحمه الله والحوائط ليست بحرز للنخل ولا للثمر لان أكثرها مباح
يدخل من جوانبه فمن سرق من حائط شيئا من ثمر معلق لم يقطع فإذا أواه الجرين قطع فيه قال الشافعي وجملة الحرزان
ينظر إلى المسروق فإن كان الموضع الذي سرق فيه تنسبه العامة إلى أنه حرز في مثل ذلك الموضع قطع إذا أخرجه من الحرز
وان لم تنسبه العامة إلى أنه حرز لم يقطع -
باب السارق توهب له السرقة
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أبو الربيع ثنا جرير عن
منصور عن مجاهد قال كان صفوان بن أمية رجلا من الطلقاء فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأناخ راحلته ووضع رداءه عليها
ثم تنحى يقضى الحاجة فجاء رجل فسرق رداءه فأخذه فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر به ان يقطع فقال
يا رسول الله تقطعه في ردائي انا اهبه له فقال فهلا قبل ان تأتيني به -

266
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان الرملي ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن
دينار عن طاوس قال قيل لصفوان بن أمية بن خلف انه لا دين لمن لم يهاجر فقال والله لا أصل إلى بيتي حتى اذهب إلى المدينة
فاتى المدينة فدل (1) على العباس رضي الله عنه فبينا هو نائم في المسجد وعلى رأسه قصة فجاء سارق فسرقها فأخذها منه فجاء
به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطعه فقال يا رسول الله هي له فقال فهلا قبل ان تأتى به -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار أنبأ ابن ملحان ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن ابن شهاب عن
عروة عن عائشة رضي الله عنها ان قريشا همهم أمر المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم فيها رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقالوا ومن يجترئ عليه الا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم تشفع في حد من حدود الله ثم قام فخطب فقال (2) إنما هلك الذين من قبلكم انهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف
تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها - أخرجاه في الصحيح
من حديث الليث بن سعد -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو الحيري ثنا عبد الله بن محمد بن يونس ثنا أبو الطاهر أنبأ ابن وهب أخبرني
يونس عن أبن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان قريشا أهمهم شأن المرأة
التي سرقت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح - فذكر معنى حديث الليث زاد ثم اتى بتلك امرأة التي
سرقت فقطعت - يدها - قال يونس قال ابن شهاب قال عروة قالت عائشة رضي الله عنها فحسنت توبتها بعد وتزوجت
فكانت تأتى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - رواه مسلم في الصحيح عن أبي
طاهر ورواه البخاري عن ابن أبي أويس عن أبن وهب - قال أصحابنا لو كان القطع يسقط بهبة المسروق من السارق
لكان إلى المسروق منه فزعهم وشفاعتهم فيما أهمهم والله أعلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو طاهر الفقيه وأبو العباس أحمد بن محمد الشاذياخي في آخرين قالوا ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري أنبأ محمد بن إسماعيل بن أبي فديك حدثني عبد الملك بن زيد عن محمد بن أبي
بكر بن حزم عن أبيه عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها انها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم الا حدا من حدود الله -
باب ما جاء في من سرق عبدا صغيرا من حرز
قال الشافعي رحمه الله يقطع ورواه النوى؟ عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن البصري الا أنه قال حرا كان أو عبدا وخالفه
الثوري في الحر -
(أخبرنا) علي بن محمد بن يوسف أنبأ عثمان بن محمد بن بشر ثنا إسماعيل القاضي ثنا ابن أبي أويس ثنا ابن أبي الزناد عن



(1) مص - فنزل
(2) مص - ثم قال -
267
أبيه عن الفقهاء من أهل المدينة كانوا يقولون من سرق عبدا صغيرا أو أعجميا لا حيلة له قطع (وروى) عن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه انه لم ير عليهم القطع قال هؤلاء خلابون - قال أصحابنا معناه في العبد إذا كان عاقلا فقد روى عن عمر رضي الله عنه
انه قطع رجلا في غلام سرق -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا محمد بن سليمان الباغندي ثنا إسحاق بن موسى الأنصاري ثنا عبد الله وهو
ابن محمد بن يحيى بن عروة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم اتى برجل
كان يسرق الصبيان فأمر بقطعه -
(وأخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا الحسين بن عبد الله القطان ثنا إسحاق بن موسى ثنا عبد الله بن
محمد بن يحيى بن عروة حدثني هشام بن عروة عن عروة بن الزبير أن مروان بن الحكم كان عاملا على المدينة اتى برجل
يسرق الصبيان ثم يخرج بهم ببيعهم؟ في ارض أخرى فاستشار مروان في امره فحدثه عروة هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قطع رجلا في ذلك قال فأمر مروان بالذي يسرق الصبيان فقطعت يده - قال
أبو أحمد هذا غير محفوظ عن هشام الا من رواية عبد الله بن محمد بن يحيى عنه -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني قال قال أبو الحسن الدارقطني الحافظ تفرد به عبد الله بن محمد يحيى بن عروة عن
هشام بن عروة وهو كثير الخطاء على هشام ضعيف الحديث -
باب ما جاء في العبد الآبق إذا سرق
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن نافع ان عبدا
لابن عمر سرق وهو آبق فأرسل به عبد الله إلى سعيد بن العاص وهو أمير المدينة ليقطع يده فأبى سعيد ان يقطع يده وقال
لا تقطع يد الآبق إذا سرق فقال له ابن عمر في أي كتاب الله وجدت هذا فأمر به ابن عمر فقطعت يده -
(أخبرنا) أبو حازم الحافظ وأبو نصر بن قتادة قالا ثنا أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا
هشيم أنبأ (1) ابن أبي ليلي عن نافع ان غلاما لابن عمر ابق فسرق في إباقه فأتى به ابن عمر فقال له ابن عمر لن ينجيك اباقك من
حد من حدود الله قال فقطعه -
(وأخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن رزيق بن حكيم انه اخذ عبدا
آبقا قد سرق فكتب فيه إلى عمر بن عبد العزيز انى كنت اسمع ان العبد الآبق إذا سرق لم يقطع فكتب عمران الله يقول
(والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم) فان بلغت سرقته ربع دينار أو أكثر
فاقطعه (قال الشيخ) رحمه الله وهذا قول قاسم بن محمد وسالم بن عبد الله وعروة بن الزبير وغيرهم وكان ابن عباس يذهب
إلى أن ليس على الآبق المملوك قطع إذا سرق وقد تركنا عليه قوله إلى قول غيره من الصحابة لأنه أشبه بكتاب الله



(1) مص - ثنا
268
عز وجل (قال الشافعي) ولا تزيده معصية الله بالا باق خيرا (قال الشيخ) وقد رفعه بعض الضعفاء عن ابن عباس
وليس بشئ -
باب الطرار يقطع
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف الرفاء البغدادي أنبأ عثمان بن محمد بن بشر ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا ابن أبي أويس
ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن الفقهاء من أهل المدينة انهم كانوا يقولون على الطرار القطع وكانوا يقولون لا قطع
الا فيما بلغت قيمته ربع دينا فصاعدا -
باب النباش يقطع إذا اخرج الكفن من جميع القبر
قال الشافعي رضي الله عنه لان هذا حرز مثله
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا أبو الربيع ثنا حماد بن
زيد عن أبي عمران عن المشعث بن طريف عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم يا أبا ذر قلت لبيك وسعد يك قال كيف أنت إذا أصاب الناس موت يكون البيت فيه بالوصيف يعنى القبر
قال قلت الله ورسوله اعلم أوما خار الله ورسوله قال عليك بالصبر -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن المساور ثنا سهل بن عثمان ثنا شريك عن الشيباني
عن الشعبي قال النباش سارق (قال وحدثنا) شريك عن مغيرة عن إبراهيم مثله - (وعن) إسماعيل عن الحسن مثله -
(وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب قال سمعت
سفيان بن سعيد يحدث عن عمر بن أيوب عن عامر الشعبي أنه قال يقطع في أمواتنا كما يقع في احيائنا (قال وحدثنا) ابن
وهب أنبأ حرملة بن عمر ان التجيبي قال كتب أيوب بن شرحبيل إلى عمر بن عبد العزيز يسأله عن نباشي القبور فكتب إليه
عمر لعمري ليحسب سارق الأموات ان يعاقب بما يعاقب به سارق الاحياء -

269
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو عبد الله الشيباني أنبأ محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ حجاج عن
عطاء قال يقطع النباش (ورويناه) عن سعيد بن المسيب (قال البخاري) في التاريخ قال هشيم ثنا سهيل قال شهدت ابن
الزبير قطع نباشا -
(أخبرناه) أبو بكر الفارسي أنبأ أبو إسحاق الأصبهاني أنبأ محمد بن سليمان ثنا محمد بن إسماعيل البخاري فذكره - قال البخاري
وقال عباد بن العوام كنا نتهمه بالكذب يعنى سهيلا وهو سهيل بن ذكوان أبو السندي المكي -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن أبي الرجال
عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن ان النبي صلى الله عليه وسلم لعن المختفى والمختفية - هذا مرسل -
(وقد أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب ثنا إبراهيم بن سليمان البرلسي ثنا يحيى بن صالح ثنا مالك عن أبي الرجال عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن المختفى والمختفية - وكذلك رواه أبو قتيبة عن مالك -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو محمد الحسن بن محمد الأزهري ثنا أبو أحمد محمد بن عبدوس بن كامل ثنا موسى بن محمد بن
حيان ثنا أبو قتيبة ثنا مالك بن انس ثنا أبو الرجال - فذكره موصولا - والصحيح مرسل
جماع أبواب قطع اليد والرجل في السرقة
باب السارق يسرق أولا فتقطع يده اليمنى
من مفصل الكف ثم يحسم بالنار
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد بن علي الإسفرائني ابن السقاء أنبأ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة ثنا عبد الله بن محمد بن
زكريا الأصبهاني ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ثنا مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قراءة ابن مسعود
(والسارق والسارقة فاقطعوا ايمانهما) وكذلك رواه سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح وهذا منقطع - وكذلك قاله إبراهيم
النخعي الا أنه قال في قراءتنا (والسارقون والسارقات تقطع ايمانهم) -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا ابن صاعد ثنا أحمد بن محمد بن أبي رجاء ثنا وكيع ثنا مسرة

270
ابن معبد قال سمعت إسماعيل بن عبيد الله بن أبي الهاجر يحدث عن رجاء بن حياة عن عدى ان النبي صلى الله عليه وسلم قطع
يد سارق من المفصل (قال وحدثنا) وكيع ثنا سفيان عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر مثله -
(أخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي ثنا أحمد بن عيسى الوشاء الصوفي بتنيس ثنا عبد الرحمن بن مسلم البصري
ثنا خالد بن عبد الرحمن المروزي الخراساني ثنا مالك عن ليث عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال قطع النبي صلى الله عليه
سارقا من المفصل - قال أبو أحمد وهذا الحديث عن مالك بن مغول لا اعرفه الا من رواية خالد عنه -
(أخبرنا) أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا حماد بن زيد عن عمرو
ابن دينار قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقطع السارق من المفصل وكان علي رضي الله عنه يقطعها من شطر القدم -
(وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا عبد الله بن جعفر بن خشيش ثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع
ثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر عن أبيه عن سلمة بن كهيل عن حجية بن عدي ان عليا رضي الله عنه قطع أيديهم من
المفصل وحسمها فكأني انظر إلى أيديهم كأنها ايور الحمر -
(قال وحدثنا) وكيع ثنا قيس عن مغيرة عن الشعبي ان عليا رضي الله عنه كان يقطع الرجل ويدع العقب يعتمد عليها
فكأن عليا رضي الله عنه كان يفرق بين اليد والرجل فيقطع اليد من المفصل ويقطع الرجل من شطر القدم ونحن نقول
بقول غيره من الصحابة في التسوية بينهما وهو قول الكافة وبالله التوفيق -
(أخبرنا) أحمد بن محمد بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا
عبد العزيز بن محمد الدراوردي أخبرني يزيد بن خصيفة عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم اتى بسارق سرق شلمة (1) فقالوا يا رسول الله ان هذا قد سرق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما اخاله سرق قال السارق بلى يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهبوا به فاقطعوه ثم احسموه ثم ائتوني
به فقطع فأتى به فقال تب إلى الله عز وجل قال تبت إلى الله قال تاب الله عليك - وصله يعقوب عن عبد العزيز وتابعه
عليه غيره (وأرسله) عنه علي بن المديني -
(أخبرناه) أبو الحسن محمد بن أبي المعروف الفقيه أنبأ بشر بن أحمد أنبأ أحمد بن الحسين بن نصر الحذاء ثنا علي بن عبد الله
ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي - فذكره بمعناه مرسلا دون ذكر أبي هريرة فيه الا أنه قال فقطعوه ثم حسموه ثم اتوه به
(قال وحدثنا) على قال حدثنيه عبد العزيز بن أبي حازم أخبرني يزيد بن خصيفة عن ابن ثوبان (ح قال وثنا) على ثنا
سفيان ثنا ابن خصيفة عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان - فذكره مرسلا - قال على لم يسنده واحد منهم فوق ابن ثوبان إلى أحد
قال وبلغني ان محمد بن إسحاق رواه عن يزيد بن خصيفة عن ابن ثوبان عن أبي هريرة ولا أراه حفظه (قال الإمام أحمد)
روى فيه عنه أيضا مرسلا -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا محمد بن غالب ثنا علي بن عبد الله (ح وأخبرنا)
أبو الحسن بن أبي المعروف أنبأ بشر بن أحمد الإسفرائني أنبأ أحمد بن الحسين الحذاء أنبأ علي بن المديني ثنا يحيى بن زكريا
ابن أبي زائدة قال أخبرني عبد الملك بن أبجر عن سلمة بن كهيل عن حجية بن عدي قال كان علي رضي الله عنه يقطع ويحسم
ويحبس فإذا برئوا ارسل إليهم فاخر جهم ثم قال ارفعوا أيديكم إلى الله قال فيرفعونها فيقول من قطعك فيقولون على فيقول
ولم فيقولون سرقنا قال فيقول اللهم اشهد اللهم اشهد - لفظ حديث الحذاء زاد في روايته قال علي بن المديني وقد روى
هذا الحديث عماد بن رزيق الضبي عن سلمة بن كهيل فخالف ابن أبجر في اسناده -
(قال الشيخ رحمه الله أخبرناه) أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد
ابن إسحاق ثنا أبو الجواب ثنا عمار عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن علي رضي الله عنه انه كان إذا اخذ اللص قطعه



(1) ر - سمكة
271
ثم حسمه ثم ألقاه في السجن فإذا برئوا وأراد ان يخرجهم فقال ارفعوا أيديكم إلى الله كأني انظر إليها كأنها ايور الحمر فيقول
من قطعكم فيقولون على فيقول اللهم صدقوا فيك قطعتهم وفيك أرسلتهم - قال علي بن المديني في الاسناد الأول والحديث
عندي حديث ابن أبجر (قال الشيخ) رحمه الله وكأنه كان يأمر بتعهدهم حتى يبرؤوا لا انه كان يحبسهم تعزيرا فقد روى
سفيان الثوري عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفر أن عليا رضي الله عنه قال حبس الامام بعد إقامة الحد ظلم (1) -
باب السارق يعود فيسرق ثانيا وثالثا ورابعا
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا ابن ناجية ثنا محمد بن بكار ثنا أبو معشر عن مصعب
ابن ثابت (ح وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان حدثني خليل بن أبي رافع ثنا محمد بن عبد الله
ابن عبيد بن عقيل ثنا جدي ثنا مصعب (ح وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن عبد الله
ابن عبيد بن عقيل الهلالي ثنا جدي عم مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال
جئ بسارق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اقتلوه فقالوا يا رسول الله إنما سرق فقال اقطعوه فقطع ثم جئ به الثانية فقال
اقتلوه فقالوا يا رسول الله إنما سرق قال اقطعوه قال فقطع ثم جئ به الثالثة فقال اقتلوه فقالوا يا رسول الله إنما سرق قال
اقطعوه ثم اتى به الرابعة فقال اقتلوه فقالوا يا رسول الله إنما سرق قال اقطعوه فأتى به الخامسة فقال اقتلوه قال جابر فانطلقنا
به فقتلناه ثم اجتررناه فألقيناه في بئر ورمينا عليه الحجارة - لفظ حديث أبي داود وفي رواية أبى معشر في المرة الأولى قال إنه
سرق يا رسول الله قال اقطعوا يده وقال في المرة الثانية بعد هذا القول اقطعوا رجله وفي المرة الثالثة اقطعوا يده وفي
المرة الرابعة اقطعوا رجله وفي المرة الخامسة قال ألم أقل لكم اقتلوه اقتلوه قال فمررنا به إلى مربد النعم فحملنا عليه النعم
فشال بيديه ورجليه حتى نفرت منه الإبل قال فعلوناه بالحجارة حتى قتلناه -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ ثنا أبو موسى
إسحاق بن موسى الأنصاري ثنا عاصم بن عبد العزيز الأشجعي عن مصعب بن ثابت عن محمد بن المنكدر عن جابر قال اتى
النبي صلى الله عليه وسلم بسارق فأمر بقطع يده ثم اتى به قد سرق فأمر به فقطع رجله ثم اتى به بعد وقد سرق فأمر بقطع
يده اليسرى ثم اتى به قد سرق فأمر بقطع رجله اليمنى ثم اتى به قد سرق فأمر بقتله (وقد روى) هذا الحديث عن هشام
ابن عروة ومحمد بن أبي حميد عن ابن المنكدر -
(وفيما أنبأني) أبو عبد الله الحافظ إجازة فيما لم يمل من كتاب المستدرك حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا إسحاق
ابن الحسن الحربي ثنا عفان بن مسلم ثنا حماد بن سلمة ثنا يوسف بن سعد عن الحارث بن حاطب ان رجلا سرق على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال اقتلوه فقالوا إنما سرق قال فاقطعوه ثم سرق



(1) هامش ر - مص - آخر الجزء الثامن والخمسين بعد المائة من الأصل -
272
أيضا فقطع ثم سرق على عهد أبى بكر رضي الله عنه فقطع ثم سرق فقطع حتى قطعت قوائمه ثم سرق الخامسة فقال أبو بكر
رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلم بهذا حين أمر بقتله اذهبوا به فاقتلوه فدفع إلى فتية من قريش فيهم
عبد الله بن الزبير فقال عبد الله بن الزبير أمروني عليكم فأمروه فكان إذا ضربه ضربوه حتى قتلوه - تابعه إسحاق الحنظلي عن
النضر بن شميل عن حماد بن سلمة عن يوسف بن سعد -
(وأخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبد الوهاب بن عطاء
أخبرني أبن جريج عن عبد الله بن أبي أمية عن عبد الله بن الحارث بن أبي ربيعة قال اتى بالسارق فقالوا يا رسول الله هذا
غلام لا يتام من الأنصار والله ما نعلم لهم ما لا غيره فتركه ثم اتى به الثانية فتركه ثم اتى به الثالثة فتركه ثم اتى به الرابعة فتركه
ثم اتى به الخامسة فقطع يده ثم اتى به السادسة فقطع رجله ثم اتى به السابعة فقطع يده ثم اتى به الثامنة فقطع رجله - كذا
وجدته في كتابي وقال حماد بن مسعدة عن ابن جريج عن عبد الله بن أبي أمية عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة وهو
أصبح وهو مرسل حسن باسناد صحيح أخرجه أبو داود في المراسيل عن محمد بن سليمان الأنباري عن حماد بن مسعدة
ورواه إسحاق الحنظلي عن عبد الرزاق عن ابن جريج عن عبد ربه بن أبي أمية ان الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة وابن
سابط الأحول حدثاه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اتى بعبد فذكر معناه وكأنه لم ير بلوغه في المرات الأربع أولم ير سرقته
بلغت ما يوجب القطع ثم رآها توجبه في المرات الآخر فأمر بالقطع وهذا المرسل يقول الموصول قبله ويقوى قول من
وافقه من الصحابة رضي الله عنهم -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن عبد الرحمن
ابن القاسم عن أبيه ان رجلا من أهل اليمن اقطع اليد والرجل قدم على أبى بكر الصديق رضي الله عنه فشكا إليه ان عامل
اليمن ظلمه وكان يصلى من الليل فيقول أبو بكر رضي الله عنه وأبيك ما ليلك بليل سارق ثم إنهم افتقدوا حليا لاسماء بنت
عميس رضي الله عنها امرأة أبى بكر رضي الله عنه فجعل الرجل يطوف معهم ويقول اللهم عليك بمن بيت أهل هذا البيت
الصالح فوجدوا الحلي عند صائغ وان الأقطع جاء به فأعترف الأقطع أو شهد عليه فأمر به أبو بكر رضي الله عنه فقطعت يده
اليسرى وقال أبو بكر رضي الله عنه والله لدعاؤه على نفسه أشد عندي من سرقته -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الأصبهاني قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا عبد الله بن جعفر بن خشيش
ثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع ثنا سفيان عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه ان أبا بكر رضي الله عنه أراد أن يقطع رجلا بعد

273
اليد والرجل فقال عمر رضي الله عنه السنة اليد - قول عمر رضي الله عنه السنة اليد يشبه أن يكون عرف فيه سنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) أبو حازم الحافظ وأبو نصر بن قتادة الأنصاري قالا ثنا (1) أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن
منصور ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد أن رجلا سرق على عهد أبى بكر
رضي الله عنه مقطوعة يده ورجله فأراد أبو بكر رضي الله عنه يقطع رجله ويدع يده يستطيب بها ويتطهر بها وينتفع بها
فقال عمر لا والذي نفسي بيده لتقطعن يده الأحرى فأمر به أبو بكر رضي الله عنه فقطعت يده -
(وأخبرنا) أبو حازم أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم أنبأ خالد أنبأ عكرمة عن
ابن عباس قال شهدت عمر بن الخطاب رضي الله عنه قطع يدا بعد يد ورجل (قال وثنا) سعيد ثنا خالد عن خالد الحذاء
عن عكرمة عن ابن عباس ان عمر رضي الله عنه قطع يدا بعد يد ورجل -
(أخبرنا) أبو حازم وأبو نصر بن قتادة قالا أنبأ أبو الفضل الكرابيسي أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو الأحوص
ثنا سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عائذ قال اتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه برجل اقطع اليد والرجل قد سرق
فأمر به عمر رضي الله عنه ان يقطع رجله فقال علي رضي الله عنه إنما قال الله عز وجل (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله)
إلى آخر الآية فقد قطعت يد هذا ورجله فلا ينبغي ان تقطع رجله فتدعه ليس له قائمة يمشى عليها اما ان تعزره واما ان
تستودعه السجن قال فاستودعه السجن - الرواية الأولى عن عمر رضي الله عنه أولى أن تكون صحيحة وكيف تصح هذه
عن عمر رضي الله عنه وقد أنكر في الرواية الأولى قطع الرجل بعد اليد والرجل وأشار باليد - ورواية ابن عباس موصولة
تشهد للرواية الأولى بالصحة - وكذلك رواية صفية بنت أبي عبيد فيها ما في رواية القاسم بن محمد بن أبي بكر (فاما ما روى)
فيه عن علي رضي الله عنه فقد روى عنه ذلك عنه من وجه آخر -



(1) مص - أنبأ
274
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق وعلي بن حمشاذ قالا أنبأ إسماعيل بن إسحاق ثنا سليمان بن حرب
وحفص بن عمر قالا ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة ان عليا رضي الله عنه اتى بسارق فقطع يده ثم اتى به
فقطع رجله ثم اتى به فقال أقطع يده باي شئ يتمسح وباي شئ يأكل ثم قال أقطع رجله على أي شئ يمشى اني لا تحيى
الله قال ثم ضربه وخلده السجن -
واما القتل في الخامسة المنقول في الخبر المرفوع فقد قال الشافعي القتل فيمن أقيم عليه حد في شئ أربعا فأتى به الخامسة
منسوخ واستدل عليه بما هو منقول في أبواب حد الشارب وبالله التوفيق (1) -
باب ما جاء في تعليق اليد في عنق السارق
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا نصر بن علي ثنا عمر
ابن علي عن حجاج عن مكحول عن ابن محيريز قال قلت لفضالة بن عبيد أرأيت تعليق يد السارق في العنق أمن السنة قال
نعم رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قطع سارقا ثم أمر بيده فعلقت في عنقه -
(وأخبرنا) أبو الحسن أنبأ الحسن أنبأ يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عمر بن علي ثنا حجاج بن أرطأة عن
مكحول عن ابن محيريز قال قلت لفضالة بن عبيد وكان ممن بايع تحت الشجرة - ثم ذكر مثله -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا محمد بن
مقاتل أنبأ عبد الله بن المبارك (ح وأنبأ) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا حمدان بن عمرو ثنا
نعيم هو ابن حماد ثنا ابن المبارك أنبأ أبو بكر بن علي عن حجاج بن أرطأة عن مكحول عن عبد الله بن محيريز قال سألت
فضالة بن عبيد عن تعليق يد السارق في عنقه فقال سنة قد قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم يد سارق وعلق يده في عنقه
قال نعيم سمعته من أبى بكر بن علي - لفظ حديث نعيم وفي رواية محمد بن مقاتل قال عن فضالة بن عبيد قال سنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان تعلق يده في عنقه يعنى السارق إذا قطعت -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر بن بالويه ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا روح بن عبادة ثنا
شعبة عن المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه ان عليا رضي الله عنه قطع سارقا فمروا به ويده معلقة في عنقه -
(وحدثنا) أبو الحسن علي بن عبد الله الخسروجردي ثنا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني ابن زيد ان ثنا أبو كريب ثنا حفص عن
الأعمش عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه قال رأيت عليا رضي الله عنه أقر عنده سارق مرتين فقطع يده وعلقها في عنقه فكأني انظر إلى يده تضرب صدره -
باب ما جاء في الاقرار بالسرقة والرجوع عنه
قال عطاء إذ اعترف مرة قطع
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن العباس ثنا يعقوب الدورقي ثنا الدراوردي



(1) هامش ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في الحادي والأربعين فلله الحمد -
275
عن يزيد بن خصيفة عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة قال اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسارق سرق
شملة فقالوا ان هذا سرق فقال لا اخاله سرق فقال بلى يا رسول الله قد سرقت قال اذهبوا به فاقطعوه ثم احسموه ثم ائتوني
به فأتى به فقال تب إلى الله قال تبت إلى الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم تاب الله عليك -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا هشام بن علي ثنا ابن رجاء ثنا همام عن إسحاق
يعنى ابن عبد الله بن أبي طلحة عن ابن المنذر البزار (1) عن أبي أمية رجل من الأنصار أن سارقا سرق متاعا فأخذوا معه
المتاع فاعترف فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال له لا أخالك سرقت قال نعم قالها ثلاث مرات فأمر به النبي صلى الله عليه
وسلم ان يقطع فلما قطع قال تب إلى الله عز وجل قال أتوب إلى الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم تب عليه (ورواه)
حماد بن سلمة عن إسحاق وقال عن أبي أمية المخزومي وقال في متنه ولم يوجد معه متاع -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبن عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا
عفان ثنا حماد عن ثابت عن انس ان عمر أتى بسارق فقال والله ما سرقت قط قبلها فقال كذبت ما كان الله ليسلم عبدا عند
أول ذنبه فقطعه -
(أخبرنا) أبو حازم الحافظ وأبو نصر بن قتادة قالا أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا
هشيم ثنا الحكم بن عتيبة عن يزيد بن أبي كبشة الأنماري عن أبي الدرداء انه اتى بجارية سوداء سرقت فقال لها سرقت
قولي لا فقالت لا فخلى عنها -
(أخبرنا) أبو بكر الإردستاني أنبأ أبو نصر العراقي أنبأ سفيان الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان
عن حماد عن إبراهيم قال اتى أبو مسعود الأنصاري بامرأة سرقت جملا فقال أسرقت قولي لا (وعن سفيان) عن الأعمش
عن إبراهيم ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال اطردوا المعترفين - قال سفيان يعنى المعترفين بالحدود -
باب قطع المملوك باقراره
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ
الشافعي ثنا مالك (ح وأخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن
عبد الله بن أبي بكر عن عمرة بنت عبد الرحمن انها قالت خرجت عائشة رضي الله عنها إلى مكة ومعها مولاتان ومعها غلام
لبنى عبد الله بن أبي بكر الصديق فبعث مع المولاتين ببرد مراجل قد خيط عليه خرقة خضراء قالت فأخذ العلام البرد ففتق
عنه واستخرجه وجعل مكانه لبدا أو فروة وخاط عليه فلما قدمتا المولاتان المدينة دفعتا ذلك إلى أهله فلما فتقوا عنه
وجدوا فيه اللبد ولم يجدوا البرد فكلموا المولاتين فكلمتا عائشة أو كتبتا إليها واتهمتا العبد فسئل العبد عن ذلك فاعترف
فأمرت به عائشة فقطعت يده وقالت عائشة رضي الله عنها انقطع في ربع دينار فصاعدا -
باب غرم السارق) *
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن يونس ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا سعيد
ابن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على اليد ما أخذت حتى تؤديه -



(1) مص - البراد
276
(وأخبرنا) على أنبأ احمد ثنا عثمان بن عمر الصبي ثنا مسدد ثنا يحيى عن ابن أبي عروبة - فذكره بمثله الا أنه قال عن النبي
صلى الله عليه وسلم -
(واما الحديث الذي أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر أحمد بن عبيد الحافظ بهمذان أنبأ إبراهيم بن الحسين ثنا سعيد
ابن كثير بن عفير قال حدثني المفضل (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الطيب محمد بن عبد الله ثنا بشر بن سهل
اللباد ثنا عبد الله بن صالح حدثني المفضل بن فضالة عن يونس عن سعد بن إبراهيم حدثني اخى المسور بن إبراهيم عن
عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ح وأخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن
عبيد ثنا هشام بن علي ثنا عبد الرحمن بن يحيى الخلال ثنا المفضل به فضالة قاضى مصر ثنا يونس بن يزيد الأيلي عن سعد
ابن إبراهيم عن المسور عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يغرم
السارق إذا أقيم عليه الحد - وفي رواية أبى عبد الله لا يغرم صاحب السرقة - فهذا حديث مختلف فيه عن المفضل فروى
عنه هكذا، وروى عنه عن يونس عن الزهري عن سعد، وروى عنه عن يونس عن سعد بن إبراهيم عن أخيه المسور،
فإن كان سعد هذا ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف فلا نعرف بالتواريخ له أخا معروفا بالرواية يقال له المسور ولا يثبت
للمسور الذي ينسب إليه سعد بن محمد بن المسور بن إبراهيم سماع من جده عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ولا رؤية
فهو منقطع وإبراهيم بن عبد الرحمن لم يثبت له سماع من عمر بن الخطاب رضي الله عنه وإنما يقال إنه رآه ومات أبوه في
زمن عثمان رضي الله عنه فإنما أدرك أولاده بعد موت أبيه عبد الرحمن فلم يثبت لهم عنه رواية ولا رؤية فهو منقطع وإن كان
غيره فلا نعرفه ولا نعرف أخاه ولا يحل لاحد من مال أخيه الاما طابت به نفسه -
(أخبرنا) أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل الكرابيسي أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم ثنا بعض أصحابنا عن

277
الحسن انه كان يقول هو ضامن للسرقة مع قطع يده (قال وحدثنا) هشيم قنا أبو حنيفة عن حماد عن إبراهيم انه كان يقول
يضمن السرقة استهلكها أو لم يستهلكها وعليه القطع - (1)
باب ما جاء في تضعيف الغرامة
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث وهشام بن سعيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن
عبد الله بن عمرو بن العاص ان رجلا من مزينة اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف ترى في حريسة
الجبل قال هي ومثلها والنكال وليس في شئ من الماشية قطع الا فيما آواه المراح وبلغ ثمن المجن ففيه قطع اليد وما لم
يبلغ ثمن المجن ففيه غرامة مثليه وجلدات نكال، قال يا رسول الله فكيف ترى في الثمر المعلق قال هو ومثله معه والنكال
وليس في شئ من الثمر المعلق قطع الا ما آواه الجرين فما اخذ من الجرين فبلغ ثمن المجن ففيه القطع وما لم يبلغ ثمن المجن
ففيه غرامة مثليه وجلدات نكال -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني ثنا أبو أحمد محمد بن
عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال أصاب غلمان لحاطب
ابن أبي بلتعة بالعالية ناقة لرجل من مزينة فانتحروها واعترفوا بها فأرسل إليه عمر فذكر ذلك له وقال هؤلاء أعبدك
قد سرقوا انتحروا ناقة رجل من مزينة واعترفوا بها فامر كثير بن الصلت ان يقطع أيديهم ثم ارسل بعد ما ذهب فدعاه
وقال لولا انى أظن انكم تجيعونهم حتى أن أحدهم اتى ما حرم الله عز وجل لقطعت أيديهم ولكن والله لئن تركتهم
لأغرمنك فيهم غرامة توجعك فقال كم ثمنها للمزني قال كنت امنعها من أربعمائة قال فأعطه ثمانمائة -



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الثاني بعد ست المائة بدار الحديث ولله الحمد -
278
باب ما يستدل به على ترك تضعيف الغرامة
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع ثنا الشافعي قال لا تضعف الغرامة على أحد في شئ
إنما العقوبة في الأبدان لا في الأموال وإنما تركنا تضعيف الغرامة من قبل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى فيما
أفسدت ناقة البراء بن عازب ان على أهل الأموال حفظها بالنهار وما أفسدت المواشي بالليل فهو ضامن على أهلها قال فإنما
يضمنونه بالقيمة لا بقيمتين قال ولا يقبل قول المدعى يعنى في مقدار القيمة لان النبي صلى الله عليه وسلم قال البينة على
المدعى واليمين على المدعى عليه -
(أخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن ابن شهاب عن حرام ابن سعد بن محيصة ان ناقة البراء بن
عازب دخلت حائط رجل فأفسدت فيه فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان على
أهل الحوائط حفظها بالنهار وان ما أفسدت المواشي بالليل ضامن على أهلها - وقد ذكرنا شواهده في موضعه (1) -
* (جماع أبواب ما لاقطع فيه
باب لاقطع على المختلس ولا على المنتهب ولا على الخائن) *
(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري الفقيه وأبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الغزال وأبو الحسين محمد بن الحسين
القطان وأبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قالوا أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن عرفة حدثني عيسى بن
يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر عن عبد الله الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليس على المختلس ولا على المنتهب ولا على الخائن قطع -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه قال قال أبو داود هو السجستاني هذا الحديث لم يسمعه ابن جريج من
أبى الزبير بلغني عن أحمد بن حنبل أنه قال إنما سمعه ابن جريج من ياسين الزيات قال أبو داود وقد رواه المغيرة بن مسلم
عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم -
(أخبرناه) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا شبابة عن المغيرة
ابن مسلم عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس على المختلس ولا على المنتهب ولا على الخائن قطع -



(1) هامش ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في الثاني والأربعين فلله الحمد -
279
(أخبرنا) أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم أنبأ فضيل أبو معاذ
عن أبي حريز عن الشعبي ان رجلا يقال له أيوب بن بريقة اختلس طوقا من انسان فرفع إلى عمار بن ياسر فكتب فيه عمار
إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكتب إليه ان ذاك عادى الظهيرة (1) فأنهكه عقوبة ثم خل عنه ولا تقطعه - وفي رواية
الثوري عن حميد الطويل قال اتى عمر بن عبد العزيز رحمه الله برجل اختلس طوقا من جارية فلم ير فيه قطعا قال تلك عادية
الظهيرة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عمرو بن مطر ثنا يحيى بن محمد ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن سماك عن ابن
لعبيد بن الأبرص قال شهدت عليا رضي الله عنه اتى برجل اختلس من رجل ثوبه فقال المختلس انى كنت اعرفه (2) فلم
يقطعه علي رضي الله عنه -
(وأخبرنا) أبو منصور عبد القاهر بن طاهر وأبو نصر عمر بن عبد العزيز قتادة وأبو القاسم عبد الرحمن بن علي بن حمدان
الفارسي قالوا أنبأ أبو عمرو إسماعيل بن نجيد أنبأ أبو مسلم ثنا الأنصاري عن عوف عن خلاس ان عليا رضي الله عنه كان
لا يقطع في الدغرة (3) ويقطع في السرقة المستخفى بها -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن ابن شهاب
ان مروان بن الحكم أتى بانسان قد اختلس متاعا فأراد قطع يده فأرسل إلى زيد بن ثابت (4) فسأله عن ذلك فقال زيد ليس
في الخلسة قطع، قال مالك الامر عندنا انه ليس في الخلسة قطع (قال الشافعي) وكذلك من استعار متاعا فجحده أو كانت
عنده وديعة فجحدها لم يكن عليه فيها قطع (قال الشيخ) رحمه الله - واما الحديث الذي روى في العارية -
(وهو ما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن
الزهري عن عروة عن عائشة قالت كانت امرأة مخزومية تستعير المتاع وتجحده فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع يدها
وذكر الحديث في شفاعة أسامة بن زيد وانكار النبي صلى الله عليه وسلم وفي آخره قال فقطع يد المخزومية - رواه مسلم في
الصحيح عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق - كذا قاله معمر عن الزهري -
(وكذلك أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن يحيى بن فارس ثنا أبو صالح عن الليث
حدثني يونس عن ابن شهاب قال كان عروة يحدث ان عائشة رضي الله عنها قالت استعارت امرأة يعنى حليا على السنة أناس
يعرفون ولا تعرف هي فباعته وأخذت فأتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بقطع يدها وهي التي تشفع فيها أسامة بن زيد
وقال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال، وخالفه عبد الله بن وهب عن يونس فقال عن الزهري عن عروة عن
عائشة رضي الله عنها ان قريشا أهمهم شان المرأة التي سرقت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح ثم ذكر
الحديث وقد مضى ذكره وكذلك قاله عبد الله بن المبارك عن يونس عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير أن امرأة
سرقت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث إلى قوله ثم أمر رسول الله بتلك المرأة فقطعت يدها فحسنت
توبتها بعد ذلك وتزوجت قالت عائشة فكانت تأتيني بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم -
(أخبرناه) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا حبان عن ابن المبارك - بذلك، وبمعناه قاله



(1) هامش مص - أي المختلس عند الظهر
(2) كذا في النسخ ولعل الصواب - أعرته
(3) هامش ر - الدغرة الاختلاس
(4) مد - زيد بن مالك -
280
شبيب عن يونس الا انه أسند آخره عن الزهري عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها في التوبة (ورواه) الليث
ابن سعد عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها ان قريشا أهمهم شان المرأة المخزومية التي سرقت ثم ذكر
الحديث إلى قوله وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها - وقد مضى ذكره (ورواه) أبو الزبير عن جابر أن
امرأة من بنى مخزوم سرقت فأتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فعاذت بأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي
صلى الله عليه وسلم والله لو كانت فاطمة لقطعت يدها فقطعت -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ثنا إبراهيم بن محمد الصيدلاني ثنا سملة بن شبيب ثنا الحسن
ابن محمد بن أعين ثنا معقل عن أبي الزبير عن جابر - فذكره - رواه مسلم في الصحيح عن سلمة بن شبيب (ورواه) مسعود
ابن الأسود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه سرقت قطيفة من بيت النبي صلى الله عليه وسلم -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو زرعة ثنا أحمد بن خالد ثنا محمد
ابن إسحاق عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن أمه عن عائشة بنت مسعود بن الأسود عن أبيها مسعود قال لما سرقت
المرأة تلك القطيفة من بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظمنا ذلك وكانت امرأة من قريش فجئنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم فكلمناه - وذكر الحديث في عرض الفداء والشفاعة والقطع - فاما رواية الليث عن يونس عن الزهري في العارية
فإنما رواها أبو صالح عن الليث وخالفه ابن وهب وابن المبارك وروايتهما أولى بالصحة من رواية أبى صالح، واما رواية
معمر عن الزهري نهى منفردة والعدد أولى بالحفظ من الواحد (وقد رواه) معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن
امرأة مخرومية كانت تستعير المتاع وتجحده فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بها فقطعت يدها -
(أخبرناه) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا الحسن بن علي ومخلد بن خالد المعنى قالا ثنا عبد الرزاق
أنبأ معمر - فذكره - قال أبو داود رواه جويرية عن نافع عن ابن عمر أو عن صفية بنت أبي عبيد، ورواه ابن غنج عن نافع عن
صفية بنت أبي عبيد (قال الشيخ العالم احمد رحمه الله) فالحديث مختلف على نافع في اسناده ويحتمل أن يكون رواية من
روى العارية على تعريفها والقطع كان سبب سرقتها التي نقلت في سائر الروايات فلا تكون مختلفة ويكون تقدير الخبر أن
امرأة مخزومية كانت تستعير المتاع وتجحده كما رواه معمر سرقت كما رواه غيره فقطعت يعنى بالسرقة والله أعلم -
* (باب العبد يسرق من متاع سيده) *
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا حماد بن زيد عن منصور
عن إبراهيم (ح قال وثنا) سعيد ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن همام عن عمرو بن شرحبيل ان معقل بن
مقرن سأل ابن مسعود فقال عبدي سرق قباء عبدي قال مالك سرق بعضه بعضا لاقطع عليه وهو قول ابن عباس -
* (باب العبد يسرق من مال امرأة سيده) *
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك

281
(ح وأخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن ابن شهاب عن السائب
ابن يزيد أن عبد الله بن عمرو بن الحضرمي جاء بغلام له إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له اقطع يد هذا فإنه سرق
فقال له عمر رضي الله عنه ماذا سرق قال سرق مرآة لامرأتي ثمنها ستون درهما فقال عمر رضي الله عنه أرسله فليس عليه
قطع، خادمكم سرق متاعكم -
* (باب من سرق من بيت المال شيئا) *
(أخبرنا) أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم ثنا مغيرة عن الشعبي
عن علي رضي الله عنه انه كان يقول ليس على من سرق من بيت المال قطع -
(وأخبرنا) أبو حازم أنبأ أبو الفضل أنبأ احمد أنبأ (1) سعيد ثنا أبو الأحوص ثنا سماك بن حرب عن ابن عبيد بن الأبرص
قال شهدت عليا رضي الله عنه في الرحبة وهو يقسم خمسا بين الناس فسرق رجل من حضر موت مغفر حديد من المتاع فأتى
به علي رضي الله عنه فقال ليس عليه قطع هو خائن وله نصيب (ورواه) الثوري عن سماك عن دثار بن يزيد بن عبيد بن
الأبرص قال اتى علي رضي الله عنه برجل - فذكره -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي
قال قال أبو يوسف أخبرنا بعض أشياخنا عن ميمون بن مهران عن النبي صلى الله عليه وسلم ان عبدا من رقيق الخمس سرق
من الخمس فلم يقطعه وقال مال الله بعضه في بعض (وقد روى) موصولا باسناد فيه ضعف -
(أخبرناه) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان أنبأ أبو يعلى ثنا جبارة ثنا حجاج بن تميم عن ميمون بن مهران عن
ابن عباس ان عبدا من رقيق الخمس سرق من الخمس فرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقطعه وقال مال الله سرق
بعضه بعضا (2) -
* (باب قطاع الطريق) *
قال الله تبارك وتعالى (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم
وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض) الآية -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ثنا
عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سعيد هو ابن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك ان رهطا من عكل وعرينة اتوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالوا يا سول الله انا أناس من أهل ضرع ولم نكن أهل ريف فاستوخمنا المدينة فأمر لهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم بذود وزاد وأمرهم ان يخرجوا فيها فيشربوا من أبوالها وألبانها فانطلقوا حتى إذا كانوا في ناحية الحرة
قتلوا راعى النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا الذود وكفروا بعد اسلامهم فبعث النبي صلى الله عليه وسلم في طلبهم فأمر بهم
فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم وتركهم في ناحية الحرة حتى ماتوا وهم كذلك - قال قتادة فذكر لنا ان هذه الآية
نزلت فيهم يعنى (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا) الآية قال قتادة وبلغنا ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يحث في خطبته بعد ذلك على الصدقة وينهى عن المثلة - أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من
حديث ابن أبي عروبة -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أحمد بن صالح ثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو عن
سعيد بن أبي هلال عن أبي الزناد عن عبد الله بن عبيد الله قال احمد يعنى ابن عمر بن الخطاب عن ابن عمر رضي الله عنهما ان
أناسا أغاروا على إبل رسول الله صلى الله عليه وسلم واستاقوها وارتدوا عن الاسلام وقتلوا راعى رسول الله صلى الله عليه وسلم



(1) مص - ثنا
(2) هامش ر - بلغ سماعهم في جامع مصر حرسهما الله تعالى أجمع في السابع عشر ولله الحمد -
282
فبعث في آثارهم فأخذوا فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم قال ونزلت فيهم آية المحاربة وهم الذين أخبر انس بن
مالك عنهم الحجاج حين سأله -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أحمد بن عمرو بن السرح ثنا ابن وهب أخبرني الليث
ابن سعد عن محمد بن عجلان عن أبي الزناد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قطع الذين سرقوا لقاحه وسمل أعينهم بالنار عاتبه
الله في ذلك فأنزل الله عز وجل (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا)
الآية - قول قتادة وأبى الزناد وغيرهما نزول الآية فيهم مرسل -
(وأخبرنا) أبو محمد بن يوسف أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا الزعفراني ثنا عفان ثنا همام عن قتادة قال فحدثني ابن سيرين
ان هذا قبل ان تنزل الحدود يعنى ما فعل بالعرنيين -
(أخبرنا) أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد ثنا محمد بن عبد الله بن عمرويه الصفار ثنا محمد بن إسحاق الصغاني
ثنا محمد بن سابق ثنا إبراهيم بن طهمان عن عبد العزيز بن رفيع عن عبيد بن عمير عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا يحل قتل امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وانى رسول الله الا في إحدى ثلاث زان بعد احصان ورجل قتل يقتل (1)
به ورجل خرج محاربا لله ورسوله فيقتل أو يصلب أو ينفى من الأرض -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان (أنبأ الشافعي) أنبأ إبراهيم عن صالح
مولى التوأمة عن ابن عباس في قطاع الطريق إذا قتلوا واخذوا المال قتلوا وصلبوا، وإذا قتلوا ولم يأخذوا المال قتلوا
ولم يصلبوا، وإذا أخذوا المال ولم يقتلوا قطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف، وإذا خافوا السبيل ولم يأخذوا ما لانفوا
من الأرض - ولا إبراهيم بن أبي يحيى في هذا اسناد آخر -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي ثنا
إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الرزاق عن إبراهيم عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في المحارب (إنما جزاء
الذين يحاربون الله ورسوله) إذا عدا فقطع الطريق فقتل وأخذ المال صلب، فان قتل ولم يأخذ مالا قتل، فان اخذ المال
ولم يقتل قطع من خلاف، فان هرب واعجزهم فذلك نفيه -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن كامل القاضي ثنا محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية ثنا أبي حدثني
عمى حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس في قوله (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله) الآية قال إذا حارب فقتل فعليه
القتل إذا ظهر عليه قبل توبته، وإذا حارب واخذ المال وقتل فعليه الصلب ان ظهر عليه قيل توبته، وإذا حارب واخذ المال
ولم يقتل فعليه قطع اليد والرجل من خلاف ان ظهر عليه قبل توبته، وإذا حارب وأخاف السبيل فإنما عليه النفي ونفيه ان
يطلب (وروى) عثمان بن عطاء عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال إن اخذ وقد أصاب المال ولم يصب الدم قطعت يده
ورجله من خلاف، وان وجد وقد أصاب الدم قتل وصلب -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد
عن قتادة أنه قال في هذه الآية (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا) الآية قال حدود
أربعة أنزلها الله فاما من حارب فسفك الدم واخذ المال فان عليه الصلب واما من حارب فسفك الدم ولم يأخذ مالا
فعليه القتل، اما من حارب واخذ المال ولم يسفك دما فان عليه النفي (وروى ذلك) عن قتادة عن مورق ورويناه عن
سعيد بن جبير وإبراهيم النخعي قال الشافعي رحمه الله واختلاف حدودهم باختلاف أفعالهم على ما قال ابن عباس إن شاء الله -
* (باب الردء لا يقتل) *
(استدلالا بما أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن أنبأ حاجب بن أحمد الطوسي ثنا محمد بن حماد ثنا أبو معاوية عن الأعمش



(1) مد - فقتل -
283
عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ يشهد أن لا إله إلا الله
واني رسول الله الا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة - رواه مسلم في الصحيح
عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي معاوية وأخرجه البخاري من وجه آخر عن الأعمش -
(أخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن أبي الزناد أن عاملا
لعمر بن عبد العزيز اخذ أناسا في حرابة ولم يقتلوا فأراد أن يقتل أو يقطع فكتب إلى عمر بن عبد العزيز في ذلك فكتب إليه
ان لو أخذت بأيسر ذلك (ورواه) ابن أبي الزناد عن أبيه فقال في هذه القصة انه قتل أحدهم وقال في جوابه فهلا إذ تأولت
عليهم هذه الآية ورأيت انهم أهلها أخذت بأيسر ذلك وأنكر القتل -
* (باب المحارب يتوب) *
(قال الله تعالى) (الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم) قال الشافعي رحمه الله حكاية عن بعض أصحابه قال كلما كان لله من
حد سقط (1) بتوبته وكل ما كان للادميين لم يبطل - قال وبهذا أقول -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن علي الحافظ أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنبأ الحسن بن سفيان أنبأ (2) أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن بكر
عن أبن جريج قال حدثت عن سعيد بن جبير قال من حارب فهو محارب قال سعيد فان أصاب دما قتل، وان أصاب دما
ومالا صلب فان الصلب أشد، وإذا أصاب مالا ولم يصب دما قطعت يده ورجله لقوله (أو تقطع أيديهم وأرجلهم من
خلاف) فان تاب فتوبته بينه وبين الله ويقام عليه الحد (قال وحدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبدة بن سليمان عن هشام
عن أبيه في الرجل يصيب الحدود ثم يجئ تائبا قال تقام عليه الحدود (قال وحدثنا) أبو بكر ثنا جرير عن مغيرة عن حماد
عن إبراهيم في الرجل إذا قطع الطريق وأغار ثم رجع تائبا أقيم عليه الحد وتوبته فيما بينه وبين ربه (وروى) عن علي بن أبي
طالب رضي الله عنه في قبول توبة المحارب بخلاف قول هؤلاء والله أعلم -
(وأنبأني) أبو عبد الله الحافظ إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا أحمد بن محمد يعنى أبا عمرو الحيري ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا
محمد بن يوسف عن سفيان عن أشعث بن سوار عن الشعبي ان عثمان استخلف أبا موسى الأشعري رضي الله عنه فلما صلى
الفجر جاء رجل من مراد فقال هذا مقام العائذ التائب انا فلان بن فلان ممن حارب الله ورسوله جئت تائبا من قبل
ان تقدروا على فقال أبو موسى جاء تائبا من قبل ان تقدروا عليه فلا يعرض الا بخير - وذكر الحديث -
* (باب من قال يسقط كل حق لله تعالى
بالتوبة قياسا على آية المحاربة) *
(واستدلالا بما أخبرنا) أبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي و عبد الواحد بن محمد ابن النجار المقرى بالكوفة قالا أنبأ
أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة نثا عمرو بن حماد عن أسباط بن نصر عن سماك عن
علقمة بن وائل عن أبيه وائل بن حجر زعم أن امرأة وقع عليها رجل في سواد الصبح وهي تعمد إلى المسجد فاستغاثت
برجل مر عليها وفر صاحبها ثم مر عليها قوم ذو (3) عدة فاستغاثت بهم فادركوا الذي استغاثت به وسبقهم الآخر فذهب فجاؤوا به
يقودونه إليها فقال إنما انا الذي أغثتك وقد ذهب الآخر فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته انه وقع عليها وأخبره
القوم انهم أدركوه يشتد فقال إنما كنت أغيثها على صاحبها فادركونى هؤلاء فأخذوني قالت كذب هو الذي وقع على فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهبوا به فارجموه قال فقام رجل من الناس فقال لا ترجموه وارجموني انا الذي فعلت



(1) مص - يسقط
(2) مص - ثنا
(3) كذا -
284
بها الفعل فاعترف فاجتمع ثلاثة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وقع عليها والذي أجابها والمرأة فقال اما أنت
فقد غفر الله لك وقال للذي أجابها قولا حسنا فقال عمر رضي الله عنه ارجم الذي اعترف بالزنا قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا لأنه قد تاب إلى الله احسبه قال توبة لو تابها أهل المدينة أو أهل يثرب لقبل منهم فأرسلهم (ورواه) إسرائيل عن
سماك وقال فيه فأتوا به النبي صلى الله عليه وسلم فلما أمر به قال صاحبها الذي وقع عليها - فذكر الحديث فعلى هذه الرواية
يحتمل انه إنما أمر بتعزيره ويحتمل انهم شهدوا عليه بالزنا وأخطأوا في ذلك حتى قام صاحبها فاعترف بالزنا وقد وجد مثل
اعترافه من ماعز والجهنية والغامدية ولم يسقط حدودهم أحاديثهم أكثر وأشهر والله أعلم (1) -
* (كتاب الأشربة والحد فيها
باب ما جاء في تحريم الخمر) *
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران عن (2) خالد ثنا عبيد الله بن موسى
أنبأ (3) إسرائيل (ح وأخبرانا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عباد بن موسى الختلي ثنا إسماعيل
ابن جعفر عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لما نزل تحريم الخمر قال عمر
رضي الله عنه اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء فنزلت الآية التي في البقرة (يسئلونك عن الخمر والميسر قال فيهما اثم كبير
ومنافع للناس واثمهما أكبر من نفعهما) قال فدعى عمر رضي الله عنه فقرئت عليه قال اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء
فنزلت الآية التي في النساء (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) فكان منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا أقيمت الصلاة ينادى ان لا يقربن الصلاة سكران فدعى عمر رضي الله عنه فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا في الخمر بيان
شفاء فنزلت هذه الآية (فهل أنتم منتهون) قال عمر رضي الله عنه انتهينا - هذا لفظ حديث إسماعيل بن جعفر وفي رواية
عبيد الله قال عن أبي ميسرة وهو عمرو بن شرحبيل وقال بيانا شافيا وقال فنزلت التي في المائدة فدعى عمر رضي الله عنه
فقرئت عليه فلما بلغ (فهل أنتم منتهون) قال عمر رضي الله عنه قد انتهينا والباقي بمعناه -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أحمد بن محمد المروزي ثنا علي بن حسين عن أبيه عن يزيد
النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) (ويسألونك عن الخمر والميسر
قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس) نسختها في المائدة (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان
فاجتنبوه) الآية -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبيد الله المنادى ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن سماك
عن مصعب بن سعد عن سعد قال نزلت في أربع آيات - فذكر الحديث قال وصنع رجل من الأنصار طعاما فدعانا فشربنا
الخمر قبل ان تحرم حتى انتشينا فتفاخرنا فقالت الأنصار نحن أفضل وقالت قريش نحن أفضل فأخذ رجل من الأنصار لحى
جزور فضرب به أنف سعد ففزره وكان أنف سعد مفزورا فنزلت آية الخمر (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام
رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه) إلى قوله (فهل أنتم منتهون) - أخرجه مسلم في الصحيح من حديث شعبة -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو علي الرفاء ثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج بن منهال ثنا ربيعة بن كلثوم حدثني أبي عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس قال إنما نزل تحريم الخمر في قبيلتين من قبائل الأنصار شربوا فلما ثمل القوم عبث بعضهم



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الرابع بعد ست المائة بدار الحديث ولله الحمد - بلغ السيد الشريف عز الدين
أيده الله تعالى في الثالث والأربعين ولله الحمد
(2) مص - ابن
(3) مص - ثنا -
285
ببعض فلما ان صحوا جعل الرجل يرى الأثر بوجهه ورأسه ولحيته فيقول صنع بي هذا اخى فلان وكانوا اخوة ليس في
قلوبهم ضغائن والله لو كان بي رؤوفا رحيما ما صنع هذا بي حتى وقعت الضغائن في قلوبهم فأنزل الله عز وجل هذه الآية
(يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون انا يريد الشيطان
ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون) فقال ناس من
المتكلفين هي رجس وهي في بطن فلان قتل يوم أحد فأنزل الله سبحانه هذه الآية (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات
جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا) إلى قوله (ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين) -
(أخبرني - 1) أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي الحافظ ببغداد قال قرئ على أبى بكر الإسماعيلي أخبركم أبو يعلى ثنا
أبو الربيع (ح وأخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا أبو الربيع
ثنا حماد بن زيد ثنا ثابت عن انس قال كنت ساقى القوم يوم حرمت الخمر في بيت أبى طلحة وما شرابهم الا الفضيخ
البسر والتمر فإذا مناد ينادى قال اخرج فانظر فخرجت فإذا مناد ينادى الا ان الخمر قد حرمت قال فجرت في سكك المدينة
قال فقال لي أبو طلحة اخرج أنت فأهرقتها فقالوا أو قال بعضهم قتل فلان وقتل فلان وهي في بطونهم قال ولا أدرى
هو في حديث انس فأنزل الله عز وجل (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا
وعملوا الصالحات) - رواه مسلم في الصحيح عن أبي الربيع وأخرجه البخاري من وجه آخر عن حماد -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد
ابن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني مالك بن انس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن انس بن مالك قال
كنت اسقى أبا عبيدة وأبا طلحة وأبي بن كعب شرابا من فضيخ وتمر فأتاهم آت فقال إن الخمر قد حرمت فقال أبو طلحة
يا انس قم إلى هذه الجرار فاكسرها فقمت إلى مهراس لنا فضربتها بأسفله حتى تكسرت -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني ثنا جدي ثنا ابن أبي أويس حدثني مالك
فذكره باسناده مثله الا أنه قال فجاءهم آت - رواه البخاري في الصحيح عن إسماعيل بن أبي أويس ورواه مسلم عن أبي
الطاهر عن ابن وهب -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عبد الكريم بن الهيثم الدير عاقولي ثنا أبو اليمان الحكم
ابن نافع أخبرني شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال حدثني سعيد بن المسيب انه سمع أبا هريرة يقول اتى رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليلة اسرى به بايليا بقدحين من خمر ولبن فنظر إليهما ثم اخذ اللبن فقال جبرئيل عليه السلام الحمد لله الذي هداك
للفطرة ولو أخذت الخمر غوت أمتك - رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان ثنا
الشافعي أنبأ سفيان عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان رجلا باع خمرا
قال قاتل الله فلانا باع الخمر أما علم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم
فجملوها فباعوها - أخرجاه في الصحيح من حديث سفيان بن عيينة (وقد مضى) في كتاب البيوع اخبار سوى ما ذكرناه
في تحريم بيعها -
(وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ
الشافعي أنبأ مالك عن نافع عن ابن عمر أن رجالا من أهل العراق قالوا له انا نبتاع من ثمر النخل والعنب فنعصره خمرا فنبيعها
فقال عبد الله انى اشهد الله عليكم وملائكته ومن سمع من الجن والإنس انى لا آمركم ان تبيعوها و لا تبتاعوها ولا تعصروها
ولا تسقوها فإنها رجس من عمل الشيطان -



(1) مص - أخبرنا -
286
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
أنبأ ابن وهب أخبرني عبد الرحمن بن شريح وابن لهيعة والليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن ثابت بن يزيد الخولاني
اخبره انه كان له عم يبيع الخمر وكان يتصدق فنهيته عنها فلم ينته فقدمت المدينة فلقيت ابن عباس فسألته عن الخمر وثمنها فقال
هي حرام وثمنها حرام ثم قال يا معشر أمة محمد صلى الله عليه وسلم انه لو كان كتاب بعد كتابكم ونبى بعد نبيكم لأنزل فيكم
كما انزل في من قبلكم ولا اخر ذلك ومن أمركم إلى يوم القيامة ولعمري لهو أشد عليكم - قال ثابت ثم لقيت عبد الله بن عمر فسألته
عن ثمن الخمر فقال سأخبرك عن الخمر إني كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فبينا هو محتب حل حبوته ثم قال
من كان عنده من هذه الخمر شئ فليأت بها فجعلوا يأتونه فيقول أحدهم عند راوية ويقول الآخر عندي زق أو ما شاء الله
أن يكون عنده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجمعوا ببقيع كذا وكذا ثم آذنوني ففعلوا ثم اتوه فقام وقمت معه
فمشيت عن يمينه وهو متكئ على فلحقنا أبو بكر رضي الله عنه فأخرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلني عن شماله وجعل
أبا بكر رضي الله عنه مكاني ثم لحقنا عمر رضي الله عنه فأخرني وجعله عن يساره فمشى بينهما حتى إذا وقف على الخمر فقال
للناس أتعرفون هذه قالوا نعم يا رسول الله هذه الخمر فقال صدقتم قال فان الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وشاربها
وساقيها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها ثم دعا بسكين فقال اشخدوها ففعلوا ثم أخذها رسول الله
صلى الله عليه وسلم يخرق بها الزقاق فقال الناس ان في هذه الزقاق منفعة فقال أجل ولكني إنما افعل ذلك غضبا لله عز وجل
لما فيها من سخطه قال عمر رضي الله عنه انا أكفيك يا رسول الله قال لا - قال ابن وهب وبعضهم يزيد على بعض في قصة
الحديث (قال وأخبرني) ابن لهيعة ان أبا طعمة حدثه انه سمع عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحدث بهذا عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز ثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا يزيد بن هارون أنبأ
شريك عن عبد الله بن عيسى عن أبي طعمة عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعنت الخمر وشاربها وساقيها
وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه ومبتاعها وآكل ثمنها (1) -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن نافع عن ابن عمر
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أخبرنا إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك - فذكره
بنحوه الا انه لم يذكر التوبة - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى -
(حدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف املاء وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قراءة قالوا ثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث ان عمرو بن شعيب حدثه عن أبيه
عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة فكأنما كانت له
الدنيا وما عليها فسلبها ومن ترك الصلاة سكرا أربع مرات كان حقا على الله ان يسقيه من طينة الخبال قيل وما طينة الخبال
قال عصارة أهل جهنم -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
أنبأ ابن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ان أباه قال
سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث انه كان رجل ممن خلا قبلكم يتعبد ويعتزل الناس
فعلقته امرأة غوية فأرسلت إليه جاريتها فقالت انا ندعوك لشهادة فدخل معا فطفقت كلما دخل بابا أغلقته دونه حتى افضى
إلى امرأة وضيئة عندها غلام وباطية خمر وباطية خمر فقالت انى والله ما دعوتك لشهادة ولكن (2) دعوتك لتقع على أو تقتل هذا



(1) مص - أكل الثمن
(2) مص - ولكني
287
الغلام أو تشرب هذا الخمر فسقته كأسا فقال زيدوني فلم يرم حتى وقع عليها وقتل النفس فاجتنبوا الخمر فإنها لا تجتمع هي
والايمان ابدا الا أوشك أحدهما ان يخرج صاحبه -
(وأخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان عن عمرو عن
يحيى بن جعدة قال قال عثمان رضي الله عنه إياكم والخمر فإنها مفتاح كل شر أتى رجل فقيل له اما أن تخرق هذا الكتاب
واما ان تقتل هذا الصبي واما ان تقع على هذه المرأة واما ان تشرب هذا الكأس واما ان تسجد للصليب فلم ير فيها شيئا
أهون من شرب الكاس فلما شربها سجد للصليب وقتل النفس ووقع على المرأة وخرق الكتاب -
* (باب التشديد على مد من الخمر) *
(أخبرنا) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة الأنصاري أنبأ أبو الحسن علي بن الفضل بن محمد بن عقيل أنبأ يوسف
ابن يعقوب القاضي ثنا أبو الربيع ثنا حماد بن زيد ثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل
مسكر خمر وكل مسكر حرام ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يد منها لم يتب منها لم يشربها في الآخرة - رواه مسلم
في الصحيح عن أبي الربيع -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن
عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني عمر بن محمد عن عبد الله بن يسار أنه سمع سالم بن عبد الله يقول قال عبد الله بن عمر قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة العاق والديه ومدمن (1) الخمر والمنان بما اعطى -
(حدثنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنبأ أبو حامد ابن الشرقي ثنا محمد بن يحيى الذهلي ثنا وهب بن جرير
ثنا شعبة عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة منان ولاعاق ولامد
من خمر -
* (باب التشديد على من سقى صبيا خمرا) *
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن نافع ثنا إبراهيم بن عمر الصنعاني قال سمعت النعمان
يقول عن طاوس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل مخمر خمر وكل مسكر حرام ومن شرب مسكرا
بخست صلاته أربعين صباحا فان تاب تاب الله عليه فان عاد الرابعة كان حقا على الله ان يسقيه من طينة الخبال قيل وما طينة
الخبال يا رسول الله قال صديد أهل النار ومن سقاه صغيرا لا يعرف حلاله من حرامه كان حقا على الله ان يسقيه من طينة
الخبال (2) -
* (باب ما جاء في تفسير الخمر الذي نزل تحريمها) *
(أخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي
ثنا عبد الرزاق أنبأ الثوري عن أبي حيان عن الشعبي عن ابن عمر عن عمر رضي الله عنه قال نزل تحريم الخمر وهي من
خمس (وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب أنبأ يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا يحيى عن أبي حيان



(1) مص - والمدمن
(2) هامش ر - ومص - آخر الجزء التاسع والخمسين بعد المائة من الأصل - وبهامش ر - بلغ السيد
الشريف عز الدين أيده الله تعالى في الرابع والأربعين ولله الحمد -
288
التيمي قال ثنا عامر عن ابن عمر قال قام عمر رضي الله عنه خطيبا على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه
ثم قال اما بعد فان الخمر نزل تحريمها يوم نزل وهي من خمسة من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير، والخمر
ما خامر العقل - لفظ حديث يحيى القطان وفي رواية الثوري الزبيب بدل العنب - وكذلك قاله حماد عن أبن حيان -
وكذلك قلاله ابن أبي السفر عن الشعبي - رواه البخاري في الصحيح عن مسدد وأشار إلى رواية حماد وذكر رواية
ابن أبي السفر -
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب البسطامي أنبأ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي أنبأ أبو يعلى ثنا موسى بن حيان
(ح قال وأخبرني) الحسن بن سفيان ثنا محمد بن المثنى ومحمد بن خلاد قالوا ثنا يحيى بن سعيد ثنا أبو حيان التيمي - وهذا
حديث أبي يعلى - ثنا عامر عن ابن عمر - وقال الحسن ثنا الشعبي عن عبد الله بن عمر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وقال أبو يعلى عن عمر - أنه قال خطيبا على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال اما بعد الا وإن
الخمر نزل تحريمها يوم نزل وهي من خمسة من العنب والتمر، والبر والشعير والعسل، والخمر ما خامر العقل، وثلاث أيها الناس
وددت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفارقنا حتى يعهد إلينا فيها عهدا ننتهي إليه الجد والكلالة وأبواب من أبواب
الربا فقلت ما ترى في السادسة تصنع بالسند يدعى الجاهل (1) يشرب الرجل منه شربة (2) فتصرعه يصنع من الأرز قال
لم يكن هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان لنهى عنه الا ترى انه قد عم الأشربة كلها فقال الخمر ما خامر
العقل (قال أبو بكر) فيه دلالة على أن قوله والخمر ما خامر العقل من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم - رواه
البخاري في الصحيح عن أحمد بن أبي رجاء عن يحيى بن سعيد الا انه لم يذكر قوله ولو كان لنهى عنه إلى آخره فإنه مما قيل
للشعبي وهو الذي أجاب به -
(أخبرنا) أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ببغداد أنبأ أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش القطان ثنا أحمد بن محمد بن
يحيى القطان ثنا يحيى بن آدم ثنا إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن الشعبي عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إن من التمر خمرا، وان من الزبيب خمرا، وان من البر؟ خمرا، وان من الشعير خمرا، وان العسل خمرا -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مالك بن عبد الواحد معتمر قال قرأت على الفضيل
عن أبي حريز أن عامرا حدثه ان النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الخمر من العصير والزبيب
والتمر والحنطة والشعير والذرة وانى أنهاكم عن كل مسكر - وكذلك رواه السرى بن إسماعيل عن عامر الشعبي -
(وهذا لا يخالف الحديث الذي أخبرنا) أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا
العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي ثنا الأوزاعي حدثني أبو كثير قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله



(1) كذا في النسخ وظاهر السياق ان الجاهل - اسم لذلك الشراب ولم نجده ونقل في فتح الباري لفظ رواية الإسماعيلي
هكذا (يقال له السادبة يدعي الجاهل فيشرب منها شربة فتصرعه) وعليه فالمراد يدعي الرجل الجاهل فيشرب كما لا يخفى
ثم قال (قلت وهذا الاسم لم يذكره صاحب النهاية لافي السين المهملة ولا في الشين المعجمة ولا رأيته في صحاح الجوهري
وما عرفت ضبطه إلى الآن...) أقول لعله تصحيف من السادسة ووقع تغيير في ألفاظ الحديث والله أعلم ح
(2) مص - الشربة -
289
عليه وسلم الخمر من هاتين الشجرتين النخلة والعنبة -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري ثنا (1) أبو بكر محمد بن مهروية بن عباس الرازي ثنا أبو حاتم الرازي ثنا عبيد الله بن موسى
أنبأ الأوزاعي - فذكره بمثلها الا أنه قال عن - أخرجه مسلم في الصحيح من حديث الأوزاعي وغيره، فإنه ثبت الخمر
منهما في هذا الحديث وأثبتها منهما ومن غيرهما فيما مضى فيقال بجميع ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم متى ما أمكن الجمع بين
جميعه وبالله التوفيق -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبد الملك ثنا يزيد بن هارون أبنأ سليمان عن
انس بن مالك قال كنت قائما على عمومتي اسقيهم وهم يشربون يومئذ شرابا لهم إذ دخل عليهم رجل فقال ألا هل علمتم
ان الخمر قد حرمت قالوا يا انس اكفأها فأكفأتها فوالله ما عادوا فيها حتى لقوا الله عز وجل قال فقلت وما كان شرابهم
قال البسر والتمر فقال أبو بكر بن انس وأنس في الحلقة كانت خمرهم يومئذ فما أنكر ذلك عليه انس -
(وأخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا مسدد ثنا المعتمر بن سليمان قال
سمعت أبي قال سمعت انس بن مالك يقول كنت قائما على الحي اسقيهم على عمومتي وانا أصغرهم سنا من فضيخ لهم قال
فجاء رجل فقال إن الخمر قد حرمت فقالوا أكفها يا انس قال فكفأتها فقيل لا نس فما كان شرابهم قال رطب وبسر قال
أبو بكر بن انس وأنس شاهد كانت خمرهم يومئذ فلم ينكر ذاك انس (قال وحدثني) بعض أصحابنا انه سمع انس بن مالك
يقول كانت خمرهم يومئذ - رواه البخاري في الصحيح عن مسدد ورواه مسلم عن محمد بن عبد الأعلى عن معتمر (2) -
(أخبرني) أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي ببغداد قراءة عليه (3) قال قرأت على أبى العباس بن حمدان
حدثكم محمد بن أيوب أنبأ مسلم بن إبراهيم (ح وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ علي بن الفضل بن محمد بن عقيل ثنا يوسف
ابن يعقوب القاضي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا هشام ثنا قتادة عن انس قال إني لاسقى أبا طلحة وأبا دجانة وسهل (4) بن بيضاء
من خليط بسر وتمر إذ حرمت الخمر فرفعتها و أنا ساقيهم يومئذ وأصغرهم وانا نعدها يومئذ الخمر - رواه البخاري في
الصحيح عن مسلم بن إبراهيم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن هشام -
(أخبرنا) أبو عمر ومحمد بن عبد الله الرزجاهي الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني المنبعي حدثني أحمد بن منصور ومحمد
ابن اشكيب (5) والعباس بن محمد قالوا ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو شهاب عن يونس عن ثابت عن انس بن مالك قال حرمت
علينا الخمر حين حرمت وما نجد خمور الأعناب الا القليل وعامة خمرهم البسر والتمر - رواه البخاري في الصحيح عن
أحمد بن يونس -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن سليمان الباغندي ثنا عبيد الله بن موسى ثنا
مالك بن مغول عن نافع عن ابن عمر قال لقد حرمت الخمر وما بالمدينة منها شئ يعنى لم يكن بالمدينة خمر العنب حين
حرمت - أخرجه البخاري في الصحيح من وجه آخر عن مالك بن مغول -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو صالح يعنى خلف الخيام ثنا إبراهيم بن معقل ثنا محمد بن إسماعيل حدثني إسحاق بن



(1) مص - أنبأ
(2) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الخامس بعد ست المائة بالدار ولله الحمد
(3) مص - أو قرأت عليه
(4) مص - وسهيل - وكذا في الصحيح مسلم
(5) مص - وهامش ر - اشكاب -
290
إبراهيم أنبأ محمد بن بشر ثنا (1) عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز أخبرني نافع عن ابن عمر قال نزل تحريم الخمر وان بالمدينة
يومئذ لخمسة أشربة ما فيها شراب العنب - أخرجه البخاري في الصحيح هكذا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى قالوا أنبأ أبو العباس محمد بن
يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني مالك ويونس بن يزيد (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ
ثنا أبو العباس أنبأ الربيع بن سليمان أخبرنا الشافعي أنبأ مالك (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ حدثني علي بن عيسى ثنا
جعفر بن محمد وإبراهيم بن علي وموسى بن محمد قالوا ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك بن انس عن ابن شهاب عن أبي
سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها قالت - وفي رواية ابن وهب سمع عائشة تقول - سئل رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن البتع فقال كل شراب اسكر فهو حرام - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك ورواه
مسلم عن يحيى بن يحيى وعن حرملة عن ابن وهب عن يونس -
(حدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني املاء أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنبأ أحمد بن يوسف السلمي
ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن البتع فقال كل شراب اسكر فهو حرام والبتع نبيذ العسل - رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم وعبد عن
عبد الرزاق -
(أخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي قراءة عليه أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن ابن الشرقي ثنا
عبد الله بن هاشم بن حيان الطوسي ثنا يحيى بن سعيد القطان ثنا قرة عن سيار أبى الحكم عن أبي بردة عن أبي موسى قال
قلت يا رسول الله ان عندنا أشربة أو شرابا هذا البتع والمزر من الذرة والشعير فما تأمر نا فيهما فقال إنها كم عن كل مسكر -
(وأخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن سعيد بن أبي
بردة عن أبيه عن أبي موسى قال قلت يا رسول الله يصنع عندنا شراب من العسل يقال له البتع وشراب من الشعير
يقال له المزر وهما يسكران فقال النبي صلى الله عليه وسلم كل مسكر حرام - أخرجاه في الصحيح من حديث شعبة واستشهد
البخاري برواية أبى داود الطيالسي -
(وأخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن الفضل حدثني عمرو بن قسيط ثنا
عبيد الله بن عمر وعن زيد بن أبي أنيسة عن سعيد بن أبي بردة أنبأ أبو بردة عن أبي موسى قال بعثني النبي صلى الله عليه وسلم
ومعاذا إلى اليمن فقال انطلقا فادعوا الناس إلى الاسلام ويسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا قال قلت يا رسول الله أفتنا في
شرابين كنا نصنعهما باليمن البتع من العسل ننبذه حتى يشتد، والمزر من البر والشعير والذرة ننبذه حتى يشتد قال وكان النبي
صلى الله عليه وسلم قد اعطى جوامع الكلم وخواتمه وقال أحرم كل مسكر عن الصلاة قال فانطلقنا - أخرجه مسلم في الصحيح
من حديث عبيد الله بن عمرو -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا محمد بن شاذان ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبد العزيز بن محمد ثنا عمارة



(1) مص - أنبأ -
291
ابن غزية عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله ان رجلا قدم من جيشان وجيشان من اليمن فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن
شراب يشربونه بأرضهم من الذرة يقال له المزر فقال النبي صلى الله عليه وسلم أو مسكر هو قالوا نعم قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم كل مسكر حرام ان الله عهد لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال قالوا يا رسول الله وما طينة الخبال قال
عرق أهل النار أو عصارة أهل النار - رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا سعدان ثنا سفيان عن ابن طاوس عن أبيه قال تلا
النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يعنى آية ذكر فيها الخمر قال فقام إليه أبو وهب الجيشاني فسأله عن المزر قال وما المزر
قال شئ يصنع من الحب قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم كل مسكر حرام - هكذا جاء مرسلا -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرى ابن الحمامي رحمه الله ببغداد ثنا أبو بكر محمد بن العباس بن الفضل
ثنا محمد بن أحمد بن أبي المثنى ثنا محمد بن عبيد الطنافسي حدثني محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله
اليزني عن ديلم الحميري قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله انا بأرض باردة نعالج بها عملا شديدا
وانا نتخذ شرابا من هذا القمح نتقوى به على أعمالنا وعلى برد بلا دنا قال هل يسكر قال قلت نعم قال فاجتنبوه ثم جئته
من بين يديه فقلت له مثل ذلك فقال هل يسكر قلت نعم قال فاجتنبوه ثم قلت إن الناس غير تاركيه قال فإن لم يتركوه
فاقتلوهم - وكذلك رواه عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب -
(وأخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله
ابن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب وعياش بن عباس عن أبي الخير وهو مرثد عن ديلم
الجيشاني أنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله انا بأرض باردة شديدة البرد نصنع بها شرابا من
القمح أفيحل يا نبي الله فقال أليس بمسكر قالوا بلى قال فإنه حرام -
(وأخبرنا) أبو بكر وأبو زكريا قالا ثنا أبو العباس أنبأ محمد أنبأ ابن وهب أخبرني عمر وبن الحارث ان دراجا أبا السمح
حدثه ان عمر بن الحكم حدثه عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان ناسا من أهل اليمن قدموا على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فعلمهم الصلاة والسنن والفرائض ثم قالوا يا رسول الله ان لنا شرابا نصنعه من القمح والشعير فقال
الغبيراء قالوا نعم قال لا تطعموه ثم لما كان بعد يومين ذكروه له أيضا فقال الغبيراء قالوا نعم قال لا تطعموه ثم لما أراد وا
ان ينطلقوا سألوه عنه فقال الغبيراء قالوا نعم قال لا تطعموه -
(أخبرنا) أبو الحسين محمد بن علي بن خشيش المقرى بالكوفة ثنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم أنبأ عبيد الله
ابن موسى عن إسرائيل عم إسماعيل بن سميع عن مالك بن عمير عن صعصعة بن صوحان قال قلت لعلى رضي الله عنه
(ح وأخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا زياد بن الخليل ثنا مسدد ثنا عبد الواحد ثنا إسماعيل بن
سميع ثنا مالك بن عمير قال جاء صعصعة بن صوحان إلى علي رضي الله عنه فقال إنهنا عما (1) نهاك عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم



(1) ر - كما -
292
قال نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والحنتم والنقير والجعة وحلقة الذهب ولبس الحرير والقسي والميثرة
الحمراء - ليس في حديث ابن خشيش النقير -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا زهير ثنا أبو إسحاق عن هبيرة وأصحاب
على عن علي رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجعة، والجعة شراب يصنع من الشعير حتى يسكر (1) -
* (باب الدليل على أن الطبخ لا يخرج هذه الأشربة
من دخولها في الاسم والتحريم إذا كانت مسكرة) *
(حدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا عبد الله بن أيوب المخرمي
ثنا سفيان به عيينة (ح وأنبأ) أبو عبد الله الحافظ في آخرين قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ
الشافعي ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شراب اسكر فهو حرام - لفظ حديث الشافعي رحمه الله وفي رواية المخرمي قال عن
عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل مسكر حرام - رواه البخاري في الصحيح عن ابن المديني ورواه مسلم عن يحيى
ابن يحيى كلاهما عن سفيان على اللفظ الذي رواه الشافعي -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا محمد بن عيسى بن الطباع وأبو الربيع
الزهراني (ح قال وأخبرني) أبو النضر ثنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الليث الرازي ثنا أبو كامل قالوا ثنا حماد بن زيد
عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ومن شرب الخمر في الدنيا
فمات وهو يدمنها لم يتب منها لم يشربها في الآخرة - رواه مسلم في الصحيح عن أبي الربيع وأبى كامل -
(أخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ أبو حامد ابن الشرقي ثنا أحمد بن محمد بن الصباح ثنا روح
ابن عبادة ثنا ابن جريج أخبرني موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل مسكر خمر وكل
مسكر حرام - رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم والصغاني عن روح بن عبادة -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ علي بن الفضل بن محمد بن عقيل (ح وأخبرنا) أبو الحسن المقرى الأسفرائيني بها أنبأ الحسن
ابن محمد بن إسحاق قالا ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله عن نافع عن ابن
عمر ولا اعمله الاعن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل مسكر خمر وكل خمر حرام - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن
المثنى عن يحيى -
(أخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنبأ أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ثنا أحمد بن محمد بن الصباح الدولابي
ثنا روح بن عبادة ثنا مالك بن انس عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل مسكر خمر وكل
مسكر حرام - قال احمد هكذا حدثنا به روح مرفوعا -
(وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن نافع عن



(1) هامش ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في الخامس والأربعين ولله الحمد -
293
ابن عمر أنه قال كل مسكر خمر وكل مسكر حرام - كذا رواه سائر أصحاب مالك عن مالك موقوفا غير روح فإنه رفعه
في رواية الدولابي عنه والله أعلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنبأ أبو يعلى ثنا محمد بن عباد ثنا سفيان عن عمرو سمعه من
سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ومعاذا إلى اليمن فقال لهما بشرا ويسرا وعلما ولا تنفرا
واراه قال وتطاوعا قال فلما ولى رجع أبو موسى فقال يا رسول الله ان لهم شرابا من العسل يطبخ والمزر يصنع من
الشعير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ما اسكر عن الصلاة فهو حرام - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عباد -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن موسى ثنا محمد بن أيوب أنبأ محمد بن كثير ثنا سفيان عن أبي
الجويرية قال سألت ابن عباس عن الباذق قال سبق محمد صلى الله عليه وسلم الباذق ما اسكر فهو حرام قال الشراب الحلال
الطيب لا الحرام الخبيث - رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير الا أنه قال قال الشراب الحلال الطيب قال ليس
بعد الحلال الطيب الا الحرام الخبيث -
(وأخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ثنا أبو النضر ثنا أبو خيثمة ثنا أبو الجويرية
قال قلت لابن عباس أفتني رحمك الله في الباذق فقال سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الباذق ما اسكر فهو حرام قال
قلت أفتني رحمك الله في الباذق وانا نشربه قال سبق محمد صلى الله عليه وسلم إلى الباذق وما اسكر فهو حرام قال رجل من
القوم انا نعمد إلى العنب فنعصره ثم نطبخه حتى يكون حلالا طيبا قال سبحان الله سبحان الله اشرب الحلال الطيب فإنه
ليس بعد الحلال الطيب الا الحرام الخبيث -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمر وقالوا أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب
ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا يوسف بن مروان النسائي (1) ثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة عن يحيى بن
عبيد النخعي عن ابن عباس قال اتاه قوم فسألوه عن بيع الخمر واشترائه والتجارة فيه فقال ابن عباس أمسلمون أنتم فقالوا
نعم قال فإنه لا يصلح بيعه ولا شراؤه ولا التجارة فيه لمسلم إنما مثل من فعل ذلك منكم مثل بني إسرائيل حرمت عليهم
الشحوم فلم يأكلوها فباعوها وأكلوا أثمانها - ثم سألوا عن الطلاء فقال ابن عباس وما طلاؤكم هذا إذ سألتموني فبينوا لي
الذي تسألوني عنه قالوا هو العنب يعصر ثم يطبخ ثم يجعل في الدنان قال وما الدنان قالوا ادنان مقيرة قال مزفتة فقالوا نعم
قال أيسكر قالوا إذا أكثر منه اسكر قال فكل مسكر حرام -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن الأعمش
عن يحيى بن عبيد أبى عمر البهراني قال سئل ابن عباس عن الطلاء فقال إن النار لا تحل شيئا ولا تحرمه -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
أنبأ ابن وهب أخبرني إبراهيم بن نشيط الوعلاني وعمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن محمد بن عبد الله ان أبا مسلم
الخولاني حج فد خل على عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فجعلت تسأله عن الشام وعن بردها فجعل يخبر ها فقالت
كيف تصبرون على بردها فقال يا أمير المؤمنين انهم يشربون شرابا لهم يقال له الطلاء فقالت صدق الله وبلغ حبى سمعت



(1) ر - البستاني -
294
حبى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أناسا من أمتي يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالوا ثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني معاوية بن صالح عن حاتم بن حريث عن مالك
ابن أبي مريم عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري عن أبي مالك الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لبشر بن
أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها وتضرب على رؤسهم المعازف يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم قردة وخنازير -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن ابن شهاب
عن السائب بن يزيد انه اخبره ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج عليهم فقال إني وجدت من فلان ريح شراب
فزعم أنه شرب الطلاء وانا سائل عما شرب فإن كان يسكر جلدته فجلده عمر رضي الله عنه الحدتاما -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسين الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز قال قال أبو عبيد
قد جاءت في الأشربة آثار كثيرة بأسماء مختلفة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكل له تفسير فاولها الخمر وهي ما غلى
من عصير العنب فهذا مالا اختلاف في تحريمه بين المسلمين إنما الاختلاف في غيره، ومنها السكر وهو نقيع الثمر الذي لم
تمسه النار وفيه يروى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال السكر خمر، ومنها البتع وهو نبيذ العسل، ومنها الجعة
وهو نبيذ الشعير، ومنها المزر وهو من الذرة (قال أبو عبيد) حدثنيه أبو المنذر إسماعيل بن عمر الواسطي عن مالك بن مغول
عن أكيل (1) مؤذن إبراهيم عن الشعبي عن ابن عمر أنه فسر هذه الأربعة الأشربة وزاد والخمر من العنب والسكر من
التمر (قال أبو عبيد) ومنها السكركة وقد روى عن الأشعري التفسير فقال إنه من الذرة (قال أبو عبيد) ثنا حجاج ومحمد بن
كثير عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن صفوان بن محرز قال سمعت أبا موسى الأشعري يخطب فقال خمر
المدينة من البسر والتمر وخمر أهل فارس من العنب وخمر أهل اليمن البتع وهو من العسل وخمر الحبش السكركة (قال
أبو عبيد) ومن الأشربة أيضا الفضيخ وهو ما افتضخ من البسر من غير أن تمسه النار وفيه يروى عن ابن عمر ليس بالفضيخ
ولكنه الفضوخ ويروى عن انس أنه قال نزل تحريم الخمر وما كانت غير فضيخكم هذا (قال أبو عبيد) حدثنيه ابن علية عن
عبد العزيز بن صهيب عن انس (قال أبو عبيد) فإن كان مع البسر تمر فهو الذي يسمى الخليطين وكذلك إن كان زبيبا وتمرا
فهو مثله، ومن الأشربة المنصف وهو ان يطبخ عصير العنب قبل ان يغلى حتى يذهب نصفه وقد بلغني انه يسكر فإن كان يسكر
فهو حرام وان طبخ حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه فهو الطلاء وإنما سمى بذلك لأنه شبه بطلاء الإبل في ثخنه وسواده
وبعض العرب يجعل الطلاء الخمر بعينها يروى ان عبيد بن الأبرص قال في مثل له -
هي الخمر تكنى الطلاء * كما الذئب يكنى أبا جعدة
(قال وكذلك) الباذق وقد يسمى به الخمر والمطبوخ وهو الذي يروى فيه الحديث عن ابن عباس انه سئل عن الباذق فقال
سبق محمد الباذق وما اسكر فهو حرام وإنما قال ابن عباس ذلك لان الباذق كلمة فارسية عربت فلم يعرفها - وذكر
أبو عبيد أسماء سواها ثم قال وهذه الأشربة المسماة عندي كلها كناية عن اسم الخمر ولا احسبها الا داخلة في حديث
النبي صلى الله عليه وسلم ان ناسا من أمتي يشربون الخمر باسم يسمونها به قال ومما يبينه قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الخمر ما خامر العقل -



(1) مصغراكما في مص وتاج العروس
295
* (باب ما اسكر كثيره فقليله حرام) *
(أخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا يحيى بن أيوب ثنا
ابن أبي مريم ثنا محمد بن جعفر ثنا الضحاك بن عثمان عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن عامر بن سعد عن أبيه عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال إنها كم عن قليل ما اسكر كثيره -
(أخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنبأ أبو حامد ابن الشرقي ثنا أبو الأزهر ومحمد بن المنخل قالا ثنا أبو ضمرة
ثنا داود بن بكر بن أبي الفرات عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اسكر
كثيره فقليله حرام -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان وأبو الحسين بن الفضل القطان وأبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري
ببغداد قالوا أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن عرفة ثنا يونس بن محمد المؤدب ثنا إبراهيم بن سعد حدثني محمد بن إسحاق
عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اسكر كثيره فقليله حرام -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ علي بن محمد المصري ثنا روح بن الفرج ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن أبي معشر عن
نافع عن ابن عمر أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اسكر كثيره فقليله حرام -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن
عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني أبو معشر عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال كل مسكر خمر ما اسكر كثيره فقليله حرام -
(أخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ثنا عبد الرحمن
ابن بشر ثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمر ثنا عمر وبن شعيب عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
ما اسكر كثيره فقليله حرام (وكذلك) رواه عبد الله بن عمر عن عمرو -
(أخبرناه) أبو بكر بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس هو الأصم أنبأ محمد بن عبد الله أنبأ ابن وهب
أخبرني عبد الله بن عمر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذكره (قال وأنبأ) ابن وهب قال حدثني شمر بن نمير عن حسين بن عبد الله هو ابن ضميرة عن أبيه عن جده عن علي بن أبي
طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق الأسفرائيني ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا عبد الله
ابن محمد بن أسماء ابن أخي جويرية وكان رجلا صالحا ثنا مهد ى بن ميمون ثنا أبو عثمان الأنصاري عن القاسم بن محمد بن أبي
بكر عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال كل مسكر حرام وما اسكر منه الفرق فملء الكف
منه حرام -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان ومحمد بن الحسين القطان و عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد قالوا أنبأ
إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن عرفة ثنا إسماعيل بن إبراهيم ابن علية و عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن ليث بن أبي سليم عن أبي
عثمان عن القاسم بن محمد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل مسكر حرام وما اسكر منه الفرق فالحسوة منه حرام -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو شهاب عبد ربه بن نافع عن
الحسن بن عمر والفقيمي عن الحكم بن عتيبة عن شهر بن حوشب عن أم سلمة قالت نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
كل مسكر ومفتر (1) -



(1) في مص - أو مفتر - وفي هامشه من ص - ومفتر - وبعده - قال شيخنا تقى الدين كأنه يعنى ما يحصل به فترة أي نشوة
296
* (باب ما يحتج به من رخص في المسكر إذا
لم يشرب منه ما يسكره والجواب عنه) *
قال الله تبارك وتعالى (تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا)
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا معاذ بن نجدة القرشي ثنا قبيصة بن عقبة ثنا سفيان عن الأسود
ابن قيس عن عمرو بن سفيان عن ابن عباس انه سئل عن هذه الآية (تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا) قال السكر ما حرم
من ثمرتها والرزق الحسن ماحل من ثمرتها -
(وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا عبد الله به صالح عن
معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله (تتخذون منه سكرا) فحرم الله بعد ذلك السكر مع تحريم
الخمر لأنه منها قال (ورزقا حسنا) فهو حلاله من الخل والرب والنبيذ وأشباه ذلك فأقره الله وجعله الله حلالا للمسلمين
(وقد روينا) عن أبي عبيد أنه قال السكر نقيع التمر وعليه تدل رواية بن أبي طلحة عن ابن عباس مع الدلالة على دخوله
في التحريم حين حرمت الخمر لأنه منها -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح
عن مجاهد في هذه الآية قال السكر الخمر قبل تحريمها والرزق الحسن طعامه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا سعيد
ابن عامر عن شعبة عن مغيرة عن إبراهيم والشعبي وأبى رزين قالوا في هذه الآية (تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا)
هي منسوخة -
(واما الحديث الذي أخبرنا) أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكى أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الوهاب أنبأ
جعفر بن عون أنبأ مسعر عن أبي عون (ح وأخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو عثمان عمر وبن عبد الله البصري ثنا محمد بن
عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ثنا سفيان عن أبي عون عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال حرمت الخمر بعينها القليل منها
والكثير والسكر من كل شراب - والمراد بالسكر المذكور فيه المسكر -
(فقد أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الصوفي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن
جعفر ثنا شعبة عن مسعر عن أبي عون عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن ابن عباس قال حرمت الخمر بعينها قليلها وكثيرها
والمسكر من كل شراب (1) -



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في السادس بعد ست المائة ولله الحمد -
297
(وأخبرنا) أبو عبد الله ثنا الأستاذ أبو الوليد حسان بن محمد املاه علينا ثنا عبد الله بن محمد اليغوي ثنا أحمد بن حنبل - فذكره
باسناده الا انه لم يقل قليلها وكثيرها - وكذلك رواه عن أحمد بن حنبل موسى بن هارون (وكذلك) روى عن عياش العامري
عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس والمسكر من كل شراب وعلى هذا يدل سائر الروايات عن ابن عباس -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا علي بن عبد الله بن مبشر ثنا أحمد بن سنان ثنا عبد الرحمن بن مهدي
عن أبي عوانة عن ليث عن عطاء وطاوس ومجاهد عن ابن عباس قال قليل ما اسكر كثيره حرام -
(واما الحديث الذي أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا سلام عن سماك
ابن حرب عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بردة وليس بابن أبى موسى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اشربوا
ولا تسكروا - فكذا رواه أبو الأحوص سلام بن سليم وبلغني عن أبي عبد الرحمن النسائي أنه قال هذا حديث منكر غلط
فيه أبو الأحوص سلام بن سليم لا نعلم أن أحدا تابعه عليه من أصحاب سماك - قال أبو عبد الرحمن قال أحمد بن حنبل كان
أبو الأحوص يخطئ في هذا الحديث (قال أبو عبد الرحمن) ورواه أبو عوانة عن سماك عن قرصافة امرأة منهم عن عائشة
رضي الله عنها قالت اشربوا ولا تسكروا - وهذا أيضا غير ثابت وقرصافة هذه لا يدرى من هي والمشهور عن عائشة رضي الله عنها
خلاف ذلك -
(وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث أنبأ علي بن عمر الدارقطني الحافظ قال وهم أبو الأحوص في اسناده ومتنه وقال غيره عن
سماك عن القاسم عن ابن بريدة عن أبيه ولا تشربوا مسكرا (قال الشيخ) وكذلك رواه محارب بن دثار عن ابن بريدة
عن أبيه -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن المثنى ثنا محمد بن فضيل عن ضرار
ابن مرة عن محارب بن دثار عن ابن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء
فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرا - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى -
(واما الحديث الذي أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن إبراهيم
ابن مشكان المروزي ثنا عبد الله بن محمود ثنا العباس بن زرارة ثنا جرير عن الحجاج بن أرطأة عن حماد عن إبراهيم عن
ابن مسعود قال كل مسكر حرام هي الشربة التي تسكرك -
(فقد أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن عبد الله الجراحي بمرو ثنا يحيى بن شاسويه ثنا عبد الكريم السكري
ثنا وهب بن زمعة أنبأ سفيان بن عبد الملك قال سألت عبد الله بن المبارك عن حديث جرير عن ابن مسعود تحرم الشربة
التي تسكرك فقال هذا باطل -
(وأخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا قال أبو الحسن الدارقطني حجاج بن أرطأة ضعيف وإنما هو
من قول إبراهيم النخعي - ورواه باسناده عن مسعر عن حماد عن إبراهيم من قوله بمعناه (قال الشيخ) رحمه الله وقد روى
عن إبراهيم بخلافه - وذلك فيما رواه الحسن بن عمرو عن فضيل بن عمرو عن إبراهيم قال كانوا يرون ان من شرب
شرابا فسكر منه لم يصلح له ان يعود فيه -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ أنبأ الإمام أبو بكر أحمد بن إسحاق أنبأ الحسن بن علي بن زياد ثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال
قال زكريا بن عدي لما قدم ابن المبارك الكوفة كانت به علة فأتاه وكيع وأصحابنا والكوفيون فتذاكروا عنده حتى بلغوا
الشراب فجعل ابن المبارك يحتج بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين
والأنصار من أهل المدينة قالوا لا ولكن من حديثنا فقال ابن المبارك أنبأ الحسن بن عمرو الفقيمي عن فضيل بن عمرو عن
إبراهيم قال كانوا يقولون إذا سكر من شراب لم يحل له ان يعود فيه ابدا فنكسوا رؤسهم فقال ابن المبارك للذي يليه رأيت
أعجب من هؤلاء أحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه والتابعين فلم يعبأوا به واذكر عن إبراهيم فنكسوا

298
رؤسهم -
* (باب ما جاء في صفة نبيذهم الذي كانوا يشربونه في حديث انس
بن مالك وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه) *
(اما حديث انس فأخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو أنبأ أبو عبد الله الصفار ثنا أحمد بن محمد البرتي القاضي ثنا عفان (ح
وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا الحسن بن المثنى العنبري ثنا حماد بن سلمة عن ثابت
عن انس قال لقد سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقد حي هذا الشراب كله العسل والنبيذ والماء واللبن - رواه مسلم
في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عفان -
(واما الرواية فيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد يعقوب ثنا الحسن بن
مكرم ثنا أبو النضر ثنا أبو خيثمة ثنا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون قال قال عمر رضي الله عنه انا لنشرب من النبيذ نبيذا
يقطع لحوم الإبل في بطوننا من أن تؤذينا -
(واما الصفة ففيما حدثنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا القاسم
ابن الفضل (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا عمران بن موسى ثنا شيبان بن فروخ ثنا
القاسم ثنا ثمامة بن حزن القشيري قال لقيت عائشة رضي الله عنها فسألتها عن النبيذ فدعت عائشة جارية حبشية فقالت سل
هذه انها كانت تنبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت الحبشية كنت انبذ له في سقاء من الليل وأوكيه وأعلقه فإذا أصبح
شرب منه - لفظ حديث شيبان رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن شاذان ومحمد بن النضر قال ابن النضر أنبأ وقال ابن
شاذان ثنا محمد بن المثنى ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد عن يونس عن الحسن عن أمه عن عائشة رضي الله عنها قالت كنا ننبذ
لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سقاء وكى أعلاه وله عزلاء ننبذ غدوة فيشربه عشاء (1) وننبذ عشاء (2) فيشربه غدوة
رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى -



(1) هامش ر - بلغ سماعهم بجامع مصر حرسهما الله أجمع في الثامن عشر ولله الحمد (2) ر - عشيا -
299
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا المعتمر قال سمعت شبيب بن عبد الملك يحدث
عن مقاتل بن حيان قال حدثتني عمرة عن عائشة رضي الله عنها انها كانت تنبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم غدوة فإذا
كان من العشى فتعشى شرب على عشائه فان فضل شئ صببته أو فرغته ثم تنبذ له بالليل فإذا أصبح تغدى فشرب على
غدائه قلت نغسل السقاء غدوة وعشية فقال لها أبى مرتين في يوم قالت نعم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا (1)
العباس بن محمد الدوري ثنا يوسف بن مروان النسائي ثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة عن يحيى بن عبيد
النخعي عن ابن عباس قال اتاه قوم - فذكر الحديث قال ثم سألوه عن النبيذ فقال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في
سفر فرجع من سفره وأناس من أصحابه قد انتبذ وانبيذا لهم في نقير وحناتم ودباء فامر بها
فأهريقت قال فامر بسقاء فجعل
فيه زبيب وماء وكان (2) ينبذ له من الليل فيصبح فيشرب يومه ذلك وليلته التي تستقبل ومن الغد حتى يمسى فإذا امسى
شرب منه وسقى فان أصبح فيه شئ أمر به فأهريق - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن أحمد بن أبي خلف عن زكريا
ابن عدي عن عبيد الله بن عمرو -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن الأعمش عن
يحيى بن عبيد أبى عمر البهراني (3) عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبذ له الزبيب من الليل في السقاء
فإذا أصبح شربه يومه وليلته ومن الغد فإذا كان مساء الثالث شربه وأسقاه الخدم فان فضل شئ أهراقه - رواه مسلم
في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم -
(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري الطوسي بها أنبأ أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا عثمان بن سعيد
الدارمي ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا أبو غسان حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد أنه لما عرس أبو أسيد دعا النبي صلى الله
عليه وسلم وأصحابه فما صنع لهم طعاما ولاقربه إليهم الا امرأته أم أسيد وبلت تمرات من الليل في تور من حجارة فلما فرغ
رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطعام اماثته فسقته - رواه البخاري في الصحيح عن سعيد بن أبي مريم ورواه مسلم
عن محمد بن سهل بن عسكر عن ابن أبي مريم -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عيسى بن محمد ثنا ضمرة عن الشيباني عن عبد الله ابن الديلمي
عن ابنه قال آتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله قد علمت من نحن ومن أين نحن فإلى من نحن قال إلى الله عز وجل
والى رسوله فقلنا يا رسول الله ان لنا أعنابا ما نصنع بها قال زببوها قلنا ما نصنع بالزبيب قال انبذوه على غدائكم واشربوه
على عشائكم وانبذوه على عشائكم واشربوه على غدائكم وانبذوه في الشنان ولا تنبذوه في القلل فإنه إذا تأخر عن عصره
صار خلا -
(أخبرنا) أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أبو حصين محمد بن الحسين ثنا علي بن حكيم الأودي ثنا شريك عن مسعر
عن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري عن عائشة رضي الله عنها قالت كنت إذا اشتد نبيذ النبي صلى الله عليه وسلم جعلت
فيه زبيبا يلتقط حموضته (قال) الشيخ وعلى مثل هذه الصفة كان نبيذ عمر بن الخطاب وغيره من الصحابة رضي الله عنهم
الا ترى ان عمر رضي الله عنه إنما أحل الطلاء حين ذهب سكره وشره وحظ شيطانه -
(وذلك فيما أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن
داود بن الحصين عن واقد بن عمر وبن سعد بن معاذ وعن سلمة بن عوف بن سلامة اخبراه عن محمود بن لبيد الأنصاري ان



(1) مص - أنبأ
(2) مص - فكان
(3) ر - مد - الديراني
300
عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قدم الشام فشكا إليه أهل الشام وباء الأرض وثقلها وقالوا لا يصلحنا الا هذا الشراب
فقال عمر رضي الله عنه اشربوا العسل فقالوا لا يصلحنا العسل فقال رجل (1) من أهل الأرض هل لك ان نجعل لك من هذا
الشراب شيئا لا يسكر فقال نعم فطبخوه حتى ذهب منه الثلثان وبقى الثلث فأتوا به عمر رضي الله عنه فادخل عمر رضي الله عنه
فيه إصبعه ثم رفع يده فتبعها يتمطط فقال هذا الطلاء هذا مثل طلاء الإبل فأمرهم عمر رضي الله عنه ان يشربوه فقال
له عبادة بن الصامت أحللتها والله فقال عمر رضي الله عنه كلا والله اللهم إني لا أحل لهم شيئا حرمته عليهم ولا أحرم عليهم
شيئا أحللته لهم -
(أخبرنا) أبو حازم أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ احمد ين نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا إسماعيل بن إبراهيم ثنا هشام بن
حسان عن محمد بن سيرين عن عبد الله بن يزيد الخطمي قال كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان اطبخوا شرابكم حتى
يذهب نصيب الشيطان منه فان للشيطان اثنين ولكم واحدة -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو الحسين الجوزي ثنا ابن أبي الدنيا ثنا أبو خيثمة ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن عبد الله



(1) مص - رجال
301
ابن عمر عن زيد بن أسلم عن أبيه قال كان النبيذ الذي يشرب عمر رضي الله عنه كان ينقع له الزبيب غدوة فيشربه عشية
وينقع له عشية فيشربه غدوة ولا يجعل فيه دردى -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق والحسن بن مكرم قالا ثنا عثمان بن عمر أنبأ
شعبة عن أبي حمزة جارهم قال سمعت هلال المازني يحدث عن سويد بن مقرن قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
بجرة فيها نبيذ فنهاني عنه فكسرتها قال وقال سويد انتبذ أول الليل واشربه آخر الليل وانتبذ أول النهار واشربه آخر النهار
لفظ حديث الصغاني وفي رواية الحسن قال عن هلال المازني (1) -
* (باب ما جاء في الكسر بالماء) *
(أخبرنا) أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان
حدثني عثمان بن الهيثم المؤذن ثنا عوف بن أبي جميلة عن أبي القموص زيد بن علي عن أحد الوفد الذين وفدوا إلى نبي الله صلى الله
عليه وسلم من وفد عبد القيس الا يكون (2) قيس بن النعمان فانى نسيت اسمه قال فقال رجل منا يا رسول الله ان ارضنا
ارض وبيئة وانه لا يوافقها الا الشراب فما الذي يحل لنا من الآنية وما الذي يحرم علينا قال لا تشربوا في الدباء ولا
النقير ولا المزفت واشربوا في الجلال أو قال الجلد الموكى عليه فان اشتد متنه فاكسروه بالماء فان أعياكم فأهريقوه
(قال الشيخ) رحمه الله الروايات الثابتة في قصة وفد عبد القيس خالية عن هذه اللفظة وفي هذا الاسناد من يجهل حاله
والله أعلم (وقد روى) عن أبي هريرة رضي الله عنه في هذه القصة أنه قال فان خشي شرته أو قال شدته فليصب عليه الماء -
(أخبرناه) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز وابن صاعد والحسين بن
إسماعيل قالوا ثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام ثنا نوح بن قيس عن ابن عون (3) عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لوفد عبد القيس لا تشربوا في نقير ولا مقير ولادباء ولا حنتم ولا مزادة ولكن اشربوا
في سقاء أحدكم غير مسكر فان خشي شرته فليصب عليه الماء - لفظ ابن منيع ورواه جماعة عن نوح بن قيس لم يذكر وافيه
هذه اللفظة فيشبه أن تكون من قول بعض الرواة (وروى) في الكسر بالماء من وجه آخر عن أبي هريرة واسناده ضعيف -



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في السابع بعد ست المائة ولله الحمد - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في
السابع والأربعين ولله الحمد
(2) كذا
(3) ر - أبي عون -
302
(وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عثمان بن عمر ثنا ابن رجاء ثنا إسرائيل عن علي بن بذيمة عن
قيس بن حبتر عن عبد الله بن عباس قال إن أول من سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبيذ عبد القيس اتوه فقالوا
يا رسول الله انا بأرض ريف وانا نصيب من البقل (1) فأمرنا بشراب فقال اشربوا في الأسقية ولا تشربوا في الجر ولا في
الدباء ولا المزفت ولا النقير وانى نهيت عن الخمر والميسر والكوبة وهي الطبل وكل مسكر حرام قالوا يا رسول الله فإذا
اشتد قال فقال صبوا عليه الماء قال فإذا اشتد قال صبوا عليه الماء قال في الثالثة أو الرابعة فإذا اشتد فأهريقوه - خالفه -
أبو جمرة عن ابن عباس فذكر الكسر بالماء من قول ابن عباس -
(أخبرناه) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن مطر وأبو الحسن السراج قالا ثنا محمد بن يحيى بن سليمان ثنا عاصم بن علي
ثنا شعبة أخبرني أبو جمرة قال كان ابن عباس يقعدني على سريره - فذكر الحديث قال قلت فان عبد القيس تنتبذ في مزاد لها
نبيذا شديدا قال فإذا خشيت شدته فاكسره بالماء ثم قال إن عبد القيس لما اتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث
ليس فيه الامر بالسكر بالماء وذلك يرد إن شاء الله وإنما أراد بالكسر بالماء في هذا وفي غيره إذا خشي شدته قبل بلوغه
حد الاسكار بدليل قوله وكل مسكر حرام والحرام لا يحله دخول الماء فيه -
(وفيما بلغ حد الاسكار ورد ما أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا هشام بن عمار ثنا صدقة
ابن خالد ثنا زيد بن واقد عن خالد بن عبد الله بن حسين عن أبي هريرة قال علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يصوم فتحينت فطره بنبيذ صنعته في دباء ثم أتيته به فإذا هو ينش فقال اضرب بهذا الحائط فان هذا شراب من لا يؤمن
بالله واليوم الآخر -
(وأخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الحلواني يعنى أحمد بن يحيى ثنا الهيثم بن خارجة ثنا
عثمان بن علاق عن زيد بن واقد قال حدثني خالد بن حسين مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت أبا هريرة يقول
فذكر معناه -
(وأخبرنا) أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ثنا أبو العباس الأصم أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد أنبأني أبى (2)
ثنا الأوزاعي حدثني محمد بن أبي موسى انه سمع القاسم بن مخيمرة بخبر أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه اتى النبي صلى الله
عليه وسلم بنبيذ جرينش فقال اضرب به الحائط فإنه لا يشرب هذا من كان يؤمن بالله واليوم الآخر (قال الشيخ) رحمه الله
ولو كان إلى احلاله بصب الماء عليه سبيل لما أمر بإراقته والله أعلم (ورأيت) في حديث يحيى بن أبي كثير عن ثمامة بن كلاب
عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا لا تنبذوا في الدباء والمزفت ولا النقير ولا الحنتم (3) ولا تنبذوا البسر والرطب
جمعيا ولا التمر والزبيب جميعا وما كان سوى ذلك فاشتد عليكم فاكسروه بالماء - وثمامة بن كلاب هذا مجهول والثابت
عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهى عن الخليطين دون هذه اللفظة والله أعلم
(ورأيته) أيضا في حديث عكرمة بن عمار عن أبي كثير السحيمي عن أبي هريرة مرفوعا الا أنه قال إذا رابك من
شرابك ريب فشن عليه الماء امط (4) عنك حرامه واشرب حلاله - وهذا أيضا ضعيف عكرمة بن عمار اختلط في آخر عمره
وساء حفظه فروى ما لم يتابع عليه وقد رواه عبد الله بن يزيد المقرى عن عكرمة بن عمار قال وقوله إذا رابك قاله أبو هريرة



(1) مص - النفل
(2) مص - أنبأ أبي
(3) ولا الحنتمة
(4) مص - وامط -
303
وذكره إسحاق الحنظلي في مسنده -
(واما الحديث الذي أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه وأبو عبد الرحمن السلمي قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو بكر
يعقوب بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى البزاز ثنا عمر بن شبة ثنا عمر بن علي المقدمي عن الكلبي عن أبي صالح عن المطلب بن أبي
وداعة السهمي قال طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت في يوم قائظ شديد الحر فاستسقى رهطا من قريش
فقال هل عند أحد منكم شراب فيرسل إليه فأرسل رجل منهم إلى منزله فجاءت جارية معها اناء فيه نبيذ زبيب فلما رآها
النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا خمرته ولو بعود تعرض (1) عليه فلما أدناه منه وجدله رائحة شديدة فقطب ورد الاناء
فقال الرجل يا رسول الله ان يكن حراما لم نشربه فاستعاد الاناء وصنع مثل ذلك فقال الرجل مثل ذلك فدعا بدلو من ماء
زمزم فصبه على الاناء وقال إذا اشتد عليكم شرابه فاصنعوا به هكذا -
(وأخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن الكلبي عن أبي
صالح عن المطلب بن أبي وداعة قال طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم حار فاستسقى فأتى باناء من نبيذ فلما رفعه
إلى فيه قطب فتركه فاق الرجل يا رسول الله هذا شراب أهل مكة أحرام هو فسكت ثم اتاه الثانية فقطب فنحاه فقال له
الرجل مثل ذلك فدعا بذنوب أو دلو من ماء فصبه عليه ثم سقى الذي يليه والذي عن يمينه ثم قال هكذا اصنعوا به إذا
غلبكم - فهذا إنما رواه الكلبي والكلبي متروك وأبو صالح باذان ضعيف لا يحتج بخبرهما (ورواه) يحيى بن يمان عن سفيان
فغلط في اسناده -
(أخبرناه) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو معمر ثنا ابن يمان (ح وأنبأ) أبو بكر
ابن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو علي محمد بن سليمان وأحمد بن محمد بن بحر العطار جميعا بالبصرة قالا ثنا
إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد ثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن منصور عن خالد بن سعد عن أبي مسعود الأنصاري
قال عطش رسول الله صلى الله عليه وسلم حول الكعبة فاستسقى فاتى بنبيذ من السقاية فشمه فقطب فقال على بذنوب من
زمزم فصبه عليه ثم شرب فقال رجل حرام هو يا رسول الله قال لا لفظ حديث الشهيدي - وحديث أبي معمر مختصر
سئل النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الطواف أحلال هوام حرام قال حلال يعنى النبيذ - قال علي بن عمر هذا حديث
معروف بيحيى بن يمان ويقال انه انقلب عليه الاسناد واختلط بحديث الكلبي عن أبي صالح والكلبي متروك وأبو
صالح ضعيف -
(أخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ قال سمعت عبدان يقول سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول ابن يمان
سريع النسيان وحديثه خطأ عن الثوري عن منصور عن خالد بن سعد عن أبي مسعود إنما هو عن الكلبي عن أبي صالح عن
المطلب بن أبي وداعة -
(وأخبرنا) أبو سعد أنبأ أبو أحمد ثنا الجنيد ى قال قال البخاري في حديث يحيى بن اليمان هذا لم يصح عن النبي صلى الله عليه
وسلم هذا - وقال الأشجعي وغيره عن سفيان الكلبي عن أبي صالح عن المطلب -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن المحمودي ثنا أبو عبد الله محمد بن علي الحافظ ثنا أبو موسى قال ذكرت
لعبد الرحمن بن مهدي حديث سفيان عن منصور في النبيذ قال لا تحدث بهذا (قال الشيخ) وقد سرقه عبد العزيز بن ابان
فرواه عن سفيان (وسرقه) اليسع بن إسماعيل فرواه عن زيد بن الحباب عن سفيان و عبد العزيز بن ابان متروك واليسع
ابن إسماعيل ضعيف الحديث -
(أخبرنا) بذلك أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث عن أبي الحسن الدارقطني ورواه جرير بن عبد الحميد عن يزيد
ابن أبي زياد عن عكرمة عن ابن عباس في قصة طواف النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه بشراب قال فاتى بشراب فشرب منه



(1) مص - تعرضه -
304
ثم دعا بالماء فصبه فيه فشرب ثم اشتد عليه فدعا بماء فصبه فيه ثم شرب مرتين أو ثلاثة ثم قال إذا اشتد عليكم فاقتلوه
بالماء - ويزيد بن أبي زياد ضعيف لا يحتج به لسوء حفظه (وقد روى) خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس قصة طواف
النبي صلى الله عليه وسلم وشربه لم يذكر فيها ما ذكر يزيد بن أبي زياد وإنما نعرف هذه الزيادة من رواية الكلبي كما مضى
وزاد يزيد شربه منه قبل خلطه بالماء وهو بخلاف سائر الروايات وكيف يظن بالنبي صلى الله وسلم ان يشرب المسكر (1)
إن كان مسكرا على زعمهم قبل ان يخلطه بالماء فدل على أنه لا أصل له والله أعلم -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الحسن محمد بن الحسن السراج ثنا موسى بن هارون ثنا أحمد بن حنبل ثنا عبد الصمد
ثنا دارم يعنى ابن عبد الحميد الحنفي قال شهدت عطاء وسئل عن النبيذ فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مسكر حرام
فقلت يا بن أبى رباح ان هؤلاء يسقوننا في المسجد فقال اما والله لقد أدركتها وان الرجل ليشرب منها فتلتزق شفتاه
من حلاوتها ولكن الحرية ذهبت ووليها العبيد فتهاونوا بها -
(واما الحديث الذي أخبرناه) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عثمان بن عمر الضبي ثنا مسدد ثنا عبد الواحد
ثنا سليمان الشيباني ثنا عبد الملك ابن أخي القعقاع عن ابن عمر قال وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من رجل ريح نبيذ
فقال ما هذه الريح (وأخبرنا) على أنبأ احمد ثنا تمتام ثنا عبد الصمد ثنا ورقاء عن سليمان الشيباني عن عبد الملك بن نافع ابن أخي
القعقاع عن ابن عمر قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجد منه ريحا فقال ما هذه الريح فقال نبيذ قال فأرسل
إلى منه فأرسل إليه فوجده شديدا فدعا بماء فصبه عليه ثم شرب ثم قال إذا اغتلمت أشربتكم فاكسروها بالماء (ورواه)
أيضا إسماعيل بن أبي خالد عن قرة العجلي عن عبد الملك وقال فاقطعوا متونها بالماء -
(أخبرنا) على أنبأ أحمد بن عبيد ثنا جعفر بن كذال (2) ثنا عبد الرحمن بن صالح ثنا ابن أبي زائدة عن إسماعيل بن أبي خالد
حدثني قرة العجلي عن عبد الملك ان اخى القعقاع بن شور عن ابن عمر قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له شراب
فأتى بقدح منه فلما قربه إلى فيه كرهه فرده فقال بعض القوم أحرام هو يا رسول الله فقال ردوه فأخذ منه ثم دعا بماء فصبه
عليه ثم قال انظروا هذه الأسقية إذا اغتلمت فاقطعوا متونها بالماء - فهذا حديث يعرف بعبد الملك بن نافع هذا وهو رجل
مجهول اختلفوا في اسمه واسم أبيه فقيل هكذا وقيل عبد الملك بن القعقاع وقيل ابن أبي القعقاع وقيل مالك بن القعقاع -
(أخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا علي بن أحمد بن سليمان ثنا ابن أبي مريم قال قلت ليحيى بن معين
أرأيت حديث عبد الملك بن نافع الذي يرويه إسماعيل بن أبي خالد في النبيذ قال هم يضعفونه (قال وأنبأ) أبو أحمد قال سمعت
ابن حماد يقول قال البخاري عبد الملك بن نافع ابن أخي القعقاع بن شور عن ابن عمر في النبيذ لم يتابع عليه - وقال
أبو عبد الرحمن النسائي عبد الملك بن نافع ليس بمشهور ولا يحتج بحديثه والمشهور عن ابن عمر خلاف حكايته - (3)
(واما الأثر الذي أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الأصبهاني قالا أنبأ أبو الحسن علي بن عمر الحافظ ثنا
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا خلف بن هشام ثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال تلقت ثقيف
عمر رضي الله عنه بنبيذ فوجده شديدا فدعا بماء فصب عليه مرتين أو ثلاثا -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب
قال وحدثنا الحجاج ثنا جدي جميعا عن الزهري أخبرني معاذ بن عبد الرحمن التيمي ان أباه عبد الرحمن بن عثمان قال صاحبت
عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مكة فأهدى له ركب من ثقيف سطيحتين من نبيذ والسطيحة فوق الإداوة ودون



(1) مص - المنكر
(2) مص - كزال
(3) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الثامن بعد ست المائة ولله الحمد -
305
المزادة قال عبد الرحمن بن عثمان فشرب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إحداهما قال حجاج طيبة ثم اهدى له لبن فعدله عن
شرب الأخرى حتى اشتد ما بيها؟ فذهب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليشرب منها فوجده قد اشتد فقال اكسروه بالماء -
فإنما كان اشتداده والله أعلم بالحموضة أو بالحلاوة فقد روى عن نافع مولى ابن عمر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال
ليرفأ اذهب إلى اخواننا فالتمس لنا عندهم شرابا فأتاهم فقالوا ما عندنا الا هذه الإداوة وقد تغيرت فدعا بها عمر رضي الله عنه
فذاقها فقبض وجهه ثم دعا بماء فصب عليه ثم شرب قال نافع والله ما قبض وجهه الا انها تخللت -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي ثنا ابن أبي الدنيا حدثني إبراهيم بن سعيد
أنبأ محبوب بن موسى أنبأ عبد الله بن المبارك عن أسامة بن زيد عن نافع قال والله ما قبض عمر رضي الله عنه وجهه عن
الإداوة حين ذاقها الا انها تخللت (وروينا) عن سعيد بن المسيب عن عمر رضي الله عنه بنحو من رواية نافع (ويذكر) عن
قيس بن أبي حازم عن عتبة بن فرقد قال كان النبيذ الذي شربه عمر رضي الله عنه قد تخلل (ويذكر) عن زيد بن أسلم
ان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا إذا حمض عليهم النبيذ كسروه بالماء -
(وأخبرنا) أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عبد الله بن أحمد ثنا يحيى هو ابن معين ثنا المعتمر هو ابن سليمان
حدثني أبي قال أنت حدثتني عن عبيد الله بن عمر قال إنما كسر عمر النبيذ من شدة حلاوته -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر الجراحي ثنا يحيى بن ساسويه ثنا عبد الكريم بن السكري ثنا وهب بن زمعة أخبرني
على الباشاني قال قال عبد الله بن المبارك قال عبيد الله بن عمر لأبي حنيفة في النبيذ فقال أبو حنيفة أخذناه من قبل أبيك قال
وأبى من هو قال إذا رابكم فاكسروه بالماء قال عبيد الله العمرى إذا تيقنت به ولم ترتب كيف تصنع قال فسكت أبو حنيفة
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسين الجوزي ثنا ابن أبي الدنيا ثنا محمد بن أبي سمينة ثنا يحيى بن سعيد القطان
قال سمعت سليمان التيمي يقول ما في شربة من نبيذ ما يخاطر رجل بدينه -
(وسمعت) أبا القاسم عبد الخالق بن علي المؤذن يقول سمعت أبا على محمد بن محمد بن محمود المزكى ببخارا يقول سمعت أبا عبد الله
محمد بن نصر المروزي الامام بسمر قند يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول سمعت عبد الله بن إدريس الكوفي
يقول قلت لا هل الكوفة يا أهل الكوفة إنما حديثكم الذي تحدثونه في الرخصة في النبيذ عن العميان والعوران والعمشان
أين أنتم عن أبناء المهاجرين والأنصار حدثني محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف
عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مسكر خمر وكل مسكر
حرام (1)
* (باب الخليطين (2) *
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا ثنا أبو العباس محمد ين يعقوب ثنا (3)
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب حدثني الليث بن سعد وجرير بن حازم (ح وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ
أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن عطا بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم انه نهى ان ينتبذ الزبيب والتمر جميعا ونهى ان ينتبذ البسر والرطب جميعا - رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة



(1) هامش ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله في الثامن والأربعين ولله الحمد (2) سقطت هذه الترجمة من - ر - ومد
(3) مص - أنبأ -
306
وعن شيبان عن جرير وأخرجه البخاري من حديث ابن جريج عن عطاء -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم ثنا مسلم (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ
أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا محمد بن أيوب أنبأ مسلم بن إبراهيم ثنا هشام ثنا يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه ان النبي
صلى الله عليه وسلم نهى ان يجمع بين التمر والزهو وبين التمر والزبيب وأمر أن ينبذ كل واحد منهما على حدة - رواه البخاري
في الصحيح عن مسلم بن إبراهيم -
(وأخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن محمد ثنا روح بن عبادة ثنا حسين
المعلم ثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي قتادة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تنتبذوا
الرطب والزهو جميعا والتمر والزبيب جميعا وانبذوا كل واحدة منهما على حدته قال يحيى فسألت عن ذلك عبد الله بن أبي
قتادة فأخبرني بذلك عن أبيه - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن إسحاق الصغاني عن روح -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا عفان ثنا ابان ثنا يحيى بن أبي كثير
عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن خليط البسر والتمر وعن خليط الزبيب والتمر وعن
خليط الزهو والرطب وقال انتبذ وا كل واحد على حدته (قال وحدثني) أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي قتادة عن
النبي صلى الله عليه وسلم بهذا - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن إسحاق عن عفان وأخرجه أيضا من حديث أبي
سعيد الخدري وأبي هريرة وابن عباس وابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ورضى عنهم -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ثنا عبيد الله بن موسى عن الحسن بن صالح عن
خالد بن الفزر عن انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ان المزاة (1) حرام الا ان المزاة (2) حرام
خلط البسر والتمر والتمر والزبيب -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا يحيى عن ثابت بن عمارة قال حدثني ريطة
عن كبشة بنت أبي مريم قالت سألت أم سلمة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عنه قالت كان ينهانا ان نعجم النوى
طبخا و (3) تخلط الزبيب والتمر (قال الشيخ) رحمه الله يشبه انه إنما نهى عن المبالغة في نضج النوى من أجل انه يفسد
طعم التمر أو لأنه علف الدواجن فتذهب قوته إذا نضج قاله أبو سليمان الخطابي رحمه الله -
(وأخبرنا) أبو زكريا وأبو بكر قالا ثنا أبو العباس أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني عبد الرحمن بن
سلمان عن عقيل بن خالد عن معبد بن كعب بن مالك عن أخيه عبد الله بن كعب بن مالك عن امرأة انها سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول لا تنتبذوا التمر والزبيب جميعا انبذوا كل واحد منهما وحده (قال الشيخ) رحمه الله نهى النبي
صلى الله عليه وسلم عن الخليطين يحتمل أمرين (أحدهما) أن يكون إنما نهى عنه لخلطهما سواء بلغ حد الا سكار أولم يبلغ
وأباح شربه إذا نبذ على حدته (والآخر) أن يكون إنما نهى عنه لأنه أقرب إلى الاشتداد وإذا نبذ على حدته كان أبعد عن
الاشتداد فما لم يبلغ حالة الاشتداد في الموضعين جمعيا لا يحرم -
(وعلى هذا المعنى الثاني يدل ما أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه أنبأ أبو داود ثنا مسدد ثنا عبد الله بن داود



(1) ضبطه في مص بضم الميم وتشديد الزاي وحقه ان يكتب هكذا (المزات) وهو جمع مزة كما في النهاية ووقع
في ر - ومد - المراة - وفي هامش ر - هو في الأصلين المراة وقد ذكر في الغريب المرات بالتاء جمع مرة وجاء في حديث
آخر المراء بالمد من غير هاء - أقول والصواب بالزاي في الكل - والله أعلم - ح (2) مص - أو -
307
عن مسعر عن موسى بن عبد الله عن امرأة من بنى أسد عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
ينبذ له زبيب فيلقى فيه تمرأ وتمر فيلقى فيه زبيب -
(وأخبرنا) أبو علي أنبأ أبو بكر ثنا أبو داود ثنا زياد بن يحيى الحساني ثنا أبو بحر ثنا عتاب بن عبد العزيز الخماني حدثتني صفية
بنت عطية قالت دخلت مع نسوة من عبد القيس على عائشة رضي الله عنها فسألناها عن التمر والزبيب فقالت كنت آخذ
قبضة من تمر وقبضة من زبيب فالقيه في اناء فامرسه ثم أسقيه النبي صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد
ابن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني عمر وبن الحارث ان قتادة بن دعامة حدثه انه سمع انس بن مالك يقول إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى ان يخلط التمر والزهو ثم يشرب وان ذلك كان عامة خمور هم يوم حرمت الخمر
(قال البخاري) وقال عمرو بن الحارث - فذكره - ورواه مسلم عن أبي الطاهر عن ابن وهب (وفي هذا الحديث)
ما دل على أنه إنما نهى عنه لكونه خمرا والخمر ما خامر العقل وعلى انه يستحب (1) ترك الخليطين وان لم يكن مسكرا لثبوت
الاخبار في النهى عنه مطلقا وانها أثبت مما روينا في الإباحة وبالله التوفيق - (2)
* (باب الأوعية) *
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله بن محمد الكعبي ثنا محمد بن أيوب ثنا مسدد ثنا يحيى عن سفيان حدثني سليمان
عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن سويد عن علي رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والمزفت
رواه البخاري في الصحيح عن مسدد وأخرجاه من حديث جرير وغيره عن الأعمش -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك (ح وأخبرنا) أبو عبد الله
ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم خطب الناس في بعض مغازيه قال ابن عمر فأقبلت نحوه فانصرف قبل ان ابلغه فسألت ماذا قال قالوا نهى ان
ينبذ في الدباء والمزفت - رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني بالكوفة ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة ثنا عثمان
ابن أبي شيبة ثنا مروان بن معاوية عن منصور بن حيان عن سعيد بن جبير عن ابن عمر وابن عباس اتهما شهدا أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة
وغيره عن مروان -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا حجاج بن منهال ثنا جرير بن حازم
(ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الله بن محمد الكعبي ثنا محمد بن أيوب أنبأ شيبان ثنا جرير بن حازم ثنا يعلى بن حكيم
عن سعيد بن جبير قال سألت ابن عمر عن نبيذ الجر فقال حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيذ الجر قال فأتيت ان
عباس فقلت ألا تسمع ما يقول ابن عمر قال وما يقول قلت قال حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم نبذا الجر فقال صدق ابن
عمر حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيذ الجر فقلت وأي شئ نبيذ الجر فقال كل شئ يصنع من المدر - لفظ حديث
شيبان - رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمر وقال أبو عبد الله أخبرني وقال أبو سعيد ثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني
أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري قال أخبرني انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم



(1) مص - انا نستحب
(2) هامش ر - بلغ سماعهم بجامع مصر حرسهما الله أجمع في التاسع عشر ولله الحمد -
308
قال لا تنبذوا (1) في الدباء ولا المزفت وكان (2) أبو هريرة يلحق معها الحنتم والنقير - رواه البخاري في الصحيح عن أبي
اليمان -
(حدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني املاء أنبأ (3) أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا عبد الله بن
أيوب المخرمي ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن انس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء والمزفت ان
ينبذ فيهما -
(وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان قال سمعت
الزهري يقول سمعت انسا يقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والمزفت ان ينتبذ (4) فيه (قال وأنبأ) سفيان
عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تنبذوا (5) في الدباء والمزفت قال ثم
يقول أبو هريرة واجتنبوا الحناتم والنقير - رواه مسلم في الصحيح عن عمر والناقد عن سفيان -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا محمد بن نعيم وأحمد بن سهل (ح وأخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد
المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب قالوا ثنا نصر بن علي ثنا نوح بن قيس عن ابن عون عن محمد بن
سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لو فد عبد القيس أنها كم عن النقير والمقير والحنتم والدباء والمزادة
المحبوبة ولكن اشرب في سقائك واوكه - رواه مسلم في الصحيح عن نصر بن علي وفي حديث أبي صالح قيل لأبي هريرة
ما الحنتم قال الجر الأخضر (6) -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن يعقوب الشيباني ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا حامد بن عمر ثنا عبد الواحد بن زياد
ثنا سليمان الشيباني قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نبيذ الجر الأخضر قلت
أشرب في جرار البيض (7) قال لا - رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل عن عبد الواحد -
(وأخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن أبي
إسحاق عن ابن أبي أوفى قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نبيذ الجر الأخضر والأبيض والأحمر -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى ثنا أبو خيثمة عن أبي الزبير (ح
وأخبرنا) أبو عبد الله ثنا (8) أبو عبد الله بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد بن يحيى أنبأ أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا أبو الزبير عن
جابر وان عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن النقير والمزفت والدباء (وعن جابر) قال كان ينبذ (9) لرسول الله
صلى الله عليه وسلم في سقاء فإذا لم يجدوا له سقاء ينبذ له في تور من حجارة فقال بعض القوم وانا اسمع لأبي الزبير من برام
قال من برام - رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وأحمد بن يونس (وفي الباب) عن عائشة وأبى سعيد الخدري
وغيرهما -
(وأخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ثنا يونس بن حبيب ثنا
أبو داود الطيالسي ثنا شعبة أخبرني عمر وبن مرة قال سمعت زاذ أن يقول قلت لا بن عمر أخبرنا بما نهى عنه رسول الله
صلى الله عليه وسلم من الأوعية أخبرنا بلغتكم وفسره لنا بلغتنا قال نهى عن الحنتم وهي الجرة ونهى عن المزفت وهي المقير
ونهى عن الدباء وهو القرع ونهى عن النقير وهي أصل النخلة تنقر نقرا وتنسج نسجا (10) وأمر أن ينتبذ في الأسقية -
رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن مثنى وبندار عن أبي داود -
(حدثنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن



(1) مص - لا تنتبذوا
(2) مص - فكان
(3) مص - ثنا
(4) مد - ان ينبذ
(5) مص - لا تنتبذوا
(6) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في التاسع بعد ست المائة بدار الحديث ولله الحمد
(7) كتب عليه في مص - كذا
(8) مص - أنبأ
(9) مص - نبذ
(10) هامش ر - قيل صوابه بالحاء المهملة أي تقشر -
309
حدثني أبي قال كان أبو بكرة ينتبذ له في جرة فقدم أبو برزة من غيبة كان غابها فنزل بمنزل أبى بكرة قبل ان يأتي منزله
فذكر الحديث في انكار ما نبذله في جرة وقوله لامرأته وددت انك جعلتيه في سقاء وان أبا بكرة حين جاء قال قد عرفنا
الذي نهينا عنه نهينا عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت فاما الدباء فانا معشر ثقيف بالطائف كنا نأخذ الدباء فنخرط فيها
عنا قيد العنب ثم ندفنها ثم نتركها حتى تهدر (1) ثم تموت، واما النقير فان أهل اليمامة كانوا ينقرون أصل النخلة فيشد خون
فيه الرطب والبسر ثم يدعونه حتى يهدر ثم يموت، واما الحنتم فجرار كان يحمل إلينا فيها الخمر، واما المزفت فهي هذه
الأوعية التي فيها هذا الزفت (قال الشيخ) كذا روى عن أبي بكرة وقد قال جماعة من أهل العلم ان المعنى في النهى عن
الانتباذ في هذه الأوعية ان النبيذ فيها يكون أسرع إلى الفساد والاشتداد حتى يصير مسكرا وهو في الأسقية أبعد منه
ثم وردت الرخصة في الأوعية كلها إذا لم يشربوا مسكرا والله أعلم - (2)
* (باب الرخصة في الأوعية بعد النهى) *
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن
سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل
حدثني أبي ثنا سفيان عن سليمان الأحول عن مجاهد عن أبي عياض عن عبد الله بن عمر وقال لما نهى النبي صلى الله عليه وسلم
عن الأوعية قالوا ليس كل الناس يجد سقاء فارخص في الجر غير المزفت - لفظ حديث احمد وفي رواية الشافعي فأذن
لهم في الجر غير المزفت وسقط من اسناد حديثه أبو عياض وهو فيه - أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح عن
جماعة عن سفيان -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن جعفر بن زياد ثنا شريك عن زياد بن فياض
(عن أبي عياض - 3) عن عبد الله بن عمر وقال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الأوعية الدباء والحنتم والمزفت والنقير فقال
اعرابي انه لا ظروف قال اشربوا ما حل (قال وحدثنا) أبو داود ثنا الحسن بن علي ثنا يحيى بن آدم ثنا شريك باسناده
قال اجتنبوا ما اسكر -
(أخبرنا) أبو عمر والأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني إبراهيم بن موسى ثنا محمد بن المثنى ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا سفيان
عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الظروف فقالت الأنصار
انه لا بد لنا منها قال فلا إذا - رواه البخاري في الصحيح عن يوسف بن موسى عن أبي احمد -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا ابن أبي مريم أنبأ نافع بن يزيد



(1) هامش مص - أي تغلى
(2) هامش ر - وهامش مص - آخر الجزء الستين بعد المائة من الأصل ولله الحمد - وفي
هامش ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في التاسع والأربعين ولله الحمد - وههنا انتهى المجلد الثامن من
النسخة المصرية وفي خاتمته ما لفظه آخر المجلد الثامن والله أعلم ويتلوه إن شاء الله في التاسع باب الرخصة في الأوعية بعد
النهى والحمد لله رب العالمين حق حمده وصلاته على نبيه محمد وآله وصحبه والنبيين وآل كل وسلم تسليما كثيرا - وكتبه الفقير
إلى الله تعالى أحمد بن شكر بن يوسف المصري الشافعي عفا الله عنه - ومن هنا مفقود من المصرية والاعتماد في الطبع على
المدراسية والرامفورية - ح
(3) من ر فقط -
310
أخبرني أبو حزرة يعقوب بن مجاهد ثنا عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبيه جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال إني كنت نهيتكم ان تنتبذوا في الدباء والحنتم المزفت فانبذوا ولا أحل مسكرا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن محمد بن سلمة العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أحمد بن يونس ثنا معرف
ابن واصل (ح قال وأخبرني) أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن معرف بن واصل
عن محارب بن دثار عن ابن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت نهيتكم عن الأشربة في ظروف
الأدم فاشربوا في كل وعاء غير أن لا تشربوا مسكرا - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا محمد بن كثير أنبأ سفيان
(ح قال وأنبأ) أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن بشار ثنا أبو عاصم ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن
سليمان بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت نهيتكم عن زيارة القبور فقد اذن لمحمد في زيارة
قبر أمه فزوروها فإنها تذكر الآخرة، وكنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث ليتسع ذو الطول على من لاطول له
فكلوا ما بدا لكم وأطعموا وادخروا، ونهيتكم عن الظروف وان الظروف لا تحرم شيئا ولا تحلله وكل مسكر حرام - لفظ
حديث أبي عاصم - رواه مسلم في الصحيح عن حجاج بن الشاعر عن أبي عاصم -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس هو الأصم أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن
وهب أخبرني أسامة بن زيد الليثي ان محمد بن يحيى بن حبان وأخبره (ان واسع بن حبان - 1) حدثه ان أبا سعيد الخدري
حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نهيتكم عن النبيذ ألا فانتبذوا ولا أحل مسكرا -
(وأخبرنا) أبو بكر وأبو زكريا قالا ثنا أبو العباس أنبأ محمد أنبأ ابن وهب أخبرني ابن جريج عن أيوب بن هانئ عن
مسروق بن الأجدع عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني كنت نهيتكم عن نبيذ الأوعية ألا ان
وعاء لا يحرم شيئا وكل مسكر حرام -
(أخبرنا) وأبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن
سعيد القطان عن أبي حيان وهو يحيى بن سعيد التيمي عن أبيه عن مريم بنت طارق قالت دخلت على عائشة رضي الله عنها
في نسوة من أهل الأمصار فجعلن يسألنها عن الظروف قالت تسألن عن ظروف ما كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنها كن عن كل مسكر وان اسكر إحداكن ماء حبها -
* (باب النهى عن اختناث الأسقية) *
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا يحيى بن الربيع المكي ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله عن أبي
سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن اختناث الأسقية - رواه مسلم في الصحيح عن عمر والناقد عن سفيان
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن أبي نصر الداربردي بمرو أنبأ عبد الله بن روح المدائني أنبأ شبابة أنبأ ابن أبي
ذئب عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى عن اختناث
الأسقية ان يشرب من أفواهها - رواه البخاري في الصحيح عن آدم عن ابن أبي ذئب - وقد مضى تمام هذا الباب في
كتاب الوليمة -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو عمر وبن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا أبو عبد الله أحمد بن حنبل ثنا إسماعيل



(1) من ر - فقط
311
هو ابن علية عن أيوب عن عكرمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى ان يشرب الرجل من في السقاء قال
أيوب نبئت ان رجلا شرب من في السقاء فخرجت حية (1) -
* (باب ما جاء في وجوب الحد على من شرب خمرا أو نبيذا مسكرا) *
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا
وهيب بن خالد ثنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث ان النبي صلى الله عليه وسلم اتى بالنعيمان أو ابن النعيمان
وهو سكران قال فشق على رسول الله صلى الله عليه وسلم مشقة شديدة ثم أمر من كان في البيت ان يضربوه فضربوه
بالنعال والجريد قال فكنت في من ضربه - رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب -
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أحمد بن الحسن بن نصر الحذاء أنبأ
علي بن المديني ثنا انس بن عياض ثنا ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال اتى
النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اضربوه قال فمنا الضارب بيده ومنا الضارب
بنعله ومنا الضارب بثوبه فلما انصرف قال بعض القوم أخزاك الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا هكذا
ولا تعينوا الشيطان عليه ولكن قولوا رحمك الله - رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا عبيد بن شريك ثنا ابن أبي مريم ثنا يحيى
ابن أيوب حدثني ابن الهاد حدثني محمد بن إبراهيم ان أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه
وسلم اتى بشارب فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ان يضربوه فمنهم من ضربه بنعله ومنهم بيده ومنهم بثوبه ثم قال
ارجعوا ثم أمرهم فبكتوه فقالوا ألا تستحي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تصنع هذا ثم أرسله فلما أدبر وقع القوم
يدعون عليه ويسبونه يقول القائل اللهم أخزه اللهم العنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا هكذا ولكن قولوا
اللهم اغفر له اللهم ارحمه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا عبد الله
ابن صالح حدثني الليث (ح وأخبرنا) أبو عمر والأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد (2) ثنا أبو زرعة
ثنا يحيى بن بكير حدثني الليث حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه ان رجلا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارا وكان يضحك رسول الله
صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب فأتى به يوما فأمر به فجلد فقال رجل من القوم
اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلعنه فوالله ما علمت إنه يحب الله ورسوله لفظ حديثهما
سواء - رواه البخاري في الصحيح عن ابن بكير -
(أخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا سعدان بن نصر ثنا
سفيان بن عيينة عن الزهري سمع السائب بن يزيد يقول سمعت عمر رضي الله عنه يقول ذكر لي ان عبيد الله بن عمر
وأصحابا له شربوا شرابا وانا سائل عنه فإن كان يسكر حددتهم - قال سفيان عن معمر عن الزهري عن السائب
فرأيته يحدهم -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو أنبأ أبو محمد المزني أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني
سالم ان عبد الله بن عمر قال شرب اخى عبد الرحمن بن عمرو شرب معه أبو سروعة عقبة بن الحارث ونحن بمصر في خلافة



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في العاشر بعد ست المائة ولله الحمد
(2) ر - أبو الحسين أحمد بن محمد الرازي -
312
عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسكرا فلما صحا انطلقا إلى عمرو بن العاص وهو أمير مصر فقالا طهرنا فاتا قد سكرنا من شراب
شربناه قال عبد الله بن عمر فلم اشعر أنهما آتيا عمرو بن العاص قال فذكر لي اخى انه قد سكر فقلت له ادخل الدار أطهرك قال إنه
قد حدث الأمير قال عبد الله فقلت والله لا تحلق اليوم على رؤس الناس ادخل أحلقك وكانوا إذ ذاك يحلقون مع الحد
فدخل معي الدار قال عبد الله فحلقت اخى بيدي ثم جلدهما عمر بن العاص فسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بذلك فكتب
إلى عمر وأن ابعث إلى عبد الرحمن بن عمر على قتب ففعل ذلك عمر ولما قدم عبد الرحمن على عمر رضي الله عنه جلده وعاقبه
من أجل مكانه منه ثم أرسله فلبث أشهرا صحيحا ثم اصابه قدره فيحسب عامة الناس انه مات من جلد عمر ولم يمت من
جلده (قال الشيخ) رحمه الله والذي يشبه انه جلده جلد تعزير فان الحد لا يعاد والله أعلم -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان ثنا الشافعي ثنا إبراهيم بن أبي يحيى عن
جعفر بن محمد عن أبيه ان علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لا أوتى برجل شرب خمرا ولا نبيذا مسكرا الا جلدته الحد -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن سعيد الدمشقي ثنا هشام بن عمار ثنا الوليد ثنا ابن
لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عروة انه حدث عمر بن عبد العزيز عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال اجلد وا في قليل الخمر وكثيره فان أولها وآخرها حرام -
* (باب من أقيم عليه الحد أربع مرات ثم عادله) *
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا ابان عن عاصم عن أبي صالح عن
معاوية بن أبي سفيان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شربوا الخمر فاجلد وهم ثم إن شربوا فاجلد وهم ثم إن
شربوا فاجلد وهم ثم إن شربوا اقتلوهم -
(وأخبرنا) أبو علي أنبأ أبو بكر ثنا أبو داود أنبأ موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن حميد بن يزيد عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى قال واحسبه قال في الخامسة ان شربها فاقتلوه -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا ابن أبي ذئب (ح وأخبرنا)
أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا يزيد بن هارون أنبأ ابن أبي ذئب عن
الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سكر فاجلدوه ثم إن سكر
فاجلدوه ثم إن سكر فاجلدوه فان عاد الرابعة فاضربوا عنقه - لفظ حديث يزيد وفي رواية الطيالسي من شرب الخمر
فاجلدوه (فان عاد فاجلدوه - 1) فان عاد الرابعة فاقتلوه -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه قال قال أبو داود السجستاني وكذا حديث عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا شرب الخمر فاجلدوه فان عاد الرابعة فاقتلوه، وكذا حديث سهيل عن أبي صالح
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ان شربوا الرابعة فاقتلوهم، وكذا حديث ابن أبي نعم عن ابن عمر عن النبي
صلى الله عليه وسلم، وكذا حديث ان عمر و (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم والشريد عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي حديث



(1) من ر -
(2) ر - وكذلك حديث عبد الله بن عمرو -
313
الجدلي عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم فان عاد في الثالثة أو الرابعة فاقتلوه -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي (ح وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل
ابن محمد الصفار قالا ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من شرب الخمر فاجلدوه ثم إذا شرب فاجلدوه ثم إذا شرب فاجلدوه ثم إذا شرب في الرابعة فاقتلوه فاتى برجل
قد شرب الخمر فجلده ثم اتى به فجلده ثم اتى به فجلده ثم اتى به في الرابعة فجلده فرفع القتل عن الناس وكانت رخصة
فثبتت -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن الزهري
عن قبيصة بن ذؤيب فذكر هذا الحديث الا أنه قال ثم إن شرب فاقتلوه لا يدرى الزهري بعد الثالثة أو الرابعة قال
في آخره ووضع القتل وصارت رخصة قال سفيان قال الزهري لمنصور بن المعتمر ومخول كونا وافدي العراق بهذا
الحديث -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ثنا محمد بن الجهم السمرى
ثنا يعلى بن عبيد عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شرب
الخمر فاجلدوه فان عاد فاجلدوه فان عاد فاجلدوه فان عاد فاقتلوه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل من الأنصار
يقال له نعيمان فضربه أربع مرات فرأى المسلمون ان القتل قد أخروا ان الضرب قد وجب (وقد روى) هذا عن محمد بن
إسحاق بن يسار عن ابن المنكدر عن جابر -
(حدثنا) الشيخ الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله ثنا الامام والدي ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا محمد
ابن موسى الحرشي ثنا زياد بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال من شرب الخمر فاجلدوه فان عاد فاجلدوه فان عاد فاجلدوه فان عاد الرابعة فاقتلوه قال وضرب رسول الله
صلى الله عليه وسلم النعيمان أربع مرات قال فرأى المسلمون ان الحد قد وقع حين ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أربع مرات (ورواه) معمر عن محمد بن المنكدر روى عن زيد بن أسلم انهما قالا ذلك (1) -
* (باب من وجد منه ريح شراب أو لقى سكران) *
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا ابن أبي عاصم املاء ثنا محمد بن المثنى
والحسن بن علي قالا ثنا أبو عاصم ثنا ابن جريج ثنا محمد بن علي بن ركانة أخبرني عكرمة عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم لم يوقت في الخمر حدا قال ابن عباس فشرب رجل فسكر فلقى يميل في الفج فانطلق به إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فلما حاذى بدار العباس انفلت فدخل على العباس فالتزمه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فضحك وقال فعلها
ثم لم يأمر فيه بشئ -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا الحسن بن علي ومحمد بن المثنى - فذكره بنحوه الا أنه قال



(1) هامص ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في الموفى خمسين فلله الحمد -
314
لم يقت قال أبو داود هذا الحديث مما تفرد به أهل المدينة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ الحسن بن محمد الأسفرائيني ثنا محمد بن أحمد بن البراء قال سئل علي بن المديني عن محمد بن
علي بن ركانة الذي روى هذا الحديث عن عكرمة فقال مجهول (قال الشيخ) وقد روى معنى هذا الحديث محمد بن إسحاق بن
يسار عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمر وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق حدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن عكرمة عن ابن عباس
قال ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر الا أخيرا لقد غزا غزوة تبوك فغشى حجرته من الليل أبو علقمة بن
الأعور السلمي وهو سكران حتى قطع بعض عرى الحجرة فقال من هذا فقيل أبو علقمة سكران فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليقم إليه رجل منكم فليأخذ بيده حتى يرده إلى رحله - وهذا ان صح فقول ابن عباس لم يقت في الخمر حدا يعنى
لم يوقته لفظا وقد وقته فعلا وذلك يرد وإنما لم يعرض له والله أعلم بعد دخوله دار العباس من أجل انه لم يكن ثبت عليه
الحد باقرار منه أو بشهادة عدول وإنما لقى في الطريق يميل فظن به السكر فلم يكشف عنه وتركه والله أعلم -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن الزهري
عن السائب بن يزيد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج فصلى على جنازة فسمعه السائب يقول انى وجدت من عبيد الله
وأصحابه ريح شراب وانا سائل عما شربوا فإن كان مسكرا حددتهم، قال سفيان فأخبرني معمر عن الزهري عن السائب
ابن يزيد انه حضره يحدهم -
(وأخبرنا) أبو زكريا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع ثنا الشافعي أنبأ مسلم بن خالد عن ابن جريج قال قلت لعطاء أتجلد (1)
في ريح الشراب فقال عطاء ان الريح لتكون من الشراب الذي ليس به بأس فإذا اجتمعوا جميعا على شراب واحد فسكر
أحدهم جلدوا جميعا الحد تاما (قال الشافعي) وقول عطاء مثل قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه -
(أخبرنا) أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمل ثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى
ابن عبيد ثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال قال عبد الله كنت جالسا بحمص فقالوا لي اقرأ فقرأت سورة يوسف فقال
رجل من القوم والله ما هكذا أنزلها الله عز وجل فقال فقلت ويحك لقد قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
أحسنت وأنت تقول لي ما تقول قال فبينا انا أكلمه، إذ وجدت منه ريح الخمر فقلت تكذب بكتاب الله عز وجل
وتشرب الخمر أما والله لا ترجع إلى أهلك حتى أجلدك الحد - أخرجاه في الصحيح من حديث الأعمش ويحتمل ان عبد الله
ابن مسعود لم يجلده حتى ثبت عنده شربه ما يسكر ببينة أو اعتراف والله أعلم -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة وكان أبوه قد شهد بدرا أن عمر رضي الله عنه استعمل
قدامة بن مظعون على البحرين وهو خال حفصة و عبد الله بن عمر فقدم الجارود سيد عبد القيس على عمر فقال يا أمير المؤمنين
ان قدامة شرب فسكر وأني رأيت حدا من حدود الله حقا على أن ارفعه إليك فقال عمر رضي الله عنه من شهد معك قال
أبو هريرة فدعا أبا هريرة فقال بم تشهد فقال لم أره شرب (2) ولكني رأيته سكران يقئ فقال عمر رضي الله عنه لقد تنطعت
في الشهادة قال ثم كتب إلى قدامة ان يقدم عليه من البحرين فقدم فقام إليه الحارود فقال أقم على هذا كتاب الله فقال عمر



(1) ر - الجلد
(2) ر - يشرب
315
رضي الله عنه أخصم أنت أم شهيد قال بل شهيد قال فقد أديت الشهادة فصمت الجارود حتى غدا على عمر فقال أقم على
هذا حد الله فقال عمر رضي الله عنه ما أراك الا خصما وما شهد معك الأرجل فقال الجارود انى أنشدك الله فقال عمر لتمسكن
لسانك أو لأسوءنك فقال أبو هريرة ان كنت تشك في شهادتنا فأرسل إلى ابنة الوليد فاسألها وهي امرأة قدامة فأرسل عمر
إلى هند بنت الوليد ينشدها فأقامت الشهادة على زوجها فقال عمر لقدامة انى حادك فقال لو شربت كما يقولون ما كان لكم
تجلدوني فقال عمر رضي الله عنه لم قال قدامة قال الله عز وجل (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا)
الآية قال عمر رضي الله عنه أخطأت التأويل ان اتقيت الله اجتنبت ما حرم الله عليك قال ثم اقبل عمر رضي الله عنه على
الناس فقال ماذا ترون في جلد قدامة قالوا لا نرى ان تجلده ما كان مريضا فسكت عن ذلك أياما ثم أصبح يوما وقد عزم
على جلده فقال لا صحابه ما ترون في جلد قدامة فقال القوم ما نرى ان تجلده ما دام وجعا فقال عمر رضي الله عنه لان يلقى
الله عز وجل تحت السياط أحب إلى من أن يلقاه وهو في عنقي ائتوني بسوط تام فامر عمر رضي الله عنه بقدامة فجلد
فغاضب عمر رضي الله عنه قدامة فهجره فحج وحج قدامة معه مغاضيا له فلما قفلا من حجهما ونزل عمر بالسقيا؟ واستيقظ
عمر من نومه فقال عجلوا على بقدامة فأتوني به فوالله انى لأرى ان آتيا اتاني فقال سالم قدامة فانى (1) أخوك فعجلوا إلى به
فلما اتوه أبى ان يأتي فأمر به عمر رضي الله عنه ان أبى ان يجر إليه حتى كلمه واستغفر له وكان ذلك أول صلحهما - في
ابتداء هذه القصة ما دل على أن عمر رضي الله عنه توقف في قبول شهادتهما حيث لم يجتمعا على شربه وحين حده يحتمل
أن يكون ثبت عنده شربه باقراره أو شهادة آخر على شربه مع الجارود -
(فقد أخبرنا) أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي الامام وأبو نصر بن قتادة وأبو القاسم عبد الرحمن بن علي بن حمدان
الفارسي قالوا أنبأ أبو عمر وبن نجيد أنبأ أبو مسلم ثنا الأنصاري حدثني ابن عون عن محمد هو ابن سيرين ان الجارود لما قدم
على عمر رضي الله عنه - فذكر الحديث قال فقال يا أمير المؤمنين استعملت علينا من يشرب الخمر قال ومن شهودك قال
أبو هريرة قال ختنك ختنك قال الأنصاري وكانت أخت الجارود تحت أبي هريرة قال اما والله لا وجعن متنه بالسوط
قال فقال له ما ذاك في الحق ان يشرب ختنك وتجلد ختني قال ومن قال علقمة فشهدوا عنده فأمر بجلده وقال ما حابيت
في امارتي أحدا منذ وليت غيره فما بورك لي فيه اذهبوا فاجلدوه -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مسدد وموسى بن إسماعيل المعنى قالا ثنا عبد العزيز بن
المختار ثنا عبد الله الداناج حدثني حضين بن المنذر الرقاشي وهو أبو ساسان قال شهدت عثمان بن عفان رضي الله عنه واتى
بالوليد بن عقبة فشهد عليه حمران ورجل آخر فشهد أحدهما انه رآه شربها يعنى الخمر وشهد الآخر أنه رآه يتقيأها فقال عثمان
رضي الله عنه انه لم يتقيأها حتى شربها فقال لعلى رضي الله عنه أقم عليه الحد فقال على للحسن رضي الله عنهما أقم عليه الحد
فقال ول حارها من تولى قارها فقال علي رضي الله عنه لعبد الله بن جعفر أقم عليه الحد قال فأخذ السوط فجلده وعلى رضي الله عنه
يعد فلما بلغ أربعين قال حسبك جلد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين احسبه قال وجلد أبو بكر رضي الله عنه أربعين
وعمر رضي الله عنه ثمانين وكل سنة وهذا أحب إلى - أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عبد العزيز وهذا لا اعلم له
تأويلا يصح غير أنه قبل الشهادة عليه هكذا ومن يخالفه يقول لم تجتمع شهادتهما على شربه وقد يكره على الشرب فيتقيأها
(قال الشافعي) في نظير هذه المسألة ومغيب المعنى لا يحد فيه أحد ولا يعاقب إنما يعاقب الناس على اليقين - وقد رواه سعيد
ابن أبي عروبة عن عبد الله الداناج عن حضين أبى ساسان قال ركب نفر منهم فأتوا عثمان بن عفان رضي الله عنه فأخبروه
بما صنع الوليد فقال عثمان لعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما دونك ابن عمك فاجلده -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سعيد - فذكره
أخرجه مسلم في الصحيح من حديث سعيد -



(1) كذا
316
* (باب ما جاء في إقامة الحد في حال السكر أو حتى يذهب سكره) *
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق املاء أنبأ يوسف بن يعقوب ثنا سليمان بن حرب ثنا وهيب ثنا أيوب
عن عبد الله بن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اتى بالنعيمان أو ابن النعيمان وهو سكران
فشق على رسول الله صلى الله عليه وسلم مشقة شديدة ثم أمر من كان في البيت ان يضربوه قال فضربوه بالنعال والجريد
قال فكنت فيمن يضربه (1) رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب - كذا رواه وهيب عن أيوب (ورواه)
عبد الوهاب الثقفي عن أيوب فقال جئ بالنعيمان أو ابن النعيمان شاربا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن في البيت
اضربوه -
(أخبرناه) أبو عمرو البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا بندار نا عبد الوهاب بن عبد المجيد عن
أيوب - فذكره - رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة عن عبد الوهاب -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى ثنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا هدية ثنا همام ثنا قتادة عن
انس بن مالك ان رجلا رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد سكر قال فأمر قريبا من عشرين رجلا فجلدوه بالجريد والنعال
وذكر الحديث - وهذا يحتمل أن يكون رفع إليه بعد ما ذهب سكره والله أعلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا وهب
ابن جرير ثنا شعبه عن أبي التياح عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري أنه قال لا اشرب نبيذ الجر بعد إذ أتى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بنشوان فقال يا رسول الله ما شربت خمرا إنما شربت نبيذ زبيب وتمر في دباءة قال فأمر به النبي صلى الله
عليه وسلم فنهز بالأيدي وخفق بالنعال قال ونهى عن الزبيب والتمر وعن الدباء -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن أبي إسحاق
قال سمعت رجلا من أهل نجران عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى برجل سكران فقال يا رسول الله انى
لم اشرب الخمر إنما شربت زبيبا وتمرا فأمر به فضرب الحد ونهى عنهما ان يخلطا - هكذا رواية الجماعة عن شعبة ثم عن أبي
إسحاق (2) -
(وقد أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الرحمن بن حمدوية ثنا محمد بن إسحاق ثنا علي بن حجر السعدي ثنا داود بن
الزبرقان عن شعبة عن أبي إسحاق قال حدثني فقيه من أهل نجران عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى برجل
سكران أو قال نشوان فلما ذهب سكره أمر بجلده قال يا رسول الله انى لم اشرب خمرا إنما شربت خليط بسر وتمر فأمر
به فجلد ثم نهى عنهما ان يخلطا -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد قال حدثني أبو النضر عن
سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أبي رافع عن عمر رضي الله عنه انه اتى بشارب فقال لأبعثنك إلى رجل لا تأخذه فيك هوادة
فبعث به إلى مطيع بن الأسود العدوي فقال إذا أصبحت غدا فاضربه الحد فجاء عمر رضي الله عنه وهو يضربه ضربا شديدا
فقال قتلت الرجل كم ضربته قال ستين قال اقص عنه (3) بعشرين - قال أبو عبيدا قص عنه بعشرين يقول اجعل شدة



(1) كذا
(2) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الحادي عشر بعد ست المائة ولله الحمد -
(3) ر - عليه
317
هذا الضرب الذي ضربته قصاصا بالعشرين التي بقيت - في هذا الحديث من الفقه ان ضرب الشارب ضرب خفيف وفيه
انه لم يضربه في سكره حتى افاق ألم تسمع قوله إذا صبحت غدا فاضربه الحد (قال الشيخ) رحمه الله وفيه ان الزيادة على
الأربعين تعزير وليست بحد -
(أخبرنا) أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم ثنا عبيد الله
ابن موسى أنبأ إسرائيل عن يحيى الجابر عن أبي ماجد قال جاء رجل من المسلمين بابن أخ له وهو سكران فقال
يا أبا عبد الرحمن ان ابن أخي سكران فقال ترتروه ومزمزوه واستنكهوه ففعلوا فرفعه إلى السجن ثم دعا به من الغد -
وذكر الحديث في كيفية جلده قال أبو عبيد هو أن يحرك ويزعزع ويستنكه حتى يوجد منه الريح ليعلم ما شرب وهي
التلتلة والترترة والمزمزة بمعنى واحد قال أبو عبيد وهذا الحديث بعض أهل العلم ينكره (قال الشيخ) رحمه الله لضعف
يحيى الجابر وجهالة أبى ماجد -
(أخبرنا) أبو الحسن الرفاء أنبأ عثمان بن محمد بن بشر ثنا إسماعيل القاضي ثنا ابن أبي أويس وعيسى بن مينا قالا ثنا ابن أبي الزناد
عن أبيه عن الفقهاء من أهل المدينة كانوا يقولون لا يجلد السكران حتى يصحو (1) -
* (باب ما جاء في عدد حد الخمر) *
(حدثنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا
عبد العزيز بن المختار عن عبد الله بن فيروز عن حضين أبى ساسان الرقاشي قال حضرت عثمان بن عفان رضي الله عنه واتى
الوليد بن عقبة قد شرب الخمر وشهد عليه حمران بن ابان ورجل آخر فقال عثمان لعلى رضي الله عنهما أقم عليه الحد فأمر
علي رضي الله عنه عبد الله بن جعفر ذي الجناحين رضي الله عنهما ان يجلده فأخذ في جلده وعلى رضي الله عنه يعد حتى جلد
أربعين ثم قال له أمسك جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين وأبو بكر رضي الله عنه وجلد عمر رضي الله عنه ثمانين
وكل سنة وهذا أحب إلى - أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عبد العزيز بن المختار -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا عبد الوهاب بن
عطاء عن سعيد عن عبد الله الداناج عن حضين أبى ساسان قال ركب نفر منهم فأتوا عثمان بن عفان رضي الله عنه فأخبروه
بما صنع الوليد فقال عثمان لعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما دونك ابن عمك فاجلده فقال على للحسن رضي الله عنهما قم فاجلده
فقال الحسن رضي الله عنه فيما أنت وهذا ول هذا غيرك فقال بل عجزت ووهنت وضعفت يا عبد الله بن جعفر قم فاجلده
فجعل يجلده وعلى رضي الله عنه يعد حتى بلغ أربعين فقال أمسك جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين وجلد أبو بكر
أربعين وجلد عمر ثمانين وكل سنة -
(وأخبرنا) أبو محمد أنبأ أبو سعيد ثنا الزعفراني ثنا يزيد بن هارون أنبأ سعيد عن عبد الله الداناج عن حضين بن المنذر بن
الحارث بن وعلة ان الوليد بن عقبة صلى بالناس الصبح أربعا ثم التفت إليهم فقال أزيدكم فرفع ذلك إلى عثمان رضى الله



(1) هامش ر - بلغ سماعهم بجامع مصر حرسهما الله تعالى أجمع في الموفى عشرين ولله الحمد - بلغ السيد الشريف عز الدين
أيده الله تعالى في الحادي والخمسين فلله الحمد -
318
عنه - فذكر نحوه غير أن في حديث يزيد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما صدرا من
خلافته أربعين ثم أتمها عمر ثمانين وكل سنة - أخرجه مسلم في الصحيح من حديث ابن علية عن سعيد بن أبي عروبة مختصرا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه ثنا محمد بن أيوب أنبأ مسلم وأبو عمر قالا ثنا هشام عن
قتادة عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم جلد (في الحد بالجريد وقال أبو عمر ضرب - 1) في الخمر بالجريد والنعال
وضرب أبو بكر رضي الله عنه أربعين فلما ان ولى عمر رضي الله عنه قال إن الناس قد دنوا من الريف فما ترون في
حد الخمر فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه نرى ان تجعله كأخف الحدود فجلده ثمانين - رواه البخاري في
الصحيح عن أبي عمر حفص بن عمر مختصرا (2) -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمر والحيري أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن هشام
عن قتادة عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يضرب في الخمر بالنعال والجريد أربعين وأبو بكر رضي الله عنه ضرب
أربعين فلما ولى عمر رضي الله عنه سئل عن ذلك فشاورهم عمر فقال ابن عوف رضي الله عنهما أرى ان تضربه ثمانين فضربه
ثمانين - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة -
(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري بالبصرة ثنا جعفر بن محمد القلانسي
ثنا آدم ثنا شعبة ثنا قتادة عن انس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم اتى برجل شرب الخمر فضربه بجريدتين نحوا من
أربعين ثم صنع أبو بكر رضي الله عنه مثل ذلك فلما كان عمر رضي الله عنه استشار الناس فيه فقال له عبد الرحمن بن عوف
رضي الله عنه أخف الحدود ثمانون ففعل - رواه البخاري في الصحيح عن آدم بن أبي اياس مختصرا (ورواه) ابن أبي
عروبة عن قتادة فقال عن النبي صلى الله عليه وسلم انه جلد بالجريد والنعال أربعين (ورواه) همام عن قتادة قال فأمر
قريبا من عشرين رجلا فجلده كل رجل جلدتين بالجريد والنعال أربعين -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا خلف ثنا بهز ثنا همام ثنا قتادة عن انس
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اتى برجل قد سكر - فذكره -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو ثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي ثنا مكي بن
إبراهيم ثنا الجعيد عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد قال كنا نؤتى بالشراب في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفي عهد أبى بكر وصدرا من امرة عمر يعنى فنضربهم بأيدينا ونعالنا وأرديتنا حتى كان صدرا من امرة عمر رضي الله عنه
فجلد أربعين حتى إذا عتوا فيه وفسقوا جلد ثمانين - رواه البخاري في الصحيح عن مكي بن إبراهيم -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان
ثنا الشافعي قال أخبرنا عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن أزهر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عام حنين
يسأل عن رحل خالد بن الوليد فجئت (3) بين يديه اسأل عن رحل خالد حتى اتاه جذعا واتى النبي صلى الله عليه وسلم
بشارب قال اضربوه فضربوه بالأيدي والنعال وأطراف الثياب وحثوا عليه التراب ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم بكتوه
فبكتوه ثم أرسله قال فلما كان أبو بكر رضي الله عنه سأل من حضر ذلك المضروب فقومه أربعين فضرب أبو بكر
رضي الله عنه في الخمر أربعين حياته ثم عمر رضي الله عنه حتى تتابع الناس في الخمر فاستشار فضربه ثمانين - وكذلك رواه
هشام بن يوسف الصنعاني عن معمر -



(1) من ر - فقط
(2) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الثاني عشر بعد ست المائة ولله الحمد بالدار
(3) ر - فجريت -
319
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبيد الله بن
موسى أنبأ أسامة بن زيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن أزهر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح وانا غلام
شاب يسأل عن منزل خالد بن الوليد فأتى بشارب فأمرهم فضربوه بما في أيديهم فمنهم من يضرب بالسوط ومنهم من
يضرب بالعصا وحثا عليه النبي صلى الله عليه وسلم التراب -
(وأخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث الأصبهاني الفقيه أنبأ أبو الحسن علي بن عمر الحافظ ثنا القاضي الحسين بن
إسماعيل ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا صفوان بن عيسى ثنا أسامة بن زيد عن الزهري قال أخبرني عبد الرحمن بن
أزهر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين وهو يتخلل الناس يسأل عن منزل خالد بن الوليد فأتى بسكران قال
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن عنده اضربوه فضربوه بما في أيديهم قال وحثا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه
التراب قال ثم أتى أبو بكر رضي الله عنه بسكران قال فتوخى الذي كان من ضربهم يومئذ فضرب أربعين (قال الزهري)
ثم أخبرني حميد بن عبد الرحمن عن ابن وبرة الكلبي قال أرسلني خالد بن الوليد إلى عمر رضي الله عنه فاتيته ومعه عثمان
ابن عفان و عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما وعلى وطلحة والزبير رضي الله عنهم وهم معه متكئون في المسجد فقلت
ان خالد بن الوليد أرسلني إليك وهو يقرأ عليك السلام ويقول إن الناس قد انهمكوا في الخمر وتحاقروا العقوبة فيه فقال
عمر رضي الله عنه هم هؤلاء عندك فسألهم فقال علي رضي الله عنه نراه إذا سكر هذى وإذا هذا افترى وعلى المفترى ثمانون
قال فقال عمر رضي الله عنه أبلغ صاحبك ما قال قال فجلد خالد رضي الله عنه ثمانين وجلد عمر رضي الله عنه ثمانين قال وكان
عمر رضي الله عنه إذا اتى بالرجل الضعيف التي كانت منه الزلة ضربه أربعين قال وجلد عثمان رضي الله عنه أيضا ثمانين
وأربعين (قال وحدثنا) الحسين ثنا يعقوب ثنا روح ثنا أسامة بن زيد ثنا ابن شهاب أخبرني عبد الرحمن بن أزهر
عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك (قال وحدثنا) الحسين ثنا يعقوب ثنا عثمان بن عمر ثنا أسامة بن زيد عن الزهري
عن عبد الرحمن بن أزهر عن النبي صلى الله عليه وسلم - فذكر مثل ذلك -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا ابن السرح قال وجدت في كتاب خالي عبد الرحمن بن
عبد الحميد عن عقيل ان ابن شهاب أخبره ان عبد الله بن عبد الرحمن بن الأزهر أخبره عن أبيه اتى رسول الله صلى الله
عليه وسلم بشارب وهو بحنين فحثا في وجهه التراب ثم أمر أصحابه فضربوه بنعالهم وما كان في أيديهم حتى قال لهم
ارفعوا فرفعوا فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلد أبو بكر رضي الله عنه في الخمر أربعين ثم جلد عمر رضي الله عنه
أربعين صدرا من امارته ثم جلد ثمانين في آخر خلافته ثم جلد عثمان رضي الله عنه الحدين كلاهما ثمانين وأربعين ثم أثبت
معاوية رحمه الله الحد ثمانين -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان الأصبهاني حدثني الوليد بن ابان ثنا يعقوب بن سفيان ثنا سعيد
ابن كثير بن عفير ثنا يحيى بن فليح أخو محمد بن فليح عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس ان الشراب كانوا يضربون
على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى بالأيدي والنعال والعصى قال وكانوا في خلافة أبى بكر رضي الله عنه أكثر
منهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر رضي الله عنه لو فرضنا لهم هذا فتوخى نحوا مما كانوا يضربون في عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أبو بكر رضي الله عنه يجلدهم أربعين حتى توفى ثم كان عمر رضي الله عنه من بعدهم
فجلدهم كذلك أربعين حتى اتى برجل من المهاجرين الأولين وقد شرب فأمر به ان يجلد فقال لم تجلدني بيني وبينك

320
كتاب الله قال وفى أي كتاب الله تجد أن لا أجلدك قال إن الله تعالى يقول في كتابه (ليس على الذين آمنوا وعملوا
الصالحات جناح فيما طعموا) الآية شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا واحدا والخندق والمشاهد فقال عمر
رضي الله عنه الا تردون عليه ما يقول فقال ابن عباس ان هؤلاء الآيات نزلت عذرا للماضين وحجة على الباقين فعذر الماضين
لأنهم لقوا الله عز وجل قبل ان تحرم عليهم الخمر وحجة على الباقين لان الله تعالى يقول (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب
والأزلام) الآية فإن كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وأحسنوا فان الله قد نهى ان تشرب
الخمر قال عمر رضي الله عنه فماذا ترون قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه نرى انه إذا شرب سكر وإذا سكر هذى وإذا
هذى افترى وعلى المفترى ثمانون جلدة فأمر عمر فجلد ثمانين -
(أخبرناه) عاليا أبو عبد الله الحافظ ثنا عبد الله بن جعفر الفارسي ثنا يعقوب بن سفيان ثنا سعيد بن كثير بن عفير حدثني
يحيى بن فليح عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس ان الشراب كانوا يضربون على عهد النبي صلى الله عليه
وسلم بالأيدي والنعال والعصى حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - ثم ذكر الحديث بطوله -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن إبراهيم الإردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله
ابن الوليد ثنا سفيان عن أبي سنان الشيباني عن عبد الله بن أبي الهذيل قال اتى عمر رضي الله عنه بشيخ قد شرب الخمر
في شهر رمضان فجلده ثمانين ونفاه إلى الشام وجعل يقول للمنخرين أفي شهر رمضان وولداننا صيام أو صبياننا صيام (قال
وحدثنا) سفيان بن عطاء بن أبي مروان عن أبيه قال اتى علي رضي الله عنه بالنجاشي قد شرب خمرا في رمضان فأفطر فضربه
ثمانين ثم أخرجه من الغد فضربه عشرين وقال إنما ضربتك هذه العشرين لجرأتك على الله وافطارك في شهر رمضان -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد بن الاعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان عن عمرو عن محمد بن علي ان
عليا رضي الله عنه جلد رجلا في الخمر أربعين جلدة بسوط له طرفان وكأنه أراد صار أربعين بالطرفين وذكره في موضع
آخر كما روينا في حديث سعدان فقد روينا في الحديث الموصول عنه انه أمر بجلده أربعين واحتج فيه بمن قبله - وهذه
الرواية منقطعة والله أعلم -
(أخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن ابن شهاب انه سئل عن جلد
العبد في الخمر فقال بلغنا ان عليه نصف جلد (1) الحر وان عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان و عبد الله بن عمر رضي الله عنهم
قد جلدوا عبيدهم نصف حد الحر في الخمر -
* (باب الشارب يضرب زيادة على الأربعين فيموت
في الزيادة والذي يموت في غير حد واجب فيما يعاقب به) *
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني القاسم هو ابن زكريا ثنا بندار وأحمد بن يعقوب
وسنان قالوا ثنا ابن مهدي ثنا سفيان عن أبي حصين عن عمير بن سعيد النخعي عن علي رضي الله عنه قال ما من رجل أقمت
عليه حدا فمات فأجد في نفسي الا الخمر فإنه ان مات وديته ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسنه - رواه مسلم في الصحيح



(1) ر - حد -
321
عن محمد بن مثنى عن عبد الرحمن بن مهدي وأخرجه البخاري من وجه آخر عن سفيان - وإنما أراد والله أعلم ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم لم يسنه زيادة على الأربعين أو لم يسنه بالسياط وقد سنه بالنعال وأطراف الثياب مقدار أربعين والله أعلم -
(وفيما أجاز لي) أبو عبد الله الحافظ روايته عنه عن أبي العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم
ابن محمد عن علي بن يحيى عن الحسن ان علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال ما أحد يموت في حد من الحدود فأجد في نفسي
منه شيئا الا الذي يموت في حد الخمر فإنه شئ أحد ثناه بعد النبي صلى الله عليه وسلم فمن مات منه فديته اما قال في بيت المال
واما قال على عاقلة الامام أشك يعنى الشافعي (قال الشافعي) رضي الله عنه وبلغنا ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ارسل
إلى امرأة ففزعت فأجهضت ذا بطنها فاستشار عليا رضي الله عنه فأشار عليه ان يديه فأمر عمر عليا رضي الله عنهما فقال عزمت
عليك لتقسمنها على قومك -
(أخبرنا) أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر بن مؤمن بن شبان العطار ببغداد ثنا عبد الباقي بن قانع ثنا حامد بن محمد
ثنا شريح ثنا هشيم عن أشعث عن فضيل عن عبد الله بن معقل ان عليا رضي الله عنه ضرب رجلا حدا فزاده الجلاد
سوطين فأقاده منه علي رضي الله عنه (1) -
* (باب الامام فيما يؤدب ان رأى تركه تركه) *
(قال الشافعي) رحمه الله ألا ترى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ظهر على قوم انهم غلوا في سبيل الله فلم يعاقبهم
ولو كانت العقوبة تلزم لزوم الحد ما تركهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطع امرأة لها شرف فكلم فيها لو سرقت
فلانة لامرأة شريفة لقطعت يدها -
(حدثنا) الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله املاء ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا
أيوب بن سويد عن ابن شوذب يعنى عبد الله بن شوذب عن عامر بن عبد الواحد عن عبد الله بن بريدة الأسلمي عن عبد الله
ابن عمر رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصاب غنيمة أمر بلالا فنادى ثلاثا فيرفع الناس ما أصابوا ثم يأمر به
فيخمس فاتاه رجل بزمام من شعر وقد قسمت الغنيمة فقال هل سمعت بلالا ينادى ثلاثا قال نعم قال فما منعك ان تأتى
به فاعتذر إليه فقال له كن أنت الذي توافي به يوم القيامة فانى لن اقبله منك (وكذلك) رواه أبو إسحاق الفزاري عن عبد الله
ابن شوذب -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر بن عبد الله أنبأ الحسن بن سفيان ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن سليمان
التيمي عن أبي عثمان عن عبد الله قال أصاب رجل من امرأة شيئا دون الفاحشة فاتى عمر رضي الله عنه فعظم عليه ثم اتى
أبا بكر رضي الله عنه فعظم عليه ثم اتى النبي صلى الله عليه وسلم فلا أدرى أعظم عليه أم لا قال فأنزل الله عز وجل (أقم الصلاة
طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات) فقال الرجل إلى هذه يا رسول الله فقال هي لمن أخذ بها
من أمتي - رواه مسلم في الصحيح عن عثمان بن أبي شيبة وأخرجه البخاري من وجه آخر عن التيمي -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق (2) وانا ابن جريج وابن أبي
سبرة قالا تشاتم رجلان عند أبي بكر رضي الله عنه فلم يقل لهما شيئا وتشاتما عند عمر فادبهما -
* (باب السلطان يكره رجلا على أن يدخل نهرا
أو ينزل بئرا أو يرقى نخلة) *
(أخبرنا) أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمل ثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الثالث عشر بعد ست المائة ولله الحمد
(2) مد - عبد الرحمن -
322
(ح وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا يعلى بن عبيد ثنا الأعمش
عن زيد بن وهب قال خرج عمر رضي الله عنه ويداه في اذنيه وهو يقول يا لبيكاه يا لبيكاه قال الناس ما له قال جاءه بريد
من بعض أمرائه ان نهرا حال بينهم وبين العبور ولم يجدوا سفنا فقال أميرهم اطلبوا لنا رجلا يعلم غور الماء فاتى بشيخ فقال إني
أخاف البرد وذاك في البرد فأكرهه فأدخله فلم يلبثه البرد فجعل ينادى يا عمراه يا عمراه فغرق فكتب إليه فاقبل فمكث
أياما معرضا عنه وكان إذا وجد على أحد منهم فعل به ذلك ثم قال ما فعل الرجل الذي قتلته قال يا أمير المؤمنين ما تعمدت
قتله لم نجد شيئا يعبر فيه واردنا ان نعلم غور الماء ففتحنا كذا وكذا وأصبنا كذا وكذا فقال عمر رضي الله عنه لرجل مسلم
أحب إلى من كل شئ جئت به لولا أن تكون سنة لضربت عنقك اذهب فأعط أهله ديته واخرج فلا أراك (1) -
* (باب السلطان يكره على الاختتان أو الصبي (2) وسيد المملوك
يأمران به وما ورد في الختان) *
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب (ح قال وحدثنا) بحر بن نصر قال قرئ على ابن وهب أخبرك يونس عن ابن
شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال الفطرة خمس الاختتان (3) والاستحداد
وقص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط - رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر وحرملة عن ابن وهب وأخرجه
البخاري من وجه آخر عن الزهري -
(أخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا أحمد بن محمد بن هارون بن إسماعيل الغزي ثنا محمد بن حماد الظهراني
ثنا عبد الرزاق أنبأ ابن جريج قال أخبرت عن عثيم بن كليب عن أبيه عن جده انه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم



(1) هامش ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في الثاني والخمسين ولله الحمد
(2) هامش ر - لعله الولي
(3) هامش ر - الختان -
323
فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألق عنك شعر الكفر واختتن - قال أبو أحمد وهذا الذي قاله ابن جريج في هذا الاسناد
أخبرت عن عثيم بن كليب إنما حدثه إبراهيم بن أبي يحيى فكنى عن اسمه -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد بندار القزويني بمكة ثنا أبو محمد سهل بن أحمد الديباجي ثنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث
(ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الصوفي قال قرئ على أبى على محمد بن محمد بن الأشعث
الكوفي حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ثنا أبي عن أبيه عن
جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن أبيه علي رضي الله عنه قال وجدنا في قائم سيف
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيفة ان الأقلف لا يترك في الاسلام حتى يختتن ولو بلغ ثمانين سنة - وهذا حديث
ينفرد به أهل البيت عليهم السلام بهذا الاسناد -
(أخبرنا) أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي ثنا هشام بن عمار ثنا مروان
ثنا محمد بن حسان عن عبد الملك بن عمير عن أم عطية الأنصارية ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر خاتنة تختن فقال إذا
ختنت فلا تنهكي فان ذلك احظى للمرأة وأحب إلى البعل -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا سليمان بن عبد الرحمن و عبد الوهاب بن عبد الرحيم
الأشجعي قالا ثنا مروان ثنا محمد بن حسان قال عبد الوهاب الكوفي عن عبد الملك بن عمير عن أم عطية الأنصارية ان امرأة
كانت تختن بالمدينة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم لا تنهكي فان ذلك احظى للمراة وأحب إلى البعل - قال أبو داود محمد
ابن حسان مجهول وهذا الحديث ضعيف -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر
ثنا المفضل بن غسان الغلابي قال سألت أبا زكريا عن حديث حدثنا به عبد الله بن جعفر ثنا عبيد الله بن عمرو حدثني رجل
من أهل الكوفة عن عبد الملك بن عمير عن الضحاك بن قيس قال كان بالمدينة امرأة يقال لها أم عطية تخفض الجواري فقال
لها رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم عطية اخفضي ولا تنهكي فإنه اسرى للوجه واحظى عند الزوج قال الغلابي فقال أبو زكريا
وهو يحيى بن معين الضحاك بن قيس هذا ليس بالفهري -
(وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو بكر بن أبي دارم ثنا أحمد بن موسى بن إسحاق - ح (وأخبرنا - أبو سعد الماليني
أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا أبو خليفة ثنا محمد بن سلام الجمحي ثنا زائده بن أبي الرقاد ثنا ثابت عن انس عن النبي
صلى الله عليه وسلم إذا حفظت فأشمي ولا ينهكي فإنه اسرى للوجه واحظى عند الزوج قال أبو أحمد هذا يرويه عن ثابت
زائدة بن أبي الرقاد لا اعلم يرويه عنه غيره - 1) -
(وأخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا الحسن بن سفيان حدثني محمد بن المتوكل ثنا الوليد بن مسلم عن زهير
ان محمد المكي عن محمد بن المنكدر عن جابر قال عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين وختنهما لسبعة أيام -
(أخبرنا) أبو الحسين علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الاسفاطى يعنى العباس بن الفضل وتمتام قالا
ثنا أحمد بن يونس حدثتنا أم الأسود قالت سمعت منية بنت عبيد بن أبي برزة تحدث عن جدها أبى برزة عن النبي صلى الله
عليه وسلم في الأقلف يحج بيت الله قال لا حتى يختتن - لفظ حديث تمتام وفي رواية الاسفاطى قال سمعت منية قالت سمعت أبا برزة قال سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل أقلف يحج بيت الله قال لا حتى يختتن -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا عبدان ثنا أيوب الوزان ثنا الوليد بن الوليد ثنا ابن ثوبان



(1) زيادة من ر -
324
عن محمد بن عجلان عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الختان سنة للرجال مكرمة للنساء - هذا اسناد
ضعيف والمحفوظ موقوف -
(أخبرناه) هلال بن محمد بن جعفر الحفار أنبأ الحسين بن يحيى بن عياش القطان ثنا إبراهيم بن مجشر ثنا وكيع بن الجراح عن
سعيد بن بشير عن قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن أبي حامد المقرى قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن سليمان البرلسي
ثنا إبراهيم بن الحجاج ثنا حفص بن غياث عن الحجاج عن أبي مليح بن أسامة عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء - الحجاج بن أرطأة لا يحتج به (وقيل) عنه عن مكحول عن أبي أيوب وهو منقطع -
(أخبرناه) علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عبد الواحد بن
زياد ثنا الحجاج عن مكحول عن أبي أيوب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله الصنعاني أنبأ إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن
رجل عن ابن عباس انه كره ذبيحة الأرغل قال لا تقبل صلاته ولا تجوز شهادته (قال وأخبرنا) عبد الرزاق عن ابن أبي
يحيى عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال لا تقبل صلاة رجل لم يختتن - وهذا يدل على أنه كان يوجبه
وان قوله الختان سنة أراد به سنة النبي صلى الله عليه وسلم الموجبة -
(وأحسن ما يستدل به في هذه المسألة ما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم الخواص
ثنا موسى بن هارون ثنا قتيبة بن سعيد ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اختتن إبراهيم النبي عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم - رواه البخاري ومسلم في الصحيح
عن قتيبة بن سعيد وقد قال الله تبارك وتعالى (ثم أوحينا إليك ان اتبع ملة إبراهيم حنيفا) (وروينا) في كتاب الطهارة
عن ابن عباس في قوله (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن) قال ابتلاه الله عز وجل بالطهارة خمس في الرأس وخمس في
الجسد، في الرأس قص الشارب والمضمضة والاستنشاق والسواك وفرق الرأس، وفي الجسد تقليم الأظفار وحلق العانة
والختان ونتف الإبط وغسل مكان الغائط والبول بالماء - قال أصحابنا والابتلاء إنما يقع في الغالب بما يكون واجبا -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو طاهر المحمد أبا ذي أنبأ أبو قلابة ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا أبو شهاب عبد ربه عن حمزة
الجزري عن عبد الكريم عن إبراهيم عن علقمة ان عليا رضي الله عنه كان لا يجيز شهادة الأقلف - حمزة الجزري تركوه

325
لا يجوز الاحتجاج بخبره -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمر وقالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبيد الله ثنا أبو عبد الرحمن
المقرى ثنا موسى بن علي قال سمعت أبي يقول إن إبراهيم خليل الرحمن أمر أن يختتن وهو ابن ثمانين سنة فعجل فأختتن
بقدوم فاشتد عليه الوجع فدعا ربه فأوحى الله إليه انك عجلت قبل ان نأمرك بالآلة قال يا رب كرهت ان أؤخر أمرك قال
وختن إسماعيل عليه السلام وهو ابن ثلاثة عشر سنة وختن إسحاق عليه السلام وهو ابن سبعة أيام -
* (جماع أبواب صفة السوط
باب ما جاء في صفة السوط والضرب) *
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمر وثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن زيد بن
أسلم ان رجلا اعترف على نفسه بالزنا فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوط فأتى بسوط مكسور فقال فوق هذا
فأتى بسوط جديد لم تقطع ثمرته فقال بين هذين فأتى بسوط قد ركب به فلان (1) فأمر به فجلد ثم قال أيها الناس قد آن لكم
ان تنتهوا عن محارم الله فمن أصاب منكم من هذه القاذورة شيئا فليستتر بستر الله فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله
عز وجل (قال الشافعي) رحمه الله هذا حديث منقطع ليس مما يثبت به هو نفسه حجة وقد رأيت من أهل العلم عندنا من
يعرفه ويقول به فنحن نقول به -
(أخبرنا) أبو بكر الإردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ببخارا ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن
الوليد ثنا سفيان ثنا عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي قال اتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه برجل في حد فأتى بسوط
فيه شدة فقال أريد الين من هذا ثم اتى بسوط فيه لين فقال أريد أشد من هذا فأتى بسوط بين السوطين فقال اضرب
ولا يرى إبطك وأعط كل عضو حقه (قال وحدثنا) سفيان أنبأ أبو حصين أخبرني مخبر عن علي رضي الله عنه انه أتى برجل
في خمر فقال دع له يدية يتقى بهما (قال وحدثنا) سفيان ثنا جويبر عن الضحاك بن مزاحم عن عبد الله بن مسعود قال
لا يحل في هذه الأمة تجريد ولا مد ولا غل ولا صفد -
(أخبرنا) أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة أنبأ أبو جعفر بن دحيم ثنا أحمد بن حازم أنبأ عبيد الله بن موسى
أنبأ إسرائيل عن يحيى الجابر عن أبي ماجد قال جاء رجل من المسلمين بابن أخ له وهو سكران فقال يا أبا عبد الرحمن ان
ابن أخي سكران فقال ترتروه ومزمزوه واستنكهوه ففعلوا فرفعه إلى السجن ثم دعاه من الغد ودعا بسوط ثم أمر بثمرته
فدقت بين حجرين حتى صارت درة قال عبيد الله يشير بإصبعه (2) هكذا وجمعهما ثم قال للجلاد اجلد وارجع يدك واعط
كل عضو حقه - قلت ما ارجع قال لا يرى بياض إبطه فضربه ضربا غير مبرح قلت ما غير مبرح قال ضرب ليس بالشديد
ولا باللين وضربه في قميص وازار وقميص (3) وسراويل - وذكر الحديث -
(أخبرنا) أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان قال سمعت سعد
ابن إبراهيم يحدث عن الزهري قال إن أهل العراق يقولون إن القاذف لا يجلد جلدا شديدا قال سعد وأشهد على أبى انه
حدثني انه لما جلد أبو بكرة أمرت أمه بشاة فذبحت ثم سلخت فألبسته جلدها فهل ذاك الا من جلد شديد -



(1) ركب مبنى للمجهول وقوله فلان بفتح الفاء أي فصار لينا - ح
(2) كذا
(3) كذا ولعله أو قميص -
326
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان ثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي
هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه - رواه مسلم في الصحيح عن عمرو الناقد
وزهير عن سفيان -
(وأخبرنا) أبو حازم أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم أنبأ ابن أبي ليلى عن
عدى بن ثابت قال أخبرني هنيدة بن خالد انه شهد عليا رضي الله عنه أقام على رجل حدا فقال للجالد اضرب وأعط كل
عضو حقه واتق وجهه ومذاكيره -
(وأخبرنا) أبو حازم أنبأ أبو الفضل أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد ثنا هشيم أخبرني بعض أصحابنا عن الحكم عن يحيى بن
الجزار أن عليا رضي الله عنه كان يقول يضرب الرجل قائما والمرأة قاعدة -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ
عبد الرحمن بن عبد الله عن واصل عن المعرور قال اتى عمر رضي الله عنه بامرأة قد زنت فقال ويل للمرية أفسدت حسبها (1)
اذهبا فاجلداها ولا تخرقا جلدها (وقد روينا) في حديث عمران بن حصين في قصة الجهنية التي أقرت بالزنا ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم أمر بها فشدت عليها ثيابها وفي رواية فشكت ثم أمر بها فرجمت -
* (باب ما جاء في التعزير وانه لا يبلغ به أربعين) *
(حدنا) أبو عبد الرحمن السلمي املاء وأبو نصر بن قتادة قالا ثنا علي بن الفضل بن محمد بن عقيل ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية
(ح وأخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الأصبهاني الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا ابن ناجية ثنا محمد بن حصين الأصبحي
ثنا عمر بن علي المقدمي ثنا مسعر عن خاله الوليد بن عبد الرحمن عن النعمان بن بشير كذا قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من ضرب وفي رواية الأصبهاني من بلغ حدا في غير حد فهو من المعتدين - والمحفوظ هذا الحديث مرسل -
(أخبرنا) الشريف أبو الفتح العمرى أنبأ أبو القاسم عبد الله (2) بن محمد السقطي ثنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن
حرب ثنا علي بن حرب ثنا أبو داود ثنا مسعر عن الوليد عن الضحاك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من بلغ حدا في
غير حد فهو من المعتدين -
(أخبرنا) أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم أنبأ مغيرة قال
كتب عمر بن عبد العزيز أن لا يبلغ في التعزير أدنى الحدود أربعين سوطا (وقد روى) عن الصحابة رضي الله عنهم
في مقدار ذلك آثار مختلفة وأحسن ما يصار إليه في هذا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم -
(وهو ما أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو شعيب الحراني ثنا أحمد بن عيسى المصري
(ح وأخبرنا) أبو عمر والرزجاهي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني المنيعي والحسن بن سفيان قالا حدثنا أحمد بن عيسى ثنا
ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله بن الأشج قال بينا نحن عند سليمان بن يسار إذ دخل عبد الرحمن
ابن جابر فحدث سليمان بن يسار ثم اقبل علينا سليمان فقال حدثني عبد الرحمن بن جابر أن أباه حدثه عن أبي بردة الأنصاري
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يجلد أحد فوق عشرة أسواط الا في حد من حدود الله - لفظ حديث أبي عمرو وفي
رواية ابن عبدان عن عن - رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن سليمان عن ابن وهب ورواه مسلم عن أحمد بن عيسى -
كذا رواه عمرو بن الحارث عن بكير وكذا روى عن أسامة بن زيد عن بكير (ورواه) يزيد بن أبي حبيب دون ذكر
جابر في اسناده -
(أخبرناه) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إبراهيم بن ملحان ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث (عن ابن



(1) هامش ر - حسنها
(2) ر - عبيد الله -
327
أبى حبيب عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن سليمان بن يسار عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله - 1) عن أبي بردة ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لا يجلد فوق عشر جلدات الا في حد من دود الله - رواه البخاري في الصحيح
عن عبد الله بن يوسف عن الليث - وكذا رواه سعيد بن أبي أيوب عن يزيد بن أبي حبيب -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا أحمد بن منصور المروزي ثنا عبد الله بن يزيد المقرى ثنا سعيد بن أبي
أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن سليمان بن يسار عن عبد الرحمن بن (2) أبى بردة بن
نيار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يضرب فوق عشرة أسواط الا في حد من حدود الله - وله شاهد مرسل -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو نعيم ثنا هشام عن يحيى بن أبي
كثير عن المهاجر بن عكرمة ان عبد الله بن أبي بكر حدثه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم
الآخران يجلد فوق عشرة أسواط الا في حد - وقال يعقوب ورواه بعض من لا يوثق بروايته فقال إن عبد الله بن أبي بكر
الصديق رضي الله عنهما حدثه وإنما هو عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم -
* (باب لا تقام الحدود في المساجد) *
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا تمتام حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا عمر بن علي بن مقدم ثنا محمد
ابن عبد الله بن المهاجر عن زفر بن وثيمة عن حكيم بن حزام قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يستقاد في المساجد
وان ينشد فيها الاشعار أو تقام فيها الحدود -
* (باب الحدود كفارات) *
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا يحيى بن الربيع ثنا سفيان (ح وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق
وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان بن عيينة عن
الزهري عن أبي إدريس عن عبادة بن الصامت قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس فقال أبا يعوني على أن
لا تشركوا بالله شيئا وقرأ عليهم الآية وقال فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب فهو كفارة
له ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله عليه فهو إلى الله ان شاء غفر له وان شاء عذبه - لفظ حديث الشافعي - وأخرجاه في
الصحيح عن جماعة عن سفيان بن عيينة (قال الشافعي) في رواية أبي سعيد لم اسمع في الحدود حديثا أبين من هذا وقد روى
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال وما يدريك لعل الحدود نزلت كفارة للذنوب -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو صادق محمد بن أبي الفوارس العطار قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق
الصغاني املاء ثنا الحجاج بن محمد ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصاب في الدنيا ذنبا فعوقب به فالله اعدل من أن يثنى عقوبته على عباده ومن
أذنب ذنبا في الدنيا فستره الله عليه وعفا عنه فالله أكرم من أن يعود في شئ قد عفا عنه -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا ابن منيع ثنا جدي وزياد بن أيوب وعلي بن مسلم قالوا
ثنا روح بن عبادة ثنا أسامة بن زيد عن محمد بن المنكدر عن ابن خزيمة بن ثابت عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من أصاب ذنبا فأقيم عليه حد ذلك الذنب فهو كفارته -



(1) من ر - فقط -
(2) كذا ولعله - عن
328
(واما الحديث الذي أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا
عبد الرزاق أنبأ معمر عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أدرى
تبع ألعينا كان أم لا وما أدرى ذا القرنين أنبيا كان أم لا وما أدرى الحدود كفارات لأهلها أم لا - فهكذا رواه عبد الرزاق
عن معمر (ورواه) هشام الصنعاني عن معمر عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا - قال
البخاري وهو أصح ولا يثبت هذا عن النبي صلى الله وسلم لان النبي صلى الله عليه وسلم قال الحدود كفارة (قال
الشيخ) رحمه الله قد كتبناه من وجه آخر عن ابن أبي ذئب موصولا -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ ثنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهمذان ثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل ثنا آدم بن أبي
اياس ثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر بنحوه - فان صح
فيحتمل انه صلى الله عليه وسلم قاله في وقت لم يأته فيه العلم عن الله ثم لما اتاه قال ما رويناه في حديث عبادة وغيره وذلك
شبيه بما روينا في حديث جابر بن عبد الله في قصة ما عز بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم أمر برجمه ولم يصل عليه ثم
روينا عن عمر ان بن حصين في قصة الجهنية ان النبي صلى الله عليه وسلم أمر بها فرجمت وصلى عليها فقال له عمر يا رسول الله
تصلى عليها وقد زنت فقال لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت أفضل من أن
جادت بنفسها لله (وروينا) في حديث سليمان بن بريدة عن أبيه في قصة ماعز في التوقف في امره يومين أو ثلاثة ثم امره
بالاستغفار لما عز ما هو شبيه بما ذكرنا والله أعلم - ولا يمكن الاستدلال بحديث أبي هريرة على أنه كان بعد حديث عبادة
ابن الصامت فان الصحابة كانوا يأخذ بعضهم من بعض فيحتمل أن يكون أبو هريرة ان صحت الرواية عنه اخذه عمن تقدم
اسلامه من الصحابة والله أعلم -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو عثمان البصري ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ثنا سفيان عن سماك بن حرب
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال حين رجم علي رضي الله عنه شراحة قلت ماتت على شر احيانها قال فأخذ بثوبي ثم قال إنه
من اتى شيئا من حد فأقيم عليه الحد فهو كفارته (1) -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمر وقالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا
أبو يحيى الحماني عن المسعودي عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ان عليا رضي الله عنه أقام على رجل حدا فجعل
الناس يسبونه ويلعنونه فقال علي رضي الله عنه اما عن ذنبه هذا فلا يسأل (2) -
* (باب ما جاء في الاستتار بستر الله عز وجل) *
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى قالا ثنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي ثنا محمد بن سعد العوفي
ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه قال قال سالم سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الرابع عشر بعد ست المائة ولله الحمد
(2) هامش ر - آخر الجزء الحادي والستين بعد المائة من الأصل - بلغ سماعهم بجامع مصر حرسهما الله تعالى أجمع في الحادي والعشرين فلله الحمد - ثم بلغ السيد الشريف
عز الدين أيده الله تعالى في الثالث والخمسين ولله الحمد -
329
عليه وسلم يقول كل أمتي معافى الا المجاهرين وان من الاجهار أن يعمل الرجل في الليل عملا ثم يصبح وقد ستره ربه
فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه يبيت في ستر ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه - رواه مسلم
في الصحيح عن محمد بن حاتم وعبد بن حميد عن يعقوب بن إبراهيم وأخرجه البخاري من وجه آخر عن ابن أخي ابن شهاب
(قال الشافعي) روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث معروف عندنا وهو غير متصل الاسناد فيما اعرفه وهو أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أصاب منكم من هذه القاذورة شيئا فليستتر بستر الله فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه
كتاب الله -
(أخبرناه) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن زيد بن أسلم عن النبي
صلى الله عليه وسلم - فذكره مرسلا -
(وقد أخبرنا) أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ببغداد أنبأ الحسين بن يحيى بن عياش القطان ثنا حفص بن عمرو
الربالي ثنا عبد الوهاب الثقفي قال سمعت يحيى بن سعيد الأنصاري يقول حدثني عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعد أن رجم الأسلمي قال اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عنها فمن ألم فليستتر بستر الله عز وجل -
(وأخبرنا) أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عمر بن أحمد بن بشر ثنا هارون بن موسى الفروى ثنا أبو ضمرة عن يحيى
ابن سعيد عن عبد الله بن دينار - فذكره بمثله زاد وليتب إلى الله فإنه من يبد لنا صفحته نقم كتاب الله عليه (قال الشافعي)
رحمه الله وروى أن أبا بكر رضي الله عنه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر رجلا أصاب حدا بالاستتار وان عمر
رضي الله عنه امره به (قال الشيخ) رحمه الله قد مضى اسناد هذا الحديث في باب الاعتراف بالزنا -
(وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ عبد الرحمن
ابن عبد الله عن واصل عن المعرور قال أتى عمر رضي الله عنه بامرأة قد زنت - فذكر الحديث قال ثم قال عمر رضي الله عنه
إنما جعل الله أربعة شهداء سترا يستركم دون فواحشكم فلا يتطلعن ستر الله أحد الاوان الله لو شاء لجعله واحدا صادقا
أو كاذبا (قال الشافعي) ونحن نحب لمن أصاب الحد أن يستتروا ان يتقى الله ولا يعود لمعصية الله فان الله يقبل التوبة عن
عباده -
* (باب ما جاء في الستر على أهل الحدود) *
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا يحيى حدثني الليث عن عقبل عن ابن شهاب
ان سالم بن عبد الله اخبره ان عبد الله بن عمر أخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه
من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن
ستر على مسلم ستره الله يوم القيامة - رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير ورواه مسلم عن قتيبة عن الليث -
(وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ سليمان بن أحمد الطبراني ثنا ابن كيسان ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن زيد بن أسلم
عن يزيد بن نعيم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة ما عز بن مالك قال فيه يا هزال لو سترته بثوبك كان خيرا لك
مما صنعت -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني قالا أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي بمكة
ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة ثنا أبو جابر ثنا شعبة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن المنكدر عن ابن هزال عن أبيه هزال رجل من

330
أسلم انه ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم حديث ما عز فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت سترته بثوبك كان خيرا لك
كذا رواه جماعة عن شعبة -
(وقد أخبرنا) أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ثنا محمد بن عمرو كشمرد أنبأ القعنبي ثنا
سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن محمد بن المنكدر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أسلم يدعى هزالا
لو سترته بثوبك لكان خيرا لك قال يحيى فحدثت بهذا الحديث في مجلس فيه يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمي فقال هزال
جدي وهذا الحديث حق - هذا أصح مما قبله -
(وأخبرنا) أبو علي أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن عبيد ثنا حماد بن زيد ثنا يحيى عن ابن المنكدر أن هزالا أمر
ماعزا ان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيخبره (ورواه) الليث عن يحيى بن سعيد عن يزيد بن نعيم عن جده هزال وكذلك
رواه عكرمة بن عمار عن يزيد بن نعيم بن هزال عن جده هزال -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا ابن المبارك عن
إبراهيم بن نشيط عن كعب بن علقمة عن أبي الهيثم قال قيل لعقبة بن عامر إن لنا جيرانا يشربون الخمر ويفعلون ويفعلون
فقال له انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا موءودة من قبرها -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو الوليد هشام حدثني الليث
ابن سعد أخبرني إبراهيم بن نشيط الوعلاني عن كعب بن علقمة عن دخين أبى الهيثم كاتب عقبة قال قلت لعقبة بن عامر إن
لنا جيرانا يشربون الخمر وانا داعى لهم الشرط فيأخذونهم قال لا تفعل ولكن عظهم وتهددهم قال ففعل فلم ينتهوا فجاء
دخين إلى عقبة فقال إني نهيتهم فلم ينتهوا وانا داعى لهم الشرط فقال عقبة ويحك لا تفعل فانى سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول من ستر عورة مؤمن فكأنما استحيا موءودة من قبرها -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سليمان بن داود المهري أنبأ ابن وهب قال سمعت ابن جريج
يحدث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعافوا الحدود فيما
بينكم فما بلغني من حد فقد وجب -
(أخبرنا) أبو محمد جناح بن نذير بن جناح المحاربي بالكوفة أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم أنبأ عبيد الله
ابن موسى أنبأ إسرائيل عن يحيى الجابر عن أبي ماجد قال جاء رجل من المسلمين بابن أخ له وهو سكران يعنى إلى عبد الله
ابن مسعود - فذكر الحديث في كيفية جلده قال ثم قال لعمه بئس لعمر الله والى اليتيم أنت ما أدبت فأحسنت الأدب
ولا سترت الخزية فقال يا أبا عبد الرحمن اما والله انه لابن اخى ومالي ولد وانى لأجد له من اللوعة ما أجد لولدي ولكن
لم آل عن الخير فقال عبد الله ان الله عفو يحب العفو ولكن لا ينبغي لوالي أمر أن يؤتى بحد الا اقامه ثم أنشأ يحدثنا عن
نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إن أول رجل قطع من المسلمين رجل من الأنصار أتى به نبي الله صلى الله عليه وسلم سرق فقال
اذهبوا بصاحبكم فاقطعوه وكأنما اسف وجه نبي الله صلى الله عليه وسلم رمادا ثم أشار بيده يخفيه فقال بعض القوم كأن هذا
شق عليك فقال لا ينبغي ان تكونوا أعوان الشيطان أو إبليس فإنه لا ينبغي لوالي أمر أن يؤتى بحد الا اقامه والله عفو يحب
العفو ثم قرأ (وليعفوا وليصفحوا) الآية (قال وحدثنا) احمد أنبأ أبو نعيم ثنا سفيان عن يحيى الجابر عن أبي ماجد
عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه -

331
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ أبو عتبة ثنا بقية عن ورقاء
ابن عمر عن جابر بن يزيد عن يزيد بن مرة عن أبي مجزأة أنه قال من أذنب ذنبا فليأتنا فلنطهره فأتاه قوم فضربهم فأتاه
سلمان الفارسي رضي الله عنه مغضبا فقال أجعل الله إليك من التوبة شيئا قال لا قال فألق السوط ولا تهتك سترا ستره
الله (وروينا) عن عكرمة ان عمار بن ياسر رضي الله عنه سرقت له عيبة؟ فدل على صاحبها فتركه (وعن عكرمة) قال
اتى ابن عباس بسارق سرق من مولاة له فزوده وأرسله -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا سعيد بن محمد بن أحمد الخياط ثنا أبو هشام الرفاعي ثنا ابن
فضيل ثنا عطاء بن السائب عن ميسرة قال جاء رجل وأمه إلى علي رضي الله عنه فقالت إن ابني هذا قتل زوجي فقال
الابن ان عبدي وقع على أمي فقال علي رضي الله عنه خبتما وخسر تما ان تكوني صادقة نقتل ابنك وان يكن ابنك صادقا
نرجمك ثم قام علي رضي الله عنه للصلاة فقال الغلام لامه ما تنظرين ان يقتلني أو يرجمك فانصرفا فلما صلى سأل عنهما فقيل انطلقا -
* (باب ما جاء في الشفاعة بالحدود) *
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه أنبأ محمد بن أيوب أنبأ أبو الوليد ثنا الليث بن سعد (ح قال وأخبرني)
أبو النضر بن إبراهيم بن إسماعيل العنبري ثنا محمد بن رمح ثنا الليث بن سعد عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
قالت إن قريشا هموا بشأن المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ومن يجترئ عليه
الا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة فقال يا أسامة تشفع في حد من حدود الله ثم قام النبي صلى الله
عليه وسلم خطيبا فقال إنما أهلك الذين قبلكم انهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه
الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها - رواه مسلم في الصحيح عن أبي الوليد ورواه مسلم عن محمد بن رمح -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا
يحيى بن أبي بكير ثنا زهير ثنا عمارة بن غزية عن يحيى بن راشد الدمشقي انهم جلسوا لابن عمر قال فما رأيته أراد الجلوس
معنا حتى قلنا هلم إلى المجلس يا أبا عبد الرحمن قال فرأيته تذمم قال فجلس فسكتنا فلم يتلكم منا أحد فقال ما لكم لا تنطقون
الا تقولون سبحان الله ويحمده فان الواحدة بعشر والعشر بمائة والمائة بألف وما زدتم زادكم الله سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول من حالت شفاعته دون حد من حد الله عز وجل فقد ضاد الله في امره ومن مات وعليه دين فليس بالدينار
والدرهم ولكنها الحسنات والسيئات، ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع، ومن قال في مؤمن
ما ليس فيه اسكنه الله عز وجل في ردغة خبال حتى يخرج مما قال -
(أخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن ابن الشرقي ثنا أبو حاتم
محمد بن إدريس الحنظلي ثنا صفوان بن صالح المؤذن ثنا مروان بن محمد ثنا سعيد بن بشير عن مطر الوراق حدثه عن نافع
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صحابه وهم جلوس ما لكم لا تتكلمون من قال سبحان الله وبحمده
كتب الله عز وجل له عشر حسنات ومن قالها عشر اكتب الله له مائة حسنة ومن قالها مائة مرة كتب الله له الف حسنة
ومن زاد زاده الله ومن استغفر غفر الله له ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في حكمه ومن اتهم
بريئا صيره الله إلى طينة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال ومن انتفى من ولده يفضحه به في الدنيا فضجه الله على رؤس

332
الخلائق يوم القيامة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس الدوري ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا إسرائيل
عن أبي بكر بن أبي الجهم عن عروة بن الزبير عن أبيه الزبير بن العوام رضي الله عنه قال اشفعوا في الحدود ما لم تبلغ
السلطان فإذا بلغت السلطان فلا تشفعوا -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ هشام
ابن عروة عن عبد الله بن عروة عن الفرافصة الحنفي قال مر علينا الزبير رضي الله عنه وقد أخذنا سارقا فجعل يشفع له
فقال أرسلوه قال قلنا يا أبا عبد الله تأمرنا ان نرسله قال إن ذلك يفعل دون السلطان فإذا بلغ السلطان فلا أعفاه الله ان أعفاه -
* (باب الرجل يعترف بحد لا يسميه فيستره الامام) *
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن صالح بن هانئ ثنا جعفر بن أحمد الشاماتي ثنا عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير
ثنا عمرو بن عاصم ثنا همام ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن انس قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل
فقال يا رسول الله انى أصبت حدا فأقمه على قال ولم يسأله عنه فحضرت الصلاة قال فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما
قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قام إليه الرجل فقال يا رسول الله انى قد أصبت حدا فأقم على كتاب الله قال أليس
قد صليت معنا قال نعم قال فان الله قد غفر لك ذنبك - رواه البخاري في الصحيح عن عبد القدوس بن محمد ورواه مسلم عن
الحسن بن علي الحلواني عن عمرو بن عاصم (وروى) في ذلك أيضا أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم -
* (باب ما جاء في النهى عن التجسس) *
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد ومحمد بن عبد السلام قالا ثنا يحيى بن يحيى قال
قرأت على مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياكم والظن فان الظن
اكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا -
رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وأخرجه البخاري من وجه آخر عن الأعرج -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف الفريابي ثنا
سفيان عن ثور عن راشد بن سعد عن معاوية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انك ان اتبعت عورات
الناس أو عثرات الناس أفسدتهم أو كدت ان تفسدهم قال يقول أبو الدرداء كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله
عليه وسلم فنفعه الله بها -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا سعيد بن عمر والحضرمي ثنا إسماعيل بن عياش ثنا ضمضم
ابن زرعة عن شريح بن عبيد عن جبير بن نفير وكثير بن مرة وعمرو بن الأسود والمقدام بن معدى كرب وأبى امامة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أحمد بن يوسف ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن زرارة بن
مصعب بن عبد الرحمن بن عوف عن المسور بن مخرمة عن عبد الرحمن بن عوف انه حرس مع عمر بن الخطاب رضي الله عنهما
ليلة بالمدينة فبينما هم يمشون شب لهم سراج في بيت فانطلقوا يؤمونه حتى إذا دنوا منه إذ باب مجاف على قوم لهم
فيه أصوات مرتفعة ولغط فقال عمر رضي الله عنه وأخذ بيد عبد الرحمن فقال أتدري بيت من هذا قلت لا قال هذا بيت
ربيعة بن أمية بن خلف وهم الآن شرب فما ترى قال عبد الرحمن أرى قد أتينا ما نهى الله عنه (ولا تجسسوا) فقد تجسسنا

333
فانصرف عنهم عمر رضي الله عنه وتركهم -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن إسحاق ثنا يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن زيد بن وهب
قال قيل لعبد الله هل لك في فلان تقطر لحيته خمرا فقال إن الله قد نهانا ان نتجسس قان يظهر لنا نأخذه -
* (باب الامام يعفو عن ذوي الهيئات زلاتهم ما لم تكن حدا) *
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالويه المزكى قالا ثنا الإمام أبو الوليد حسان بن محمد
القرشي ثنا جعفر بن محمد بن الحسين ثنا يحيى بن يحيى أنبأ أبو بكر بن نافع المديني عن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن
حزم قال قالت عمرة قالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم -
(أخبرنا) أبو سهل أحمد بن محمد بن إبراهيم المهراني المزكى وأبو العباس أحمد بن محمد
الشاذياخي وغيرهما قالوا ثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا محمد بن إسماعيل عن ابن أبي فديك حدثني عبد الملك بن زيد عن محمد بن أبي
بكر بن حزم عن أبيه عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة انها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم
الا حدا من حدود الله - وكذلك رواه دحيم وأبو الطاهر بن السرح عن ابن أبي فديك ورواه جماعة عن ابن أبي فديك
دون ذكر أبيه فيه فالله اعلم -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي وذوو الهيئات الذين يقالون عثراتهم
الذين ليسوا يعرفون بالشر فيزل أحدهم الزلة -
* (باب قتال أهل الردة وما أصيب في أيديهم من متاع المسلمين) *
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس عن ابن إسحاق قال حدثني محمد
ابن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال لما وجه أبو بكر رضي الله عنه خالد بن الوليد إلى أهل الردة اوعب معه بالناس
وخرج معه أبو بكر رضي الله عنه حتى نزل بذى القصة من المدينة على بريدين فعبأ هنالك جيوشه وعهد إليه عهده وأمر
على الأنصار ثابت بن قيس بن الشماس وأمره إلى خالد وأمر خالدا على جماعة الناس من المهاجرين وقبائل العرب ثم امره
ان يصمد لطليحة بن خويلد الأسدي فإذا فرغ منه صمد إلى ارض بنى تميم حتى يفرغ مما بها وأسر ذلك إليه وأظهر أنه
سيلقى خالدا بمن بقي معه من الناس في ناحية خيبر وما يريد ذلك إنما أظهره مكيدة قد كان اوعب مع خالد بالناس فمضى
خالد حتى التقى هو وطليحة في يوم بزاخة على ماء من مياه بنى أسد يقال له قطن وقد كان معه عيينة بن بدر في سبعمائة
من فزارة فكان حين هزته الحرب يأتي طليحة فيقول لا أبالك هل جاءك جبريل بعد فيقول لا والله فيقول له ما ينظره
فقد والله جهدنا حتى جاءه مرة فسأله فقال نعم قد جاءني فقال إن لك رحى كرحاه وحديثا لا تنساه فقال أظن قد علم الله انه
سيكون لك حديث لا تنساه هذا والله يا بنى فزارة كذاب فانطلقوا لشأنكم (قال الشيخ) رحمه الله وقد روينا في كتاب
قتال أهل البغى عن الزهري قتل طليحة عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم في هذا الوجه ثم اسلامه حين غلب الحق
واحرامه بالعمرة ومروره بابى بكر رضي الله عنه بالمدينة ولم يبلغنا انه أقاد منه أو ألزمه العقل -
(وفى كتابي) عن أبي عبد الله الحافظ وأظنه فيما سمعته والا فهو فيما أجاز لي ان أبا عبد الله الأصبهاني اخبرهم أنبأ الحسن بن
الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا الواقدي حدثني محمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه قال لما وقعت الهزيمة في
عسكر طليحة خرج في الناس منهزما حتى قدم الشام ثم قدم في خلافة عمر رضي الله عنه مكة فلما رآه عمر رضي الله عنه
قال يا طليحة لا أحبك بعد قتلك الرجلين الصالحين عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم فقال يا أمير المؤمنين اكرمهما الله بيدي
ولم يهنى بأيديهما وما كل البيوت بنيت على الحب ولكن صفحة جميلة فان الناس يتصافحون على الشنآن واسلم طليحة

334
اسلاما صحيحا -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع ثنا
سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال جاء وفد بزاخة أسد وغطفان إلى أبى بكر رضي الله عنه يسألونه الصلح
فخيرهم أبو بكر رضي الله عنه بين الحرب المجلية أو السلم المخزية قال فقالوا هذا الحرب المجلية قد عرفنا (1) فما السلم المخزية قال
أبو بكر رضي الله عنه تؤدون الحلقة والكراع وتتركون أقواما تتبعون أذناب الإبل حتى يرى الله خليفة نبيه والمسلمين
أمرا يعذرونكم به وتدون قتلانا ولا ندى قتلاكم وقتلانا في الجنة وقتلاكم في النار وتردون ما أصبتم منا ونغتم ما أصبنا منكم
قال فقال عمر رضي الله عنه قد رأيت رأيا وسنشير عليك اما ان يؤدوا الحلقة والكراع فنعما رأيت، واما ان يتركوا قوما
يتبعون أذناب الإبل حتى يرى الله خليفة نبيه والمسلمين أمرا يعذرونهم به فنعما رأيت، واما ان نغنم ما أصبنا منهم ويردون
ما أصابوا منا فنعما رأيت، واما ان قتلاهم في النار وقتلانا في الجنة فنعما رأيت، واما ان يدوا قتلانا فلا، قتلانا قتلوا على أمر الله
فلا ديات لهم فتتابع الناس على ذلك (قال الشيخ) رحمه الله وقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الأموال لا يخالف
قوله في الدماء فإنه إنما أراد به والله أعلم ما أصيب في أيديهم من أعيان أموال المسلمين لا تضمين ما اتلفوا -
* (باب ما جاء في منع الرجل نفسه وحريمه وماله) *
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عباس بن الفضل الاسفاطى ثنا أبو الوليد ثنا إبراهيم
ابن سعد حدثني أبي عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن سفيد بن زيد رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصيب دون ماله فهو شهيد ومن أصيب دون أهله فهو شهيد ومن أصيب دون
دينه فهو شهيد - رواه أبو داود الطيالسي وأبو أيوب الهاشمي عن إبراهيم فقال ومن قتل دون أهله أو دون دمه أو دون
دينه فهو شهيد - وقد مضى ذكره -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا سليمان بن شعيب الكيساني ثنا أبو عبد الرحمن المقرى
(ح وأخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن عبد الله الترقفي أنبأ
أبو عبد الرحمن المقرى حدثني سعيد بن أبي أيوب حدثني أبو الأسود عن عكرمة مولى ابن عباس عن عبد الله بن عمرو بن
العاص أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قتل دون ماله مظلوما فله الجنة - لفظهما واحد - رواه
البخاري في الصحيح عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرى -
(أخبرنا) أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ يحيى بن منصور القاضي ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن رافع وإسحاق بن منصور
قال إسحاق أنبأ وقال ابن رافع ثنا عبد الرزاق أنبأ ابن جريج أخبرني سليمان الأحول ان ثابتا مولى عمر بن عبد الرحمن
اخبره انه لما كان بين عبد الله بن عمرو وبين عنبسة بن أبي سفيان ما كان تيسروا للقتال ركب خالد بن العاص إلى عبد الله
ابن عمرو فوعظه فقال عبد الله بن عمرو أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قتل دون ماله فهو شهيد - رواه
مسلم في الصحيح عن إسحاق بن منصور ومحمد بن رافع -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أن عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبه عن سعد بن إبراهيم
قال سمعت رجلا من بنى مخزوم يحدث عن عمه أن معاوية أراد أن يأخذ الوهط من عبد الله بن عمرو فأمر مواليه ان يتسلحوا
فقيل له في ذلك فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قتل دون ماله فهو شهيد -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي حامد المقرى قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن
سليمان ثنا عبد الله بن وهب أنبأ سليمان بن بلال ثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة ان رجلا جاء إلى النبي صلى الله



(1) هامش ر - عرفناها -
335
عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت ان جاءني رجل يريد أخذ مالي قال قال فلا تعطه مالك قال أفرأيت ان قاتلني قال
فقاتله قال أرأيت ان قتلني قال فأنت شهيد قال أفرأيت ان قتلته قال هو في النار - رواه مسلم في الصحيح من وجه آخر
عن العلاء بن عبد الرحمن -
(أخبرنا) أبو القاسم زيد بن جعفر بن محمد بن علي العلوي وأبو القاسم عبد الواحد بن محمد النجار المقرى بالكوفة قالا أنبأ
أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم ثنا عمر بن حماد عن أسباط عن سماك عن قابوس بن مخارق عن أبيه قال
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله آت اتاني يريد أن يبزني فما اصنع به قال تناشده الله قال أرأيت ان
ناشدته فأبى ان ينتهى قال تستعين المسلمين قال يا نبي الله أرأيت ان لم يكن أحد من المسلمين أستعينه عليه قال استغث السلطان
قال يا نبي الله أرأيت ان لم يكن عندي سلطان أستغيثه عليه قال فقاتله فان قتلك كنت في شهداء الآخرة والا منعت مالك -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو العباس الصبغي ثنا الحسن بن علي بن زياد ثنا ابن أبي أويس حدثني عبد العزيز بن المطلب
عن أخيه الحكم عن أبيه المطلب بن حنطب عن قهيد الغفاري قال سأل سائل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله
ان عدا على عادى فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ذكره بالله وأمره بتذكيره ثلاث مرات فان أبى فقاتله فان قتلك فإنك في
الجنة وان قتلته فإنه في النار - كذا قال -
(وقد أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو طاهر الفقيه وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ أبى وشعيب قالا ثنا الليث عن ابن الهاد عن قهيد بن مطرف الغفاري
عن أبي هريرة ان رجلا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان عدى على مالي قال فأنشد الله قال فان أبوا
قال فأنشد الله قال فان أبوا قال فأنشد الله قال فان أبوا على قال فقاتل فان قتلت ففي الجنة وان قتل ففي النار - كذا وجدته
والصواب عن ابن الهاد عن عمرو بن أبي عمرو عن قعيد (1) -
* (باب ما يسقط القصاص من العمد) *
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو
قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح ان صفوان بن
يعلى بن أمية حدثه عن يعلى بن أمية قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة العسرة وكانت أوثق أعمالي في
نفسي وكان لي أجير فقاتل انسانا فعض أحدهما صاحبه فانتزع إصبعه فسقطت ثنيته فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأهدر
ثنيته قال عطاء فخشيت ان صفوان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيدع يده في فيك فتقضمها كقضم الفحل -
أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من أوجه عن ابن جريج -
(وأخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس ثنا بحر ثنا ابن وهب قال وسمعت ابن جريج يخبر عن ابن أبي مليكة عن
أبيه ان رجلا قاتل آخر فعضه فانتزع إصبعه وانتزعت سنه فأتيا أبا بكر الصديق رضي الله عنه فأهدره -
(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي
ثنا آدم بن أبي اياس ثنا شعبة ثنا قتادة قال سمعت زرارة بن أوفى يحدث عن عمران بن حصين ان رجلا عض يد رجل
فنزع يده من فيه فوقعت ثنيتاه فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يعض أحدكم أخاه كما يعض الفحل لا دية لك
رواه البخاري في الصحيح عن آدم بن أبي اياس وأخرجه مسلم من حديث غندر عن شعبه (2) -



(1) هامش ر - بلغ سماعهم والعرض في الخامس عشر بعد ست المائة بالدار ولله الحمد -
(2) هامش ر - بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى في الرابع والخمسين فلله الحمد
336
* (باب الرجل يجد مع امرأته الرجل فيقتله) *
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن سهيل
ابن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة ان سعدا قال يا رسول الله أرأيت ان وجدت مع امرأتي رجلا أمهله حتى آتي بأربعة
شهداء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم - أخرجه مسلم في الصحيح من حديث مالك كما مضى -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسين بن يعقوب الحافظ ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبد العزيز
ابن محمد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة ان سعد بن عبادة الأنصاري قال يا رسول الله الرجل يجد مع امرأته رجلا أيقتله
قال رسول الله صلى عليه وسلم لا قال سعد بلى والذي أكرمك بالحق فقال رسول الله صلى عليه وسلم اسمعوا إلى ما يقول
سيدكم - رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر وأبو بكر بن عبد الله قالا أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر
ابن أبي شيبة ثنا عبدة بن سليمان عن سليمان الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال بينما نحن في المسجد ليلة الجمعة
إذ قال رجل لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا فقتله قتلتموه وان تكلم به جلدتموه لأذكرن ذلك لرسول الله صلى الله
عليه وسلم (قال فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم - 1) فأنزل الله عز وجل آيات اللعان ثم جاء الرجل فقذف امرأته فلاعن
رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما وقال عسى ان تجئ به اسود جعدا فجاءت به اسود جعدا - رواه مسلم في الصحيح
عن أبي بكر بن أبي شيبة -
(أخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن
سعيد بن المسيب ان رجلا من أهل الشام يقال له ابن خيبري (2) وجد مع امرأته رجلا فقتله أو فقتلهما فأشكل على معاوية
القضاء فكتب معاوية إلى أبى موسى الأشعري يسأل له علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن ذلك فسأل أبو موسى عن ذلك
علي بن أبي طالب قال على أن هذا لشئ لم يكن بأرضى عزمت عليك لتخبرني فقال أبو موسى كتب إلى معاوية بن أبي
سفيان في ذلك فقال علي رضي الله عنه أنا أبو حسن ان لم يأت بأربعة شهداء فليعط برمته -
(واما الأثر الذي أخبرناه) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا
عفان بن مسلم ثنا حماد بن سلمة ثنا ثابت (3) وحميد ومطر (4) وعباد بن منصور عن عبد الله بن عبيد بن عمير أن رجلا كان
من العرب نزل عليه نفر فذبح لهم شاة وله ابنتان فقال لإحداهما اذهبي فاحتطبي قال فذهبت فلما تباعدت تبعها أحدهم
فراودها عن نفسها فقالت اتق الله وناشدته فأبى عليها فقالت رويدك حتى استصلح لك فذهبت ونام فجاءت بصخرة
ففلقت رأسه فقتلته فجاءت إلى أبيها فأخبرته الخبر فقال اسكتي لا تخبري أحدا فهيأ الطعام فوضعه بين يدي أصحابه فقال لأصحابه
كلوا فقالوا حتى يجئ صاحبنا فقال كلوا فإنه سيأتيكم فلما اكلوا حمد الله وأثنى عليه وقال إنه كان من الامر كيت وكيت
فقالوا يا عدو الله قتلت صاحبنا والله لنقتلنك به فارتفعوا إلى عمر رضي الله عنه فقال ما كان اسم صاحبكم فقالوا غفل قال
هو كاسمه وأبطل دمه - فهذا مرسل -
(وقد أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر الرزاز وإسماعيل بن محمد الصفار قالا ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان
ابن عيينة عن الزهري عن القاسم بن محمد عن عبيد بن عمير أن رجلا أضاف ناسا من هذيل فذهبت جارية لهم تحتطب
فأرادها رجل منهم عن نفسها فرمته بفهر فقتلته فرفع ذلك إلى عمر رضي الله عنه قال ذاك قتيل الله والله لا يودى ابدا -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي هذا عندنا من عمر رضي الله عنه ان البينة
قامت عنده على المقتول أو على أن ولى المقتول أقر عنده بما يوجب له ان يقتل المقتول -



(1) من ر فقط
(2) ر - خيبرت
(3) مد - حماد
(4) هامش ر - مطرف -
337
* (باب التعدي والاطلاع) *
(أخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي أنبأ عبد الله بن محمد بن الحسن ابن الشرقي ثنا عبد الله بن هاشم ثنا سفيان
(ح وأخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد
الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري سمع سهل بن سعد الساعدي يقول اطلع رجل من جحر في حجرة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ومعه مدرى يحك به رأسه فقال لو أعلم انك تنظر لطعنت به في عينك إنما جعل الاستئذان من أجل النظر -
لفظ حديث الزعفراني - وفي رواية ابن هاشم لو علمت أنك تنظرني - رواه البخاري في الصحيح عن علي ورواه
مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن سفيان -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري
عن سهل بن سعد الساعدي ان رجلا اطلع على النبي صلى الله عليه وسلم من ستر الحجرة وفي يد النبي صلى الله عليه وسلم
مدرى فقال له (1) اعلم أن هذا ينظرني حتى أتيته (2) لطعنت بالمدرى في عينه وهل جعل الاستئذان الا من أجل البصر -
أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن معمر بن راشد -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ علي بن عبد العزيز ثنا الحجاج بن المنهال وأبو النعمان قالا ثنا
حماد بن زيد عن عبيد الله بن أبي بكر عن انس بن مالك ان رجلا اطلع في بعض حجر النبي صلى الله عليه وسلم فقام إليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشقص أو بمشاقص فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو الرجل يختله ليطعنه - وقال
الحجاج - فكأني انظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يختله ليطعنه - رواه البخاري في الصحيح عن أبي النعمان -
ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وغيره عن حماد -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرى ابن الحمامي ببغداد أنبأ أبو محمد إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي
ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا أبان بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
عن انس بن مالك ان أعرابيا اتى باب النبي صلى الله عليه وسلم فألقم عينه خصاصة الباب فبصر به النبي صلى الله عليه وسلم
فأخذ عودا محددا فوجأ عين الاعرابي فانقمع فقال لو ثبت لفقأت عينك -
(أخبرنا) علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان بن عيينة
عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن امرءا اطلع عليك بغير اذن فحذفته بحصاة
ففقأت عينه ما كان عليك جناح - رواه البخاري في الصحيح عن علي ورواه مسلم عن ابن أبي عمر كلاهما عن سفيان -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن سهيل عن أبيه
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اطلع في بيت قوم بغير اذنهم فقد حل لهم ان يفقؤا عينه - رواه
مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن جرير -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم ثنا الحجاج ثنا حماد بن سلمة ثنا سهيل
ابن أبي صالح قال كنت مع أبي فإذا صاحب له قد اطلع في دار قوم فرأى امرأة - فذكر الحديث قال ثم قال أخبرنا
أبو هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اطلع في دار قوم بغير اذنهم ففقؤا عينه هدرت عينه -
(وأخبرنا) أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا تمتام ثنا سليمان بن داود ثنا معاذ بن هشام أخبرني أبي عن قتادة عن
النضر بن انس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اطلع على قوم بغير اذنهم فرموه
فأصاب عينيه فلا دية له ولا قصاص -



(1) كذا ولعله - لو -
(2) كذا ولعله - آتيه -
338
(أخبرنا) أبو القاسم عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب ثنا محمد بن إسماعيل السلمي ثنا
أيوب بن سليمان بن بلال حدثني أبو بكر بن أبي أويس حدثني سليمان بن بلال عن عبد الرحمن بن أبي عتيق عن نافع ان
ابن عمر أخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن رجلا اطلع في بيت رجل ففقأ عينه ما كان عليه فيه شئ -
* (باب الرجل يستأذن على دار فلا يستقبل الباب ولا ينظر) *
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان ثنا ابن وهب
ثنا سليمان يعنى ابن بلال عن كثير بن زيد عن وليد بن رباح عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل
البصر فلا اذن -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد بن المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أبو الربيع ثنا جرير عن
الأعمش عن طلحة بن مصرف عن هزيل بن شرحبيل قال اتى سعد بن معاذ النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذن عليه وهو
مستقبل الباب فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده هكذا يا سعد فإنما الاستئذان من النظر -
(وأخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا عبد الرحمن بن بشر ثنا سفيان عن منصور عن هلال بن يساف ان
سعدا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم قبالة الباب فقال له إذا استأذنت فلا تستقبل الباب - كلاهما مرسل -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا آدم ثنا بقية بن الوليد ثنا محمد بن
عبد الرحمن اليحصبي قال سمعت عبد الله بن بسر يقول (ح وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود
ثنا مؤمل بن الفضل الحراني في آخرين قالوا ثنا بقية ثنا محمد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن بسر قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا أتى باب قوم مشى مع الجدار ولم يستقبل الباب ولكن يقوم يمينا وشمالا فيستأذن فان اذن له والا رجع وذلك أن
القوم لم يكن لأبوابهم ستور - هذا لفظ حديث آدم وفي رواية الحراني لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من
ركنه الأيمن أو الأيسر ويقول السلام عليكم وذلك أن الدور لم يكن عليها يومئذ ستور -
* (باب ما جاء في كيفية الاستئذان) *
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن يعقوب هو الشيباني ثنا محمد بن شاذان ثنا قتيبة بن سعيد (ح قال وحدثنا) على
ابن عيسى ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا ابن أبي عمر قالا ثنا سفيان حدثني يزيد بن خصيفة عن بسر بن سعيد عن أبي سعيد
الخدري قال استأذن أبو موسى على عمر رضي الله عنهما فلم يؤذن له فانصرف فقال له عمر مالك لم تأتني قال قد جئت
فاستأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي فرجعت وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استأذن ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع فقال
له عمر رضي الله عنه أقم على ذا بينة والا أوجعتك فقال أبو سعيد فأتانا أبو موسى مذعورا أو فزعا قال جئت أستشهدكم
قال أبي بن كعب رضي الله عنه اجلس لا يقوم معك الا أصغر القوم قال أبو سعيد فكنت أصغرهم فقمت فشهدت له عند
عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من استأذن ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع - رواه البخاري في الصحيح عن علي
ابن عبد الله عن سفيان ورواه مسلم عن قتيبة وابن أبي عمر -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ثنا أبو عاصم ثنا ابن
جريج عن عمرو بن أبي سفيان عن عمرو بن عبد الله بن صفوان عن كلدة بن الحنبل ان صفوان بن أمية بعثه إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بلبن وجداية وضغابيس فدخلت فلم أسلم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارجع فسلم -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا عبد الملك بن عبد الحميد

339
الميموني ثنا روح ثنا ابن جريج أنبأ عمرو بن أبي سفيان ان عمرو بن عبد الله بن صفوان أخبره ان كلدة بن الحنبل أخبره
ان صفوان بن أمية بعثه في الفتح بلباء وجداية وضغابيس والنبي صلى الله عليه وسلم على الوادي قال فدخلت عليه ولم
أسلم ولم استأذن فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارجع فقل السلام عليكم أأدخل، بعدما أسلم صفوان (وقال عمرو) وأخبرني
هذا الخبر أمية بن صفوان ولم يقل سمعته من كلدة -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو الأحوص عن منصور عن
ربعي ثنا رجل من بنى عامر استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت فقال أألج فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه
اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان فقل له قل السلام عليكم أأدخل فسمعه الرجل فقال السلام عليكم أأدخل فأذن له النبي
صلى الله عليه وسلم فدخل - (وحدثنا) أبو داود ثنا هناد بن السرى عن أبي الأحوص عن منصور عن ربعي بن حراش قال
حدثت ان رجلا من بنى عامر استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه (قال أبو داود) وكذلك ثنا مسدد ثنا أبو عوانة
عن منصور ولم يقل عن رجل من بنى عامر (قال وحدثنا) عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن منصور عن ربعي بن
حراش عن رجل من بنى عامر أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم - بمعناه قال فسمعته يقول السلام عليكم أأدخل
(وروينا) عن ابن عباس عن عمر رضي الله عنهما انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مشربة له فقال السلام عليك
يا رسول الله السلام عليك أيدخل عمر -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة (ح وأخبرنا)
أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ الفضل بن الحباب ثنا أبو الوليد ثنا شعبة عن محمد بن المنكدر قال سمعت جابرا
قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في دين على أبى فدققت الباب فقال من ذا فقلت انا فقال انا انا مرتين كأنه كرهه -
لفظ حديث أبي عمرو - رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد وأخرجه مسلم من أوجه عن شعبة -
* (باب الرجل يدعى أيكون ذلك اذنا له) *
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا هشام بن علي وتمتام قالا ثنا علي بن عثمان ثنا حماد ثنا
أيوب (ح وحدثنا) عبد الله بن يوسف أنبأ أبو علي حامد بن محمد الهروي ثنا يوسف بن يعقوب ثنا سليمان بن حرب
ثنا حماد بن سلمة عن أيوب وحبيب بن الشهيد عن محمد بي سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
رسول الرجل إلى الرجل اذنه (وأخبرنا) أبو الخير المحمد آباذي أنبأ أبو طاهر المحمد آباذي ثنا عثمان الدارمي ثنا موسى بن
إسماعيل ثنا حماد عن حبيب وهشام عن محمد - فذكره -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ
عبد الوهاب (1) بن عطاء أنبأ سعيد عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا دعى
أحدكم فجاء مع الرسول فذلك له اذن (قال الشيخ) رحمه الله وهذا عندي والله أعلم فيه إذا لم يكن في الدار حرمة فإن كان
فيها حرمة فلا بد من الاستئذان بعد نزول آية الحجاب -
(أخبرنا) أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي أنبأ أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي أنبأ علي بن عبد العزيز
ثنا أبو نعيم ثنا عمر بن ذر ثنا مجاهد أن أبا هريرة كان يقول - فذكر حديث أهل الصفة قال فيه - قال النبي صلى الله عليه وسلم
الحق ومضى واتبعته فدخل واستأذنت فأذن لي فدخلت فوجدت لبنا في قدح فقال من أين هذا اللبن قالوا أهداه لك فلان
أو فلانة قال أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال الحق أهل الصفة فادعهم لي - وذكر الحديث إلى أن قال فأتيتهم فدعوتهم
فأقبلوا حتى استأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت - رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم -



(1) ر - عبد الرزاق - كذا -
340
* (باب الرجل يدخل دار غيره غير اذنه) *
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد الباشاني المزكى قدم علينا بيهق؟ حاجا أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه ثنا الحسين بن
إدريس الأنصاري ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن كثير ثنا يونس بن عبيد (ح وأخبرنا) أبو سعد الماليني ثنا أبو أحمد بن عدي
الحافظ أنبأ المنجنيقي إسحاق بن إبراهيم بن يونس ثنا يحيى بن خلف ثنا محمد بن كثير السلمي عن يونس بن عبيد عن
محمد بن سيرين عن عبادة بن الصامت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول الدار حرم فمن دخل عليك حرمك فاقتله
(قال أبو أحمد) محمد بن كثير السلمي البصري عن يونس بن عبيد منكر الحديث سمعت ابن حماد يذكره عن البخاري (قال
الشيخ) وقد روى باسناد آخر ضعيف عن يونس بن عبيد وهو إن صح فإنما أراد والله أعلم انه يأمره بالخروج فإن لم
يخرج فله ضربه وان اتى الضرب على نفسه -
* (باب الضمان على البهائم) *
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك بن انس
عن ابن شهاب عن حرام بن سعد بن محيصة ان ناقة للبراء بن عازب دخلت حائطا لقوم فأفسدت فيه فقضى رسول الله
صلى الله عليه وسلم على أهل الأموال حفظها بالنهار وما أفسدت المواشي بالليل فهو ضامن على أهلها -
(أخبرنا) أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عوف ثنا أبو المغيرة ثنا
الأوزاعي عن الزهري عن حرام بن محيصة الأنصاري انه اخبره ان البراء بن عازب كانت له ناقة ضارية فدخلت حائطا
فأفسدت فيه فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى ان حفظ الحوائط بالنهار على أهلها وان حفظ الماشية بالليل على أهلها
وان على أهل الماشية ما أفسدت ماشيتهم بالليل -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ أيوب بن سويد ثنا
الأوزاعي عن الزهري عن حرام بن محيصة عن البراء بن عازب ان ناقة للبراء بن عازب دخلت حائط رجل من الأنصار
فأفسدت فيه فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل الحوائط حفظها بالنهار وعلى أهل الماشية ما أفسدت ماشيتهم بالليل -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمود بن خالد ثنا الفريابي عن الأوزاعي عن الزهري
عن حرام بن محيصة الأنصاري عن البراء بن عازب قال كانت له ناقة ضارية - فذكر نحو حديث أبي المغيرة الا أنه قال عن
البراء بن عازب ولم يقله أبو المغيرة -
(وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ أنبأ أبو بكر النيسابوري ثنا الرمادي وغيره قالوا ثنا محمد بن
مصعب ثنا الأوزاعي (عن الزهري - 1) عن حرام بن محيصة عن البراء بن عازب انه كانت له ناقة ضارية فأفسدت -
فذكره فقد تابعه أيوب بن سويد عن الأوزاعي في قوله عن البراء بن عازب -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو وأبو صادق بن أبي الفوارس قالوا ثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا معاوية يعنى ابن هشام عن سفيان عن عبد الله بن عيسى عن
الزهري عن حرام بن محيصة عن البراء ان ناقة لآل البراء أفسدت شيئا فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان حفظ الثمار



(1) من ر - فقط -
341
على أهلها بالنهار وضمن أهل الماشية ما أفسدت ماشيتهم بالليل -
(وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو بكر النيسابوري ثنا حاجب بن سليمان ثنا مؤمل
ثنا سفيان - باسناده نحوه وقال عن حرام عن البراء أن ناقة لهم -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر
عن الزهري عن حرام بن محيصة عن أبيه ان ناقة للبراء بن عازب دخلت حائط رجل فأفسدت فقضى رسول الله صلى الله
عليه وسلم على أهل الأموال حفظها بالنهار وعلى أهل المواشي حفظها بالليل - وكذلك رواه جماعة عن عبد الرزاق -
وخالفه وهيب وأبو مسعود الزجاج عن معمر فلم يقولا عن أبيه -
(أخبرنا) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا
سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب وحرام بن سعد بن محيصة ان ناقة للبراء بن عازب دخلت حائطا لقوم من
الأنصار فأفسدت فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى ان حفظ الحوائط على أهلها بالنهار وعلى أهل المواشي
ما أفسدت المواشي بالليل - (وروينا) عن الشعبي عن شريح انه كان (يضمن ما أفسدت الغنم بالليل و - 1) لا يضمن
ما أفسدت بالنهار ويتأول هذه الآية (وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم) وكان يقول النفش بالليل -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو علي الرفاء ثنا محمد بن يونس ثنا أزهر ثنا ابن عوف (2) عن الشعبي عن شريح (إذ نفشت
فيه غنم القوم) قال كان النفش بالليل -
(وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي
خالد عن الشعبي قال اتى شريح بشاة اكلت عجينا فقال نهارا أو ليلا قالوا نهارا فأبطله وقرأ (إذ نفشت فيه غنم القوم)
وقال إنما النفش بالليل - وفي رواية قتادة عن الشعبي ان شريحا رفعت إليه شاة أصابت غزلا فقال الشعبي أبصروه فإنه
سيسألهم أبليل كان أم بنهار فسألهم فقال إن كان بليل فقد ضمنتم وإن كان بنهار فلا ضمان عليكم قال وقال النفش بالليل
والهمل بالنهار (وروى) مرة عن مسروق (إذ نفشت فيه غنم القوم) قال كان كرما فدخلت فيه ليلا فما تركت فيه خضرا -
* (باب جرح العجماء جبار إذا أرسلت بالنهار أو كانت منفلتة) *
استدلالا بما مضى من حديث ابن عازب
(وبما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن القاضي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب



(1) من ر - فقط
(2) كذا ولعله - ابن عون -
342
أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك (ح وأخبرنا) أبو عبد الله أخبرني أبو الوليد ثنا إبراهيم بن محمد المروزي ثنا محمد
ابن رافع ثنا إسحاق بن عيسى ثنا مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جرح العجماء جبار والبئر جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس - رواه مسلم في الصحيح
عن محمد بن رافع - ورواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان ثنا سفيان عن الزهري عن سعيد وأبى سلمة -
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال العجماء جرحها جبار (والمعدن جبار - 1) والبئر جبار وفي الركاز الخمس -
رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وغيره عن ابن عيينة -
* (باب الدابة تنفح برجلها) *
(قال الشافعي) رحمه الله يضمن قائدها وسائقها وراكبها ما أصابت بيد أو فم أو رجل أو ذنب واحتج في ذلك بحديث
البراء بن عازب -
(واما الحديث الذي أخبرنا) أبو القاسم عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن أنبأ محمد بن المؤمل ثنا الفضل بن محمد ثنا
النفيلي ثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال الرجل جبار (فقد قال الشافعي) رضي الله عنه واما ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الرجل جبار فهو
غلط والله أعلم لان الحافظ لم يحفظوا هكذا (قال الشيخ) هذه الزيادة ينفرد بها سفيان بن حسين عن الزهري وقد رواه
مالك بن انس والليث بن سعد وابن جريج ومعمر وعقيل وسفيان بن عيينة وغيرهم عن الزهري لم يذكر أحد منهم
فيه الرجل -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا قال أبو الحسن الدارقطني الحافظ لم يتابع سفيان بن حسين
على قوله الرجل جبار أحد وهو وهم لان الثقات خالفوه ولم يذكروا ذلك -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني وأبو عبد الرحمن السلمي قالوا ثنا أبو الحسن
أحمد بن محمد بن عبدوس قال سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول سألت يحيى بن معين عن سفيان بن حسين فقال ثقة وهو
ضعيف الحديث عن الزهري -
(واما الحديث الذي أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن إسماعيل
الفارسي ثنا جعفر القلانسي ثنا آدم ثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدابة
جرحها جبار والرجل جبار والبئر جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس، فقد قال أبو الحسن الدارقطني كذا قال وهو وهم
ولم يتابعه عليه أحد عن شعبة (قال الشيخ) رحمه الله وقد روى هذا الحديث عن شعبة محمد بن جعفر غندر وهو الحكم في
حديث شعبة ومعاذ بن معاذ العنبري ومسلم بن إبراهيم وأبو عمر الحوضى وغيرهم دون هذه الزيادة، وكذلك رواه الربيع



(1) من ر - فقط
343
ابن مسلم عن محمد بن زياد دون هذه الزيادة -
(واما الحديث الذي أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس السياري ثنا محمد بن موسى الباشاني ثنا علي بن الحسن بن
شقيق ثنا أبو حمزة عن الأعمش عن عبد الرحمن بن ثروان (ح وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه الأصبهاني أنبأ علي بن
عمر الحافظ ثنا عبد الملك بن أحمد الزيات ثنا حفص بن عمر وثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن أبي قيس عن هزيل بن شرحبيل
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المعدن جبار والبئر جبار والسائمة جبار والرجل جبار وفي الركاز الخمس - لفظ
حديث الثوري وفي رواية الأعمش العجماء جبار والبئر جبار والمعدن جبار والرجل جبار وفي الركاز الخمس - فهذا مرسل
لا تقوم به حجة (ورواه) قيس بن الربيع موصولا بذكر عن عبد الله بن مسعود فيه قال وقيس لا يحتج به -
(وحدثنا) أبو حازم الحافظ ثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن زكريا ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي ثنا أبو نصر التمار ثنا
أبو جزى نصر بن طريف عن السرى بن إسماعيل عن الشعبي عن نعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
أوقف دابة في سبيل من سبل المسلمين أو في أسواقهم فأوطئت بيد أو رجل فهو ضامن - أبو جزى والسري بن إسماعيل
ضعيفان -
* (باب علة الحديث الذي روى فيه النار جبار) *
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن
همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال العجماء جرحها جبار والمعدن جبار والنار جبار
وفي الركاز الخمس -
(وأخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو بكر النيسابوري ثنا أحمد بن
منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق بهذا الحديث مختصرا في النار قال الرمادي قال عبد الرزاق قال معمر لا أراه الا وهما -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق قال سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل
يقول في حديث أبي هريرة حديث عبد الرزاق يحدث به النار جبار ليس بشئ لم يكن في الكتب باطل ليس بصحيح -

344
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن مخلد ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن
هانئ قال سمعت أحمد بن حنبل يقول أهل اليمن يكتبون النار النير ويكتبون البير يعنى مثل ذلك يعنى فهو تصحيف -
* (باب اخذ الولي بالولي) *
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي أنبأ أبو الوليد ثنا عبيد الله بن اياد بن لقيط
حدثني اياد بن لقيط عن أبي رمثة قال انطلقت مع أبي نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم عليه أبى وجلسنا ساعة
فتحدثنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ابنك هذا قال أي ورب الكعبة قال حقا قال اشهد به قال فتبسم
رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا من ثبت شبهي بأبي ومن حلف أبى على ذلك قال ثم قال اما ان ابنك هذا لا يجنى عليك
ولا تجنى عليه قال وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (الا تزر وازرة وزر أخرى) إلى قوله (هذا نذير من النذر الأولى)
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا قبيصة ثنا سفيان عن أشعث بن أبي
الشعثاء عن الأسود بن هلال عن ثعلبة بن زهدم الحنظلي قال قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم نفر من بنى تميم فانتهينا
إليه وهو يقول يد المعطى العليا ابدأ بمن تعول أمك واباك وأختك واخاك ثم أدناك أدناك فقال رجل من الأنصار
يا رسول الله هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع الذين أصابوا فلانا في الجاهلية فهتف النبي صلى الله عليه وسلم الا انها لا تجنى نفس
على أخرى -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان (أنبأ الشافعي) أنبأ سفيان عن عمر وبن
دينار عن عمرو بن أوس قال كان الرجل يؤخذ بذنب غيره حتى جاء إبراهيم عليه السلام فقال الله تعالى (وإبراهيم الذي
وفي الا تزر وازرة وزر أخرى) قال الشافعي والذي سمعت والله أعلم في قول الله عز وجل (الا تزر وازرة وزر أخرى)
ان لا يؤخذ أحد بذنب غيره لان الله عز وجل جزى العباد على اعمال أنفسهم وكذلك أموالهم لا يجنى أحد على أحد في
مال الا حيث خص رسول الله صلى الله عليه وسلم بان جناية الخطأ من الحر من الآدميين على عاقلته -
خاتمة المجلد الثامن
وقع الفراغ من المجلد الثامن من السنن الكبرى للامام البيهقي رحمه الله تعالى مع ما يقابله
من الجوهر النقي في يوم الخميس الثاني عشر من شهر ذي القعدة الحرام
سنة أربع وخمسين وثلاثمائة والف من هجرة النبي الكريم
عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة
وأكمل التسليم والحمد لله
رب العالمين

345
* (ذكر النسخ الخطية لهذا المجلد) *
الأولى - النسخة المدراسية لصاحب العلم والفضل مولانا المفتى محمد سعيد المدراسي طاب ثراه وهي جيدة من حيث الصحة
والكتابة وأشرنا إليها بعلامة مد -
الثانية - النسخة الزينيه وهي نسخة حديثة بقلم السيد زين العابدين البهاري رحمه الله -
الثالثة - النسخة المصرية للخزانة الخديوية، أفضلت علينا الحكومة المصرية الجليلة شكر الله عملها وبلغها املها بارسال
فوتوغرافات مأخوذة عن النسخة المذكورة ورمزنا لها بعلامة - مص - والمجلد الثامن منها ينتهى بآخر (باب الأوعية)
راجع ما أثبتناه بهامش صفحة 310 من هذا المجلد واننا لعاجزون عن التعبير عما تكنه أفئدتنا من الشكر والثناء على الحكومة
المصرية على هذه المعونة العلمية العظيمة -
الرابعة - النسخة الرامفورية ووقع في آخر هذا المجلد منها ما لفظه -
ثم الكتاب بحمد الله ومنه نهار السبت ثامن يوم في شهر ربيع الآخر سنة أربعة وستين ومائة والف سنة من الهجرة
النبوية على صاحبها أفضل الصلوات والتسليم وذلك بعناية سيدي ومولاي الوالد العلامة عز الاسلام محمد بن إسماعيل الأمير
حفظه الله وحماه وبلغه من خير الدارين ما يهواه بحق محمد وآله -
آخر الجزء الثاني والستين بعد المائة من الأصل، آخر المجلد الثامن من هذه النسخة ويتلوه في التاسع كتاب السير إن شاء الله
تعالى، والحمد لله رب العالمين حق حمده والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه -
* (صورة السماعات) *
المثبتة في آخر المجلد الثامن من نسخة ر - نقلا عن نسخة الحافظ ابن الصلاح رحمه الله تعالى
بلغت وبلغ سماعهم والعرض على الاتقان بالأصلين في المجلس السابع عشر بعد ست المائة بدار الحديث الأشرفية ولله سبحانه
الحمد الأتم في الخامس عشر أو السادس عشر من جمادى الأولى سنة أربع وثلاثين وستمائة -
بلغ السيد الشريف عز الدين أيده الله تعالى سماعا بقراءته من أول كتاب السنن الكبير إلى ههنا ووافق فراغه من ذلك
الخامس والعشرين من جمادى الآخرة سنة أربع وسبعين وستمائة في الميعاد الخامس والخمسين من هذا المجلد فلله الحمد -
بلغ سماع الجماعة حرسهم الله تعالى بجامع مصر حماهما الله تعالى في الثاني والعشرين ولله الحمد -
قال في الام المنقول منها سمع جميع هذا الكتاب وهو المجلد الثامن من السنن الكبير للبيهقي على الشيخ الامام العالم العامل
البارع الفاضل الضابط المتقن الحافظ المفنن صدر الحفاظ مفتى الشام بقية السلف الصالح تقى الدين أبى عمرو عثمان بن
عبد الرحمن بن عثمان الشهرزوري البصري (1) الشافعي أيده الله بطاعته واثابه الجنة برحمته بسماعه متع للاسلام بطول بقائه من
الشيخ الزكي أبى بكر أبى القاسم أبى الفتح منصور بن أبي المعالي عبد المنعم بن أبي البركات عبد الله ابن الإمام أبى عبد الله
محمد بن الفضل الصاعدي الفراوي بنيسابور خيرها الله - قال أخبرنا الشيخ أبو المعالي محمد بن إسماعيل بن محمد الفارسي قال أخبرنا
الامام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي الخسروجردي رحمه الله بقرأة الشيخ الفقيه مجد الدين أبى عبد الله محمد بن
محمد بن عمر بن الصفار الإسفرائني، علم الدين (2) أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد العطار الإشبيلي وشهاب الدين عبد الرحمن بن
إسماعيل بن إبراهيم الشافعي وشرف الدين أحمد بن محمد بن عبد الله الموصلي وموفق الدين أبو الفتح نصر بن عز الدولة بن عيسى
الحنفي وفخر الدين عمر بن يحيى بن عمر الكرخي وعماد الدين داود بن سليمان بن علي الحموي وكمال الدين اسحق حمد؟ بن عثمان
المقدسي وزين الدين يحيى بن خليل بن عمر الصمصاطي (3) وركن الدين محمد بن محمد الطوسي ويوسف بن عبد الله بن رجاء



(1) كذا
(2) علم الدين هو فاعل سمع
(3) كذا
346
والشيخ أبو الحسن علي بن حسن بن علي الحنبلي والشيخ محمد بن عبد الله بن اليمنى وشمس الدين أبو بكر بن عثمان بن عبيد
الحافظ الأنصاري البخاري ما خلا علم الدين علي بن أحمد بن العطار الإشبيلي المبدو باسمه فإنه حضر مجلس السماع ونسخ في
بعضه وآخرون من هؤلاء بفوات وموفق الدين نصر بن عز الدولة الحنفي فإنه الحادي والسبعون بعد خمس المائة ونسخ
ونام، منهم زين الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن هارون بن محمد التغلبي ما خلا المجلس الحادي والأربعين (1) بعد خمس المائة ومن
المجلس الموفى تسعين بعد خمس المائة إلى الخامس والتسعين ومن المجلس الموفى ثمانين بعد خمس المائة إلى الحادي والتسعين
بعد خمس المائة وجمال الدين عبد المعطى بن عبد الكريم بن أبي المكارم المصري ما خلا المجلس الثامن والثمانين والسابع
والثمانين بعد خمس المائة والضياء محمد بن عبد الملك بن محمد الأصلي ما خلا المجلس الثاني والثلاثين والثاني والسبعين
والسادس والثمانين بعد خمس المائة والمجلس الثالث بعد ست المائة والسابع بعد ست المائة ومحمد بن عمر بن أبي بكر الميورقي
ما خلا المجلس الثالث والثلاثين والخامس والثلاثين والثامن والتاسع والثلاثين بعد الخمسمائة وعمر بن علي بن
عبد الرحمن الصقلي
ما خلا المجلس الثامن والعشرين والثالث والثلاثين بعد الخمسمائة والسابع بعد ست المائة وجمال الدين
أبو الحسن علي بن أبي القاسم بن محمد اليعقوبي ما خلا المجلس السابع والثلاثين بعد الخمسمائة والرابع والتسعين بعد خمس المائة
وعز الدين أحمد بن هاشم بن أبي الفضل التفليسي ما خلا المجلس الرابع والثلاثين والحادي والثمانين والثامن والثمانين
بعد خمس المائة وتام الدين محمد بن عربشاه بن أبي بكر الهمذاني ما خلا المجلس السابع والأربعين والخامس والأربعين
بعد الخمسمائة ونجم الدين أبو بكر بن أبي بكر بن أبي القاسم البعلبكي ما خلا المجلس الحادي والثلاثين والثاني والثالث
والرابع والخامس والسادس والسابع والثلاثين بعد الخمسمائة والتاسع والتسعين بعد الخمسمائة وفخر الدين عبد الرحمن
ابن يوسف بن محمد البعلبكي ما خلا المجلس السابع والعشرين إلى الثامن والأربعين بعد الخمسمائة، ومجد الدين أبو بكر بن
علي بن أبي بكر بن سرور المقدسي ما خلا المجلس الخامس والسادس والسابع والثامن والأربعين بعد الخمسمائة والموفى
سبعين والسابع والسبعين بعد الخمسمائة والثامن والثمانين بعد الخمسمائة والحادي والتسعين والسادس والتسعين بعد
الخمسمائة وعبد القادر بن عبد الحميد بن محمد المقدسي ما خلا المجلس السادس والثامن والثلاثين بعد الخمسمائة ومن
الخامس والأربعين إلى التاسع والأربعين بعد الخمسمائة والثالث والثامن السبعين بعد خمس المائة والتاسع والثمانين
بعد خمس المائة والثالث والتسعين والموفى ست المائة وزين الدين عبد الدائم بن عمر بن نعمة المقدسي ما خلا المجلس
الحادي والأربعين بعد خمس المائة والخامس والثمانين والثامن والثمانين بعد الخمسمائة وشرف الدين أحمد بن زيد بن أحمد
المقدسي ما خلا المجلس الثامن والعشرين والثالث والرابع والثلاثين والحادي والأربعين بعد خمس المائة والرابع
والثمانين بعد خمس المائة وجمال الدين محمد بن عبد الرحمن بن سلامة العسقلاني ما خلا المجلس السابع والثلاثين بعد الخمس
مائة والثالث والتسعين بعد الخمسمائة وبرهان الدين إبراهيم بن سباع بن ضياء الفزاري ما خلا المجلس الحادي والتعسين بعد
الخمسمائة وأحمد بن سعيد بن أبي الغنائم البغدادي والده الشريف الحسيني ما خلا المجلس الحادي والثمانين بعد الخمسمائة
وعفيف الدين أحمد بن علي بن عمر الهمذاني ما خلا المجلس الخامس بعد ست المائة وسعيد بن حسن بن إبراهيم الزرزاري
ما خلا المجلس الثاني والتسعين بعد الخمسمائة وعفيف الدين يعقوب بن محمد بن خليل البردي ما خلا المجلس الثامن والتسعين
بعد خمس المائة وإبراهيم بن أبي الحسن المخرمي ما خلا المجلس الرابع والثلاثين والسابع والثلاثين والخامس والأربعين
والتاسع والسبعين بعد الخمسمائة وشعيب بن محمد بن موسى السلمي الجيلي ما خلا المجلس السابع والثامن والأربعين والحادي
والتسعين والحادي والسبعين بعد خمس المائة - وحضر مجلس السماع طائفة كانوا ينسخون حالة السماع منهم، من نسخ في
جميع مجالس السماع ومنهم من نسخ في بعضها فمنهم صفى الدين يوسف بن موسى بن عبد الله العماري وناصر الدين محمد بن



(1) في الأصل والأربعون وهو خطأ ومثله في مواضع آخرى من هذا السماع - ح -
347
داود بن ياقوت الصارفي والشيخ أبو العباس أحمد بن غانم بن عامر التونسي وشرف الدين أبو محمد شروة بن عمر بن
حسين القزويني المدعو شرف وشروة أيضا ومحب الدين علي بن حديد بن عبيد السستي (1) المصري والشيخ أبو محمد عبد الله
بن محمد بن أحمد اللخمي المعروف بابن الحجام وأبو بكر بن علي بن المنير المصراريابي؟ وبرهان الدين إبراهيم بن هلال بن نجيم
السويدي وجمال الدين يوسف بن اقبال بن سلطان السلمي وآخرون من هؤلاء بفوات منهم صفى الدين خليل بن أبي بكر
ابن محمد المراغي ما خلا المجلس الثاني والرابع والثلاثين والثاني والثالث والسبعين والثاني والثمانين بعد الخمسمائة
وشمس الدين محمد بن أحمد بن أحمد بن عمارة السرجي ما خلا المجلس التاسع والعشرين بعد الخمسمائة والشيخ أبو محمد عبد الله
ابن مالك بن مرحب اللبلي ما خلا المجلس الثاني والتسعين بعد الخمسمائة ونور الدين علي بن أحمد بن علي الأوسي ما خلا
المجلس الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والستين بعد الخمسمائة وشرف الدين أحمد بن رضوان بن إسماعيل الموصلي
ثم المقدسي ما خلا المجلس الثالث والسادس والتاسع والثلاثين بعد الخمسمائة والثالث والأربعين بعد الخمسمائة والثالث
والثمانين بعد الخمسمائة والخامس والخمسين بعد خمسمائة أيضا وصدر الدين عبد الملك بن عبد الوهاب بن الحسن بن عساكر
ما خلا المجلس السابع والعشر بن بعد الخمسمائة إلى المجلس الثالث والأربعين بعد الخمسمائة والحادي والثمانين بعد الخمسمائة
والمجلس الأول بعد ست المائة وتام الدين أبو نصر محمد بن عربشاه بن أبي بكر الهمذاني ما خلا المجلس السابع والثامن
والأربعين بعد خمس المائة وعز الدين علي بن محمد بن محمد الأصفهاني ما خلا المجلس الرابع والثلاثين وجمال الدين محمد بن
عبد الرحمن بن سلامة العسقلاني ما خلا المجلس السابع والثلاثين بعد الخمسمائة والسابع والخمسين بعد الخمسمائة والرابع
والتسعين بعد خمس المائة وصدر الدين عبد الرحيم بن نصر البعلبكي ما خلا المجلس الثاني والثلاثين بعد الخمس مائة والرابع
والثمانين بعد الخمسمائة ونجم الدين داود بن عبد الرحمن بن عثمان بن أحمد المراغي ما خلا المجلس الموفى أربعين بعد الخمسمائة
ونجم الدين إبراهيم بن يوسف بن عمر المعروف والده بابن خطيب بيت الآبار ما خلا المجلس السابع والثامن والعشرين
والثالث والخامس والسابع والثلاثين بعد الخمسمائة والخامس والخمسين بعد الخمسمائة والحادي والثاني والسبعين بعد
الخمسمائة والثاني والثالث والستين بعد الخمسمائة وشرف الدين محمد بن علي بن أبي بكر الحنفي ما خلا المجلس السابع والعشرين
والحادي والثلاثين والثالث والرابع والثلاثين بعد الخمسمائة والخامس والسبعين بعد خمس المائة والموفى ثمانين بعد
الخمسمائة والشيخ أبو الثناء محمود بن ناصر بن عبيد الله العجمي ما خلا من المجلس السابع والعشرين إلى الموفى ثلاثين بعد
خمس المائة، وسمع هذا المجلد طائفة كانوا يتحدثون في بعض المجالس حالة السماع منهم علي بن موسى بن يوسف الأرموي
وعفيف الدين عبد الله بن رجاء ابن فارس الحورانس الدمشقي وولده يوسف ومحمد بن عبد الله بن محمد اللخمي المعروف
والده بابن الحجام، وأبو بكر بن الشيخ أحمد بن غانم التونسي ومجد الدين عبد المنعم بن المظفر بن الحسن المصري وآخرون
من هؤلاء بفوات منهم تاج الدين أبو بكر بن علي بن خليل الكردي ما خلا المجلس الموفى أربعين والسابع والسبعين بعد
الخمسمائة وجمال الدين أبو الحسن بن أبي الحسن بن أبي القاسم بن محمد اليعقوبي ما خلا المجلس السابع والثلاثين بعد الخمسمائة
ومن التاسع والأربعين إلى الحادي والخمسين بعد الخمسمائة والموفى ستين بعد خمس المائة والرابع والتسعين بعد خمس
المائة وجمال الدين أحمد بن عمر بن رشيد الصواف التكريتي ما خلا المجلس الثالث والثلاثين والسابع والأربعين والثامن
والأربعين بعد خمس المائة والسادس والسبعين بعد خمس المائة وعز الدين عمر بن سعد بن غالب الأربلي ما خلا المجلس الحادي
والسبعين بعد خمس المائة والسادس والتسعين بعد خمس المائة وفخر الدين عبد الله بن يوسف بن محمد البعلبكي ما خلا المجلس
الأول من المجلد إلى آخر السابع والثلاثين بعد خمس المائة والسابع والثامن والأربعين بعد خمس المائة والتاسع والخمسين
بعد خمس المائة وصغى؟ الدين إسحاق بن إبراهيم بن يحيى الفراوي ما خلا المجلس الثالث والرابع والثلاثين بعد خمس المائة
والحادي والثاني والثمانين بعد الخمس مائة والرابع والخامس والسادس والتسعين بعد خمس المائة والموفى ست المائة



(1) كذا -
348
وشمس الدين محمد بن الياس بن أبي الفتح الآمدي ما خلا المجلس الحادي والثلاثين والسابع والأربعين بعد الخمسمائة والمجلس
الأخير من هذا المجلد -
(وسمع هذا) المجلد طائفة كان النوم يعتريهم حالة السماع أحيانا منهم رشيد الدين حسن بن محمد بن حسين الفارسي والشيخ
يوسف بن أحمد بن ربيعة السافري وسعيد بن أبي الغنائم البغدادي وآخرون من هؤلاء بفوات منهم الشيخ محمد بن
عبد الله بن باديس البوني ما خلا المجلس التاسع والعشرين والحادي والثاني والثلاثين والموفى أربعين و عبد العزيز
ابن أبي نصر بن سليمان الموصلي ما خلا المجلس الخامس والثلاثين وأحمد بن تمام بن الصفار الأعرج ما خلا المجلس الموفى
ثلاثين بعد خمس المائة وتقى الدين عبد الكريم بن عبد الملك بن أحمد السمرقندي ما خلا المجلس الثالث والثلاثين بعد
الخمسمائة والحادي والثمانين بعد خمس المائة والخامس والتسعين بعد الخمسمائة وسراج الدين عمر بن أبي بكر بن محمد
الترحرنى؟ (؟) ما خلا المجلس الثاني والثلاثين والخامس والأربعين بعد الخمسمائة والسادس والسابع والخمسين بعد الخمسمائة
والثالث والسادس والسبعين بعد الخمسمائة والسابع والسبعين بعد خمس المائة و عبد العزيز بن أبي بكر بن عبد الله الخروبي
ما خلا المجلس السابع والعشرين والحادي والثالث والثلاثين والسابع والخامس والخمسين بعد الخمسمائة والسابع
والثمانين والثاني والتسعين بعد خمس المائة ورضى الدين يوسف بن يحيى بن علي السلمي ما خلا المجلس السابع والعشرين
والرابع والثلاثين والثامن والأربعين بعد الخمسمائة والمجلس الموفى تسعين بعد الخمسمائة وخليفة بن مسعود بن محمد
المربالي (1) ما خلا المجلس الرابع والأربعين بعد الخمسمائة وجمال الدين محمد بن إبراهيم بن محمد الأربلي ما خلا المجلس الثامن
والثلاثين بعد الخمسمائة والشيخ يوسف بن حسين بن عبد المعطى الصقلي ما خلا المجلس والثلاثين والثالث والسادس
والثلاثين والسابع والتاسع والثلاثين والثالث والسادس والأربعين بعد خمس المائة والمجلس الثالث بعد ست المائة
والشيخ أبو الحسين علي بن عبد الملك البغدادي ما خلا المجلس الرابع والثلاثين بعد خمس المائة -
(وصح ذلك) وثبت وحضر مجلس السماع طائفة كانوا ينسخون في بعض مجالس السماع - وينامون ويتحدثون ولهم
فوات أيضا - منهم جمال الدين علي بن محمد بن مبارك القرقيسي فاته المجلس الموفى أربعين والثامن والأربعون بعد الخمس
مائة والثالث والسبعون والثامن والسبعون بعد الخمسمائة والتاسع والثمانون بعد خمس المائة والثاني والتسعون والسادس
والتسعون بعد الخمسمائة والمجلس الثالث بعد ست المائة ونور الدولة علي بن عبد الواحد بن أبي الحسن بن الصيقل فاته
المجلس الثالث والرابع والخامس والثامن والتاسع والتسعون بعد الخمسمائة وفاته المجلس الموفى ست المائة والسابع عشر بعد
ست المائة وشرف الدين محمد بن دعلى (1) بن أبي بكر الحنفي فاته المجلس السابع والعشرون والحادي والثلاثون والثالث
والرابع والثلاثون بعد الخمسمائة والرابع والسبعون بعد الخمسمائة والتاسع والسبعون بعد الخمسمائة ونجم الدين إبراهيم بن
يوسف بن عمر ابن خطيب بيت الآبار فاته المجلس السابع والعشرون والثامن والعشرون بعد خمس المائة والثاني والثالث
والثلاثون بعد خمس المائة والخامس والثلاثون بعد الخمسمائة - والسابع والثلاثون بعد الخمسمائة والثالث والخمسون بعد
الخمسمائة والحادي والثاني والسبعون بعد الخمسمائة والثاني والثالث والثمانون بعد خمس المائة وتقى الدين أبو عبد الله محمد بن
طرخان بن أبي الحسن الحنبلي فاته المجلس الخامس والثلاثون بعد الخمسمائة والخامس والسابع والأربعون بعد الخمسمائة
والثالث والخامس والخمسون بعد خمس المائة والسادس والتسعون بعد خمس المائة وضياء الدين عيسى بن عمر بن عيسى
الكردي الكوددي (1) الشافعي فاته المجلس التاسع والعشرون بعد الخمسمائة والثامن والأربعون بعد خمس المائة والرابع
والخمسون بعد خمس المائة والسادس والسابع والستون بعد خمس المائة والحادي والسبعون بعد الخمسمائة والحادي والتسعون
بعد الخمسمائة وشرف الدين علي بن يوسف بن أبي الفضل الشريف الحسيني الحنفي فاته المجلس الحادي والثلاثون والثالث
والرابع والخامس والثلاثون بعد خمس المائة والرابع والخمسون والسابع والثامن والخمسون بعد الخمسمائة والمجلس



(1) كذا -
349
الموفى سبعين والسادس والسابع والسبعون بعد خمس المائة والسادس والثمانون بعد خمسمائة والمجلس الحادي بعد ست المائة
والفقير عبد الله بن يوسف بن أبي الفوارس المعدني الحنبلي فاته المجلس السابع والستون بعد خمس المائة والمجلس الموفى
سبعين بعد خمس المائة والمجلس الموفى ثمانين بعد الخمسمائة والثامن والثمانون أيضا -
سمع هذا المجلد ثلاثة كان النوم يعتريهم أحيانا حالة السماع وكانوا يتحدثون أحيانا ولهم فوات - وهم صفى الدين
أبو بكر بن تمام بن أبي الحسن بن محبور البعلبكي الشافعي فاته المجلس السابع والعشرون بعد الخمسمائة وهو المجلس الأول
من هذا المجلد والثامن والتاسع والموفى ثلاثين بعد خمس المائة والحادي والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس
والسابع والثلاثون بعد الخمسمائة، وصلاح الدين صالح ابن الشيخ الزاهد الورع إبراهيم بن أحمد العادلي وفاته
المجلس التاسع والعشرون بعد خمس المائة والمجلس الموفى ثلاثين والحادي والثاني والثلاثون بعد خمس المائة والرابع
والثلاثون بعد خمس المائة والرابع والأربعون بعد الخمسمائة والثامن والأربعون بعد الخمسمائة والرابع والخامس
والخمسون بعد الخمسمائة والمجلس الموفى ستين بعد الخمسمائة والثاني والستون والسادس والثمانون بعد الخمسمائة، واخوه
تاج الدين احمد ابن الشيخ إبراهيم الفارقي فاته المجلس الثامن والعشرون بعد الخمسمائة والتاسع والموفى ثلاثين بعد خمس
المائة والحادي والثاني والثالث والرابع والخامس والثلاثون بعد خمس المائة والرابع والا ربعون بعد خمس المائة والرابع
والخمسون بعد خمس المائة والثاني والستون بعد الخمسمائة والمجلس الموفى ثمانين بعد الخمسمائة والرابع والثمانون بعد الخمسمائة
والسابع والثمانون بعد الخمسمائة وصح ذلك وثبت في تسعين مجلسا آخرها في يوم الخميس سادس عشر جمادى الأولى من
سنة أربع وثلاثين وستمائة بدار الحديث السلطانية الملكية الأشرفية وفق الله سبحانه واقفها وغفر له - وسمع مثبت الأسماء
سماعا صحيحا من (باب دية أهل الذمة) إلى آخر هذه المجلدة العبد الفقير إلى رحمة ربه عبد الرحمن بن علي بن الفتح بن عبد الله
الدمشقي الشافعي المرتب بدار الحديث الأشرفية والنقيب بها والخط له عفا الله عنه ورحمه - والمجالس المعينة للطلبة فوات في
هذا التسميع مرقوما في حواشي هذا المجلد على كل مجلس بخط الشيخ الامام المسمع أعاد الله من بركاته ومتع للاسلام
والمسلمين بطول بقائه، فليعلم ذلك والحمد لله رب العالمين حق حمده وصلواته على سيدنا محمد خير خلقه وعلى آله وصحبه وسلم
وفيه كشط بسماعه وبطول بقائه من، ومحمد بن عبد، وأبو محمد شروة بن عمر بن حسين وتسعين مجلسا آخرها والمعينة للطلبة
فوات في ذلك جميعه صحيح فليعلم -
قرأت جميع هذا المجلد الثامن وما قبله على سيدنا ومولانا الشيخ الامام العالم العلامة الحبر الكامل بقية السلف جمال الأئمة
قاضى القضاة وتقى الدين أبى عبد الله محمد بن الحسين بن رزين الشافعي أمتع الله بحياته ونفع ببركاته وذلك بسماعه لا كثر
ذلك من الشيخ تقى الدين ابن الصلاح واجازته للباقي منه وبسماعه للقدر الذي اجازه له الشيخ تقى الدين من الشيخ
شرف الدين بن أبي الفضل واجازته للباقي منه وذلك معين في النسخة بسماع الشيخين تقى الدين ابن الصلاح وشرف الدين
ابن أبي الفضل من أبى الفتح منصور الفراوي بسنده فيه - وسمع جميع ذلك الموليان السيدان النبيلان الأصيلان زين الدين
أبو عبد الله احمد وصدر الدين أبو الخير عبد البر وكذا سيدنا الشيخ المسمع وسمع جماعة آخرون بفوات لا تحصر أسماؤهم
وصح ذلك وثبت في مجالس آخرها يوم الأحد الخامس والعشرون من جمادى الآخرة سنة أربع وسبعين وستمائة
بالقاهرة المعروفة بالمدرسة السلطانية الطاهرة والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه وسلامه -



(اعتذار) في هذا السماع عدة أسماء لم نهتد لصحة ضبطها وننوى ان نستدرك تحقيقها مع غيرها من الأسماء التي تضمنها
كتاب السنن في خاتمة المجلد العاشر إن شاء الله تعالى -
350
/ 1