كتاب السنة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

كتاب السنة - نسخه متنی

احمد بن عمرو ابن ابی عاصم؛ محقق: محمد ناصرالدین البانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الكتاب: كتاب السنة
المؤلف: عمرو بن أبي عاصم
الجزء:
الوفاة: 287
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: بقلم : محمد ناصر الدين الألباني
الطبعة: الثالثة
سنة الطبع: 1413 - 1993 م
المطبعة:
الناشر: المكتب الإسلامي - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:
كتاب السنة
للحافظ أبي بكر عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني
المتوفى 287 ه‍
ومعه
ظلال الجنة في تخريج السنة
بقلم
محمد ناصر الدين الألباني

1
المكتب الإسلامي
حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الثالثة
1413 ه‍ - 1993 م
المكتب الإسلامي
بيروت: ص. ب 3771 / 11 - هاتف 450638 - برقيا: إسلاميا
دمشق: ص. ب 800 - هاتف 111637 - برقيا: إسلامي

2
مقدمة الناشر
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن
سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن
لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
فقد يسر الله لنا بفضل منه ونعمة تقديم هذا الجزء الأول من كتاب " السنة "
للإمام الجليل أبي بكر عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني.
وكم انتظر الناس صدور هذا الكتاب لما اشتهر به من نقل لأمور المعتقد
وأصول الدين لكثرة ما جمع من الأحاديث والآثار الواردة في تفسير الآيات
والأحاديث، وما فهمه علماء السلف من هذه النصوص وفهمهم ولا شك هو
الأعلم والأسلم والأحكم، والسير على منهجهم هو الطريق الأقوم، ولا أقول هي
الطريق الأفضل أو الأحسن، ففي أمر المعتقد ليس هناك هذا التفضيل وإنما هناك
الحق الذي ليس وراءه إلا الضلال.
وأول بحث جرى حول هذا الكتاب كان بيني وبين أستاذي المحدث الشيخ
محمد ناصر الدين الألباني يوم كنا نتدارس فيما يجب علينا تقديمه من كتب لأئمة
الإسلام خدمة لأنفسنا ولأبناء ملتنا مما ينفع يوم الدين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من
أتى الله بقلب سليم.
وما نرجو به الخير للناس جميعا لأننا نؤمن إيمانا كاملا أن من أكبر أسباب
انصراف أكثرهم عن هذا الدين هو ذلك الركام الذي توالى خلال العصور المظلمة

3
التي تلت القرون التي شهد لها الهادي إلى الحق بأنها خير القرون.
وما شاب عقائد الناس من منطق اليونان ووثنية الرومان، وفلسفة الهند،
وهو الأنفس، وضلال العقول بعد أن ابتعدوا عن المنبع الأصيل الذي هو عقيدة
الإسلام الذي ارتضاه الله لنا، وسار عليه سلفنا الصالح، فكان هذا الكتاب في
جملة ما استعرضنا من كتب وأعمال، وبعد مدة كتب إلى سماحة الأستاذ الأفاضل
العالم العامل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مستفهما عما ترامى إليه من
موضوع نشر هذا الكتاب، وسأل عن الطريقة التي سينشر بها، ومنهج التحقيق
فكتبت إليه بما عندي، ثم قدر الله لقاء بينه وبين الشيخ ناصر الدين الألباني،
فتحدثا بهذا الموضوع وعرفت منهما بعد ذلك ما جرى بينهما.
ثم قام أستاذنا بتخريج أحاديث الكتاب على منهجه العلمي المعروف.
ثم جرت المعوقات من الأمور التي أصابت المكتب على فترات متعددة،
وأصابت الأستاذ المحقق، مما جعلت هذا الكتاب يتعثر ويتأخر إخراجه حتى
اليوم.
وإنني إذ أقدم هذا الجزء آملا أن ييسر الله تقديم أجزائه الأخرى في أقرب
فرصة.
أتوسل إلى الله تعالى بحبنا لنبينا صلى الله عليه وسلم، ولسنته الشريفة أن ينفع
بهذا الكتاب، ولا يحرمنا أجره، وأن يزيد بتوفيقه، وأن يمد بمدده الذي لا مدد
سواه أستاذنا المحقق؟ وأن يحسن مثوبته.
كما أرجوه سبحانه أن يكون عونا للعالم الصالح الآمر بالمعروف والناهي عن
المنكر الشيخ عبد العزيز بن باز على ما يلقى من عنت ومتاعب، وأن يكثر في
المسلمين من أهل العلم والعمل والوفاء، والنبل والفضل وآخر دعوانا أن الحمد لله
رب العالمين.
زهير الشاويش
مقدمة المؤلف

4
بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا شيخنا العارف بالله صفي الدين أحمد بن محمد الأنصاري
المدني قدس سره (1)، إجازة عن الشمس محمد بن أحمد الرملي (2)، إجازة
عن الزين زكريا بن محمد الأنصاري (3)، عن الحافظ أبي الفضل أحمد بن
علي بن حجر، ومسند الديار المصرية العز عبد الرحيم بن محمد المعروف
بابن الفرات (4)، بروايتهما عن الصلاح محمد ابن أبي عمرو أبي الحسن
علي بن محمد بن أبي المجد الدمشقي (5)
فالأول: عن الحافظ فخر الدين علي بن أحمد المعروف بابن
البخاري، عن الحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي.
والثاني: عن محمد بن يوسف بن المهتار المصري الأصل
الدمشقي، عن الحافظ تقي الدين أبي عمرو بن أبي عمرو بن الصلاح
الشهرزوري عن الحافظ عبد القادر الرهاوي، بروايته والضياء عن الحافظ
تقي الدين، محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي قال
(أنا) الحافظ أبو موسى محمد بن عمر بن أحمد بن عمر بن أبي
عيسى المديني الأصبهاني بها
و (أنا) به عاليا شيخنا الإمام صفي الدين أحمد قدس سره بسنده

5
إلى ابن الفرات عن أبي الثناء محمود بن خليفة المنبجي عن الحافظ شرف
الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي، عن الحافظ يوسف بن خليل بن عبد
الله الدمشقي، بسماعه من أبي جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني
قالا:
(أنا) أبو منصور محمود بن إسماعيل بن محمد بن محمد الصيرفي
الأصبهاني: (1)
(أنا) أبو بكر محمد بن عبد الله بن شاذان الأعرج:
(أنا) أبو بكر عبد الله بن محمد بن فورك القباب:
(أنا) أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد
الشيباني البصري قال:



(1) لقد ترجمت لرجال هذا السند بتراجم وافية، غير أنه قد تعذر وضعها هنا، ولذلك
سأضعها مع الفهارس في آخر الكتاب إن شاء الله.
6
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - ذكر الأهواء المذمومة
نستعصم الله تعالى منها ونعوذ به من كل ما يوجب سخطه
1 - أخبرنا هشام بن عمار بن نصير، أخبرنا إسماعيل بن عياش،
عن صفوان بن عمرو، عن الأزهر بن عبد الله الحرازي، عن أبي عامر
الهوزني عبد الله بن لحي، عن معاوية بن أبي سفيان، قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
" يكون أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب
بصاحبه فلا يبقى منه مفصل إلا دخله ".
- حديث صحيح بما بعده، رجاله ثقات، غير أن هشام بن عمار فيه ضعف، لكنه قد
توبع كما يأتي.
2 - أخبرنا ابن مصفى ثنا بقية، عن صفوان بن عمرو، عن
الأزهر بن عبد الله عن أبي عامر الهوزني أنه حج مع معاوية فسمعه
يقول: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فذكر:
" أن أهل الكتاب قبلكم تفرقوا على اثنتين وسبعين فرقة في
الأهواء، ألا وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة في الأهواء،
كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة، ألا وإنه يخرج في أمتي قوم يهوون
هوى يتجارى بهم ذلك الهوى كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يدع منه
عرقا ولا مفصلا إلا دخله ".

7
- حديت صحيح بما قبله، رجاله ثقات غير أن ابن مصفى واسمه محمد الحمصي
القرشي صدوق له أوهام، وكان يدلس، لكنه قد صرح بالتحديث. ومثله بقيه وهو ابن
الوليد ولكنه صرح بالتحديث عند أبي داود في " سننه " رقم (4597): ثنا عمرو بن عثمان ثنا
بقية قال: حدثني صفوان. وتابعه أبو المغيرة قال: ثنا صفوان به. أخرجه أبو داود وأحمد
(4 / 102)، فالإسناد صحيح.
3 - حدثنا ابن مصفى حدثنا بقية، حدثنا عيسى بن إبراهيم،
حدثني ابن دينار، عن الخصيب، عن راشد بن سعد، عن أبي أمامة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما تحت ظل السماء إله يعبد من دون الله أعظم عند الله من هوى
متبع ".
- موضوع إسناده مسلسل بالمتروكين: عيسى بن إبراهيم وهو ابن طهمان الهاشمي،
وابن دينار وهو الحسن بن دينار أبو سعيد التميمي، والخصيب وهو ابن جحدر. وهذا والذي
قبله كذبهما جماعة.
والحديث قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (1 / 188): " رواه الطبراني في " الكبير "
وفيه الحسن بن دينار، وهو متروك الحديث ".
4 - (حد) ثنا ابن مصفى ثنا بقية ثنا شعبة أو غيره، عن مجالد،
عن الشعبي، عن شريح، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول
الله (ص) قال لعائشة: " يا عائشة إن الذين فارقوا دينهم وكانوا
شيعا: إنهم أصحاب البدعة والأهواء، وأصحاب الضلالة من هذه
الأمة، يا عائشة إن لكل صاحب ذنب توبة، غير أصحاب الأهواء
والبدع، ليس لهم توبة أنا منهم برئ وهم مني براء ".
- إسناده ضعيف، رجاله موثوقون غير مجالد وهو ابن سعيد وليس بالقوي وبهذا الإسناد
أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " (ص - 116) لكنه لم يصرح بتحديث بقية ولذلك قال
الهيثمي (1 / 188):

8
" رواه الطبراني في " الصغير " وفيه بقية ومجالد بن سعيد وكلاهما ضعيف ". وقال
الحافظ ابن كثير:
" هو حديث غريب ولا يصح رفعه ". ثم بين ذلك فراجعه في " تفسيره "
(2 / 196)، وقد نقلته في " الروض النضير ".
5 - ثنا أبو بكر بن أبي شبية، ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة،
حدثني ابن أبي مليكة، حدثني القاسم بن محمد، عن عائشة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات
محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ
فيتبعون ما تشابه منه...) حتى فرغ منها، قال:
" قد سماهم الله تبارك وتعالى فإذا رأيتموهم فاحذروهم ".
- إسناده صحيح على شرط مسلم، على كلام يسير في حماد بن سلمة، وقد توبع، فقال
الدارمي في سننه (1 / 54): أخبرنا أبو الوليد الطيالسي ثنا حماد بن سلمة، ويزيد بن
إبراهيم عن عبد الله بن أبي مليكة به. وأخرجه البخاري (3 / 212) وأبو داود (4598)
من طريق أخرى عن يزيد بن إبراهيم التستري به.
6 - ثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن
أبي مليكة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: نحوه ليس فيه القاسم.
- إسناده صحيح أيضا على شرط الشيخين إن كان ابن أبي مليكة واسمه عبد الله بن
عبيد الله - سمعه من عائشة، فإن بينهما القاسم بن محمد كما في الرواية التي قبلها وهي أصح.
7 - ثنا الحسن بن البزار ثنا محرز بن عون، حدثنا عثمان بن مطر
الشيباني، عن عبد الغفور، عن أبي بصير، عن أبي رجا العطاردي،
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار، فأكثروا منهما فإن إبليس
قال: أهلكتهم بالذنوب وأهلكوني بالاستغفار، فلما رأيت ذلك منهم أهلكتهم بالأهواء، فهم يحسبون أنهم مهتدون فلا يستغفرون "

9
إسناده موضوع، آفته عبد الغفور، وهو أبو الصباح الأنصاري الواسطي، قال
البخاري: تركوه. وقال ابن حبان: كان ممن يضع الحديث. وعثمان بن مطر ضعيف. وأبو
بصير إن كان العبدي الكوفي فهو مقبول عند العسقلاني، وإن كان غيره فلم أعرفه.
والحديث أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (1 / 43) مصورة المكتب الإسلامي): حدثنا
محرز بن عون به.
8 - ثنا الحوطي، ثنا أبو اليمان، ثنا صفوان بن عمرو، عن ماعز
التميمي عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون، ولكن بالتحريش
بينهم ".
- حديث صحيح، رجال إسناده ثقات معروفون غير ماعز التميمي، فلم يوثقه غير ابن
حبان، ولم يذكروا له راويا سوى صفوان، لكن تابعه أبو سفيان وأبو الزبير كما بينته في
" سلسلة الأحاديث الصحيحة " (1608)، وطريق أبي سفيان عند مسلم وغيره.
والحوطي اسمه عبد الوهاب بن نجدة أبو عبد الله الشامي، وقد تابعه أحمد بن حنبل في
" مسنده " (3 / 354): حدثنا أبو اليمان به.
ذكر قول النبي (ص) " بئس العبد عبد هواه يضله ".
9 - ثنا أبو بكر عبد الرحمن بن خالد الرقي، ثنا يحيى بن زياد،
يلقب فهير، ثنا طلحة بن زيد، عن ثور بن يزيد، عن يزيد بن شريح، عن
نعيم بن همار الغطفاني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" بئس العبد عبد هواه يضله، بئس العبد عبد رغب يذله ".
- إسناده ضعيف جدا، طلحة بن زيد متروك. ومن طريقه أخرجه الطبراني. لكن
الحديث قطعة من حديث لأسماء بنت عميس، أخرجه الترمذي وغيره بسند ضعيف كما بينته في
" تخريج المشكاة " (5115 - التحقيق الثاني) وقد رواه المصنف مختمرا كما يأتي بعده.
10 - ثنا الحلواني ومحمد بن يحيى بن عبد الكريم قالا: ثنا عبد

10
الصمد بن عبد الوارث، عن هاشم الكوفي، ثنا زيد الخثعمي، عن أسماء
بنت عميس الخثعمية، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" بئس العبد عبد هواه يضله! "
- إسناده ضعيف. زيد الخثعمي مجهول. وهاشم وهو ابن سعيد الكوفي ضعيف. ومن
هذا الوجه أخرجه الترمذي وضعفه، بأتم منه، وفيه: " بئس العبد عبد رغب يذله ". أنظر
تعليقي على " المشكاة " (5115).
2 - (قوله (صلى الله عليه وسلم):
إن الرجل إذا رضي هدي الرجل وعمله فإنه مثله).
11 - ثنا عبد الوهاب بن الضحاك، ثنا ابن عياش، عن ضمضم
ابن زرعة عن شريح بن عبيد، عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " إن الرجل إذا رضي هدي الرجل وعمله فهو مثله ".
- إسناده ضعيف جدا، رجاله ثقات غير عبد الوهاب بن الضحاك فإنه متروك. ومن
طريقه أخرجه الطبراني وابن بطة كما خرجته في " الضعيفة " (2973)، وتابعه عند المصنف
محمد بن إسماعيل بن عباس وهو ضعيف كما يأتي.
12 - ثنا محمد بن عوف، ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، ثنا أبي
عن ضمضم بن زرعة، عن شريح، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " إن الرجل إذا رضي هدي الرجل وعمله فإنه مثله ".
- إسناده ضعيف، محمد بن إسماعيل بن عياش، قال الحافظ في " التقريب ": " عابوا
عليه أنه حدث عن أبيه بغير سماع "، فقوله في هذا الحديث: " ثنا أبي " كأنه كذب. وقد قال
أبو حاتم: " لم يسمع من أبيه شيئا، حملوه على أن يحدث، فحدث "!

11
3 - (قوله عليه السلام: الاستعاذة من الأهواء)
13 - ثنا ابن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة، عن مسعر، عن زياد بن
علاقة عن عمه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهؤلاء الدعوات:
" اللهم جنبني منكرات الأخلاق والأهواء والأدواء ".
- إسناده صحيح، وقد رواه أصحاب السنن وغيرهم، وهو مخرج في " المشكاة "
(2471).
4 - (قوله صلى الله عليه وسلم) في مضلات الأهواء)
14 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يزيد بن هارون، عن أبي
الأشهب عن أبي الحكم البناني، عن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول
. الله صلى الله عليه وسلم: " إن مما أخشى عليكم بعدي بطونكم وفروجكم ومضلات
الأهواء ".
- إسناده صحيح. وقد أخرجه أحمد أيضا والطبراني في " الصغير "، وقد خرجته في
ترتيبه: " الروض النضير " برقم (914)، وأبو الحكم البناني اسمه علي بن الحكم.
5 - (باب ما يجب أن يكون هوى المرء تبعا لما جاء به النبي
(صلى الله عليه وسلم))
15 - ثنا محمد بن مسلم بن أبي واره، ثنا نعيم بن حماد، حدثنا عبد
الوهاب الثقفي ثنا بعض مشيختنا هشام أو غيره، عن محمد بن سيرين،
عن عقبة بن أوس، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
" لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به "
15 - إسناده ضعيف، رجاله ثقات غير نعيم بن حماد ضعيف لكثرة خطئه وقد اتهمه
بعضهم، والحديث أخرجه الحسن بن سفيان في " الأربعين " له (ق 65 / 1) وعنه السلفي في
" الأربعين البلدانية (ق 32 / 2) وفي " معجم سفر " (ق 192 / 1) والهروي في " ذم الكلام "

12
(2 / 40 / 2) وابن بطة في " الإبانة " (2 / 122 / 2) والقاسم بن عساكر في " طرق الأربعين "
(ق 59 / 2) كلهم عن نعيم به قال ابن عساكر: " وهو حديث غريب ".
يعني ضعيف، وقد كشفنا لك عن علته، وذكر له الحافظ ابن رجب الحنبلي عللا أخرى
في " شرح الأربعين النووية " فراجعه مع تعليقنا على المشكاة " (167).
6 - (باب...)
16 - ثنا (أبو بكر) بن أبي شيبة، ثنا أبو خالد الأحمر، عن مجالد،
عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله، قال: كنا جلوسا عند النبي (صلى الله عليه وسلم
فخط خطا هكذا أمامه فقال:
" هذا سبيل الله عز وجل " - وخط خطا عن يمينه، وخط خطا عن
شماله، وقال: " هذه سبل الشيطان "، ثم وضع يده في الخط الأوسط، ثم
تلا هذه الآية (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق
بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون).
- حديث صحيح، إسناده ضعيف، رجاله ثقات غير مجالد وهو ابن سعيد فهو ضعيف،
لكنه قد توبع كما، في الطريق التالية، فالحديث بهما صحيح.
والحديث أخرجه محمد بن نصر في " السنة " (ص - 5) من هذا الوجه.
17 - ثنا أبو الربيع، ثنا حماد بن زيد، عن عاصم، عن أبي
وائل، عن عبد الله قال: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر نحوه
- إسناده حسن، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عاصم وهو ابن أبي النجود،
وهو سحن الحديث. ومن طريقه أخرجه ابن نصر في " السنة " (5) والحاكم (2 / 8 31)
وقال: " صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي.
(تنبيه) كتب فوق أول الإسناد حرف (لا) وفوق لفظ " نحوه " (إلى) وهو اصطلاح اصطلاح
حديثي يشير إلى أن ما بين الحرفين ليس في السماع. وهذا من دقة المحدثين وأمانتهم في
النقل. جزاهم الله عنا خير الجزاء.

13
18 - ثنا عمرو بن عثمان وابن مصفى، قالا: ثنا بقية، ثنا بحير
ابن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن نواس بن سمعان
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" إن الله تعالى ضرب مثلا صراطا مستقيما، على جنبتي الصراط
أبواب مفتحة لهما سوران، وعلى الأبواب ستور، وداعي الله تعالى يدعو
على الصراط من فوقه، والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى
صراط، والأبواب التي على جنبتي الصراط حدود الله، لا يقع أحد في
حدود الله حتى يهتك ستر الله، والذي يدعو من فوقه واعظ الله عز
وجل ".
- إسناده صحيح، رجاله ثقات على ضعف في ابن مصفى، ولكنه مقرون.
والحديث أخرجه الترمذي (2 / 140)، وأحمد (4 / 183) وابن نمر (5) عن بقية به
إلا أن الترمذي لم يذكر تحديث بقية. وتابعه معاوية بن صالح أن عبد الرحمن بن جبير حدثه
عن أبيه به. أخرجه أحمد (4 / 182 - 183) والحاكم (1 / 73) وقال: " صحيح على شرط
مسلم " ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
وللحديث شاهد من حديث ابن مسعود مرفوعا وموقوفا، فراجعه في " المشكاة " (191)
إن شئت.
19 - ثنا محمد بن عوف ثنا أبو صالح، ثنا معاوية بن صالح، عن
عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن النواس، قال: ضرب رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سور فيه أبواب
مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يدعو: يا
أيها الناس ادخلوا إليه جميعا ولا تتعوجوا، والداعي يدعو من فوق
الصراط، فإذا فتح باب من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه! إن
تفتحه تلجه، والصراط: الإسلام، والستور: حدود الله، والأبواب
المفتحة: محارم الله عز وجل.

14
- حديث صحيح، رجال إسناده ثقات رجال الصحيح غير أن أبا صالح واسمه عبد الله
ابن صالح فيه ضعف لكنه قد توبع كما يأتي. والحديث أخرجه الحاكم (1 / 73) من طريق
أخرى عن عبد الله بن صالح به. ثم أخرجه هو من طريق ابن وهب، وأحمد (4 / 182) من
طريق ليث بن سعد كلاهما عن معاوية بن صالح به. وله طريق أخرى عن جبير بن نفير تقدم
في الذي قبله.
20 - ثنا عمرو بن علي، ثنا أبو قتيبة مسلم بن قتيبة، ثنا سهيل بن
أبي حزم عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا): قال: قد قالها الناس
ثم كفروا، فمن مات عليها فهو ممن استقام.
- إسناده ضعيف، رجاله ثقات غير سهيل بن أبي حزم قال في " التقريب ". " ضعيف "
21 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الله بن نمير، حدثنا هشام بن
عروة، عن أبيه، عن سفيان بن عبد الله الثقفي، قال: قلت يا رسول
الله: قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك: قال:
" قل ربي الله، ثم استقم ".
- إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجه مسلم (1 / 48) بإسناد المصنف
وغيره. وأخرجه الدارمي (2 / 298) وغيره بإسنادين آخرين عن سفيان بن عبد الله الثقفي.
وله إسناد رابع وهو الآتي بعده.
22 - ثنا يعقوب بن حميد، ثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن
محمد بن عبد الرحمن بن ماعز، عن سفيان بن عبد الله، قال، قلت: يا
رسول الله. نحوه.
- حديث صحيح، رجاله ثقات غير محمد بن عبد الرحمن بن ماعز، لم يرو عنه غير
الزهري. والحديث أخرجه ابن ماجة (3972) وأحمد (3 / 413) من طرق أخرى عن
إبراهيم بن سعد.

15
7 - (باب: في لزوم السنة).
23 - ثنا محمد بن علي بن ميمون، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا موسى
بن أعين، عن صالح بن راشد عن أبي عتيك، عن أنس بن مالك قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" إن الله تعالى يستحيي من ذي الشيبة لزوما للسنة أن يسأله شيثا
فلا يعطيه ".
- إسناده ضعيف، أبو عتيك، لم أجد له ترجمة. وصالح بن راشد إن كان القرشي فهو
شامي لا يعرف كما قال الذهبي في " الميزان ". وإن كان أبا عبد الله العبسي الراوي عن الحسن
البصري فقد ترجمه ابن أبي حاتم (2 / 1 / 401) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. والحديث
عزاه السيوطي لابن النجار عن أنس!
8 - (باب ما ذكر زجر النبي (صلى الله عليه وسلم) عن محادثات الأمور
وتحذيره منها).
24 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن جعفر
ابن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يخطب الناس فيحمد الله ويثني عليه بما هو أهله، ثم يقول: " من يهده
الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وخير الحديث كتاب الله عز
وجل، وخير الهدي هدي محمد (صلى الله عليه وسلم) وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة
بدعة ".
- إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه في " صحيحه " (3 / 11) بإسناد
المصنف، ومن طرق أخرى عن جعفر بن محمد به.
25 - حدثنا محمد بن مسكين، ثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم،
عن محمد بن جعفر، عن موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن أبي
الأحوص، عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:
" إياكم ومحدثات الأمور، فإن شر الأمور محدثاتها، وإن كل محدثة

16
بدعة، وإن كل بدعة ضلالة ".
- حديث صحيح، رجال إسناده كلهم ثقات رجال مسلم غير أن أبا إسحاق وهو عمرو
ابن عبد الله السبيعي مدلس، وكان اختلط. لكن الحديث يشهد له ما قبله وما بعده.
والحديث أخرجه ابن ماجة، (46) من طريق أخرى عن محمد بن جعفر بن أبي كثير
به أتم منه مطولا فيه مواعظ.
26 - ثنا عبد الوهاب بن نجدة، ثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الله
ابن العلاء، عن يحيى بن أبي المطاع قال: سمعت العرباض بن سارية
يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
إياكم والمحدثات فإن كل محدثة ضلالة ".
- حديث صحيح، رجاله ثقات، لكن الوليد بن مسلم يدلس التسوية. لكن قد صرح
بالتحديث كما يأتي، وتقوية الطرق التي بعده، وقد صححه ابن حبان (102) وغيره كما
يأتي، وراجع تعليقنا في " المشكاة " (165).
والحديث أخرجه ابن ماجة (42): حدثنا عبد الله بن أحمد بن ذكوان الدمشقي، ثنا
الوليد بن مسلم: ثنا عبد الله بن العلاء - يعني ابن زبر -: حدثني يحيى بن أبي المطاع قال:
سمعت العرباض بن سارية يقول: فذكره أتم منه وفيه قصة. قلت: وهذا إسناد صحيح
متصل بالتحديث وابن ذكوان صدوق متقدم في القراءة. وتابعه عمرو بن أبي سلمة التنيسي
أنبأ عبد الله بن العلاء بن زبر به. أخرجه الحاكم (1 / 97).
27 - حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا بقية بن الوليد، عن بحير بن
سعد عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، عن
العرباض بن سارية (أنه حدثهم) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:
" إياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة ".
27 - حديث صحيح، ورجاله ثقات لولا عنعنة بقية، لكنه توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه الترمذي (2678) من طريق أخرى عن بقية به أتم منه،
وقال: حديث حسن صحيح. وتابعه ثور بن يزيد قال: حدثني خالد بن معدان به.
أخرجه أحمد (4 / 126 - 127) وعنه أبو داود (07 46) والترمذي أيضا والدارمي
(1 / 44 - 45) وابن حبان (102) والحاكم (1 / 95) وقال: " صحيح ليس له علة "..
ووافقه الذهبي، وقرن هو وغيره مع عبد الرحمن بن عمرو والسلمي بن حجر بن حجر

17
الكلاعي، وذكرهما ابن حبان في الثقات. والأول منهما أوثق والإسناد صحيح. وقد أخرجه
المصنف من طريقهما كما يأتي (27 / 30 - 33).
28 - ثنا عيسى بن خالد، ثنا أبو اليمان، ثنا إسماعيل بن عياش، عن
أرطاة بن المنذر، عن المهاصر (1) بن حبيب، عن العرباض بن سارية،
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" إياكم ومحدثات لأمور فإنها ضلالة ".
- حديث صحيح، رجال إسناده ثقات غير عيسى بن خالد فلم أعرفه، وليس هو عيسى بن
خالد اليمامي المترجم في " الجرح والتعديل " (3 / 1 / 275) و " تاريخ ابن عساكر "
(14 / 4 / 1 - 2) فإنه أعلى طبقة من المترجم يروي عن الإمام مالك والليث بن سعد
ونحوهما. لكنه قد توبع كما يأتي.
والمهاصر بن حبيب أخو ضمرة بن حبيب الزبيدي الشامي قال ابن أبي حاتم
(4 / 1 / 440) عن أبيه: " لا بأس به "، وذكر أنه روى عن أبي ثعلبة الخشني، فهو على
هذا تابعي. وأما ابن حبان، فأورده في " ثقات أتباع التابعين " (2 / 280) والله أعلم.
29 - حدثنا محمد بن عوف، ثنا أبو اليمان، عن ابن عياش، عن أرطاة
ابن المنذر عن المهاصر (1) بن حبيب، عن العرباض بن سارية، قال: قال
رسول الله. مثله.
- إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات، ومحمد بن عوف وهو أبو جعفر الحميصي ثقة حافظ
مات سنة 272. وانظر السند الذي قبله.
30 - ثنا محمد بن عوف ثنا أبو اليمان، عن إسماعيل بن عياش، عن
سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر، عن عبد الرحمن بن عمرو، عن
العرباض بن سارية، عن النبي (ص) مثله.
- سنده صحيح رجاله ثقات، وقد مضى (27) من طريق أخرى عن عبد الرحمن بن عمرو
به. وخرجته هناك.



(1) بالصاد المهملة المكسورة، ووقع في الأصل هنا وفيما يأتي (1043) " المهاجر " وهو خطأ شائع.
18
31 - ثنا عبد الرحيم بن مطرف الرواسي (1). ثنا عيسى بن يونس،
عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو، عن
العرباض بن سارية عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:
" إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ".
- إسناده صحيح أيضا، رجاله كلهم ثقات. وانظر الذي قبله، وكذا الآتي برقم (54)
فإنه أعاده هناك بهذا الإسناد، أتم منه.
32 - ثنا حسين بن حسن، حدثنا الوليد بن مسلم، ثنا ثور بن يزيد،
عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، وحجر بن حجر
الكلاعي، عن العرباض بن سارية، عن النبي في (صلى الله عليه وسلم) نحوه.
- إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات. والحسين بن حسن هو ابن حرب السلمي المروزي
نزيل مكة، ثقة مات سنة 246. وانظر الحديث (27)، وتابعه عبد الملك بن الصباح
المسمعي ثنا ثور بن يزيد به. أخرجه ابن ماجة (44).
33 - ثنا أبو مسعود، ثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح،
عن ضمرة بن حبيب، عن عبد الرحمن بن عمرو، عن العرباض بن
سارية، عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، نحوه.
- حديث صحيح، رجاله كلهم ثقات لولا أن عبد الله بن صالح - ويكنى بأبي صالح - فيه
ضعف، لكنه لم يتفرد به كما يأتي فالحديث صحيح. وأبو مسعود هو أحمد بن الفرات الضبي
الرازي وهو ثقة حافظ مات سنة (258).
والحديث أخرجه الحاكم (1 / 96) من طريقين آخرين عن - أبي صالح به. ولفظه: وعظنا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) موعظة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله، إن
هذا لموعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟ قال: " قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ
عنها بعدي إلا هالك. ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي



(1) الأصل " الرويسي " والتصويب من " الأنساب " وكتب الرجال.
19
وسنة الخلفاء المهديين الراشدين من بعدي، وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا، عضوا عليها
بالنواجذ، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما انقيد انقاد "، وسيعيده المؤلف (48) بسند آخر عن
ابن صالح.
وتابعه عبد الرحمن بن مهدي، ثنا معاوية بن صالح، أخرجه أحمد (4 / 126) وعنه
الحاكم وسنده صحيح، وابن ماجة أيضا (43).
34 - ثنا هاشم بن القاسم بن شيبة، ثنا عيسى بن يونس، عن أبي حمزة
الحمصي، عن شعوذ الأزدي، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن
العرباض قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" إياكم والبدع ".
- حديث حسن، رجاله ثقات غير شعوذ وهو ابن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الأزدي،
أورده ابن أبي حاتم (2 / 1 / 390) برواية معاوية بن صالح أيضا عنه، ولم يذكر فيه جرحا
ولا تعديلا.
وأبو حمزة هو ابن سليم العنسي، قال ابن أبي حاتم (4 / 2 / 362) عن أبيه: " لا
يسمى، وهو حمصي ثقة ".
وهاشم بن القاسم بن شيبة هو أبو محمد الحراني ثقة، ولكنه عاش إلى أن كبر وتغير، مات
سنة (260). والحديث مختصر الأحاديث المتقدمة في الباب.
9 - (باب...)
35 - حدثنا المقدمي، ثنا الأغلب بن تميم، ثنا المعلى بن زياد، عن
معاوية بن قرة، عن معقل بن يسار، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:
" صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي: سلطان غشوم ظالم، وغال في
الدين يشهد عليهم ويبرأ منهم ":
- إسناده ضعيف جدا، الأغلب بن تميم، قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين:
ليس بشئ. وسائر الرواة موثقون. والمقدمي اسمه محمد بن أبي بكر أبو عبد الله الثقفي وهو
ثقة من شيوخ الشيخين.

20
وللحديث شاهد من حديث أبي أمامة مرفوعا به دون قوله: " في الدين... " وهو مخرج
في " الصحيحة " (470).
10 - (باب ذكر البدع وإظهارها).
36 - ثنا الحوطي، ثنا بقية، عن عيسى بن إبراهيم، عن موسى بن
أبي حبيب، عن الحكم بن عمير، وكان من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" الأمر المفظع، والحمل المضلع (1)، والشر الذي لا ينقطع، إظهار
البدع ".
- إسناده ضعيف جدا، عيسى بن إبراهيم وهو ابن طهمان الهاشمي قال البخاري
والنسائي: منكر الحديث. والحديث مخرج في " سلسلة الأحاديث الضعيفة، (757).
11 - (باب ما ذكر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) / أنه قال: لا يقبل الله عمل
صاحب بدعة).
37 - حدثنا ابن مصفا، ثنا بقية، ثنا محمد بن عبد الرحمن، حدثني
حميد، عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(إن الله حجز - أو قال حجب - التوبة عن كل صاحب بدعة ".
- حديث صحيح، إسناده ضعيف جدا، محمد بن عبد الرحمن وهو القشيري الكوفي، قال
ابن عدي: منكر الحديث. وقال الدارقطني: متروك الحديث.
قلت: لكن تابعه أبو حمزة عن حميد به.
وأبو ضمرة اسمه أنس بن عياض الليثي المدني ثقة من رجال الشيخين.
أخرجه أبو الشيخ في " تاريخ أصبهان " (ص 259) وجمع غيره، خرجتهم في
" الصحيحة " (1620).



(1) أي المثقل، كأنه يتكئ على الأضلاع. نهاية.
21
38 - ثنا ابن مصفا، ثنا بقية، حدثنا شعبة أو غيره، عن مجالد، عن
الشعبي، عن شريح، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إن لكل
صاحب ذنب توبة غير أصحاب الأهواء والبدع ليس لهم توبة، أنا منهم
برئ، وهم مني براء.
- إسناده ضعيف، من أجل مجالد وهو ابن سعيد ليس بالقوي. وسائر رجاله موثقون.
39 - ثنا الحسن بن علي، حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، حدثنا بشر بن
منصور الحناط، عن أبي زيد، عن أبي المغيرة، عن ابن عباس قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" أبى الله أن يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدع بدعته ".
قال أبو بكر: وأحسب الأشج حدثني به.
- إسناده ضعيف: بشر و أبو زيد وأبو المغيرة ثلاثتهم مجهولون كما بينته في " الضعيفة " (1492)
والحديث أخرجه ابن ماجة (50) حدثنا عبد الله بن سعيد به إلا أنه وقع فيه " الخياط " وهو
تصحيف مطبعي.
40 - ثنا الحسن بن علي، حدثنا حسين الأحول، حدثنا أبو خالد
الأحمر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عطاء بن السايب، عن أبيه، عن
عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" الخير كثير، ومن يعمل به قليل ".
- إسناده ضعيف، رجاله كلهم ثقات، إلا أن عطاء بن السائب كان اختلط. ولا يدري
سمعه منه إسماعيل قبل الاختلاط أم بعده.
وحسين الأحول، هو الحسين بن ذكوان العلم البصري المكتب ثقة من رجال الشيخين.
وكذلك الحسن بن علي وهو أبو علي الخلال.
وقد أخرجه جماعة من طريق أخرى عن أبي خالد الأحمر به نحوه. وقد خرجته في
" الضعيفة " (1536).

22
12 - (باب...)
41 - ثنا أبو بكر، حدثنا يعمر بن بشر، حدثنا ابن المبارك، حدثني
منيع، حدثني معاوية بن قرة، عن معقل بن يسار، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
" رجلان ما تنالهما شفاعتي: إمام ظلوم غشوم، وآخر غال في الدين
مارق منه ".
- حديث صحيح. وإسناده ضعيف، منيع هذا لا يعرف، أورده ابن أبي حاتم
(4 / 1 / 414) من هذه الرواية. ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وسائر الرجال ثقات رجال
الشيخين غير يعمر بن بشر، أورده ابن أبي حاتم (4 / 2 / 313) من رواية ثقتين آخرين
عنه، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
وقد مضى الحديث بإسناد آخر عن معاوية بن قرة، ولكنه واه جدا كما تقدم (25)، وإنما
صححت الحديث لأن له شاهدا ذكرته هناك.
42 - ثنا يعقوب بن حميد، ثنا مروان بن معاوية، وإسماعيل بن
عبد الله بن أبي أوس، عن كثير بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال:
" من ابتدع بدعة لا يرضاها الله ورسوله كان عليه مثل أوزار
الناس ". قال إسماعيل: من آثام الناس.
- إسناده ضعيف جدا، كثير بن عبد الله وهو ابن عمرو بن عوف متروك كما قال الحافظ
المنذري في " الترغيب " (1 / 46) وعزاه للترمذي وابن ماجة من هذا الوجه، وكذلك أخرجه
ابن وضاح في " البدع والنهي عنها " (ص 38) وابن وهب في " المسند " (8 / 166 / 2)
وإسحاق بن إسماعيل الرملي في " حديث آدم بن أبي إياس " (2 / 2).
13 - (باب):
43 - ثنا عيسى بن يونس أبو موسى الرملي، ثنا ضمرة، عن ابن

23
شوذب، عن مطر، عن شهر بن حوشب، عن معدي كرب، عن معاذ بن
جبل قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" أخوف ما أخاف عليكم ثلاث: رجل قرأ كتاب الله حتى إذا رؤيت
عليه، بهجته وكان ردءا للإسلام أعاره الله إياه اخترط سيفه فضرب به جاره
ورماه بالشرك، قلنا: يا رسول الله: الرامي / أحق بها أم المرمي؟
قال: الرامي "
- إسناده ضعيف، من أجل شهر بن حوشب فإنه ضعيف لسوء حفظه، ومثله مطر وهو
ابن طهمان الوراق.
وضمرة هو ابن ربيعة الفلسطيني. وهو ثقة وكذلك سائر الرواة.
44 - أخبرنا الحسن بن علي، حدثنا معلى بن منصور الرازي، حدثنا
عبد الرحمن بن أبي الموال عن ابن موهب، عن عمرة، عن عائشة
قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " ستة لعنتهم - وكل نبي مجاب - المستحل
محارم الله، والتارك لسنتي ".
- إسناده حسن لولا أنه أعل بالإرسال كما يأتي، رجاله ثقاف رجال البخاري غير ابن
موهب واسمه عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب، وهو مختلف فيه، ولعل الأرجح
أنه حسن الحديث كما هو قول ابن عدي فيه، ولكنه اضطرب في إسناده، فدل على أنه لم
يحفظه كما يأتي بيانه.
والحديث أخرجه الترمذي (2 / 22 - 23) والحاكم (1 / 36 و 2 / 525 و 4 / 90) وابن
حبان (52) من طرق أخرى عن عبد الرحمن بن زيد بن أبي الموال به. وقال الحاكم:
" صحيح الإسناد ". وزاد في مكان آخر: " على شرط البخاري " وهو خطأ فإن ابن موهب لم
يحتج به البخاري. ووافقه الذهبي في الموضع الأول! وقال في الموضع الآخر: " قلت:
إسحاق (بن محمد الفروي) وإن كان من شيوخ البخاري فإنه يأتي بطامات... وعبيد الله
فلم يحتج به أحد، والحديث منكر بمرة ". ولم يصب بإعلاله بإسحاق لأنه متابع عند
المصنف كما ترى وعند الحاكم نفسه من قتيبة في الموضع الأول، وقد ذكر ذلك الذهبي نفسه
فيه ولكنه نسي! والعلة القادحة إنما هي ما أفاده الترمذي بقوله: " هكذا روى عبد الرحمن بن

24
أبي الموال هذا الحديث عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب عن عمرة عن عائشة عن النبي
(صلى الله عليه وسلم). ورواه سفيان الثوري وحفص بن غياث وغير واحد عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن
موهب، عن علي بن حسين، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مرسلا، وهذا أصح ".
قلت: وقد رواه محمد بن يوسف الفريابي حدثني أبي، ثنا سفيان عن عبيد الله بن
عبد الرحمن بن عبد الله موهب قال: سمعت علي بن الحسين يحدث عن أبيه عن جده رضي الله
عنه مرفوعا.
أخرجه الحاكم ورجح إسناد ابن موهب الأول عليه. وأنا أرى أن هذا الاختلاف في
إسناده إنما هو من ابن موهب، الأمر الذي يدل على أنه لم يضبطه. وقد تفرد به، فالحديث
ضعيف منكركما قال الذهبي. والله أعلم. وسيأتي الحديث بهذا الإسناد تمامه برقم
(337).
45 - ثنا يعقوب بن حميد، ثنا محمد بن فليح، عن كثير بن عبد الله،
عن أبيه، عن جده قال: كنا حول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المسجد، فأتاه جبريل عليه السلام بالوحي، فتغشى بردائه ثم مكث طويلا حتى سري عنه، ثم
كشف عنه فإذا هو يعرق عرقا شديدا، وإذا هو قابض على شئ في يده
فقال: أيكم يعرف كل ما يخرج من النخل؟ قالت الأنصار: نحن يا رسول
الله نعرف كل ما يخرج من النخل. قال: ما هذه؟ ففتح يده، قالوا: هذه
نواة. فقال: نواة أي شئ؟ قالوا: نواة سنة. قال: صدقتم: جاءكم
جبريل عليه السلام يتعهد دينكم: لتسلكن سبل من قبلكم حذو النعل
بالنعل، فمثل أحدهم إن شبر فشبر فإن ذراع فذراع، وإن باع فباع،
حتى لو دخلوا في حجر ضب لدخلتم فيه، ألا إن بني إسرائيل افترقت على
موسى على سبعين فرقة كلها ضلالة. إلا فرقة واحدة الإسلام وجماعتهم،
وإنها افترقت على عيسى عليه السلام على إحدى وسبعين فرقة كلها
ضلالة إلا فرقة الإسلام وجماعتهم، ثم إنكم تفترقون على اثنتين وسبعين
فرقة كلها ضلالة إلا فرقة الإسلام وجماعتهم.
- إسناده ضعيف جدا، كثير بن عبد الله وهو ابن عمرو بن عوف المزني متروك. ومن

25
طريقه أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " كما في " مجمع الزوائد ".
46 - حدثنا أبو عمير بن النحاس، ثنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن
أبي عمران، قال: ليت شعري أي شئ علم ربنا من أهل الأهواء حين
أوجب لهم النار.
- إسناده صحيح، ولكنه مقطوع موقوف على أبي عمران واسمه عبد الملك بن حبيب
الأزدي الجوني وهو أحد علماء التابعين الثقاف. وابن شوذب اسمه عبد الله الخراساني.
وضمرة هو ابن ربيعة الفلسطيني. وأبو عمير اسمه عيسى بن محمد الرملي مات سنة (258).
14 - (باب ذكر قول النبي (صلى الله عليه وسلم) تركتكم على مثل البيضاء
وتحذيره إياهم أن يتغيروا عما يتركهم عليه، وأمره بسنته وسنة
الخلفاء الراشدين بعده).
47 - حدثنا هشام بن عمار، ثنا محمد بن عيسى بن سميع، ثنا إبراهيم
ابن سليمان الأفطس، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشى، عن جبير بن نفير،
عن أبي الدرداء قال:
خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) علينا فقال: " أيم الله (1) / لأتركنكم على مثل
البيضاء ليلها كنهارها سواء ". فقال أبو الدرداء: صدق الله ورسوله
فقد تركنا على مثل البيضاء.
- حديث صحيح، رجاله ثقات على ضعف في إبراهيم بن سليمان الأفطس وهشام بن
عمار، لكنه ينجبر بالحديث النبي بعده.
والحديث أخرجه ابن ماجة (5) بهذا الإسناد.
48 - ثنا محمد بن عوف، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، أن



(1) في " النهاية ": " أيم الله من ألفاظ القسم، كقولك لعمر الله، وعهد الله، وفيها لغات كثيرة
وتفتح همزتها، وتكسر، وهمزتها وصل، وقد تقطع ".
26
ضمرة بن حبيب حدثه، أن عبد الرحمن بن عمرو حدثه، أنه سمع
العرباض بن سارية يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " لقد تركتكم على مثل
البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ بعدي عنها إلا هالك ".
- حديث صحيح، رجاله ثقات على ضعف في أبي صالح كما تقدم (33)، ولكن له متابع
قوي خرجته هناك من رواية أحمد وابن ماجة والحاكم، ويشهد له الطريق الآتية.
49 - حدثنا هاشم بن القاسم بن إسماعيل بن شيبة، حدثنا عيسى بن
يونس، عن أبي حمزة الحمصي، عن شعوذ الأزدي، عن خالد بن معدان،
عن جبير بن نفير، عن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" إني قد تركتكم على مثل البيضاء: ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها
بعدي إلا هالك ".
- حديث صحيح. وإسناده ضعيف كما سبق بيانه برقم (34) فقد ساقه هناك بجملة
أخرى غير هذه، وكلاهما جزء من الحديث في رواية أحمد وابن ماجة والحاكم المشار إليها
آنفا، وإنما صححته بالنظر للطريق التي قبله.
50 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا هشيم، عن مجالد، عن
الشعبي، عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى
النبي (صلى الله عليه وسلم) بكتاب أصابه من بعض الكتب قال: فغضب، وقال:
" أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها
بيضاء نقية ".
- حديث حسن، إسناده ثقات غير مجالد وهو ابن سعيد فإنه ضعيف، ولكن الحديث
حسن له طرق أشرت إليها في " المشكاة " (177)، ثم خرجت بعضها في " الإرواء "
(1589).
15 - (باب)
51 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا ابن فضيل، عن حصين، عن

27
مجاهد، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد
اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك ".
- إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن حبان (653) والطحاوي في " المشكل " (2 / 88) وأحمد (2 / 188 و 210) من
طريق شعبة عن حصين بن عبد الرحمن به، وتابعه مغيرة الضبي عن مجاهد به. أخرجه أحمد
(2 / 158). وتابعه أبو العباس مولى بني الدئل عن عبد الله بن عمرو به. أخرجه أحمد
(2 / 165) وسنده حسن. وأبو العباس هذا اسمه السائب بن فروخ المكي. وله شاهد من
حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه خرجته في " الترغيب " (1 / 46) وإسناده حسن.
(فائدة) جاء في بعض طرق الحديث الصحيحة عند أحمد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال هذا الحديث
لعبد الله بن عمرو وهو يعظه في الاعتدال في الصيام والقيام في القصة المشهورة المخرجة في
" الصحيحين " وغيرهما، فاحفظه فإنه عزيز نفيس.
52 - ثنا محمود بن خالد، ثنا مروان بن محمد، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا
سعد بن إبراهيم، عن القاسم بن محمد، قال: أشهد لسمعت عائشة
تقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو
مردود ".
- إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم غير محمود بن خالد وهو السلمي الدمشقي
وهو ثقة مات سنة 247 وله ثلاث وسبعون سنة.
والحديث أخرجه الشيخان وغيره هما عن عائشة، وقد خرجته في " تخريج الحلال والحرام "
رقم (5)
53 - ثنا أبو شرحبيل، حدثنا أبو اليمان، عن إسماعيل، عن محمد بن
إسحاق، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن سعد بن إبراهيم، عن القاسم
ابن محمد، عن عائشة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) بنحوه.
- حديث صحيح، ورجال إسناده موثقون غير أني لم أعرف الآن أبا شرحبيل هذا.
والحديث صحيح بما قبله.

28
16 - (باب ما أمر به من اتباع السنة وسنة الخلفاء
الراشدين).
54 - ثنا أبو سفيان عبد الرحيم بن مطرف، ثنا عيسى بن يونس، عن
ثور بن يزيد، عن خالد / بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي،
عن العرباض بن سارية قال - وكان من البكائين - قال: صلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم صلاة الغداة، ثم أقبل علينا بوجهه فوعظنا موعظة
بليغة ذرفت منها الأعين ووجلت منها القلوب، فقال رجل: يا رسول الله
كان هذه موعظة مودع! فقال:
" اتقوا الله وعليكم بالسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا، وإنه من
يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء من
بعدي الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات
الأمور فإن كل بدعة ضلالة ".
- إسناده صحيح، رجاله ثقات، وقد مضى بعينه (31).
55 - حدثنا الحوطي، ثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن العلاء بن
زبر عن يحيى بن أبي المطاع قال: سمعت العرباض بن سارية يقول:
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
" من بقي بعدي منكم فسيرى اختلافا شديدا فعليكم بسنتي وسنة
الخلفاء الراشدين عضوا عليها بالنواجذ ".
- حديث صحيح بما قبله، وقد مضى بعضه بهذا الإسناد ذاته برقم (26).
56 - ثنا أحمد بن الفرات، ثنا أبو صالح، حدثنا معاوية بن صالح،
عن ضمرة بن حبيب، عن عبد الرحمن بن عمرو، عن العرباض، عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.

29
- حديث صحيح، رجال إسناده ثقات على ضعف في أبي صالح، وقد مضى (33).
57 - حدثنا حسين بن حسن، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا ثور بن يزيد،
عن خالد بن معدان، حدثنا عبد الرحمن بن عمرو، وحجر بن حجر
الكلاعي، عن العرباض بن سارية، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
- إسناده صحيح وقد مضى برقم (32).
58 - حدثنا محمد بن عوف، حدثنا أبو صالح، عن معاوية بن
صالح، مثل حديث أبي مسعود وقال:
" وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها
بالنواجذ ".
- حديث صحيح، انظر الحديث (56).
59 - ثنا عيسى بن خالد، ثنا أبو اليمان، عن إسماعيل بن عياش، عن
أرطاة بن المنذر، عن المهاصر بن حبيب، عن العرباض قال: سمعت
النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول:
" فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها
بالنواجذ ".
- حديث صحيح، وهو طرف من حديث العرباض في الموعظة المتقدم (54)، وقد مضى
بعضه بهذا الإسناد (28) مع الكلام عليه.
17 - (باب في أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) بالقتل لمن فارق الجماعة) /
60 - ثنا أبو بكر، ثنا حفص وأبو معاوية، عن الأعمش عن عبد الله
ابن مرة، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
: " لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا

30
بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق
للجماعة ".
- إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وأصحاب السنن وغيرهم، وهو مخرج
في " إرواء الغليل " (2197).
18 - (باب ذكر قوله عليه السلام: من رغب عن سنتي
فليس مني).
61 - حدثنا هدبة، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" من رغب عن سنتي فليس مني ".
- إسناده صحيح، رجاله ثقات على شرط مسلم، وقد أخرجه كما يأتي. وهدبة هو ابن
خالد القيسي البصري الحافظ توفي سنة بضع وثلاثين ومائتين.
والحديث أخرجه مسلم (4 / 129) عن بهز حدثنا حماد بن سلمة به أتم منه، وفيه قصة
الذين سألوا أزواجه (ص) عن عبادته. وكذا أخرجه أحمد (3 / 241 و 259 و 285) والنسائي
(2 / 71) من طرق أخرى عن حماد به.
وتابعه حميد بن أبي حميد الطويل أنه سمع أنس بن مالك به. أخرجه البخاري (3 / 410
- 411).
62 - ثنا إسماعيل بن سالم، ثنا هشيم، ثنا مغيرة وحصين (1)، عن
مجاهد، عن عبد الله بن عمر وقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" من رغب عن سنتي فليس مني "
- إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم، وابن سالم هو الصائغ البغدادي.
والحديث أخرجه أحمد (2 / 158): ثنا هشيم به، إلا أنه ذكره في آخر قصة ابن عمرو مع



(1) الأصل " حسين " والتصويب من " المسند " وكتب الرجال.
31
النبي (صلى الله عليه وسلم) في ترغيبه على الاعتدال في الصلاة والصيام، وأن لا ينسى حق زوجته. وهي معروفة
في الصحيحين وغيرهما لكن ليس عندهم في آخرها: " فمن رغب عن... " فهذه فائدة
عزيزة.
19 - (باب فيما أخبر به النبي عليه السلام أن أمته ستفترق
على اثنتين وسبعين فرقة، وذمه الفرق كلها إلا واحدة، وذكر قوله
عليه السلام: إن قوما سيركبون سنن من كان قبلهم).
63 - ثنا عمرو بن عثمان، ثنا عباد بن يوسف، حدثني صفوان بن
عمرو، عن راشد بن سعد، عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، واحدة في الجنة وسبعين في
النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، فإحدى وسبعين في
النار وواحدة في الجنة، والذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين
فرقة، فواحدة في الجنة واثنتان وسبعين في النار "، قيل: يا رسول الله من
هم؟ قال: " هم الجماعة ".
- إسناده جيد، رجاله كلهم ثقات معروفون غير عباد بن يوسف، وهو ثقة إن شاء
الله، وعمرو بن عثمان هو ابن سعيد القرشي الحمصي مات سنة (250) وعنه رواه ابن ماجة.
والحديث رواه ابن ماجة وغيره عن عباد به، وقد خرجته في " الأحاديث الصحيحة "
(1492).
64 - ثنا هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، ثنا
قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" إن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين، كلها في النار إلا واحدة وهي
الجماعة ".
- حديث صحيح. ورجاله ثقات على ضعف في هشام بن عمار، لكنه قد توبع كما يأتي.

32
والحديث أخرجه ابن ماجة (3993) بإسناد المصنف هذا، وصححه البوصيري!
والحديث صحيح قطعا لأن له ست طرق أخرى عن أنس، وشواهد عن جمع من
الصحابة، وقد استقصى المصنف رحمه الله الكثير منها كما يأتي، ومضى قبله من حديث عوف
ابن مالك، وقد خرجته في " الصحيحة " (203) من حديث أبي هريرة و (204) من حديث
معاوية، وسيذكرهما المصنف.
وقد ضل بعض الهلكى من متعصبة الحنفية في ميله إلى تضعيف هذا الحديث مع كثرة طرقه
لمخالفته هوى في نفسه، وقد رددت عليه في المصدر المذكور آنفا، فليراجعه من شاء.
65 - ثنا هشام بن عمار، ثنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن
عمرو، عن الأزهر بن عبد الله، عن أبي عامر عبد الله بن لحي عن معاوية
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" إن هذه / الأمة ستفترق على إحدى وسبعين فرقة، كلها في النار إلا
واحدة وهي الجماعة ".
- حديث صحيح بما قبله وما بعده. وقد مضى هذا الإسناد بحديث آخر، هو وهذا في
الحقيقة حديث واحد، فرقهما المصنف، أو هكذا وقعا له. فانظر رقمي (1 و 2)
66 - ثنا أبو بكر، ثنا محمد بن بشر، ثنا محمد بن عمرو، عن أبي
سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" تفرقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي على
ثلاث وسبعين فرقة ".
- إسناده حسن. رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمرو وهو حسن
الحديث كما بينته في " الصحيحة " (203)، وأما قول بعض المتعصبة أنه لا يحتج به إذا لم
يتابع، فمخالف لما استقر عليه رأي كل المحققين من أهل الحديث أنه ثقة يحتج به في المرتبة
الوسط أي الحسن، فإذا توبع فهو صحيح الحديث قطعا، كما هو الشأن هنا، وقد صححه
الترمذي وابن حبان والحاكم.
والحديث أخرجه أحمد غيره من أصحاب السنن، وهو مخرج في المصدر المشار إليه آنفا.

33
67 - ثنا وهبان، ثنا خالد بن عبد الله وأبو موسى قالا: حدثنا ابن أبي
عدي، عن محمد ابن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
مثله.
- حديث صحيح، رجاله ثقات على التفصيل المذكور قبله في بعضهم، غير وهبان، فلم
أجد له ترجمة، وقد ذكر في مادة " وهب ": وهبان بن بقية محدت. فلعله هذا، ولم يزد
الزبيدي في شرحه عليه شيئا.
والحديث مضى الكلام عليه قبله.
68 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا قطن بن عبد الله أبو مري، عن
أبي غالب، عن أبي أمامة قال:
" افترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقة أو قال: اثنتين
وسبعين فرقة، وتزيد هذه الأمة فرقة واحدة كلها في النار إلا السواد
الأعظم " فقال له رجل: يا أبا أمامة من رأيك أو سمعته من رسول الله
(صلى الله عليه وسلم)؟ قال:
إني إذا لجري، بل سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة ولا مرتين ولا
ثلاثة.
- إسناده ضعيف، قطن بن عبد الله أبو مري أورده ابن أبي حاتم (3 / 2 / 137) برواية
محمد ابن مهران؟؟ أيضا؟؟، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، فهو مجهول الحال. وسائر
الرواة ثقات على ضعف يسير في أبي غالب، فهو حسن الحديث.
والحديث قال الهيثمي في " المجمع " (7 / 258): " رواه الطبراني في " الأوسط "
و " الكبير " بنحوه، وفيه أبو غالب وثقه ابن معين وغيره، وبقية رجال الإسناد ثقات،
وكذلك أحد إسنادي الكبير ".
قلت: فإن كان الحديث عندهما من غير طريق القطن هذا فهو حسن. والله أعلم.
69 - ثنا ابن مصفا، ثنا بقية، حدثنا صفوان بن عمرو، عن الأزهر
ابن عبد الله، عن أبي عامر الهوزني قال:

34
سمعت معاوية يقول:
" يا معشر العرب والله لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم لغيركم من الناس
أحرى أن لا يقوم به، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا يوما، فذكر أن أهل
الكتاب قبلكم افترقوا على (اثنتين و) (1) سبعين فرقة في الأهواء، ألا
وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة في الأهواء ".
- حديث صحيح بما قبله وما بعده. وقد مضى الحديث نحوه بهذا الإسناد (2).
70 - ثنا شيبان بن فروخ، ثنا الصعق بن حزن، ثنا عقيل الجعدي،
عن أبي إسحاق عن سويد بن غفلة، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
" افترق من كان قبلكم على اثنتين وسبعين فرقة، نجا منها ثلاث وهلك
سائرها ".
- إسناده ضعيف جدا، رجاله ثقات غير عقيل الجعدي فإنه ضعيف جدا، كما يفيده قول
البخاري فيه: منكر الحديث.
والحديث أخرجه الطبراني في " الصغير " و " الكبير " والحاكم وصححه، ورده الذهبي
بالجعدي. لكن للحديث في " كبير الطبراني " إسناد آخر عن ابن مسعود خير من هذا، وقد
خرجته مع الذي قبله في " الروض النضير " رقم (651) " ويأتي في الكتاب.
71 - حدثنا هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم أخبرني بكير بن
معروف، عن مقاتل بن حيان، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن



(1) سقطت من الأصل، واستدركتها مما تقدم
(2) ومن " المسند " وغيره.
35
جده عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن بني إسرائيل افترقت
على اثنتين وسبعين فرقة، لم ينج منها إلا ثلاث /. "
- إسناده ضعيف، رجاله ثقات على ضعف في هشام بن عمار، والوليد بن مسلم يدلس
تدليس التسوية، ولم يصرح بالتحديث في غير شيخه بكير.
والحديث أخرجه الطبراني في " الكبير " (3 / 74 / 2): حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي
حسان الأنماطي نا هشام بن عمار به.
72 - حدثنا عبد الله بن محمد أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن
هارون، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ستتبعون سنن من كان قبلكم باعا بباع، وذراعا بذراع، وشبرا بشبر
حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتم فيه "، قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: اليهود
والنصارى! قال: " فمن إذا؟! ".
- إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين، لكنهما لم يحتجا بمحمد بن عمرو، وهو
حسن الحديث كما تقدم (66).
والحديث أخرجه أحمد وابن ماجة من هذا الوجه. وهو صحيح، فإن له شواهد كثيرة
بعضها في " الصحيحين " كما يأتي (74 - ه 7)، وله بعد هذا شاهد من حديث ابن عمرو،
وآخر من حديث ابن عباس خرجته في " الصحيحة " (1348).
73 - ثنا يعقوب بن حميد، ثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن عمرو بن
شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع حتى لو دخل
أحدهم جحر ضب لاتبعتموه ". قالوا: يا رسول الله من اليهود
والنصارى؟ قال: فمن إذا؟!
- إسناده حسن، ورجاله ثقات، على الخلاف المعروف في عمرو بن شعيب عن أبيه عن

36
جده عبد الله بن عمرو بن العاص. وابن أبي حازم اسمه عبد العزيز واسم أبيه سلمة بن
دينار. والحديث صحيح بشواهده المتقدمة والآتية.
74 - ثنا محمد بن عوف، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا أبو غسان،
حدثني زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري،. أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع حتى لو دخلوا
جحر ضب لسلكتموه " قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى؟
قال: " فمن إذا؟! ".
- إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط الشيخين غير محمد بن عوف وهو ثقة حافظ
مات سنة اثنتين أو ثلاث وسبعين ومائتين.
والحديث أخرجه أحمد (3 / 84 و 89 و 94) والشيخان غير هما من طرق عن يزيد بن
أسلم به. وهو مخرج في تعليقي على " إصلاح المساجد " للعلامة القاسمي رقم (31).
75 - حدثنا سلمة، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن زيد بن أسلم
عمن حدثه، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم: مثله.
- إسناده صحيح على شرط الشيخين غير سلمة وهو ابن شبيب النيسابوري، فلم يرو له
البخاري وهو من الثقات المتفق على إتقانه وصدقه مات سنة 247. والحديث مكرر ما قبله.
76 - حدثنا يعقوب بن حميد، ثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن
سنان بن أبي سنان أنه سمع أبا واقد الليثي يقول: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى حنين، ونحن حديثو عهد بكفر، وكانوا أسلموا يوم الفتح قال:
فمررنا بشجرة فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات نواط كما لهم ذات أنواط، وكان
لكفار سدرة يعكفون حولها، ويعلقون بها أسلحتهم يدعونها ذات أنواط، فلما
قلنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال: الله أكبر وقلتم، والذي نفسي بيده، كما قالت بنو
إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال: إنكم قوم تجهلون، لتركبن
سنن من كان قبلكم "، ورواه ابن عيينة ومالك أيضا.
- إسناده حسن. رجاله ثقات. رجال الشيخين غير يعقوب بن حميد، وهو ثقة فيه ضعف
يسير، وقد توبع كما يأتي فالحديث صحيح.

37
والحديث أخرجه الترمذي (2 / 27 - 28) وأحمد (5 / 218) من طرق أخرى عن
الزهري به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
77 - ثنا ابن كاسب، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن
سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة،
وهو صنم بتبالة ".
- إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يعقوب بن حميد وقد عرفت حاله آنفا،
وقد توبع أيضا كما يأتي، فالحديث صحيح.
والحديث أخرجه أحمد (2 / 271): ثنا عبد الرزاق به. وأخرجه مسلم (8 / 2 18) من
طريقين آخرين عن عبد الرزاق به. وله طريق أخرى عن الزهري تأتي بعده.
78 - حدثنا بكر بن عبد الوهاب، ثنا ابن أبي أويس (1)، حدثني
أخي، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق، عن ابن شهاب، عن
سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي
الخلصة. طاغية دوس التي كانوا يعبدونها في الجاهلية ".
- حديث صحيح، رجاله ثقات، لكن ابن أبي أويس واسمه إسماعيل بن عبد الله
الأصبحي مع كونه من رجال الشيخين ففيه ضعف، وقد قال الحافظ: " صدوق أخطأ في
أحاديث من حفظه ". لكنه قد توبع كما يأتي. ومحمد بن أبي عتيق، هو بن عبد الله بن أبي
عتيق محمد بن عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق.
والحديث أخرجه البخاري (4 / 379) من طريق شعيب عن الزهري به.



(1) الأصل " ابن أبي يونس ". والأقرب ما أثبته، فقد ذكروا لإسماعيل بن أبي أويس رواية
عن أخيه أبي بكر بن أبي أويس واسمه عبد الحميد، وذكروا لهذا رواية عن سليمان بن بلال
والله أعلم.
38
79 - ثنا عمرو بن عثمان، ثنا بقية، ثنا أبو عمرو الأوزاعي، ثنا
العلاء بن الحجاج، عن محمد بن عبيد المكي، عن ابن عباس قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
كأني بنساء فهم (1) يطفن بالحردج تضطرب ألياتهن مشركات، وهو أول
شرك في الإسلام. قال بقية: ولقيت العلاء بن الحجاج، فحدثني عن
محمد بن عبيد، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
- إسناده ضعيف، رجاله ثقات غير محمد بن عبيد المكي وهو ابن أبي صالح فإنه ضعيف
كما جزم به الحافظ. والعلاء بن الحجاج ضعفه الأزدي، وهو من طريق الأوزاعي عن العلاء
عن محمد بن عبيد عن ابن عباس منقطع، ومن طريق بقية عن العلاء متصل لأنه أدخل بينهما
مجاهدا.
20 - (باب ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم من أمره بلزوم الجماعة،
وإخباره أن يد الله على الجماعة).
80 - ثنا المسيب بن واضح، ثنا المعتمر بن سليمان، عن سليمان وهو ابن
سفيان مولى آل طلحة المدني، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما كان الله ليجمع هذه الأمة على الضلالة أبدا، ويد الله على
الجماعة هكذا، فعليكم بسواد (كذا (3)) الأعظم، فإنه من شذ شذ في
النار ".



(1) بالفاء وهم بطن من قيس عيلان كما في " الأنساب ".
(2) كذا الأصل ولم أدر ما هو، وظاهر أنه اسم مكان. ووقع في كتاب " الأوائل " للمصنف رقم
الحديث (59) " الخزرج " ولم أعرفه أيضا. وفي " شرح العقيدة الطحاوية " (ص 215 - الطبعة
الثالثة) " بالخزرج "، من رواية اللالكائي، وما أظنه إلا تصحيفا. والله أعلم.
قال الجبوري في تحقيقه لكتاب الأوائل للمصنف: بل هي كما عنده " بالخرفج " وهو السروال الواسع.
(3) والأصل أن تكون: بالسواد. (زهير).
39
- إسناده ضعيف، سليمان بن سفيان وهو أبو سفيان المدني مولى آل طلحة بن عبيد الله
ضعيف كما في " التقريب "، ونحوه المسيب بن واضح، فإنه سيئ الحفظ. لكنه قد توبع كما
يأتي.
والحديث أخرجه الحاكم (1 / 115 - 116) من طرق أخرى عن المعتمر بن سليمان به..
وذكر أنه أختلف فيه على المعتمر من سبعة أوجه، ساقها بأسانيدها، وهي عندي لا تبلغ إلا
أربعة وجوه: الأول هذا. والثاني عنه عن سلم بن أبي الذبال، عن عبد الله بن دينار به.
والثالث: عنه: حدثني سليمان أبو عبد الله المدني، عن عبد الله بن دينار به. الرابع: عنه
قال: قال أبو سفيان سليمان بن سفيان المدني، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر به. وأما
سائر الوجوه السبعة، فهي تعود في الحقيقة إلى الوجه الأول، لأن أحدها فيه: حدثني أبو
سفيان المديني، والثاني فيه: حدثني سليمان المدني. والثالث: سفيان أو أبي سفيان. فهذه
الوجوه الثلاثة تعود إلى الوجه الأول لأنه سليمان بن سفيان أبو سفيان المدني. ولما أخرجه
البيهقي في " الأسماء " (ص 322) عن المعتمر حدثني أبو سفيان المديني قال: " أبو سفيان
المديني يقال إنه سليمان بن سفيان، واختلف في كنيته وليس بمعروف " وفيه إشارة إلى أن الوجه
الثالث من الوجوه الأربعة يعود أيضا إلى الوجه الأول، لأن " سليمان أبو عبد الله " هو سليمان
أبو سفيان، وإنما اختلف في كنيته. والمشهور أبو سفيان. وأما الوجوه الأخرى فحملها
الحاكم على أنها كلها حفظها المعتمر لأنه أحد أئمة الحديث وأركانه، فلا بد من أن يكون له
أصل بأحد هذه الأسانيد.
قلت: وهناك وجه آخر لم يذكره الحاكم، قال الطبراني في " المعجم الكبير "
(3 / 209 / 1): حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي، نا
معتمر بن سليمان، عن مرزوق. مولى آل طلحة، عن عمرو بن دينار دون قوله: " هكذا،
فعليكم... ". قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات، ومرزوق اسم أبيه مرداسة كما في
" مشكل الآثار " (4 / 114).
81 - ثنا الحلواني، ثنا يزيد بن هارون، ثنا عبد الأعلى بن أبي
المساور، عن زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك، عن النبي صلى الله وسلم قال:
" يد الله على الجماعة ".
- حديث صحيح، وإسناده ضعيف جدا، ابن أبي المساور قال الحافظ: متروك، وكذبه
ابن معين. ومن طريقه أخرجه الطبراني (1 / 225)، لكن الحديث صحيح له شواهد ذكر
بعضها في " تخريج إصلاح المساجد " (رقم 61 - طبع المكتب الإسلامي) ومن شواهده حديث
ابن عمر الذي قبله.

40
82 - ثنا الحسن بن علي، ثنا يزيد بن هارون، أنا سعيد بن زربي،
عن الحسن، عن كعب بن عاصم الأشعري سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
" إن الله تعالى قد أجار أمتي من أن تجتمع على ضلالة ".
- حديث حسن، إسناده ضعيف، سعيد بن زربي منكر الحديث، والحسن مدلس وقد
عنعنه. لكن الحديث يتقوى بما بعده. وقد خرجتها في " الصحيحة " (1331)، ويأتي له
طريق أخرى عن كعب بن عاصم رقم (92).
83 - ثنا محمد بن علي بن ميمون، ثنا أبو أيوب سليمان بن عبيد الله، ثنا
مصعب بن إبراهيم، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن
مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم / كان يقول:
" إن الله قد أجار أمتي أن تجتمع على ضلالة ".
- حديث حسن، إسناده ضعيف، مصعب بن إبراهيم منكر الحديث أيضا، لكنه يتقوى
بما قبله.
84 - ثنا محمد بن مصفا، ثنا أبو المغيرة، عن معاذ بن رفاعة، عن أبي
خلف الأعمى، عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إن أمتي لا تجتمع على ضلالة، فإذا رأيتم الاختلاف فعليكم بسواد
(كذا) الأعظم: الحق وأهله ".
- إسناده ضعيف جدا، أبو خلف الأعمى قيل اسمه حازم بن عطاء، قال الحافظ: متروك
ورماه ابن معين بالكذب.
قلت: والشطر الأول منه صحيح له شواهد كما تقدم بيانه قريبا (81)، والشطر الآخر
ضعيف تقدم بإسناد خير من هذا رقم (80).
85 - ثنا أبو بكر، ثنا أبو خالد الأحمر، عن الأعمش، عن المسيب بن
رافع، عن يسير بن عمرو قال: سمعت أبا مسعود يقول:

41
" عليكم بالجماعة فإن الله لا يجمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة ".
- إسناده جيد موقوف رجاله رجال الشيخين.
والحديث رواه الطبراني أيضا من طريقين إحداهما رجالها ثقات كما في " المجمع "
(5 / 219).
86 - ثنا الحزامي، ثنا إبراهيم بن مهاجر بن مسمار، ثنا أبي، عن عامر
ابن سعد عن أبيه قال: وقف عمر بالجابية فقال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال:
" من أراد بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة، فإن الشيطان مع الفذ ".
- حديث صحيح، وإسناده ضعيف، إبراهيم بن مهاجر بن مسمار ضعيف، لكن
الحديث صحيح بما بعده.
والحديث أخرجه الحاكم (1 / 114) من طريقين آخرين عن إبراهيم بن المنذر الحزامي
به.
87 - ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، ثنا أبو بكر بن عياش،
عن عاصم، عن زر، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة ".
- إسناده حسن، رجاله ثقات، وفي بعضهم ضعف يسير، وهو ينجبر بالطريق الآتية،
فالحديث صحيح.
88 - ثنا إسماعيل بن سالم، ثنا النضر بن إسماعيل أبو المغيرة، ثنا
محمد بن سوقة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال:
" عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من
الاثنين أبعد، ومن أراد بحبحة الجنة فعليه بالجماعة.

42
- حديث صحيح، رجاله ثقات غير النضر بن إسماعيل أبي المغيرة، فإنه ليس بالقوي،
وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه الترمذي (2 / 25) والحاكم (1 / 114) من طريقين آخرين عن النضر
به، وقال الترمذي: " حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقد رواه ابن المبارك
عن محمد بن سوقة، وقد روي من غير وجه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ".
ثم أخرجه الحاكم وأحمد (1 / 18) من طريق عبد الله بن المبارك أنبأنا محمد بن سوقة به.
وقال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين ". ووافقه الذهبي وهو كما قالا.
ومن طرقه التي أشار إليها الترمذي ما أخرجه ابن حبان (2282) وأحمد (1 / 26) عن
جابر بن سمرة قال: خطبنا عمر بن الخطاب فقال: فذكره مرفوعا في حديث.
ومنها ما سيأتي في الكتاب إن شاء الله تعالى " 175 - باب / 899 - حديث ".
89 - ثنا دحيم، ثنا عبد الله بن وهب، ثنا أبو هاني، عن عمرو بن
مالك، عن فضالة بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة ".
- إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات، وقد صححه ابن حبان والحاكم والذهبي،
وحسنه ابن عساكر، وهو مخرج في " الصحيحة " (541). و (دحيم) مصغرا لقب، واسمه
عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي وهو ثقة حافظ متقن، مات سنة (245) وله خمس وسبعون
سنة.
90 - ثنا هدبة، ثنا مهدي بن ميمون، عن غيلان بن جرير، عن زياد
ابن رياح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
" من خرج عن الجماعة (1) وفارق الجماعة، مات ميتة جاهلية ".
- إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم وقد أخرجه في " صحيحه "
(6 / 21) من طرق أخرى عن غيلان بن جرير به وله عنده تتمة، وقد خرجته في
" الصحيحة " (983).



(1) كذا الأصل، ولعل الصواب " الطاعة " كما في " مسلم " وغيره.
43
91 - ثنا ابن كاسب، ثنا المغيرة بن عبد الرحمن، عن ابن عجلان، عن
زيد بن أسلم، عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" من فارق الجماعة، فإنه يموت ميتة جاهلية ".
- إسناده حسن، رجاله ثقات، وفي بعضهم ضعف يسير، وقد توبع كما يأتي فالحديث
صحيح. وابن كاسب اسمه يعقوب بن حميد.
والحديث أخرجه أحمد (2 / 133) من طريق محمد بن مطرت، ثنا يزيد بن أسلم به أتم
منه. وسنده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه مسلم (6 / 22) من طريق هشام بن سعد
عن زيد بن أسلم فزاد: عن أبيه عن ابن عمر به إلا أنه لم يسق لفظه، وأحال به على معنى
حديث نافع عن ابن عمر به نحوه أتم منه. وهو مخرج في " الصحيحة " (984).
92 - ثنا محمد بن عوف، ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثنا أبي،
عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن كعب بن عاصم قال /:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إن الله تعالى قد أجار لي على أمتي من ثلاث: لا يجوعوا، ولا
يجتمعوا على ضلالة، ولا يستباح بيضة المسلمين ".
- حديث حسن، رجاله ثقات غير محمد بن إسماعيل بن عياش فضعيف، لكن للحديث
طريق أخرى عن كعب بن عاصم تقدمت (82) وشاهد مضى (83).
21 - (باب)
93 - ثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم، ثنا يونس بن محمد، عن أبي
وكيع، عن القاسم بن الوليد، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" الجماعة رحمة والفرقة عذاب ".

44
- إسناده حسن، ورجاله ثقات، وفي أبي وكيع واسمه الجراح بن مليح كلام يسير. وأبو
يحيى محمد بن عبد الرحيم هو البزاز المعروف بصاعقة، ثقة حافظ من شيوخ البخاري.
والحديث أخرجه أحمد في " المسند " وابنه في " زوائده " (4 / 278 و 375) من طريقين
آخرين عن أبي وكيع به، إلا أنه قال: عن أبي وكيع الجراح بن مليح عن أبي عبد الرحمن،
فلم يسم القاسم بن الوليد ولذلك لم يعرفه الهيثمي! (8 / 182). وأما المنذري فقال:
" رواه عبد الله بن أحمد في " زوائده " بإسناد لا بأس به " وخفي عليه أنه رواه أبوه أحمد أيضا
كما ذكرنا، وقلده على ذلك السيوطي في " الجامع "!
94 - ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، نا يحيى بن سعيد، ثنا شعبة، عن
عمر بن سليمان، عن عبد الرحمن بن أبان، عن أبيه قال: خرج زيد بن
ثابت من عند مروان، فقيل له: ما بعث إليك إلا ليسألك عن شئ،
فقال: سألني عن أشياء سمعتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سمعت
رسول الله يقول: " نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه
غيره، فرب حامل (كذا) فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه
منه، ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله،
والنصيحة لولاة الأمر، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تحيط من وراءهم ".
وفيه عن جبير بن مطعم وابن مسعود ومعاذ وأنس (1).
- إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر بن سليمان وهو العدوي القرشي،
وعبد الرحمن بن أبان وهو ابن عثمان، وهما ثقتان.
والحديث أخرجه أصحاب السنن وغيرهم، وصححه ابن حبان (72 و 73) والعراقي
وغيرهما، وهو مخرج في " تخريج الترغيب " (1 / 64).
22 - (باب ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم عليه السلام عليكم هديا
قاصدا).



(1) قلت: أحاديثهم مخرجة في " الترغيب " غير حديث معاذ فهو في " مجمع الزوائد " (1 / 138).
45
95 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون وأبو داود،
عن عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن، عن أبيه، عن بريدة الأسلمي
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" عليكم هديا قاصدا، فإنه من يغالب هذا الدين يغلبه ".
- إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات.
والحديث أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " (2 / 86) والمروزي في " زوائد الزهد "
(1113) والحاكم (1 / 312) والبيهقي (3 / 18) وأحمد (5 / 350) والخطيب في " التاريخ "
(8 / 91) من طرق أخرى عن عيينة به. وقال الحاكم: " صحيح الإسناد " ووافقه الذهبي.
96 - ثنا أبو موسى، ثنا ابن أبي عدي، عن عيينة بن عبد الرحمن،
عن أبيه، عن ابن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
- إسناده صحيح. وهو مكرر الذي قبله. وأبو موسى هو محمد بن المثنى الحافظ الثقة.
97 - حدثنا أبو الخطاب، ثنا أبو عبد الرحمن المقري، عن عيينة بن
عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي برزة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" عليكم هديا قاصدا، فإنه من يشاد هذا الدين يغلبه ".
- إسناده صحيح. وهو مكرر الذي قبله. وأبو الخطاب هو زياد بن يحيى الحساني، وهو
ثقة من شيوخ الشيخين، مات سنة (254).
98 - ثنا المقدمي، ثنا حماد بن زيد، عن عوف، عن أبي العالية، عن
ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين،.
- إسناده صحيح، ورجاله ثقات رجال الشيخين إن كان عوف وهو ابن أبي جميلة قد سمعه
من أبي العالية، فقد ذكروا له رواية عنه، لكن أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجة وغيرهم
من طرق عن عوف: ثني زياد بن حصين عن أبي العالية به. فأدخل فيه زياد بن حصين وهم
ثقة من رجال مسلم، وقد صححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والذهبي والنووي وابن

46
تيمية، وهو مخرج في " الصحيحة " (1283).
99 - ثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، عن شعبة، عن أبي عمران
الجوني، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يقول الله تبارك وتعالى لأهون
أهل النار عذابا: لو كانت لك الدنيا وما فيها أكنت مفتديا بها؟ فيقول
: نعم. فيقول: قد أردت منك أهو ن من ذلك وأنت في صلب آدم، أن
لا تشرك بي شيئا " قال: وأحسبه قال: " ولا أدخلك النار فأبيت إلا
الشرك بي ".
- إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (8 / 134) بإسناد المصنف هذا. وأخرجه هو والبخاري
(2 / 333) من طرق أخرى عن شعبة به نحوه.
100 - حدثنا أبو بكره حدثنا وكيع عن سفيان، عن جابر، عن عبد الله
ابن نجي، عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أخوف ما أخاف عليكم بعدي من الدجال أئمة مضلين ".
- حديث صحيح، وإسناده ضعيف، من أجل جابر وهو ابن يزيد الجعفي وهو ضعيف.
وعبد الله بن نجي مختلف فيه وفي سماعه من علي. لكن الحديث صحيح قطعا، فإن له شواهد
من حديث عمر بن الخطاب وأبي الدرداء وأبي ذر وثوبان وشداد بن أوس، بعضها صحيح
الإسناد، وقد خرجتها في " الصحيحة " (1582).
23 - (باب)
101 - ثنا أبو بكر، حدثنا ابن نمير ويعلى بن عبيد، قالا: ثنا حجاج
ابن دينار. عن أبي غالب، عن أبي أمامة / قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدال ثم قرأ (ما ضربوه
لك إلا جدلا).

47
- إسناده حسن، وقد صححه جماعة كما ذكرته في " تخريج الترغيب " (1 / 81 - 82).
24 - (باب: ذكر القلم أنه أول ما خلق الله تعالى وما
جرى به القلم).
102 - ثنا محمود بن خالد، ثنا مروان بن محمد، ثنا رباح بن الوليد بن
يزيد بن نمران الذماري، حدثني إبراهيم بن أبي عبلة، حدثني أبو عبد
العزيز الأردني، عن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول:
" أول ما خلق تعالى القلم فقال له: اكتب. قال: يا رب وما
أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شئ ".
- حديث صحيح، ورجال إسناده ثقات، غير أبي عبد العزيز الأردني فلم أعرفه، وليس
هو يحيى بن عبد العزيز أبو عبد العزيز الأردني، فإنه متأخر الطبقة عن هذا. لكن قد تابعه
جماعة عن عبادة كما يأتي في الكتاب.
153 - حدثني محمود بن خالد، ثنا مروان بن محمد، ثنا ابن لهيعة، عن
يزيد بن أبي حبيب، عن الوليد بن عبادة، عن أبيه قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقو ل:
" أول ما خلق الله تعالى القلم، فقال له: اكتب. قال: وما أكتب يا
رب؟ قال: اكتب القدر. قال: وكتب ما هو كائن ".
- حديث صحيح، وإسناده لا بأس به في الشواهد، رجاله ثقات غير ابن لهيعة وهو سئ
الحفظ، لكنه يتقوى بما قبله، وما بعده، وبرواية أيوب بن زياد: ثني عبادة بن الوليد بن
عبادة، ثنى أبي قال: دخلت على عبادة.... فذكره مرفوعا. أخرجه أحمد (5 / 317)،
وإسناده حسن، رجاله نقات معروفون غير أيوب هذا، فقد وثقه ابن حبان، لكن روى عنه
جماعة، ومن طريقه أخرجه المصنف كما يأتي (107).
104 - ثنا محمد بن مصفى، ثنا بقية بن الوليد، عن معاوية بن سعيد

48
قال: حدثني عبد الله بن السايب، عن عطاء ابن أبي رباح قال: سألت
الوليد بن عبادة: كيف كانت وصية أبيك حين حضرته الوفاة؟ قال:
أي بني. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" أول ما خلق الله تعالى القلم، فقال: اكتب. قال: وما أكتب يا
رب؟ قال: اكتب القدر. قال: فجرى القلم في تلك الساعة بما كان وبما
هو كائن إلى الأبد ".
104 - حديث صحيح، رجاله موثقون، ومعاوية بن سعيد وثقه ابن حبان، وروى عنه
جمع كثير، فالإسناد حسن لولا عنعنة بقية. لكنه يتقوى بما سبق من الطرق، وما يأتي من
المتابعة.
105 - ثنا عمرو بن علي، ثنا أبو داود، ثنا عبد الواحد بن سليم، عن
عطاء بن أبي رباح، حدثني الوليد بن عبادة بن الصامت قال: دعاني
أبي. فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" أول ما خلق الله تعالى القلم. فقال: اكتب. فكتب ما كان وما هو
كائن إلى الأبد ".
- حديث صحيح، رجاله ثقات غير عبد الواحد بن سليم فهو ضعيف كما في
" التقريب ". وأبو داود هو سليمان بن داود الطيالسي صاحب المسند المعروف به. وقد أخرج
هذا الحديث فيه (رقم 577) بإسناده هذا، وعنه الترمذي (2 / 23 و 232) وقال:
" حديث حسن غريب "!
106 - ثنا ابن مصفى، ثنا بقية، حدثني أرطاة بن المنذر، عن مجاهد
ابن جبير، عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" أول ما خلق الله تعالى القلم. فأخذه بيمينه وكلتا يديه يمين.
قال: فكتب الدنيا وما يكون فيها من عمل معمول بر أو فجور. رطب
أو يابس، فأحصاه عنده في الذكر. فقال: اقرأوا إن شئتم: هذا كتابنا

49
ينطبق عليكم بالحق. إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون. فهل تكون
النسخة إلا من شئ قد فرغ منه ".
- إسناده حسن، رجاله ثقات، وفي ابن مصفى كلام لا ينزل حديثه عن مرتبة الحسن،
وهو وبقية مدلسان وقد صرحا بالتحديث، وأخرجه الآجري في " الشريعة " (ص 175)
من طريق الربيع بن نافع عن بقية بن الوليد قال: حدثنا أرطاة بن المنذر به. فصح الحديث
والحمد لله.
107 - ثنا أبو بكر، ثنا زيد بن الحباب /، عن معاوية بن صالح، ثنا
أيوب أبو زيد الحمصي، عن عبادة بن الوليد، عن أبيه أنه قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" أول شئ خلق الله تعالى القلم، وقال: اجر، فجرى تلك الساعة بما
هو كائن ".
- إسناده حسن، رجاله ثقات معروفون غير أيوب وهو ابن زياد أبو زيد الحمصي، وهو
حسن الحديث كما سبق في (103).
والحديث أخرجه أحمد (317 / 5) من طريق ليث. عن معاوية به.
108 - ثنا محمد بن المثنى، ثنا يعمر بن بشر، ثنا ابن المبارك، عن
رباح بن زيد، عن عمر بن حبيب، عن القاسم ابن أبي بزة. قال:
سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" أول شئ خلق الله تعالى القلم، فأمره فكتب كل شئ يكون ".
- حديث صحيح، رجاله كلهم ثقات غير يعمر بن بشر، لم يذكر فيه ابن أبي حاتم
(4 / 2 / 313) جرحا ولا تعديلا، لكنه قد توبع من قبل الإمام أحمد وكفى به حجة، وقد
خرجته في " الصحيحة " (133).
109 - ثنا إبراهيم بن الحجاج، ثنا ابن زيد، ثنا. مزاحم بن العوام،
عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

50
" يا أبا هريرة جف القلم بما أنت لاق ".
- حديث صحيح، رجاله كلهم ثقات غير مزاحم بن العوام فلم أجد له ترجمة، ولكنه قد
توبع كما يأتي. وابن زيد هو حماد. وإبراهيم بن الحجاج هو النيلي أبو إسحاق البصري،
والنيل مدينة بين واسط والكوفة، وهو ثقة مات سنة 232، وللمصنف بهذا السند حديث آخر
(118).
والحديث أعله النسائي بالانقطاع، فقد أخرجه (2 / 69 - 70) من طريق أنس بن عياض
قال: حدثنا الأوزاعي به. وقال: " الأوزاعي لم يسمع هذا الحديث من الزهري، وهذا
حديث صحيح، قد رواه يونس عن الزهري ". قلت: رواية يونس هذه ساقها المصنف
بعده.
110 - ثنا الحسن بن علي، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، عن
يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يا أبا هريرة جف القلم، بما أنت لاق ".
- إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات على شرط البخاري، وقد أخرجه كما يأتي. والحسن
ابن علي هو الحلواني.
والحديث علقه البخاري في " صحيحه " (3 / 413): وقال أصبغ: أخبرني ابن وهب
به، وزاد: فاختص على ذلك أو ذر. وفيه قصة. وعلق طرفه الأخير في مكان آخر
(4 / 25) على أبي هريرة بصيغة الجزم.
وللحديث شاهد من حديث ابن عمرو مرفوعا نحوه. أخرجه أحمد (2 / 176 و 197)
بسند صحيح. وآخر عن سراقة بن جعشم عند ابن ماجة (91).
111 - ثنا دحيم، حدثنا الوليد بن مسلم، عق عثمان بن أبي العاتكة،
حدثني سليمان بن حبيب المحاربي، عن الوليد بن عبادة أن أباه عبادة بن
الصامت لما احتضر سأله ابنه عبد الرحمن وقال: يا أبه أوصني قال:
أجلسوني يا بني! فأجلسوه. قال: يا بني. اتق الله، ولن تتق (كذا)
الله تعالى حتى تؤمن بالله تعالى. ولن تؤمن بالله حتى تؤمن بالقدر خيره

51
وشره، وتعلم أن ما أصابك لم يكن يخطئك. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول:
" القدر على هذا، من مات على غير هذا أدخله الله تعالى النار ".
- حديث صحيح. رجاله ثقات غير عثمان بن أبي العاتكة فيه ضعف، لكنه يتقوى بما
سأذكر.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 317) والآجري في " الشريعة " (ص 177) من طريق أيوب بن
- زياد عن عبادة بن الوليد، ومن طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب كلاهما عن الوليد بن
عبادة به نحوه، وقد أخرجهما المصنف فيما تقدم (103 و 107) بقصة القلم دون القدر.
وكلاهما في روايتي أحمد. فالحديث بمجموع طرقه صحيح إن شاء الله تعالى.
25 - (باب ثواب من يدعو إلى خير، وعقاب من يدعو إلى
شر).
112 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، عن ليث، عن بشير
ابن نهيك، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما من داع يدعو إلى شئ إلا وقف له يوم القيامة ".
112 - إسناده ضعيف، رجاله ثقات غير الليث وهو ابن أبي سليم وهو ضعيف، وقد
اختلف عليه في إسناده. كما بين في " تخريج الترغيب " (1 / 50).
والحديث أخرجه ابن ماجة (208) بإسناد المصنف هذا.
113 - ثنا ابن حميد، ثنا جرير بن أبي حازم، عن القاسم بن عبد
الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجر من اتبعه، لم ينتقص من
أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من
اتبعه، لا ينقص من آثامهم شيئا.

52
- حديث صحيح، وإسناده غريب جدا عن أبي هريرة، فإنما يعرف عنه من طريق العلاء
ابن عبد الرحمن عن أبيه عنه به. أخرجه مسلم (8 / 62) وأصحاب السنن وغيرهم وصححه
الترمذي، وقد خرجته في " الصحيحة " (863).
وابن حميد هو - فيما أظن - محمد بن حميد بن حيان التميمي الحافظ أبو عبد الله الرازي، قال
في " التقريب ": " حافظ ضعيف، وكان ابن معين حسن الرأي فيه ". مات سنة (248).
وجرير بن أبي حازم، لا وجود له في الرواة، وقريب من هذه الطبقة جرير بن حازم أبو
النضر البصري، ولكن ابن حميد لم يسمع منه فإن بين وفاتيهما كلا سنة. فيغلب على الظن أنه
خطأ من بعض النساخ، وأن الصواب جرير بن عبد الحميد الضبي أبو عبد الله الرازي فقد
ذكروه في شيوخ ابن حميد وهو ثقة من رجال الشيخين. والله أعلم.
26 - (باب ما يطبع المؤمن عليه):
114 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن الأعمش قال:
حدثت عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يطبع المؤمن على كل شئ إلا الخيانة والكذب ".
- إسناده ضعيف لجهالة من حدث الأعمش به، وسائر رجاله ثقات، وقد خولف وكيع في
إسناده. من بعض الثقات ولكنه لا يقرن في الثقة والحفظ مع وكيع وهو ابن الجراح الحافظ، وقد
بينت ذلك في " الأحاديث الضعيفة " (3215).
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة - شيخ المصنف - في " كتاب الإيمان " رقم (82 -
بتحقيقي)، وقد تابعه أحمد: حدثنا وكيع به. وللحديث شواهد كلها واهية وبعضها أشد
ضعفا من بعض، وقد صح موقوفا كما خرجته هناك. ومن شواهد. الواهية الحديث الآتي:
115 - ثنا خالد بن محمد بن أبي مخلد الواسطي، ثنا قرة بن عيسى، ثنا
عبيد الله بن الوليد، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
" يطبع المؤمن على كل شئ إلا الخيانة والكذب ".
- أسناده. ضعيف جدا، من أجل عبيد الله بن الوليد، فإنه كما قال ابن عدي:

53
ضعيف جدا، يتبين ضعفه على أحاديثه "، وقرة بن عيسى لم أعرفه، لكنه قد توبع.
وللحديث شواهد واهية كما ذكرت آنفا.
116 و 117 - قال أبو بكر: وعن معاذ بن جبل وعوف / بن مالك
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" نعوذ بالله من طمع يهدي إلى طبع ".
- علقهما المصنف ولم يسق إسنادهما على خلاف عادته، ولعل ذلك لأنه لم يتيسر له
استخراجهما من أصوله إلى هنا. وقد أخرجهما البخاري في " التاريخ الكبير "، وأخرجه
أحمد عن معاذ وحده، وفيهما ضعف بينته في " الأحاديث الضعيفة " (1373).
118 - ثنا إبراهيم بن الحجاج، ثنا مزاحم بن العوام، ثنا الأوزاعي،
عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قلنا: يا
رسول الله والخيل تنزع بنا في آثار القوم، كأن مسيرنا هذا في الكتاب
السابق؟ قال: نعم.
- إسناده. ضعيف من أجل مزاحم هذا، لما سبق (109)، لكن مقتضى كلام الهيثمي الآتي
أنه ثقة والله أعلم.
والحديث أخرجه البزار في " مسنده " (ص 131 - زوائده): حدثنا محمد بن الحصين،
ثنا مزاحم بن العوام بن مزاحم، ثنا الأوزاعي به. وقال: " تفرد به مزاحم عن الأوزاعي
ورجاله ثقات " ونقله الهيثمي في " مجمع الزوائد " (7 / 208) وأقره. والله أعلم.
27 - (باب)
119 - ثنا محمد بن إدريس، ثنا سعيد بن كثير بن عفير، ثنا ابن
وهب، عن يونس بن يزيد، عن ابن أبي عبلة، عن عدي بن عدي قال:
سمعت الفرس وكان من أصحاب النبي عليه السلام يقول: إن المرء
ليعمل بعمل أهل الجنة البرهة من دهره، ثم تعرض له الجادة من جواد
النار فيعمل بعمل حتى يموت عليها، وذلك ما كتب له، وإن المرء

54
ليعمل بعمل أهل النار البرهة من دهره، ثم يعرض له الجادة من جواد
الجنة، فيعمل بها حتى يموت عليها، وذلك ما كتب الله تعالى... أحسبه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عدي بن عدي وهو ثقة، وغير محمد
ابن إدريس وهو أبو حاتم الرازي الثقة الحافظ الكبير وأحد الأئمة، مات سنة 277 عن (82)
سنة.
والحديث أخرجه البزار (ص 131 - 132) والطبراني في " المعجم الصغير " (ص 105)
و " الكبير " أيضا من طريقين آخرين عن ابن عفير به. وجزم البزار في روايتيه بنسبته إلى النبي
صلى الله عليه وسلم وهو اللائق به فإنه لا يقال بمجرد الرأي، لا سيما وله شواهد كثيرة قد ذكرت بعضها في
" الروض النضير " (669).
28 - (باب ذكر الرضا بالقدر والرضا به).
120 - ثنا ابن حساب، ثنا حماد بن زيد، ثنا مطر الوراق، عن عبد الله
ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن عبد الله، حدثني عمر قال: بينما نحن
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل هيئته هيئة مسافر، وثيابه ثياب مقيم،
فقال: يا رسول الله: أدنو منك، فدنا حتى وضع يده على ركبته،
فقال: يا رسول الله ما الإيمان؟ قال:
" أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالموت، وبالبعث، والجنة
والنار، والقدر كله. فإذا فعلت ذلك فقد آمنت. قال: نعم. قال:
صدقت. قال: فلما ولي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي بالرجل. قال: فطلبوه
فلم يجدوه، فقال: هذا جبريل عليه السلام جاء يعلمكم أمر دينكم ".
120 - حديث صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم إلا أنه لم يحتج بمطر الوراق، وإنما
روى له في المتابعات وفيه ضعف. وابن حساب اسمه محمد بن عبيد بن حساب الغبري
البصري، مات سنة (238).
والحديث أخرجه مسلم (1 / 29) بإسناده المصنف هذا، وبإسنادين آخر قالوا: حدثنا
حماد بن زيد به. ثم أخرجه من طرق أخرى عن ابن بريدة به أتم منه.

55
121 - ثنا الحسن بن علي، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا شريك، عن
الركين بن الربيع، عن يحيى بن يعمر وعطاء بن السايب، عن ابن بريدة،
وعن يحيى بن يعمر عن ابن (1) عمر عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
- حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أن شريكا وهو ابن عبد الله القاضي
لم يحتج به مسلم أيضا، وإنما روى له متابعة، وهو سئ الحفظ. والحسن بن علي هو
الحلواني.
والحديث أخرجه مسلم (1 / 30) من طريق المعتمر، عن أبيه، عن يحيى بن يعمر، عن
ابن عمر به.
122 - ثنا ابن منصور الطوسي، ثنا أبو الجواب، ثنا عمار بن رزيق
عن عطاء بن السايب، عن محارب بن دثاره عن أبي بريدة. قال:
انطلقت أنا ويحيى بن يعمر فذكر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
- حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن عطاء بن السائب كان اختلط،
لكنه توبع. وابن منصور الطوسي، هو محمد بن منصور فقد سماه. المؤلف بعد (126)، ويكنى
بأبي جعفر العابد وهو ثقة مات سنة (254) وله ثمانون سنة.
123 - ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا معاذ بن معاذ، وحدثنا عبيد الله بن
معاذ بن معاذ، ثنا أبي، ثنا كهمس، ثنا ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر،
عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
- إسناده. صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجه المصنف بإسنادين عن معاذ بن معاذ وهو
العنبري، الأول: محمد بن أبي بكر وهو المقدمي والآخر: عبيد الله بن معاذ بن معاذ
كلاهما عن معاذ بن معاذ به.
والحديث أخرجه مسلم (1 / 28) بإسناد المصنف الآخر. وأخرجه هو وأحمد (1 / 28)
من طريق وكيع عن كهمس به. ثم أخرجه أحمد (1 / 51) عن محمد بن جعف ثنا كهمس به،



(1) الأصل " أبي " وهو خطأ صححته من " مسلم " وغيره.
56
وكلهم قالوا: عن ابن عمر عن عمر كما في الطريق الآتية من الكتاب، فلعله سقط قوله " عن
عمر " من الناسخ.
124 - ثنا أبو كامل الفضيل بن حسين، ثنا أبو معشر البراء قال:
سمعت عثمان بن غياث، ثنا عبد الله بن بريدة، عن حميد بن عبد الرحمن
ويحيى بن يعمر، أنهما سمعا ابن عمر يقول: حدثني عمر أو أخبرنا عمر
رضي الله عنه:
أنهم بينهما هم جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) فذكر نحوه.
- إسناده صحيح على شرط الشيخين، إلا أن البخاري روى عن الفضيل بن حسين
تعليقا، مات سنة (237) عن (92) سنة، وقد توبع كما سأذكره.
والحديث أخرجه مسلم (1 / 29) وأحمد (1 / 27) من طريق يحيى بن سعيد القطان حدثنا
عثمان بن غياث به.
125 - ثنا زكريا بن يحيى بن صبيح، ثنا شريك، ثنا حسين بن حسن
الكندي، عن ابن بريدة، عن حميد بن عبد الرحمن قال: حججت أنا
ويحيى بن يعمر فمررنا بعبد الله بن عمر فذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
- حديث صحيح، وإسناده ضعيف، حسين بن حسن الكندي أورده ابن أبي حاتم
(1 / 2 / 49) من رواية شريك فقط، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، فهو مجهول، وشريك
هو ابن عبد الله القاضي ضعيف لسوء حفظه، وقد خالف في إسناد الحديث فقال: عن ابن
بريدة، عن حميد بن عبد الرحمن قال: حججت أنا ويحيى بن يعمر. والصواب: عن ابن
بريدة، عن يحيى بن يعمر قال: حججت أنا وحميد بن عبد الرحمن. كذلك أخرجه مسلم
والمصنف أيضا كما تقدم (123) لكنه لم يسق لفظه من رواية كهمس عن ابن بريدة به. فكأنه
انقلب إسناده على شريك، وذلك مما يدل على سوء حفظه، هذا إن سلم من شيخه الكندي
المجهول، وهكذا على الصواب رواه. غير ابن بريدة كما في رواية المصنف الآتية، وقد أعاد



(1) هنا في الأصل " جالس " وعليها ضبة، فحذفتها، لأنها مكررة لا معنى لها، وقد ساق الحديث
الإمام أحمد بتمامه، فلم ترد في سياقه.
57
المصنف هذا الإسناد (172) وساق هناك لفظ الحديث أو بعضه، وفيه ما يستنكر كما سأبينه
ثم.
126 - ثنا محمد بن منصور، ثنا يونس بن محمد، ثنا معتمر بن سليمان،
عن أبيه، عن يحيى بن يعمر قال: حججت أنا وحميد بن عبد الرحمن قال:
فلقينا ابن عمر كفة عن كفة (1)، فقال: حدثني عمر فذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم
مثله.
- إسناده صحيح على شرط الشيخين، غير محمد بن منصور وهو الطوسي وهو ثقة كما تقدم
(122).
127 - ثنا محمد بن عاصم الأصبهاني، ثنا مؤمل، ثنا حماد بن سلمة،
عن يحيى بن أبي إسحاق، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر، عن النبي
صلى الله عليه وسلم نحوه، " وتؤمن بالقدر كله ".
- حديث صحيح، وإسناده ضعيف، مؤمل وهو ضعيف لكثرة خطئه، وقد خالفه عفان
فقال: ثنا حماد بن سلمة، أنا علي بن زيد، عن يحيى بن يعمر به. أخرجه أحمد
(2 / 107)، وعلي بن زيد هو ابن جدعان، ضعيف، والمحفوظ عن يحيى بن يعمر، عن ابن
عمر، عن عمر كما تقدم من طرق عنه. ومحمد بن عاصم الأصبهاني صدوق مات (262).
128 - حدثنا أبو بكر، ثنا معاوية بن هشام، عن شريك، عن أبي
هاشم عن أبي مجلز (2)، عن قيس بن عباد، عن عمار بن ياسر قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" وأسألك الرضا بالقدر ".
- حديث صحيح، وإسناده ضعيف من أجل شريك وهو ابن عبد الله القاضي سيئ
الحفظ.



(1) كذا الأصل ولعل الصواب " كفة كفة " ففي " النهاية ": " كفة كفة: أي مواجهة. كأن كل واحد
منهما قد كف صاحبه عن مجاوزته إلى غيره، أي منعه ".
(2) وقع في الأصل " مخلد " وهو خطأ من الناسخ.
58
والحديث أخرجه النسائي من طريق أخرى عن شريك به في حديث بلفظ " وأسألك الرضا
بالقضاء... ". وإنما صححته للطريق الآتية بعده، ولأن له شاهدا من حديث زيد بن
ثابت مرفوعا في دعاء طويل فيه: " أسألك اللهم الرضا بعد القضاء... ". أخرجه أحمد
(5 / 191) وفيه أبو بكر وهو ابن عبد الله بن أبي مريم ضعيف. وسيأتي الحديث في الكتاب
بهذا الإسناد بطرف آخر منه (378).
129 - ثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا حماد بن زيد، عن عطاء بن
السائب، عن أبيه، عن عمار بن ياسر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو:
" وأسألك الرضا بالقدر ".
- إسناده صحيح، ورجاله كلهم ثقات، وحماد بن زيد سمع من عطاء بن السائب قبل
الاختلاط. والحديث أخرجه النسائي والحاكم (1 / 524) من طريقين آخرين عن حماد بن زيد
به، وقال الحاكم: " صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي، وهو مخرج في " تخريج الكلم
الطيب " برقم (105).
135 - ثنا زكريا بن صبيح، ثنا شريك، عن منصور، عن ربعي بن
خراش، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وثنا أبو
موسى، ثنا محمد بن جعفر غندر، ثنا شعبة، عن منصور، عن ربعي، عن
علي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع: بشهادة أن لا إله إلا الله، وأني
رسول الله بعثني بالحق، وحتى يؤمن بالبعث / بعد الموت وحتى يؤمن
بالقدر كله ".
- إسناده صحيح من الوجه الثاني، وهو على شرط الشيخين. وفي الوجه الأول شريك
وهو ابن عبد الله القاضي وهو سيئ الحفظ كما مضى مرارا، ولكنه هنا متابع وهو يصلح لأن
يكون شاهدا، فيزداد الوجه الثاني به قوة، لا سيما وقد تابعه سفيان عن منصور به. أخرجه
ابن حبان (23) والحاكم (1 / 32 - 33) وقال: " صحيح على شرط الشيخين " ووافقه الذهبي.
وفيه علة وهي أن أبا حذيفة موسى بن مسعود النهدي رواه عن سفيان فأدخل رجلا بين ربعي
ابن خراش وعلي. أخرجه الحاكم ورده بقوله: " أبو حذيفة وإن كان البخاري يحتج به فإنه
كثير الوهم لا يحكم له على أبي عاصم النبيل ومحمد بن كثير وأقرانهم، بل يلزمه الخطأ إذا

59
خالفهم. والدليل على ما ذكرته متابعة جرير بن عبد الحميد الثوري في روايته عن منصور عن
ربعي عن علي، وجرير من أعرف الناس بحديث منصور ". ثم ساقه من طريق جرير مثل
رواية شعبة عن منصور به. وهو الراجح، إلا أن تعصيب الوهم بأبي حذيفة ليس
بصواب، لأنه قد توبع، فقد قال الإمام أحمد (1 / 133): ثنا وكيع ثنا سفيان به بإثبات
الرجل الذي لم يسم. ووكيع جل في الثقة والحفظ، ومثله سفيان، فلعل ابن خراش رواه
مرة عن رجل عن علي، ومرة عن علي إسقاط الرجل، لعله سمعه منه، فروى مرة هكذا
ومرة هكذا. ثم رأيت الحافظ الضياء المقدسي قد مال إلى هذا في " المختارة " (420 -
بتحقيقي) فالحمد لله على توفيقه.
والحديث أخرجه ابن ماجة (81) من طريق أخرى عن شريك به.
131 - ثنا عمر بن الخطاب ومحمد بن إدريس قالا: ثنا حماد بن مالك
الأشجعي من أهل دمشق من أهل حرستا، ثنا إسماعيل بن عبد الرحمن بن
عبيد العنسي (1)، ثنا أبي قال: سمعت مصعب بن سعد يقول: سمعت
أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
من جاء بثلاث ولم يأت بالرابعة فليس بمؤمن: من شهد أن لا إله إلا
الله، وشهد أن محمدا رسول الله، وأنه مبعوث من بعد الموت، ويؤمن
بالقدر خيره وشره.
- إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن عبيد العنسي أورده ابن أبي حاتم (2 / 2 / 260)
برواية ابنه فقط عنه، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. ومثله ابنه إسماعيل عنده
(1 / 1 / 185) لم يذكر راويا عنه غير أبي مالك حماد بن مالك بن بسطام الحرستاني. وأما
حماد هذا، فقال ابن أبي حاتم (1 / 2 / 149): " كتب عنه أبي. سمعت أبي يقول:
أخرج أحاديث مقدار أربعين حديثا عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، فأخبر أبا مسهر
بذلك فأنكر، وقال: هو لم يدرك ابن جابر..
132 - ثنا محمد بن عوف، ثنا أبو مالك حماد بن مالك من أهل حرستا



(1) الأصل " العبسي " وهو خطأ من الناسخ، والتصويب من " الجرح " وغيره.
60
، ثنا إسماعيل بن حماد العبسي، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عبيد وابن
نفيع ذكر عن مصعب بن سعد، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
- إسناده ضعيف، وهو مكرر الذي قبله، إلا أنه زاد فيه عبد الرحمن بن عبيد وابن نفيع
بين حماد العنسي ومصعب بن سعد.
133 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا الفضل بن دكين، عن هشام بن
سعد عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن عمرو بن العاص
قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف عليهم فقال:
" إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم على أنبيائهم، ولن يؤمن أحد حتى
يؤمن بالقدر كله خيره وشره ".
- إسناده حسن، رجاله كلهم ثقات، وفي عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، كلام
معروف، وقد استقر الرأي عند الأئمة على الاحتجاج بحديثه في مرتبة الحسن، كما هو مبسوط
في ترجمته.
134 - ثنا يعقوب بن حميد، ثنا ابن أبي حازم، وأنس بن عياض، عن
أبي حازم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال:
" لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر وخيره ".
134 - إسناده حسن، وهو مكرر الذي قبله.
والحديث أخرجه الآجري في " الشريعة " (ص 188) من طريق أخرى عن أبي حازم،
ومن طريق ابن لهيعة كلاهما عن عمرو بن شعيب به.
135 - ثنا الحسين بن الأسود، ثنا عمرو العنقزي، حدثنا عبد الأعلى
مولى بني زهرة، عن الشعبي قال: أتينا عدي بن حاتم فقلنا: حدثنا حديثا
سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأسلم، فقال: يا عدي بن حاتم! أسلم تسلم،

61
قلت: وما الإسلام؟ قال): (1)
" تشهد أن لا إله إلا الله وتشهد أني رسول الله وتؤمن بالأقدار كلها
خيرها وشرها وحلوها ومرها ".
- إسناده ضعيف جدا، عبد الأعلى مولى بني زهرة هو ابن أبي المساور قال الحافظ:
" متروك، وكذبه ابن معين ". والحسين بن الأسود هو ابن علي بن الأسود العجلي أبو عبد الله
الكوفي مختلف فيه، وقال الحافظ: " صدوق يخطئ كثيرا ". مات سنة (254).
والحديث أخرجه ابن ماجة (87) والخطيب (11 / 69) من طريق ابن أبي المساور وكذا
الطبراني كما في " المجمع " (7 / 199) وقال:
" وهو متروك ".
136 - ثنا الحسن بن علي، ثنا عبيد بن صالح، ثنا الليث، حدثني
خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبد الملك بن عبد الله، عن
عيسى بن هلال الصدفي، عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" إن العبد يلبث مؤمنا أحقابا وأحقابا، ثم يموت والله تعالى عليه / ساخط،
وأن العبد يلبث كافرا أحقابا وأحقابا، ثم يموت والله تعالى عنه راض ".
- إسناده ضعيف، عيسى بن هلال الصدفي، أورده ابن أبي حاتم (3 / 1 / 290) برواية
جمع عنه، ولم يذكره فيه جرحا ولا تعديلا، وقد وثقه ابن حبان فقط. فهو مجهول الحال.
وعبد الملك بن عبد الله لم أعرفه. وسعيد بن أبي هلال كان اختلط. وعبيد بن مالح لم
أعرفه أيضا.
29 - (باب ذكر احتجاج موسى وآدم عليهما السلام)
137 - ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا عبد الله بن وهب، عن هشام
ابن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر رضي الله عنه قال: قال



(1) سقطت من الأصل، واستدركتها من " المجمع " و " ابن ماجة ".
62
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن موسى النبي عليه السلام قال: يا رب، أرنا أبانا الذي أخرجنا
ونفسه من الجنة، فأراه الله تعالى آدم عليه السلام، فقال: أنت آدم الذي
أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ فقال له آدم: نعم. قال: أنت الذي نفخ الله
تعالى فيك من روحه، وعلمك الأسماء كلها، وأمر ملائكته فسجدوا لك؟
قال: نعم. قال: فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ قال له
آدم: ومن أنت؟ قال: أنا موسى. قال: أنت نبي بني إسرائيل. أنت
الذي كلمك ربك من وراء حجاب لم يجعل بينك وبينه رسولا من خلقه؟
قال: نعم. قال: فما وجدت ذلك في كتاب الله تعالى. أن ذلك كائن من
قبل أن أخلق؟ قال: نعم. قال: ففيم تلومني في شئ سبق من الله
تعالى في القضاء قبلي؟: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" فحج آدم موسى عليهما السلام ".
- إسناده حسن - وقد خرجته في " الصحيحة " (1702) من رواية أ بي داود وابن خزيمة
وغيرهما. وأخرجه الآجري أيضا في " الشريعة " (ص 179) من هذا الوجه.
138 - وعن ابن عمر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، طرق.
وعن أبي سعيد الخدري وجندب وأبي موسى وعن أبي هريرة:
طرق.
- هكذا علقه المصنف من حديث عمر مرفوعا، وأشار إلى أنه من طرق، ولم أره الآن من
حديث ابن عمر عنه رضي الله عنهما، ثم وجدته في " الأحاديث المختارة " (رقم 205 -
بتحقيقي)، وأما قوله: " وعن أبي سعيد الخدري و... " فقد أخرج أحاديثهم فيما يأتي،
واستقصى بصورة خاصة طرق أبي هريرة رضي الله عنه كما سترى.
139 - ثنا هدية بن خالد، حدثنا وهيب بن خالد، ثنا داود بن أبي،
هند، عن الشعبي عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

63
" لقي آدم / موسى عليهما السلام فقال: أنت آدم الذي أشقيت الناس
وأخرجتهم من الجنة؟. فقال له آدم: أنت الذي اصطفاك الله على الناس
برسالاته وبكلامه؟. قال: نعم. قال: فلم تجد فيما أنزل الله تعالى
عليك أنه سيخرجني منها قبل أن يدخلنيها. قال: نعم. فخصم آدم
موسى ".
- إسناده صحيح على شرط الشيخين، إلا أن البخاري منهما إنما أخرج لداود بن أبي هند
تعليقا، وقد أخرجاه من طرق أخرى عن أبي هريرة، أخرجها المصنف كلها وزاد عليها كما
يأتي.
140 - ثنا يحيى بن حبيب بن عربي، ثنا معتمر بن سليمان، ثنا أبي،
عن سليمان يعني الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال:
" احتج آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم: أنت الذي خلقك الله بيده
ونفخ فيك من روحه، أغويت الناس، وأخرجتهم من الجنة؟ ".
قال: " فقال آدم: وأنت الذي اصطفاك / الله بكلامه تلومني على
عمل عملته كتبه الله علي قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ " قال:
" فحج آدم موسى عليهما السلام ".
- إسناده صحيح على شرط الشيخين غير يحيى بن حبيب بن عربي فعلى شرط مسلم وحده،
وهو شيخ ثقة مات سنة (248) وقيل بعدها.
والحديث أخرجه الترمذي (2 / 19) بإسناد المصنف، وقال: " حديث حسن صحيح
غريب من هذا الوجه ".
وتابعه. زائدة عن الأعمش به. أخرجه أحمد (8 / 398).
وتابعه أبو عوانة عن الأعمش به. وهو الآتي بعده.
وتابعه أبو معاوية عن الأعمش به، إلا أنه قال: " عن أبي هريرة أو إلى سعيد عن النبي
صلى الله عليه وسلم ".

64
أخرجه البزار في " مسنده " (ص 229 - زوائده، مصورة المكتب الإسلامي). ثم رواه
من طريق الفضل بن موسى، ثنا الأعمش عن أبي صالح، عن أبي سعيد وحده بنحوه.
وكذلك رواه وكيع عن الأعمش به، إلا أنه أوقفه كما يأتي في الكتاب بعد حديث.
141 - ثنا أبو موسى، ثنا يحيى بن حماد، ثنا أبو عوانة، عن
الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
وعن الزهري من طرق أبي هريرة: حميد بن عبد الرحمن وأبو سلمة
والأعرج وعمر بن الحاكم بن ثوبان (1).
ورواه أيضا عن أبي هريرة، ابن سيرين والأعرج ويزيد بن هرمز
وطاووس وهمام بن منبه (2). ولأبي سلمة، عن أبي هريرة وجوه.
وكذلك لأبي صالح والأعرج أيضا وجوه، وفي كل خبر منها لفظ ليس
في الآخر " (3).
- إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه من طرق أخرى كما يأتي، وهو مكرر
الذي قبله.
142 - ثنا أبو موسى ومحمد بن عبد الله بن نمير قالا: حدثنا وكيع، عن
الأعمش عن أبي صالح، عن أبي سعيد موقوف.
- إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو موقوف في حكم المرفوع، وكأن لأبي صالح فيه
إسنادين، فقد رواه آنفا عن أبي هريرة أيضا مرفوعا، وعن أبي سعيد أيضا، فهو صحيح
عنهما معا.



(1) فيه تقديم وتأخير، ويعني أن الزهري رواه من طريق هؤلاء عن أبي هريرة، وسيسوقها المصنف
بأسانيده عنه بها، فانظر (146 و 147 و 148 و 153 و 160).
(2) قلت: وقد ساقها المصنف بأسانيدها إليهم، وهي (158 و 153 - 156 و 156 و 145 و 159).
(3) قلت: انظر الأرقام (141 و 142 و 157 و 153 و 156).
65
والحديث أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (1 / 331 - مصورة المكتب الإسلامي): حدثنا
زهير، نا وكيع به موقوفا.
143 - ثنا هدية، ثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، عن
جندب أو غيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" احتج آدم وموسى، فقال: أنت آدم الذي خلقك الله بيده، وأسكنك
جنته وأسجد لك ملائكته، فعلت الذي فعلت فأخرجت ذريتك من الجنة؟
فقال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالة، وبكلامه، وآتاك
التوراة؟ قال: فأنا أقدم أم الذكر؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" فحج آدم موسى عليهما السلام ".
- إسناده صحيح إن كان الحسن سمعه من جندب، وبعضهم أدخل بينهما أنسا، وهو غير
محفوظ كما بينته في " الصحيحة " (906) من طريق أحمد والطبراني.
144 - ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا أبو الحباب خالد بن الحباب
البصري، ثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" احتج آدم وموسى، فحج آدم موسى ".
- حديث صحيح، إسناده لا بأس به في الشواهد، رجاله ثقات غير أبي الحباب خالد بن
الحباب البصري، قال ابن أبي حاتم الرازي عن أبيه (1 / 2 / 326): " شيخ يكتب
حديثه " وقال غيره: ليس بذاك.
والحديث أخرجه الخطيب في " التاريخ " (5 / 103) من طريق أخرى عن أبي الحباب
145 - ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن
طاووس، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" احتج آدم وموسى عليهما السلام، فقال له موسى: أنت أبونا الذي

66
أخرجتنا وأحرمتنا؟. فقال له آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله
برسالته وكتب لك التوراة بيده. فلم تلومني، على أمر قدره الله تعالى
علي قبل أن يخلقني بأربعين عاما؟ ". فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" فحج آدم موسى. فحج آدم موسى " يعني أن آدم حج موسى.
- إسناده صحيح على شرط الشيخين غير ابن أبي عمر فإنه على شرط مسلم وحده، واسمه
محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني صدوق صنف المسند وكان لازم سفيان بن عيينة، لكن قال
أبو حاتم: كانت فيه غفلة. مات سنة (243)، وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (8 / 49) بإسناد المصنف هذا، ثم أخرجه هو والبخاري
(4 / 255) وأبو داود (4701) وابن ماجة (80)، وابن خزيمة في " التوحيد " (39) وأحمد
(2 / 248) والآجري في " الشريعة " (181) كلهم عن سفيان بن عيينة به.
146 - ثنا يعقوب بن حميد، ثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن
حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" احتج آدم وموسى ".
- إسناده حسن، لما سبق من بيان حال يعقوب بن حميد وهو ابن كاسب، وسائر رجاله
ثقات رجال الشيخين، وقد أخرجه البخاري كما يأتي، وهو مكرر الذي قبله.
والحديث أخرجه البخاري (2 / 359): حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثنا إبراهيم
ابن سعد به وساقه بتمامه.
وتابعه عنده (4 / 485) عقيل عن ابن شهاب به. وله متابعون آخرون كما يأتي بعد.
147 - حدثنا العباس بن الوليد النرسي، ثنا معتمر بن سليمان قال:
سمعت صالح / بن أبي الأخضر يحدث عن الزهري، عن أبي سلمة، عن
أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" احتج آدم وموسى ".
- حديث صحيح، رجاله كلهم ثقات غير صالح بن أبي الأخضر، لكن تابعه إبراهيم بن
سعد وعقيل كما مر آنفا، ومعمر كما يأتي بعده. وهو مكرر الذي قبله.

67
148 - حدثنا سلمة، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن
أبي سلمة عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
- إسناده صحيح، رجاله ثقات على شرط الشيخين غير سلمة وهو ابن شبيب النيسابوري
ثقة من شيوخ مسلم مات سنة 247 وقيل 246. ولمعمر فيه إسناد آخر سيأتي برقم (159)
وهو مكرر الذي قبله.
149 - ثنا وهبان، ثنا خالد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن
أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: مثله.
- إسناده حسن، رجاله كلهم ثقات، رجال مسلم إلا أنه أخرج عن محمد بن عمرو متابعة،
وهو حسن الحديث كما تقدم، وقد تابعه يحيى بن أبي كثير كما يأتي بعد حديث، وهو مكرر
الذي قبله. ووهبان هو وهب بن بقية، ثقة من شيوخ مسلم مات سنة (239).
150 - ثنا أبو موسى، ثنا يحيى بن سعيد ويزيد بن هارون، عن محمد
ابن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- إسناده حسن. وهو مكرر الذي قبله.
151 - وحدثنا دحيم، ثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، ثنا يحيى
ابن أبي كثيرة عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجه مسلم كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (8 / 50) من طريق أيوب بن النجار اليمامي حدثنا يحيى بن أبي كثير
به.
وتابعه عكرمة بن عمار عن يحيى به وهو الآتي بعده. والحديث مكرر الذي قبله.
152 - وثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، ثنا أبي، ثنا
عكرمة بن عمار، حدثني عبد الله بن عبيد بن عمير ويحيى بن أبي كثير،
عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- إسناده جيد وهو على شرط مسلم من طريق عكرمة بن عمار عن عبد الله بن عبيد بن

68
عمير، وهو ضعيف من طريقه عن يحيى بن أبي كثير، قال الحافظ في ترجمة عكرمة بن عمار:
" صدوق، يغلط، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، ولم يكن له كتاب ". وعبد
الوارث ثقة مات سنة 252. والحديث مكرر الذي قبله.
153 - ثنا أبو مسعود الجحدري، ثنا الفضيل بن سليمان، ثنا عمر بن
سعيد، عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" احتج آدم وموسى عليهما السلام ".
- حديث صحيح، وهو مكرر الذي قبله، ورجاله ثقات غير عمر بن سعيد وهو ابن
شريح المدني وهو لين. وأبو مسعود الجحدري هو إسماعيل بن مسعود البصري وهو ثقة.
والحديث أخرجه مسلم (8 / 50) من طريقين آخرين عن الأعرج به. وساقه بتمامه،
وكذلك أخرجه المصنف في اللذين بعده.
154 - حدثنا ابن كاسب، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي
عمرو، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- إسناده جيد، ورجاله ثقات رجال مسلم غير ابن كاسب واسمه يعقوب بن حميد وهو
صدوق ربما وهم كما تقدم، وقد توبع، فقال الآجري (ص 181): أخبرنا الفريابي قال:
حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا عبد العزير بن محمد به. وقد تابعه الزهري عن الأعرج كما
في الذي قبله. وتابعه غيره أيضا كما أشرت إليه آنفا، وأبو الزناد كما يأتي.
155 - وثنا رزق الله بن موسى، ثنا شبابة، عن ورقاء، عن أبي
الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير رزق الله بن موسى، وهو صدوق
يهم، مات سنة 256.
والحديث أخرجه البخاري (4 / 255 - 256) ومسلم (8 / 50) والآجري أيضا من
طريقين آخرين عن أبي الزناد به. وهو مكرر الذي قبله.
156 - وثنا ابن كاسب، ثنا أنس بن عياض، وابن فليح قالا: ثنا
الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن يزيد بن هرمز وعبد الرحمن
الأعرج، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

69
- إسناده جيد، رجاله رجال الشيخين غير ابن كاسب وقد عرفت حاله قبل حديث.
والحديث أخرجه مسلم (8 / 50) عن شيخ آخر عن أنس بن عياض وحده به وساقه بتمامه.
وهو مكرر الذي قبله، وفيه زيادة في أوله: "... عند ربهما، فحج آدم موسى ".
157 - وثنا ابن مسكين، ثنا عبد الله بن صالح، حدثنا الليث، عن ابن
عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح عن أبي هريرة، عن
النبي صلى الله عليه وسلم.
- حديث صحيح، وعبد الله بن صالح فيه ضعف، لكنه لم يتفرد به، فقد مضى (141)
من طريق صحيح عن أبي صالح به.
158 - وثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، عن عوف، عن محمد، عن
أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" احتج آدم وموسى ".
- إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه من غير هذه الطريق كما مضى بيانه في
بعض الأسانيد المقدمة. وأخرجه البخاري (3 / 286) ومسلم (8 / 51) وأحمد (2 / 392
و 448) من طرق أخرى عن محمد بن سيرين به.
159 - ثنا سلمة، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي
هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" احتج آدم وموسى ".
- إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه هو (8 / 51) من طريق أخرى عن
عبد الرزاق به وأخرجه أحمد (2 / 314)، حدثنا عبد الرزاق به.
160 - وثنا الحسن بن علي، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، عن
يونس، عن الزهري، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أبي هريرة، عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" احتج آدم وموسى ".

70
- إسناده صحيح، ورجاله كلهم ثقات رجال الصحيح، وللزهري فيه عدة أسانيد عن
أبي هريرة هذا أحدها، وتقدمت سائرها برقم (146 و 147 و 148 و 160).
30 - (باب: ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: / إنما تعملون
في أمر قد فرغ منه).
161 - ثنا الحوطي، ثنا بقية، عن الزبيدي، عن الزهري، عن سعيد
ابن المسيب، عن عمر بن الخطاب أنه قال: قلت يا رسول الله: أرأيت
عملنا هذا على أمر قد فرغ منه أم على أمر نستقبله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" بل على أمر قد فرغ منه " قال عمر: ففيم العمل؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلا، لا ينال إلا بعمل ".
فقال عمر: إذا نجتهد.
- حديث صحيح، ورجال إسناده ثقات، وفي سماع سعيد من عمر خلاف، وبقية
مدلس، ولكنه قد رواه عن الأوزاعي أيضا مصرحا بالتحديث كما يأتي في الذي بعده.
162 - ثنا الحوطي، ثنا بقية بن الوليد، ثنا الأوزاعي، ثنا الزهري،
عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثل
ذلك.
- حديث صحيح، ورجاله ثقات، فهو صحيح الإسناد لولا الخلاف المشار إليه آنفا،
وبقية قد صرح بالتحديث، وقد تابعة أنس بن عياض، إلا أنه خالفه فأدخل أبا هريرة بين
سعيد بن المسيب وعمر بن الخطاب كما سيأتي بعد حديثين. وله طريق أخرى عن عمر وهي
الآتية بعدها.
163 - ثنا أبو موسى وبندار قالا: ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن
عاصم بن عبيد الله، عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر رضي الله عنه أنه
قال للنبي صلى الله عليه وسلم:
أرأيت ما يعمل فيه قد فرغ منه أو في أمر مبتدأ؟. قال: " فيما قد

71
فرغ منه " فقال عمر: أفلا نتكل؟ فقال: " اعمل يا ابن الخطاب،
فكل ميسر، أما من كان من أهل السعادة يعمل للسعادة، ومن كان من أهل
الشقاء يعمل للشقاء ".
- حديث صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن عبيد الله وهو العدوي
المدني ضعيف، لكنه لم يتفرد به كما يأتي، فالحديث لذلك صحيح.
والحديث أخرجه أحمد (1 / 29 و 2 / 52 و 77) والآجري (ص 171) وكذا أبو يعلى في
" مسنده " (1320 و 1341) من طرق أخرى عن شعبة به، وأخرجه المصنف أيضا من طريق
أخرى عن شعبة كما تراه بعده.
وتابعه سليمان بن سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر به نحوه. أخرجه الترمذي
(2 / 188) وقال: " حديث حسن غريب من هذا الوجه ". كذا قال، ولو قال: " حديث
حسن " لكان أقرب إلى الصواب لأن سليمان بن سفيان هذا وهو أبو سفيان المدني ضعيف كما
في " التقريب "، فهو حسن بل صحيح لغيره لطرقه وشواهده، وقد مضى بعض طرقه، ويأتي
بعض شواهده.
164 - ثنا أبو موسى، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا شعبة، عن
عاصم بن عبيد الله قال: سمعت سالما يحدث عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم،
فذكر نحوه.
- حديث صحيح، وهو مكرر الذي قبله، وأبو موسى هو محمد بن المثنى الثقة أثبت،
وقد تابعه أحمد (2 / 52): ثنا عبد الرحمن به.
165 - ثنا هشام بن عمار، ثنا أنس بن عياض عن الأوزاعي، عن
الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة: أن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه قال: يا رسول الله: أنعمل في أمر نأتنفه: أم في أمر قد
فرغ منه؟ قال: " بل في أمر قد فرغ منه " فقال: ففيم العمل؟ فقال:
يا عمر. كلا، لا يدرك إلا بعمل. قال: فالآن نجتهد يا رسول الله.
- حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير هشام بن عمار فهو من رجال البخاري
وحده، ومع ذلك ففيه كلام، ولكنه لا بأس به في الشواهد.

72
والحديث أخرجه الآجري (ص 170): أخبرنا الفريابي قال: حدثنا هشام بن عمار
الدمشقي به. وعن هشام أيضا أخرجه ابن حبان (1807 - موارد).
166 - رواه صالح ابن أبي الأخضر، عن الزهري، عن سالم، عن
ابن عمر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- هذا إسناد معلق، ولم أجد الآن من وصله، وصالح بن أبي الأخضر ضعيف، لكنه
يصلح للاعتبار والاستشهاد.
167 - ثنا هدبة بن خالد، ثنا حماد بن سلمة، عن قيس بن سعد، عن
طاووس، عن سراقة بن مالك قال: قلت يا رسول الله أنعمل لأمر قد
فرغ منه، أم نستأنف العمل؟. قال: نعمل لشئ قد فرغ منه.
قلت: يا رسول الله: ففيم العمل؟. قال: كل ميسر له عمله. قال:
فالآن نجد، الآن نجد، الآن نجد.
- إسناده صحيح على شرط مسلم، على كلام معروف في رواية حماد بن سلمة عن غير ثابت.
والحديث قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (7 / 195): " رواه الطبراني ورجاله؟؟
الصحيح ".
قلت: وأخرجه ابن ماجة (91) من طريق عطاء بن مسلم الخفان، ثنا الأعمش،؟؟
مجاهد، عن سراقة به نحوه كون قوله: " فالآن نجد... ". وعطاء هذا ضعيف.
وأخرجه مسلم (8 / 48) والآجري في " الشريعة " (ص 174) من طريق أبي الزبير عن
جابر قال: " جاء سراقة بن مالك بن جعشم قال:... " فذكره نحوه دون الزيادة أيضا.
168 - ثنا الحوطي، ثنا بقية، وثنا عمرو (1) بن عثمان وابن مصفى
قالا: ثنا بقية، ثنا الزبيدي، عن راشد بن سعد، عن عبد الرحمن بن قتادة
النصري، عن هشام بن حكيم أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا
رسول الله: أنبتدئ الأعمال أم قد قضى القضاء؟ فقال /: إن الله تعالى
أخذ ذرية آدم من ظهورهم، وأشهدهم على أنفسهم، ثم أفاض بهم في



(1) الأصل " عمر ".
73
كفيه. فقال: هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار، فأهل الجنة ميسرون لعمل
أهل الجنة، وأهل النار ميسرون لعمل أهل النار ".
- إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات، وقد صرح فيه بقية بالتحديث.
والحديث أخرجه الآجري (ص 172) عن الفريابي: حدثنا عمرو بن عثمان بن كثير بن
دينار الحمصي: حدثنا بقية به. والبيهقي في " الأسماء والصفات " (ص 326) من طريق
أخرى عن بقية به. وتابعه عبد الله بن سالم الحمصي، لكن السند إليه ضعيف وهو الآتي.
169 - ثنا محمد بن عوف، ثنا عبد الحميد بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن
سالم، عن الزبيدي، عن راشد بن سعد أن عبد الرحمن بن أبي قتادة
حدثهم أن أباه حدثه: أن هشام بن حكيم حدثه أنه أتى رسول الله
(رجل) فقال: أنبتدئ الأعمال أم قد قضى القضاء؟. فذكر نحوه.
- حديث صحيح، ورجاله ثقات غير عبد الحميد بن إبراهيم وهو الحضرمي الحمصي، قال
الحافظ: " صدوق، إلا أنه ذهبت كتبه فساء حفظه ". والحديث صحيح من الطريق التي
قبله. -
170 - ثنا محمد بن المثنى، ثنا أبو عامر العقدي، ثنا سليمان بن
سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن عمر رضي الله عنه قال:
لما نزلت هذه الآية (فمنهم شقي وسعيد). سألت رسول الله فقلت:
أنعمل على أمر قد فرغ منه، أم على شئ لم يفرغ منه؟ قال: " بل على
شئ قد فرغ منه وجرت به الأقلام. يا عمر، وكل ميسر لما خلق له ".
- إسناده ضعيف من أجل سليمان بن سفيان كما تقدم تحت الحديث (163)، ومن طريقه
أخرجه أبو يعلى كما في " تفسير ابن كثير "، وسيعيده المصنف من طريق أخرى عن ابن سفيان
رقم (181).
31 - (باب)
171 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو الأحوص، عن منصور،

74
عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن، عن علي رضي الله عنه قال:
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فلما انتهينا إلى بقيع الغر قد قعد رسول
الله صلى الله عليه وسلم وقعدنا حوله فأخذ عودا فنكت به في الأرض ثم رفع رأسه فقال:
" ما منكم من نفس منفوسة إلا قد علم الله مكانها من الجنة والنار، شقية
أم سعيدة ". فقال رجل من القوم: يا رسول الله أفلا ندع العمل، فنتكل
على كتابنا، فمن كان من أهل السعادة صار إلى السعادة، ومن كان من
أهل الشقاوة يعني صار إلى الشقاوة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" اعملوا فكل ميسر، من كان من أهل السعادة يسر لعملها، ومن كان
من أهل الشقاوة يسر لعملها ".
- إسناده صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه مسلم (8 / 47) بإسناد المصنف هذا وعن هناد بن السري قالا: حدثنا أبو
الأحوص به. وأخرجه هو والبخاري (1 / 341 و 3 / 377) وغيرهما من طرق أخرى عن
منصور به.
وتابعه الأعمش عن سعد بن عبيدة به. أخرجه البخاري (4 / 253) ومسلم.
172 - ثنا زكريا بن يحيى، ثنا شريك، ثنا حسين بن حسن الكندي،
عن ابن بريدة قال: حججت مع يحيى بن يعمر فمررنا بابن عمر، فسألناه
فقال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ أتاه رجل حسن الوجه طيب الريح
فقال له: ما الإيمان؟ فقال:
" أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه والقدر خيره وشره. أراه
قال: وحلوه ومره. قال: صدقت. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " هذا جبريل عليه
السلام، جاءكم يعلمكم أمر دينكم ".
- إسناده ضعيف، وقد مضى (125) مع الكلام عليه.
والحديث معروف من رواية كهمس عن ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر قال: حججت أنا

75
ويحيى بن يعمر... الحديث نحوه وكذلك أخرجه مسلم وغيره كما تقدم (125)، وليس فيه
" حلوه ومره " فهي زيادة منكرة لضعف راويها على أنه شك في ثبوتها في الحديث فقال: " أراه
قال: حلوه ومره ".
ولهذه الزيادة شاهد من حديث عدي بن حاتم مرفوعا: " تشهد أن لا إله إلا الله وأني
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتؤمن بالأقدار كلها: خيرها وشرها، حلوها ومرها ".
أخرجه ابن ماجة (87) عن عبد الأعلى بن أبي المساور عن الشعبي عنه.
لكن عبد الأعلى هذا متروك وكذبه ابن معين فلا يستشهد به، ومن طريقه أخرجه
الطبراني كما في " المجمع " (7 / 199).
173 - ثنا خليفة بن خياط العصفري، ثنا عبد الله بن يزيد، ثنا أبو
حنيفة، عن عبد العزيز بن رفيع، عم مصعب بن سعد، عن أبيه، عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " ما من نفس إلا وقد كتب الله تعالى مدخلها ومخرجها، وما هي
لاقية ". فقال رجل من الأنصار: ففيم العمل يا رسول الله؟ قال:
" من كان من أهل الجنة، يسر لعمل أهل الجنة، ومن كان من أهل النار.
يسر لعمل أهل النار ". فقال الأنصاري: الآن حق العمل.
- إسناده ضعيف، رجاله ثقات رجال البخاري غير أبي حنيفة، فإنه على جلالته في الفقه
ضعفه الأئمة لسوء حفظه، وقد خرجت أسماء هؤلاء الأئمة في " الأحاديث الضعيفة "
(5 / 76) بما لا تراه في كتاب آخر، ولدينا مزيد!
174 - ثنا عقبة بن مكرم، ثنا أبو عاصم ثنا عزرة بن ثابت، ثنا يحيى
ابن عقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الدئلي قال: قال لي عمران
ابن حصين: أرأيت ما يعمل الناس ويكدحون فيه، أليس قد قضى الله
عليهم ومضى من قدر قد سبق، أو فيما يستقبلون ما أتاهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم
واتخذت (1) عليهم به الحجة؟ قال قلت: بل هو شئ قد قضى عليهم
ومضى عليهم من قدر قد سبق. قال: فهل يكون ذلك ظلما؟ قال:



(1) في مسلم: وثبتت.
76
قلت: إنه ليس شئ إلا هو خلق الله عز وجل وملك لله (لا يسأل عما يفعل
وهم يسألون) قال: ثبتك الله. إنما أردت أن أخزر عقلك. جاء رجل
من مزينة أو جهينة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت ما يعمل
الناس فيه ويكدحون؟ أليس قد قضى عليهم، من قدر قد مضى، أو: فيما
يستقبلون مما أتاهم به نبيهم عليه السلام واتخذت عليهم به الحجة؟ قال:
بل شئ قضى عليهم " قال ففيم نعمل أو فيما نعمل؟ قال: من خلقه الله
تعالى لإحدى المنزلتين ألهمه لها، تصديق ذلك في كتاب الله تعالى
(فألهمها فجورها وتقواها).
- إسناده صحيح على شرط مسلم وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (8 / 48) من طريق عثمان بن عمر حدثنا عزرة بن ثابت به.
32 - (باب: ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: الشقي من شقي في
بطن أمه والطبع والجبل والخير).
175 - ثنا محمد بن المثنى، ثنا يحيى بن سعيد القطان، ثنا الأعمش،
ثنا زيد بن وهب، ثنا عبد الله بن مسعود، ثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق
المصدوق: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون
علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل الله تعالى إليه الملك
فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: رزقه وأجله وعمله وشقي / أم
سعيد، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل عمل أهل الجنة حتى ما
يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار،
وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع،
فيسبق عليه الكتاب فيعمل عمل أهل الجنة فيدخل الجنة.
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (4 / 251) ومسلم (8 / 44) وأحمد (1 / 382 و 430) من

77
طرق أخرى عن الأعمش به، وهو الآتي في الكتاب بعده.
وتابعه سلمة بن كهيل عن زيد بن وهب به.
أخرجه أحمد وسنده جيد.
وله عنده (1 / 374) طريق أخرى يرويه علي بن زيد:. سمعت أبا عبيدة بن عبد الله
يحدث قال: قال عبد الله فذكره.
176 - حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ثنا أبي، وأبو معاوية ووكيع
عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الله قال: حدثنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم مثله.
- إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الذي قبله.
177 - ثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، حدثنا وهيب، ثنا ابن خثيم
عن أبي الطفيل أنه سمع ابن مسعود يقول: الشقي من شقي في بطن
أمه، والسعيد من وعظ بغيره، قال فأتيت حذيفة (1) فأخبرته بقول ابن
مسعود فقال: وما تنكر من هذا يا ابن واثلة وأنا سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقوله؟.
- إسناده جيد، وهو على شرط مسلم. وابن خثيم اسمه عبد الله بن عثمان وفيه كلام يسير،
وقد توبع كما يأتي بعد حديث.
والحديث أخرجه مسلم (8 / 45) والآجري في " الشريعة " (ص 183) من طريق أبي
الزبير المكي أن عامر بن واثلة حدثه به. وعامر هذا هو أبو الطفيل نفسه، وفيه أن حذيفة هو
ابن أسيد الغفاري، ولفظ حديثه يختلف عن لفظ ابن مسعود، فإنه بلفظ: " إذا مر بالنطفة
ثنتان وأربعون ليلة، بعث الله إليها ملكا، فصورها، وخلق سمعها وبصرها، وجلدها
ولحمها وعظامها، ثم قال: يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء، والملك، ثم
يقول: يا رب أجله؟ فيقول ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يقول: يا رب رزقه؟ فيقضي
ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده، فلا يزيد على ما أمر ولا
ينقص ". ثم أخرجه مسلم وأحمد (4 / 6 - 7) من طرق أخرى عن أبي الطفيل به نحوه.
سيأتي في الكتاب بعد حديث من طريق أخرى عن أبي الطفيل، وساق لفظه هناك بنحوه.



(1) هو ابن أسيد مصغرا كما يأتي منسوبا بعد حديث.
78
وهذا اللفظ بظاهره مخالف للفظ حديث ابن مسعود، فلا بد من التوفيق بينهما، وقد حاولت
شيئا منه في تعليقي على الحديث في كتابي " صحيح الجامع الصغير وزيادته " رقم (809)
فليراجعه من شاء.
178 - ثنا محمد بن مسكين، ثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم، عن
محمد بن جعفر، عن موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن أبي
الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" ألا إنما الشقي من شقي في بطن أمه، والسعيد من وعظ بغيره ".
- ضعيف مرفوعا، وإسناده كلهم ثقات رجال مسلم غير أن أبا إسحاق وهو عمرو بن
عبد الله السبيعي كان اختلط، ثم هو إلى ذلك مدلس، وقد عنعنه، والمحفوظ أنه موقوف على
ابن مسعودكما في الإسناد الذي قبله. وقد نظر بعضهم إلى ظاهر الإسناد فصححه كما يأتي.
والحديث أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " (9 / 1) من طريق إدريس بن يزيد الأودي
عن أبي إسحاق به. وكتب بعض المحدثين على هامش النسخة وأظنه ابن المحب:
" صحيح "!
نعم الجملة الأولى منه من الصحيح لغيره، تشهد له أحاديث الباب، وبخاصة الحديث
(188) وما سأذكره تحته.
179 - ثنا أبو مسعود الجحدري، ثنا معتمر بن سليمان، ثنا أبو
عوانة، عن عزرة بن ثابت الأنصاري، حدثني يوسف المكي، عن أبي
الطفيل قال: كان عبد الله بن مسعود يحدث في المسجد:
أن الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره. قال فأتيت
حذيفة بن أسيد الغفاري فقلت: ألا تعجب من عبد الله بن مسعود يحدث
في المسجد: إن الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره!
قال: فما بال هذا الطفيل الصغير. قال: لا تعجب. سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم مرارا ذات عدد يقول:

79
إن النطفة إذا وقعت في الرحم أربعين ليلة، وقال أصحابي: خمسة
وأربعين ليلة، نفخ فيه الروح. قال: فيجئ (1) ملك الرحم فيدخل
فيصور له عظمه ولحمه، ودمه وشعره، وبشره وسمعه وبصره ثم يقول:
أي رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي الله إليه فيه، ويكتب الملك، فيقول:
أي رب أشقي أم سعيد؟ فيقضي الله إليه ما يشاء، ويكتب الملك، شم
يقو ل أي رب أثره؟ فيقضي الله تعالى، ويكتب الملك، فيقول أي رب /
أجله؟ فيقضي الله ما يشاء، ويكتب الملك، ثم تطوى تلك الصحيفة فلا
تمس إلى يوم القيامة.
- إسناده صحيح على شرط الشيخين، ويوسف المكي هو ابن ماهك بن بهزاد. وأما أبو
مسعود الجحدري هو إسماعيل بن مسعود البصري وهو ثقة.
والحديث مكرر الذي قبله بحديث، وسبق تخريجه هناك.
180 - ثنا ابن كاسب، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن
أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يدخل ملك الأرحام على النطفة بعد ما تستقر في الرحم أربعين أو قال خمسة
وأربعين، فيقول: أي رب أشقي أم سعيد؟ فيقول الله تبارك وتعالى:
فيكتب الملك، فيقول: أي رب أذكر أم أنثى؟ فيقول ويكتب
ويقول: أي رب مصيبته، ورزقه، وأثره، وأجله، ثم يطوي الصحيفة فلا
يزاد فيها ولا ينقص منها.
- إسناد جيد، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير ابن كاسب واسمه يعقوب بن حميد،
وهو صدوق ربما وهم، ولكنه قد توبع كما يأتي.
والحديث مكرر الذي قبله. وقد أخرجه أحمد (4 / 6 - 7): ثنا سفيان به. وكذلك أخرجه
مسلم والآجري من طرق أخرى عن سفيان به.
181 - ثنا أبو مسعود الجحدري، ثنا معتمر بن سليمان، عن أبي

80
سفيان، عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن عمر قال لما نزلت (فمنهم
شقي وسعيد) قال عمر: يا رسول الله! مثل حديث أبي عامر العقدي
عن سليمان بن سفيان المديني.
- إسناده ضعيف، من أجل أبي سفيان وهو سليمان بن سفيان وقد مر الكلام عليه (163)،
وحديث أبي عامر العقدي الذي أحال عليه المصنف يعني المتقدم برقم (170).
182 - ثنا أبو مسعود الجحدري، ثنا الفضيل بن سليمان عن عمر بن
سعيد، حدثني الزهري أن ابن أبي هنيدة حدثه أن عبد الله بن عمر أخبره
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" يقبض ملك الأرحام الرحم معترضا فيقول: أي رب أذكر أم أنثى؟
فيقضي الله تعالى في ذلك أمره بما شاء، ثم يقول: أي رب أشقي أم
سعيد؟ فيوحي الله إليه في ذلك أمره ".
- حديث صحيح رجاله ثقات على ضعف في الفضيل غير عمر بن سعيد وهو صاحب
الزهري سئل عنه أحمد: هو ثقة؟ فقال: حديثه مقارب. وأبو مسعود الجحدري هو إسماعيل
ابن مسعود البصري، وهو سقة:، لكن الحديث صحيح لطرقه الآتية عن الزهري وابن أبي
هنيدة ويقال ابن هنيدة اسمه عبد الرحمن.
والحديث أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (4 / 1387) والبزار (ص 229) والآجري
(ص 184) من طرق عن الزهري به.
183 - ثنا ابن كاسب، ثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا معمر، عن الزهري،
عن ابن هنيدة عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" إذا خلق الله تعالى النسمة قال: ملك الأرحام معترضا: أي رب أذكر
أم أنثى؟ فيقضي الله في ذلك أمره، ويقول الملك: أشقي أم سعيد؟
فيقضي الله في ذلك أمره ".
- إسناده جيد، وهو مكرر الذي قبله. وابن هنيدة هو عبد الرحمن، ويقال في نسبه ابن
أبي هنيدة، كما في الإسناد الذي قبله.

81
184 - ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن عمرو بن دينار ومعمر، عن
الزهري عن ابن هنيدة، سمعت ابن عمر نحوه.
- إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير ابن هنيدة وهو ثقة كما تقدم قبل
حديث. وابن أبي عمر اسمه محمد بن يحيى.
185 - ثنا سلمة، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن
ابن هنيدة، عن ابن عمر نحوه.
- إسناده صحيح كالذي قبله.
186 - ثنا عباس بن الوليد، ثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت صالح
ابن أبي الأخضر، حدثني ابن شهاب، عن سالم، أن ابن عمر رفع الحديث
قال:
" إذا خلقت النفس قال ملك الأرحام: أي رب! أذكر أم أنثى؟
فيقضي الله إليه أمره ثم يقول /: أي رب أشقي أم سعيد؟ فيقضي الله
تعالى إليه أمره، فيكتب ما هو لاق حتى النكبة ينكبها.
- حديث صحيح، رجاله ثقات غير صالح بن أبي الأخضر، فهو ضعيف. ولكنه قد تابعه
جمع من الثقات، ساق المصنف آنفا أسانيده إليهم، ولم يقف عليها الحافظ البزار فإنه قال
عقب الحديث:
" تفرد به صالح عن الزهري "! وقال الهيثمي (7 / 193):
" رواه أبو يعلى والبزار، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح ".
187 - حدثنا أبو الربيع والمقدمي قالا: ثنا حماد بن زيد، عن عبيد الله
ابن أبي بكر، عن جده أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تبارك
وتعالى وكل بالرحم ملكا فيقول: أي رب نطفة علقة أي رب مضغة؟
قال: فإذا أراد الله تعالى أن يقضي خلقه قال: أي رب أشقي أم سعيد فما

82
الرزق؟. فما الأجل؟ فيكتب ما يقول ". قال أبو الربيع في حديثه
فيكتب كذلك.
- إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأبو الربيع هو سليمان بن داود الزهراني. والمقدمي
اسمه محمد ابن أبي بكر.
والحديث أخرجه البخاري (4 / 251) ومسلم (8 / 46) وأحمد (3 / 116 و 148)
والآجري (ص 184) من طرق أخرى عن حماد بن زيد به.
188 - حدثنا المسيب بن واضح، ثنا عبد الله بن المبارك، عن
الأوزاعي عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن الديلمي، عن عبد الله بن
عمر وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" الشقي من شقي في بطن أمه ".
- حديث صحيح، ورجال إسناده ثقات، لكن المسيب بن واضح فيه ضعف لسوء حفظه.
وإنما صححت حديثه لأن له شواهد تقويه، منها حديث أبي هريرة مرفوعا به وزاد:
" والسعيد من سعد في بطن أمه ". أخرجه الآجري (185) واللالكائي في " السنة "
(1 / 135 / 1) من طريق يحيى بن عبيد الله عن أبيه عنه. وهذا إسناد واه. لكن له طريق
أخرى إسناد صحيح عنه. أخرجه اللالكائي أيضا وكذا البزار (ص 230 - زوائد) وغيره
وصححه العراقي والعسقلاني والسيوطي، وقد خرجته في " الروض النضير " (1098).
189 - ثنا محمد بن معمر، ثنا محمد بن عبيد، ثنا هاشم بن البريد، عن
إسماعيل الحنفي، عن مسلم البطين، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال:
أخذ علي رضي الله عنه بيدي فانطلقنا نمشي حتى جلسنا على شاطئ
الفرات، فقال علي: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما من نفس إلا قد كتب لها من الله
تعالى شقاء وسعادة ". فقام رجل، فقال: يا رسول الله ففيم إذا العمل؟
فقال: " اعملوا فكل ميسر لما خلق له "، ثم قرأ هذه الآية:
(فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى،
وأما من بخل واستغنى...) الآية.

83
- إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات، رجال مسلم غير هاشم بن البريد وهو ثقة.
وإسماعيل الحنفي هو ابن سميع السابري.
والحديث أخرجه الشيخان، والمصنف، وغيرهم، من طريق أخرى عن السلمي به نحوه،
وقد مضى برقم (171).
33 - (باب):
190 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا إسماعيل بن علية، عن يونس
يعني ابن عبيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، قال: قال لي أشج بني
عصر: قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن فيك لخلتين يحبهما الله عز وجل ". قال قلت: وما هما؟
قال: " الحلم والحياء ". قال: قلت: قديما كانتا في أم حديثا؟ قال:
قديما " قال: الحمد لله الذي جبلني على خلتين يحبهما الله عز وجل.
- إسناده صحيح على شرط الشيخين، إلى أشج بني عصر، وهو صحابي نزل البصرة ومات
بها، ويقال: أشج عبد القيس، واسمه المنذر بن عائذ بن المنذر.
والحديث أخرجه أحمد (4 / 205): ثنا إسماعيل به.
وتابعه عبد الوارث قال: حدثنا يونس به. أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (584).
وللحديث شواهد كثيرة، فأخرجه مسلم (1 / 36) والبخاري (586) وابن ماجة من
حديث ابن عباس. ومسلم والبخاري (585) وابن ماجة (4187) من حديث أبي سعيد
الخدري. وأبو داود (5225) عن زارع جد أم أبان بنت الوازع. والبخاري (587) عن
مزيدة العبدي، وفيه أن الأشج قبل يد النبي صلى الله عليه وسلم. وفي سنده جهالة.
191 - ثنا أبو الربيع، ثنا حبان بن علي، عن محمد بن عجلان، عن
سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا اشترى أحدكم خادما فليأخذ بناصيته وليقل: اللهم إني أسألك
من خيره وخير ما جبلته عليه ".

84
191 - حديث حسن، رجاله ثقات غير حبان بن علي وهو العنزي وهو ضعيف على فقه
وفضل. ولكنه لم يتفرد بمتنه، وإن كان قد خولف في إسناده، فقد رواه غيره عن محمد بن
عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا به. هكذا أخرجه جماعة من الأئمة،
وقد خرجته في " آداب الزفاف " (ص 18).
192 - ثنا عمرو بن عثمان، ثنا بقية بن الوليد، عن إسماعيل بن
عياش، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" مغير الخلق كمغير الخلق ".
- إسناده ضعيف، ورجاله ثقات، لكن إسماعيل بن عياش ضعيف في الحجازيين، وهذا
منه. وبقية مدلس وقد عنعنه.
والحديث مخرج في " الأحاديث الضعيفة " (2580).
193 - حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا يحيى بن سعيد، عن ابن أبي
ذئب عن الحارث، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" كتب الله تعالى على كل نفس حظها من الزنا ".
193 - إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم غير الحارث وهو ابن عبد الرحمن القرشي
العامري خال ابن أبي ذئب، وهو صدوق كما قال الحافظ. وأبو بكر بن خلاد اسمه محمد.
والحديث أخرجه أحمد (2 / 431): ثنا يحيى به. وتابعه ابن وهب: أخبرني ابن أبي
ذئب وزاد: " فالعين تزني، وزناها النظر، واللسان يزني، وزناه الكلام، واليد تزني
وزناها البطش، والرجل تزني، وزناها المشي، والسمع يزني، وزناه الاستماع، ويصدق
ذلك الفرج أو يكذبه ".
أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " (1 / 24 و 3 / 298). وهكذا أخرجه هو وأحمد
(2 / 276 و 343 و 379 و 536) والبخاري (4 / 170 و 255) ومسلم (8 / 52) والحاكم
(2 / 470) من طرق أخرى عن أبي هريرة به مع الزيادة نحوه.
194 - ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه،
عن رقبة بن مسقلة عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس،

85
عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا ".
- إسناده صحيح على شرط الشيخين، مع ما في النفس من عنعنة أبي إسحاق وهو عمرو
ابن عبد الله السبيعي، فإني لم أجد تصريحه بالتحديث في شئ من الروايات عنه، مع أنه كان
اختلط، لكن لعل رقبة بن مسقلة سمعه منه قبل الاختلاط، فإنه قديم الوفاة، فقد مات سنة
(129) وهي السنة التي مات فيها أبو إسحاق نفسه، فهو من أقرانه. وقد قال الإمام أحمد:
" أبو إسحاق ثقة، ولكن هؤلاء الذين حملوا عنه بآخرة ". ولذلك صححوا حديث شعبة بن
الحجاج وسفيان الثوري، مع تأخر وفاتهما عنه، فقد مات شعبة سنة (160) وسفيان سنة
(161)، وفي حفظي أن الحافظ ابن حجر قد صحح رواية الأعمش عنه في بعض كتبه، وظني
أنه " تخريج الأذكار " ولا تطوله يدي الآن، وذلك لعلو طبقته فقد مات سنة سبع أو ثمان
وأربعين، ورقبة أقدم منه وفاة كما رأيت فتصحيح روايته عنه أولى، ولعل هذا هو وجه
إخراج مسلم لهذا الحديث في " صحيحه " كما يأتي. والله أعلم.
والحديث أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " (5 / 121) بإسناد المصنف هذا، ثم
أخرجه هو ومسلم (7 / 105 - 107 و 8 / 54) وأبو داود (4705) والطحاوي في
" المشكل " (4 / 199) من طرق أخرى عن المعتمر بن سليمان به وزاد: " ولو عاش لأرهق
أبويه طغيانا وكفرا ". وأخرجه الترمذي (2 / 196) وعبد الله أيضا من طريق أخرى عن
أبي إسحاق به دون الزيادة. وهو رواية لأبي داود (4706) من طريق ثالثة عنه، وكذا رواه
عبد الله (5 / 118 - 119) وزاد: " وكان قد ألقي عليه محبته من أبويه ولو أطاعاه لأرهقهما
طغيانا وكفرا ". وسنده صحيح أيضا على شرطهما.
195 - ثنا المقدمي، ثنا أبو داود، ثنا محمد بن أبان، عن أبي إسحاق،
عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب يرفع الحديث إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا ألقى الله تعالى. على أبويه محبة
منه ".
- حديث صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم غير محمد بن أبان وهو ابن صالح بن عمر
الحنفي القرشي وهو ضعيف، لكنه قد توبع كما يأتي. وأبو داود هو سليمان بن داود الفارسي
البصري صاحب المسند المعروف به، وقد أخرجه كما يأتي.

86
والحديث أخرجه الطيالسي (رقم 538): حدثنا محمد بن أبان به، لكن وقع فيه " ابن
إسحاق " بدل " أبي إسحاق " وهو خطأ مطبعي.
وقد تابعه إسرائيل عن أبي إسحاق به. أخرجه عبد الله بن أحمد بسند صحيح كما تقدم
آنفا. وتابعه جمع آخر لكن دون ذكر المحبة، وقد مضى تخريجه في الذي قبله.
34 - باب: ذكر أخذ ربنا الميثاق من عباده.
196 - ثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، عن مالك بن أنس، عن زيد
ابن أبي أنيسة، حدثني عبد الهميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب،
عن مسلم بن يسار الجهني أن عمر سئل عن هذه الآية:
(وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم) فقال عمر بن
الخطاب:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها فقال:
" إن الله تعالى خلق آدم عليه السلام ثم مسح ظهره بيمينه، فاستخرج
منه ذريته، فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم
مسح ظهره بيمينه فاستخرج ذريته فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل
النار يعملون ". فقال رجل: يا رسول الله ففيم العمل؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" إذا خلق الله تعالى العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على
عمل أهل الجنة، وإذا خلق الله تعالى العبد للنار استعمله بعمل أهل النار
حتى يموت على عمل من عمل أهل النار فيدخل النار ".
- إسناده ضعيف لانقطاعه بين مسلم بن يسار وعمر، وبين مما رجل يدعى نعيم بن ربيعة
الأودي كما يأتي (200) وهو مجهول، والحديث مخرج في " الضعيفة " (3073).
197 - سمعت سعيد بن عبد الجبار يقول سمعت مالك بن أنس
يقول:

87
ورأيي فيهم أن يستتابوا فإن تابوا وإلا قتلوا. / يعني القدرية.
- إسناده صحيح، ولكنه مقطوع من قول مالك. وسعيد بن عبد الجبار هو أبو عثمان
الكرابيسي البصري نزيل مكة. مات سنة (236).
198 - حدثنا سلمة ثنا مروان بن محمد الطاطري قال: سمعت مالك
ابن أنس يسأل عن تزويج القدري فقرأ: (ولعبد مؤمن خير من مشرك).
- إسناده صحيح كالذي قبله.
199 - ثنا سعيد بن عبد الجبار، ثنا مالك بن أنس عن عمه أبي سهيل
ابن مالك قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول في القدرية: أرى أن
يستتابوا فإن تابوا وإلا قتلوا. قال أبو سهيل: وذلك رأيي. قال
مالك: وذلك رأيي.
199 - إسناده صحيح، وهو مقطوع أيضا.
250 - حدثني المسيب بن واضح قال: سمعت علي بن بكار
يقول: كان ابن عون يبعث إلي بالمال أفرقه في سبيل الله فيقول:
لا تعط قدر يا منه شيئا، وأحسبه قال فيه: ولا يغزون معكم فإنهم لا
ينصرون.
- إسناده ضعيف، المسيب بن واضح سيئ الحفظ، ولكنه ليس حديثا مرفوعا، فالخطب
فيه سهل.
201 - ثنا محمد بن مسلم بن وارة، ثنا محمد بن يزيد بن سنان حدثنا
يزيد يعني أباه، عن زيد بن أنيسة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن
زيد بن الخطاب عن مسلم بن يسار، عن نعيم بن ربيعة الأودي قال
مسلم: سألت نعيما عن هذه الآية:
(وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم)؟ قال نعيم:

88
كنت عند عمر إذ جاءه رجل فسأله عنها، فقال عمر: كنت عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فسأله عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" خلق الله تبارك وتعالى آدم، فذكر نحو حديث مالك ".
- إسناده ضعيف لجهالة نعيم بن ربيعة الأودي. وأسقطه مالك من الإسناد كما تقدم
(196) فصار منقطعا. ومحمد بن يزيد بن سنان وهو الرهاوي ضعيف، وكذا أبوه. لكن
تابعه عمر بن جعثم القرشي عند أبي داود (4704) وأبو عبد الرحمن خالد بن أبي يزيد الثقة
عند ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (9 / 298 / 2). فإذا كان هذا هو المحفوظ فهو معلول
بالجهالة، وإلا فبالانقطاع وراجع ما تقدم.
202 - ثنا سليمان بن عبد الجبار، ثنا حسين بن محمد المروزي، ثنا جرير
ابن حازم عن كلثوم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" أخذ الله تعالى الميثاق من ظهر آدم صلى الله عليه ب‍ (نعيمان) يعني عرفة:
فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذر كلهم مثلا ".
وقال: (ألست بربكم؟ قالوا: بلى شهدنا. أن تقولوا يوم
القيامة: إنا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا: إنما أشرك آباؤنا من قبل،
وكنا ذرية من بعدهم. أفتهلكنا بما فعل المبطلون؟).
- إسناده حسن، وهو مخرج في " الصحيحة " (1623).
203 - حدثنا محمد بن المثنى، ثنا قيس بن محمد الكندي، ثنا روح بن
المسيب عن يزيد الرقاشي عن غنيم بن قيس، عن أبي موسى الأشعري
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" إن الله تعالى يوم خلق آدم عليه السلام قبض بكفيه قبضتين، فوقع كل
طيب بيمينه كل خبيث، بشماله، فقال: هؤلاء أصحاب اليمين وهؤلاء
أصحاب الجنة، وهؤلاء أصحاب الشمال وهؤلاء أصحاب النار، ثم ردهم

89
في صلب آدم، فهم يتناسلون على ذلك الآن ".
- إسناده ضعيف جدا، يزيد بن أبان الرقاشي متروك كما قال النسائي وغيره. وروح بن
المسيب ليس بالقوي. وقيم بن محمد الكندي لم يوثقه غير ابن حبان لكن روى عنه ثلاثة،
ولم يتفرد به كما يأتي.
والحديث أخرجه البزار في " مسنده " (ص 228 - 229): حدثنا نصر بن علي أنا روح
ابن المسيب به. وقال الحافظ عقبه: " قلت: يزيد الرقاشي ضعيف جدا ". وغفل عن هذا
الهيثمي فأعله في " المجمع " بالذي دونه: فقال (6 / 186): " رواه البزار والطبراني في
" الكبير " و " الأوسط " وفيه روح بن المسيب، قال ابن معين: صويلح، وضعفه غيره ".
وأخرجه لوين أيضا في " حديثه " (ق 26 / 1): ثنا روح بن المسيب به، وأخرجه
الآجري أيضا (ص 173).
204 - ثنا هدبة، ثنا حماد بن سلمة، ثنا علي بن زيد بن جدعان، ثنا
يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال: لما نزلت آية الدين قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
" إن أول من جحد آدم، إن الله تعالى لما خلقه مسح ظهره، فأخرج منه ما
هو من ذراري إلى يوم القيامة، فعرضهم عليه ".
- حديث صحيح، رجاله ثقات غير ابن جدعان فهو ضعيف، لكن له شاهد من حديث
أبي هريرة يأتي بعده.
والحديث أخرجه أحمد (1 / 251 و 299 و 371) وابن سعد في " الطبقات " (1 / 28) من
طرق عن حماد بن سلمة به، وله عنده تتمة.
205 - حدثنا يحيى بن محمد بن السكن، ثنا حبان بن هلال أبو حبيب،
ثنا مبارك بن فضالة، ثنا عبيد الله بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن
حفص بن عاصم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لما خلق الله تعالى آدم... " ثم ذكر الحديث.
- حديث صحيح، رجاله ثقات، لولا ما يخشى من مبارك بن فضالة، تدليسه تدليس

90
التسوية. لكنه يتقوى بالطريق التي بعده.
206 - حدثنا ابن كاسب، ثنا أنس بن عياض، عن حارث بن عبد
الرحمن عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه قال بيده وهما مقبوضتان: خذ أيهما
شئت يا آدم. فقال: يمين ربي وكلتا يداه يمين مباركة، ثم بسطها، فإذا
فيها آدم وذريته، وإذا كل إنسان منهم عنده عمره مكتوب.
- إسناده حسن رجاله ثقات رجال مسلم غير ابن كاسب واسمه يعقوب بن حميد ومضى
مرارا، والحارث بن عبد الرحمن هو ابن عبد الله بن سعد بن أبي ذباب، فيه كلام يسير، لا
ينحط به حديثه عن مرتبة الحسن، وقد جزم الذهبي في " ميزانه " بأنه ثقة. وقال الحافظ:
" صدوق يهم "، ولم يتفرد بهذا الحديث، فإن له طريقين آخرين عن أبي هريرة، تقدم آنفا
أحدهما، والآخر يأتي بعد تخريجه.
والحديث أخرجه ابن حبان (2082) والحاكم (1 / 64) وعنه البيهقي في " الأسماء "
(ص 324) من طريق أخرى عن الحارث به. وقال الحاكم: " صحيح على شرط مسلم "
ووافقه الذهبي، ثم قال الحاكم: " وله شاهد صحيح ". ثم ساقه من طريق أبي خالد
الأحمر عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. قلت: وهذا
إسناد حسن، وهو الثالث عن أبي هريرة. وله رابع من طريق هشام بن سعد عن زيد بن
أسلم عن أبي صالح عنه به. أخرجه ابن سعد (1 / 27 - 28) والترمذي (2 / 180 -
181) والحاكم (2 / 325) وقال: " صحيح على شرط مسلم " ووافقه الذهبي. وقال
الترمذي: " هذا حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم ".
35 - (باب: ذكر أطفال الكفار الذين يموتون صغارا
وآباؤهم كفار).
207 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا سفيان عن الزهري، عن
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة
قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهل الدار من المشركين يبيتون وفيهم النساء
والصبيان، فقال:

91
" هم منهم ".
- إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه.
208 - ثنا يعقوب بن حميد، ثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن
الأعرج عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
سئل عن أولاد المشركين من مات منهم صغيرا، فقال: الله أعلم بما
كانوا عاملين.
- إسناده جيد، وقد أخرجه مسلم (8 / 54) من طريق أخرى عن سفيان به. وأخرجه
أحمد (2 / 244) عن سفيان به. ثم أخرجه (2 / 264) من طريق أخرى عن أبي الزناد.
وأخرجه البخاري (4 / 252) من طريق أخرى عن أبي هريرة، تأتي بعد حديث.
209 - حدثنا محمد بن المثنى، ثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن
عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
أطفال المشركين فقال:
" الله أعلم بما كانوا عاملين ".
- إسناده حسن، وهو مكرر الذي قبله.
وأخرجه أحمد (2 / 471): ثنا يحيى به.
210 - ثنا سلمة بن شبيب / ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري
عن عطاء بن يزيد، عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أطفال
المشركين فقال:
" الله أعلم بما كانوا عاملين ".
. - إسناده صحيح على شرط الشيخين غير سلمة بن شبيب فهو على شرط مسلم وحده، وتابعه
أحمد (2 / 268): ثنا عبد الرزاق به.
وأخرجه البخاري (4 / 252) ومسلم (8 / 54) من طريق أخرى عن الزهري به.

92
211 - ثنا المقدمي، ثنا أبو داود، ثنا ابن أبي ذيب، عن الزهري،
عن عطاء بن يزيد، عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد
المشركين فقال:
" الله أعلم بما كانوا عاملين ".
- إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه كما تقدم ويأتي. وأبو داود هو الطيالسي
صاحب " المسند " والحديث عنده (2382) بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم وأحمد (2 / 259 و 393 و 518) من طرق أخرى عن ابن أبي ذئب.
36 - باب:
212 - ثنا محمد بن عوف، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان بن
عمر (و)، عن راشد بن سعد، عن عاصم بن حميد الكوفي، عن معاذ
ابن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لما بعثه إلى اليمن خرج معه يوصيه ثم التفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
فقال:
إن أهل بيتي هؤلاء يرون أنهم أولى الناس بي، وليس كذلك. إن
أوليائي منكم المتقون، من كانوا وحيث كانوا. اللهم إني لا أحل لهم
فساد ما أصلحت وأيم والله لتكفأن أمتي عن دينها كما تكفأن الإناء في
البطحاء.
- إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات.
213 - حدثنا ابن كاسب، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن
عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" إن أوليائي يوم القيامة هم المتقون، وإن كان نصب أقرب من نسب، لا

93
يأتي الناس بالأعمال وتأتون بالدنيا تحملونها على رقابكم، وتقولون: يا
محمد، فأقول هكذا، وأعرض في عطفيه ".
- إسناده حسن.
37 - (باب: في ذكر أطفال المشركين).
213 - 1 - ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن فضيل، عن محمد،
عن زاذان، عن علي قال: سألت خديجة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولادها، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" هم في النار، فلما رأى ما في وجهها قال: لو رأيت مكانهم
لأبغضتهم. قالت: قلت فأولادي منك؟ قال:
" في الجنة، والمشركون وأولادهم في النار ". ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(والذين آمنوا واتبعتهم ذرياتهم).
- إسناده ضعيف، رجاله ثقات غير محمد وهو ابن عثمان كما وقع في " المسند " على ما يأتي
بيانه، وهو مجهول. قال الذهبي في " الميزان ": " لا يدري من هو؟ فتشت عنه في أماكن،
وله خبر منكر ". ثم ذكر له هذا الحديث. قال الحافظ في " اللسان ": " قلت: والذي يظهر
لي أنه هو الواسطي المتقدم ". قلت: يعني محمد بن عثمان الواسطي عن ثابت البناني، قال
الأزدي: ضعيف. كما في " الميزان " وزاد الحافظ: " وذكره ابن حبان في " الثقات " فقال:
روى عنه أبو عوانة ". قلت: ولم أره في " الثقات " نسخة الظاهرية، وسيأتي قول الهيثمي
فيه أنه لم يعرفه. مع أن الحافظ في " التعجيل " نقل عنه أنه قال: " ذكره ابن حبان في (
الثقات) "، فلعل نسخه مختلفة، فوقع في بعض منها دون بعض. وأما قول العلامة أحمد
شاكر في تعليقه على " المسند " (2 / 259):
" إسناده حسن على الأقل إن شاء الله (ثم نقل كلام الذهبي المتقدم، وكلام الحافظ في
" التعجيل " ثم قال: أقول: أبو الفتح الأزدي يغلو في التضعيف بغير حجة، ودعوى
الذهبي أن الخبر منكر لا دليل عليها، وليس في معناه " نكارة ".
قلت: أما غلو الأزدي فمسلم في الجملة، ولكن ذلك لا يضر هنا، لأنه لم يعارض توثيقا

94
مقيدا، إذ أن توثيق ابن حبان فيه تساهل كبير كما شرحه الحافظ في مقدمة " اللسان " وزدته
بيانا في نقدي ل‍ " التعقيب الحثيث "، فلو سلمنا أن محمد بن عثمان هذا هو الواسطي الذي
وثقه ابن حبان، فهو لا يزال في عداد المجهولين لما ذكرنا من تساهله، فلا يعارضه حينئذ
تضعيف الأزدي إياه كما هو ظاهر.
وأما قوله: إن دعوى الذهبي لا دليل عليها، فغير مسلم عندي، وذلك. لأن الحديث
يصرح بأن أولاد المشركين في النار. فهذا منكر بل باطل لمخالفته لظاهر قول الله تعالى (وما
كنا معذبين حتى نبعث رسولا)، فإذا كان لا يعذب العاقل لكونه لم تبلغه الدعوة فلأن لا
يعذب غير العاقل من الأولاد من باب أولى، ولمخالفته أيضا لعديد من الأحاديث الدالة على
أن أولاد المشركين في الجنة، فضلا من الله ورحمة. وهذا هو اختيار أهل التحقيق من العلماء
كالنووي والعسقلاني وغيرهما، وتجد بعض الأحاديث المشار إليها في " فتح الباري "
(3 / 195 - 196).
والحديث أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " (1 / 134) بإسناد المصنف هذا،
لكنه قال: " محمد بن عثمان ". وقال الهيثمي (7 / 217): " رواه عبد الله بن أحمد، وفيه
محمد بن عثمان ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح ". وأما ما رواه أحمد (6 / 208)
والطيالسي (1576) نحوه من طريق أبي عقيل يحيى بن المتوكل عن بهية عن عائشة أنها ذكرت
لرسول الله صلى الله عليه وسلم أطفال المشركين، فقال: إن شئت أسمعتك تضاغيهم في النار. فقال
الحافظ: " حديث ضعيف جدا، لأن أبا عقيل مولى بهية متروك ". ونحوه ما أخرجه أبو
يعلى في " مسنده " (4 / 1686) من طريق سهل بن زياد الحربي - بصري ثقة -: حدثني
الأزرق بن قيس عن عبد الله بن نوفل أو عن عبد الله بن بريدة - شك سهل - عن خديجة بنت
خويلد قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: بأبي أين أطفالي منك؟ قال: في الجنة. قالت:
وسألته: أين أطفالي من أزواجي من المشركين؟ قال: في النار. قلت: بغير عمل؟ قال:
الله أعلم بما كانوا عاملين ". قلت: فهذا ضعيف أيضا لانقطاعه. قال الهيثمي: " رواه
الطبراني وأبو يعلى، ورجالهما ثقات، إلا أن عبد الله بن الحارث بن نوفل وابن بريدة لم يدركا
خديجة ". قلت. وسهل هذا هو الطحان البصري ترجمه ابن أبي حاتم (2 / 1 / 97 1) ولم
يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ولعله في " ثقات ابن حبان ".
214 - ثنا هدبة، ثنا حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار قال: قال
ابن عباس: أتى علي زمان وأنا أقول:
أطفال المشركين مع المشركين، وأطفال المسلمين مع المسلمين حتى
حدثني فلان عن فلان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنهم، فقال: " الله أعلم بما

95
كانوا عاملين. فلقيت فلانا فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم فأمسكت.
- إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 73): ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة به. وقال الطيالسي في
" مسنده " (537): حدثنا حماد بن سلمة به إلا أنه قال: حدثنا عمار عن أبي بن كعب قال:
سمعت ابن عباس... فأدخل أبيا في إسناده، وما أراه محفوظا، بل الأول هو الصواب،
فقد تابعه خالد الحذاء عن عمار بن أبي عمار به. أخرجه أحمد (5 / 410). وتابعه روح عن
عمار به. أخرجه يونس بن حبيب في " زوائد مسند الطيالسي " عقب روايته السابقة، وحدثني
موسى بن عبد الرحمن عن روح به. ولكن لم أعرف روحا هذا.
والحديث قال الهيثمي (7 / 218): " رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ". وسكت عليه
الحافظ في " الفتح " (3 / 196).
وهو في " الصحيحين " والمسند وغيرهما من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا لم
يذكر الواسطة بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم.
38 - باب:
215 - ثنا دحيم، ثنا أبو اليمان، عن شعيب، عن الزهري، عن أنس
ابن مالك عن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
أريت ما تلقى أمتي من بعدي وسفك بعضهم دماء بعض، فأحزنني
وشق ذلك علي، وسبق كما سبق ذلك في الأمم قبلها، فسألت الله تعالى أن
يوليني شفاعتهم فيهم يوم القيامة ففعل.
- إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أعل بما لا يقدح، وقد كنت بينت ذلك في
" الأحاديث الصحيحة " (1440) بما يكفي ويشفي إن شاء الله تعالى.
216 - ثنا ابن كاسب، ثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن
سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما ترون، وإنه لمن أهل النار، وإن

96
الرجل ليعمل بعمل أهل النار وإنه لمن أهل الجنة، والحديث طويل.
- إسناده جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن كاسب: يعقوب بن حميد، وهو
صدوق ربما وهم، وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه الشيخان وغيرهما من طرق أخرى عن أبي حازم به. وفيه قصة عند
البخاري (3 / 253 - 254) وفيه عنده وكذا أحمد (5 / 335):
" وإنما الأعمال بالخواتيم ".
217 - ثنا هلال بن بشر، ثنا محمد بن خالد بن عثمة، عن عبد الله بن
عمر عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يعمل العامل / عمل أهل النار تسعين سنة، (1) ثم يختم له بعمل أهل
الجنة. ويعمل العامل بعمل أهل الجنة تسعين سنة (2) ثم يختم له بعمل
أهل النار.
- حديث صحيح، وإسناده ضعيف، رجاله ثقات غير عبد الله بن عمر وهو العمري المكبر
وهو ضعيف. ومحمد بن خالد بن عثمة صدوق يخطئ. لكن الظاهر أنهما لم يتفردا به،
فقد أورده الهيثمي في " المجمع " (7 / 212) بنحوه إلا أنه قال: " سبعين " مكان " تسعين "
في المحلين، ولعله الصواب وقال:
" رواه الطبراني في " الأوسط " ورجاله رجال الصحيح ".
وله طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا نحوه وفيه ذكر الوصية، وإسناده ضعيف كما بينته
في " المشكاة " (3075).
وله طريق ثالثة تأتي في الكتاب بعده.
218 - ثنا يعقوب بن حميد، ثنا ابن أبي حازم، عن العلاء بن عبد
الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:



(1) كذا الأصل وفي " المسند " (2 / 278) و " المجمع ": " سبعين "، ولعله الصواب.
(2) كذا الأصل وفي " المسند " (2 / 278) و " المجمع ": " سبعين "، ولعله الصواب.
97
" إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة " فذكر الحديث.
- إسناده جيد على شرط مسلم غير يعقوب بن حميد وقد تقدم قبل حديث
والحديث أخرجه مسلم (8 / 49) وأحمد (2 / 484 - 485) من طريقين آخرين عن العلاء
به ولفظه:
" إن الرجل يعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة، ثم يختم له عمله بعمل أهل النار،
وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار، ثم يختم له عمله بعمل أهل الجنة ".
39 - (باب: إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن)
ما شاء أقامه منها، وما شاء أن يزيغه أزاغه).
219 - حدثنا هشام بن عمار، ثنا صدقة بن خالد، ثنا ابن جابر قال:
سمعت بسر بن عبيد الله قال: سمعت أبا إدريس الخولاني يقول:
حدثني النواس بن سمعان الكلابي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
ما من قلب إلا بين إصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أن يقيمه أقامه،
وإن شاء أن يزيغه أزاغه.
- حديث صحيح، وهو على شرط البخاري على ضعف في شيخه هشام بن عمار، لكنه لم
يتفرد به كما يأتي.
والحديث أخرجه ابن ماجة (199) بإسناد المصنف. وأخرجه أحمد (4 / 182) ثنا الوليد بن
مسلم قال سمعت - يعني - ابن جابر به. وأخرجه الآجري في " الشريعة " (ص 317) من
طرق أخرى عن الوليد به.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن حبان (2419) والحاكم (4 / 321) من طريقين آخرين عن عبد الرحمن بن
يزيد بن جابر به. وقال الحاكم:
" صحيح على شرط مسلم ". وأقره الذهبي، وإنما هو على شرطهما كما ذكرنا، فإن رجاله
كلهم من رجالهما. ثم رأيته أخرجه في مكان آخر (2 / 289) وصححه على شرطهما ووافقه

98
الذهبي أيضا!
(تنبيه) زاد غير المؤلف: " وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على
دينك. قال: والميزان بيد الرحمن، يرفع قوما، ويخفض آخرين إلى يوم القيامة ". والزيادة
الأولى أفردها المؤلف فيما يأتي (230).
220 - حدثنا هشام بن عمار، ثنا أبو مطيع معاوية بن يحيى
الأطرابلسي، حدثنا محمد بن الوليد الزبيدي، عن عبد الرحمن بن جبير بن
نفير، عن أبيه، عن سبرة بن فاكهة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أن يقيمه أقامه،
وإن شاء أن يزيغه أزاغه ".
- حديث صحيح، رجاله موثقون غير أبي مطيع الأطرابلسي وهو صدوق له أوهام.
ويشهد لحديثه ما تقدم ويأتي في الباب.
والحديث قال الهيثمي في " المجمع " (7 / 211):
" رواه الطبراني، ورجاله ثقات ".
221 - ثنا ابن مصفا، ثنا أبو المغيرة، ثنا الوليد بن سلمان بن أبي
السايب، ثنا بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن نعيم بن
همار قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" ما من امرئ إلا قلبه بين إصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أن
يزيغه أزاغه، وإن شاء أن يقيمه أقامه ".
- حديث صحيح، وإسناده حسن، إن كان ابن مصفى - واسمه محمد - قد حفظه عن
الوليد بن سليمان بن أبي السائب، فإن فيه ضعفا قال الحافظ: " صدوق له أ وهام " والحديث
محفوظ من رواية الوليد بن مسلم وغيره عن ابن جابر عن بسر بن عبيد الله عن الخولاني عن
النواس بن سمعان به كما تقدم قبل حديث، فإن ابن مصفى جعله من مسند نعيم بن همار،
فأخشى أن يكون ذلك من أوهامه.
والحديث قال الهيثمي أيضا:
" رواه الطبراني، ورجاله ثقات ".

99
222 - ثنا ابن مصفا، ثنا أبو عبد الرحمن المقري، ثنا حياة بن شريح،
حدثنا أبو هانئ أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول: إنه سمع عبد الله بن
عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلب ويصرف
كيف شاء.
- حديث صحيح، وإسناده حسن، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم، غير ابن مصفى،
وقد عرفت حاله آنفا، وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (2 / 168): ثنا أبو عبد الرحمن به. وأخرجه مسلم (8 / 51)
والآجري (ص 316) من طرق أخرى عن أبي عبد الرحمن المقري به، وزادا: " يا مصرف
القلوب... " وقد أفردها المصنف بهذا الإسناد فيما يأتي (231).
223 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا معاذ بن معاذ، عن أبي كعب
صاحب الحرير، ثنا شهر بن حوشب عن أم سلمة قالت قال لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
يا أم سلمة ما من آدمي إلا قلبه) بين إصبعين من أصابع الرحمن، ما
شاء أقامه، وما شاء أزاغه.
- حديث صحيح، رجال إسناده ثقات غير شهر بن حوشب، فإنه سيئ الحفظ، ولا
بأس به في الشواهد. وأبو كعب اسمه عبد ربه بن عبيد الأزدي مولاهم.
والحديث أخرجه أحمد (6 / 315): ثنا معاذ بن معاذ به. وأخرجه هو (6 / 302)
والترمذي (2 / 267) والآجري (216) من طريقين آخرين عن شهر به. وقال الترمذي:
" حديث حسن ". وأخرجه الآجري أيضا من طريق الحسن عن أمه قالت: سمعت أم
سلمة به. وعندهما الزيادة المشار إليها في الحديث السابق، وتأتي عند المصنف بهذا الإسناد
(232).
224 - ثنا هدبة، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أم محمد
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

100
" إن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن، فإذا أراد أن يقلب
قلب عبد قلبه ".
- حديث صحيح بما قبله وما بعده، فإن علي بن زيد ضعيف، وأم محمد واسمها أمية بنت
عبد الله، وهي زوجة والد علي بن زيد، مجهولة.
والحديث أخرجه الآجري (217) من طريق أخرى عن حماد بن سلمة به. وأخرجه أحمد
(6 / 91) من طريق الحسن أن عائشة قالت: فذكره أتم منه، وعند هما الزيادة المشار إليها
آنفا وقد أفردها المصنف أيضا، برقم (233).
ورجال إسناده ثقات رجال مسلم لولا أن الحسن وهو البصري مدلس.
والحديث ذكره الهيثمي بنحوه وقال:
" رواه الطبراني في " الأوسط " وفيه العلاء بن الفضل، قال ابن عدي: في بعض ما يرويه
نكرة، وبقية رجاله وثقوا، وفيهم خلاف ".
225 - ثنا أبو الربيع، ثنا محمد بن خازم: الأعمش، عن أبي
سفيان، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول:
" يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك ". قالوا يا رسول الله: آمنا بك
وبما جئت به، فما تخاف علينا؟ فقال: " نعم. إن القلوب بين إصبعين من
أصابع الرحمن يقلبها ".
- حديث صحيح، وإسناده فيه ضعف، أبو سفيان اسمه طلحة بن نافع احتج به
الشيخان. ومحمد بن خازم - بمعجمتين - ووقع في الأصل بالحاء المهملة، وهو ثقة أحفظ
الناس لحديث الأعمش، لكنه قد رمي بشئ من التدليس، ولم يصرح بالتحديث كما ترى
ولا ذكر شيئا بينه وبين الأعمش مثل " قال " و " عن "، فإن كان الأصل هكذا فلا بد من
تقدير أحد اللفظين، وقد أشرت إلى الأول بوضع النقطتين (:) بينه وبين الأعمش. والله
أعلم.
والحديث أخرجه الآجري (317) من طريق فضيل بن عياض عن الأعمش به، فصح
الإسناد والحمد لله. وقد أخرجه الحاكم (2 / 288) لكن سقط إسناده من النسخة، فلم يبق
فيها منه إلا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر (كذا جابر مكان أنس).
ثم أخرجه هو وابن ماجة (3834) من طريقين آخرين عن الأعمش عن يزيد الرقاشي عن
أنس به. ويزيد ضعيف.

101
226 - ثنا عوف بن عثمان، ثنا بقية، ثنا عبد الله بن سالم، عن أبي
سلمة سليمان بن سليم، عن ابن جبير، عن أبيه، عن المقداد بن الأسود
قال: ما أمن على أحد بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" لقلب ابن آدم أسرع تقلبا من القدر إذا استجمعت غليانا ".
- إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات، وبقية هو ابن الوليد، وقد صرح بالتحديث على
أنه لم يتفرد به، بل تابعه غير واحد كما بينته في " الصحيحة " (1772).
والحديث أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " (ق 108 / 2) من طريق أخرى عن عمرو
ابن عثمان به.
227 - ثنا أبو بكر، ثنا يزيد بن هارون، عن الجريري، عن
غنيم (1) بن قيس، عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" مثل القلب كمثل ريشة بأرض فلاة تقلبها الريح ظهرا لبطن ".
- إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم.
والحديث أخرجه أحمد (4 / 419): ثنا يزيد قال: أنا الجريري به.
وله عنده (4 / 408) إسناد آخر صحيح.
وتابعه يزيد الرقاشي عن غنيم بن قيس به.
228 - ثنا أبو بكر، ثنا حفص بن غياث، وثنا ابن نمير، ثنا أسباط بن
محمد، عن الأعمش عن الرقاشي، عن غنيم (2) بن قيس، عن أبي موسى،



(1) الأصل " عثمان " والتصحيح من " المسند " وكتب الرجال.
(2) الأصل " عثمان " والتصحيح من " المسند " وكتب الرجال.
102
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل القلب مثل ريشة تقلبها الريح بفلاة من
الأرض.
- حديث صحيح، بما قبله، وإسناده ثقات غير الرقاشي واسمه يزيد بن أبان وهو
ضعيف.
والحديث أخرجه ابن ماجة (88) بإسناد المصنف الثاني.
والحديث أخرجه جمع آخر ذكرتهم في " تخريج المشكاة ".
229 - ثنا عمر بن الخطاب، ثنا أبو صالح، ثنا الليث، ثنا يحيى بن
سعيد، عن خالد بن أبي عمران، حدثني أبو عياش، عن أبي هريرة قال
قال رسول الله:
" إنما قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن ".
- حديث صحيح، بما تقدم له في الباب من الشواهد، ورجاله ثقات على ضعف في أبي
صالح - واسمه عبد الله بن صالح كاتب الليث - غير أبي عياش وهو ابن النعمان المعافري
المصري روى عنه جمع، ولكن لم يوثقه أحد.
والحديث رواه الطبراني في " الأوسط " من طريق عبد الله بن صالح كما في " المجمع "
(7 / 211).
40 - (باب: ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا مقلب
القلوب ثبت قلبي على طاعتك).
235 - ثنا هشام بن عمار، ثنا صدقة بن خالد، ثنا ابن جابر (1) قال:
سمعت برة بن عبيد الله قال: سمعت أبا إدريس الخولاني حدثني النواس
ابن سمعان الكلابي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ".



(1) الأصل " أبو "، والصواب ما أثبتنا، وهو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر كما تقدم في رقم
(219) وكنيته أبو عتبة.
103
- حديث صحيح، وهو من تمام الحديث المتقدم (219)، وتقدم الكلام على إسناده وبيان
من خرجه هناك.
231 - ثنا ابن مصفا، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، عن حياة بن
شريح، حدثني أبو هانئ أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي قال سمعت
عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" يا مصرف القلوب ثبت قلبي على طاعتك ".
- حديث صحيح، وقد مضى الكلام على إسناده وذكر من أخرجه تحت رقم (222)،
232 - ثنا أبو بكر، ثنا معاذ بن معاذ، عن أبي كعب صاحب الحرير،
عن شهر بن حوشب عن أم سلمة قالت:
إن أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ".
- حديث صحيح، وقد تقدم الكلام على إسناده وبيان من خرجه برقم (223).
233 - ثنا هدبة، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أم محمد،
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يقول:
" يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك ". قلت: يا رسول الله، إنك
تكثر أن تدعو بهذا الدعاء فهل تخاف؟. قال: " نعم وما يؤمني أي
عائشة وقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن؟ ".
- حديث صحيح كما تقدم بيانه برقم (224).
41 - (باب: ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعرض به
ويقول: لا ومصرف القلوب).

104
234 - ثنا الشافعي إبراهيم بن محمد، ثنا عبد الله بن رجاء، عن
عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر قال: كان
أكثر أيمان النبي صلى الله عليه وسلم: " لا، ومصرف القلوب ".
- إسناده حسن، رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح، غير إبراهيم بن محمد بن العباس
المطلبي ابن عم الإمام الشافعي، وهو ثقة، مات سنة سبع أو ثمان وثلاثين ومائتين. وعبد
الرحمن بن إسحاق وهو المدني، ويقال له: عباد، حسن الحديث.
والحديث أخرجه ابن ماجة (2092) بإسناد المصنف هذا.
وأخرجه النسائي (2 / 139) من طريق محمد بن الصلت أبي يعلى ثنا عبد الله بن رجاء به.
235 - ثنا محمد بن إسماعيل، ثنا ابن أبي أويس، عن أخيه، عن
سليمان بن بلال عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن سالم، عن ابن عمر
قال:
كان يمين النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا أسمعه يقولها:
" لا ومقلب القلوب ".
- حديث صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسماعيل، وهو الإمام
البخاري صاحب " الصحيح "، إلا أن شيخه ابن أبي أويس واسمه إسماعيل بن عبد الله أبو
عبد الله بن أبي أويس فيه كلام من قبل حفظه. قال الحافظ في " التقريب ": " صدوق،
أخطأ في أحاديث من حفظه ".
قلت: وأخشى أن يكون قوله في الإسناد " عن نافع " من أوهامه، فقد رواه جماعة من
الثقات الحافظ عن موسى بن عقبة عن سالم به لم يذكروا بينهما نافعا، كما يأتي في الطريق
الذي بعده.
236 - ثنا ابن كاسب، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن موسى بن عقبة،
عن سالم، عن ابن عمر قال: كان يمين النبي صلى الله عليه وسلم التي يحلف بها كثيرا:
" لا ومقلب القلوب ".
- حديث صحيح، وإسناده جيد، رجاله ثقات رجال مسلم غير ابن كاسب وهو حسن

105
الحديث كما تقدم مرارا، وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (4 / 259) والنسائي (2 / 138) والترمذي (1 / 290 - 291)
وصححه والدارمي (2 / 187) وأحمد (2 / 25 و 67 و 68 و 127) من طرق عدة عن موسى بن
عقبة به.
237 - ثنا دحيم، ثنا أيوب بن سويد، ثنا يونس، عن الزهري، عن
حمزة بن عبد الله عن أبيه قال: كان كثير قسم النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول:
لا ومصرف القلوب.
- حديث صحيح بما قبله، فإن أيوب بن سويد صدوق يخطئ، وبقية رجاله ثقات رجال
البخاري. ويتقوى هذا الإسناد وينجبر. ضعفه بالآتي بعده.
238 - ثنا ابن مسكين، ثنا ابن أبي مريم، ثنا ابن لهيعة، عن عقيل،
عن ابن شهاب عن حمزة، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
- حديث صحيح بما تقدم، فإن ابن لهيعة سئ الحفظ، وسائر الرواة ثقات رجال
الشيخين، وابن مسكين هو محمد بن مسكين بن نميلة من شيوخ الشيخين مات سنة (289).
42 - (باب)
239 - ثنا ابن مصفا، ثنا بقية، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن علي
ابن أبي طلحة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
قد ينفع الحذر ما لم يبلغ القدر /، فإذا جاء القدر حال دون النظر.
- إسناده ضعيف منقطع، علي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس. وأبو بكر بن أبي
مريم كان اختلط. وبقية مدلس.
240 - ثنا أبي ثنا أبي، ثنا شبيب، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه
قال له ابن الأزرق: يا أبا عباس: إنا لننصب له فخا أدق من قميصي
هذا، فيقع فيه. فذكر الحديث.

106
- إسناده حسن، رجاله كلهم ثقات غير شبيب وهو ابن بشر أبو بشر الحلبي الكوفي قال ابن
معين: ثقة. وقال أبو حاتم: لين الحديث. وقال الحافظ: صدوق يخطئ.
43 - (باب: ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله خلق خلقه في
ظلمة)
241 - ثنا أبو الربيع سليمان بن داود، ثنا إسماعيل بن عياش، عن
يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن الديلمي قال: سمعت
عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إن الله تعالى خلق خلقه في ظلمة فألقى عليهم نورا من نوره، فمن
أصابه من ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ضل، فلذلك أقول: جف
القلم على علم الله عز وجل ".
- إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، فإن ابن عياش ثقة في الشاميين وتوبع كما يأتي.
والحديث أخرجه الترمذي (2 / 107) والآجري (ص 175) من طريقين آخرين عن
إسماعيل بن عياش به، وقال الترمذي:
" حديث حسن " كذا قال، وهو تقصير، لا سيما وله طرق أخرى تأتي بعده.
242 - ثنا ابن مصفا، ثنا ضمرة، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني،
عن عبد الله بن الديلمي عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
- إسناده حسن، وهو بما قبله صحيح، رجاله كلهم ثقات، وفي ابن مصفى كلام يسير.
وضمرة هو ابن ربيعة الفلسطيني، وفيه كلام أيضا، ولكنه تابعه إسماعيل بن عياش كما في
الإسناد الذي قبله. وله طريق أخرى عن ابن الديلمي وهي الآتية.
243 - ثنا ابن مصفا، ثنا بقية، ثنا الأوزاعي، عن ربيعة بن يزيد،
عن عبد الله بن الديلمي عن عبد الله بن عمر وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

107
يقول:
" إن الله خلق خلقه في ظلمة، ثم ألقى عليهم نورا من نوره، فمن أصابه
من ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ضل ".
فلذلك أقول: " جف القلم على علم الله تعالى ".
- إسناده حسن، وبما قبله صحيح، رجاله ثقات كلهم، وفي ابن مصفى ما علمت.
وبقية مدلس، ولكنه قد صرح بالتحديث.
والحديث أخرجه عبد الله بن أحمد (2 / 176) وابن حبان (1812) والآجري (175)
والحاكم (1 / 30) من طرق أخرى عن الأوزاعي به وقال الحاكم:
" صحيح على شرطهما، ولا أعلم له علة ". ووافقه الذهبي.
قلت: ابن الديلمي لم يخرج له الشيخان فهو صحيح فقط.
وتابعه معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد به.
أخرجه ابن حبان (1813).
وتابعه عروة بن رويم عن ابن الديلمي به.
أخرة أحمد (2 / 197) بسند صحيح.
244 - ثنا المسيب بن واضح، ثنا أبو إسحاق الفزاري وابن المبارك،
عن الأوزاعي، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن الديلمي، عن عبد الله
ابن عمرو قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مثله.
- حديث صحيح بما قبله، رجاله ثقات غير المسيب بن واضح، قال أبو حاتم: صدوق
يخطئ كثيرا، فإذا قيل له لم يقبل. وقال العقيلي والدارقطني: متروك.
قلت: لكنه قد توبع، فدل على أنه قد حفظه، فقال عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند "

108
(2 / 176): ثنا معاوية بن عمر وثنا إبراهيم بن محمد أبو إسحاق الفزاري ثنا الأوزاعي به.
وأخرجه الحاكم (1 / 30) من طريق أخرى عن معاوية بن عمرو به.
وأخرجه ابن حبان (1812) من طريق أخرى عن ابن المبارك به. ولكن أظن أنه وقع في
الإسناد سقط أو خطأ.
44 - (باب)
245 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا إسحاق بن سليمان الرازي، عن
أبي سنان عن وهب بن خالد الحميري، عن ابن الديلمي قال: لقيت زيد
ابن ثابت فسألته فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" لو أن الله تعالى عذب أهل سماواته وأرضيه لعذبهم وهو غير ظالم
لم، ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم، ولو كان لرجل أحد أو
مثل أحد ذهبا ينفقه في سبيل الله لا يقبله الله عز وجل منه حتى يؤمن بالقدر
خيره وشره، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن
ليصيبه، وإنك إن مت على غير هذا أدخلت النار ".
- إسناده صحيح، ورجاله ثقات، وأبو سنان هو سعيد بن سنان البرجمي والحديث
أخرجه أحمد (5 / 185) ثنا إسحاق بن سليمان به.
وتابعه سفيان عن أبي سنان إلا أنه قال: أبي بن كعب بدل زيد بن ثابت. وزاد في
آخره:
" قال: ثم أتيت عبد الله بن مسعود، فقال مثل قوله، ثم أتيت حذيفة بن اليمان فقال مثل
قوله، ثم أتيت زيد بن ثابت فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك ".
أخرجه أبو داود (4699) وابن حبان (1817).
وتابعه كثير بن مرة عن ابن الديلمي أنه لقي زيد بن ثابت.... الخ مثل رواية
المصنف.
أخرجه الآجري (187) من طريق أبي صالح: حدثني معاوية بن صالح أن أبا الزاهرية
حدثه عنه.

109
وأبو صالح هو عبد الله بن صالح كاتب الليث فيه ضعف، ولكن لا بأس به في الشواهد
والمتابعات.
وأخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (3 / 83 / 2) بسند ضعيف عن أبي بن كعب وعبد الله
ابن مسعود وعمران بن حصين. لكن أورده الهيثمي في " المجمع " (7 / 198) من طريق
أخرى وقال:
" رواه الطبراني بإسنادين، ورجال هذه الطريق ثقات ".
246 - ثنا هشام بن عمار، ثنا سليمان بن عتبة أبو الربيع السلمي قال
سمعت يونس بن علبس يحدث عن أبي إدريس الخولاني عن أبي
الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" إن العبد لا يبلغ حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن
ليخطئه. وما أخطأه لم يكن ليصيبه ".
- حديث صحيح، رجاله ثقات على ضعف في هشام، ولكنه قد توبع، ولحديثه شواهد
يأتي ذكر بعضها.
والحديث أخرجه أحمد (6 / 441): ثنا هيثم قال: ثنا أبو الربيع بلفظ: " لكل شئ "
حقيقة، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى... " الحديث مثله.
قلت: وهذا إسناد صحيح، فإن الهيثم هذا هو ابن خارجة الخراساني المروزي، قال ابن
معين: ثقة. وقال أبو حاتم: صدوق. له ترجمة في " الجرح والتعديل " (4 / 2 / 86)
و " تاريخ بغداد " (14 / 58 - 59)، ولم يورده الحافظ في " التعجيل " خلافا لشرطه:
وللحديث شاهد من رواية عبادة بن الصامت عند أحمد والآجري تقدمت الإشارة إليه في
تخريج الحديث (111).
وآخر من حديث أنس وهو الآتي.
247 - ثنا أبي، ثنا أبي، ثنا شبيب قال: سمعت أنس بن مالك
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا يجد عبد حلاوة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما
أخطأه لم يكن ليصيبه ".
- إسناده حسن، وقد مضى الكلام عليه في الحديث (240).

110
248 - ثنا محمد بن إبراهيم بن صدران، ثنا الحكم بن سنان، عن
ثابت، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن الله قبض قبضة فقال: للجنة برحمتي، وقبض قبضة فقال: للنار
ولا أبالي ".
- حديث صحيح، وإسناده ثقات غير الحكم بن سنان فهو ضعيف. لكن الحديث صحيح
لأن له شواهد كثيرة، ساق المصنف الكثير الطيب منها فيما تقدم (195 - 205).
249 - ثنا أبو موسى، ثنا الخليل بن عمر بن إبراهيم، ثنا أبي عمر
بن إبراهيم، ثنا قتادة بن دعامة، عن أبي حسان الأعرج، عن ناجية،
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن العبد يولد كافرا ويعيش كافرا ويموت كافرا، وإن العبد ليعمل
برهة من دهره بالسعادة، ثم يدركه ما كتب له، فيموت شقيا، وإن العبد
ليعمل برهة من دهره بالشقاء، ثم يدركه ما كتب له، فيموت سعيدا ".
- إسناده ضعيف، ورجاله ثقات لكن قال الحافظ في عمر بن إبراهيم هذا وهو العبدي
البصري:
" صدوق، في حديثه عن قتادة ضعف ".
قلت: وهذا من روايته عنه.
لكن معنى الحديث صحيح له شواهد كثيرة، تقدم بعضها في البابين (30 و 31)، ويأتي له
شاهد آخر (253).
250 - ثنا أبو موسى، ثنا شاذ بن الفياض، ثنا عمر بن إبراهيم، ثنا
قتادة عن أبي حسان عن ناجية، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم: مثله.
- إسناده ضعيف وهو مكرر الذي قبله.
45 - (باب):
251 - ثنا محمد بن المثنى، ثنا عبد الله بن داود، عن طلحة بن يحيى،

111
عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يا عائشة جعل الله للجنة أهلا وهم في أصلاب آبائهم، وجعل للنار أهلا
وهم في أصلاب آبائهم ".
251 (1) - إسناده حسن، رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح، وفي طلحة بن يحيى وهو طلحة
ابن عبيد الله التيمي ضعف يسير. وعبد الله بن داود هو الخريبي، وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (8 / 54) وأبو داود (4713) والنسائي (1 / 275) وابن ماجة
(82) وأحمد (6 / 41 و 208) من طرق أخرى عن طلحة بن يحيى به. وزادوا في أوله:
" دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة صبي من الأنصار، فقلت: يا رسول الله طوبى لهذا
عصفور من عصافير الجنة، لم يعمل السوء ولم يدركه، قال: أو غير ذلك يا عائشة؟ "
الحديث. وأخرجه مسلم من طريق فضيل بن عمرو عن عائشة بنت طلحة به مختصرا.
252 - حدثنا دحيم، ثنا ابن أبي فديك، عن عبد الله بن موهب، عن
هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد)
ليعمل الزمان الطويل من عمره بعمل أهل الجنة، وإنه عند الله لمن أهل
النار، وإن العبد ليعمل الزمان الطويل من عمره بعمل أهل النار، وإنه
مكتوب عند الله من أهل الجنة
252 - حديث صحيح، رجاله ثقات رجال البخاري إلا أنه إنما أخرج لعبد الله بن
موهب في " الأدب المفرد " وفيه ضعف، وقال الحافظ في " التقريب ":
" ليس بالقوي ". لكن تابعه حماد بن سلمة وابن أبي الزناد عن هشام بن عروة به أتم
منه. أخرجه أحمد (6 / 107 و 108). يشهد له حديث أبي هريرة المتقدم (218).



(1) كنت قد وضعت رقما صغيرا للتخريج ورقما كبيرا للمتن. وأثناء غيابي قام أحد الإخوة
المصححين بحذف الأرقام الصغيرة. فأعدتها من هنا والغاية منها الفصل بين المتن والتخريج ليكون
بالكلام والأرقام.
112
46 - (باب):
253 - ثنا محمد بن مصفا، ثنا بقية بن الوليد، ثنا سعيد بن سنان، ثنا
محمد بن يزيد البصري، عن عبد الله بن الديلمي، عن عبد الله بن عمرو
قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إن الله تبارك وتعالى خلق خلقه، خلقهم في ظلمة قبل أن يستقروا نطفا
قال: فأخذ الله إلى نوره، فألقى عليهم، فمن شاء أن يصيبه من ذلك
النور اهتدى، ومن شاء أن لا يصيبه ضل ".
253 - إسناده ضعيف جدا، محمد بن يزيد البصري مجهول.
وسعيد بن سنان هو أبو مهدي الحمصي متروك، ورماه الدارقطني وغيره بالوضع.
ويغني عن الحديث ما تقدم (241) من طريق أخرى عن ابن الديلمي به نحوه دون قوله
" قبل أن يستقر نطفا " فإنه منكر والله أعلم.
47 - باب:
254 - ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا حسان بن إبراهيم، ثنا سعيد بن
مسروق، عن يوسف بن أبي بردة، عن أبيه قال:
أتيت عائشة فقلت: يا أمتاه حدثيني شيئا سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الطير تجري بقدر وكان يعجبه الفأل الحسن.
254 - حديث حسن، رجاله ثقات غير أن حسان بن إبراهيم لم يوثقه غير ابن حبان.
والحديث أخرجه أحمد وغيره، وصححه الحاكم والذهبي، وهو مخرج في " الأحاديث
الصحيحة " (860).
48 - باب: ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في خطبته: لا
مضل لمن هديت، ولا هادي لمن أضللت. وقوله في الصلاة على
الميت: لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده.

113
255 - ثنا العباس بن الوليد النرسي، ثنا يزيد بن زريع، عن
المسعودي عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود
قال: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الصلاة وخطبة الحاجة، فأما خطبة
الصلاة فالتشهد، وأما خطبة الحاجة: فإن الحمد لله نستعينه ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا
هادي له...
255 - حديث صحيح، رجاله ثقات، إلا أن المسعود في وأبا إسحاق وهو السبيعي كانا
اختلطا، لكنهما لم يتفردا به كما تراه مفصلا في رسالتي الخاصة بهذه الخطبة حطبة الحاجة،
فراجعها، فإنها مهمة.
256 - ثنا أبو بكر، ثنا حميد بن عبد الرحمن، عن المسعودي، عن أبي
إسحاق عن أبي الأحوص، عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
256 - حديث صحيح، وهو مكرر الذي قبله.
257 - ثنا وهبان، ثنا خالد بن عبد الله، عن إسماعيل بن حماد، عن
أبي إسحاق، عن أبي عبيدة عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
257 - حديث صحيح، ورجاله ثقات على اختلاط أبي إسحاق السبيعي، وأبو عبيدة هو
ابن عبد الله بن مسعود وقد سمع من أبي موسى، وصرح بسماعه في هذا الحديث عند أبي يعلى
في " مسنده " (4 / 1731 - مصورة المكتب)، وراجع رسالتي المشار إليها آنفا ص 29 - 30
الطبعة الثانية.
258 - ثنا عمرو وبن مرزوق، ثنا عمران القطان، عن قتادة، عن عبد
ربه، عن أبي عياض، عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول
في الخطبة:
الحمد لله نستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات
أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له.
258 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، وفيه عند غير المصنف زيادة فيها نكارة، فراجع
المصدر المشار إليه آنفا (ص 21 - 24).

114
259 - ثنا أبو بكر بن أي شيبة، ثنا وكيع، عن سفيان، عن
جعفر بن محمد، عن أبيه عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في
خطبته:
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
259 - إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه في " صحيحه " (3 / 11) بإسناد
المصنف هذا أتم لفظا منه. وهو مخرج في رسالتي المشار إليها آنفا (ص 32 - 33).
260 - ثنا وهبان، ثنا خالد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد
المقبري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى على جنازة قال:
اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده.
260 - إسناده حسن، وهو مخرج في كتابي " أحكام الجنائز ".
261 - ثنا أبو - بكر، ثنا غندر، عن شعبة، عن زيد العمي، عن أبي
الصديق، عن أبي سعيد الخدري قال:
اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تضلنا بعده.
261 - حديث صحيح بما قبله، ورجاله ثقات كلهم رجال الشيخين غير زيد العمي، فهو
ضعيف.
والحديث أخرجه البزار في " مسنده " (ص 90 - زوائده) من طريق أخرى عن شعبة به
ولفظه: عن أبي الصديق الناجي قال:
" سألنا أبا نضرة عن الصلاة على الجنازة قال: كنا نقول: اللهم أنت ربنا وربه، خلقته
ورزقته وأحييته وكفلته، اغفر لنا وله، ولا تحرمنا أجره، ولا تضلنا بعده ".
وقال الحافظ ابن حجر عقبه:
" قلت: زيد العمي ضعيف جدا ".
وسها الحافظ الهيثمي فقال في " الزوائد " (3 / 33):
" رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح (!) خلا شيخ البزار ".
قلت: وزيد العمي مع ضعفه ليس من رجال الصحيح!

115
49 باب:
262 - ثنا أبو بكر، ثنا وكيع، عن مسعر، عن علقمة بن مرثد، عن
المغيرة بن عبد الله اليشكري، عن المعرور بن سويد، عن عبد الله بن
مسعود قال: قالت أم حبيبة بنت أبي سفيان:
اللهم متعني بزوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأبي أبي سفيان وبأخي معاوية
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
لقد سألت الله لآجال مضروبة وآثار معدودة وأرزاق مقسومة لن (1)
يعجل شيئا قبل محله أو يؤخر شيئا عن أجله، ولو سألت الله أن يعيذك من
عذاب في النار أو من عذاب في القبر كان خيرا وأفضل. قال:
وذكر عنده القردة والخنازير هن مسخ. قال: إن الله تعالى لم يمسخ
شيئا، فجعل له نسلا ولا عقبا، وكانت القردة والخنازير قبل ذلك.
262 - إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير المغيرة بن عبد الله
اليشكري، فهو على شرط مسلم وحده، وقد أخرجه كما يأتي:
والحديث أخرجه مسلم (8 / 55) بإسناد المصنف هذا وغيره عن وكيع به. وأخرجه أحمد
(1 / 390): ثنا وكيع به. ثم أخرجه هو (1 / 413 و 466) من طريق الثوري عن علقمة بن
مرثد به.
وله طريق أخرق في " المسند " (1 / 395 و 396 و 421) عن ابن مسعود بقصة المسخ
فقط.
263 - ثنا ابن أبي عمرو، ثنا سفيان، ثنا مسعر مثله.
263 - إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الذي قبله.



(1) الأصل " أن " والتصحيح من " المسند " و " مسلم " وكان فيه شئ فصححته منه.
116
50 - (باب)
264 - (حدثنا هشام بن خالد، ثنا الوليد بن مسلم) عن عبد الرحمن بن
يزيد بن جابر عن إسماعيل بن عبد الله، عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله.
264 - حديث حسن، ورجاله ثقات، لكن فيه من يدلس ومن يروج عليه التدليس كما
بينته في " تخريج المشكاة " (5312)، وإنما قويته بشاهدين له خرجتهما معه في " الأحاديث
الصحيحة " (950).
265 - ثنا شيبان بن فروخ، ثنا أبو عوانة عن الأعمش، عن أبي
قيس عبد الرحمن بن ثروان، عن هزيل بن شرحبيل، عن ابن عمر قال:
كنا مع رسول الله: فرأى تمرة عائرة، فأعطاها سائلا وقال:
لو لم تأتها لأتتك.
265 - إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال البخاري غير شيبان بن فروخ فمن رجال
مسلم.
51 - (باب): ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا عدوي)،
وقوله: (من أعدى الأول).
266 - حدثنا محمد بن المثنى، ثنا ابن أبي عدي، عن هشام، عن
يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي، عن سعيد بن المسيب، عن سعد،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لا عدوي.
266 - حديث صحيح، وإسناده جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين
غير الحضرمي، وهو ابن لاحق، قال الحافظ: " لا بأس به ".
والحديث أخرجه أحمد (1 / 180): ثنا إسماعيل: أخبرنا هشام الدستوائي به.

117
وأخرجة هو (1 / 174) وأبو داود (3921) والطحاوي في " المشكل "
(4 / 72) من طريق أبان حدثني يحيى أن الحضرمي بن لاحق، حدثه به،
وزادا:
" ولا هامة ولا طيرة. وإن تكن الطيرة في شئ ففي الفرس والمرأة والدار ".
267 - ثنا أبو موسى، ثنا معاذ بن هشام، ثنا أبي عن يحيى: مثله.
267 - حديث صحيح، وإسناده جيد، وهو مكرر الذي قبله.
268 - ثنا أبو سلمة يحيى بن خلف، ثنا أبو عاصم عن ابن
جريج، عن ابن الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لا عدوي ولا صفر ولا غول.
268 - حديث صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي سلمة يحيى بن خلف، فلم أجد
له ترجمة، وقد توبع كما يأتي: وابن الزبير وابن جريج مدلسان، لكنهما قد صرحا بالتحديث في
بعض الطرق كما يأتي.
والحديث أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " (1 / 340): حدثنا ابن مرزوق حدثنا أبو
عاصم به.
أخرجه مسلم (6 / 32) وأحمد (3 / 382) من طريق روح بن عبادة حدثنا ابن جريج
أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله به.
ثم أخرجه مسلم والطحاوي وأحمد (3 / 293 و 312) والمصنف فيما يأتي (281) من طرق
أخرى عن أبي الزبير به.
وروي عن أبي الزبير عن ابن عمر، كما سيأتي عند المصنف (278).
269 - ثنا أبو بكر، ثنا يزيد بن هارون، ثنا شعبة، عن قتادة، عن
أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
لا عدوي.
269 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي.

118
والحديث أخرجه ابن ماجة (3537) بإسناد المصنف، وأخرجه مسلم (3 / 33) وأحمد
(3 / 130 و 173 و 275 - 276) من طرق أخرق عن شعبة به، وزادوا: " ولا طيره،
ويعجبني الفأل، قال: قيل: وما الفأل؟ قال: الكلمة الطيبة ".
وأخرجه البخاري (4 / 65) ومسلم أيضا وأبو داود (3916) وأحمد (3 / 154 و 178
و 275 - 276) من طريق هشام عن قتادة به وقال:
" ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة ".
وتابعه همام: ثنا قتادة به.
أخرجه أحمد (3 / 251).
270 - حدثنا ابن مصفا، ثنا بقية، عن الزبيدي، عن الزهري، عن
السايب بن يزيد السايب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا عدوي ولا طيرة.
270 - حديث صحيح، ورجاله موثقون لولا عنعنة بقية، لكنه قد توبع كما في الطريق
الآتية.
271 - ثنا عمرو بن عثمان، ثنا بشر بن شعيب، عن أبيه، عن
الزهري عن السايب بن يزيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا عدوي ولا صفر ولا هامة.
271 - إسناده صحيح، ورجاله ثقات رجال البخاري غير عمرو بن عثمان وهو ثقة.
والحديث أخرجه مسلم (6 / 31) وأحمد (3 / 449) من طرق أخرى عن شعيب به.
272 - ثنا يعقوب بن حميد، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن ابن أخي
الزهري عن عمه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
لا عدوي ولا صفر ولا هامة.
272 - حديث صحيح، وإسناده حسن، وابن أخط الزهري اسمه. محمد بن عبد الله بن
مسلم. وقد ورد الحديث من طرق أخرى عن الزهري، وقد ساق المصنف بعضها فيما يأتي.

119
والحديث أخرجه البخاري (4 / 69) ومسلم (6 / 30 و 31) وأبو داود (3911) وأحمد
(2 / 267) من طريق أخرى عن الزهري به، وله عندهم تتمة، تأتي في الكتاب (284).
273 - حدثنا أبو موسى، ثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن ابن
شهاب عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: مثله.
273 - إسناده صحيح على شرط الشيخين إن كان ابن جريج سمعه من ابن شهاب ولم
يدلسه. وهو مكرر الذي قبله.
274 - (ثنا الحسن بن علي، ثنا يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن
صالح، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة) عن النبي صلى الله عليه وسلم:
مثله.
274 - إسناده صحيح على شرط الشيخين وهو مكرر الذي قبله.
والحديث أخرجه مسلم (6 / 31) بإسناد المصنف هذا وآخر: قالا: ثنا يعقوب بن إبراهيم
ابن سعد به. وزاد:
" ولا طيرة. فقال أعرابي: يا رسول الله فما بال الإبل.... " الحديث ويأتي (284).
275 - ثنا يعقوب، ثنا ابن أبي حازم، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن
أبيه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: مثله.
275 - إسناده جيد، ورجاله ثقات رجال مسلم غير يعقوب وهو ابن كاسب بن حميد، وهو
حسن الحديث وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (6 / 32) وأبو داود (3912) وأحمد (2 / 397) من طرق أخرى
عن العلاء بن عبد الرحمن به وزادوا:
" ولا هامة، ولا نوء، ولا صفر ".
276 - ثنا أبو بكر، ثنا ابن علية، عن الجريري، عن مضارب بن
حزن، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لا عدوي ولا هامة ".

120
276 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير مضارب بن حزن، وثقه العجلي
وابن حبان، وقال الحافظ: " مقبول ". يعني عند المتابعة. وقد تابعه جمع عن أبي هريرة كما
تقدم.
277 - حدثنا أبو موسى، ثنا عثمان بن عمر، عن يونس، عن الزهري،
عن سالم، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا عدوي ولا صفر.
277 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (2 / 152 - 153): ثنا عثمان بن عمر به، إلا أنه
قال: " طيرة " مكان " صفر " وزاد: " والشؤم في ثلاثة: في المرأة، والدار،
والدابة ".
وهكذا أخرجه البخاري (4 / 65) من طريق أخرى عن عثمان بن عمر به.
وتابعه ابن وهب عن يونس به إلا أنه زاد في السند فقال: عن حمزة وسالم
ابني عبد الله بن عمر به.
أخرجه البخاري (4 / 69) ومسلم (7 / 34).
278 - ثنا كثير الحذاء، ثنا أبو حياة شريح بن يزيد، عن معاذ بن
رفاعة، عن أبي الزبير، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لا عدوي ".
278 - إسناده صحيح، رجاله ثقات إن كان أبو الزبير سمعه من ابن عمر، فقد كان
يدلس. وقد سمعه من جابر بن عبد الله كما تقدم تحت الحديث (268) وكثير الحذاء هو ابن
عبيد بن نمير المذبحجي، مات في حدود الخمسين ومايتين.

121
والحديث له طريقان آخران عن ابن عمر، تقدم ذكرهما في الذي قبله.
وله طريق آخر عند البخاري في " البيوع " (2 / 16 - 17). وله خامس
وهو الآتي بعده.
279 - ثنا أبو بكر، ثنا وكيع، عن أبي جناب، عن أبيه، عن ابن
عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لا عدوي ولا هامة ".
279 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، أبو جناب اسمه يحيى بن أبي حية، قال
الحاف، ضعفوه لكثرة تدليسه. ووالده أبو حية مجهول.
والحديث أخرجه أبو ماجة (3540) بإسناد المصنف. وأخرجه أيضا (86) به وبإسناد آخر
عن وكيع به. وأخرجه أحمد (2 / 24): ثنا وكيع به.
280 - ثنا ابن حساب وأبو كامل قالا: ثنا أبو عوانة، عن سماك،
عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لا عدوي ولا صفر ولا هامة ".
280 - إسناده حسن، وهو على شرط مسلم، وفي سماك كلام يسير.
والحديث أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " (4 / 73) وأحمد (1 / 328) والطبراني في
" المعجم الكبير " (3 / 134 / 2) من طريق أخرى عن أبي عوانة به. وزاد أحمد:
" لا طيرة. و... قال: فقال رجل: يا رسول الله إنا لنأخذ الشاة الجرباء فنطرحها في
الغنم فتجرب، قال: فمن عدى الأول؟ ".
ثم أخرجه أحمد (1 / 269) وابن ماجة (3539) من طريقين آخرين عن سماك به.
281 - ثنا أبو بكر، ثنا علي بن الجعد، عن يزيد بن إبراهيم، عن أبي
الزبير، عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لا عدوي ولا صفر ".

122
281 - إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد صرح أبو الزبير بالتحديث في طريق أخرى
تقدم ذكرها (268).
والحديث أخرجه مسلم (7 / 32) من طريق أخرى عن يزيد به.
282 - ثنا ابن مصفا، ثنا سويد بن عبد العزيز، عن أبي عبد الله
النجراني، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن ابن أبي عميرة المزني قال:
خمس حفظتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" لا صفر ولا هامة ولا عدوي " (1).
282 - حديث صحيح، وإسناده موثقون غير سويد بن عبد العزيز فإنه لين الحديث. وأبو
عبد الله النجراني روى ابن أبي حاتم (4 / 2 / 401) عن أبيه أنه قال: صالح الحديث، لا
بأس به. وابن أبي عميرة المزني صحابي اسمه عبد الرحمن. وللحديث طريق خير من هذه
وهي الآتية.
283 - ثنا العباس بن الوليد الخلال، ثنا عمرو بن هاشم، عن الهيثم
ابن حميد، عن أبي معيد وهو حفص بن غيلان، عن القاسم أبي عبد
الرحمن، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لا صفر ولا هامة ولا عدوي ".
283 - إسناده حسن، رجاله ثقات، وفي القاسم أبي عبد الرحمن كلام يسير، لا ينزل به
حديثه عن مرتبة الحسن.
والحديث أورده الهيثمي في " المجمع " (6 / 294) بالخصال الخمس وقال:
" رواه الطبراني، وفيه صدقة بن عبد الله السمين، وثقه دحيم وغيره، وضعفه أحمد
وغيره ".
وأورده في مكان آخر دون الخصلة الخامسة وقال (5 / 102):



(1) كذا الأصل لم يذكر تمام الخمس، وكأنه اختصار من المصنف رحمه الله، وتمامه: " ولا يتم
شهران، ستين يوما، ومن خفر ذمة الله لم يرح رائحة الجنة ". كذا في " الإصابة " برواية ابن أبي
عاصم وابن السكن. وفي " المجمع " برواية الطبراني.
123
" رواه الطبراني وفيه عمرو بن محمد الغاز ولم أعرفه، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وثقه
ابن حبان وغيره، وضعفه النسائي وغيره، وبقية رجاله ثقات ".
52 - (باب: ذكر قول النبي عليه السلام " من أعدى
الأول؟ ").
284 - ثنا عمرو بن عثمان، ثنا أبي عن شعيب، عن
الزهري، عن سنان بن أبي سنان، عن أبي هريرة قال: قال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا عدوي. فقام رجل من الأعراب فقال: يا رسول الله
أرأيت الإبل تكون في الرمال أمثال) الظباء فيأتيها البعير
الأجرب فيجربها جميعا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فمن أعدى الأول؟.
284 - إسناده صحيح، رجاله ثقات، رجال الشيخين غير عمرو بن عثمان، وهو ابن
سعيد بن كثير بن دينار القرشي وأبيه وكلاهما ثقة.
وتابعه أبو اليمان عن شعيب به.
أخرجه مسلم (7 / 31) والطحاوي في " مشكل الآثار " (2 / 262).
وتابعه آخران عن الزهري به كما ذكره المصنف آخر الحديث.
وخالفهم معمر عند البخاري (4 / 69) وأحمد (2 / 267)، ويونس عند مسلم (7 / 30 -
31) والطحاوي (4 / 73) فقالا: عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة به. فذكر أبا
سلمة مكان سنان بن أبي سنان.
فالظاهر أن للزهري فيه إسنادين عن أبي هريرة، لأن الكل ثقة. والله أعلم.
285 - ورواه ابن أبي عتيق وجعفر بن برقان، عن الزهري، عن
سنان ابن أبي سنان.
286 - ورواه ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن أبي سلمة.

124
285 - هذا معلق، ولم أجد الآن من وصله عنهما.
286 - وصله المصنف فيما مضى (272)
53 - (باب: ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم سألت ربي ثلاثا).
287 - ثنا سليمان بن داود أبو الربيع الزهراني، ثنا حماد بن زيد، عن
أيوب عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة لعامة وأن لا يسلط عليهم
عدوا من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم. وإن ربي عز وجل قال لي:
يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيك لأمتك أن لا
أهلكهم بسنة عامة، وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح
بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك
بعضا وبعضهم يسئ بعضا.
287 - إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي أسماء الرحبي واسمه عمرو
ابن مرثد، وهو ثقة من رجال مسلم، وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (8 / 171) بإسناد المصنف هذا وغيره عن حماد بن زيد به. وأخرجه
آخرون ذكرتهم في " الصحيحة " (1683).
وتابعه قتادة عن أبي قلابة به.
أخرجه مسلم.
288 - 295 - وفيه عن سعد بن أبي وقاص، وخباب بن الأرت،
ومعاذ بن جبل، وحذيفة، وابن عمر، وأبي هريرة، وخالد الخزاعي، وأنس بن
مالك كلهم عن النبي صلى الله عليه وسلم وسمعت حامدا وكان مما ينسب إلى معرفة بالكلام
والفقه قال:
ما على أهل القدر حديث أشد من هذا، لأن الله تعالى منعه الثالثة لأن

125
من إرادة الله أن يهلك بعضهم بعضا ويسئ بعضهم بعضا، وأعلمه أنه
قضى ذلك وأنه كائن.
288 - 295 - قلت: أما حديث سعد، فأخرجه مسلم وغيره. وهو مخرج في
" الأحاديث الصحيحة " (1724). وأما حديث خباب بن الأرت، فأخرجه النسائي
وصححه الترمذي وهو مخرج في " صفة الصلاة " (ص 122 - الطبعة الخامسة).
وأما حديث معاذ، فأخرجه أحمد وغيره من طرق خرجتها في " الصحيحة " (1724).
وأما حديث أنس فأخرجه الحاكم وغيره، وهو مخرج هناك أيضا وفي " الروض النضير "
(61).
وأما حديث ابن عمر، فأخرجه أحمد (5 / 445) في حديث جابر بن عتيك. وسنده
صحيح.
وأما حديث أبي هريرة، وخالد الخزاعي، فأخرجهما البزار في " مسنده " (ص 233)
وكذا الطبراني كما في " المجمع " (7 / 222 و 223).
وأما حديث حذيفة فلم أعرفه الآن.
296 - ثنا محمد بن يحيى بن ميمون العكي، ثنا معتمر بن سليمان،
عن عقبة بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد
الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن لله تبارك وتعالى خزائن للخير والشر مفاتيحها الرجال فطوبى لمن
كان مفتاحا للخير مغلاقا للشر وويلا لمن جعله مغلاقا للخير مفتاحا.
للشر (1).



(1) كذا وقع في هذا الباب من الأصل، ومحله الباب الذي يليه، فلعله وقع سهوا من بعض النساخ.
126
296 - حديث حسن، وإسناده ضعيف، عقبة بن محمد، الظاهر أنه أخو أسباط بن
محمد، قال أبو حاتم: " لا أعرفه "، وذكر أنه كوفي، لكن يأتي أنه مديني، فهو غيره.
ومحمد بن يحيى بن ميمون العكي لم أجد له ترجمة، لكنه لم يتفرد به كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (4 / 1816): حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي،
نا معتمر قال: سمعت عقبة المديني يحدث عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبي حازم به.
قلت: كذا وقع في النسخة " عبد الرحمن بن زيد بن أسلم "، فإذا كانت محفوظة فقد سقط
من نسخة الكتاب قوله " عبد الرحمن بن " فصار الإسناد عن زيد بن أسلم، وهو ثقة،
بخلاف ابنه عبد الرحمن فإنه متروك.
وعقبة المديني لم أعرفه، وليس هو الذي قال فيه أبو حاتم: لا أعرفه، لأنه ذكر أنه
كوفي، وهذا مديني فهو غيره. والله أعلم.
وقد توبع، فأخرجه ابن ماجة (238) عن عبد الله بن وهب، والخرائطي في " مكارم
الأخلاق " (ص 58) والمصنف فيما يأتي عن إسحاق بن إدريس عن إسماعيل بن أبي أويس
ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم به. ومن طريق عبد الرحمن أخرجه الحسن بن علي في
" فوائد منتقاة " (28 / 1).
وللحديث شاهد وهو الآتي بعده.
54 - (باب: ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم:)
من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر).
297 - ثنا الحوطي، ثنا إسماعيل بن عياش، عن محمد بن أبي حميد
المديني عن موسى بن وردان، عن حفص بن عبيد الله بن أنس، عن أنس
بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن من الناس ناسا مفاتيحا للخير مغاليقا للشر، ومن الناس مفاتيحا للشر

127
مغاليق للخير فطوبى لمن جعل الله مفتاح الخير على يديه، وويل لمن جعل
مفتاح الشر على يديه.
297 - حديث حسن، ورجاله موثقون، غير محمد بن أبي حميد المديني وهو الأنصاري
ضعيف، وإسماعيل بن عباس ضعيف في رواية عن المدينين، وهذه منها، وقد زاد في السند
موسى بن وردان، خلافا للثقات كما يأتي بعده.
298 - ثنا محمد بن سنان، ثنا إسحاق بن إدريس، ثنا عبد الرحمن بن
زيد بن أسلم ثنا أبو حازم، عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن لله تبارك وتعالى خزاين بن الخير مفاتيحها الرجال فطوبى لمن جعله
الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر، وويل لمن جعله مغلاقا للخير مفتاحا للشر.
298 - حديث حسن، وإسناده ضعيف جدا لما عرفت آنفا من حال عبد الرحمن بن زيد بن
أسلم. وإسحاق بن إدريس وهو الأسواري البصري ضعيف أيضا له ترجمة في " الجرح
والتعديل " (1 / 1 / 213)، لكنه قد توبع كما بينا في الذي قبله. ومحمد بن سنان هو ابن يزيد
القزاز أبو بكر البصري ضعيف. مات سنة (271).
299 - ثنا المقدمي، ثنا أبو داود، ثنا محمد بن أبي حميد، ثنا حفص بن
عبيد الله بن أنس عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: نحوه. ولم يذكر موسى بن
وردان نحو حديث الحوطي.
299 - حديث حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن أبي حميد وهو الأنصاري
الملقب ب‍ (حماد) ضعيف كما في " التقريب ". والمقدمي هو محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء
مات سنة (234). وأبو داود هو سليمان بن داود البصري الطيالسي صاحب المسند المعروف به
وقد أخرجه فيه كما يأتي، احتج به مسلم وروى له البخاري تعليقا.
والحديث أخرجه الطيالسي في " مسنده " (2082): حدثنا محمد بن أبي حميد الأنصاري
به. وأخرجه الحسين المروزي في " زوائد زهد ابن المبارك " (968) وعنه ابن ماجة (237):
أخبرنا محمد بن أبي عدي قال: حدثنا محمد بن أبي حميد به.
وأخرج الخرائطي في " المكارم " (ص 59) عن خالد بن خداش: حدثنا حماد بن زيد عن
أنس قال: قال أنس بن مالك:

128
" إن للخير مفاتيح، وإن ثابتا البناني من مفاتيح الخير ".
وهذا معروف جيد الإسناد، يشعر بأن الحديث كار مشهورا لديهم. ومثله ما أخرجه
عبد الله بن المبارك في " الزهد " (949) عن مكحول أن أبا الدرداء كان يقول:
" من الناس مفاتيح للخير، ومغاليق للشر، ولهم بذلك أجر، ومن الناس مفاتيح للشر،
ومغاليق للخير، وعليهم بذلك إصر، وتفكر ساعة خير من قيام ليلة ".
قال يحيى بن صاعد:
" تفرد به ابن المبارك، غريب الإسناد، صحيح ".
300 - ثنا هدبة بن خالد، ثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن
جابر قال لما نزلت:
(قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم) قال:
اللهم إني أعوذ بوجهك، (أو من تحت أرجلكم) قال:
أعوذ بوجهك (أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض) قال:
هذا أيسر، هذا أيسر.
300 - إسناده صحيح على شرط مسلم.
والحديث أخرجه البخاري (3 / 239 و 4 / 453) من طريق حماد بن زيد عن عمرو ابن
دينار به.
وقال أحمد (3 / 309): ثنا سفيان عن عمرو به. وهذا إسناد ثلاثي على شرط الشيخين
وأخرجه البخاري (4 / 430) والترمذي (2 / 179) وصححه عن سفيان به.
55 - (باب)
301 - ثنا هشام بن عمار، ثنا الوزير بن صبيح، حدثنا يونس بن
ميسرة بن حلبس، عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:

129
في قوله تعالى: (كل يوم هو في شان). قال:
في شأنه أن يغفر ذنبا، ويكشف كربا، ويجيب داعيا، ويرفع قوما
ويضع آخرين.
301 - وفيه عن منيب الأزدي، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
نحوه.
301 - حديث صحيح، ورجاله موثقون، وفي هشام كلام، لكنه قد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه ابن ماجة (202) بإسناد المصنف ومتنه، إلا أنه لم يقل: " ويجيب
داعيا ". وكذلك أخرجه ابن حبان (1763) والواحدي في " تفسيره " (4 / 115 / 1) وابن
عساكر في " التاريخ " (2 / 2 / 2 و 15 / 126 / 1) عن هشام بن عمار به.
وأخرجه ابن عساكر (17 / 286 / 2) من طريق الوليد بن شجاع وهشام بن عمار قالا:
حدثنا الوزير بن صبيح به.
وقال أبو صيري في " الزوائد " (13 / 2):
" هذا إسناد حسن لتقاصر الوزير عن درجة الحفظ والإتقان، قال فيه أبو حاتم: صالح
وقال دحيم: ليس بشئ، وقال أبو نعيم (الأصبهاني) كان يعد من الإبدال. وذكره ابن
حبان في " الثقات " وقال: ربما أخطأه ".
قلت: وقد توبع، فأخرجه ابن عساكر (18 / 13 / 1) من طريق أخرى عن يحيى بن
إسماعيل (يعني ابن عبيد الله) عن أبيه عن أم الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم به.
ورجاله ثقات، ولكن مرسل، إن كان لم يسقط من الناسخ قوله: " عن أبي الدرداء ".
وللحديث شاهد، ولكنه واه، يرويه محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن
عمر مرفوعا به.
أخرجه البزار في " مسنده " (ص 222 - زوائده) وقال:
" البيلماني ضعيف ". قلت: وقد اتهمه ابن عدي وابن حبان كما في " التقريب " فلا
يصلح شاهدا.

130
وله شاهد آخر وهو الآتي بعده.
والحديث علقه البخاري على أبي الدرداء موقوفا وقال الحافظ (8 / 478):
" وصله المصنف في " التاريخ " وابن حبان في " الصحيح " وابن ماجة وابن أبي عاصم
والطبراني عن أبي الدرداء، مرفوعا. وأخرجه البيهقي في " الشعب " من طريق أم الدرداء عن
أبي الدرداء موقوفا. وللمرفوع شاهد آخر عن ابن عمر أخرجه البزار، وآخر عن عبد الله بن
منيب أخرجه الحسن بن سفيان والبزار وابن جرير والطبراني ".
301 - كذا علقه المصنف رحمه الله تعالى عن منيب، وإنما هو عن منيب بن عبد الله الأزدي
عن أبيه قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية (كل يوم هو في شأن) فقلنا يا رسول الله وما ذلك
الشأن؟ قال: فذكره.
أخرجه البزار (ص 222) وابن جرير في " التفسير " (27 / 79) من طريق عمر وأبو بكر
السلكي قال: ثنا الحارث بن عبدة بن رباح الغساني عن أبيه عبدة بن رباح عن منيب به.
وقال البزار:
" لا نعلم أسند عبد الله إلا هذا، وفي الإسناد مجاهيل ".
قلت: وعمرو بن بكر السلكي متروك كما في " التقريب ". قلت: فيتعجب منه كيف
اعتبره شاهدا فيما نقلته عنه في الحديث السابق مع هذا الضعف الشديد.
56 - (باب)
302 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا سفيان، عن الزهري، عن عامر
ابن سعد، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعلك أن تخلف حتى ينتفع
بك أقوام ويضر بك آخرون.
302 - قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه وله عندهما تتمة، وهو
مخرج في " إرواء الغليل " (899).
57 - (باب):
303 - ثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي، ثنا محمد بن حمير، عن مسلمة
ابن علي، عن عمر بن ذر، عن أبي كلابة، عن أبي مسلم الخولاني، عن

131
أبي عبيدة بن الجراح، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: كنا عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم مجتمعين وأنا أعرف الحزن في وجهه فقال:
إنا لله وإنا إليه راجعون، إنا لله وإنا إليه راجعون.
فقال رجل: يا رسول الله ماذا قال ربنا؟ قال:
أتاني جبريل عليه السلام فقال: إن أمتك مفتتنة بعدك بقليل من
الدهر غير كثير. قال: قلت: ومن أين يأتيهم ذلك وأنا تارك فيهم كتاب
الله عز وجل قال:
بكتاب الله يضلون، وأول ذلك من قبل قرائبهم وأمرائهم.
- إسناده ضعيف جدا، آفته مسلمة بن علي وهو الخشني وهو متروك كما في
" التقريب ".
58 - (باب)
303 - حدثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا الفرج بن فضالة، عن خالد
ابن يزيد، عن ابن حلبس، عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال:
إن الله تعالى فرغ إلى كل عبد من خلقه من خمس من أجله ومن عمله
ومن رزقه ومن أثره ومن مضجعه.
303 - حديث صحيح، ورجاله ثقات غير الفرج بن فضالة فهو ضعيف. لكنه لم يتفرد به كما
يأتي. وخالد بن يزيد هو ابن صالح بن صبيح المري. وابن حلبس هو يونس بن ميسرة بن حلبس.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 197) من طريق أخرى عن الفرج بن فضالة به.
وتابعه مروان بن محمد ثنا خالد بن " يزيد به. أخرجه المصنف فيما يأتي.
وأخرجه ابن عساكر (17 / 493 / 2).

132
304 - ثنا محمود بن خالد (1)، ثنا مروان بن محمد، ثنا خالد بن يزيد
ابن صبيح المري (2)، ثنا يونس بن حلبس عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فرغ الله إلى كل عبد من خمس من عمله وأجله وأثره ومضجعه
ورزقه لا يعدو من عبد.
304 - إسناده صحيح، ورجاله كلهم ثقات. ومروان بن محمد هو. الطاطري الدمشقي
ومحمود بن خالد هو أبو علي السلمي الدمشقي مات سنة (249).
وابن صبيح المري له فيه شيخ آخر سيأتي بعد حديثين. وقد تابعه على هذا الإسناد الوزير
ابن صبيح: حدثنا يونس بن ميسرة بن حلبس به. أخرجه ابن حبان (1811) من طريق هشام
ابن عمار: حدثنا الوزير بن صبيح به. وتقدم هذا الإسناد عند المصنف بحديث آخر (300)
فراجعه. وتابعه مروان بن جناح ثنا يونس بن ميسرة به. أخرجه تمام الرازي في " الفوائد "
(219 / 1) والحديث قال الهيثمي (7 / 195):
" رواه أحمد والبزار والطبراني في " الكبير " و " الأوسط "، وأحد إسنادي أحمد رجاله
ثقات "
ثم ذكر له شاهدا من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا عند الطبراني في " الأوسط " وموقوفا
عنده في " الكبير " وفيهما عيسى بن المسيب البجلي وهو ضعيف عند الجمهور، ووثقه الحاكم
والدارقطني في " سننه "، وضعفه في غيرها.
305 - ثنا عمرو بن عثمان، ثنا الوليد بن مسلم، عن خالد بن يزيد
قال: سمعت يونس بن ميسرة بن حلبس يقول: سمعت أم الدرداء
تقول: سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
فرغ الله إلى كل عبد من خلقه من خمس من رزقه وأثره وعمله، وأجله
ومضجعه.
305 - إسناده صحيح، ورجاله ثقات، وهو مكرر الذي قبله.
306 - ثنا دحيم، ثنا الوليد، عن خالد بن يزيد بن صبيح نحوه.
306 - إسناده صحيح، وهو مكرر الذي قبله.



(1) الأصل (خلف) والتصحيح من كتب الرجال.
(2) الأصل " المزني " والتصويب من كتب الرجال.
133
307 - ثنا سليمان بن عبد الجبار: ثنا زيد بن يحيى: ثنا خالد بن
صبيح قاضي كان بالبلقاء: ثنا إسماعيل بن عبيد الله أنه سمع أم الدرداء
تحدث عن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فرغ الله إلى كل
عبد من خمس من أجله ورزقه ومضجعه وشقي أو سعيد.
357 - إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات. وسليمان بن عبد الجبار هو أبو أيوب
البغدادي. قال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي، وسئل عنه؟ فقال: صدوق. وذكره ابن
حبان في " الثقات ".
والحديث أخرجه الإمام أحمد (5 / 197) ثنا زيد بن يحيى الدمشقي به.
308 - ثنا عمرو بن عثمان، ثنا الوليد بن مسلم، عن خالد بن يزيد
قال سمعت (يونس) ابن ميسرة بن حلبس يقول: سمعت أم الدرداء
تقول: سمعت أبا الدرداء يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
فرغ الله تعالى إلى كل عبد من خلقه من خمس من رزقه وأثره وعمله
وأجله ومضجعه.
308 - هذا الإسناد هو عن الإسناد المتقدم (305) فلعله مكرر من بعض النساخ.
59 - (باب: في قوله تعالى:
" وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم ")
309 - ثنا عبد الوهاب بن نجدة، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا أبو محمد
عيسى بن موسى عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن في أصلاب أصلاب أصلاب (أصلاب) (1) رجال رجالا ونساء من
أمتي يدخلون الجنة بغير حساب ثم قرأ (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو
العزيز الحكيم).
309 - إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات وعيسى بن موسى هو القرشي أبو محمد ويقال أبو



(1) زيادة في نسخة كما في هامش الأصل.
134
موسى، وفرق بينهما ابن أبي حاتم وهو غير ظاهر، فقد قال (3 / 1 / 285): " عيسى بن موسى
أبو موسى، سمع أبا حازم روى عنه الوليد بن مسلم. سمعت أبي يقول ذلك. سئل أبي
عنه؟ فقال: ثقة ما به بأس، صالح الحديث ".
ثم قال بعد صفحة:
" عيسى بن موسى أبو محمد القرشي. روى عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر. روى
عنه الوليد بن مسلم ".
وأنت ترى أن الراوي لهذا الحديث عن أبي حازم هو عيسى بن موسى المكنى بأبي محمد،
فهذا يؤيد أنهما واحد إلا أنهم اختلفوا في كنيته. ويؤيد هذا أن ابن أبي حاتم أخرج الحديث
كما في الكتاب فقال: حدثنا أبي حدثنا إبراهيم بن العلاء الزبيدي حدثنا الوليد بن مسلم
حدثنا أبو محمد عيسى بن موسى... ذكره الحافظ ابن كثير.
والحديث قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (10 / 408):
" رواه الطبراني وإسناده جيد ". ورواه ابن مردويه أيضا كما في " الدر " (6 / 215).
60 - (باب: في ذكر قوله عليه السلام:
" لو قلت أن شيئا سابق القدر لقلت العين تسبق القدر).
310 - حدثنا أسيد بن عاصم، ثنا أبو سفيان، عن النعمان، عن ابن
المبارك عن عبد الله بن أبي زياد قال:
سمعت مجاهدا، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لو قلت لشئ يسبق القدر لقلت العين تسبق القدر.
310 - حديث صحيح، ورجاله ثقات غير عبد الله بن أبي زياد فلم أعرفه. والنعمان
هو ابن عبد السلام الأصبهاني، من رجال " التهذيب "، وله ترجمة في " أخبار أصبهان "
لأبي نعيم (2 / 328 - 329) مات سنة ثلاث وثمانين ومائة. وشيخه ابن المبارك الظاهر أنه
عبد الله بن المبارك الإمام الثقة مات سنة إحدى وثمانين ومائة. وحينئذ فروايته عنه من رواية
الأقران بعضهم عن بعض، ولكني أخشى أن تكون لفظة " ابن " في " ابن المبارك " مصححة
من بعض الرواة، فيكون شيخه المبارك بن فضالة. وهو صدوق يدلس.

135
وأبو سفيان اسمه صالح بن مهران الأصبهاني.
وأسيد بن عاصم قال أبو نعيم (1 / 226):
" مولى ثقيف، أبو الحسين صنف المسند، توفي سنة سبعين ومائتين ".
والحديث صحيح لأن له شواهد من حديث عبد الله بن عباس وأسماء بنت عميس، فانظر
" الأحاديث الصحيحة " (1251 و 1252).
311 - ثنا أبو الربيع الحارثي، ثنا أبو داود، عن طالب بن حبيب بن
عمر ويقال بن الضجيع، حدثني عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله، عن أبيه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله عز وجل وقضائه وقدره بالأنفس
يعني العين.
311 - إسناده حسن، رجاله ثقات إن كان أبو الربيع الحارثي هو الزهراني سليمان بن داود
المتقدم مرارا، وإن كان غيره فلم أعرفه، لكنه قد توبع. وأبو داود هو الطيالسي صاحب
" المسند "، وقد أخرج الحديث فيه (1760) وأخرجه جمع آخر أيضا كما تراه في
" الصحيحة " (747).
61 - (باب: في قوله عليه السلام:
إن النذر لا يقرب شيئا لابن آدم).
312 - ثنا يعقوب بن حميد، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن
أبي عمرو، عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن النذر لا يقرب شيئا لابن آدم، لم يكن أتيح قدره له، ولكن النذر
يوافق القدر فيستخرج به من البخيل ما لم يكن يريد أن يخرجه.
312 - حديث صحيح، وإسناده جيد على شرط مسلم غير يعقوب بن حميد وهو حسن
الحديث، وقد توبع.

136
والحديث أخرجه مسلم (5 / 78) من طريق أخرى عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي
به. ومن طريق إسماعيل بن جعفر ويعقوب بن عبد الرحمن القاري كلاهما عن عمرو بن
أبي عمرو به. وأحمد (2 / 373) عن إسماعيل به.
وتابعه أبو الزناد عن الأعرج به نحوه.
أخرجه البخاري (4 / 274) وأحمد (2 / 242) وناس آخرون، وهو مخرج في " إرواء
الغليل " (2575).
313 - حدثنا يعقوب، ثنا ابن أبي حازم عبد العزيز بن محمد، عن
العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لا تنذروا فإن النذر لا يرد عن القدر شيئا وإنما يستخرج به من البخيل.
313 - حديث صحيح، وإسناده جيد كالذي قبله.
والحديث أخرجه مسلم (5 / 77): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز به. وأخرجه
هو وأحمد (2 / 235 و 412) من طرق أخرى عن العلاء به.
314 - ثنا الحسن بن البزار، ثنا أبو عباد يحيى بن عباد، عن فليح بن
سليمان عن سعيد بن الحارث، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إن النذر لا يقرب شيئا ولا يؤخره وإنما يستخرج بالنذر من البخيل.
314 - حديث صحيح، ورجال إسناده ثقات رجال الشيخين غير أن فليح بن سليمان فيه
ضعف من قبل حفظه، قال الحافظ: " صدوق، كثير الخطأ ". والحسن ابن البزار أظنه
الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ولم يخرج له مسلم مات سنة (259).
والحديث أخرجه البخاري (4 / 274) وأحمد (2 / 118) من طريقين آخرين عن فليح به.
62 - (باب: في قوله عليه السلام لعبد الله بن جعفر حين
أردفه فقال: يا فتى ألا أهب لك ألا أعلمك).
315 - ثنا ابن كاسب، ثنا علي بن (أبي) علي الهاشمي، عن جعفر
ابن محمد، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم:

137
أردفه خلفه فقال:
يا فتى ألا أهب لك ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن احفظ الله
يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت
فاستعن بالله واعلم أنه قد جف القلم بما هو كائن واعلم بأن الخلائق لو
أرادوك بشئ لم يردك الله به لم يقدروا عليه واعلم أن النصر مع الصبر
وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا.
315 - حديث صحيح، وإسناده واه جدا، علي بن أبي علي الهاشمي متروك كما قال أبو
حاتم والنسائي. وقال الحاكم: يروي عن ابن المنكدر أحاديث موضوعة يرويها عنه الثقات.
وإنما حكمت على الحديث بالصحة للطرق الآتية.
316 - قال أبو بكر قال أبو صالح، حدثنا الليث، عن قيس بن
الحجاج، عن حنش الصنعاني عن ابن عباس قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم
فذكر الحديث.
316 - حديث صحيح، علقه المصنف على أبي صالح، وهو عبد الله بن صالح كاتب
الليث وفيه ضعف لكنه قد توبع كما يأتي، وسائر رجاله ثقات رجال مسلم غير قيس بن
الحجاج وهو الصنعاني الدمشقي وهو ثقة.
والحديث وصله الترمذي (2 / 84) وابن السني في " عمل اليوم والليلة " (9 41) وأحمد
(1 / 293) وأبو يعلى (2 / 665) والضياء في " المختارة " (59 / 99 1 / 1 - 2) من طرق عن الليث
ابن سعد به. ثم أخرجه أحمد (1 / 303 و 307) والضياء (199 / 2 - 200 / 1) من طرق
أخرى عن قيس بن الحجاج به وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو كما قال.
وتابعه يزيد بن أبي حبيب عن حنش الصنعاني به.
أخرجه الآجري في " الشريعة " (ص 198) وإسناده صحيح.
أخرجه هو والطبراني في " المعجم الكبير " (3 / 121 / 1 و 126 / 2) والحاكم (3 / 541
و 542) والضياء (62 / 290 / 2) من طرق أخرى عن ابن عباس، وكلها لا تخلو من
ضعف، ويأتي بعضها في الكتاب معلقا أيضا، والاعتماد على ما تقدم.
317 - ورواه عمر مولى غفرة (عن عكرمة)، عن ابن عباس عن

138
النبي صلى الله عليه وسلم.
317 - حديث صحيح، وهو معلق أيضا. وعمر مولى غفرة هو ابن عبد الله المدني وهو
ضعيف.
والحديث وصله الطبراني (3 / 126 / 2) بإسناد ضعيف عن عمر مولى غفرة به. والعمدة
على الطريق المتقدمة.
318 - ورواه الحجاج بن فرافصة عن عقيل، عن الزهري. عن
عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
318 - حديث صحيح، وهو معلق أيضا، والحجاج بن فرافصة صدوق يهم.
والحديث وصله أبو نعيم في " الحلية " (1 / 314) من طريق عباد بن عباد، ثنا الحجاج بن
فرافصة عن رجلين سماهما عن الزهري به. ووصله أحمد (1 / 307) من طريق أخرى عن
الحجاج رفعه إلى ابن عباس لم يذكر الواسطة بينهما. وفيه عنده زيادة. وكذا أبي نعيم:
" تعرف إليه في الرخاء يعرفك في الشدة ".
وهي عند الطبراني من الطريق المذكورة آنفا، والحاكم من طريقين آخرين عن ابن
عباس، وعزاها السيوطي لأمالي ابن بشران عن أبي هريرة فقط! وهي أيضا في حديث أبي
سعيد الخدري الآتي الإشارة إليه.
والحديث صحيح بطرقه المتقدمة وخاصة الأولى منها عن ابن عباس.
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، لكنه واه جدا فيه يحيى بن ميمون بن عطاء أبو
أيوب وهو متروك عن علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف.
أخرجه الآجري (199) والخطيب في " التاريخ " (14 / 125)، وعنده زيادة تكلمت
عليها في " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (برقم 5107).
63 - (باب: في قوله عليه السلام: (فألهمها فجورها وتقواها).
319 - حدثنا يعقوب بن حميد، ثنا عبد الله بن عبد الله، ثنا معن
الغفاري، عن حنظلة بن علي الأسلمي، عن أبي هريرة أنه سمع النبي
صلى الله عليه وسلم يقول:

139
(فألهمها فجورها وتقواها). قال: اللهم ايت نفسي تقواها، زكها
أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
قال أبو بكر: وهو في الصلاة كأنه القنوت (1).
319 - حديث حسن، رجاله ثقات غير عبد الله وهو الأموي وهو ضعيف. والحديث رواه
ابن أبي أبو حاتم في (تفسيره) عن أبي زرعة حدثنا يعقوب بن حميد المدني به. وإنما حسنته لأن له
شاهدا، يرويه ابن لهيعة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر بهذه الآية (ونفس وما سواها. فألهمها فجورها وتقواها) وقف ثم
قال: اللهم آت... " الحديث ".
أخرجه الطبراني كما في " المجمع " (7 / 138) وقال: " وإسناده حسن ".
كذا قال وابن لهيعة سئ الحفظ.
ورجاله ثقات رجال الشيخين " غير صالح بن سعيد هذا، فهو غير معروف، وقد أورده ابن حبان في
" الثقات " (1 / 92) - على قاعدته في توثيق المجهولين - من رواية نافع هذا فقط!
320 - ثنا أبو بكر، ثنا أبو معاوية، عن عاصم، عن أبي عثمان (2)
عبد الله بن الحارث عن زيد بن أرقم قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
آت نفسي تقواها زكها أنت خير من زكاها.
320 - إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين. وأخرجه مسلم كما يأتي.
64 - (باب: ما ذكر عن النبي عليه السلام في المكذبين
بقدر الله وما لهم في الآخرة وما أمر به) فيهم:



(1) كذا قال المصنف رحمه الله تعالى، ولم أر ما يشهد أنه في القنوت، بل روي أنه في السجود، فقد
أخرج أحمد (6 / 209) عن نافع بن عمر عن صالح بن سعيد عن عائشة أنها فقدت النبي صلى الله عليه وسلم من
مضجعه فلمسته بيدها، فوقعت عليه وهو ساجد، وهو يقول: رب أعط نفسي... الحديث.
(2) كذا الأصل، وعبد الله بن الحارث هذا هو الأنصاري نسيب ابن سيرين وختنه، ويكنى بأبي
الوليد، ولم أر من كناه بأبي عثمان. فالله أعلم.
140
321 - ثنا هشام بن عمار ثنا سليمان بن عتبة قال: سمعت يونس بن
ميسرة بن حلبس يحدث عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال:
لا يدخل الجنة عاق ولا مكذب بقدر ولا مدمن خمر.
321 - حديث حسن، رجاله ثقات أو موثقون، وفي سليمان بن عتبة كلام يسير، وقال
الحافظ: " صدوق له غرائب ". وهشام بن عمار متكلم فيه أيضا، لكنه قد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (6 / 441): ثنا أبو جعفر السويدي قال: ثنا أبو الربيع، سليمان
(الأصل: ثنا سليمان وهو خطأ) بن عتبة الدمشقي به.
قلت: وهذا إسناد حسن أبو جعفر هذا اسمه محمد بن النوشجان البغدادي وثقه أبو داود
وغيره.
والحديث قال الهيثمي في " المجمع " (7 / 203):
" رواه أحمد والبزار والطبراني وزاد: " ولا منان "، وفيه سليمان بن عتبة الدمشقي، وثقة
أبو حاتم وغيره، وضعفه ابن معين وغيره ".
والحديث أخرجه مسلم في " الصحيح " (8 / 81) بإسناد المصنف هذا وغيره عن أبي معاوية
به. وأخرجه النسائي (2 / 315 و 322) وأحمد (4 / 371) من طرق أخر عن عاصم
الأحول به.
وأخرجه الطيالسي في " مسنده " (1131): حدثنا جعفر عن القاسم عن أبي أمامة
مرفوعا به. إلا أنه قال: " ولا منان " بدل " ولا مد من خمر ".
لكن إسناده ضعيف جدا، جعفر هذا وهو ابن الزبير متروك الحديث.
322 - حدثنا دحيم، حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، عن عمر
ابن يزيد النصري عن عمرو بن مهاجر، عن عمر بن عبد العزيز، عن
يحيى بن القاسم عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال:
ما هلكت أمة قط إلا بالشرك بالله وما كان بدؤ شركها إلا التكذيب
بالقدر.

141
322 - إسناده ضعيف، رجاله ثقات غير يحيى بن القاسم وأبيه فإنهما لا يعرفان، وإن
وثقهما ابن حبان.
وعمر بن يزيد النصري مختلف فيه كما بينته في " الضعيفة "، وتجد تخريج الحديث هناك
برقم (3398).
ويأتي الحديث بنحوه عن ابن عمر (327).
323 - حدثنا دحيم، ثنا محمد بن شعيب، عن عمر بن يزيد، عن أبي
سلام عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ثلاثة لا يقبل الله لهم صرفا ولا عدلا عاق، ومنان، ومكذب بالقدر.
323 - إسناده حسن، رجاله كلهم ثقات غير عمر بن يزيد النصري وهو مختلف فيه كما تقدم
آنفا. وقد خرجت الحديث في " الصحيحة " (1785).
324 - حدثنا أبو بكر، ثنا محمد بن القاسم الأسدي، عن فطر، عن
أبي خالد الوالبي، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث: الاستسقاء بالأنواء وحيف السلطان
والتكذيب بالقدر.
324 - حديث صحيح، وإسناده واه جدا، من أجل محمد بن القاسم الأسدي، وإنما
صححته لأن له شواهد خرجتها في " الصحيحة " (1127).
والحديث أخرجه أحمد وابنه عبد الله وأبو يعلى والطبراني من الوجه المذكور.
325 - حدثنا ابن مصفى، ثنا بقية، عن أبي العلاء الدمشقي، عن
محمد بن جحادة، عن يزيد بن حصين، عن معاذ بن جبل قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما بعث الله تعالى نبيا قط إلا وفي أمته قدرية ومرجية، إن الله لعن
القدرية والمرجية على لسان سبعين نبيا.
325 - إسناد. ضعيف، يزيد بن حصين لم أعرفه. وبقية بن الوليد مدلس وقد عنعنه

142
والحديث أخرجه الخطيب في " الموضح " (2 / 6) من طريق الطبراني من طريق نعيم بن
حماد حدثنا بقية بن الوليد به. وقال:
" أبو العلاء هو برد بن سنان ".
قلت: وهو صدوق.
والحديث قال الهيثمي في " المجمع " (7 / 204):
" رواه الطبراني، وفيه بقية بن الوليد وهو لين، ويزيد بن حصين لم أعرفه ".
وله شاهد من حديث سويد بن سعيد قال: حدثنا شهاب بن خراش عن محمد بن زياد عن
أبي هريرة مرفوعا به.
أخرجه الآجري (ص 148).
وهذا ضعيف أيضا شهاب بن خراش في حفظه ضعف. وسويد بن سعيد أسوأ حالا منه،
لكنه قد توبع، فأخرجه ابن بطة في " الإبانة " (7 / 96 / 2) من طريق أبي توبة الربيع بن نافع
قال: حدثنا شهاب بن خراش به.
والربيع هذا ثقة من رجال الشيخين، فالعلة من شهاب.
326 - ثنا محمد بن مرزوق، ثنا عمر بن يونس، عن سعيد الحمصي،
عن هارون بن هارون عن مجاهد، عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول:
هلاك أمتي في العصبية والقدرية والرواية من غير ثبت.
326 - إسناده ضعيف جدا، هارون بن هارون اتفقوا على تضعيفه، بل قال ابن حبان،
كان يروي الموضوعات على الثقات، لا يجوز الاحتجاج به، وقد اضطرب فيه، قتادة رواه
هكذا، وتارة أدخل بينه وبين مجاهد عبد الله بن زياد بن سمعان وهو كذاب، وتارة أرسله
فأسقطهما وقال: عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن رفعه. وقد فصلت ذلك في " الأحاديث
الضعيفة " (3406).،
والحديث حكم عليه ابن الجوزي بالوضع، واتهم به ابن سمعان وانتصر له ابن عراف
خلافا للسيوطي. راجع إن شئت المصدر المذكور.
327 - ثنا ابن مصفى، ثنا بقية، ثنا عمر بن محمد الطائي، عن سعيد
ابن أبي جميل عن ثابت البناني قال: سمعت ابن عمر يقول: سمعت

143
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
يكون مكذبون بالقدر ألا إنهم مجوس هذه الأمة وما هلكت أمة بعد
نبيها إلا بشركها) ولا كان بدؤ شركها بعد إيمانها إلا التكذيب بالقدر.
327 - إسناده ضعيف، عمر بن محمد الطائي وسعيد بن أبي جميل لم أجد لهما ترجمة.
وقد مضى الحديث (322) نحوه من حديث ابن عمرو.
65 - (باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم:
إن المكذبين (1) بالقدر مجوس هذه الأمة).
328 - ثنا ابن مصفى، ثنا بقية، ثنا الأوزاعي، عن ابن جريج، عن
أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن مجوس هذه الأمة المكذبون بأقدار الله تعالى: إن مرضوا فلا
تعودوهم وإن لقيتموهم فلا تسلموا عليهم وإن ماتوا فلا تصلوا عليهم.
328 - حديث حسن، رجاله ثقات، غير أن أبا الزبير مدلس وقد عنعنه.
والحديث أخرجه ابن ماجة والطبراني في " الصغير " (ص 127) والآجري في " الشريعة "
(ص 190) كلهم من طريق محمد بن مصفى به.
وللحديث شاهد من حديث ابن عمر من طرق عنه يقوي بعضها بعضا، وقد خرجتها في
" الروض النضير " (رقم 197) وليس فيها: " وإن لقيتموهم فلا تسلموا عليهم ". وراجع
لها إن شئت " تخريج المشكاة " (106 و 107).
ويشهد له أيضا حديث حذيفة الذي بعده.
329 - ثنا إسحاق بن سليمان بن زياد أبو يعقوب الطوسي، ثنا شعيب
ابن حرب عن سفيان الثوري، عن عمر مولى غفرة، عن رجل، عن حذيفة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:



(1) الأصل " المكذب ".
144
إن لكل أمة مجوسا وإن مجوس هذه الأمة الذين يزعمون أن لا قدر، فإن
مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم، هم شيعة الدجال.
329 - إسناده ضعيف، لجهالة الرجل الذي لم يسم، وعمر مولى غفرة ضعيف، وقد
اضطرب في إسناده كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو داود (4692) وأحمد (5 / 406 - 407) من طريقين آخرين عن
سفيان به. وقال أحمد (2 / 86): ثنا أنس بن عياض ثنا عمر بن عبد الله مولى غفرة عن
عبد الله بن عمر مرفوعا به. ثم أخرجه (2 / 125) من طريق عبد الرحمن بن صالح بن محمد
الأنصاري عن عمر بن عبد الله مولى غفرة عن نافع عن ابن عمر به. وتابعه زكريا بن
منظور: حدثنا أبو حازم عن نافع به دون قوله: " هم شيعة الدجال ".
أخرجه الآجري (ص 190).
وزكريا بن منظور ضعيف، فيتقوى أحدهما بالآخر فيما اتفقا عليه، لا سيما ويشهد لهما
الحديث الذي قبله وقد رواه من طريق زكريا الطبراني في " الأوسط " كما في " مجمع الهيثمي "
وقال (7 / 205):
" وثقه أحمد بن صالح وغيره، وضعفه جماعة ".
66 - (باب: نهي النبي عليه السلام عن مجالسة أهل القدر).
335 - ثنا ابن أبي شيبة، ثنا المقري أبو عبد الرحمن، عن سعيد بن
أبي أيوب، عن عطاء بن دينار، عن حكيم بن شريك الهذلي، عن يحيى
ابن ميمون الحضرمي، عن ربيعة الجرشي، عن أبي هريرة، عن عمر.
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
لا تجالسوا أهل القدر ولا تقاعدوهم.
330 - إسناده ضعيف من أجل حكيم بن شريك الهذلي مجهول، ومن طريقه أخرجه ابن
حبان (1825) وغيره. أنظر تخريجنا على " المشكاة " (108).
67 - (باب: قول النبي عليه السلام: (إن المجرمين في
ضلال وسعر).

145
331 - ثنا علي بن ميمون، ثنا عبد الله بن خالد وهو عبدون
القرقساني، ثنا عبد الله بن يزيد، عن الحسن البصري، عن عائشة أم
المؤمنين قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
مجوس هذه الأمة القدرية وهم المجرمون الذين سماهم الله تعالى: (إن
المجرمين في ضلال وسعر).
331 - إسناده ضعيف، عبد الله بن خالد القرقساني وعبد الله بن يزيد لم أعرفهما، ثم
عرفت الثاني منهما وأنه متهم، فقد نسبه المؤلف في الحديث الآتي (346).
ويشهد للحديث ما أخرجه البزار (ص 221) عن يونس بن الحارث عن عمرو بن شعيب
عن أبيه عن جده قال:
" ما أنزلت هذه الآية (إن المجرمين في ضلال وسعر) إلى قوله (بقدر) إلا في أهل
القدر ". قال في " زوائد البزار ":
" إسناده حسن ". وقال في " المجمع " (7 / 117):
" رواه البزار وفي يونس بن الحارث وثقه ابن معين وابن حبان وفيه ضعف، وبقية رجاله
ثقات ".
ثم ذكر له شاهدين آخرين من حديث ابن عباس وزرارة بإسنادين واهيين.
وفي " صحيح مسلم " وغيره أن الآية نزلت في المشركين الذين خاصموا النبي صلى الله عليه وسلم في القدر.
وهذا أصح. وسيأتي في الكتاب برقم (349).
68 - (باب في قوله: اتقوا القدر فإنه شعبة من النصرانية).
332 - ثنا المغيرة بن معمر، ثنا المعافا بن عمران، عن نزار بن حيان،
عن عكرمة، عن ابن عباس قال) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اتقوا هذا القدر فإنه شعبة من النصرانية.
332 - إسناده ضعيف جدا، نزار بن حيان ذكره ابن حبان في " الضعفاء " وقال:
" يأتي عن عكرمة بما ليس من حديثه، حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لذلك ".

146
وساق ابن عدي له هذا الحديث في " الكامل " (ق 285 / 1) في جملة ما أنكروه عليه.
وقد خرجته في " الضعيفة " (1786).
69 - (باب: من قال القدرية في المنسأ تحت قدم الرحمن).
333 - ثنا الحوطي ومحمد بن مصفى قالا: ثنا بقية، عن أرطأة بن
المنذر، عن أبي بسر، عن أبي مسعود، عن أبي هريرة، عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال:
ثلاثة في المنسأ تحت قدم الرحمن يوم القيامة لا يكلمهم الله ولا ينظر
إليهم ولا يزكيهم قلت: يا رسول الله من هم: جلهم لنا. قال: المكذب.
بالقدر والمدمن الخمر والمتبرئ من ولده.
قال: قلت: فما المنسأ قال جب في قعر جهنم وأسفل طينتها. قال ابن
مصفى: بشر وقال الحوطي بسر (1).
333 - إسناده ضعيف، بقية - وهو ابن الوليد - مدلس وقد عنعنه، وسائر رجاله ثقات،
وأبو بسر هو عبد الله بن بسر بن أبي بسر أبو بسر، ويقال: أبو صفوان، صحابي صغير،
ولأبيه صحبة.
70 - (باب: في قوله عليه السلام: صنفان من أمتي ليس
لهم في الآخرة نصيب: القدرية والمرجئة).
334 - ثنا يحيى بن داود الواسطي، ثنا محمد بن فضيل، عن القاسم
ابن حبيب، عن نزار، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" صنفان من أمتي ليس لهم في الآخرة. نصيب: القدرية والمرجئة ".
334 - إسناده ضعيف جدا، من أجل نزار، وهو ابن حيان، وقد عرفت قول ابن حبان فيه
قبل حديث.



(1) قلت: وهو الأرجح والحوطي أحفظ من ابن مصفى.
147
والقاسم بن حبيب ضعيف أيضا وقد تابعه علي بن نزار وهو ضعيف أيضا، وهو في الإسناد
الآتي بعده.
وتابعه سلام بن أبي عمرة عن عكرمة به نحوه.
أخرجه الترمذي (2 / 22) والطبراني في " المعجم الكبير " (3 / 131 / 2) واللالكائي في
" السنة " (1 / 147 / 1) وكذا المصنف فيما يأتي (951).
وسلام هذا ضعيف كما في " التقريب ".
وروي من حديث معاذ بن جبل وابن عمر.
أخرجهما ابن عدي (14 / 1 و 299 / 1) بإسنادين ضعيفين. وراجع للحديث " المشكاة "
(105).
335 - ثنا أبو بكر، ثنا محمد بن بشر (عن) ابن نزار، عن أبيه، عن
عكرمة، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: مثله.
335 - إسناده ضعيف جدا لما عرفت آنفا من حال نزار. وابنه علي ضعيف أيضا، ومن
طريقه أخرجه الآجري (193) والضياء في " المنتقى من مسموعات بمرو ". (138 / 2).
وللحديث طرق أخرى واهية كما سبق آنفا.
71 - باب: إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم خصماء الله
تعالى).
336 - ثنا عبدة بن عبد الرحيم، ثنا بقية، ثنا حبيب بن عمر، عن
أبيه، عن ابن عمر عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا كان يوم القيامة نادى مناد ألا ليقم خصماء الله وهم القدرية ".
336 - إسناده ضعيف، حبيب بن عمر وهو الأنصاري، قال ابن أبي حاتم
(1 / 2 / 105) عن أبيه.
" هو ضعيف الحديث، مجهول، لم يرو عنه غير بقية ".
قلت: وأبوه عمر الأنصاري لم أجد له ترجمة.

148
والحديث قال الهيثمي في " المجمع " (7 / 206):
" رواه الطبراني في " الأوسط " من رواية بقية وهو مدلس، وحبيب بن عمرو (كذا)
مجهول ".
قلت: قد صرح بقية بالتحديث عند المصنف فزالت شبهة تدليسه، وانحصرت في شيخه.
72 - (باب: سبعة (1) لعنتهم).
337 - ثنا الحسن بن علي، ثنا معلى بن منصور، ثنا عبد الرحمن بن
أبي الموال، عن ابن وهب، عن عمرة، عن عائشة قالت: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
" سبعة لعنتهم لعنهم الله تعالى وكل نبي مجاب: الزائد في كتاب الله،
والمكذب بقدر الله، والمتسلط على أمتي بالجبروت ليذل من) أعز الله
ويعز من أذل الله عز وجل، والمستحل محارم الله تعالى، والتارك لسنتي،
والمستحل من عترتي ما حرم الله عز وجل ".
337 - إسناده ضعيف كما سبق بيانه برقم (44)، فقد ساقه المصنف هناك مختصرا.
73 - (باب: القدرية مجوس هذه الأمة إن مرضوا فلا
تعودوهم).
338 - ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، ثنا زكريا بن يحيى بن منظور
ابن ثعلبة بن أبي مالك، عن أبي حازم بن دينار، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال:
" القدرية مجوس هذه الأمة إن مرضوا، فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا
تشهدوهم ".



(1) كذا الأصل، وكذلك هو في متن الحديث المسوق هنا، ولكنه تقدم (44) بلفظ (ستة) وهو الموافق
للمعدود هنا.
149
338 - حديث حسن، رجاله ثقات غير زكريا بن منظور ففيه ضعف كما تقدم في الحديث
(329)، لكنه قد توبع كما يأتي مع انقطاع في إسناده، لأن أبا حازم بن دينار، واسمه سلمة
لم يسمع من ابن عمر، لكن رواه إبراهيم بن عبد الله الهروي - وهو صدوق - قال: حدثنا
زكريا بن منظور به إلا أنه أدخل بينهما نافعا. وتابعه عمر مولى غفرة عن نافع به كما تقدم
هناك.
339 - ثنا يعقوب بن حميد، ثنا أنس بن عياض، عن عمر بن عبد الله
مولى غفرة عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" إن لكل أمة مجوسا، وإن مجوس أمتي يقولون: لا قدر، فإن مرضوا
فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم ".
339 - حديث حسن، وإسناده ضعيف، من أجل مولى غفرة، فإنه ضعيف وقد اضطرب
في إسناده على ما سبق بيانه (329).
340 - ثنا يعقوب بن حميد، ثنا الحكم بن سعيد بن عبد الله عن عمرو
ابن سعيد بن العاص ثنا الجعيد بن عبد الرحمن عن نافع عن ابن عمر أو عن
أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" يخرج في آخر الزمان قوم يكذبون بالقدر، أولئك مجوس هذه الأمة، إن
مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم ".
340 - إسناده ضعيف جدا، الحكم بن سعيد قال البخاري: منكر الحديث.
والحديث أخرجه العقيلي في " الضعفاء " (ص 94) وابن عدي (67 / 1) والآجري
(ص 190) من طرق أخرى عن الحكم به. وقال العقيلي:
" وهذا المتن له طريق بغير هذا الإسناد عن جماعة متقاربة في الضعف ".
قلت: والطريق التي قبلها خير من هذه. وكذلك غيرها مما سبقت الإشارة إليه.
341 - حدثنا يعقوب بن حميد، حدثنا إسماعيل بن داود، عن سليمان بن
بلال عن أبي حسين عن نافع عن ابن عمر أنه ذكر لابن عمر:
قوما يتنازعون في القدر ويكذبون به فقال: قد فعلوها، فقالوا: نعم،

150
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" يكون في أمتي أو في آخر الزمان رجال يكذبون بمقادير الرحمن،
يكونون كذابين، ثم يعودون مجوس هذه الأمة، وهم كلاب أهل النار ".
341 - إسناده ضعيف جدا، أبو الحسين لم أعرفه.
وإسماعيل بن داود هو ابن مخراق، قال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم:
ضعيف الحديث جدا.
342 - ثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت
زيادا أبا الحسن حدثني جعفر بن الحارث، عن يزيد بن ميسرة، عن عطاء
الخراساني، عن مكحول عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن لكل أمة مجوسا، وإن مجوس هذه الأمة القدرية، فلا تعودوهم إذا
مرضوا، ولا تصلوا على جنائزهم إذا ماتوا ".
342 - حديث صحيح، رجال إسناده ثقات على خلاف معروف في جعفر بن الحارث، وهو
أبو الأشهب الكوفي نزيل واسط، لكنه منقطع، فإن مكحولا وهو الشامي لم يسمع من أبي
هريرة، وعطاء الخراساني، وهو ابن أبي مسلم: ميسرة، صدوق يهم كثيرا ويدلس، وقد
عنعنه.
وزياد هو ابن فياض الخزاعي أبو الحسن الكوفي ثقة بلا خلاف، ووقع في الأصل " أبا
الحر "، فصححته من " الشريعة " للآجري، و " الكنى " للدولابي (1 / 148).
والحديث أخرجه الآجري (ص 191) عن عبد الأعلى بن حماد به.
وإنما صححت الحديث مع ضعف إسناده لشواهده المتقدمة من حديث جابر وحذيفة وابن
عمر، فانظر الأرقام (328 و 329 و 338 و 339) وغيرها.
74 - (باب: في قول عمر: الرجم حد من حدود الله، فلا
تخدعوا عنه).
343 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الله بن إدريس، عن أشعث،

151
عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال: قال عمر
رضي الله عنه:
الرجم حد من حدود الله فلا تخدعوا عنه، وآية ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
رجم، وأبو بكر رجم، ورجمت أنا بعد، وسيجئ قوم يكذبون بالقدر،
ويكذبون بالحوض، ويكذبون بالشفاعة ويكذبون بقوم يخرجون من
النار.
343 - إسناده ضعيف من أجل علي بن زيد وهو ابن جدعان، سئ الحفظ. وسائر رجاله
ثقات، وأشعث: الظاهر أنه ابن عبد الله الحداني البصري. وفيه كلام يسير على أنه قد توبع،
فقال أحمد (1 / 23): ثنا هشيم أنبأنا علي بن زيد به، إلا أنه قال: "... قوم يكذبون
بالرجم وبالدجال وبعذاب القبر ". بدل " يكذبون بالقدر ويكذبون بالحوض ". ولعل هذا
الاختلاف من ابن جدعان الدال على سوء حفظه.
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " (11 / 82 / 2) بإسناده عند المؤلف دون
قوله: " وسيجئ قوم... ".
75 - (باب: صنفان من أمتي ليس لهم في الإسلام سهم).
344 - ثنا محمد بن عبد الرحيم، ثنا يونس بن محمد، ثنا عبد الله بن
محمد الليثي (1) ثنا نزار بن حيان، عن عكرمة، عن ابن عباس، وعن جابر
ابن عبد الله قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب: أهل الإرجاء وأهل
القدر ".
344 - إسناده ضعيف جدا من أجل نزار بن حيان، وقد مضى من طريق أخرى عنه به دون
ذكر جابر (334).



(1) الأصل " التيمي " والتصويب من كتب الرجال.
152
وعبد الله بن محمد الليثي قال الذهبي: لا يدري من هو؟
والحديث أخرجه ابن ماجة (73) من طريق أخرى عن يونس بن محمد به.
345 - حدثنا يوسف القطان، حدثنا محمد بن بشر، ثنا سلام بن أبي
عمرة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" صنفان من أمتي ليس لهم في الإسلام سهم: المرجئة والقدرية ".
345 - إسناده ضعيف من أجل سلام بن أبي عمرة، ومن طريقه أخرجه الترمذي وغيره كما
تقدم (334).
76 - (باب: في قوله عليه السلام: " بسم الله الرحمن
الرحيم هذا كتاب من الله بأسماء أهل الجنة ").
346 - حدثنا علي بن ميمون بن العطار، ثنا عبد الله بن خالد، وهو
عبدون القرقساني، عن عبد الله بن يزيد بن آدم الدمشقي، عن أبي
الدرداء ووائلة بن الأسقع وأنس بن مالك وأبي أمامة قالوا كنا في مجلس
فيه أناس من اليهود ونحن نتذاكر القدر فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
مغضبا، فعبس وانتهر وقطب ثم قال:
مه مه اتقوا الله يا أمة محمد واديان عميقان فغيران مظلمان لا تهيجوا
علي (1) وهج حر النار ثم أمر اليهود أن يقوموا ثم قال (2) وبسط يمينه
وبسط أصبعه الشمال فقال:
" بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله تبارك وتعالى الرحمن الرحيم
بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وأبنائهم وعشائرهم، فرغ ربكم، فرغ



(1) كذا الأصل. وفي " المجمع " " عليكم " ولعله الصواب.
(2) في " المجمع ": قام.
153
ربكم، فرغ ربكم، ثم بسط شماله، ثم أشار إليها بأصبعه اليمنى ثم قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله الرحمن الرحيم بأسماء أهل
النار وأسماء آبائهم وأبنائهم وعشائرهم، فرغ ربكم، فرغ ربكم، فرغ
ربكم. أعذرت؟ أنذرت؟ أبلغت؟ اللهم إني قد بلغت ".
346 - إسناده هالك، عبد الله بن يزيد بن آدم الدمشقي؟ قال أحمد: أحاديثه موضوعة.
قال الجوزجاني: أحاديثه منكرة. والقرقساني لم أعرفه كما تقدم (331).
والحديث قال الهيثمي (7 / 202):
" رواه الطبراني، وفيه عبد الله بن يزيد بن آدم، قال أحمد: أحاديثه موضوعة ".
347 - حدثنا علي بن ميمون، حدثنا عبد الله بن خالد، عن عبد الله بن
يزيد قال: سمعت أبا الدرداء يقول:
إن الله تعالى خلق خلقا للنار، وخلق خلقا للجنة فقال: هؤلاء إلى النار
وهؤلاء إلى الجنة، ولا أبالي.
347 - حديث صحيح، وإن كان إسناده هالكا لما عرفت من حال عبد الله بن يزيد وهو ابن
آدم في الحديث الذي قبله، فقد صح بإسناد آخر عن أبي الدرداء، فقال الإمام أحمد
(6 / 441) وابنه عبد الله في " زوائده ": ثنا هيثم ثنا أبو الربيع عن يونس عن أبي إدريس عنه
مرفوعا به أتم منه. وهذا سند صحيح، رجاله كلهم ثقات، وقد سقت لفظه في " الأحاديث
الصحيحة " (49)، وذكرت له هناك شواهد عدة (46 - 48 و 50).
348 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة " حدثنا شبابة، حدثنا الليث بن
سعد، عن أبي قبيل المعافري، عن شفي الأصبحي، عن عبد الله بن
عمر وقال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان فقال:
" هل تدرون ما هذا الكتاب؟ قلنا: لا إلا أن تخبرنا، فقال للذي في
يمينه: هذا كتاب من رب العالمين في أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم
وقبائلهم: ثم أجمل على آخرهم فلا يزداد فيهم ولا ينقص أبدا، وقال للذي في

154
يساره: هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم
وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، فلا يزداد فيهم ولا ينقص. فقال أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ففي أي شئ نعمل وقد فرغ من الأمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" سددوا وقاربوا، فإن صاحب الجنة مختوم له بعمل أهل الجنة وإن
عمل أي عمل وإن صاحب النار مختوم له بعمل أهل النار، وإن عمل أي
عمل ثم قال بيده فجمعها فقال:
فرغ ربكم من العمل (فريق في الجنة وفريق في السعير).
348 - إسناده حسن، وهو مخرج في " الصحيحة " (848).
349 - ثنا أسيد بن عاصم، حدثنا الحسين بن حفص، ثنا سفيان
الثوري، عن زياد بن إسماعيل السهمي، عن محمد بن عباد المخزومي،
عن أبي هريرة قال: جاءت مشركو قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاصمونه في
القدر قال فنزلت هذه الآية: إن المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في
النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شئ خلقناه بقدر (القمر: 47).
349 - إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم غير أسيد بن عاصم، وهو ابن عبد الله
مولى ثقيف أبو الحسين الأصبهاني، توفي سنة سبعين ومائتين، وكان قد صنف المسند كما في
" طبقات الأصبهانيين " (78 / 1) وأخبار أصبهان " (1 / 226 - 227)، وقال ابن أبي
حاتم (1 / 1 / 318): " سمعنا منه، وهو ثقة ".
والحديث أخرجه مسلم (8 / 52) والترمذي (2 / 223 و 224) وابن ماجة (83) وأحمد
(2 / 444 و 476) من طريق وكيع ثنا سفيان الثوري به. وقال الترمذي:
" حديث حسن صحيح ".
350 - ثنا الحسن بن علي، ثنا أبو عاصم، عن عنبسة، عن ابن
شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: " أخر كلام في القدر لشرار هذه الأمة ".

155
350 - إسناده حسن، كما حققته في " الصحيحة " (1124).
351 - ثنا أيوب الوزان، ثنا محمد بن مصعب، عن عنبسة، عن
الزهري عن سعيد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحوه.
351 - إسناده حسن، وهو مكرر الذي قبله.
77 - (باب):
352 - ثنا أبو كامل الفضيل بن حسين، ثنا جعفر بن سليمان الضبعي،
ثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما
قال لي: أف قط. أو قال: ولا قال لشئ قط صنعته: لم صنعته؟ ولا
قال لشئ تركته لم تركته؟ وكان أحسن الناس خلقا صلى الله عليه وسلم.
352 - إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه في " صحيحه " كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (7 / 73) والدارمي (1 / 31) من طريق حماد بن زيد، وأبو داود
(4774) من طريق سليمان بن المغيرة، كلاهما عن ثابت به.
353 - ثنا أسيد، ثنا الحسين، عن سفيان، عن جعفر، عن رجل، عن
أنس بن مالك قال: سقط من كتابه هذا الحرف قال: دعه ما قدر الله فهو
كائن، أو ما قضي فهو كائن.
353 - حديث صحيح، ورجال إسناده ثقات غير الرجل الذي لم يسم، ولكنه قد جاء
مسمى في طريق أخرى عن جعفر، كما يأتي في الكتاب بعد حديث، وهو عمران بن مسلم
البصري القصير.
وجعفر الراوي عنه هو ابن نجرقان. وسفيان هو ابن عيينة، والحسين هو ابن حفص
الأصبهاني. وأسيد هو ابن عاصم الأصبهاني، وقد مر قريبا (349).
وللحديث طرق أخرى عن أنس بعضها صحيح، وصحح بعضها ابن حبان، كما ذكرت
في تعليقي على " المشكاة " (5819).
354 - ثنا ابن مسكين، ثنا عبد الله بن يوسف، ثنا عيسى بن موسى

156
عن زكريا عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أنس قال: خدمت
النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين فما أعلم عاب علي شيئا قط.
354 - إسناده صحيح، ورجاله ثقات.
والحديث أخرجه مسلم (7 / 73 - 74) وأحمد (3 / 100) من طريقين آخرين عن زكريا بن
أبي زائدة به.
355 - ثنا أبو موسى، ثنا كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن
عمران النضري، عن أنس بن مالك قال: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما
أمرني بأمر ثم أتيت غيره أو ضيعته، فلامني (فإن لامني بعض) بعض
أهله (إلا) (1) فقال: " دعوه فإنه لو قدر كان، أو قضي أن يكون كان ".
355 - إسناده صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجه.
والحديث أخرجه أحمد (3 / 231): ثنا كثير بن هشام به.
77 - (باب):
356 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الله بن إدريس، ثنا ربيعة
ابن عثمان عن محمد بن يحيى بن حيان، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وفي كل خير واحرص على ما
ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز فإن أصابك شئ فلا تقل: لو فعلت كذا
وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل فإن " لو " تفتح عمل الشيطان.
356 - إسناده حسن، على كونه بشرط مسلم، فإن ربيعة بن عثمان قال الحافظ: " صدوق له
أوهام ".



(1) كان الحديث في الأصل ناقصا، فاستدركناه من المسند، لتعذر الاتصال مع الأستاذ الشيخ ناصر
أو الرجوع لمخطوطة الأصل.
157
والحديث أخرجه مسلم (8 / 56) وابن ماجة (79) بإسناد المصنف وغيره عن عبد الله بن
إدريس به. وأخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " (1 / 101) من طريق أخرى عن ابن
إدريس به. وهو وأحمد (2 / 366 و 370) عن محمد بن عجلان عن ربيعة عن الأعرج به، لم
يذكر بينهما محمد بن يحيى بن حبان، ورواه ابن عيينة عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (10 / 296) وقال:
" غريب من حديث ابن عيينة عن ابن عجلان ".
قلت: وابن عجلان ثقة في حفظه ضعف يسير، فإن كان حفظه فهو شاهد لحديث ربيعة.
والله أعلم.
78 (باب):
357 - ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا الفضيل بن سليمان، ثنا أبو
مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: إن الله خلق كل صانع وصنعته.
357 - حديث صحيح، ورجاله ثقات في غير أن الفضيل بن سليمان له خطأ كثير كما قال
الحافظ، لكن تابعه مروان بن معاوية الفزاري كما يأتي وهو ثقة وإن كان يدلس أسماء
الشيوخ، فإنه ليس هنا من يمكن أن يدلسه فيما يبدو والله أعلم.
والحديث أخرجه البخاري في " خلق أفعال العباد " والحاكم وغيرهما، وهو مخرج في
" الصحيحة " (1637).
358 - ثنا يعقوب بن حميد، ثنا مروان بن معاوية الفزاري، ثنا أبو
مالك الأشجعي عن ربعي، عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
بمثله.
358 - إسناده جيد، وهو مكرر الذي قبله.

158
79 (باب: في العزل وما أراد الله كونه كونه).
359 - ثنا عباس بن الوليد النرسي، ثنا معتمر بن سليمان قال سمعت
أبا عامر يحدث عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة
قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم:
إن اليهود تقول: إن العزل هي الموؤودة الصغرى فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: كذبت يهود مرتين لو أراد الله خلقها لم يستطع عزلها.
359 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، ورجاله ثقات غير أبي عامر وهو صالح بن
رستم الخزاز، وهو صدوق كثير الخطأ، لكنه قد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو يعلى والبيهقي من طريق أخرى عن أبي سلمة به، وإسناده حسن
كما في كتابي " آداب الزفاف " (ص 230). ويشهد لصحته حديث أبي سعيد الآتي بعده.
360 - ثنا أبو بكر، ثنا عبد الله بن نمير، ثنا محمد بن إسحاق، عن محمد
ابن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي أمامة بن سهل بن حنيف
عن أبي سعيد الخدري قال: لما أصبنا سبي بني المصطلق من النساء
عزلنا عنهن، قال: ثم إني وافقت جارية في السوق تباع قال فمر بي رجل
من اليهود فقال ما هذه الجارية يا أبا سعيد. قال: قلت: جارية لي
أبيعها قال: فهل كنت تصيبها قلت نعم قال: فلعلك تبيعها وفي بطنها
منك سخلة قال: قد كنت أعزل عنها قال: تلك المؤودة الصغرى قال:
فجئت رسول الله) صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال: كذبت يهود كذبت يهود.
360 - حديث صحيح، رجاله ثقات لولا أن ابن إسحاق مدلس وقد عنعنه، لكن
للحديث طريق أخرى يشهد لصحته في " السنن " وغيرها من طريق أبي رفاعة عن أبي سعيد
به نحوه وزاد:
" لو أراد الله أن يخلقه لم نستطع أن نصرفه ".
وسنده صحيح، وهو مخرج في " الآداب " (ص 52).

159
والحديث أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في " المصنف " (7 / 27 / 2) بإسناده المذكور.
ورواه الطحاوي في " مشكل الآثار " (2 / 372) من طريق أخرى عن محمد بن إسحاق به.
361 - ثنا أبو بكر، ثنا ابن نمير عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن
يحيى بن حبان، عن عبد الله بن محيريز قال: دخلت أنا وأبو صرمة المازني
فوجدنا أبا سعيد الخدري يحدث كما حدث أبو سلمة وأبو أمامة أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال:
كذبت يهود. وقال في آخر الحديث وما عليكم ألا تفعلوا فقد قدر الله ما
هو خالق من خلقه إلى يوم القيامة.
361 - حديث صحيح بما ذكرنا قبله، وإسناده ثقات على عنعنة ابن إسحاق. والحديث
أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في " المصنف " (7 / 27 / 2 - 28 / 1) سندا ومتنا.
362 - ثنا أبو بكر، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان،
عن جابر، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال:
إن لي خادما يسقي على ناضح لي وأنا أعزل عنها فجاءت بولد فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما قدر الله لنفس بخلقها إلا هي كائنة.
362 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأبو سفيان اسمه طلحة بن نافع
الواسطي. والحديث أخرجه أحمد (3 / 313) ثنا أبو معاوية به إلا أنه قال " سالم " وهو ابن أبي
الجعد بدل " أبي سفيان ".
وتابعه يعلى بن عبيد عن الأعمش به مثل رواية أحمد.
أخرجه ابن ماجة (89).
363 - ثنا أبو بكر، ثنا الفضل بن دكين، عن مندل، عن جعفر بن
أبي المغيرة عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن جرير قال: جاء رجل إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال:

160
يا رسول الله ما خلصت من المشركين إلا بقينة وأنا أعزل عنها أريد بها
السوق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
جاءها ما قدر.
363 - إسناده ضعيف، رجاله ثقات غير مندل وهو ابن علي العنزي ضعيف.
والحديث أخرجه أبو بكر ابن أبي شيبة في " المصنف " (7 / 27 / 2) بإسناده المذكور.
364 - حدثنا أبو بكر، ثنا أبو أسامة، عن مجالد، عن أبي الوداك،
عن أبي سعيد الخدري قال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عن العزل. عن نساء أصبناهن فقال: افعلوا ما بدا لكم فإن الله
يقضي ما أحب وإن كرهتم
364 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، مجالد وهو ابن سعيد ليس بالقوي، لكن يشهد
لحديثه أحاديث الباب، لا سيما وقد توبع كما تأتي الإشارة إليه في الذي بعده.
365 - حدثنا أبو موسى، ثنا يحيى بن سعيد، عن مجالد، عن أبي
الوداك، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
اصنعوا ما شئتم فإنه ما يرد يكن.
365 - حديث صحيح، وهو مكرر الذي قبله.
والحديث أخرجه الإمام أحمد (3 / 26): ثنا يحيى بن سعيد به.
ثم أخرجه هو ومسلم من طرق أخرى عن أبي الوداك به نحوه، وهو مخرج في " الأحاديث
الصحيحة " (1462).
366 - حدثنا الحسن بن علي، ثنا أبو عاصم، ثنا مبارك الخياط، عن
ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس بن مالك. أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن العزل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لو أن الماء الذي يكون منه الولد أهرق على صخرة لأخرج الله منها
الولد. وليخلقن الله نفسا هو خالقها.

161
367 - حدثنا أبو بكر، ثنا شبابة، ثنا شعبة، عن أبي الفيض) قال:
سمعت عبد الله بن مرة يحدث عن أبي سعيد الأنصاري أن رجلا من أشجع
سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العزل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
ما قدر من الرحمن (1) سيكون.
367 - حديت صحيح، وإسناده ثقات غير عبد الله بن مرة، وهو مجهول كما في
" التقريب "، لكن الحديث يتقوى بشواهده المذكورة في الباب.
والحديث أخرجه أحمد (3 / 450) " ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة به.
وأبو الفيض اسمه موسى بن أيوب المهري الحمصي.
368 - ثنا يحيى بن درست، ثنا أبو إسماعيل القتاد، ثنا يحيى بن أبي
كثير، أن محمد بن عبد الرحمن، حدث عن أبي مطيع، عن أبي سعيد
الخدري قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله إن لي جارية وأنا أشتهي ما يشتهي الرجال وأنا أعزل
عنها أكره أن تحمل وأن اليهود تزعم أن العزل هي المؤودة الصغرى فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كذبت يهود، كذبت يهود، لو أراد الله أن يخلقه لم تستطع أن
تصرفه.
368 - حديث صحيح، ورجاله ثقات غير أبي مطيع واسمه رفاعة، قال الحافظ:
" مقبول " يعني عند المتابعة.



(1) كذا الأصل، وفي " المسند ": " في الرحم "، وكذا هو في " الجامع الصغير " برواية أحمد
والطبراني.
162
قلت: وقد توبع من جماعة تقدموا في الحديثين (360 و 361).
369 - ثنا هدبة، ثنا همام، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي سعيد
الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنت خلقته أنت ترزقه أقره مقره فإنما هو
القدر.
369 - حديث ضعيف رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن الحسن وهو البصري مدلس
وقد عنعنه، فلا يحتج به حتى يصرح بالتحديث، وذلك ما لم أجده.
والحديث أخرجه أحمد (3 / 96): ثنا عفان: ثنا همام به.
وتابعه عنده (3 / 53 و 78) سعيد بن أبي عروبة عن قتادة له.
80 - (باب: الدعاء من سوء القدر وغيره).
370 - ثنا المقدمي، ثنا حصين بن نمير، ثنا حصين بن عبد الرحمن، عن
هلال بن يساف عن فروة بن نوفل، عن عائشة قالت: كان من دعاء النبي
صلى الله عليه وسلم:
اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت وشر ما لم أعمل بعد.
370 - إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات رجال " الصحيح "، والمقدمي اسمه محمد بن أبي
بكر، ثقة من شيوخ البخاري مات سنة (234).
والحديث أخرجه مسلم (8 / 80) وأبو داود (1550) والنسائي (1 / 92 1 و 2 / 321) من
طريق جرير عن منصور عن هلال بن يساف به، ولفظ النسائي في رواية:
و " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو في صلاته... " فذكره. وعنده في رواية أخرى قوله في آخر
الحديث " بعد ".
371 - ثنا عبد الوهاب بن الضحاك، ثنا ابن عياش، عن يحيى بن
سعيد قال: سمعت سالم بن عبد الله يحدث عن ابن عمر قال: كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يدعو بواقية كواقية الوليد.

163
371 - إسناده ضعيف جدا، من أجل عبد الوهاب بن الضحاك فإنه متهم، لكن الظاهر
أنه لم يتفرد به، فانظر " الأحاديث الضعيفة " (686).
372 - ثنا المسيب بن واضح، ثنا معتمر بن سليمان، عن حميد
الطويل، عن بكر بن عبد الله عن أبي العالية، عن خالد بن الوليد، أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال له:
قل أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما
ينزل من السماء، وشر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض وما يخرج
منها ومن شر فتن الليل والنهار وطوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق
بخير يا رحمن.
372 - إسناده ضعيف، المسيب بن واضح سئ الحفظ.
373 - ثنا المقدمي ثنا المعتمر بن سليمان عن عبد الملك بن خالد، عن
سالم بن حذلم) قال: رآني ابن عمر أصلي فلما انصرفت قال لي): ممن
أنت؟ فقلت من أهل الشام فقال إنكم أهل الشام تطيلون الصلاة
وتكثرون الدعاء وإنني لم أصل خلف أحد أخف صلاة في تمام من رسول
الله صلى الله عليه وسلم وكانت دعوة يدعو بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول: اللهم وفقني لما
تحب وترضى من القول والعمل والنية والهدى إنك على كل شئ قدير.
373 - إسناده ضعيف، عبد الملك بن خالد وسالم بن حذلم لم أعرفهما.
374 - ثنا أبو بكر ثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن بريد (1) بن أبي
مريم، عن أبي الجوزاء، عن الحسن بن علي، قال: علمني جدي صلى الله عليه وسلم
كلمات أقولها في قنوت الوتر: اللهم عافني فيمن عافيت، وتولني فيمن
توليت، واهدني فيمن هديت، وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما



(1) الأصل " يزيد " والتصويب من كتب السنة والرجال.
164
قضيت، إنك تقضي ولا يقضي عليك، إنه لا يذل من واليت تباركت ربنا
وتعاليت.
374 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، شريك وهو ابن عبد الله القاضي سئ الحفظ،
لكنه قد توبع عن أبي إسحاق وهو السبيعي وكان قد اختلط، لكن تابعه جماعة خرجت
أحاديثهم في " إرواء الغليل " (429).
375 - ثنا عبد الله بن شبيب ثنا ابن أبي أويس، ثنا ابن أبي فديك عن
إسماعيل بن إبراهيم عن موسى بن عقبة، عن هشام بن عروة، عن أبيه،
عن عائشة عن الحسن بن علي قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره وقال:
اهدني فيمن هديت وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك.
375 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، فإن عبد الله بن شبيب وهو أبو سعيد الربعي واه
كما قال الذهبي، ومن فوق ثقات.
والحديث محفوظ من طريق بريد بن أبي مريم عن أبي الجوزاء عن الحسن بن علي، وهي
الطريق الآنفة الذكر.
81 - (باب ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم في التعوذ من الضلالة وغير
ذلك).
376 - حدثنا محمد بن الوليد بن حمدان البسري، ثنا أبو عامر
العقدي، ثنا سليمان بن شعبان المديني ثنا بلال بن يحيى بن طلحة بن
عبيد الله عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال:
اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام وغير ضالين ولا
مضلين ربي وربك الله.
376 - حديث حسن، وإسناده ضعيف من أجل سليمان بن سفيان وبلال بن يحيى فإنهما
ضعيفان، لكن له شاهد من حديث ابن عمر صححه ابن حبان، ولذلك أوردت الحديث في
" الصحيحة " (1816)، لكن ليس عند أحد من مخرجيه، ولا في شئ من شواهده وطرقه
الأخرى الكثيرة قوله " غير ضالين ولا مضلين " فهي زيادة منكرة. وقد خرجت الطرق الأخرى
المشار إليها في " الضعيفة " (3501 - 3510) لأن ألفاظها ومتونها مختلفة متضاربة.

165
377 - حدثنا الحسن بن علي ثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث بن
سعد حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي المصفى أن ابن
أبي ليلى أخبره عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
(اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك وأعوذ بك من كل شر
خزائنه بيدك)
377 - إسناده ضعيف. أبو المصفى مجهول، وسعيد بن أبي هلال اختلط، وعبد الله بن
صالح فيه ضعف.
378 - ثنا أبو بكر، ثنا معاوية بن هشام، عن شريك، عن أبي هاشم،
عن أبي مجلز عن قيس بن عباد، عن عمار بن ياسر، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يدعو: " وأعوذ بك من ضراء مضرة وفتنة مضلة ".
378 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، شريك وهو ابن عبد الله القاضي سئ الحفظ،
لكنه لم يتفرد به، فإن له طريقا أخرى عن عمار بن ياسر نحوه وهو مخرج في " صفة الصلاة "
(ص 201 الطبعة الخامسة - المكتب الإسلامي) بل أخرجه المصنف أيضا فيما تقدم (129)
لكنه لم يسق لفظه.
والحديث أخرجه النسائي (1 / 192) وأحمد (4 / 264) من طريقين آخرين عن شريك
به.
379 - ثنا ابن كاسب، ثنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، ثنا
عبد الرحمن بن أبي الزناد. عن موسى بن عقبة، عن عطاء بن أبي مروان،
عن أبيه، عن كعب أن داود النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من الصلاة قال:
" لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت " قال كعب: وأخبرني
صهيب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينصرف بهذا الدعاء.
379 - حديث صحيح، إسناده ضعيف، أبو مروان والد عطاء، قال النسائي: لا
يعرف. وإنما صححته لأن له شاهدا من حديث المغيرة بن شعبة. أخرجه الشيخان وغيرهما.
والحديث أخرجه النسائي (1 / 197) وابن حبان (541) من طريق حفص بن ميسرة عن
موسى بن عقبة به.

166
380 - حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا
أبي عن حسين المعلم، عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر عن ابن عباس
قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
" اللهم أعوذ بعزتك أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت ".
385 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (1 / 302): ثنا عبد الصمد به. وأخرجه البخاري (4 / 448).
ومسلم (8 / 80) من طريق بي معمر عبد الله بن عمرو وحدثنا عبد الوارث به. ولفظ مسلم
أتم.
381 - حدثنا دحيم، ثنا مروان بن معاوية، ثنا عبد الواحد بن أيمن، عن
ابن رفاعة، عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو: " اللهم لا قابض لما بسطت،
ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لمن أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا
معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما
قربت. وأعوذ بك من شرما أعطيتنا وشر ما منعت منا ".
381 - إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات.
والحديث أخرجه أحمد (3 / 424): ثنا مروان بن معاوية الفزاري ثنا عبد الواحد بن أيمن
المكي عن عبيد الله بن عبد الله الزرقي عن أبيه، وقال الفزاري مرة: عن ابن
رفاعة الزرقي عن أبيه. قال أحمد: وقال غير الفزاري عبيد بن رفاعة الزرقي.
قلت: وعبيد بن رفاعة أصح لمتابعة غير الفزاري للفزاري وهو ثقة، ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
382 - حدثنا الشافعي، حدثنا سفيان عن سمي، عن أبي صالح، عن
أبي هريرة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من جهد البلاء ومن درك الشقاء ومن
شماتة الأعداء.
382 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (4 / 195) ومسلم (8 / 76) والنسائي (2 / 7 31 - 318) وأحمد
(2 / 246) كلهم عن سفيان وهو ابن عيينة به وزادوا: " وسوء القضاء "، وهي عند المصنف
أيضا في الرواية الآتية، وزاد أحمد والبخاري:

167
" قال سفيان: الحديث ثلاث، زدت أنا واحدة، لا أدري أيتهن هي ". وزاد النسائي:
" لأني لا أحفظ الواحد الذي ليس فيه ".
383 - حدثنا يعقوب، ثنا سفيان، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي
هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وجهد البلاء.
قال سفيان وأراه قال وشماتة الأعداء.
383 - إسناده جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يعقوب وهو ابن حميد بن كاسب المدني
وهو حسن الحديث، وقد خالف أصحاب سفيان فقال عنه: " وأراه قال: وشماتة
الأعداء ". وقد تقدم الحديث آنفا بزيادة " لا أدري أيتهن هي " وهي تنافي زيادة يعقوب هذه
كما هو ظاهر، لأنها تستلزم أن الخصال أربع على ما يغلب على ظن سفيان وهو يجزم في الرواية
الرواية الصحيحة عنه أنهن ثلاث، وأن الرابعة من عنده. والله أعلم.
384 - ثنا المقدمي، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا سفيان، قال سمعت عمرو
ابن مرة ثنا عبد الله بن الحارث المعلم، عن طليق بن قيس أخي أبي صالح
الحنفي، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدعاء: " اللهم أعني
ولا تعن علي، وامكر لي ولا تمكر علي ".
- إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير طليق بن قيس الحنفي وهو ثقة.
والحديث أخرجه أحمد (1 / 227): ثنا يحيى به مطولا. وكذلك أخرجه أبو داود
(1511). وأخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (664) والترمذي (2 / 272) وابن ماجة
(3830) وابن حبان (2414) وأبو داود أيضا (1510) من طرق أخرى عن سفيان الثوري
به.
385 - حدثنا أبو بكر ثنا يعلى بن عبيد، عن عثمان بن حكيم عن محمد
ابن كعب، عن معاوية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " اللهم لا مانع لما
أعطيت، ولا معطي لما منعت ".
385 - إسناده صحيح على شرط مسلم. والحديث أخرجه أحمد (4 / 95 و 97) من طريق
يعلى وغيره عن عثمان بن حكيم به. وفي رواية له عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا انصرف
من الصلاة فذكره وزاد: " ولا ينفع ذا الجد منك الجد ".

168
- وفي رواية أخرى عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على هذه الأعواد: فذكره. ثم
أخرجه (4 / 93) من طريق شجاع بن الوليد قال: ذكر عثمان بن حكيم عن زياد بن أبي زياد
عنه به. وتابعه أسامة بن زيد عن محمد بن كعب به.
أخرجه أحمد (4 / 92 - 93) وتابعه ابن عجلان كما يأتي بعده.
386 - حدثنا المقدمي، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا ابن عجلان، عن محمد بن
كعب، عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
386 - إسناده جيد، وفي ابن عجلان ضعف يسير. وفي المتابعات المتقدمة قوة له.
والحديث أخرجه أحمد (4 / 98): ثنا يحيى بن سعيد به. وله عنده (4 / 101) طريق أخرى
عن معاوية به. وسنده صحيح.
387 - ثنا أبو بكر ثنا محمد بن بشر ثنا عبد العزيز بن عمر بن
عبد العزيز حدثني من لا أتهم من أهل الشام، عن عبادة بن الصامت قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال: " الله أكبر الله أكبر الحمد لله
الحمد لله لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم إني أسألك خير هذا الشهر وأعوذ
بك من شر القدر وشر يوم الحشر ".
387 - إسناده ضعيف لجهالة الراوي عن عبادة. والحديث رواه أحمد وغيره، وهو مخرج في
" الضعيفة " (3510).
82 - (باب)
388 - حدثنا هشام بن عمار، ثنا صدقة بن خالد، ثنا ابن جابر، قال مر
بنا خالد بن اللجلاج فدعاه مكحول فقال يا أبا عبد الرحمن حدثنا حديث
ابن عايش قال سمعت عبد الرحمن بن عايش يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" اللهم إني أسئلك الطيبات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر
لي وترحمني وتتوب علي، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون ".

169
- حديث صحيح، ورجاله ثقات، لكن ابن عايش لم تثبت له صحبة، وقد روي
عنه عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما يأتي، وهشام بن عمار فيه ضعف، وقد خولف في إسناده
كما سأبينه. وقد أعاد المصنف هذا الإسناد فيما يأتي (467) وذكر هناك ما لم يذكر هنا من تمام
الحديث. فراجعه.
والحديث أخرجه مالك في " الموطأ " (1 / 218 / 40) بلاغا. وقد وصله الإمام أحمد
(6 / 64 و 5 / 378) من طريق زهير بن محمد عن يزيد بن يزيد يعني ابن جابر عن خالد بن
اللجلاج عن عبد الرحمن بن عايش عن بعص أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا مطولا، وأوله:
أتاني ربي في أحسن صورة... الحديث. وزهير بن محمد هو الخراساني الشامي وفيه ضعف
من قبل حفظه. وقد جاء بإسناد صحيح عن عبد الرحمن بن عايش الحضرمي عن مالك بن
يخامر أن معاذ بن جبل قال فذكره بطوله.
أخرجه أحمد (5 / 243) ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ثنا جهضم يعني اليمامي ثنا يحيى بن
أبي كثير ثنا زيد يعني ابن سلام عن أبي سلام وهو زيد بن سلام بن أبي سلام - نسبه إلى جده -
أنه حدثه عبد الرحمن بن عياش (كذا) الخضرمي به.
قلت: وهذا إسناد متصل صحيح، رجاله ثقات، وقد صححه أحمد وكذا ابن خزيمة كما
في " التهذيب " وأخرجه الترمذي (2 / 215) من طريق أخرى عن جهضم بن عبد الله به
وقال:
" حديث حسن صحيح، سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث؟ فقال: هذا حديث
حسن صحيح ". وأخرجه هو وأحمد (1 / 368) من طريق عبد الرزاق عن معمر عن أيوب
عن أبي قلابة عن ابن عباس مرفوعا. وقال الترمذي: " وقد ذكروا بين أبي قلابة وبين ابن
عباس في هذا الحديث رجلا ".
ثم ساقه هو والمصنف فيما يأتي (469) من طريق معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن
أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عباس به. وقال: " هذا حديث حسن غريب من
هذا الوجه ".
قلت: ورجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير خالد بن اللجلاج وقد وثقه ابن حبان
وروى عنه جمع من الثقات، ولا مانع أن يكون له إسنادان هذا أحدهما، والآخر الذي
قبله. والله أعلم.
389 - ثنا يوسف القطان، ثنا جرير، عن ليث عن عبد الرحمن بن سابط،
عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

170
" اللهم إذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون ".
389 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، ليث وهو ابن أبي سليم كان اختلط. وسيأتي
الطرف الأول المتمم لهذا الحديث برقم (466).
83 - (باب في قصة الدجال):
390 - ثنا سلمة بن شبيب، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر عن الزهري، عن
عبيد الله بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري قال ثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
الدجال حديثا طويلا فقال فيما حدثنا: " أنه يأتي المدينة وهو محرم عليه أن
يدخل نقاب المدينة فيخرج إليه رجل وهو يومئذ خير الناس أو من خيرهم
فيقول أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه فيقول
الدجال: أرأيتم إن قتلته ثم أحييته أتشكون في الأمر فيقولون: لا
فيسلط عليه فيقتله ثم يحييه فيقول: حين يحيى ما كنت فيك أشد بصيرة
فيك مني الآن فيريد قتله الثانية فلا يسلط عليه ". قال أبو بكر: فالله
سلطه في الابتداء على قتله وإحيائه ثم منعه من الثانية.
390 - إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه كما يأتي. والحديث أخرجه أحمد في
" المسند " (3 / 36): حدثنا عبد الرزاق به. وأخرجه البخاري (4 / 382) ومسلم (8 / 199)
من طريق أخرى عن الزهري به.
391 - ثنا أبو عمير، ثنا ضمرة، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، (1) عن
عمرو بن عبد الله الحضرمي، عن أبي أمامة الباهلي قال: خطبنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم ذات يوم فكان أكثر خطبته ما يحدثنا عن الدجال ويحذرناه فكان من
قوله: " أيها الناس إنه لم تكن فتنة على الأرض أعظم من فتنة الدجال
وإن الله لم يبعث نبيا إلا حذره أمته وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم وهو
خارج فيكم لا محالة فإن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيج كل مسلم. وإن يخرج
بعدي فكل امرئ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم وإنه يخرج من



(1) بفتح المهملة وسكون التحتانية بعدها موحدة، ووقع في الأصل " الشيباني " بالشين المعجمة،
وكذلك في " الشريعة " وهو تصحيف، يكثر وقوعه في المطبوعات اليوم لقلة التحقيق، والجهل
بالرجال.
171
قلة بين الشام والعراق فيعيث يمينا ويعيث شمالا فيا عباد الله أثبتوا فإنه
يبدأ فيقول: أنا نبي ولا نبي بعدي ثم يثني فيقول: أنا ربكم، ولن تروا
ربكم حتى تموتوا، وإنه أعور، وإن ربكم ليس بأعوره وإنه مكتوب بين
عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن. فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه. وإن من
فتنته أن معه جنة ونارا فناره جنة وجنته نار فمن ابتلي بناره فليقرأ خواتيم
سورة الكهف وليستعذ بالله تكون عليه بردا وسلاما كما كانت النار على
إبراهيم وإن من فتنته أن معه شياطينا كذا (1) تتمثل على صورة الناس
فيأتي الأعرابي فيقول: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني
ربك؟ فيقول: نعم فتمثل شياطينه على صورة أبيه وأمه فيقولان له يا
بني اتبعه فإنه ربك، وإن من فتنته أن يسلط على نفس فيقتلها ثم يحييها
ولن يقدر لها بعد ذلك ولا يصنع ذلك بنفس غيرها ويقول أنظروا إلى
عبدي هذا فإني أبعثه الآن فيزعم أن له ربا غيره فيبعثه فيقول من ربك؟
فيقول: ربي الله وأنت الدجال عدو الله وإن من فتنته أن يقول للأعرابي
أرأيت إن بعثت لك أباك أتشهد أني ربك فيقول نعم فيمثل له شياطينه
على صورة أبيه.
وإن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت
فتنبت فيمر بالحي من العرب فيكذبونه فلا يبقى لهم سائمة إلا هلكت ويمر
بالحي من العرب فيصدقونه ويأمر السماء أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن
تنبت فتنبت فتروح إليهم مواشيهم من يومهم ذلك أعظم ما كانت أسنمة
وأمده خواصر وأدره ضروعا وإن أيامه أربعون يوما يوما كالسنة ويوما
دون ذلك ويوما كالشهر ويوما دون ذلك ويوما، كالجمعة ويوما دون ذلك
ويوما كالأيام وسائر أيامه كالشررة في الجريدة ".



(1) الأصل: " شياطينا "
172
سمعت عبيد الله بن معاذ العنبري يقول: ليس على أهل القدر حديث
أشد من حديث الدجال وأحسبه ذكره عن بعض المتقدمين يقول لأن الله
تعالى أراد ذلك وشاءه ولو لم يرده ويشاءه لم يكن خلقه ولو شاء لم يخلقه ثم
أمر الأسباب التي أرادها الله فأجابته وسخرها له ولو لم يرد ذلك ما كانت
وغير جائز أن يكون الله تعالى خلق خلقا فيريد ذلك الخلق أمرا والله غير
مريد له ولا شاءه فيكون ما أراد ذلك الخلق الضعيف في هيئة المعدوم بعد
وجوده الذي الله المشئ له والمعدم له.
391 - إسناده ضعيف، رجاله كلهم ثقات، غير عمرو بن عبد الله الحضرمي لم يوثقه غير
ابن حبان، وضمرة هو ابن ربيعة الفلسطيني وأبو عمير اسمه عيسى بن محمد بن إسحاق
الرملي، مات سنة (256).
والحديث أخرجه ابن ماجة (4077) والآجري في " الشريعة " (ص 375 - 376). من
طرق أخرى عن السيباني.
ولي رسالة في تخريج هذا الحديث وتحقيق الكلام على فقراته التي وجدت لأكثرها شواهد
تقويها.
84 - (باب)
392 - حدثنا محمد بن يحيى ابن أخي حزم القطيعي، حدثنا عمر بن
علي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عبد الله بن
مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" إذا كان أجل العبد بأرض أثبت (1) له حاجة حتى يبلغ أقصى أثره
فيقبض أتيحت فتقول الأرض يوم القيامة: هذا عبدك ما
استودعتني ".



(1) كذا الأصل، وعلى هامشه " ظ: أتيحت "، وفي ابن ماجة " أو ثبته إليها " ولعله الصواب.
173
392 - حديث صحيح وإسناده ثقات رجال مسلم غير أن عمر بن علي وهو المقدمي
مدلس، لكنه قد توبع، وقد خرجته في " الصحيحة " (1222).
393 - ثنا وهبان، ثنا خالد، عن حميد، عن أنس بن مالك قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا تعجبوا بعمل أحد حتى تنظروا بما يختم له فإن العامل يعمل زمانا
من دهره أو برهة من دهره بعمل صالح لو مات دخل الجنة ثم يتحول
فيعمل عملا سيئا وإن العبد ليعمل زمانا من دهره بعمل لو مات دخل النار
ثم يتحول فيعمل عملا صالحا فإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قبل موته
فوفقه لعمل صالح ".
393 - إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم. وخالد هو ابن عبد الله. ووهبان اسمه
وهب بن بقية وقد مر. والحديث أخرجه أحمد أيضا والمصنف فيما يأتي من طرق أخرى عن
حميد به، وهو مخرج في " الصحيحة " (1334).
394 - ثنا العباس بن الوليد النرسي، ثنا وهيب، ثنا حميد الطويل عن
أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا عليكم أن لا تعجبوا بأحد حتى
تعلموا بما يختم له ".
394 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الذي قبله.
395 - ثنا أبو موسى، ثنا عبد الوهاب الثقفي، ثنا حميد، عن أنس أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" لا تنعموا إن تعجبوا " ثم ذكر نحوه.
395 - إسناده صحيح على شرطهما أيضا، وهو مكرر الذي قبله، وأبو موسى هو محمد بن
المثنى.
396 - ثنا أبو موسى، حدثنا خالد بن الحارث عن حميد، عن أنس، عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تنعموا أن تعجبوا من عمل أحد حتى ينظروا مثله ".

174
396 - إسناده صحيح على شرطهما أيضا وهو مكرر الذي قبله. وأبو موسى هو محمد بن
المثنى أيضا، وإنما أعاده المصنف عنه لأن شيخه هنا خالد بن الحارث، فهو له في هذا الحديث
إسنادان عن حميد أحدهما عن خالد عنه، والآخر عن الثقفي عنه.
397 - ثنا أبو بكر، ثنا عبد الوهاب الثقفي، عن حميد، عن أنس بن
مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله، قالوا يا رسول الله وكيف يستعمله؟
قال: يوفقه لعمل صالح قبل موته ".
397 - إسناده صحيح على شرطهما أيضا. وأبو بكر هو ابن أبي شيبة.
والحديث أخرجه أحمد وغيره، وهو مخرج على " المشكاة " (5288)، ويأتي من طريقين
آخرين عن حميد.
398 - حدثنا الشافعي، ثنا الحارث بن عمير، ثنا حميد، عن أنس، عن
النبي صلى الله عليه وسلم؟.
398 - إسناده جيد، رجاله ثقات، وفي الحارث بن عمير وهو أبو عمير البصري كلام
يسير، ومع ذلك فقد توبع كما في الذي بعده والذي قبله.
399 - وثنا المقدمي، ثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس، عن النبي
صلى الله عليه وسلم مثله.
- إسناده صحيح على شرطهما، وهو مكرر اللذين قبله.
400 - ثنا عمرو بن عثمان، ثنا بقية، حدثنا محمد بن زياد عن أبي عنبة
الخولاني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا أراد الله بعبد خيرا عسله، قيل وما عسله؟ قال يفتح له عمل صالح
قبل موته فيقبضه عليه ".
400 - حديث صحيح، وإسناده جيد إن كان أبو عنبة سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، فإن في صحبته
خلافا. والحديث مخرج في " الصحيحة " (1114).

175
401 - 403 - وفيه عن عمرو بن الحمق عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر
الجمعي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي أمامة الباهلي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- هذه معلقات، أما حديث عمرو بن الحمق، فوصله أحمد وغيره وصححه
ابن حبان والحاكم وغيرهما، وهو مخرج في " الصحيحة " (1114).
وأما حديث أبي أمامة فوصله القضاعي بسند ضعيف عنه كما بينت هناك.
وأما حديث عمر الجمعي فأخرجه أحمد، وفي إسناده نظر بينته هناك أيضا.
85 - (باب)
404 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا
حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي رافع، عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أربعة كلهم يدلي على الله يوم القيامة بحجة وعذر رجل مات في
الفترة ورجل أدركه الإسلام هرما ورجل أصم أبكم ورجل معتوه فيبعث
الله إليهم ملكا رسولا فيقول اتبعوه فيأتيهم الرسول فيؤجج لهم نارا ثم
يقول اقتحموها فمن اقتحمها كانت عليه بردا وسلاما ومن لا، حقت عليه
كلمة العذاب ".
404 - حديث صحيح، ورجاله ثقات غير علي بن زيد وهو ابن جدعان ضعيف، لكنه قد
توبع، فقال الإمام أحمد (4 / 24)، ثنا علي ثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن الحسن
عن أبي رافع به.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات كلهم، والحسن هو البصري، وإنما يخشى من
تدليسه إذا عنعن عن الصحابة، وأما إذا عنعن عن أقرانه من التابعين كما هنا فما علمت أنهم
يخشون هذه العنعنة. والله أعلم.
وللحديث شاهد قوي من حديث الأسود بن سريع وهو مخرج في " الصحيحة " (1434).

176
405 - حدثنا ابن مصفى، حدثنا بقية بن الوليد، ثنا الأوزاعي عبد
الرحمن بن عمرو، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن أبي مريم، عن
أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قام فينا يوم تبوك فحمد الله تعالى وأثنى
عليه ثم قال:
" إن الله أذن لكم بهذا المسير وقد أذن لكم بالرجوع ".
405 - إسناده حسن، وفي ابن مصفى كلام يسير، وبقية من جهة تدليسه، ولكنه قد
صرح بالتحديث. وأبو مريم هو الأنصاري الشامي وهو ثقة.
406 - ثنا هدبة، حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد ومطر الوراق وداود
ابن أبي هند وعامر الأحول عن عمرو بن شعيب أحسبه عن أبيه، عن جده
قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وسلم على أصحابه وهم يتنازعون في القدر
هذا ينزع آية وهذا ينزع آية فكأنما سفي (1) في وجهه حب الرمان فقال
" ألهذا خلقتم أم بهذا أمرتم لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض انظروا
ما أمرتم به فاتبعوه وما نهيتم عنه فاجتنبوه ".
406 - إسناده حسن للخلاف المعروف في عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
والحديث أخرجه ابن ماجة (85) وأحمد (2 / 178) من طريق أبي معاوية ثنا داود بن أبي
هند عن عمرو بن شعيب به.
86 - (باب):
407 - ثنا الحسن، ثنا زيد بن الحباب، ثنا حسين بن واقد، عن الربيع
ابن أنس عن أبي العالية، عن أبي بن كعب في قوله تعالى:



(1) كذا الأصل، ولم يظهر لي معنى هذا اللفظ هنا، ولعل الصواب " فقئ "، ففي ابن ماجة
" يفقأ " و " المسند " " تفقأ ".
177
(وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح). قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
" أو لهم نوح ثم الأول فالأول ".
407 - إسناده حسن، رجاله ثقات كلهم رجال مسلم غير الربيع بن أنس، وهو صدوق له
أوهام، كما في " التقريب "، والحسن هو ابن علي الخلال.
والحديث أخرجه الضياء في " المختارة " (1 / 384) من طريق المصنف.
408 - ثنا الحوطي وعمرو بن عثمان وابن مصفى قالوا: ثنا بقية عن
صفوان، عن حجر بن حجر عن أبي مريم قال أقبل أعرابي حتى أتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أي شئ كان أول أمر نبوتك قال: " أخذ الله مني
الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم قال الله تعالى (وإذا أخذنا من النبيين
ميثاقهم ومنك ومن نوح) " ثم ذكر الحديث (1).
- إسناده ضعيف، حجر بن حجر شبه مجهول، قال الذهبي: " ما حدث عنه سوى
خالد بن معدان ".
كذا قال وقد روى عنه صفوان كما في هذه الرواية، وهو ابن عمرو السلسكي! إلا أن
يقال: في الطريق إليه بقية وهو مدلس وقد عنعنه. فأقول: لم تجر عادتهم عدم الاعتداد بمثل
هذه الرواية في تسمية من روى عن المترجم. والله سبحانه وتعالى أعلم،
وأبو مريم هو الغساني، جد أبي بكر بن أبي مريم. أورده الحافظ في " كنى الصحابة "،
ومن الغريب أنه لم يذكر له سوى حديث واحد من طريق بقية عن أبي بكر بن أبي مريم عن
أبيه عن جده فذكره وهو في نزول سورة مريم.
والحديث عزاه السيوطي في " الدر المنثور " (5 / 183) للطبراني وابن مردويه وأبي نعيم في
" الدلائل " عن أبي مريم الغساني به مطولا. وكذلك ساقه الهيثمي في " المجمع " (8 / 224)
وقال:
" رواه الطبراني ورجاله وثقوا ".
يشير إلى أن توثيق بعضهم ضعيف، وهو حجر بن حجر، فقد عرفت أنه مجهول، ومع
ذلك وثقه ابن حبان على قاعدته المعروفة في توثيق المجهولين.



(1) تجد تمامه في " مجمع الزوائد " و " الدر المنثور ".
178
87 - (باب).
409 - ثنا الحوطي، ثنا إسماعيل بن عياش، عن أبي بكر، عن أبي
مريم، عن سعيد بن سويد الكلبي، عن العرباض بن سارية قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إني عبد الله في أم الكتاب وإن آدم لمنجدل في طينته ".
409 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، سعيد بن سويد الكلبي مدلس، وأبو بكر بن
أبي مريم مختلط.
والحديث أخرجه أحمد وغيره، وهو مخرج في " الضعيفة " (2058)، وإنما صححته لأن له
شاهدا خرجته في " الصحيحة " (1546)، وإنما خرجته في الذي قبله لزيادة في آخره عند أحمد
وغيره أيضا لم أجد لها شاهدا.
410 - ثنا أبو موسى، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا منصور بن
سعد، عن بديل العقيلي، عن عبد الله بن شقيق، عن ميسرة الغجر قال:
قلت يا رسول الله متى كتبت نبيا قال: " وآدم بين الروح والجسد ".
410 - إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال " الصحيح ".
والحديث مخرج في " الصحيحة " (1856)، وذكرت له هناك شاهدا من حديث أبي
هريرة.
411 - ثنا هدبة بن خالد، ثنا حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن
عبد الله بن شقيق عن رجل قال: قلت: يا رسول الله متى بعثت نبيا
قال: وآدم بين الروح والجسد.
411 - إسناده صحيح، وهو مكرر الذي قبله.
88 - (باب):
412 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا إسماعيل بن علية، عن يزيد
الرشك، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عمران بن حصين قال قال

179
رجل يا رسول الله أعلم أهل الجنة من أهل النار قال: " نعم " قال ففيم
يعمل العاملون قال: " اعملوا فكل ميسر ".
412 - إسناده صحيح على شرط الشيخين. والحديث أخرجه البخاري (4 / 251) ومسلم
(8 / 48) وأحمد (4 / 427) من طرق أخرى عن يزيد الرشك به.
413 - حدثنا عقبة بن مكرم، ثنا محمد بن بكر، ثنا شعبة، ثنا يزيد
الرشك قال سمعت مطرفا يحدث عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
مثله.
413 - إسناده حسن، صحيح بما قبله، ورجاله ثقات ورجاله مسلم، وفي محمد بن بكر
وهو البرساني كلام من قبل حفظه.
414 - ثنا الحسن بن البزار، ثنا إسماعيل بن عمر أبو المنذر، ثنا
عبد الواحد أبو حمزة مولى عروة بن الزبير، حدثني عروة بن الزبير عن
عائشة. قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل:
" وما ترددت عن شئ أنا فاعله. ترددي عن موته فإنه يكره الموت
وأنا كره مساءته " يعني المؤمن.
414 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف من أجل عبد الواحد وهو ابن ميمون مولى
عروة، ولكنه لم يتفرد به كما بينته في " الصحيحة " (1640)، وذكرت له هناك شواهد له
هناك، فراجعه فإنه هام.
415 - ثنا الحسن بن علي، ثنا عون بن عمارة، ثنا بشير مولى بني
هاشم، عن سليمان الأعمش عن أبي وائل، عن عبد الله قال: كنا عند
النبي صلى الله عليه وسلم: فأقبل راكب حتى أناخ بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال:
" يا رسول الله إني أتيتك من مسيرة سبع أنصبت بدني وأسهرت ليلي
وأظمأت نهاري وأنصبت راحلتي لأسألك عن خصلتين أسهرتاني فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم: ما اسمك؟ قال: زيد الخيل، قال: أنت زيد الخير. سل

180
فرب معضلة قد سئل عنها فقال: أسألك عن علامة الله تعالى فيمن يريد
وعلامته فيمن لا يريد قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
كيف أصبحت قال: أصبحت أحب الخير ومن يعمل به وإن عملت به
أيقنت ثوابه وإن فاتني منه شئ حننت إليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
" هيه هذه علامة الله فيمن يريد وعلاته فيمن لا يريد أن لو أرادك
للآخرين لهيأك لها ثم لا يبالي بأي واد هلكت ".
415 - إسناده ضعيف، بشير مولى بني هاشم مجهول. وعون بن عمارة ضعيف. لكن
أخرجه ابن شاهين في " الصحابة " من وجه آخر كما قال الحافظ في " اللسان ".
والحديث أخرجه العقيلي في " الضعفاء " (ص 53) وابن عدي في " الكامل "
(ق 35 / 1) من طريقين آخرين عن الحسن بن علي وهو الحلواني به. وقال العقيلي: " بشير
هذا مجهول بنقل الحديث، ولا يتابع على حديثه ".
416 - ثنا محمد بن عوف، ثنا أبو المغيرة، عن أبي بكر بن أبي
مريم، عن ضمرة بن حبيب، عن أبي الدرداء، عن زيد بن ثابت، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
علمه دعاء وأمره أن يتعاهد هذا الدعاء ويتعاهد به أهله في كل يوم
حين يصبح:
" اللهم ما قلت من قول أو حلفت من حلف أو نذرت من نذر فمشيئتك
بين يديه، ما شئت منه كان وما لم تشأ لم يكن لا حول ولا قوة إلا بك.
إنك على كل شئ، قدير ".
416 - إسناده ضعيف، أبو بكر بن أبي مريم كان اختلط. والحديث أخرجه الإمام أحمد
(5 / 191): ثنا أبو المغيرة أتم منه.
89 - (باب):
417 - ثنا يعقوب بن حميد، ثنا مروان بن معاوية، عن الحسن بن

181
عمرو الفقيمي، عن معاوية بن إسحاق، عن جليس له بالطائف، عن
عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لما ذرأ الله تعالى لجهنم من ذرأ كان ولد الزنا ممن ذرأ لجهنم ".
417 - إسناده ضعيف لجهل جليس معاوية بن إسحاق الفزاري، وسائر رجاله ثقات.
والحديث أخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " (9 / 90) من طريقين آخرين عن مروان
ابن معاوية به.
ورواه ابن أبي حاتم أيضا وأبو الشيخ وابن مردويه عن عبد الله بن عمرو كما في " الدر
المنثور " (3 / 147).
90 - (باب)
418 - ثنا هشام بن عمار، ثنا إسماعيل بن عياش، عن عمارة بن غزية
عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد، عن أبي حميد
الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أجملوا في طلب الدنيا فإن كل ميسر لما خلق له ".
418 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، رجاله موثقون، لكن إسماعيل بن عياش
ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وهذه منها، فإن عمارة بن غزية مدني، لكنه لم يتفرد به
كما يأتي. والحديث أخرجه ابن ماجة (2142) بإسناد المصنف هذا. وأخرجه الحاكم (2 / 3)
من طريق ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الملك بن سعيد به إلا أنه قال: " لما كتب له منها "
وهو أصح، وقال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين " ووافقه الذهبي.
قلت عبد الملك بن سعيد - وهو ابن سويد - لم يخرج له البخاري شيئا فهو على شرط مسلم
419 - حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا الوليد بن مسلم، عن رجل من آل
شبرمة، عن أبيه عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" قدر الله تعالى على كل نفس رزقها ومصيبتها وأجلها ".

182
419 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال مسلم، إلا الرجل الذي لم يسم من آل
شبرمة، وأما أبوه فهو عبد الله بن شبرمة وهو ثقة من رجال مسلم، وقد روى عنه ابناه عبد
الملك وسعيد، ولم أجد لهما ترجمة.
والحديث أخرجه أحمد وغيره من طريق أخرى عن عبد الله بن شبرمة عن أبي زرعة به.
وإسناده صحيح، وهو مخرج في " الصحيحة " (1152).
420 - حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا الوليد بن مسلم، عن ابن جريج،
عن أبي الزبير عن جابر، بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" يا أيها الناس إن أحدكم لن يموت حتى يستكمل رزقه فلا تستبطئوا
الرزق خذوا ما حل ودعوا ما حرم ".
- حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال مسلم، لكن ثلاثة منهم مدلسون على نسق واحد:
الوليد بن مسلم، وابن جريج وأبو الزبير. لكن له طريق أخرى عن جابر. كما يأتي.
والحديث أخرجه الحاكم (2 / 4) من طريق أحمد: ثنا محمد بن بكر عن ابن جريج به.
وأخرجه هو وابن حبان (1084 و 1085) وأبو عبد الله الرازي في " مشيخته " (ق 149 / 1)
من طريق عبد الله بن وهب: أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن محمد بن
المنكدر عن جابر بن عبد الله مرفوعا. وقال: " صحيح على شرط الشيخين "، ووافقه
الذهبي.
قلت: وهو كما قالا، على ضعف في سعيد بن أبي هلال لاختلاطه.
91 - (باب):
421 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا زيد بن الحباب، ثنا عبد الرحمن
ابن أبي الموال قال: سمعت محمد بن المنكدر يحدث عبد الله بن الحسن، عن
جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها
كما يعلمنا السورة من القرآن قال:
" إذا هم أحدكم بالأمر فليصل ركعتين غير الفريضة يقول:
اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك

183
العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب إن كان
هذا الأمر خيرا لي في ديني وعاقبة أمري فيسره لي واقدره ثم بارك لي فيه
وإن كان شرا لي في ديني وعاقبة أمري فاصرفه عني واقدر لي الخير حديث
كان ثم رضني به ".
421 - إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. والحديث أخرجه البخاري
وأصحاب السنن وغيرهم من طريق أخرى عن عبد الرحمن بن أبي الموال به.
422 - ثنا السامي إبراهيم بن حجاج، ثنا عبد الوارث، ثنا محمد بن
جحادة، عن عبدة بن أبي لبابة، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" لا يقولن أحدكم نسيت آية كيت وكيت فإنه ليس هو نسي ولكنه نسي "
(قال أبو بكر وتركنا أحاديث دخلت في كتاب الفتن وفي كتب غير ذلك مما
يدخل في القدر).
422 - إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن حجاج السامي
وهو ثقة من شيوخ النسائي مات سنة (231) أو بعدها.
والحديث أخرجه مسلم (2 / 191) وأحمد (1 / 449) من طريق ابن جريج: حدثني عبدة
بن أبي لبابة به نحوه. ولفظه:
" بئسما للرجل أن يقول: نسيت سورة كيت وكيت، أو نسيت آية كيت وكيت، بل هو
ونسي ".
أخرجه البخاري (3 / 404 و 405) ومسلم والنسائي (1 / 150) والترمذي (2 / 154 -
155) وأحمد (1 / 381 - 382 و 417 و 423 و 438) من طرق أخرى عن شقيق به وقال
الترمذي: " حديث حسن صحيح ".
ولفظ مسلم وأحمد في رواية لهما: " لا يقل أحدكم نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسي ".
423 - حدثنا المقدمي، ثنا الأغلب بن تميم، عن المعلم بن زياد، عن
معاوية بن قرة عن معقل بن يسار، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

184
" صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي: سلطان ظلوم غشوم، وغال في
الدين يشهد عليهم ويتبرأ منهم ".
423 - إسناده ضعيف جدا، وقد مضى بلفظه وإسناده (35).
92 - (باب في ذكر مسألة نبينا صلى الله عليه وسلم ربه تبارك وتعالى لذة
النظر إلى وجهه شوقا إلى لقائه والدعاء به).
424 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا معاوية بن هشام " عن شريك،
عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن عمار بن ياسر ذكر
دعاء سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" اللهم وأسألك لذة العيش بعد الموت ولذة النظر إلى وجهك وشوقا إلى
لقاك ".
424 - حديث صحيح، وهو من تمام الحديث المتقدم بهذا الإسناد، وتقدم تخريجه هناك.
425 - حدثنا أبو الربيع، ثنا حماد بن زيد، عن عطاء بن السايب، عن
أبيه عن عمار ذكر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم.
" وأسأل لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقاك ".
425 - إسناده صحيح، وحماد بن زيد سمع من عطاء بن السايب قبل الاختلاط.
426 - حدثنا محمد بن عوف، ثنا أبو المغيرة، ثنا أبو بكر بن أبي
مريم، عن ضمرة بن حبيب، عن أبي الدرداء، عن زيد بن ثابت أن
النبي صلى الله عليه وسلم علمه دعاء وأمره أن يتعاهده ويتعاهد به أهله:
" اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء وبرد العيش بعد الموت ولذة
النظر في وجهك وشوقا إلى لقاك ".
426 - حديث صحيح، إسناده ضعيف، أبو بكر بن أبي مريم كان اختلط، لكن يشهد
لحديثه هذا حديث عمار الذي قبله، ولفظه عند غير المصنف أتم.

185
427 - ثنا عمرو بن عثمان، ثنا أبي، عن محمد بن مهاجر عن ابن
حلبس، عن أم الدرداء، أن فضالة بن عبيد كان يقول:
" اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء وبرد العيش بعد الموت ولذة
النظر في وجهك) والشوق إلى لقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة "
وزعم أنها دعوات كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم.
427 - إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات. وابن حلبس هو يونس بن ميسرة ابن
حلبس. ومحمد بن مهاجر هو الأنصاري الشامي أخو عمرو بن مهاجر.
93 - (باب: ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنكم
لن تروا ربكم حتى تموتوا ").
428 - ثنا الحوطي وعمرو بن عثمان ومحمد بن مصفى قالوا: حدثنا
بقية بن الوليد، ثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عمرو بن
الأسود، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" إني قد حذرتكم الدجال حتى قد خشيت أن لا تعقلوا (1) إن المسيح
الدجال رجل قصير أفحج أدعج أعور ممسوح العين ليس بناتئة ولا حجرا
فإن ألبس عليكم فاعلموا أن ربكم تبارك وتعالى ليس بأعور وإنكم لن
تروا ربكم حتى تموتوا ".
428 - إسناده جيد، رجاله ثقات، قد صرح بقية بالتحديث. والحديث أخرجه أبو داود
(4320) والآجري في " الشريعة " (ص 375) من طريق أخرى عن بقية بن الوليد به.
429 - ثنا أبو عمير، حدثنا ضمرة، عن السيباني، عن عمرو بن
عبد الله الحضرمي، عن أبي أمامة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: فكان
أكثر خطبته، يحدثنا عن الدجال ويحذرناه وإنه يبدأ فيقول:



(1) الأصل " تغفلوا " والتصحيح من " أبي داود " وغيره.
186
" أنا نبي ولا نبي بعدي ثم يثني فيقول: أنا ربكم ولن تروا ربكم
حتى تموتوا وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور ".
حديث صحيح، رجاله ثقات، غير أن عمرو بن عبد الله الحضرمي ما روى عنه سوى
السيباني هذا وهو يحيى بن أبي عمرو، ولم يوثقه غير ابن حبان والعجلي. وضمرة هو ابن
ربيعة الفلسطيني. وأبو عمر عيسى بن محمد بن النحاس. والحديث أخرجه أبو داود
(4322) بإسناد المصنف، ولكنه لم يسق لفظه، وأخرجه الآجري (ص 375 - 376) من
طريق أخرى عن ضمرة بن ربيعة به. وأخرجه ابن ماجة (4077) من طريق إسماعيل بن
رافع أبي رافع عن أبي زرعة السيباني يحيى بن أبي عمرو عن أبي أمامة الباهلي به مطولا.
كذا قال، لم يذكر في إسناده عمرو بن عبد الله الحضرمي، ولعله وهم من أبي رافع، فإنه
ضعيف الحفظ. والله أعلم.
وتابعه عطاء الخراساني عن يحيى بن أبي عمرو السيباني به. أخرجه ابن خزيمة في
" التوحيد " (ص 121)
وعطاء الخراساني هو ابن أبي مسلم ضعيف من قبل حفظه، وهو مدلس.
430 - ثنا الحسن بن علي، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي عن صالح
ابن كيسان عن ابن شهاب، أخبرني عمرو بن ثابت الأنصاري أنه أخبره
بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ وهو
يحذر الناس من الدجال: " أتعلمون أنه لن يرى أحدكم ربه حتى يموت ".
430 - إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم، وجهالة الصحابي لا تضر.
431 - ثنا دحيم، ثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن حسان بن
عطية قال قال معاوية: " قصيرة من طويلة من أتاكم يزعم أنه ربكم
فاعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا ".
431 - إسناده ضعيف، ورجاله ثقات، لكن فيه عنعنة الوليد بن مسلم، فإنه. كان يدلس
تدليس التسوية.

187
94 - (باب: ما ذكر من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه تعالى)
432 - ثنا عمرو بن عيسى الضبعي، ثنا أبو بحر البكراوي، حدثنا
شعبة، عن قتادة عن أنس أن محمدا صلى الله عليه وسلم:
" قد رأى ربه تبارك وتعالى ".
432 - إسناده ضعيف، أبو بحر البكراوي اسمه عبد الرحمن بن عثمان ضعيف، كما قال
الحافظ، وسائر رجاله على شرط الشيخين غير عمرو بن عيسى الضبعي فهو من شيوخ
البخاري.
والحديث أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " (ص 131) من طرق أخرى عن أبي بحر
به.
433 - حدثنا فضل بن سهل، ثنا عفان، حدثنا عبد الصمد بن
كيسان، عن حماد عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " رأيت ربي عز وجل ".
433 - حديث صحيح، ولكنه مختصر من حديث الرؤيا، ورجاله ثقات، غير عبد الصمد
ابن كيسان، فلم أعرفه. وقد قال الحسيني: " فيه نظر ".
وتعقبه الحافظ بقوله: " قلت: أظنه الأول، تصحف اسمه ".
قلت: يعني عبد الصمد بن حسان المروروزي، ترجمه في " التعجيل " بما يؤخذ منه أنه
ثقة، روى عن حماد بن سلمة وغيره، وعنه أحمد وأبو حاتم. ويلاحظ أنه روى هذا
الحديث عنه عفان، وعفان - وهو ابن مسلم - من شيوخ الإمام أحمد. فكأن ابن كيسان أعلى
طبقة من ابن حسان، فيحتمل أنهما متغايران. والله أعلم، وسواء كان هذا أو ذاك، فإنه قد
توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (1 / 290): ثنا عفان به. ثم أخرجه هو (1 / 285) والآجري
(ص 494) والبيهقي في " الأسماء والصفات " (ص 444) والضياء في " المختارة "
(66 / 79 / 1) من طرق أخرى عن حماد بن سلمة به، وقال البيهقي: " قال أبو أحمد بن
عدي: والأحاديث التي رويت في الرؤية قد رواها غير حماد بن سلمة ". وروى الضياء عن
أبي زرعة الرازي: " حديث قتادة عن عكرمة عن ابن عباس صحيح، ولا ينكره إلا
معتزلي ".

188
قلت: ويأتي في الكتاب بعض الطرق لهذا الحديث عن ابن عباس من غير طريق حماد فهي
تشهد لحديثه وتقويه. لكن قد روى معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن قتادة عن أبي قلابة
عن خالد بن اللجلاج عن عبد الله بن عباس مرفوعا بلفظ: " رأيت ربي عز وجل، فقال: يا
محمد فيم يختصم الملأ الأعلى... " الحديث.
أخرجه الآجري (ص 496) وأحمد كما تقدم (388)، فالظاهر أن حديث حماد بن سلمة
مختصر من هذا، وهي رؤيا منامية كما يشعر به بعض ألفاظه المذكورة فيما تقدم.
434 - ثنا فضل بن سهل، ثنا عمرو بن طلحة، ثنا أسباط بن نصر،
عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قال ولقد رآه نزلة أخرى قال:
إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه عز وحل فقال له رجل: أليس قد قال لا تدركه
الأبصار وهو يدرك الأبصار فقال له عكرمة: أليس ترى السماء قال بلى
قال فكلها ترى.
434 - إسناده ضعيف، رجاله ثقات غير أسباط بن نصر فإنه كثير الخطأ كما قال الحافظ.
435 - ثنا فضل بن سهل، ثنا محمد بن الصباح، عن إسماعيل بن
زكريا، عن عاصم، عن الشعبي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
" رأى محمد ربه ".
435 - إسناده صحيح موقوف، وهو على شرط البخاري.
والحديث أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " (ص 130) من طريق أخرى عن محمد بن
الصباح به.
436 - حدثنا فضل بن سهل، ثنا محمد بن الصباح، عن إسماعيل بن
زكريا. أحسب بينهما رجل قد سماه، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
" إن الله اصطفى إبراهيم بالخلة واصطفى موسى بالكلام واصطفى محمدا
بالرؤية ".
436 - إسناده صحيح موقوف أيضا، رجاله ثقات على شرط البخاري، فإن الرجل الذي لم
يسم قد سماه ابن خزيمة في روايته فقال (ص 130): حدثنا أبو بكر محمد بن سليمان الواسطي به

189
بالفسطاط - قال: ثنك محمد بن الصباح قال: ثنا إسماعيل - يعني ابن زكريا - عن عاصم عن
عكرمة به.
وأبو بكر هذا هو الباغندي، وهو حافظ مدلس وقد صرح بالتحديث.
وقد خالفهما أحمد بن يحيى الحلواني فقال: ثنا محمد بن الصباح به إلا أنه رفعه فقال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله اصطفى... " الحديث. وهذا منكر، فإن الحلواني هذا لم أعرفه،
فإن ثبتت عدالته، فالحديث منكر. وقد تابعه على وقفه قتادة عن عكرمة به كما يأتي (442)،
وله طرق أخرى موقوفة خرجتها في " الضعيفة " (3048).
437 - حدثنا محمد بن أبي صفوان، ثنا يحيى بن كثير (1) العنبري،
ثنا سلم، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
رأى محمد ربه قال: قلت أليس الله يقول لا تدركه الأبصار وهو
يدرك الأبصار قال ويحك ذاك إذا تجلى بنوره (2) الذي هو نوره قال وقال رأى
محمد ربه تبارك وتعالى مرتين. وفيه كلام.
437 - إسناده ضعيف، ورجاله ثقات، لكن الحكم بن أبان فيه ضعف من قبل حفظه.
وسلم هو ابن جعفر. ومحمد بن أبي صفوان هو ابن عثمان بن أبي صفوان نسب إلى جده،
وهو ثقة توفي سنة (250).
والحديث أخرجه الترمذي (2 / 223) - وابن خزيمة في " التوحيد " (ص 130) من طرق
عن الحكم بن أبان به. وقال الترمذي: " حديث حسن غريب ". وخالفه المصنف فقال
عقب الحديث كما ترى: " وفيه كلام ". ووجهه ما أشرت إليه من ضعف حفظ الحكم بن
أبان.
438 - حدثنا محمد بن يحيى أبو عمر الباهلي، ثنا يعقوب، ثنا حاتم بن
إسماعيل، عن شريك عن جابر بن زيد، عن عطاء بن أبي رباح، عن
عكرمة، عن ابن عباس قال:



(1) الأصل " أبي كثير " والتصحيح من كتب الرجال.
(2) الأصل " ويحك إذا جاه بنور " والتصويب من " الترمذي ".
190
(دنى فتدلى) (1) قال هو محمد صلى الله عليه وسلم (دنى فتدلى) إلى ربه عز وجل.
438 - إسناده ضعيف، شريك هو ابن عبد الله القاضي ضعيف سئ الحفظ وجابر بن يزيد
وهو الجعفي أضعف منه. ومحمد بن يحيى أبو عمر الباهلي لم أجد له ترجمة. ويحتمل على بعد
أن يكون هو محمد بن يحيى بن عبد الله أبو عبد الله الذهلي النيسابوري الحافظ الإمام من شيوخ
البخاري، ويكون ما في الكتاب " أبو عمر الباهلي، محرفا من " أبي عبد الله الذهلي ". والله
أعلم، فقد ذكروا في شيوخه يعقوب بن إبراهيم الزهري المدني.
439 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبدة بن سليمان، عن محمد بن
عمرو، عن أبي سلمة، عن ابن عباس (ولقد رآه نزلة أخرى) قال: رأى
ربه تبارك وتعالى.
439 - إسناده حسن موقوف، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أنهما لم يحتجا بمحمد بن
عمرو، وإنما أخرجا له متابعة.
والحديث أخرجه الآجري (ص 491) من طريق آخر عن عبدة بن سلمان، وابن خزيمة في
" التوحيد " (ص 131) وابن حبان (38) من طريق أخرى عن محمد بن عمرو به، إلا أنه
لم يذكر الآية، وهذا أقرب إلى الصواب، فقد ثبت تفسيرها مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف
تفسير ابن عباس رضي الله عنه، من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: (ولقد رآه
نزلة أخرى) أنا أول هذه الأمة سئل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إنما هو جبريل لم أره على
صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين، رأيته منهبطا من السماء... " الحديث أخرجه
مسلم (1 / 110) وغيره، وروى نحوه عن أبي مسعود وأبي هريرة. لكنه أخرج أيضا من
طريق أخرى عن ابن عباس قال: (ما كذب الفؤاد ما رأى. ولقد رآه نزلة أخرى) قال:
رآه بفؤاده مرتين
وبالجملة فتفسير الآية من ابن عباس برؤية الله تبارك ثابت وتعالى عنه. لكن الأخذ بالتفسير الذي
ذكرناه عنه صلى الله عليه وسلم مرفوعا أولى منه. والأخذ واجب دون الموقوف. لا سيما وقد اضطرب الرواة عنه
في هذه الرؤية، فمنهم من أطلقها كما في حديث الترجمة وغيره. ومنهم من قيدها بالفؤاد. كما
في رواية مسلم المذكورة. وهي أصح الروايات عنه. والله أعلم.
440 - حدثنا أحمد بن محمد المروزي، ثنا أسود بن عامر، ثنا حماد
ابن سلمة، عن قتادة، (1) الأصل " فتدنى ".



(1) " الأصل " فتدنى ".
191
عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" رأيت ربي عز وجل ثم ذكر كلاما ".
440 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال الصحيح، ولكنه مختصر من حديث الرؤيا
كما بيناه فيما تقدم (433)، وعلى ذلك حمله البيهقي فقال في " الأسماء " (ص 447): " ما
روي عن ابن عباس رضي الله عنهما هو حكاية عن رؤيا رآها في المنام. قال أهل النظر: رؤيا
النوم قد يكون وهما يجعله الله تعالى دلالة للرائي على أمر سالف، أو آنف على طريق
التعبير ".
والحديث أخرجه أحمد: ثنا أسود بن عامر به. وأخرجه البيهقي من طريق أخرى عن
الأسود به. وتابعه جماعة عن حماد بن سلمة به. كما سبقت الإشارة إلى ذلك فيما تقدم.
441 - ثنا زيد بن أخذم، ثنا معاذ بن هشام، ثنا أبي، عن قتادة عن
عبد الله بن شقيق قال قلت لأبي ذر:
لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته عن كل شئ فقال عن أي شئ كنت
تسأله قال كنت أسأله هل رأيت ربك قال قد سألته فقال " رأيت نورا ".
441 - إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات على شرط البخاري غير عبد الله بن شقيق وهو
العقيلي فهو على شرط مسلم، وقد أخرجه في " صحيحه " كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (1 / 111) وابن خزيمة (ص 135) من طرق أخرى عن هشام بن
معاذ به. ثم أخرجاه وكذا الترمذي (2 / 223) وأحمد (5 / 157 و 171 و 175) من طرق
أخرى عن قتادة به.
442 - حدثنا أبو موسى، حدثنا معاذ بن هشام، ثنا أبي، عن قتادة،
عن عكرمة عن ابن عباس قال:
" أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم عليه السلام والكلام لموسى عليه
السلام والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم ".
442 - إسناده صحيح على شرط البخاري. والحديث أخرجه ابن خزيمة (ص 129)

192
بإسناد المصنف هذا وغيره عن معاذ بن هشام به. وأبو موسى هو محمد بن المثنى، وقد قال فيه
ابن خزيمة: " إمام من أئمة علماء الهدى ". وقد تابعه عاصم الأحول عن عكرمة به كما تقدم
في الكتاب تحت الرقم (436).
95 - (باب: ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم كيف نرى ربنا في
الآخرة).
443 - ثنا هدبة بن خالد، ثنا وهيب بن خالد، عن مصعب بن محمد،
عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله كلنا يرى
ربه يوم القيامة؟ قال:
" كلكم يرى الشمس نصف النهار ليس في السماء سحاب قلنا:
نعم. قال: كلكم يرى القمر ليلة البدر ليس في السماء سحابة قالوا:
نعم قال: والذي نفسي بيده لترون ربكم يوم القيامة لا تضارون في
رؤيته كما لا تضارون في رؤيتهما ".
443 - إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مصعب بن محمد، قال الحافظ:
لا بأس به، وقد تابعه الأعمش كما في الإسناد الآتي بعده وسهيل بن أبي صالح، كما يأتي
بعد حديث.
والحديث أخرجه أحمد (2 / 389): ثنا عفان ثنا وهيب به، وابن خزيمة (111) من
طريق أخرى عن وهيب به. وله طرق أخرى عن أبي هريرة سيأتي في الكتاب بعضها فانظر
(453 - 456).
444 - حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا يحيى بن عيسى، عن
الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" هل تضارون في القمر ليلة البدر؟ قال: قلنا لا، قال: فكذلك لا
تضارون في رؤية ربكم تبارك وتعالى يوم القيامة ".
444 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن عيسى، وهو
الفاخوري الرملي، قال الحافظ: " صدوق يخطئ ".

193
قلت: " لكنه قد توبع من غير واحد، فالحديث صحيح كما يأتي ".
والحديث أخرجه ابن ماجة (17) بإسناد المصنف وابن خزيمة (111) من طريق آخر عن
ابن نمير. وتابعه جابر بن نوح الحماني عن الأعمش به.
أخرجه الترمذي (2 / 91) وقال: " حديث حسن صحيح ".
قلت: جابر بن نوح ضعيف كما في " التقريب "، ولم يوثقه أحد، كما يؤخذ من
" التهذيب "، فلعل تصحيح الترمذي لحديثه للمتابعة من الرملي وغيره، فقد قال الترمذي
أيضا: " وهكذا روى يحيى بن عيسى الرملي وغير واحد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عبد الله بن إدريس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد
عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحديث ابن إدريس عن الأعمش غير محفوظ، وحديث أبي صالح عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أصح، وهكذا رواه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم. وقد روي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الوجه مثل هذا الحديث، وهو
حديث صحيح ".
قلت: حديث ابن إدريس يأتي في الكتاب برقم (452). وحديث سهيل بن أبي صالح
يأتي أيضا بعد هذا. وحديث أبي سعيد يأتي من وجه آخر أيضا برقم (457 و 458)،
وحديث ابن إدريس عن الأعمش محفوظ أيضا كما نقله ابن خزيمة عن محمد بن يحيى الذهلي
الحافظ خلافا للترمذي كما سيأتي تحقيقه عند حديث أبي سعيد المشار إليه.
445 - حدثنا يعقوب، حدثنا ابن عيينة، عن سهيل بن أبي صالح،
عن أبيه، عن أبي هريرة قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
" هل ترون القمر ليلة البدر؟ قلنا نعم قال: فهل ترون الشمس في يوم
مصحي؟ قلنا: نعم قال: فإنكم سترون ربكم كما ترونهما لا تضارون في
رؤيته ".
445 - إسناده جيد رجاله ثقات رجال مسلم غير يعقوب وهو ابن حميد بن كاسب، وقد
توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (8 / 316) وأبو داود (4730) والآجري في " الشريعة " (ص
259) من طرق أخرى عن سفيان بن عيينة به.
446 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو أسامة ووكيع، عن

194
إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير قال: كنا
جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال:
" أما إنكم ستعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر لا
تضارون في رؤيته ".
- إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (2 / 114) بإسناد المصنف، وراد في شيوخ ابن أبي شيبة عبد الله بن
نمير. وأخرجه أبو داود (4729) والترمذي (2 / 90) وابن ماجة (177) وابن خزيمة (ص
110) وأحمد (4 / 365) والآجري (ص 258) من طرق أخرى عن وكيع وأبو داود عن أبي
أسامة، والبخاري (1 / 148 و 3 / 337 و 4 / 460) ومسلم أيضا وأبو داود وابن ماجة وأحمد
(4 / 360 و 362) والمصنف بما يأتي (447 - 451 و 461) من طرق أخرى عن إسماعيل بن
أبي خالد به. وتابعه بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم به.
أخرجه البخاري (4 / 461).
447 - ثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، ثنا سفيان، عن إسماعيل، عن
قيس بن أبي حازم، عن جرير، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
447 - إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه هو والبخاري من طرق أخرى عن
إسماعيل به. وسبق تخريجه في الذي قبله.
448 - ثنا أبو سفيان عبد الرحيم بن مطرف، ثنا عيسى بن يونس، عن
إسماعيل، عن قيس عن جرير، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
448 - إسناده صحيح، رجاله ثقات على شرط الشيخين غير عبد الرحيم بن مطرف، وهو
ثقة مات سنة (232). والحديث مكرر الذي قبله.
449 - ثنا يعقوب، ثنا مروان، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير،
عن النبي صلى الله عليه وسلم.
449 - إسناده جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يعقوب بن حميد بن كاسب، وهو
صدوق، وقد توبع، فقال البخاري (1 / 148): حدثنا الحميدي قال: حدثنا مروان بن معاوية
به. والحديث مكرر الذي قبله.

195
450 - وثنا أبو موسى، ثنا يحيى بن سعيد، عن إسماعيل، حدثني
قيس، عن جرير، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
450 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما تقدم، وأخرجه البخاري
(1 / 153) وأحمد (4 / 362) عن يحيى به.
451 - ثنا عقبة بن مكرم، ثني ابن أبي عدي، ثنا شعبة، حدثني
إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير البجلي قال: كنا
عند النبي صلى الله عليه وسلم ليلة البدر فقال:
" إنكم ترون ربكم كما ترون هذا لا تضارون في رؤيته ".
451 - إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه هو وغيره من أصحاب السنن وغيرهم
كما تقدم (446) وأخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " (ص 110) من طريق أخرى عن ابن
أبي عدي به وأحمد (4 / 360) من طريق أخرى عن شعبة به. وسيأتي الحديث بزيادة لفظ
" عيانا " رقم (461) وبيان أنه منكر.
452 - حدثنا أبو بكر ومحمد بن عبد الله بن نمير قالا حدثنا عبد الله بن
إدريس، عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: قلنا
يا رسول الله أنرى ربنا يوم القيامة؟ فقال:
" هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة في غير سحاب؟ قال: قلنا
لا. قال فكذلك لا تضارون في رؤية القمر ليلة البدر في غير سحاب؟
قال كذلك لا تضارون في رؤيته إلا كما لا تضارون في رؤيتهما ".
452 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أعله الترمذي كما تقدم (رقم
444) بالمخالفة، وليس بشئ فإن ابن إدريس ثقة، ولا مانع من أن يكون لأبي صالح فيه
شيخان أحدهما أبو سعيد، والآخر أبو هريرة، فرواه جمع عن أبي صالح عن أبي هريرة كما
تقدم هناك. ورواه ابن إدريس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد كما هنا. ولم
يتفرد به ابن إدريس كما يأتي، فصح كل من الإسنادين عن أبي صالح، والحمد لله.
والحديث أخرجه ابن خزيمة (ص 111) والآجري (261) من طريق أخرى عن عبد الله بن
إدريس به.

196
وتابعه ابن عياش فقال أحمد (3 / 16): ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش
به.
قلت: وهذا إسناد على شرط البخاري.
وله طريق أخرى عن أبي سعيد تأتي برقم (457 و 458).
453 - حدثنا محمد بن عثمان بن خالد بن عمرو بن الوليد بن عثمان بن
عفان أبو مروان، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عطاء بن
يزيد، عن أبي هريرة أنه أخبره أن الناس قالوا: يا رسول الله هل نرى
ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ فقالوا لا يا
رسول الله فقال: هل تضارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب؟
فقالوا لا يا رسول الله، قال أما إنكم ترونه هكذا يوم القيامة ".
453 - إسناده حسن صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عثمان أبي مروان
وهو صدوق يخطئ كما في " التقريب "، لكنه قد توبع كما يأتي، ولذلك صححته.
والحديث أخرجه البخاري (4 / 461) ومسلم (1 / 112) والطيالسي (2383) وعنه أحمد
(2 / 293) من طرق عن إبراهيم بن سعد به أتم منه، واختصره الطيالسي وسيعيده المصنف
بطوله بهذا الإسناد، رقم (475)، وسيذكر طرفا من آخره ولابن سعد متابعات ساقها المصنف
فيما يأتي.
454 - ثنا محمد بن مصفى، ثنا بقية بن الوليد، ثنا الزبيدي، عن
الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي قال كان أبو هريرة يحدثنا أن أناسا
قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" هل تضارون في القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا. قال: فهل تضارون في
الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا لا قال: فإنكم ترون ربكم يوم القيامة
كذلك ". قال عطاء بن يزيد وأبو سعيد الخدري جالس مع أبي هريرة حين
حدث بهذا الحديث لا يرد عليه من حديثه شيئا.

197
454 - إسناده جيد، وقد صرح فيه بقية بالتحديث. والحديث مكرر الذي قبله، وسيعيده
المصنف برقم (477).
455 - حدثنا سلمة، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن
عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة قال قال الناس يا رسول الله هل
نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا لا يا رسول الله
قال: هل تضارون في القمر ليس دونه سحاب؟ قالوا: لا. قال:
فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك " قال أبو سعيد سمعت رسول الله يقول
هذا.
455 - إسناده صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجه من هذا الوجه عن الزهري. وسلمة
هو ابن شبيب النيسابوري. وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (2 / 275 و 533): ثنا عبد الرزاق به. وأخرجه المصنف فيما يأتي.
(476) والآجري (ص 259) من طرق أخرى عن عبد الرزاق به. وتابعه محمد بن ثور عن
معمر به.
أخرجه الآجري.
456 - ثنا محمد بن عوف، ثنا أبو اليمان، ثنا شعيب، عن الزهري،
حدثني سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد أن أبا هريرة أخبرهما أن الناس
قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال:
" هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟.
قالوا: لا يا رسول الله. قال: هل تضارون في رؤية الشمس ليس دونها
سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله قال: فإنكم ترونه كذلك ".
456 - إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عوف وهو ثقة حافظ،
وقد توبع كما يأتي، وقد أعاده المصنف برقم (478). والحديث أخرجه البخاري (1 / 114):
حدثنا أبو اليمان بن نافع به. وتابعه؟؟ إن بن عطية عن سعيد بن المسيب وحده.

198
أخرجه الآجري (260).
457 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا جعفر بن عون، ثنا هشام بن
سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال
قلنا يا رسول الله هل ترى ربنا؟ قال:
" هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة صحوا ليس دونها سحاب؟
قال: قلنا لا يا رسول الله. فقال: هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر
صحوا ليس فيها سحاب؟. قلنا: لا يا رسول الله قال: ما تضارون في
رؤيته يوم القيامة كما لا تضارون في رؤية أحدهما ".
457 - إسناده حسن صحيح، وهو على شرط مسلم وقد أخرجه كما يأتي. وهشام بن سعد
فيه ضعف من قبل حفظه، فحديثه حسن، وإنما صححته، لأنه قد توبع كما في الطريق الآتية
في الكتاب.
والحديث أخرجه مسلم (1 / 117) بإسناد المصنف المذكور. وتابعه عنده الآجري أيضا
(ص 260) والبخاري أيضا (4 / 463)؟ سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم.
والحديث تقدم من طرق أخرى عنة أبي سعيد وأبي هريرة. وتأتي له متابعة أخرى عن
زيد بن أسلم في الذي بعده.
458 - ثنا محمد بن المثنى، ثنا ربعي بن علية، ثنا عبد الرحمن بن
إسحاق، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري
قال: قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا تبارك وتعالى يوم القيامة؟ قال:
" هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قال: قلنا
لا. قال: فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قال: قلنا:
لا. قال: فإنكم ترون ربكم كذلك يوم القيامة ".
458 - إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات رجالة البخاري غير ربعي بن علية وهو ربعي
ابن إبراهيم بن مقسم الأسدي أخو إسماعيل بن علية وهو ثقة.

199
والحديث أخرجه أحمد (3 / 16): ثنا ربعي بن إبراهيم به. ورواه البخاري (3 / 225)
ومسلم (1 / 114 - 115) من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم به.
459 - حدثنا هدبة بن خالد، ثنا حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء،
عن (1) جعفر عن وكيع بن حدس، عن أبي رزين قال قلت يا رسول الله
أكلنا يرى ربه يوم القيامة؟ قال:
" أكلكم يرى القمر مخليا به؟ قال: قلنا: نعم. قال: الله أعظم ".
459 - حديث حسن، رجاله ثقات رجال مسلم غير وكيع بن حدس ويقال " عدس " كما في
الرواية الآتية، قال الذهبي: " لا يعرف ". وقال الحافظ: " مقبول ". يعني عند المتابعة،
وقد توبع كما يأتي، فهو بها حسن. وأبو رزين اسمه لقيط بن عامر العقيلي.
والحديث أخرجه أبو داود (4731) وابن ماجة (180) وابن حبان (39) وأحمد (4 / 11
و 12) من طرق عن حماد بن سلمة به.
وللحديث طريق أخرى، رواه عبد الرحمن بن عياش السمعي الأنصاري القبائي من بني
عمرو بن عوف عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر به المنتفق العقيلي عن أبي
عمه لقيط بن عامر به نحوه في حديث طويل له.
أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " (ص 122 - 129) وأحمد (4 / 13 - 14).
قلت: وهذا إسناد ضعيف، دلهم بن الأسود وعبد الرحمن بن عياش السمعي لا يعرفان.
460 - حدثنا عقبة بن مكرم، ثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن يعلى
ابن عطاء، عن وكيع بن عدس، عن أبي رزين العقيلي قال: قلت يا
رسول الله أنرى ربنك؟ قال: " نعم " قلنا وما آية ذلك في خلقه قال:
" أليس كلكم تنظرون إلى القمر ليلة البدر وإنما هو خلق من خلق الله
فالله أعظم وأجل ".
460 - حديث حسن، رجاله ثقات غير وكيع بن عدس فهو مجهول كما سبق في الذي
قبله.



(1) الأصل " عن جعفر وكيع " وهو خطأ ظاهر.
200
و " عدس " بضم العين المهملة، ويقال " حدس " بالحاء المهملة، وهكذا وقع في الرواية
المتقدمة وهو الصواب كما قال الإمام أحمد في " المسند " (4 / 11). وهذا من الفوائد التي
خلت منها كتب الرجال! فإنهم لم يحكوه عنه، بينما نقلوا عن ابن حبان أنه قال في
" الثقات ". " أرجو أن يكون الصواب حدس، بالحاء، سمعت عبدان الجولقي يقول
ذلك ". والحديث سبق تخريجه في الذي قبله.
96 - (باب: في رؤية الرب عيانا)
461 - ثنا بشار بن الحسين التستري، ثنا خلف بن هشام البزار، ثنا أبو
شهاب، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم عن جرير قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ترون ربكم عيانا كما ترون القمر ليلة البدر ".
461 - حديث صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم، غير بشار بن الحسن التستري فإني لم
أجد له ترجمة. وأبو شهاب هو عبد ربه بن نافع الكناني الحناط.
والحديث أخرجه البخاري (4 / 460) وابن خزيمة في " التوحيد " (ص 111) من طريق
عاصم بن يوسف اليربوعي حدثنا أبو شهاب به.
قلت: وأبو شهاب هذا مع كونه من رجال الشيخين، فقد تكلموا في حفظه، ولذلك
أورده الذهبي في " الميزان " وقال: " صدوق، في حفظه شئ ". وقال الحافظ في
" التقريب ": " صدوق يهم ".
قلت: وقد روى الحديث جماعة من ثقات أصحاب إسماعيل بن أبي خالد. عنه دون قوله
" عيانا " كما مضى في الكتاب (446 - 451)، وذكرت له في الموضع الأول متابعا لإسماعيل
عن قيس بن أبي حازم، ولذلك لم تطمئن النفس لصحة هذه " عيانا " لتفرد أبي شهاب
بها، فهي منكرة أو شاذة على الأقل.
97 - (باب: ما ذكر من رؤية نبينا ربه تبارك وتعالى في
منامه).
462 - حدثنا الشافعي ثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة،

201
عن ابن عباس في قوله تعالى:
(وما جعلنا الرؤيا التي أريناك) قال: هي رؤيا عين رآها النبي
صلى الله عليه وسلم.
462 - إسناده صحيح موقوف على شرط البخاري، وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (3 / 32 و 274) والترمذي (2 / 192) من طرق أخرى عن
سفيان به. وقال الترمذي: " حديث حسن صحيح ".
463 - ثنا المقدمي، ثنا أبو أحمد، عن سفيان، عن سماك، عن سعيد
ابن جبير عن ابن عباس قال: كانت رؤيا الأنبياء وحيا.
463 - إسناده حسن، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم، وفي سماك وهو ابن حرب كلام
يسير، وهو في روايته عن عكرمة خاصة أشد.
حديث أخرجه ابن جرير في " تفسيره " (12 / 90) حدثنا ابن بشار قال: ثنا أبو أحمد به.
ومن طريق أبي أسامة عن سفيان به. وقد روي الحديث مرفوعا، أخرجه ابن أبي حاتم:
حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد حدثنا أبو عبد الملك الكرندي حدثنا سفيان بن عينية عن
إسرائيل بن يونس عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " رؤيا الأنبياء في المنام وحي ". ذكره ابن كثير في " التفسير " (7 / 148 - منار) وقال:
" ليس هو في شئ من الكتب الستة من هذا الوجه ".
قلت: ورجاله ثقات غير أبي عبد الملك الكرندي فلم أعرفه، ولا عرفت نسبته.
وأخرجه البخاري في أول " الوضوء " في آخر حديث ابن عباس في صلاته خلف النبي صلى الله عليه وسلم،
صلاة الليل، من طريق عبيد بن عمير قال: (رؤيا الأنبياء وحي " ثم قرأ (أني أرى في المنام
أني أذبحك).
وعزاه السيوطي في " الدر " (5 / 280) لعبد الرزاق أيضا وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر والطبراني والبيهقي في " الأسماء والصفات ". وعزاه الحافظ في " الفتح " لمسلم مرفوعا
وهو من أو هامه كما نبهت على ذلك في تعليقي على كتابي " مختصر صحيح البخاري " يسر الله
إتمامه.
464 - ثنا أبو بكر، ثنا عبدة بن سليمان وأبو أسامة، عن مسعر، عن
عبد الملك بن ميسرة، عن مصعب بن سعد، عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما
رأى في نومه وفي يقظته فهو حق.

202
464 - إسناده صحيح على شرط الشيخين موقوف. وعبد الملك ين ميسرة أبو زيد
العامري الهلالي.
98 - باب:)
465 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا إبراهيم
ابن طهمان، ثنا سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
" إن الله تعالى تجلى لي في أحسن صورة فسألني فيما يختصم الملأ
الأعلى؟. قال: قلت: ربي! لا أعلم به، قال: فوضع يده بين كتفي
حتى وحدت بردها بين ثديي أو وضعها بين ثديي حتى وجدت بردها بين
كتفي فما سألني عن شئ إلا علمته ".
465 - إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك بن حرب فهو من رجال مسلم
وحده، وفيه كلام كما تقدم بيانه قبل حديث.
والحديث له شاهد من حديث معاذ وغيره، وقد مضى تخريجه تحت رقم (388).
466 - ثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير، عن ليث، عن ابن سابط، عن
أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
تراءى لي ربي في أحسن الصورة " ثم ذكر الحديث.
466 - حديث صحيح بما قبله وما بعده، ورجاله ثقات غير ليث وهو ابن أبي سليم وكان
اختلط، وقد مضى برقم (389) بعض تمام هذا الحديث.
467 - حدثنا هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم وصدقة قالا ثنا ابن
جابر قال: مر بنا خالد بن اللجلاج فدعاه مكحول فقال له يا أبا إبراهيم
حدثنا حديث عبد الرحمن بن عائش قال: سمعت عبد الرحمن بن عائش
يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

203
" رأيت ربي في أحسن الصورة ".
467 - حديث صحيح، وهو الطرف الأول للحديث المتقدم بهذا الإسناد (288) إلا أنه
لم يذكر فيه هناك الوليد بن مسلم. وتقدم تخريجه هناك مع بيان أن عبد الرحمن بن عائش لم
تثبت له حجته.
468 - ثنا يحيى بن عثمان بن كثير، ثنا زيد بن يحيى، ثنا ابن ثوبان،
ثنا أبي، عن مكحول وابن أبي زكريا، عن (ابن) عائش الحضرمي
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أتاني ربي الليلة في أحسن صورة ".
468 - حديث صحيح بما قبله وما بعده، ورجاله ثقات، لكن ابن عائش لم تثبت له
صحبة كما سبق. وابن أبي زكريا اسمه عبد الله أبو يحيى الشامي.
وابن ثوبان هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي الدمشقي.
469 - ثنا أبو موسى، ثنا معاذ بن هشام، ثنا أبي، عن قتادة، عن
أبي كلابة عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: " رأيت ربي عز وجل في أحسن صورة ".
469 - إسناده صحيح، على ما رجحنا فيما تقدم (388) من توثيق خالد بن اللجلاج،
وسائر رجاله ثقات رجال الشيخين كما تقدم هناك.
والحديث أخرجه الترمذي (2 / 215): حدثنا محمد بن بشار حدثنا معاذ بن هشام به
" حديث حسن غريب من هذا الوجه "
470 - ثنا عبيد الله بن فضالة، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا معاوية بن
صالح عن أبي يحيى، عن أبي يزيد، عن أبي سلام الأسود، عن ثوبان
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن ربي أتاني الليلة في أحسن صورة ". وفي هذه الأخبار ووضع يده
بين كتفي.

204
470 - حديث صحيح بما تقدم له من الشواهد، ورجاله ثقات، على ضعف في عبد الله بن
صالح، غير أبي يحيى، فإني لم أعرفه. وأبي يزيد واسمه غيلان بن أنس الكلبي، روى
عنه جمع من الثقات، ولم يذكروا توثيقه عن أحد. وأبو سلام الأسود اسمه ممطور.
99 - (باب):
471 - ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا نعيم بن حماد ويحيى بن سليمان
قالا: حدثنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي
هلال حدثه أن مروان بن عثمان، حدثه عن عمارة بن عامر، عن أم الطفيل
امرأة أبي بن كعب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" رأيت ربي في المنام في أحسن صورة " وذكر كلاما.
471 - حديث صحيح بما قبله، وإسناده ضعيف مظلم، عمارة بن عامر أورده ابن أبي
حاتم (3 / 1 / 367) من هذه الرواية ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
ومروان بن عثمان هو ابن أبي سعيد بن المعلى الأنصاري الزرقي ضعيف كما في
" التقريب ". وذكر المزي في " التهذيب " أنه روى عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب،
فتعقبه الحافظ في " تهذيبه " بقوله:
" وفيه نظر فإن روايته إنما هي عن عمارة بن عمرو بن حزم عن أم الطفيل امرأة أبي في
الرؤية وهو متن منكر ".
كذا قال: ابن عمرو بن حزم. وإنما هو ابن عامر كما تراه في الكتاب، وكذلك هو عند ابن
أبي حاتم كما سبقت الإشارة إليه.
100 - (باب: في الزيادة بعد ذكر الحسنى).
472 - ثنا هدبة بن خالد، ثنا حماد بن سلمة، ثنا ثابت، عن عبد الرحمن
ابن أبي ليلى، عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية:
" للذين أحسنوا الحسنى " وزيادة قال:
" إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادوا يا أهل الجنة إن لكم عند

205
الله تعالى موعدا يريد أن ينجزكموه قالوا: ما هو ألم يبيض وجوهنا
ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار؟ فيكشف الله عنهم الحجاب فينظرون إلى
الله تعالى فما شئ أعطوه أحب إليهم من النظر إليه وهي الزيادة ".
472 - إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (1 / 112) وأبو عوانة في " مستخرجه " (1 / 156) والترمذي (2 / 90)
وابن ماجة (187) وأحمد (4 / 332 - 333 - 65 / 15 - 16) والآجري (ص 261) من
طرق عن حماد بن سلمة به. وقال الترمذي:
" هذا حديث إنما أسنده حماد بن سلمة ورفعه، وروى سليمان بن المغيرة وحماد بن زيد هذا
الحديث عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قوله ".
قلت: حماد بن سلمة ثقة حافظ، ولا سيما في روايته عن ثابت، فزيادته حجة. والله
أعلم. ورواية سليمان بن المغيرة وحماد بن زيد وصلهما ابن جرير في " تفسيره " (11 / 74 -
75) وهي مختصرة جدا عن رواية حماد بن سلمة مما يشعر أن ابن أبي ليلى كان أحيانا يختصر
متنه، وكذا إسناده فلا يسنده، وتارة يسنده، ويسوقه بتمامه. والله أعلم.
473 و 474 - ثنا أبو بكر، ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق،
عن مسلم بن ندير عن حذيفة، وعن إسرائيل عن أبي إسحاق، عن عامر
ابن سعد عن أبي بكر الصديق في قوله تعالى:
" للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " قال: النظر إلى وجه الله تعالى.
وفيه عن ابن مسعود (1).
473 و 474 - حديث موقوف صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين من الطريق الثانية،
وكذا الأولى إلا مسلم بن ندير وهو لا بأس به كما قال أبو حاتم، لكن أبو إسحاق وهو السبيعي
مدلس وقد عنعنه، لكن يشهد له الحديث المرفوع قبله.
101 - (باب)
475 - ثنا محمد بن عثمان بن خالد بن عمر بن الوليد بن عثمان بن
عفان أبو مروان، ثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عطاء بن



(1) يعني موقوفا، وقد عزاه السيوطي لابن أبي حاتم واللالكائي عنه.
206
يزيد، عن أبي هريرة أخبره أن الناس قالوا يا رسول الله: هل نرى ربنا
تبارك وتعالى يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" هل تضارون في القمر ليلة البدر. قالوا: لا يا رسول الله. قال:
فهل تضارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب. قالوا، لا. يا رسول
الله. قال:
فإنكم ترون هكذا يوم القيامة يجمع الله تعالى الناس يوم القيامة
فيقول: من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت
وتبقى هذه الأمة فيها شافعوها أو منافقوها شك إبراهيم بن سعد) فيأتيهم
الله في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ
بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا عز وجل فإذا رأيناه عرفناه فيأتيهم الله
تعالى في الصورة التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا
فيعرفونه (وينصب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون أنا وأمتي أول من
يجيز ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم وفي
جهنم كلاليب مثل شوك السعدان. هل رأيتم السعدان؟ قالوا: نعم يا
رسول الله قال فإنها مثل شوك السعدان غير إنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا
الله تبارك وتعالى يخطف الناس بأعمالهم فمنهم الموبق لعمله ومنهم المجدول
أو المجازي أو نحو من الكلام ينجو حتى إذا فرغ الله تعالى من القضاء بين
العباد فأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا
من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن أراد الله أن يرحمه فمن يشهد أن لا
إله إلا الله فتعرف وجوههم في النار بآثار السجود فتأكل النار ابن آدم إلا
آثار السجود حرم الله تعالى على النار أن تأكل آثار السجود فيخرجون من
النار وقد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبة في
حميل السيل ثم يفرغ الله تعالى من القضاء بين العباد ويبقى رجل مقبل
بوجهه على النار وهو آخر أهل الجنة دخولا الجنة فيقول يا رب اصرف

207
وجهي عن النكر فإنه قشبني ريحها وأحرقني ذكاءها فيدعو الله ما شاء أن
يدعوه فيقول هل عسيت أن أعطيك ذلك أن تسألني غيره؟ فيقول: لا
وعزتك لا أسألك غيره ويعطي ربه من عهود ومواثيق ما شاء الله فيصرف
الله وجهه عن النار فإذا أقبل على الجنة فرآها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم
يقول أي رب قربني إلى باب الجنة فيقول الله تعالى له: أليس قد أعطيت
أن لا تسألني غيرها ويلك يا ابن آدم ما أغدرك فيقول يا رب ويدعو الله
تعالى حتى يقول: هل عسيت أن أعطيك أن تسألني غيره؟ فيقول: لا
وعزتك لا أسألك غيره فيعطي الله ما شاء من عهود ومواثيق فيقدمه إلى باب
الجنة فإذا قام عند الباب فارتفعت له الجنة فرأى ما فيها من الخيرات والسرور
فيسكت ما شاء الله أن يسكت ثم يقول يا رب أدخلني الجنة فيقول أليس
قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسألني غير ما أعطيتك؟ فيقول:
ويلك يا ابن آدم ما أغدرك فيقول يا رب لا أكون أشقى خلقك فلا يزال
يدعو حتى يضحك الله تعالى منه فإذا ضحك الله منه قال: أدخل الجنة.
فإذا دخل قال له تمن فيسأل ربه ويتمنى حتى أنه ليذكره من كذا وكذا
فيسأل حتى إذا انقطعت به الأماني قال قال الله عز وجل: ولك مثله ".
قال عطاء بن يزيد وأبو سعيد مع أبي هريرة:
لا يرد عليه من قوله شيئا.
475 - إسناده حسن صحيح، وهو مكرر الحديث المتقدم (453) إسنادا ومتنا، إلا أنه
ساقه هنا بتمامه.
وسيأتي طرفه الأول من طريق أخرى عن أبي هريرة به. رقم (732).
476 - ثنا ابن أبي عمرو، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري،
عن عطاء بن يزيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): هل ترى ربنا
يوم القيامة قال: نعم فذكر نحوه ومثله معه قال أبو سعيد وسمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم:

208
" هذا لك وعشرة أمثاله ". قال أبو هريرة حفظت هذا لك ومثله معه
قال أبو هريرة وذلك آخر أهل الجنة دخولا الجنة.
476 - إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن أبي عمر واسمه محمد بن يحيى
ابن أبي عمر العدني وهو ثقة حافظ من رجال مسلم، وقد توبع كما سبقت الإشارة إليه تحت
الحديث (455)، وهو طرف من هذا الحديث، وهو طويل نحو الذي قبله، ذكر المصنف بعضا
منه هنا، وبعضا آخر من هناك.
477 - ثنا ابن مصفى، ثنا بقية، ثنا الزبيدي، عن الزهري، عن
عطاء بن يزيد الليثي قال: كان أبو هريرة يحدث أن أناسا قالوا يا رسول الله
هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فذكره نحوه.
477 - إسناده جيد، وهو مكرر الحديث المتقدم (454) مع اختلاف في السياق.
478 - حدثنا محمد بن عوف، ثنا أبو اليمان، ثنا شعيب، عن الزهري،
حدثني سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد أن أبا هريرة أخبرهما أن الناس
قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم:
يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فذكره نحوه.
478 - إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث المتقدم (456).
479 - قال أبو بكر ورواه ابن أخي الزهري وأسامة بن زيد وعبد
الرحمن بن عبد العزيز، عن الزهري، عن سعيد وعطاء بن يزيد، عن أبي
هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
479 - قلت: هذا معلق من هذه الطرق عن الزهري عن سعيد - وهو ابن المسيب - وعطاء
ابن يزيد معا عن أبي هريرة. وقد مضى موصولا (456) من طريق شعيب عن الزهري به،
و (453 - 475 - 454 - 476) من طرق أخرى عن الزهري عن عطاء بن يزيد وحده.
وذكرت هناك للزهري متابعا عن سعيد فراجعه إن شئت.

209
102 - (باب: في ذكر تجلي ربنا عز وجل للجبل عند كلامه
لموسى عليه السلام)
480 - حدثنا هدبة بن خالد، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس،
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:
(فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا).
قال وضع إبهامه على قريب من طرف أنملته فساخ الجبل. قال حميد
لثابت تقول هكذا؟ فوكزه قال: ويقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقوله أنس
فأكتمه أنا؟!
480 - إسناده صحيح على شرط مسلم. ولم يخرجه.
والحديث أخرجه الطبري في " تفسيره " (9 / 37): حدثني المثنى قال: ثنا هدبة بن خالد
به. وأخرجه الترمذي (2 / 180) وابن خزيمة في " التوحيد " (ص 75) والحاكم (2 / 320)
وأحمد (3 / 125) من طرق أخرى عن حماد بن سلمة به. وقال الترمذي:
" حديث حسن غريب صحيح، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة ". وقال
الحاكم:
" صحيح على شرط مسلم "، ووافقه الذهبي.
وذكر الحافظ ابن كثير في " تفسيره " أن أبا محمد الخلال أخرجه من طريق أبي القاسم
البغوي عن هدبة بن خالد به وقال: هذا إسناد صحيح لا علة فيه، ورواه الحافظ: أبو
القاسم الطبري وأبو بكر بن مردويه من طريقين عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عن
أنس مرفوعا بنحوه.
قلت: والطريقين المشار إليهما أخرجهما المصنف أيضا كما يأتي بعده، ففيه رد لقول
الترمذي: " لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة "، فقد عرفه غيره من حديث غير حماد فتنبه ".
ورواه الطبري من طريق قرة بن عيسى قال: ثنا الأعمش عن رجل عن أنس به. لكن قرة هذا
لم أعرفه.
481 - ثنا أبو موسى، ثنا معاذ بن معاذ، ثنا حماد بن سلمة، عن

210
ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" فلما تجلى ربه للجبل قال هكذا قال يعني أنه أخرج طرف خنصره قال
فقال له حميد الطويل ما تريد إلى هذا يا أبا محمد؟ قال فضرب صدره ضربة
شديدة وقال من أنت يا حميد وما أنت يا حميد!. يخبر به أنس بن مالك عن
النبي صلى الله عليه وسلم تقول وما تريد إلى هذا؟!.
481 - إسناد صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الذي قبله. والحديث أخرجه أحمد
(3 / 125): ثنا أبو المثنى معاذ بن الغبري به. وتقدم في الذي قبله تخريجه وذكر من رواه
غيره، وأخرجه ابن خزيمة من طرق عنه.
482 - حدثنا أزهر بن مروان صاحب النوى، ثنا عبد الأعلى، عن
سعيد، عن قتادة، عن أنس في قوله:
(فلما تجلى ربه للجبل) قال أشار إليه بيده أو قال بأصبعه
فتعفر (1) الجبل بعضه على بعض وخر موسى صقعا أي ميتا (2).
482 - إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أزهر بن مروان صاحب النوى
وهو ثقة كما قال مسلمة الأندلسي، وقال ابن حبان " مستقيم الحديث ".
وعبد الأعلى هو ابن عبد الأعلى البصري السامي وهو ثقة متقن، وقد توبع كما في الإسناد
الآتي وخالفهما " يزيد وهو ابن زريع فقال: ثنا سعيد عن قتادة قوله: (فلما تجلى...) فأرسله
ولم يجاوز به قتادة. أخرجه الطبري.
483 - ثنا محمد بن ثعلبة، ثنا عمي عن سعيد، عن قتادة، عن أنس
483 - إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن ثعلبة وهو السدوسي
البصري، روى عنه جمع من الحفاظ والثقات، ومنهم أبو زرعة الرازي وهو لا يروي إلا عن
ثقة، ولذلك قال الحافظ: " صدوق ".



(1) كذا الأصل أي اندس بعضه على بعض وفي " الطبري " " انقعر بعضه على بعض ". وهو الأشبه
المناسب لرواية أخرى عنده عن أبي بكر الهذلي بلفظ " انقعر فدخل تحت الأرض فلا يظهر إلى يوم
القيامة ".
(2) كذا قال قتادة رحمه الله تعالى، ولعله يعني: كالميت، وإلا فظاهره مخالف للقرآن وتفسير ابن
عباس الآتي بعد حديث، ولذلك قال الحافظ ابن كثير: " والمعروف أن (الصعق) هو الغشي
هنا كما فسره ابن عباس وغيره لا كما فسره قتادة بالموت، وإن كان ذلك صحيحا في اللغة كقوله
تعالى: (ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم نفخ فيه
أخرى، فإذا هم قيام ينظرون) فإن هناك قرينة تدل على الموت كما أن هناك قرينة تدل على
الغشي، وهي قوله: (فلما أفاق) والإفاقة لا تكون إلا عن غشي.
211
وعم محمد بن ثعلبة اسمه محمد بن سواء. وقد تابعه عبد الأعلى بن عبد الأعلى كما في
الإسناد الذي قبله.
484 - ثنا حسين بن الأسود، ثنا عمرو بن محمد العنقزي، ثنا أسباط،
عن السدي، عن عكرمة، عن ابن عباس: (فلما تجلى ربه للجبل) قال
ما تجلى عنه إلا مثل الخنصر قال: فجعله (دكا) قال: ترابا (وخر موسى
صعقا) غشي عليه فلما أفاق قال: (سبحانك تبت إليك) من أن أسألك
الرؤية (وأنا أول المؤمنين) قال: أول من آمن بك من بني إسرائيل.
484 - إسناده ضعيف، حسين بن الأسود هو الحسين بن علي بن الأسود العجلي أبو عبد الله
الكوفي صدوق يخطئ كثيرا كما قال الحافظ في " التقريب ".
وسائر رجاله ثقات رجال مسلم إلا أن أسباط وهو ابن نصر يخطئ كثيرا. والحديث أخرجه
الطبري في " تفسيره " (9 / 37): حدثني الحسين بن محمد بن عمرو العنقزي قال: ثني أبي
قال: ثنا أسباط به دون قوله " فلما أفاق... ". ولكنه ساق شطره الأخير في مكان آخر
(9 / 39) بهذا الإسناد. ومنه تبين لي أن قوله في الموضع الأول " الحسين بن محمد بن عمرو "
من المقلوب، وكذلك وقع في طبعة شاكر (13 / 97) والصواب: الحسين بن عمرو بن محمد
العنقزي، وكذلك على الصواب وقع في الموضع الثاني في طبعة شاكر (13 / 104). والحسين
هذا قال أبو حاتم: لين يتكلمون فيه. وقال أبو زرعة: كان لا يصدق.
485 - ثنا محمد بن عبد الأعلى، ثنا ابن ثور، عن معمر، عن ابن
طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس قال: حدث رجل بحديث أبي هريرة
فانتفض (1) قال ابن عباس: ما بال هؤلاء يجدون (2) عند محكمه،
ويهلكون عند متشابهه.



(1) يعني استنكارا لما سمع من حديث أبو هريرة، ولم أقف على من نبه على المراد بهذا الحديث،
ويغلب على الظن أنه حديث " إن الله خلق آدم على صورته " وهو حديت صحيح، مخرج في " سلسلة
الأحاديث الصحيحة " (860).
(2) كذا في المخطوطة ولعله: يحيدون، أي يجتهدون ويهتمون لفهم المعنى المراد من القرآن وعند
محكمه، ويهلكون عند متشابهه) لأنهم لا يهتمون لفهم معناه الحقيقي مع التنزيه (ليس كمثله
شئ وهو السميع البصير) يصرفهم عن ذلك التأويل أو التفويض.
212
485 - إسناده صحيح، رجاله ثقات على شرط مسلم غير ابن ثور واسمه محمد وهو ثقة
اتفاقا، وهو صنعاني. ومثله محمد بن عبد الأعلى شيخ المصنف، توفي سنة 245.
103 - (باب ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن الله تعالى يكلم
عبده المؤمن في منامه).
486 - ثنا عمرو بن عثمان، ثنا أبي، ثنا محمد بن مهاجر الأنصاري،
عن جنيد بن ميمون أبي عبد الحميد، عن حمزة بن الزبير يرفع الحديث إلى
عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" رؤيا المؤمن من كلام يكلم به العبد ربه تبارك وتعالى في المنام ".
486 - إسناده ضعيف، حمزة بن الزبير، الظاهر أنه حمزة بن عبد الله بن الزبير بن العوام
نسب إلى جده قال ابن أبي حاتم (1 / 2 / 212):
" روى عن عائشة. روى عنه جعفر بن عبد الله بن الحكم الأنصاري ". ولم يذكر فيه
جرحا ولا تعديلا. ووثقه ابن حبان كما في " التعجيل ".
وجنيد بن ميمون أبي عبد الله لم أجد له ترجمة، وقد أورده الدولابي في " الكنى " (2 / 72
- 73) فيمن كنيته أبو عبد الحميد، ولكنه سماه حميد بن ميمون، ولم أره أيضا. والله
أعلم.
وسائر رجاله ثقات، ومحمد بن مهاجر هو الأنصاري الشامي.
والحديث قال الهيثمي في " المجمع " (7 / 174):
" رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفه ".
قلت: ومن طريقه أخرجه الضياء في " المختارة " (ق 66 / 1)، ومنه عرفت أن إسناده
إسناد المصنف بعينه، وشيخه شيخه.
487 - حدثنا الحوطي، ثنا إسماعيل بن عياش، ثنا صفوان بن عمرو،
عن حميد بن عبد الرحمن أن رجلا سأل عبادة عن قوله تعالى:
(لهم البشرى في الحياة الدنيا).

213
فقال عبادة سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
" هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن لنفسه أو يرى له وهو من كلام يكلم
به ربك عبده في المنام ".
487 - إسناده صحيح إن كان ما في الأصل " حميد بن عبد الرحمن " محفوظا، وهو حميد بن
عبد الرحمن بن عوف ثقة من رجال الشيخين، لكني في شك من ذلك لأمور:
1 - أن ابن عبد الرحمن هذا لم يذكروه في شيوخ صفوان بن عمرو.
2 - أن السيوطي أورده في " الدر المنثور " (3 / 313) من رواية الحكيم الترمذي وابن مردويه
عن حميد بن عبد الله.
3 - أن حميد بن عبد الله المدني لما ترجمه ابن أبي حاتم (1 / 2 / 224) ذكر في الرواة عنه
صفوان بن عمرو، ولم يذكره في الرواة عن حميد بن عبد الرحمن.
4 - أن ابن جرير الطبري أخرجه (11 / 94) من طريق عمر بن عمرو بن عبد الأحموسي
عن حميد بن عبد الله المزني قال: أتى رجل عبادة بن الصامت... الحديث دون قوله: " هو
من كلام... ". ثم أخرجه (ص 96) من طريق أبي المغيرة قال: ثنا صفوان قال: ثنا
جمد بن عبد الله أن رجلا سأل عبادة بن الصامت الحديث دون الزيادة.
قلت: فهذا كان يؤكد أن الراوي لهذا الحديث إنما هو حميد بن عبد الله، وأن " حميد بن عبد
الرحمن " خطأ من ناسخ الكتاب.
وإذا كان كذلك فما حال ابن عبد الله هذا؟ يبدو لي أنه مجهول الحال فقد روى عمه ثقتان
آخران عند ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في " الثقات "
وذكر له راويا آخر فقال (1 / 21):
" حميد بن عبد الله المزني، يروي عن أبي كبشة الأنماري وعبادة بن الصامت. روى عنه
ابنه عبد الله بن حميد وصفوان بن عمرو، وأهل الشام ".
وأورد ابنه في ثقات أتباع التابعين (2 / 145) غير أنه سماه عبد الله بن حميد بن عبيد
الأنصاري. وكذلك أورده ابن أبي حاتم (2 / 2 / 37) ووثقه. والله أعلم.
وجملة القول: أن الرجل مستور الحال، والنفس تطمئن للاحتجاج بحديث أمثاله من
مستوري التابعين، وعلى ذلك جرى كثير من المحققين، لكن في النفس شئ من ثبوت الزيادة
المذكورة، لعدم ورودها في طريق الأحموسي، ولا في طرق أخرى للحديث عن عبادة بن
الصامت، وقد أخرجها ابن جرير وغيره وكذلك لم ترد في حديث غيره من الصحابة، وقد
خرجته في " الصحيحة " برقم (1786).

214
488 - ثنا عمرو بن عثمان، ثنا محمد بن حمير، عن ابن جابر، حدثني
العباس بن ميمون عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال:
أفضل ما يرى أحدكم في منامه أن يرى ربه أو يرى نبيه أو يرى
والديه ماتا على الإسلام.
488 - إسناده ضعيف، ورجاله ثقات غير العباس بن ميمون فلم أعرفه.
104 - (باب: ما ذكر أن الله تعالى في سمائه دون
أرضه).
489 - ثنا هدبة، أبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير،
حدثني هلال ابن أبي ميمونة، ثنا عطاء ابن أبي يسار، عن معاوية بن
الحكم السلمي قال: قلت يا رسول الله إنه كانت لي جارية ترعى قبل أحد
والجوانية وإني أطلعها يوما إطلاعة، فوجدت الذئب قد ذهب منها بشاة
وأنا من بني آدم آسف لما يأسفون فصككتها صكا فعظم ذلك على النبي
صلى الله عليه وسلم قال قلت يا رسول الله أعتقها قال: ادعها إلي فقال لها أين الله؟ قالت:
في السماء قال: ومن أنا، قالت: رسول الله قال: أعتقها فإنها مؤمنة.
480 - إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط الشيخين، وقد أخرجه مسلم كما يأتي
في الإسناد الثاني في الكتاب.
والحديث أخرجه الطيالسي (1105)، حدثنا حرب بن شداد وأبان بن يزيد به. وأخرجه
البيهقي في " الأسماء والصفات " (ص 422) من طريق الطيالسي، وأحمد (5 / 448) من
طريق عفان ثنا أبان بن يزيد العطار به.
490 - ثنا أبو بكر، ثنا ابن علية، عن حجاج بن أبي عثمان، ثنا يحيى
ابن أبي كثير مثله. وفيه عن أبي هريرة وابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
490 - إسناده صحيح أيضا وهو مكرر الذي قبله.
والحديث أخرجه مسلم (2 / 70) وأبو داود وأحمد وابن خزيمة في " التوحيد " (ص 81)
من طرق أخرى عن حجاج ابن أبي عثمان به. وتابعه أبان بن يزيد العطار كما في الإسناد

215
الذي قبله، والأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير به. أخرجه مسلم والنسائي (1 / 179 - 180)
وابن خزيمة. وقد توبع عليه يحيى بن أبي كثير كما بينته في " صحيح أبي داود " (862).
وأما حديث ابن عباس، فأخرجه الطبراني وغيره بإسناد ضعيف كما بينه الهيثمي في " مجمع الزوائد "
(4 / 244) فراجعه إن شئت.
491 - ثنا محمد بن مصفى، ثنا بقية، ثنا الفزاري، عن الأعمش، عن
أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار فيجتمعون في صلاة الفجر
وصلاة العصر ثم يصعد إليه الذين باتوا فيكم الحديث... ".
491 - إسناده جيد، رجاله ثقات، وفي ابن مصفى كلام يسير كما سبق، والفزاري هو
إبراهيم بن محمد بن الحارث أبو إسحاق الكوفي ثقة إمام. وقد خالفه زائدة - وهو ابن قدامة -
فقال: عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، مكان أبي سعيد الخدري.
أخرجه أحمد (2 / 396) بسند صحيح، وتابعه جرير وأبو عوانة عن الأعمش به. أخرجه
ابن خزيمة في " التوحيد " (78)، ثم أخرجه هو وأحمد (2 / 233 - 257 - 266 -
312 - 344 - 486) والبخاري (1 / 148) ومسلم (2 / 113) من طرق أخرى عن أبي
هريرة، فهو أصح. على أنه يحتمل أن يكون للأعمش فيه عن أبي صالح إسنادان، فكان
يرويه تارة عنه عن أبي سعيد، وتارة عنه عن أبي هريرة. وله من هذا القبيل أحاديث غير
قليلة، فانظر على سبيل المثال الحديث المتقدم برقم (452) وتخريجه، ولا يمنعني من الجزم بهذا
الاحتمال إلا خشية أن يكون ابن مصفى قد وهم فيه بسبب الكلام الذي فيه. والله أعلم، بل
متابعة من ذكرنا لزائدة ترجح وهمه في إسناده. والله أعلم.
والحديث سيعيده المصنف رحمه الله بسنده ومتنه برقم (504).
105 - (باب: ذكر نزول، ربنا تبارك وتعالى إلى السماء
الدنيا ليلة النصف من شعبان ومطلعه إلى خلقه).



(1) قلت: أما حديث أبي هريرة، فوصله أبو داود (3284) وابن خزيمة (ص 81) وأحمد
(2 / 291)، وفيه المسعودي وكان اختلط. وفي حديثه: أنها جارية سوداء أعجمية، زاد ابن خزيمة:
" لا تفصح "، وأنها أشارت بيدها إلى السماء. ولذلك ذهب الإمام ابن خزيمة إلى أن هذه القصة هي
قصة أخرى غير قصة جارية معاوية بن الحكم، لأن في تلك أنها قالت. وفي هذه أنها أشارت. وهو
جمع حسن عندي لو ثبت حديث أبي هريرة. والله أعلم.
216
492 - حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، ثنا جويرية بن أسماء، عن
مالك. عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي عبد الله الأغر
صاحب أبي هريرة أنهما سمعا أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ينزل الله تبارك وتعالى حين يبقى ثلث الليل الآخر كل ليلة إلى السماء
الدنيا فيقول من يسألني فأعطيه من يدعوني فأستجيب له من يستغفرني
فأغفر له ".
492 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي. وإن أسماء شيخ
المصنف يكنى بأبي عبيد الضبعي، وهو ثقة جليل مات سنة (231).
والحديث في " موطأ مالك " (1 / 214 / 30) بهذا الإسناد، وعنه أخرجه البخاري
(1 / 289) ومسلم (2 / 175) وغيرهما من طرق عنه، وهو مخرج في " إرواء الغليل "
(450)، وقد ذكرت له فيه طرقا أخرى كثيرة، وشواهد ويأتي في الكتاب بعضها.
493 - ثنا ابن كاسب وأبو مروان العثماني والحسين بن إسماعيل
قالوا: ثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن أبي سلمة والأغر صاحب
أبي هريرة، عن أبي هريرة أنه أخبرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من
يسألني فأعطيه من يدعوني فأستجيب له من يستغفرني فأغفر له ".
493 - إسناده صحيح على شرطهما أيضا، وهو مكرر الذي قبله.
494 - حدثنا سلمة، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري،
حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن والأغر أبو عبد الله صاحب أبي هريرة أن
أبا هريرة أخبرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" ينزل الله كل ليلة حتى يبقى ثلث الليل الآخر إلى سماء الدنيا فيقول
من يدعوني فأستجيب له. من يستغفرني فأغفر له من يسألني
فأعطيه ".

217
494 - إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الذي قبله.
والحديث أخرجه الآجري في " الشريعة " (ص 308) عن سلمة بن شيب وخشيش بن
أصرم معلقا قالا: حدثنا عبد الرزاق به.
495 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن بشر العبدي، عن محمد
ابن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا " فذكر نحوه حتى يطلع
الفجر.
495 - إسناده حسن صحيح، وهو مكرر الذي قبله.
والحديث أخرجه الدارمي (1 / 346) وأحمد (2 / 504) من طريق يزيد بن هارون. أنا
محمد بن عمرو به. وابن خزيمة في " التوحيد " (ص 85) من طريق آخر عنه.
496 - ثنا وهبان، ثنا خالد وثنا أبو موسى، ثنا ابن عدي وعبد الوهاب
عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
496 - إسناده حسن صحيح، وهو مكرر الذي قبله.
497 - حدثنا هشام بن عمار، ثنا عبد الحميد بن أبي العشرين، ثنا
الأوزاعي، ثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا
فيقول: من ذا الذي يسألني فأعطيه. من ذا الذي يدعوني فأستجيب
له من ذا الذي يسترزقني فأرزقه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له ".
497 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال البخاري على ضعف في شيخه هشام بن عمار
، غير أن عبد الحميد بن أبي العشرين وهو ابن حبيب بن أبي العشرين إنما أخرج له البخاري
تعليقا، وفيه ضعف أيضا، قال في " التقريب ":
" صدوق، ربما أخطأ، قال أبو حاتم: كان كاتب ديوان، ولم يكن صاحب حديث ".
وقد تابعه أبو المغيرة: حدثنا الأوزاعي به، إلا أنه لم يذكر الاسترزاق.

218
أخرجه مسلم (2 / 176) وابن خزيمة في " التوحيد " (ص 85). فدلت هذه المتابعة على
أنه قد حفظ أصل الحديث دون الاسترزاق.
498 - ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله
ابن عمر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا كان ثلث الليل أو شطره ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا
فيقول هل من سائل فأعطيه هل من داعي فأستجيب له هل من تائب
فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له حتى يطلع الفجر ".
498 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه من هذا الوجه.
والحديث أخرجه أحمد (2 / 433): ثنا يحيى به وتابعه حماد بن سلمة كما يأتي.
499 - ثنا هدبة ثنا حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن سعيد
المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:
إلى طلوع الفجر مثله.
499 - إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الذي قبله.
500 - 501 - ثنا محمد بن عبد الله الخزاعي صاحب الخلج (1) بالرملة
ثنا مالك بن سعيد ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد وعن أبي
إسحاق عن مسلم الأغر عن أبي هريرة، وأبي سعيد وعن حبيب بن أبي
ثابت عن مسلم الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد. الخدري قالا: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
" إن الله تبارك وتعالى يمهل حتى إذا ذهب شطر الليل نزل إلى سماء
الدنيا فيقول من يستغفرني فأغفر له هل من سائل فأعطيه حتى ينشق
الفجر ثم يرتفع ".



(1) هو نوع من الخشب كما في " الأنساب ".
219
500 - 501 - إسناده جيد، رجاله ثقات كلهم رجال البخاري غير محمد بن عبد الله وهو
ابن بكر الخزاعي الخلنجي وهو صدوق، ومالك بن سعير فيه كلام لكنه قد توبع كما يأتي في
الكتاب:
والحديث أخرجه الآجري (ص 309) من طريق أخرى عن مالك بن سعير به.
وتابعه جماعة عن أبي إسحاق عن الأغر أبي مسلم عن أبي سعيد وأبي هريرة أخرجه مسلم
وغيره.
502 - ثنا ابن نمير ثنا محاضر عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت
وعن أبي إسحاق عن الأغر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:
" إن الله تعالى يمهل " ثم ذكر مثله.
502 - إسناده حسن صحيح، وهو على شرط مسلم، ولم يخرجه من طريق الأعمش
والحديث أخرجه ابن خزيمة (ص 86): ثنا محمد بن يحيى قال: ثنا محاضر به. ومحاضر هو
ابن المورع، وهو صدوق له أوهام. وتابعه عن أبي إسحاق عن الأغر عن أبي هريرة وأبي
سعيد معا كما ذكرته آنفا من طريق مسلم وغيره.
503 - ثنا سليمان بن عمر بن خالد ثنا إبراهيم بن عبد السلام المخزومي
المكي عن ابن أبي ذئب عن القاسم عن نافع بن جبير عن أبي هريرة أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" ينزل الله شطر الليل فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني
فأعطيه من يستغفرني فأغفر له فلا يزال كذلك حتى تترجل
الشمس (1) ".
503 - إسناده ضعيف إبراهيم بن عبد السلام المخزومي المكي ضعيف كما قال الحافظ في
" التقريب "، لكنه قد توبع كما يأتي.
وسائر رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن عمر بن خالد، وهو الأقطع القرشي
العاري الرقي، أورده ابن أبي حاتم (2 / 1 / 131) بروايته عن جمع منهم أبوه، ثم قال:



(1) أي ترتفع.
220
" كتب عنه أبي بالرقة ". ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
والحديث أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " (ص 86 - 87) عن محمد بن إسماعيل بن أبي
فديك قال: ثنا ابن أبي ذئب به. وهذا مسند.
وقد جاء بإسناد صحيح عن نافع بن جبير عن أبيه مرفوعا، وهو في الكتاب بعد. حديثين ".
504 - حدثنا ابن مصفى ثنا بقية ثنا الفزاري عن الأعمش عن أبي
صالح عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار يجتمعون في صلاة الفجر ".
قال: وأخبار النزول دالة على أنه في السماء دون الأرض.
504 - هذا مكرر الحديث المتقدم (491) سندا ومتنا.
506 - ثنا حجاج بن يوسف ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا ابن أخي
الزهري عن عمه محمد بن مسلم أخبرني ابن عبيد بن السباق أنه بلغه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" ينزل ربنا عز وجل من آخر الليل، فينادي مناد في السماء العليا: ألا
نزل الخلاق العليم، فيسجد أهل السماء، ثم ينادي فيهم منادي بذلك، فلا يمر
بأهل سماء إلا وهم سجود ".
506 - إسناده ضعيف لإرساله، فإن ابن عبيد بن السباق اسمه سعيد وهو تابعي ثقة.
وسائر رجاله ثقات رجال الشيخين غير حجاج بن يوسف وهو الثقفي البغدادي المعروف بابن
الشاعر فهو من رجال مسلم، إلا أن ابن أخي الزهري - واسمه محمد بن عبد الله بن مسلم - قد
تكلموا فيه من قبل حفظه وقال الحافظ في " التقريب ":
" صدوق له أوهام ".
قلت: والحديث بهذا السياق منكر، فيه زيادات منكرة لم ترد في شئ من الطرق المتقدمة
والآتية، فإن لم يكن الوهم فيها من ابن أخي الزهري، فالعلة الإرسال.
507 - ثنا هدبة، ثنا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير،

221
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة فيقول هل من سائل فأعطيه، هل
من مستغفر فأغفر له.
507 - إسناده صحيح على شرط مسلم.
والحديث أخرجه الدارمي (1 / 347) وأحمد (4 / 81) وابن خزيمة (88) والآجري (ص
312 و 313) من طرق عن حماد بن سلمة به.
وتابعه سفيان عن عمرو بن دينار به إلا أنه قال: عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمه.
أخرجه ابن خزيمة.
508 - ثنا هدبة ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن
الحسن عن عثمان بن أبي العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" ينادي منادي كل ليلة: هل من مستغفر فأغفر له، هل من داع
فأستجيب له، هل من سائل فأعطيه ".
508 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، لعنعنة الحسن وهو البصري، ولسوء حفظ ابن
جدعان. لكن يشهد لحديثه هذا الأحاديث المتقدمة.
والحديث أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " (ص 89).
106 - (باب:)
509 - حدثنا يعقوب بن حميد ثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث
عن عبد الملك بن عبد الملك عن المصعب بن أبي ذئب عن القاسم بن محمد
عن عمه أو عن أبيه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال:
" ينزل الله تبارك وتعالى ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر
لكل نفس إلا إنسان في قلبه شحناء أو مشرك بالله عز وجل ".

222
509 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، بعبد الملك بن عبد الملك والمصعب ابن أبي
ذئب لا يعرفان كما في " الجرح والتعديل " (4 / 1 / 306 - 307)، بل قال البخاري في الأول
منهما: " في حديثه نظر " يعني هذا كما في " الميزان ". فقول المنذري (3 / 283): " لا بأس
بإسناده "، فيه تساهل ظاهر، ومثله الهيثمي (8 / 65): " وعبد الملك بن عبد الملك ذكره ابن
أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ولم يضعفه، وبقية رجاله ثقات "!
قلت: وكأنه لم يرجع إلى ترجمة المصعب في المكان المشار إليه من " الجرح "، ولو أنه فعل
لوجد فيها ما ذكرنا من تجهيله إياه مع الراوي عنه عبد الملك هذا.
والقاسم هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق. وعمه عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.
وإنما صححت الحديث لأنه روي عن جمع من الصحابة، بلغ عددهم عندي الثمانية، وقد
خرجت أحاديثهم في " الصحيحة " (1144)، ويأتي في الكتاب بعد هذا من حديث أبي
موسى، وأبي ثعلبة، ومعاذ بن جبل.
510 - حدثنا محمد بن مسكين ثنا أبو الأسود عن ابن لهيعة عن الربيع
ابن سليمان عن الضحاك بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي موسى قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر
لأهل الأرض إلا مشرك أو مشاحن ".
510 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن وهو ابن عزوب، وضعف ابن
لهيعة.
والحديث أخرجه ابن ماجة (1390) من طريقين آخرين عن ابن لهيعة به، إلا أن أحدهما
لم يقل في إسناده: " عن أبيه ".
511 - ثنا عمرو بن عثمان، ثنا محمد بن حرب، عن الأحوص بن
حكيم، عن مهاصر بن حبيب (1) عن أبي ثعلبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" إذا كان ليلة النصف من شعبان يطلع الله عز وجل إلى خلقه فيغفر



(1) الأصل " مهاجر " وهو تحريف، يتكرر وقوعه في هذا الاسم.
223
للمؤمنين ويترك أهل الضغائن وأهل الحقد بحقدهم.
511 - حديث صحيح، ورجاله ثقات غير الأحوص بن حكيم فإنه ضعيف الحفظ، كما في
" التقريب " فمثله يستشهد به، فيتقوى بالطريق التي بعده، وبشواهده المتقدمة وغيرها مما
سبقت الإشارة إليه.
512 - ثنا هشام بن خالد، ثنا أبو خليد عتبة بن حماد، عن الأوزاعي
وابن ثوبان عن مكحول، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل، عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" يطلع الله إلى خلقه ليل النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا مشرك
أو مشاحن.
512 - حديث صحيح، ورجاله موثقون، لكنه منقطع بين مكحول ومالك بن يخامر ولولا
ذلك لكان الإسناد حسنا، ولكنه صحيح بشواهده المتقدمة، وهو مخرج في " الصحيحة " كما
سبقت الإشارة إلى ذلك.
107 - (باب:)
513 - ثنا أيوب بن محمد الوزان، ثنا عبد الله بن جعفر، عن عبيد الله
ابن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة، عن طارق بن عبد الرحمن قال سمعت
سعيد بن جبير يقول سمعت ابن عباس يقول:
إن الله تعالى ليمهل في شهر رمضان كل ليلة حتى إذا ذهب ثلث الليل
الأول هبط إلى السماء ثم قال هل من سائل يعطى هل من مستغفر يغفر له
هل من تائب يتاب عليه.
513 - إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير الوزان وهو أبو محمد الرقي وهو
ثقة كما قال النسائي وغيره. مات سنة 249.
وطارق بن عبد الرحمن هو الأحمسي الكوفي. وعبد الله بن جعفر هو الرقي.
والحديث عند مسلم وغيره عن أبي سعيد وأبي هريرة معا مرفوعا به نحوه دون ذكر شهر
رمضان، وقد مضى في الكتاب برقم (500 و 501).

224
108 - (باب: ذكر الكلام والصوت والشخص وغير
ذلك).
514 - ثنا شيبان بن فروخ، ثنا همام، ثنا القاسم بن عبد الواحد،
حدثني عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب إن جابر بن عبد الله، حدثه
قال: خرجت إلى الشام إلى عبد الله بن أنيس الأنصاري فقال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" يحشر الله تعالى العباد أو قال يحشر الله الناس قال وأومى بيده إلى الشام
عراة غرلا بهما قال قلت ما بهما قال ليس معهم شئ فينادي بصوت يسمعه
من بعدكما يسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان لا ينبغي لأحد من أهل
الجنة أن يدخل الجنة وأحد من أهل النار يطالبه بمظلمة ولا ينبغي لأحد من
أهل النار أن يدخل النار وأحد من أهل الجنة يطالبه بمظلمة قالوا وكيف
وأنا نأتي الله عراة غرلا بهما قال بالحسنات والسيئات ".
514 - حديث صحيح، وإسناده حسن أو قريب منه، فإن ابن عقيل حسن الحديث،
لكن القاسم بن عبد الواحد وهو أيمن المكي لم يوثقه غير ابن حبان، وقال أبو حاتم: يكتب
حديثه. قيل: يحتج به؟ قال: يحتج بحديث سفيان وشعبة. وقال الذهبي في " الميزان ":
" وثق " ثم ساق له حديثا عن عائشة قالت:
" فخرت بمال أبي في الجاهلية، وكان ألف ألف أوقية، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: أسكتي فإني
كنت لك كأبي زرع لأم زرع... " الحديث، وقال الذهبي: قلت: " ألف " الثانية باطلة
قطعا، فإن ذلك لا يتهيأ لسلطان العصر ".
والحديث أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (970) وفي " أفعال العباد " (ص 89)
والحاكم (4 / 574) وعنه البيهقي في " الأسماء " (ص 78 - 79) وأحمد (3 / 495) من طرق
أخرى عن همام بن يحيى به. وقال الحاكم:
" صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبي!!!
كذا قالا، وأحسن أحواله أن يكون حسنا كما ذكرنا، وقد علقه البخاري بصيغة الجزم،
قال الحافظ (1 / 159):

225
" لأن الإسناد حسن، وقد اعتضد ". قال:
" وله طريق أخرى أخرجها الطبراني في " مسند الشاميين " وتمام في " فوائده " من طريق
الحجاج بن دينار عن محمد بن المنكدر عن جابر... فذكر نحوه، وإسناده صالح، وله طريق
ثالثة أخرجها الخطيب في " الرحلة " من طريق أبي الجارود العنسي عن جابر نحوه. وفي
إسناده ضعف ".
والحديث قال الحافظ المنذري (4 / 202):
" رواه أحمد بإسناد حسن ".
ومن هذا التخريج يتبين للبصير أن الحديث صحيح بمجموع طرقه الثلاثة، وقد أوهم
الشيخ زاهد الكوثري في تعليقه على " الأسماء " أنه ليس له إلا الطريق الأولى فطعن فيها متعلقا
بقول أبي حاتم المتقدم في القاسم، وبأن الشيخين لم يخرجا لابن عقيل شيئا! وذلك من
تعصبه على الحديث وأهله الذي عرف به، وسود تعليقاته بمثله، وإلا فلما ذا أغفل ذكر
الطريقين اللتين نقلناهما عن " الفتح "، لا سيما وأحدهما صالح الإسناد؟! حمانا الله تعالى من
العصبية المذهبية.
ومن مكره وتدليسه على أئمة الحديث قوله هنا في ابن عقيل:
" وقول من قال: " احتج به أحمد وإسحاق " بمعنية أنهما أخرجا حديثه في " مسنديهما "،
وأنت تعرف حال المساند "!
أقول: هذا تأويل باطل، وما أظن يخفى بطلانه على الكوثري نفسه، ولكن عصبيته
تعميه عن الحق والعياذ بالله تعالى، ويتبين لك ذلك أيها القارئ الكريم بأن تعلم من الذي
قال: " احتج به أحمد وإسحاق "؟ هو إمام الأئمة محمد بن إسماعيل البخاري فيما حكاه عنه
تلميذه الحافظ الترمذي كما تراه صريحا في " تهذيب التهذيب "، فإذا كان الكوثري يخاطب
قارئ تعليقه المذكور بقوله: " وأنت تعرف حال المسانيد "! يعني أن فيها ما لا يحتج به من
الرواة والأحاديث، وهو حق، فيا ترى أفلا يعلم ذلك الإمام البخاري؟ لا شك أن الجواب
بالإيجاب، وإذا كان كذلك فكيف يعقل أن يكون الإمام البخاري على المعنى الذي حمل
الكوثري عليه عبارة البخاري، وهو يعلم أيضا أن الإمام أحمد لم يحتج بكل راو وبكل
حديث أخرجه في " مسنده "؟! فالحق أن البخاري يعني أن أحمد احتج به خارج المسند،
لأن " المسند " ليس بمنزلة " الصحاح "، ولا بمنزلة بعض " السنن " التي يقع فيها بيان من
يحتج به ممن لا يحتج به ولو أحيانا.
515 - ثنا محمد بن عوف، ثنا نعيم بن حماد، ثنا الوليد بن مسلم، عن

226
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن عبد الله بن أبي زكريا عن رجاء بن
حياة، عن النواس بن سمعان الكلابي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا أراد الله أن يوحي بأمر تكلم بالوحي فإذا تكلم أخذت السماوات
منه رجفة من خوف الله عز وجل فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعقوا
وخروا سجدا فيكون أول من يرفع رأسه جبريل عليه السلام فيكلم الله من
وحيه بما أراد فينتهي به جبريل على الملائكة كلما مر بسماء قال أهلها ماذا
قال ربنا يا جبريل فيقول جبريل:
قال الحق وهو العلي الكبير قال فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل حتى
ينتهي بهم جبريل حيث أمره الله من السماء والأرض ".
515 - إسناده ضعيف، نعيم بن حماد، سئ الحفظ، خرج له البخاري مقرونا بغيره،
واتهمه الأزدي. وقال الحافظ في " التقريب ": " صدوق يخطئ كثيرا ".
والوليد بن مسلم ثقة، لكنه كان يدلس تدليس التسوية.
وسائر رجاله ثقات، وأما قول الكوثري: " وعبد الرحمن بن يزيد متكلم فيه ". فهو من
أوهامه، فإنه ثقة محتج به في " الصحيحين "، ولعله اشتبه عليه بعبد الرحمن بن يزيد ابن تميم
فإنه ضعيف من طبقة الأول وكلاهما شامي، ولا يبعد عن الكوثري وتعصبه أنه يعرف هذه
الحقيقة، ولكنه تغافل عنها عمدا. نسأل الله العصمة.
والحديث أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " (ص 95) والبيهقي في " الأسماء " (ص
203) عن نعيم بن حماد به. وفي " الميزان ".
" وقال أبو زرعة الدمشقي: عرضت على دحيم حديثا حدثناه نعيم بن حماد عن الوليد بن
مسلم... (قلت: فذكر هذا الحديث)، فقال دحيم: لا أصل له ".
109 - (باب:)
516 - ثنا محمد بن ثعلبة بن سواء حدثني عمي محمد بن سواء، عن
سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:

227
" إذا قاتل أحدكم فليتجنب الوجه فإن الله تعالى خلق آدم على صورة
وجهه ".
516 - إسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين غير شيخ المصنف وهو ثقة كما تقدم بيانه في
الحديث (483)، لكني في شك من ثبوت قوله " على صورة وجهه ". فإن المحفوظ في الطرق
الصحيحة " على صورته " كما سيأتي بعد حديث. وفي حديث ابن عمر الآتي بعده: " على
صورة الرحمن "، ولكنه معلول كما سأبينه.
ثم إن سعيد بن أبي عروبة قد خولف في إسناده أيضا عن قتادة، فقال المثنى بن سعيد عن
قتادة عن أبي أيوب عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ " على صورته ".
أخرجه مسلم (7 / 32) وأحمد (2 / 519) وابن خزيمة (ص 27) والبيهقي في الأسماء
والصفات " (ص 290).
وتابعه همام حدثنا قتادة به سندا ولفظا.
أخرجه مسلم وأحمد (2 / 463).
فهذا هو المحفوظ عن قتادة إسنادا ومتنا.
وتابعه سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به.
وهذا صحيح على شرط الشيخين، وهو مخرج في " الصحيحة " (860).
وتابعه محمد بن أبي عثمان عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا به مختصرا بلفظ:
" إن الله عز وجل خلق آدم على صورته، وطوله ستون ذراعا ".
أخرجه أحمد (2 / 323) وابن خزيمة في " التوحيد " (ص 28 - 29).
وسنده لا بأس به في الشواهد والمتابعات.
وتابعه عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة بهذا اللفظ الأخير وفيه زيادة في سلام
آدم على الملائكة.
أخرجه البخاري (4 / 165 - 166) ومسلم (8 / 149) وأحمد (2 / 315) وابن خزيمة
(ص 29).
517 - ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن الأعمش عن حبيب بن أبي
ثابت عن عطاء عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

228
" لا تقبحوا الوجوه فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن ".
517 - إسناده ضعيف، ورجاله ثقات كلهم رجال البخاري، وعلته عنعنة حبيب بن أبي
ثابت فإنه كان يدلس، وكذلك الأعمش، وقد خولف في إسناده من قبل سفيان الثوري
فقال: عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسله. أخرجه ابن
خزيمة في " التوحيد " (ص 27) بسند صحيح، فهذا المرسل أصح من الموصول.
والحديث أخرجه ابن خزيمة بإسناد المصنف وأخرجه الآجري (ص 315) والبيهقي
(ص 291) من طريقين آخرين عن جرير بن عبد الحميد به. وأعله ابن خزيمة بالعلل
الثلاث المتقدمة: مخالفة الثوري، وقد ليس حبيب والأعمش.
518 - ثنا أبو الربيع، ثنا جرير عن الأعمش عن حبيب عن عطاء عن
ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا تقبحوا الوجوه فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته ".
518 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، وهو مكرر الذي قبله، لكنه بلفظ " على
صورته " وهو اللفظ المحفوظ في الحديث من طرق عن أبي هريرة رضي الله عنه كما تقدم بيانه
قبل حديث، ومن ألفاظه هذا اللفظ أخرجه الآجري عنه بالحرف الواحد.
519 - ثنا محمد بن مصفى ثنا عثمان بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن
محمد بن عجلان عن سعيد ابن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا يقولن أحدكم قبح الله وجهك ولا وجه من أشبه وجهك فإن الله خلق
آدم على صورته ".
519 - إسناده حسن صحيح، ورجاله ثقات على كلام في ابن عجلان، وكذا ابن
مصفى، لكن قد توبع كما يأتي. وعثمان بن سعيد هو أبو عمرو الحمصي.
والحديث أخرجه ابن خزيمة (ص 26) من طريق شعيب بن الليث قال: ثنا الليث به.
ثم أخرجه هو وغيره من طريق أخرى عن ابن عجلان به، وهو الآتي بعده.
520 - ثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن
عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

229
" إذا ضرب أحدكم فليتجنب الوجه ولا يقولن أحدكم قبح الله وجهك فإن
الله تعالى خلق آدم على صورته ".
520 - إسناده حسن صحيح، ورجاله ثقات على الكلام الذي في ابن عجلان.
والحديث أخرجه أحمد (2 / 251 و 434): ثنا يحيى بن سعيد به. وأخرجه ابن خزيمة
(ص 26) والآجري (315) والبيهقي (ص 291) من طرق أخرى عن يحيى به.
521 - ثنا عمر بن الخطاب، ثنا ابن أبي مريم، ثنا ابن لهيعة عن أبي
يونس سليم بن جبير عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من قاتل فليجتنب الوجه فإن صورة وجه الإنسان على صورة وجه
الرحمن ".
521 - إسناده ضعيف، ورجاله ثقات غير ابن لهيعة فإنه سيئ الحفظ. وإنما يصح الحديث
بلفظ " على صورته " دون ذكر الرحمن كما سبق تحقيقه تحت الحديث (516).
110 - (باب)
522 - ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ومحمد بن عبيد بن حساب قالا ثنا
أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن وراد كاتب المغيرة بن شعبة عن
المغيرة بن شعبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا شخص أغير من الله تعالى ولا شخص أحب إليه العذر من الله عز
وجل ومن أجل ذلك بعث الرسل مبشرين ومنذرين ولا شخص أحب إليه
المدح من الله تعالى ومن أجل ذلك وعد الجنة.
522 - إسناده صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه البخاري (4 / 456) ومسلم (4 / 211) من طرق أخرى عن أبي
عوانة.
523 - ثنا أبو بكر ثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير
عن وراد كاتب المغيرة عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.

230
523 - إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر الذي قبله.
111 - (باب:)
524 - حدثنا إبراهيم بن (المنذر) الخزامي ثنا عبد الرحمن بن المغيرة
ثنا عبد الرحمن بن عياش الأنصاري عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن
حاجب بن عامر بن المنتفق العقيلي عن جده عبد الله عن عمه لقيط بن عامر
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ستنظرون إليه ساعة وينظر إليكم قلت يا رسول الله ونحن ملء
الأرض وهو شخص واحد ينظر إلينا وننظر إليه قال أنبئك بمثل ذلك في
آلاء الله الشمس والقمر آية منه صغيرة وترونهما ساعة واحدة ".
524 - إسناده ضعيف، دلهم به الأسود وجده عبد الله بن حاجب، قال الذهبي: لا
يعرفان. قلت: ومثلهما عبد الرحمن بن عياش الأنصاري وهو السمعي القبائي، لم يوثقه غير
ابن حبان، وفي " التقريب ": " مقبول ".
والحديث أخرجه أحمد (4 / 13) وابن خزيمة (122 - 125) من طريقين آخرين عن عبد
الرحمن بن المغيرة الخزامي به إلا أنهما قالا: " عن أبيه " بدل " عن جده ".
قلت: وأبو مجهول أيضا.
والحديث قد أعاده المصنف فيما يأتي (836) بهذا الإسناد، لكنه أتم هناك.
112 - (باب: ذكر قول جهنم هل من مزيد حتى يضع ربنا
تبارك وتعالى قدمه فيها)
525 - حدثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن
أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" يلقى في النار أهلها وتقول (هل من مزيد) حتى يأتيها الله تعالى
فيضع قدمه عليها فتقول قط قط ".

231
525 - إسناده صحيح ورجاله ثقات رجال مسلم.
والحديث أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " (ص 65) من طرق أخرى عن حماد بن سلمة
والحديث أخرجه البخاري (3 / 337 و 4 / 468) ومسلم (8 / 151) وأحمد (2 / 369
و 507) وابن خزيمة أيضا والبيهقي في " الأسماء والصفات " (ص 349 - 350) من طرق
أخرى عن أبي هريرة به أتم منه. ويأتي بعده أحد طرقه.
526 - حدثنا محمد بن عبيد بن حساب ومحمد بن عبد الأعلى قالا ثنا
محمد بن ثور عن معمر عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أما جهنم فإنها لا تمتلئ حتى يضع الله قدمه فيها فهنالك تمتلئ ويزوي
؟؟ ضها إلى بعض وتقول قد قد.
526 - إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات، رجال مسلم غير محمد بن ثور وهو ثقة، وقد
توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (8 / 151) من طريق محمد بن حميد عن معمر به. وأحمد
(2 / 507) وابن خزيمة (ص 61) من طريق هشام بن حسان عن محمد بن سيرين به أتم
قلت، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه وكذا غيرهما من طرق أخرى
عن أبي هريرة كما تقدم بيانه في الذي قبله.
527 - حدثنا كثير بن عبيد الحذاء ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي
رواد عن معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يوم القيامة يشفع النبيون والملائكة ويشفع المؤمنون ويبقى أرحم
الراحمين قال فيقبض قبضة أو قبضتين من النار خلقا كثيرا لم يعملوا خيرا
فيخرجون قد امتحشوا وصاروا حمما فيصب عليهم من ماء يقال له ماء يقال له ماه

232
الحياة فيخرجون من أجسادهم كأنها اللؤلؤ مكتوب من عاتقه (1) نحن
عتقاء الله من النار.
527 - حديث صحيح، رجاله ثقات غير عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، قال
الحافظ: " صدوق يخطئ، أفرط ابن حبان فقال: " متروك ".
قلت: لكنه قد توبع، فقال أحمد (3 / 94): ثنا عبد الرزاق أنا معمر به. وأخرجه ابن
خزيمة (ص 201 و 212) من طريق أخرى عن عبد الرزاق به. ومسلم (1 / 114 - 117)
من طريق سويد بن سعيد قال: حدثني حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم به نحوه، وليس
فيه ذكر العتقاء، وإسناد عبد الرزاق صحيح على شرط الشيخين. وله شاهد من حديث أنس
نحوه. أخرجه الدارمي (1 / 27 - 28) وأحمد (3 / 144) وسنده صحيح على شرطهما.
113 - (باب:)
528 - حدثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة ثنا عطاء بن السايب عن
عبيد الله بن عبد الله بن عتبه عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" افتخرت النار والجنة فقالت النار يدخلني الجبارون والمتكبرون والملوك
والأشراف وقالت الجنة يدخلني الفقراء والضعفاء والمساكين فقال للنار أنت
عذابي أصيب بك من أشاء وقال للجنة أنت رحمتي وسعت كل شئ ولكل
واحدة منكما ملؤها فأما النار فيلقى فيها وهي تقول هل من مزيد حتى
يأتيها الله فيضع قدمه عليها فتزوي فتقول قدي قدي وأما الجنة فيلقى
فيها ما شاء الله فينشئ الله لها ما يشاء.
528 - حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أن عطاء بن السائب كان
اختلط، وحماد بن سلمة روى عنه في الاختلاط وقبله، فلا يحتج به بحديثه عنه إلا إذا تبين أنه
سمعه منه قبل، وهيهات. لكن الحديث صحيح لمجيئه من طريق أخرى عن أبي سعيد كما
يأتي.
والحديث أخرجه ابن خزيمة (ص 62 و 63 و 66) وأحمد (3 / 13 و 78) من طرق أخرى عن



(1) كذا الأصل، وفي " المسند ": " في أعناقهم الخاتم: عتقاء الله ".
233
حماد بن سلمة به.
والحديث أخرجه مسلم (8 / 151 - 152) من طريق أبي صالح عن أبي سعيد الخدري
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجت الجنة والنار، فذكر نحو حديث أبي هريرة. يعني الذي
ساقه قبله إلى قوله " ولكل واحدة منكما ملؤها ".
529 - ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة ثنا ثابت عن أنس بن مالك
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" يبقى من الجنة ما شاء الله ثم ينشئ الله لها خلقا ما يشاء ".
529 - إسناده صحيح على شرط مسلم وقد أخرجه في " صحيحه) (8 / 152) من طريق
أخرى عن حماد بن سلمة به.
530 - حدثنا هدبة ثنا حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد عن محمد بن
سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث ثابت.
530 - إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم، وقد أخرجه هو والمصنف من
طريق أخرى عن ابن سيرين به أتم منه، وقد مضى برقم (526)، لكن ليس فيه هذا المتن.
وإنما هو في رواية ها بن حسان عن ابن سيرين التي خرجتها هناك.
531 - ثنا عبد الأعلى بن حماد وعباس بن الوليد النرسي قالا:
حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا يزال جهنم يلقى فيها وهي تقول هل من مزيد حتى يأتيها رب
العالمين فيضع رب العالمين قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قد قد
أو تقول قط قط بعزتك وكرمك ".
531 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (8 / 152) وابن خزيمة (ص 65) وأحمد (3 / 234) من طريق
عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرني سعيد به. وهو سعيد ابن أبي عروبة. وأخرجه
البخاري (3 / 337 و 4 / 366) ومسلم أيضا والترمذي (2 / 222) وصححه وابن خزيمة

234
والبيهقي في " الأسماء " (ص 348 - 349) وأحمد (3 / 134 - 145 - 229) من طرق أخرى
عن قتادة به، وصرح قتادة في بعضها بالتحديث عن أنس.
532 - ثنا محمد بن عمر بن علي المقدمي، ثنا أشعث بن عبد الله
الخراساني، ثنا شعيب (1)، عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
يلقى في النار أهلها وتقول هل من مزيد قال ويلقى فيها تقول هل من
مزيد حتى يضع رجله أو قدمه فيها فتقول قط قط.
532 - إسناده صحيح، ورجاله ثقات الشيخين غير الخراساني والمقدس وهما ثقتان.
والحديث أخرجه ابن خزيمة (ص 64) بإسناد المصنف هذا. والبخاري (3 / 336 - 337)
وعبد الله بن أحمد (3 / 279) وعنه البيهقي من طريق حرمي بن عمارة ثنا شعبة به.
533 - ثنا يحيى بن خلف، ثنا معتمر بن سليمان. ثنا أبي، عن قتادة،
عن أنس بن مالك قال:
" لا يزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع تبارك وتعالى
قدمه عليها فيقول قط قط ".
533 - إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو والبخاري من طرق أخرى عن
قتادة به كما تقدم بيانه قبل حديث.
والحديث أخرجه ابن خزيمة (ص 64) عن عمرو بن عاصم قال: ثنا معتمر به.
534 - ثنا أبو موسى، ثنا عبد الصمد، ثنا أبان بن يزيد، ثنا قتادة،
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لا تزال جهنم تقول) هل من مزيد فذكر نحوه.
534 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما تقدمت الإشارة إليه آنفا،
وأبو موسى هو محمد بن المثنى.



(1) الأصل " شعيب " والتصحيح من كتب الرجال.
235
والحديث أخرجه ابن خزيمة (ص 64) بإسناد المصنف. وأحمد (3 / 141): ثنا
عبد الصمد به. وأخرجه مسلم من طريق أخرى عن عبد الصمد بن عبد الوارث به. ثم
أخرجه ابن خزيمة من طرق أخرى عن أبان به.
535 - ثنا عقبة بن مكرم، ثنا يونس بن بكير، ثنا عبد الغفار بن
القاسم، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن أبي بن كعب قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" جهنم تسأل المزيد حتى يضع تبارك وتعالى قدمه فيها فينزوي بعضها
إلى بعض وتقول قط قط ".
535 - حديث صحيح بما تقدم له من الشواهد، وأما إسناده فساقط بمرة افته عبد الغفار
ابن القاسم وهو أبو مريم الأنصاري، قال ابن المدني وأبو داود: كان يضع الحديث وقال
الدارقطني: متروك. ويبدو لي أنه قد في علي المصنف رحمه الله تعالى. وإلا لما استجاز إن
شاء الله تعالى أن يروي له في هذا الباب لا سيما وفيه ما يغني عنه كما سبق.
114 - (باب)
536 - حدثنا الحسن بن علي، ثنا هاشم بن القاسم، عن عبد الرحمن بن
عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الرحم شجنة متعلقة بمنكبي الرحمن تبارك وتعالى قال الله تعالى لها:
من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته.
536 - حديث صحيح، وهو على شرط البخاري، لكنهم قد تكلموا في عبد الرحمن بن
عبد الله بن دينار من قبل حفظه، وفي " التقريب ":
" صدوق يخطئ ".
قلت: لكنه لم يتفرد به، فقد تابعه سليمان وهو ابن بلال حدثنا عبد الله بن دينار به إلا أنه
اختصر فقال:
" إن الرحم شجنة من الرحمن، فقال الله لها، من وصلك... الحديث.

236
أخرجه البخاري (4 / 112). وأخرجه أحمد (2 / 295 و 383 و 406 و 455) من طريق
شعبة بن الحجاج عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة نحوه.
ورجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن عبد الجبار هذا، فلم يرو عنه غير شعبة، ولم يوثقه
غير ابن حبان، ومن طريقه أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (65) وابن حبان (2035)
والحاكم (4 / 162) وقال: " صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبي! مع أنه قال في ترجمة ابن
عبد الجبار من " الميزان ":
" قال العقيلي: مجهول بالنقل. قلت: شيوخ شعبة ثقات إلا النادر، منهم هذا الرجل،
قال أبو حاتم: شيخ ". وقال المنذري في " الترغيب " (3 / 226):
" رواه أحمد بإسناد جيد قوي وابن حبان في (صحيحه) ".
537 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا زيد بن الحباب، ثنا موسى بن
عبيدة، عن منذر بن الجهم عن نوفل بن مساحق، عن أم سلمة. قالت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن الرحم شجنة آخذة بحجزة الرحمن عز وجل تناشده ".
537 - إسناده ضعيف، منذر بن الجهم أورده ابن أبي حاتم (4 / 1 / 243 - 244) من
رواية موسى بن عبيدة وحده عنه. ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
وموسى بن عبيدة وهو الربذي ضعيف. وبه أعله الهيثمي في " المجمع " (8 / 150) بعدما
عزاه للطبراني.
538 - ثنا عقبة بن مكرم ومحمد بن بكار قالا: ثنا أبو عاصم، ثنا ابن
جريج، حدثنا زياد أن صالحا مولى التوأمة أخبره عن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن الرحمة شجنة آخذه بحجزة الرحمن تصل من وصلها وتقطع من
قطعها.
الرحم شجنة الرحمن أصلها في البيت العتيق فإذا كان يوم القيامة ذهبت
حتى تناول بحجزة الرحمن فتقول هذا مقام العائذ بك فيقول مما ذا؟ وهو
أعلم فتقول من القطيعة.
إن الرحم شجنة آخذة بحجزة الرحمن تصل من وصلها وتقطع من
قطعها.

237
538 - إسناده حسن على ما بينته في " الصحيحة " (1602).
539 - حدثنا محمد بن مسكين، حدثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم،
حدثنا بكر بن مضر، حدثني عبيد الله بن المغيرة، عن أبي الهيثم، عن أبي
سعيد رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: الرحم صح.
539 - إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات، وأبو الهيثم اسمه سليمان بن عمرو.
540 - ثنا عبد الله بن شبيب، ثنا الحزامي، ثنا يحيى بن يزيد، عن
أبيه، عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
" إن الرحم شجنة وإنها اشتقت من اسم الرحمن وإنها آخذة بحقويه تقول
اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني ".
540 - إسناده ضعيف، يحيى بن يزيد وهو ابن عبد الملك النوفلي المديني، هو وأبوه.
ضعيفان. وعبد الله بن شبيب هو أبو سعيد الربعي أخباري علامة لكنه واه.
115 - (باب: ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يضع السماوات
على أصبع ويطوي السماوات والأرض بيده).
541 - ثنا أبو الربيع الزهراني العتكي، ثنا جرير بن عبد الحميد،
عن منصور، عن إبراهيم عن عبيد، عن عبد الله قال:
" جاء حبر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبلغك أن الله تعالى يضع
السماوات يوم القيامة على أصبع والأرض على أصبع والجبال على أصبع
والشجر على أصبع والماء والثرى على أصبع وسائر الخلق على أصبع ثم
يهزهن ويقول أنا الملك قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم بدت نواجذه
تصديقا لقول الحبر ثم قرأ:
(وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضة يوم القيامة والسماوات
مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون).

238
قال أبو بكر: قلت لأبي الربيع: فضحك تصديقا؟ قال: نعيم.
541 - إسناده صحيح على شرط الشيخين وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (8 / 125) وابن خزيمة (ص 53) والآجري (ص 318)
والبيهقي في " الأسماء " (ص 334) من طرق عن جرير به. وهو عند البيهقي من طريق آخر
عنده (335) من طريق محمد بن إسماعيل الترمذي نا سليمان بن داود أبو الربيع نا عمار بن
محمد وجرير بن عبد الحميد عن منصور به.
وأخرجه البخاري (3 / 321 - 322 و 4 / 455) ومسلم أيضا ومن ذكر معه وأحمد
(1 / 429 و 457) من طرق أخرى عن منصور به.
وتابع منصورا سليمان الأعمش عند البخاري قرنهما معا. لكن في رواية أخرى له وكذا
مسلم وغيره عن الأعمش قال: سمعت إبراهيم يقول سمعت علقمة يقول: قال عبد الله
فذكره فقال: علقمة، بدل " عبيدة " وهو الصواب عن الأعمش كما جزم به ابن خزيمة،
وقال:
" والإسنادان ثابتان صحيحان، منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله، والأعمش
عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله، غير مستنكر لإبراهيم النخعي مع علمه وطول مجالسته
أصحاب ابن مسعود أن يروي خبرا عن جماعة من أصحاب ابن مسعود عنه ".
542 - ثنا محمد بن المثنى، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا سفيان بن سعيد،
حدثني منصور وسليمان الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله،
عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. قال يحيى: وكان فضيل بن عياض يزيد فيه عن منصور
: (فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تصديقا لقول الحبر. قال: نعم).
542 - إسناده صحيح، وهو مكرر الذي قبله.
543 - ثنا أبو بكر وابن نمير قالا: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن
إبراهيم، عن علقمة عن عبد الله قال:
أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من أهل الكتاب فقال يا أبا القاسم أبلغك أن الله
عز وجل يحمل الخلائق على أصبع والسماوات على أصبع والأرض على
أصبع والشجر على أصبع والثرى كذا على أصبع قال فضحك رسول الله
صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه فأنزل الله تعالى:

239
(وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات
مطويات بيمينه).
543 - إسناده صحيح، وهو مكرر الذي قبله.
544 - ثنا أبو موسى، ثنا أبو المساور، ثنا أبو عوانة، عن الأعمش،
عن إبراهيم عن علقمة، عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: مثله.
544 - إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر الذي قبله. وأبو المساور اسمه
الفضل بن المساور.
545 - حدثنا فضل بن سهل الأعرج، ثنا محمد بن الصلت، ثنا أبو
كدينة، عن عطاء بن السايب عن أبي الضحى، عن ابن عباس قال:
مر يهودي بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: كيف تقول يا محمد إذا وضع الله السماء
على ذه والجبال على ذه وسائر الخلق على ذه فأنزل الله:
(وما قدروا الله حق قدره).
545 - إسناده ضعيف، ورجاله ثقات رجال البخاري غير فضل بن سهل الأعرج، وهو
ثقة، توفي سنة (255)، إلا أن عطاء بن السائب كان اختلط، فهو علة الحديث. ومحمد بن
الصلت هو أبو جعفر الكوفي الأصم.
والحديث أخرجه الترمذي (2 / 216) وابن خزيمة (ص 53) وابن جرير الطبري
(24 / 18) من طرق أخرى عن محمد بن الصلت به، وقال الترمذي:
" حديث حسن غريب صحيح، لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه، وأبو
كدينة اسمه يحيى بن المهلب ".
116 - (باب)
546 - ثنا هدبة بن خالد، ثنا حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن
أبي طلحة عن عبيد الله بن مقسم، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ:

240
(وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات
مطويات بيمينه) قال فبسط رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه قال فيقول الله تبارك
وتعالى: أنا الجبار أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون أنا كذا أنا كذا
فرجف المنبر برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قلنا ليخرن به.
546 - إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (2 / 72) وابن خزيمة (49) من طرق أخرى عن حماد بن سلمة به.
وأخرجه مسلم (8 / 126 - 127) وابن ماجة (198 و 4285) وابن جرير (24 / 18) وابن
خزيمة أيضا والبيهقي في " الأسماء " (339) من طريق أخرى عن عبيد الله بن مقسم به وأتم
منه.
547 - ثنا أبو بكر، ثنا أبو أسامة، عن عمرو بن حمزة، عن سالم بن
عبد الله حدثني عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يطوي الله السماوات يوم القيامة بيمينه ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم
يقول: أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون ".
547 - إسناده صحيح بما قبله، وهو على شرط مسلم، لكن عمر بن حمزة وهو العمري
المدني ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب ".
والحديث أخرجه مسلم (8 / 126) بإسناد المصنف. وأبو داود (4732) عن أبي أسامة
به، وعنه البيهقي (323). وأخرجه البخاري (4 / 455) من " طريق نافع عن ابن عمر له
مختصرا.
548 - ثنا ابن كاسب، ثنا حسين بن حسن بن حرب، ثنا حجاج بن أبي
منيع عن جده، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن الله تعالى يقبض الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك
أين ملوك الأرض؟ "
548 - إسناده جيد، ورجاله ثقات. وحجاج هو ابن يوسف بن أبي منيع نسب إلى جده،
واسمه عبيد الله بن أبي زياد، وقد توبع كما يأتي بعده.

241
والحديث أخرجه البخاري (3 / 322) وابن خزيمة (49) والبيهقي (338) عن خالد بن
مسافر عن الزهري به.
وله متابع آخر بعده.
549 - ثنا عبيد الله بن فضالة، ثنا أبو اليمان، عن شعيب، عن
الزهري، عن أبي سلمة عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك
الأرض ".
549 - إسناده صحيح، ورجاله كلهم ثقات على شرط الشيخين، غير عبيد الله بن فضالة،
وهو أبو قديد النسائي الحافظ، ثقة ثبت، مات سنة 241، وأبو اليمان اسمه الحكم بن نافع.
والحديث أخرجه الدارمي (2 / 325): حدثنا الحكم بن نافع به. وأخرجه ابن خزيمة
(ص 48) من طريق محمد بن يحيى قال: ثنا أبو اليمان به.
وخالفه بشر بن شعيب فقال: أخبرني أبي قال: ثنا محمد بن مسلم بن شهاب قال:
أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به. فجعل سعيد بن المسيب مكان أبي سلمة.
أخرجه ابن جرير (24 / 18 - 19).
وبشر بن شعيب وهو ابن أبي حمزة بن دينار ثقة من شيوخ البخاري.
وتابعه يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب به.
أخرجه البخاري (4 / 234 و 447) ومسلم (8 / 126) وابن ماجة (192) وابن خزيمة
(48) وأحمد (2 / 374) وأبو يعلى (4 / 1403) والبيهقي (323).
قلت: فالظاهر أن للزهري فيه شيخين: أبا سلمة، وسعيد بن المسيب، فكان يرويه
تارة عن هذا وتارة عن هذا، فروى كل ما سمع منه.
ثم رأيت له متابعا عن أبي سلمة، أخرجه ابن خزيمة (ص 49) من طريق الزبيدي
قال: أخبرني الزهري به. وقال:
" قال لنا محمد بن يحيى: الحديثان عندنا محفوظان. يعني عن سعيد وأبي سلمة ".
فالحمد لله على توفيقه.

242
117 - (باب)
550 - حدثنا هشام بن عمار، ثنا معاوية بن يحيى أبو مطيع، ثنا محمد
بن الوليد الزبيدي، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن سبرة
بن الفاكه الأسدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" الموازين بيد الرحمن يرفع قوما ويضع آخرين إلى يوم القيامة ".
550 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف مضى الكلام عليه برقم (220). لكن الحديث
صحيح بما بعده.
والحديث أخرجه الآجري في " الشريعة " (386) من طريق أخرى عن هشام بن عمار به
إلا أنه قال: سبرة بن فاتك، ولعله الصواب، فقد ساقه الحافظ في ترجمة ابن فاتك هذا من
رواية ابن قتادة من طريق جبير بن نفير عن سبرة بن فاتك مرفوعا به. وأخرجه من طريق
أخرى فقال: سمرة.
551 - ثنا ابن مصفى، ثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن من
حدثه، عن جبير بن نفير، عن سبرة بن فاكه الأسدي قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
الموازين بيد الرحمن فيرفع قوما ويضع آخرين إلى يوم القيامة.
551 - حديث صحيح بما قبله، وما بعده، وسنده ضعيف لجهالة شيخ الزبيدي.
552 - ثنا هشام بن عمار، ثنا صدقة بن خالد، ثنا ابن جابر قال سمعت
بسر بن عبيد الله يقول: سمعت أبا إدريس الخولاني يقول: أخبرني
نواس بن سمعان الكلابي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
الميزان بيد الرحمن يرفع قوما ويخفض آخرين.
552 - حديث صحيح، ومضى الكلام على إسناده (219). وقد توبع صدقة بن خالد،
فقال أحمد (4 / 182) ثنا الوليد بن مسلم قال: سمعت يعني ابن جابر يقول فذكره.
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين مسلسل بالسماع والتحديث. وهكذا أخرجه

243
الآجري (386) من طريقين آخرين عن الوليد بن مسلم به. وأخرجه الحاكم (2 / 289
و 4 / 321) من طريقين آخرين عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به. وصححه على شرطهما
ووافقه الذهبي.
ولابن جابر متابع ساقه المصنف بعده.
553 - ثنا ابن مصفى، ثنا أبو المغيرة، ثنا الوليد بن سليمان بن أبي
السايب عن بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن نعيم بن
همار قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
الميزان بيد الرحمن يرفع قوما ويضع آخرين إلى يوم القيامة.
553 - إسناده حسن صحيح، رجاله ثقات، وفي ابن مصفى كلام لا يضر وقد مضى، على
أنه قد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه البزار في " مسنده " (ص 15 - زوائده): حدثا سلمة بن شبيب
والعباس بن عبد الله قالا: ثنا أبو المغيرة به.
قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات.
(تنبيه: قد أعاد المصنف رحمه الله تعالى أحاديث الباب في باب آخر يأتي برقم (162).
118 - (باب ما ذكر من ضحك ربنا عز وجل)
554 - ثنا هدبة بن خالد، ثنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء، عن
وكيع بن حدس عن أبي رزين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره. قال أبو رزين: يا رسول الله
ويضحك ربنا؟ قال نعم قال لن تعدم من رب يضحك خيرا.
554 - إسناده ضعيف، وقد مضى الكلام عليه برقم (459)، وهو طرف من الحديث المتقدم
بعضه هناك، وقد خرجته ثم.
555 - حدثنا ابن مصفى، ثنا بقية بن الوليد، ثنا الزبيدي، عن
الزهري، عن عطاء بن يزيد عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر قول
الرجل الذي هو آخر من يدخل الجنة، فيقول يا رب لا أكون أشقى خلقك

244
فلا يزال يدعو ويسأله حتى يضحك الله تعالى منه فيدخله الجنة.
555 - إسناده حسن صحيح، رجاله ثقات وفي بعضهم ضعف يسير، وقد توبعا كما في
الآتي بعده.
556 - ثنا ابن أبي عمر، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري عن
عطاء بن يزيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
فلا يزال حتى يضحك فإذا ضحك منه أذن له فأدخله الجنة.
556 - إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه كما يأتي، وهو طرف من حديث
الرؤية والشفاعة الطويل، وقد ساقه المصنف بطوله فيما تقدم (475) من طريق أخرى عن ابن
شهاب الزهري به.
والحديث أخرجه أحمد (2 / 275 - 276 و 533 - 534) ثنا عبد الرزاق به.
وأخرجه البخاري (4 / 246) من طريق أخرى عن عبد الرزاق به. ومسلم (2 / 112)
من طريقين آخرين عن الزهري به.
557 - ثنا هدبة بن خالد، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت عن أنس بن
مالك، عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فيقول الله يا ابن آدم أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها فيقول
أي رب أتستهزئ بي وأنت رب العالمين قال فضحك ابن مسعود وقال ألا
تسألوني مم ضحكت قالوا ومم تضحك قال هكذا فعل رسول الله فقال:
ألا تسألوني مم ضحكت قالوا ومم تضحك يا رسول الله قال:
من ضحك رب العالمين منه حين يقول أتستهزئ بي وأنت رب
العالمين قال إني لا أستهزئ بك ولكني على ما أشاء قادر.
557 - إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (1 / 119) وأحمد (1 / 391 - 392) وغيرهما من طرق أخرى عن
حماد بن سلمة به مطولا.

245
558 - ثنا عبد الرحيم بن مطرف، ثنا عيسى بن يونس، عن سعيد بن
عثمان البلوي عن عروة بن سعيد الأنصاري، عن أبيه، عن حصين بن
وحوح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى قبر طلحة بن البراء في قطار بالغصبة فصف
وصففنا خلفه وقال: اللهم، إلق طلحة تضحك إليه ويضحك إليك.
558 - إسناده ضعيف، عروة - ويقال: عزرة - بن سعيد الأنصاري مجهول. وكذلك أبوه.
والحديث أخرجه البغوي أيضا وابن أبي خيثمة والطبراني وابن شاهين وابن السكن من
طريق عيسى بن يونس به وقال الطبراني:
لا يروى عن حصين بن وحوح إلا بهذا الإسناد، تفرد به عيسى بن يونس ". كذا في
" الإصابة ".
قلت: هو ثقة والعلة ممن فوقه كما عرفت.
119 - (باب)
559 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون، عن
إسماعيل بن أبي خالد، عن إسحاق بن راشد، عن امرأة من الأنصار يقال
لها أسماء بنت يزيد قالت، لما أخرج سعد بن معاذ صاحت أمه فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
يا أم سعد ألا يرقأ دمعك، ويذهب حزنك فإن ابنك أول من ضحك الله
له واهتزله العرش.
559 - إسناده ضعيف، رجاله كلهم ثقات غير إسحاق بن راشد، فإنه مجهول لا يعرف
وهو غير الجزري، فإنه أقدم طبقة منه.
والحديث أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " (ص 154) من طريق أخرى عن يزيد وقال:
" لست أعرف إسحاق بن راشد هذا، ولا أظنه الجزري أخو النعمان بن راشد ".
قلت: وأما تلميذه ابن حبان فذكره في " الثقات ".
والحديث أخرجه أحمد (6 / 456) وابن سعد (3 / 2 / 12) عن يزيد بن هارون به.

246
560 - ثنا أبو بكر، ثنا أبو خالد الأحمر، عن مجالد، عن أبي الوداك،
عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يضحك الله تعالى إلى ثلاثة، القوم إذا صفوا للصلاة والرجل يقاتل وراء
أصحابه والرجل يقوم في سواد الليل.
560 - إسناده ضعيف من أجل مجالد وهو ابن سعيد.
والحديث مخرج في " الأحاديث الضعيفة " (3453).
120 - (باب: في اهتزاز عرش ربنا تبارك وتعالى لموت عبده
سعد بن معاذ).
561 - ثنا محمد بن عبد الرحمن العلاف، ثنا محمد بن سواء، عن
سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" في جنازة سعد بن معاذ اهتز لها عرش الرحمن ".
561 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الرحمن العلاف
فلم أعرفه. ولكنه قد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (3 / 234): ثنا عبد الوهاب عن سعيد به. وأخرجه مسلم
(7 / 150) من طريق أخرى عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف به.
562 - ثنا أبو موسى، ثنا أبو المساور، عن أبي عوانة، عن الأعمش،
عن أبي سفيان، عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اهتز العرش لموت سعد بن معاذ.
562 - إسناده صحيح على شرط البخاري وقد أخرجه في " صحيحه " كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (3 / 10) بإسناد المصنف هذا.
وأخرجه مسلم (7 / 150) وابن ماجة (158) وأحمد (3 / 316) وابن سعد (23 / 2 / 12)
من طرق أخرى عن الأعمش به.

247
وتابعه أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله به.
أخرجه مسلم والترمذي (2 / 317) وصححه وأحمد (3 / 295 - 296 و 349). وله عنده
(3 / 327) متابع آخر وسنده جيد.
563 - ثنا أبو موسى، ثنا أبو المساور، عن أبي عوانة، عن الأعمش،
عن أبي صالح، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" فقال رجال لجابر فإن البراء يقول اهتز السرير فقال إنه كان بين هذين
الحيين الأوس والخزرج ضغائن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ.
563 - إسناده صحيح، وهو مكرر الذي قبله إلا أنه أتم، وكذلك رواه البخاري.
564 - 567 - وفيه عن أسيد بن حضير وأبي سعيد وابن عمر
وحذيفة.
564 - 567 - هذه الأحاديث معلقة، وقد وصلها عنهم جميعا ابن سعد بأسانيده عنهم،
وعن أسماء بنت يزيد بن السكن أيضا. وأخرجه أحمد أيضا (23 / 3 - 24) عن أبي سعيد.
وسنده صحيح. وأخرجه أيضا (4 / 352) عن أسيد. وسنده جيد في الشواهد. وحديث
أسماء بنت يزيد تقدم عند المصنف (459) وأخرجه أيضا (6 / 329) من حديث رميثة رضي
الله عنها. وفيه يوسف بن الماجشون عن أبيه. ولم أعرفهما. وفي رجال " الصحيحين " عبد
العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، لكنهم لم يذكروا في الرواة عنه ابنه يوسف وإنما
عبد الملك. ولا ذكروا في شيوخه عاصم بن عمر بن قتادة وهو شيخه هنا. والله أعلم. ثم
رأيت الذهبي قال في " العلو " (رقم 66 - مختصرة):
" هذا إسناد صالح، صححه ابن منده ".
121 - (باب)
568 - قال أبو بكر بن أبي عاصم، قال أبو إسحاق إبراهيم الحزامي
وقرأت من كتابه ثم فرقه وقال لي واعتذر إلي حلفت أن لا أراه إلا مزقته)
فانقطع من طرف الكتاب، عن محمد بن فليح، عن سعيد بن الحارث، عن

248
عبد الله بن منين (1) قال: بينا أنا جالس في المسجد إذ جاءه قتادة بن
النعمان فجلس فتحدث ثم ثاب إليه ناس فقال انطلق بنا يا ابن منين إلى
أبي سعيد الخدري فإني قد أخبرت أنه قد اشتكى قال فانطلقنا حتى
دخلنا على أبي سعيد فوجدناه مستلقيا رافعا إحدى رجليه على الأخرى
فسلمنا وقعدنا فرفع قتادة يده فقرصه قرصة شديدة قال أبو سعيد
أوجعتني قال ذلك أردت ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
لما قصى الله خلقه استلقى ثم وضع إحدى رجليه على الأخرى ثم قال لا
ينبغي أن يفعل مثل هذا قال أبو سعيد نعم.
568 - إسناده ضعيف، والمتن منكر، كأنه من وضع اليهود. آفته سعيد بن الحارث،
ويقال: الحارث بن سعيد وهو الأصح وهو مجهول الحال. وشيخه عبد الله بن منين وإن وثقه
يعقوب بن سفيان فقد قال الذهبي:
" ما روى عنه سوى الحارث بن سعيد ". يشير إلى أنه مجهول العين.
وبقية رجال الإسناد ثقات رجال البخاري، لكن في محمد بن فليح كلام غير يسير، حتى
قال فيه ابن معين: ليس بثقة. وقال الحافظ في " التقريب ": " صدوق يهم ".
والحديث أخرجه ابن منده في " المعرفة " (2 / 132 / 1) من طريق المؤلف.
122 - (باب: في تعجب ربنا من بعض ما يصنع عباده مما
يتقرب به إليه).
569 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، عن
عطاء بن السايب عن مرة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" عجب ربنا تبارك وتعالى من رجلين رجل قام من فراشه ولحافه " فذكر
الحديث.
569 - حديث حسن، رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح، غير أن عطاء بن السائب كان



(1) بالميم المضمومة، ووقع في الأصل بالحاء وهو تحريف.
249
اختلط، وقد روى عنه حماد في حالته اختلاطه أيضا، فلم يتميز لنا هل تلقاه عنه في هذه الحالة
أو قبلها. وإنما حسنت الحديث لأن له شواهد كما قلت في " تخريج الترغيب " (1 / 219 -
220).
والحديث أخرجه أحمد (1 / 416): ثنا روح وعفان به. وأخرجه ابن حبان (643 و 644)
والحاكم (2 / 112) من طرق أخرى عن حماد بن سلمة به. وقال الحاكم:
" صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبي!
570 - ثنا الحسن بن علي، ثنا الوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني
قال سمعت يزيد بن كيسان يذكر عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل:
لقد عجب الله تعالى بصنيعك بضيفك أو ضحك بصنيعك بضيفك.
570 - حديث صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم غير الوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني
وهو صدوق يخطئ كما في " التقريب "، لكنه قد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (6 / 127) والبخاري في " مناقب الأنصار " من " الصحيح " من
طريق فضيل بن غزوان عن أبي حازم الأشجعي به ففيه قصة، وفي رواية له أن الرجل من
الأنصار يقال له أبو طلحة.
571 - ثنا هشام بن عمار قال كتب إلينا ابن لهيعة، ثنا أبو عشانة قال
سمعت عقبة ابن عامر يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن الله ليعجب من الشاب ليس له صبوة.
571 - إسناده ضعيف، لسوء حفظ ابن لهيعة.
والحديث مخرج في سلسلة الأحاديث الضعيفة " (2426).
572 - ثنا ابن كاسب، ثنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث،
عن أبي عشانة المعافري، عن عقبة بن عامر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
" عجب ربك من راعي الغنم في رأس الشظية من الجبل يؤذن ويقيم
الصلاة ".

250
572 - إسناده جيد، رجاله كلهم ثقات، وفي ابن كاسب واسمه يعقوب بن حميد كلام لا
يضر كما تقدم مرارا، لا سيما وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه جماعة من طرق عن ابن وهب به. وقد خرجته في " سلسلة الأحاديث
الصحيحة " (41).
وأزيد هنا فأقول: تابعه ابن لهيعة ثنا أبو عشانة به.
أخرجه أحمد (4 / 145 و 157).
573 - وفيه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
" عجب ربك من قوم يقادون في السلاسل إلى الجنة ".
(ومن ذكر عرش ربنا تعالى من على العرش استوى وتقدس علوا
كبيرا) (1).
573 - قلت: هذا معلق، وقد وصله البخاري (2 / 250) وأبو داود (2677) وأحمد
(2 / 302 و 406 و 457) من طريق محمد بن زياد عن أبي هريرة مرفوعا به.
وتابعه أبو صالح عنه به.
أخرجه أحمد (2 / 448) وأبو نعيم (8 / 307) بلفظة " عجب ربنا... " والباقي مثله.
وعزاه السيوطي في " الجامع " للطبراني عن أبي أمامة و " الحلية " عن أبي هريرة بلفظ:
" عجيب " لأقوام يساقون إلى الجنة في السلاسل وهم كارهون هؤلاء ولفظ الحلية إنما هو ما
ذكرته، ولفظ الطبراني كما في " معجم الزوائد " (5 / 333) استضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما
فقيل له: ما يضحكك قال: قوم... الحديث ليس فيه: " وهم كارهون " والله أعلم.
وله شاهد من حديث أبي أمامة مرفوعا نحوه.
وأخرجه أحمد (5 / 249) بإسناد رجاله ثقات عن شيخ عنه، وقد سماه هو في رواية
(5 / 256) وابن عدي (112 / 2) حسن الخراساني، وهو حسن بن واقد عن أبي غالب عنه.
وهذا إسناد حسن. وله في " المسند " (5 / 338) شاهد آخر من حديث سهل بن سعد:
وسنده ضعيف.
574 - ثنا إسماعيل بن سالم الصايغ، ثنا يحيى بن أبي بكير، عن



(1) كذا ولا تخلو العبارة من شئ.
251
إسرائيل، عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة، عن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ادع الله تعالى أن يدخلني
الجنة فقال:
فعظم الرب تبارك وتعالى وقال: إن عرشه فوق سبع سماوات وإن له
لأطيطا كأطيط الرجل الحديد إذا ركب من ثقله.
574 - إسناده ضعيف، عبد الله بن خليفة، لم يوثقه غير ابن حبان. وقال الحافظ ابن كثير
في " التفسير " (2 / 14): " ليس بذاك المشهور، وفي سماعه من عمر نظر، ثم منهم من
يرويه عنه عن عمر موقوفا ومنهم من يرويه عن عمر مرسلا. ومنهم من يريد في متنه زيادة
غريبة، ومنهم من يحذفها، وأغرب منه حديث جبير بن مطعم في صفة العرش كما رواه أبو
داود.
قلت: يعني الحديث الآتي.
575 - ثنا عبد الأعلى بن حماد 2 النرسي ومحمد بن المثنى قالا: ثنا وهب
ابن جرير ثنا أبي قال سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن يعقوب بن عتبة
وجبير بن محمد عن أبيه، عن جده قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي
فقال: يا رسول الله جهدت الأنفس وضاع العيال ونهكت الأبدان
وهلكت الأموال فاستسق الله لنا فإنا نستشفع بك على الله تبارك وتعالى
ونستشفع بالله عليك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ويحك تدري ما تقول فسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فما زال يسبح حتى عرف
ذلك في وجوه أصحابه فقال: ويحك لا تستشفع بالله على أحد من خلقه فإن
شأن الله تعالى أعظم من ذلك ويحك تدري، ما الله إن عرشه على سماواته
وأرضيه لهكذا مثل القبة وإنه ليأط أطيط الرحل بالراكب.
575 - إسناده ضعيف، ورجاله ثقات، لكن ابن إسحاق مدلس ومثله لا يحتج به إلا إذا
صرح بالتحديث، وهذا ما لم يفعله في ما وقفت عليه من الطرق إليه، ولذلك استغربه الحافظ
ابن كثير في تفسير آية الكرسي من " تفسيره " كما تقدم، ثم إن في إسناده اختلافا كما يأتي ذكره.
والحديث أخرجه أبو داود (4726) وابن خزيمة في " التوحيد " (ص 69) والآجري في

252
" الشريعة " (293) من طرق عن محمد بن إسحاق به، إلا أنهم قالوا: عن يعقوب بن عتبة
عن جبير بن محمد به. وهو رواية للمصنف كما يأتي بعده. وقال أبو داود عقبه:
" وقال عبد الأعلى وابن المثنى وابن بشار عن يعقوب بن عتبة وجبير بن محمد بن جبير عن أبيه
عن جده، والصحيح ما رواه الجماعة عن ابن إسحاق: عن يعقوب بن عتبة عن جبير بن
محمد.. ".
576 - ثنا أبو الأزهر النيسابوري، ثنا وهب بن جرير، ثنا أبي، عن
محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة، عن جبير بن محمد بن جبير، عن
أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
576 - إسناده ضعيف، وهو مكرر الذي في قبله.
123 - (باب)
577 - حدثنا أبو عمرو عثمان بن سعيد، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن
سعد الرازي ثنا عمرو بن أبي قيس، عن سماك، عن عبد الله بن عميرة،
عن الأحنف بن قيس، عن العباس بن عبد المطلب زعم أنه كان جالسا
بالبطحاء في عصابة ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فيهم إذ مرت عليهم سحابة
فنظروا إليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هل تدرون ما اسم هذه قالوا نعم هذا السحاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
والمزن قالوا والمزن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والعنان ثم قال لهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم: والمزن قالوا والمزن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تدرون بعد ما بين السماء
والأرض قالوا لا والله ما ندري قال فإن بعد ما بينهما: إما واحد وإما اثنين
وإما ثلاث وسبعين سنة والسماء التي فوقها كذلك حتى عد سبع سماوات
كذلك ثم فوق السماء السابعة نهر بين أعلاه وأسفله ما بين السماء إلى
السماء ثم فوق ذلك ثمانية أو عال بين أظلافهن وركبهن ما بين سماء إلى
سماء ثم فوق ظهورهن العرش بين أسفله وأعلاه ما بين سماء إلى سماء والله
تبارك وتعالى فوق ذلك.

253
577 - إسناده ضعيف، عبد الله بن عميرة قال الذهبي:
" فيه جهالة، قال البخاري: لا يعرف له سماع من الأحنف بن قيس ".
والحديث أخرجه أبو داود (2724) والترمذي (2 / 332) وابن خزيمة في " التوحيد "
(68) من طرق أخرى عن عبد الرحمن بن عبد الله الرازي به.
وأخرجه أبو داود أيضا وابن ماجة (193) والآجري في " الشريعة " (ص 292) من طريق
أخرى عن عمرو بن أبي محسن، وعمرو هذا صدوق له أوهام.
وتابعه يحيى بن العلاء عن عمه شعيب بن خالد: حدثني سماك بن جهان به إلا أنه قال:
" بينهما مسيرة خمسمائة سنة ".
أخرجه أحمد (1 / 206 - 207).
لكن يحيى بن العلاء متهم بالوضع.
وعمه شعيب بن خالد لا بأس به.
وقد تابعه إبراهيم بن طهمان عن سماك باللفظ الأول.
أخرجه الآجري.
578 - ثنا عثمان بن سعيد، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله، ثنا أبو جعفر
الرازي، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة قال:
كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فمرت سحابة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون
ما هذه قالوا الله ورسوله أعلم قال هذه العنانة هذه روايا الأرض يسوقها
الله عز وجل إلى أهل بلد لا يعبدونه ولا يشكرونه هل تدرون ما فوق ذلك
قالوا الله ورسوله أعلم قال فإن فوق ذلك موجا مكفوفا وسقفا محفوظا هل
تدرون ما فوق ذلك قالوا الله ورسوله أعلم قال فإن فوق ذلك سماء أخرى
قال فإن بينهما مسيرة خمسمائة عام حتى عد سبع سماوات بين كل سمائين
مسيرة خمسمائة عام هل تدرون ما فوق ذلك قالوا الله ورسوله أعلم قال
فإن فوق ذلك العرش فهل تدرون كم بينهما قالوا الله ورسوله أعلم قال
فإن بينهما كما بين سماءين إلى سماءين أو كما قال.

254
578 - إسناده ضعيف، وله علتان:
الأولى عنعنة الحسن وهو البصري، فإنه مدلس.
والأخرى: ضعف أبي جعفر الرازي فإنه سيئ الحفظ، لكن هذا قد توبع كما يأتي،
فالعلة القادحة هي الأولى.
والحديث أخرجه الترمذي (2 / 525) وأحمد (2 / 370) والبيهقي (ص 399 - 400) من
طريقين آخرين عن قتادة به. وزادا في آخره:
" ثم قال: هل تدرون ما الذي تحت ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنها
الأرض. ثم قال: هل تدرون ما الذي تحت ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإن
تحتها الأرض الأخرى بينهما مسيرة خمسمائة سنة، حتى عدد سبع أرضين، بين كل أرضين
مسيرة خمسمائة سنة، ثم قال: والذين نفس محمد بيده لو أنكم دليتهم رجلا بحبل إلى الأرض
السفلى لهبط على الله ثم قرأ: (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم).
وقال الترمذي مصنفا إياه:
" حديث غريب ". وقال البيهقي مبينا علته:
" وفي رواية الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه انقطاع، ولا يثبت سماعه من أبي
هريرة، وروى من وجه آخر منقطع عن أبي ذر مرفوعا ".
ثم ساق من طريق أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي ذر به مختصرا
دون ذكرها قبل السماوات والمسافات بينها وقال في آخره:
" ولو حفرتم لصاحبكم ثم دليتموه لوجدتم الله عز وجل ".
قلت: وهو مع انقطاعه ضعيف لضعف أحمد بن عبد الجبار.
124 - (باب)
579 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبدة بن سليمان، عن محمد
ابن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم صدق أمية بن أبي الصلت في شئ من شعره قال:
رجل وثور تحت رجل يمينه
والنسر للأخرى وليث مرصد

255
والشمس تطلع كل آخر ليلة
صحراء تصبح لونها يتورد
تأبى فما تطلع لنا في رسلها
إلا معذبة وإلا تجلد
قال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق.
579 - إسناده ضعيف، ورجاله ثقات، والعلة عنعنة ابن إسحاق
والحديث أخرجه أحمد وابنه عبد الله في " المسند " و " زوائده " (1 / 256) بإسناد المصنف
وشيخه.
وأخرجه الدارمي (2 / 296): أخبرنا محمد بن عيسى ثنا عبدة بن سليمان به.
وأخرجه البيهقي في " الأسماء " (ص 360) عن أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن
ابن إسحاق قال: حدثني يعقوب بن عتبة... فصرح بالتحديث.
لكن أحمد هذا ضعيف في " التقريب " ويونس بن بكير صدوق يخطئ.
580 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن الأعمش، عن
إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
والشمس تجري لمستقر لها قال: مستقرها تحت العرش.
580 - إسناده صحيح على شرط الشيخين -، وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 177): ثنا وكيع به.
وأخرجه البخاري (3 / 318) ومسلم (1 / 96) من طرق أخرى عن وكيع به.
ثم أخرجاه وكذا أحمد (5 / 152) من طرق أخرى عن الأعمش به نحوه أتم منه.
125 - (باب)
581 - حدثنا المقدمي، ثنا ابن أبي الوزير، ثنا فليح بن سليمان، عن
هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:

256
إذا سألتم الله تعالى فاسألوه الفردوس فإنها وسط الجنة وأعلاها وفوقها
عرش الرحمن ومنها تفجير أنهار الجنة.
581 - حديث صحيح، ورجال إسناده رجال الشيخين غير ابن أبي الوزير فلم أعرفه
الآن، على أنه قد توبع كما يأتي.
وفليح بن سليمان فيه ضعف من قبل حفظه، لكن لحديثه شاهد يقويه قد خرجته في
" الصحيحة " (921 - 922).
والحديث أخرجه البخاري وأحمد والبيهقي من طرق أخرى عن فليح به. راجع له
المصدر السابق.
126 - (باب)
582 - ثنا عثمان بن سعيد، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله الرازي، ثنا
عمرو بن أبي قيس، عن عطاء بن السايب، عن محارب بن دثار، عن ابن
بريدة، عن أبيه قال، لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة لقيه
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: حدثني بأعجب شئ رأيته بأرض الحبشة قال:
مرت امرأة على رأسها مكتل فيه طعام فمر بها رجل على فرس فأصابها فر
كذا بها فجعلت تنظر إليه وهي تعيده في مكتلها وهي تقول ويل لك من
يوم يضع الملك كرسيه فيأخذ للمظلوم من الظالم فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى بدت نواجذه فقال:
كيف يقدس الله أمته لا يؤخذ لضعيفها من شديدها حقه وهو غير
متعتع.
582 - حديث صحيح، ورجاله ثقات على اختلاط عطاء بن السائب، وضعف يسير
في عمرو بن أبي قيس كما تقدم قريبا (577)، وقد تابعه منصور بن أبي الأسود عند البيهقي
(ص 404).
والحديث مخرج في كتابي " مختصر العلو للعلي العظيم " للحافظ الذهبي يسر الله طبعه.

257
583 - ثنا المقدمي، ثنا عبد الوهاب الثقفي، ثنا أبو مسعود
الحريري، عن رجل، عن ابن شفاف، عن عبد الله بن سلام قال:
والذي نفسي بيده إن أقرب الناس يوم القيامة محمد صلى الله عليه وسلم جالس عن يمينه
على الكرسي.
583 - إسناده ظاهر الضعف للرجل الذي لم يسم وابن شفاف.
127 - (باب)
584 - ثنا أبو موسى، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن
الأعمش، عن النهال، عن سعيد بن جبير قال: سأل رجل ابن عباس
(وكان عرشه على الماء) على أي شئ كان الماء يومئذ قال: على متن
الريح وفيه حديث أبي رزين (1).
584 - إسناده جيد موقوف، وليس له حكم المرفوع، لاحتمال أن يكون ابن عباس تلقاه
عن أهل الكتاب.
وأبو موسى هو محمد بن المثنى العنزي.
والحديث أخرجه البيهقي في " الأسماء " (ص 377 - 378) من طريق أخرى عن سفيان
به.
128 - (باب: في ذكر زيارة المؤمنين لربهم تبارك وتعالى
وكلامه لهم).
585 - ثنا هشام بن عمار، ثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين



(1) يعني الحديث الآتي برقم (612).
258
عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن سعيد بن المسيب أنه لقي أبا
هريرة فقال أبو هريرة أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة.
فقال سعيد أو فيها سوق قال: نعم. أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن
أهل الجنة إذا دخلوها نزلوها بفضل أعمالهم فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة
من أيام الدنيا فيزورون الله في روضة من رياض الجنة. فتوضع لهم منابر
من نور ومنابر من لؤلؤ ومنابر من زبرجد ومنابر من ياقوت ومنابر من
ذهب ومنابر من فضة ويجلس أدناهم وما فيهم دني على كثبان المسك
والكافور وما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلسا.
قال أبو هريرة فقلت يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال: نعم هل
تمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر قلنا لا قان فكذلك لا تمارون
في رؤية ربكم تبارك وتعالى ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا خاصره الله
مخاصرة حتى يقول يا فلان ابن فلان ابن فلان أتذكر يوم فعلت كذا وكذا
فيذكره بعض غدراته في الدنيا. فيقول بلى فيقول يا رب أفلم تغفر لي
فيقول بلى فبمغفرتي بلغت منزلتك هذه. قال فبينما هم على ذلك غشيتهم
سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحه شيئا قط ثم
يقول ربنا تبارك وتعالى قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة فخذوا ما
اشتهيتم قال فيأتون سوقا قد حفت بها الملائكة فيه ما لم تنظر العيون إلى
مثله ولم تسمع الآذان ولم تخطر على القلوب قال فيحمل لنا ما اشتهيناه
ليس يباع فيه شئ ولا يشتري في ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم،
بعضا قال فيقبل ذو البزة المرتفعة فيلقا من هو دونه وما فيهم دني فيروعه
ما يرى عليه من اللباس والهيئة فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليه
أحسن منه وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها قال ثم ننصرف إلى
منازلنا فيلقانا أزواجنا فيقلن مرحبا وأهلا بحبنا لقد جئت وإن بك من الجمال
والطيب أفضل مما فارقتنا عليه فيقول إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار تبارك

259
وتعالى ويحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا.
- إسناده ضعيف، لضعف هشام وعبد الحميد.
والحديث أخرجه الترمذي وغيره، وقد خرجته وشرحت علته في " الأحاديث الضعيفة "
(1722). وفي " المشكاة " أيضا (5647).
586 - ثنا محمد بن مصفى، ثنا سويد بن عبد العزيز، حدثني
الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن سعيد بن المسيب قال لقيني أبو
هريرة فقال: أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة فقلت وفيها
سوق قال نعم أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه.
- إسناده ضعيف جدا، وهو طريق أخرى للحديث الذي قبله، وآفته سويد بن عبد
العزيز فإنه متروك الحديث.
587 - ثنا زكريا بن يحيى التستري ومحمد بن إسحاق قالا حدثنا هشام
ابن عمار، ثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين، عن الأوزاعي
عن حسان بن عطية، عن سعيد بن المسيب أنه لقي أبا هريرة فقال أبو
هريرة:
أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة... فذكر الحديث مثل
هذا بطوله.
- إسناده ضعيف كما سبق بيانه قبل حديث. وقد رواه المصنف هناك عن هشام
مباشرة وهنا رواه بواسطة شيخه عنه.
129 - (باب)
588 - ثنا دحيم، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا صفوان بن عمرو، عن
سليم بن عامر، عن أبي اليمان الهوزني، عن أبي أمامة الباهلي عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال:
" إن الله تعالى وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب "

260
قال يزيد بن الأخنس:
والله ما أولئك في أمتك يا رسول الله إلا مثل الذباب الأصهب في الذبان قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فإن الله تعالى وعدني سبعين ألفا مع كل ألف سبعون ألفا وزادني ثلاث
حثيات.
- إسناده صحيح، ورجاله كلهم ثقات، والوليد بن مسلم وإن كان يخشى من تدليسه
تدليس التسوية، فقد توبع كما يأتي، فأمنا بذلك تدليسه.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 250): ثنا عصام بن خالد حدثني صفوان بن عمرو عن سليم
ابن عامر الخبائزي وأبي اليمان الهوزني عن أبي أمامة به.
كذا قال: " وأبي اليمان " وقال المصنف: " عن أبي اليمامة "، ولعل الصواب الأول،
فإنهم لم يذكر والصفوان رواية عن اليمامة، وإنما ذكروا له - كأبي اليمان رواية عن أبي أمامة
مباشرة.
وعصام بن خالد ثقة من رجال البخاري فالسند صحيح.
تابعهما محمد بن زياد عن أبي أمامة به دون ذكر يزيد بن الأخنس.
أخرجه الترمذي (2 / 71) وابن ماجة (4286) وأحمد (5 / 268) والمصنف كما يأتي بعده
وقال الترمذي:
" حديث حسن غريب ".
قلت: وإسناده صحيح.
589 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا إسماعيل بن عياش، عن محمد
ابن زياد قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول:
وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا مع كل ألف سبعون
ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب وثلاث حثيات من حثيات ربي عز وجل.

261
- إسناده صحيح وقد سبق تخريجه في الذي قبله.
590 - ثنا سلمة، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن أنس بن
مالك وعن النضر بن أنس، عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الله عز وجل وعدني أن يدخل الجنة من أمتي أربع مائة ألف فقال
أبو بكر زدنا يا رسول الله قال وهكذا وجمع يديه فقال زدنا يا رسول الله
فقال هكذا وجمع يديه فقال عمر حسبك يا أبا بكر فقال أبو بكر دعنا يا عمر
ما عليك أن يدخلنا الله الجنة كلنا فقال عمر:
إن الله تعالى إن شاء أن يدخلنا الجنة بكف واحد فعل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم
صدق عمر.
- إسناده صحيح على شرط مسلم.
والحديث أخرجه أحمد (3 / 165): ثنا عبد الرزاق به إلا أنه قال: " أو عن النضر بن
أنس ". على الشك. ولعله الصواب، وبقي أن قتادة تردد بين أن يكون الحديث أخذه عن
أنس مباشرة وعن ابنه النضر بن أنس عن أبيه أنس.
وقد رواه أبو هلال: ثنا قتادة عن أنس مرفوعا به فلم يشك ولعله الصواب فإن أبا هلال
هذا واسمه محمد بن سليم صدوق فيه لين.
أخرجه أحمد (3 / 193).
130 - (باب)
591 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو خالد الأحمر، عن حميد، عن
أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لما انتهيت إلى السدرة المنتهى إذا ورقها مثل آذان الفيلة وإذا نبقها مثل
القلال، فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تحولت فذكر الياقوت والحديث
بطوله.

262
- إسناده جيد، وهو على شرط مسلم.
وأخرجه أحمد (3 / 128): ثنا محمد بن أبي عدي: عن حميد به، وزاد سعد قوله:
" تحولت ":
" يا قوتا أو زمردا أو نحو ذلك ".
وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
131 - باب: في ذكر الروح)
592 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية وثنا ابن نمير، ثنا
وكيع، عن الأعمش عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال كنت
أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرث بالمدينة وهو متوكئ على عسيب فمر بقوم
من اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه فقال بعضهم لا تسألوه فسألوه فقالوا
يا محمد ما الروح فقام متوكيا على عسيبه فقال عبد الله وأنا خلفه فظننت أنه
يوحى إليه فقال يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أو يتم من
العلم إلا قليلا زاد ابن نمير في حديثه فقال بعضهم لبعض قد قلنا لكم لا
تسألوه).
- إسناده صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه مسلم (8 / 128 - 129) بإسناد المصنف الأول.
وأخرجه أحمد (1 / 389 و 444 و 445): ثنا وكيع به.
وأخرجه مسلم من طريق أخرى عن وكيع به.
ثم أخرجه هو البخاري (3 / 275 و 4 / 471) وأحمد (1 / 410) والمصنف أيضا كما يأتي
من طرق أخرى عن الأعمش به.
593 - ثنا إبراهيم بن حجاج، ثنا عبد العزيز بن مسلم، عن الأعمش،
عن إبراهيم عن علقمة، عن عبد الله مثله ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عبد الله
ابن إدريس عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله

263
فقال، بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي في نخل وهو متوكئ على عسيب فلقيه قوم
من اليهود فسألوه عن الروح فوقف فظننت أنه يوحى إليه فتلا عليهم
" يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا
قليلا ".
- إسناده صحيح، وهو من الطرق المشار إليها آنفا عن الأعمش.
لا يوجد حديث بهذا الرقم.
594 - ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عبد الله بن إدريس عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة،
عن مسروق مثله.
594 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأبو سعيد الأشج اسمه عبد الله بن سعيد.
والحديث أخرجه مسلم (8 / 129) بإسناد المصنف وشيخه.
وأخرجه أحمد وابنه في " المسند " (1 / 410) ثنا عثمان بن محمد بن أبي شيبة - قال عبد الله -
وسمعته أنا من عثمان بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن إدريس به.
قلت: ورواه الجماعة عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود كما تقدم في
الإسنادين السابقين.
وفي هذا يقول عبد الله بن إدريس عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مشروق بن عبد الله.
فالظاهر أن للأعمش فيه إسنادين. والله أعلم.
595 - حدثنا مسرور بن المرزبان، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زايدة،
عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس قال قالت قريش
لليهود أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل فقال:
سلوه عن الروح فسألوه فأنزلت: (يسألوا عن الروح قل الروح
من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) قالوا نحن لم نؤت من العلم
قليلا وقد أوتينا التوراة ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا قال
فنزلت: " لو كان البحر مدادا لكلمات ربي... الآية ".

264
- حديث صحيح، ورجال إسناده ثقات رجال مسلم غير مسرور بن المرزبان فلم
أعرفه. لكنه قد توبع، فقال أحمد (1 / 255): ثنا قتيبة بن سعيد ثنا يحيى بن زكريا به.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
596 - ثنا يعقوب بن حميد، ثنا أنس بن عياض، عن الحارث بن
عبد الرحمن عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما
خلق الله تعالى آدم ونفخ فيه من روحه عطس "
- إسناده حسن، وهو عين إسناد الحديث المتقدم (205)، وقد سبق الكلام عليه
هناك.
والحديث طرف من حديث سبق بعضه هناك، ورواه بتمامه الترمذي وغيره وهو مخرج في
" المشكاة " (4662).
597 - ثنا وهبان، ثنا خالد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن
أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
فقال موسى لآدم أنت الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه.
- إسناده حسن، وقد مضى بهذا المتن (رقم 149).
والحديث صحيح، قد ساقه المصنف هناك من طرق كثيرة عن أبي هريرة رضي الله عنه
(138 - 160).
132 - (باب: في ذكر قول النبي عليه السلام: لا تسبوا
الدهر فإن الله هو الدهر).
598 - ثنا ابن كاسب، ثنا ابن أبي حازم، عن العلاء، عن أبيه،
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
قال الله عز وجل: يشتمني ابن آدم يقول وادهراه وأنا الدهر وأنا
الدهر.
- إسناده حسن، رجاله ثقات رجال مسلم غير ابن كاسب واسمه يعقوب بن حميد

265
وهو صدوق ربما وهم كما تقدم مرارا.
والحديث أخرجه الشيخان وغيرهما من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا
نحوه. وهو مخرج في " الصحيحة " (531).
وله طريقان آخران في " الأدب المفرد " للبخاري (769 و 770) وأحدهما في مسلم.
133 - (باب)
599 - ثنا سلمة، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن ابن طاوس، عن
أبيه، عن أبي هريرة قال: أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام فلما
جاء، لطمه ففقأ عينه فرجع إلى ربه تبارك وتعالى فقال: أرسلتني إلى
عبد لا يريد الموت قال فرد الله تعالى إليه عينه فقال: إرجع إليه فقل له
فليضع يده على متن ثور فله بما غطته يده كل شعرة سننة فقال: أي رب ثم
ماذا قال: ثم الموت قال: رب فالآن فسأل الله تعالى أن يدنيه من
الأرض المقدسة رمية بحجر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لو شئتم ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق إلى جنب الكثيب الأحمر.
- إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (1 / 336 و 2 / 358) ومسلم (7 / 99) والنسائي (1 / 296)
وأحمد (2 / 269) من طرق عن عبد الرزاق به.
وله طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا يأتي بعده.
600 - ثنا سلمة، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي
هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
600 - إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (2 / 315): ثنا عبد الرزاق به.
وأخرجه مسلم (7 / 100) من طريق أخرى عن عبد الرزاق به.
وله طريق ثالثة عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ:

266
" قد كان ملك الموت يأتي الناس عيانا، قال: فأتى موسى فلطمه... " الحديث.
أخرجه أحمد (2 / 533).
وإسناد صحيح على شرط مسلم.
134 - (باب: في ذكر كلامه تبارك وتعالى)
601 - ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا عبد الله بن وهب، عن
هشام، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" فقال آدم لموسى عليهما السلام أنت الذي كلمك الله من وراء حجاب لم
يجعل بينك وبينه رسولا من خلقه قال: نعم ".
- إسناده حسن، ورجاله ثقات رجال " الصحيح " على ضعف في هشام وهو ابن سعد
المدني.
والحديث تقدم بتمامه بهذا الإسناد (137).
135 - (باب)
602 - ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا موسى بن إبراهيم بن كثير
قال سمعت طلحة بن خراش قال سمعت جابر بن عبد الله قال لما قتل أبي
يوم أحد قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جابر ألا أخبرك بما قال الله لأبيك قال بلى
قال وما كلم الله أحدا إلا من وراء حجاب، إلا أياك كلم الله أباك كفاحا
فقال يا عبد الله تمن علي أعظك فقال: يا رب تردني فأقتل فيك ثانية فقال
سبق مني القول (أنهم إليهم لا يرجعون) فقال يا رب أخبرني من ورائي
فأنزل الله: " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله... الآية ".
- إسناده حسن، رجاله صدوقون على ضعف في موسى بن إبراهيم بن كثير.

267
والحديث أخرجه ابن ماجة (190 و 2800) بإسناد المصنف وشيخه.
وأخرجه الترمذي (2 / 167 - 168): حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي حدثنا موسى بن
إبراهيم بن كثير الأنصاري به. وقال:
" حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روى عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر شيئا
من هذا، ولا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم، ورواه علي بن المديني وغير واحد من
كبار أهل الحديث عن موسى بن إبراهيم هذا ".
قلت: وأخرجه الحاكم أيضا وصححه، وهو مخرج أيضا في " التعليق الرغيب " (2 / 190
- 191).
603 - حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا الوليد بن مسلم، عن صدقة
أبي معاوية، عن عياض بن عبد الله، عن جابر بن عبد الله قال: قال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ألا أخبرك قلت بلى فقال إن أباك عرض على ربه ليس بينه وبينه ستر
فقال سل تعطه.
- حديث صحيح، وإسناده ضعيف، رجاله ثقات غير صدقة وهو ابن
عبد الله السمين أبو معاوية وهو ضعيف كما في " التقريب ".
لكن الحديث صحيح يشهد له ما قبله.
604 - ثنا هدبة بن خالد، ثنا همام، عن قتادة، عن صفوان بن محرز عن
ابن عمر قال سأله رجل ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في
النجوى فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يدني الله العبد يوم القيامة حتى يضع كنفه عليه فيقول له: فذكر
الحديث.
- وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي والحديث أخرجه
البخاري (2 / 98) وأحمد (2 / 74) من طرق أخرى عن همام وأخرجه البخاري (3 / 260)
عن سعيد وهشام معا، ومسلم (8 / 105) عن هشام وابن ماجة (183) عن سعيد كلاهما
عن قتادة به.

268
605 - ثنا أبو كامل، ثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن صفوان بن محرر،
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
- إسناده صحيح على شرط مسلم، وأبو كامل هو الفضيل بن حسين الجحدري.
والحديث أخرجه الشيخان وغيرهما من طرق أخرى عن قتادة به كما شرحنا آنفا.
606 - ثنا أبو بكر، ثنا حفص بن غياث ووكيع، عن الأعمش، عن
خيثمة، عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان ".
- إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه كما يأتي:
والحديث أخرجه البخاري (4 / 239): حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش
حدثني خثيمة به أتم منه.
وأخرجه ابن ماجة (185): حدثنا علي بن محمد ثنا وكيع عن الأعمش به.
وأخرجه البخاري (4 / 466 و 484) ومسلم (3 / 86) والترمذي (2 / 67) وأحمد (4 / 256
و 377) من طرق أخرى عن الأعمش به وقال الترمذي: " حديث حسن صحيح ".
136 (باب):
607 - ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا إبراهيم بن مهاجر بن مسمار،
عن عمر بن حفص بن ذكوان، عن مولى الحرقة قال أبو بكر هو العلاء إن
شاء الله وكان الحزامي لا يقول لنا قط إلا مولى الحرقة ومن قال غير هذا
فقد غلط عليه، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن الله قرأ طه ويس قبل أن يخلق آدم بألفي عام فلما سمعت الملائكة
القرآن قالت طوبى لأمة ينزل هذا عليها وطوبى لأجساد تحمل هذا
وطوبى لألسن تنطق بهذا.
- إسناده ضعيف جدا، آفته عمر بن حفص بن ذكوان، قال أحمد:

269
" تركنا حديثه، وحرقناه ". وقال النسائي:
" متروك ".
والحديث أخرجه البيهقي في " الأسماء والصفات " (ص 232) من طريق أخرى عن
إبراهيم بن المنذر الحزامي به.
137 (باب في ذكر قول ربنا عز وجل سبقت رحمتي غضبي
وكتب ذلك بيده على نفسه).
608 - ثنا أبو سلمة يحيى بن خلف، ثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه،
عن قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لما قضى الله تعالى الخلق كتب بيده في كتاب عنده غلبت أو قال سبقت
رحمتي غضبي فهو عنده فوق العرش أو كما قال.
- إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه كما يأتي:
والحديث أخرجه أحمد (2 / 381): ثنا علي بن بحر قال: ثنا معتمر بن سليمان به.
وأخرجه البخاري (4 / 498): وقال لي خليفة بن حياط حدثنا معتمر به.
ثم أخرجه هو (2 / 303 و 4 / 452 و 457 و 468) ومسلم (8 / 95 - 96) وأحمد (2 / 242
و 258 و 260 و 313 و 358 و 381 و 397 و 433 و 466) من طرق أخرى عن أبي هريرة به،
وقد خرجت إحداها في " الصحيحة " (1628).
وله طريق أخرى عند المصنف، وهي:
609 - ثنا يعقوب بن حميد، ثنا أنس بن عياض ومحمد بن فليح، عن
الحارث بن عبد الرحمن عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
إن الله تعالى لما قضى الخلق كتب كتابا على نفسه فهو موضوع عنده إن
رحمتي تغلب غضبي.
- إسناده حسن صحيح. وتقدم آنفا من طريق أخرى، مع الإشارة إلى سائر طرقه في
" الصحيحين " وغيرهما.

270
138 - (باب):
610 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا شيبان،
عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم): قال:
غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار وضرسه مثل
أحد.
610 - إسناده صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه الترمذي (2 / 95): حدثنا عباس الدوري حدثنا عبيد الله بن موسى به
وزاد: " وإن مجلسه من جهنم كما بين مكة والمدينة. وقال:
" حديث حسن صحيح غريب من حديث الأعمش " -
قلت: وله طريق أخرى عن أبي هريرة بأتم منه وهو الآتي بعده.
وأخرجه البيهقي في " الأسماء " (ص 342) من طريق ثالثة عن عبيد الله بن موسى به.
611 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا الحسن بن موسى، عن
عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار،
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ضرس الكافر مثل أحد وفخذه مثل البيضاء ومقعده من النار كما
بين قديد إلى مكة وكثافة جلده أربعين ذراعا بذراع الجبار.
- إسناده حسن.
وهو مخرج في " الصحيحة " (1105).
139 (باب):
612 - ثنا محمد بن المثنى، ثنا حجاج بن منهال ثنا حماد بن سلمة،
عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن حدس، عن عمه أبي رزين العقيلي قال

271
قلت يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات قال: كان في عماء
ما فوقه هواء وما تحته هواء. ثم خلق عرشه على الماء.
- إسناده ضعيف، وكيع بن حدس، ويقال عدس وهو مجهول لم يرو عنه غير يعلى بن
عطاء ولا وثقه غير ابن حبان. وقد سبق ذكر ما قال فيه الذهبي وابن حجر تحت الحديث
(459).
140 (باب):
613 - ثنا مضر بن علي ومحمد بن المثنى، ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، ثنا
أبو عمران الجوني، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس، عن أبيه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال:
جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وما
بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة
عدن.
- إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه.
والحديث خرجته في " الضعيفة " (3465) لزيادة وردت في بعض طرقه تفرد بها بعض
الضعفاء فراجعه إن شئت.
614 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا ثنا أبو معاوية، عن
الأعمش عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى قال قام فينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال:
إن الله تعالى لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه. يرفع
إليه عمل النهار قبل عمل الليل وعمل الليل قبل عمل النهار حجابه النور
لو كشفه لأذهب (النار) نسخة أخرى (لأحرقت) نسخة أخرى سبحات
وجهه لما انتهى إليه بصره من خلقه.
- إسناده صحيح على شرط الشيخين وقد أخرجه مسلم كما يأتي.

272
والحديث أخرجه مسلم (1 / 111) بإسناد المصنف الأول مقرونا مع أبي كريب قال: ثنا
أبو معاوية به.
وأخرجه أحمد (4 / 405)، ثنا أبو معاوية به.
وأخرجه ابن ماجة (195) وابن خزيمة في " التوحيد " (ص 51) من طريق أخرى عن أبي
معاوية به.
ثم أخرجه ابن ماجة (196) وأحمد (4 / 401) من طريق المسعودي عن عمرو بن مرة به
دون ذكر رفع العمل. وزاد:
" ثم قرأ أبو عبيدة: (أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين) ".
والمسعودي كان اختلط.
وتابعه شعبة عن عمرو بن مرة به مختصرا.
أخرجه مسلم وابن خزيمة وأحمد (4 / 395).
141 (باب):
615 - حدثنا أبو بكر، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن
مرة، عن أبي عبيدة عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدا
الله بسطان لمسئ الليل أن يتوب بالنهار ولمسئ النهار أن يتوب بالليل
حتى تطلع الشمس من مغربها.
- إسناده صحيح كالذي قبله.
والحديث أخرجه مسلم (8 / 100) وابن خزيمة (ص 51) وأحمد (4 / 395 و 404) من
طريق شعبة عن عمرو بن مرة نحوه.
616 - ثنا ابن نمير، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش مثله.
- إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الذي قبله.
617 - ثنا أبو بكر، ثنا عبيد الله بن موسى، عن سفيان، عن حكيم
ابن الديلم، عن أبي بردة عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

273
يدا الله بسطان لمسئ الليل أن يتوب بالنهار ولمسئ النهار أن يتوب
بالليل حتى تطلع الشمس من مغربها
- إسناده صحيح رجاله ثقات رجا الشيخين غير حكيم بن الديلم وهو صدوق
والحديث مكرر الذي قبله.
142 (باب):
618 - ثنا إبراهيم بن حجاج، ثنا حماد بن زيد، ثنا أيوب، عن أبي
عثمان الهندي، عن أبي موسى قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر
وكان القوم إذا علوا شرفا أو هبطوا واديا يكبرون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوما:
" يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا،
ولكنكم تدعون سميعا قريبا ".
- إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين، غير إبراهيم بن حجاج وهو النيلي أبو
إسحاق البصري وهو ثقة، وقد توبع كما يأتي:
والحديث أخرجه البخاري (4 / 203 و 249) ومسلم (8 / 74) من طريق أخرى عن حماد
ابن زيد به.
ثم أخرجه البخاري (2 / 246 و 3 / 122 - 123 و 4 / 254) ومسلم أيضا وأبو داود
(1526 - 1528) وابن خزيمة (ص 35) وأحمد (4 / 394 و 402 و 403 و 407 و 417 -
418 و 418 - 419) من طرق أخرى عن أبي عثمان به نحوه، وزاد خالد الحذاء عنه:
" إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ".
ورواه أبو داود بلفظ:
" إن الذي تدعونه بينكم وبين أعناق ركابكم ".
وهو بهذا اللفظ منكر عندي، لأنه من رواية حماد عن ثابت وعلي بن زيد وسعيد الجريري
عن أبي عثمان به.

274
وعلي بن زيد وهو ابن جدعان ضعيف لسوء حفظه، فالغالب أن هذا اللفظ له، لأن لفظ
الجريري أخرجه أحمد (4 / 418 - 419) من طريق أخرى عنه بنحو لفظ الحذاء. وحماد
عن ثابت ثقة، فانحصرت العلة في ابن جدعان. والله أعلم.
619 - ثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، ثنا معتمر بن سليمان قال: قال
أبي: حدثنا أبو عثمان عن أبي موسى قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
يصعدون في ثنية أو قال في عقبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة لم يعرضها في
الجبل فكل ما علا رجل من القوم الثنية أو قال في العقبة نادى أو قال هتف
قال ولعله قال بأعلى صوته: لا إله إلا الله والله أكبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا.
- إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه كما يأتي، وهو مكرر الذي قبله.
والحديث أخرجه مسلم (8 / 74) من طريق أخرى عن معتمر بن سليمان به ولم يسق
لفظه.
وتابعه يزيد بن زريع: ثنا سليمان التيمي به.
أخرجه مسلم وأبو داود.
وقال أحمد (4 / 407): ثنا يحيى عن التيمي به.
143 (باب):
620 - ثنا كثير بن عبيد الحذاء، ثنا عبد المجيد بن أبي رواد. ثنا
معمر، عن الأعمش عن إبراهيم، عن علقمة قال: خرجت مع عبد الله بن
مسعود يوم الجمعة فوجد ثلاثة قد سبقوه فقال رابع أربعة وما رابع أربعة
من الله ببعيد إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن الناس يجلسون في يوم الزيارة في روضة من رياض الجنة كل امرئ
في حد... سوق الجنة ويجلس أدناهم يوم القيامة صح يوم القيامة على
قدر رواحهم إلى الجمعات الأول ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع وما رابع
أربعة ببعيد.

275
- إسناده ضعيف، علته عبد المجيد بن أبي رواد، وقد خرجته رواية جماعة من
المصنفين من طريقه في " الأحاديث الضعيفة " (2810).
144 (باب):
621 - ثنا أيوب الوزان، ثنا عروة بن مروان، ثنا عبيد الله بن عمرو
وموسى بن أيمن عن عبد الكريم، عن عطاء، عن جابر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
" ليلة أسري بي مررت على جبريل في الملأ الأعلى كالحلس البالي من خشية
الله عز وجل ".
- حديث حسن، رجال إسناده ثقات غير عروة بن مروان الزمي. ذكره ابن أبي حاتم
في " الجرح والتعديل " (3 / 1 / 398) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، لكنه قد توبع كما بينه
في " الصحيحة " (2289).
145 (باب):
622 - ثنا وهبان والفضيل بن حسين قالا: ثنا جعفر الضبعي، ثنا
ثابت البناني ثنا أنس بن مالك قال: أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر
فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر فقلنا: يا رسول الله لم
صنعت هذا قال لأنه حديث عهد بربه عز وجل.
- إسناده صحيح على شرط مسلم وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (3 / 26) وأبو داود (5100) وأحمد (3 / 133 و 267) من طرق
أخرى عن جعفر وهو ابن سليمان الضبعي.
146 (باب):
623 - ثنا يعقوب بن حميد، ثنا ابن أبي حازم، عن سهيل بن أبي
صالح عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

276
" لعله (ما من مؤمن) آمن (1) تصدق بصدقة من كسب طيب ووضعها
موضعها إلا أخذها تبارك وتعالى بيمينه فيربيها له كما يربي أحدكم فلوه
حتى يكون مثل الجبل العظيم ".
- إسناده جيد، رجاله ثقات رجال مسلم، غير يعقوب بن حميد وهو حسن الحديث،
وقد توبع كما يأتي، وابن أبي حازم اسمه عبد العزيز.
والحديث أخرجه مسلم (3 / 85) وأحمد (2 / 419) من طريق أخرى عن سهيل بن أبي
صالح به.
وتابعه زيد بن أسلم عن أبي صالح به.
أخرجه مسلم وابن خزيمة في " التوحيد " (ص 42).
وتابعه عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح به نحوه.
أخرجه البخاري (1 / 357) وقال:
" تابعه سليمان عن أبي دينار. وقال ورقاء: عن ابن دينار عن سعيد بن يسار عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه مسلم بن أبي مريم وزيد بن أسلم وسهيل عن أبي صالح عن
أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ".
قلت: وأخرجه مسلم والترمذي (1 / 138) والنسائي (1 / 349) وابن ماجة (1842) وابن
خزيمة والآجري (ص 320 و 321) وأحمد (2 / 538) من طريق عن سعيد بن يسار به وقال
الترمذي:
" حديث حسن صحيح ".
وله عنده طريق أخرى، وهي عند ابن خزيمة أيضا مع طرق أخرى، وعند المصنف أحدها في
الذي بعده.
624 - ثنا أبو بكر بن أبي النضر، ثنا وهب بن جرير، ثنا أبي، ثنا
عبيد الله بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن
أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
- إسناده صحيح على شرط مسلم.



(1) على الهامش ما نصه: لعله: ما من مؤمن.
277
والحديث أخرجه ابن خزيمة (ص 43): حدثنا محمود بن عبلان قال: ثنا وهب ابن جرير
ابن حازم به.
147 (باب):
625 - ثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ثنا يحيى بن عيسى، ثنا الأعمش،
عن تميم بن سلمة، عن عروة، عن عائشة قالت: تبارك الذي وسع سمعه
الأصوات كلها. إن امرأة تناجي رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمع بعض كلامها ويخفي
علي بعض إذ أنزل الله عز وجل:
(قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها).
- إسناده حسن، رجاله ثقات رجال مسلم على ضعف في يحيى بن عيسى وهو
الفاخوري الرملي، لكنه قد توبع كما يأتي فالحديث صحيح.
والحديث أخرجه أحمد (6 / 46): ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش به.
وكذا أخرجه ابن ماجة (188) وابن جرير (28 / 5) عن أبي معاوية به.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم. وقد علقه البخاري في " صحيحه "
(4 / 449) بصيغة الجزم: وقال الأعمش.
وتابعه محمد بن أبي عبيدة بن معن المسعودي حدثني أبي عن الأعمش به أتم منه.
أخرجه الحاكم (2 / 481) وقال:
" صحيح الإسناد " ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
626 - ثنا أبو موسى، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا سفيان، ثنا سليمان
الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن وهب بن ربيعة، عن عبد الله بن
مسعود قال إني لمستتر بأستار الكعبة إذ دخل ثلاثة نفر ثقفي وختناه قرشيان
أو قرشي وختناه ثقفيان فتحدثوا بينهم فقال أحدهم أترون الله تعالى
يسمع مقالتنا فقال أحدهم أراه يسمع إذ رفعنا ولا يسمع إذ خفضنا قال
فقال الآخران: إن كان يسمع منه شيئا فإنه يسمعه كله قال فأتيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له قال فنزلت هذه الآية:

278
" وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم...
الآية ".
- إسناده صحيح على شرط مسلم.
والحديث أخرجه أحمد (1 / 443): ثنا يحيى عن سفيان به.
وأخرجه مسلم (8 / 121) من طريق أخرى عن يحيى بن سعيد به.
ثم أخرجه أحمد (1 / 408 و 442) من طرق أخرى عن سفيان به.
ثم أخرجه أحمد (1 / 381 و 426) والترمذي (2 / 218) من طريق أبي معاوية عن
الأعمش عن عمارة بن عمير عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال ابن مسعود... به نحوه أتم
منه.
وأخرجه البخاري (3 / 325) ومسلم أيضا والترمذي من طريق مجاهد عن أبي معمر عن ابن
مسعود به. وقال الترمذي:
" حديث حسن صحيح ".
627 - ثنا ابن نمير، ثنا وكيع، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن عمارة،
عن وهب بن ربيعة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
- إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر الذي قبله.
628 - حدثنا أبو بكر، ثنا عبيد (1) الله بن موسى، ثنا سفيان، عن
الأعمش، عن عمارة عن وهب بن ربيعة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم
مثله.
- إسناده صحيح كالذي قبله.
629 - ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد،
عن أبي معمر، عن عبد الله قال: اجتمع عند البيت قرشيان وثقفي أو
ثقفيان وقرشي قليل فقه قلوبهما، كثير شحم بطونهما فقال أحدهما أترون
الله عز وجل يسمع ما نقول ثم ذكر الحديث نحوه.



(1) الأصل (عبد) والتصويب من كتب الرجال.
279
629 - إسناده صحيح على شرط مسلم أيضا، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن أبي عمر
وهو محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني فهو من شيوخ مسلم.
والحديث أخرجه مسلم (8 / 121) والترمذي (2 / 217) كلاهما بإسناد المصنف هذا
وشيخه، وقد توبع.
فأخرجه البخاري (3 / 325): حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان به، وقال الترمذي: " حديث
حسن صحيح ".
148 - (باب):
630 - ثنا هدبة بن خالد، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن
عمارة القرشي، عن أبي بردة قال: وفدت إلى الوليد بن عبد الملك فكان
الذي يعمل في حوائجنا عمر بن عبد العزيز فلما قضيت حوائجي رجعت
إليه فقال، ما رد الشيخ فلما قربت منه قلت له إني ذكرت حديثا حدثني به
أبي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إذا كان يوم القيامة ذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون في الدنيا وبقي
أهل التوحيد فقال لهم ما تنتظرون وقد ذهب الناس قالوا إن لنا ربا كنا
نعبده في الدنيا لم نره فيقال لهم إذا رأيتموه تعرفونه فيقولون نعم فيقال لهم
وكيف تعرفونه ولم تروه فقالوا إنه لا شبه له فيكشف لهم عن حجاب
فينظرون إلى الله تبارك وتعالى فيخرون له سجدا ويبقى قوم في ظهورهم
مثل صياحي البقر فيريدون أن يسجدوا فلا يقدرون على ذلك وهو قول
الله تعالى:
" (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون) فيقول
الله تعالى: عبادي ارفعوا رؤوسكم فقد جعلت بدل كل رجل منكم رجلا من
اليهود والنصارى في النار ".
فقال عمر بن عبد العزيز لأبي بردة:

280
" الله الذي لا إله إلا هو " لسمعت أباك حدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا
فاستحلفه على ذلك ثلاثة أيمان.
- إسناده ضعيف، لضعف علي بن زيد وهو ابن جدعان.
والحديث أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " (ص 153 - 154) وأحمد (4 / 407 - 408
و 409) من طرق عن حماد بن سلمة إلا أنهما لم يسوقاه بتمامه.
وأخرج منه مسلم (8 / 104 - 105) الجملة الأخيرة منه في لبل بلفظ آخر، وهو رواية
لأحمد (4 / 402 و 409 - 410) أخرجاه من طرق أخرى عن. أبي بردة به. وهو مخرج في
" الصحيحة " (1381).
والحديث أخرجه الآجري (ص 262 - 263): حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن
عبد العزيز البغوي قال: حدثنا هدبة بن خالد بتمامه.
ثم روى عن أسلم العجلي عن أبي بردة به قال:
" بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم شيئا من أمر دينهم إذ شخصت أبصارهم، فقال: ما أشخص
أبصاركم عني؟ قالوا: نظرنا إلى القمر، قال: فكيف بكم إذا رأيتم الله جهرة ".
149 (باب):
631 - ثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، ثنا أبي، ثنا
فرقد أبو نصر قال سمعت عقبة بن أبي الحسناء (نسخة): عن أبي هريرة
أن رسول الله قال:
" إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين فيجئ الله تبارك وتعالى
والمؤمنون على قوم فيقف عليهم فيقول هل تعرفون ربكم فيقولون إن
عرفنا نفسه عرفناه ويرد عليهم ثلاثا ويردون عليه ثلاثا إن عرفنا نفسه
عرفناه فيتجلى لهم يضحك ".
- حديث صحيح، رجال إسناده ثقات غير عقبة بن أبي الحسناء وفرقد أبي نصر
واسم أبيه الحجاج، قال ابن أبي حاتم (3 / 1 / 310 و 3 / 2 / 82) عن أبيه:
" شيخ ".

281
والحديث أخرجه ابن خزيمة (ص 153) من طريق أخرى عن فرقد بن الحجاج به
مختصرا.
وتابعه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة نحوه.
أخرجه أحمد (2 / 368 - 369) والترمذي (2 / 91 - 92) وصححه وهو على شرط
مسلم.
150 - (باب):
632 - حدثنا يعقوب بن حميد، ثنا سفيان بن عيينة، عن سهيل بن
أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
" هل ترون القمر ليلة البدر قلنا: نعم. قال: فهل ترون الشمس في
يوم مصحية. قالوا: نعم. قال فإنكم سترون ربكم كما ترونهما لا
تضارون في رؤيته يقول الله تبارك وتعالى أي فلان للرجل من أهل الجاهلية
ألم أكرمك ألم أريسك ألم أسخر لك الخيل والإبل ألم أذرك ترأس وتربع
فيقول بلى يا رب قال فيقول فهل ظننت أنك ملاقي قال فيقول لا والله يا
رب. قال فيقول إني أنساك كما نسيتني قال ثم يؤتي برجل فيقول الله كما
قال للأول ويقول مثل ما قال الأول قال فيقول فإني أنساك كما نسيتني.
قال ثم يؤتي بالثالث فيقول كما قال للأول وللثاني فيقول أي رب آمنت
بك وبكتابك وبرسولك وتصدقت وصليت فلا يدع أن يأتي بما استطاع
فيقول الله تبارك وتعالى: فها هنا إذا فيقول الله أفلا نبعث شاهدا عليك
فيتفكر في نفسه من ذا الذي يشهد علي فيختم الله على فيه وينطق فخذه
ويشهد عليه عظامه ولحمه بما كان يعمل وذلك ليعذر من نفسه قال:
" (وتشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون) قال فيقوم مناد
فينادي ألا يتبع كل أمة ما كانت تعبد فيتبع أصحاب الشياطين الشياطين
وأصحاب الأصنام الأصنام. ومن كان يعبد شيئا اتبعه حتى يوردوهم
جهنم قال النبي صلى الله عليه وسلم:

282
ونبقى أيها المؤمنون فيقولها ثلاثا فنقام على مقام هؤلاء فنقول: نحن
المؤمنون فيقولون آمنا بالله لم نشرك به شيئا وهذا مقامنا حتى يأتينا ربنا
وهو يأتينا ثم ينطلقون حتى يأتوا الصراط أو الجسر وعليه كلاليب من نار
يخطف الناس فعند ذلك حلت الشفاعة: اللهم سلم سلم اللهم سلم سلم
فإذا جاوز) الجسر فمن أنفق زوجين من ماله فكل خزنة الجنة تناديه يا
عبد الله يا مسلم هذا خير فتعال قال فقال أبو بكر:
إن العبد لا ثواء عليه قال إني لأرجو أن تكون منهم.
- إسناده جيد. وهو على شرط مسلم إلا يعقوب بن حميد، ولكنه قد توبع، فقال
مسلم (8 / 216): حدثنا محمد بن أبي عمر: حدثنا سفيان به دون قوله:
" قال: فيقوم مناد... ".
وأخرجه ابن خزيمة (ص 100 و 111 - 112): حدثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان.
633 - حدثنا ابن أبي عمر، عن سفيان نحوه.
- إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه بهذا الإسناد كما تقدم آنفا.
634 - حدثنا محمد بن المثنى، ثنا ربعي بن علية أخو إسماعيل بن
علية، عن عبد الرحمن بن إسحاق عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار،
عن أبي سعيد الخدري قال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله هل نرى
ربنا يوم القيامة؟ قال هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب
قال قلنا: لا. قال فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب قال قلنا لا
قال فإنكم ترون ربكم كذلك يوم القيامة. قال فيقال من كان يعبد شيئا
فليتبعه فتبع الذين كانوا يعبدون الشمس الشمس فيتساقطون في النار
ويتبع الذين كانوا يعبدون القمر القمر فيتساقطون في النار ويتبع الذين
كانوا يعبدون الأوثان الأوثان والأصنام الأصنام وكل من يعبد من دون الله
شيئا فيتساقطون في النار ويبقى المؤمنون منافقوهم بين ظهرانيهم
ويبقى أهل الكتاب قال وقللهم بيده قال فيقال لهم ألا تتبعون ما كنتم

283
تعبدون فيقولون: كنا نعبد الله ولم نر الله تعالى قال فكيف قال فيكشف
الله عن ساق قال فلا يبقى أحد كان يسجد رياء وسمعة إلا وقع على قفاه
قال ثم يوضع الصراط بين ظهراني جهنم قال وإنه لدحض مزلة وإن له
كلاليب وخطاطيف قال عبد الرحمن لا أدري فلعله قال حشيشة ينبت بنجد
يقال له السعدان قال ونعتها قال ثم قال: والأنبياء بجنبتي الصراط وأكثر
قولهم: اللهم سلم سلم فأكون أنا وأمتي أول من يمرأ وقال أول من يجيز
قال فيمرون عليه مثل البرق ومثل الريح ومثل أجاويد الخيل والركاب
فناج مسلم ومخدوش مكلم ومكردس في النار فإذا جاوزوا أو قال فإذا
قطعوا). قال فما أحدكم في حق له فيه أشد مناشدة منهم في إخوانهم
الذين سقطوا في النار فيقولون أي رب كنا نغزو جميعا ونحج جميعا ونعقد
جميعا فبم نجونا اليوم وهلكوا قال فيقول الله انظروا من كان في قلبه زنة
دينار من إيمان فأخرجوه قال فيخرجون ثم يقول انظروا من كان في قلبه
مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه قال فيخرجون قال - ويقول أبو
سعيد - بيني وبينكم كتاب الله قال عبد الرحمن فأظنه يريد وإن كان مثقال
حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين قال فيقذفون في نهر يقال له نهر
الحياة قال فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل أما ترون ما يكون من
النبت. أما ترون ما يكون من النبت إلى الشمس يكون أصفر وما يكون
في الظل يكون أخضر قالوا يا رسول الله كأنك قد رعيت الغنم قال قد
رعيت الغنم.
- إسناده جيد وهو على شرط مسلم، وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه ابن خزيمة (ص 113) بإسناد المصنف رحمه الله ومتنه إلا أنه لم يسقه
بتمامه.
ثم أخرجه هو ومسلم (1 / 117) والمصنف كما يأتي من طريق هشام بن سعد: حدثنا يزيد
ابن أسلم به.
وأخرجه مسلم حدثني سويد بن سعيد قال: حدثني حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم به

284
وساقه بطوله.
وتابعه عنده سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم به.
635 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا جعفر بن عون، ثنا هشام بن سعد، عن
زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال قلنا: يا رسول
الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة
صحو ليس فيها سحاب؟ قال قلنا: لا يا رسول الله قال: هل تضارون في رؤية
القمر ليلة البدر صحو ليس فيه سحاب؟ قال قلنا: لا يا رسول الله، قال ما
تضارون في رؤيته إلا كما لا تضارون في رؤية أحدهما إذا كان يوم القيامة نادى
منادي قال: ألا ليلحق كل أمة ما كانت تعبد، فلا يبقى أحد كان يعبد صنما ولا
وثنا ولا صورة إلا ذهبوا حتى يتساقطوا في النار ويبقى من كان يعبد الله وحده من
بر أو فاجر وغبرات أهل الكتاب، ثم تعرض جهنم كأنها سراب يحطم بعضها
بعضا ثم تدعى اليهود فيقول: ما كنتم تعبدون فيقولون: عزيز ابن الله
فيقول: كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فما تريدون فيقولون: (ربنا
ظلمنا أنفسنا) فيقول أفلا تردون فيذهبون حتى يتساقطوا في النار قال: ثم
تدعى النصارى فيقول: ما كنتم تعبدون فيقولون: المسيح ابن الله فيقول
كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فيقول: ماذا تريدون فيقولون: (ربنا
ظلمنا أنفسنا) فيقول: أفلا تردون فيذهبون فيتساقطون في النار فيبقى من كان
يعبد الله من بر وفاجر ثم يتبدى الله لنا في صورة غير صورته التي رأيناه فيها أول
مرة فيقول: أيها الناس لحقت كل أمة ما كانت تعبد وبقيتم فلا يكلمه يومئذ إلا
الأنبياء فارقنا الناس ونحن كنا إلى صحبتهم أحوج لحقت كل أمة ما كانت تعبد
ننتظر ربنا الذي كنا نعبد فيقول: أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك فيقول هل
بينكم وبين الله آية تعرفونها فيقولون: نعم فيكشف عن ساق فيخرون سجدا

285
أجمعين ولا يبقى أحد كان يسجد في الدنيا سمعة ولا رياء ولا نفاقا، إلا على ظهره
طبق وأخذ كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ثم يرفع برنا ومسيئنا وقد عاد لنا في
صورته التي رأيناه فيها أول مرة فيقول أنا ربكم فنقول نعم ثم ذكر الحديث
بطوله.
- إسناده حسن على شرط مسلم، وقد أخرجه كما سبق تخريجه آنفا.
636 - ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا عبد الرحمن بن المغيرة الحزامي، ثنا
عبد الرحمن بن عياش الأنصاري، عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن
المنتفق العقيلي، عن جده عبد الله، عن عمه لقيط بن عامر بن المنتفق قال دلهم
وحدثني أيضا أبي الأسود بن عبد الله، عن عاصم بن لقيط بن عامر أن لقيط بن
عامر خرج وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه صاحب له يقال له نهيك بن عاصم بن
مالك بن المنتفق قال لقيط فخرجت أنا وصاحبي حتى قدمنا المدينة لانسلاخ رجب
فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف من صلاة الغداة فقام في الناس خطيبا فقال يا
أيها الناس إني قد خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام لأسمعكم اليوم ألا هل من
امرئ بعثه قومه فقالوا اعلم لنا ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعله أن يلهيه حديث
نفسه أو حديث صاحبه أو يلهيه الضلال ألا وإني مسؤول هل بلغت ألا اسمعوا
تعيشوا ألا اجلسوا اجلسوا فجلس الناس وقمت أنا وصاحبي حتى إذا فرغ لنا
فؤاده وبصره قال قلت يا رسول الله ما عندك من علم الغيب قال فضحك لعمر
الله، وهز رأسه وعلم أني أبتغي سقطه وقال: ضن ربك بمفاتيح خمس من الغيب
لا يعلمها إلا الله وأشار بيده فقلت وما هي يا رسول الله قال: قد علم متى منية
أحدكم ولا تعلمون. وعلم المني حين يكون في الرحم ولا تعلمونه، وعلم ما في
غد قد علم ما أنت طاعم غدا ولا تعلم ويعلم يوم الغيث ليشرف عليكم أزلين
مشفقين فيظل يضحك وقد علم أن غوثكم قريب قال لقيط فقلت لن نعدم من
رب يضحك خيرا وعلم يوم تقوم الساعة قلت يا رسول الله إني سائلك

286
عن حاجتي فلا تعجلني قال سل قلت يا رسول الله علمنا مما تعلم ولا نعلم
فإنا من قبيل لا يصدقون تصديقنا أحد من مذحج التي تربو علينا وخثعم
التي توالينا وعشيرتنا التي نحن منها قال تلبثون ما لبثتم ثم يتوفى
نبيكم صلى الله عليه وسلم ثم تلبثون ما لبثتم ثم تبعث الصيحة فلعمر إلهك ما يدع على
ظهرها من شئ إلا مات والملائكة الذين مع ربك فأصبح ربك يطوف في
الأرض وخلت عليه البلاد فأرسل ربك السماء) تهضب من عند العرش
فلعمر آلهك ما يدع على ظهرها من مصرع قتيل ولا مدفن ميت إلا شق
الغيث عنه حتى يخلقه من عند رأسه فيستوي جالسا فيقول ربك مهيم
فيقول أمس اليوم يا رب لعهده بالحياة يحسبه قريبا لعهده بأهله فقلت يا
رسول الله كيف يجمعنا بعدما تمزقنا الرياح والبلاء والسباع قال أنبئك في
مثل ذلك في إل الله في الأرض أشرفت عليها مرة بالية فقلت أنى تحيى
أبدا ثم أرسل ربك عليه السماء فلم يلبث عليها إلا أياما حتى أشرفت
عليها فإذا هي شربة واحدة ولعمر إلهك لهذا أقدر على أن يجمعكم من الماء
على أن يجمع نبات الأرض فتخرجون من الاستقرار بين القبور من
مصارعكم فتنظرون إليه ساعة وينظر إليكم قلت يا رسول الله وكيف
ونحن ملء الأرض وهو شخص واحد ينظر إلينا وننظر إليه قال أنبئك بمثل
ذلك في إل الله الشمس والقمر آية منه صغيرة ترونهما ساعة واحدة ويريانكم
ولا تضامون في رؤيتهما ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يراكم وترونه منهما
إن ترونهما ويريانكم قال قلت يا رسول الله فما يفعل بنا إذا لقيناه قال
تعرضون عليه بادية له صفاحكم لا يخفى عليه منكم خافية فيأخذ ربك
بيده غرفته من الماء فينضح به قبلكم فلعمر إلهك ما تخطئ وجه أحدكم
قطرة فأما المسلم فيدع، وجهه مثل الريطة البيضاء وأما الكافر فيخطم مثل
المخطم الأسود ثم ينصرف نبيكم ويفترق على أثره الصالحون إلا
فتسلكون جسرا من النار يطأ أحدكم الحجرة فيقول حسن يقول ربك
تبارك وتعالى: أو إنه ألا فتطلعون على حوض الرسول) ألا يظمأ والله

287
ناهله أبدا فلعمر إلهك ما يبسط أحد منكم يده إلا وقع عليها قدح يطهره من
الطوف والبول والأذى وتحبس الشمس والقمر فلا ترون واحدا منهما قال
فقلت يا رسول الله فبم نبصر قال مثل بصر ساعتك هذه وذلك قبل طلوع
الشمس في يوم أشرقت به الأرض وأجهت الجبال قال قلت يا رسول الله فبما
نجزى من سيئاتنا وحسناتنا قال الحسنة بعشرة أمثالها والسيئة بمثلها أو يعفو
الله قال قلت يا رسول الله فما الجنة، فما النار قال لعمر إلهك إن النار لها
سبعة أبواب ما فيهن بابان إلا وبينهما مسيرة الراكب سبعين عاما قلت يا
رسول الله فعلى ما نطلع من الجنة قال على أنهار من عسل مصفى
وأنهار من كأس ما بها صداع ولا ندامة وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وماء
غير آسن وفاكهة، ولعمر إلهك ما تعلمون وخير من مثله معه وأزواج
مطهرة قلت يا رسول الله ألنا بها أزواج وفيهن الصالحات قال الصالحات
للصالحين يلذونهن مثل لذاذتكم في الدنيا ويلذونكم غير أن لا توالد قال
لقيط فقلت أفضل ما نحن بالغون فتهون قلت يا رسول الله على ما أبايعك
فبسط يده وقال على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وزيال المشرك وأنه لا تشرك
بالله إلها غيره قلت وإن لنا ما بين المشرق والمغرب قال فقبض رسول الله
صلى الله عليه وسلم يده وبسط أصابعه فظن أنه مشترط شيئا قال: قلت: نحل منها حيث
نشاء ولا يجني على امرئ إلا نفسه، قال: فبسط رسول الله صلى الله عليه وسلم يده قال:
ذلك لك تحل حيث شئت، ولا يجني عليك إلا نفسك قال فانصرفنا عنه)
وقال ها إن ذين ها إن ذين ها إن ذين لمن نفر لعمر إلهك إن حدثت ألا
إنه:
لمن اتقى الناس لله في الأولى والآخرة.
قال كعب الخدارية أحد بني أبي بكر بن كلاب: من هم يا رسول الله
قال بنو المنتفق وأهل ذلك بنو المنتفق منهم قال وانصرفت فأقبلت عليه
فقلت يا رسول الله هل لأحد ممن قد مضى من خير في الجاهلية فقال رجل من

288
عرض قريش والله إن أباك المنتفق لفي النار قال فكأنه وقع نار بين جلد
وجهي وجسدي مما قال لأبي على دواس الناس فهممت أن أقول وأبوك يا
رسول الله فإذا الأخرى أجمل فقلت وأهلك يا رسول الله قال وأهلي لعمرك
ما أتيت عليه من قبر عامري فقل أرسل إليك محمد وأبشر بما يسؤك تجر على
وجهك وبطنك في النار قال فقلت يا رسول الله وما فعل بهم وقد كانوا على
عمل لا يحسنون إلا إياه وكانوا يحسبون أنهم مصلحون قال ذلك بأن الله
تبارك وتعالى بعث في آخر كل سبع أمم نبيا فمن عصى نبيه كان من
الضالين ومن أطاعه كان من المهتدين.
- إسناده ضعيف، وقد سبق الكلام عليه عندما ساقه المصنف ببعض متنه رقم
(524).
637 - قال أبو بكر كان عندنا شيخ بالبصرة وكان كبير السن صاحب غزو
وخير يقال له النضر بن طاهر أبو الحجاج كتبنا عنه حديثا كثيرا، عن أبي
عوانة وسليمان والناس ثم أخرج حديث دلهم بطوله.
حدثني به عن دلهم فقلت له فإنك لقيت دلهما؟ قال قدم علينا مع عبد
الرحمن بن زيد بن أسلم فنزل موضعا قد سماه فسألت فما سمعت أحدا
يذكر أن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قدم البصرة وعبد الرحمن في شهرته لو
قدم لكتب عنه الناس ثم وقفت من هذا الشيخ بعده على الكذب ورأيته
بعدما كف بصره وهو يحدث عن الوليد بن مسلم وعن غيره بأحاديث
ليس من حديثه وتتابع في الكذب، نسأل الله العصمة.
- إسناده ضعيف جدا، لأن النضر هذا، قد اتهم المصنف كما ترى، وقال ابن عدي:
" ضعيف جدا ".
638 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا منذر، عن شعبة، عن
يعلى بن عطاء، عن وكيع بن عدس، عن أبي رزين العقيلي قال قلت يا

289
رسول الله أين أمي قال أمك في النار قال قلت فأين من مضى من أهلك قال
أما ترضى أن تكون أمك مع أمي.
- حديث صحيح، وإسناده ضعيف كما سبق بيانه في الحديث (459 و 460
و 812).
وإنما صححه، لأن له شاهدا من حديث أنس بن مالك مرفوعا:
" إن أبي وأباك في النار ".
أخرجه مسلم.
639 - ثنا أبو بكر، ثنا غندر، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن
وكيع بن عدس، عن أبي رزين قال قلت يا رسول الله كيف يحيي الله
الموتى؟ قال أما مررت بالوادي ممحلا ثم تمر به خضراء ثم تمر به ممحلا ثم
تمر به خضراء كذلك يحيي الله الموتى.
- إسناده ضعيف كما سبقت الإشارة إليه.
640 - حدثنا أبو موسى، ثنا مؤمن بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة،
عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس، عن عمه أبي رزين العقيلي قال
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره المسائل ويعيبها فإذا سأله أبو رزين أجابه وأعجبه
- إسناده ضعيف لجهالة وكيع بن عدس كما سبق.
ومؤمن بن إسماعيل، كذا وقع في الأصل، ولم أعرفه، وغالب الظن أنه خطأ من الناسخ
والصواب مؤمل باللام على وزن محمد وهو ابن إسماعيل البصري وفيه ضعف لسوء خفظه.
قلت: ومن هذا البيان تعلق أن ما في " فيض القدير ":
" قال الهيثمي: إسناده حسن، وقد رمز المصنف لحسنه " فهو غير حسن، وقد عزاه
السيوطي للطبراني في " الكبير " عن أبي رزين، إلا أن يكون عند الطبراني من غير هذه
الطريق، وذلك مما استبعده.
151 - (باب: ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" لا تحدثوا الناس بما يفزعهم ويشق عليهم).

290
641 - ثنا محمد بن عوف، ثنا آدم بن إياس، ثنا بقية بن الوليد، عن
الوليد بن أبي الوليد البجلي، عن عبد الرحمن بن عائذ، عن المقدام بن
معد يكرب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا حدثتم الناس، عن ربهم فلا تحدثوهم بما يفزعهم ويشق عليهم.
- إسناده ضعيف، لأن بقية بن الوليد مدلس وقد عنعنه.
ثم إنه قد اضطرب في إسناده فمرة قال: عن الوليد بن أبي الوليد البجلي عن عبد الرحمن بن
عائذ كما في هذا الإسناد.
ومرة قال: عن نصر بن علقمة.... فذكر نصرا هذا بدل الوليد بن أبي الوليد، كما يأتي
في الإسناد التالي.
ومرة قال: عن الوليد عن نصر عن ابن عائذ، فأدخل نصر بين الوليد وبين ابن عائذ كما
يأتي بعد حديث.
ولعل هذا هو الأرجح، فقد رواه وأخرجه هكذا جماعة من المصنفين عن بقية به، كما تراه
مخرجا في " الضعيفة " (2492).
وإذا كان كذلك فالعلة الوليد هذا فإنه ضعيف، وقد صرح بقية بالتحديث عند الهروي كما
ذكرته هناك.
642 - حدثنا محمد بن علي بن ميمون)، ثنا سليمان بن عبد الله، عن
بقية، عن نصر بن علقمة، عن ابن عايذ، عن المقدام، عن النبي عليه
السلام مثله.
- إسناده ضعيف، وهو مكرر الذي قبله.
643 - ثنا ابن عوف، ثنا أبو أنس، حدثنا بقية بن الوليد، عن
الوليد بن كامل، عن نصر بن علقمة، عن ابن عايذ، عن المقدام، عن
النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
- إسناده ضعيف، وهو مكرر الذي قبله.

291
152 (باب: ما ذكر عن النبي عليه السلام: أن الناس يسألون
حتى يقولون الله خلق كذا الله خلق كذا فمن خلق الله).
644 - حدثنا أبو موسى، ثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان، عن
يزيد بن الأصم قال سمعت أبا هريرة يقول ليسألنكم الناس عن كل شئ حتى
يقول (الله) خلق كل شئ فمن خلقه قال يزيد فحدثني عنه ابن ضبيع
السلمي أنه رأى ركبا أتوا أبا هريرة فسألوه عن ذلك فقال الله أكبر ما
حدثني خليلي بشئ إلا وقد رأيته أو أنا أنتظره.
- إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (2 / 539): ثنا كثير بن هشام به.
وأخرجه مسلم (1 / 85) من طريق أخرى عن هشام به.
وللحديث شاهد من طرق أخرى عن أبي هريرة وشواهد، خرجت بعضها في " الصحيحة "
(116 - 118)، ويأتي قريبا في الكتاب بعضه.
645 - حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا كثير بن هشام، حدثنا جعفر بن
برقان قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إن سألكم الناس عن ذلك فقولوا الله كان قبل كل شئ والله خالق كل
شئ والله كائن بعد كل شئ.
- إسناده ضعيف لإعضاله، فإن جعفر بن برقان من أتباع التابعين.
والحديث أخرجه أحمد مع الحديث الذي قبله في آخره.
646 - ثنا يعقوب بن حميد. حدثنا ابن أبي حازم، عن العلاء، عن أبيه،
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل.
" لا يزال عبدي يسأل عني هذا الله خلقني فمن خلق الله ".
- إسناده جيد على شرط مسلم غير يعقوب بن حميد، وهو حسن الحديث كما تقدم
مرارا.

292
647 - ثنا أبو بكر وعبد بن عامر بن زرارة قالا: ثنا محمد بن
فضيل، عن المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يزال الناس يسألون يقولون ما كذا ما كذا حتى يقول الله خالق
الناس فمن خلق الله. فعند ذلك يضلون.
- إسناده صحيح على شرط مسلم وقد أخرجه كما يأتي:
والحديث أخرجه مسلم (1 / 85) بإسناد المصنف الثاني، فأخرجه أحمد (3 / 102): ثنا
محمد بن فضيل به. وهذا إسناد ثلاثي ويأتي له ثاني برقم (852).
648 - ثنا عبد الله بن عامر بن زرارة، ثنا عبد الله بن الأجلح، عن
هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
الشيطان يأتي أحدكم فيقول من خلق السماء فيقول الله. فيقول من
خلق الأرض فيقول الله فيقول من خلق الله فقولوا آمنا بالله ورسوله.
- إسناده جيد، رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد الله بن الأجلح، وهو صدوق، وقد
توبع كما يأتي في الكتاب وراجع، " الصحيحة " (116).
649 - حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، ثنا إسماعيل بن عياش، عن
هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
ما كذا ما كذا حنى يقول الله خالق كل شئ فذكر نحوه.
649 - حديث صحيح، وإسناده هالك بمرة، فإن عبد الوهاب بن الضحاك متهم
بالكذب. وإسماعيل بن عياش ضعيف في الشاميين، وهذه منها. لكنه قد توبع كما سبق.
650 - ثنا أبو بكر، ثنا الحسن بن موسى، ثنا ابن لهيعة، ثنا أبو
الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل أنه سمع) عروة يحدث، عن عمارة
ابن غذية بن ثابت الأنصاري عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
يأتي الشيطان الإنسان فيقول من خلق السماوات فيقول الله فيقول من
خلق الأرضين فيقول الله حتى يقول من خلق الله فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل
آمنت بالله ورسله.

293
650 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، ابن لهيعة سئ الحفظ. لكن الحديث صحيح
يشهد له ما قبله وما بعده.
651 - حدثنا محمد بن منصور الطوسي، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا
ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول من خلق كذا
وكذا حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغ من ذلك فليستعذ بالله
ولينته.
652 - ثنا الحسن بن البزار، ثنا شبابة، عن ورقاء بن عمر، عن عبد
الله بن عبد الرحمن أبي طواله عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يزال الناس يسألون يقولون هذا الله خالق كل شئ فمن خلق الله؟
653 - حدثنا محمد بن منصور الطوسي، حدثنا يعقوب بن إبراهيم،
ثنا أبي عن ابن إسحاق، حدثني عتبة بن مسلم مولى بني تميم عن
أبي سلمة عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" يوشك الناس أن يسألوا نبيهم حتى يقول قائلهم هذا الله خالق الخلق،
فمن خلق الله؟ فإذا قالوا ذلك فقل الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم
يكن له كفوا أحد، ثم ليتفل عن يساره وليستعذ بالله من الشيطان ".

294
153 (باب في الوسوسة في أمر الرب عز وجل)
654 - ثنا وهبان بن بقية ثنا خالد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة قال: جاء أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقالوا: يا رسول الله إنا نجد الشئ في أنفسنا ليتعاظم عند أحدنا أن
نتكلم به قال وقد وجدتموه قالوا: نعم، قال ذلك صريح الإيمان.
654 - إسناده صحيح على شرط مسلم وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (1 / 83) وأبو داود (5111) من طريقين آخرين عن سهيل بن أبي
صالح.
وقد تابعه جماعة عن أبي صالح كما يأتي عند المصنف في الأحاديث التالية.
655 - ثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عاصم عن
ذكوان عن أبي هريرة أنهم قالوا يا رسول الله إنا لنحدث بالشئ ما نحب أن
نتكلم به وأن لنا ما على الأرض فقال: ذاك محض الإيمان.
- إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم وهو ابن سهولة، وهو حسن
الحديث، أخرجا له مقرونا.
الحديث أخرجه أحمد (2 / 456): ثنا محمد بن جعفر وحجاج قالا: ثنا شعبة به.
656 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا حسين بن علي عن زائدة عن
عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله إني أحدث نفسي بشئ من أمر الرب عز وجل لأن أخر من
السماء أحب إلي من أن أتكلم به قال: ذلك محض الإيمان.
656 - إسناده حسن كالذي قبله.
657 - حدثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن الأعمش عن
أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

295
ذاك صريح الإيمان.
- إسناده صحيح على شرط مسلم، وأبو داود هو الطيالسي، وقد أخرجه
في " مسنده " (2401) بهذا الإسناد.
وقد تابعه ابن أبي عدي عن شعبة به.
أخرجه مسلم (1 / 83).
وتابع شعبة عمار بن زريق عن الأعمش به.
أخرجه مسلم وأحمد (2 / 397).
وتابع أبا صالح أبو سلمة عن أبي هريرة به وسيأتي برقم (862).
658 - ثنا دحيم ثنا إسحاق بن يوسف عن شعبان الثوري عن حماد
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا
رسول الله: إني لأجد في صدري الشئ لأن أكون حمما أحب إلي من
أن أتكلم به قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر الحمد لله الذي رد أمره إلى
الوسوسة.
- إسناده حسن، رجاله ثقات رجال " الصحيح " على ضعيف يسير في حماد وهو ابن
أبي سليمان الأشعري مولاهم الكوفي الفقيه من شيوخ أبي حنيفة رحمهما الله تعالى.
والحديث أخرجه أبو داود (5112) وأحمد (1 / 235 و 340) عن ذر بن عبد الله الهمداني
عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس به.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
659 - ثنا عبد الله بن شبيب ثنا ابن أبي أويس ثنا أخي عن سليمان بن
بلال عن الثقة عن ابن شهاب أن عمارة بن حسن الأنصاري ثم الحارثي
أخبره أنه بلغه أن رجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن الوسوسة التي يوسوس بها الشيطان في أنفسنا أن يسقط أحدنا
من عند الثريا أحب إليه من أن يتكلم به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وجدتم
ذلك صريح الإيمان.

296
- حديث صحيح، يشهد له ما قبله من الأحاديث، وإسناده ضعيف لإرسال عمارة
ابن حسن الأنصاري إياه، وجهالة الثقة الذي لم يسم.
وعبد الله بن شبيب وهو أبو سعيد الربعي أخباري واه.
660 - قال ابن شهاب وأخبرني محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم أن
أباه أخبره أنه سمع هذا الحديث من أبي سعيد الخدري عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
- حديث صحيح، وإسناده ضعيف فيه العلتان الأخريان من اللتان في الإسناد الذي
قبله.
661 - ثنا أبو مروان العثماني ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن
عمارة بن أبي حسن المازني أنه بلغه أن رجالا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
الوسوسة) فذكر نحوه.
- حديث صحيح، وإسناده ضعيف لانقطاعه بين عمارة والرسول.
662 - ثنا أبو بكر ثنا محمد بن بشر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال قالوا يا رسول الله إنا نجد في أنفسنا ما لا نحب أن
نتكلم به وإن لنا ما طلعت عليه الشمس قال قد وجدتم ذلك قالوا نعم قال
ذاك صريح الإيمان.
- إسناده حسن للخلاف المعروف في محمد بن عمرو وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي
المدني.
والحديث أخرجه أحمد (2 / 441): ثنا محمد بن عبيد ويزيد: ثنا محمد بن عمرو به.
154 (باب نسبة الرب تبارك وتعالى)
663 - ثنا أبو كامل الفضيل بن حسين حدثنا أبو سعد الخراساني ثنا
أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب أن
المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم أنسب لنا ربك فأنزل الله عز وجل (قل هو الله أحد

297
الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) قال فالصمد: الذي لم
يلد، ولم يولد، ولم يولد، لأنه ليس شئ يلد أو يولد إلا سيموت.
وليس شئ يموت إلا يورث وإن الله لا يموت ولا يورث. ولم يكن له كفوا
أحد قال ليس له شبيه ولا مثل ولا عديل.
- إسناده ضعيف، لسوء حفظ أي جعفر الرازي.
وأبو سعد الخراساني هو محمد بن ميسر الجعفي الصاغاني البلخي الضرير، ضعفه غير
واحد، ولكنه قد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 133 - 134) والترمذي (2 / 240 - 241) وابن جرير
(30 / 221) من طرق أخرى عن أبي سعد به، لكن ليس عند الأولين قوله: " قال:
فالصمد... ".
وتابعه محمد بن سابق ثنا أبو جعفر الرازي بتمامه.
أخرجه الحاكم (2 / 540) وقال:
" صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبي!
وقد عرفت أنه ليس كذلك لضعف الرازي، على أن الترمذي قد أعله بعلة أخرى، وهي
الارسال، فإنه رواه من طريق عبيد الله بن موسى عن أبي جعفر الرازي... فذكره دون
قوله: " عن أبي بن كعب " يعني أنه أرسله، وقال الترمذي:
" وهذا أصح من حديث أبي سعد ".
664 - ثنا محمد بن مصفى ثنا الوليد بن مسلم ثنا محمد بن حمزة بن
يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه أن عبد الله بن سلام قال لأحبار اليهود
إني أريد أن أحدث بمسجد أبينا إبراهيم وإسماعيل عهدا قال فلما نظر إليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنت عبد الله بن سلام قال: قلت نعم قال قلت فانعت
لنا ربك قال: (قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا
أحد) قال وقرأه علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- إسناده ضعيف، ورجاله موثقون، إلا أن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام لم
يرو عنه غير ابنه محمد، ولم يوثقه غير ابن حبان، ثم إنه لم يلق جده عبد الله بن سلام.
والحديث أخرجه الطبراني في " الكبير " (4 / 218 / 2): حدثنا عبد الله بن أحمد قال: ثنا

298
محمد بن مصفى به. وقال الهيثمي (7 / 147):
" رواه الطبراني، ورجاله ثقات، إلا أن حمزة لم يدرك جده عبد الله بن سلام.
665 - حدثنا أبو الربيع ثنا هشيم ثنا أبو إسحاق الكوفي عن مجاهد
عن ابن عباس قال الصمد: الذي لا جوف له.
- إسناده ضعيف، رجاله ثقات غير أبي إسحاق الكوفي، وهو عبد الله بن ميسرة
الحارثي أبو الوليد الكوفي أو الواسطي، قال الحافظ: " ضعيف، كان هشيم يكنيه أبا
إسحاق، وأبا عبد الجليل، وغير ذلك، يدلسه! ".
والحديث رواه الطبراني عن بريدة مرفوعا، وسنده ضعيف كما بينته في " الأحاديث
الضيقة " (3192).
666 - ثنا محمد بن علي بن حسن بن شقيق ثنا أبي ثنا الحسين بن واقد
ثنا عاصم بن بهدلة عن شقيق عن عبد الله بن مسعود قال: الصمد:
السيد الذي قد انتهى سؤدده.
- إسناده حسن، رجاله كلهم ثقات من رجال " التهذيب " على ضعف يسير في عاصم
ابن بهدلة.
667 - ثنا أبو بكر ثنا غندر عن شعبة (1) عن أبي رجاء عن عكرمة
قال الذي لا يخرج منه شئ. يعني الصمد.
- إسناده ضعيف مقطوع، فإن أبا رجاء اسمه مطر بن طهمان، وفيه ضعف من قبل
حفظه.
668 - ثنا أبو بكر حدثنا ابن علية عن أبي رجاء عن عكرمة قال الذي
لا يخرج منه شئ.
- إسناده كالذي قبله.
669 - ثنا نصر بن علي ثنا يزيد بن زريع عن أبي رجاء عن عكرمة
مثله.



(1) الأصل " وأبي " والتصويب من كتب الرجال، وشعبة لم يسمع من عكرمة، وكذلك
غندر - واسمه محمد بن جعفر لم يسمع من أبي رجاء.
299
- إسناده كالذي قبله.
670 - ثنا نصر بن علي عن أبي عن شعبة عن أبي رجاء عن عكرمة
مثله.
- إسناده كالذي قبله.
671 - ثنا إبراهيم بن حجاج ثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي وائل
قال: الصمد السيد الذي لا شئ أسود فيه (1).
671 - إسناده صحيح.
672 - ثنا ابن نمير حدثنا وكيع وابن إدريس عن الأعمش عن أبي وائل
قال: الصمد: الذي قد انتهى سؤدده.
- إسناده صحيح مقطوع أيضا رجاله ثقات رجال الشيخين.
673 - ثنا أبو بكر ثنا ابن إدريس ووكيع عن شعبان وثنا أبو موسى
ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن منصور عن مجاهد قال: الصمد
الذي لا جوف له.
- إسناده صحيح مقطوع أيضا.
674 - ثنا أبو بكر حدثنا وكيع وثنا أبو موسى ثنا عبد الرحمن بن مهدي
عن سفيان عن منصور عن مجاهد قال: الصمد الذي لا جوف له.
- إسناده صحيح كالذي قبله.
675 - ثنا أبو بكر ثنا وكيع عن سفيان وثنا أبو موسى ثنا عبد الرحمن
ابن مهدي عن شعبان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله.
- إسناده صحيح كالذي قبله.



(1) كذا الأصل
300
676 - ثنا أبو بكر ثنا ابن أخي إدريس عن أبيه عن عطية وعن ليث
عن مجاهد قال: الصمد الذي ليس بأجوف.
- إسناده ضعيف لضعف عطية وهو العوفي، وليث وهو ابن أبي سليم.
وإدريس الظاهر أنه ابن يزيد الأودي وهو ثقة. وأخوه اسمه داود بن يزيد الأودي الكوفي
وهو ضعيف.
وابن أخي إدريس اسمه عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي ثقة فقيه.
677 - حدثنا أبو موسى ثنا عبد الله بن داود عن المستقيم بن عبد الملك
عن سعيد بن المسيب قال: الصمد الذي ليس له حشوة.
- إسناده ضعيف مقطوع، المستقيم، ويقال: عثمان بن عبد الملك وهو المكي المؤذن لين
الحديث كما في " التقريب ".
وعبد الله بن داود هو الخريبي ثقة.
678 - ثنا أبو موسى ثنا إسحاق بن منصور عن عبد السلام عن عطاء
عن ميسرة قال الصمد: المصمت.
- إسناده ضعيف مقطوع، ميسرة ابن يعقوب الطهوي صاحب راية علي رضي الله
عنه، حدث عنه وعن عثمان وغيره. روى عنه جماعة ووثقه وعطاء هو ابن السائب وكان
اختلط. وسائر رجاله ثقات رجال الشيخين ".
679 - ثنا نصر بن علي، ثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة،
عن الحسن: قال الصمد الباقي بعد خلقه، وهو قول قتادة.
- إسناده صحيح مقطوع.
680 - ثنا أبو موسى، ثنا يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وثنا
المقدمي، ثنا بشر بن الفضل وعبد الرحمن بن مهدي، عن الربيع بن مسلم،
عن الحسن قال: الصمد الذي ليس بأجوف.
- إسناده صحيح مقطوع.

301
681 - حدثنا ابن حساب، حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن
قال: الصمد الدائم.
- إسناده ضعيف مقطوع، فإن معمرا وهو ابن راشد البصري لم يسمع من الحسن وهو
البصري، فقد قال عبد الرزاق عنه: طلبت العلم سنة مات الحسن.
ورجاله ثقات وابن ثور اسمه محمد. وابن حساب هو محمد بن عبيد المصري.
682 - حدثنا أبو بكر، ثنا يحيى بن سعيد وعيسى بن يونس، عن
إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال الصمد الذي لا يأكل الطعام.
- إسناده صحيح مقطوع.
683 - حدثنا أبو موسى، ثنا يحيى بن سعيد، عن إسماعيل، عن
الشعبي مثله.
- إسناده صحيح مقطوع.
684 - حدثنا أبو الربيع، ثنا هشيم، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن
الشعبي قال أخبرت أن الصمد الذي لا يأكل الطعام ولا يشرب الشراب.
- إسناده ضعيف لجهالة المخبر للشعبي، فإن كان صحابيا فهو موقوف، وإن كان
تابعيا فهو مقطوع. وهشيم وهو ابن بشير مدلس وقد عنعنه.
685 - وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو أحمد، وثنا
المقدمي، ثنا ابن أبي الوزير عن محمد بن مسلم، عن إبراهيم) بن ميسرة،
عن سعيد بن جبير قال: الصمد الذي لا جوف له.
- إسناده مقطوع فيه ضعف، محمد بن مسلم هو الطائفي صدوق يخطئ. وابن أبي
الوزير هو محمد بن عمر بن مطرف الهاشمي مولاهم.
686 - ثنا نصر بن علي، ثنا أبي، عن محمد بن مسلم، عن سعيد بن
جبير مثله.
- إسناده مقطوع فيه ضعف، وهو مكرر الذي قبله.

302
687 - ثنا محمد بن ثعلبة، ثنا ابن سواء، عن أبي معشر، عن إبراهيم
قال: الصمد الذي يصمد إليه الناس حوائجهم.
- إسناده جيد مقطوع. إبراهيم هو ابن يزيد النخعي الكوفي التابعي الفقيه.
وأبو معشر هو زياد بن كليب الكوفي. وابن سواء اسمه محمد، وهو عم محمد بن ثعلبة،
وكلاهما صدوق.
688 - حدثنا ابن أبي عمر، ثنا مروان بن معاوية، عن صالح بن
مسعود، عن الضحاك بن مزاحم في قوله الصمد قال الصمد الذي ليس
بأجوف.
- إسناده جيد مقطوع. وصالح بن مسعود وهو الجدلي وثقه ابن معين كما في
" الجرح " (2 / 1 / 412).
689 - حدثنا المقدمي، ثنا وكيع، عن سلمة بن نبيط، عن الضحاك
قال الصمد الذي لا جوف له.
- إسناده جيد مقطوع، وصالح بن مسعود وهو الجدلي وثقه ابن معين كما في
" الجرح " (2 / 1 / 412)
- إسناده جيد مقطوع، وهو مكرر الذي قبله.
690 - حدثنا أبو بكر، ثنا وكيع، عن أبي معشر، عن محمد بن كعب
قال الصمد الذي لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوا أحد.
- إسناده ضعيف مقطوع، أبو معشر هو نجيح بن عبد الرحمن السندي ضعيف.
ومحمد بن كعب هو القرظي المدني.
691 - حدثنا المقدمي، ثنا الحكم بن ظهير، عن السدي، عن أبي
صالح قال الذي ليس له أمعاء.
- إسناده ضعيف جدا مقطوع، الحكم بن ظهير قال الحافظ.
" متروك، رمي بالرفض، واتهمه ابن معين ".
وأبو صالح هو مولى أم هانئ اسمه باذان، وهو ضعيف أيضا.

303
والذي هو الكبير واسمه إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي من رجال مسلم.
692 - حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، حدثنا ديلم بن غزوان، ثنا
ثابت، عن أنس قال أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أصحابه إلى رأس
المشركين يدعوه إلى الله تعالى فقال المشرك هذا الذي تدعوني إليه من ذهب
أو فضة أو نحاس فتعاظم مقالته في صدر رسول رسول الله فرجع إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال ارجع إليه فرجع إليه بمثل ذلك وأرسل الله تبارك وتعالى
عليه صاعقة من السماء فأهلكته ورسول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطريق فقال لا
يدي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
إن الله قد أهلك صاحبك بعدك ونزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم " ويرسل
الصواعق فيصيب بها من يشاء ".
- إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ديلم بن غزوان وهو ثقة، وقد
توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو يعلى أيضا، فقال في " مسنده " (2 / 846): حدثنا محمد بن أبي
بكر وغيره قالوا: نا ديلم بن غزوان به.
ثم أخرجه هو (2 / 875 - 876) وابن جرير (13 / 84) من طريق علي بن أبي سارة
الشيباني: ثنا علي بن أبي سارة الشيباني: ثنا ثابت البناني به، لكن علي هذا ضعيف كما في
" التقريب ".
693 - حدثنا عمر بن الخطاب، حدثنا أبو صالح، ثنا الليث، عن ابن
عجلان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: قال الله تبارك وتعالى يشتمني ابن آدم ولم يكن له أن يشتمني فأما
شتمه إياي أن يقول: أني اتخذت ولدا ولم أتخذ ولدا ثم ذكر الحديث.
- حديث صحيح، وفي إسناده ضعف أبو صالح وهو عبد الله بن صالح كاتب الليث
ضعيف لغفلته، لكنه قد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه النسائي (1 / 293 - 294) من طريق شعيب بن الليث عن ابن عجلان
به.

304
قلت: وهذا إسناد حسن للكلام الذي في محمد بن عجلان.
لكنه قد توبع فقال شعيب وسفيان عن أبي الزناد به.
أخرجهما البخاري (2 / 302 و 3 / 389)، وأحمد (2 / 393) عن سفيان وحده.
وأخرجه هو (2 / 317) والبخاري من طريق همام عن أبي هريرة.
وأحمد أيضا (2 / 350) عن أبي يونس عنه.
694 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا ابن فضيل، عن الليث،
عن مجاهد، عن عبيد بن عمير (وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب)
قال: ذلك الدنو منه حتى أن يمسه ببعضه.
- إسناده ضعيف مقطوع، الليث هو ابن أبي سليل وكان اختلط.
695 - حدثنا أبو بكر، ثنا ابن فضيل، عن ليث، عن مجاهد: عسى
أن يبعثك ربك مقاما محمودا. قال يقعده معه على العرش.
- إسناده ضعيف مقطوع، والليث مختلط، على أنه قد توبع، وليس في ذلك ما يحتج
به كما بينته في كتابي " مختصر العلو للعلي العظيم " للحافظ الذهبي.
696 - ثنا أبو أيوب الجنائري ثنا سعيد بن موسى، حدثنا رباح بن
زيد، عن معمر، عن الزهري، عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن موسى بن عمران صلى الله عليه وسلم كان يمشي ذات يوم في طريق فناداه الجبار
تبارك وتعالى يا موسى فالتفت يمينا وشمالا فلم ير أحدا ثم ناداه الثانية يا
موسى بن عمران فالتفت يمينا وشمالا فلم ير أحدا فارتعدت فرائصه ثم
نودي الثالثة يا موسى بن عمران إني أنا الله لا إله إلا أنا فقال لبيك وخر لله
ساجدا فقال ارفع رأسك يا موسى بن عمران فرفع رأسه فقال يا موسى إني
أحببت أن تسكن في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي. يا موسى فكن لليتيم
كالأب الرحيم وكن للأرملة كالزوج العطوف. يا موسى إرحم ترحم. يا
موسى كما تدين تدان. يا موسى نبئ بني إسرائيل أنه من لقيني وهو

305
جاحد لمحمد أدخلته النار ولو كان خليلي إبراهيم وموسى كليمي فقال: إلهي
ومن أحمد؟ فقال يا موسى وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أكرم علي منه
كتبت اسمه مع اسمي في العرش قبل أن أخلق السماوات والأرض
والشمس والقمر بألفي ألف سنة وعزتي وجلالي إن الجنة لمحرمة (على
جميع خلقي) حتى يدخلها محمد وأمته. قال موسى ومن أمة أحمد؟ قال
أمته الحمادون يحمدون صعودا وهبوطا وعلى كل حال يشدون أوساطهم
ويطهرون أطرافهم صائمون بالنهار رهبان بالليل أقبل منهم اليسير
وأدخلهم الجنة بشهادة أن لا إله إلا الله قال: إلهي اجعلني نبي تلك الأمة
قال نبيها منهم. قال اجعلني من أمة ذلك النبي قال استقدمت واستأخروا
يا موسى ولكن يا موسى سأجمع بينك وبينه في دار الجلال.
- إسناده ضعيف جدا، بل موضوع، ولوائح الوضع، عليه ظاهرة وآفته أبو أيوب
الجنائري واسمه سليمان بن سلمة الحمصي قال أبو حاتم:
" متروك لا يشتغل به ". وقال ابن الجنيد:
" كان يكذب ". وقال الخطيب:
" سعيد بن موسى مجهول، والجنائري مشهور بالضعف ".
ثم رجعت إلى ترجمة سعيد بن موسى الأموي من " الميزان " فإذا به يقول:
" اتهمه ابن حبان بالوضع " وثم ساق له ثلاثة أحاديث هذا أحدها وقال:
" موضوع ". فالحمد لله على توفيقه.

306
155 - (باب: في ذكر حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم):
697 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الله بن إدريس، عن أشعث،
عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال: قال عمر بن الخطاب
رضي الله عنه:
سيأتي قوم يكذبون بالقدر ويكذبون بالحوض ويكذبون بالشفاعة
ويكذبون بقوم يخرجون من النار.
- حديث موقوف حسن، وإسناده ضعيف، علي بن زيد وهو ابن جدعان سئ
الحفظ، لكنه قد توبع كما يأتي.
وأشعث هو ابن براز الهجمي صنفه ابن معين وغيره، وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال البخاري: منكر الحديث.
قلت: لكنه قد توبع، فقال الإمام أحمد (1 / 23): ثنا هشيم أنبأنا علي بن زيد به أتم
منه.
ولابن جدعان متابع ذكرته في كتابي " قصة الدجال الأكبر، ونزول عيسى عليه السلام من
السماء ونقله إياه)، يسر الله إتمامه.
698 حدثنا هدبة، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس أن زيادا أو ابن
زياد، ذكر عنده الحوض فأنكر ذلك فبلغ ذلك أنسا فقال: أما والله لأسوأنه غدا
فقال: ما أنكرتم من الحوض قالوا: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكره.
قال: نعم، ولقد أدركت عجائز بالمدينة لا يصلين صلاة
إلا سألن الله تعالى أن يوردهن حوض محمد صلى الله عليه وسلم.
698 - إسناده صحيح على شرط مسلم.
والحديث أخرجه أحمد (3 / 230) من طرق أخرى عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن
أنس به أتم منه وعلي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف.
وروى مجالد عن الشعبي قال:
" حلف رجل عند ابن زياد فقال: لا سقاه الله من حوض محمد. فقال له ابن زياد: ولمحمد
حوض؟ قال: نعم، هذا أنس بن مالك رضي الله عنه يحدث أن له حوضا، فجاء أنس

307
فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن لي حوضا، وأنا فرطكم عليه ".
أخرجه الآجري في " الشريعة " (ص 354) ومجالد وهو ابن سعيد ليس بالقوي.
ثم أخرج (ص 357) من طريق الحسين بن الحسن المروزي: أخبرني محمد بن أبي
عدي (1) قال: حدثنا حميد عن أنس مثل حديث ثابت عن أنس.
قلت: وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات.
699 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يعلى بن عبيد، عن أبي حيان،
عن يزيد بن حبان، عن زيد بن أرقم قال: بعث إلي عبيد الله بن زياد فأتيته
فقال: ما أحاديث تبلغنا وتروونها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا
نسمعها في كتاب الله وتحدث أن له حوضا. فقال: لقد حدثنا عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأعدناه.
699 - إسناده صحيح على شرط مسلم.
والحديث أخرجه أحمد (4 / 366 - 367) ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أبي حيان التيمي
به، وزاد في آخره: " قال: كذلك ولكنك شيخ قد خرفت، قال، إني قد سمعته
أذناي ووعاه قلبي من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وزاد في أوله خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في " خم " في الوصية بكتاب
الله وأهل بيته ". وهذا القدر قد أخرجه مسلم (7 / 122 - 123) عن إسماعيل بن إبراهيم هذا
وهو ابن علية.
700 - حدثنا الحلواني، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن مطر
الوراق، عن عبد الله بن بريدة قال شك عبيد الله بن زياد في الحوض
وكانت فيه حرورية فقال أرأيتم الحوض الذي تذكرون ما أراه شيئا فقال
له ناس من أصحابه عندك رهط من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إليهم
فسلهم فأرسل عبيد الله إلى زيد بن أرقم فسأله عن الحوض فحدثه حديثا
موثقا (2) أعجبه فقال: أنت سمعت هذا من رسول الله قال: لا ولكن حدثنيه
أخي قال: لا حاجة لنا في حديث أخيك.
700 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير مطر الوراق فأخرج له مسلم،
والبخاري تعليقا، لكن قال الحافظ:



(1) زاد في الأصل: قال: " حدثنا عدي ". ولست أرى لها وجها ولذلك حذفتها.
(2) كذا الأصل، وفي " المسند " و " المجمع " (موقفا) " صدوق كثير الخطأ ".
308
ومما يدل على خطئه قوله في هذا الحديث أن يزيد بن أرقم لم يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وهذا خلاف ما في الرواية السابقة عنه المصرحة بأنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك صرح
بالسماع منه صلى الله عليه وسلم لحديث الحوض في طريق أخرى عنه عند الإمام أحمد (4 / 471) وأبي داود
(4746) عن أبي حمزة عنه.
قلت: وإسناده صحيح على شرط البخاري، وأبو حمزة اسمه طلحة بن يزيد الأنصاري.
والحديث أخرجه أحمد (4 / 374): ثنا عبد الرزاق به. وقال الهيثمي (10 / 361):
" ورجاله رجال الصحيح "!
701 - حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا حسين المعلم،
ثنا عبد الله بن بريدة عن أبي سبرة الهذلي قال كان عبيد الله بن زياد يكذب
بالحوض بعد ما سئل عنه أبا برزة والبراء بن عازب وعائذ بن عمرو ورجلا
آخر.
701 - رجال إسناده ثقات غير أبي سبرة الهذلي فلم أعرفه، ويحتمل أنه النخعي الكوفي،
أنظر الحديث الآتي (718).
702 - حدثنا عقبة بن مكرم، ثنا محمد بن موسى السيباني، حدثنا
صالح المري، ثنا سيار بن سلامة الرياحي، عن أبيه أن عبيد الله بن زياد
قد لجلسائه هل ها هنا أحد يحدثنا عن الحوض قال أبو برزة الأسلمي
قال إن محمديكم (1) هذا الدحداح قال إنما أرسلنا إليك لتحدثنا عن
الحوض: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن حوضا.. فذكره.
702 - إسناده ضعيف، سلامة الرياحي لم أجد له ترجمة، وقد ذكره في " التهذيب " وفي
شيوخ ابنه سيار وصالح المري ضعيف.
ومحمد بن موسى السيباني بالسين المهملة فقد وضع عليها في الأصل (5) إشارة الإهمال،
ولم أجد له ترجمة.



(1) الأصل " محدثكم " والصواب ما أثبتنا، والتصحيح من " أبي داود ".
309
والحديث أعاده المصنف فيما يأتي (720) ساق متنه بتمامه دون القصة، ويأتي هناك
تخريج المتن.
والحديث أخرجه أبو داود (4749) من طريق أخرى فيه رجل لم يسم، وأخرجه أحمد
أيضا (4 / 421) ولكنه أسقط الرجل.
703 - حدثنا الحلواني، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن مطر
الوراق، عن ابن بريدة قال: شك عبيد الله بن زياد في الحوض فأرسل إلى
رجل من مزينة وإلى أبي برزة، قال أبو برزة: من كذب به فلا سقاه الله منه.
703 - إسناده ضعيف، وقد مضى الكلام عليه قبل حديثين اثنين.
والحديث أخرجه أحمد أيضا (4 / 419): ثنا عبد الرزاق به.
704 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا خالد الأحمر، عن يحيى بن
سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن خولة بنت حكيم قالت: قلت يا
رسول الله إن لك حوضا؟ قال: نعم وأحب من ورده في قومك.
704 - إسناده جيد، وهو على شرط مسلم.
والحديث أخرجه أحمد وابنه عبد الله في " زوائده " (6 / 409) بإسناد المصنف هذا. ورواه
الطبراني أيضا وقال:
" كذا رواه أبو خالد الأحمر عن خولة بنت حكيم، وقال الناس: عن خولة بنت قيس ".
وذكره في " مجمع الزوائد " (10 / 361).
وهو يشير بذلك إلى الرواية الآتية في الكتاب وهي أصح.
705 - ثنا ابن حساب، ثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن
محمد بن يحيى بن حبان قال: قالت خولة بنت قيس بن فهد فذكرت عن
النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
705 - إسناده صحيح على شرط الشيخين إلا ابن حبان واسمه محمد بن عبيد فإنه من شيوخ
مسلم وحده.
ورواه جرير بن حازم عن يحيى بن سعيد عن يحنس أن حمزة بن عبد المطلب لما قدم

310
المدينة تزوج خولة بنت قيس بن فهد الأنصاري من بني النجار، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يزور حمزة في بيتها، وكانت تحدث عنه صلى الله عليه وسلم أحاديث قالت:
" جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فقلت: يا رسول الله بلغني عنك أنك تحدث أن لك يوم
القيامة حوضا ما بين كذا إلى كذا، قال: أجل، وأحب الناس إلي أن يروى منه قومك ".
أخرجه أحمد (6 / 410).
قلت: وإسناده صحيح على شرط مسلم أيضا، والظاهر أن يحيى بن سعيد وهو ابن قيس
الأنصاري - له إسنادان عن خولة، أحدهما هذا، والآخر عن محمد بن يحيى بن حبان، فكان
يرويه تارة عن هذا وتارة عن هذا. وشذ أبو خالد الأحمر فقال: عن خولة بنت حكيم.
والمحفوظ: خولة بنت قيس كما في هذين الطريقين الصحيحين، وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك
في الحديث الذي قبله من كلام الطبراني.
706 - ثنا هشام بن عمار، ثنا صدقة بن خالد، ثنا زيد بن واقد،
حدثني بسر بن عبيد الله، ثنا أبو سلام الأسود، عن ثوبان مولى رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" حوضي كما بين عدن إلى عمان أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل
وأطيب رائحة من المسك أكوابه كنجوم السماء من شرب منه شربة لم
يظمأ بعدها أبدا ".
706 - إسناده على شرط البخاري، على ضعف في شيخه هشام بن عمار، وأبو سلام الأسود
لم يخرج له إلا في " الأدب المفرد "، وهو ثقة من رجال مسلم واسمه ممطور، وقد توبع من غير
ما واحد كما يأتي بعد حديث.
والحديث أخرجه الآجري في " الشريعة " (ص 353) من طريق الوليد بن مسلم قال:
حدثنا يحيى بن الحارث الذماري وشيبة بن الأحنف الأوزاعي قالا: سمعنا أبا سلام الأسود
يحدث عن ثوبان بلفظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر حوضه، " فقالوا: با رسول الله: من أولى
الناس ورودا له؟ فقال: فقراء المهاجرين، المشعثة رؤوسهم، الرثة ثيابهم، الذين لا تفتح
لهم السدد ولا ينكحون المتنعمات ".
قلت: وهذا إسناد صحيح.
707 - ثنا الحوطي، ثنا سويد بن عبد العزيز، ثنا أبو محمد شداد

311
الضرير، عن أبي سلام قال: " بعث إلي عمر بن عبد العزيز فقدمت عليه
فلما دخلت عليه قال لي أدن أدن فدنوت حتى كادت ركبتي تلزق ركبته
فقال: حدثني حديث ثوبان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحوض، فقال " حوضي ما
بين عدن إلى عمان أحلى من العسل وأشد بياضا من اللبن وأكوابه كنجوم
السماء من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا ".
707 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، أبو محمد شداد الضرير لم أعرفه.
وسويد بن عبد العزيز لين الحديث كما في " التقريب "، لكنه قد جاء من غير هذه الطريق
كما يأتي.
الحديث أخرجه الترمذي (2 / 72) وابن ماجة (4303) وأحمد (5 / 275) عن محمد بن
مهاجر: حدثني العباس بن سالم الدمشقي: نبئت عن أبي سلام الحبشي قال فذكره. وقال
الترمذي: " حديث غريب من هذا الوجه ".
قلت: ورجاله ثقات غير الواسطة التي لم تسم بين العباس وأبي سلام فهي العلة، وقد
سقطت من رواية الترمذي وأحمد.
708 - ثنا عباس النرسي، ثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة عن
سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن ثوبان مولى رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" أنا عند عقر حوضي يوم القيامة أذود الناس عنه لأهل اليمن إني
لأضربهم بعصاي حتى يرفض. وسئل نبي الله صلى الله عليه وسلم عن شرابه فقال:
أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه ميزابان أحدهما ورق والآخر
ذهب.
708 - إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم، وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 283) والآجري (352) من طريقين آخرين عن سعيد وهو
ابن أبي عروبة به.
وأخرجه مسلم (7 / 70) وأحمد (5 / 280، 281، 282) من طريق أخرى عن
قتادة. وله طريق أخرى عند المصنف عن سعيد وهو الآتي.

312
709 - ثنا أبو بكر، ثنا ابن نصير، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن
قتادة عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن ثوبان مولى
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: " أنا عند عقر حوضي " فذكر نحوه.
709 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن نصير، فلم أعرفه،
ويحتمل أنه محرف من " ابن نمير " واسمه عبد الله، أو " أبو النضر " واسمه هاشم بن القاسم،
وكلاهما من شيوخ أبي بكر، وهو ابن أبي شيبة، وهما ثقتان من رجال الشيخين.
710 - حدثنا محمد بن إدريس، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا عبيد الله بن
عمرو، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن سليمان بن يسار، عن
بعض من حدثه، عن ثوبان أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:
إن لي حوضا كما بين عمان إلى عدن فذكر نحوه.
710 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف لجهالة البعض، وسائر رجاله ثقات رجال
البخاري غير محمد بن إدريس وهو أبو حاتم الرازي الحافظ الكبير والثقة الشهير.
711 - ثنا الحسن بن علي ومحمد بن مسكين ومحمد بن سهل بن
عسكر قال وثنا عبد الله بن صالح، حدثنا الليث، حدثني عبد الرحمن بن
خالد، عن ابن شهاب، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال:
" إن قدر حوضي ما بين أيلة إلى صنعاء فيه من الأباريق بعدد نجوم
السماء ".
711 - حديث صحيح، ورجاله كلهم ثقات رجال " الصحيح " على ضعف في عبد الله بن
صالح، ولكنه لم يتفرد به كما يأتي في الذي بعده.
712 - حدثنا أبو موسى عمران بن موسى، ثنا عبد الحميد بن إبراهيم،
ثنا ابن سالم، عن الزبيدي، عن الزهري، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

313
" إن قدر حوضي كما بين أيلة إلى صنعاء وإن فيه من الأباريق بعدد
نجوم السماء ". وفيه عن الزهري، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحوض.
رواه شعيب ويونس وعقيل وابن أبي عتيق وموسى بن عقبة وعثمان
التيمي وأبو منيع وإسحاق بن يحيى العوصي وقد روي أيضا عن معمر
وابن أخي الزهري وعبد الرحمن بن عبد الرحمن بن عبد العزيز (1).
712 - حديث صحيح، ورجاله ثقات غير أن عبد الحميد بن إبراهيم ذهبت كتبه فساء
حفظه كما قال الحافظ، لكنه قد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (4 / 248) والترمذي (2 / 72) من طريقين آخرين عن الزهري
به، وقال الترمذي: " حديث حسن صحيح غريب ".
713 - حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، ثنا ابن أبي أويس، ثنا
أخي، عن سليمان بن بلال، عن عبيد الله بن عمر، عن رفاعة بن رافع
الزرقي، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن لي حوضا كما بين أيلة
وصنعاء آنيته عدد نجوم السماء ".
713 - إسناده على شرط البخاري في " صحيحه " وعنه تلقاه المصنف كما ترى.
714 - حدثنا محمد بن إدريس، حدثنا محمد بن بكار، حدثنا سعيد، عن
قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" ما بين حافتي حوضي ما بين أيلة إلى عمان وما بين المدينة إلى صنعاء
فيه أباريق من ذهب وفضة مثل عدد نجوم السماء أو أكثر من نجوم
السماء ".
قال هشام ما بين ناحيتي حوضي. ورواه معتمر، عن أبيه، عن
قتادة، عن أنس.



(1) قلت: رواية شعيب عند أحمد (3 / 225) والترمذي، وصححها كما تقدم. ورواية
يونس عند البخاري.
314
714 - حديث صحيح، ورجاله ثقات، غير سعيد، فإن الظاهر أنه ليس هو ابن أبي
عروبة - وإن كان قد رواه عن قتادة كما يأتي - فإنهم لم يذكروه في شيوخ محمد بن بكار وهو
العاملي الدمشقي، وإنما ذكروا في شيوخه سعيد بن بشير، وسعيد بن عبد العزيز. والأول
منهما هو المراد هنا لأنه كثير الرواية عن قتادة، بخلاف الآخر، فإنه لم يذكر له في
" التهذيب " رواية عن قتادة مطلقا.
وسعيد بن بشير هذا ضعيف كما في " التقريب "، ولكنه قد توبع كما سبقت الإشارة إليه
ويأتي.
والحديث قد أخرجه الترمذي (2 / 72) من طريق أخرى عن محمد بن بكار الدمشقي حدثنا
سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن سمرة مرفوعا نحوه.
قلت: فجعله من رواية قتادة عن الحسن عن سمرة، ولعله من سوء حفظ ابن بشير،
والأرجح الأول لأنه قد توبع عليه، فرواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به إلا أنه لم يذكر
سعة الحوض.
أخرجه ابن ماجة (4302). وتابعه شيبان بن عبد الرحمن عنه به مثل رواية ابن أبي
عروبة.
أخرجه أحمد (3 / 238) ومسلم (7 / 71) وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وتابعه هشام عنه به، إلا أنه لم يذكر عدد الأباريق.
أخرجه أحمد (3 / 133 و 216 و 219) والآجري (354).
وإسناده صحيح أيضا. وأخرجه مسلم من طرق أخرى عن قتادة.
715 - وثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع،
حدثنا معاوية بن سلام أنه سمع أبا سلام أخبرني عمرو بن زيد البكالي
أنه سمع عتبة بن عبد السلمي يقول جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
ما حوضك الذي تحدث عنه قال:
" هو ما بين البيضاء إلى بصرى ثم يمدني الله فيه بكراع فلا يدري بشر
ممن خلق الله أين طرفيه ".
715 - إسناده صحيح، لولا أن عمرو بن زيد البكالي لم أجد له ترجمة. ثم استدركت فقلت:
أورده الحافظ في " التعجيل " في آخر من يسمى عمرا ولم ينسبه، وأفاد أنه صحابي، ثم
قال: " وقد سمى ابن السكن أباه عبد الله "!

315
كذا قال: وكأنه لم يقف على هذه الرواية وكذا التي بعدها، ففيهما تسمية أبيه ب‍ " زيد "
وفيهما فوائد لم يذكرها فلتستدرك عليه.
والحديث أخرجه ابن حبان (2601) من طريق معمر بن يعمر حدثنا معاوية بن سلام
حدثني أخي زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام به.
قلت: فزاد في الإسناد زيد بن سلام، وهي زيادة منكرة لأن معمر بن يعمر مجهول الحال
كما قال ابن القطان وقد خالف الربيع بن نافع وهو ثقة من رجال الشيخين، لكن قد رواه عنه
القومسي فذكر زيدا في سنده كما يأتي.
ووقع في ابن حبان: " عامر بن يزيد البكالي " بدل " عمرو بن زيد البكالي " فإن لم يكن
تحريفا من بعض النساخ فهي خطأ من ابن يعمر أيضا.
716 - ثنا عبيد الله بن فضالة، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن يحيى
ابن كثير، عن عمرو بن زيد البكالي، عن عتبة بن عبد السلام قال: جاء
أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الجنة وذكر الحوض فقال أفيها فاكهة؟
قال: نعم. فيها شجرة تدعى طوبى فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أي شجر أرضنا
يشبه؟ فذكر الحديث.
716 - إسناده صحيح. رجاله ثقات، وعبيد الله بن فضالة هو أبو قديد النسائي وهو ثقة ثبت.
والحديث أخرجه أحمد (4 / 183): ثنا علي بن بحر ثنا هشام بن يوسف ثنا معمر به إلا أنه
قال: " عامر " بدل " عمرو ". وكذلك أورده ابن أبي حاتم في " الجرح " (3 / 1 / 320)
تبعا للبخاري، فقالا:
" سمع عتبة بن عبد، روى عنه أبو سلام ".
وكذلك أورده ابن حجر في " التعجيل " (ص 204) لكن وقع فيه " عاصم " وهو خطأ
مطبعي. وقال ردا على الحسيني الذي قال فيه: ليس بالمشهور.
" قلت: بل هو معروف، ذكره البخاري فقال... ".
وأقول لم يتبين لي قوة هذا الرد، فإن البخاري يذكر في كتابه " التاريخ " كثيرا من الرواة
وهم غير معروفين، وليس هذا مجال شرح ذلك، إلا أن عامرا هذا يبدو لي أنه هو عمرو بن
زيد البكالي المذكور في الحديث الذي قبله. وقد عرفت أنه صحابي، غاية ما في الأمر أن
الرواة اختلفوا في اسمه فسماه أبو سلام - واسمه ممطور - ويحيى بن أبي كثير عمرا. هذا في
رواية المصنف عنه، وفي رواية أحمد كما سبق عمارا، وكذلك وقع في رواية ابن حبان في

316
الحديث المتقدم، وكذلك وقع عنده (2626 و 2627) في هذا الحديث من طريق معمر بن
يعمر المتقدم. وكذلك وقع فيه عند ابن جرير في " تفسيره " (13 / 100): حدثني سليمان بن
داود القومسي قال: ثنا أبو توبة الربيع بن نافع قال: ثنا معاوية بن سلام عن زيد، أنه
سمع أبا سلام قال: ثنا عامر بن زيد البكالي أنه سمع عتبة بن عبد السلام... به.
قلت: والقومسي هذا لم أجد له ترجمة إلا في " الأنساب " للسمعاني، وقد حكى توثيقه
مع أخيه محمد بن داود بن أبي نصر القومسي عن محمد بن عبد الله الحضرمي الحافظ.
وبهذا الإسناد يترجح عندي أن ذكر زيد بن سلام في إسناد ابن حبان عن معمر بن يعمر محفوظ
لم يتفرد به ابن يعمر، فليس منكرا كما سبق في الحديث الذي قبله. فليتنبه لهذا.
(تنبيه) تقدم عن البخاري وابن أبي حاتم أن عامرا - أو عمرا - بن زيد البكالي روى عنه
أبو سلام، وهذه الرواية في الحديث الذي قبله. وأما في هذا الحديث، فقد روى عنه أيضا
يحيى بن أبي كثير كما ترى على الخلاف الذي سبق بيانه بين رواية المصنف وأحمد في اسم ابن
زيد البكالي، فإما أن يقال أن يحيى بن أبي كثير إنما رواه عنه بواسطة أبي سلام، وإما أن
يقال أنه شارك أبا سلام في الرواية عنه. والأول هو الأقرب لأن يحيى قد رمي بالتدليس. والله
أعلم.
717 - ثنا عقبة بن مكرم الضبي، ثنا يونس بن بكير، ثنا عبد الغفار
ابن القاسم، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن أبي بن كعب
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" وأنا على الحوض؟ قيل وما الحوض يا رسول الله؟ قال: والذي
نفسي بيده إن شرابه أبيض (1) من اللبن وأحلى من العسل وأبيض (1) من
الثلج وأطيب ريحا من المسك وآنيته أكثر عددا من النجوم لا يشرب منه
إنسان فيظمأ أبدا ولا يصرف عنه إنسان فيروى أبدا ".
717 - إسناده موضوع، آفته عبد الغفار بن القاسم وهو أبو مريم الأنصاري، قال
الذهبي:
" رافضي ليس بثقة "، قال علي بن المديني: " كان يضع الحديث ".



(1) كذا الأصل في الموضعين، ولعل الصواب " وأبرد " في الموضع الثاني كما يقتضيه
السياق، وكما جاء في غير ما حديث، كحديث حذيفة الآتي.
317
قلت: وكذا قال أبو داود: كان يضع الحديث. وقال أبو حاتم والنسائي وغيرهما:
" متروك الحديث ".
إلا أن الحديث صحيح، يشهد له ما قبله وما بعده، إلا الجملة الأخيرة منه " ولا يصرف
عنه إنسان فيروى أبدا ". وقد وجدت لها شاهدين.
الأول: عن عثمان عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن ابن مسعود مرفوعا في حديث له في
المقام المحمود وبلفظ: " وإن حرمه لم يرو بعده ".
أخرجه أحمد (1 / 398 - 399) وكذا البزار والطبراني قال الهيثمي (10 / 362): " في
أسانيدهم كلهم عثمان بن عمير وهو ضعيف ".
وقال الحافظ: " ضعيف، واختلط، وكان يدلس ".
والآخر: عن أنس مرفوعا:
" حوضي من كذا إلى كذا... ومن لم يشرب منه لم يرو أبدا ".
قال المنذري (4 / 207): " رواه البزار والطبراني، ورواته ثقات إلا المسعودي ".
قلت: ويعني أنه كان اختلط:
وأورده الهيثمي في " المجمع " (10 / 361) بدون الزيادة هذه وقال:
" رواه البزار والطبراني في " الأوسط " وفيه المسعودي وهو ثقة، ولكنه اختلط، وبقية
رجالهما رجال الصحيح ".
قلت: فالظاهر أن الزيادة ليست عندهما معا، وإنما هي عند أحدهما. فأورده المنذري
بسياق أحدهما، والهيثمي بسياق الآخر. والله أعلم.
وقد تقدم الحديث في الكتاب (711 - 714) من طرق عن أنس، بعضها في
" الصحيحين " دون الزيادة، ولذلك فإن النفس لم تطمئن لثبوتها. والله تعالى أعلم.
718 - حدثنا الحسن بن علي، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن مطر
الوراق عن عبد الله بن بريدة الأسلمي قال: قال أبو سبرة حدثني عبد الله
ابن عمر ومن فيه إلى في حديثا سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأملاه علي يقول:
" ألا وإن لي حوضا ما بين ناحيته كما بين أيلة إلى مكة أو صنعاء إلى المدينة
وإن فيه من الأباريق مثل الكواكب هو أشد بياضا من اللبن وأحلى من
العسل من شرب منه لم يظمأ بعده أبدا ".

318
718 - إسناده صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي سبرة والظاهر أنه النخعي
الكوفي، قال الحافظ: " يقال: اسمه عبد الله بن عابس، مقبول ".
والحديث أخرجه أحمد (2 / 199): ثنا عبد الرزاق به.
وأخرجه هو والمصنف فيما تقدم (703) بهذا الإسناد عن ابن بريدة عن أبي برزة مختصرا.
والحديث أخرجه البخاري من طريق أخرى عن ابن عمرو كما يأتي.
719 - حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا
الحسين المعلم، حدثنا عبد الله بن بريدة، عن أبي سبرة الهذلي، عن عبد الله
ابن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن موعدكم لحوضي طوله كعرضه وإنه كما بين مكة وأيلة فيه أباريق
مثل الكواكب شرابه أشد بياضا من الفضة من شرب منه شربة لم يظمأ
بعدها أبدا ".
719 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سبرة الهذلي فلم أعرفه،
وقد استظهرت في الحديث الذي قبله أنه أبو سبرة النخعي الكوفي الذي يقال اسمه عبد الله بن
عباس، ثم تبين لي أنه غيره، فقد جاء منسوبا إلى والده سلمة. أخرجه الآجري في
" الشريعة " (ص 353) من طريق محمد بن أبي عدي قال: حدثنا حسين المعلم عن عبد الله
ابن بريدة قال:
" ذكر أن أبا سبرة بن سلمة سمع ابن زياد يسأل عن الحوض، فقال: ما أراه حقا، بعدما
سأل أبا برزة الأسلمي والبراء بن عازب وعائذ بن عمرو المزني (!) فقال: ما أصدق؟ فقال أبو
سبرة ألا أحدثك في هذا الحديث شفاء، بعثني أبوك إلى معاوية رضي الله عنه في مال، فلقيت
عبد الله بن عمرو، فحدثني عبد الله بن عمرو بقية، وكتبته بيدي ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم
أزد حرفا ولم أنقص حرفا، حدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (فذكر ه) فقال ابن زياد: ما حدثت
عن الحوض حديثا هو أثبت من هذا، أشهد أن الحوض حق، وأخذ الصحيفة التي جاء بها أبو
سبرة ".
قلت: ولم أجد من ذكر أبا سبرة هذا في المصادر التي عندي. والله أعلم.
والحديث أخرجه أحمد أيضا (2 / 162): ثنا يحيى به، إلا أنه وقع فيه " عن أبي سيرة "
بالمثناة التحتية فالله أعلم.

319
وله طريق آخر عن ابن عمرو، برواية ابن أبي مليكة قال: قال عبد الله بن عمرو قال النبي
صلى الله عليه وسلم وذكره بلفظ:
" حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم
السماء، من شرب منه فلا يظمأ أبدا ".
أخرجه البخاري (4 / 248) ومسلم (7 / 66).
720 - ثنا عقبة بن مكرم، ثنا محمد بن موسى السيباني، عن صالح،
عن سيار بن سلامة الرياحي، عن أبيه، عن أبي برزة قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إن لي حوضا يوم القيامة عرضه ما بين أيلة إلى صنعاء ماؤه أشد
بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء من
شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا ومن كذب به فلا سقاه الله منه ".
720 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، كما سبق بيانه برقم (702) وقد ذكره هناك دون
المتن. وليس منه قوله في آخره هنا:
" ومن كذب به فلا سقاه الله منه ".
فإنه موقوف من كلام أبي برزة كما يتبين من سياقه هناك.
والحديث صحيح الشواهد المتقدمة والآتية، وله طريق أخرى عن أبي برزة تأتي بعد
حديث.
721 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد
العمي عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر قال
قلت يا رسول الله ما آنية الحوض قال: " والذي نفسي بيده لآنيته أكثر من
عدد نجوم السماء وكواكبها في الليلة المظلمة المصحية من شرب منه لم
يظمأ. عرضه مثل طوله ما بين عمان إلى أيلة وماؤه أشد بياضا من اللبن
وأحلى من العسل ".
721 - إسناده صحيح رجاله ثقات على شرط مسلم، وقد أخرجه في " صحيحه " كما
يأتي.

320
والحديث أخرجه مسلم (7 / 69) بإسناد المصنف.
وأخرجه هو والترمذي (2 / 72) والآجري (ص 354 - 355) من طرق أخرى عن
العمي به.
وله طريق أخرى، تأتي برقم (725)
722 - حدثنا عبدة بن عبد الرحيم، حدثنا النضر بن شميل، حدثنا
شداد بن سعيد قال سمعت أبا الوازع وهو جابر بن عمرو أنه سمع أبا
برزة الأسلمي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" ما بين ناحيتي حوضي كما بين أيلة إلى صنعاء مسيرة شهر عرضه
كطوله فيه ميزابان مثعبان من الجنة من ورق وذهب. أبيض من اللبن
وأحلى من العسل فيه أباريق عدد نجوم السماء ".
722 - إسناده جيد، ورجاله ثقات رجال مسلم، على ضعف في حفظ جابر بن عمرو أبي
الوازع، شداد بن سعيد وهو أبو طلحة الراسبي - غير عبدة بن عبد الرحيم، وهو أبو سعيد
المروزي وهو صدوق، وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (4 / 424): ثنا أبو سعيد ثنا شداد أبو طلحة به.
وللحديث طريق أخرى عن أبي برزة تقدمت قبل حديث.
723 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن بشر، ثنا زكريا، عن
عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" إن لي حوضا طوله ما بين الكعبة إلى بيت المقدس أبيض من اللبن
آنيته عدد النجوم وإني لأكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة ".
723 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، من أجل عطية العوفي فإنه ضعيف مدلس.
وإنما صححته لشواهده الكثيرة مما تقدم ويأتي.
على أن أصل الحديث عند البخاري (4 / 248) ومسلم (7 / 66) وأحمد (3 / 18 و 62 و 91
و 5 / 339) من طرق أخرى عن أبي سعيد رضي الله عنه، وفيه ذكر أقوام يردون عن
الحوض.

321
وأما الزيادة التي في آخر الحديث.
" وإني لأكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة ".
فلها شاهد صحيح من حديث أنس مخرج في " الصحيحة " (1570).
724 - حدثني أبو بكر، ثنا حسين بن علي، ثنا زايدة، عن عاصم،
عن زر، عن حذيفة قال:
حوض النبي صلى الله عليه وسلم أبيض مثل اللبن وأحلى من العسل وأبرد من الثلج
وأطيب ريحا من المسك آنيته مثل عدد النجوم ما بين أيلة إلى صنعاء من
شرب منه لم يظمأ بعده أبدا.
724 - إسناده حسن، رجاله ثقات، رجال مسلم إلا أنه أخرج لعاصم وهو ابن أبي
النجود فتابعه.
وللحديث طريق أخرى عنه تأتي بعده.
725 - ثنا هدبة، ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن زر، عن حذيفة
قال: ما بين طرفي حوض النبي صلى الله عليه وسلم كما بين أيلة ومصر وإن آنيته أكثر أو مثل
عدد نجوم السماء أحلى من العسل وأطيب ريحا من المسك وأبرد من الثلج
من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها.
725 - إسناده حسن، وهو مكرر الذي قبله.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 390 و 394) من طريقين آخرين عن عاصم به.
وسبق آنفا من طريق أخرى عنه.
726 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن بشر، ثنا عبيد الله بن
عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن أمامكم حوضا كما بين جرباء وأذرح ".
726 - إسناده صحيح على شرط الشيخين وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (7 / 69) بإسناد المصنف هذا وغيره من محمد بن بشر وزاد:

322
" قال عبيد الله: فسألته؟ فقال: قريتين بالشام، بينهما مسيرة ثلاث ليال ".
وأخرجه البخاري (4 / 247) وأحمد (2 / 21) عن عيسى بن عبد الله به دون الزيادة.
وتابعه أيوب عن نافع به.
أخرجه مسلم وأبو داود (4745)
وتابعه عمر بن محمد بن زيد عن نافع به فرد زيادة، وهو الآتي بعده.
727 - ثنا يعقوب بن حميد، ثنا ابن أبي حازم، عن عمر بن محمد بن
زيد، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" إن أمامكم حوضا كما بين جرباء وأذرح فيه أباريق كالنجوم من شرب
منه لم يظمأ أبدا ".
727 - إسناده جيد، رجاله ثقلت رجال الشيخين، غير يعقوب بن حميد، وهو صدوق
يهم، وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (7 / 69) وأحمد (2 / 134) من طريقين آخرين عن عمر بن محمد
ابن زيد به.
وتابعه المخارق بن أبي المخارق عن عبد الله بن عمر به وزاد:
" أول الناس عليه ورودا صعاليك المهاجرين، قال قائل: ومن هم يا رسول الله؟ قال:
الشعثة رؤوسهم، الشحبة وجوههم، الدنسة ثيابهم، لا يفتح لهم السدد، ولا ينكحون
المتنعمات، الذين يعطون كل الذي عليهم، ولا يأخذون الذي لهم ".
أخرجه أحمد (2 / 132) والمخارق هذا لم يوثقه غير ابن حبان.
لكن لهذه الزيادة شاهد من حديث ثوبان مخرج في " المشكاة " (5592) و " الصحيحة "
(1082) وسيأتي في الكتاب برقم (747).
728 - حدثنا أبو بكر بن خلاد، حدثنا بشر بن السري، ثنا نافع بن
عمر، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" حوضي مسيرة شهر زواياه سواء وماؤه أبيض من الورق ورائحته أطيب
من المسك وكيزانه كنجوم السماء من شرب منه فلا يظمأ بعده أبدا ".

323
728 - إسناده صحيح، رجاله ثقات، رجال الشيخين غير بشر بن السري وهو ثقة، وقد
توبع كما يأتي.
وأبو بكر بن خلاد شيخ صدوق كما حررته في " فهرس مخطوطات الظاهرية " (ص
135).
والحديث أخرجه البخاري (4 / 248) ومسلم (7 / 166) وابن حبان (2603 - زوائده)
من طرق أخرى عن نافع بن عمر الجمحي به.
(تنبيه) الحديث عند ابن حبان بإسناد مسلم وشيخه، لكن وقع في " الزوائد ": وابن عمر
بضم أوله، وكذلك وقع في تعقيب الهيثمي عليه، فلا أدري أهو وهم منه أم من الناسخ، أم
كذلك وقعت الرواية لابن حبان. والله أعلم.
729 - ثنا دحيم، حدثنا الوليد بن مسلم، ثنا صفوان، عن سليم بن
عامر، عن أبي اليمان الهوزني، عن أبي أمامة أن يزيد بن الأخنس قال يا
رسول الله فما سعة حوضك قال: " كما بين عدن إلى عمان وأوسع وأوسع
يشير بيده فيه مثعبان من ذهب وفضة قال: فما حوضك؟ قال: أشد بياضا
من اللبن وأحلى من العسل وأطيب رائحة من المسك من شرب منه لم يظمأ
بعده أبدا ولم يسود وجهه أبدا ".
729 - إسناده مضطرب، رجاله ثقات غير أبي اليمان الهوزني واسمه عامر بن عبد الله بن
لحي الحمصي، لم يوثقه غير ابن حبان، وقال ابن القطان: " لا يعرف له حال ". وأشار إلى
ذلك الذهبي بقوله: " ما علمت له راويا سوى صفوان بن عمرو ".
والحديث أخرجه ابن حبان (2602) من طريق محمد بن حرب حدثنا صفوان بن عمرو
عن سليم بن عامر وأبي اليمان عن أبي اليمان الهوزني به.
كذا الأصل: وأبي اليمان عن أبي اليمان!
وأخرجه أحمد (5 / 250 - 251):
ثنا عصام بن خالد حدثني صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر الجنائري وأبي اليمان الهوزني
عن أبي أمامة... وقال عبد الله بن أحمد عقبه:
" وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده، وقد ضرب عليه، فظننت أنه قد ضرب عليه
لأنه خطأ إنما هو عن زيد عن أبي سلام عن أبي أمامة ".

324
وأقول: وأنا أظن أن الإمام أحمد إنما ضرب عليه لهذا الاضطراب الذي بينته، وادعاء أن
إسناده خطأ مما لا وجه له، إذا علمنا أن رجاله ثقات، ومجيئه من رواية أبي سلام عن أبي
أمامة، لا ينافي أن يكون له أسناد آخر له. كما هو الشأن في كثير من الأحاديث، منها حديث
الحوض هذا فإنه قد تقدم من حديث أنس وثوبان من طرق عنها. فلا مانع أن يكون لحديث
أبي أمامة.. أيضا طريقان أو أكثر على أني لم أقف الآن على رواية أبي سلام عنه وقد أورده
الهيثمي (10 / 366) من حديث أبي أمامة نحوه وزاد:
" وإن ممن يرده علي من أمتي الشعثة رؤوسهم... " الحديث نحو حديث المخارق بن أبي
المخارق المتقدم تحت الحديث (727)، وقال: " رواه الطبراني، ورجاله وثقوا علي ضعف في
بعضهم ".
قلت: ولعله عنده من طريق أبي سلام عنه. وقال في حديث الكتاب (10 / 362 -
363).
" رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد وبعض أسانيد الطبراني رجال الصحيح ".
730 - حدثنا محمد بن مرزوق، ثنا بكر بن بكار، حدثنا شعبة، ثنا معبد بن
خالد قال سمعت حارثة رجل من خزاعة، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
" إن ما بين حوضي ما بين مكة وصنعاء " فقال المستورد: ما سمعت شيئا غير
هذا قال لا: قال المستورد: " وفيه آنية كالكواكب ".
730 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال مسلم غير بكر بن بكار، وهو أبو عمرو
القيسي وثقه المصنف وغير وضعفه الجمهور.
731 - حدثنا أبو بكر، حدثنا أبو أسامة وابن نمير، عن عبيد الله بن
عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي ".
731 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (4 / 123) من طريق ابن نمير به إلا أنه قال: " بيتي " بدل
" قبري ".
وتابعه يحيى بن سعيد عن عبيد الله به.

325
أخرجه البخاري (1 / 300 و 471) ومسلم أيضا وأحمد (2 / 438).
وتابعه أنس بن عياض عن عبيد الله به. أخرجه البخاري (4 / 249).
وتابعه محمد بن عبيد: حدثنا عبيد الله به.
أخرجه أحمد (2 / 376).
وتابعه مالك عن خبيب به.
أخرجه البخاري (4 / 435) وأحمد (2 / 337). وفي رواية له عنه (2 / 465 و 533
و 3 / 4) به إلا أنه قال:
" عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد الخدري " على الشك.
وكذا هو في " الموطأ " (1 / 202) إلا أنه وقع فيه كما عند المصنف.
" قبري ".
وكتب المصحح على الهامش: " في نسخة " بيتي " بدل: قبري ".
قلت: وهو الصواب الذي لا يرتاب فيه باحث لاتفاق جميع الروايات المتقدمة وغيرها
عليها، ولأن القبر النبوي لم يكن موجودا ولا معروفا عند الصحابة إلا بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، فكيف
يعقل أن يحدد لهم الروضة الشريفة بما بين المنبر المعروف والقبر غير المعروف؟.
وعلى الصواب رواه ابن إسحاق أيضا حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن أبي هريرة دون
شك كرواية الجماعة.
أخرجه أحمد (2 / 397 و 528).
وقال (2 / 401): ثنا نوح بن ميمون قال: أنا عبد الله عن خبيب به، وعبد الله هذا هو
العمري كما في حديث قبله. وهو المكبر سئ الحفظ.
وله عنده (2 / 412 و 534) طريق أخرى يرويه حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح
عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا به إلا أنه قال: " حجرتي " بدل: " بيتي ".
وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وللحديث شواهد كثيرة لا مجال لذكرها الآن.
156 (باب):
732 - حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ثنا يونس بن بكير، حدثنا محمد

326
ابن إسحاق حدثني سعيد بن يسار قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا جمع الله تعالى العباد لصعيد واحد نادى مناد ليلحق كل أمة ما
كانوا يعبدون ويبقى المسلمون على حالهم فيأتيهم فيقول: ما بال الناس
ذهبوا وأنتم ها هنا فيقولون ننتظر إلهنا. فيقول: فتعرفونه فيقولون إذا
تعرف لنا عرفناه قال: فيكشف لهم عن ساق فيقعون سجدا وذلك قوله
تعالى:
(يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود).
732 - إسناده حسن، وهو مخرج في " الصحيحة " (584).
وقد مضى (475) من طريق أخرى عن أبي هريرة به أتم منه.
157 (باب)
733 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا الفضل بن دكين، عن
الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن طلحة مولى قبيصة، عن زيد بن أرقم
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما أنتم بجزء من مائة ألف ممن يرد علي الحوض ". قلنا لزيد: كم
كنتم يومئذ؟ قال ستمائة إلى سبعمائة.
- إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مخرج في " الصحيحة " (123).
734 - ثنا إبراهيم بن المستمر، ثنا محمد بن بكار بن بلال (2)، ثنا
سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:



(1) الأصل (عبد) والتصحيح من " مسلم " وغيره.
(2) الأصل (محمد بن بلال بن بكار) على القلب، والتصحيح من " الترمذي " وكتب
الرجال.
327
" إن لكل نبي حوضا يتباهون أيهم أكثر واردة، وإني لأرجو أن
أكون أكثر منهم واردة ".
- حديث صحيح، وإسناده ضعيف، لكن له شواهد يرتقي بها إلى درجة الصحة، وقد
خرجتها مع الحديث في " الصحيحة " (1589).
735 - حدثنا أحمد بن الفرات، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا الليث، عن
يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله، عن عقبة بن عامر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إني فرطكم على الحوض، والله إني لأنظر إلى حوضي " (1).
735 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال البخاري غير أحمد بن الفرات وهو ثقة،
إلا أن عبد الله بن صالح قد تكلم في حفظه وضبطه، لكنه لم يتفرد به كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (4 / 250) ومسلم (7 / 67) وغيرهما من طرق أخرى عن الليث
به. وتابعه يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب به وزاد:
" وإن عرضه كما بين أيلة إلى الجحفة ".
رواه مسلم، والحديث قد خرجته بأزيد مما هنا في " أحكام الجنائز " (82 - 83)
158 (باب: في ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا فرطكم على
الحوض).
736 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن
أبي وائل، عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أنا فرطكم على الحوض ".
- حديث صحيح متواتر، وإسناده صحيح على شرط الشيخين وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرج مسلم (7 / 68) بإسناد المصنف وغيره، قالوا: ثنا أبو معاوية به.



(1) كذا الأصل والحقد أن يكون الحديث بعد الباب القادم (1)
328
وتابعهم أحمد فقال (1 / 384 و 425) ثنا أبو معاوية به.
وأخرجه البخاري (4 / 247) ومسلم وأحمد أيضا (1 / 455) من طرق أخرى عن
الأعمش به.
وتابعه مغيرة قال: سمعت أبا وائل به.
أخرجه الشيخان وأحمد (1 / 439 و 5 / 393) والمصنف فيما يأتي (761 و 762).
وتابعه عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل به.
أخرجه أحمد (1 / 402 و 406 و 453) والمصنف فيما يأتي (763) وعلقه البخاري.
737 - حدثنا هشام بن عمار، ثنا يحيى بن حمزة، عن يزيد بن أبي
مريم، عن أبي عبيد الله مسلم (1) بن مشكم، عن أبي الدرداء قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أنا فرطكم على الحوض.
- حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال البخاري غير أبي عبيد الله مسلم بن مشكم وهو
ثقة. ووقع في الأصل " أبي عبد الله " وهو خطأ تردد في كثير من كتب الرجال، وقد وقع على
الصواب في هذا الإسناد نفسه فيما يأتي (767).
738 - حدثنا أبو بكر، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن المهاجر بن مسمار،
عن عامر بن سعد قال كتبت إلى جابر بن سمرة: أخبرني بشئ سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال وكتب إلي أنه سمعه يقول:
" أنا الفرط على الحوض ".
- إسناده صحيح على شرط مسلم.
739 - حدثنا أبو بكر، ثنا عبدة بن سليمان، عن إسماعيل، عن
قيس (2)، عن الصنابحي قال سمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:



(1) الأصل " ابن مسلم " وهو خطأ من الناسخ.
(2) الأصل " جبير " والتصحيح من " المسند " وغيره.
329
" أنا فرطكم على الحوض ".
- إسناده صحيح على شرط الشيخين غير الصنابحي واسمه عبد الله لم يخرج له الشيخان،
وهو مختلف في صحته، والراجح عندي ثبوتها لتصريحه بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث،
وقد أثبتها له ابن معين فقال:
" عبد الله الصنابحي، روى عنه المدنيون، يشبه أن يكون له صحبة ". وهو غير عبد
الرحمن بن عسيلة أبي عبد الله المرادي الصنابحي الذي روى عنه الكوفيون. ومن العجيب
حقا أن أحدا ممن ترجم له لم يتعرض لهذا الحديث الذي فيه سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم بالسند
الصحيح عنه، فإن قيل: السبب في ذلك عزة كتاب المصنف وقلة من يتداوله من العلماء.
فالجواب: لو أنه كان قد تفرد به دون المصنفين الآخرين لكان له وجه، فكيف وهو في مسند
الإمام أحمد أيضا كما سيأتي بيانه!
وقيس هو ابن أبي حازم البجلي تابعي كبير مخضرم مات قبل التسعين أو بعدها، ولم يذكروه
في الرواة عن الصنابحي مطلقا لا المسمى بعبد الله، ولا المسمى بعبد الرحمن، وهذا مما يؤكد ما
أشرت إليه من عدم اطلاعهم على هذا الحديث، وذلك من الأدلة الكثيرة على صحة المثل
السائر: كم ترك الأول للآخر! وبطلان قول من قال من المتفقهة: علم الحديث نضج
واحترق!
وإسماعيل هو ابن أبي خالد الأحمسي البجلي.
وعبدة بن سليمان هو الكلابي الكوفي، وهو ثقة ثبت، وهو غير عبدة بن سليمان المروزي
المصيصي الصدوق، فإنه أعلى طبقة منه.
وقد توبع، فقال الإمام أحمد (4 / 351): ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي
خالد قال: سمعت قيس بن أبي حازم قال: سمعت الصنابحي البجلي قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم. فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح أيضا على شرطهما. مسلسل بالسماع إلا من شعبة، ومثله في
غنى عن التصريح بذلك. ثم قال أحمد: ثنا يعقوب قال: حدثني أبي عن ابن إسحاق، وثنا
عبد الله يعني ابن المبارك، أنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن الصنابحي
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. قال أحمد:
" قال يزيد بن هارون: الصنابحي رجل من بجيلة من أحمس ".
740 - حدثنا يعقوب بن حميد، ثنا إبراهيم بن محمد بن ثابت، حدثنا
عمرو بن أبي عمرو عن المطلب، عن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله

330
صلى الله عليه وسلم: " وإني فرط لكم على الحوض يوم القيامة ".
740 - حديث صحيح، ورجاله ثقات غير إبراهيم بن محمد بن ثابت وهو الأنصاري،
قال الذهبي: روى مناكير.
741 - حدثنا أبو بكر، ثنا هاشم بن القاسم، حدثنا عبد الرحمن بن
عبد الله بن دينار عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " أنا فرطكم على الحوض، ومن ورد علي شرب، ومن شرب لم يظمأ
أبدا ".
741 - حديث صحيح، وإسناده على شرط البخاري على ضعف في حفظ عبد الرحمن بن
عبد الله بن دينار، لكنه قد توبع كما في الحديثين بعده. ومن غيرهما كما سترى.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 339): ثنا هاشم بن القاسم به. ثم أخرجه هو (5 / 333)
ومسلم (7 / 65 - 66) والآجري ((ص 355) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن القاري عن
أبي حازم به.
والبخاري (4 / 248) من طريق محمد بن مطرف حدثني أبو حازم به.
742 - ثنا يعقوب بن حميد، ثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن
سعد أنه سمع النبي صل الله عليه وسلم يقول:
" أنا فرطكم على الحوض ".
742 - إسناده جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يعقوب بن حميد وهو حسن
الحديث كما تقدم مرارا.
وابن أبي حازم اسمه عبد العزيز.
والحديث سيعيده المصنف فيما يأتي (774) بهذا الإسناد بزيادة في متنه.
743 - ثنا دحيم، ثنا ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب الزمعي،
عن أبي حازم عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
743 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن يعقوب الزمعي
ففيه ضعف من قبل حفظه، وابن أبي فديك هو محمد بن إسماعيل بن مسلم الديلي المدني.

331
والحديث أخرجه الشيخان والمصنف وغيرهم من طرق أخرى عن أبي حازم به كما سبق.
744 - حدثنا أبو بكر، حدثنا مالك بن إسماعيل، ثنا يعقوب بن عبد
الله القمي، عن حفص بن حميد، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن عمر
ابن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أنا ممسك بحجزكم عن النار، وتغلبون، تقاحمون فيها تقاحم الفراش
والجنادب، وأوشك أن أرسل بحجزكم، وأفرط لكم على الحوض وتردون،
(وتعودون) علي جمعا) وأشتاتا.
744 - حديث صحيح، ورجاله ثقات غير يعقوب بن عبد الله القمي وهو صدوق يهم كما
قال الحافظ، والحديث صحيح، لأن سائره مما لم يذكر في الأحاديث المتقدمة والآتية وقد أخرجه
مسلم (7 / 63 - 64) من حديث أبي هريرة وجابر، والبخاري (4 / 227) عن أبي هريرة
وحده نحوه.
745 - حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا جرير، عن ليث، عن عبد الملك
ابن سعيد بن جبير عن أبيه، عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ثم أنا فرط لكم على الحوض ".
- حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال البخاري غير ليث وهو ابن أبي سليم وكان
اختلط. ويوسف بن مرسي هو أبو يعقوب القطان.
والحديث أخرجه أحمد وابنه عبد الله في " زوائد المسند " (1 / 258) من طريق أخرى عن
جرير به. وسيعيده المصنف فيما يأتي (773) بزيادة في متنه.
746 - حدثنا محمد بن مصفى، ثنا بقية بن الوليد، ثنا نمير بن يزيد،
ثنا قحافة بن ربيعة عن أبي أمامة الباهلي قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وسط
الناس يوم عرفة، فقال: أما بعد فإن الأنبياء مكاثرون يوم القيامة، فلا
تخزوني يوم القيامة، فإني جالس لكم على الحوض.
وفيه عن عقبة بن عامر، من النبي صلى الله عليه وسلم (1).



(1) قلت: أخرجه الشيخان، وقد مضى في الكتاب بإسناده إليه (رقم 735).
332
746 - إسناده ضعيف، نمير بن يزيد، وقحافة بن ربيعة مجهولان كما في " التقريب ".
قلت: فهذه تسع أحاديث في أنه صلى الله عليه وسلم فرطنا على الحوض عن عبد الله بن مسعود وأبي
الدرداء وجابر بن سمرة، وعبد الله الصنابحي، وجبير بن مطعم، وسهل بن سعد، وعمر
ابن الخطاب، وعبد الله بن عباس، وأبي أمامة.
وفي الباب في مسند أحمد (1 / 384 و 402 و 407 و 425 و 439 و 453 و 455) عن ابن
مسعود، و (2 / 300 و 408) عن أبي هريرة، و (3 / 18 و 62) عن أبي سعيد الخدري.
و (3 / 384) عن جابر بن عبد الله. و (4 / 153) عن عقبة بن عامر وقد مضى في الكتاب برقم
(735) برواية الشيخين. و (4 / 312) عن جندب بن عبد الله. و (5 / 41) عن أبي بكرة
الثقفي. و (5 / 393) عن حذيفة بن اليمان. و (5 / 412) عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
فهؤلاء تسعة آخرون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شاركوا الأولين في رواية هذا الحديث العظيم،
وهناك غيرهم لا مجال الآن لتجريحهم فانظر " مجمع الزوائد " (10 / 360 - 367)، وفي الباب
عن غير هؤلاء دون ذكر الفرط، تقدمت طائفة من أحاديثهم في الباب الذي قبله، ويأتي
بعضها في الأبواب التالية. أسأل الله العظيم، رب العرش الكريم أن يجعلني من الذين
يشربون حوضه صلى الله عليه وسلم إنه سميع مجيب.
159 (باب: ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أول من
يرد عليه حوضه).
747 - ثنا الحوطي، ثنا سويد بن عبد العزيز، ثنا أبو محمد شداد
الضرير، عن أبي سلام قال: بعث إلي عمر بن عبد العزيز تقدمت إليه
فلما دخلت عليه قال: ادنه. ادنه. حتى كادت ركبتي تلزق
بركبته قال: حدثني حديث ثوبان في الحوض. قال: سمعت ثوبان
يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حوضي ما بين عدن إلى عمان، أحلى من
العسل وأشد بياضا من اللبن، وأكوابه كنجوم السماء من شرب منه لم
يظمأ بعدها أبدا، وأول الناس علي ورودا فقراء المهاجرين الشعث
رؤوسا، الدنس ثيابا، الذين لا تفتح لهم أبواب السدد، ولا ينكحون
المتنعمات، الذين يعطون كل الذي عليهم، ولا يعطون الذي لهم.

333
747 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، سويد بن عبد العزيز لين الحديث، وأبو
محمد شداد هو ابن أبي سلام ممطور شيخه في هذا الحديث، قال الذهبي: " لا يعرف ". وأما
ابن حبان فذكره في " الثقات ". إلا أنه لم يتفرد به، فقد أخرجه الآجري في " الشريعة " (ص
353) من طريق الوليد بن مسلم: حدثنا يحيى بن الحارث الذماري وشيبة بن الأحنف
الأوزاعي قال: سمعنا سلام الأسود يحدث عن ثوبان به نحوه.
قلت: وهذا إسناد صحيح، وقد أخرجه أحمد وغيره فراجع " المشكاة " (5592)
و " الصحيحة " (1082)، وذكرت له شاهدا من حديث ابن عمر تحت الحديث (727).
748 - حدثنا أبو هشام الرفاعي، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا
السري بن إسماعيل عن الشعبي، عن سفيان بن الليل قال: لقيت حسنا
عند انصرافه من عند معاوية، فقال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" أول من يرد علي الحوض أهل بيتي، ومن أحبني من أمتي ".
748 - موضوع آفته السري بن إسماعيل وهو كذاب، وسفيان بن الليل مجهول.
وأبو هشام الرفاعي ليس بالقوي، واسمه محمد بن يزيد بن محمد بن كثير العجلي الكوفي.
749 - ثنا هشام بن عمار، ثنا صدقة بن خالد، ثنا زيد بن واقد، ثنا
بسر بن عبيد الله (1) ثنا أبو سلام) الأسود. عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- وذكر الحوض - قال: وأكثر الناس علي واردة فقراء المهاجرين.
قلنا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: الشعث رؤوسا، الدنسة ثيابا، الذين
لا ينكحون المنعمات، ولا يفتح لهم أبواب السدد، الذين يعطون الحق
الذي عليهم ولا يعطون الذي لهم.
749 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال البخاري على ضعف في حفظ هشام بن عمار
كما سبق مرارا.



(1) الأصل " عبد الله " والصواب ما أثبتنا.
334
وللحديث متابعات كثيرة لبسر بن عبيد الله، فانظر الحديث الذي قبله بحديث.
750 - حدثنا المسيب بن واضح، حدثنا محمد بن عمر الكلاعي قال
سمعت الحسن وقتادة يحدثان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا يرد علي الحوض إلا التقي النقي الذين يعطون ما عليهم في
يسرة، ولا يعطون ما لهم في عسرة ".
750 - إسناده ضعيف، لضعف المسيب بن واضح، ومحمد بن عمر الكلاعي لم أعرفه
751 - حدثنا هدبة بن عبد الوهاب، حدثنا النضر بن شميل، حدثنا
أبو نعامة العدوي، ثنا أبو هنيدة، البراء بن نوفل، عن والآن العدوي،
عن حذيفة عن أبي بكر الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "...
فأقول: أي رب جعلتني سيد ولد آدم ولا فخر، وأول من تنشق عنه
الأرض ولا فخر حتى إنه ليرد علي الحوض أكثر مما بين صنعاء وأيلة ".
751 - إسناده حسن رجاله ثقات غير والآن وهو ابن بهيس (1) العدوي، فقد قال فيه ابن
معين: بصري ثقة. كما في " الجرح والتعديل " (4 / 1 / 43)، ولم يرو عنه غير ابن نوفل، ولم
يحك سوى التوثيق، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وأخرج حديثه هذا في " صحيحه " (رقم
2589)، وكذا أخرجه أبو عوانة، وهو من زياداته على مسلم كما قال الحافظ.
والبراء بن نوفل وثقه ابن معين أيضا كما في " الجرح " (1 / 1 / 400).
وسائر الرواة ثقات من رجال مسلم غير هدبة بن عبد الوهاب وقد وثقه المصنف كما سيأتي
ذلك في هذا الإسناد في الباب (167). ويأتي الحديث بتمامه وطوله هناك.
وأبو نعامة العدوي اسمه عمر بن عيسى بن سويد البصري.
والحديث سيأتي تخريجه هناك في الموضع الذي سبقت الإشارة إليه.
160 (باب: ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وعد من تمسك بأمره
ورود حوضه).



(1) وقع في " اللسان ": " مسهر " وأظنه خطأ مطبعيا.
335
752 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون، ثنا شعبة،
عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن أسيد بن حضير قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
" إنكم سترون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ".
752 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (4 / 351): ثنا يزيد بن هارون به.
وأخرجه هو (4 / 352) والبخاري (3 / 7) ومسلم (6 / 19) من طريق شعبة قال:
سمعت قتادة يحدث عن أنس به وصرح قتادة بسماعه من أنس في رواية له.
ورواه الزهري قال أخبرني أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار فذكره، لم
يذكر فيه أسيدا.
أخرجه أحمد (3 / 166 و 224) والبخاري (2 / 288 و 3 / 153) ومسلم (3 / 105)
من طرق عنه. وفيه عندهم قصة تدل على أنه حديث آخر غير حديث أنس عن أسيد فلا
اختلاف ولا اضطراب.
وتابعه يحيى بن سعيد قال: سمعت أنسا به.
فأخرجه أحمد (3 / 167 و 182) والبخاري (2 / 293) والمصنف فيما يأتي (2 100).
وتابعه هشام بن زيد قال: سمعت أنس بن مالك به.
أخرجه أحمد (3 / 171)، وسنده صحيح على شرط الشيخين.
753 - حدثنا يعقوب بن حميد، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن
يحيى، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للأنصار:
إنكم سترون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض.
753 - إسناده جيد.
والحديث أخرجه أحمد (4 / 42) والبخاري (3 / 152) ومسلم (3 / 108) من طرق أخرى
عن عمرو بن يحيى بن عمارة به.
754 - ثنا أبو بكر، ثنا عمرو بن سعد أبو داود الحفري، عن شريك،

336
عن الركين عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الخليفتين من بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي
وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض.
754 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف لسوء حفظ شريك وهو ابن عبد الله القاضي.
والقاسم بن حسان مجهول الحال.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 181 - 182 و 189 - 190) من طريقين آخرين عن شريك
به.
وإنما صححته لأن له شواهد تقويه، فراجع " تخريج المشكاة " (186 و 6143)
و " الأحاديث الصحيحة " (1761) و " الروض النضير " (977 و 978).
755 - ثنا أبو بكر، ثنا الفضل بن دكين، عن سفيان، عن أبي
حصين، عن عاصم العدوي عن كعب بن عجرة قال: خرج إلينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم ونحن جلوس على وسادة من آدم فقال:
" إنه سيكون أمراء فمن دخل عليهم، فصدقهم بكذبهم، وأعانهم على
ظلمهم فليس مني ولست منه، وليس يرد علي الحوض، ومن لم يصدقهم
بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، وهو وارد علي
الحوض ".
755 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم العدوي وثقه النسائي
وابن حبان، وروى عنه فقط ثقتان، ليس فيهما أبو حصين هذا، بل بينهما الشعبي كما في
الرواية الآتية، وهو أحد الثقتين المشار إليهما.
والحديث أخرجه أحمد (4 / 343) والنسائي (2 / 187) وابن حبان (1572 و 1573)
عن يحيى بن سعيد عن سفيان به إلا أنه قال: عن أبي حصين عن الشعبي عن عاصم العدوي
به. وتابعه مسعر عن أبي حصين كما يأتي في الذي بعده.
وللحديث طريق آخر عن كعب من رواية ولده عنه تأتي قريبا في الكتاب (758).
756 - حدثنا هارون بن إسحاق، حدثنا محمد بن عبد الوهاب القناد،

337
ثنا مسعر عن أبي حصين، عن الشعبي، حدثني العدوي، عن كعب بن
عجرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
756 - حديث صحيح، ورجاله ثقات على التفصيل الذي بينته في العدوي آنفا.
والحديث أخرجه النسائي والترمذي (2 / 42) بإسناد المصنف، وقال الترمذي:
" حديث صحيح غريب، لا نعرفه من حديث مسعر إلا من هذا الوجه ".
قلت: وكذلك أخرجه ابن حبان (1271): أخبرنا أبو يعلى حدثنا هارون بن إسحاق
الهمداني.
وللحديث شاهد من رواية عبد الرحمن بن سابط عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" يا كعب بن عجرة! أعيذك بالله من إمارة السفهاء: أمراء سيكونون بعدي... "
الحديث أتم منه.
أخرجه أحمد (3 / 321، 399) وابن حبان (1569 و 1570).
قلت: وإسناده جيد.
وله شاهد آخر من حديث النعمان بن بشير مرفوعا به.
أخرجه أحمد (4 / 267)، وفيه رجل لم يسم، وشاهد ثالث عنده (2 / 95) بسند جيد
عن ابن عمر.
ويشهد له ما يأتي بعده في الكتاب.
757 - حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا حاتم بن أبي صغيرة
أبو يونس، عن سماك، عن عبد الله بن خباب، عن أبيه قال:
كنا قعودا عند باب النبي صلى الله عليه وسلم فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
اسمعوا. فقلنا: قد سمعنا ثم قال: اسمعوا، فقلنا: قد سمعنا
مرتين أو ثلاثا، فقال: إنه سيكون بعدي أمراء، فلا تصدقوهم بكذبهم،
ولا تعينوهم على ظلمهم، فإنهم من صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم
لم يرد علي الحوض.
758 - حديث صحيح، ورجاله ثقات، ولكنه منقطع بين سماك وهو ابن حرب وعبد الله بن

338
خباب وهو ابن الأرت فإنه لم يدركه كما في " التهذيب ".
والحديث أخرجه أحمد (5 / 111) ثنا روح ثنا أبو يونس القشيري به
وأخرجه ابن حبان (1574): أخبرنا أبو يعلى: حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ به.
758 - حدثنا أبو الربيع الحازمي، ثنا ابن أبي فديك، ثنا يحيى بن
عبد الله بن أبي قتادة، عن سعد بن إسحاق السالمي، عن أبيه، عن جده
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة:
" إنه سيكون بعدي أمراء وصفهم بالجور، فمن دخل عليهم فصدقهم
بكذبهم، وأعانهم على فجورهم فليس مني، ولست منه ولا يرد على
حوضي. ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم، ولا يعنهم على
فجورهم فهو مني، وأنا منه، ويرد علي الحوض ".
- حديث صحيح، ورجاله ثقات غير إسحاق السالمي وهو ابن كعب بن عجرة المدني
حليف بني سالم من الأنصار. فهو مجهول الحال.
وأبو الربيع الحازمي لم أعرفه الآن.
والحديث تقدم (755 و 756) من طريق أقوى من هذه عن كعب مع شواهد له فراجعها.
759 - حدثنا حميد بن مسعدة، حدثنا سهل بن أسلم العدوي، ثنا يونس
ابن عبيد، عن حميد بن هلال، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة) عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" سيكون بعدي أمراء يكذبون ويظلمون، فمن صدقهم بكذبهم، ومن
أعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، ولا يرد علي الحوض ومن لم
يصدقهم ولم يعنهم على ظلمهم، فهو مني وأنا منه، ويرد علي الحوض ".
759 - إسناده جيد، رجاله ثقات رجال مسلم غير سهل بن أسلم العدوي وهو صدوق
وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 384): ثنا إسماعيل عن يونس به إلا أنه قال: عن حميد بن
هلال أو عن غيره.

339
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم لولا الشك في كونه عن حميد بن هلال أو غيره،
لكن رواية سهل عند المصنف ترجح أنه عن حميد. والله أعلم.
760 - ثنا محمد بن مصفى، ثنا سويد بن عبد العزيز عن داود بن
علي، عن عبد الله بن عطاء، حدثني محبر، عن حذيفة بن أسيد الغفاري
قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزل علي بن أبي طالب وأنا معه، فقال:
كيف أنت إذا كنت في قوم تغدو تحدثهم بالحديث الحق تكون أكذب عندهم
فيه من الأمة؟. قال ووجه علي يتلون ألوانا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أما ترضى أنه من أحبك أحبني ويرد علي الحوض، ومن أبغضك
أبغضني؟ قال: بلى يا رسول الله ".
760 - إسناده ضعيف، عبد الله بن عطاء وهو الطائفي صدوق يخطئ ويدلس. وشيخه
محبر مجهول لم يسم. وسويد بن عبد العزيز لين الحديث.
161 - (باب: ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يصد عن حوضه
قوما بعد أن يردوه).
761 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن فضيل، عن حصين،
عن أبي وائل، عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ليردن على حوضي أقوام يختلجون دوني ".
761 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجه مسلم كما يأتي، وعلقه البخاري
(4 / 247) على حصين.
والحديث أخرجه مسلم (7 / 68) بإسناد المصنف هذا، وبإسناد آخر عن حصين به.
وأخرجه أحمد (5 / 388 و 393 و 400) من طريقين آخرين عن الحصين به. ولذلك علقه
البخاري عليه بصيغة الجزم.
761 - ثنا وهب بن بقية، ثنا خالد بن عبد الله، عن مغيرة، عن أبي
وائل، عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

340
" أنا فرطكم على الحوض، وليرفعن لي رجال حتى إذا أهويت أتناولهم
اختلجوا دوني ".
761 - إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (4 / 247 و 366) ومسلم (7 / 68) من طرق أخرى عن
المغيرة به. وتابعه الأعمش عن أبي وائل به كما تقدم (736) ويأتي بعده.
762 - ثنا أبو بكر وابن نمير قالا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن
أبي وائل، عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أنا فرطكم على الحوض، ولأنازعن أناسا، ثم لأغلبن ".
762 - إسناد صحيح على شرط الشيخين وقد أخرجاه كما ذكرنا هناك، فقد رواه
المصنف ثمة عن أبي بكر وهو ابن أبي شيبة وحده، وهنا قرن معه ابن نمير، وكذلك رواه
مسلم أيضا بل قرن إليهما ثالثا وهو أبو كريب.
763 - ثنا عبدة بن عبد الله، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل،
عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه).
763 - إسناده حسن للخلاف المعروف في عاصم وهو ابن أبي النجود. وقد أخرجه أحمد من
طرق عنه كما سبقت الإشارة إلى ذلك تحت الحديث المشار إليه آنفا.
764 - حدثنا أبو بكر، ثنا علي بن مسهر، عن المختار بن فلفل، عن
أنس بن مالك قال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الحوض وقال:
" يرد على أمتي آنيته عدد النجوم فيختلج العبد منهم ".
764 - إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (7 / 71) بإسناد المصنف هذا. وأخرجه هنا وفي " الصلاة "
(2 / 12 - 13) من طريق علي بن حجر السعدي حدثنا علي بن مسهر به. وهو أتم.

341
وكذلك أخرجه أحمد (3 / 102). ثنا محمد بن فضيل ثنا المختار بن فلفل به. وهو رواية
لمسلم.
وتابعه عبد العزيز بن صهيب عن أنس به.
أخرجه أحمد (3 / 281) والبخاري (4 / 248) ومسلم أيضا.
765 - ثنا أبو بكر، ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، عن علي (1) بن
زيد، عن الحسن عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" ليردن علي الحوض رجال حتى إذا رفعوا إلي رؤوسهم اختلجوا
دوني ".
765 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، الحسن هو البصري وهو مدلس وقد عنعنه.
وعلي بن زيد وهو ابن جدعان ضعيف، لكنه قد توبع في الطريق الآتية بعده، فالعلة العنعنة.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 48): ثنا عفان به.
ثم رواه (5 / 50) من طريق أخرى عن حماد عن علي بن زيد إلا أنه جعل بينه وبين أبي
بكرة عبد الرحمن بن أبي بكرة، مكان الحسن البصري، فإن كان قد حفظه، فقد زالت
العلة.
766 - حدثنا هارون بن محمد بن بكار، ثنا أبي، عن سعيد (2)، عن
قتادة، عن حسن عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" ليردن أقوام على الحوض حتى إذا رفعوا رؤوسهم اختلجوا دوني ".
.: حديث صحيح، وإسناده ضعيف، ورجاله ثقات غير سعيد وهو ابن بشير الأزدي
ضعيف.
والحسن مدلس كما تقدم في الذي قبله.
767 - ثنا هشام بن عمار، ثنا يحيى بن حمزة، ثنا يزيد بن أبي مريم أن
أبا عبيدة حدثه عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:



(1) الأصل " عطاء " والتصحيح من " المسند ".
(2) الأصل " سعد " والتصويب من كتب الرجال.
342
" أنا فرطكم على الحوض فلأعرفن ما نوزعت في أحد منكم ".
767 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال البخاري على الكلام المعروف في يزيد بن
أبي مريم غير أبي عبيدة فلم أعرفه، لكن يغلب على الظن أنه محرف وأن الصواب " أبي
عبيد الله " كما وقع في الطريق التالية. فإذا كان كذلك فهو مسلم بن مشكم الدمشقي الثقة.
والحديث قال الهيثمي (10 / 365).
" رواه الطبراني بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح، غير أبي عبد الله الأشعري
وهو ثقة ".
768 - ثنا عمرو بن عثمان، ثنا أبي، حدثنا محمد بن مهاجر قال
سمعت يزيد بن أبي مريم يحدث عن أبي عبيد الله، عن أبي الدرداء، عن
النبي عليه السلام نحوه.
768 - إسناده صحيح شامي، رجاله كلهم ثقات، وأبو عبيد الله هو مسلم بن مشكم
الذي سبق.
واعلم أنه وقع هنا " أبو عبيد الله " بتصغير " عبيد " وفي الذي قبله " أبو عبيدة " وفيما
تقدم (737) " أبو عبد الله " مكبرا، وكذلك وقع في " التهذيب " و " التقريب " وغيرهما.
والصواب الأول مصغرا، فقد أورد مسلما هذا الدولابي في " الكنى " (2 / 64) في " باب من
كنيته أبو عبيد الله "، وكذلك وقع في " الجرح والتعديل " (4 / 1 / 194) ومثله في " تاريخ
البخاري " كما قال محققه اليماني.
769 - حدثنا الحسن بن علي، ثنا إسحاق بن إبراهيم. ثنا عمرو بن
الحارث، عن عبد الله بن سالم عن الزبيدي، عن الزهري، عن محمد بن
علي، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يرد علي قوم يوم القيامة رهط، فيختلجون عن الحوض ".
769 - حديث صحيح. رجاله ثقات غير عمرو بن الحارث وهو الحمصي مجهول العدالة.
وإسحاق بن إبراهيم وهو ابن العلاء بن زبرق الحمصي ضعيف.
لكن الحديث له طرق أخرى عن أبي هريرة نحوه أتم منه.
أخرجه البخاري (4 / 249) ومسلم (1 / 7 / 70) وأحمد (2 / 298 و 300 و 408 و 454
و 467) به، ولفظ البخاري أتم.

343
770 - ثنا أبو المغلس عبد ربه بن خالد، حدثنا الفضيل بن سليمان،
عن عبد الله بن عثمان بن خثيم أنه سمع ابن أبي مليكة يحدث، عن عائشة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابي وأنا أسمع: إني على الحوض أنتظر من
يرد علي منكم. والله ليقتطعن رجال دوني.
770 - حديث صحيح، ورجاله رجال مسلم غير أبي المغلس، فقد وثقه ابن حبان، وروى
عنه جماعة من الأئمة غير المصنف " لكن الفضيل بن سليمان وإن احتج به مسلم وكذا البخاري
فإن له خطأ كثيرا كما في " التقريب " إلا أنه قد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (7 / 66) من طريق يحيى بن سليم عن ابن خثيم به.
ويحيى بن سليم وهو الطائفي، وهو في الضعف مثل الفضيل بن سليمان، فحديثهما
باجتماعهما قوي لا سيما وقد توبعا، فقال أحمد (6 / 121): ثنا عفان: ثنا وهيب قال: ثنا
عبد الله بن عثمان بن خثيم به.
771 - ثنا محمد بن إسماعيل، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، عن أبي
الزناد، عن موسى ابن عقبة، عن أبي الزبير، حدثني جابر أنه سمع النبي
صلى الله عليه وسلم يقول: أنا بين أيديكم فإن لم تجدوني فأنا على الحوض، والحوض ما
بين أيلة إلى مكة، وسيأتي رجال ونساء يطردون منه فلا يطعموا منه
شيئا.
771 - إسناده حسن رجاله كلهم ثقات رجال مسلم، على ضعف في ابن أبي أويس، وهو
إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، لكنه قد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (3 / 384): ثنا روح ثنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر
ابن عبد الله... فذكره موقوفا ولم يرفعه.
قلت: وإسناده صحيح على شرط مسلم، ووقفه لا يضره فإنه في حكم المرفوع كما هو
ظاهر، على أنه قد جاء مرفوعا عن ابن جريج، فقال الآجري في " الشريعة (ص 357):
حدثنا أبو بكر النيسابوري قال: حدثنا حماد بن الحسن الوراق، قال: حدثنا أبو عاصم
قال: أخبرنا ابن جريج به مرفوعا.
وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم سوى أبي بكر النيسابوري وهو حافظ كبير ثقة.
وقد تابعه ابن لهيعة ثنا أبو الزبير به مرفوعا.

344
أخرجه أحمد والآجري وغيرهما. وقال الهيثمي (10 / 364):
" رواه أحمد مرفوعا وموقوفا، وفي إسناده المرفوع ابن لهيعة، ورجال الموقوف رجال
الصحيح، ورواه الطبراني في الأوسط مرفوعا، وفيه ابن لهيعة، ورواه باختصار قوله " فلا
يطعمون منه شيئا " برجال الصحيح، ورواه البزار كذلك.
772 - حدثنا المقدمي، ثنا يحيى بن سعيد، عن مجالد، عن عامر، عن
جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنه سيرفع إلي أقوام عند الحوض.
772 - حديث صحيح، وإسناده رجاله ثقات رجال الشيخين غير مجالد وهو ابن سعيد وليس
بالقوي.
773 - حدثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير، عن ليث " عن عبد الملك بن
سعيد بن جبير، عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أنا فرطكم على الحوض، فمن ورد علي أفلح، ويؤتى بقوم فيؤخذ بهم
ذات الشمال.
773 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، وقد مضى (745) بطرفه الأول منه.
774 - حدثنا يعقوب بن حميد، حدثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن
سهل بن سعد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
أنا فرطكم على الحوض، فمن ورد علي شرب ومن شرب لم يظمأ
أبدا. انظروا أن لا يرد في أقوام أعرفهم ويعرفوني. قال أبو حازم:
فحدثت بهذا الحديث النعمان بن أبي العياش فقال: أشهد لسمعت أبا
سعيد الخدري يزيد فيه فيقال: أنهم قد بدلوا. فأقول: سحقا.
774 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، وقد مضى أيضا (742) بطرفه الأول كذلك.
775 - ثنا يعقوب بن حميد، حدثنا ابن أبي حازم، عن كثير بن زيد،
عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

345
ومحلوف أبي القاسم ليقرعن أنف رجال عن حوضي كما يقرع رب الإبل
عن حوضه، فيلطه أو لاطه (1) وفرط فيه.
775 - إسناده حسن، رجاله ثقات، وفي كثير بن زيد كلام لا ينحط به حديثه عن مرتبة الحسن،
ونحوه يعقوب بن حميد وهو ابن كاسب.
وقد تقدم الحديث (769) من طريق أخرى عن أبي هريرة نحوه. وله عنه طرق أخرى
أشرت إليها هناك.
776 - حدثنا إسماعيل بن موسى، ثنا سعيد بن خثيم الهلالي، عن
الوليد بن مسار الهمداني عن علي بن أبي طلحة مولى بني أمية قال: حج
معاوية بن أبي سفيان وحج معه معاوية بن خديج، فمر في مسجد
الرسول، والحسن بن علي جالس، فدعاه فقال له الحسن: أنت الساب
لعلي رضي الله عنه؟ أما والله لتردن عليه الحوض وما أراك أن ترده فتجده
مشمر الإزار على ساق يذود عنه. لا يأتي المنافقون ذود (كذا) غريبة
الإبل. قول الصادق المصدوق، وقد خاب من افترى. قال أبو بكر:
والأخبار التي ذكرناها في حوض النبي صلى الله عليه وسلم توجب العلم، أن يعلم كنه
حقيقته) إنها كذلك (2) وعلى ما وصف به نبينا عليه السلام حوضه، فنحن
به مصدقون غير مرتابين ولا جاحدين، ونرغب إلى الذي وفقنا للتصديق
به - وخذل المنكرين له والمكذبين به عن الإقرار به والتصديق به ليحرمهم
لذة شربه - أن يوردنا فيسقينا منه شربة نعدم لا ظمأ الأبد بطوله، ونسأله
ذلك بتفضله.
776 - إسناده ضعيف، ومنقطع، علي بن أبي طلحة ما أظنه أدرك زمان معاوية، وقد صرحوا
في ترجمته أنه لم ير ابن عباس والوليد بن مسار الهمداني لم أعرفه.



(1) أي فيطينه وفي " القاموس ": ولاط، عمل عمل قوم لوط، كلاوط وتلوط، والحوض وبه
طينه.
(2) كذا الأصل، ولا تخلو العبارة من شئ.
346
وإسماعيل بن موسى وهو أبو محمد الفزاري أو أبو إسحاق الكوفي، قال الحافظ:
" صدوق، يخطئ، ورمي بالرفض ".
قلت: ما ذكرته آنفا في علي بن أبي طلحة، جريت فيه على أنه علي بن أبي طلحة سالم
مولى بني العباس الذي أخرج له مسلم وأصحاب السنن إلا الترمذي. ثم تنبهت لما وقع في
هذا الإسناد أنه مولى بني أمية، وذاك مولى بني العباس، فافترقا، ثم تأكدت من ذلك حينما
رأيت ابن أبي حاتم قال في ترجمته (3 / 1 / 191):
" قال أبي: وعلي بن أبي طلحة هما رجلان، فالذي روى عنه معاوية بن صالح، وأبو
فضالة، وداود بن أبي هند فهو شامي. والذي روى عنه الكوفيون، روى عنه الثوري
وحسن بن صالح ". يعني فهو كوفي.
ومن الغريب أن الحافظ في " التهذيب " ذكر أن الخطيب حكى مثل هذا التفريق عن الإمام
أحمد. وقال الخطيب: والصواب أنهما واحد.
ووجه الغرابة أن الحافظ أقره على ذلك، وجرى عليه في " التقريب " فلم يترجم إلا لمولى
بني العباس، وما دلت عليه رواية المصنف هذه أنه غيره واتفق عليه الإمامان: أحمد بن حنبل
وأبو حاتم أولى بالاعتماد. والله أعلم.
162 - (باب: ذكر الميزان)
777 - حدثنا هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، ثنا ابن جابر قال:
سمعت بسر بن عبيد الله قال: سمعت أبا إدريس الخولاني يقول: حدثني
نواس بن سمعان الكلابي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن الميزان بيد الرحمن يرفع قوما ويخفض آخرين.
777 - حديث صحيح، وقد مضى بإسناده ومتنه رقم (552) وقد خرجناه هناك.
778 - حدثنا هشام بن عمار، ثنا أبو مطيع معاوية بن يحيى، ثقة، ثنا
محمد بن الوليد الزبيدي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن
سبرة بن أبي فاكهة الأسدي قال: قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
الموازين بيد الرحمن يرفع قوما ويضع آخرين.

347
778 - حديث صحيح، وقد مضى أيضا (550) دون قول هشام في أبي مطيع: " ثقة ". وهذه
فائدة عزيزة، رواها المصنف رحمه الله، وقد ذكرها الحافظ في ترجمة أبي مطيع دون أن يعزوها
للمؤلف رحمه الله تعالى.
779 - ثنا ابن مصفا، ثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، عن
الوليد بن سليمان بن أبي السايب، عن أبي إدريس، عن نعيم بن همار قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
الميزان بيد الرحمن يرفع قوما ويضع آخرين.
- إسناده حسن صحيح كما سبق بيانه برقم (553).
780 - ثنا عبيد الله بن سعد، ثنا عمي (1)، عن ابن أخي الزهري،
عن عمه، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة (2)، سحاء الليل والنهار. وقال:
أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض؟ فإنه لا يغيض مما في يمينه.
وقال: عرشه على الماء، وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع.
780 - إسناده جيد على شرط البخاري وقد أخرجه كما يأتي.
وعم عبيد الله بن سعد اسمه يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري.
وابن أخي الزهري اسمه محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري.
وعمه هو الإمام الزهري المشهور واسمه محمد بن مسلم بن عبيد الله.
وقد تابعه أبو الزناد عن الأعرج به.
أخرجه البخاري (3 / 260 و 4 / 455) ومسلم (3 / 77) والترمذي (2 / 175) وصححه،
وأحمد (2 / 242 و 500) من طرق عنه.



(1) الأصل " عمر " وهو تصحيف.
(2) الأصل " شئ نفقة ". ولعل لفظة " شئ " كانت على الهامش فكتبها الناسخ في
الصلب، أو العكس، فإن اللفظ الأول هو رواية مسلم، واللفظ الآخر، رواية البخاري
والآخرين.
348
وتابعه همام بن منبه حدثنا أبو هريرة به.
أخرجه مسلم وأحمد (2 / 313).
781 - ثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، ثنا الوليد بن مسلم، حدثنا
عبد الله بن الأعلى وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر قالا: ثنا أبو سلام الأسود،
حدثني أبو سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بخ بخ بخمس ما أثقلهن في الميزان! لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد
لله والله أكبره، والولد الصالح يتوفى للمرء فيحتسبه.
781 - إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات، والحديث مخرج في " الصحيحة " (1204).
782 - ثنا يعقوب بن حميد وحامد بن يحيى قالا: ثنا سفيان بن
عيينة، عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، عن أم
الدرداء، عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن أثقل شئ في الميزان يوم القيامة الخلق الحسن.
782 - حديث صحيح، ورجاله ثقات غير يعلى بن مملك - بوزن جعفر - فيه جهالة،
ولكنه قد توبع كما تراه في المصدر السابق (876).
والحديث أخرجه أحمد (6 / 451) والآجري (ص 383) وغيرهما عن سفيان به.
وللحديث طريق أخرى صحيحة عن أبي الدرداء تأتي بعده، وشواهد كثيرة قد خرجتها في
المصدر السابق، فراجعه إن شئت.
783 - ثنا أبو بكر، ثنا أبو أسامة، ثنا شعبة، عن القاسم بن أبي
بزة، عن عطاء الكيخاراني عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال:
ما من شئ أثقل في الميزان من خلق حسن.
قال أبو بكر بن أبي عاصم: الأخبار التي في ذكر الميزان أخبار كثيرة
صحاح، لا تذهب عن أهل المعرفة بالأخبار لكثرتها وصحتها وشهرتها،

349
وهي من الأخبار التي توجب العلم على ما ذكرنا.
783 - إسناده صحيح، ورجاله كلهم ثقات.
والحديث أخرجه أحمد وأبو داود والآجري وغيرهم من طرق أخرى عن شعبة به.
وهو مخرج في " الصحيحة " (876).
163 - (باب: في ذكر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم).
784 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن داود الأودي، عن
أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:
" عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ". قال: الشفاعة.
784 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، وحسنه الترمذي لأن له شاهدا من حديث كعب بن
مالك، وهو الآتي بعده، وقد أخرجته مع الشاهد في " الأحاديث الصحيحة " (2369
و 2370).
785 - حدثنا الحوطي ومحمد بن مصفا قالا ثنا بقية، ثنا الزبيدي، عن
الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال:
إذا كان يوم القيامة كنت أنا وأمتي على تل، فيكسوني حلة خضراء،
ثم يأذن لي تبارك وتعالى أن أقول، ما شاء الله أن أقول، وذلك المقام
المحمود.
785 - إسناده جيد، ورجاله كلهم ثقات، وقد صرح بقية بالتحديث، فأمنا بذلك
شر تدليسه. على أنه قد تابعه محمد بن حرب ثنا الزبيدي به.
أخرجه أحمد وغيره، وهو مخرج في المصدر الآنف الذكر.
ولطرفه الأخير شاهد من حديث جابر مرفوعا.
أخرجه الحكم (4 / 570 - 571) وقال:
" صحيح الإسناد على شرط الشيخين، وقد أرسله يونس بن يزيد ومعمر بن راشد ".

350
وكذا قال الذهبي، وأيا كان فهو شاهد جيد.
وله شاهد آخر عنده (4 / 599) في حديث طويل لابن مسعود موقوفا عليه.
786 - ثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي، ثنا يحيى بن كثير أبو غسان
العنبري، ثنا سلم (1) بن جعفر، عن سعيد الجريري، ثنا سيف
السدوسي، عن عبد الله بن سلام قال:
إذا كان يوم القيامة جئ بنبيكم صلى الله عليه وسلم فأقعد بين يدي الله تبارك وتعالى
على كرسيه، فقال لأبي مسعود - يعني الجريري -: إذا كان على كرسيه
فهو معه. (قال): (في نسخة: فقيل) ويلكم هذا أقر حديث في الدنيا
لعيني.
786 - رجال إسناده ثقات غير سيف السدوسي، فلم أجده. وفي طبقته: سيف أبو عائذ
السعدي. روى عن يزيد بن البراء (تابعي). روى عنه الجريري. ترجمه البخاري وابن أبي
حاتم وابن حبان، وهو في عداد المجهولين فلعله هو، ومن المحتمل أن " السدوسي " تحرف
على الناسخ من " السعدي ". والله أعلم.
وسلم بن جعفر هو أبو جعفر البكراوي الأعمى، قال الحافظ:
" صدوق تكلم فيه الأزدي بغير حجة ".
ومحمد بن أبي صفوان، هو محمد بن عثمان بن أبي صفوان، نسبه المصنف إلى جده.
وقد وجدت لهذا الحديث طريقا آخر عن عبد الله بن سلام، يرويه عنه بشر بن شغاف في
حديث له طويل موقوف، وفيه:
"... فإذا كان يوم القيامة بعث الله الخليقة أمة أمة، ونبيا نبيا، حتى يكون أحمد وأمته
آخر الأم مركزا... وينجو النبي صلى الله عليه وسلم والصالحون معه... حتى ينتهي إلى ربه عز وجل،
فيلقى له كرسي عن يمين الله عز وجل... " الحديث.
أخرجه الحاكم (4 / 568 - 569) وقال:
" صحيح الإسناد، وليس بموقوف، فإن عبد الله بن سلام من الصحابة، وقد أسنده بذكر
رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير موضع ".



(1) الأصل " مسلم " وهو تصحيف.
351
ووافقه الذهبي، وليس في إسناده ما يمكن التعلق به عليه، إلا أنه من رواية محمد بن
غالب، وهو حافظ ثقة لكنه وهم في أحاديث كما قال الدارقطني فلا أدري لعل هذا الحديث مما
وهم في متنه، وأنت ترى أن فيه: " فيلقى له كرسي عن يمين الله عز وجل " وحديث الكتاب
بلفظ: " بين يدي الله تبارك وتعالى " فأيهما الصواب؟ الأمر بحاجة إلى مزيد من التحقيق، لا
مجال الآن للخوض فيه.
787 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يحيى بن أبي بكر، ثنا زهير،
عن محمد بن عبد الله ابن عقيل، عن الطفيل بن أبي، عن أبيه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان يوم القيامة كنت إمام الناس وخطيبهم وصاحب
شفاعتهم ولا فخر.
787 - إسناده حسن، رجاله ثقات على ضعف في محمد بن عبد الله بن عقيل من قبل حفظه،
لكن حديثه لا ينحط عن مرتبة الحسن، غير أن زهيرا وهو ابن محمد الشامي الخراساني فيه كلام
كثير، إلا أنه قد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 137) والترمذي (2 / 282) من طريق أبي عامر حدثنا زهير بن
محمد به. وقال الترمذي:
" حديث حسن ".
قلت: وتابعه عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد بن عقيل به.
أخرجه أحمد (5 / 137 و 138) وابنه عبد الله في " زوائده " (5 / 138) وابن ماجة
(4314).
وتابعه أيضا شريك وهو ابن عبد الله القاضي عنه.
أخرجه أحمد وابنه أيضا.
وله شاهد من حديث أنس مرفوعا نحوه.
أخرجه الترمذي والدارمي (1 / 26) عن ليث عن الربيع بن أنس عن أنس بن مالك.
وقال الترمذي:
- " حديث حسن غريب ".
قلت: وليث وهو ابن أبي سليم ضعيف لاختلاطه.
788 - ثنا محمد بن المثنى، ثنا مكي بن إبراهيم البلخي، ثنا موسى بن

352
عبيدة، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن عبد الله بن عمرو بن العاص،
وعن أبي حازم، عن سهل بن سعد قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
دون الله سبعون ألف حجاب من نور، وسبعون ألف حجاب من نور
وظلمة، وما من نفس تسمع شيئا من حس تلك الحجب إلا زهقت نفسها.
788 - إسناده ضعيف، موسى بن عبيدة وهو الربذي ضعيف، وسائر رواته ثقات.
789 - ثنا محمد بن أبي مخلد الواسطي، حدثنا أبي، ثنا حماد بن
سلمة، عن عبد الله بن المختار، عن أبي إسحاق، عن صلة، عن حذيفة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يجمع الله الخلق في صعيد واحد، فينفذهم البصر ويسمعهم الداعي،
فيقول: يا محمد، فأقول لبيك وسعديك والخير في يديك، والشر ليس
إليك وعبدك بين يديك، وبك وإليك والمهدي من هديت، ولا ملجأ ولا
منجا منك إلا إليك، تباركت وتعاليت سبحانك رب البيت. قال حذيفة:
فذلك المقام المحمود الذي يغبطه الأولون والآخرون.
789 - حديث صحيح، ورجال إسناده ثقات غير محمد بن أبي مخلد الواسطي وأبيه، فإني لم
أعرفهما الآن، وأبو إسحاق وهو السبيعي - واسمه عمرو بن عبد الله - كان اختلط، وهو إلى
ذلك قد رمي بالتدليس. لكنه قد صرح بالتحديث ورواه عنه شعبة، وقد سمع منه قبل
الاختلاط كما يأتي.
والحديث قال الطيالسي في " مسنده " (414): حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت
صلة بن زفر به موقوفا إلا أنه قال:
" فذاك قوله عز وجل: عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ".
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وهو وإن كان موقوفا، فإنه في حكم
المرفوع، لأنه لا يقال مثله بالرأي. على أنه قد رواه ليث بن أبي سليم أيضا عن أبي إسحاق
به مرفوعا دون قول حذيفة في آخره: " فذلك المقام المحمود... ".
أخرجه الحاكم (4 / 573) والطبراني أيضا كما في " المجمع " (10 / 377)، وليث بن أبي

353
سليم وإن كان ضعيفا فإنه يستشهد به.
ثم ذكره الهيثمي أيضا عن حذيفة موقوفا بتمامه مثل رواية الطيالسي ثم قال:
" رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح ".
790 - ثنا عقبة بن مكرم، ثنا يونس بن بكير، ثنا عبد الغفار بن
القاسم، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن أبي بن كعب أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يعرفني الله تعالى نفسه يوم القيامة، فأسجد سجدة
يرضى بها عني، ثم أمدحه بمدحة يرضى بها عني، ثم يؤذن لي في الكلام.
وفيه كلام طويل كثير.
790 - إسناده موضوع، آفته عبد الغفار بن القاسم، وهو أبو مريم الأنصاري، كان
يضع الحديث كما قال ابن المديني وأبو داود.
164 - (باب):
791 - ثنا علي بن ميمون، ثنا معمر (1) بن سليمان، عن زياد بن
خيثمة، عن علي بن النعمان بن قراد، عن رجل، عن عبد الله بن عمر، عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
خيرت بين الشفاعة أو نصف أمتي في الجنة فاخترت الشفاعة لأنها أعم
وأكفى. أترونها للمتقين المنتقين؟ لا، ولكنها للخاطئين المتلوثين. قال
معمر: (2) أما إنها لحق (3) ولكن هكذا سمعتها.



(1) الأصل " معتمر " والتصويب من " المسند " وغيره.
(2) الأصل " معتمر " والتصويب من " المسند " وغيره.
(3) كذا الأصل، وفي " المسند ": " لحن " وهو الصواب بالنسبة لسياق العبارة في " المسند "
فإنها فيه هكذا: "... ولكنها للمتلوثين الخطأون (.) قال زياد: أما إنها لحن، ولكن هكذا
حدثنا الذي حدثنا ". قلت: فقوله " الخطأون " مرفوعا لحن ظاهر، ولكنه ليس كذلك في
رواية الكتاب، لعله كان كذلك، فصححها بعض النساخ الجهال فظهر الإشكال
والغموض. وقد وقع مثل هذا التحريف في " مجمع الزوائد " (10 / 378) معزوا لأحمد
والطبراني!
354
791 - إسناده ضعيف، لجهالة الرجل الذي لم يسم، وكذا الراوي عنه فإنه لم يوثقه غير ابن
حبان. وسائر الرواة ثقات، وفيه علة أخرى وهي الاضطراب في إسناده على زياد بن خيثمة،
وقد شرحت ذلك في " الضعيفة " (3585) فأغنى عن الإعادة.
165 - (باب:
في ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم أنا أول شافع وأول مشفع).
792 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن مصعب، عن
الأوزاعي، عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
أنا أول من تنشق عنه الأرض وأول شافع وأول مشفع.
792 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن مصعب وهو...
القرقسائي وهو صدوق كثير الغلط. كما في " التقريب ". وإنما صححت الحديث لأن له
شواهد كثيرة سأذكر بعضها قريبا.
والحديث أخرجه أحمد (2 / 540): ثنا محمد بن مصعب به إلا أنه قال " يحيى " بدل
" الزهري "! وأخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " (ص 166): حدثنا يعقوب بن إبراهيم
الدورقي: ثنا ابن مصعب القرقسائي به، إلا أنه قال: " عن قتادة عن عبد الملك العتكي "
مكان " الزهري عن أبي سلمة ". وهذا الاضطراب مما يدل على سوء حفظ ابن مصعب وقلة
ضبطه.
وقد خالفه هقل بن زياد في إسناده فقال: عن الأوزاعي حدثني أبو عمار حدثني عبد الله بن
فروخ حدثني أبو هريرة مرفوعا به.
أخرجه مسلم (7 / 59) وغيره، وهو مخرج في " تخريج الطحاوية " (ص 107 - الطبعة
الأولى).
وله شواهد كثيرة خرجت بعضها في " الصحيحة " (1571)، ويأتي في الكتاب كثير منها.
793 - ثنا عمر بن الخطاب، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا موسى بن أعين،
عن معمر بن راشد عن محمد بن أبي يعقوب، عن بشر بن شغاف عن
عبد الله بن سلام قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

355
أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأول شافع وأول مشفع.
793 - إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات.
والحديث أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (4 / 1807): حدثنا عمرو الناقد: نا عمرو بن
عثمان الكلابي به. ومن طريقه أخرجه ابن حبان (2127).
794 - ثنا محمد بن عسكر، ثنا عثمان بن صالح، عن بكر بن مضر،
حدثني جعفر بن ربيعة عن صالح بن خباب الديلي، عن عطاء بن أبي
رباح، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وأنا أول شافع ومشفع ولا فخر.
794 - حديث صحيح، ورجاله ثقات، غير صالح بن خباب الديلي وقد ذكره ابن أبي حاتم
(2 / 1 / 400) برواية ابن لهيعة أيضا، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وهو صالح بن عطاء
ابن خباب كما حققه الشيخ اليماني في تعليقه عليه، وأفاد أنه كذلك في " تاريخ البخاري "
و " ثقات ابن حبان ". ويؤيده أنه كذلك في رواية الدارمي الآتية.
وشيخ المصنف محمد بن عسكر لم أجد له ترجمة، وقد توبع فقال الدارمي (1 / 27):
أخبرنا عبد الله بن عبد الحكم المصري ثنا بكر بن مضر عن جعفر بن ربيعة عن صالح - وهو ابن
عطاء بن خباب مولى في الديل - به.
795 - ثنا عقبة بن مكرم، ثنا هاني بن يحيى، ثنا الحسن بن أبي
جعفر، ثنا علي بن زيد عن مطراف قال: سمعت ابن عباس يقول: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أول شافع يوم القيامة وأول مشفع.
795 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، علي بن زيد وهو ابن جدعان ضعيف. ومثله
الحسن بن أبي جعفر.
وهاني بن يحيى هو أبو مسعود السلمي قال في " اللسان ":
" قال ابن حبان في " الثقات ": يخطئ ".
قلت: وفاته توثيق أبي حاتم له، فقد قال ابنه في " الجرح والتعديل " (4 / 2 / 103):
" سألت أبي عنه؟ فقال: سمعت منه أيام الأنصاري، وهو ثقة صدوق ".
والحديث أخرجه الترمذي (2 / 283) والدارمي (1 / 26) من طريق زمعة بن صالح عن

356
سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس به. واستغربه الترمذي، وهو حسن بما قبله.
796 - ثنا أبو بكر، ثنا حسين بن علي، عن زايدة، عن المختار بن
فلفل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أنا أول شفيع في الجنة ".
796 - إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه في " صحيحه " (1 / 130) بإسناد المصنف
نفسه، ورواه الدارمي (1 / 27) وابن خزيمة (ص 166) وغيرهما من طرق أخرى عن
حسين بن علي الجعفي به. وهو مخرج في " الصحيحة " (1570).
166 - (باب: في ذكر قول النبي عليه السلام: اختبأت
دعوتي شفاعة لأمتي).
797 - حدثنا هدبة بن خالد، ثنا همام، عن قتادة، عن أنس بن مالك
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لكل نبي دعوة، وإني استخبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة.
797 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد علقه البخاري ووصله مسلم كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (3 / 134 و 258) من طرق أخرى عن همام به.
ثم أخرجه هو (3 / 208 و 218 و 276 و 292) ومسلم (1 / 132) وابن خزيمة (ص 168
و 170) والآجري (ص 342) والمصنف فيما يأتي من طرق أخرى عن قتادة به. وصرح
بالتحديث عن أنس في رواية لأحمد وابن خزيمة.
ثم أخرجه أحمد ومسلم وابن خزيمة (ص 169) من طرق عن المعتمر به قال: سمعت
أبي يحدث عن أنس به. وعلقه البخاري (4 / 185) من هذا الوجه بصيغة الجزم.
798 - حدثنا أبو موسى، حدثنا معاذ بن هشام، حدثنا أبي، عن
قتادة، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
798 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه على ما سبق بيانه ويأتي، وأبو
موسى اسمه محمد بن المثنى العنزي.

357
والحديث أخرجه مسلم (1 / 132) بإسناد المصنف، وبإسنادين آخرين عن معاذ بن
هشام، وأخرجه ابن خزيمة (ص 168) بأحدهما، و (ص 170) بإسناد المصنف أيضا،
وصرح فيه بالتحديث، وكذا أخرجه أحمد (3 / 292): ثنا علي بن عبد الله ثنا معاذ بن
هشام... به.
799 - ورواه الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي
صلى الله عليه وسلم. والزهري عن عمرو بن (أبي) سفيان عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم. والزهري، عن القاسم عن أبي هريرة.
799 - هكذا ذكره معلقا من وجوه ثلاثة عن أبي هريرة، أما الوجه الأول فوصله أحمد
(2 / 381 و 396) والبخاري (4 / 474) ومسلم (1 / 130 و 131) والدارمي (2 / 328) وابن
خزيمة (ص 168) والآجري (ص 341) من طرق عن الزهري عن أبي سلمة عنه.
وأما الوجه الثاني، فوصله مسلم وابن خزيمة من طرق عن الزهري عن عمرو بن أبي
سفيان بن أسيد عنه.
وأما الوجه الثالث، فوصله أحمد (2 / 275): ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري قال:
أخبرني أبو القاسم بن محمد عنه.
وهذا على شرط الشيخين.
ثم أخرجه البخاري (4 / 185) ومسلم والترمذي (2 / 280) وابن خزيمة والآجري وأحمد
(2 / 426) من طرق أخرى عن أبي هريرة به.
800 - ثنا دحيم، ثنا أبو اليمان، ثنا شعيب (1)، عن الزهري، حدثني
أنس بن مالك عن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
أريت ما تلقى أمتي بعدي، فأحزنني وشق ذلك علي من سفك دماء
بعضهم بعضا، فسألته أن يوليني شفاعة فيهم يوم القيامة، ففعل.
800 - إسناده صحيح على شرط البخاري، وقد أخرجه جماعة من الأئمة عن أبي اليمان به، كما
تراه مبينا في " الأحاديث الصحيحة " (1440)، وشعيب هو ابن أبي حمزة، وهو من أثبت
الناس في " الزهري " كما قال الحافظ تبعا لغيره من الأئمة.
801 - حدثنا أبو بكر، ثنا عبيد الله بن موسى، عن موسى بن عبيدة،



(1) الأصل سعيد، والصواب ما أثبتنا.
358
عن سعيد بن عبد الرحمن قال: كنت بالبصرة فقال أنس بن مالك:
أخبرتني أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
رأيت ما يلقى أمتي من بعدي، فأحزنني فأخرت شفاعتي إلى يوم
القيامة
801 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، ورجاله ثقات غير موسى بن عبيدة وهو ضعيف.
لكن يشهد لحديثه الحديث الذي قبله.
وسعيد بن عبد الرحمن الظاهر أنه ابن يزيد المدني من حلفاء بني عبد شمس.
802 - حدثنا يعقوب بن حميد، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن موسى بن
عبيدة، عن سعيد بن عبد الرحمن قال: كنت بالبصرة يوما وبها الحجاج،
فلم أر يوما كان أكثر شرا منه، فدخلت على أنس بن مالك فقال: إن أم
سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: أخبرني النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إني رأيت ما يلقى أمتي من بعدي من سفك دماء بعضهم بعضا،
وانتهاك بعضهم من حرمات بعض، فأخرت شفاعتي إلى يوم القيامة.
802 - حديث صحيح، والقول في إسناده نحو الذي قلناه في الذي قبله.
803 - ثنا أبو بكر، ثنا ابن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد
ومقسم، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أعطيت الشفاعة، وهي نائلة من لا يشرك بالله شيئا.
803 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن أبي زياد وهو الهاشمي
مولاهم، فهو ضعيف من قبل حفظه، لكن يشهد لحديثه حديث أبي هريرة المتقدم معلقا
(799) من طرق عنه، فإن في بعضها:
"... فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا ".
أخرجه الشيخان وغيرهما.
167 - (باب):
804 - حدثنا هدبة بن خالد، ثنا همام، ثنا قتادة، عن أنس بن مالك

359
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيهمون بذلك فيقولون: لو استشفعنا
على ربنا عز وجل، فيريحنا من مقامنا هذا، فيأتون آدم صلى الله عليه وسلم فيقولون:
أنت أبونا خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شئ،
فاشفع لنا إلى ربك حتى يريحنا من مقامنا هذا، فيقول: لست هناكم
ويذكر خطيئته التي أصاب: أكله الشجرة، وقد نهاه الله عنها، ولكن
ائتوا نوحا صلى الله عليه وسلم، فإنه أول نبي أرسله الله تبارك وتعالى، فيأتون نوحا
فيقول: لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب بسؤاله ربه بغير
علم، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن، فيقول: لست هناكم ويذكر
خطيئته التي أصاب قوله (إني سقيم) وقوله (بل فعله كبيرهم هذا)
وقوله حين أتى الملك لامرأته: قولي إني أخوك، فإني أخبره أنك أختي،
ولكن ائتوا موسى عبدا أعطاه الله التوراة وكلمه، فيأتون موسى صلى الله عليه وسلم
فيقول: لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب قتله الرجل (1)، ولكن
ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمة الله وروحه، فيأتون عيسى فيقول:
لست هناكم، ولكن ائتوا محمدا عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر،
فيأتوني، فأستأذن على ربي في داره، فإذا رأيته وقعت ساجدا، فيدعني ما
شاء الله أن يدعني، ثم يقول: إرفع محمد! قل تسمع، واشفع تشفع،
وسل تعطه، فأرفع رأسي فأحمده بثناء وتحميد يعلمنيه، فأشفع فيحد لي
حدا فأخرجهم فأدخلهم الجنة، ثم أستأذن على ربي في داره الثانية (2)،
فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقول: إرفع
رأسك محمد قل تسمع واشفع تشفع وسل تعطه، فأرفع رأسي فأحمده بثناء
وتحميد يعلمنيه، ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرجهم فأدخلهم الجنة فأستأذن
على ربي في داره الثالثة (2) فيؤذن لي عليه، فإذا رأيته وقعت ساجدا



(1) الأصل: خطيئته الذي أصاب الرجل الذي قتله، ولعل الصواب ما أثبتنا، وهو المطابق
لرواية أحمد.
(2) في " المسند ": " في الثانية " و " في الثالثة " دون قوله " داره " فيهما.
360
فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقول: إرفع محمد! اشفع تشفع وسل
تعطه، فأرفع رأسي فأحمده بثناء وتحميد يعلمنيه، ثم أشفع فيحد لي حدا
فأخرجهم فأدخلهم الجنة، فما يبقى في النار إلا من حبسه القرآن أي، وجب
عليه الخلود (1). وهو المقام المحمود الذي وعده الله تبارك وتعالى (عسى
أن يبعثك ربك مقاما محمودا). وربما قال قتادة: فأخرجهم من النار
فأدخلهم الجنة.
804 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (3 / 244): ثنا عفان ثنا همام به. وعلقه البخاري بصيغة الجزم
فقال (4 / 464): وقال حجاج بن منهال: حدثنا همام بن يحيى به.
ثم أخرجه هو (3 / 194 - 195 و 4 / 244) ومسلم (1 / 123 - 125) وابن حزيمة (ص
160 - 163) وأبو عوانة (1 / 178 - 180) وأحمد (3 / 116) من طرق أخرى عن قتادة
به.
805 - حدثنا محمد بن عبيد بن حساب، ثنا أبو عوانة، ثنا قتادة، عن
أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يجمع الله الناس يوم القيامة فيلهمون لذلك فيقولون: لو استشفعنا
على ربنا تبارك وتعالى حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيأتون آدم صلى الله عليه وسلم
فيقولون: يا آدم أنت أبو الخلق، خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته،
فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيقول: لست هناكم -
ويذكر خطيئته التي أصاب فيستحي ربه منها - ولكن ائتوا نوحا صلى الله عليه وسلم أول
رسول بعثه الله، فيأتون نوحا فيقول: لست هناكم - ويذكر خطيئته
التي أصاب فيستحي ربه منها - ولكن ائتوا إبراهيم الذي اتخذه الله



(1) إلى هنا ينتهي حديث قتادة عن أنس عند جميع من سبق عزو الحديث إليهم عند تخريجه إلا
رواية أحمد عن عفان، فقد أفادت أن ما بعده من قول قتادة، فقد جاء فيها قوله: " ثم تلا
قتادة (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا). قال: هو المقام المحمود الذي وعد الله عز وجل
نبيه صلى الله عليه وسلم.
361
خليلا، فيأتون إبراهيم فيقول: لست هناكم - ويذكر خطيئته التي
أصاب، فيستحي ربه منها - ولكن ائتوا موسى الذي كلم الله، وأعطاه
التوراة، فيأتون موسى الذي كلمه الله صلى الله عليه وسلم فيقول: لست هناكم - فيذكر
خطيئته التي أصاب فيستحي ربه - ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته،
فيأتون عيسى صلى الله عليه وسلم، فيقول: لست هناكم، ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم، عبدا قد
غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتوني، فأستأذن، فيؤذن لي على
ربي تبارك وتعالى، فإذا رأيته وقعت ساجدا، فيدعني ما شاء الله أن
يدعني، فيقول: إرفع محمد! قل، تسمع. وسل، تعطه، واشفع،
تشفع، وأرفع رأسي فأحمد ربي بتحميد يعلمينيه، وأشفع فيحد لي حدا،
فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة، ثم أعود فأقع ساجدا، فأحمد ربي
بتحميد يعلمينه، فيحد لي حدا ثم يقال، إرفع محمد! قل، تسمع، وسل،
تعطه، واشفع، تشفع، قال: فأرفع رأسي فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه،
ثم أشفع فيحد لي حدا، فأخرجهم من النار، وأدخلهم الجنة وقال في الثالثة،
أو في الرابعة: فلا يبقى في النار إلا من حبسه القرآن. قال قتادة: أي
من وجب عليه الخلود.
805 - إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه هو والبخاري كما يأتي، وقد تقدم آنفا من
طريق همام عن قتادة، وسبق تخريجه هناك.
والحديث أخرجه البخاري ومسلم من طريقين آخرين عن أبي عوانة به.
806 - ثنا الفضيل بن حسين، ثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس بن
مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يجمع الله الناس يوم القيامة فيلهمون، فيقولون: لو استشفعنا على
ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيأتون آدم صلى الله عليه، فيقولون:
أنت أبو الخلق، خلقك تبارك وتعالى بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر
الملائكة فسجدوا لك، فاشفع لنا عند ربك، حتى يريحنا من مكاننا هذا.

362
فذكر مثله، وقال في الثالثة أو في الرابعة: أي رب ما بقي إلا من حبسه
القرآن.
806 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الذي قبله، إلا أنه ساقه من طريق
أخرى عن أبي عوانة.
807 - حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا سعيد
ابن أبي عروبة عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
807 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الذي قبله، وإنما ساقه من طريق سعيد
ابن أبي عروبة متابعة منه لأبي عوانة وهمام عن قتادة المتقدمتين.
وهذه المتابعة أخرجها أبو عوانة (1 / 180) من طريق أخرى عن المقدمي. وأخرجها
مسلم من الطريق التالية عن سعيد.
808 - وحدثنا محمد بن المثنى، ثنا ابن أبي عدي، عن سعيد، عن
قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيلهمون ذلك فيقولون: لو استشفعنا إلى
ربنا فأراحنا من مكاننا هذا، فيأتون آدم صلى الله عليه وسلم، فيقولون:
يا آدم أنت أبو الناس، خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وأعلمك
أسماء كل شئ، فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيقول:
لست هناكم، ويذكر لهم ذنبه الذي أصابه، فيستحي ربه من ذلك، ولكن
ائتوا نوحا، فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض، فيأتون نوحا عليه
السلام: فيقول: لست هناكم، ويذكر سؤاله ربه تبارك وتعالى ما ليس
له به علم، فيستحي ربه من ذلك، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن،
فيأتون إبراهيم، فيقول: لست هناكم، ولكن ائتوا موسى عليه السلام
عبدا كلمه الله، وأعطاه التوراة، فيأتونه، فيقول: لست هناكم، ويذكر
قتله النفس بغير النفس، فيستحي ربه من ذلك، ولكن ائتوا عيسى عليه
السلام عبد الله ورسوله، وكلمته، وروحه، فيأتونه، فيقول: لست
هناكم، ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم، عبدا قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما

363
تأخر، فيأتوني، فأنطلق - قال قتادة: وقال الحسن: فأمشي بين سماطين
من المؤمنين، ثم رجع إلى حديث أنس - فأستأذن على ربي، فيأذن لي، فإذا
رأيت ربي، وقعت ساجدا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال:
إرفع محمد! قل، تسمع، وسل، تعطه، واشفع، تشفع، فأرفع رأسي.
فأحمده بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع، فيحد لي حدا، فيدخلهم الجنة، ثم
أعود الثانية، فإذا رأيت ربي تعالى وقعت ساجدا، فيدعني ما شاء الله أن
يدعني، ويقال: إرفع محمد! قل، تسمع، وسل، تعطه. واشفع،
تشفع، فأرفع رأسي، فأحمده بتحميد يعلمنيه، فأشفع، فيحد لي حدا
فأدخلهم الجنة، ثم أعود الثالثة، فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا، فيدعني
ما شاء الله أن يدعني، فيقال: إرفع محمد! قل، تسمع، وسل، تعطه،
واشفع، تشفع، فأرفع رأسي، فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع،
فيحد لي حدا، فأدخلهم الجنة، ثم آتيه الرابعة. أو أعود الرابعة،
فأقول: أي رب ما بقي إلا من حبسه القرآن. قال ابن أبي عدي:
فيدخلهم الجنة. وقال فينهمون (1) أو يلهمون وقال: آتيه الرابعة، أو
أعود الرابعة.
808 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وابن أبي عدي اسمه محمد، وهو متابع ليحيى بن
سعيد القطان الراوي في الطريق السابقة.
والحديث أخرجه ابن خزيمة (ص 162) بإسناد المصنف. وأخرجه مسلم (1 / 125)
كذلك وقرن مع ابن المثنى محمد بن بشار.
809 - حدثنا أبو موسى، ثنا معاذ بن هشام، ثنا أبي، عن قتادة، عن
أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
809 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأبو موسى اسمه محمد بن المثنى والحديث أخرجه
مسلم (1 / 125) بإسناد المصنف.



(1) كذا الأصل.
364
810 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن بشر، حدثنا
سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يجمع المؤمنون يوم القيامة، فيقولون: لو استشفعنا على ربنا، فذكر
نحو حديث سعيد.
810 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، ومحمد بن بشر هو أبو عبد الله العبدي الكوفي
الحافظ.
والحديث أخرجه أبو عوانة (1 / 179) من طريق أخرى عن ابن أبي شيبة به.
(تنبيه) محمد بن بشر، كذا الأصل، وكذلك هو في " أبي عوانة " وهو الموافق لترجمته في
" الجرح والتعديل " (3 / 2 / 210)، و " الشذرات " (2 / 7) وغيرهما. ووقع في " التهذيب "
و " التقريب "..... بشير " بفتح أوله، وما أظنه إلا خطأ مطبعيا.
811 - ثنا أبو بكر، ثنا محمد بن بشر، ثنا أبو حيان، عن أبي زرعة،
عن أبي هريرة قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم يوما بلحم، قال: فرفع إليه الذراع
- وكانت تعجبه - فنهس منها نهسة، ثم قال:
أنا سيد الناس يوم القيامة. هل تدرون بم ذاك؟ يجمع الله يوم
القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد، فيسمعهم الداعي وينفذهم
البصر، وتدنو الشمس فتبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون وما لا
يحتملون فيقول، بعض الناس لبعض: ألا ترون ما قد بلغكم، ألا
تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: أبوكم
آدم، فيأتون آدم فيقولون: يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده، ونفخ
فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن
فيه ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم:
إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده
مثله، وإنه كان نهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري

365
اذهبوا إلى نوح، فيأتون نوحا فيقولون: يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل
الأرض وسماك الله عبدا شكورا، اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه
ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول نوح: إن ربي قد غضب غضبا لم
يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، إنه كانت لي دعوة دعوت بها على
قومي، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى إبراهيم
فيقولون: يا إبراهيم، أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض اشفع لنا إلى
ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم
إبراهيم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب
بعده مثله، وذكر كذباته نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى موسى،
فيأتون موسى فيقولون: يا موسى اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن
فيه ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم موسى: إن ربي قد غضب اليوم
غضبا لم يغضب قبله مثله وإني قتلت نفسا لم أومر بقتلها نفسي نفسي
اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى عيسى فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى
أنت رسول الله كلمت الناس في المهد، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه
اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم
عيسى: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب مثله قبله - ولم يذكر له
ذنبا - نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد، فيأتوني فيقولون:
يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما
تأخر اشفع لنا إلى ربك أما ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا؟ فأنطلق
حتى آتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي عز وجل ثم يفتح الله علي من
محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد من قبلي، ثم يقول: يا محمد
ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع، فأرفع رأسي فأقول: يا رب أمتي
ثلاث مرات فيقال: يا محمد ادخل الجنة من أمتك من لا حساب عليهم من
الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب،

366
ثم قال: والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما
بين مكة وهجر وكما بين مكة وبصرى.
811 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (1 / 127 - 129) من طريقين آخرين عن محمد بن بشر به.
وأخرجه البخاري (2 / 334 - 335 و 3 / 272 - 273) وابن خزيمة (197) وأبو عوانة
(1 / 170 - 175) والترمذي (2 / 70 - 71) وصححه، وأحمد (2 / 435 - 436) من طرق
أخرى عن أبي حيان به.
812 - ثنا هدبة بن عبد الوهاب أبو صالح ثقة، حدثنا النضر بن
شميل، حدثنا أبو نعامة العدوي ثنا أبو هنيدة البراء بن نوفل عن والآن
العدوي، عن حذيفة، عن أبي بكر الصديق قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذات يوم فصلى الغداة ثم جلس مكانه، حتى إذا كان من الضحى، ضحك
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جلس مكانه. حتى صلى الأولى والعصر والمغرب،
كل ذلك لا يتكلم حتى صلى العشاء الآخرة، ثم قام إلى أهله، فقال الناس
لأبي بكر: سل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنه صنع اليوم شيئا لم يصنعه قط؟
قال: نعم (فسأله، فقال:) عرض علي ما هو كائن إلى يوم القيامة من
أمر الدنيا والآخرة، يجمع الأولون والآخرون في صعيد واحد يفظع الناس
بذلك، حتى انطلقوا إلى آدم، والعرق يكاد أن يلجمهم، فقالوا: يا آدم!
أنت أبو البشر وأنت اصطفاك الله، اشفع لنا إلى ربك، فقال: قد لقيت
مثل ما لقيتم، فانطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم: نوح (إن الله اصطفى
آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين)، فينطلقون إلى نوح،
فيقولون: يا نوح اشفع لنا إلى ربك، فأنت اصطفاك الله واستجاب لك
في دعائك، ولم يدع على الأرض من الكافرين ديارا، فيقول: ليس ذاكم
عندي، انطلقوا إلى موسى، فإن الله تعالى كلمه تكليما، فيقول موسى:
ليس ذاكم عندي، فانطلقوا إلى عيسى بن مريم فإنه يبرئ الأكمه
والأبرص، ويحيي الموتى، فيقول عيسى: ليس ذاكم عندي، ولكن

367
انطلقوا إلى سيد ولد آدم، فإنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة
فانطلقوا إلى محمد فليشفع لكم إلى ربكم، قال: فأنطلق، فيأتي جبريل
عليه السلام ربه تبارك وتعالى فيقول: ائذن له وبشره بالجنة، فأنطلق فأخر
ساجدا قدر جمعة، ثم يقول الله عز وجل: إرفع رأسك، وقل، تسمع،
واشفع، تشفع، قال: فأذهب لأقع ساجدا قال: فأخذ جبريل بضبعيه،
قال: فيفتح الله عليه من الدعاء شيئا لم يفتحه على بشر، فأقول: أي رب
جعلتني سيد ولد آدم ولا، فخر، وأول من تنشق عنه الأرض ولا فخر، حتى
إنه ليرد علي الحوض أكثر من ما بين صنعاء وأيلة. ثم يقال: ادعوا
الصديقين فيشفعون، ثم يقال: ادعوا الأنبياء، (1) فيجئ النبي معه
العصابة، والنبي معه الخمسة، والستة والنبي ليس معه أحد، حتى
يقال: ادعوا الشهداء، فيشفعون لمن أرادوا، فإذا فعلت الشهداء ذلك
يقول الله تبارك وتعالى: أنا أرحم الراحمين، ادخلوا جنتي من كان لا
يشرك بي شيئا. قال: فيدخلون الجنة (2).
812 - إسناده كما تقدم بيانه برقم (751)، وقد ساق المصنف هناك طرفا يسيرا منه، ووعدت
بتخريجه هنا فأقول:
أخرجه الإمام أحمد فقال (1 / 4 - 5): ثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: حدثني النضر
ابن شميل المازني به.
وأخرجه ابن خزيمة (ص 202 - 203) وأبو عوانة (1 / 175 - 178) وابن حبان (2589)
من طرق أخرى عن النضر به. وقال ابن حبان:
" قال إسحاق (هو ابن راهويه الإمام): هذا من أشرف الحديث ".
وقال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (10 / 374 - 375):
" رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجالهم ثقات ".



(1) الأصل " إلى الأنبياء "، والتصحيح من " المسند " وغيره من المصادر التي سبق عزو
الحديث إليها.
(2) سقطت من الأصل فاستدركتها من " التوحيد " وغيره.
368
813 - حدثنا أبو بكر، ثنا أبو معاوية، عن عاصم، عن أبي عثمان
النهدي، عن سلمان قال: تعطى الشمس يوم القيامة حر عشر سنين، ثم
تدنى من جماجم الناس حتى يكون قاب قوسين، فيعرقون حتى يرسخ
العرق في الأرض قامة، ثم يرتفع الرجل حتى يعرق الرجل قال سلمان:
حتى يقول الرجل غق، غق، فإذا رأوا ما هم فيه قال بعضهم لبعض: ألا
ترون ما أنتم فيه؟ ائتوا أباكم آدم عليه السلام فليشفع لكم إلى ربكم جل
وعز، فيأتون آدم فيقولون: يا أبانا أنت الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك
من روحه، وأسكنك جنته، قم فاشفع لنا إلى ربنا، فقد ترى ما نحن فيه،
فيقول: لست هناك، ولست بذاك، فأين الفعلة؟ (2) فيقولون: إلى من
تأمرنا؟ فيقول: ائتوا عبدا شاكرا، فيأتون نوحا عليه السلام،
فيقولون: يا نبي الله أنت الذي جعلك الله شاكرا، وقد ترى ما نحن فيه،
فقم فاشفع لنا إلى ربك، فيقول: لست هناكم، ولست بذاك، فأين
الفعلة؟ فيقولون (: إلى من تأمرنا؟ فيقول: ائتوا إبراهيم خليل
الرحمن، فيأتون إبراهيم فيقولون: يا خليل الرحمن قد ترى ما نحن فيه،
فاشفع لنا إلى ربنا، فيقول: لست هناك، ولست بذاك، فأين الفعلة؟
فيقولون: إلى من تأمرنا؟ فيقول: ائتوا موسى عبدا، اصطفاه الله
برسالاته وبكلامه، فيأتون موسى عليه السلام، فيقولون: قد ترى ما
نحن فيه، اشفع لنا إلى ربك، فيقول: لست هناك، ولست بذاك، فأين
الفعلة؟ فيقولون، فإلى من تأمرنا؟ فيقول: ائتوا كلمة الله وروحه
عيسى، فيقولون: يا كلمة الله وروحه، قد ترى ما نحن فيه، فاشفع لنا
إلى ربك، فيقول: لست هناك، ولست بذاك، فأين الفعلة؟ فيقولون:
فإلى من تأمرنا؟ فيقول: ائتوا عبدا فتح الله به، وختم، وغفر له ما تقدم



(1) للحديث تتمة في " المسند " وغيره من المصادر السابقة، فلا أدري أتعمد المؤلف حذفها،
أم لم تقع في روايته.
(2) كذا الأصل.
369
من ذنبه وما تأخر، ويجئ في هذا اليوم آمنا محمد صلى الله عليه وسلم. فيأتون النبي،
فيقولون: يا نبي الله أنت الذي فتح الله بك، وغفر لك ما تقدم من ذنبك
وما تأخر، وجئت في هذا اليوم آمنا، وقد ترى إلى ما نحن فيه، فاشفع لنا
إلى ربنا، فيقول: أنا صاحبكم، فيخرج يحوش الناس، حتى ينتهي إلى
باب الجنة، فيأخذ بحلقة الباب من ذهب، فيقرع الباب، فيقال: من
هذا؟ فيقال: محمد صلى الله عليه وسلم، قال: فيفتح الله له، قال: فيجئ حتى يقوم
بين يدي الله، فيستأذن في السجود، فيؤذن، فيسجد، فينادى: يا محمد!
ارفع رأسك، سل، تعطه، اشفع تشفع، وادع تجب، قال: فيفتح الله
عليه من الثناء عليه والتحميد والتمجيد ما لم يفتح لأحد من الخلائق،
قال: فيقول: أي رب أمتي أمتي أمتي، ثم يستأذن في السجود،
فيؤذن له، فيسجد، فيفتح الله عليه من الثناء عليه والتحميد والتمجيد
شيئا لم يفتح لأحد من الخلائق، وينادى: يا محمد! ارفع رأسك، سل
تعطه، واشفع تشفع، وادع تجب، فيرفع رأسه فيقول: رب أمتي أمتي
(مرتين أو ثلاثا) قال سلمان: فيشفع في كل من كان في قلبه مثقال حبة من
حنطة من إيمان، أو مثقال شعيرة من إيمان، أو مثقال حبة خردل من إيمان،
فذلك) المقام المحمود.
813 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، ولكنه موقوف على سلمان وهو الفارسي إلا أنه في
حكم المرفوع، لأنه أمر غيبي، لا يمكن أن يقال بالرأي، ولا هو من الإسرائيليات.
والحديث أخرج منه ابن خزيمة (ص 191) قوله: " يأتون النبي، فيقولون: يا نبي
الله! أنت الذي فتح الله بك... " الخ. فقال: حدثنا يوسف بن موسى قال: ثنا أبو
معاوية قال: ثنا عاصم الأحول به.
وهذا القدر منه أورده المنذري في " الترغيب " (4 / 215) وقال:
" رواه الطبراني بإسناد صحيح ". وقال الهيثمي (10 / 372):
" رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ".
814 - ثنا محمد بن سهل بن عسكر، ثنا الربيع بن نافع، ثنا معاوية بن

370
سلام عن زيد بن سلام، حدثني أبو سلام، حدثني عبد الله بن عامر أن
قيس الكندي حدث الوليد أن أبا سعيد الحبراني الأنماري حدثه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال:
إن ربي وعدني أن أدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب
ويشفع كل ألف سبعين ألفا ثم يحثى لي ثلاث حثيات بكفه. قال قيس:
فأخذت بتلابيب أبي سعيد فجذبته جذبة وقلت: أسمعت هذا من رسول
الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. بأذني ووعاه قلبي. قال أبو سعيد: فحسب ذلك
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ أربع مائة ألف وتسع مائة ألف. قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
إن ذلك يستوعب إن شاء الله مهاجري أمتي، ويوفينا الله بشئ من
أعرابنا. قال أبو توبة: أبو سعيد الحبراني (1). والحبران بطن من
أنمار.
814 - إسناده ضعيف، ورجاله ثقات رجال مسلم غير قيس الكندي، والظاهر لي أنه قيس بن
الحارث، ويقال ابن حارثة الكندي الحمصي، فإن كان هو، فهو ثقة كما قال العجلي وابن
حبان وتبعهما الحافظ في " التقريب "، وعليه فالإسناد صحيح، لكن يمنع من ذلك:
الاضطراب في إسناده، فقد رواه الربيع بن نافع هكذا عند المصنف وكذلك رواه الطبراني
عنه، ونسب قيسا فقال: قيس بن الحارث.
وتابعه الزبيدي عن عبد الله بن عامر فقال: عن قيس بن الحارث أن أبا سعد الخير
الأنصاري حدثه. فذكر طرفا منه.
أخرجه الطبراني على ما في " الإصابة ".
لكن أخرجه أبو أحمد الحاكم من طريق الربيع بن نافع أيضا عن معاوية بن سلام فقال: "
إن قيس بن حجر الكندي حدث الوليد بن عبد الملك أن أبا سعيد الخير حدثه. فخالف ما
تقدم، فقال: قيس بن حجر، بدل: قيس بن الحارث.
وخالف مروان بن محمد فقال: عن معاوية بن سلام أخي زيد بن سلام أنه سمع جده أبا



(1) كذا قال، والصواب كما قال الحافظ: الخير. وأما أبو سعيد الحبراني فهو تابعي مجهول.
371
سلام الخشني قال: حدثني عبد الله بن عمار اليحصبي سمعت قيس بن حجر يحدث عن عبد
الملك بن مروان قال: حدثني أبو سعيد الأنماري به. فهذا وجه آخر من الاختلاف حيث
أدخل بين قيس بن حجر وأبي سعيد الأنماري عبد الملك بن مروان!
أخرجه أبو أحمد الحاكم كما في " الإصابة " وقال:
" قلت: سنده صحيح، وكلهم من رجال " الصحيح "، إلا قيس بن حجر وهو شامي
ثقة ".
كذا قال: وفيه نظر من وجهين:
الأول: أن عبد الملك بن مروان - أحد ملوك بني أمية - ليس من رجال " الصحيح "، ثم
هو إلى ذلك غير موثق، بل قال ابن حبان: هو بغير الثقات أشبه. وقال الحافظ في
" التقريب ".
" كان طالب علم قبل الخلافة، ثم اشتغل بها، فتغير حالة ".
الآخر: أن قيس بن حجر، لم أجد له ذكرا فيما لدي من المصادر، نعم قيس ابن الحارث
شامي ثقة، فهل هو الذي يعنيه الحافظ؟ فيه بعد.
وعلى كل حال فالحافظ لم يستقر على تصحيحه المذكور، فقد قال بعد أن ذكر ما سبق من
وجوه الاختلاف:
" فمن هذا الاختلاف يتوقف في الجزم بصحة هذا السند ".
815 - حدثنا محمد بن مرزوق، ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري،
حدثني صرد بن أبي المنازل قال سمعت حبيب بن أبي فضالة المالكي
قال: لما بني هذا المسجد الجامع وذكروا عند عمران بن حصين الشفاعة،
فقال رجل من القوم: يا أبا نجيد إنكم لتحدثونا بأحاديث ما نجد لها أصلا
في القرآن. قال: فغضب عمران فقال للرجل: أقرأت القرآن؟ قال:
نعم. قال: فكم وجدت فيه صلاة المغرب ثلاثا وصلاة العشاء أربعا
وصلاة الغداة ركعتين والأولى أربعا والعصر أربعا؟ فذكر الحديث بطوله
وقرأ عليه " فما تنفعهم شفاعة الشافعين ".
815 - إسناده ضعيف، صرد بن أبي المنازل، قال الذهبي: " فيه جهالة ".

372
وسائر رجاله موثقون.
والحديث أخرجه أبو داود (1561) من طريق أخرى عن الأنصاري به نحوه إلا أنه ذكر
الزكاة بدل الصلاة وقال في آخره:
" وذكر أشياء نحو هذا ". قال الحافظ في " التهذيب ":
" وهو طرف من حديث طويل أخرجه البيهقي في " البعث " من طريق أبي الأزهر عن
الأنصاري، لكن وقع في روايته " شبيب " بدل " حبيب "، وكأنه تصحيف والله أعلم ".
816 - حدثنا عباس بن الوليد النرسي، ثنا معتمر بن سليمان قال:
سمعت حميدا يحدث عن أنس بن مالك قال:
يلقى الناس يوم القيامة ما شاء الله أن يلقوا من الحزن، فيقولون:
انطلقوا بنا إلى آدم فيشفع لنا إلى ربنا، فينطلقون إليه، فيقولون: يا آدم
اشفع لنا إلى ربك، فيقول: لست هناك، ولكن) انطلقوا إلى خليل الله
إبراهيم، فينطلقون إليه، فيقولون: يا إبراهيم، اشفع لنا إلى ربنا،
فيقول: لست هناك، ولكن انطلقوا إلى من اصطفاه الله برسالاته
وبكلامه، قال: فينطلقون إلى موسى، فيقولون: اشفع لنا إلى ربك،
فيقول: لست هناك، ولكن انطلقوا إلى كلمة الله وروحه، فينطلقون
إليه، فيقولون: يا عيسى اشفع لنا إلى ربك، فيقول: لست هناك،
ولكن انطلقوا إلى من جاء اليوم مغفورا له، ليس عليه ذنب، قال،
فينطلقون إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فيقولون: يا محمد! اشفع لنا إلى ربك، قال:
فيقول: أنا لها وأنا صاحبها، قال: فأنطلق حتى أستفتح باب الجنة،
فيفتح لي، فأدخل، وربي على عرشه، فأخر ساجدا، فأحمده بمحامد لم
يحمده بها أحد قبلي، - قال: أحسبه قال: ولا يحمده أحد بعدي - قال:
فيقال: يا محمد! ارفع رأسك، اشفع تشفع، قال: فأقول: يا رب!
فيقول: أخرج من كان في قلبه مثقال حبة شعيرة، قال: فأخر ساجدا،

373
فأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد قبلي، - قال: أحسبه قال: ولا يحمده أحد
بعدي - قال: فيقال: يا محمد! ارفع رأسك، اشفع تشفع، قال:
فأقول: يا رب! فيقول أخرج من كان في قلبه مثقال شعيرة، قال فأخر
ساجدا فأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد قبلي - قال وأحسبه قال ولا يحمده بها
أحد بعدي - قال فيقال: يا محمد! ارفع رأسك، اشفع تشفع، قال:
فأقول: يا رب! فيقول: أخرج من كان في قلبه مثقال شعيرة قال فأخر
ساجدا فأحمده بمحامد لم يحمدها أحد قبلي - وحسبته قال: ولم يحمده أحد
بها بعدي - قال: فيقال: يا محمد ارفع رأسك قل: تسمع واشفع تشفع
فأقول: يا رب يا رب فيقول: أخرج من كان في قلبه أدنى شئ. قال:
فأخرج أناسا من النار يقال لهم: الجهنميون، وإنهم لفي الجنة. قال فقال
رجل: يا أبا حمزة فسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فتغير وجهه واشتد
عليه فقال: ما كل ما نحدثكموه سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن لم
يكن يكذب بعضنا بعضا.
816 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه بنحوه من طرق أخرى عن أنس دون
قول الرجل في آخره: يا أبا حمزة! فسمعت هذا... وقد مضى في الكتاب من طريق قتادة عنه
(804 - 810).
والحديث أخرجه ابن خزيمة (ص 195): حدثنا الحسين بن الحسن قال: ثنا المعتمر بن
سليمان به.
قلت: وله طريق ثالثة عن المعتمر وهي الآتية بعده.
817 - حدثنا المقدمي، ثنا معتمر بن سليمان قال سمعت حميدا يحدث،
عن أنس بن مالك فذكر نحوه.
817 - إسناده صحيح أيضا على شرط الشيخين، وهو مكرر الذي قبله.
818 - ثنا الفضيل بن حسين أبو كامل، ثنا أبو عوانة، عن قتادة،
عن أبي المليح عن عوف بن مالك) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

374
أتاني آت من ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين
الشفاعة، وإني اخترت الشفاعة، فقلنا: يا رسول الله ننشدك الله
والصحابة لما جعلتنا من أهل شفاعتك. قال: فإنكم من أهل شفاعتي
قال: فلما أضبوا عليه قال: فإني أشهد من حضر أن شفاعتي لمن مات
لا يشرك بالله شيئا من أمتي.
818 - إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه أحمد (6 / 28) والترمذي (2 / 72) من طريقين آخرين عن أبي عوانة
به.
ثم أخرجه هو (6 / 29) والترمذي وابن خزيمة (ص 172) والآجري (342) من طريق
سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به.
وتابعه معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن قتادة به.
أخرجه ابن خزيمة.
وقال الطيالسي (998): حدثنا همام عن قتادة به.
819 - ثنا وهبان بن بقية ثنا خالد، (عن خالد)، عن أبي قلابة، عن
عوف بن مالك قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه، فانتهيت
ذات ليله فلم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكانه. قال: فإذا أصبحنا كان على
رؤوسهم الصخرة قال: وإذا الإبل قد وضعت جرانها. قال: فنظرت
فإذا أنا بخيال فإذا معاذ بن جبل يتصدى إلي أو تصديت إليه فقلت له:
فأين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: ورائي، فإذا أنا بخيال. فإذا أبو موسى الأشعري، فتصدى
إلي وتصديت إليه. قال: فحدثني حميد بن هلال عن أبي بردة بن أبي
موسى، عن عوف بن مالك قال: فسمعت خلف أبي موسى هديرا كهدير
الرحى. فقلت: فأين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ورائي قد أقبل، فإذا أنا

375
برسول الله، فقلت: يا رسول الله (1) إن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان بأرض
العدو كان عليه حرس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
أتاني آت من ربي، فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين
الشفاعة فاخترت الشفاعة، فقال معاذ: بأبي أنت وأمي يا رسول الله
إني تركت داري و منزلي فادع الله أن يجعلني منهم، قال: أنت منهم، قال
عوف بن مالك وأبو موسى: يا رسول الله قد عرفت أنا قد تركنا أموالنا
وأهالينا وذرارينا نؤثر الله ورسوله فاجعلنا منهم، فقال: أنتما منهم، قال:
فانتهينا إلى القوم وقد ثاروا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اقعدوا، قال: فقعدوا
حتى كأن أحدهم لم يقم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
إنه قد أتاني آت من ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة
وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة.
819 - إسناده صحيح على شرط مسلم إن كان أبو قلابة سمعه من عوف بن مالك، فإنه قد رمي
بالتدليس.
والحديث أخرجه ابن خزيمة (ص 173): حدثنا أبو بشر الواسطي قال: ثنا خالد بعني
ابن عبد الله عن خالد - يعني الحذاء به. وأخرجه عبد الرزاق في " المصنف " (20865) عن
معمر عن قتادة وعاصم عن أبي قلابة به.
820 - ثنا هشام بن عمار، ثنا صدقة بن خالد، حدثني ابن جابر قال:
سمعت سليم بن عامر قال سمعت عوف بن مالك: يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أتدرون ما خيرني ربي الليلة؟ قال: قلنا: الله ورسوله أعلم. قال:
فإنه خيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت
الشفاعة. قلنا: يا رسول الله أدع الله أن يجعلنا من أهلها، (قال: هي
لكل مسلم "). (1)



(1) سقطت من الأصل، فاستدركتها من " ابن خزيمة " و " الآجري ".
376
820 - إسناده صحيح لغيره فإن رجاله كلهم ثقات رجال البخاري، إلا أن هشام بن عمار فيه
ضعف من قبل ضبطه، لكنه قد توبع كما يأتي، فدل ذلك على أنه قد حفظه.
والحديث أخرجه ابن خزيمة (ص 171) والآجري (343) من طريق بشر بن بكر قال:
حدثني ابن جابر به.
وهذا إسناد صحيح، وقد أعله ابن خزيمة بما لا يقدح، كما سيأتي بيانه تحت الحديث
(829).
821 - ثنا هشام بن عمار، ثنا الحكم بن هشام، حدثنا عبد الملك بن
عمير عن أبي بردة وأبي بكر ابني أبي موسى، عن أبي موسى قال: كنا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فعرس وعرسنا، فقال:
أتى آت بعدكم من ربكم فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة
وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة، فقلنا: يا رسول الله اجعلنا ممن تشفع
له. قال: أنتم منهم. قلنا: أفلا نبشر الناس بها يا رسول الله؟
وابتدرناه الرجال، فلما كثروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هي لكل من مات
لا يشرك بالله شيئا.
821 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال البخاري على ضعف في هشام كما سبق، غير
الحكم بن هشام، وهو أبو محمد الكوفي الدمشقي، صدوق.
822 - ثنا عبد الوهاب بن الضحاك، ثنا إسماعيل بن عياش، عن
راشد بن داود، عن عبد الرحمن بن حسان عن روح بن زنباع، عن عبادة
بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الله تعالى قال: يا محمد! لم أبعث نبيا ولا رسولا إلا سألني مسألة
أعطيها إياه، فسل يا محمد! فقلت: مسألتي شفاعة لأمتي يوم القيامة،
فقال أبو بكر: ما الشفاعة يا رسول الله؟ قال: أقول: أي رب
شفاعتي التي اختبأت عندك، فيقول الرب: نعم، فيخرج ربي (1) بقية



(1) الأصل: فأقول: " أي رب " والتصحيح من " المسند "
377
أمتي من النار، وينبذهم في الجنة.
822 - إسناده ضعيف جدا، عبد الوهاب بن الضحاك متروك، وقد توبع. وروح بن زنباع
ترجمه ابن أبي حاتم (1 / 2 / 494) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وله ترجمة واسعة في
" التعجيل " (131 - 132) وذكر أنه وثقه ابن حبان. وسائر رجاله ثقات.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 325 - 326): ثنا الحكم بن نافع ثنا إسماعيل بن عياش..
به أتم منه. وقال الهيثمي (10 / 368):
" رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات على ضعف في بعضهم ".
823 - ثنا فضل بن سهل الأعرج أبو العباس، ثنا الأسود بن عامر،
ثنا عبد الواحد النصري من ولد عبد الله بن بسر، حدثني عبد الرحمن بن
عمرو الأوزاعي قال: مررت بجدك عبد الواحد بن عبد الله) بن بسر وهو
وال على حمص، فقال لي: يا أبا عمرو لأحدثك حديثا يسرك، فوالله لربما
كتمته الولاة قال: قلت: بلى قال: فحدثني أبي عن عبيد الله بن بسر
قال، بينما نحن بفناء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ خرج علينا مشرق الوجه متهللا،
قال: فقمنا في وجهه فقلنا: بشرك الله يا رسول الله إنه ليسرنا ما نرى من
إشراق وجهك وتطلقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن جبريل أتاني الليلة فبشرني أن الله عز وجل قد أعطاني الشفاعة،
فقلنا: يا رسول الله أفي بني هاشم خاصة؟ قال: لا. قلنا: في قريش
عامة؟ قال: لا. فقلنا: ففي أمتك؟ قال: فعقد بيده، فقال: هي
لأمتي المذنبين المثقلين. قال أبو العباس الفضل: وانقطع من كتابي
حرف " ما على المحسنين من سبيل ". - قال أبو بكر: عبد الواحد بن
فلان بن عبد الله بن بسر (1).
823 - إسناده ضعيف رجاله ثقات غير عبد الواحد النصري فلم أجد من ترجمه، وإنما ترجموا لجده



(1) قلت: هذا من كلام المصنف رحمه الله كأنه يريد أن يقول أن الذي وقع في الإسناد
" عبد الواحد بن عبد الله بن بسر " فيه نسبة عبد الواحد إلى جده عبد الله بن بسر، وأن بينهما
فلانا، والحقيقة أنه عبد الواحد بن عبد الله بن كعب بن عمير بن قنيع بن عباد بن نصر بن
معاوية بن بكر بن هوازن النصري أبو بشر الدمشقي ويقال الحمصي، ويعرف أبوه بابن بسر،
هكذا ساق نسبه، وهذا معناه أنه ليس بينهما أحد. فالله أعلم.
378
عبد الواحد بن عبد الله بن بسر شيخ الأوزاعي في هذا الحديث.
وسائر رجاله ثقات.
والحديث قال الهيثمي (10 / 377):
" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط "، وفيه عبد الواحد النصري، متأخر، يروي
عن الأوزاعي، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات ".
824 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس،
حدثنا زهير، ثنا أبو خالد يزيد الدالاني، ثنا عون بن أبي جحيفة
السوائي، عن عبد الرحمن بن علقمة الثقفي، عن عبد الرحمن بن أبي
عقيل. قال: انطلقنا فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنخنا بالباب، وما في الناس
أبغض إلينا من رجل يلج عليه، فما خرجنا حتى ما في الناس أحد أحب
إلينا من رجل يدخل (1) عليه، قال: فقال قائل منا: يا رسول الله ألا
سألت ربك ملكا كملك سليمان؟ فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال:
لعل لصاحبكم عند الله أفضل من ملك سليمان، إن الله لم يبعث نبيا إلا
أعطاه دعوة، فمنهم من اتخذ ها دنيا فأعطيها، ومنهم من دعا بها على
قومه إذ عصوه فأهلكوا بها، وإن الله أعطاني دعوة، فخبيتها عند ربي
شفاعة لأمتي يوم القيامة.
824 - حديث صحيح، ورجاله ثقات غير أبي خالد يزيد الدالاني قال الحافظ:
" صدوق، يخطئ كثيرا، وكان يدلس ".
قلت: لكنه قد توبع كما يأتي.



(1) الأصل " دخلتا " والتصويب من " الإصابة ".
379
وعبد الرحمن بن علقمة الثقفي، ويقال ابن أبي علقمة الثقفي مختلف في صحبته.
قال الحافظ:
" يقال: له صحبة. وذكره ابن حبان في ثقات التابعين ".
وأما عبد الرحمن بن أبي عقيل وهو ثقفي أيضا، فلم يترجم له الحافظ في " التهذيب "
و " التقريب "، وإنما ترجم له في " الإصابة " قبيل ترجمته لعبد الرحمن بن علقمة السابق،
وقال:
" وقال ابن عبد البر: له صحبة صحيحة ".
والحديث أخرجه ابن خزيمة (175) من طريق علي بن هاشم بن البريد قال: ثنا عبد الجبار
ابن العباس الشيباني عن عون بن أبي جحيفة به.
وهذا إسناد جيد.
وعزاه " الحافظ للبخاري - يعني في " تاريخه " - والحارث بن أبي أسامة وابن منده من طريق
عون بن أبي جحيفة به، وقال الهيثمي (10 / 371):
" رواه الطبراني والبزار، ورجالهما ثقات ".
825 - ثنا يعقوب بن حميد، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن
أبي عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قلت: يا
رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
قد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك،
لما أرى من حرصك على الحديث. أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من
قال: لا إله إلا الله مخلصا من نفسه.
825 - إسناده جيد، على كلام يسير في ابن حميد كما تقدم مرارا.
والحديث أخرجه البخاري (1 / 37 و 4 / 245) وابن خزيمة (ص 189) والآجري (ص
340) وأحمد (2 / 372) من طريق إسماعيل بن جعفر أخبرنا عمرو بن أبي عمرو به.
وتابعه معاوية بن معتب عن أبي هريرة به.
أخرجه ابن خزيمة.

380
ورجاله ثقات كلهم غير معاوية بن معتب قال الحسيني:
" وثقة ابن حبان، وهو مجهول ".
وأقره الحافظ في " التعجيل ".
826 - ثنا محمد بن مسلم بن وارة، حدثنا علي بن عياش (1)، حدثنا
شعيب عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة
القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته،
إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة.
وفيه عن أبي الدرداء (2)، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
826 - إسناده صحيح على شرط البخاري غير ابن وارة وهو محمد بن مسلم بن عثمان يعرف
بابن وارة، وهو ثقة حافظ.
والحديث أخرجه البخاري وغيره من الستة وغيرهم عن علي بن عياش به، وهو مخرج في
" إرواء الغليل " (243) و " صحيح أبي داود " (540) وغيرهما.
827 - ثنا عقبة بن مكرم، ثنا عبد الغفار بن داود، ثنا ابن لهيعة، عن
بكر بن سوادة، عن وفاء بن شريح الحضرمي، عن رويفع بن ثابت قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال: اللهم صل على محمد، وأنزله المقعد المقرب
عندك، وجبت له شفاعتي.
827 - إسناده ضعيف، ورجاله ثقات غير وفاء بن شريح الحضرمي فهو مجهول الحال.
وابن لهيعة سئ الحفظ.
828 - ثنا عباس بن عبد العظيم ثنا حماد بن مسعدة عن عمران العمي
عن الحسن عن أنس يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:



(1) الأصل (عايش) وهو خطأ.
(2) لم أعرف الحديث الذي يشير إليه.
381
ما زلت أشفع إلى ربي عز وجل ويشفعني، وأشفع ويشفعني حتى
أقول: أي رب شفعني فيمن قال: لا إله إلا الله. فيقول: هذه ليست
لك يا محمد ولا لأحد. هذه لي. وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار
أحدا يقول: لا إله إلا الله.
828 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال مسلم، غير عمران وهو ابن داور القطان
العمي وهو صدوق يهم، لكنه قد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه ابن خزيمة (187) بإسناد المصنف، ومن طريقين آخرين عن حماد، لكن
وقع عنده حماد بن سلمة، وظني أنه خطأ مطبعي، لأن حماد بن سلمة قديم الوفاة، مات سنة
(167) والعباس بن عبد العظيم توفي سنة (240) فبين وفاتيهما أكثر من سبعين سنة. ونحو
ذلك بين وفاة ابن سلمة وشيوخ ابن خزيمة الآخرين.
وتابعه معبد بن هلال العنزي في حديثه الطويل عن أنس في الشفاعة نحو حديث قتادة عن
أنس المتقدم، قال معبد في آخره:
" هذا حديث أنس الذي أنبأنا به، فخرجنا من عنده، فلما كنا بظهر الجبان قلنا: لو ملنا
إلى الحسن فسلمنا عليه، وهو مستخف في دار أبي خليفة، قال: فدخلنا عليه، فسلمنا
عليه، فقلنا: يا أبا سعيد! جئنا من عند أخيك أبي حمزة، فلم نسمع مثل حديث حدثناه في
الشفاعة، قال: هيه، فحدثناه الحديث فقال: هيه، قلنا: ما زادنا، قال: قد حدثنا به
منذ عشرين سنة، وهو يومئذ جميع، ولقد ترك شيئا، ما أدري أنسي الشيخ، أو كره أن
يحدثكم فتتكلوا، قلنا له: حدثنا، فضحك وقال: (خلق الإنسان من عجل)، ما ذكرت
لكم هذا إلا وأنا أريد أن أحدثكموه: " ثم أرجع إلى ربي الرابعة، فأحمده بتلك المحامد،
ثم أخر له ساجدا، فيقال لي: يا محمد! ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع
تشفع، فأقول: يا رب! ائذن لي فيمن قال: لا إله إلا الله، قال: ليس ذاك لك، أو قال:
ليس ذلك إليك، ولكن وعزتي وكبريائي، وعظمتي، وجبريائي لأخرجن من قال لا إله إلا
الله. قال: فأشهد على الحسن أنه حدثنا به أنه سمع أنس بن مالك.
أخرجه مسلم (1 / 125 - 127) وابن خزيمة (ص 194 - 195)، وكذا البخاري
(4 / 482 - 483) لكن باختصار.
829 - ثنا عمرو بن عثمان ثنا أبي عن جابر بن غانم عن سليم بن
عامر قال: سمعت معد يكرب بن عبد كلال يوم الجمعة على المنبر يحدث عن

382
عوف بن مالك قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فقال: إن
جبريل عليه السلام أتاني، وإن ربي خيرني بين خصلتين: بين أن يدخل
نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة.
وفيه عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم (1):
" اثنان لا تنالهما شفاعتي، ومن مات في المدينة كنت له شفيعا ".
829 - حديث صحيح، وإسناده فيه ضعف: معدي كرب بن عبد كلال. أورده ابن أبي
حاتم (4 / 1 / 398) برواية سليم بن عامر فقط عنه، ولم يذكر فيه شيئا!
وجابر بن غانم، أورده ابن أبي حاتم (1 / 1 / 501) من رواية جمع آخر من الثقات عنه
وقال:
" سئل عنه أبي؟ فقال: شيخ ".
وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه ابن خزيمة (ص 171) من طريق حجاج بن رشدين قال:
حدثنا معاوية بن صالح عن أبي يحيى سليم بن عامر به.
أورده ابن خزيمة عقب رواية ابن جابر قال: سمعت سليم بن عامر قال: سمعت عوف بن
مالك، المتقدمة (820) وقال:
" أخاف أن يكون قوله: " سمعت عوف بن مالك " وهما، وأن بينهما معدي كرب ".
ثم ساق رواية حجاج هذه.
وأقول: لا خوف! فإن حجاجا هذا ليس مشهورا بالحفظ والضبط: فهو وإن ذكره ابن
حبان في " الثقات "، وقال مسلمة بن قاسم: " لا بأس به ". فقد ضعفه ابن عدي، وهو.
أعرف بالرواة منهما، وقال ابن أبي حاتم (1 / 2 / 160):
" لا علم لي به، لم أكتب عن أحد عنه ".
قلت: فمثل هذا لا ينبغي أن يعل بروايته حديث ابن جابر وهو ثقة ضابط اتفاقا، واحتج
به الشيخان في " صحيحيهما ".



(1) لم أعرف حديث معقل هذا
383
على أنه لو ثبتت عدالة حجاج وضبطه. لم يلزم من ذلك إعلال رواية ابن جابر، بل
يقال: كل من الروايتين صحيح، وتكون رواية حجاج من المزيد فيما اتصل من الأسانيد،
وتوجيه ذلك معروف في أمثاله، فيقال: سمعه سليم بن عامر أولا من معدي كرب عن
عوف، ثم اتصل بعوف فسمعه منه مباشرة. والله أعلم.
168 - (باب في ذكر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الكبائر)
830 - ثنا شيبان بن فروخ الأيلي ثنا حرب بن سريج المنقري ثنا أيوب
السختياني عن نافع عن ابن عمر قال:
ما زلنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر حتى سمعنا من في نبينا صلى الله عليه وسلم
يقول: " إن الله تبارك وتعالى لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن
يشاء " قال: فإني أخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة
فأمسكنا عن كثير مما كان في أنفسنا.
830 - حديث حسن، ورجاله ثقات رجال مسلم غير حرب بن سريج المنقري وهو
صدوق يخطئ كما في " التقريب "، فمثله مما يحتمل حديثه التحسين.
والحديث أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (4 / 1395) بإسناد المصنف هذا ومتنة، وزاد في
آخره:
" ثم نطقنا بعد ورجونا ". وقال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (7 / 5):
" رواه أبو يعلى، ورجاله رجال " الصحيح "، غير حرب بن سريج وهو ثقة "!
كذا أطلق توثيقه، وليس بجيد، فقد ضعف، فالأولى بيان ذلك، وقد فعله في مكان
آخر، فقد أورده في آخر كتابه (10 / 378) من حديث ابن عباس نحوه وقال:
" رواه الطبراني في " الأوسط "، وفيه " حرب بن سريج، وقد وثقه غير واحد، وفيه
ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح ".
قلت: ولا أدري إذا كان قوله " عن ابن عباس " خطأ مطبعيا أو هكذا وقع في
" الأوسط "، وأرجح الأول، والله أعلم.
وقد تابعه صالح أبو بشر المري عن أيوب عن نافع عن ابن عمر به نحوه.

384
أخرجه ابن أبي حاتم كما في " تفسير ابن كثير " (2 / 481) طبع المنار، وقد وقع في إسناده
شئ من الخطأ.
وصالح ضعيف.
وتابعه بكر بن عبد الله المزني عن ابن عمر به نحوه.
أخرجه ابن جرير (8 / 450 / 9732) عن الهيثم بن جماز حدثنا بكر بن عبد الله المزني.
لكن الهيثم هذا متروك فلا يستشهد به.
وسيأتي في الكتاب طريق أخرى لهذا الحديث برقم (973) مع بيان ما في سنده من الكلام.
831 - ثنا الحسن بن علي ثنا الفضل بن عبد الوهاب ثنا أبو بكر بن
عياش عن حميد عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما: شفاعتي
لأهل الكبائر من أمتي.
831 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال البخاري، غير الفضل بن عبد الوهاب
فلم أعرفه، لكن الحديث صحيح بما بعده من الطرق.
832 - ثنا المقدمي ثنا محمد بن عبيد الله القطان ثنا ثابت عن أنس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي.
وفيه عن جابر بن عبد الله (1).
قال أبو بكر: والأخبار التي روينا عن نبينا صلى الله عليه وسلم فيما فضله الله به من
الشفاعة وتشفيعه إياه فيما يشفع فيه أخبار ثابتة موجبة بعلم حقيقة ما حوت
على ما اقتصصنا، والصاد عن الأخبار الموجبة للعلم المتواترة كافر، وقد
ذكرناها ما دل (2) على عقده من الكتاب، جعلنا الله وكل مؤمن بها مؤمل
لها من أهلها.
832 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن عبيد الله القطان



(1) قلت: وهو صحيح أيضا كما بينته في " الروض النضير " تحت حديث أنس (45).
(2) كذا الأصل، وكأن فيه سقطا أو تحريفا.
385
فلم أعرفه أيضا، لكنه قد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه الترمذي (2 / 71) وابن خزيمة (175) وابن حبان (2596) من طريق معمر
عن ثابت به. وقال الترمذي:
" حديث حسن صحيح غريب ".
قلت: وهو على شرط الشيخين.
وقال أبو داود الطيالسي في " مسنده " (2026): حدثنا الحكم أبو عثمان عن ثابت به.
ومن طريق الطيالسي أخرجه ابن خزيمة (176) ونسب الحكم فقال: ابن خزرج.
قلت: وهو ثقة كما قال ابن أبي حاتم (1 / 2 / 116) عن ابن معين، فالإسناد صحيح.
وتابعه أشعث الحداني عن أنس به.
أخرجه أبو داود (4739) وابن خزيمة (175) والآجري (338) وأحمد (3 / 213).
قلت: وإسناده جيد.
169 - (باب: في ذكر من يخرج الله بتفضله من النار).
833 - ثنا محمد بن مهدي الأيلي أبو عبد الله ثقة صدوق، حدثنا أبو
داود، ثنا مبارك بن فضالة، عن عبيد الله ابن أبي بكر بن أنس، عن
أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يقول الله تبارك وتعالى: أخرجوا من النار من ذكرني يوما أو خافني في
مقام.
833 - حديث ضعيف ورجاله ثقات غير أن مبارك بن فضالة مدلس وقد عنعنه، لكنه قد
صرح بالتحديث في بعض الروايات كما يأتي.
وأبو داود هو الطيالسي صاحب " المسند " المعروف باسمه.
ومحمد بن مهدي الأيلي، قد وثقه المصنف رحمه الله تعالى كما ترى، وهذه فائدة عزيزة قد
خلت منها كتب التراجم، فقد أورده ابن أبي حاتم (4 / 1 / 106) ولم يزد في ترجمته على
قوله:
" روى عنه أبو زرعة رحمه الله تعالى ".

386
قلت: وهذا معناه أنه ثقة عند أبي زرعة أيضا لما ذكروا عنه أنه لا يروي إلا عن ثقة.
ثم إنني أظن أنه محمد بن مهدي بن يزيد الأخميمي المترجم في " اللسان "، فقد جاء فيه أنه
روى عن يزيد بن يونس بن يزيد الأيلي، وذكر عن ابن عدي أنه قال:
" ويزيد هذا حدث عنه ابن وهب، ويقال إن محمد بن مهدي لم يره ولم يلحقه ".
قلت: وهذا معناه أنه مدلس، ولكن ابن عدي ذكر ذلك بصيغة التمريض " يقال "، فلا
يصح اتهامه بذلك لا سيما بعد توثيق المصنف وأبي زرعة له. والله أعلم.
والحديث أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " (ص 369) بسند المصنف.
وأخرجه الترمذي (2 / 98) وابن خزيمة (192) والحاكم (1 / 70) من طريقين آخرين عن
أبي داود به.
وتابعه المؤمل ثنا المبارك بن فضالة ثنا عبيد الله بن أبي بكر به.
أخرجه ابن خزيمة والحاكم وقال:
" صحيح الإسناد " ووافقه الذهبي.
وأقول إنما هو حسن فقط للكلام الذي في المبارك بن فضالة علاوة على كونه مدلسا. وقد
صرح بالتحديث في هذه الرواية، لكن المؤمل وهو ابن إسماعيل البصري سئ الحفظ كما قال
الحافظ، فلا يحتج بزيادته التحديث، لا سيما مع مخالفته لأبي داود الطيالسي وهو من الحفاظ،
وقد تابعه الخصيب بن ناصح عند ابن خزيمة.
834 - ثنا هدبة ثنا حماد بن سلمة، ثنا عطاء بن السائب، عن عمرو (1) بن
ميمون، عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يكون قوم في النار، ما شاء الله أن يكونوا، ثم يرحمهم الله، فيخرجون منها،
فيمكثون في أدنى الجنة في نهر يقال له الحيوان، لو أضاف أحدهم (2) أهل الدنيا
لأطعمهم وسقاهم ولحفهم. قال عطاء: وأحسبه قال: ولزوجهم. (لا ينقصه
ذلك شيئا).



(1) الأصل " عمر " وهو خطأ.
(2) الأصل: استضافهم، والتصويب من " المسند " وابن خزيمة وغيرهما، والزيادة منهما.
387
834 - حديث صحيح، ورجال إسناده ثقات رجال " الصحيح "، لكن عطاء بن السائب كان
اختلط، وحماد بن سلمة قد روى عنه في الاختلاط أيضا، لكن لحديثه شاهد قوي يدل على
صحته كما يأتي.
والحديث أخرجه ابن خزيمة (208) وأحمد (1 / 454) وأبو يعلى (3 / 1234) من طرق
عن حماد بن سلمة به.
والحديث قال الهيثمي (10 / 383):
" رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح، غير عطاء بن السائب وهو ثقة، ولكنه
اختلط ".
قلت: لكن له شاهد يقويه فقال ابن خزيمة: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال:
ثنا المعتمر قال: سمعت حميدا يحدث عن أنس:
" إن آخر من يخرج من النار وآخر من يدخل الجنة رجل يقول له ربه عز وجل: يا ابن آدم ما
تسألني؟ (فذكر الصنعاني الحديث بطوله) قال: فلو نزل به جميع أهل الأرض، أو قال:
جميع بني آدم لأوسعهم طعاما وشرابا وخدما، لا ينقص مما عنده شيئا ".
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم وهو موقوف في حكم المرفوع.
835 - ثنا هدبة، ثنا حماد بن سلمة، عن حماد بن أبي سلمان، عن
ربعي، عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يخرج قوم من النار بعد ما محشتهم النار، فيدخلون الجنة، فيسمون
الجهنميون.
835 - إسناده حسن، ورجاله ثقات رجال مسلم، وفي الحمادين كلام لا ينزل حديثهما
عن مرتبة الحسن، وقد توبع عليه حماد بن سلمة كما في الطريق الآتية بعده.
836 - ثنا المقدمي، ثنا معاذ بن هشام، ثنا أبي، عن حماد، عن
ربعي، عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ليخرجن الله من النار قوما منتنين قد محشتهم النار، فيدخلون الجنة
بشفاعة الشافعين، يسمون فيها الجهنميون.

388
836 - إسناده حسن رجاله ثقات رجال مسلم على كلام في حماد بن أبي سليمان كما تقدم
آنفا، ولكنه قد توبع كما يأتي بيانه في التخريج.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 402) وابن خزيمة (178) والآجري (346) من طريق شعبة
عن حماد به.
وتابعه حسن أيضا عن حماد بن أبي سليمان به.
أخرجه أحمد (5 / 391).
وقد توبع فقال الطيالسي في " مسنده " (419): حدثنا أبو عوانة عن أبي مالك الأشجعي
عن ربعي بن حراش به.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
837 - ثنا محمد بن أبان الواسطي أبو الحسن، حدثنا سعيد بن زيد
أخو حماد بن زيد حدثنا أبو سليمان العصري، حدثني عقبة بن صهبان، عن
أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يحمل الناس على الصراط يوم القيامة، فتتقادع (1) (بهم) جنبتا
الصراط تقادع (1) الفراش في النار، فينجي الله برحمته من يشاء، ثم أنه
يؤذن في الشفاعة للملائكة والنبيين والشهداء والصديقين، فيشفعون
ويخرجون، فيشفعون ويخرجون من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان.
فلقيت أبا بكرة في جنازة فسألته عن هذا الحديث فحدثني كما حدثني (2).
837 - إسناده حسن، أو محتمل للتحسين، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير محمد بن أبان
الواسطي وهو صدوق تكلم فيه الأزدي كما قال الحافظ، لكنه قد توبع، وسعيد بن زيد
صدوق له أوهام كما في " التقريب ".
والحديث أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " (5 / 43) بإسناد المصنف بعد أن ساقه
من طريق أبيه: ثنا عفان: ثنا سعيد بن زيد به.



(2) الأصل " فيتقاعد... تقاعد " والتصويب من المسند. والمعنى أن جنبتي الصراط
تسقطهم في النار بعضهم فوق بعض.
(2) قوله: " فلقيت... " من كلام أبي سليمان البصري واسمه خليد بن عبد الله، والمعنى أنه
بعد أن كان سمع الحديث من عقبة بن صهبان عن أبي بكرة، لقي أبا بكرة محدثه بهذا
الحديث، وبذلك علا درجة.
389
ومن هذا الوجه أخرجه المصنف أيضا كما يأتي بعده.
838 - ثنا أبو بكر، ثنا عفان، ثنا سعيد بن زيد قال سمعت أبا سليمان
العصري قال سمعت عقبة بن صهبان يقول: سمعت أبا بكرة، عن النبي
صلى الله عليه وسلم مثله إلى قوله ذرة من إيمان.
838 - إسناده مكرر الذي قبله، وقد سبق الكلام عليه.
839 - ثنا الشافعي، ثنا سفيان، عن عمرو قال سمعت جابر بن
عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول -
وأشار بأصابعه إلى أذنيه -: يخرج ناس فيدخلون الجنة.
839 - إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الشافعي، وهو محمد بن
إدريس المطلبي الإمام الثقة. وقد توبع كما يأتي في الكتاب بعده.
840 - حدثنا أبو بكر، ثنا ابن عيينة. عن عمرو سمع جابر يقول
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
إن الله يخرج ناسا من النار فيدخلهم الجنة.
840 - إسناده صحيح على شرط الشيخين. والحديث أخرجه مسلم
(1 / 122) بإسناد المصنف هذا. وأخرجه ابن خزيمة (179) والآجري (344)
من طرق أخرى عن ابن عيينة به. وهو سفيان الذي في الطريق الأولى، وقد توبع
كما يأتي بعده في الكتاب.
841 - حدثنا أبو الربيع، ثنا حماد بن زيد قال: سألت عمرو بن
دينار: أسمعت جابر بن عبد الله يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يخرج قوما من
النار بالشفاعة؟ فقال: نعم.
841 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي.
وأبو الربيع هو سليمان بن داود العتكي الزهراني الحافظ.
والحديث أخرجه مسلم (1 / 122) بإسناد المصنف.

390
وأخرجه البخاري (4 / 242 - 243) وابن خزيمة (179) والآجري (344) به طرق أخرى
عن حماد بن زيد به. وزاد البخاري في رواية: كأنهم النعارير: قلت: وما النعارير؟ قال:
الضغابيس. وهي عند أحمد (3 / 326 و 379) من طريق أخرى عن جابر. وللحديث شاهد
من حديث عمران بن حصين مرفوعا بلفظ:
" يخرج قوم من النار بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فيدخلون الجنة، يسمون الجهنميين ".
أخرجه البخاري (4 / 244) وأبو داود (4740) والترمذي (2 / 9 9) وصححه ابن خزيمة
(178 - 179) والآجري (344) وأحمد (4 / 434).
842 - ثنا محمد بن إسماعيل، ثنا ابن أبي أويس، حدثني مالك، عن
عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، ثم يقول الله تبارك وتعالى: أخرجوا من
كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فيخرجون منها قد اسودوا، فيلقون في
نهر الحياء أو الحياة، شك مالك، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ألم تر أنها
تخرج صفراء ملتوية؟
842 - إسناده على شرط الشيخين، على ضعف في ابن أبي أويس، واسمه إسماعيل
بن عبد الله، وقد أخرجاه كما يأتي، ومحمد بن إسماعيل هو الإمام البخاري.
والحديث أخرجه البخاري (1 / 13) بهذا الإسناد الذي رواه المصنف عنه. وأخرجه مسلم
(1 / 117) وابن خزيمة (190) من طريق ابن وهب: أخبرني مالك بن أنس به. وأخرجه
أحمد (3 / 56) ومسلم أيضا والآجري (345) من طرق أخرى عن عمرو بن يحيى به.
843 - ثنا أبو الشعثاء علي بن حسن بن سليمان، حدثنا خالد بن نافع،
عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة يقول
الكفار: ألم تكونوا مسلمين؟ قالوا: بلى. قالوا: فما أغنى عنكم
إسلامكم وقد صرتم معنا في النار؟ قالوا: كانت لنا ذنوب فأخذنا بها،
فيسمع ما قالوا، فأمر بمن كان من أهل القبلة فأخرجوا، فلما رأى ذلك أهل
النار قالوا: يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما خرجوا، قال: وقرأ رسول الله
صلى الله عليه وسلم:

391
(الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا
مسلمين).
843 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال مسلم غير خالد بن نافع وهو الأشعري من أولاد
أبي موسى رضي الله عنه، وفيه ضعف، قال أبو حاتم: ليس بالقوي، يكتب حديثه. وذكره
ابن حبان في " الثقات ". وبالغ أبو داود فقال: " متروك الحديث ". فتعقبه الذهبي بقوله:
" وهذا تجاوز في الحد، فإن الرجل قد حدث عنه أحمد بن حنبل ومسدد، فلا يستحق
الترك ".
والحديث أخرجه الطبراني عن الأشعري المذكور كما في " المجمع " (7 / 45).
قلت: ويشهد للحديث حديث أنس الآتي بعده في الكتاب وما سأذكره تحته، وحديث
عطاء بن السائب عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
" ما يزال الله يشفع ويدخل الجنة، ويرحم ويشفع حتى يقول: من كان من المسلمين
فليدخل الجنة، فذاك حين يقول: (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين).
أخرجه ابن جرير (14 / 3 و 4 و 5) والحاكم (2 / 353) وقال:
" صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي.
قلت: عطاء كان اختلط، لكن لا بأس به في الشواهد.
844 - ثنا المقدمي، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا أبو الخطاب العتكي،
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إذا أخرج الله أهل النار من النار بشهادة أن لا إله إلا الله تمنى
الآخرون لو كانوا مسلمين.
844 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال مسلم، لكنه منقطع، فإن أبا الخطاب العتكي
وهو حرب بن ميمون الأكبر الأنصاري مولاهم، يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة،
ولذلك ذكر الحافظ في " التقريب " أنه من الطبقة السابعة. وهي طبقة كبار أتباع التابعين عنده
كمالك والثوري.
وللحديث طرق أخرى، فأخرجه ابن جرير من طرق عن القاسم بن الفضل: حدثنا ابن
أبي فروة العبدي أن ابن عباس وأنس بن مالك كانا يتأولان هذه الآية: (ربما يود الذين كفروا
لو كانوا مسلمين) يتأولانها يوم يحبس الله أهل الخطايا من المسلمين مع المشركين في النار،

392
قال: فيقول لهم المشركون: ما أغنى عنكم ما كنتم تعبدون في الدنيا؟ قال: فيغضب الله لهم
بفضل رحمته فيخرجهم، فذلك حين يقول: (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين).
ورجاله ثقات غير ابن أبي فروة وهو عبد الله كما في رواية لابن جرير ولم أجد له ترجمة،
ولعله والد إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة الأموي مولاهم المتروك لكنهم لم يذكروا في ترجمته
أنه عبدي. والله أعلم.
وفي حديث أنس الطويل في الشفاعة من طريق عمرو بن أبي عمرو عنه مرفوعا قال في
آخره:
" وفرغ الله من حساب الناس وأدخل من بقي من أمتي النار مع أهل النار، فيقول أهل
النار: ما أغنى عنكم أنكم تعبدون الله عز وجل لا تشركون به شيئا؟ فيقول الجبار عز وجل:
فبعزتي لأعتقنهم من النار، فيرسل إليهم فيخرجون وقد امتحشوا فيدخلون في نهر الحياة،
فينبتون فيه كما تنبت الحبة في غثاء السيل، ويكتب بين أعينهم: هؤلاء عتقاء الله عز وجل،
فيذهب بهم فيدخلون الجنة، فيقول لهم أهل الجنة: هؤلاء الجهنميون، فيقول الجبار: بل
هؤلاء عتقاء الجبار عز وجل ".
أخرجه أحمد (3 / 144) والدارمي (1 / 27 - 28) وابن خزيمة في " التوحيد " (192 -
193).
قلت: وسندهم صحيح على شرط الشيخين.
وله طريق أخرى عن أنس بنحوه رواه الطبراني كما في تفسير ابن كثير.
845 - ثنا أبو موسى. ثنا معاذ بن هشام، ثنا أبي، عن قتادة، عن
أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:
ليصيبن أقواما سفع من النار عقوبة بذنوب أصابوها ثم ليدخلهم الجنة
بفضل رحمته.
845 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجه البخاري كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (4 / 468) وابن خزيمة (177 و 178) وأحمد (3 / 147 و 208)
من طرق أخرى عن هشام وهو ابن أبي عبد الله الدستوائي به. وصرح قتادة بالتحديث في
رواية علقها البخاري، وقد وصلها أحمد (3 / 134 و 269) من طريق همام قال: سمعت
قتادة يقول في قصصه: ثنا أنس بن مالك به دون قوله: " بفضل رحمته " وزاد:
ووصلها عنه البخاري أيضا (4 / 243) بنحوه.

393
" وكان قتادة يتبع هذه الرواية: والله أعلم، ولكن أحق من صدقتم أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم الذين اختارهم الله لصحبة نبيه، وإقامة دينه ".
وتابعه معمر عن قتادة وثابت عن أنس به مثل لفظ هشام.
أخرجه أحمد (3 / 163) وابن خزيمة.
قلت: وهذه متابعة قوية من ثابت لقتادة، وإسنادها صحيح على شرطهما.
وأخرجه الآجري (345 - 346) من طريق أخرى عن قتادة وحده مختصرا.
846 - حدثنا ابن مصفا، ثنا بقية، ثنا إسماعيل بن عبد الله الكندي،
عن الأعمش عن شقيق، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله
تبارك وتعالى: (ويوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله) قال: أجورهم
يدخلهم الجنة، ويزيدهم من فضله قال: الشفاعة لمن وجبت له النار ممن
صنع إليهم المعروف في الدنيا.
846 - إسناده ضعيف، رجاله موثقون غير إسماعيل بن عبد الله الكندي أورده الذهبي فقال:
" عن الأعمش؟ عنه بقية بخبر عجيب منكر ".
قلت: وكأنه يشير إلى هذا.
والحديث رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " كما في " المجمع " (7 / 13) وابن
مردويه من هذا الوجه كما في " تفسير ابن كثير " وقال:
" وهذا إسناد لا يثبت ".
847 - حدثني يحيى بن خلف، ثنا معتمر، عن أبيه، عن قتادة، عن
أنس أنه حدث ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" فإذا أبصرهم أهل الجنة قال (وا: ما هؤلاء؟ فيقال): (1) هؤلاء
الجهنميون " أو كما قال.



(1) سقطت من الأصل واستدركتها من ابن خزيمة.
394
847 - إسناده صحيح على شرط الشيخين غير يحيى بن خلف فهو على شرط مسلم وحده،
ولكنه قد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه ابن خزيمة (178): حدثنا أحمد بن المقدام قال: ثنا المعتمر به.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرطهما غير أحمد بن المقدام فهو على شرط البخاري وحده.
وأخرجه أحمد (3 / 126 و 255 و 260) من طريق سعيد بن أبي عروبة وشيبان عن قتادة
به.
848 - ثنا أيوب الوزان، حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا عبيد الله بن
عمرو، عن زيد ابن أبي أنيسة، عن أبي عمرو، عن أنس بن مالك قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
يدخل قوم جهنم ويخرجون منها ويدخلون الجنة، يعرفون بأسمائهم يقال
لهم الجهنميون.
848 - حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أيوب وهو ابن محمد بن زياد الوزان
وهو ثقة، وأبي عمرو، لا يعرف، ذكره ابن أبي حاتم (4 / 2 / 411) بهذه الرواية، ولم
يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وأورده الحافظ في " كنى اللسان " بروايته عن أنس وعنه
عبد السلام. وأحال في ترجمته على ترجمة عبد السلام. ولم نجد هنا له ذكرا!
لكن يشهد للحديث ما قبله من الأحاديث المتقدمة في الباب عن أنس وجابر وعمران
وغيرها، لكن يحسن التذكير هنا بزيادة في حديث عمرو بن أبي عمرو عن أنس المتقدم ذكره
تحت الحديث (844): ففيه قول أهل الجنة، هؤلاء الجهنميون:
" فيقول الجبار: بل هؤلاء عتقاء الجبار عز وجل ".
849 - ثنا أبو بكر، ثنا محمد بن بشر، ثنا) سعيد بن أبي، عروبة، عن
قتادة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن
برة، ثم يقال: يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من
الخير ما يزن ذرة.
- إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي.

395
والحديث أخرجه أحمد (3 / 116) ومسلم (1 / 125)، وابن ماجة (4312)، من طرق
أخرى عن سعيد به.
وقال الطيالسي (1966): وعنه الترمذي (2 / 98): حدثنا شعبة وهشام عن قتادة به.
وأخرجه مسلم وابن خزيمة (189) عنهما مفرقا. والبخاري (4 / 454) والمصنف فيما يأتي عن
هشام وحده، وأحمد (3 / 173 و 276) عن شعبة وحده.
850 - ثنا أبو موسى، ثنا معاذ بن هشام، عن قتادة، عن أنس، عن
النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
850 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الذي قبله، وقد خرجته هناك.
وقد أخرجه مسلم بإسناد المصنف.
851 - حدثنا المقدمي، ثنا أبو داود، ثنا (شعبة، عن) (1) هشام،
عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
851 - إسناده صحيح على شرط مسلم، وأبو داود هو الطيالسي صاحب " المسند " وقد
أخرجه فيه كما سبق قبل حديث.
852 - حدثنا هشام بن عمار، ثنا منبه بن عثمان، ثنا خليد، عن قتادة،
عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه ما يزن شعيرة.
فيه كلام طويل.
852 - حديث صحيح، ورجال موثقون غير خليد وهو ابن دعلج البصري ضعيف
كما في " التقريب ".
وللحديث شواهد كثيرة أقربها عهدا حديث أنس الذي قبله، ففيه عند الشيخين
وغيرهما:
" يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة... " وفي رواية
لأحمد وابن خزيمة وغيرهما من طرق عنه: " من إيمان ".



(1) الأصل ثنا هشام، وفي نسخة ثنا شعبة عن هشام، والصواب ما أثبتنا، وكذلك هو في
" مسند أبي داود الطيالسي " كما تقدم.
396
ومثله في حديث سلمان المتقدم برقم (813).
853 - حدثنا هدبة بن خالد، ثنا حماد بن سلمة، عن أبي عمران
الجوني وثابت، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يخرج من النار أربعة، فيعرضون على الله عز وجل، فيلتفت أحدهم
فيقول: أي رب كنت أرجوك إذا أخرجتني منها أن لا تعيدني فيها،
فينجيه الله منها.
853 - إسناده صحيح على شرط الشيخين غير حماد بن سلمة فهو على شرط مسلم وحده،
وقد أخرجه كما يأتي.
وهدبة بضم أوله وسكون الدال بعدها موحدة، ويقال له: هداب بالتشديد.
والحديث أخرجه مسلم (1 / 123) بإسناد المصنف ومتنه.
854 - ثنا عباس بن الوليد النرسي، حدثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد،
عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فمنهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم
من تأخذه إلى حجزته، ومنهم من تأخذه إلى ترقوته.
854 - إسناده صحيح على شرط مسلم، لكني أخشى أن يكون قوله: " عن أبي سعيد " وهما
من بعض رواته، فقد رواه جماعة عن سعيد وهو ابن أبي عروبة به عن سمرة، فهو من مسند
سمرة بن جندب، وكذلك رواه غير سعيد عن قتادة، كما يأتي في الذي بعده. والله أعلم.
855 - ثنا أبو بكر، ثنا يونس بن محمد، ثنا شيبان، عن قتادة، عن
أبي نضرة، عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله إلى عنقه وإلى حجزته.
855 - إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه كما يأتي، وأبو بكر هو ابن أبي

397
والحديث أخرجه مسلم (8 / 150) بإسناد المصنف ومتنه. وأخرجه أحمد (5 / 10): ثنا
يونس بن محمد وحسين قالا: ثنا شيبان به، إلا أنه قال:
" إلى ركبتيه " بدل " إلى عنقه " وزاد:
" ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته ".
وتابعه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به.
أخرجه أحمد (5 / 10 و 18): ثنا روح: ثنا سعيد... وأخرجه مسلم من طريقين
آخرين عن روح به.
وتابعه عنده عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد به.
856 - ثنا هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن بشر،
عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن من أهل النار من تأخذه النار إلى كعبيه وإلى ركبتيه وإلى حقويه
وإلى ترقوته.
856 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، الحسن وهو البصري في سماعه من سمرة
خلاف معروف على أنه مدلس.
وسعيد بن بشير ضعيف، وقد خالفه في إسناده سعيد بن أبي عروبة وشيبان بن عبد الرحمن
فقالا: عن قتادة عن أبي نضرة عن سمرة، فجعل أبا نضرة شيخ قتادة بدل الحسن. وهو
الصواب، وقد سبق في الذي قبله.
857 - ثنا أبو موسى، ثنا معاذ بن هشام)، ثنا أبي، عن قتادة، عن
أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إذا خلص المؤمنون من النار فحبسوا بقنطرة بين الجنة والنار حتى
يتقاصوا خطايا كانت بينهم.
857 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجه البخاري كما يأتي.

398
والحديث أخرجه البخاري (2 / 97): حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا معاذ بن
هشام به.
ثم أخرجه هو (4 / 238) وأحمد (3 / 13 و 57 و 63 و 74 و 94) من طرق أخرى عن قتادة
به.
858 - ثنا عباس بن الوليد النرسي، ثنا يزيد بن زريع، عن سعيد.
عن قتادة عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا خلص المؤمنون من النار يحبسون بقنطرة، نحوه.
قال أبو بكر: والأخبار التي حواها كتابنا هذا من ذكر الخارجين من النار
بعد كونهم فيها وما نالهم من أليم عذاب خالقهم بقدر ما استحقوا، ثم
بجيرة لعله (بجير) الرؤوف بفضل رحمته، أخبار ثابتة توجب العلم
والإيمان بصحة ما أدت والتصديق به، وإلى الذي من علينا بالإيمان
والتصديق به، ووفقنا له نبتهل أن يجعلنا من المتقين الذين ينجيهم منها
بطوله ومنه، فإن أدخلناها بجرمنا الذي استحققنا به دخولها أن يجعلنا ممن
تدركه رحمته، فيخرجه منها، ولا يجعلنا قرناء شياطينها ولا الكفار به
الجاحدين له.
858 - إسناده صحيح على شرطهما. وهو مكرر الذي قبله، وقد خرجته ثم، ومن طرق
عند أحمد: ثنا عفان: ثنا يزيد بن زريع به.
859 - حدثنا أبو عبد الله العنبري، ثنا مؤمل، عن أبي هلال، عن
قتادة، عن أنس في قوله: " إنك من تدخل النار فقد أخزيته " قال: من
تخلده النار فقد أخزيته.

399
859 - إسناده ضعيف، من أجل أبي هلال واسمه محمد بن سليم الراسبي وهو صدوق فيه
لين، ونحوه المؤمل وهو ابن إسماعيل، قال الحافظ: " صدوق سئ الحفظ ".
وسائر رجاله ثقات، وأبو عبد الله العنبري اسمه سوار بن عبد الله بن سوار.
والحديث أخرجه ابن جرير (4 / 141) من طريقين آخرين عن المؤمل به. وأشار إلى
تضعيف الحديث بتصويبه أن معنى الآية أن من دخل النار فقد أخزي بدخوله إياها وإن أخرج
منها... وروى نحوه عن جابر. وكل من تأمل في سياق الآية المذكورة وما قبلها وما بعدها لم
يتردد في صحة ما استصوبه ابن جرير رحمه الله تعالى، وذلك أنها وقعت في جملة دعاء المؤمنين
الذين يذكرون الله ويدعون قائلين: (ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار.
ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته... ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم
القيامة... "، فهل يخطر في بال أحد أنهم دعوا أن لا يخزيهم بالنار الأبدية فقط؟!
170 - (باب: في ذكر الورود على النار نعوذ بالله من النار)
860 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن
أبي سفيان، عن جابر، عن أم مبشر، عن حفصة قالت قال النبي صلى الله وسلم:
إني لأرجو أن لا يدخل النار أحد إن شاء الله ممن شهد بدرا والحديبية.
قال: قلت: يا رسول الله أليس قال الله: " وإن منكم إلا واردها كان
على ربك حتما مقضيا "؟. قال: فلم تسمعيه:
" ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا "؟.
860 - إسناده جيد على شرط مسلم، وقد أخرجه هو وأحمد وغيرهما وقد تكلمت عليه
في " الصحيحة " (2160) فلا نعيد القول فيه.
861 - حدثنا ابن نمير وأبو بكر قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن

400
الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أم مبشر قالت: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو في بيت حفصة:
لا يدخل النار رجل شهد بدرا والحديبية. فقالت حفصة: فقلت يا
رسول الله: " وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ". قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: فمه (ثم ننجي الذين اتقوا).
861 - إسناده جيد على شرط مسلم، وهو مكرر الذي قبله.
862 - حدثنا أبو بكر والشافعي قالا: ثنا سفيان، عن الزهري، عن
سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله:
من قدم ثلاثة من الولد لم يلج النار إلا تحلة القسم. وقال معمر: لم
تمسه النار. وقال مالك: فتمسه النار إلا تحلة القسم.
862 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي:
والحديث أخرجه أحمد (2 / 239): ثنا سفيان به. وأخرجه مسلم (8 / 39) وابن ماجة
(1603) بإسناد المصنف الأول عن سفيان بن عيينة به. ثم أخرجه مسلم والبخاري
(1 / 316) من طرق أخرى عن سفيان به.
وأخرجه مالك (1 / 234) وعنه البخاري (4 / 265) ومسلم أيضا والترمذي (1 / 197)
والنسائي (1 / 265) وأحمد (2 / 473) كلهم عن مالك عن ابن شهاب به.
وتابعه معمر أيضا عن ابن شهاب به.
أخرجه أحمد (2 / 276) ومسلم.
وزمعة عن الزهري.
أخرجه أحمد (2 / 479).
171 (باب: في القبر وعذاب القبر).
863 - ثنا عباس بن الوليد النرسي، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد،

401
عن قتادة، عن أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:
إذا وضع العبد في قبره، وتولى عنه أصحابه حتى إنه ليسمع خفق
نعالهم أتاه ملكان، فيقعدانه في قبره فيقولان: ما تقول في هذا الرجل في
محمد؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال له: أنظر
إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة. قال: فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: فيراهما جميعا أو كلاهما. قال قتادة: وذكر أنه يفسح له في قبره
سبعون ذراعا، ويملأ عليه خضرا إلى يوم القيامة. قال: ثم رجع إلى
حديث أنس قال: وأما الكافر أو المنافق فيقال له: ما كنت تقول في هذا
الرجل؟ فيقول: لا أدري قد كنت أقول ما يقول الناس. فيقال: لا
دريت ولا تليت، ثم يضرب بمضراب من حديد ضربة بين أذنيه، فيصيح
صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين.
863 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه الشيخان والآجري (365) من طرق أخرى عن يزيد بن زريع به، وهو
مخرج في " الصحيحة " (1344)، فلا نعيد البحث فيه.
864 - ثنا المقدمي، ثنا يزيد بن زريع، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، ثنا
سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إذا قبر أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما: منكر
والآخر، نكير فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد؟ فهو قائل ما
كان يقول، إن كان مؤمنا قال: هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. قال: فيقولان: إن كنا لنعلم أنك تقول
ذلك، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ذراعا، وينور له فيه،
فيقال له: نم، فيقول: دعوني أرجع إلى أهلي أخبرهم، فيقال له: نم،
فينام كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من

402
مضجعه ذلك. وإن كان منافقا قال: لا أدري كنت أسمع الناس يقولون
كذلك فكنت أقول ما يقولون، فيلتام عليه حتى يختلف مضجعه فيها
أضلاعه، فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك.
864 - إسناده حسن، كما بينته في " الصحيحة " (1391)، فلا نعيد القول فيه. وقد أخرجه
الآجري أيضا (365).
865 - ثنا الحسين بن إسماعيل بن أبي كبشة، حدثنا أبو عامر عبد
الملك بن عمرو، ثنا عباد بن راشد، عن داود بن أبي هند قال: سمعت
أبا نضرة يقول: حدثني أبو سعيد الخدري يقول: كنا مع نبينا صلى الله عليه وسلم في
جنازة فقال: يا أيها الناس إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فإذا الإنسان
دفن فتفرق عنه أصحابه جاءه ملك في يده مطراق. فأقعده فقال له: ما
تقول في هذا الرجل؟ فإن كان مؤمنا قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له، أشهد أن محمدا عبده ورسوله، فيقال له: صدقت، ويفتح له
باب إلى النار فيقال له: هذا كان منزلك لو كفرت بربك. فأما إذ آمنت به
فإن الله أبدلك به هذا، فيفتح له باب من الجنة، فيريد أن ينهض إليه،
فيقال له: اسكن. ويفتح له في قبره. وأما الكافر أو المنافق فيقال له:
ما تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون قولا!
فيقول: لا دريت ولا تدريت (1) ولا اهتديت، ثم يفتح له باب إلى الجنة
فيقال له: هذا كان منزلك لو آمنت بربك فأما إذ كفرت بربك فإن الله قد
أبدلك به هذا، ثم يفتح له باب من النار، ثم يقمعه ذلك الملك
قمعة (بالمطراق)، فيسمعها خلق الله كلهم إلا الثقلين، قال بعض
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما منا أحد يقوم على رأسه ملك في يده مطراق إلا ذهل عند ذلك، فقال



(1) كذا الأصل، وفي " المسند ": " ولا تليت " ولعله الصواب.
403
رسول صلى الله عليه وسلم:
(يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
ويضل الله الظالمين).
865 - حديث صحيح، رجاله ثقات رجال " الصحيح " على ضعف في عباد بن راشد،
غبر الحسن بن إسماعيل بن أبي كبشة، فلم أعرفه، ويحتمل أنه الذي في " الجرح والتعديل "
(1 / 2 / 46):
" الحسين بن إسماعيل، من أهل تيماء. روي عن درباس. روى عنه أحمد بن سليمان.
سمعت أبي يقول: هو مجهول ".
قلت: وذكره ابن حبان في " الثقات " كما في " اللسان "، وسواء كان هو أو غير فإنه قد
تابعه الإمام أحمد فقال في " المسند " (3 / 3 - 4): ثنا أبو عامر به. وقال الهيثمي (3 / 48):
" رواه أحمد والبزار، ورجاله رجال الصحيح ".
والجملة الأولى من الحديث أخرجها مسلم " 8 / 160 - 161) من طريق الجريري عن
أبي نضرة عن أبي سعيد عن زيد بن ثابت في قصة البغلة التي حادت به صلى الله عليه وسلم فكادت تلقيه، وهي
مخرجة في " الصحيحة " (159) وستأتي في الكتاب قريبا.
ثم إن الحديث ذكره الهيثمي بسياق آخر نحوه، وزاد في آخره:
" قال جابر: فيراهما جميعا، فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يبعث كل عبد على ما مات عليه،
المؤمن على إيمانه، والمنافق على نفاقه "، وقال:
" رواه أحمد والطبراني في " الأوسط " وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام، وبقية رجاله ثقات ".
قلت: هو في " المسند " (3 / 346) من طريق ابن لهيعة عن أبي الزبير أنه سأل جابر بن
عبد الله عن فتاني القبر؟ فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
وهذا إسناد جيد في الشواهد والمتابعات. وجملة " يبعث كل عبد على ما مات عليه "، قد
أخرجها مسلم (8 / 165) من طريق الأعمش عن أبي سفيان عن جابر. وكذلك أخرجه
الطحاوي في " المشكل " (1 / 95) والحاكم (1 / 340 و 2 / 452 و 490).

404
ثم إن للحديث شاهدا قويا من حديث أنس بن مالك مرفوعا مختصرا.
أخرجه أحمد (3 / 232) ومسلم أيضا (8 / 162) إلا أنه لم يسق لفظه بتمامه، وإنما
أحال فيه على لفظه طريق أخرى قبله أخصر منه، أخرجاه وكذا أبو داود (4751) من طريق
عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عنه.
وتابعه خليد بن دعلج عن قتادة به أتم منه.
أخرجه الآجري (ص 363 - 364) بسند جيد.
866 - حدثنا يوسف بن يعقوب الصفار، ثنا أبو بكر بن عياش، عن
الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر: قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا دخل المؤمن قبره فأتاه ملكان فانتهراه فيقوم يهب كما يهب النائم
فيسألانه: من ربك وما دينك ومن نبيك؟ فيقول: الله ربي والإسلام
ديني ومحمد نبيي، فيقولان له: صدقت كذلك كنت، فيقال: أفرشوه
من الجنة وألبسوه من الجنة، فيقول: دعوني حتى آتي أهلي، فيقولان
له: اسكن.
866 - إسناده جيد على شرط البخاري، على ضعف في أبي بكر بن عياش وقرن البخاري
لأبي سفيان بغيره.
867 - ثنا إسماعيل بن حفص، ثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش،
عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا أدخل الميت القبر مثلت له الشمس عند الغروب، فيجلس فيمسح
عينيه ويقول: دعوني أصلي.
قال أبو بكر: وفي المسألة أخبار ثابتة، والأخبار التي في المسألة في

405
القبر منكر ونكير أخبار ثابتة توجب العلم، فنرغب إلى الله أن يثبتنا في
قبورنا عند مسألة منكر ونكير والقول الثابت في الحياة الدنيا وفي
الآخرة.
867 - إسناده جيد، ورجاله رجال البخاري غير إسماعيل بن حفص وهو أبو بكر الأبلي
صدوق. وأما قول البوصيري الآتي فيه:
" مختلف فيه ".
فهو مما لا وجه له على هذا الإطلاق، لأن أحدا لم يصرح بتضعيفه، وغاية ما قيل فيه ما في
" الجرح والتعديل " (1 / 1 / 166):
" سمع أبي منه بالبصرة في الرحلة الثالثة، وسألته عنه، فقال: كتبت عنه، وعن أبيه،
وكان أبوه يكذب، وهو بخلاف أبيه. قلت: لا بأس به؟ قال: لا يمكنني أن أقول لا بأس
به ".
وقال الساجي: كتبت عنه عن أبيه، ولم يكن منافقا، أحسبه لحقه ضعف أبيه. وقال
النسائي:
" أرجو أن لا يكون به بأس ". وذكره ابن حبان في " الثقات ".
والحديث أخرجه ابن ماجة (4272) بإسناد المصنف ومتنه، وأخرجه ابن حبان (779 -
موارد) عن الأبلي.
وقال البوصيري في " الزوائد " (ق 289 / 2):
" هذا إسناد حسن، إن كان أبو سفيان - واسمه طلحة بن نافع - سمع من جابر بن
عبد الله. وإسماعيل بن حفص مختلف فيه.، رواه ابن حبان في " صحيحه " من طريق
إسماعيل بن حفص الأيلي ".
قلت: لا وجه عندي للشك في سماع أبي سفيان من جابر، فقد ثبت مجاورته إياه في مكة
ستة أشهر، وروى له البخاري عنه أربعة أحاديث. وأكثر مسلم عنه، وقد سبق له عنه
حديث ذكرته قريبا قبل حديث.

406
172 - (باب: في عذاب القبر).
868 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا ابن علية (1)، عن الجريري،
عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
إن هذه الأمة ستبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن
يسمعكم عذاب القبر، ثم أقبل علينا بوجهه فقال: تعوذوا من عذاب النار
تعوذوا من عذاب القبر.
868 - إسناده صحيح على شرط مسلم وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (8 / 160 - 161) بإسناد المصنف بأتم منه. وبإسناد آخر عن ابن
علية به.
وتابعه يزيد بن هارون: أنا أبو مسعود الجريري به.
أخرجه أحمد (5 / 190).
وخالفهما خالد الواسطي في إسناده فقال: عن الجريري به إلا أنه لم يذكر في إسناده زيد
بن ثابت، جعله من مسند أبي سعيد نفسه.
أخرجه ابن حبان (785) وهذا هو الموافق لرواية داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي
سعيد المتقدمة في الكتاب (865)، لولا أن فيه من ضعف كما سبق هناك. والله أعلم.
869 - ثنا عبد الوهاب بن نجدة، حدثنا عثمان بن سعيد وعلي بن
عياش قالا ثنا ابن ثوبان، عن عبد الله بن الفضل، عن الأعرج، عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر.



(1) الأصل " ابن عيينة " والتصحيح من " صحيح مسلم " وغيره.
407
869 - إسناده حسن رجاله ثقات على ضعف في ابن ثوبان واسمه عبد الرحمن بن ثابت بن
ثوبان العنسي الدمشقي، لكنه قد توبع في هذا الحديث فهو صحيح قطعا.
والحديث أخرجه أحمد (2 / 288): ثنا زيد بن الحباب ثنا عبد الرحمن بن ثوبان به.
وقد تابعه أبو الزناد عن الأعرج به. ويأتي في الكتاب بعد حديثين.
وأخرجه البخاري (1 / 346) ومسلم (2 / 93 - 94) والنسائي (2 / 315 و 319 و 320)
والطيالسي (2349 و 2578) وأحمد (2 / 454 و 467 و 469 و 477 و 522) من طرق أخرى
عن أبي هريرة به وزيادة في المتن.
870 - ثنا أبو بكر، ثنا وكيع، عن عثمان الشحام، عن مسلم بن أبي
بكرة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر.
870 - إسناده صحيح على شرط مسلم.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 39): ثنا وكيع به وزيادة.
وكذلك أخرجه الترمذي (2 / 264) والنسائي (2 / 315) وأحمد أيضا (5 / 44) من طرق
أخرى عن عثمان الشحام به وقال الترمذي:
" حديث حسن صحيح ".
وأخرجه أحمد أيضا (5 / 42) من طريق جعفر بن ميمون حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة
عن أبيه به.
وإسناده حسن.
871 - ثنا ابن مصفا، ثنا بقية، ثنا شعيب، عن الزهري، عن عروة،
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ في الصلاة من عذاب القبر.
871 - إسناده جيد صرح فيه بقية بالتحديث على أنه قد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (1 / 214) ومسلم (2 / 93) من طريق أبي اليمان:
أخبرنا شعيب به أتم منه.
وأخرجه النسائي (1 / 193) من طريق أخرى عن شعيب به.

408
وتابعه هشام بن عروة عن أبيه به.
أخرجه أحمد (6 / 207) والنسائي (2 / 315)
وله في " المسند " (6 / 53 و 61 و 81) و " الصحيحين " والآجري (359 - 360) طرق
أخرى عن عائشة، ويأتي أحدها بعد حديثين.
872 - ثنا (ابن) مصفا، ثنا يعقوب، ثنا ابن عيينة، عن أبي
الزناد، عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
أعوذ بالله من عذاب القبر.
872 - إسناده جيد، ويعقوب هو ابن حميد بن كاسب. وابن مصفا اسمه محمد وهو
حمصي حافظ، وقد تكلم فيه.
والحديث أخرجه مسلم (2 / 94) والنسائي (2 / 320) من طرق أخرى عن ابن عيينة به
أتم منه.
873 - ثنا ابن مصفا، حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن
الزهري، عن عروة عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي
امرأة من اليهود، وهي تقول أشعرت أنكم تفتنون في القبور؟ فارتاع
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:
إنما تفتن اليهود قالت عائشة: فلبثنا ليالي ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هل شعرت أنه أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور. وسمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يستعيذ من عذاب القبر.
873 - إسناده جيد، ويشهد له الذي بعده.
874 - ثنا بندار، حدثنا محمد يعني غندرا، عن شعبة، عن أشعث بن
أبي الشعثاء عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة قالت: ما رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر.
874 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه الطيالسي (1411): حدثنا شعبة به. وأخرجه أحمد (6 / 174): ثنا

409
محمد بن جعفر به. ومن هذا الوجه رواه النسائي (1 / 193) وأخرجه مسلم (2 / 92)
والآجري (ص 359) من طريق أبي الأحوص عن أشعث به.
وتابعه أبو وائل عن مسروق به.
أخرجه البخاري (4 / 199) ومسلم والآجري
875 - ثنا محمد بن عبد الله بن نمير وأبو بكر قالا: ثنا أبو معاوية،
عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أم مبشر قالت:
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار فيه قبورهم قد ماتوا في
الجاهلية. قالت: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: استعيذوا
بالله من عذاب القبر. قالت: فقلت: يا رسول الله وللقبر عذاب؟
قال: إنهم ليعذبون في قبورهم عذابا تسمعه البهائم.
875 - إسناده صحيح على شرط مسلم.
والحديث أخرجه أحمد (6 / 362): ثنا أبو معاوية به. وأخرجه ابن حبان (787)
والآجري (363) من طريق أبي معاوية به.
876 - حدثنا ابن كاسب، ثنا ابن عيينة، عن موسى بن عقبة، عن أم
خالد قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ من عذاب القبر.
876 - إسناده جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن كاسب وهو يعقوب بن حميد،
وهو صدوق، ربما وهم، وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (4 / 199): حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان به.
وتابعه وهيب عن موسى بن عقبة به.
أخرجه البخاري (1 / 346).
877 - ثنا أبو مسعود الرازي، ثنا ابن الأصبهاني، عن حكام بن سلم
الرازي، عن عمرو بن أبي قيس، عن الحجاج، عن المنهال بن عمرو،
عن زر بن حبيش، عن علي قال: " كنا نشك في عذاب القبر حتى
نزلت: (ألهاكم التكاثر) ".

410
وروى في عذاب القبر زيد بن ثابت وأبو أيوب وعلي وأبو هريرة
وأنس وعثمان بن أبي العاص وأبو بكر وابن عباس وعائشة وأسماء وأم
خالد وأبو رافع وجابر، كل هؤلاء عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو بكر: وصحت
الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في استعاذته من عذاب القبر وتعوذه منه، وثبت
عنه صلى الله عليه وسلم أن أمته ستبتلى في قبورها، وهي أخبار ثابتة توجب العلم، وتنفي
الريب والشك، والله نسأل أن يعيذنا من عذاب في قبورنا، وأن يجعلها
علينا رياضا خضراء تنور لنا فيها.
877 - إسناده ضعيف، ورجاله ثقات لولا أن الحجاج وهو ابن أرطاة مدلس وقد عنعنه.
والحديث رواه ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني به. كما
في " تفسير ابن كثير ".
وأخرجه الترمذي (2 / 239) والطبري (30 / 184) من طريقين آخرين عن حكام بن سلم
الرازي به. وضعفه الترمذي بقوله:
" هذا حديث غريب ".
ثم أخرجه الطبري من طريق أخرى عن الحجاج به.
173 - (باب: في ذكر القليب قليب بدر):
878 - قال: أنا أحمد بن أبي عاصم، حدثنا الشافعي، ثنا الحارث
ابن عمير، عن حميد عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قام على القليب الذي
فيه أبو جهل وأصحابه ببدر بعد قتلهم بثلاث ليال، فنادى: يا أبا جهل
ابن هشام. يا عتبة بن ربيعة. يا شيبة بن ربيعة. يا أمية بن خلف.
هل وجدتم ما وعدتم حقا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقا. فخرج من
أصحابه من شاء الله أن يخرج، فقالوا: يا رسول الله تناجي أقواما قد
جيفوا منذ ثلاث؟ فقال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، إلا إنهم لا
يستطيعون أن يجيبوا.
878 - حديث صحيح، رجاله ثقات، غير الحارث بن عمير، قال الحافظ:

411
" وثقه الجمهور، وفي أحاديثه مناكير ضعفه بسببها الأزدي وابن حبان، وغيرهما، فلعله
تغير حفظه في الآخر ".
قلت: وقد توبع في هذا الحديث من جمع سيأتي ذكرهم في الطرق الآتية، وأسوق هنا طرقا
أخرى، فقال أحمد (3 / 104): ثنا ابن أبي عدي عن حميد به. وقال (3 / 182): ثنا يحيى
ابن سعيد عن حميد به.
قلت: وهذان إسنادان صحيحان من ثلاثيات " المسند ".
وقال النسائي (1 / 293): أخبرنا سويد بن نصر قال: أنبأنا عبد الله عن حميد به.
وهذا صحيح أيضا.
879 - حدثنا المقدمي وعباس بن الوليد النرسي قالا: ثنا معتمر،
عن حميد عن أنس بن مالك قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على قليب بدر.
879 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الذي قبله.
880 - ثنا وهبان بن بقية، ثنا خالد، عن حميد، عن أنس أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو ببدر إذ سمعه المسلمون وهو ينادي: يا أبا جهل بن هشام ثم ذكر
مثل حديث الشافعي.
880 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، غير وهبان - ويقال: وهب - بن بقية، فهو على
شرط مسلم وحده، وخالد هو ابن الحارث الهجيمي البصري.
881 - ثنا أبو بكر، ثنا يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس، عن
النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
881 - إسناده صحيح على شرط الشيخين أيضا.
882 - حدثنا أبو موسى، حدثنا خالد بن الحارث، عن حميد، عن
أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
882 - إسناده صحيح على شرط الشيخين أيضا.
قلت: فهذه أربعة طرق ساقها المصنف عن حميد، وقد سقت أنا قريبا ثلاث طرق أخرى
عنه، فهو متواتر عن حميد.

412
وقد تابعه قتادة عن أنس.
أخرجه البخاري (3 / 58) ومسلم (8 / 164) وأحمد (3 / 142) وزاد هو والبخاري: قال
قتادة: أحياهم الله (له) حتى أسمعهم قوله توبيخا وتصغيرا، ونقمة وحسرة وندما. وتابعه
أيضا ثابت عنه.
أخرجه مسلم وأحمد (3 / 219 و 287) والنسائي (1 / 293) لكنه قال: عن أنس قال: كنا
مع عمر بين مكة والمدينة، أخذ يحدثنا عن أهل بدر، فقال... " فذكره، فجعله من مسند
عمر، وهو رواية لأحمد (1 / 26)، وإسناده صحيح على شرطهما.
883 - حدثنا ابن كاسب، حدثنا ابن فليح، عن موسى بن عقبة، عن
نافع عن ابن عمر قال: قال أناس للنبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه يوم بدر وهو ينادي يا
أصحاب القليب: يا رسول الله أتنادي أناسا أمواتا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أنتم لأسمع
لما أقول منهم.
883 - إسناده حسن، على ضعف في ابن فليح مع كونه من رجال البخاري، واسمه محمد
ابن فليح بن سليمان الأسلمي أو الخزاعي المدني قال الحافظ:
" صدوق يهم "، لكنه قد توبع كما يأتي.
وابن كاسب اسمه يعقوب بن حميد، وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (3 / 70): حدثني إبراهيم بن المنذر: حدثنا محمد بن فليح بن
سليمان به.
وأخرجه أحمد (2 / 131): حدثنا يعقوب ثنا أبي عن صالح حدثني نافع به.
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
ورواه هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر به وزاد:
" فذكر ذلك لعائشة، فقالت: وهل - يعني ابن عمر -، إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنهم الآن
ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم لهو الحق ".
أخرجه أحمد (2 / 38) والسياق له. والبخاري (3 / 59) ومسلم (3 / 44) والنسائي
(1 / 293).
وله طريق ثالث، يرويه يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عنه به وزاد:

413
" وإن الله تعالى يقول: (إنك لا تسمع الموتى)، (وما أنت بمسمع من في
القبور) ".
أخرجه أحمد (2 / 21).
وسنده جيد.
وهذه الزيادة عند الشيخين أيضا من الطريق التي قبلها، غير أن البخاري لم يذكر الآية
الثانية.
884 - ثنا أبو الشعثاء، ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن
أشعث، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون قال: كنا عند عبد الله بن
مسعود في بيت المال قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على القليب قليب بدر فقال: يا
فلان يا فلان هل وجدتم وما وعد ربكم حقا؟ قالوا: يا رسول الله هل
يسمعون؟ قال ما أنتم لأسمع لما أقول منهم، ولكنهم اليوم لا يجيبون.
قال أبو بكر: والأخبار التي في قليب بدر ونداء النبي صلى الله عليه وسلم إياهم وما أخبر
أنهم يسمعون كلامه، أخبار ثابتة توجب العمل والمحاسبة، فيه أخبار
كثيرة قد أثبتناها في مواضعها (1).
884 - حديت صحيح، ورجاله إسناده كوفيون ثقات من رجال مسلم غير أنه لم يحتج بأشعث
وهو ابن سوار الكندي الكوفي، إنما أخرج له في المتابعات، وذلك لكثرة وهمه، وقال، الحافظ
في " التقريب ":
" ضعيف ".



(1) قلت: لكن ليس فيها أن الموتى عامة يسمعون، وإنما فيها أن أهل القليب سمعوا
قوله صلى الله عليه وسلم إياهم، فهي قضية خاصة لا عموم لها فلا تعارض بينها وبين الآيتين اللتين احتجت بهما
السيدة عائشة رضي الله عنها، فاحتجاجها بهما صحيح كأصل، لكن خفي عليها أن الحادثة
وقعت كما رواها ابن عمر، وكذا أنس وعمر كما تقدم. فتمسكت بالأصل الثابت في القرآن،
لعدم ثبوت القصة عندها، ولو ثبتت لاستثنتها من هذا الأصل كما هو الواجب للتوفيق بين
القرآن والحديث، ويؤيده قول قتادة المتقدم: " أحياهم الله له... ". فالقضية خاصة فلا
يجوز أن يلحق بها غيرها فيقال " إن الموتى كلهم يسمعون، كما يقول كثير من الناس اليوم!
414
وعبد الرحمن بن محمد المحاربي رماه أحمد وغيره بالتدليس.
وأبو الشعثاء اسمه علي بن الحسن بن سليمان الحضرمي.
والحديث قال في " المجمع " (6 / 91):
" رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح ".
كذا قال:
وأصل الحديث عند البخاري (1 / 140 - 141) والطيالسي (324) وأحمد (1 / 7 41) من
طريقين آخرين عن أبي إسحاق به مختصرا ليس فيه مناداة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل القليب.
885 - حدثنا إبراهيم بن حجاج، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا
عبد الواحد بن حمزة (1) بن عبد الله بن الزبير قال: سمعت عباد بن عبد الله
ابن الزبير يقول: سمعت أم المؤمنين تقول:
سألت رسول الله عليه السلام عن الحساب اليسير، فقلت: يا رسول
الله ما الحساب اليسير؟ قال: الرجل تعرض عليه) ذنوبه ثم يتجاوز له
عنها، ومن نوقش الحساب هلك.
885 - إسناده صحيح، ورجاله ثقات رجال مسلم غير إبراهيم بن حجاج وهو ثقة سواء
كان السامي أو النيلي، وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (6 / 185): ثنا يونس بن محمد قال: ثنا عبد الواحد بن زياد به.
وتابعه محمد بن إسحاق فقال: حدثني عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير به.
أخرجه أحمد (6 / 48): ثنا إسماعيل ثنا محمد بن إسحاق...
ثم أخرجه هو (6 / 47 و 91 و 108 و 127 و 206) والبخاري (1 / 38 و 3 / 372 - 373
و 238) ومسلم (8 / 164) وأبو داود (3093) والترمذي (2 / 69 و 236) وصححه من طريق
عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة به نحوه.
ورواه عبيد الله بن أبي زياد عن القاسم بن محمد عنها.
أخرجه أحمد أيضا (6 / 108).



(1) الأصل عبد الله بن محمد، والتصويب من " المسند " وكتب الرجال.
415
وله شاهد من حديث أنس، فقال الترمذي: حدثنا محمد بن عبيد الهمداني حدثنا علي بن
أبي بكر عن همام عن قتادة عنه مرفوعا مختصرا بلفظ:
" من حوسب عذب ". وقال:
" حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ".
قلت:
وإسناده جيد، رجاله كلهم ثقات غير علي بن أبي بكرة، قال الحافظ:
" صدوق، ربما أخطأ، وكان عابد "
وله شاهد ثان، وهو الآتي في الكتاب بعده.
886 - ثنا محمد بن مهدي، ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو، عن محمد
ابن مسلم، عن عمرو بن دينار عن ابن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من نوقش الحساب بعمله هلك.
886 - حديث صحيح، ورجاله ثقات غير محمد بن مسلم الطائفي، قال الحافظ:
" صدوق يخطئ ".
ومحمد بن مهدي الظاهر أنه الأيلي، فقد تقدم له حديث آخر (833) منسوبا هكذا كما
استظهرنا. ووثقه المصنف هناك.
174 - (باب: الإيمان بالبعث):
وفيه أخبار قد ذكرناها في موضعها.
887 - ثنا زكريا بن يحيى بن حمويه، ثنا شريك، عن منصور،
وثنا أبو موسى، ثنا غندر، عن شعبة، عن منصور، عن ربعي بن
خراش، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع: شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول
الله بعثني الله بالحق، ويؤمن بالبعث بعد الموت ويؤمن بالقدر.

416
887 - إسناده صحيح من الوجه الثاني، وقد تقدم بإسنادين في أول الكتاب (130)،
وتكلمنا عليه هناك بما في كفاية.
888 - حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع، حدثنا زياد بن الربيع
اليحمدي، ثنا هشام، عن محمد بن سيرين، عن ابن الديلمي قال: كنا
ثلاثة نخدم معاذ بن جبل، فلما حضر قلنا له: يرحمك الله إنما صحبناك
وانقطعنا إليك، واتبعناك لمثل هذا اليوم، فحدثنا بحديث سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال:
نعم وما ساعة الكذب هذه. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من مات
وهو يوقن بثلاث: إن الله حق، وإن الساعة قائمة، وإن الله يبعث من في
القبور. قال ابن سيرين فأنا نسيت إما قال: دخل الجنة وإما قال: نجا
من النار.
888 - إسناده صحيح، ورجاله رجال " الصحيح " غير ابن الديلمي واسمه عبد الله،
وهو ثقة،
وللحديث شاهد من حديث رجل سمع النبي صلى الله عليه وسلم به نحوه، بلفظ: " دخل الجنة " وفيه
فضل التهليل وغيره.
أخرجه أحمد (5 / 366) بسند صحيح، وهو مخرج في " الصحيحة " (1204).
889 - حدثنا هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا ابن جابر،
عن عمير بن هانئ عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله،
وأن عيسى عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق وأن
النار حق، وأن البعث حق، أدخله الله من أي أبواب الجنة شاء.
889 - إسناده صحيح عند البخاري في " صحيحه "، وقد تكلم بعضهم في حفظ هشام
ابن عمار، وهو من شيوخه، لكنه قد توبع كما يأتي.

417
والحديث أخرجه أحمد (5 / 314): ثنا الوليد: حدثني ابن جابر به. ومن هذا الوجه
أخرجه مسلم (1 / 42).
وتابعه الأوزاعي: حدثني عمير بن هاني به.
أخرجه أحمد (5 / 313) والبخاري (2 / 366) ومسلم أيضا.
890 - ثنا ابن نمير ثنا أبي، عن الأعمش " عن أبي الضحى، عن
مسروق عن خباب قال: كان لي على العاص بن وائل السهمي حق،
فأتيته أتقاضاه ثم ذكر الحديث (1).
890 - إسناده صحيح علي شرط الشيخين وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (8 / 129) بإسناد المصنف. وأخرجه أحمد (5 / 111): حدثني
عبد الله بن نمير به.
ثم أخرجه هو (5 / 110) والبخاري (2 / 14 و 53 و 92 و 3 / 284) والترمذي (2 / 198)
ومسلم أيضا من طرق أخرى عن الأعمش به وقال الترمذي: " حديث حسن صحيح ".
891 - ثنا محمد بن عوف، عن عمرو بن هشام الحداني (2) قال:
أصبت في كتاب عتاب بن بشير عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن



(1) قلت: لا أدري لم لم يسق المصنف تمام الحديث، مع أن الشاهد المترجم للباب إنما
هو في تمامه! ولذلك فمن المهم أن أسوقه، ناقلا إياه من " المسند " بلفظه عن ابن نمير...
قال خباب:
" كنت رجلا قينا، وكان لي على العاص بن وائل حق، فأتيته أتقاضاه، فقال: لا أعطيك
حتى تكفر بمحمد، فقلت: لا والله لا أكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم حتى تموت ثم تبعث، قال: فضحك
ثم قال: سيكون لي ثم مال وولد فأعطيك حقك! فأنزل الله تعالى: (أفرأيت الذي كفر
بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا. أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا). الآية.
(2) كذا وقع في الأصل بالحاء والدال المهملتين، وكذلك هو في " خلاصة الخزرجي " وقال إنه
بضم المهملة، ووقع في " الجرح " و " التهذيب " و " التقريب ": (الحراني) بالراء نسبة إلى
حران. مدينة بالجزيرة بين دجلة والفرات.
418
سعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
كل ابن آدم تأكله الأرض إلا عجب الدنب، منه ينبت ويرسل الله ماء
الحياة فينبتون فيه نبات الخضر، حتى إذا أخرجت الأجساد أرسل الله
الأرواح، وكان كل روح أسرع إلى صاحبه من الطرف، ثم ينفخ في
الصور (فإذا هم قيام ينظرون).
891 - إسناده جيد، ورجاله ثقات رجال البخاري - على ضعف في عتاب بن بشير من قبل
حفظه، ولا يضر فإن عمرا نقله عن كتابه - غير عمرو بن هشام ومحمد بن عوف وهما ثقتان.
وللحديث طريق آخر يرويه أبو صالح عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ:
" ما بين النفختين أربعون. قالوا: يا أبا هريرة! أربعون يوما؟ قال: أبيت، قالوا:
أربعون شهرا؟ قال: أبيت، قالوا: أربعون سنة قال: أبيت، ثم ينزل الله من السماء
ماء، فينبتون كما ينبت البقل، ليس من الإنسان شئ إلا يبلى إلا عظم واحد، وعو عجب
الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة ".
أخرجه البخاري (3 / 322 و 370) ومسلم (8 / 210) وابن جرير الطبري (24 / 21 -
22)، ولابن ماجة (4266) منه قوله: " ليس من الإنسان... ".
وهذا القدر منه أخرجه مالك (1 / 238) عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به
مرفوعا.
وكذلك أبو داود (4743) والنسائي (1 / 293) عن مالك. ومسلم والنسائي أيضا وأحمد
(2 / 322 و 428) من طرق أخرى عن أبي الزناد به.
وله عند مسلم طريق رابعة عن أبي هريرة.
وعند أحمد (2 / 499) طريق خامسة عنه.
وله عنده (3 / 28) شاهد من رواية ابن لهيعة ثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري
مرفوعا به.
175 - (باب: في ذكر مفارق الجماعة)
892 - ثنا وهب بن بقية، ثنا خالد بن عبد الله، عن مطرف، عن أبي
الجهم، عن خالد بن وهبان عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

419
" من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ".
وفيه، عن ابن عمر (1) وأبي هريرة وأبي الدرداء وحارث الأشعري
وعامر بن ربيعة عن النبي عليه السلام.
892 - حديث صحيح، ورجاله كلهم ثقات غير خالد بن وهبان فهو مجهول كما قال الحافظ.
والحديث أخرجه الحاكم (1 / 117) من طريق عمرو بن عوف
ابن عبد الله به.
وأخرجه هو وأبو داود (4758) وأحمد (5 / 180) والمصنف فيما سيأتي (1053 - 1054)،
من طرق أخرى عن مطرف بن طريف به.
ورواه القاسم بن عوف الشيباني عن رجل عن أبي ذر نحوه.
أخرجه أحمد (5 / 165).
ورجاله ثقات رجال مسلم غير الرجل الذي لم يسم، فلم أعرفه، ويحتمل أنه خالد بن
وهبان الذي في الطريق الأولى.
وللحديث شاهد من حديث ابن عمر وهو مخرج في " الصحيحة " (984). وآخر من
حديث الحارث الأشعري، مخرج في " المشكاة " (3694)، و " التعليق الرغيب " (1 / 189 -
190)، وسنده صحيح خلافا للدكتور العتر، وقد رددت عليه، وبينت مبلغ معرفته بهذا
العلم الشريف في التعليق على هذا الحديث في " صحيح الجامع الصغير وزيادته " رقم
(1720).
893 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا حفص وأبو معاوية ووكيع،
عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق عن عبد الله قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا



(1) الأصل أبي عمر، والصواب ما أثبتنا، وقد تقدم حديث ابن عمر برقم (91) نحوه،
وهو في " الصحيحة " بلفظ الكتاب كما سبقت الإشارة إليه، آنفا. وكذلك تقدم حديث أبي
هريرة برقم (90).
420
بإحدى ثلاث: الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق
الجماعة.
893 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد مضى (60) إسناده ولفظه، فلا نعيد
القول فيه.
894 - ثنا ابن نمير، حدثنا أبي، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة،
عن مسروق، عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
894 - إسناده صحيح على شرطهما، وهو مكرر الذي قبله.
895 - حدثنا أبو يحي محمد بن عبد الرحيم، ثنا يونس بن محمد، ثنا
أبو وكيع، عن القاسم بن الوليد أبي عبد الرحمن، عن الشعبي، عن
النعمان بن بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب فقال:
الجماعة رحمة والفرقة عذاب.
895 - إسناده حسن، وقد مضى بإسناده ولفظه مع التخريج فراجعه.
896 - ثنا إبراهيم بن المنذر، ثنا إبراهيم بن المهاجر بن مسمار، ثنا
أبي (كذا بالوجهين) عن عامر بن سعد عن أبيه قال: وقف عمر بالجابية
فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال:
من أراد بحبحة الجنة فعليه بالجماعة.
896 - حديث صحيح، وقد مضى بهذا الإسناد مع اختلاف يسير في اللفظ، وبيان
علته وإسناده، والإشارة إلى شاهده الذي يقويه. فانظر الحديث (86).
897 - ثنا إسماعيل بن سالم، حدثنا النضر بن إسماعيل أبو المغيرة،
ثنا محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن عمر أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال:

421
عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فمن أراد بحبحة الجنة فليلزم الجماعة.
897 - حديث صحيح، وهو مكرر الحديث المتقدم (88).
898 - ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد، ثنا أبو بكر بن عياش، عن
عاصم، عن زر، عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من أراد بحبحة الجنة فليلزم الجماعة؟
898 - حديث صحيح، وهو مكرر الحديث المتقدم (87).
899 - ثنا المقدمي، ثنا عمران بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، عن
ربعي بن حراش قال: خطب عمر بالجابية فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال:
من أراد بحبحة الجنة فليلزم الجماعة.
899 - إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمران بن عيينة، وهو صدوق له أوهام
كما قال الحافظ، وقد توبع كما يأتي بعد حديثين. والمقدمي هو محمد بن أبي بكر بن علي بن
عطاء بن مقدم الثقفي مولاهم البصري.
وللحديث طرق أخرى عن عمر تقدم بعضها آنفا.
900 - ثنا دحيم، ثنا ابن وهب، ثنا أبو هانئ، عن عمرو بن مالك،
عن فضالة بن عبيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
ثلاثة لا يسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات
عاصيا.
900 - إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث المتقدم (89).
901 - حدثنا هدبة، ثنا مهدي بن ميمون، عن غيلان بن جرير، عن
زياد بن رباح عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من خرج من الطاعة وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية.

422
901 - إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث المتقدم (90).
902 - ثنا علي بن حمزة، ثنا جرير بن حازم، عن عبد الملك بن عمير،
عن جابر بن سمرة: قال قال عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من أراد بحبحة الجنة فليلزم الجماعة.
902 - إسناده جيد، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن حمزة، والظاهر أنه علي بن حمزة
ابن سوار العتكي، قال ابن أبي حاتم (3 / 1 / 183):
" روى عن جرير (الأصل حمزة وهو خطأ مطبعي) بن عبد الحميد المعولي. روى عنه أبو
زرعة ".
والحديث تقدم قريبا من طريق أخرى عن ابن عمير.
903 - حدثنا أبو بكر، حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن أبي بردة، عن
أبيه، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم مثل غيث أصاب الأرض،
وكانت منه أجادب أمسكت الماء، فنفع الله به الناس فشربوا منها وزرعوا
وسقوا، وأصاب طائفة منهم من أخرى إنما هي قيعان لا ينبت ولا يمسك
ولا ينبت كلأ فذلك مثل من تفقه في دين الله ونفعه الله بما بعثني الله به،
ونفع به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا، ولم يقبل هدى الله
الذي أرسلت به.
903 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي. وأبو بكر هو ابن أبي
شيبة.
والحديث أخرجه أحمد (4 / 399) وكذا ابنه عبد الله ومسلم (7 / 63) بإسناد المصنف.
وأخرجه البخاري (1 / 32) ومسلم أيضا من طرق أخرى عن أبي أسامة به.

423
176 (باب: المارقة والحرورية والخوارج السابق لها
خذلان خالقها).
904 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا إسحاق الأزرق، عن الأعمش،
عن ابن أبي أوفى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
الخوارج كلاب أهل النار
904 - حديث صحيح، ورجال إسناده ثقات رجال الشيخين، غير أن الأعمش لم
يسمع من عبد الله بن أبي أوفى، وهو إلى ذلك مدلس، لكن للحديث إسناد آخر يأتي
في الكتاب بعده، وشاهد من حديث أبي أمامة خرجته في " الروض النضير " (906)،
و " المشكاة " (3554).
والحديث أخرجه ابن ماجة (173) بإسناد المصنف ومتنه.
905 - حدثنا أبو بكر، حدثنا أبو الوليد، ثنا حشرج بن نباتة، حدثني
سعيد بن جمهان قال دخلت على ابن أبي أوفى وهو محجوب البصر فسلمت
عليه فرد علي السلام فقال من هذا فقلت: أنا سعيد بن جهمان، فقال: ما فعل
والدك؟ فقلت قتلته الأزارقة قال: قتل الله الأزارقة كلها ثم قال: ثنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
ألا إنهم كلاب أهل النار، قال قلت الأزارقة كلها أو الخوارج؟ قال: الخوارج
كلها.
905 - إسناده حسن، رجاله ثقات، وفي حشرج بن نباتة كلام من قبل حفظه، وفي
" التقريب ":
" صدوق يهم ". ونحوه سعيد بن جمهان.
والحديث أخرجه الطيالسي وأحمد والحاكم من طرق أخرى عن حشرج به. وهو مخرج
في " الروض النضير " تحت حديث أبي أمامة المشار إليه آنفا.
906 - ثنا خلاد بن أسلم، حدثنا النضر بن شميل، ثنا حماد بن سلمة، ثنا
أبو حفص (1) أنه سمع عبد الله بن أبي أوفى وهم يقاتلون الخوارج وكان غلام



(1) الأصل " أبو جعفر " والتصحيح من كتب الرجال.
424
له قد لحق بالخوارج من الشق الآخر، فناديناه يا فيروز! (1) يا فيروز! هذا
عبد الله بن أبي أوفى، فقال: نعم الرجل لو هاجر، قال عبد الله: ما يقول
عدو الله؟ فقيل له: يقول نعم الرجل لو هاجر. فقال: أهجرة بعد
هجرتي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: طوبى لمن قتلهم
وقتلوه.
906 - إسناده حسن، وفي أبي حفص وهو سعيد بن جمهان كلام يسير كما سبقت
الإشارة إليه آنفا، وسائر رجاله ثقات.
والحديث أخرجه أحمد (4 / 382) من طريقين آخرين عن حماد بن سلمة به.
907 - ثنا الحسين (2) بن علي بن يزيد الصدائي، ثنا أبي، عن فطر، عن
حكيم بن جبير، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة قال سمعت علي بن أبي
طالب رضي الله عنه يوم النهروان يقول: أمرت بقتال المارقين، وهؤلاء
المارقون.
907 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، حكيم بن جبير ضعيف، وعلي بن يزيد
الصدائي فيه لين، لكنه قد توبع، وسائر الرواة ثقات.
والحديث أخرجه البزار (ص 235): حدثنا علي بن المنذر ثنا عبد الله بن نمير ثنا فطر
ابن خليفة به.
وللحديث شاهد من حديث ابن مسعود قال:
" أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتال الناكثين، والقاسطين، والمارقين ".
رواه الطبراني بإسناد قال الهيثمي (6 / 235): فيه من لم أعرفه.
ثم ذكر له شاهدا آخر من حديث أبي أيوب الأنصاري، وفيه محمد بن كثير الكوفي وهو
ضعيف. وحديث ابن مسعود أخرجه أبو يعلى (1 / 153) والبزار من حديث علي أيضا،
لكن فيه الربيع بن سهل وهو ضعيف، وسائر رجاله ثقات.
908 - ثنا أبو بكر، ثنا علي بن مسهر، عن الشيباني، عن يسير بن



(1) الأصل " أفيون " في الموضعين! والتصحيح من " المسند ".
(2) الأصل " الحسن " وهو خطأ.
425
عمرو قال: سألت سهل بن حنيف: هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر هؤلاء
الخوارج؟ قال: سمعته، وأشار نحو المشرق: " يخرج منه قوم يقرؤون القرآن
بألسنتهم لا يعدو تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ".
908 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (3 / 116 - 117) بإسناد المصنف ومتنه. ثم أخرجه هو
والبخاري (4 / 332) وأحمد (3 / 486) من طرق أخرى عن الشيباني به، إلا أن
البخاري وأحمد قالا: " وأشار بيده نحو العراق ".
909 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون، عن العوام بن
حوشب ثنا أبو إسحاق الشيباني، عن يسير بن عمرو، عن سهل بن حنيف،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" يتيه (1) قوم من قبل المشرق محلقة رؤوسهم ".
909 - إسناده صحيح على شرط الشيخين أيضا، وقد أخرجاه كما ذكرنا آنفا.
وقد أخرجه مسلم بإسناد المصنف هذا، وعن إسحاق أيضا عن يزيد بن هارون.
وأخرجه أحمد: ثنا يزيد بن هارون به.
910 - حدثنا أيوب بن محمد أبو سليمان الوزان، حدثنا عيسى بن يونس،
عن الجراح بن مليح، حدثني أبو سفيان الثوري، عن ابن أبي نعم، عن أبي
سعيد قال: قال علي: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بذهبة وتربتها وكان بعثه مصدقا إلى
اليمن فقال:
أقسمها بين أربعة بين الأقرع بن حابس وزيد الطائي وعيينة بن حصن
الفزاري وعلقمة بن علاثة العامري. فقام رجل غائر العينين ناتئ الجبين
مشرف الجبهة محلوق فقال: والله ما عدلت فقال ويلك من يعدل إذا لم أعدل
إنما أتألفهم فأقبلوا عليه ليقتلوه فقال اتركوه فإنه من ضئضئ هذا، أو من
صئصئ (2) هذا قوم يخرجون في آخر الزمان يقتلون أهل الإسلام ويتركون



(1) الأصل " بيده "، وفي " المسند " " بلية "، وكله تصحيف، والتصويب من " صحيح
مسلم ". والمعنى: يذهبون عن الصواب، ويضلون عن طريق الحق.
(2) يعني بالضاد المهملة في كل من الحرفين، وفي الذي قبله بالمعجمة في كل منهما، ومعناه: الأصل.
426
أهل الأوثان لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد.
910 - حديث صحيح مرفوعا، والموقوف منه منكر، ورجال إسناده ثقات غير الجراح
ابن مليح، وهو الرؤاسي والد وكيع، وهو وإن كان أخرج له مسلم، ففيه كلام كثير، وقد
لخصه الحافظ في " التقريب " بقوله:
" صدوق، يهم ".
فمثله قد يحسن حديثه لا سيما عند المتابعة، وقد يرد، ولا سيما عند المخالفة، وقد توبع
على هذا الحديث من جماعة، ولكنهم خالفوه في قوله: " قال علي: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
... " إلى قوله: " فقال: اقسمها بين أربعة ". فقد اتفقوا على أن عليا كان باليمن لم
يحضر القسمة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي قسمها، فقال الإمام أحمد (3 / 68 و 73): ثنا عبد
الرزاق: أنا سفيان عن أبيه عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري قال:
" بعث علي - وهو باليمن - إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهبية في تربتها فقسمها بين الأقرع بن
حابس... ". الحديث. ورواه النسائي (2 / 174) عن عبد الرزاق به، وقد علقه
البخاري (2 / 337) من طريق أخرى عن سفيان به، ووصله في مكان آخر (3 / 252)
من هذا الوجه مختصرا، وأبو داود (4764) مطولا.
وتابعه أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق - وهو والد سفيان الثوري - به.
أخرجه مسلم (3 / 110).
وتابعه عمارة بن القعقاع حدثنا عبد الرحمن بن أبي نعم به.
أخرجه هو وأحمد (3 / 4 - 5) وكذا البخاري (3 / 158).
911 - حدثنا الحسن بن علي، ثنا إسحاق بن إدريس، حدثنا حديج (1)،
عن أبي إسحاق عن سويد بن غفلة قال: سألت عليا عن الخوارج قال: جاء ذو
الثدية المخدجي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم فقال: كيف تقسم والله ما
تعدل فقال من يعدل؟ قال: فهم به أصحابه فقال: دعوه سيكفيكموه غيركم
يقتل في الفئة الباغية يمرقون من الذين كما يمرق السهم من الرمية. قتالهم
حق على كل مسلم.
911 - إسناده ضعيف جدا، رجاله ثقات غير إسحاق بن إدريس، وهو الأسواري
البصري وهو متروك كما قال النسائي، وكذا ابن معين.



(1) الأصل " جديح " والتصويب من كتب الرجال.
427
وحديج هو ابن معاوية بن حديج أخو زهير قال الحافظ:
" صدوق يخطئ ".
قلت: لكنه قد توبع، فقال أحمد (1 / 156): ثنا يحيى بن آدم ثنا إسرائيل عن أبي
إسحاق به دون القصة، ودون قوله: " دعوه سيكفيكموه غيركم، يقتل في الفئة
الباغية ".
ورجاله ثقات رجال مسلم إلا أن أبا إسحاق - وهو السبيعي - كان اختلط، لكنه قد
توبع كما سيأتي في الكتاب رقم (914) كما أن له طرقا أخرى كثيرة عن علي رضي الله
عنه، سيأتي بعضها برقم (912).
912 - حدثنا أبو موسى، ثنا عبد الوهاب الثقفي، حدثنا أيوب وأبو بكر
ابن أبي شيبة ثنا إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن محمد، عن عبيدة أن عليا
ذكر الخوارج فقال: إن فيهم رجلا مخدج (1) اليد أو مثدون اليد لولا أن
ينظروا لحديثكم ما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم قال عبيدة
فقلت أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إي ورب الكعبة مرتين أو ثلاثا. زاد عبد الوهاب فيهم رجل مخدج أو
مثدون اليد قال محمد فطلب ذلك بعد فوجد في القتلى عند أحد منكبيه كهيئة
الثدي عليه شعرات.
912 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجه مسلم كما يأتي. والحديث
أخرجه مسلم (3 / 114) بإسناد المصنف الثاني وشيخه، ولكنه قرن إليه زهير بن حرب
وغيره، وقرن إلى إسماعيل بن علية حماد بن زيد، ومن طريقه أخرجه عبد الله بن أحمد
(1 / 121 و 122) وأبو داود (4763) وأبو يعلى (1 / 95 و 141).
ثم أخرجه مسلم والطيالسي (166) وأحمد (1 / 95 و 144 و 155) وابنه (1 / 122)
وأبو يعلى (1 / 140 و 142) من طرق أخرى عن محمد بن سيرين.
913 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن فضيل، عن عاصم بن
كليب، عن أبيه قال كنت جالسا عند علي وهو في بعض أمر الناس إذ جاءه
رجل عليه بعض ثياب السفر فقال: يا أمير المؤمنين! فشغل عليا ما كان فيه من



(1) أي ناقص اليد (أو مثدون اليد) أي صغير اليد.
428
أمر الناس قال أبي: فقلت له: ما شأنك؟ قال: كنت حاجا أو معتمرا.
قال أبي: لا أدري أي ذلك، فمررت على عائشة فقالت لي وسألتني عن
هؤلاء القوم الذين خرجوا فيكم يقال لهم الحرورية؟ قال: قلت: في مكان
يقال له (حروراء) فسموا بذلك الحرورية، فقال: طوبى لمن شهد
هلكتهم، فقالت: أما والله لو سألت ابن أبي طالب لخبركم خبرهم، ثم
جئت أسأله عن ذلك، قال وقد فرغ علي فقال: أين السائل؟ فقام إليه فقص
عليه مثل ما قص علينا، فأهل وكبر، ثم أهل وكبر، ثم قال: إني دخلت على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة فقال:
كيف أنت وقوم كذا وكذا فقلت: الله ورسوله أعلم، قال ثم: أشار بيده فقال:
قوم يخرجون من قبل المشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من
الدين كما يمرق السهم من الرمية فيهم رجل مخدج اليد كأنها ثدي حبشية
أنشدكم الله هل أخبرتكم إنه فيهم فأتيتموني فأخبرتموني إنه ليس فيهم
فحلفت لكم أنه فيهم فأتيتموني تستحيونه كما نعت لكم؟ قالوا: نعم فأهل
وكبر وقال صدق الله ورسوله.
913 - إسناده صحيح، ورجاله ثقات رجال مسلم، غير كليب وهو ابن شهاب والد
عاصم، فهو صدوق كما في " التقريب ".
والحديث أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (1 / 134) بإسناد المصنف وغيره. وهو أبو
هشام الرفاعي، وأخرجه أحمد (1 / 160) من طريقين آخرين عن عاصم بن كليب به
مختصرا ومطولا.
ثم ساقه أبو يعلى (1 / 143 - 144) من طريق الرفاعي وحده.
914 - حدثنا أبو بكر، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن خيثمة، عن
سويد بن غفلة قال: قال رضي الله عنه: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأن
أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإن حدثتكم عن
غيره فإنما أنا رجل محارب والحرب خدعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير
قول البرية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن لمن قتلهم

429
أجرا يوم القيامة.
914 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي بيانه.
والحديث أخرجه مسلم (3 - 114) بإسناد المصنف ومتنه. وأخرجه أحمد (1 / 113):
ثنا أبو معاوية به. ثم أخرجه مسلم وأبو يعلى (1 / 77) من طرق أخرى عن أبي
معاوية.
وأخرجه هو والبخاري (2 / 406 و 4 / 331) وأبو داود (4767) والنسائي (2 / 174)
وأحمد (1 / 131) وأبو يعلى (1 / 92) من طرق أخرى عن الأعمش به.
وللحديث شاهد من حديث ابن مسعود مرفوعا نحوه وقال:
" فإن في قتلهم أجرا عظيما عند الله لمن قتلهم ".
أخرجه ابن ماجة (168) وأحمد (1 / 404) وصححه الترمذي (2 / 29).
915 - حدثنا وهب بن بقية، ثنا عمر بن يونس، ثنا عكرمة بن عمار، عن
عاصم بن شميخ (1) الغيلاني قال: كنت أحببت نجدة الحروري وأحبني حتى
كان يقول على المنبر يا بني غيلان أعجزتموني أن تكونوا مثل عاصم بن
سميح (2) قال: ثم خرجت إلى المدينة فحدثني أبو سعيد في عشرة من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ارتضى في بيتي هذا أن عليا قال: التمسوا لي العلامة التي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإني لم أكذب ولم أكذب فجئ بذي الثدية فحمل على فرس فحمد الله
وأثنى عليه حين رأى علامة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم.
915 - إسناده ثقات رجال مسلم غير عاصم بن شميخ الغيلاني، وهو مجهول كما قال
أبو حاتم، ولم يذكروا له راويا غير عكرمة هذا وآخر سموه ب‍ " جواس " ولم أجد له
ترجمة، وقال البزار: ليس بالمعروف وأما ابن حبان والعجلي فوثقاه.
916 - حدثنا يعقوب بن حميد، ثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، عن
عبد الملك بن أبي سليمان، عن سلمة بن كهيل، عن زيد بن وهب قال: لما
خرجت الخوارج بالنهروان قام علي رضي الله عنه في أصحابه فقال:



(1) بمعجمتين مصغرا، ووقع في الأصل مهملا.
(2) بمعجمتين مصغرا، ووقع في الأصل مهملا.
430
إن هؤلاء القوم قد خلفوا في كذا والمال، وإني مخرج الناس، وهم أدنى
العدو إليكم فكيف تسيرون إلى عدوكم وأنا أخاف أن يخلفكم هؤلاء
بأعقابكم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
يخرج خارجة من أمتي ليس صلواتكم إلى صلواتهم بشئ ولا صيامكم إلى
صيامهم بشئ ولا قراءتكم إلى قراءتهم بشئ يقرؤون القرآن يرون أنه لهم
وهو عليهم لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية
وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد ليس لها ذراع عليها مثل حلمة الثدي
عليها شعرات بيض لو يعلم الجيش الذين يسيرون إليهم ما قضى الله لهم على
لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم ما نكلوا عن العمل فسيروا على اسم الله والله إني لأرجو أن
تكونوا هؤلاء القوم. قال أبو سليمان زيد بن وهب فيسيرنا منزلا منزلا حتى
قال أحدنا على قنطرة الدارين فلما التقينا قام فيهم أميرهم عبد الله بن وهب
السباءي فقال أذكركم الله ألا لما ألقيتم سلاحكم وانتزعتم السيوف من
جفونها ثم حملتم حملة واحدة قال فشجرهم الناس برماحهم فقتلوا وبعضهم
قريب من بعض ما أصيب من الناس إلا رجل واحد وقد كانت فيهم جراح
فقال علي التمسوا هذا الرجل فالتمسوه فلم يجدوه فقام علي وإنا لنرى. على
وجهه كآبة حتى أتى على كتيبة من الناس قد ركب بعضهم على بعض فأمر بهم
ففرجوا يمينا وشمالا فوجدوه مما يلي الأرض منهم فقال: الله أكبر صدق الله
ورسوله فقام إليه عبيدة السلماني فقال: الله الذي لا إله إلا هو لأنت سمعت
هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي والله الذي لا إله إلا هو لأنا سمعت
هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك ثلاثا كل ذلك يحلف.
916 - إسناده جيد، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير يعقوب بن حميد وهو حسن
الحديث كما تقدم مرارا، وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه عبد الله بن أحمد (1 / 91): ثنا أحمد بن جميل أبو يوسف أخبرنا يحيى
ابن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية به.
قلت: وهذا إسناد صحيح، فإن أحمد بن جميل هذا ثقة، وهو مترجم في " الجرح
والتعديل " (1 / 1 / 44) و " تاريخ بغداد " (4 / 76 - 77).
وله طريق أخرى عن عبد الملك وهي الآتية بعده.

431
917 - حدثنا أحمد بن الفرات الرازي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا عبد الملك
ابن أبي سليمان، حدثنا سلمة بن كهيل، حدثني زيد بن وهب أنه كان في
الجيش الذين خرجوا مع علي الذين ساروا إلى الخوارج فقال علي: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إنه سيخرج من أمتي قوم يقرؤون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم
بشئ ولا صلواتكم إلى صلواتهم بشئ ولا صيامكم إلى صيامهم بشئ
يقرؤون القرآن يرون أنه لهم وهو عليهم لا يجاوز تراقيهم يمرقون من
الإسلام مروق السهم من الرمية لو يعلم الجيش الذين يصيبون مالهم على
لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لا نكلوا على العمل وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد ليس له
ذراع على عضده مثل حلمة المرأة على رأسه شعرات بيض فتذهبون إلى
معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في أموالكم وذراريكم والله إني
لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم فإنهم قد سفكوا الدم الحرام وأغاروا على سرح
الناس فسيروا بسم الله. قال سلمة بن كهيل: فنزلني زيد منزلا منزلا حتى
مررنا على قنطرة ولقينا الخوارج فلقيهم عبد الله بن وهب وقال: ألقوا الرماح
وسلوا السيوف فإني أخشى أن يناشدوكم كما ناشدكم يوم حروراء فرجعوا
وسلوا السيوف وشجرهم الناس برماحهم حتى قتل بعضهم على بعض قال
ولم يصب يومئذ من الناس إلا رجلان قال: فقال علي: اطلبوا المخدج فطلبوه
فلم يجدوه فقام علي بنفسه حتى أتى قوما قتل بعضهم على بعض فقال
أخرجوهم فوجدوه مما يلي الأرض فكبر وقال: صدق الله ورسوله فقام إليه
عبيدة فقال: يا أمير المؤمنين الله لسمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
أي والذي لا إله إلا هو قال فاستحلفه ثلاثا كل ذلك يحلف له.
917 - إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير أحمد بن الفرات وهو ثقة
حافظ، وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (3 / 114 - 115): حدثنا عبد بن حميد: حدثنا عبد الرزاق بن
همام به، وقال أبو داود (4768): حدثنا الحسن بن علي ثنا عبد الرزاق به.

432
918 - حدثنا أبو مسعود، ثنا أبو داود، حدثنا شريك، عن عثمان بن
المغيرة، عن زيد بن وهب قال: قام رأس الخوارج إلى علي يقال الجعد بن
بعجة فقال: اتق الله فإنك ميت، وإنك تعرف سبيل المحسنين من سبيل
المسيئين - والمحسن عنده عمر، والمسئ عنده عثمان - اتق الله فإنك ميت،
قال: لا ولكني مقتول من ضربة على الهامة، هامة نفسه، يخضب هذه يعني
لحيته عهد معهود وقضاء مقضى وقد خاب من افترى وعاتبوه في لباسه فقال:
لباس هذا أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدي (بي) (1) المسلم.
918 - إسناده ضعيف، رجاله ثقات رجال مسلم، إلا أنه لم يحتج بشريك وهو ابن
عبد الله القاضي الكوفي، وإنما أخرج له متابعة، وذلك لضعف في حفظه.
وأبو داود هو الطيالسي صاحب " المسند " المعروف به، وقد أخرجه فيه كما يأتي.
والحديث أخرجه الطيالسي في " مسنده " (157): ثنا شريك به مع شئ من
الاختصار، ودون ذكر المعاتبة في لباسه.
وأخرجه أحمد (1 / 91) من طريق أخرى عن شريك بتمامه.
ولفقرة قتله وخضب لحيته من دمه طريقان آخران في " المسند " (1 / 102 و 130
و 156)، ولها شاهد من حديث عمار في " خصائص علي " للنسائي (ص 39).
919 - حدثنا الوارث بن عبد الصمد، حدثنا أبي، ثنا سويد العجلي
صاحب القصب ثنا أبو مؤمن الواثلي (2) قال: شهدت عليا بن أبي طالب
حين قتل الحرورية فقال: انظروا في القتلى رجلا يده كأنها ثدي المرأة، فإن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني أني صاحبه. فقلبوا القتلى فلم يجدوه قال فقال لهم علي
انظروا قال: (وتحت نخلة سبعة نفر فقلبوا فنظروا فإذا هو فيه فرأيت جئ
به) في رجله حبل أسود ألقي بين يديه فخر علي ساجدا وقال: أبشروا قتلاكم
في الجنة وقتلاهم في النار.
919 - إسناده ضعيف، ورجاله ثقات غير أبي مؤمن الواثلي، قال الذهبي:
" لا يعرف ".



(1) سقطت من الأصل، فاستدركتها من " مسند أحمد ".
(2) الأصل " أبو موسى الوايلي " والتصحيح من " الأنساب " وغيره.
433
والحديث أخرجه النسائي في " مسند علي " من هذه الطريق كما في " التهذيب ".
وأخرجه أحمد (1 / 107 - 108 و 147) والنسائي في " الخصائص " (ص 45) من
طريق طارق بن زياد عن علي نحوه دون التبشير في آخر.
وطارق هذا مجهول.
وللقصة طرق أخرى عن علي نحوه، عند أحمد (1 / 88 و 139 و 140 و 151) وأبي
يعلى (1 / 101 و 137 - 140 و 141 و 163) وأبي داود في " السنن " (4769 و 4770)
والطيالسي (165 و 169).
920 - ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن العلاء بن أبي العباس سمع أبا
الطفيل يحدث عن بكر بن قرواش، عن سعد بن أبي وقاص قال: ذكر رسول
الله صلى الله عليه وسلم ذو الثدية فقال: شيطان الردهة راعي الخيل أو راعي الجبل يحتدره رجل
من بجيلة يقال له الأشهب أو ابن الأشهب علامته في قومه ظلمة. قال
سفيان: أخبرني عمار الدهني فاحتدره رجل منا يقال له الأشهب أو ابن
الأشهب.
920 - إسناده ضعيف، وقد تكلمت عليه في " الأحاديث الضعيفة " (3750) فلا
داعي للإعادة.
921 - ثنا شيبان بن فروخ، ثنا سليمان بن المغيرة، ثنا حميد بن هلال، عن
عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن بعدي من أمتي أو سيكون من أمتي قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم
يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه، هم شر الخلق
والخليقة. فقال ابن الصامت: فلقيت رافع بن عمر والغفاري أخا الحكم بن
عمرو الغفاري فقلت: ما حديث سمعته من أبي ذر فذكرت له هذا الحديث،
فقال: وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
921 - إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (3 / 116) بإسناد المصنف ومتنه. وأخرجه الطيالسي (448):
حدثنا شعبة وسليمان بن المغيرة به، وأحمد (5 / 31) من طرق أخرى عن سليمان وحده،
وليس عنده الشك في " بعدي " كالرؤية التالية عند المصنف رحمه الله تعالى.

434
922 - حدثنا هدبة، ثنا سليمان بن المغيرة، ثنا حميد بن هلال، عن عبد الله
ابن الصامت عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله لم يشك في " بعدي " فقال: سيماهم
التحليق.
922 - إسناده صحيح على شرط مسلم وهو مكرر الذي قبله، وإنما ساقه المصنف ليبين
أن الشك الذي وقع في متن الرواية الأولى في " بعدي " لم يقع في رواية هدبة هذه، وكذلك
رواه جماعة من الثقات عند الإمام أحمد كما ذكرت آنفا، وليبين أيضا أن في هذه الرواية
زيادة " سيماهم التحليق ". وهذه الزيادة صحيحة الإسناد، ولها شواهد كثيرة تقدم
أحدها من حديث سهل بن حنيف (909)، ويأتي بعضها من حديث أبي سعيد الخدري في
بعض طرقه كما سأبينه.
923 - حدثنا (أبو) بكر، ثنا يحيى بن آدم، ثنا يزيد بن عبد العزيز، ثنا
إسحاق بن راشد عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن والضحاك بن
قيس، عن أبي سعيد الخدري قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم مغانم حنين فأتاه
رجل من بني تميم يقال له ذو الخويصرة فقال: يا رسول الله أعدل! فقال له:
خبت وخسرت إن لم أعدل. ثم قال عمر دعني أقتله، فقال: إن لهذا أصحابا
يخرجون عند اختلاف في الناس يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون
من الدين كما يمرق السهم من الرمية وآيتهم رجل منهم كأن يده ثدي المرأة
وكأنها بضعة تدردر قال: فقال أبو سعيد: سمع أذني من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبصر
عيني مع علي رضي الله عنه حين قتلهم ثم استخرجه حتى نظرت إليه.
923 - إسناده جيد على شرط البخاري على ضعف في روايته عن الزهري خاصة، ولكنه
قد توبع في روايته عنه كما يأتي بيانه.
والحديث أخرجه أحمد (3 / 65) والبخاري (4 / 151) والنسائي في " الخصائص "
(ص 44) والمصنف في الذي يليه عن الأوزاعي، ومسلم (3 / 112) عن يونس، كلاهما
عن الزهري به.
ثم أخرجه أحمد (3 / 56) والبخاري (2 / 406) ومسلم والنسائي أيضا من طرق
أخرى عن الزهري عن أبي سلمة وحده.
وتابعه محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة به.

435
أخرجه أحمد (3 / 60) ومسلم أيضا لكنه زاد في السند: وعطاء بن يسار قوله مع أبي
سلمة.
وتابعهما معبد بن سيرين عن أبي سعيد الخدري به مرفوعا دون القصة! وزاد:
" سيماهم التحليق، أو قال: التسييد ".
أخرجه البخاري (4 / 500).
وتابعهم أبو نضرة عن أبي سعيد به مع الزيادة دون قوله: " أو التسييد ".
أخرجه أحمد (3 / 5) ومسلم (3 / 113) والنسائي في " الخصائص " (ص 43)
وتابعهم قتادة عنه به مع الزيادة.
أخرجه أبو داود (4765)
وتابعهم عاصم بن شميخ عنه به.
أخرجه أحمد (3 / 33)
وله عنده (3 / 15 و 52) طريقان آخران عن أبي سعيد عون الزيادة.
وعند المصنف طريق ثالثة تأتي برقم (937).
924 - ثنا هشام بن عمار، ثنا عبد الحميد بن أبي العشرين، عن الأوزعي
حدثني الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن والضحاك بن قيس، عن أبي
سعيد الخدري قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم يقسم قسما فقال له ذو
الخويصرة - رجل من بني تميم -: يا رسول الله أعدل قال: ويحك ومن يعدل
إذا لم أعدل؟ فقام عمر فقال: يا رسول الله دعني أئذن لي فلأضرب عنقه فقال: لا
إن له أصحابا (1) يحقر أحدكم صلاته عند صلاتهم، وصيامه مع صيامهم،
يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله (2) فلا يوجد
شئ ثم ينظر فوقه فلا يوجد شئ، سبق الغرث والدم يخرجون على حين
فترة (3) من الناس آيتهم رجل أدعج إحدى يديه مثل ثدي المرأة أو كالبضعة



(1) الأصل " ألا إن أصحابا له " والتصحيح من " البخاري " و " المسند ".
(2) النصل: حديدة السهم. (فوقه) هو الحز الذي يجعل فيه الوتر. (سبق الفرت والدم) أي
أن السهم قد جاوزهما ولم يعلق فيه منهما شئ. و (الفرث) اسم ما في الكرش.
(3) في البخاري " على خير فرقة " ولعلة الصواب.
436
تدردر وقال أبو سعيد: أشهد لسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أني كنت
مع علي رضي الله عنه حين قتلهم فالتمس في القتلى فأتي به على النعت الذي
نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
924 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال البخاري غير عبد الحميد وهو ابن حبيب
ابن أبي العشرين الدمشقي قال الحافظ:
" صدوق ربما أخطأ، قال أبو حاتم: كان كاتب ديوان، ولم يكن صاحب
حديث ".
قلت: لكنه قد توبع، فقال أحمد (3 / 65): ثنا محمد بن مصعب ثنا الأوزاعي به.
وتابعه الوليد عن الأوزاعي به.
أخرجه البخاري (4 / 151).
وتابع الأوزاعي جماعة على ما سبق بيانه في الذي قبله. وانظر الذي بعده.
925 - ثنا ابن أبي عمر، ثنا عبد الرزاق وعبد الله بن معاذ، عن معمر، عن
الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم
نحوه وقال وآيتهم رجل أسود إحدى يديه مثل ثدي المرأة.
925 - إسناده صحيح على شرط الشيخين غير ابن عمر واسمه محمد بن يحيى فهو على
شرط مسلم وحده. وقد أخرجه البخاري من غير طريق كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (4 / 331): حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا
معمر به.
وقد تابع معمرا الأوزاعي وغيره كما سبقت الإشارة إليه قبل حديث.
926 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا خلف بن
خليفة ثنا يحيى بن يزيد قال: كنت محبوسا في السجن أنا والفرزدق في يدي
مالك بن المنذر فقال الفرزدق في السجن: يا يحيى إن كنت كاذبا فلا أخرجني
الله من السجن ولا أنجاني من يدي مالك (وكان يخافه) إن لم أكن أتيت أبا
هريرة وأبا سعيد فقلت إني رجل من أهل المشرق وإن قوما يخرجون علينا
فيقتلون من قال لا إله إلا الله ويأمن من سواه من الناس فقالا: وإلا لا
نجاني الله من السجن سمعنا خليلنا صلى الله عليه وسلم يقول:

437
" من قتلهم فله أجر شهيد ومن قتلوه فله أجر شهيدين ".
926 - إسناده ضعيف، ورجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير محمد بن عبد الرحيم،
وهو أبو يحيى البغدادي المعروف ب‍ (صاعقة) الحافظ فإنه من رجال البخاري، إلا أن
خلف بن خليفة كان اختلط في آخر عمره، وادعى أنه رأى عمرو بن حريث الصحابي،
فأنكر عليه ذلك ابن عيينة وأحمد.
والحديث قال الهيثمي (6 / 234):
" رواه الطبراني في " الأوسط " ورجاله ثقات ".
927 - حدثنا أبو بكر، ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن
السايب، عن بلال بن بقطر عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بدنانير
فقسمها فكل ما قبض قبضة نظر عن يمينه كأنه يؤامر أحدا وقال حماد وعنده
رجل أسود مطموم الشعر عليه ثوبان أبيضان بين عينيه أثر السجود فقال: يا
محمد ما عدلت منذ اليوم في القسمة، قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:
" من يعدل عليكم بعدي؟ فقالوا يا رسول الله ألا نقتله؟ قال: لا إن هذا
وأصحابه يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لا يتعلقون من
الإسلام بشئ ".
927 - إسناده ضعيف عطاء بن السائب كان اختلط، وحماد بن سلمة روى عنه قبل
الاختلاط وبعده فلا يعرف حديثه في حالة الصحة عن حالة الاختلاط.
وبلال بن بقطر ذكره ابن أبي حاتم (1 / 1 / 396) برواية عطاء فقط عنه، فهو
مجهول. وأما ابن حبان فذكره في " الثقات "!
والحديث أخرجه أحمد (5 / 42): ثنا عبد الصمد وعفان قالا: ثنا حماد بن سلمة به.
وقال الهيثمي (6 / 227):
" رواه أحمد والبزار باختصار والطبراني، وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط ".
وله طريقان آخران يأتيان في الكتاب برقم (936 و 937).
928 - حدثنا أبو حاتم، ثنا أصبغ بن الفرج، ثنا ابن وهب، ثنا عمرو بن
الحارث عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن عبيد الله بن

438
أبي رافع أن الحرورية هاجت وهو مع علي بن أبي طالب فقالوا: لا حكم إلا
لله فقال علي كلمة حق أريد بها باطل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ناسا وأشار
إلى خلفه من أبغض خلق الله إليه فيهم أسود إحدى يديه طبي (1) شاة أو
حلمة ثدي. قال عبيد الله: وأنا حاضر ذلك من أمورهم وقول علي فيهم.
928 - إسناده صحيح على شرط البخاري غير أبي حاتم وهو الرازي الإمام الثقة
الحافظ.
والحديث أخرجه مسلم (3 / 116) والنسائي (ص 44) من طرق أخرى عن ابن
وهب به.
929 - حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، ثنا أبي، حدثنا محمد بن
إسحاق عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن مقسم أبي القاسم، عن
عبد الله بن عمرو، (و) عن محمد بن علي بن حسين وعن عبد الله بن أبي
نجيح أنه قال: تكلم يومئذ رجل لم يسمه إلا محمد بن علي قال: هو ذو
الخويصرة رجل من بني تميم فقال: يا محمد فقد رأيت ما صنعت في هذا اليوم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أجل فكيف رأيت فقال لم أرك عدلت، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
ويحك إذا لم يكن العدل عندي فعند من؟ فقال المسلمون: يا رسول الله أفلا
نقتله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوه فإنه سيكون له شيعة يخرجون من الدين
كما يخرج السهم من الرمية ينظر في النصل فلا يجد شيئا ثم ينظر في القدح فلا
يوجد شئ ثم ينظر في الفوق فلا يوجد شئ سبق الفرث والدم.
929 - حديث حسن، رجاله كلهم ثقات، غير أن محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعنه،
ولكنه قد صرح بالتحديث في رواية إبراهيم بن سعد الآتية في الكتاب بعده، وله فيه ثلاثة
أسانيد:
الأول: عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن مقسم أبي القاسم عن عبد الله بن
عمرو. وهذا مسند، لأن ابن عمرو وهو ابن العاص صحابي مشهور.
الثاني: عن محمد بن علي بن حسين. وهذا مرسل، لأن محمد بن علي، وهو أبو جعفر



(1) أي ضرعها.
439
الباقر تابعي ثقة.
الثالث: عن عبد الله بن أبي نجيح. وهذا معضل، لأن عبد الله هذا وهو أبو يسار
المكي من أتباع التابعين. وقد رواه عن أبيه مرسلا كما في الإسناد التالي.
وللحديث طريقان موصولان عن ابن عمرو، يأتيان في الكتاب برقمي (934 و 944).
930 - حدثنا محمد بن منصور، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، عن ابن
إسحاق حدثني أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن مقسم أبي القاسم
مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: خرجت أنا وتليد بن كلاب الليثي
حتى أتينا عبد الله بن عمرو وهو يطوف بالبيت معلقا نعليه بيده، فقلنا له:
هل حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كلمه التميمي يوم حنين؟ قال: نعم. أقبل
رجل من بني تميم يقال له ذو الخويصرة فوقف على رسول الله وهو يعطي
الناس قال: يا محمد قد رأيت ما صنعت في هذا اليوم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أجل فكيف رأيت؟ قال: لم أرك عدلت قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ويحك
إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون؟! فقال عمر: يا رسول الله أفلا
نقتله؟ قال: لا. دعوه، فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى
يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية ينظر في النصل فلا يجد شيئا، ثم ينظر
في القدح فلا يوجد شئ، سبق الفرث والدم.
930 - إسناده جيد، ورجاله كلهم ثقات قد صرح فيه ابن إسحاق بالتحديث فأمنا
بذلك شر تدليسه.
ومحمد بن منصور هو أبو جعفر العابد نزيل في بغداد من شيوخ أبي داود والنسائي
الثقات، وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (2 / 219) فقال: ثنا يعقوب ثنا أبي به.
وقال الهيثمي (6 / 228):
" رواه أحمد والطبراني باختصار، ورجال أحمد ثقات ".
قلت: وفي آخر الحديث في " مسند أحمد " فائدة حديثية من كلام عبد الله بن الإمام أحمد
نصه:
" قال أبو عبد الرحمن: أبو عبيدة هذا اسمه محمد، ثقة، وأخوه سلمة بن محمد بن

440
عمار لم يرو عنه إلا علي بن زيد، ولا نعلم خبره. ومقسم ليس به بأس. ولهذا الحديث
طرق في هذا المعنى، وطرق أخرى في هذا المعنى صحاح. والله سبحانه وتعالى أعلم ".
931 - قال ابن إسحاق وأخبرني محمد بن علي بن الحسين أبو جعفر مثل
حديث أبي عبيدة وسماه ذو الخويصرة التميمي قال ابن إسحاق: حدثني ابن أبي
نجيح، عن أبيه بمثل ذلك.
931 - هذا إسناد آخر لا بن إسحاق، وهو مرسل كما تقدم بيانه في الكلام على الذي
قبله.
932 - قال ابن إسحاق حدثني ابن أبي نجيح، عن أبيه بمثل ذلك.
932 - وهذا إسناد ثالث لابن إسحاق، وهو مرسل أيضا، تقدم بيانه هناك.
932 - حدثنا الحسن بن علي، حدثنا سعيد بن عامر، عن محمد بن عمرو
قال: فلم يبق فيهم من الدين إلا كما يبقى من ذلك السهم من الرمية.
933 - وهذا إسناد معضل، لأن محمد بن عمرو وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي من
أتباع التابعين، ولم يذكر من حدثه به، ويحتمل أن يكون تلقاه عن مقسم أو عن أبي
عبيدة عنه عن ابن عمرو. والله أعلم.
934 - حدثنا أبو موسى، حدثنا معاد بن هشام، ثنا أبي، عن قتادة، عن
عقبة بن وساج قال كان صاحب لي يحدثني عن شأن الخوارج وطعنهم على
أمرائهم فحججت فلقيت عبد الله بن عمرو فقلت له أنت من بقية أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جعل الله عندك علما وأناس بهذا العراق يطعنون على
أمرائهم، ويشهدون عليهم بالضلالة، فقال لي: أولئك عليهم لعنة الله
والملائكة والناس أجمعين، أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقليد (1) من ذهب وفضة فجعل
يقسمها بين أصحابه فقام رجل من أهل البادية فقال: يا محمد والله لئن أمرك الله
أن تعدل فما أراك أن تعدل فقال: ويحك من يعدل عليه بعدي فلما ولى قال: ردوه
رويدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن في أمتي أخا لهذا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم
كلما خرجوا فاقتلوهم ثلاثا.



(1) كذا الأصل، وفي " الزوائد " و " مجمع الزوائد ": " بسقاية "، ولعل الصواب ما في
الأصل، ففي " القاموس ": " والقليد الشريط، والقلادة ما جعل في العنق ".
441
934 - إسناده صحيح على شرط البخاري.
والحديث أخرجه البزار في " مسنده " (ص 207 - زوائده): حدثنا عمرو بن علي ثنا
معاذ بن هشام به.
935 - حدثنا يعقوب بن حميد، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن يحيى بن
سعيد، عن محمد بن يحيى بن حيان، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعطاء بن
يسار أنهما أتيا أبا سعيد الخدري فسألاه في الحرورية فقال: أجل سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الحرورية وما أدري ما الحرورية ولكني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول:
يخرج في هذه الأمة ولم يقل منها قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم
يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم أو حناجرهم يمرقون من الدين مروق
السهم من الرمية ينظر الرامي إلى سهمه ثم إلى نصله ثم إلى رصافه فينظر
ويتمارى في الفوق هل علق به شئ من الدم أم لا.
935 - إسناده جيد، ورجاله ثقات رجال مسلم غير يعقوب بن حميد وهو حسن الحديث
كما تقدم مرارا، ولم يتفرد به كما يأتي بيانه.
والحديث أخرجه البخاري (4 / 331): حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب قال:
سمعت يحيى بن سعيد به.
وللحديث طرق أخرى كثيرة عن أبي سعيد الخدري تقدم تخريج بعضها عند حديثه
المتقدم (923)، وفي بعضها من الزيادات ما ليس هنا.
936 - حدثنا هارون بن محمد، حدثنا أبي، عن سعيد، عن قتادة، عن
نصر بن عاصم، عن أبي بكرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن في أمتي قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم فإذا خرجوا
فاقتلوهم فإذا خرجوا فاقتلوهم.
936 - إسناده جيد، رجاله ثقات رجال مسلم غير هارون بن محمد وهو ابن بكار بن
بلال العاملي الدمشقي - وأبيه، وهما ثقتان.
وللحديث طريقان آخران تقدم أحدهما برقم (927)، ويأتي الآخر بعده.
937 - حدثنا أبو بكر، ثنا وكيع، عن عثمان الشحام، حدثني مسلم بن أبي

442
بكرة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
سيخرج من أمتي ناس ذلقة ألسنتهم بالقرآن لا يجاوز تراقيهم فإذا
لقيتموهم فاقتلوهم فإنه يؤجر قاتلهم.
937 - إسناده صحيح على شرط مسلم.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 36): ثنا وكيع به.
وله طريقان آخران عن أبي بكرة فانظر الذي قبله، وطريق آخر عن عثمان الشحام وهو
الآتي بعده.
938 - ثنا الحسين بن البزار، حدثنا روح بن عبادة، عن عثمان الشحام،
عن مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر برجل ساجد وهو منطلق إلى
الصلاة فلما قضى الصلاة ورجع إليه وهو ساجد قال: ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:
من يقتل هذا؟ فقام رجل فحسر عن ذراعيه واخترط سيفه وهزه ثم قال: يا
نبي الله بأبي أنت وأمي كيف أقتل رجلا ساجدا يشهد أن لا إله إلا الله وأنك
محمد عبده ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: من يقتل هذا؟ فقام رجل فقال:
أنا فحسر عن ذراعيه واخترط سيفه حتى رعدت يده فقال يا رسول الله كيف
أقتل رجلا ساجدا يشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمد عبده ورسوله؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أما والذي نفسي بيده لو قتلتموه لكان أول فتنة وآخرها.
938 - إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير شيخ المصنف وهو الحسين
ابن محمد بن شنبة أبو عبد الله البزار وهو ثقة.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 42): ثنا روح عن عثمان الشحام به.
وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، وقال الهيثمي (6 / 225):
" رواه أحمد والطبراني من غير بيان شاف، ورجال أحمد رجال الصحيح ".
قلت: ثم روى أحمد (5 / 44) بإسناده المذكور المتن الذي قبله مثله إلا أنه قال:
" فأنيموهم فالمأجور قاتلهم ".

443
939 - حدثنا عبد الرحمن بن عمرو، ثنا محمد بن بكار، حدثنا سعيد،
عن قتادة عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: مثلهم
مثل رجل رمى بسهم، فذكر الحديث.
939 - حديث صحيح، ورجاله ثقات إن كان سعيد الراوي عن قتادة سعيد بن عبد
العزيز، ولكنه كان اختلط، ويحتمل أنه سعيد بن بشير، وهو ضعيف، وكلاهما من
شيوخ محمد بن بكار وهو ابن بلال العاملي الدمشقي، ولكنهم لم يذكروا قتادة في شيوخ
سعيد بن عبد العزيز، فالأرجح أنه سعيد بن بشير. والله أعلم.
940 - حدثنا عبد الرحمن بن عمرو، ثنا محمد بن بكار، حدثنا سعيد، عن
قتادة عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
سيكون في أمتي اختلاف وفرقة فذكر الحديث.
940 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف لأن سعيدا الذي في سنده هو ابن بشير على ما
رجحته آنفا، وهو ضعيف، ولكنه لم يتفرد به كما يأتي.
والحديث رواه معمر أيضا عن قتادة به.
أخرجه أحمد (3 / 197) وأبو داود (4766) وابن ماجة (175) من طريقين عنه به
وتمامه عند أحمد... يخرج منهم قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، سيماهم الحلق
والتسبيت فإذا رأيتموهم فأنيموهم. (التسبيت): استئصال الشعر القصير.
قلت: إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وتابعه الأوزاعي: حدثني قتادة عن أنس بن مالك وأبي سعيد الخدري به نحوه.
وليس فيه التسبيت.
وفيه: يدعون إلى كتاب الله... الحديث كما هو لفظه في الحديث الذي يليه.
أخرجه أبو داود (4765) وأحمد (3 / 224).
وإسناده صحيح على شرطهما.
وتابعه معتمر بن سليمان عن أبيه قال: سمعت أنسا به نحوه.
أخرجه المصنف كما سيأتي (945).
941 - حدثنا عبد الرحمن عمرو، حدثنا محمد بن بكار، ثنا سعيد، عن

444
قتادة عن صالح أبي الخليل، عن أبي زيد الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يدعون إلى كتاب الله وليسوا من الله في شئ فمن قاتلهم كان أولى بالله
منهم.
941 - حديث صحيح، ورجاله ثقات غير سعيد وهو ابن بشير على ما ترجح لدي فيما
سبق قريبا.
ويشهد له حديث أنس الذي قبله في بعض طرقه عن قتادة عنه، كما تقدم آنفا.
942 - حدثنا عقبة بن مكرم، ثنا المعلى بن أسد، ثنا عبد الواحد بن زياد،
ثنا عاصم بن كليب، حدثني سلمة بن نباتة قال: خرجنا حتى وردنا الربذة
فأتينا بيت أبي ذر فسألنا عنه فاعتزلنا فقعدنا ناحية فإذا هو قد جاء يحمل عظما
من جزور أو يحمل معه قال: فسلم علينا، ثم مضى إلى بيته فلم يلبث أن جاء
فقعد فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إسمع وأطع لمن كان عليك وإن كان عبدا حبشيا مجدعا.
942 - حديث صحيح، ورجاله ثقات غير سلمة بن نباتة، أورده ابن أبي حاتم
(2 / 1 / 174) برواية عاصم هذا فقط عنه، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، فهو في عداد
المجهولين، لكنه قد توبع كما يأتي.
والحديث رواه عبد الله بن الصامت عن أبي ذر مرفوعا به دون القصة.
أخرجه مسلم (2 / 120 - 121 و 6 / 14) وأحمد (5 / 161 و 171).
وله عنده (5 / 144 - 145 و 178 - 179) طريقان آخران بنحوه.
943 - حدثنا عبد الله بن شبيب، حدثنا أبو بكر بن شيبة الحزامي. ثنا عبد
الرحمن بن المغيرة عن مالك بن أنس، حدثني يحيى بن سعيد الأنصاري، عن
أبي الزبير، عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يقبض للناس يوم حنين من فضة
في ثوب بلال فقال له رجل: أعدل يا نبي الله! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويحك
فمن يعدل إن لم أعدل؟ قد خبت وخسرت إن كنت لا أعدل، قال: إن هذا
وأصحابه يخرجون فيكم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من
الدين مروق السهم من الرمية. فقال عمر: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أضرب عنقه فإنه

445
منافق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي.
943 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، و رجاله موثقون غير عبد الله بن شبيب وهو
أبو سعيد الربعي قال الذهبي:
" أخباري علامة، لكنه واه ".
قلت: " لكنه لم ينفرد به كما يأتي ".
والحديث أخرجه أحمد (3 / 354) عن إسماعيل بن عياش: حدثني يحيى بن سعيد:
أخبرني أبو الزبير قال: سمعت جابرا يقول:... فذكره.
قلت: وإسناده ثقات، إلا أن إسماعيل بن عياش ضعيف في الحجازيين، وهذه منها.
لكنه يتقوى بالطريق الآتية، فقال أحمد (3 / 354 - 355): حدثنا أبو المغيرة: ثنا معاذ
ابن رفاعة ثنا أبو الزبير عن جابر به. قال معاذ: فقال لي أبو الزبير، فعرضت هذا
الحديث على الزهري، فما خالفني... ".
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، إلا أنه يبدو لي أن فيه سقطا، فإن أبا المغيرة - واسمه
عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي - لم يدرك معاذ بن رفاعة وهو تابعي، فإنه
مات سنة (212). وقد صرح بالتحديث عنه، فلا بد أن يكون بينهما واسطة سقطت من
الناسخ أو الطابع، فمن هو؟ لم يتبين لي شئ الآن، فعسى أن نحظى به بعد بإذن الله
تعالى.
وثمة إشكال آخر، فقد ذكر الهيثمي (6 / 231) طرفا من هذا الحديث، وقال عقبه:
" رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف، وحديثه حسن ".
فأنت ترى أنه لا ذكر لابن لهيعة في كل من الطريقين المذكورين عن الإمام أحمد، فهل
عنده طريق أخرى ثالثة، فيها ابن لهيعة لم أقف عليها الآن، كما لم يقف الهيثمي على
الطريقين المشار إليهما، أم هو الوهم الذي لا ينجو منه إنسان! هذا ما ستكشف عنه الأيام
بإذنه تعالى.
944 - ثنا أبو موسى. حدثنا عبد الله بن حمران، ثنا عبد الحميد بن جعفر،
عن أبيه، عن عمر بن الحكم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: أناه رجل
يعني النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقسم تبرا يوم حنين فقال: يا محمد أعدل فقال: ويحك إن لم
أعدل، عند من يلتمس العدل؟ ثم قال: يوشك أن يأتي قوم مثل هذا يسألون
كتاب الله وهم أعداؤه يقرؤون كتاب الله علقة رؤوسهم إذا خرجوا فاضربوا
أعناقهم.

446
944 - إسناده جيد، ورجاله كلهم ثقات على شرط مسلم، وفي بعضهم كلام لا يضر.
وجعفر والد عبد الحميد هو ابن عبد الله بن الحكم الأنصاري.
وللحديث طريقان آخران موصولان، عن ابن عمرو، وآخران مرسلان، فانظر
الحديث المتقدم (929).
945 - حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا معتمر، ثنا أبي قال سمعت أنس بن
مالك يقول: ذكر لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يخرج فيكم أو يكون فيكم قوم يتعبدون ويتدينون حتى يعجبوكم
وتعجبهم أنفسهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
945 - إسناده صحيح على شرط الشيخين.
والحديث رواه قتادة أيضا عن أنس نحوه، وقد مضى (940).
177 - (باب: في الإرجاء والمرجية والإيمان قول
وعمل يزيد وينقص).
946 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن بشر، حدثنا ابن نزار،
عن أبيه، عن عكرمة عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي: المرجية والقدرية.
946 و 947 و 948 - أسانيدها ضعيفة جدا، لأن مدار ثلاثتها على نزار بن حيان،
وقد مضى الحديث بالإسنادين الأولين منها مع الكلام عليه فأغنى عن إعادته (334
و 335).
ويأتي له في الكتاب قريبا (951) طريق أخرى عن عكرمة به نحوه، وهي ضعيفة أيضا
كما سأبينه.
947 - حدثنا يحيى بن داود، ثنا محمد بن فضيل، عن القاسم بن حبيب،
عن نزار، عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام أو في الآخرة نصيب: القدرية
والمرجية.

447
948 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى، حدثنا يونس بن محمد،
حدثنا عبيد الله بن محمد التيمي، ثنا نزار بن حيان، عن عكرمة، عن ابن
عباس وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب: أهل الإرجاء وأهل القدر.
949 - ثنا هارون بن موسى الفروي، ثنا أبو ضمرة، عن سليمان بن جعفر
الأسدي عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن جده، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
صنفان من أمتي لا يردان علي الحوض: القدرية والمرجية.
949 - إسناده ضعيف لجهالة سليمان بن جعفر الأسدي، وضعف ابن أبي ليلى.
والحديث خرجته في " الضعيفة " (3785) فأغنى عن الإعادة.
950 - ثنا محمد بن مرزوق، ثنا عمرو بن يوسف، ثنا سعيد الحمصي،
عن هارون بن هارون عن مجاهد، عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: هلاك أمتي في العصبية والقدرية والرواية من غير ثبت.
950 - إسناده ضعيف جدا، فيه من اتهم بالوضع، وقد سبق مع الكلام عليه فراجعه
إن شئت (326).
951 - ثنا يوسف بن موسى، ثنا محمد بن بشر، ثنا سلام بن أبي عمرة،
عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اثنتان من أمتي ليس لهما في الإسلام سهم: القدرية والمرجية.
951 - إسناده ضعيف، وقد سبق الكلام عليه تحت الحديث المتقدم (334).
952 - حدثنا ابن مصفا، حدثنا بقية، عن أبي العلاء الدمشقي، عن محمد
ابن جحادة عن يزيد بن حصين، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله:
(ما بعث الله نبيا قط إلا جعل) في أمته قدرية ومرجية وإن الله تعالى لعن
على لسان سبعين نبيا القدرية والمرجية.
952 - إسناده ضعيف، وهو مكرر المتقدم برقم (325) فراجعه إن شئت.

448
953 - قال أبو بكر بن أبي عاصم: سمعت المسيب بن واضح سنة تسع
وعشرين ومائتين يقول: أتيت يوسف بن أسباط فقلت: يا أبا محمد إنك
بقية ممن مضى من العلماء وأنت حجة على من لقيت، وأنت إمام سنة، ولم
آتك أسمع منك الأحاديث، ولكن أتيتك أسألك عن تفسيرها، وقد جاء هذا
الحديث: " إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة وإن هذه الأمة
ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة " فما هذه الفرق حتى نجتنبهم؟ فقال:
أصلها أربعة: القدرية والمرجية والشيعة والخوارج فثمانية عشر منها في
الشيعة.
953 - هذا مقطوع، والمسيب وشيخه ابن أسباط فيهما كلام.
178 (باب)
954 - ثنا أبو بكر، ثنا غندر، عن شعبة، عن عمرو بن أبي حكيم، عن
عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر، عن الأسود الديلي قال: كان معاذ بن جبل
باليمن فارتفعوا إليه في يهودي مات وترك أخاه مسلما فقال معاذ: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
الإسلام يزيد ولا ينقص فورثه.
954 - إسناده ضعيف لانقطاعه بين أبي الأسود ومعاذ، بينهما رجل لم يسم كما حققته
في " الأحاديث الضعيفة " (1123) فلا داعي للإعادة.
955 - ثنا يعقوب، حدثنا ابن أبي حازم، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد،
عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
تصدقن يا معشر النساء وأكثرن الاستغفار، ما رأيت من ناقصات عقل
ودين أغلب لذي لب منكن قلن يا رسول الله وما نقصان العقل والدين.
قال: لما نقصان العقل فشهادة امرأتين بشهادة رجل فهذا نقصان العقل.
ويمكثن الليالي ولا يصلين ويفطرن في رمضان فهذا نقصان الدين.
955 - إسناده جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يعقوب وهو ابن كاسب وهو
حسن الحديث، وقد توبع كما يأتي.

449
والحديث أخرجه مسلم (1 / 61)، وأبو داود (4679) وابن ماجة (4003) وأحمد
(2 / 66 - 67) من طرق عن ابن الهاد به.
956 - ثنا يعقوب، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح،
عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذوي الألباب وذوي الرأي
منكن. قالت امرأة: يا رسول الله وما نقصان عقولنا وديننا؟ قال: شهادة
المرأتين منكن بشهادة رجل، ونقصان إحداكن الحيض تمكث الثلاث والأربع
ولا تصلي.
956 - إسناده جيد أيضا، ورجاله ثقات رجال مسلم غير يعقوب وهو المذكور قبله،
وقد أخرجه مسلم بإسناد آخر كما يأتي.
والحديث أخرجه الترمذي (2 / 102): حدثنا أبو عبد الله هريم بن مسعر الأزدي
الترمذي: حدثنا عبد العزيز بن محمد به وقال:
" حديث صحيح غريب حسن من هذا الوجه ".
قلت: وهريم هذا روى عنه غير الترمذي أيضا من الثقات، وذكره ابن حبان في
" الثقات ".
وأخرجه أحمد (2 / 373) ومسلم (1 / 61) من طريق إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن
أبي عمرو عن المقبري عن أبي هريرة به.
957 - حدثنا عقبة بن مكرم، حدثنا عبد الله بن عمرو أبو معمر، ثنا عبد
الوارث حدثنا حسين المعلم، عن أبي بريدة أن يحيى بن يعمر حدثه أن أبا
الأسود حدثه أن أبا ذر حدثه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه ثوب أبيض وهو نائم
ثم انتبه فإذا هو نائم ثم انتبه وهو نائم وقد استيقظ فجلس إليه فقال: ما من عبد
قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة قلت: وإن زنى وإن سرق؟
قال: وإن زنى وإن سرق، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وسرق
وإن رغم أنف أبي ذر، قال: فخرج أبو ذر وهو يجر رداءه وهو يقول: نعم وإن
رغم أنف أبي ذر، قال: فكان أبو ذر يحدث ويقول: وإن رغم أنف أبي ذر.

450
957 - إسناده صحيح على شرط الشيخين غير عقبة بن مكرم وهو من شيوخ مسلم وقد
تابعه البخاري كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (4 / 82): حدثنا أبو معمر به. وأخرجه مسلم (1 / 66)
وأحمد (5 / 166) من طرق عن عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا أبي به.
958 - ثنا أبو بكر، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن زيد بن وهب،
عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: وإن زنى وإن سرق، مثله.
958 - إسناده صحيح على شرط الشيخين وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (3 / 75) بإسناد المصنف وغيره عن أبي معاوية بتمامه مطولا
نحوه. وانظر " الصحيحة " (824).
وأخرجه البخاري (4 / 177 و 218) من طريقين آخرين عن الأعمش به.
وتابعه عبد العزيز بن رفيع عن زيد بن وهب به.
أخرجه البخاري (4 / 217 - 218) ومسلم (3 / 76).
وتابعه المعرور بن سويد عن أبي ذر، وهو الآتي بعده.
959 - حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، ثنا مهدي بن ميمون، عن واصل
عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: وإن زنى وإن سرق.
959 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجه البخاري كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (1 / 313): حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا مهدي
ابن ميمون به.
وتابعه شعبة عن واصل به.
أخرجه البخاري (4 / 477)
ورواه أحمد (6 / 447) من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي الدرداء قبل حديث
زيد بن وهب عن أبي ذر به. وهو رواية للبخاري.

451
179 - (باب: في الوعد والوعيد وإن لله فيه خيارا
ومشيئة).
960 - ثنا هدبة، ثنا سهيل بن أبي حزم القطعي، عن ثابت، عن أنس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه له ومن وعده على عمل عقابا فهو
فيه بالخيار.
960 - حديث حسن، وإسناده ضعيف كما بينته في " الأحاديث الصحيحة "
(2463)، وإنما حسنته لشواهده الآتية، ولأن الشطر الأول منه له شواهد كثيرة في الآيات
القرآنية معروفة.
961 - حدثنا أبو كامل الفضيل بن حسين، ثنا يزيد بن زريع، ثنا خالد،
عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن عبادة بن الصامت قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم
علينا كما أخذ على النساء فقال:
إن أصاب أحد منكم حدا تعجلت له عقوبة فهو كفارة له ومن أخر عنه
فأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء رحمه رواه أيضا يحيى، عن عبادة وقال: إن
شاء عذبه وإن شاء غفر له. ورواه أبو إدريس الخولاني، عن عبادة.
961 - إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه من الطريق التالية في الكتاب وهي
عندي أصح.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 313): ثنا إسماعيل بن إبراهيم أنا خالد الحذاء عن أبي
قلابة - قال خالد: أحسبه ذكره - عن أبي أسماء به.
قلت: الظاهر أن خالدا كان يتردد في شيخ أبي قلابة، فتارة يجعله أبا أسماء، إلا أنه
كان لا يجزم به كما دلت رواية إسماعيل هذه وهو ابن علية، وتارة كان يجعله أبا الأشعث
وعليه أكثر الرواة عنه، وقد ساق المصنف أسانيد عديدة إليهم كما يأتي، وكأنه أشار
بذلك إلى ترجيح روايتهم على الرواية الأولى، وهو الأصح عندي كما سبق.
وقد توبع أبو الأشعث عن أبي عبادة كما يأتي بعده.
962 - ورواه أبو إدريس الخولاني، عن عبادة.

452
962 - هذا معلق، وقد وصله البخاري (1 / 12 و 4 / 297 - 298) ومسلم
(5 / 127) وأحمد (5 / 314 و 320) من طريق الزهري عن أبي إدريس به.
963 - ثنا أبو بكر بن خلاد، حدثنا عبد الوهاب، عن خالد، عن أبي
قلابة عن أبي الأشعث، عن عبادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
963 - إسناده جيد، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير أبي بكر بن خلاد وهو
صدوق. وانظر ما علقت عليه في كتابي " فهرس مخطوطات الظاهرية " (ص 135).
وأبو الأشعث اسمه شراحيل بن آدة الصنعاني.
وعبد الوهاب هو ابن عبد المجيد الثقفي. وقد توبع كما يأتي في الذي بعده.
964 - ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا ابن أبي عدي، عن خالد، عن أبي قلابة،
عن أبي الأشعث، عن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
964 - إسناده جيد، والكلام فيه كالكلام الذي قبله.
والحديث أخرجه مسلم (5 / 27) وأحمد (5 / 313 و 320) من طرق عن خالد به.
تابعه أبو عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي عن عبادة بن الصامت به مثله.
أخرجه أحمد (5 / 323) ومسلم.
965 - ثنا محمد بن بكار، ثنا أبو داود، حدثنا شعبة، ووهيب، عن خالد
عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث عن عبادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
965 - إسناده صحيح على شرط مسلم غير محمد بن بكار وهو ابن بلال العاملي
الدمشقي صدوق.
وأبو داود هو الطيالسي: سليمان بن داود صاحب " المسند "، وقد أخرجه فيه كما
يأتي.
والحديث رواه الطيالسي في " مسنده " (579): حدثنا شعبة عن خالد به، لم يذكر
وهيبا.
وأخرجه مسلم وأحمد من طرق أخرى عن خالد به. وقد مضى قريبا.
966 - ثنا محمود بن خالد (ثنا) (1) الفريابي، عن سفيان، عن خالد، عن



(1) سقطت من الأصل.
453
أبي قلابة عن أبي الأشعث، عن عبادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
966 - إسناده صحيح على شرط مسلم غير محمود بن خالد وهو السلمي الدمشقي وهو
ثقة.
وشيخه الفريابي اسمه محمد بن يوسف، وهو من ملازمي سفيان، وهو الثوري، وهو
من أثبت الناس فيه.
والحديث تقدم تخريجه قريبا.
967 - ثنا أبو موسى، حدثنا محمد بن خالد بن عثمة، ثنا نافع بن عبد
الرحمن (2) بن أبي نعيم، حدثني محمد بن حبان (3)، عن ابن محيريز، عن أبي
رفيع عن عبادة قال: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خمس صلوات
كتبهن الله على عباده من جاء بهن يوم القيامة لم يضيع منهن شيئا استخفاف
بحقهن كان له عند الله عهدا أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهن لم يكن له عند
الله عهدا إن شاء عذبه وإن شاء رحمه.
967 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، ورجاله موثقون غير أبي رفيع. وقيل:
رفيع المخدجي، وهو مجهول لم يوثقه غير ابن حبان لكنه لم يتفرد به كما حققته في " صحيح
أبي داود " (1276).
والحديث في " المسند " (5 / 315 و 317 و 319 و 322)، من هذه الطريق وطريق
أخرى، وله عند الطيالسي (573) طريق ثالثة من رواية زمعة عن الزهري عن أبي
إدريس الخولاني عن عبادة به.
968 - حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عقيل
ابن مدرك عن لقمان بن عامر، عن أبي راشد الجراني، عن عبادة بن الصامت
أنه قام فيهم عند كنيسة معاوية فحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
" من عبد الله لا يشرك به شيئا وأقام الصلاة وآتى الزكاة وسمع وأطاع،
فإن الله يدخله من أي أبواب الجنة شاء وإن لها ثمانية أبواب، ومن عبد الله لا
يشرك به شيئا وآتى الزكاة وسمع وعصى فإن الله من أمره على الخيار (إن شاء



(2) الأصل " عبد الله " والتصحيح من كتب الرجال.
(3) الأصل: " حيان " وهو خطأ.
454
رحمه، وإن شاء عذبه) " (1).
968 - إسناده حسن، رجاله ثقات غير عقيل بن مدرك، وقد وثقه ابن حبان، وروى
عنه ثقتان آخران.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 325): ثنا أبو اليمان ثنا ابن عياش به.
969 - ثنا هدبة بن خالد " ثنا سهيل بن أبي حزم، حدثنا ثابت البناني، عن
أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية:
(هو أهل التقوى وأهل المغفرة).
قال: أنا أهل أن اتقى، فلا يشرك بي غيري، وأنا أهل لمن اتقى أن لا يشرك
بي غيري أن أغفر له.
969 - حديث حسن، وإسناده ضعيف لضعف سهيل بن أبي حزم كما سبقت الإشارة
إليه قريبا (960)، وإنما حسنته لشاهد له سأذكره بإذن الله تعالى.
والحديث أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (2 / 838): حدثنا هدبة بن خالد وبشر ب ن
الوليد الكندي قالا: ثنا سهيل بن أبي حزم به.
وأخرجه أحمد (3 / 142، 243) والترمذي (2 / 234) والدارمي (366 - هند) وابن
ماجة (4299) والحاكم (8 / 502) من طرق أخرى عن سهيل به. وقال الترمذي:
" حديث غريب، وسهيل ليس بالقوي في الحديث، قد تفرد بهذا الحديث عن
ثابت ".
وأما الحاكم فقال:
" صحيح الإسناد! ووافقه الذهبي!
وأقول: إنما هو حسن لغيره، لضعف سهيل، ولأن له شاهدا من حديث عبد الله بن
دينار قال: سمعت أبا هريرة وابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم يقولون... فذكره
مرفوعا نحوه.
أخرجه ابن مردويه كما في " الدر المنثور " (6 / 287).
970 - حدثنا أبو بكر، ثنا أبو الأحوص، عن منصور، عن هلال بن



(1) زيادة من " المسند "
455
يساف عن سلمة بن نعيم الأشجعي - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنما هي أربع: لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق
ولا تسرقوا ولا تزنوا.
970 - إسناده صحيح على شرط مسلم. وأبو الأحوص اسمه سلام بن سليم الحنفي
الكوفي الحافظ.
971 - حدثنا أبو بكر، حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا شيبان، عن
منصور، عن هلال بن يساف عن سالم بن أبي الجعد، عن سلمة بن نعيم
وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من لقي الله تبارك وتعالى لا يشرك به شيئا دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن
سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق.
971 - إسناده صحيح ورجاله كلهم ثقات رجال مسلم.
والحديث أخرجه أحمد (4 / 260 و 5 / 285) من طريقين آخرين عن شيبان به.
972 - حدثنا الشافعي، ثنا عبد الله بن رجاء، ثنا عبيد الله بن عمر، عن
علي بن زيد عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال قرأنا هذه على رسول
الله صلى الله عليه وسلم سنتين (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي
حرم الله إلا بالحق) ثم نزلت (إلا من تاب وآمن) فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فرح بشئ قط فرحه بها وفرحه " بإنا فتحنا لك فتحا مبينا ".
972 - إسناده ضعيف، علي بن زيد وهو ابن جدعان ضعيف.
والحديث قال الهيثمي (7 / 84):
" رواه الطبراني من رواية علي بن زيد عن يوسف بن معران، وقد وثقا، وفيهما
ضعف، وبقية رجاله ثقات ".
والحديث أخرجه البغوي في " تفسيره " (6 / 197 - منار) من طريق أخرى عن إبراهيم
ابن محمد الشافعي به.

456
قلت: والمحفوظ عن ابن عباس ما رواه سعيد بن جبير عنه:
" أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم
فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فنزل (والذين لا
يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون)، ونزل (يا
عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله).
أخرجه البخاري (3 / 321) ومسلم (1 / 79) والنسائي (2 / 164) وفي رواية له من
الوجه المذكور عنه أنه قال:
" هذه آية حكيمة (يعني الآية الأولى - فرقان) نسختها آية مدنية (ومن يقتل مؤمنا
متعمدا فجزاؤه جهنم ".
وأخرجها الحاكم (2 / 403) بأتم منه وزاد في آخره:
" لا توبة له. قال: فذكرت ذلك لمجاهد، فقال: إلا من ندم ".
وقال:
" صحيح على شرط الشيخين " ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
وهذا هو المشهور عن ابن عباس أن قاتل المؤمن متعمدا لا توبة له، ولم يقبل ذلك منه
أهل العلم ومنهم تلميذه مجاهد، وهو الحق الذي لا ريب فيه، فإنه لا تعارض بين
الآيتين، فإن الأخيرة (ومن يقتل مؤمنا متعمدا...) وإن كانت مدنية إلا أنها مطلقة
فتحمل على من لم يتب لأن آية الفرقان مقيدة بالتوبة، لا سيما وقد قال تعالى: (إن الله لا
يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء). انظر تفسير الحافظ ابن كثيرة غيره.
973 - ثنا إبراهيم بن حجاج السامي، ثنا ابن زياد عن كليب بن وائل،
حدثني ابن عمر (1) قال كنا نوجب لأهل الكبائر النار حتى نزلت هذه الآية
على النبي صلى الله عليه وسلم:
(إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).



(1) الأصل " ابن رجاء بن كليب عن وائل: حدثني ابن عمرو "، وهذا تصحيف فاحش وهو
أسوء تصحيف رأيته في نسخة الكتاب حتى الآن، وقد صححته من كتب الرجال، وبخاصة
" تهذيب الكمال " للحافظ المزي، فقد ساق فيه بإسناده عن إبراهيم بن حجاج السامي بسنده
في الكتاب عن ابن عمر حديثا آخر، فساعدني ذلك مساعدة كبرى على التصحيح، جزاه الله
خيرا.
457
فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نوجب لأحد من أهل الدين النار.
973 - إسناده جيد رجاله كلهم ثقات.
والحديث تقدم في الكتاب برقم (830) من طريق نافع عن ابن عمر، وقد خرجته
هناك.
974 - حدثنا إسماعيل بن موسى، ثنا سيف بن هارون، عن إسماعيل بن
أبي خالد عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله قال: بايعنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم على مثل ما تبايعت عليه النساء فمن مات منا ولم يأت منهن شيئا ضمن له
ومن مات منا وأتى منهن شيئا فأقيم عليه الحد فهو كفارة له ومن مات وأتى
شيئا منهن فستر عليه فعلى الله حسابه.
974 - إسناده ضعيف، رجاله موثقون غير سيف بن هارون، قال الحافظ:
" ضعيف، أفحش ابن حبان القول فيه ".
والحديث قال الهيثمي (6 / 37):
" رواه الطبراني، وفيه سيف بن هارون، وثقه أبو نعيم، وضعفه جماعة، وبقية
رجاله رجال الصحيح ".
975 - ثنا الحوطي، ثنا بقية بن الوليد، عن صفوان بن عمرو، حدثني ابن
جبير بن نفير وشريح بن عبيد، عن عمرو بن الأسود قال خرج من منزله
وخرج أبو الدرداء وهو يقول: " ولمن خاف مقام ربه جنتان، فذكر عن النبي
صلى الله عليه وسلم: وإن زنى وإن سرق ".
975 - حديث صحيح، ورجاله ثقات لولا عنعنة بقية، وهو ابن الوليد، لكنه لم
يتفرد به كما يأتي.
والحديث قال الهيثمي (7 / 118):
" رواه أحمد والطبراني... ورجال أحمد رجال الصحيح ".
قلت: وعزاه لأحمد أيضا السيوطي في " الدر المنثور " (46 / 146) ولابن أبي شيبة
أيضا وابن منيع والحكيم في " النوادر " والبزار وأبي يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن
المنذر وابن مردويه.

458
ولم أره في " مسند أبي الدرداء " وهو في موضعين منه (5 / 194 - 199 و 6 / 40 4 -
452)، وإنما رواه من طريقين آخرين عن أبي الدرداء (6 / 442 و 447) مطولا
ومختصرا وليس فيهما ذكر الآية، وقد سبقت الإشارة إلى المختصر منهما تحت الحديث
(959).
وليس هو في " سنن النسائي الصغرى "، فالظن أنه في " الكبرى " له، وقد عزاه إليه
الحافظ ابن كثير أيضا في " تفسيره " (8 / 162 - منار)، أخرجه هو وابن جرير والبغوي
أيضا من طريق محمد بن أبي مرحلة مولى حويطب بن عبد العزيز عن عطاء بن يسار عن
أبي الدرداء أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص على المنبر وهو يقول: (ولمن خاف مقام ربه
جنتان) قلت: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ولمن خاف مقام
ربه جنتان) فقلت..... الثالثة: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ قال: وإن زنى
وإن سرق على رغم أنف أبي الدرداء.
قلت وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه النسائي وابن خزيمة أيضا في " التوحيد " (ص 223) من طريق، موسى عن
محمد بن سعد بن أبي وقاص أن أبا الدرداء، قال:.... فذكره.
قلت: وموسى هذا مجهول كما في " التقريب ".
976 - حدثنا الحسين (1) بن البزار، حدثنا يحيى بن عبادة، ثنا سعيد بن
زيد، ثنا الجعد ابن دينار أبو عثمان، حدثنا سليمان بن قيس اليشكري الأعور
قال: سألت جابر بن عبد الله هل كنتم ترون الذنوب شركا فقال معاذ الله ما كنا
نزعم أن في المصلين مشركا.
976 - إسناده ضعيف، ورجاله موثقون غير يحيى بن عبادة، والظاهر أنه الذي في
" الجرح والتعديل " (4 / 2 / 173):
" يحيى بن عبادة بن عبيد الله العمري. روى عن القاسم بن محمد. روى عنه
الفزاري، سمعت أبي يقول: لا أعرفه ".
977 - حدثنا محمد بن إسكاف، حدثنا عثمان بن عمر، ثنا حماد بن سلمة،
عن علي بن زيد عن عبيد الله بن أبي عتبة، عن أبي سعيد قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: من قضى الله عليه الخلود لم يخرج منها.



(1) الأصل " الحسن " والتصويب من كتب الرجال ومما تقدم (938).
459
977 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، لضعف علي بن زيد وهو ابن جدعان، ومن
دونهم لم أعرفهم الآن سوى حماد بن سلمة.
لكن الحديث يشهد له أحاديث كثيرة مثل حديث ذبح الموت، وقوله تعالى: (كلما
أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون).
180 - (باب: في ذكر الرافضة أذلهم الله).
978 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون، حدثنا يحيى بن
المتوكل أبو عقيل، حدثنا كثير بن إسماعيل أبو إسماعيل، عن إبراهيم بن
الحسن، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال:
يكون قوم يسمون الرافضة يرفضون الإسلام.
978 - إسناده ضعيف، يحيى بن المتوكل وشيخه كثير وهو ابن إسماعيل أبو إسماعيل
النواء، كلاهما ضعيف، وساق الذهبي هذا الحديث فيما أنكر على النواء.
والحديث أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " (1 / 103) من طريقين آخرين
عن يحيى به.
وقال الهيثمي (10 / 22):
" رواه عبد الله والبزار، وفيه كثير بن إسماعيل النواء وهو ضعيف ".
979 - حدثنا محمد بن علي بن ميمون، حدثنا أبو سعيد محمد بن أسعد
التغلبي. حدثنا عثبر بن القاسم أبو زبيد، عن حصين بن عبد الرحمن، عن
أبي عبد الرحمن السلمي. عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
سيأتي بعدي قوم لهم نبز يقال لهم الرافضة فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإنهم
مشركون.
قلت يا رسول الله ما العلامة فيهم؟ قال: يقرضونك بما ليس فيك
ويطعنون على أصحابي ويشتمونهم.
979 - إسناده ضعيف، ورجاله كلهم ثقات غير محمد بن أسعد التغلبي قال أبو زرعة
والعقيلي:

460
" منكر الحديث ".
980 - حدثنا محمد بن عوف، ثنا بكر بن خنيس، حدثنا سواد بن
مصعب، عن داود بن أبي عوف، عن فاطمة بنت علي، عن فاطمة الكبرى،
عن أسماء بنت عميس، عن أم سلمة قالت كانت ليلتي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
عندي فجاءت إلي فاطمة مسلمة فتبعها علي فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فقال:
أبشر يا علي أنت وأصحابك في الجنة إلا إن ممن يزعم أنه يحبك قوم
يرفضون الإسلام يلفظونه يقال لهم الرافضة (فإذا التقيتهم فجاهدهم) (1)
فإنهم مشركون قلت يا رسول الله ما العلامة فيهم؟ قال لا يشهدون جمعة ولا
جماعة ويطعنون على السلف.
980 - إسناده ضعيف جدا، آفته سوار بن مصعب، قال البخاري:
" منكر الحديث ". وقال النسائي وغيره:
" متروك ".
وبكر بن خنيس ضعيف، لكنه قد توبع من مثله كما يأتي.
والحديث أخرجه الخطيب في " التاريخ " (12 / 358) من طريق الفضل بن غانم:
وحدثنا سوار بن مصعب به وأتم منه.
والفضل هذا ضعيف كما قال الخطيب، ومن طريقه أخرجه الطبراني في " الأوسط " كما
في " مجمع الزوائد " (10 / 22) " والحديث أورده الشوكاني في " الأحاديث الموضوعة "
(ص 381).
981 - حدثنا إسماعيل بن سالم، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا عمران (2)
ابن زيد عن الحجاج بن تميم، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
يكون في آخر الزمان قوم ينبزون الرافضة يرفضون الإسلام ويلفظونه
فاقتلوهم فإنهم مشركون.

461
981 - إسناده ضعيف، الحجاج بن تميم ضعيف.
وعمران بن زيد وهو التغلبي كما في " التقريب ".
وسائر رجاله ثقات رجال مسلم، وإسماعيل بن سالم هو الصائغ البغدادي.
والحديث أخرجه أبو يعلى (2 / 673) من طريق أخرى عن عمران بن زيد به. وقال
الهيثمي (10 / 22):
" رواه أبو يعلى، والبزار، والطبراني، ورجاله وثقوا، وفي بعضهم خلاف ".
ثم ساقه بلفظ آخر عنه:
" يا علي سيكون في أمتي قوم ينتحلون حب أهل البيت، لهم نبز، يسمون الرافضة،
قاتلوهم فإنهم مشركون ".
وقال: " رواه الطبراني، وإسناده حسن ".
982 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن الحسن الأسدي،
حدثنا هارون بن صالح عن الحارث بن عبد الرحمن، عن أبي الجلاس قال:
سمعت عليا يقول لعبد الله السبائي: ويلك ما أقضى إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ
كتمته أحدا من الناس ولقد سمعته يقول: إن بين يدي الساعة ثلاثين كذابا
وإنك أحدهم.
982 - إسناده ضعيف، أبو الجلاس كوفي مجهول كما في " التقريب ".
وهارون بن صالح مجهول أيضا، وفي " التقريب ": مستور.
والحديث أخرجه أبو يعلى (1 / 128) من طريقين آخرين عن الأسدي به.
983 - ثنا أبو بكر، ثنا وكيع، عن شعبة، عن أبي التياح، عن أبي السوار
العدوي قال: قال علي رضي الله عنه: ليحبني قوم حتى يدخلوا النار في
وليبغضني قوم حتى يدخلوا النار في بغضي.
983 - إسناده صحيح على شرط الشيخين.
984 - ثنا أبو بكر، ثنا وكيع، عن حماد بن نجيح، عن أبي التياح، عن أبي
حيرة قال سمعت عليا يقول: يهلك في رجلان مفرط في حبي ومفرط في
بغضي.

462
984 - إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن نجيح وهو الإسكاف
السدوسي وهو ثقة، وأبي حيرة واسمه شيحة بن عبد الله الضبعي روى عنه جماعة ذكرهم
في " الجرح والتعديل " (2 / 1 / 389) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وروى عنه عنبسة
القطان أيضا كما في " الكنى " للدولابي (1 / 143)، أسند إليه عنه عن علي حديثين
آخرين.
985 - حدثنا أبو بكر، حدثنا المطلب بن زياد، عن السدي قال صعد علي
المنبر فقال: اللهم العن كل مبغض لنا غال. قال وكل محب لنا غال.
985 - إسناده ضعيف، ورجاله ثقات، لكنه منقطع، السدي واسمه إسماعيل بن
عبد الرحمن الكوفي، لم يدرك عليا رضي الله عنه.
986 - حدثنا محمد بن مهدي، حدثنا عبد الرزاق، عن عبد الله بن كثير،
عن شعبة، عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال: قال علي رضي الله عنه:
ليحبني قوم حتى يدخلهم حبي النار وليبغضني أقوام حتى يدخلهم
بغضي النار.
986 - إسناده جيد، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن مهدي وهو الأيلي ثقة
تقدم، وعبد الله بن كثير وهو الدمشقي الطويل فيما يبدو وهو صدوق.
987 - ثنا أحمد بن محمد بن الحسين بن جعفر، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا
حسين بن عقيل، عن عائشة بنت بجدان قالت: قال لي علي: يا بنت بجدان
فقلت: لبيك يا أمير المؤمنين قال: يهلك في رجلان محب مفرط ومبغض مفرط.
987 - إسناده ضعيف، عائشة بنت بجدان لم أجد من ترجمها، وأحمد بن محمد بن
الحسين بن جعفر لم أعرفه.
وحسين بن عقيل وهو العقيلي وثقة ابن معين كما في " الجرح " (1 / 2 / 61).
واعلم أن هذا الحديث والأربعة قبله كلها موقوفة على علي رضي الله عنه، ولكنها في
حكم المرفوع لأنه من الغيب الذي لا يعرف بالرأي، وقد روي مرفوعا من طريق الحكم بن
عبد الملك عن الحارث بن حصيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجز عن علي بن أبي طالب
قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم:
" فيك مثل من عيسى، أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه، وأحبته النصارى حتى أنزلوه

463
بالمنزلة التي ليس به. ثم قال: يهلك في رجلان: محب مفرط، يقرظني بما ليس في،
ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني ".
أخرجه عبد الله بن أحمد (1 / 160) وأبو يعلى (1 / 156) والمصنف فيما يأتي (1004).
وهذا بإسناد ضعيف، الحكم هذا ضعيف كما في " التقريب " وكذا في " مجمع الزوائد "
(9 / 133) وقال:
" ورواه البزار باختصار وفي إسناده محمد بن كثير القرشي الكوفي، وهو ضعيف ".
988 - ثنا عباس بن الوليد النرسي، حدثنا بشر بن منصور، عن سفيان،
عن الأعمش عن ذكوان عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ
من أحدهم ولا نصيفه.
988 - إسناده صحيح على شرط الشيخين غير بشر بن منصور السليمي، فهو من أفراد
مسلم، لكنه قد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه الطيالسي (2183): حدثنا شعبة عن الأعمش قال: سمعت أبي
صالح به. وأخرجه الترمذي (2 / 318) من طريق الطيالسي وصححه، وأحمد (3 / 63)
والبخاري (2 / 423) ومسلم (7 / 188) والمصنف فيما يأتي من طرق أخرى عن شعبة به.
وأحمد أيضا (3 / 11 و 54) ومسلم وأبو داود (4658) والترمذي من طرق أخرى عن
الأعمش به.
وخالفهم جميعا ابن ماجة فرواه (161) من الطرق التي عند مسلم غير طريق شعبة -
عن الأعمش به إلا أنه قال: " أبي هريرة " بدل أبي سعيد، وهو شاذ، وهو رواية أبي
معاوية عن الأعمش عند مسلم وحده.
989 - حدثنا عباس، ثنا بشر بن منصور السلمي، ثنا شعبة، عن
الأعمش، عن ذكوان عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا تسبوا أصحابي، مثله.
989 - إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الذي قبله، إلا أنه يختلف عنه
في أن شيخ بشر بن منصور هنا شعبة، وهناك سفيان وهو الثوري، فأراد المصنف رحمه الله

464
أن يبين به أن لبشر فيه شيخين، يرويه كلاهما عن الأعمش، وقد سبق آنفا تخريج من
رواه عنهما.
990 - ثنا أبو بكر، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن
أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا تسبوا أصحابي مثله.
990 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما سبق بيانه قبل حديث.
991 - ثنا أبو بكر، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن
أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا تسبوا أصحابي مثله.
991 - إسناده مكرر الذي قبله بالحرف الواحد، فلا أدري لم أعاده، وقد أخرجه
مسلم بهذا الإسناد إلا أنه جعله من مسند أبي هريرة كما تقدم بيانه قبل حديثين، فلعله
كان في " الأصل " أبي هريرة " مكان " أبي سعيد " فظن الناسخ أنه خطأ وأن الصواب
أنه من مسند أبي سعيد فأثبته، فإن صدق ظنه، فهو تصرف خاطئ لأن المصنف أراد
بإعادة الإسناد بيان أن أبا بكر - وهو ابن أبي شيبة حدثه به مرة عن أبي سعيد، وأخرى
عن أبي هريرة، والصواب الأول لا طباق الثقات على روايته كذلك عن الأعمش، ومنهم
أبو معاوية نفسه عند أبي داود الترمذي. والله أعلم.
992 - قال أبو بكر بن أبي عاصم: أحسب ابن حموية زكريا بن يحيى،
حدثنا قال: ثنا إبراهيم بن سعد، عن عبيدة بن أبي رابطة، عن عبد الله بن
عبد الرحمن، عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اتقوا الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا من أحبهم فبحبي أحبهم ومن
أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن أذاهم فقد أذاني ومن أذاني فقد أذى الله ومن
أذى الله يوشك أن يأخذه.
992 - إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن عبد الرحمن. ويقال عبد الرحمن بن زياد، وقد
تكلمت عليه وخرجت حديثه في " الضعيفة " (2901).
993 - حدثنا أبو علي الحسن بن البزار، حدثنا الهيثم بن خارجة، ثنا

465
شهاب بن خراش عن حجاج بن دينار، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن
علقمة قال: سمعت عليا على المنبر فضرب بيده على منبر الكوفة يقول: بلغني
أن قوما يفضلوني على أبي بكر وعمر ولو كنت تقدمت في ذلك لعاقبت فيه
ولكني أكره العقوبة قبل التقدمة، من قال شيئا من هذا فهو مفتر، عليه ما على
المفتري أن خيرة الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر
وقد أحدثنا أحداثا يقضي الله فيها ما أحب.
993 - إسناده حسن، ورجاله ثقات على خلاف في شهاب بن خراش من قبل حفظه،
وقد رمز الذهبي لحديثه بالصحة، وقال: " صدوق مشهور له ما يستنكر ". وقال
الحافظ:
" صدوق يخطئ ".
والحديث أخرجه عبد الله بن أحمد (1 / 127): حدثني أبو صالح الحكم بن موسى:
حدثنا شهاب بن خراش به.
ثم أخرجه بهذا الإسناد عن الحجاج بن دينار إلا أنه قال: عن حصين بن عبد الرحمن
عن أبي جحيفة به نحوه دون قوله في آخره:
" وقد أحدثنا... ".
وله شاهد قوي من طريق المسيب بن عبد خير عن أبيه قال:
" قام علي فقال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر، وإنما قد أحدثنا بعدهم
أحداثا يقضي الله تعالى فيها ما شاء ".
أخرجه عبد الله (1 / 115 و 125).
وهذا إسناد صحيح.
ولأصل الحديث طرق كثيرة جدا عن علي منها عن ابنه محمد بن الحنفية قال:
" قلت لأبي: أي الناس خير بعد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قال:
عمر. وخشيت أن يقول: عثمان، قلت: ثم أنت، قال: ما أنا إلا رجل من
المسلمين ".
أخرجه البخاري (2 / 422) وأبو داود (4629).
وراجع سائر الطرق إن شئت في " المسند " (1 / 106 و 110 و 112 و 113 و 114

466
و 115 و 125 و 126 و 128).
ورحم الله سفيان الثوري إذ يقول:
" من زعم أن عليا عليه السلام كان أحق بالولاية منهما، فقد خطأ أبا بكر وعمر
والمهاجرين والأنصار، وما أراه يرتفع له مع هذا عمل إلى السماء ".
رواه أبو داود (4630) بسند صحيح عنه.
994 - حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم، ثنا خلف بن تميم، حدثنا
عبد الله بن السري وكان من الصالحين. عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن
عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا لعنت آخر هذه الأمة أولها فمن كان عنده علم فليظهره فإن كاتم العلم
ككاتم ما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم.
994 - إسناده ضعيف من أجل عبد الله بن السري، فإنه ضعيف. لكن رواه غير خلف
ابن تميم عنه، فأدخل بينه وبين محمد بن المنكدر متروكين كما بينته في " الضعيفة "
(1507) فمن شاء التحقيق فليرجع إليه.
995 - حدثنا أسيد بن عاصم، حدثنا عامر بن إبراهيم، عن يعقوب، عن
ليث، عن مجاهد عن ابن عباس، عن علي قال:
تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة
وأنتم على ثلاث وسبعين وإن من أضلها وأخبثها من يتشيع أو الشيعة.
995 - إسناده ضعيف، ورجاله ثقات غير ليث وهو ابن أبي سليم، فإنه ضعيف، كان
اختلط.
والحديث صحيح دون ذكر الشيعة فيه، فقد جاء عن جمع من الصحابة، استقصى
المصنف طائفة كثيرة من طرقة فيما تقدم (63 - 69) وراجع " الصحيحة " (203).
996 - ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو خالد الأحمر، عن يحيى بن سعيد قال
سمعت علي بن الحسين يقول:

467
يا أهل العراق أحبونا لحب الإسلام فوالله إنه زاد (1) حبكم بنا حتى صار
شينا.
996 - حديث مقطوع، وإسناده صحيح، وعلي بن الحسين هو أبو عبد الله زين
العابدين حفيد علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
997 - حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا ابن أبي عيينة، حدثنا أبي، عن أبي
إسحاق الشيباني عن القاسم بن عوف الشيباني قال: قال علي بن الحسين:
جاءني رجل من أهل البصرة فقال ما جئت حاجا ولا معتمرا، قال: قلت: فما
جاء بك قال: جئت أسألك متى يبعث علي؟ قال: قلت: يبعث يوم القيامة وهمه
نفسه!
997 - حديث مقطوع، وإسناده صحيح، وابن أبي غنية اسمه يحيى بن عبد الملك
ابن حميد بن أبي غنية.
998 - حدثنا الأشج، ثنا أبو أسامة، عن الأعمش، ثنا مسعود بن الحكم
قال: قال لي علي بن الحسين قال:
تجالس سعيد بن جبير؟ قلت: نعم، قال: إني لأحب مجالسته، وأحب
حديثه. قال: ثم أشار بيده نحو الكوفة فقال: إن هؤلاء يشيرون إلينا بما ليس
عندنا.
988 - حديث مقطوع، وإسناده صحيح.
999 - حدثنا رحموية، ثنا شريك، عن الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي
قال: خرج إلينا أبو سعيد وعلى الباب شيعة علي وعثمان فقال:
لا تسبوا حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن " عقوبتهم كانت القتل.
999 - حديث موقوف، وإسناده ضعيف لسوء حفظ شريك وهو ابن عبد الله القاضي
ورحموية لم أعرفه الآن.



(1) الأصل " زال "، ولعل الصواب ما أثبتنا.
468
1000 - ثنا دحيم، ثنا محمد بن طلحة، ثنا عبد الرحمن بن سالم، عن أبيه،
عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إن الله اختارني واختار لي أصحابا فجعلهم لي وزراء وأنصارا وأصهارا
فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منهم صرف ولا
عدل.
1000 - إسناده ضعيف، لجهالة عبد الرحمن بن سالم وأبيه، وسوء حفظ محمد بن
طلحة كما هو مبين في " الضعيفة " (3036).
1001 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، عن محمد بن خالد، عن
عطاء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من سب أصحابي فعليه لعنة الله.
1001 - حديث حسن، وإسناده مرسل صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين
غير محمد بن خالد وهو الغبي الملقب بسور الأسد وهو صدوق.
وللحديث بعض الشواهد الموصولة المسندة، ومن أجلها أوردت الحديث في
" الصحيحة " (2340).
1002 - حدثنا يعقوب بن الدورقي، ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي،
حدثنا عمرو بن النضر عن أبي غالب، عن الحسين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين فجعل أمة محمد في زمرة
فيلقى أولهم آخرهم. فيصافحونهم ويعانقونهم ويسلمون عليهم ويقولون
إخواننا هؤلاء الذين كانوا يترحمون علينا ويستغفرون لنا قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
فما من أحد خارج من الدنيا شاتما لأحد منهم إلا سلطة الله عليه دابة في قبره
تقرض لحمه فيجد ألمه إلى يوم القيامة.
1002 - إسناده ضعيف، ورجاله موثقون غير عمرو بن النضر فإنه مجهول كما في
" الميزان ". وأما ابن حبان فذكره في " الثقات "!

469
1003 - حدثنا أبو بكر، ثنا وكيع، عن هشام، عن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: أمروا بالاستغفار لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فسبوهم.
1003 - إسناده صحيح على شرط الشيخين.
1004 - ثنا محمد بن إدريس أبو حاتم، حدثنا أبو غسان، ثنا الحكم بن
عبد الملك، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صاق، عن ربيعة بن ماجد،
عن علي رضي الله عنه قال: دعائي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
يا علي إن فيك من عيسى مثلا أبغضته يهود حتى بهقوا أمه، وأحبته
النصارى حتى أنزلته بالمنزلة التي ليس به.
1004 - إسناده ضعيف، من أجل الحكم بن عبد الملك، وقد سبق الكلام عليه
وتخريج حديثه تحت الحديث المتقدم (987)، وله شواهد موقوفة سبق ذكرها هناك.
1005 - ثنا كثير الحذاء، ثنا مروان بن معاوية، عن جويبر، عن
الضحاك، عن النزال بن سبرة قال: قال علي:
يهلك فينا أهل البيت فريقان محب مطري، وباهت مفتري.
1005 - إسناده ضعيف جدا، جويبر وهو ابن سعيد الأزدي متروك.
والضحاك هو ابن مزاحم.
وكثير هو ابن عبيد الحمصي.
1006 - ثنا أبو بكر، ثنا وكيع، عن سفيان، عن بسر بن دعلوق قال
سمعت ابن عمر يقول:
لا تسبوا أصحاب محمد فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم
عمره.
1006 - رجال إسناده ثقات رجال الشيخين غير بسر بن دعلوق فلم أعرفه الآن.
1007 - ثنا يعقوب بن الدورقي، ثنا هاشم، عن الأشجعي، قال سمعت
سفيان الثوري: قال مسلم البطين شعرا:

470
أنى تعاتب لا أبا لك عصبة * علقوا الفرى وتروا من الصديق
وبروا شفاها من وزير نبيهم * تبا لمن يبرأ من الفاروق
إني على رغم العداة لقائل * دانا بدين الصادق المصدوق
1007 - إسناده صحيح، ورجاله ثقات رجال الشيخين. والأشجعي هو عبيد الله بن
عبيد الرحمن. وهاشم هو ابن القاسم أبو النضر البغدادي. ويعقوب هو ابن إبراهيم
الدورقي.
1008 - قال عثمان أو زاد سفيان، عن مسلم البطين:
قول يصدقني به أهل التقى * والعلم من ذي العرش والتوفيق
والا هما في الدين كل مهاجر * صحب النبي وفاز بالتصديق
1008 - هذا معلق، ولم أر من وصله، وعثمان هو فيما يظهر - ابن جيلة بن أبي رواد
العتكي مولاهم المروزي، وهو ثقة من رجال الشيخين، روى عن الثوري وشعبة وابن
المبارك وغيرهم.
ويحتمل أن يكون عثمان بن أبي عان بن هارون الحدامي الهروي المكي، روى عنه
جماعة من الثقات، وقال ابن حبان، ربما أخطأ. وروى هو عن جمع منهم الثوري، لكن
الأول به أشهر.
1009 - قال عبثر بن القاسم: وسمعت هذا البيت يلحق في هذا الشعر:
وولاية الأنصار قد نالتهما * والتابعين بحسن قصد طريقه
1009 - لم أر من وصله أيضا، وعبثر هو ابن القاسم الزبيري، ثقة من رجال
الشيخين أيضا.
1010 - ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا طلق بن غنام، عن حفص بن غياث،
عن شريك قال من زعم أن في أصحاب الشورى يوم بويع عثمان أفضل من
عثمان فقد خون أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
1010 - حديث مقطوع، وشريك هو ابن عبد الله القاضي النخعي، والسند إليه
صحيح.

471
181 - (باب)
1011 - حدثنا محمد بن عوف، ثنا أبو المغير، ثنا صفوان بن عمرو،
عن راشد بن سعد عن عاصم بن حميد السكوني، عن معاذ بن جبل أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن خرج معه يوصيه ثم التفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
إن أصل بيتي هؤلاء يرون أنهم أولى الناس بي وليس كذلك إن أوليائي
منكم المتقون من كانوا حيث كانوا، اللهم إني لا أحل لهم فساد ما أصلحت،
وأيم الله لتكفوئن أمتي عن دينها كما يكفي الإناء في البطحاء.
1011 - إسناده صحيح، ورجاله كلهم ثقات.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 235). ثنا أبو المغيرة به دون قوله: " اللهم إني لا أحل
لهم... الخ. وزاد بعد قوله: " يوصيه ":
" ومعاذ راكب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته، فلما فرغ قال: يا معاذ! إنك
عسى أن تلقاني بعد عامي هذا، أو لعلك تمر بمسجدي هذا، أو قبري، فبكى معاد
جشعا لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة، فقال: إن أولى الناس
بي المتقون، من كانوا، " وحيث كانوا ".
وقوله: " ن أوليائي منكم المتقون " له شاهد من حديث عمرو بن العاص في
" الصحيحين " مخرج في " الصحيحة " (764).
وله شاهد آخر، وهو الآتي بعده.
1012 - حدثنا ابن كاسب، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عمرو
ابن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إن أوليائي يوم القيامة المتقون وإن كان نسب أقرب من نسب لا يأتي
الناس بالأعمال وتأتوني بالدنيا تحملونها على رقابكم فتقولون: يا محمد!
فأقول هكذا أو أعرض في عطفيه.
1012 - إسناده حسن، رجاله كلهم ثقات على ضعف يسير في بعضهم.
والحديث أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (897) من طريق أخرى عن عبد
العزيز

472
182 - (باب: ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه زجر، عن
سب السلطان).
1013 - ثنا عبد الله بن شبيب، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا ابن أبي فديك
أن موسى ابن يعقوب أخبره عن عبد الأعلى بن موسى بن عبد الله بن قيس بن
مخرمة أن إسماعيل بن رافع يحدثه عن بن أسلم، عن أبيه قال قال لي أبو عبيدة
أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
لا تسبوا السلطان) فإنه ظل الله في الأرض.
1013 - إسناده ضعيف جدا، وقد تكلمت عليه في " الضعيفة " (2263) فأغنى عن
الإعادة.
183 - (باب: في ذكر قول النبي صلى الله عليه وآله
وسلم ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان).
1014 - ثنا محمد بن يزيد أبو هشام الرفاعي، ثنا أبو بكر بن عياش، ثنا
الحسن بن عمرو، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، عن عبد الله بن
مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان.
1014 - حديث صحيح، ورجاله ثقات غير محمد بن يزيد أبي هشام الرفاعي ففيه
ضعف، لكنه قد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (1 / 416): ثنا أسود أنا أبو بكر به.
وأخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (312) والحاكم (1 / 12) من طريق ثالثة عن أبي
بكر به وقال:
" صحيح على شرطهما " وأقره الذهبي.
وأقول: إنما هو صحيح فقط، فإن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد لم يخرج له الشيخان،
وأبو بكر بن عباس لم يخرج له مسلم.

473
وله طريق أخرى يرويه محمد بن سابق عن إسرائيل عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة
عن عبد الله به.
أخرجة أحمد (1 / 404 - 405) والترمذي (1 / 357) والحاكم وقال: " صحيح على شرط
الشيخين " وأقره الذهبي. وهو كما قال:
وتابعه ابن أبي ليلى عن الحكم عن إبراهيم به.
أخرجه الحاكم وقال:
" محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وإن كان ينسب إلى سوء الحفظ، فإنه أحد الفقهاء
الإسلام وقضاتهم، ومن أكابر أولاد الصحابة والتابعين من الأنصار رحمة الله عليهم ".
وللحديث شاهد من رواية عبد الله بن عمر مرفوعا بلفظ.
" لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعانا ".
أخرجه البخاري في " الأدب " (309) والترمذي (1 / 363) وابن أبي الدنيا في " الصمت "
(2 / 14 / 2) عن كثير بن زيد عن سالم بن عبد الله عنه. وفي لفظ للترمذي:
" لا يكون المؤمن لعانا ". وقال:
" حديث حسن غريب ". وهو كما قال:
(تنبيه) عزا المنذري في " الترغيب " (3 / 287) الحديث بلفظه الثاني عن ابن عمر - عزاه
لابن مسعود من رواية الترمذي، وذلك من أوهامه رحمه الله، فهذا اللفظ إنما هو عنده من
حديث ابن عمر كما رأيت.
1015 - حدثنا هدية بن عبد الوهاب، ثنا الفضل بن موسى، حدثنا حسين
ابن واقد، عن قيس بن وهب، عن أنس بن مالك قال: نهانا كبراؤنا من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لا تسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر
قريب.
1015 - إسناده جيد، ورجاله ثقات، وفي بعضهم كلام لا يضر.
1016 - حدثنا الحوطي، ثنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمر، عن
أبي اليمان الهوزني عن أبي الدرداء قال: إياكم ولعن الولاة فإن لعنهم الحالقة

474
وبغضهم العاقرة قيل: يا أبا الدرداء فكيف نصنع إذا رأينا منهم ما لا نحب؟ قال:
اصبروا فإن الله إذا رأى ذلك منهم حبسهم عنكم بالموت.
1016 - إسناده ضعيف، ورجاله ثقات غير أبي اليمان الهوزني قال ابن القطان:
" لا يعرف له حال ".
وأما ابن حبان فوثقه!
184 (باب: ما ذكر عن النبي عليه السلام من أمره
بإكرام السلطان وزجره عن إهانته).
1017 - ثنا الفضيل بن حسين، ثنا محمد بن حمران، ثنا حميد بن مهران،
عن سعد بن أوس، عن رجل يقال له زياد، عن أبي بكرة قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول:
1017 - حديث حسن، ورجاله موثقون غير زياد وهو ابن كسيب كما يأتي بعد ستة
أحاديث، وفي الحديث الذي يليه. ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال الحافظ:
" مقبول ".
يعني عند المتابعة، وقد تابعه عبد الرحمن بن أبي بكرة كما يأتي برقم (1025) و من أجل
ذلك حسنته وأوردته في " الصحيحة " (2297).
1018 - حدثنا محمد بن بكار، ثنا أبو داود، ثنا حميد بن مهران، عن سعد بن
أوس العدوي، عن زياد بن كسيب، عن أبي بكرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول:
من أهان سلطان الله أهانه الله.
1018 - حديث حسن، ورجال إسناده كالذي قبله، وقد عرفت الكلام عليه.
1019 - حدثنا راشد بن سعيد أبو بكر، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا مروان بن
جناح، ثنا نصير مولى خالد، عن أبي ذر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
سيكون بعدي سلطان فمن أراد ذله ثغر في الإسلام ثغرة وليست له توبة إلا

475
أن يسدها وليس يسدها إلى يوم القيامة.
1019 - إسناده ضعيف، ورجاله ثقات غير نصير مولى خالد، كذا وقع في الكتاب، وفي
" التهذيب " وغيره: " مولى معاوية " وذكر أنه روى عنه أيضا سليمان بن موسى الدمشقي،
وثقه ابن حبان، فهو مجهول الحال، وقال الذهبي: " نكرة لا يعرف ".
1020 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون، عن العوام بن
حوشب، حدثنا القاسم بن عوف) الشيباني، عن رجل قال حملت لأبي ذر شيئا
فقال أبو ذر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إنه كأني بعدي سلطان فلا تذلوه فمن أراد أن يذله خلع ربقة الإسلام من
عنقه وليس يقبل منه توبة حتى يسد ثلمته التي ثلم وليس بفاعل.
1020 - إسناده ضعيف، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم، غير الرجل، فإنه لم يسم،
والظاهر أنه نصير الذي في الإسناد السابق، وقد عرفت أنه مجهول.
185 - (باب: في ذكر فضل تعزيز الأمير وتوقيره).
1021 - ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا عمرو بن الربيع بن طارق وابن بكير قالا
ثنا ابن لهيعة، عن الحارث عن علي بن رياح، عن عبد الله بن عمرو، عن معاذ بن
جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله عز وجل: من عاد مريضا أو
خرج مع جنازة أو خرج غازيا أو دخل على إمامه يريد تعزيزه وتوقيره أو قعد في
بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس.
1021 - حديث صحيح، ورجاله ثقات غير ابن لهيعة، فإنه سئ الحفظ، لكنه لم يتفرد
به كما يأتي بعده في الكتاب.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 241): ثنا قتيبة بن سعيد ثنا ابن لهيعة، وقال الهيثمي
(5 / 277).
" رواه أحمد والبزار والطبراني في " الكبير " و " الأوسط "، ورجال أحمد رجال الصحيح
خلا ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف ".
وأقول: هو قوي قطعا بالطريق الآتية.

476
1022 - ثنا يعقوب، ثنا عبد الله بن صالح، عن الليث، عن حارث بن
يعقوب، عن قيس بن رافع، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عبد الله بن عمر أنه
سمع معاذ بن جبل يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
1022 - حديث صحيح، ورجاله موثقون على ضعف في عبد الله بن صالح وهو كاتب
الليث، ولكنه قد توبع كما يأتي.
وقيس بن رافع وهو القيسي، روى عنه جمع من الثقات، وهو تابعي كبير، ذكره بعضهم
في " الصحابة "، وقد وثقه ابن حبان وكذا الحكم كما يأتي، وقال الحافظ:
" مقبول، من الثالثة، وهم من ذكره في الصحابة ".
والحديث أخرجه الحاكم (2 / 90) من طريق أخرى عن عبد الله بن صالح به، وقال:
" صحيح الإسناد! ووافقه الذهبي!
ثم أخرجه هو (1 / 212) وابن حبان من طريق ابن خزيمة من طريقين آخرين عن الليث بن
سعد به وقال:
" رواته مصريون ثقات ". ووافقه الذهبي.
1023 - ثنا أبو عمير، ثنا ضمرة، عن عبد الله بن يزيد السلمي، عن أبي
يوسف حاجب معاوية قال: جاء أبو ذر نصف النهار فضرب باب الخضراء فقلت:
يا أبا ذر ما جاء بك هذه الساعة. قال: جئت أعزر سلطان الله.
1023 - إسناده ضعيف، أبو يوسف حاجب معاوية الظاهر أنه الذي في " الجرح
والتعديل " (4 / 2 / 456):
" أبو يوسف مولى معاوية. سمع فضالة بن عبيد ومعاوية. روى عنه خالد بن يزيد
المزني ".
قلت: فهو مجهول.
وعبد الله بن يزيد السلمي، الظاهر أنه عبد الله بن يزيد بن تميم السلمي، فإنه من هذه
الطبقة، سمع مكحولا، روى عنه الوليد بن مسلم. قال الذهبي:
" وثقه دحيم وغيره، قال أحمد: حدثنا عنه الوليد بن مسلم بمناكير، وقال أبو زرعة، لا
بأس به ". وذكره ابن حبان في " الثقات ".
وله ترجمة في " الجرح " (2 / 2 / 199 - 200). ثم قال:

477
" عبد الله بن يزيد السلمي. روى عن حبان عن ابن عمر. روى عنه عبد القاهر بن
السري ".
قلت: فيحتمل أنه الذي قبله. والله أعلم.
1024 - حدثنا المقدمي، ثنا مسلم بن سعيد الخولاني، ثنا حميد بن مهران،
عن سعيد بن أوس، عن زياد بن كسيب، عن أبي بكرة قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول:
السلطان ظل الله في الأرض فمن أكرمه أكرم الله ومن أهانه أهانه الله.
1024 - حديث حسن - وهو مكرر الحديث السابق (1017).
1025 - حدثنا محمد بن علي بن ميمون، ثنا موسى بن داود، ثنا ابن لهيعة عن
أبي مرحوم، عن رجل من بني عدي، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه
يقول:
من أجل سلطان الله أجله الله يوم القيامة.
1025 - حديث حسن، ورجاله ثقات غير ابن لهيعة فإنه سئ الحفظ، والرجل العدوي
فإني لم أعرفه.
لكن الحديث حسن بالطريق التي قبله.
186 - (باب: في ذكر السمع والطاعة).
1026 - ثنا هشام بن عمار، ثنا مدرك بن سعيد قال: سمعت حيان أبا النضر
قال: سمعت خبادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إسمع وأطع في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك وإن أكلوا
مالك وضربوا ظهرك.
1026 - حديث صحيح، ورجاله ثقات على ضعف في هشام بن عمار، فإنه كان يلقن
فيتلقن، لكنه قد توبع كما يأتي.
حيان أبو النضر، وثقة ابن معين، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه:

478
" صالح ".
والحديث أخرجه ابن حبان (1545): أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان - بالرقة -
حدثنا هشام بن عمار به.
ثم أخرجه من طريق الهيثم بن خارجة: حدثنا مدرك بن سعيد الفزاري به.
وتابعه سعيد بن عبد العزيز عن حيان أبي النضر به.
أخرجه أحمد (5 / 321) ثنا الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز.
وتابعه بسر بن سعيد عن جنادة به نحوه كما سيأتي برقم (1026).
وتابعه جماعة عن عبادة.
1027 - حدثنا الحوطي عبد الوهاب بن نجدة، حدثنا إسماعيل بن عياش،
عن عقيل بن مدرك، عن لقمان بن عامر، عن أبي راشد الحبراني، عن عبادة بن
الصامت أنه قام فيهم فحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
من عبد الله لا يشرك به شيئا وأقام الصلاة وآتى الزكاة وسمع وأطاع فإن الله
يدخله من أي أبواب الجنة فإن لها ثمانية أبواب.
1027 - إسناده حسن، رجاله ثقات معروفون غير عقيل بن مدرك فلم يوثقه غير ابن
حبان، لكن روى عنه جمع من الثقات.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 325): حدثنا أبو اليمان ثنا ابن عياش به. وقال الهيثمي في
" مجمع الزوائد " (5 / 216):
" رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات ".
وللحديث شاهد من حديث أبي مالك الأشعري سيأتي في الكتاب برقم (1047) فهو به
صحيح.
1028 - ثنا دحيم، ثنا الوليد بن مسلم، حدثنا ابن ثوبان، عن عمير بن
هاني، عن جنادة بن أبي أمية أنه حدثه عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: عليك بالسمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك واثره عليك
وأن لا تنازع الأمر أهله.
1028 - إسناده حسن، رجاله ثقات رجال البخاري غير ابن ثوبان واسمه عبد الرحمن بن

479
ثابت بن ثوبان، وفيه كلام من قبل حفظه. ولكنه قد توبع كما يأتي. ودحيم اسمه عبد
الرحمن بن إبراهيم الدمشقي المتقن.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 321: ثنا الوليد به، وزاد:
" وإن رأيت أن لك، ما لم يأمروك بإثم بواحا ".
وقال: ثنا الوليد بن مسلم حدثني الأوزاعي عن عمير بن هانئ به دون قوله:
" ما لم يأمروك بإثم بواحا ".
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
1029 - حدثنا أبو بكر، ثنا عبد الله بن إدريس، عن يحيى بن سعيد وعبيد الله
ابن عمر، عن عبادة بن الوليد بن عبادة، عن أبيه، عن جده، قال: بايعنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أثرة
علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله.
1029 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجه مسلم كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (6 / 16) بإسناده ومتنه وزاد:
" وعلى أن نقول بالحق أينما كنا، لا نخاف في الله لومة لائم ".
وأخرجه النسائي (2 / 180) من طريق أخرى عن عبد الله بن إدريس عن ابن إسحاق
ويحيى بن سعيد عن عبادة بن الوليد به، ثم من طريق شعبة عن سيار ويحيى بن سعيد،
ورواه ابن ماجة من وجه آخر عن ابن إدريس عن يحيى وغيره دون إسناد والكامل بعد حديث
ورواية سيار تأتي في الكتاب (1032).
1030 - حدثنا ابن كاسب، ثنا عبد العزيز بن محمد وعبد العزيز بن أبي
حازم، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن عبادة بن الوليد بن عبادة، عن أبيه،
عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
1030 - إسناده جيد، وقد أخرجه مسلم كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم: حدثنا ابن أبي عمر: حدثنا عبد العزيز (يعني الدراوردي) عن
يزيد (وهو ابن الهاد) به وقال: " بمثل حديث ابن إدريس ".
1031 - ثنا أحمد بن عبدة، ثنا وهب بن جرير، ثنا أبي، عن ابن (1) إسحاق،



(1) الأصل " أبي " وهو خطأ.
480
حدثني عبادة بن الوليد بن عبادة، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
1031 - إسناده جيد، ورجاله ثقات كلهم رجال مسلم إلا أنه لم يخرج لابن إسحاق إلا
متابعة، وقد توبع من جمع، ومنهم يحيى بن سعيد مقرونا به عند النسائي كما تقدم قبل
حديث، وكما يأتي.
والحديث أخرجه ابن ماجة (2866): حدثنا علي بن محمد ثنا عبد الله بن إدريس عن محمد
ابن إسحاق ويحيى بن سعيد وعبد الله بن عمر وابن عجلان عن عبادة بن الوليد به. وأخرجه
أحمد (5 / 316): ثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني عبادة بن الوليد به.
1032 - حدثنا زياد بن يحيى بن حسان، حدثنا أبو عتاب، ثنا شعبة، ثنا
سيار، عن عبادة بن الوليد بن عبادة، عن أبيه، عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
1032 - إسناده صحيح على شرط الشيخين غير أبي عتاب واسمه سهل بن حماد فهو على
شرط مسلم وحده. وسيار هو أبو الحكم العنزي الواسطي.
والحديث أخرجه النسائي من طريق محمد (وهو ابن جعفر - غندر): حدثنا شعبة به إلا
أنه قرن مع سيار يحيى بن سعيد كما تقدم قبل حديثين.
1033 - حدثنا أبو شرحبيل، ثنا أبو اليمان، عن إسماعيل بن عياش، عن محمد
ابن عجلان، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
1033 - حديث صحيح، ورجاله ثقات، إلا أن إسماعيل بن عياش قد ضعف في روايته
عن الحجازيين وهذه منها، لكنه قد تابعه عبد الله بن إدريس كما تقدم قبل حديث، لكنه
أسقط بكير بن الأشج من السند، وهو المحفوظ عن ابن عجلان، وقد رواه غيره عن بكير كما
يأتي في الذي بعده.
1034 - حدثنا ابن أخي حزم، ثنا بشر بن عمر، عن ابن لهيعة، عن بكير
ابن عبد الله عن بسر بن سعيد، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم
نحوه.
1034 - حديث صحيح، ورجاله ثقات غير ابن لهيعة فهو سئ الحفظ، وابن أخي حزم
لم أعرفه الآن.
والحديث رواه أيضا عمرو بن الحارث: حدثني بكير به.

481
أخرجه البخاري (4 / 367) ومسلم (6 / 16 - 17).
1035 - حدثنا أبو بكر بن أبي النضر، ثنا أبو النضر، عن محمد بن طلحة،
عن الأعمش، عن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن أبيه قال: بايعنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المكره والمنشط والعسر واليسر والأثرة علينا وأن نقيم
ألسنتنا بالحق أين ما كنا ولا نخاف في الله لومة لائم.
1035 - إسناده صحيح على شرط الشيخين غير أبي بكر بن أبي النضر فهو من رجال مسلم
وحده، وقد توبع كما يأتي. وأبو النضر جده واسمه هاشم بن القاسم.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 318): ثنا هاشم بن القاسم وعفان قالا: ثنا محمد بن طلحة
به.
1036 - حدثنا محمود بن خالد، ثنا مروان بن محمد، ثنا معاوية بن سلام،
حدثنا أخي زيد بن سلام أن جده أبا سلام أخبره، حدثني الحارث الأشعري
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
أنا آمركم بخمس كلمات أمرني الله بهن السمع والطاعة والجماعة والهجرة
والجهاد.
1036 - إسناده صحيح، ورجاله كلهم ثقات.
والحديث طرف من حديث طويل مخرج في " المشكاة " (3694) و " الترغيب " (1 / 189 -
190).
1037 - ثنا عمرو بن عثمان، ثنا بقية، عن بجر بن سعيد، عن خالد بن
معدان، عن عبد الرحمن بن عمر والسلمي، عن العرباض بن سارية أنه حدثه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعظهم يوما موعظة بليغة بعد صلاة الغداة ذرفت منها العيون
ووجلت منها القلوب فقال رجل: يا رسول الله إن هذه لموعظة مودع فما تعهد إلينا؟
قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة.
1037 - حديث صحيح، ورجاله ثقات لولا عنعنة بقية، ولكنه قد توبع كما سترى فيما
يأتي في الكتاب من الطرق.
(تنبيه) هذا الحديث قد أورده المصنف رحمه الله في أول الكتاب من أكثر الطرق الآتية

482
(26 - 34)، ولذلك فإني سوف أكتفي بالإحالة عليها مع التصريح أو التلويح بمرتبة
أسانيدها.
1038 - ثنا الحوطي، ثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن العلاء، عن يحيى
ابن أبي المطاع قال سمعت العرباض بن سارية، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
1038 - حديث صحيح، وهو مكرر (26).
1039 - حدثنا عبد الرحيم بن مطرف، ثنا عيسى بن يونس، عن ثور، عن
خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو، عن العرباض بن سارية، عن النبي
صلى الله عليه وسلم مثله.
1039 - إسناده صحيح، وهو مكرر (31).
1040 - ثنا حسين بن حسن المروزي، ثنا الوليد بن مسلم، عن ثور بن
يزيد، عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمر و (وحجر) بن حجر، عن
العرباض بن سارية، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
1040 - إسناده صحيح، وهو مكرر (32).
1041 - ثنا هاشم بن القاسم بن شيبة، ثنا عيسى بن يونس، عن أبي حمزة
الحمصي، عن شغوب عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن العرباض،
عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
1041 - حديث حسن، وهو مكرر (34).
1042 - ثنا محمد بن عوف، ثنا أبو اليمان، عن إسماعيل، عن سليمان بن
سليم، عن يحيى بن جابر عن عبد الرحمن بن عمرو، عن العرباض بن سارية،
عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
1042 - إسناده صحيح، وهو مكرر (29).
1043 - وحدثنا ابن عوف، ثنا أبو اليمان، عن ابن عياش، عن أرطاة بن
المنذر، عن المهاصر بن حبيب، عن العرباض، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
1043 - إسناده صحيح، وهو مكرر (30).

483
1044 - وحدثنا ابن عوف، ثنا أبو صالح، عن معاوية بن صالح، عن ضمرة
ابن حبيب، عن عبد الرحمن بن عمرو، عن العرباض بن سارية، عن النبي صلى الله عليه وسلم
مثله.
1044 - حديث صحيح، وهو مكرر (33)، لكن وقع هناك: ثنا أبو مسعود بدل:
" وحدثنا ابن عوف "، وأنا أظن أنه الصواب، لأن ابن عوف لم يذكروا له رواية عن أبي
صالح عبد الله بن صالح الراوي للحديث عن معاوية بن صالح، وإنما ذكروا له رواية عن أبي
صالح الحراني، عبد الغفار بن داود، وهذا لم يذكروا له راوية أن معاوية بن صالح،
فيترجح أن الذي وقع هناك هو الصواب.
وأن قوله هنا، " ابن عوف " سبق نظر من الناسخ. والله أعلم.
1045 - وحدثنا يعقوب بن حميد، ثنا ابن أبي حازم، عن يزيد بن عبد الله بن
الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن خالد بن معدان، عن العرباض، عن النبي صلى الله عليه وسلم
مثله.
1045 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير يعقوب بن حميد وهو حسن
الحديث كما تقدم مرارا، ولكي أخشى أن يكون منقطعا بين خالد بن معدان والعرباض فإن
بينهما عبد الرحمن بن عمرو السلمي كما في الأسانيد المتقدمة (1037 و 1039)، وحجر بن
حجر في الإسناد (1040) وجبر بن نفير كما في الإسناد الذي بعده والله أعلم.
1046 - حدثنا محمد بن عوف، ثنا محمد بن إسماعيل، عن أبيه، عن ضمضم
ابن زرعة، عن شريح بن عبيد قال: قال عتبة بن عبد: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا
على الطاعة واثنتين على المودة.
1046 - إسناده ضعيف، ورجاله ثقات غير محمد بن إسماعيل وهو ابن عياش ضعيف.
وأبوه ثقة في روايته عن الشامين، وهذه منها.
1047 - ثنا محمد بن عوف، ثنا محمد بن إسماعيل، عن أبيه، عن ضمضم بن
زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من لم يشرك بالله شيئا بعد أن آمن وأقام الصلاة المكتوبة وأدى الزكاة
المفروضة وصام رمضان وسمع وأطاع فمات على ذلك وجبت له الجنة.
1047 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف لما سبق بيانه في الذي قبله.

484
لكن للحديث شاهد من حديث عبادة الصامت تقدم برقم (1027).
1048 - ثنا محمد بن عوف، ثنا أبو تقي عبد الحميد بن إبراهيم، ثنا عبد الله
ابن سالم، ثنا الزبيدي ثنا الفضيل بن فضالة أن حبيب بن عبيد حدثهم أن المقدام
حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
أطيعوا أمراءكم مهما كان فإن أمروكم بشئ مما جئتكم به فإنهم يؤجرون عليه
وتؤجرون عليه ذلكم بأنكم إذا لقيتم ربكم قلتم: ربنا لا ظلم فيقول: لا ظلم
فيقولون: ربنا أرسلت إلينا رسلا فأطعناهم واستخلفت علينا خلفاء فأطعناهم
وأمرت علينا أمراء فأطعناهم فيقول: صدقتم هو عليهم وأنتم منه براء.
1048 - حديث صحيح، ورجاله ثقات غير أبي تقي عبد الحميد بن إبراهيم وهو الحضرمي
الحمصي قال الحافظ:
" صدوق إلا أنه ذهبت كتبه فساء حفظه.
قلت: لكنه لم يتفرد به فيما يبدو من كلام الهيثمي الآتي.
والحديث قال في " المجمع " (5 / 220):
" رواه الطبراني، وفيه إسحاق بن إبراهيم بن زبريق، وثقة أبو حاتم، وضعفه
النسائي، وبقية رجاله ثقات ".
ثم ساقه عن المقدام بن معدي كرب وأبي أمامة الباهلي معا مرفوعا نحوه وقال:
" رواه الطبراني، وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف ".
1049 - حدثنا أبو سعيد دحيم، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا سعيد بن عبد
العزيز عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي مسلم الخولاني،
حدثنا الحبيب الأمين عوف بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
تعبدون الله لا تشركوا به شيئا والصلوات الخمس، وإن تسمعوا وتطيعوا.
1049 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن سعيد بن عبد العزيز
كان اختلط. لكن يشهد له حديث أبي مالك الأشعري السابق قبل حديث والشاهد الذي
أشرنا إليه تحته.
1050 - ثنا محمد بن عوف، ثنا عبد الحميد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن

485
سالم، عن عمر بن يزيد النصري (1)، عن ثميل الأشعري وكان صاحب أبي
الدرداء أن أبا الدرداء قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مخبرا فقال:
إن الجنة لا تحل لعاص، إنه من لقي الله عز وجل وهو ناكث بيعته لقيه وهو
أجذم ومن خرج من الطاعة شبرا متعمدا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ومن
أصبح ليس عليه أمير جماعة ولا لأمير جماعة عليه طاعة بعثه الله يوم القيامة ميتة
جاهلية ولواء الغادر عند استه يوم القيامة.
1050 - إسناده ضعيف، ثميل الأشعري، اسم والده عبيد الله. ذكره ابن أبي حاتم
(1 / 1 / 472) بهذه الرواية عنه، ولم يزد. فهو مجهول، ولم أره في " الميزان " و " اللسان ".
وعمر بن زيد النصري، ترجمه ابن أبي حاتم (3 / 1 / 142) ولم يذكر فيه جرحا ولا
تعديلا، وتناقص فيه ابن حبان، فأورده في " الضعفاء " وقال:
" يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، وقد يعتبر به ".
وأورده في " الثقات " أيضا، وقال:
" روى عنه عمرو بن واقد، في روايته أشياء، وعمرو بن واقد لا شئ ".
ووثقه دحيم وأبو زرعة الدمشقيان.
وعبد الحميد بن إبراهيم فيه ضعف من قبل حفظه كما تقدم في حديث.
والحديث قال الهيثمي (5 / 219):
" رواه الطبراني، وفيه عمر بن رويبة وهو متروك ".
قلت: عمر بن رويبة لا أعرفه في الرواة المترجمين في كتب الرجال المعروفة، فلعله محرف.
والحديث أورده الهيثمي أيضا من حديث معاذ وقال:
" رواه الطبراني، وفيه عمرو بن واقد، وهو متروك ".
وقد رويت الجملة الأولى منه من حديث ثوبان، وهو مخرج في " الضعيفة " (2987)
وسيأتي في الكتاب أيضا (1059).



(1) بالصاد المهملة، ووقع في الأصل بالصاد المعجمة، وكذلك في " الميزان " و " اللسان " وهو
تصحيف، والتصويب من " الأنساب ". والصواب رفع في " الجرح والتعديل " في موضعين
منه.
486
1051 - حدثنا أحمد بن خزيمة، ثنا إسحاق بن إدريس، حدثنا بكار بن
عبد الله بن أخي موسى بن عبيدة، حدثني عمي موسى بن عبيدة، عن أياس بن
سلمة، عن أبيه سلمة بن الأكوع، عن أبي ذر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إسمع وأطع وإن صليت رداء أسود.
1051 - إسناده ضعيف جدا، آفته إسحاق بن إدريس وهو أبو يعقوب الأسواري
البصري، قال البخاري:
" تركه الناس ". وقال ابن معين:
" كذاب يضع الحديث ".
وبكار بن عبد الله بن أخي موسى بن عبيدة، روى عنه جماعة ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم
(1 / 1 / 409)، وهو غير بكار بن عبد الله اليماني الذي وثقه ابن معين وأبو حاتم وابن
حبان.
وموسى بن عبيدة ضعيف.
وفي معنى الحديث ما رواه إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن أبي حسين عن شهر بن
حوشب عن عبد الرحمن بن عتم عن أبي ذر قال:
" كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم، ثم آتي المسجد إذا أنا فرغت من عملي فاضطجع فيه، فأتاني
النبي صلى الله عليه وسلم يوما وأنا مضطجع، فغمزني برجله، فاستويت جالسا فقال لي: يا أبا ذر كيف
تصنع إذا أخرجت منها؟ فقلت: أرجع إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وإلى بيتي، قال: فكيف تصنع
إذا خرجت؟ فقلت إذا آخذ بسيفي وأضرب به من يخرجني، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يده على منكبي
فقال: غفرا يا أبا ذر (ثلاثا) بل تنقاد معهم حيث قادوك، وتنساق مهم حيث ساقوك، ولو
عبدا أسود، قال أبو ذر: فلما قضيت إلى الربذة، أقيمت الصلاة فقدم رجل أسود كان فيها
على نعم الصدفة، فلما رآني أخذ يرجع وليقدمني، فقلت: كما أنت، بل أنقاد لأمر
رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
أخرجه أحمد (5 / 144) وشهر ضعيف، ومثله إسماعيل في روايته عن أمين وهذه منها.
وسيأتي الحديث في الكتاب (1073) نحوه. ثم رأيته في " صحيح ابن حبان " (1549 -
موارد) بإسناد آخر صحيح عن أبي ذر وفيه قصة الرجل الأسود، وهي عند ابن ماجة
(2862).
1052 - حدثنا أبو بكر، حدثنا بن إدريس، عن شعبة، عن أبي عمران

487
الجوني، عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: أوصاني خليلي أن أسمع
وأطيع.
1052 - إسناده صحيح على شرط مسلم وقد أخرجه كما يأتي. وابن إدريس اسمه عبد الله
ابن إدريس بن يزيد الأودي، وهو ثقة فقيه عابد، وليس إسحاق بن إدريس المتهم الذي روى
الحديث المتقدم.
والحديث أخرجه مسلم (6 / 14) بإسناد المصنف وغيره قالوا: حدثنا ابن إدريس به وزاد:
" وإن كان عبدا مجدع الأطراف ".
ثم أخرجة هو وأحمد (161 و 171) وكذا الطيالسي (452) وابن حبان (1549) من
طرق أخرى عن شعبة به. وفيه عند ابن حبان زيادة في قصة نسبه تلك التي ذكرتها آنفا من
طريق شهر.
1053 - حدثنا أبو بكر، ثنا يحيى بن آدم، عن زهير، عن مطرف، عن أبي
الجهم. عن خالد بن وهبان عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من فارق الجماعة والإسلام فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه.
1053 - حديث صحيح. وقد مضى في الكتاب (892) بإسناد آخر عن مطرف به. وسبق
تخريجه هناك.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 180) ثنا يحيى بن آدم به.
1054 - ثنا الأنباري، ثنا محمد بن فضيل، عن مطرف، عن أبي الجهم، عن
خالد بن وهبان، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من خالف الجماعة نحوه.
1054 - حديث صحيح، وهو مكرر الذي قبله.
1055 - ثنا عقبة بن مكرم، ثنا المعلى بن أسد، ثنا عبد الواحد بن زياد، عن
عاصم بن كليب حدثني سلمة بن نبابة، عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أسمع وأطع لمن كان عليك.
1055 - حديث صحيح، ورجاله ثقات غير سلمة بن نباتة، ذكره ابن أبي حاتم

488
(2 / 1 / 174) من هذه الرواية وقال: " يعد في الكوفيين "، ولم يزد. وأما ابن حبان فذكره
في " الثقات ".
1056 - حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم، ثنا روح بن عبادة، ثنا حماد بن
سلمة، عن جبلة ابن عطية، عن ابن محيريز، عن معاوية، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن السامع المطيع لا حجة عليه وإن السامع العاصي لا حجة له.
1056 - إسناده جيد، رجاله رجال البخاري غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم، وجبلة
ابن عطية، وهو ثقة.
والحديث أخرجه أحمد (4 / 96) ثنا روح به، لكنه قال ابنه عبد الله:
" هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده، وقد خط عليه، فلا أدري أفرآه علي أم لا؟ ".
وقال الهيثمي (5 / 217):
" رواه الطبراني وأحمد في حديث طويل... ورجالهما رجال الصحيح، خلا جبلة بن
عطية وهو ثقة ".
1057 - ثنا الفضل بن سهل، ثنا يحيي بن آدم، ثنا أبو بكر بن عياش، عن
عاصم، عن أبي صالح حديثين أحدهما عن أبي هريرة والآخر عن معاوية أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية.
1057 - إسناده حسن، ورجاله ثقات على ضعف يسير في عاصم وهو ابن أبي النجود
وأبي بكر بن عياش.
والحديث أخرجه أحمد (4 / 96): ثنا أسود بن عامر: أنا أبو بكر به إلا أنه لم يذكر أبا
هريرة. وذكره الهيثمي (5 / 218) عن معاوية بهذا اللفظ: وبلفظ " من مات وليس في عنقه
بيعة... " وقال:
" رواه الطبراني، وإسنادهما ضعيف "!
كذا قال، ولعل في إسناد الطبراني من هو ضعيف قولا واحدا، وإلا فإسناد أحمد لا يحتمل
هذا الجزم بالمصنف، ويستغرب منه أن لا يعزوه إليه، لا سيما وقد أعاد ذكره في موضع آخر
(5 / 225) باللفظ الأول، وقال:

489
" رواه الطبراني في " الأوسط "، وفيه العباس بن الحسن القنطري ولم أعرفه، وبقية رجاله
رجال الصحيح ".
قلت: الظاهر أنه العباس بن الحسين - مصغرا - القنطري، وهو ثقة من شيوخ البخاري،
فلا أدري هل تحرف " الحسين " في نسخة " الطبراني " فلم يعرفه الهيثمي أم ماذا؟
1058 - حدثنا أبو بكر، ثنا شاذان، وعلي بن حفص، عن شريك، عن
عاصم بن عبيد الله عن عبيد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من مات ولا طاعة عليه مات ميتة جاهلية ومن خلعها بعد عقده إياها لقي الله
ولا حجة له.
1058 - إسناده ضعيف، لضعف عاصم بن عبيد الله، وسوء حفظ شريك وهو ابن عبد الله
القاضي، لكن هذا قد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (3 / 446) من طريقين آخرين عن شريك به.
وتابعه ابن جريج قال: أخبرني عاصم بن عبيد الله به.
أخرجه أحمد (4 / 445) وأبو يعلى (4 / 1725).
والحديث قال الهيثمي (5 / 224):
" رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني، وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف.
1059 - ثنا هشام بن عمار، ثنا إسماعيل بن عياش، ثنا راشد بن داود، عن
أبي أسماء عن ثوبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بلالا فنادي: إن الجنة لا تحل لعاص.
1059 - إسناده ضعيف، لضعف راشد بن داود، وقد تكلمت عليه وخرجت حديثه في
" الضعيفة " (2987) فلا داعي للإعادة. وقد مضى في الكتاب (1050) من حديث أبي
الدرداء أيضا.
1060 - حدثنا دحيم، ثنا ابن وهب، حدثني أبو هاني، عن عمرو بن مالك
الجنبي، عن فضالة بن عبيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ثلاثة لا يسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا.
1060 - إسناده صحيح، وقد مضى بهذا المتن مكررا (89 و 900).

490
1061 - ثنا عمرو بن عثمان، ثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا شرحبيل بن
مسلم ومحمد بن زياد قالا سمعنا أبا أمامة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إنه لا نبي بعدي ولا أمة بعدكم، ألا فاعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا
شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، طيبة بها أنفسكم، وأطيعوا أمراءكم تدخلوا
جنة ربكم.
1061 - إسناده صحيح، ورجاله كلهم ثقات على ضعف في شرحبيل بن مسلم، ولا
يضر، فإنه مقرون كما ترى مع محمد بن زياد وهو الألهاني الحمصي وهو ثقة من رجال
البخاري، وقد توبعا كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 251 و 262) وابن حبان (795) والحاكم (1 /) من طريق
معاوية بن صالح أخبرني سليم بن عامر قال: سمعت أبا أمامة به دون قوله " وإنه لا نبي
بعدي، ولا أمة بعدكم ". وإسناده صحيح على شرط مسلم، وتابعه فرج بن فضالة ثنا لقمان
ابن عامر عن أبي أمامة دون زيادة المصنف ودون ذكر الأمراء.
وابن فضالة ضعيف.
1062 - حدثنا أبو بكر، ثنا وكيع، عن شعبة، عن يحيى بن حصين، عن
جدته أم الحصين قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب وهو يقول:
إن أمر عليكم عبد حبشي مجدع فاسمعوا وأطيعوا ما قادكم بكتاب الله (1).
1062 - إسناده صحيح على شرط مسلم وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (6 / 15) وابن ماجة (2861) بإسناد المصنف.
وأخرجه أحمد (6 / 403) ثنا وكيع به.
ثم أخرج هو ومسلم والنسائي (2 / 185) من طرق أخرى عن شعبة به.
وتابعه زيد بن أبي أنيسة عن يحيى بن حصين به.
أخرجه مسلم (4 / 79 - 80 و 6 / 15).
وتابعه أبو إسحاق عن يحيى به.
أخرجه أحمد (6 / 402).



(1) الأصل " إذا قرأ بكم كتاب الله " والتصويب من " المسند " و " ابن ماجة ".
491
وتابعه العيزار بن حريث العبدي عن أم الحصين به. وهو الآتي بعده.
1063 - حدثنا أبو بكر، ثنا وكيع، عن يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار
ابن حريث العبدي، عن أم الحصين الأحمسية قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه بردة متلفعا
بها وهو يقول:
إن أمر عليكم عبد حبشي مجدع فاسمعوا له ما أقام بكم (1) كتاب الله عز
وجل.
1063 - إسناده صحيح أيضا على شرط مسلم، ولم يخرجه من هذه الطريق.
والحديث أخرجه أحمد (6 / 402): ثنا وكيع.
ثم أخرجه هو والترمذي (1 / 318) من طرق أخرى عن يونس به وقال الترمذي:
" حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن أم حصين ".
1064 - ثنا هدبة، ثنا مهدي بن ميمون، عن غيلان بن جرير، عن زياد بن
رياح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من خرج من الطاعة وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية.
1064 - إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث (90 و 91).
1065 - ثنا يوسف بن موسى، ثنا عبد الرحمن بن مغراء، عن الأعمش، عن
حبيب بن أبي ثابت قال: كنا جلوسا عند مجاهد ومعنا ميمون بن أبي شبيب وأبو
صالح فحدثنا أبو صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع الأمير فقد
أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني.
1065 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال البخاري غير عبد الرحمن بن مغراء وهو
ثقة، ولكنهم تكلموا في حديثه عن الأعمش خاصة، ولكنه قد توبع عليه مع المخالفة كما
يأتي.



(1) الأصل " ما قرأ بكم " والتصويب من " المسند " و " الترمذي ".
492
والحديث أخرجه أحمد (2 / 252 و 471): ثنا أبو معاوية ووكيع قالا: حدثنا الأعمش عن
أبي صالح به. وأخرجه ابن ماجة (3 و 2859).
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين إن كان الأعمش سمعه من أبي صالح فإنه
ممن يرمى بالتدليس، ولا يؤكد تدليسه أن ابن مغراء أدخل بينه وبين أبي صالح حبيب بن أبي
ثابت، لما سبقت الإشارة إليه من ضعف ابن مغراء في الأعمش. والله أعلم.
لكن الحديث صحيح غاية فقد رواه جمع من التابعين عن أبي هريرة كما سيأتي في الكتاب
(1066 - 1078).
1066 - حدثنا هدبة، ثنا حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطا، عن أبي علقمة،
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع الأمير فقد
أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني والأمير مجن.
1066 - إسناده جيد، ورجاله كلهم رجال مسلم، وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (2 / 386 - 387): حدثنا بهز حدثنا حماد بن سلمة به.
ثم أخرجه هو (2 / 416 و 467) ومسلم (6 / 13 - 14) من طرق أخرى عن يعلى بن
عطاء به.
1067 - ثنا سلمة بن شبيب وابن كاسب قالا ثنا عبد الرزاق، عن معمر،
عن الزهري عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من أطاعني فقد أطاع الله ومن أطاع أمري فقد أطاعني ومن عصاني فقد
عصى الله ومن عصا أمري فقد عصاني.
1067 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (2 / 270): ثنا عبد الرزاق به.
ثم أخرجه (2 / 511) والبخاري (4 / 384) ومسلم (6 / 13) والنسائي (2 / 5 18) من
طرق أخرى عن الزهري به. ويأتي أحدها في الكتاب بعده.
1068 - حدثنا أبو موسى، ثنا مكي بن إبراهيم، عن ابن جريج (أبا

493
زياد): (1)، حدثني الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال:
من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع أمري فقد
أطاعني ومن عصا أمري فقد عصاني.
1068 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما ذكرت آنفا بما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (6 / 13): حدثني محمد بن حاتم حدثنا مكي بن إبراهيم به.
وأخرجه أحمد (2 / 511) والنسائي (2 / 511) من طريقين آخرين عن ابن جريج به.
بقي للحديث طريقان آخران لم يخرجهما المصنف.
الأول: عن الأعرج عن أبي هريرة به.
أخرجه البخاري (2 / 238) ومسلم وأحمد (2 / 244 و 342).
والآخر: همام بن منبه عنه.
أخرجه مسلم وأحمد (2 / 313).
1069 - حدثنا الحسين بن علي، ثنا عمر (2) بن حفص بن غياث، حدثنا
أبي، عن عثمان بن قيس الكندي، عن أبيه، عن عدي بن حاتم قال: قلنا يا رسول
الله: لا نسألك عن طاعة من اتقى ولكن من فعل وفعل، فذكر الشر، فقال:
اتقوا الله واسمعوا وأطيعوا.
1069 - حديث صحيح، ورجال إسناده رجال الشيخين، غير عثمان بن قيس وهو ابن
محمد بن الأشعث الكندي، فهو مجهول، أورده ابن أبي حاتم (3 / 1 / 165) برواية حفص
هذا عنه. ولم يزد.
وأبوه قيس بن محمد لم يوثقه غير ابن حبان، وأحاديث الباب تشهد له...
1070 - ثنا الحسين بن علي الحلواني والحصين بن البزار قالا: ثنا محمد بن
الصباح، ثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن عبيد الله بن عمير، عن نافع،



(1) سقطت من الأصل، واستدركتها من " المسند " و " مسلم " و " النسائي ".
(2) الأصل (عمرو) وهو خطأ.
494
عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أوصني. قال:
أعبد الله ولا تشرك به شيئا وأقم الصلاة وآت الزكاة وصم رمضان وحج
البيت واعتمر واسمع وأطع وعليك بالعلانية وإياك والسر.
1070 - إسناده جيد، ورجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير الحصين بن البزار فلم
أعرفه، وهو مقرون فلا تضر جهالته. ولا أستبعد أن يكون (الحصين) محرفا من (الحسن)
وهو ابن الصباح البزار، وهو من شيوخ المصنف، وقد مضى أكثر من مرة، ويأتي قريبا
(1079).
1071 - ثنا هشام بن عمار، ثنا صدقة بن خالد، حدثنا ابن جابر، حدثنا
رزيق مولى بني فزارة، عن مسلم بن قرظة قال: سمعت عمي عوف بن مالك
يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم
وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم قلنا: يا
رسول الله أفلا ننابذهم؟ قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة ألا من ولي عليه وال فرآه
يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة.
1071 - إسناده صحيح رجاله رجال البخاري غير رزيق وهو ابن حيان مولى بني فزارة
فهو من رجال مسلم، على ضعف في هشام بن عمار، ولكنه لم يتفرد به كما يأتي. وابن جابر هو
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الشامي وقد تابعه أخوه يزيد كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (6 / 24) والدارمي (2 / 324) وأحمد (6 / 24). من طرق أخرى
عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به.
وتابعه يزيد بن يزيد بن جابر عن رزيق بن حيان به.
أخرجه مسلم.
وتابعه فرج بن فضالة عن ربيعة بن يزيد عن مسلم بن قرظة به.
أخرجه أحمد (6 / 28).
1072 - ثنا يعقوب، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا عبد الرحمن بن يزيد، بن جابر،
حدثني رزيق مولى بني فزارة قال: سمعت مسلم بن قرظة يقول: سمعت عمي

495
عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
قال ابن جابر: فقلت لرزين: يا أبا المقدام بالله لقد سمعت هذا الحديث من
مسلم بن قرظة يقول: سمعت عوف بن مالك يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: فاستقبل القبلة وحلف على ذلك بالله لقد سمعه.
1072 - إسناده جيد، وهو مكرر الذي قبله، وقد رواه مسلم والدارمي من طريق أخرى
عن الوليد بن مسلم به.
1073 - حدثنا محمد بن عوف، ثنا محمد بن إسماعيل، ثنا أبي، عن ضمضم
ابن زرعة عن شريح بن عبيد، عن جبير بن نفير وكثير بن مرة وعمرو بن
الأسود والمقدام وأبي أمامة ونفر من الفقهاء أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا
رسول الله هذا الأمر ألا في قومك (1) فأوصهم بنا فقال لقريش: إني أذكركم الله
أن لا تشقوا على أمتي من بعدي ثم قال للناس إنه سيكون بعدي أمراء فأدوا
إليهم طاعتهم فإن الأمير مثل المحجن يتقى به فإن أصلحوا وأمروكم بخير فلهم
ولكم، وإن أساؤوا وأمروكم به فعليهم ولا عليكم؟ وأنتم منه براء، وإن الأمير
إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم، ثم يقولون: إنا سمعنا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول
ذلك.
1073 - إسناده ضعيف، وقد مضى الكلام عليه في حديث آخر مضى برقم (1047).
وقد توبع محمد بن إسماعيل على الجملة الأخيرة منه، فقال أبو داوود (4889): حدثنا سعيد
ابن عمرو الحضرمي ثنا إسماعيل بن عياش به. ولم يذكر " ونفر من الفقهاء ". وقال أحمد
(6 / 4): ثنا يزيد بن عبد ربه ثنا بقية بن الوليد حدثني إسماعيل بن عياش به.
قلت: وهذا إسناد شامي صحيح.
وتابعه راشد بن سعد عن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.
فقال أبو الدرداء: كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه الله بها.
أخرجه أبو داود (4888) وسنده صحيح.
وتابعه عبد الرحمن بن جبير بن نفير أن أباه حدثه أنه سمع معاوية يقول: سمعت من



(1) كذا الأصل، ولعل الصواب: لا يكون إلا في قومك. أو نحوه.
496
النبي صلى الله عليه وسلم كلاما نفعني الله به سمعته يقول: فذكره وزاد: فإني لا أتبع الريبة فيهم كيما
أفسدهم.
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (248).
قلت: ورجاله ثقات غير إسحاق بن العلاء شيخ البخاري وهو إسحاق بن إبراهيم بن
العلاء الحمصي قال الحافظ:
" صدوق يهم كثيرا، وأطلق محمد بن عوف أنه يكذب ".
1074 - حدثنا محمد بن علي بن ميمون، حدثنا موسى بن أيوب، حدثنا
معتمر بن سليمان، عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن
عمه، عن أبي ذر قال: أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في مسجد المدينة فضربني برجله
وقال: ألا أراك نائما فيه فقلت: يا رسول الله غلبني عيني قال: كيف تصنع إذا
أخرجت منه فقلت إني أرضي الشام الأرض المقدسة المباركة قال: كيف تصنع إذا
أخرجت منه قال: ما أصنع أضرب بسيفي يا رسول الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ألا أدلك على خير من ذلك وأقرب رشدا (قالها مرتين) تسمع وتطيع وتساق
كيف ساقوك.
1074 - إسناده صحيح إن كان عم أبي حرب بن أبي الأسود صحابيا أو تابعيا ثقة،
فإني لم أعرفه، وسائر رجاله ثقات معروفون من رجال " التهذيب ". وموسى بن أيوب هو
أبو عمران الأنطاكي.
والحديث أخرجه ابن حبان (1548) وأحمد (5 / 156) والدارمي (1 / 325) بعضه من
طرق أخرى عن معتمر بن سليمان به.
ورواه عبد الله بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي ذر به
نحوه أتم منه.
أخرجه أحمد (5 / 144).
وخالفه عبد الحميد فقال: ثنا شهر قال: حدثتني أسماء بنت يزيد أن أبا ذر الغفاري
... الحديث نحوه.
أخرجه أحمد أيضا:
وشهر سئ الحفظ، وأظن الاختلاف في إسناده منه.

497
1075 - حدثنا يعقوب بن حميد، ثنا المغيرة بن عبد الرحمن، عن ابن عجلان،
عن زيد بن أسلم قال: دخل ابن عمر على ابن مطيع زمان الفتنة وقال: قربوا إلى
أبي عبد الرحمن وسادة فقال ابن عمر: إنما جئت لأخبرك بكلمتين سمعتهما من
رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله يقول:
من نزع يده من طاعة لم يكن له يوم القيامة حجة ومن مات مفارقا للجماعة
فإنه يموت ميتة جاهلية.
1075 - إسناده حسن، وقد سبق الكلام عليه برقم (61) مع تخريجه هناك.
1076 - حدثنا يعقوب، ثنا معن، عن أسامة بن زيد، عن ابن عمر، عن
النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
1076 - إسناده حسن أيضا، وهو مكرر الذي قبله.
1077 - ثنا إبراهيم بن حجاج، ثنا عبد الوارث بن سعيد، عن محمد بن
جحادة، حدثني الوليد عن (1) عبد الله البهي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون أمراء تلين لهم الجلود ولا تطمئن إليهم القلوب ثم يكون
أمراء تشمئز منهم القلوب وتقشعر منهم الجلود فقال رجل: يا رسول الله أفلا
نقاتلهم؟ قال لا ما أقاموا الصلاة.
1077 - إسناده رجاله كلهم ثقات غير الوليد صاحب البهي، قال الهيثمي (5 / 218):
" ولم أعرفه ".
والحديث أخرجه أحمد (3 / 28 و 29) وأبو يعلى (1 / 356) من طرق أخرى عن عبد
الوارث بن سعيد به.
1078 - ثنا إبراهيم بن حجاج، ثنا عبد الوارث بن سعيد، ثنا محمد بن
جحادة، عن الفرات عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء كلما مات نبي قام نبي، وإنه ليس نبي
بعدي، قال رجل: فما يكون بعدك يا رسول الله؟ قال: تكون خلفاء وتكثر.



(1) الأصل (بن) وهو خطأ.
498
قال: فما تأمرنا؟ قال: أوفوا بيعة الأول فالأول، فأدوا إليهم الذي لهم فإن الله
سائلهم عن الذي لكم.
1078 - إسناده صحيح، وقد رواه الشيخان من طرق عن الفرات وهو ابن أبي عبد الرحمن
القزاز به، وهو مخرج في " الإرواء " (2473) فلا نعيد تخريجه.
1079 - حدثنا الحسن بن البزار، حدثنا أبو توبة، ثنا محمد بن مهاجر، عن
ابن حلبس عن معاوية بن أبي سفيان قال: لما خرج أبو ذر إلى الربذة لقيه ركب
من أهل العراق فقالوا: يا أبا ذر قد بلغنا الذي صنع بك فاعقد لواء يأتيك رجال ما
شئت قال: مهلا مهلا يا أهل الإسلام فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
سيكون بعدي سلطان فاعزوه من التمس ذله ثغر ثغرة في الإسلام ولم
يقبل منه توبة حتى يعيدها كما كانت.
1079 - إسناده صحيح، ورجاله رجال الصحيح غير ابن حلبس وهو يونس بن ميسرة وهو
ثقة.
وللحديث طريق أخرى يرويها القاسم بن عوف الشيباني عن رجل عن أبي ذر نحوه أتم
منه.
أخرجه أحمد (5 / 165).
1080 - حدثنا أيوب بن محمد الوزان، حدثنا معاوية بن مروان، حدثنا
محمد بن أبي قيس عن سليمان بن حبيب قاضي عمر بن عبد العزيز، عن عامر
ابن لدين، عن أبي ليلى الأشعري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال:) (1) تمسكوا بطاعة أئمتكم لا تخالفوهم فإن طاعتهم طاعة الله وإن
معصيتهم معصية الله. قال أبو بكر: أحسبه محمد بن سعيد الأزدي.
1080 - إسناده فيه نظر، عامر بن لدين وهو الأشعري، وثقه ابن حبان والعجلي،
وروى عنه جمع من الثقات غير سليمان بن حبيب، قال ابن أبي حاتم (3 / 1 / 327):
" ويقال عمرو بن لدين قاضي (وفي نسخته: قاص) عبد الملك سمع أبا هريرة ".
قال الحافظ في " التعجيل ": لكن عامر أصح.



(1) زيادة من " المجمع ".
499
ومحمد بن أبي قيس لم أعرفه. وقد قال المصنف في آخر الحديث:
" أحسبه محمد بن سعيد الأزدي ".
قلت: وهو المصلوب في الزندقة، فإن يكن هو فهو كذاب، وقد ذكر الحافظ في ترجمته من
" التهذيب " أنه يقال في اسمه محمد بن أبي قيس الأسدي كما وقع في هذ الإسناد.
وأما معاوية بن مروان فلا وجود له في الرواة، ولعله انقلب على بعض الرواة أو النساخ،
فإن المعروف مروان بن معاوية، فإنه مذكور في شيوخ الوزان، وهو ثقة من رجال
الشيخين. والله أعلم.
والحديث أورده الهيثمي (5 / 220) بزيادة فيه وقال:
" رواه الطبراني، وفيه جماعة لم أعرفهم ".
1081 - حدثنا أحمد بن الفرات الرازي، ثنا إسحاق بن سليمان الرازي، عن
أبي جعفر الرازي، عن محمد بن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر قال لما كان
من أمر عبد الله بن مطيع ما كان أتاه عبد الله بن عمر وأنا معه فألقى له وسادة فقال
ابن عمر: إني لم أجئك لأجلس ولكن جئتك لأحدثك حديثين سمعتهما من
رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول: من نكث صفقته فلا حجة له ومن مات وهو مفارق
للجماعة فموته ميتة جاهلية.
1081 - حديث صحيح، ورجال إسناده ثقات غير أبي جعفر الرازي ففيه ضعف من قبل
حفظه، لكنه لم يتفرد بمتنه، وإن خولف في إسناده عن ابن عجلان كما أشار إليه المصنف في
الإسناد الذي علقه بعده.
لكن للحديث عن نافع أصل أصيل، فقد رواه زيد بن محمد عن نافع قال:
" جاء عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان، زمن يزيد بن
معاوية، فقال: اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة، فقال: إني لم آتك لأجلس، أتيتك
لأحدثك حديثا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من خلع يدا من
طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية.
أخرجه مسلم / 6 /
ثم رواه من طريق بكير بن الأشج عن نافع به نحوه.
1082 - قال أبو بكر وقال المغيرة بن عبد الرحمن عن ابن عجلان عن زيد بن

500
أسلم وهو يزيد بن أسلم أشبه.
1082 - وصله أحمد (2 / 93 و 97) من طريقين آخرين عن محمد بن عجلان عن زيد بن
أسلم عن ابن عمر به.
وخالفه هشام بن سعد فقال: عن يزيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر به.
أخرجه مسلم.
1083 - حدثنا هدبة، ثنا همام بن يحيى، عن قتادة، عن الحسن، عن ضبة
ابن محصن العنزي، عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سيكون أمراء تعرفون
وتنكرون فمن عرف يرى ومن أنكر سلم ولكن من رضي وتابع قالوا: أفلا
نقاتلهم؟ قال: لا ما صلوا.
1083 - إسناده صحيح على شرط الشيخين غير ضبة بن محصن العنزي فلم يخرج له
البخاري، وهدبة ويقال: هداب - هو ابن خالد الأزدي.
والحديث أخرجه مسلم (6 / 23) بإسناد المصنف ومتنه.
وتابعه عفان ثنا همام به.
أخرجه أحمد (6 / 321).
ثم أخرجه هو (6 / 302) ومسلم وأبو داوود (4761) من طرق أخرى عن قتادة به وزاد
مسلم وأبو داود واللفظ له.
" قال قتادة: يعني من أنكر بقلبه، ومن كره بقلبه ".
ثم أخرجه هو (4760) ومسلم من طريق المعلى بن زياد وهشام بن حسان عن الحسن به.
وأخرجه الترمذي (2 / 43) وصححه، وأحمد (6 / 295 و 305) من طريقين آخرين عن
هشام وحده وزاد أحمد من الطريق الأولى عنه:
" لا، ما صلوا لكم الخمس ".
وأخرجه بهذه الزيادة أبو يعلى أيضا (4 / 1661).
1084 - حدثنا أبو موسى وبندار قالا: ثنا غندر، ثنا شعبة، عن سماك بن
حرب عن علقمة بن وائل عن أبيه قال سأل سلمة بن يزيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

501
يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء فذكر الحديث (1).
1084 - إسناده جيد، ورجاله كلهم على شرط مسلم، وقد أخرجه كما يأتي، وأبو موسى
هو محمد بن المثنى، وبندار لقب محمد بن بشار، وغندر لقب محمد بن جعفر.
والحديث أخرجه مسلم (6 / 19) بإسنادي المصنف عن غندر.
ثم أخرجه هو والترمذي (2 / 31) من طريقين آخرين عن شعبة به. وقال الترمذي:
" حديث حسن صحيح ".
187 - (باب ما يجب على الرعية من النصح لولاتها)
1085 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الله بن نمير عن محمد بن إسحاق
عن عبد السلام عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
ثلاث لا يفل عليهن قلب المؤمن إخلاص العمل لله والنصيحة لولاة الأمر.
1085 - حديث صحيح، ورجاله موثقون غير عبد السلام وهو ابن أبي الجنوب المدني،
وهو ضعيف. قال الحافظ: " ولا يغتر بذكر ابن حبان له في " الثقات " فقد ذكره في
" الضعفاء " أيضا.
قلت: وكأنه لذلك دلسه ابن إسحاق في بعض الروايات عنه كما يأتي.
والحديث أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " (2 / 232) من طريق محمد بن عبد الله بن
نمير ثنا أبي عن محمد بن إسحاق حدثني عبد السلام به ورواه ابن ماجة (3056).
قلت: فقد صرح ابن إسحاق بالتحديث، ولكنه لا شئ، لما عرفت من ضعف ابن أبي
الجنوب، وقد دلسه ابن إسحاق في بعض الروايات عنه، فقال يعقوب بن إبراهيم نا أبي عن
ابن إسحاق قال: فذكر محمد بن مسلم.... به.
ومحمد هذا هو الزهري.
أخرجه أحمد (4 / 82) وأبو يعلى (4 / 1790).



(1) تمامه عند مسلم: " يسألون حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا؟ فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض
عنه، ثم سأله في الثانية أو في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس، وقال: اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم
ما حملوا، وعليكم ما حملتم ".
502
وتابعه أحمد بن خالد الوهبي ثنا محمد بن إسحاق عن الزهري به.
أخرجه الدارمي (ص 41 - هندية) والطحاوي.
وأحمد (4 / 80) من طريق آخر عن ابن إسحاق به.
ولابن إسحاق فيه إسناد آخر عن محمد بن جبير، فقال: حدثني عمرو بن أبي عمرو
مولى المطلب عن عبد الرحمن بن الحويرث عن محمد بن جبير به مثل حديث ابن شهاب لم يزد
ولم ينقص.
أخرجه أحمد وأبو يعلى بسندهما المتقدم عن ابن إسحاق.
وتابعه عليه إسماعيل بن جعفر ثنا عمرو بن أبي عمرو به.
أخرجه الدارمي.
وعبد الرحمن الحويرث هو عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث أبو الحويرث، نسب إلى
جده، وهو صدوق سئ الحفظ كما قال الحافظ.
فالحديث حسن بمجموع الطريقين، وهو صحيح بشواهده المذكورة في " الترغيب "
(1 / 63 - 64)، والآتي بعضها في الكتاب.
(تنبيه) ذكره المنذري من الطريق الأولى عن عبد السلام، ثم قال: وتبعه الهيثمي
(1 / 139):
" وله عند أحمد طريق عن صالح بن كيسان عن الزهري، وإسناد هذه حسن ".
قلت: ولم أر هذه الطريق عند أحمد في " المسند "، وهو المراد عند إطلاق العزو إليه.
والله أعلم.
1086 - ثنا عبد الله بن عمر بن سالم (1) ثنا عبيدة بن الأسود عن القاسم بن
الوليد عن الحارث العطلي بن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله بن مسعود، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:



(1) كذا في الأصل، وأظن أن اسم " سالم " محرف من " ضصالح " أحد أجداده فإنه عبد الله بن عمر
بن محمد بن أبا مدين صالح بن عمير الأموي مولاهم أبو عبد الرحمن الكوفي، وهو ثقة من
شيوخ مسلم، ويحتمل أن يكون محرفا من " أبان " جد أبيه، فقد ذكره الحافظ في الرواة عن
عبيدة هكذا: "... وعبد الله بن عمر بن أبان ".
والله أعلم.
503
ثلاثة لا يفل عليهن قلب المؤمن: إخلاص العمل لله، والنصيحة لولاة الأمر،
ولزوم جماعتهم، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم.
1086 - إسناده جيد، ورجاله ثقات، لولا أن ابن حبان غمز عبيدة بن الأسود بالتدليس
فقال في " الثقات ":
" يعتبر حديثه إذا بين السماع، وكان فوقه ودونه ثقات ".
وأما أبو حاتم فقال: " ما بحديثه بأس ".
1087 - ثنا المقدمي وثنا يحيى بن سعيد ثنا شعبة أنا عمر بن سليمان عن عبد
الرحمن بن أبان من أبيه عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث خصال
لا يفل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله والنصيحة لولاة الأمر ولزوم
الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم.
1087 - إسناده صحيح، ورجال كلهم ثقات.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 183): ثنا يحيى بن سعيد به. وأخرجه ابن حبان (73) من
طريق أخرى عن يحيى به.
ثم أخرجه هو والدارمي (ص 42) من طرق أخرى عن شعبة به. وعندهما زيادة في متنه
تراها في " الترغيب " (1 / 64).
1088 - ثنا هشام بن عمار حدثنا عمرو بن واقد عن يونس بن ميسرة بن
حلبس عن أبي إدريس عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يفل
عليهن قلب المؤمن: إخلاص العمل لله والنصيحة لولاة الأمر والاعتصام
بالجماعة.
1088 - حديث صحيح، وإسناده واه، عمرو بن واقد وهو أبو حفص الدمشقي - متروك
كما في " التقريب "، لكن يشهد لحديثه ما قبله من الأحاديث.
والحديث قال الهيثمي (1 / 138):
" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط "، وفيه عمرو بن واقد، رمي بالكذب، وهو
منكر الحديث ".
1089 - ثنا يعقوب بن حميد ثنا بن عينية وابن أبي حازم عن سهيل بن أبي

504
صالح عن عطاء بن يزيد عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة قالوا:
لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. قال ابن عينية
وكان عمرو بن دينار حدثناه عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح، فلقيت
سهيلا فذكرت ذلك له فقال: أنا سمعت عطاء بن يزيد يحدث به أبي.
1089 - إسناده جيد، ورجاله كلهم رجال مسلم غير يعقوب بن حميد وهو حسن الحديث
وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (1 / 53) من طرق أخرى عن ابن عينية به.
وقد ذكرت من أخرج الحديث من الأئمة غير مسلم في " إرواء الغليل " (25) و " تخريج
الحلال " (328)، وقد علقه البخاري في " صحيحه " (2 - إيمان / 42 - باب / 12 - حديث
- مختصر البخاري) بقلمي يسر الله تمام طبعه بمنه وكرمه.
1090 - ثنا دحيم، ثنا ابن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان عن سهيل بن
أبي صالح عن عطاء بن يزيد عن تميم الداري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الدين النصيحة قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال لله: ولكتابه ولرسوله مثله ولأئمة
المسلمين أو المؤمنين وعامتهم.
1090 - إسناده صحيح، ورجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير دحيم واسمه عبد الرحمن بن
إبراهيم الدمشقي وهو ثقة حافظ متقن من رجال البخاري.
وقد تقدم الحديث آنفا من طريق آخر عن سهيل بن أبي صالح به. وكأنه أشار بذلك إلى
صحة الرواية عن سهيل عن عطاء بن يزيد عن تميم. وذلك لا ينافي ثبوت روايته الآتية من
طرق أيضا عنه عن أبيه أبي صالح عن أبي هريرة، ولا سيما وقد توبع في بعض الطرق كما
يأتي برقم (1094).
1091 - ثنا وهب بن بقية حدثنا خالد عن سهيل عن عطاء بن يزيد اللثي عن
تميم الداري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة قالوا: لمن يا رسول الله قال: لله
ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين أو المؤمنين وعامتهم.
1091 - إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الذي قبله.
1092 - ثنا عباس بن الوليد، حدثنا بشر بن منصور، عن سفيان، عن سهيل

505
ابن أبي صالح " عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنما الدين النصيحة ثلاثا قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولكتابه
ولأئمة المسلمين ولعامتهم.
1092 - إسناده صحيح على شرط مسلم أيضا، وعباس بن الوليد هو النرسي البصري،
وهو مكرر الذي قبله.
1093 - حدثنا أحمد بن عثمان أبو الجوزاء، حدثنا محمد بن خالد بن عثمة،
حدثنا مالك بن أنس، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين ولعامتهم.
1093 - إسناده حسن، ورجاله على شرط مسلم غير محمد بن خالد بن عثمة، قال
الحافظ: " صدوق يخطئ ".
والحديث مكرر الذي قبله.
1094 - حدثنا عبد الله بن شبيب، ثنا ابن أبي أويس، ثنا سليمان بن بلال، عن
محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم وعبيد الله بن مقسم، عن أبي صالح،
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
الدين النصيحة ثلاثا قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة
المسلمين وعامتهم.
1094 - حديث صحيح، ورجاله رجال مسلم غير عبد الله بن شبيب وهو واه، ولكنه قد
توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه النسائي (2 / 186) عن إسماعيل بن جعفر بن عجلان عن القعقاع
ابن حكيم، وعن سمي، وعن عبيد الله بن مقسم عن أبي صالح به.
وأخرجه أحمد (2 / 297) والترمذي (1 / 350) من طريق صفوان بن عيسى عن محمد بن
عجلان عن القعقاع وحده، وقال الترمذي:
" حديث حسن صحيح ".

506
وأخرجه النسائي أيضا من طريق الليث عن ابن عجلان عن زيد بن أكم عن القعقاع
به.
1095 - حدثنا أبو موسى عيسى بن يونس الرملي، ثنا أيوب بن سويد، عن
أمية بن يزيد عن أبي المصبح، عن ثوبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
رأس الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولدينه ولرسوله ولأئمة
المسلمين وللمسلمين عامة حدثني به إن شاء الله.
1095 - إسناده ضعيف، وعلته أيوب بن سويد كما بينته في " الضعيفة " (2174)، وهو
مخرج هناك.
187 / 1 - (باب: كيف نصيحة الرعية للولاة).
1096 - حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا بقية، حدثنا صفوان بن عمرو، عن
شريح بن عبيد قال: قال عياض بن غنم لهشام بن حكيم ألم تسمع بقول رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ولكن يأخذ بيده فيخلوا به فإن
قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه.
1096 - إسناده صحيح، ورجاله ثقات، وبقية مدلس وقد صرح بالتحديث، وقد توبع
كما يأتي، وفي سماع شريح من عياض وهشام نظر كما يأتي عن الهيثمي.
والحديث أخرجه أحمد (3 / 403 - 404): ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان حدثني شريح بن عبيد
الحضرمي وغيره قال: فذكره وفيه قصة جرت بين عياض بن غنم وهشام بن حكيم وكلاهما
صحابي. وقال الهيثمي في " المجمع " (5 / 229):
" رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أني لم أجد لشريح من عياض وهشام سماعا وإن كان
تابعيا ".
قلت: وإنما أبدى الهيثمي هذا التحفظ مع أن شريحا قد سمع من معاوية بن أبي سفيان كما
قال البخاري ومن فضالة بن عبيد كما قال ابن ماكولا - لأنه قد روي عن جمع آخر من الصحابة
ولم يسمع منهم كما بينه الحافظ في " التهذيب " والله أعلم.
لكنه قد توبع، فأخرجه الحاكم (3 / 290) من طريق عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن

507
العلاء بن زبريق الحمصي: ثنا أبي ثنا عمرو بن الحارث عن عبد الله بن سالم عن الزبيدي ثنا
الفضيل بن فضالة يرد إلى عائذ، يرده عائذ إلى جبير بن نفير أن عياض بن غنم
الأشعري... الحديث نحوه بالقصة. وقال الحاكم:
" صحيح الإسناد ". ورده الذهبي بقوله:
" قلت: ابن زبريق واه ".
قلت: يعني إسحاق أبا عمرو، قال الحافظ:
" صدوق يهم كثيرا، وأطلق محمد بن عوف أنه يكذب ".
قلت: لكنه قد توبع، فسيأتي عند المصنف بعد حديث من طريق عبد الحميد بن إبراهيم
عن عبد الله بن سالم به، ويأتي الكلام عليه هناك.
(تنبيه) وقع عند الحاكم كما رأيت " عياض بن غنم الأشعري " فقال الحافظ في
" الإصابة ":
" وأظن (الأشعري) وهما - والله أعلم - فإن الذي ولي الإمرة حيث كان هشام هو الفهري لا
الأشعري ".
قلت: والوهم من ابن زبريق لأنه ضعيف كما عرفت، ولم تقع هذه النسبة في طريق
المصنف الآتية ولا عند غيره.
1097 - حدثنا محمد بن عوف، حدثنا محمد بن إسماعيل، ثنا أبي، عن
ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد قال: قال جبير بن نفير قال قال عياض بن
غنم لهشام بن حكيم: أو لم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
من أراد أن ينصح لذي سلطان في أمر فلا يبده (1) علانية ولكن ليأخذ بيده
فيخلوا به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه. (له) - نسخة
1097 - حديث صحيح، ورجاله ثقات غير محمد بن إسماعيل وهو ابن عياش وهو
ضعيف، لكنه يتقوى بالطريق التي قبله، والأخرى الآتية.
1098 - حدثنا محمد بن عوف، ثنا عبد الحميد بن إبراهيم، عن عبد الله بن
سالم، عن الزبيدي عن الفضيل بن فضالة يرده إلى ابن عائذ يرده ابن عائذ إلى
جبير بن نفير عن عياض بن غنم قال لهشام بن حكيم ألم تسمع يا هشام
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول:



(1) الأصل " ينبذه " والتصويب من " المسند " و " المجمع ".
508
من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فليأخذ بيده فليخلوا به فإن قبلها قبلها
وإن ردها كان قد أدى الذي عليه.
1098 - حديث صحيح، ورجاله كلهم ثقات، غير أن عبد الحميد بن إبراهيم وهو أبو
تقي الحمصي فيه ضعف من قبل حفظه، قال الحافظ:
" صدوق إلا أنه ذهبت كتبه فساء حفظه ".
قلت: فالحديث صحيح بمجموع طرقه والله أعلم.
وللحديث شاهد موقوف على عبد الله بن أبي أوفى. أخرجه أحمد (4 / 382 - 383) بسند
حسن عنه.
187 / 2 (باب: سؤال الرعية عما يجب لواليها عليها).
1099 - ثنا محمد بن عوف، ثنا محمد بن إسماعيل، عن أبيه، عن ضمضم بن
زرعة، عن شريح بن عبيد، عن المقدام بن معدي كرب قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول:
لا يكون رجل على قوم إلا جاء يوم القيامة يقدمهم وهم يتبعونه يسأل عنهم
ويسألون عنه.
1099 - إسناده ضعيف من أجل محمد بن إسماعيل كما تقدم قبل. والحديث قال الهيثمي
(5 / 208): " رواه الطبراني في " الأوسط " وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف ".
188 - (باب: ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصبر عندما يرى
المرء من الأمور التي يفعلها الولاة).
1100 - حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا أبان بن يزيد، حدثني يحيى بن أبي كثير
أن رجلا حدثه أن أبا سلام عن أبي مالك الأشعري قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
الصبر ضياء.
1100 - حديث صحيح، ورجال إسناده ثقات رجال مسلم غير الرجل الذي لم يسم

509
هنا، وقد سماه مسلم وغيره كما يأتي زيدا، وهو ابن سلام.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 342) من طريق يحيى بن إسحاق وعفان كلاهما عن أبان بن
يزيد ثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام به مرفوعا بلفظ: الطهور شطر الإيمان... الحديث
وفيه هذه الفقرة التي ساقها المصنف، وقد خرجت الحديث في " تخريج مشكلة الفقر " رقم
(59). وقد سقط من هذه الطريق ذكر الرجل مطلقا. والظاهر أنه رواية يحيى بن إسحاق،
فقد أعاد أحمد رواية عفان وحدها وفيها إثبات الرجل وتسميته فقال (5 / 343): ثنا عفان: ثنا
أبان حدثني يحيى بن أبي كثير عن يد عن أبي سلام به. وتابعه حبان بن هلال: حدثنا
أبان، حدثنا يحيى أن زيدا حدثه به. أخرجه مسلم (1 / 140) والترمذي (2 / 266) وقال:
" حديث صحيح ".
وتابعه معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام به لكنه قال: عن جده أبي سلام عن عبد
الرحمن بن غنم أن أبا مالك الأشعري حدثه به فزاد في الإسناد ابن غنم. أخرجه النسائي
(1 / 331) بإسناد جيد.
1101 - حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا حماد بن زيد، ثنا الجعد أبو
عثمان، ثنا أبو رجاء قال: سمعت ابن عباس يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر.
1101 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، والجعد هو ابن دينار اليشكري. وأبو رجاء
اسمه عمران بن ملحان العطاردي.
والحديث أخرجه الشيخان وغيرهما وهو مخرج في " الإرواء " (2453).
1102 - حدثنا أبو الربيع، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا يحيى بن سعيد، عن
أنس قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار ثم قال:
أما بعد إنكم ستروه بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني.
1102 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجه البخاري، وأبو الربيع هو
سليمان بن داود العتكي الزهراني.
والحديث أخرجه البخاري (2 / 81): حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد
به.
ثم أخرجه هو (2 / 293) وأحمد (3 / 167) من طرق أخرى عن يحيى بن سعيد به.

510
وأخرجه البخاري ومسلم من طريق الزهري عن أنس نحوه.
ورواه قتادة عن أنس عن أسيد بن حضير مرفوعا. وهو حديث آخر كما سبق بيانه برقم
(752) وله بعده هناك شاهد من حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه.
1103 - حدثنا أبو موسى، حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد قال سمعت
يحيى بن سعد يقول سمعت أنس بن مالك يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
فذكر نحوه.
1103 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الذي قبله.
1104 - حدثنا وهب بن بقية، حدثنا خالد بن عبد الله، عن مطرف، عن أبي
الجهم، عن خالد بن وهبان، عن أبي ذر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كيف أنت يا أبا ذر إذا كنت في قوم يستأثرون عليك بالفئ قال قلت والذي
بعثك بالحق إذا آخذ سيفي فأجالدهم حتى ألحق بك. قال: أولا أدلك على خير
من ذلك تصبر حتى تلقاني.
1104 - إسناده ضعيف، رجاله كلهم ثقات غير خالد بن وهبان فإنه مجهول الحال كما تقدم
ذكره في حديث آخر ساقه المصنف بهذا الإسناد (892).
والحديث أخرجه أبو داود (4759) وأحمد (5 / 180) من طرق أخرى عن مطرق بن
طريف به.
1105 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبثر، عن مطرف، عن أبي الجهم،
عن خالد بن وهبان عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
1105 - إسناده ضعيف لجهالة خالد بن وهبان، وهو مكرر الذي قبله.
189 (باب: ما أمر به النبي عليه السلام في الخارج على
أمته).
1106 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن بشر، عن مجالد، عن
زياد، ابن علاقة عن أسامة بن شريك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

511
من فرق بين أمتي وهم جميع فاضربوا رأسه كائنا من كان.
1106 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير مجالد وهو ابن سعيد فهو من
رجال مسلم، لكنه مقرون عنده، كما ذكر المنذري في آخر " ترغيبه " وليس بالقوي في
حفظه، وقد خولف في إسناده كما يأتي في الكتاب بعد حديث.
على أنه قد تابعه زيد بن عطاء بن السائب فقال: عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك
به نحوه دون قوله: " كائنا ما كان ".
أخرجه النسائي (2 / 166).
لكن زيد بن عطاء هذا مجهول الحال فلا يحتج بمتابعته.
1107 - ثنا إسماعيل بن سالم الصائغ، ثنا هشيم، عن مجالد، عن زياد بن
علاقة، عن أسامة بن شريك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
من خرج على أمتي وهم جميع فاقتلوه كائنا من كان.
1107 - حديث صحيح، وهو مكرر الذي قبله.
1108 - حدثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا شعبة وأبو عوانة، عن زياد
ابن علاقة سمع عرفجة سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
إنها ستكون هناة وهناة فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهم جميع فاضربوا
رأسه بالسيف كائنا من كان.
1108 - إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير يونس بن حبيب وهو
الأصبهاني راوي " سند أبي داود الطيالسي " وهو ثقة كما قال ابن أبي حاتم.
والحديث في " مسند الطيالسي " (1224) عن شيخيه المذكورين به. وأخرجه مسلم
(6 / 22) بإسنادين آخرين عنهما. والنسائي (2 / 166) وأحمد (5 / 23 - 24) عن شعبة
وحده. ثم أخرجه مسلم والنسائي من طرق أخرى عن زياد بن علاقة عن عرفجة به
قلت: فاتفاق هؤلاء الثقات على روايته عن زياد عن عرفجة لدليل واضح على خطأ مجالد
ابن سعيد ومن تابعه في قوله: عن زياد عن أسامة بن شريك كما في الطريقين المذكورين في
الكتاب قبله.

512
190 - (باب: ما ذكر عن النبي عليه السلام أن الخلافة
في قريش)
1109 - ثنا أبو صالح هدبة بن عبد الوهاب، حدثنا النضر بن شميل، ثنا
شعبة، عن حبيب بن الزبير، عن عبد الله بن أبي الهذيل قال: كنا نجالس عمرو
ابن العاص نذاكره الفقه فقال رجل من بكر لتنتهين قريش أو ليجعلن الله هذا
الأمر في جمهور من جماهير العرب فقال عمرو بن العاص: كذبت سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول:
الخلافة في قريش إلى قيام الساعة.
1109 - إسناده جيد، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير حبيب بن الزبير وهو ثقة.
ونحوه أبو صالح هدبة بن عبد الوهاب فإنه وثقه المصنف وابن حبان إلا أنه قال: " ربما
أخطأ ".
قلت: وأنا أخشى أن يكون وهم في متن الحديث فقال: " الخلافة في قريش " وقد رواه
جماعة من الثقات عن شعبة بلفظ: " قريش ولاة الناس " كما يأتي في الإسناد الذي بعده،
والمعنى واحد، فلعله رواه بالمعنى والله أعلم.
1110 - حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن حبيب بن الزبير
سمع عبد الله بن أبي الهذيل قال: قال رجل عند عمرو بن العاص: لتنتهين قريش
أو ليجعلن الله هذا الأمر في جمهور من جماهير العرب غيرها. فقال عمرو بن
العاص كذبت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
قريش ولاة الناس في الخير والشر إلى يوم القيامة.
1110 - إسناده صحيح على شرط مسلم غير حبيب فهو ثقة كما مضى آنفا.
والحديث أخرجه الترمذي وأحمد من طرق أخرى عن شعبة به. وقال الترمذي:
" حديث حسن غريب صحيح " وهو مخرج في " الصحيحة " (1155) وذكرت له ثمة
شاهدا يقويه.
1111 - ثنا محمد بن المثنى، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة مثله.

513
1111 - إسناده صحيح وهو مكرر الذي قبله
1112 - ثنا محمد بن مصفا، ثنا بشر بن شعيب، عن أبيه، حدثني الزهري
قال: كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث أنه بلغ معاوية وهو عنده في وفد من
قريش أن عبد الله بن عمرو يحدث أنه سيكون ملكا من قحطان فغضب معاوية
فقام فأثنى على الله عز وجل بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإنه بلغني أن رجالا
يحدثون بأحاديث ليست في كتاب الله ولا تؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوليكم
جهالكم وإياكم والأماني التي تضل أهلها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين.
1112 - إسناده جيد، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن مصفا وهو صدوق له
أوهام وكان يدلس، ولكنه قد صرح هنا بالتحديث، مع أنه قد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه الإمام أحمد (4 / 94): ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة به.
وأخرجه البخاري (2 / 382 و 4 / 384): حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب به.
1113 - ثنا عمر بن الخطاب، ثنا نعيم، ثنا ابن المبارك، ثنا معمر، عن
الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن معاوية، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
1113 - حديث صحيح، ورجاله ثقات غير نعيم وهو ابن حماد وهو ضعيف. لكنه لم
يتفرد به، فقد صح عن الزهري من طريق أخرى، وهو الذي قبله.
1114 - ثنا الحوطي وهشام بن عمار قالا ثنا إسماعيل بن عياش، عن ضمضم
ابن زرعة عن شريح بن عبيد، عن كثير بن مرة، عن عتبة بن عبد أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال:
الخلافة في قريش.
1114 - إسناده جيد، ورجاله ثقات. وقد رواه أحمد وغيره عن ابن عباس وصححه
العراقي وهو مخرج في " الصحيحة " (1851).
ويأتي له شاهد في الكتاب (1024) من حديث أبي هريرة موقوفا عليه.
1115 - ثنا محمد بن مصفا، حدثنا أبو اليمان، ثنا حريز بن عثمان، عن راشد

514
ابن سعد عن أبي حي المؤذن، عن ذي مجز قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كان هذا الأمر في حمير فنزعه الله منهم فجعله في قريش.
1115 - إسناده جيد، وهو مخرج أيضا في المصدر السابق (2022).
1116 - حدثنا أبو الربيع، ثنا هشيم، ثنا مجالد، عن الشعبي، عن مسروق،
عن عائشة قالت: قلت يا رسول الله كيف يكون هذا الأمر بعدك، قال: في قومك ما
كان فيهم خيرا.
1116 - إسناده ضعيف، مجالد - وهو ابن سعيد - ليس بالقوي.
1117 - ثنا أحمد بن عصام، ثنا أبو عاصم، ثنا عبد الله بن عطا الله حدثني ابن
القاري قال: كان ابن علقمة عاملا على مكة فضرب رجلا حليفا لقريش فجاء
أبوه علقمة فجنح عليه فأمر به فدفعوه فغضب الشيخ فجلس على باب داره قال
ابن القاري فجئت فجلست إليه فقال ألم تر ما صنع نافع بن أم نافع إنه ضرب
رجلا فجنحت عليه فحال بيني وبينه وضربه وقد حدثني كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال:
هذا الأمر في قريش من ناوأهم أو أراد أن يتبرأ منهم تحات كما تحات
الورق.
1117 - إسناده ضعيف مظلم، عبد الله بن عطاء الله لم أعرفه وابن القاري الظاهر أنه
عبد الله بن عثمان بن خثيم المكي حليف بني زهرة، وهو من رجال مسلم.
وابن علقمة الضارب للرجل الحليف لم أعرفه، والسياق بعده يدل على أن الضارب هو
نافع بن أم نافع. والله أعلم، وأيهما كان فليس لهما علاقة بالإسناد.
وأما علقمة أبو المضروب، فهو علقمة بن فضلة كما وقع في رواية ابن منده من طريق ابن
القاري عنه به. كما في " التهذيب " ولم يسق الحديث. وقال في " التقريب ":
" مكي كناني، وقيل كندي تابعي صغير مقبول ".
1118 - حدثنا أبو كريب، ثنا أبو يحيى الحماني، عن الأعمش، عن حبيب،
عن أبي ثابت، عن القاسم، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي مسعود

515
الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش:
إن هذا الأمر فيكم وأنتم ولاته.
1118 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال مسلم غير بن القاسم وهو ابن محمد بن
عبد الرحمن بن الحارث المخزومي وهو مجهول لم يرو عنه غير حبيب أبي ثابت. وقول الهيثمي
فيه: " وهو ثقة " إنما هو اعتماد منه على توثيق ابن حبان إياه. و تساهله في التوثيق معروف ولذلك
قال الذهبي:
" غير معروف ". وقال الحافظ:
" مقبول " يعني عند المتابعة.
قلت: وقد خولف في إسناده، فقال ابن شهاب: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن
عبد الله بن مسعود قال: فذكره مرفوعا وفيه قصة. فجعل الحديث من مسند ابن مسعود وليس
من مسند أبي مسعود الأنصاري، وهو الصواب لأن الزهري جبل في الثقة والضبط فلا يذكر
معه ذاك المجهول.
رواه الإمام أحمد وغيره وهو مخرج في " الصحيحة " (1552).
والحديث قال الهيثمي (5 / 193):
" رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح خلا القاسم بن محمد بن عبد الرحمن
ابن عبد الحارث وهو ثقة "!
كذا قال! وقد عرفت ما في هذا التوثيق من التساهل.
1119 - ثنا أبو بكر، ثنا الفضل بن دكين، عن سفيان، عن حبيب بن أبي
ثابت عن القاسم بن الحارث، عن عبد الله بن عتبة، عن أبي مسعود قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش:
إن هذا الأمر لا يزال فيكم وأنتم ولاته ما لم تحدثوا أحداثا فإذا فعلتم سلط
عليكم شرار خلقه فيلحتوكم كما يلحت (1) القضيب.



(1) الأصل " فيلحبوكم كما يلحب " والتصويب من " النهاية " وقال: " اللحت: القشر ولحت العصا
إذا قشرها، ولحته إذا أخذ ما عنده ولم يدع له شيئا ". ولفظ " المسند " في رواية: " فالتحوكم "
وفي أخرى: " فيلتحيكم ". قال ابن الأثير: يقال: (لحوت الشجرة ولحيتها والتحيتها إذا
أخذت لحاءها وهو قشرها ".
516
1119 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير القاسم وهو مجهول كما سبق
بيانه في الذي قبله.
1120 - ثنا أبو بكر، ثنا وكيع، ثنا الأعمش، ثنا سهل أبو الأسود (1)، عن
بكير الجزري عن أنس بن مالك قال: قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في بيت رجل
من الأنصار فأخذ بعضاوتي الباب فقال: الأئمة من قريش.
1120 - حديث صحيح، ورجاله ثقات، غير بكير وهو ابن وهب الجزري ففيه ضعف.
لكن تابعه جمع خرجت طرقهم في " الإرواء " (520) وبعضها صحيح، كما تراه محققا هناك
مع ذكر شواهد له من لفظه، وقد ساق له المصنف بعده شواهد أخرى بالمعنى بعضها في
" الصحيحين " أو أحدهما كما يأتي.
1121 - ثنا أبو بكر، ثنا أبو أسامة، عن عوف، عن زياد بن نحران، عن
أبي كنانة عن أبي موسى قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على باب فيه نفر من قريش فقال:
إن هذا الأمر في قريش.
1121 - حديث صحيح، ورجاله كلهم ثقات غير أبي كنانة وهو مجهول الحال.
والحديث أخرجه أحمد (4 / 396): ثنا محمد بن جعفر ثنا عوف، وحماد بن أسامة حدثني
عوف به.
والحديث قال الهيثمي (5 / 193):
" رواه أحمد والبزار والطبراني ورجال أحمد ثقات ".
كذا قال، أبو كنانة لم يوثقه أحد غير ابن حبان، وهو عمدة الهيثمي في توثيقه، وفيه نظر
ظاهر طالما نبهنا عليه، ولذلك لم يوثقه الحافظ بل قال فيه: " مجهول "
نعم الحديث صحيح بالنظر إلى شواهده الكثيرة كحديث أنس الذي قبله، وفي معناه
الأحاديث الآتية في الباب.
1122 - حدثنا أبو بكر، ثنا معاذ بن معاذ، عن عاصم بن محمد بن زيد قال:
سمعت أبي يقول سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:



(1) كذا الأصل، وقد اختلف في اسمه وكنيته، وفي " التهذيب " أن الأعمش قال في كنيته: " أبو
الأسد ". وفي الكتاب كما ترى: " أبو الأسود "، فهل اختلف فيه على الأعمش أيضا أم هو
خطأ من النساخ، وقد صححوا أنه " أبو الأسد ".
517
" لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان " قال عاصم: حدثنيه وحرك
أصبعيه.
1122 - إسناده صحيح على شرط البخاري، وقد أخرجه هو ومسلم وغيرهما من طرق
أخرى عن عاصم بن محمد به. وهو مخرج في " الصحيحة " (375)، أحد أسانيده عند أحمد
(2 / 29) من طريق معاذ وزاد في آخره: " يلويهما " وزاد الإسماعيلي: " وأشار بأصبعه
السبابة والوسطى ".
1123 - ثنا دحيم، ثنا مروان بن معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن
أبيه، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
لا يزال هذا الدين قائما حتى تكون عليهم اثني عشر خليفة كلهم مجتمع عليه
الأمة فسمعت من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا لم أفهمه فقلت لأبي: ما يقول: قال: يقول كلهم
من قريش.
1123 - إسناده ضعيف من أجل أبي خالد والد إسماعيل، فهو مجهول وقد تفرد
بقوله في الحديث: " كلهم مجتمع عليه "، وقد جاء الحديث من طرق أخرى عن جابر بن
سمرة دون هذه الزيادة فهي منكرة، وقد خرجت الحديث، من هذه الطريق وغيرها في
" الصحيحة " (376 و 962) فلا داعي للإعادة.
1124 - ثنا أبو بكر، ثنا زيد بن الحباب، ثنا معاوية بن صالح، ثنا أبو مريم
قال سمعت أبا هريرة يقول:
الخلافة في قريش.
1124 - إسناده جيد، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير أبي مريم وهو الأنصاري الشامي
وهو ثقة.
والحديث موقوف في حكم المرفوع. لشواهده الكثيرة في الباب وغيره. وقد تقدم له شاهد
بلفظه في الكتاب برقم (1014).
1125 - حدثنا أبو بكر، ثنا عفان، ثنا سكين بن عبد العزيز، عن أبي المنهال
سيار بن سلامة قال: دخلت مع أبي على أبي برزة (1) وأنا غلام فقال: قال رسول



(1) الأصل " بردة " وهو خطأ.
518
الله صلى الله عليه وسلم:
الأئمة من قريش.
1125 - حديث صحيح إسناده حسن، ورجاله ثقات غير سكين بن عبد العزيز، وهو
مختلف فيه، والراجح عندي أنه حسن الحديث.
والحديث رواه أحمد وغيره من طريق سكين وهو مخرج في " الإرواء " (رقم 520).
1126 - ثنا الحسن بن علي، ثنا سنيد بن داود، عن حجاج، عن ابن جريج،
حدثني محمد بن طلحة، عن معاوية بن أبي سفيان أنه قال وهو على المنبر أن
رسول الله صلى الله عليه وسل قال:
لا يزال والي من قريش.
1126 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف، سنيد بن داود قال الحافظ:
" ضعيف مع إمامته ومعرفته لكونه كان يلقنه حجاج بن محمد شيخه ".
ومحمد بن طلحة الظاهر أنه ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق التيمي المدني،
فإنهم قد ذكروا في الرواة عنه ابن جريج، لكنهم لم يذكروا في شيوخه معاوية بن أبي
سفيان، وإنما معاوية بن جاهمة، وهو تابعي وقيل إنه صحابي.
لكن الحديث صحيح، فإنه قد صح من طريق أخرى عن معاوية رضي الله عنه بأتم منه
وقد مضى في الكتاب برقم (1012).
1127 - ثنا ابن كاسب، ثنا شيخ من قريش يعني الكريزي، عن هشام بن
عبد الله بن عكرمة بن عبد الرحمن، عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي، عن أبيه أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال:
نحن ولاة هذا الأمر حتى ندفعه إلى عيسى بن مريم.
1127 - إسناده ضعيف، هشام بن عبد الله بن عكرمة قال ابن حبان:
" ينفرد بما لا أصل له من حديث هشام بن عروة، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا
انفرد ".
والكريزي الظاهر أنه محمد بن سعيد بن زياد الأثرم، قال الذهبي:

519
" ضعفه أبو زرعة وقال أبو حاتم: كتبت عنه وتركت حديثه فإنه منكر الحديث ".
1128 - حدثنا أبو بكر، ثنا يعلى بن عبيد، ثنا محمد بن عمرو، عن أبي
سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الناس تبع لقريش في هذا الأمر خيارهم لخيارهم وشرارهم تبع لشرارهم.
1128 - حديث صحيح، وإسناده حسن رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن
عمرو فإنهما أخرجا له متابعة وهو حسن الحديث. لكنه لم يتفرد به، فقد أخرجه الشيخان
وغيرهما من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به. وله شواهد خرجتها مع الحديث
في " الصحيحة " (1006)، أحدها من حديت معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وهو
الآتي في الكتاب بعده.
1129 - حدثنا أبو بكر، ثنا الفضيل بن دكين، عن عبد الله بن مبشر، عن
زيد أبي عتاب قال: قام معاوية على المنبر فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الناس تبع لقريش في هذا الأمر خيارهم تبع لخيارهم وشرارهم تبع
لشرارهم.
1129 - إسناده صحيح، ورجاله كلهم ثقات.
والحديث أخرجه أحمد (4 / 101): ثنا أبو نعيم به. ووصله الطبراني أيضا كما في ترجمة
عبد الله بن مبشر من " تعجيل المنفعة ".
191 (باب: في ذكر خلافة الراشدين المهديين أبي بكر
وعمر وعثمان وعلي أئمة العدل رضوان الله عليهم).
1130 - ثنا الفضيل بن حسين، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا ليث بن أبي
سليم، عن عبد الرحمن بن سايط، عن أبي ثعلبة، عن معاذ بن جبل وأبي عبيدة
قالا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن هذا الأمر بدأ رحمة ونبوة ثم خلافة ورحمة.
1030 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال مسلم غير ليث بن أبي سليم وكان اختلط،

520
ولكنه لم ينفرد به كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو يعلى (1 / 248 - 249) والبزار (ص 177) من طريق جرير وأبو
نعيم في " الدلائل " (ص 200) عن فضيل بن عياض كلاهما عن ليث به. إلا أن البزار لم
يذكر معاذا. ورواه الطبراني عن معاذ وأبي عبيدة معا نحوه. قال الهيثمي (5 / 189):
" وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس، وبقية رجاله ثقات ".
قلت: ولي عليه ملاحظات:
الأولى: ما ذكره في الليث خطأ محض، كثيرا ما يقع فيه الهيثمي رحمه الله، وقد تعقبه
الحافظ ابن حجر في غير هذا الحديث فقال في " زوائد البزار " (ص 297):
" قلت: ما علمت أحدا صرح بأنه ثقة، ولا من وصفه بالتدليس قبل الشيخ ".
الثانية: أنه مع رميه إياه بالتدليس، قد قال في " زوائد البزار " عقب الحديث:
" هذا إسناد حسن "!
الثالثة: أن قوله ذلك يوهم أنه تفرد به وليس كذلك، فقد قال البزار: حدثنا محمد بن
مسكين ثنا يحيى بن حسان ثنا يحيى بن حمزة عن مكحول عن أبي ثعلبة عن أبي عبيدة بن
الجراح مرفوعا به.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم، ولكنه معلول بالانقطاع في موضعين:
الأول: بين مكحول وأبي ثعلبة فإنه مرسل لم يسمع منه.
والآخر: أنهم لم يذكروا يحيى بن حمزة في الرواة عن مكحول وسنه مما يبعد صحة السماع
منه فإنه كان له نحو عشر سنين حين مات مكحول والله أعلم.
لكن الحديث صحيح لأن له شواهد يتقوى بها منها ما رواه مؤمل بن إسماعيل: ثنا حماد
ابن سلمة عن سعيد بن جمهان عن سفينة أن رجلا قال: يا رسول الله رأيت كأن ميزانا دلي من
السماء... الحديث وفي آخره:
" فستاء لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: خلافة نبوة ثم يؤتي الله الملك من يشاء ".
أخرجه البزار (ص 176) والحاكم (3 / 71) شاهدا لحديث أبي بكرة الآتي بعده في
الكتاب، وقال الهيثمي في " زوائد البزار ".
" إسناده حسن ". كذا قال. ومؤمل فيه ضعف، لكنه يتقوى بحديث أبي بكرة المشار إليه
آنفا.

521
1131 - ثنا أبو بكر، ثنا قبيصة بن عقبة، عن حماد بن سلمة، عن علي بن
زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الميزان فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
خلافة ونبوة.
1131 - حديث صحيح، ورجاله ثقات غير علي بن زيد وهو ابن جدعان وهو ضعيف من
قبل حفظه، لكن يشهد له حديث سفينة الذي ذكرته آنفا.
والحديث أخرجه أبو داود (4635) وأحمد (5 / 44 و 50) من طرق أخرى عن حماد بن
سلمة به، وقد ساق الإمام أحمد لفظه بتمامه، واختصره المصنف رحمه الله اختصارا شديدا أشار
إليه بقوله: " في الميزان "، فإليك لفظه بالتمام:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الرؤيا الحسنة، ويسأل عنها، وإنه قال ذات يوم: أيكم رأى
رؤيا؟ فقال رجل من القوم: أنا رأيت ميزانا دلي من السماء، فوزنت أنت وأبو بكر،
فرجحت بأبي بكر، ثم وزن فيه أبو بكر وعمر، فرجح أبو بكر بعمر، ثم وزن فيه عمر
وعثمان فرجح عمر بعثمان، ثم رفع الميزان، فاستاء لها النبي صلى الله عليه وسلم، أي أولها، فقال: خلافة
نبوة، ثم يؤتي الله تبارك وتعالى الملك من يشاء ". وسيأتي في الكتاب (1135):
وتابعه أشعث بن عبد الملك الحمراني عن الحسن عن أبي بكرة به نحوه دون قوله:
" فقال: خلافة... ".
أخرجه أبو داود (4634) والترمذي (2 / 46) والحاكم (3 / 71) وقال:
" صحيح على شرط الشيخين ". ورده الذهبي بقوله:
" قلت:: أشعث هذا ثقة، لكن ما احتجابه ". وقال الترمذي:
" حديث حسن صحيح ".
وأقول: إن كان الحسن وهو البصري سمعه من أبي بكرة، فإنه مدلس، وقد صرح
بالتحديث في غير ما حديث عنه، فلعل هذا منها، ولكني لم أجد الآن تحديثه فيه.
1132 - ثنا المقدمي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن زيد (1)، عن علي



(1) كذا الأصل، ولعل الصواب: " بن سلمة " فإن الحديث حديثه في جميع الطرق التي وقفت عليها
عند المصنف وغيره، وسيأتي على الصواب عنده أيضا بهذا الإسناد رقم (1136).
522
ابن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
خلافة ونبوة ثم يؤتي الملك من يشاء.
1132 - حديث صحيح، وهو مكرر الذي قبله.
1133 - ثنا إبراهيم بن حجاج، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن
عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
خلافة ونبوة مثله.
1133 - حديث صحيح، وهو مكرر الذي قبله.
1134 - حدثنا عمرو بن عثمان ومحمد بن مصفا قالا: ثنا محمد بن حرب، عن
الزبيدي عن الزهري، عن عمرو بن أبان بن عثمان، عن جابر بن عبد الله أنه
كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
أري الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله صلى الله عليه وسلم ونيط عمر بأبي بكر
ونيط عثمان بعمر. قال جابر بن عبد الله: فلما قمنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا:
الرجل الصالح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما ما ذكر من نوط بعضهم ببعض فهم ولاة
هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم.
1134 - إسناده ضعيف، ورجاله ثقات غير عمرو بن أبان بن عثمان، فإنه مجهول الحال
لم يرو عنه غير الزهري وعبد الله بن علي بن أبي رافع الملقب (عبادل)، ولم أعرفه، وكأنه
لذلك لم يوثق ابن أبان هذا أحد غير ابن حبان على قاعدته المعروفة في توثيق المجهولين، ومع
ذلك فقد أبدى شكه في سماعه من جابر فقال:
" ولا أدري أسمع منه أم لا؟ ".
والحديث أخرجه أبو داود (4636): حدثنا عمرو بن عثمان: ثنا محمد بن حرب به.
وأخرجه أحمد (3 / 355): حدثنا يزيد بن عبد ربه حدثنا محمد بن حرب به. وأخرجه الحاكم
(3 / 71 - 72) من طريق رابع عن محمد بن حرب به. وصححه هو والذهبي!!



(1) الأصل " قام عند " والتصحيح من " المسند " و " أبي داود " و " المستدرك ". وعلى هامش
الأصل: " عنا، نسخة " يعني مكان: " عند " وهي أقرب إلى الصواب، لاستقامة المعنى،
لكن الأصح ما أثبتنا لمطابقته ما ذكرنا من المصادر.
523
1135 - ثنا إبراهيم بن حجاج، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عبد
الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه أن رجلا قال: يا رسول الله رأيت كأن ميزانا دلي من
السماء فوزنت فيه أنت وأبو بكر، فرجحت بأبي بكر، ثم وزن فيه أبو بكر
وعمر فرجح أبو بكر بعمر، ثم وزن فيه عمر وعثمان، فرجح عمر بعثمان، ثم
رفع الميزان، فاستألها (1) يعني تأولها ثم قال: خلافة نبوة ثم يؤتي الله الملك من
يشاء.
1135 - حديث صحيح، وهو مكرر الأحاديث المتقدمة (1031 - 1033)، والرقم
الأخير منها إسناده إسناد هذا تماما. ولكن المصنف هنا قد ساق لفظه بتمامه كما نقلته هناك عن
المسند.
قلت: ولعل هذه الرواية أرجح، لأنها تتفق مع تفسير الراوي لها بقوله: " يعني تأولها ". والله
أعلم.
1136 - ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن
سلمة، عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة، عن النبي
صلى الله عليه وسلم مثله.
1136 - حديث صحيح، وهو مكرر الذي قبله، وغيره مما أشرت إليه ثم، وراجع
التعليق على الحديث (1132).
1137 - ثنا أبو بكر، ثنا شريك، عن أشعث بن أبي الشعثاء. عن الأسود
ابن هلال أن أعرابيا لهم قال: شهدت صلاة الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم
وأقبل على الناس بوجهه، فقال: رأيت ناسا من أمتي البارحة وزنوا فوزن أبو
بكر، ووزن عمر فوزن ثم ذكر الحديث.
1137 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير شريك، وهو ابن عبد الله
القاضي فهو من رجال مسلم متابعة، وفيه ضعف من قبل حفظه، لكن يشهد له الأحاديث
المتقدمة، وحديث ابن عمر الآتي بعده.



(1) كذا الأصل وهو رواية، وفي " المسند " وغيره، " فاستاء لها ". قال ابن الأثير: " استاء بوزن
أستاك افتعل من السوء، وهو مطاوع ساء، يقال استاء فلان بمكاني. أي ساءه ذلك. ويروى:
" فاستألها " أي طلب تأولها بالتأمل والنظر ".
524
1138 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو داود الحفري عمر بن سعد،
عن بدر بن عثمان، عن عبيد الله بن أبي مروان (1)، عن أبي عائشة، عن ابن عمر
قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال:
رأيت آنفا كأني أعطيت المقاليد والموازين، فأما المقاليد فهي المفاتيح،
فوضعت في كفة، ووضعت أمتي في كفة، فرجحت لهم، ثم جئ بأبي بكر
فرجح بهم، ثم جئ بعمر فرجح بهم، ثم جئ بعثمان فرجح، ثم رفعت، فقال
له رجل: فأين نحن؟ قال: أنتم حيث جعلتم أنفسكم.
1138 - حديث صحيح، ورجال إسناده ثقات رجال مسلم غير عبيد الله بن مروان، لا
يعرف إلا من رواية بدر بن عثمان، ومع ذلك وثقه ابن حبان. وأبو عائشة الظاهر أنه مسروق
ابن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي أبو عائشة.
والحديث أخرجه أحمد (2 / 76): ثنا أبو داود عمر بن سعد به. وقال الهيثمي (585 -
59):
" رواه أحمد والطبراني... ورجاله ثقات "!
1139 - ثنا محمد بن فضيل، ثنا أبو داود عمر بن سعد، ثنا بدر بن عثمان،
عن عبيد الله بن أبي مروان (1)، عن أبي عائشة، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم
نحوه.
1139 - حديث صحيح، وهو مكرر الذي قبله.
1140 - حدثنا عقبة بن مكرم، حدثنا أبو عاصم، عن عمر بن محمد، عن
سالم بن عمر قال: إنكم لتعلمون أنا كنا نقول في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو
بكر وعمر وعثمان في الخلافة.
1140 - إسناده صحيح على شرط مسلم.



(1) كذا في " الموضعين: " ابن أبي مروان ". وفي " المسند ": " وابن مروان " وكذلك هو في
" الجرح والتعديل " و " التعجيل "، فهو الصواب إن شاء الله تعالى.
525
والحديث أخرجه أبو داود (4628) من طريق ابن شهاب قال: قال سالم بن عبد الله: إن
ابن عمر قال:
" كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي: أفضل أمة النبي صلى الله عليه وسلم بعده أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان
رضي الله عنهم أجمعين ".
وأخرجه البخاري (2 / 418) وأبو داود (4627) من طريق نافع عن ابن عمر نحوه.
1141 - حدثنا هدبة، ثنا حماد بن سلمة " ثنا الأشعث بن عبد الرحمن، عن
أبيه، عن سمرة بن جندب أن رجلا قال: يا رسول الله إني رأيت فيما يرى النائم
كأن دلوا دليت من السماء، فجاء أبو بكر فأخذ بعراقيها، (1) فشرب شربا، ثم
جاء عمر فأخذ بعراقيها، فشرب حتى تضلع ثم جاء عثمان فشرب حتى تضلع،
ثم جاء آخر فأخذ بعراقيها، فانتشطت فانتضح (2) عليه ولم يشرب.
1141 - إسناده ضعيف، ورجاله موثقون غير عبد الرحمن والد الأشعث وهو الأزدي
الجرمي. فإنه مجهول، قال الذهبي:
" ما حدث عنه سوى ولده أشعث "
قلت: وذكره ابن حبان على قاعدته في " الثقات "!
والحديث أخرجه أبو داود (4637) وأحمد (5 / 21) من طرق أخرى عن حماد به.
1142 - ثنا أبو بكر حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا أشعث بن عبد
الرحمن الجرمي، عن أبيه، عن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه إلا أنه قال فأخذ
بعراقيها (3).
1142 - إسناده ضعيف،: هو مكرر الذي قبله.
1143 - حدثنا سلمة، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن
عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: كان أبو هريرة يحدث أن رجلا أتى النبي



(1) جمع عرقوة وهي الخشبة المعروضة على فم الدلو، وهما عرقوتان كالصليب، نهاية.
(2) أي أصابه رشاش من ماء الدول.
(3) كذا الأصل هنا، وكذلك في الرواية التي قبلها. وقوله هنا: " إلا أنه قال: فأخذ بعراقيها "
يشعر بأنه على خلاف ما في الرواية الأولى، فهذا مما لم يظهر لي، فلعل في الأصل شيئا من
التحريف. والله أعلم.
526
صلى الله عليه وسلم قال:
إني رأيت كأن ظلة ينطف منها السمن والعسل ورأيت الناس يتكفنون
بأيديهم فالمستكثر والمستقل ورأيت سببا واصلا من السماء إلى الأرض فأراك يا
رسول الله أخذت به فعلوت به ثم أخذ به رجل بعدك فعلا به ثم أخذ به رجل
آخر فعلا به ثم أخذ به رجل آخر فانقطع به ثم وصل له فعلا به فقال أبو بكر: أي
رسول الله بأبي أنت وأمي لتدعني فلأعبرها قال أما السبب الواصل من السماء
إلى الأرض فهو الحق الذي أنزل الله عليك فأخذ به فيعليك الله ثم يأخذ به بعدك
رجل فيعلوا ثم يأخذه آخر فيعلو به ثم يأخذه آخر فينقطع ثم يوصل فيعلو به إلى
السماء.
1143 - إسناده صحيح على شرط الشيخين غير سلمة وهو ابن شبيب النيسابوري فهو على
شرط مسلم وحده، وهو ثقة وقد توبع.
والحديث أخرجه أحمد (1 / 236): حدثنا عبد الرزاق به، إلا أنه لم يقل: " قال: كان
أبو هريرة يحدث " جعله من مسند ابن عباس.
وأخرجه أبو داود (4632) والترمذي (2 / 47) وابن ماجة (3918) من طرق أخرى عن
عبد الرزاق به مثل رواية أحمد إلا أنه زاد فقال: " عن ابن عباس أو أبي هريرة. قال عبد
الرزاق: كان معمر أحيانا يقول: عن ابن عباس. وأحيانا يقول: عن أبي هريرة ".
أقول: والصواب الأول: عن ابن عباس كما في رواية أحمد، لأنه رواه جمع من الثقات
الأثبات عن الزهري... به عنه.
كذلك أخرجه البخاري (4 / 362 - 363) ومسلم وأبو داود (4632) والدارمي (ص
275 - هندية) وابن ماجة أيضا وأحمد من الطرق المشار إليها... عن ابن عباس.
1144 - حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، ثنا أبي
عن ثمامة عن أنس بن مالك أن خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مع أبي بكر وعمر
وعثمان سنين يعمل بمثل عمليهما قال أنس فبينما هو في يد عثمان ونحن معه ببئر
أريس فقال بالخاتم يقلبه فسقط منه في البئر فاختلفنا مع أمير المؤمنين ننزع فما
قدرنا عليه.
1144 - إسناده جيد، ورجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عبد الله الأنصاري والد

527
محمد، فهو من رجال البخاري، وفيه ضعف من قبل حفظه، حتى قال الحافظ:
" صدوق كثير الغلط ".
ومع ذلك فقد احتج به البخاري. وأخرج له هذا الحديث نفسه كما يأتي. لكن الحديث
صحيح ولا شك لأن له طريقا أخرى وشواهد عقب المصنف بأحدها، وسأذكر الطريق
الأخرى مع بعض الشواهد.
والحديث أخرجه ابن سعد في " الطبقات " (1 / 476 - 477): أخبرنا محمد بن عبد الله
الأنصاري به. وبهذا الإسناد أخرجه الإمام البخاري إلا أنه ليس فيه سقوط الخاتم ثم قال:
وزادني أحمد: حدثنا الأنصاري... الحديث بتمامه.
وله طريق أخرى تقويه، وتشهد أن الأنصاري حفظه ولم يغلط فيه، فقال أبو داود
(4215): حدثنا وهب بن بقية عن خالد عن سعيد عن قتادة عن أنس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
ومن شواهد ما رواه عبيد الله عن نافع عن ابن عمر نحوه.
أخرجه البخاري (4 / 90) ومسلم (6 / 150) وأبو داود (4218) وابن سعد (1 / 472 -
473).
لكن في رواية لمسلم من طريق أيوب بن موسى عن نافع... بلفظ:
" وهو الذي سقط من معيقيب في بئر أريس ".
قال الحافظ عقب هذه الرواية:
" وهذا يدل على أن نسبة سقوطه إلى عثمان نسبة محازية، أو بالعكس، وأن عثمان طلبه
من معيقيب فختم به شيئا واستمر في يده وهو مفكر في شئ يعبث به فسقط في البئر، أورده
إليه فسقط منه، والأول هو الموافق لحديث أنس، وقد أخرج النسائي من طريق المغيرة بن
زياد عن نافع هذا الحديث وقال في آخره: " وفي يد عثمان ست سنين من عمله، فلما كثرت
عليه (الكتب) دفعه إلى رجل من الأنصار فكان يختم به، فخرج الأنصاري إلى قليب لعثمان
فسقط، فالتمس فلم يوجد ".
قلت: ورواية النسائي هذه أخرجها في " الزينة " (2 / 291) ورجالها ثقات رجال الشيخين
غير المغيرة بن زياد وفيه ضعف، وقال الحافظ في " التقريب ":
" صدوق له أوهام ".
قلت: فلا يحتج به عند المخالفة.

528
وللحديث شاهدان آخران مرسلان أحدهما من مرسل سعيد بن عمر والقرشي. والآخر
من مرسل محمد بن سيرين. أخرجهما ابن سعد (1 / 474 - 477).
1145 - ثنا عبد الله بن شبيب، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا معن بن
عيسى ثنا أبو عبادة الزرقي، عن الزهري، عن السايب بن يزيد قال كان خاتم
رسول الله صلى الله عليه وسلم في يد أبي بكر حتى هلك ثم في يد.
1145 - حديث صحيح، وإسناده ضعيف جدا، أبو عبادة الزرقي واسمه عيسى عبد
الرحمن بن فروة وقيل ابن سبرة الأنصاري متروك. وعبد الله بن شبيب واه. والعمدة على
الأحاديث التي ذكرتها قبله.
والحديث أورده الهيثمي في " المجمع " (5 / 153) وقال:
" رواه الطبراني، وفيه عيسى بن بشر بن عباد، ولم أعرفه ".
قلت: ولعله عيسى بن عبد الرحمن أبو عبادة المتقدم تحرف اسمه على بعض النساخ،
والأصل: عيسى بن سيرة أبو عبادة. الله أعلم.
1146 - حدثنا محمد بن عوف، ثنا عبد الحميد بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن
سالم، عن الزبيدي حدثني حميد أن عبد الرحمن بن أبي عوف حدثه أنه سمع عبد
ربه، أنه سمع عاصم بن حميد يقول: إن أبا ذر قال: إني انطلقت ألتمس
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في بعض حوائط المدينة، فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قاعد، فأقبل إليه
أبو ذر حتى سلم على النبي (صلى الله عليه وسلم). قال أبو ذر: وحصيات موضوعة بين يديه
فأخذهن في يده فسبحن في يده ثم وضعهن في الأرض، فسكتن ثم أخذهن
فوضعهن في يد أبي بكر فسبحن في يده، ثم أخذهن فوضعهن في الأرض
فخرسن، ثم أخذهن فوضعهن في يد عمر فسبحن في يده، ثم أخذهن فوضعهن
في الأرض فخرسن ثم أخذهن فوضعهن في يد عثمان فسبحن ثم أخذهن
فوضعهن في الأرض فخرسن.
1146 - حديث صحيح. ورجال إسناده ثقات غير عبد الحميد بن إبراهيم وهو أبو تقي فيه
ضعف من قبل حفظه، ولكنه قد توبع. وعبد ربه: الظاهر أنه ابن سعيد بن قيس الأنصاري
المدني مات سنة (140)، فإن كان كذلك فهو من رواية الأكابر عن الأصاغر فإن حميد بن عبد
الرحمن بن أبي عوف - وهو أبو عثمان المدني - مات سنة (95) وقيل (105).

529
والحديث أورده الهيثمي (5 / 179) من حديث أبي ذر أيضا وزاد في آخره:
" قال الزهري: هي الخلافة التي أعطاها الله أبا بكر وعمر وعثمان ". وقال: " رواه الطبراني
في " الأوسط " وفيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف. وله طريق أحسن من هذا في " علامات
النبوة " وإسناده صحيح، وليس فيها قول الزهري في الخلافة ".
وأورده في المكان الذي أشار إليه (8 / 298 - 299) من طريق سويد بن زيد عن أبي ذر به
أتم منه وقال:
" رواه البزار بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات، وفي بعضهم ضعف، وزاد في أحد طريقيه:
يسمع تسبيحهن من في الحلقة في كل واحد، ثم دفعهن إلينا فلم يسبحن مع أحد منا ".
1147 - ثنا أبو بكر، ثنا يزيد بن هارون، ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة
قال: قال نافع بن عبد الحارث: دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حائطا من حيطان
المدينة وقال: أمسك علي الباب فجاء فجلس على القف ودلى رجليه في البئر،
فضرب الباب فقلت: من هذا؟ قال أبو بكر: فقلت: يا رسول الله هذا أبو
بكر. فقال: أئذن له وبشره بالجنة. قال: فأذنت له وبشرته بالجنة، فجاء
فجلس مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على القف ودلى رجليه في البئر ثم ضرب الباب
فقلت: من هذا؟ قال: عمر قلت: يا رسول الله هذا عمر. قال: أئذن له
وبشره بالجنة، فأذنت وبشرته بالجنة، فجاء فجلس مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على
القف ودلى رجليه في البئر، ثم ضرب الباب فقلت: من هذا؟ فقال: عثمان
فقلت: يا رسول الله هذا عثمان. قال: أئذن له وبشره بالجنة معها بلاء فأذنت له
وبشرته بالجنة. قال فجاء فجلس مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على قفه ودلى رجليه في
البئر.
1147 - حديث صحيح. وإسناده حسن، وقد خولف ابن عمرو في إسناده كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (3 / 408): ثنا يزيد بن هارون به وأخرجه أبو داود (5188) من
طريق إسماعيل بن جعفر ثنا محمد بن عمرو به ولم يسقه بتمامه.
وقد خولف محمد بن عمرو في إسناده فقال أحمد (4 / 407): ثنا يعقوب: ثنا أبي عن
صالح قال: حدث أبو الزناد أن أبا سلمة أخبره أن عبد الرحمن بن نافع بن الحارث الخزاعي
أخبره أن أبا موسى أخبره أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان في حائط في المدينة... الحديث.

530
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين غير عبد الرحمن بن نافع وهو ابن عبد الحارث
الخزاعي. ذكره ابن شاهين في الصحابة وعزاه لابن سعد ولم يبين مستند ذلك وأبوه صحابي
شهير.
قلت: ولعل هذا أصح إسنادا من رواية محمد بن عمرو، فإن أبا الزناد أوثق منه وأحفظ،
ثم إن الحديث معروف بأبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قد توبع عبد الرحمن بن نافع من
جمع من الثقات:
1 - أبو عثمان النهدي عنه. أخرجه أحمد (4 / 393، 396) والبخاري (2 / 428) ومسلم
(7 / 117) والترمذي (2 / 297) وقال: حديث حسن صحيح.
2 - سعيد بن المسيب، حدثني أبو موسى الأشعري به.
أخرجه البخاري (4 / 375 - 376) ومسلم (7 / 119) من طريق شريك بن عبد الله بن أبي
نمر عنه به، وفيه:
" فدخل (عثمان) فوجد القف قد ملئ فجلس وجاههم من الشق الآخر (فكشف عن ساقيه
ثم دلاهما في البئر) قال شريك: فقال سعيد بن المسيب: فتأولتها قبورهم ".
1148 - حدثنا أبو بكر، ثنا وكيع عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن
مولى لربعي بن حراش عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال: كنا جلوسا عند
النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال:
إني لا أدري كم قدر بقائي فيكم فاقتدوا باللذين من بعدي، وأشار إلى أبي
بكر وعمر رضي لله عنهما.
1148 - حديث صحيح. ورجاله ثقات رجال الشيخين غير مولى لربعي بن حراش
واسمه هلال كما في الرواية الآتية في الكتاب، وهو مجهول كما أشار إلى ذلك الذهبي بقوله:
" ما حدث عنه سوى عبد الملك بن عمير ". ولذا قال الحافظ:
" مقبول ". يعني عنه المتابعة. وقد توبع كما بينته في " الصحيحة " (1233)، وخرجت له
هناك ثلاثة شواهد يقطع الواقف عليها بصحة الحديث وقوته.
1149 - ثنا يعقوب بن حميد، ثنا إبراهيم بن سعد، عن سفيان الثوري، عن
عبد الملك بن عمير، عن هلال مولى ربعي بن حراش، عن ربعي بن حراش، عن

531
حذيفة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
1149 - حديث صحيح. وهو مكرر الذي قبله.
192 - باب: في خلافة أبي بكر رضي الله عنه وما دل
عليها.
1150 - ثنا السفر بن عبد الرحمن بن مالك بن مغول أبو بهز، ثنا عبد الله بن
إدريس، عن المختار بن فلفل، عن أنس قال: كنت في حائط مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فجاء رجل فدق الباب فقال: يا أنس قم فافتح له وبشره بالجنة وبشره بالخلافة
من بعدي. قال: قلت: يا رسول الله أعلمه؟. قال: أعلمه قال: فخرجت
فإذا أبو بكر قال: قلت: أبشر بالجنة وبالخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
1150 - موضوع. آفته السفر هذا، ويقال: الصقر، وهو كذاب كما قال مطين، ورواه
ابن أبي حاتم (2 / 1 / 310) عنه قال:
" عبد الرحمن بن مالك بن مغول كذاب، وابنه أبو بهز السفر بن عبد الرحمن أكذب منه،
روى عن ابن إدريس عن المختار بن فلفل عن أنس... " فذكر هذا الحديث. وقال الذهبي:
" هو حديث كذب " قال ابن عدي: كان أبو يعلى إذا حدثنا عنه ضعفه. وقال أبو بكر بن
أبي شيبة: كان يضع الحديث. وقال أبو علي جزرة: كذاب ". ومن الغريب أن يخفى حال هذا
الكذاب على أبي حاتم الرازي وابن حبان، أما الأول، فقد قال ابنه:
" قلت لأبي: (لا) يتكلمون فيه؟ قال: لا ". وقال في مكان آخر (2 / 1 / 452):
" سألت أبي عنه فقلت: ما حاله؟ فقال: هو أحسن حالا من أبيه "! ثم قال: " سئل أبي
عنه؟ فقال: صدوق "!
فتعقبه الذهبي بقوله: " من أين جاءه الصدق؟! ".
يعني وهو قد روى هذا الحديث الموضوع. والذي يغلب على ظني، أن أبا حاتم رحمه الله -
وإن كان سمع من السفر هذا في رحلته الثانية في واسط - كما قال ابنه - فإنه لم يتيسر له أن يسمع
منه كل حديثه الذي فيه ما يدل على كذبه ووضعه، كهذا الحديث، وإلا فلو سمعه منه لبادر إلى
الحكم عليه بالوضع، فإنه أسرع حكما بالوضع على الأحاديث من غيره من الأئمة كما يعرف
ذلك المشتغلون بهذا العلم الشريف، وبالتالي لجرح راويه ولم يحكم بصدقه. وقد

532
وجدت ما يشهد لهذا، فقد قال ابنه في " العلل " (2 / 386):
" سألت أبي عن حديث رواه إسحاق بن سليمان عن عبد الأعلى بن أبي المساور عن المختار
ابن فلفل عن أنس قال... (قلت: فذكر هذا الحديث) قال أبي: عبد الأعلى ضعيف شبه
المتروك، وهذا حديث باطل، كتبت بالبصرة هذا الحديث عن شيخ يسمى خالد بن يزيد
السابري عن عبد الأعلى نفسه، ولم أحدث به ".
قلت: فلو أن أبا حاتم كتب هذا الحديث عن السفر هذا لأبطله أيضا إن شاء الله ولكنه لم
يصله من روايته، ولم ير في المقدار الذي روى عنه من الحديث ما يجرحه به فصدقه. على أنه
لم ينفرد به، فقد ذكر الحافظ في " اللسان " أنه رواه إبراهيم بن سليمان الزيات السكوني عن بكر
ابن المختار بن فلفل عن أبيه. رواه ابن حبان في " الضعفاء " وقال: " بكر لا تحل الرواية عنه إلا
على سبيل الاعتبار ". ورواه ابن أبي خيثمة في " تاريخه " عن سعيد بن سليمان عن عبد الأعلى بن
أبي المساور عن المختار بن فلفل مثله. قال الحافظ:
" لكن ابن أبي المساور واه، فالظاهر أن الصقر سمعه من عبد الأعلى أو بكر، فجعله عن
عبد الله بن إدريس ليروج له، أو سها، وإلا لو صح هذا، لما جعل عمر الخلافة في أهل
الشورى، وكان يعهد إلى عثمان بلا نزاع. والله المستعان ".
والحديث رواه أبو نعيم في " دلائل النبوة " (ص 201) من طريق المصنف. وأخرجه أبو
يعلى في " مسنده " (3 / 986) بإسناد المصنف، وسيعيده قريبا إسنادا ومتنا (1068) وبرقم
(1070) بذكر عثمان فيه.
1151 - ثنا أبو مروان العثماني، ثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن
جبير بن مطعم عن أبيه قال أتت امرأة النبي (صلى الله عليه وسلم) تكلمه في شئ فأمرها أن
ترجع إليه فقالت: يا رسول الله أرأيت إن رجعت ولم أجدك؟ كأنها تعني الموت،
قال: إن لم تجديني فائتي أبا بكر.
1151 - إسناده حسن صحيح. رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، غير أبي مروان
الثماني، واسمه محمد بن عثمان بن خالد الأموي المدني نزيل دمشق، قال الحافظ:
" لا صدوق يخطئ "
قلت: لكنه قد توبع من جمع من الثقات، فقال الطيالسي في " مسنده " (944):
حدثنا إبراهيم بن سعدد به.

533
وأخرجه البخاري (2 / 419 و 4 / 406 و 441) ومسلم (7 / 110) والترمزي (3677
- حمص) وأحمد (4 / 82 و 83) من طرف أخرى عن إبراهيم بن سعد به. وقال الترمذي:
" حديث صحيح "
1152 - حدثنا الحلواني، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا الليث، ثنا خالد بن يزيد عن
سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف أنه حدثه أنه جلس يوما مع شفي
الأصبحي فقال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول:
سيكون اثنا عشر خليفة (منهم) (1) أبو بكر الصديق لا يلبث بعدي إلا قليلا.
1152 - إسناده ضعيف. ربيعة بن سيف وهو المعافري قال الحافظ: " صدوق له منا كير ".
وسعيد بن أبي هلال وصفه أحمد بالاختلاط، وعبد الله بن صالح وهو كاتب الليث فيه ضعف.
والحديث أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (5 / 178) بزيادة في آخره ثم قال:
" رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " وفيه مطلب بن شعيب، قال ابن عدي: لم أر له
حديثا منكر غير حديث واحد، غير هذا وبقية رجاله وثقوا ". وسيعيده المؤلف بهذا الإسناد نفسه
مع الزيادة برقم (1069) ونحوه برقم (1092).
1153 - حدثنا أمية بن بسطام، ثنا يزيد بن زريع، ثنا ابن عون، عن محمد بن
سيرين، عن عقبة بن أوس قال: كنا عند عبد الله بن عمرو فقال: أبو بكر
(الصديق) أصبتم اسمه، عمر الفاروق قرن من حديد أصبتم اسمه، وعثمان بن
عفان ذو النورين قتل مظلوما أوتي كفلين - من الرحمة.
1153 - إسناده صحيح. رجاله كلهم ثقات رجال البخاري غير عقبة بن أوس وهو
السدوسي كما في الرواية الآتية، وهو صدوق كما في " التقريب ".
والحديث أخرجه ابن سعد (3 / 170) من طريق أخرى عن ابن سيرين به مختصرا بلفظ
" أبو بكر سميتموه الصديق، وأصبتم اسمه ". وسنده صحيح أيضا.
1154 - ثنا أبو بكر، ثنا أبو أسامة، حدثنا هشام، عن محمد بن سيرين، عن
عقبة بن أوس السدوسي عن عبد الله بن عمرو قال: يكون في هذه الأمة اثنا عشر



(1) سقطت من الأصل، واستدركتها من " المجمع ".
534
خليفة، أبو بكر أصبتم اسمه، وعمر الفاروق قرن من حديد أصبتم اسمه،
وعثمان بن عفان ذو النورين أوتي كفلين من الأجر، قتل مظلوما أصبتم اسمه.
1154 - إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غير عقبة وهو صدوق كما تقدم في
الذي قبله. وهشام هو ابن حسان القردوسي البصري. وأبو أسامة هو حماد بن أسامة القرحي
مولاهم الكوفي.
1155 - ثنا عمر بن عثمان، ثنا أبي، ثنا عبد الله بن عبد العزيز، عن محمد بن
عبد العزيز (1)، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة، وعروة بن
الزبير، عن عتبة بن غزوان قال: قال رسول لله (صلى الله عليه وسلم):
ألا وإنه لا ينبغي لأحد من رجالكم أن يؤم أبا بكر.
1155 - إسناده ضعيف جدا. عبد لله بن عبد العزيز، هو عبد الله بن عبد العزيز بن عبد
الله بن عامر بن أسيد الليثي أبو عبد العزيز المدني قال الحافظ:
" ضعيف واختلط بآخره ". ومحمد بن عبد العزيز هو أخو عبد الله المتقدم وهو أسوأ حالا منه.
قال البخاري: " منكر الحديث ". وكذا قال النسائي. وقال أبو حاتم:
" هم ثلاثة إخوة: محمد، وعبد الله، وعمران، ليس لهم حديث مستقيم ". وقد روي
الحديث عن عائشة رضي الله عنها، لكن إسناده ضعيف جدا، وأورده ابن الجوزي في
" الموضوعات "، وقد خرجته في " الضعيفة " (4820).
1156 - حدثنا دحيم، ثنا ابن أبي فديك محمد بن إسماعيل، حدثنا موسى بن
يعقوب الزمعي عن عبد الرحمن بن إسحاق أن ابن شهاب حدثه أن عروة بن
الزبير والقاسم بن محمد وأبا بكر بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله كل هؤلاء
يخبره، عن عائشة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال في مرضه:
ألا أرسل إلى ابن أبي قحافة وابنه فلا يطمع في هذا الأمر طامع، ثم قال: قد
يدفع الله ويدفع بالمؤمنين.



(1) الأصل " عبد الرحمن " والتصويب من " الميزان ".
535
1156 - حديث صحيح. ورجاله ثقات رجال مسلم غير موسى بن يعقوب الزمعي فهو
صدوق سئ الحفظ، ولكنه قد توبع فأخرجه البخاري من طريق يحيى بن سعيد قال: سمعت
القاسم بن محمد قال: قالت عائشة فذكره نحوه، وهو مخرج مع طرقه الأخرى في الأحاديث
الصحيحة (690). وعبد الرحمن بن إسحاق هو ابن عبد الله بن الحارث العامري القرشي
مولاهم المدني.
1157 - حدثنا أحمد بن الفرات، ثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا الحشرج بن نباتة،
عن سعيد بن جمهان، عن سفينة قال: بنى رسول لله (صلى الله عليه وسلم) مسجدا فقال لأبي
بكر: ضع حجرا إلى جنب حجري ثم قال لعمر: ضع حجرا إلى جنب حجر أبي
بكر، ثم قال لعثمان: ضع حجرك إلى جنب حجر عمر، ثم قال: هؤلاء الخلفاء
من بعدي.
1157 - إسناده ضعيف. علته الحشرج بن نباتة، أورده البخاري في " الضعفاء الصغير "
(ص 11 - 12) لهذا الحديث وقال:
" لم يتابع عليه، لأن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب قالا: لم يستخلف النبي (صلى الله عليه وسلم) "
قال الحافظ عقبه في " التهذيب ":
" قال ابن عدي: قد روي من طريق آخر (وساقه) ثم قال: وقد قمت بعذره في الحديث
الذي أنكره البخاري، فأوردته بإسناد آخر. قلت: الإسناد الذي زعم ابن عدي أنه متابع
لحشرج أضعف من الأول لأنه من رواية محمد بن الفضل بن عطية وهو ساقط ".
وقال في ترجمة حشرج من " التقريب ":
" صدوق يهم ".
قلت: وجدت له شاهدا من حديث عائشة قالت:
لما أسس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مسجد المدينة جاء بحجر فوضعه، وجاء أبو بكر بحجر فوضعه،
وجاء عمر بحجر فوضعه، وجاء عثمان بحجر فوضعه. قالت: فسئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن
ذلك؟ فقال: هذا أمر الخلافة من بعدي.
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (3 / 1194 - 1195): حدثنا عبد لله بن مطيع نا هشيم عن
العوام عمن حدثه عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير شيخ العوام - وهو ابن
خوشب - فإنه لم يسم، وبه أعله الهيثمي (5 / 176).

536
قلت: وفيه أيضا عنعنة هشيم وهو ابن بشير الواسطي، قال الحافظ: " ثقة ثبت كثير التدليس
والإرسال ". ووجدت له طريقا آخر، أخرجه الحاكم (3 / 96 - 97) من طريق أبي بكر محمد
ابن محمد بن سليمان ثنا أبو عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثني عمي ثنا يحيى بن
أيوب ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به إلا أنه قال: " فقلت: يا رسول الله... " وقال
الحاكم:
" صحيح على شرط الشيخين، وإنما اشتهر بإسناد واه من رواية محمد بن الفضل بن عطية
فلذلك هجر ".
وتعقبه الذهبي بقوله:
" قلت: أحمد منكر الحديث، وهو ممن نقم على مسلم إخراجه في " الصحيح " ويحيى وإن كان
ثقة فقد ضعف. ثم لو صح هذا لكان نصا في خلافة الثلاثة. ولا يصح بوجه، فإن عائشة لم
تكن يومئذ دخل بها النبي (صلى الله عليه وسلم) وهي محجوبة صغيرة، فقولها هذا (يعني قولها: يا رسول
الله.) على بطلان الحديث ".
1158 - حدثنا رزق لله بن موسى، حدثنا شبابة، ثنا شعيب بن ميمون، عن
حصين بن عبد الرحمن، عن الشعبي، عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال: قيل لعلي
رضي الله عنه: استخلف علينا. فقال: ما استخلف رسول لله (صلى الله عليه وسلم)، ولكن إن
يرد الله بالناس خيرا سيجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم (صلى الله عليه وسلم) على
خيرهم.
1158 - إسناده ضعيف. لضعف شعيب بن ميمون. ورزق لله بن موسى صدوق يهم،
وقد توبع كما يأتي وحصين بن عبد الرحمن هو أبو الهذيل السلمي.
والحديث أخرجه البزار في " مسنده " فقال (ص 260 - زوائده): حدثنا إسماعيل بن أبي
الحارث ثنا شبابة بن سوار ثنا شعيب بن ميمون به، وقال: " لا نعلمه يروى عن شقيق عن
علي إلا بهذا الإسناد ".
ووهم الهيثمي وهما فاحشا فقال (9 / 47):
" رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن أبي الحارث وهو ثقة ". وكأنه حين
كتب هذا ذهل عن شعيب بن ميمون، أو توهم أنه غيره. والله أعلم. ثم رأيت الحديث في
" المستدرك " (3 / 79) من طريق آخر عن شبابة به وقال: " صحيح الإسناد " ووافقه الذهبي!

537
وهذا عجيب منهما، وبخاصة الذهبي فإنه ساق الحديث في ترجمة ابن ميمون من مناكيره،
وقال: " وقد روى نحو هذا عن ربيعة بن صوحان عن علي، ولم يصح ". وحديث علي يأتي
قريبا. وقد صرح الحافظ في " التهذيب " أن هذا الحديث من مناكير شعيب هذا وقال: " وهو
معروف برواية الحسن بن عمارة عن واصل بن حيان عن شقيق أبي وائل. والحسن ضعيف ".
قلت: بل متروك..
لكن الطرف الأول من الحديث صحيح، وقد أشار لصحته الإمام البخاري حين أعل به
الحديث الذي قبله كما نقلته هناك، فقد روى الإمام أحمد (1 / 130) وابن سعد (3 / 34) عن
عبد الله بن سبع قال: سمعت عليا يقول: لتخضبن هذه من هذه... (الحديث) قالوا:
فاستخلف علينا. فقال: لا، ولكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم).. الحديث.
ورجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن سبع ويقال: سبيع وهو مجهول كما أشار إلى ذلك
الذهبي بقوله: " تفرد عنه سالم بن أبي الجعد ". ومع ذلك وثقه ابن حبان على قاعدته في توثيق
المجهولين.
ويشهد له ما روى الأسود بن قيس عن رجل عن علي رضي لله عنه أنه قال يوم الجمل: إن
رسول لله (صلى الله عليه وسلم) لم يعهد إلينا عهدا نأخذ به في إمارة، ولكنه شئ رأيناه من قبل أنفسنا، ثم
استخلف أبو بكر، رحمة الله على أبي بكر، فأقام واستقام، ثم استخلف عمر، رحمة الله على
عمر، فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجيرانه.
أخرجه أحمد (1 / 114) بإسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل الذي لم يسمه.
وذكر نحوه في " المجمع " (5 / 175).
ويقويه ما روى عبد خير قال: قام علي رضي الله عنه على المنبر، فذكر رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فقال: قبض رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، واستخلف أبو بكر رضي الله عنه، فعمل بعمله وسار بسيرته
حتى قبضه الله عز وجل على ذلك. ثم استخلف عمر رضي الله عنه على ذلك فعمل بعملهما وسار
بسيرتهما حق قبضه الله على ذلك.
أخرجه أحمد (1 / 128) و سنده جيد.
ثم رأيت في " المستدرك " (3 / 145) من طريق موسى بن مطير عن صعصعة بن صوحان
قال: خطبنا علي رضي الله عنه حين ضربه ابن ملجم، فقلنا: يا أمير المؤمنين استخلف علينا
فقال: أترككم كما تركنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قلنا: يا رسول الله استخلف علينا. فقال: إن يعلم
الله فيكم خيرا يول عليكم خياركم. قال علي: فعلم الله فينا خيرا فولى علينا أبا بكر رضي الله
عنه.

538
قلت: سكت عنه الحكم والذهبي، وموسى بن مطير كذبه ابن معين. وقال النسائي
وجماعة: متروك.
ثم روى من طريق محمد بن يونس بن موسى القرشي: ثنا نائل بن نجيح: ثنا فطر بن خليفة
عن حبيب بن أبي ثابت قال: دخل صعصعة بن صوحان على علي فقال: يا أمير المؤمنين من
تستخلف علينا؟ قال: إن علم الله في قلوبكم خيرا يستخلف عليكم خيركم. قال صعصعة:
فعلم الله في قلوبنا شرا فاستخلف علينا! ونائل، بن نجيح ضعيف. وشر منه محمد بن يونس بن
موسى القريش وهو الكديمي فإنه متهم بالوضع.
1159 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن
عاصم عن زر عن عبد الله قال: لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالت الأنصار:
منا أمر، ومنكم أمير، فأتاهم عمر فقال: يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يصلي بالناس فإياكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا
بكر؟.
1159 - إسناده حسن. رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين إلا أنهما لم يخرجا لعاصم وهو
ابن بهدلة وهو ابن أبي النجود إلا مقرونا، وهو صدوق له أوهام كما قال الحافظ في " التقريب ".
والحديث أخرجه النسائي (1 / 126) والحاكم (3 / 67) و أحمد (1 / 396) وابن سعد
(3 / 178 - 179) من طرق، أرى عن حسين بن علي الجعفي به. وقال الحاكم:
" صحيح الإسناد "، ووافقه الذهبي، وإنما هو حسن فقط لما ذكرنا من حال ابن أبي النجود،
ويؤيده قول الهيثمي في " المجمع " (9 / 183):
" رواه أحمد وأبو ليلى، وفيه عاصم بن أبي النجود، وهو ثقة، وفيه ضعف، وبقية رجاله
رجال الصحيح ".
ثم قال أحمد (1 / 405): ثنا معاوية بن عمر وثنا زائدة به وزاد في آخره: " قالت الأنصار:
نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر ". وهي عنده وكذا ابن سعد من الطريق الأولى.
1160 - ثنا دحيم، ثنا ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، عن عبد الرحمن
ابن إسحاق بن الحارث أن ابن شهاب حدثه أن عبيد الله بن عبد الله حدثه أن عبد
الله بن زمعة أخبره أنه عاد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في مرضه الذي هلك فيه، قال عبد

539
الله بن زمعة فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
مروا الناس فليصلوا. قال: فخرجت فلقيت ناسا لا أكلمهم فلما لقيت
عمر بن الخطاب لم أبغ من وراءه، فقلت له: صل بالناس، فخرج عمر بن
الخطاب رضي الله عنه ليصلي بالناس (1) فلما سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) صوت عمر خرج
رسول لله (صلى الله عليه وسلم) حتى اطلع رأسه من وراء حجرته ثم قال: لا لا، ليصل بالناس
ابن أبي قحافة " يقول ذلك مغضبا. (2)
1160 - إسناده صحيح. بالطريقين اللذين بعده. وانظر إسناد الحديث المتقدم برقم
(1056).
والحديث أخرجه أبو داود (4661): حدثنا أحمد بن صالح: ثنا ابن أبي فديك به.
1161 - حدثنا سليمان بن عمر بن خالد الرقي، عن محمد بن سلمة، عن محمد
ابن إسحاق عن الزهري، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث
ابن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة. عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
1161 - إسناده صحيح. بما قبله، والذي بعده، وما سأذكره، ورجاله ثقات معروفون غير
سليمان بن عمر بن خالد الرقي، ذكره ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (2 / 1 / 131) من
روايته عن جمع آخر من الثقات وقال:
" كتب عنه أبي في الرقة ".
قلت: وقد توبع فقال أبو داود في " سننه " (4660): حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي: ثنا
محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق: قال: حدثني الزهري به. قلت: وهذا إسناد حسن
صرح فيه ابن إسحاق بالتحديث.
وأخرجه أحمد (4 / 322) من طريق أخرى عن ابن إسحاق قال: وقال ابن شهاب الزهري
به.
1162 - حدثنا يعقوب، ثنا عبد الله بن موسى (3) التيمي، حدثنا محمد بن عبد



(1) زاد أبو داود: " فتقدم فكبر ".
(2) زاد أبو داود وأحمد: " فبعث إلى أبي بكر، بعد أن صلى عمر تلك الصلاة، فصلى
الناس ".
(3) الأصل " محمد "، والتصويب من " كتب الرجال ".
540
الله بن أخي الزهري عن ابن شهاب، عن عبد الملك بن أبي بكره عن أبيه، عن
عبد الله بن زمعة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
1162 - إسناده صحيح. بالإسنادين اللذين قبله، ورجاله ثقات، إلا أن عبد الله بن
موسى التيمي كثير الخطأ، فمثله يستشهد به.
1163 - ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا محمد بن أبان، عن عبد العزيز
ابن رفيع، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في
مرضه الذي مات فيه:
ادعي لي عبد الرحمن بن أبي بكر حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه
أحد بعدي، ثم قال: دعيه معاذ الله أن يختلف المؤمنون في أبي بكر.
1163 - حديث صحيح. ورجاله ثقات غير محمد بن أبان وهو ابن صالح القرشي
الكوفي جد عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان القرشي، قال ابن أبي حاتم (3 / 1 / 199) عن
أبيه:
" ليس هو بقوي الحديث، يكتب حديثه على المجاز، ولا يحتج به، بابن حماد بن شعيب
الحماني ".
وروى عن ابن معين أنه قال فيه: " ضعيف ".
وأورده الحافظ في " التهذيب " تمييزا، ولم يذكر فيه شيئا ينبئ عن حاله مطلقا، بخلاف
صنيعه في " اللسان " فإنه نقل تضعيفه أيضا عن غير ابن معين وأبي حاتم ولم يورده في
" التقريب " مطلقا.
وأبو داود الطيالسي صاحب " المسند " المعروف به، وقد أخرج الحديث فيه (1508) إسنادا
ومتنا. وأخرجه ابن سعد (3 / 180) عنه مقرونا بعفان بن مسلم.
وللحديث طريق أخرى عن ابن أبي مليكة به نحوه، وطرق أخرى عن عائشة، وقد تقدم
بعضها في الكتاب (1056) مع الإشارة إلى سائرها هناك.
1164 - حدثنا أبو بكر، حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عبد الملك بن
عمير، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: مرض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاشتد مرضه،

541
فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس، فقالت عائشة: يا رسول الله إن أبا بكر
رجل رقيق ومتى يقوم مقامك لا يستطيع أن يصلي بالناس، فقال: مروا أبا بكر
فليصل بالناس، فإنكن صواحب يوسف. قال: فصلى بهم أبو بكر في حياة
رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
1164 - إسناد صحيح. على شرط الشيخين وقد أخرجاه كما يأتي:
والحديث أخرجه أحمد (4 / 412) وابن سعد (3 / 178): أخبرنا حسين بن علي الجعفي
به. وأخرجه مسلم (2 / 25) بإسناد المصنف عنه. والبخاري (1 / 175): ثنا إسحاق بن نصر
قال: حدثنا حسين به.
1165 - حدثنا الحسن بن علي، حدثنا شبابة، حدثنا أبو عبد الله الباهلي، عن
غياث بن سفيان، عن عبد الرحمن بن سابط الجمحي، عن سعيد بن عامر الجمحي
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
يا أبا بكر وعمر تعالا أمرت أن أو أخي بينكما بوحي أنزل من السماء، فأنتما
أخوان في الدنيا أخوان في الجنة. فليسلم كل واحد منكما على صاحبه، وليصافحه
فأخذ أبو بكر بيد عمر، فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: يكون قبله ويموت
قبله.
1165 - إسناده ضعيف مظلم. غياث بن سفيان لم أعرفه. ومثله أبو عبد الله الباهلي.
وليس هو أحمد بن محمد بن غالب أبو عبد الله الباهلي غلام خليل الكذاب فإنه متأخر الطبقة
عن هذا فإنه مات سنة (275) أي بعد وفاة الحسن بن علي وهو الحلواني شيخ المصنف فيه بنحو
ثلاثين سنة، فإن الحلواني مات سنة (242)
1166 - حدثنا يعقوب، ثنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، حدثنا سليمان
ابن بلال عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة أن عمر قال لأبي بكر: لا بل
نبايعك وأنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
1166 - إسناده حسن. ورجاله ثقات رجال الشيخين غير يعقوب وهو ابن حميد المتقدم
مرارا، على أن ابن أبي أويس متكلم فيه من قبل حفظه، والحافظ يقول فيه: " صدوق أخطأ
في أحاديث من حفظه ".

542
والحديث أخرجه ابن حبان (2169) والحاكم (3 / 66) من طريقين آخرين عن ابن أبي
أويس به.
1167 - حدثنا هدبة، حدثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال في مرضه الذي مات فيه:
مروا أبا بكر يؤم الناس، فقالت عائشة لحفصة: قولي له: إن أبا بكر رجل
رقيق وإنه إذا قام في مقامك لم يسمع الناس، فأمر عمر يصلي بالناس، فقالت
حفصة، فقال: يؤم الناس أبو بكر، فقالت عائشة لحفصة: قولي له، فقالت له
حفصة، فقال: يؤم الناس أبو بكر، فقالت عائشة لحفصة ذلك، فقال: دعيني
منك اليوم، ليؤم الناس أبو بكر.
1167 - إسناده صحيح. على شرط مسلم. والحديث أخرجه أحمد (6 / 96): ثنا عفان،
ثنا حماد بن سلمة به.
وتابعه البخاري (1 / 176) وابن سعد (3 / 179) ورواه مسلم (2 / 23 - 24) من طرق
أخرى عن هشام به مختصرا وفيه زيادة. وله طرق أخرى في " الصحيحين " وغيرهما عن عائشة
وغيرها. وقد مضى حديث أبي موسى بنحوه قريبا (1064).
193 باب: ذكر خلافة عمر رضي الله عنه.
1168 - حدثنا أبو بهز السفر بن عبد الرحمن بن مالك بن مغول، حدثنا عبد
الله بن إدريس، عن المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك قال: كنت مع النبي
(صلى الله عليه وسلم) في حائط له فجاء رجل فدق الباب، فقال: يا أنس قم فافتح له وبشر.
بالجنة، وبالخلافة من بعد أبي بكر. قال: فخرجت فإذا عمر فبشرته بالجنة
وبالخلافة من بعد أبي بكر.
1168 - موضوع. وقد مضى بإسناده ومتنه قريبا (1050).
1169 - ثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الله بن صالح، حدثنا الليث بن سعد،
حدثنا خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف أنه حدثه أنه
جلس يوما مع شفي الأصبحي، فقال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: سمعت

543
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
اثنا عشر خليفة أبو بكر الصديق لا يلبث بعدي إلا قليلا وصاحب رحا دار
العرب يعيش حميدا ويموت شهيدا فقال رجل: من هو يا رسول الله؟ قال:
عمر بن الخطاب.
1169 - إسناده ضعيف. وقد مضى الكلام عليه بهذا الحديث برقم (1052) إلا أنه ساقه
هنا بزيادة سبقت الإشارة إليها هناك.
194 - باب: في ذكر خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
1170 - حدثنا أبو بهز، ثنا عبد الله بن إدريس، عن المختار، عن أنس بن
مالك قال: كنت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) في حائط له، ثم جاء آت فدق الباب، فقال
لأنس: قم فافتح له وبشره بالجنة وبشره بالخلافة من بعد عمر وأنه مقتول.
قال فقلت: يا رسول الله أعلمه؟ ذاك قال أعلمه. فخرجت فإذا عثمان فقلت:
أبشر بالجنة وبالخلافة من بعد عمر وأنك مقتول قال فدخل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)
فقال: يا رسول الله بم فوالله ما تفنيت ولا تمنيت ولا مسست فرجي بيميني منذ
بايعتك؟ فقال: هو ذاك يا عثمان.
1970 - موضوع. وقد مضى قريبا (1068) مع الإشارة إلى موضع الكلام عليه، لكنه
هنا ساقه بزيادة ذكر عثمان رضي الله عنه.
1171 - حدثنا الحسن بن علي، حدثنا عبد الله بن صالح. حدثني الليث، عن
خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف أنه حدثه عن شفي
الأصبحي عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: يكون اثنا
عشر خليفة، فذكر أبا بكر وعمر، ثم التفت إلى عثمان فقال: وأنت سيسألك
الناس أن تخلع قميصا كساكه الله، والذي نفسي بيده لئن خلعته لا تدخل الجنة
حتى يلج الجمل في سم الخياط.
1171 - إسناده ضعيف. وقد تقدم الكلام عليه بحديث آخر نحوه برقم (1069).
1172 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا زيد بن الحباب، ثنا معاوية بن صالح

544
حدثني ربيعة بن يزيد الدمشقي، حدثني عبد الله بن قيس أنه سمع النعمان بن
بشير يقول: قالت لي عائشة: أحدثك حديثا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقلت:
بلى، قالت: جاء عثمان فأقبل عليه - تعني النبي (صلى الله عليه وسلم) - بوجهه فسمعته يقول: يا
عثمان إن الله تعالى لعله أن يقمصك قميصا. فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه.
1172 - إسناده صحيح. على شرط مسلم.
والحديث أخرجه ابن حبان (2196) من طريق عثمان بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب به
أتم منه. وتوبع زيد، فقال أحمد (6 / 149): ثنا عبد الرحمن ثنا معاوية به.
وتابعه الفرج بن فضالة عن ربيعة بن يزيد الدمشقي به.
أخرجه ابن ماجة (112) من طريق أبي معاوية عنه.
وخالفه موسى بن داود الضبي فقال: ثنا الفرج بن فضالة عن محمد بن الوليد الزبيدي عن
الزهري عن عروة عن عائشة به.
أخرجه أحمد (6 / 75) والحاكم (3 / 99 - 100) وقال: " صحيح الإسناد "، ورده الذهبي
بقوله:
" قلت: أنى له الصحة ومداره على فرج بن فضالة؟! " قلت: قد توبع كما رأيت ويأتي
وإن كان قد خالف في إسناده.
وقال الإمام أحمد (6 / 86): ثنا أبو المغيرة قال: ثنا الوليد بن سليمان قال: ثني ربيعة بن
يزيد عن عبد الله بن عامر عن النعمان بن بشير.. به وزاد: فأخبرته معاوية بن أبي سفيان،
فلم يرض بالذي أخبرته حتى كتب إلى أم المؤمنين أن اكتبي إلي به، فكتبت إليه به كتابا.
هكذا قال الوليد: " عبد الله بن عامر " بدل " عبد الله بن قيس " فإن كان محفوظا، وإلا فلا
يضره لأن كلا من ابن عامر وهو اليحصبي وابن قيس - وهو الكوفي الحمصي - ثقة حجة، فهو
انتقال من ثقة إلى ثقة، والوليد بن سليمان وهو أبو العباس القرشي ثقة أيضا ومثله أبو المغيرة
فالسند صحيح، وتوبع كما يأتي برقم (1089). وللحديث طريق آخر في " المسند " (6 / 114)
وفي " أوسط الطبراني " فانظر " المجمع " (9 / 90).
ثم ترجح عندي رواية الوليد بن سليمان على رواية معاوية بن صالح لأنه أحفظ منه، وذلك.
لأن معاوية قد تابعه عليها في رواية المصنف الآتية بعده، فما اتفقا عليه أولى بالاعتماد مما اختلفا
فيه. والله أعلم.

545
1173 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عقبة بن مكرم، ثنا غندر، ثنا معاوية بن
صالح، ثنا ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن عامر، عن النعمان بن بشير، عن عائشة
قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لعثمان:
يا عثمان لعل لله أن يقمصك قميصا فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه. يقول ذلك
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثلاث مرات.
1173 - إسناده صحيح. وهو مكرر الذي قبله مع اختلاف في إسناده فراجع الكلام عليه في
الذي قبله.
والحديث أخرجه الترمذي (2 / 296) من طريق الليث بن سعد عن معاوية بن صالح به.
وقال:
" حديث حسن غريب ".
1174 - ثنا محمد بن عوف، حدثنا محمد بن إسماعيل، عن أبيه عن ضمضم
ابن زرعة عن شريح بن عبيد قال: سمعت حبيب الرحبي يقول: حدثني فلان
أن عائشة حدثته أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دعا عثمان، فناجاه فأطال، وإني لم أفهم من
قوله يومئذ إلا أني سمعته يقول له: ولا تنزعن قميص الله الذي قمصك.
1174 - حديث صحيح. بما قبله، ومحمد بن إسماعيل وهو ابن عياش ضعيف وفلان
مجهول لم يسم، ولعله النعمان بن بشير الصحابي: فإن مدار الحديث عليه كما
1175 - حدثنا أبو بكر ثنا أبو أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس
ابن أبي حازم حدثني أبو سهلة مولى عثمان قال: لما كان يوم الدار قيل لعثمان:
ألا تخرج فتقاتل فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عهد إلى عهدا وأنا صابر عليه. قال
أبو سهلة: فيرونه ذلك اليوم.
1175 - إسناده صحيح. ورجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي سهلة مولى عثمان، وهو
ثقة كما قال ابن حبان والعجلي والعسقلاني مع أنهم لم يذكروا له راويا غير قيس بن أبي
حازم، وقد أسقطه بعض الرواة من الإسناد كما يأتي.
والحديث أخرجه ابن سعد (3 / 66): أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة به.
وتابعه وكيع: ثنا إسماعيل بن أبي خالد به.

546
أخرجه الترمذي (2 / 297) وابن ماجة (113) وأحمد (1 / 58، 69) وابن حبان (2297)
وليس عنده وكذا ابن ماجة ذكر لأبي سهلة. وتابعه يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي خالد
أخرجه الترمذي والحاكم (3 / 99) وصححاه وكذا الذهبي.
1176 - حدثنا أبو الربيع، ثنا محمد بن حازم، عن إسماعيل، عن قيس، عن
أبي سهلة، عن عائشة قالت: لما كان يوم الدار قيل لعثمان: ألا تقاتل؟ قال: قد
عاهدت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على عهد سأصبر عليه. قالت عائشة: فكنا نرى أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عهد إليه فيما يكون من أمره.
1176 - إسناده صحيح. وهو مكرر الذي قبله.
1177 - حدثنا أبو بكر، حدثنا شبابة، عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن
ربيعة بن لقيط التجيبي، عن ابن حوالة الأزدي، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:
من نجا من ثلاث فقد نجا (ثلاث مرات) قالوا: ماذا يا رسول الله؟ قال.
موتي، والدجال، وقتل خليفة مصطبر بالحق يعطيه.
1177 - إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غير ربيعة بن لقيط التجيبي وهو ثقة
وثقة ابن حبان والعجلي وروى عنه جماعة، وابن حوالة اسمه عبد الله صحابي معروف.
والليث هو ابن سعد.
والحديث أخرجه أحمد (5 / 288) والحاكم (3 / 101) من طرق أخرى عن الليث به.
وقال الحاكم:
" صحيح الإسناد " ووافقه الذهبي.
وتابعه يحيى بن أيوب حدثني يزيد بن أبي حبيب به.
أخرجه أحمد (4 / 105، 110، 5 / 33).
1178 - ثنا محمد بن مصفا، ثنا بقية بن الوليد، ثنا صفوان بن عمرو، عن
يزيد بن أيهم عن النعمان بن بشير قال: حججت فأتيت عائشة أم المؤمنين لأسأل
عنها، فقالت: من أنت؟ فقلت: أنا النعمان بن بشير، فقالت أبو عمرة؟
فقلت: نعم، فقالت: إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال يوما لعثمان:

547
إن كساك الله ثوبا فأراد المنافقون أن تخلعه فلا تخلعه. قال النعمان بن بشير:
غفر الله لك يا أم المؤمنين، أفلا ذكرت هذا حين يختلفون إليك! فقالت: نسيته
حتى بلغ الله فيه أمره.
1178 - إسناده جيد. ورجاله موثقون معروفون. غير يزيد بن أيهم، وقد وثقه ابن حبان
وروى عنه جمع آخر من الثقات. ويشهد للحديث ما تقدم له من الطرق (1072، 1073،
1074) والذي بعده أيضا.
1179 - ثنا عمرو بن عثمان، ثنا الوليد بن مسلم، عن الوليد بن أبي السائب،
عن عبد الله بن عامر اليحصبي، عن النعمان بن بشير قال: سمعت عائشة
تقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
يا عثمان إن الله مقمصك قميصا، فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه.
1179 - حديث صحيح. ورجاله ثقات كلهم فهو صحيح الإسناد لولا أن الوليد بن
مسلم عنعنه، وكان يدلس تدليس التسوية. والوليد بن أبي السائب نسب إلى جده فإنه الوليد
ابن سليمان أبي السائب القرشي وقد توبع كما تقدم في الكتاب برقم (1073).
والحديث أخرجه أحمد: ثنا أبو المغيرة قال: ثنا الوليد بن سليمان قال: ثني ربيعة بن
يزيد عن عبد الله بن عامر به كما تقدم (1072). ويلاحظ أنه ليس في إسناد الكتاب ذكر
لربيعة بن يزيد، فلعل الوليد بن مسلم دلسه!
1180 - وفيه عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
1180 - هذا معلق
195 - باب: في ذكر خلافة علي بن أبي طالب رضي الله
عنه.
1181 - حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن
سفينة أبي عبد الرحمن مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول:

548
الخلافة ثلاثون سنة ثم يكون بعد ذلك ملكا. قال سفينة: فخذ، سنتين أبو
بكر، وعشرا عمر، واثنتي عشرة عثمان، وستا علي رحمهم الله.
1181 - حديث صحيح. وإسناده حسن، للخلاف المعروف في سعيد بن جمهان وقد قواه
جماعة من أئمة الحديث ذكرتهم مع تخريج الحديث وشاهدين له في " الأحاديث الصحيحة "
(459)، ورددت فيه على من ضعف الحديث من الكتاب المعاصرين، فراجعه فإنه مهم.
ويأتي الحديث من طريق أخرى عن سعيد بن جمهان برقم (1095).
1182 - ثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا الليث بن سعد، عن
خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال. عن ربيعة بن سيف، عن شفي الأصبحي
قال: كنت عند عبد الله بن عمرو فسمعته يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول:
يكون اثنا عشر خليفة - فذكر أبو بكر وعمر وعثمان - فقال له رجل من
قومه: إنما جلسنا إليك لتذكرنا، ما لنا وما لهذا؟ فقال: والذي نفسي بيده لو
تركتني لأخبرتكم بما قال فيهم واحدا واحدا.
1182 - إسناده ضعيف. وقد مضى بطرفه الأول مع الكلام عليه برقم (1052).
1183 - ثنا سلمة، حدثنا عبد الرزاق، عن أبيه، عن مينا، عن عبد الله بن
مسعود أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:
ليلة الجن نعيت إلي والله نفسي فقلت: يقوم بالناس أبو بكر الصديق
فسكت، فقلت: يقوم بالناس عمر، فسكت فقلت: يقوم بالناس علي، فقال: لا
يفعلون ولو فعلوا دخلوا الجنة أجمعين.
1183 - موضوع، آفته مينا وهو ابن أبي مينا الجزار مولى عبد الرحمن بن عوف. قال الحافظ:
" متروك، ورمي بالرفض، وكذبه أبو حاتم ".
1184 - ثنا محمد بن عبد الرحيم، حدثنا طلق بن غنام، عن قيس، عن أشعث،
عن عدي بن ثابت، عن أبي ظبيان عن علي قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إن
وليت هذا الأمر من بعدي فأخرج أهل نجران من جزيرة العرب.

549
1184 - إسناده ضعيف. قيس هو ابن الربيع، وأشعث هو ابن سوار وكلاهما ضعيف.
1185 - ثنا أبو بكر، ثنا يزيد بن هارون، ثنا العوام بن حوشب، حدثنا سعيد
ابن جمهان، عن سفينة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
الخلافة في أمتي ثلاثون سنة. قال فحسبنا فوجدنا أبا بكر وعمر وعثمان وعلي
رضي الله عنهم. قال فقيل له: إن عليا لا يعد من الخلفاء، فقال: يا بني بني
الزرقاء، فهو أبعد. (1)
1185 - حديث صحيح. وقد تقدم من طريق أخرى عن سعيد بن جمهان برقم
(1091) مع الكلام عليه هناك.
1186 - ثنا أحمد بن الفرات، حدثنا سهل بن عبدويه (2)، ثنا عمرو بن أبي
قيس عن مطرف، عن المنهال، عن التميمي، عن ابن عباس قال: كنا نتحدث أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عهد إلى علي سبعين عهدا لم يعهده إلى غيره.
1186 - إسناده فيه ضعف وجهالة. والحديث منكر كما قال الذهبي، وفي " الصحيحين " ما
يخالفه من رواية علي نفسه رضي الله عنه كما بينت ذلك كله في " الروض النضير " برقم (445).
1187 - ثنا عباس بن الوليد النرسي وأبو كامل قالا ثنا جعفر بن سليمان، عن
يزيد الرشك، عن مطرف، عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
: علي مني، وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن من بعدي.
1187 - إسناده صحيح. رجاله ثقات على شرط مسلم.
والحديث أخرجه الترمذي (2 / 297) وابن حبان (2203) والحاكم (3 / 110 - 111)



(1) كذا الأصل، ولا يخلو من شئ، وفي " سنن أبي داود " (4646): " قال سعيد: قلت
لسفينة: إن هؤلاء يزعمون أن عليا عليه السلام لم يكن بخليفة! قال: كذبت أستاه بني
الزرقاء. يعني بني مروان ".
(2) الأصل " عبد ربه " والتصحيح من " المعجم الصغير " للطبراني وكتب الرجال.
550
وأحمد (4 / 437) من طرق أخرى عن جعفر بن سليمان الضبعي به وقال الترمذي:
" حديث حسن غريب ". وقال الحاكم:
" صحيح على شرط مسلم ". وأقره الذهبي.
وله شاهد من حديث بريدة مرفوعا به.
أخرجه أحمد (5 / 356) من طريق أجلح الكندي عن عبد لله بن بريدة عن أبيه بريدة.
وإسناده جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أجلح وهو ابن عبد لله بن جحيفة الكندي وهو
شيعي صدوق.
1188 - ثنا محمد بن المثنى، حدثنا يحب بن حماد، عن أبي عوانة، عن يحيى
ابن سليم أبي بلج عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس قال: قال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) لعلي:
أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست نبيا (إنه لا ينبغي أن أذهب
إلا) وأنت خليفتي (1) في كل مؤمن من بعدي. قال أبو بكر: وحديث سفينة
ثابت بن جهة النقل سعيد بن جمهان روى عنه حماد بن سلمة والعوام بن حوشب
وحشرج.
1188 إسناده حسن. ورجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بلج واسمه يحيى بن سليم بن
بلج قال الحافظ: " صدوق ربما أخطأ ".
1189 - ثنا الحسين بن علي وأحمد بن عثمان قالا: ثنا محمد بن خالد بن عثمة،
حدثنا موسى بن يعقوب، حدثني المهاجر بن مسمار، عن عائشة بنت سعد، عن
أبيها قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يوم الجحفة وأخذ بيد علي، فخطب
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
أيها الناس إني وليكم. قالوا: صدقت يا رسول الله، وأخذ بيد علي رضي الله
عنه فرفعها فقال: هذا وليي، والمؤدي عني.



(1) سقطت من الأصل، واستدركتها من " المسند "، وهي زيادة هامة إذ بدونها يفسد المعنى
كما هو ظاهر.
551
1189 - إسناده ضعيف. ورجاله ثقات غير موسى بن يعقوب فإنه سيئ الحفظ كما تقدم.
ومحمد بن خالد ابن عثمة مترجم في " الجرح والتعديل " (3 / 2 / 243) وقال: " وعثمة هي أمه،
قال أحمد: ما أرى بحديثه بأسا ".
لكن الطرف الأخير من الحديث صحيح، فإن له شواهد.
أولا: عن حبشي بن جنادة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" علي مني، وأنا من علي، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي ".
أخرجه الترمذي (2 / 299) وقال: " حسن غريب " وابن ماجة (119) وأحمد (4 / 164،
165) من طريقين عن أبي إسحاق عنه.
وأبو إسحاق هو السبيعي مدلس على اختلاطه.
وثانيا: حديث: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وهو
حديث صحيح غاية، جاء من طرق جماعة من الصحابة خرجت أحاديث سبعة منهم،
ولبعضهم أكثر من طريق واحد، وقد خرجتها كلها وتكلمت على أسانيدها في " سلسلة
الأحاديث الصحيحة " (1750).
والحديث أخرجه البزار في " مسنده " (ص 266 - زوائده) بإسناد المصنف، لكن في النسخة
بياض سقط منها جل المتن. وأخرجه أحمد (1 / 330): ثنا يحيى بن حماد به مطولا وفيه: قال:
وخرج (صلى الله عليه وسلم) بالناس في غزوة تبوك، قال: فقال علي: أخرج معك؟ قال: فقال له نبي الله:
لا، فبكى علي فقال له: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنك لست
بنبي، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي. قال: وقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أنت وليي
في كل مؤمن بعدي.. الحديث. وأخرجه الحاكم بطوله (3 / 132 - 134) من طريق أحمد ثم
قال:
" صحيح الإسناد " ووافقه الذهبي.
196 - باب: في فضل أبي بكر وعمر وعثمان رضوان الله
عليهم.
1190 - حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا بشر بن شعيب، ثنا أبي، عن الزهري،
حدثني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال: كنا نقول ورسول الله (صلى الله عليه وسلم)
حي: أفضل أمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعده أبو بكر ثم عمر ثم عثمان.

552
1190 - إسناده صحيح. ورجاله ثقات رجال البخاري غير عمرو بن عثمان وهو ثقة.
والحديث أخرجه أبو داود (4628) من طريق يونس عن ابن شهاب به.
1191 - حدثنا عبد الله بن شبيب، حدثنا ابن أبي أويس، ثنا أخي أبو بكر بن
أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق، عن ابن شهاب، عن
سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر قال: كنا نتحدث ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) حي:
إن أفضل أمة بعده (1) أبو بكر ثم عمر ثم عثمان.
1191 - حديث صحيح. ورجاله موثقون رجال البخاري غير أنه أخرج لمحمد بن أبي
عتيق، مقرونا - إلا عبد الله بن شبيب وهو أبو سعيد الربعي فهو واه. وأبو عتيق اسمه عبد الله
ابن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، ويشهد للحديث ما قبله وما بعده.
1192 - ثنا محمد بن مسكين، حدثنا يحي بن حسان، عن سليمان بن بلال. عن
يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر قال: كنا نخير بين الناس في زمان رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) أبا بكر ثم عمر ثم عثمان.
1192 - إسناده صحيح. على شرط الشيخين، وقد أخرجه البخاري كما يأتي، والحديث
أخرجه البخاري (2 / 418): حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثنا سليمان بن بلال به.
وتابعه عبيد الله بن عمر عن نافع بلفظ:
" كنا في زمن النبي (صلى الله عليه وسلم) لا نعدل بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان، ثم نترك أصحاب
النبي (صلى الله عليه وسلم) لا نفاضل بينهم ".
أخرجه البخاري (2 / 430) وأبو داود (4627) والترمذي (2 / 297) وصححه وتابعه
آخرون عن المصنف كما يأتي.
1193 - حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا بقية، حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن
أبي حبيب، عن نافع، عن ابن عمر قال: كنا نتحدث على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أنه خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان، فيبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) فلا
ينكره.



(1) الأصل: " بعده النبي (صلى الله عليه وسلم) " ولعل الصواب ما أثبتنا.
553
1194 - إسناده صحيح. وفيه زيادة: " فيبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) فلا ينكره " وهي زيادة
ثابتة، فإنها وردت في رواية من طريق ابن أبي أويس المتقدمة (1191) عند الإسماعيلي. وفي
رواية سالم عن ابن عمر عند الطبراني. وأصلها عند أبي داود (4628)، وفي طريق سهيل
بن أبي صالح في رواية عنه كما سأذكره تحت حديثه الآتي (1195).
1194 - حدثنا هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، حدثنا جسر
بن الحسن حدثني نافع، عن ابن عمر، قال: كنا نفضل على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أبا بكر وعمر وعثمان ثم لا نفضل أحدا على أحد.
1194 - حديث صحيح. ورجاله ثقات غير جسر بن الحسن فهو ضعيف، لكنه قد توبع كما
تقدم.
1195 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية، عن سهيل، عن أبيه
عن ابن عمر قال: كنا نعد ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) حي أبو بكر وعمر وعثمان
ونسكت.
1195 - إسناده صحيح على شرط مسلم.
والحديث أخرجه أحمد (2 / 14): حدثنا أبو معاوية به. وروى خيثمة بن سليمان في
" فضائل الصحابة " من طريق سهيل به بلفظ: " كنا نقول: إذا ذهب أبو بكر وعمر وعثمان
استوى الناس، فيسمع النبي (صلى الله عليه وسلم) ذلك فلا ينكره. ذكره الحافظ (7 / 14)، ونحوه الرواية
الآتية بعدها في الكتاب.
1196 - ثنا عبد الوهاب بن الضحاك، ثنا إسماعيل بن عياش، عن سهيل ابن
أبي صالح، من أبيه، عن ابن عمر قال: كنا نتحدث على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر وعثمان، فيبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) فلا
ينكره علينا.
1196 - حديث صحيح. ورجاله ثقات غير عبد الوهاب بن الضحاك فهو متروك، لكن
يشهد للحديث ما تقدم وما يأتي بعده بحديث.
وقد اضطرب عبد الوهاب في إسناده، فمرة جعله من مسند أبي صالح عن ابن عمر، كما
في هذه الرواية، ومرة جعله من مسند أبي صالح عن أبي هريرة كما في الرواية الآتية، والأولى
أصح بشهادة الطريق التي قبلها من رواية أبي معاوية عن سهيل عن أبيه عن ابن عمر.

554
1197 - ثنا عبد الوهاب بن الضحاك، ثنا إسماعيل بن عياش، عن سهيل بن
أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: كنا نتحدث على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر وعثمان، ثم نسكت.
1197 - حديث صحيح. وانظر الكلام على إسناده في الذي قبله.
1198 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن هشام بن سعد، عن عمر
ابن أسيد عن ابن عمر قال، كنا نقول زمن رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
خير الناس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر وعمر.
1198 - إسناده جيد. رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير هشام بن سعد، وهو صدوق
له أوهام وأخرج له البخاري تعليقا.
والحديث أخرجه أحمد (2 / 26): حدثنا وكيع به إلا أنه قال: " ثم أبو بكر ثم عمر ". وهو
الصواب، ولعل ما وقع في الأصل خطأ من بعض النساخ وزاد أحمد:
" ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال... " الخ الزيادة المذكورة في الرواية التالية
بنحوها.
1199 - حدثنا نضر بن علي، ثنا عبد لله بن داود، عن هشام بن سعد، عن عمر
ابن أسيد، عن ابن عمر قال: كنا نقول على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم): النبي وأبو
بكر وعمر، ولقد أعطي علي (بن أبي طالب) ثلاث خصال، لأن يكون لي
إحداهن أحب إلي من أن يكون لي الدنيا وما فيها: تزويجه فاطمة، وولدت له،
وغلق الأبواب، والثالثة يوم خيبر.
1199 - إسناده جيد. ورجاله ثقات رجال البخاري غير هشام، وسبق الكلام عليه في
الذي قبله.
197 - (باب: ما روي عن علي رضي الله عنه من تفضيله أبي
بكر وعمر، وإيمائه إلى عثمان بن عفان ثالثهم في الفضل)
1200 - حدثنا محمد بن يحيى القطعي، ثنا حماد بن سعيد البراء، حدثنا عباد
ابن عباد بن علقمة المازني، عن أبي مجلز قال: قال علي بن أبي طالب:
ما مات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى عرفنا أن أفضلنا بعده أبو بكر، وما مات

555
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى عرفنا أن أفضلنا بعد أبي بكر عمر، وما مات رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) حتى عرفنا أن أفضلنا بعد عمر رجل آخر لم يسمه. قال أبو بكر: يعني
عثمان.
1200 - إسناده ضعيف. ورجاله ثقات رجال مسلم غير حماد بن سعيد البراء قال
البخاري:
" منكر الحديث ". وقال العقيلي: " في حديثه وهم ".
1201 - حدثنا أبو بكر، ثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة قال: قال
علي رضي الله عنه:
خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، وبعد أبي بكر عمر، ولو شئت أن أسمي
لكم الثالث لفعلت.
1201 - حديث صحيح. ورجاله ثقات، غير أن أبا إسحاق وهو السبيعي مدلس كان
اختلط. وشريك وهو ابن عبد الله القاضي سيئ الحفظ، ولكنهما قد توبعا كما يأتي. وأبو بكر هو
ابن أبي شيبة.
والحديث أخرجه عبد الله بن أحمد (1 / 106) بإسناد المصنف ومتنه.
وتابعه الشعبي: حدثني أبو جحيفة به.
أخرجه أحمد وابنه عبد الله (1 / 106، 110) من طرق عنه. وبعض أسانيده صحيح.
وتابعه عون ابن أبي جحيفة عن أبيه.
أخرجه أحمد (1 / 110) وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وتابعه حصين بن عبد الرحمن عن أبي جحيفة.
أخرجه عبد الله بن أحمد (1 / 127) بإسناد حسن.
وتابعه أيضا عاصم بن أبي النجود عنه، أو عن زرعة كما يأتي بيانه في الذي بعده.
1202 - حدثنا أبو بكر، ثنا شريك، عن عاصم، عن أبي جحيفة، عن علي
مثله.
1202 - إسناده ضعيف. عاصم هو ابن أبي النجود وهو حسن الحديث، ولكنه لم
يسمع من أبي جحيفة وهو صحابي مشهور، بينهما زر بن حبيش، وقد أثبته بعض الثقات في
الإسناد، فلعله سقط من بعض النساخ هنا وفي الإسناد التالي، وشريك هو القاضي المذكور في
الإسناد وقبله. وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه عبد الله بن أحمد (1 / 106): ثنا صالح بن عبد الله الترمذي: ثنا حماد عن

556
عاصم ح وحدثنا عبيد الله القواريري: ثنا حماد - قال القواريري في حديثه: ثنا عاصم بن أبي
النجود عن زر يعني ابن حبيش عن أبي جحيفة به. ثم قال عبد الله (1 / 110): حدثني محمد
ابن سليمان - لوين - ثنا حماد بن زيد عن عاصم عن زر به.
قلت: وهذا إسناد حسن.
و تابعه حماد بن سلمة كما يأتي في الإسناد بعده.
1203 - ثنا هدبة بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي جحيفة
قال: قال علي رضي الله عنه:
ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها؟ قالوا: بلى. قال: أبو بكر. ألا
أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها وبعد أبي بكر؟ قالوا: بلى. قال: عمر بن
الخطاب، ثم قال: لو شئت أن أخبركم بالثالث أخبرتكم به.
1203 - إسناده حسن. إلا أن عاصما وهو ابن أبي النجود لم يسمع من أبي جحيفة،
لكن بينهما زر بن حبيش كما تقدم في رواية حماد بن زيد التي ذكرتها آنفا، فإما أن يكون سقط
من الناسخ كما في إسناد شريك الذي قبله، أو يكون وهما منه تابعه عليه ابن سلمة. والله
أعلم.
1204 - ثنا زياد بن يحي بن حسان، حدثنا سهل بن حماد، حدثنا أبو مسكين،
حدثني محمد بن الحنفية قال: قلت لأبي: يا أبة من خير هذه الأمة بعد نبيها؟
فقال: أبو بكر. قلت: فمن خير هذه الأمة بعد أبي بكر؟ قال: عمر.
قال: فما منعني أن أسأله عن الثالث إلا خشية أن يعد لها من نفسه.
1204 - حديث صحيح. ورجاله ثقات رجال مسلم غير أبي مسكين، وهو حر بن
مسكين الأودي قال الحافظ في " التهذيب ":
" ذكره ابن حبان في " الثقات " وقال: روى عن هزيل بن شرحبيل. روى عنه الثوري ".
قلت: روى عنه أيضا سهل بن حماد الثقة، فهو مجهول الحال. وهذه فائدة تستفاد من هذا
الكتاب لا تجدها في كتب الرجال.
وقد توبع كما في الحديث الآتي بعد حديث.
1205 - حدثنا أبو بكره ثنا غندر، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله
ابن سلمة عن علي قال:
ألا أخبركم بخبر هذه الأمة بعد نبيها؟ أبو بكر وعمر.
1205 - حديث صحيح. ورجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن سلمة وهو

557
المرادي الكوفي سيئ الحفظ، لكنه قد توبع من جمع كثير كما تقدم ويأتي.
والحديث أخرجه ابن ماجة (106) من طريق وكيع: ثنا شعبة به. ولوكيع فيه إسناد آخر
عن ابن الحنفية، وهو المذكور في الكتاب بعده.
1206 - ثنا أبو بكر، ثنا وكيع، عن سفيان، عن جامع، عن منذر، عن ابن
الحنفية قال: قلت لأبي: من خير الناس بعد النبي (صلى الله عليه وسلم)؟ فقال: أبو بكر.
قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر. قال قلت: فأنت؟ قال: أبوك رجل
المسلمين.
1206 - إسناده صحيح. على شرط الشيخين وأخرجه البخاري كما يأتي، وابن الحنفية هو
محمد بن علي بن أبي طالب. ومنذر هو ابن يعلى أبو يعلى الثوري. وجامع هو ابن أبي راشد.
وسفيان هو الثوري.
والحديث أخرجه البخاري (2 / 422) وأبو داود (4629) بإسناد واحد فقالا: حدثنا محمد
ابن، كثير قال: أخبرنا سفيان به.
1207 - حدثنا محمد بن علي بن ميمون، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا عبيد الله بن
عمرو عن خلف بن حوشب، عن أبي إسحاق، عن أبي مالك الأعور، عن
الحسن بن محمد عن أبيه قال: قلت لأبي: يا أبة من أفضل هذه الأمة بعد النبي
(صلى الله عليه وسلم)؟ قال: سبحان الله يا بني أبو بكر. قال: قلت: ثم من؟ قال:
سبحان الله يا بني عمر. قال قلت: ثم أنت يا أمير المؤمنين؟ قال: لست هناك،
ثم أنا بعد ذلك رجل من المسلمين لي ما لهم وعلي ما عليهم.
1207 - حديث صحيح. ورجاله ثقات غير أبي مالك الأعور فلم أعرفه. لكن يشهد
للحديث ما تقدم بمعناه وما بعده.
وقوله: " ما لهم، وعلي ما عليهم ". يشهد له غير ما حديث مرفوع. خرجت بعضها في
" سلسلة الأحاديث الضعيفة " (2175)، وبينت هناك أن هذه الكلمة تروى مرفوعا بلفظ: " لهم
ما لنا، وعليهم ما علينا " على أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قالها في أهل الذمة، وأن هذا لا أصل له، وأن
الصحيح أنه (صلى الله عليه وسلم) قالها في حق الذين يسلمون من الكفار. فراجعه فإنه هام، وهذا الخبر عن
علي هنا يشهد لما قلناه هناك. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
1208 - ثنا إسحاق بن سليمان القلوسي أبو يعقوب، ثنا شعيب بن حرب، عن
سفيان الثوري عن خالد بن علقمة، عن عبد خير عن علي قال:
في هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، ثم إنا قوم أصابتنا فتنة هذه الدنيا.

558
1208 - حديث صحيح. ورجاله، ثقات معروفون غير إسحاق بن سليمان القلوسي فلم
أجد له ترجمة. وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (1 / 110، 113) وابنه عبد الله (114، 115، 125، 127،
128) من طرق أخرى عن عبد خير به.
وللحديث طرق أخرى سوى الطرق التي ساقها المصنف رحمه الله تعالى، وهي من رواية
الحجاج بن دينار عن أبي معشر عن إبراهيم النخعي قال: ضرب علقمة بن قيس هذا المنبر،
وقال: خطبنا علي رضي الله عنه على هذا المنبر، فحمد الله وأثني عليه، وذكر ما شاء الله أن
يذكر، وقال:
إن خير الناس كان بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبو بكر، ثم عمر رضي الله عنهما، ثم أحدثنا
بعد هما أحداثا يقضي الله فيها.
أخرجه عبد الله بن أحمد (1 / 127) بسند جيد.
1209 - حدثنا أيوب الوزان، حدثنا معمر بن سليمان، عن عبد السلام بن
حرب عن سفيان، عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف وأبي هاشم، عن قيس
الخارفي قال: سمعت عليا يقول: سبق رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وصلى أبو بكر،
وثلث عمر، وكنا خبطتنا فتنة فهو ما شاء الله.
1210 - حدثنا أبو الربيع، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن عمر بن سعيد بن
أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس وثنا يعقوب بن حميد، ثنا بشر
السري عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس
قال: وضعت جنازة عمر، فقام الناس يدعون وأنا فيهم، فوضع رجل يده على
منكبي، فالتفت فإذا علي فأوسعت له فزاحم عليه، وقال: ما خلفت بعدك أحدا
أحب إلي من ألقى الله بمثل عمله منك، وإن كنت أظن أن الله سيجعلك مع
صاحبيك، وأكثر ما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: ذهبت أنا وأبو بكر
وعمر، وجئت أنا وأبو بكر وعمر، قد كنت أظن أن الله سيجعلك معهما.
1211 - حدثنا فطر بن حماد بن واقد الصفاد، ثنا أبي، عن سعيد، عن قتادة عن
مطرف قال: بعثني علي رضي الله عنه بالخريز، فأسرع إلي، فقلت: أنا أحق أن
أسرع إليك. قال: أحب عثمان شغلك أن تأتينا؟ فما علم أن أصحابه لا
يسمعون. قال: والله إنه كان خيرنا وأوصلنا.

559
1212 - حدثنا القرياني، حدثنا ضمرة عن السري بن يحيى. عن قتادة، عن
مطرف قال: لقيت عليا يوم الجمل فقال لي: أحب عثمان (يطايل)؟ فجعلت
أعتذر إليه فقال: أما إنك إن أحببته فقد كان خيرنا وأوصلنا.
1213 - ثنا يحيى بن عثمان، ثنا أيوب بن سويد، عن السري بن يحيى، عن قتادة
عن مطرف قال: رأيت عليا بعد رجوعه من حرورا، فقال: حبسك أو
بطأك عنا حب عثمان؟ فاعتذرت إليه، فقال: أما إنك إن أحببته؟ إن كان
لخيرنا وأوصلنا.
1214 - ثنا عمر بن الخطاب، ثنا أبو صالح، حدثنا ابن لهيعة، حدثني عبد لله
ابن هبيرة عن أبي تميم الجيشاني، عن عبد الله بن زيد الغافقي، عن علي بن أبي
طالب قال: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر.
1215 - ثنا محمد بن خالد، ثنا أبي، عن حصين بن عبد الرحمن، عن يوسف
بن يعقوب عن الصلت بن عبد الله بن الحارث بن نوفل حدثني أن أباه حدثه
قال: قدمت مع علي الكوفة حيث فرغ من قتال أصحاب الجمل. قال: فأخذ
بيدي فأدخلني بيته، فإذا امرأته وابنته تبكيان في الحجرة، فقال: ما يبكيكن؟
وانتهرهن فقالت امرأته: قلنا: ما سمعت ذكرنا عثمان، وذكرنا قومه وقرابته،
وذكرنا الزبير وطلحة، فبكينا لذلك، فقال: فأقبل إلي وتركهن، فقال: إني
لأرجو أن نكون من الذين قال الله:
" ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين " (1) من هم إن لم
يكن هم؟
1216 - حدثنا أبو بكر، حدثنا شبابة، عن شعبة، عن جعفر بن إياس، عن
يوسف بن ماهك، عن محمد بن حاطب قال: سمعت عليا يخطب يقول: " إن
الذين، سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون " (2) عثمان منهم.
1217 - حدثنا أبو بكر، ثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن مسعر، عن أبي عوان



(1) سورة الحجر: الآية 47.
(2) سورة الأنبياء: الآية 101
560
الثقفي عن أبي صالح الحنفي، عن علي بن أبي طالب قال: قيل لأبي بكر ولي:
مع أحد كما جبريل ومع الآخر ميكائيل وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال أو
يقف في الصف.
1218 - حدثنا محمد بن مثنى، ثنا الضحاك بن مخالد، عن شقيق (1)، عن
الأسود بن قيس، عن سعيد بن عمرو، عن أبيه قال: قال علي: ما عهد إلينا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الإمارة شيئا، ولكن رأي رأيناه، واستخلف أبو بكر فقام
واستقام، ثم استخلف عمر فقام واستقام، ثم ضرب الدين بجرانه، ويعفو الله
عن من يشاء ويعذب من يشاء.
1219 - حدثنا أبو موسى، ثنا حبان بن هلال، ثنا محمد بن طلحة، عن أبي عبيد
ابن الحكم عن الحكم بن جحل قال قال علي:
لا يفضلني على أبي بكر وعمر، أولا أجد أحدا يفضلني على أبي بكر وعمر
إلا وجلدته جلد حد المفتري.
1220 - حدثنا أبو بكر، ثنا عبد الله بن إدريس، عن أبي مالك الأشجعي قال:
قلت لابن الحنفية: أبو بكر كان أول القوم إسلاما؟ قال: لا. قلت: فيما علا
وسبق حتى لا يذكر أحد غير أبي بكر؟ قال: كان أفضلهم إسلاما حتى لحق
بالله عز وجل.
1221 - حدثنا رزق الله بن موسى، ثنا شبابة، ثنا شعيب بن ميمون، عن
حصين، عن الشعبي، عن أبي وائل قال: قيل لعلي: استخلف، قال: ما
استخلف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأستخلف ولكن إن يرد الله بالناس خيرا سيجمعهم
على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم.
198 - (باب: ما ذكر من فضائل أبي بكر رضي الله
عنه).
1222 - ثنا محمد بن مصفى حدثنا بقية بن الوليد الكلاعي عن ثور بن يزيد



(1) لعله سفيان، وانظر " المختارة " 446 بتحقيقي.
561
عن عبد الله بن نسير الكندي، عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم): لقد هممت أن أبعث رجالا من أصحابي إلى ملوك الأرض يدعونهم
إلى الإسلام كما بعث عيسى بن مريم. قالوا: أفلا نبعث أبا بكر وعمر فهما أبلغ
عنك؟ قال: لا غنى بي عنهما، إنما منزلتهما من الدين بمنزلة السمع والبصر من
الجسد.
1223 - حدثنا هشام بن عمار، ثنا صدقة بن خالد، ثنا زيد بن واقد، عن بسر
ابن عبيد الله، عن عايذ الله أبي إدريس، عن أبي كريص الدرداء قال: كنت
جالسا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذ أقبل أبو بكر فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
يا أيها الناس إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذب فقال أبو بكر: صدق
وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركون لي صاحبي؟
1224 - حدثنا ابن مصفى، حدثنا بقية، عن ابن جريج، عن عطا، عن أبي
الدرداء قال: رآني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا أمشي بين يدي أبي بكر قال: لم تمشي
أمام من هو خير منك؟ إن أبا بكر خير من طلعت عليه الشمس وغربت.
1225 - ثنا أبو بكر، حدثنا عفان، ثنا همام حدثنا ثابت، عن أنس أن أبا بكر
حدثه قال: قلت للنبي (صلى الله عليه وسلم) ونحن في الغار: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه
لأبصرنا تحت قدميه. فقال: يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟
1226 - ثنا أبو بكر، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن
أبي الأحوص، عن عبد الله قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
إني أبرأ إلى كل خليل من خليله غير إن الله اتخذ صاحبكم خليلا، ولو كنت
متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا.
1227 - حدثنا أبو بكر، ثنا يونس بن محمد، ثنا فليح بن سليمان، عن سالم أبي
النضر، عن عبيد بن حنين، عن بسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري قال:
خطب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الناس فقال:

562
إن من أمن الناس علي في صحبتي وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا من الناس
خليلا، لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام ومودته.
1228 - ثنا أبو بكر، ثنا ابن علية، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس في
الجدا ما الذي قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
لو كنت متخذا خليلا من هذه الأمة لاتخذت خليلا أبا بكر.
1229 - حدثنا أبو بكر، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر، فبكى أبو بكر وقال: هل أنا ومالي
إلا لك يا رسول الله!
1230 - حدثنا خالد بن يحيى، ثنا سفيان، حدثنا حامد بن يحي، ثنا سفيان،
حدثنا الزهري عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
ما نفعنا مال ما نفعنا مال أبي بكر.
1231 - ثنا عمر وبن عثمان، حدثنا أبي، عن عبد الله بن عبد العزيز، عن ابن
شهاب عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير، عن عتبة بن غزوان
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
إنه ليس لأحد عندي في فضل يد في الصحبة إلا أبو بكر.
1232 - حدثنا عمرو بن علي، ثنا أبو عتاب، ثنا المختار بن نافع، عن أبيه،
عن علي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
رحم الله أبا بكر. زوجني ابنته. وحملني إلى دار الهجرة، وأعتق بلالا من
ماله.
1233 - حدثنا هدبة، ثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن عبد الله بن
شقيق، عن عمرو بن العاص قال: قلت: يا رسول الله أي الناس أحب إليك
قال: عائشة. قال: قلت: من الرجال؟ قال: أبو بكر. قال: ثم من؟ قال:

563
أبو عبيدة بن الجراح.
1234 - حدثنا يعقوب بن حميد، ثنا عثمان بن طلحة بن عمر، عن أبي عبد
الرحمن السلمي الأنصاري، عن أبيه، عن أم سلمة أنها قالت حين ماتت عائشة:
أذهب عنك يا عائشة. فما كان على ظهر الأرض نسمة أحب إلى رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) منك، ثم قالت: أستغفر الله غير أبيها.
1235 - حدثنا وهبان، ثنا خالد، عن خالد يعني الحذاء، عن أبي عثمان،
حدثني عمرو بن العاس أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعثه على جيش ذات السلاسل،
فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. قلت: من الرجال؟
قال: أبوها. قال: ثم من؟ قال: ثم عمر. قلت: ثم من؟ قال: فعد
رجالا.
1236 - حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد، ثنا أبي، عن إسماعيل، عن قيس، عن
عمرو بن العاص قال: قلت: يا رسول الله أي الناس أحب إليك؟ قال: لم؟
قلت: أحب من تحب. قال: عائشة. قال: ليس عن النساء أسألك قال:
فأبو بكر.
1237 - ثنا يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق عن الزهري، عن حميد
ابن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
لكل عمل باب من أبواب الجنة يدعون منه، وللجنة ثمانية أبواب، فقال أبو
بكر: يا رسول الله وهل أحد يدعى من تلك الأبواب كلها؟ قال: نعم وإني
لأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر.
1238 - حدثنا حجاج بن يوسف، ثنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي، ثنا محمد
ابن عمر الطائفي، حدثنا القاسم بن عبد الواحد بن أيمن، ثنا محمد بن عبد الله بن
عروة عن أبيه، عن عائشة قال فخرت بمال أبي في الجاهلية. وكان ألف ألف
وقية، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم):

564
اسكتي يا عائشة كنت لك كأبي زرع لأم زرع.
1239 - حدثنا محمد بن حرب الواسطي، حدثنا محمد بن يزيد، عن سفيان
ابن حسين، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن أبا بكر لم يقل شعرا في
الإسلام قط حتى مات، وأنه قد كان حرم الخمر هو وعثمان في الجاهلية.
1240 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا الفضل بن دكين، عن هشام بن
سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: أمرنا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نتصدق، ووافق ذلك مال عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا
بكر (إن سبقت يوما. قال: فجئت بنصف مالي. قال: فقال لي رسول الله)
(صلى الله عليه وسلم):
ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله، وأتاه أبو بكر بكل ما عنده، فقال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) ما أبقيت لأهلك؟ فقال: أبقيت لهم الله ورسوله، فقلت: لا أسابقك
إلى شئ أبدا.
1241 - حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن عبد
العزيز، عن محمد بن عبد العزيز، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة وسعيد بن
المسيب وعروة بن الزبير عن عتبة بن غزوان قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ألا
سدوا عني هذه الأبواب إلا باب أبي بكر.
1242 - حدثنا المقدمي، ثنا عبد الله بن عرادة، حدثنا سليمان بن أبي داود
الجزري، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: آخر خطبة خطبها رسول
الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال:
يا أيها الناس سدوا الأبواب الشارعة في المسجد إلا باب أبي بكر، فإني لا
أعلم امرؤا أفضل عندي يدا في الصحبة من أبي بكر.
1243 - حدثنا بشر بن آدم، حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، حدثنا مبارك بن
فضالة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الرحمن بن أبي

565
بكرة قال: صلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صلاة الصبح، ثم أقبل على أصحابه بوجهه،
فقال:
هل فيكم أحد أصبح اليوم صائما؟ فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله لم
أحدث نفسي بالصوم فأصبحت مفطرا، فقال أبو بكر لكني: حدثت نفسي
بالصوم البارحة فأصبحت صائما، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
هل أحد منكم اليوم عاد مريضا؟ فقال: يا رسول الله صلينا ثم لم نبرح
فكيف نعود المرضى! فقال أبو بكر: بلغني أن أخي عبد الرحمن بن عوف
شاكي، فجعلت طريقي عليه (حين خرجت إلى المسجد، فقال له رسول الله)
(صلى الله عليه وسلم): هل تصدق أحد منكم اليوم بصدقة؟ فقال عمر: يا رسول الله صلينا
ثم لم نبرح، فقال أبو بكر: دخلت المسجد فإذا أنا بسائل يسأل، فوجدت
كسرة خبز شعير في يد عبد الرحمن، فأخذتها فدفعتها إليه، فقال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم):
أنت فأبشر بالجنة، فتنفس عمر، وقال أوه أوه أوه للجنة، فقال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) كلمة رضي بها عمر. زعم أنه لم يرد خيرا قط إلا سبقه إليه أبو بكر.
1244 - حدثنا يعقوب بن حميد، حدثنا عبد العزيز بن محمد وابن أبي حازم،
عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: نعم
الرجل أبو بكر، نعم الرجل أبو عبيدة، نعم الرجل يريد عمر.
199 - (باب: في فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه).
1245 - ثنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن يحي بن زكريا بن
طلحة بن عبيد الله حدثنا داود بن عطاء، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب،
عن سعيد بن المسيب، عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أول من
يصافحه الحق عمر بن الخطاب وأول من يأخذ بيده فيدخله الجنة.
1246 - ثنا عمرو بن علي ومحمد بن المثنى والحسين بن علي قالوا: ثنا أبو

566
عتاب الدلال، حدثنا المختار بن نافع التميمي، عن أبيه، عن علي قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم):
رحم الله عمر يقول الحق وإن كان مرا، تركه الحق ما له من صديق.
1247 - ثنا محمد بن عبد الوهاب الأزهري من ولد عبد الرحمن بن الأزهر ثنا
عبد العزيز بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، عن عبيد الله بن عمر عن نافع قال:
قال أبو هريرة قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
جعل الحق على لسان عمر وقلبه.
1248 - حدثنا دحيم، ثنا عمرو بن بشر، حدثنا ابن أبي مريم، عن حبيب بن
عبيد، عن غطيف بن الحارث، عن بلال قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: إن
الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه.
1249 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن نمير، عن محمد بن
إسحاق، عن مكحول عن غطيف بن الحارث رجل من أيلة، عن أبي ذر قال:
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
إن الله عز وجل وضع الحق على لسان عمر.
1250 - ثنا أبو بكر، ثنا خالد بن مخلد، عن العمري، عن جهم بن أبي الجهم،
عن المسور بن مخرمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه.
1251 - حدثنا أبو بكر، ثنا زيد بن الحباب، عن حسين بن واقد، عن ابن
بريدة عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:
إني لأحسب الشيطان يفرق منك يا عمر.

567
1252 - حدثنا محمد بن ميمون بن علي بن ميمون، ثنا سليمان بن عبيد الله،
حدثنا مصعب بن إبراهيم، عن سعيد بن أبي عروية، عن قتادة، عن أنس بن
مالك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:
أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ": وأشدهم في دين الله عمر بن الخطاب.
1253 - ثنا يعقوب بن حميد، ثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن
الزهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن محمد بن سعد
ابن أبي وقاص، عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا إلا سلك غير
فجك.
1254 - حدثنا أبو مسعود الجحدري، حدثنا الفضيل بن سليمان، عن محمد بن
سعيد، عن الزهري أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أخبره أن
محمد بن سعد بن أبي وقاص أخبره عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: والذي
نفسي بيده ما سمع الشيطان صوت عمر أو حس عمر سالكا فجا إلا سلك فجا
غيره.
1255 - حدثنا أبو بكر، حدثنا أبو أسامة، عن ابن المبارك، عن يونس، عن
الزهري عن حمزه بن عبد الله بن عمر، عن أبيه قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول:
بينا أنا نائم أتيت بقدح من لبن، فشربت حتى إني لأرى الري يجري في
أظفاري، فأعطيت فضله عمر. قالوا: فما أولت ذاك يا رسول الله؟ قال:
العلم العلم.
1256 - حدثنا الحوطي، حدثنا بقية، ثنا الزبيدي، عن الزهري، عن حمزة،
عن أبيه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: فذكر مثله.

568
1257 - ثنا الحوطي، ثنا بقية، عن الزبيدي، عن الزهري، عن أبي أمامة، عن
أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
بينا أنا نائم فرأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص فمنهم ما يبلغ
الثديين، ومنهم ما يبلغ دون ذلك. وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص
يجره. قال: فما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: الدين.
1258 - ثنا كامل بن طلحة، ثنا الليث، ثنا عقيل، عن الزهري، عن أبي أمامة،
عن أبي سعيد، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) نحوه.
1259 - حدثنا الحسن بن علي، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، عن
صالح بن كيسان عن ابن شهاب، عن أبي أمامة، عن أبي سعيد، عن النبي
(صلى الله عليه وسلم) مثله.
1260 - حدثنا ابن كاسب، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن سهيل بن أبي
صالح، عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
والذي نفسي بيده ما سلك الشيطان طريقا يمر فيه عمر.
1261 - حدثنا يعقوب بن حميد، ثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي
سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:
قد كان فيما خلا قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي أحد منهم فهو عمر بن
الخطاب.
1262 - ثنا رحيم؟ ثنا ابن أبي فديك. عن ابن أبي الزناد، عن ابن أبي عتيق،
عن أبيه عن عائشة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:
ما كان من نبي إلا وفي أمته معلم أو معلمان، فإن يكن في أمتي أحد منهم فعمر
ابن الخطاب.

569
1263 - ثنا الحسن بن علي، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا مبارك بن فضالة،
عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: دخل ابن عباس على عمر
حين طعن، فقال: جزاك الله خيرا أليس قد دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن ينصر الله
بك الدين والمسلمون مختفون بمكة، وكانت هجرتك فتحا، ولم تغب عن مشهد
شهده رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قتال المشركين، وتوفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو عنك
راض؟
1264 - حدثنا عبيد الله بن فضالة، ثنا عيسى بن منصور النيسابوري، حدثنا
عيسى بن إبراهيم العسقلاني، حدثنا سليمان بن أبي سليمان المديني، عن الزهري،
عن سالم، عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بالوليد بن المغيرة. قال: فجعل الله
الدعوة لعمر خاصة في نفسه وفي الوليد بن المغيرة في ابنه خالد بن الوليد. قال
ابن عمر: والله ما ذكر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يومئذ أبا جهل.
1265 - ثنا أبو بكر، ثنا عبدة بن سليمان وأبو أسامة، عن مسعر، عن عبد
الملك بن ميسرة عن مصعب، ثنا ابن سعد أن معاذ بن جبل قال: إن عمر في
الجنة وإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما رآه في نومه وفي يقظته فهو حق إن رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) قال:
بينما أنا في الجنة إذ رأيت فيها دارا فقلت: لمن هذه الدار؟ فقيل: لعمر بن
الخطاب.
1266 - ثنا أبو بكر، ثنا أبو خالد الأحمر، عن حميد، عن أنس، عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال:
دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لشاب من
قريش، فظننت أني أنا هو، فقلت: لمن هو؟ فقالوا: لعمر.

570
1267 - حدثنا أبو بكر، حدثنا علي بن مسهر، عن محمد بن عمرو، عن أبي
سلمة عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:
دخلت الجنة فرأيت فيها قصرا من ذهب، فأعجبني حسنه، فقلت: لمن
هذا؟ فقيل: لعمر، فما منعني أن أدخله إلا ما أعرف من غيرتك يا أبا حفص،
فبكى عمر وقال: يا رسول الله عليك أغار!
1268 - حدثنا أبو بكر، ثنا أبو عيينة، عن عمر وسمع جابرا يقول: قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم):
دخلت الجنة فرأيت فيها دارا وقصرا فسمعت صوتا فقلت لمن هذا؟ فقيل:
لعمر، فأردت أن أدخلها، فذكرت غيرتك، فبكى عمر وقال: يا رسول الله
يغار عليك.
1269 - حدثنا أبو بكر؟ حدثنا زيد بن الحباب، عن حسين بن واقد، عن
عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:
مررت بقصر من ذهب مشرف مربع، فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا:
لرجل من العرب، فقلت: أنا عربي. لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من أمة
محمد، فقلت: أنا محمد. لمن هذا القصر؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب.
1270 - حدثنا الحوطي، ثنا بقية، عن الزبيدي، عن الزهري، عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
دخلت الجنة فرأيت امرأة توضأ إلى جانب قصر، فقلت: لمن هذا القمر؟
فقالوا لعمر بن الخطاب. فذكرت غيرتك، فوليت مدبرا، فبكى عمر وهو في
المجلس ثم قال: بأبي أنت وأمي. عليك أغار!
1271 - حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا ابن حرب، عن الزبيدي مثله.
1272 - ثنا كامل بن طلحة، ثنا الليث بن سعد عن عقيل، عن الزهري، عن

571
سعيد عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
1273 - حدثنا أيوب الوزان، حدثنا الوليد بن الوليد، عن إسماعيل بن عياش،
عن محمد بن مهاجر، عن أبي سعد خادم الحسن، عن الحسن، عن أبي سعيد
الخدري حدثهم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
إن الله يباهي بالناس عشية عرفة عامة وإن الله باهى بعمر خاصة.
1274 - حدثنا أبو موسى إن شاء الله، ثنا عبد الله بن داود التمار، عن عبد
الرحمن ابن أخي محمد بن المنكدر، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: قال عمر:
أبو بكر خير الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم). قال أبو بكر: لئن قلت قلت ذاك: لقد
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر.
1275 - حدثنا أحمد بن عبد المؤمن المصري، حدثنا حبيب بن أبي رزيق، ثنا
عبد الله بن عامر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي بن كعب قال:
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
كان جبريل عليه السلام يذاكرني أمر عمر وفضائله. فقلت: يا جبريل
أخبرني عن فضائل عمر بن الخطاب، فذكر الحديث.
1276 - ثنا عقبة بن مكرم ثنا سعيد بن عامر، عن جويرية، عن نافع، عن ابن
عمر عن عمر قال: وافقت ربي في ثلاثة: في الحجاب وفي مقام إبراهيم وفي
أسارى بدر.
1277 - ثنا أبو بكر، حدثنا يزيد بن هارون. حدثنا حميد الطويل، عن أنس،
عن عمر قال: وافقت ربي في ثلاث. قلت: لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى،
فأنزل الله عز وجل:
(واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى). (1)
وقلت: يا رسول الله إنك يدخل على أهلك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات
المؤمنين بالحجاب، وبلغني بعض ما أذينة نساؤه، فدخلت عليهن فجعلنه وجعلت
أستقريهن وأغلظ لهن، فقلت فيما أقول: والله لتنتهين أو ليبدلنه أزواجا خيرا



(1) سورة البقرة آية، 125
572
منكن. حتى أتيت زينب. فقالت: يا عمر ما كان في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما يعظ
نساءه؟ فأنزل الله تعالى: (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا
منكن...) (1) الآية.
200 - باب: في فضل عثمان بن عفان رضي الله عنه.
1278 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن الحسن، ثنا إبراهيم بن
طهمان، عن موسى بن عقبة، عن جده أبي حبيبة قال: دخلت الدار على عثمان وهو
محصور وسمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
إنه سيكون بعدي اختلاف. فقال قائل: فما تأمرنا. قال: عليكم بالأمير
وأصحابه. وضرب بيده على منكب عثمان.
1279 - ثنا أبو عمير حدثنا ضمرة بن شوذب، عن عبد الله بن القاسم، عن كثير
عن عبد الرحمن بن سمرة قال: رأيت عثمان جاء بألف دينار، فصبها في حجر النبي
(صلى الله عليه وسلم) حين جهز جيش العسرة، فرأيت رسول الله يدخل يده فيها تقلبها
ويقول: ما ضر عثمان ما عمل بعد هذا اليوم، ما ضر ابن عفان ما عمل بعد هذا
اليوم.
1280 - حدثنا أبو موسى. حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، ثنا سكن بن
المغيرة أبو محمد البزار، حدثني الوليد بن أبي هشام، عن فرقد أبي طلحة، عن عبد
الرحمن بن خباب السلمي قال: خطب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فحث على جيش
العسرة، فقال عثمان: علي مائة بعير بأحلاسها وأقتابها، ثم حث فقال عثمان: علي
مائة بأحلاسها وأقتابها، ثم نزل مرقاة من المنبر ثم حث فقال عثمان: علي مائة
أخرى بأحلاسها وأقتابها. قال: فرأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول بيده كالمتعجب:
ما على عثمان ما عمل بعدها.
1281 - حدثنا الحسن بن سهل، ثنا وكيع، وأبو اليمان، عن سفيان، عن خالد،
عن أبي قلابة، عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
أشد أمتي حياء عثمان.



(1) سورة التحريم، آية 5.
573
1282 - ثنا يوسف بن موسى، حدثنا قبيصة، عن سفيان، عن خالد وعاصم،
عن أبي قلابة، عن أنس أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:
أصدق أمتي حياء عثمان.
1283 - ثنا محمد بن علي بن ميمون، حدثنا سليمان بن عبيد الله أبو أيوب
الخطاب حدثنا مصعب بن إبراهيم، عن سعيد بن أبي عروية، عن قتادة، عن
أنس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:
أرحم أمتي أبو بكر، وأصدقهم حياء عثمان.
1284 - حدثنا أبو موسى، ثنا الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج أخبرني أبو
خالد حدثني عبد الله بن أبي سعيد المديني، حدثتني حفصة قالت: كان النبي
(صلى الله عليه وسلم) واضع (!) ثوبه بين فخذيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو كهيئته، ثم
استأذن عمر وهو كهيئته، ثم استأذن علي في أناس من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) فأذن
لهم وهو كهيئته، ثم استأذن عثمان فتجلل بثوبه، ثم تحدثوا ثم خرجوا، فقلت: يا
رسول الله استأذن أبو بكر فأذنت له وأنت على هيئتك، ثم استأذن عمر، فأذنت له
وأنت كهيئتك، ثم استأذن علي في أناس من أصحابك فأذنت لهم وأنت على
هيئتك، ثم استأذن عثمان فتجللت بثوبك! فقال: ألا أستحيي ممن تستحيي منه
الملائكة!
قال ابن جريج: وأخبرني أبي بنحوه.
1285 - حدثنا المقدمي، ثنا أبو معشر، حدثني إبراهيم بن عمر بن أبان،
حدثني أبي، عن عبد الله بن عمر، عن حفصة قالت: بينما هي قاعدة وعائشة عند
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فذكر نحوه.
1286 - حدثنا محمد بن المثنى، ثنا إسماعيل أبو عتاب الدلال، حدثنا المختار
ابن نافع، عن أبيه، عن علي، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:
رحم الله عثمان تستحيي منه الملائكة.

574
1287 - حدثنا ابن كاسب، ثنا عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ذيب، عن
الزهري عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن العاص، عن أبيه، عن عثمان بن عفان
وعائشة أخبراه في قصة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إن عثمان رجل
حيي ولو أذنت له على تلك الحال لخشيت أن لا يبلغ حاجته.
1288 - ثنا محمد بن المثنى، ثنا القاسم بن القاسم الأنصاري أبو محمد، حدثنا
أبو عبادة الزرقي، حدثني زيد بن أسلم، عن أبيه قال: حضرت عثمان بن عفان
يوم حوصر قال: إن الناس موضع الجنائز لو أن حصاة ألقيت ما سقطت إلا على
رأس رجل قال: فرأيت عثمان أشرف من الخوخة التي تلي مقام جبريل (صلى الله عليه وسلم)
فقال: أفيكم طلحة؟ فسكتوا فقال: أفيكم طلحة؟ فسكتوا قال: أفيكم طلحة؟
فقام طلحة بن عبيد الله فقال عثمان: ما كنت أرى أن يكون جماعة قوم يسمع
ندائي ثلاثا فلا يجيبني. نشدتك الله يا طلحة هل تعلم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان
بمكان كذا وكذا وأنا وأنت معه ليس معه غيري وغيرك فقال: يا طلحة إن لكل
نبي رفيقا من أمته معه في الجنة وإن عثمان بن عفان هذا رفيقي في الجنة؟ قال: فقال
طلحة: اللهم نعم قال: وانصرف عنه.
1289 - حدثنا أبو مروان، ثنا محمد بن عثمان بن خالد بن الوليد العثماني
حدثنا أبي، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج عن أبي هريرة،
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
لكل نبي رفيق في الجنة، ورفيقي فيها عثمان بن عفان.
1290 - ثنا الحسن بن علي، ثنا شبابة، حدثنا خارجة ابن مصعب، عن عبيد
الله بن عبيد الحميري، عن أبيه قال: كنت فيمن حضر عثمان فأشرف فقال: أها
هنا طلحة؟ قالوا: نعم. قال: أنشدك الله أما تعلم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لنا
ذات يوم:
ليأخذ كل رجل منكم بيد صاحبه وأخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيدي وقال: هذا
جليسي ووليي في الدنيا والآخرة. فقال طلحة: اللهم نعم.

575
قال الحميدي: فقلت: كيف أقاتل رجلا قد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذا فيه؟
قال: نرجع في سبع مائة من قومه.
1291 - حدثنا محمد بن عثمان بن خالد، ثنا أبي، عن عبد الرحمن بن أبي
الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: وقف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على
ابنته الثانية التي كانت عند عثمان فقال: ألا أبا أيم ألا أخا أيم يزوجها عثمان فلو
كن عشرا لزوجته، وما زوجته إلا بوحي من السماء.
1292 - ثنا سبة بن خالد، ثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري عن عبد الله
ابن شقيق، عن عبد الله بن حوالة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم: تهجمون
على رجل معتجر يبايع الناس من أهل الجنة. فهجمنا على عثمان بن عفان وهو
يبايع الناس.
1293 - حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا محمد بن حرب، عن أبي سلمة سليمان بن
سليم عن ابن جابر قال: اجتمع الناس ببيت المقدس قد هموا أن يبايعوا معاوية
بيعة على ما اجتمعت عليه الأمة وفيهم عبد الله بن حوالة وكعب بن مرة صاحب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقام عبد الله بن حوالة فقال: أيها الناس إني لست بخطيب.
ولولا مقالة سمعتها من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم أقم فأسكت الناس فقال: سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: فتنة يكون فيها هذا على الهدى، ومن اتبعه، وقد قام
عثمان بن عفان فأدبر فقمت إليه حتى أخذته بمنكبيه فلفت إلى رسول الله وجهه
فقلت: هذا يا رسول الله؟ فقال: هذا ثم قام كعب بن مرة والله لو أعلم أحدا
يصدقني على هذه المقالة ما سبقني إليها أحد أشهد أني سمعت ذلك من رسول
الله (صلى الله عليه وسلم).
1294 - ثنا هدبة، ثنا حماد بن سلمة، عن الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن
عبد الله بن حوالة قال: أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو بجب رومة وهو يكتب
الناس فرفع رأسه إلي فقال: يا عبد الله بن حوالة أكتبك فقلت: ما خار الله لي
ورسوله، فجعل علي يرفع رأسه إلي فقال: كتبتك؟ فقلت: ما خار الله لي
ورسوله، فقال: فرأيت في الكتاب أبا بكر وعمر فقلت: إنهما لا يكتبان إلا في خير

576
فقلت: نعم فكتبني قال: يا عبد الله بن حوالة كيف تصنع في فتنة في أقطار
الأرض كأنها صياصي البقر والتي بعدها كنفخة أرنب فقال: ما خار الله لي
ورسوله فقال لي: اتبع هذا فإنه يومئذ ومن اتبعه على الحق. قال: فلحقت
الرجل فأخذت بمنكبيه فلفته فقلت: يا رسول الله هذا؟ قال: نعم، فإذا هو عثمان
ابن عفان رضي الله عنه.
1295 - حدثنا محمد بن عوف ويعقوب بن سفيان قالا: حدثنا عبد الله بن
صالح حدثني معاوية بن صالح، عن سليم بن عامر. عن جبير بن نفير قال:
سمعت مرة بن كعب البهزي عند معاوية بمرج صالوجا يقول: أما والله ما أنا
بخطيب فذكر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) نحوه.
1296 - حدثنا أبو بكر حدثنا أبو أسامة حدثنا كهمس بن الحسن عن عبد الله
ابن شقيق حدثني هرم بن الحارث وأسامة بن هريم وكانا يقاربان فحدثاني
حديثا ولا يشعر كل واحد منهم أن صاحبه حدثنيه، عن مرة البهزي أنه مرة قال:
بينما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم في طريق المدينة فقال: كيف تصنعون في فتنة في
أقطار الأرض كأنها صياصي البقر؟ قالوا: نصنع ماذا يا رسول الله؟ قال: عليكم
بهذا وأصحابه. فأسرعت حتى عطفت على الرجل فقلت: هذا يا نبي الله؟ قال:
هذا، فإذا هو عثمان بن عفان.
1297 - حدثنا أبو بكر حدثنا ابن علية عن هشام بن حسان عن محمد بن
سيرين عن كعب بن عجرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) نحوه.
1298 - حدثنا الحسن بن مصعب بن سعيد المصيصي، ثنا عيسى بن يونس،
عن وائل بن داود، عن البهي، عن الزبير قال: قتل النبي (صلى الله عليه وسلم) رجلا من قريش
يوم بدر صبرا ثم قال: لا يقتل بعد اليوم رجل من قريش صبرا إلا رجل قتل
عثمان فاقتلوه، فإن لا تفعلوا تقتلوا قتل الشاة.
1299 - ثنا محمد بن مسلم بن وارة، ثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج،
ثنا سعيد بن بشر، عن قتادة عن أبي ميمونة قال: قال معاوية: إن أهل مكة
أخرجوا النبي (صلى الله عليه وسلم) فلا تكون الخلافة فيهم أبدا، وإن أهل المدينة قتلوا عثمان

577
فلا تكون الخلافة فيهم أبدا.
1300 - ثنا محمد بن يحيى ابن أخي حزم، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث
حدثتني فاطمة بنت عبد الرحمن، حدثتني أمي قالت: دخلت على عائشة فقلت:
يا أم المؤمنين إن بعض بنيك أرسلني إليك يسألك عن عثمان، فإن الناس قد
أكثروا فيه وشتموه قالت: لعن الله من لعنه وشتمه لقد رأيتني وإن رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) واضع رأسه في حجري يوحي إليه كل القرآن ويقول: أكتب يا عثيم فما
كان الله لينزله من المنزلة من رسوله إلا وهو كريم عليه.
1301 - حدثنا يوسف بن موسى، ثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن
أبيه. عن جده قال: فدخل محمد بن أبي بكر على عثمان فقال له عثمان: يا ابن
أخي أنشدك بالله هل تعلم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زوجني ابنتيه إحداهما بعد
الأخرى ثم قال: ألا أبا أيم ألا أخا أيم يزوجها عثمان فلو كان عندنا شئ
زوجناه ونزلت بيعة الرضوان فبايع لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيديه إحداهما على
الأخرى فقال: هذه لي وهذه لعثمان فكانت يد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أطهر وأطيب
من يدي؟ قال: نعم. قال: فأنشدك الله هل تعلم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:
من يشتري هذا النخل فيقيم به قبلة المسجد وضمنه له على رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) نخلا في الجنة؟ قال: نعم. قال: فأنشدك الله هل تعلم أن المسلمين جاعوا
جوعا شديدا فجئت بالأنطاع فبسطتها ثم صبيت عليها الحوارى ثم جئت
بالسمن والعسل فخلطته به وكان أول خبيص أكلوا في الإسلام؟ قال: نعم قال:
فأنشدك بالله هل تعلم أن المسلمين ظمأوا ظمأ شديدا فاحتفرت بئرا فأعطيت
عبدي النفقة ثم تصدقت بها على المسلمين الضعيف فيها والقوي سواء؟ قال:
نعم قال: فأنشدك بالله هل تعلم أن المسيرة انقطعت عن المدينة حتى جاع الناس
فخرجت إلى بقيع الغردق فوجدت خمسة عشر راحلة عليها طعام فاشتريتها
وحبست منها ثلاثة وأتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) باثني عشر راحلة فدعا لي النبي
(صلى الله عليه وسلم) فقال: بارك الله لك فيما أعطيت وبارك لك فيما أمسكت. قال: نعم.
قال: فأنشدك الله هل تعلم أني أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بألف أصفر فصببتها في
حجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قلت استعن بها؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ما ضر عثمان

578
ما عمل بعد هذا اليوم؟ قال: نعم قال: فأنشدك الله هل تعلم أني كنت مع
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على جبل حراء إذ رجف بنا فضربه (صلى الله عليه وسلم) بقدمه فقال:
اسكن حرا فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد وعلى الجبل يومئذ رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير؟ قال: نعم.
1302 - حدثنا الحسن بن علي، ثنا شبابة، ثنا يحيى بن أبي راشد مولى عمرو
ابن حريث، ثنا عقبة بن أسيد ويحيى بن عبد الرحمن الحرشي كلاهما عن النعمان
ابن بشير قال: حدثتني نائلة بنت فرافصة الكلبية امرأة عثمان قالت: لما حصر
عثمان صام قبل اليوم الذي قتل فيه، فلما كان عند إفطاره سألهم الماء العذب فأبوا
عليه وقالوا: دونك ذاك الركي. قالت وركي في الدار تلقى فيها النتن قالت:
فبات من غير أن يفطر فلما كان في السحر أتيت جارات لي على أجاجير متواصلة
تعني السطوح سألتهن الماء فأعطوني كوزا من ماء فلما جئت به نزلت فإذا عثمان
في أسفل الدرجة نائما يغط فأيقظته قالت: هذا ماء عذب أتيتك به. قالت: فرفع
رأسه ينظر إلى الفجر فقال إني أصبحت صائما فقلت: من أين ولم أر أحدا أتاك
بطعام ولا شراب. فقال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اطلع علي من هذا السقف ومعه
دلو من ماء فقال: اشرب يا عثمان فشربت حتى رويت ثم قال: ازدد فشربت
حتى رويت، ثم قال: أما إن القوم سيكثرون عليك فإن قاتلتهم ظفرت، وإن
تركتهم أفطرت عندنا فدخلوا عليه من يومه فقتلوه.
1303 - ثنا هدبة بن خالد، حدثنا أبو عوانة، عن حصين بن عبد الرحمن عن
عمرو بن جاوان، عن الأحنف بن قيس، ثنا أبو بكر ثنا ابن إدريس، عن
حصين بن عبد الرحمن، عن عمر بن جاوان عن الأحنف قال: قدمنا المدينة ونحن
نريد الحج فجاء عثمان فقيل: هذا عثمان بن عفان فدخل عليه ملاءة صفراء قد
قنع بها رأسه فقال: ها هنا علي؟ قالوا: نعم قال: ها هنا طلحة؟ قالوا: نعم
قال: ها هنا الزبير؟ قالوا: نعم قال: ها هنا سعد؟ قالوا: نعم قال: أنشدكم
بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: من يبتاع مربد بني

579
فلان غفر الله له فابتعته بعشرين (ألفا) أو بخمس وعشرين ألفا فأتيت النبي
(صلى الله عليه وسلم) فقلت: قد ابتعته فقال: اجعله في مسجدنا وأجره لك؟ فقالوا: اللهم
نعم قال: فأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نظر
في وجوه القوم فقال: من جهز هؤلاء غفر الله له يعني جيش العسرة فجهزتهم
حتى لم يفقدوا خطاما ولا عقالا؟ قالوا: اللهم نعم. قال: اللهم اشهد ثلاثا،
فقال: أنشدكم بالله هل تعلمون أن رسول الله قال: من يبتاع رومة غفر الله له
فابتعتها بكذا وكذا فأتيته فقلت له: قد ابتعتها فقال: اجعلها سقاية للمسلمين
وأجرها لك.
1304 - حدثنا يعقوب الدورقي، ثنا معمر بن سليمان، عن أبيه، عن حصين
ابن عبد الرحمن عن عمرو بن جاوان، عن الأحنف فذكر مثله.
1305 - حدثنا عثمان بن سعيد أبو عمرو ويعقوب بن حميد بن كاسب قالا، ثنا
يحيى بن أبي الحجاج، ثنا الجريري، عن ثمامة بن حزن القشيري قال: شهدت
الدار يوم أصيب عثمان فأشرف علينا من فوق الدار فقال: يا أيها الناس هلموا
إلى صاحبيكم اللذين أنشباكم علي قال: واجتمع الناس قال: فجئ بهما كأنهما
جملان أو كأنهما حماران فقال: أنشدكم الله والإسلام هل تعلمون أن رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) قدم المدينة بئر يستعذب إلا رومة فقال من يشتري رومة فيجعل دلوه فيها
كدلاء المسلمين بخير له منها في الجنة؟ قالوا: اللهم نعم فاشتريتها من مالي فلم
تمنعونني أن أفطر عليها حتى أفطر على ماء البحر. وأنشدكم: الله والإسلام هل
تعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال وضاق المسجد على أهله فقال: من يشتري
بقعة آل بني فلان فيوسع في المسجد بخير له منها في الجنة فاشتريتها من خالص
مالي؟ فقالوا: اللهم نعم قال: أنشدكم بالله وبالإسلام هل تعلمون أن رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) وأبا بكر وعمر وأنا كنا على ثبير ثبير مكة فاهتز فضربه رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) برجله وقال: اسكن ثبير، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان؟ قالوا:
اللهم نعم قال: فسمعته يقول الله أكبر. شهدوا والله أني شهيد. ثم دخل عليه
فقتل.
1306 - ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا محمد بن عبد الله بن المثنى، ثنا هلال

580
ابن حق عن الجريري، عن ثمامة بن حزن القشيري قال: شهدت الدار يوم
أصيب عثمان فاطلع عليهم اطلاعة فذكر مثله. وقال: فاشتريتها من خالص مالي
فيكون دلوي كدلاء المسلمين. فذكر نحوه.
1307 - سمعت الحلواني يقول سمعت يزيد بن هارون يقول: قال لي هلال
ابن حق: لم أر الجريري في أيام قط أصلح منه الساعة.
1308 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا زيد بن الحباب، ثنا ابن لهيعة ثنا يزيد
ابن عمرو المعافري قال سمعت أبا ثور يقول: قدم عبد الرحمن بن عديس
البلوي وكان ممن بايع تحت الشجرة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر
عثمان فقال: دخلت على عثمان وهو محصور فقلت: إن فلانا ذكر كذا وكذا
فقال: عثمان ومن أين وقد اختبأت عند الله عشرا؟ إني لرابع الإسلام وقد
زوجني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ابنته ثم ابنته وبايعته بيدي هذه اليمنى فما مسست بها
ذكري، ولا تغنيت ولا تمنيت ولا شربت خمرا في جاهلية ولا إسلام وقد قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
من يشتري هذه البقعة فيزيدها في المسجد وله بيت في الجنة؟ فاشتريتها
فزدتها في المسجد؟
1309 - حدثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي، حدثنا عيسى بن يونس، عن أبيه،
عن جده، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: لما حصر عثمان أشرف على الناس
فقال: أنشد بالله رجلا سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يقوم يوم اهتز الجبل فركله برجله
وقال: اسكن فإنما عليك نبي أو صديق أو شهيد وأنا معه فانتشد له رجال ثم
قال: أنشد بالله رجلا سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم جيش العسرة يقول:
من ينفق نفقة متقبلة؟ فجهزت نصف الجيش من مالي فانتشد له رجال، ثم
قال: أنشد بالله رجلا سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول يوم بيعة الرضوان: هذه يدي
وهذه يد عثمان فانتشد له رجال، ثم قال: أنشد بالله رجلا سمع النبي (صلى الله عليه وسلم)
يقول:
من يزيد في مسجدنا هذا ببيت في الجنة؟ فانتشد له رجال.

581
1310 - حدثنا ابن البزار، حدثنا شعيب بن حرب، حدثنا زياد أبو عمر وكان
بقال له: إنه من الأبدال، عن الوليد أبي بشر، عن جندب قال: قلت لحذيفة: أين
عثمان؟ قال:
في الجنة ورب الكعبة. قال قلت: قتلته؟ قال: في النار ورب الكعبة.
1311 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى، ثنا بشار بن موسى الخفاف، ثنا
الحسن بن زياد إمام مسجد محمد بن واسع قال: سمعت قتادة يحدث عن النضر
ابن أنس، عن أنس قال: خرج عثمان مهاجرا إلى أرض الحبشة ومعه ابنة النبي
(صلى الله عليه وسلم) فلما احتبس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) خبرهم فكان يخرج فيتوكف عنهم الخبر
فجاءته امرأة فأخبرته فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): صحبهما الله إن عثمان أول من هاجر
إلى الله بأهله بعد لوط.
1312 - ثنا يوسف بن موسى، ثنا عثمان بن فرقد التيمي تيم الرباب، ثنا محمد
ابن زياد الطبحاني، عن ابن عجلان، عن الزبير، عن جابر بن عبد الله قال أتى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بجنازة ليصلي عليها فلم يصل عليها قالوا: يا رسول الله ما
شأنك ما تركت الصلاة على أحد إلا على هذا؟ قال: إنه ما تركت الصلاة على
أحد إلا على هذا؟ قال: إنه كان يبغض عثمان فأبغضه الله.
201 - باب: ما ذكر في فضل علي رضي الله عنه.
1313 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى وسليمان بن عبد الجبار قالا ثنا
علي بن قادم ثنا جعفر بن زياد الأحمر عن يزيد ابن زياد عن عبد الله بن الحارث،
عن علي: قال وجعت وجعا فأتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فأنا مني في مكانه وقام يصلي
فألقى علي طرف ثوبه فصلى ما شاء الله ثم قال: يا ابن أبي طالب قد برئت فلا
بأس عليك. ما سألت الله عز وجل شيئا إلا سألت لك مثله ولا سألت الله شيئا
إلا أعطانيه. إلا أنه قال لي: لا نبي بعدك. قال القاضي: لا أعرف في فضيلة علي
حديثا أفضل منه.
1314 " حدثنا الحسن بن علي، ثنا يحيى بن آدم، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق

582
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ألا أعلمك
كلمات إن قلتهن غفر لك على أنه مغفور لك؟ لا إله إلا الله الحليم الكريم. لا إله
إلا الله العلي العظيم. سبحان الله رب العرش العظيم. الحمد لله رب العالمين.
1315 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم، ثنا علي بن قادم، ثنا علي بن صالح، عن
أبي إسحاق، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن علي قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم):
ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفرت ذنوبك مع أنه مغفور لك؟ لا إله إلا الله
العلي العظيم. لا إله إلا الله الحليم الكريم. سبحان الله رب السماوات السبع
ورب العرش العظيم. الحمد لله رب العالمين.
1316 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي، عن
علي بن صالح، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة عن
علي، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) نحوه.
1317 - حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله، ثنا أبو شهاب، عن نصير بن أبي
الأشعث عن أبي إسحاق، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن علي قال:
قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفرت ذنوبك وإن كانت مثل زيد البحر مع ما
إنه مغفور لك؟ لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله
رب السماوات السبع ورب العرش العظيم.
1318 - حدثنا أبو بكر، ثنا وكيع، عن بسام، عن أبي الطفيل عن علي قال: كان
يعني ذا القرنين رجلا صالحا ناصح الله فنصحه فضرب على قرنه الأيمن فمات
فأحياه الله ثم ضرب على قرنه الأيسر فمات فأحياه الله وإن فيكم مثله.
1319 - حدثنا أبو بكر، ثنا محمد بن فضيل، عن أبي نصر عبد الله بن عبد
الرحمن، عن مساور الحميري، عن أمه قالت: سمعت أم سلمة تقول: سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:

583
لا يبغض عليا مؤمن ولا يحبه منافق.
1320 - ثنا أبو بكر، ثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة قال:
فقلت: يا أبا إسحاق أين رأيته؟ قال: وقف علينا في مجلسنا فقال: سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا علي.
1321 - حدثنا وهبان بن بقية، ثنا خالد، عن الأجلح، عن أبي الزبير عن جابر
قال انتجى النبي (صلى الله عليه وسلم) علي بن أبي طالب فقال الناس: يا رسول الله لقد طالت
مناجاتك لعلي قال: ما انتجيته ولكن الله انتجاه.
1322 - حدثنا الحسن بن علي ثنا عفان، ثنا معاذ بن معاذ، ثنا قيس بن الربيع
ثنا أبو المقدام، عن عبد الرحمن الأزرقي، عن علي قال: دخل علي رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) وأنا نائم على منامه فاستسقى الحسن والحسين فقال النبي (صلى الله عليه وسلم):
إني وإياك يعني فاطمة وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة.
1323 - ثنا أبو بكر، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن فضيل بن مرزوق، عن
إبراهيم بن الحسن، عن فاطمة بنت الحسين، عن أسماء بنت عميس قالت: كان
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوحى إليه ورأسه في حجر علي رضي الله عنه...
1324 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن نمير، عن العلاء بن صالح
عن المنهال، عن عباد بن عبد الله قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: أنا عبد الله
وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتري، ولقد صليت
قبل الناس بسبع سنين.
1325 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع وأبو معاوية، عن الأعمش،
عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن علي قال:
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه عهد إلي النبي (صلى الله عليه وسلم) الأمي إنه لا يحبني إلا
مؤمن ولا يبغضني إلا منافق.

584
1326 - حدثنا أيوب الوزان، حدثنا عروة بن مروان، عن عبيد الله بن عمرو
عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق السبيعي قال سألت ابن عمر، عن عثمان
وعلي. قال: تسألني عن في فقد رأيت مكانه من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنه سد
أبواب المسجد إلا باب علي رضي الله عنه.
1327 - ثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد الله بن قيس الرقاشي الخزان، ثنا غسان
ابن برز بن الطهوي، عن أبي سعيد الرقاشي قال دخلت على عائشة فقالت: ما بال
أبي الحسن يقتل أصحابه القراء؟ قال: قلت: يا أم المؤمنين إنا وجدنا في القتلى ذا
الثدية. قال: فشهقت أو تنفست ثم قالت: كاتم الشهادة مع شاهد الزور
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
يقتل هذه العصابة خير أمتي.
1328 - حدثنا هدبة، ثنا القاسم بن الفضل، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
يمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق.
1329 - حدثنا محمد بن مسلم بن وارة، ثنا يحي بن قزعة بمكة ثنا عمر بن أبي
عائشة المديني قال سمعت ابن مسمار مولى آل سعد بن أبي وقاص يذكر عن عامر
ابن سعد أن عمار بن ياسر قال لسعد بن أبي رقاص: ما لك لا تخرج فتقاتل مع
علي بن أبي طالب، أما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما قال فيه؟ قال: يخرج قوم من
أمتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية يقتلهم علي بن أبي طالب ثلاثا؟
قال صدقت والله لقد سمعته ولكني أحببت العزلة حتى أجد سيفا يقطع الكافر
وينبو عن المؤمن.
1330 - حدثنا محرز بن سلمة وأبو مروان العثماني قال: حدثنا عبد العزيز بن
محمد، عن يزيد بن عبد الله بن الهادي، عن محمد بن نافع بن عجير، عن أبيه نافع
ابن عجير، عن علي بن أبي طالب أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال له: أما أنت يا علي فصفيي
وأميني.

585
1331 - حدثنا دحيم، ثنا عبد الرحمن بن بشير، عن محمد بن إسحاق، حدثني
محمد بن طلحة، عن إبراهيم بن سعد أنه سمع أباه يقول: لما سار رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) من المدينة إلى تبوك خلف علي بن أبي طالب فأتاه بالجرف يحمل سلاحه
فقال يا رسول الله أتخلفني بعدك ولم أتخلف عنك قط؟ قال: فولى مدبرا
فاغر ورقت عيناه فرجع بعد فراقه النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله إن المنافقين
يزعمون أنك إنما خلفتني استثقالا لي، فغضب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يومئذ حتى
رؤي في وجهه فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا
نبي بعدي.
1332 - حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف، ثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي،
حدثني محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن إبراهيم
ابن سعد، عن أبيه سعد قال: لما نزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالجرف لحقه علي بن أبي
طالب يحمل سلاحه فقال: يا رسول الله خلفتني ولم أتخلف عنك في غزوة قبلها
وقد أرجف بي المنافقون وزعموا أنك بنا خلفتني أنك استثقلتني.
قال سعد فسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
ألا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي،
فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك.
1333 - حدثنا الأزرق بن علي، ثنا حسان بن إبراهيم، حدثنا محمد بن سلمة
ابن كهيل، عن أبيه، عن المنهال بن عمرو، عن عامر بن سعد، عن سعد وأم سلمة
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:
أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
1334 - ثنا أحمد بن منيع، حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا عبد الله بن حبيب
عن حمزة بن عبد الله عن أبيه، عن سعد قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى غزوة
تبوك وخلف عليا رضي الله عنه فقال علي: تخلفني؟ فقال: أما ترضى أن تكون
مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

586
1335 - حدثنا أبو كامل، حدثنا يوسف الماجشوني، حدثنا محمد بن المنكدر، عن
سعيد بن المسيب، عن عامر بن سعد، عن أبيه أنه سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول لعلي:
أنت مني بمنزلة هارون من موسى.
1336 - حدثنا هشام بن عمار، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار. عن
عامر بن سعد، عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
1337 - ثنا أبو بكر، ثنا غندر، عن شعبة، عن الحكم، عن عائشة بنت سعد، عن
أبيها عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
1338 - ثنا أبو موسى، حدثنا أبو بكر الحنفي، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن
سعد عن أبيه، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
1339 - حدثنا إسماعيل بن أم الحكم الثقفي. حدثنا المطلب بن زياد، عن ليث
عن الحكم، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
1340 - ثنا ابن كاسب، ثنا عبد العزيز بن أبي محمدا عن الجعيد بن عبد الرحمن،
عن عائشة بنت سعد، عن أبيها، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
1341 - ثنا محمد بن يحيى بن عبد الكريم، حدثنا عبد الله بن داود، ثنا عبد الواحد
ابن أيمن، عن أبيه قال: ذكر بريدة أن معاوية لما قدم نزل ذي طوى، فجاء سعد
فأقعده على سريره فقال سعد: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعلي: أنت مني بمنزلة هارون
من موسى.
1342 - حدثنا ابن كاسب، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن علي بن زيد وقتادة
عن سعيد بن المسيب، عن سعد، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
1343 - ثنا بشير بن هلال الصواف، ثنا جعفر بن سليمان، عن حرب بن شداد،
عن قتادة عن سعيد بن المسيب، عن سعد، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
1344 - ثنا ابن كاسب؟ ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن
ربيعة الجرشي، عن سعد، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.

587
1345 - حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ، حدثنا أبي، عن شعبة، عن علي بن زيد
عن سعيد بن المسيب، عن سعد، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
1346 - حدثنا أبو بكر، حدثنا عبد الله بن نمير، عن موسى الجهني، حدثتني فاطمة
بنت علي، حدثتني أسماء بنت عميس، قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لعلي
رضي الله عنه:
أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
1347 - حدثنا أبو بكر، ثنا وكيع، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن زيد بن
أرقم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لعلي:
أنت مني بمنزلة هارون من موسى.
1348 - حدثنا محمد بن يحيى بن عبد الكريم، حدثنا عبد الله بن داود، عن محمد
ابن عبد السلام السلمي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر أن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال لعلي:
أنت مني بمنزلة هارون من موسى.
1349 - حدثنا عبد الله بن شبيب ثنا ابن أبي أويس، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن
المنكدر عن جابر بن عبد الله أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لعلي: ألا ترضى أن تكون مني
بمنزلة هارون من موسى.
1350 - حدثنا محمد بن موسى الشامي، حدثنا يزيد بن مهران الخباز، ثنا أبو بكر
ابن عياش، عن الأجلح، عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الرحمن بن البيلماني قال:
كنا عند معاوية فقام رجل فسب علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسب وسب فقام
سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، فقال: يا معاوية ألا أرى يسب على بين يديك ولا
تغير فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
هو مني بمنزلة هارون من موسى.
1351 - حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا يحيى بن حماد، حدثنا أبو عوانة، عن يحيى بن

588
سليم أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
لأبعثن رجلا يحبه الله ورسوله لا يخزيه الله أبدا. قال: فاستشرف لها من استشرف
قال: فقال: أين علي؟ قال: فدعاه وهو أرمد ما يكاد أن يبصر فنفث في عينيه ثم هز الراية
ثلاثا فدفعها إليه. فجاء بصفية بنت حيي، وبعث أبا بكر بسورة التوبة فبعث عليا
خلفه فأخذها منه فقال أبو بكر لعلي: الله ورسوله قال: لا ولكن لا يذهب بها إلا
رجل هو مني وأنا منه وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) لبني عمه: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟
فأبوا فقال علي عليه السلام: أنا أواليك في الدنيا والآخرة. فقال: أنت وليي في
الدنيا والآخرة قال: ودعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الحسن والحسين وعليا وفاطمة ومد
عليهم ثوبا ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي. فأذهب عنهم الرجس
وطهرهم تطهيرا.
قال: و كان أول من أسلم من الناس بعد خديجة.
قال: وشرى بنفسه لبس ثوب النبي (صلى الله عليه وسلم) ونام مكانه، فجعل المشركون يرمونه
كما كانوا يرمون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهم يحسبون أنه نبي الله عليه السلام.
قال: فجاء أبو بكر فقال: يا نبي الله! قال فقال علي: إن نبي الله قد ذهب نحو
بئر ميمون فبادر فاتبعه فدخل معه الغار.
قال: وكان المشركون يرمون عليا وهو يتضور حتى أصبح فكشف عن رأسه
فقالوا: كنا نرمي صاحبك فلا يتضور وأنت تتضور استنكرنا في ذلك. قال:
وخرج الناس في غزوة تبوك فقال علي: أخرج معك؟ قال: لا قال: فبكى. قال:
أفلا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي وأنت خليفتي
في كل مؤمن من بعدي، وسدت أبواب المسجد غير باب علي فكان يدخل المسجد
وهو جنب وهو طريقه ليس له طريق غيره.
قال: وقال من كنت وليه فعلي وليه.
قال: قال ابن عباس: قد أخبرنا الله في القرآن أنه قد رضي عن أصحاب الشجرة
فهل حدثنا بعد أن سخط عليهم.

589
1352 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا جعفر بن عون، عن شقيق بن أبي عبد
الله
1353 - حدثنا أبو بكر بن خالد بن عرفطة قال: أتيت سعد بن مالك بالمدينة
فقال لي إنكم تسبون عليا قال: قلت: قد فعلنا. قال لعلك قد سببته فقلت: معاذ
الله. قال: فلا تسبه. فلو وضع المنشار على مفرق رأسي ما سببته أبدا بعد ما سمعت
من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما سمعت.
202 - باب: من كنت مولاه فعلي مولاه.
1354 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة؟ ثنا أبو معاوية ووكيع، عن الأعمش، عن
سعد بن عبيدة عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
من كنت مولاه فعلي مولاه.
1355 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شريك، عن حنش بن الحارث، عن
رياح بن الحارث، عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
من كنت مولاه فعلي مولاه.
1356 - حدثنا أبو بكر، حدثنا المطلب بن زياد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل،
عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
من كنت مولاه فعلي مولاه.
1357 - حدثنا محمد بن عوف، ثنا عبيد الله بن موسى ثنا إسماعيل بن نشيط، عن
جميل بن عمارة الوالبي، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر قال: سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول وهو آخذ بيد علي فقال:
من كنت مولاه فعلي مولاه.
1358 - حدثنا أحمد بن عبدة، حدثنا حسين بن حسن، ثنا رفاعة بن إياس الضبي،
عن أبيه، عن جده أن عليا رضي الله عنه قال لطلحة:

590
أنشدك بالله أسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه؟
قال: نعم.
1359 - ثنا محمد بن يحي، ثنا عبد الله بن داود، ثنا عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه،
عن جده قال: ذكر بريدة أن معاوية لما قدم نزل بذي طوى فجاء سعد فأقعده على
سريره فقال سعد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
من كنت مولاه فعلي مولاه.
1360 - ثنا محمد بن أبي غالب، ثنا علي بن بحر، ثنا سلمة بن الفضل، عن سليمان
عن أبي إسحاق قال: سمعت حبشي بن جنادة قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
من كنت مولاه فعلي مولاه.
1361 - حدثنا سليمان بن عبيد الله الغيلاني، ثنا أبو عامر، ثنا كثير بن زيد، عن
محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن علي أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قام بحفرة الشجرة بخم
وهو آخذ بيد علي فقال:
أيها الناس ألستم تشهدون أن الله ربكم قالوا: بلى، قال: ألستم تشهدون أن الله
ورسوله أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى، وإن الله ورسوله مولاكم؟ قالوا: بلى.
قال:
فمن كنت مولاه فإن هذا مولاه.
1362 - ثنا نصر بن علي، ثنا عبد العلي، عن عوف، عن ميمون أبي عبد الله عن
أبيه زيد بن أرقم قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
من كنت مولاه فعلي مولاه.
1363 - ثنا هدبة بن خالد، ثنا حماد بن سلمة)، عن علي بن زيد وأبي هارون عن
عدي بن ثابت، عن البراء قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعلي: هذا مولى من أنا مولاه أو
ولي من أنا مولاه.
1364 - ثنا أبو بكر، ثنا الفضل بن دكين، عن كامل أبي العلاء، عن حبيب بن

591
أبي ثابت، عن زيد بن أرقم، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:
من كنت مولاه فعلي مولاه.
1365 - حدثنا أبو موسى، ثنا يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن سليمان، عن حبيب
بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
من كنت مولاه فعلي مولاه.
1366 - حدثنا أبو موسى، حدثنا يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن سليمان يعني
الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي (صلى الله عليه وسلم): مثل ذلك.
1367 - حدثنا أبو مسعود الرازي، ثنا عبد الرحمن بن مصعب، ثنا فطر عن أبي
الطفيل، عن علي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟
قالوا: نعم قال: فمن كنت وليه فهذا وليه.
1368 - حدثنا أبو مسعود، ثنا عبد الرحمن بن مصعب، عن فطر، عن أبي الطفيل،
عن زيد بن أرقم، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
من كنت مولاه فعلي مولاه.
1369 - حدثنا أبو مسعود، ثنا عاصم بن مهجع، ثنا يونس بن أرقم، عن
الأعمش عن أبي ليلى الحضرمي، عن زيد بن أرقم قال: خرج علينا رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) فقال:
ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا بلى. فقال:
من كنت مولاه فعلي مولاه.
1370 - حدثنا أبو مسعود، ثنا عبيد الله بن موسى، عن فطر خليفة، عن أبي
إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن علي رضي الله عنه، عن النبي (صلى الله عليه وسلم):
من كنت مولاه فعلي مولاه.
1371 - ثنا أبو مسعود، ثنا عمرو بن عون، عن خالد، عن الحسن بن عبيد

592
الله، عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:
من كنت مولاه فعلي مولاه.
1372 - ثنا عمار بن خالد، ثنا إسحاق الأزرق، ثنا عبد الملك بن أبي سليمان
حدثني أبو عبد الرحيم الكندي، ثنا زاذان قال: شهدت عليا بالرحبة فقال:
أنشد الله امرءا سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم غدير خم لما قام، فقام ثلاثة عشر
رجلا فشهدوا أنهم سمعوا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم غدير خم، فقال:
من كنت مولاه فعلي مولاه.
1373 - حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله، ثنا أبي عن الأجلح، عن طلحة بن
مصرف قال: سمعت المهاجر بن عميرة أو عميرة بن المهاجر يقول: سمعت
عليا رضي الله عنه ناشد الناس على المنبر من سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
من كنت مولاه فعلي مولاه. فقام اثنا عشر رجلا فقالوا: سمعنا رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) يقوله.
1374 - ثنا محمد بن خالد، ثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع
قال: قام علي على المنبر فقال:
أنشد الله رجلا ولا أنشد إلا أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) سمع النبي (صلى الله عليه وسلم)
يقول يوم غدير خم، فقام ستة من هذا الجانب وستة من هذا الجانب فقالوا:
نشهد إنا سمعنا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
من كنت مولاه فعلي مولاه.
1375 - حدثنا محمد بن خالد، ثنا شريك قال: قلت لأبي إسحاق: أسمعت
من زيد بن أرقم هذا؟ قال: نعم. يريد من كنت مولاه.
1376 - ثنا أبو مسعود، ثنا علي بن قادم، ثنا إسرائيل، عن عبد الله بن شريك
عن الحارث بن مالك، عن سعد بن أبي وقاص قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
من كنت مولاه فعلي مولاه.

593
1377 - حدثنا هدبة بن خالد، ثنا حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح،
عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
لأدفعن الراية غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله ثم يفتح الله
على يديه. قال عمر: فما أحببت الإمارة قط إلا يومئذ وتطاولت لها. فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
يا علي! فدفع إليه اللواء.
1378 - ثنا وهبان بن بقية؟ ثنا خالد عن سهيل مثله.
1379 - ثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ، ثنا أبي، عن عون، عن ميمون أبي
عبد الله عن عبد الله بن بريدة. عن أبيه قال: لما نزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بحصن
خيبر ماج أهل الحصن بعضهم في بعض وفزعوا فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(إنا إذا أنزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين). فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فلما كان الغد تبادر
لها أبو بكر وعمر فدعا عليا وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه اللواء فنهز بالناس
فلقي مرحبا وهو يقول:
قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الليوث أقبلت تلهب * أطعن أحيانا وحينا أضرب
فتلقاه علي فاختلفا ضربتين فضربه على هامته ضربة سمع منها أهل العسكر
صوته وعض السيف بالأرض. قال: وما تتام آخر الناس حتى فتح الله لأولهم.
1380 - ثنا محمد بن خلف، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا يزيد بن زريع! عن
عطاء الخراساني، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال لما نزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
بخيبر قال:
لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على

594
يديه، فدعا عليا فعقد له الراية فسار علي رضي الله وتلقاه مرحب فقتله وفتح
الحصن.
1381 - ثنا محمد بن منصور الطوسي، ثنا أبو الجواب، عن عمار بن زريق،
عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لعلي:
أنت مني بمنزلة هارون من موسى.
1382 - ثنا أبو الربيع الزهراني. حدثنا محمد بن حازم، عن الأعمش، عن
عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أنت مني بمنزلة هارون من
موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
1383 - ثنا نصر بن علي، ثنا عبد المؤمن بن عباد العبدي، ثنا يزيد بن معن،
ثنا عبد الله بن شرحبيل، عن رجل من قريش، عن زيد بن أبي أوفى قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعلي:
أنت عندي بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي.
1384 - ثنا الحسن بن علي، ثنا يزيد بن هارون، حدثنا فطر، عن عبد الله بن
شريك عن عبد الله بن الأرقم قال أتينا المدينة أنا وأناس من أهل الكوفة فلقينا
سعد بن أبي وقاص فقال: كونوا عراقيين كونوا عراقيين. قال: وكنت من
أقرب القوم إليه، فسأل عن علي رضي الله عنه قال: كيف رأيتموه هل سمعتموه
يذكرني؟ قلنا: لا أما باسمك فلا، ولكنا سمعناه يقول: اتقوا فتنة الأخنس.
فقال: أسماني؟ قلنا: لا. فقال: إن الخنس كثير ولكن لا أزال أحبه بعد ثلاث
سمعتهن من رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعث أبا بكر بالبراءة، ثم بعث عليا فأخذها منه،
فرجع أبو بكر كابتا فقال: يا رسول الله فقال: لا يؤدي عني إلا رجل مني.
قال: وسدت أبواب الناس التي كانت تلي المسجد غير باب علي، فقال
العباس: يا رسول الله سددت أبوابنا وتركت باب علي وهو أحدثنا. فقال:
إني لم أسكنكم ولا سددت أبوابكم ولكني أمرت بذلك وقال في غزوة تبوك:

595
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنك لست بنبي؟
1385 - ثنا الحسن بن علي، ثنا زيد بن الحباب مثله إلا أنه قال ابن الأريقم.
1386 - حدثنا ابن كاسب، ثنا سفيان بن عيينة عن ابن نجيح، عن أبيه عن
ربيعة الجرشي وقال: ذكر علي رضي الله عنه عند معاوية وعنده سعد بن أبي
وقاص رضي الله عنه فقال له سعد: أيذكر علي عندك؟ إن له لمناقب أربع لأن
يكون لي واحدة منهن أحب إلي من كذا وكذا ذكر حمر النعم. قوله: " لأعطين
الراية ". وقوله: " بمنزلة هارون بن موسى " وقوله: " من كنت مولاه " ونسي
سفيان الرابعة.
1387 - ثنا أبو بكر وأبو الربيع قالا ثنا أبو معاوية، عن الشيباني، عن عبد
الرحمن بن سابط قال: قدم معاوية في بعض حجاته فأتاه سعد فقال: سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول في علي ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منهن أحب
إلي من الدنيا وما فيها سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
من كنت مولاه، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى، ولأعطين الراية.
203 - باب: ما ذكر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في فضل الزبير بن
العوام رضي الله عنه.
1388 - ثنا إبراهيم بن حجاج السامي، ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن
زر، عن علي قال: أستأذن قاتل الزبير على علي رضي الله عنه فقيل: قاتل
الزبير. فقال: ليدخلن قاتل ابن صفية النار. سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول:
إن لكل نبي حواري وحواري الزبير.
1389 - ثنا أبو بكر، عن حسين بن علي، عن زايدة، عن عاصم، عن زر،
عن علي قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
لكل نبي حواري وحواري الزبير.
1390 - حدثنا أبو بكر، ثنا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن عبد الله بن

596
عروة، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال يوم
قريظة:
فداك أبي وأمي.
1392 - حدثنا إبراهيم بن الحجاج وابن حساب قالا: ثنا حماد بن زيد، عن
هشام بن عروة. عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
إن لكل نبي حواري وحواري الزبير وابن عمتي.
1393 - حدثنا إبراهيم بن حجاج السامي، ثنا حماد بن زيد، عن هشام بن
عروة عن وهب بن كيسان قال: أشهد على جابر بن عبد الله يحدث أنه لما كان
يوم الخندق واشتد الأمر قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ألا رجل يأتي بني قريظة
فيأتيني بخبرهم. فانطلق الزبير فجاء بخبرهم ثم اشتد الأمر فقال. ألا رجل
ينطلق إلى بني قريظة فيأتيني بخبرهم فانطلق الزبير ثلاثا فجاء بخبرهم فقال
النبي (صلى الله عليه وسلم):
لكل نبي حواري وحواري الزبير.
1394 - ثنا محمد بن المثنى، ثنا إسحاق بن إدريس، ثنا أبو معاوية، حدثنا
هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير قال: بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
في حاجة في يوم بارد قال: فجئت ومعه بعض نسائه في لحافه. قال: فأدخلني في
لحافه.
1395 - ثنا الحوطي، ثنا بقية بن الوليد، حدثني نمير بن يزيد القيني، حدثني
أبي حدثني قحافة بن ربيعة أخبرني الزبير بن العوام قال: صلى بنا رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) صلاة العشاء في مسجد المدينة فلما انصرف قال: أيكم يتبعني إلى وفد
الجن الليلة؟ فأسكت القوم فلم يتكلم منهم أحد قال: فقال ذلك ثلاثا فلم
يتكلم منهم أحد قال: فمر بي يمشي فأخذ بيدي، فجعلت أمشي معه وما أحد
مشى حتى حبس عنا خيل المدينة نخله وأفضينا إلى أرض براز فإذا رجال طوال
كأنهم الرماح مستثغرين بثيابهم من بين أرجلهم فلما رأيتهم غشيتني رعدة شديدة

597
حتى ما يمسكني رجلاي من الفرق فلما دنوا منهم خط فيها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
بإبهام رجله خطا، فقال: اقعد فيها في وسطها فلما جلست فيها ذهب عني كل
شئ كنت أجده.
1396 - حدثنا إبراهيم بن حجاج، ثنا سكين بن عبد العزيز، ثنا حفص بن
خالد قال: قدم علينا شيخ من الموصل فحدثني أنه صحب الزبير بن العوام في
بعض أسفاره قال فأصابته جنابة بأرض قفر فقال لي: استرني فسترته فحانت
مني التفاتة إليه وهو يغتسل فرأيته مجدعا بالسيوف فقلت له: والله لقد رأيت بك
آثارا ما رأيتها بأحد قط. قال: وقد رأيت ذاك؟ فقلت: نعم قال: أما والله ما
منها جراحة إلا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سبيل الله.
204 - باب: في فضل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه:
1397 - حدثنا أبو بكر، ثنا يعمر بن بشير، عن ابن المبارك، عن ابن
إسحاق حدثني يحيى بن عباد، عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال: سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
يومئذ أوجب طلحة يعني يوم أحد.
1398 - حدثنا أحمد بن عبدة، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، عن ابن
إسحاق حدثني يحيى بن عبادة عن عبد الله بن الزبير، عن أبيه قال: خرجنا مع
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فصعد في أحد، فذهب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لينهض على
صخرة فلم يستطع فبرك طلحة بن عبيد الله تحته فصعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ظهره
حتى جلس على الصخرة. قال الزبير: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
أوجب طلحة.
1399 - ثنا أبو بكر، ثنا عبد الله بن إدريس، عن طلحة بن يحيى، عن عم
عيسى بن طلحة أن أعرابيا أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسأله: من الذين قضوا
نحبهم؟ فأعرض عنه قال: فدخل طلحة بن عبيد الله من باب المسجد عليه
ثوبان أخضران فقال: هذا من الذين قضوا نحبهم.

598
ذكر شيخ من أهل الكوفة، عن يونس بن بكير، عن طلحة بن يحيى، عن
موسى وعيسى بني طلحة، عن أبيهما أن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالوا
لأعرابي جاء يسأله عن من قضى نحبه من هو وكانوا لا يجترئون على مسألته
فسأله فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه وإني اطلعت من باب المسجد على ثياب
خضر فلما رآني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:
أين السائل عن من قضى نحبه؟ قال الأعرابي: أنا يا رسول الله قال: هذا
ممن قضى نحبه.
1400 - حدثنا الحسن بن علي، ثنا سليمان بن أيوب بن عيسى بن موسى بن
طلحة بن عبيد الله، حدثني أبي، عن جدي سليمان، عن موسى بن طلحة، عن
أبيه طلحة قال: لما رجع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ورجعنا إلى المدينة صعد المنبر
فخطب وقرأ هذه الآية: (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) (1) الآية كلها. فقال له
رجل: من هؤلاء يا رسول الله فأقبلت وعلي ثوبان أخضران فقال: أيها الناس
هذا منهم.
1401 - ثنا يعقوب بن حميد، ثنا معن بن عيسى، عن إسحاق بن يحيى بن
طلحة عن عمر موسى بن، طلحة قال قال لي معاوية: أشهد لسمعت رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) يقول:
طلحة ممن قضى نحبه مما عاهد الله عليه.
1402 - ثنا أحمد بن الفرات، حدثنا أبو يحيى عبد الحميد الحماني، حدثنا
إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عيسى بن طلحة، عن معاوية قال سمعت رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
طلحة ممن قضى نحبه.
1403 - حدثنا الحسن بن علي الحلواني، ثنا سليمان بن أيوب بن عيسى بن
موسى بن طلحة بن عبيد الله حدثني أبي، عن جدي، عن موسى بن طلحة، عن
أبيه طلحة قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا رآني قال:



(1) سورة الأحزاب، الآية 23
599
سلفي في الدنيا والآخرة وسماني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طلحة الخير وفي غزوة
ذات العسيرة طلحة الفياض، ويوم حنين طلحة الجود وقال: من أحب أن ينظر
إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة.
1404 - ثنا إبراهيم بن المنذر الخزامي، حدثنا محمد بن طلحة التيمي، حدثنا
إسحاق بن طلحة عن عمر موسى بن طلحة أن طلحة بن عبيد الله نحر جزورا
وحفر بئرا يوم ذي قرد فأطعمهم وسقاهم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
أنت طلحة الفياض.
وبهذا الإسناد أن طلحة اشترى بئرا فتصدق بها ونحر جزورا فأطعمهم فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
يا طلحة أنت الفياض. قال: فسمي طلحة الفياض.
205 - باب: ما ذكر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في فضل سعد:
1405 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن سفيان، عن سعد بن
إبراهيم، عن عبد الله بن شداد، عن علي بن أبي طالب، قال: ما سمعت رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) يفدي أحدا بأبويه إلا سعدا فإني سمعته يقول يوم أحد:
ارم (سعد) فداك أبي وأمي.
1406 - ثنا أبو بكر، ثنا عبيد الله بن نمير، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن
المسيب قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يحدث أن النبي (صلى الله عليه وسلم) جمع له أبويه
يوم أحد.
1407 - ثنا أبو كامل، ثنا النضر بن إسماعيل، عن قيس، عن سعد عن النبي
(صلى الله عليه وسلم) قال:
ارم فداك أبي وأمي.
1408 - ثنا الحسن بن علي، ثنا جعفر بن عوف، عن إسماعيل، عن قيس،
عن سعد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):

600
اللهم سدد رميته وأجب دعوته.
1409 - ثنا أبو موسى، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا إسماعيل، عن قيس، عن سعد
قال: إني لأول رجل رمى بسهم في سبيل الله.
1410 - ثنا أبو بكر، ثنا أبو أسامة، حدثني مسعر، عن سعد بن إبراهيم،
عن أبيه، عن سعد قال: رأيت عن يميني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعن شماله رجلين
عليهما ثياب بياض ما رأيتهما قبل ولا بعد يعني جبريل وميكائيل.
1411 - ثنا أبو بكر، ثنا يزيد بن هارون، عن يحيى بن سعيد أن عبد الله بن
عامر أخبره أن عائشة كانت تحدث أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سهر ذات ليلة وهي إلى
جنبه فقلت: ما شأنك يا رسول الله قال: ليت رجلا من أمتي صالحا يحرسني الليلة!
قال فبينا نحن كذلك إذ سمعت صوت السلاح فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
من هذا؟ قال: أنا سعد بن مالك. قال: ما جاء بك؟ قال: جئت
أحرسك يا رسول الله. قال: فسمعت غطيط رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في نومه.
206 - باب: في فضل عبد الرحمن بن عوف
1412 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن الحسن الأسدي، ثنا إبراهيم
ابن سعد عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عوف بن
الحارث، عن أم سلمة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال لأزواجه:
إن الذي يحنو عليكن بعدي لهو الصادق البار. اللهم اسق عبد الرحمن بن
عوف من سلسبيل الجنة. قال: صفوة الشراب.
1413 - ثنا محمد بن علي بن ميمون، ثنا سليمان بن عبيد الله، عن محمد بن
أسلمة عن ابن إسحاق، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عوف بن مالك
الأشجعي، عن أم سلمة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقول لهن:
إن أمركن لما يهمني، فلا يحنو عليكن إلا الصابرون ثم يقول: سقى الله أباك
من سلسبيل الجنة.

601
1414 - حدثنا أحمد بن محمد المروزي، حدثنا قريش بن أنس، عن محمد بن
عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
خيركم خيركم لأهلي من بعدي. قال: فباع عبد الرحمن بن عوف حديقة
بأربع مائة ألف، فقسمها في أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم).
1415 - حدثنا الحسن بن علي، ثنا يزيد بن هارون، حدثنا أبو المعلى
الجزري، عن ميمون بن مهران، عن عبد الله بن عمر قال: قال عبد الرحمن بن
عوف لأصحاب الشورى هل لكم أن انتفى منها وأنا أختار لكم؟ فقال علي:
نعم أنا أول من أجاب إلى ذلك إن رضي أصحابي، فإني سمعت رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) يقول:
أنت أمين في السماء أمين في الأرض.
207 - باب: في جماع فضائل أبي بكر وعمر.
1416 - ثنا أبو بكر، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي
سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إن أهل الدرجات العلى ليراهم من
هو أسفل منهم كما يرون الكوكب الطالع في أفق من آفاق السماء وإن أبا بكر
وعمر منهم وأنعما.
1417 - حدثنا أيوب الوزان، ثنا عروة بن مروان، حدثنا عبيد الله بن
عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
إن أدنى أهل الجنة ليرون عليين من فوقهم كما يرى أحدكم الكوكب الدري
في أفق السماء وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما.
1418 - ثنا علي ميمون، ثنا سعيد بن مسلمة، عن إسماعيل بن أمية، عن
نافع، عن ابن عمر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دخل المسجد وأبو بكر عن يمينه آخذا
بيده، وعمر عن يساره آخذا بيده، وهو متكئ عليهما فقال: هكذا نبعث يوم
القيامة.

602
1419 - حدثنا أبو بكر، ثنا زيد بن الحباب، عن موسى بن عبيدة أخبرني أبو
معاذ، عن خطاب أو أبي خطاب، عن علي قال: بينا أنا جالس عند رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) إذ أقبل أبو بكر وعمر فقال: هذان كهول سيدا كهول أهل الجنة إلا ما
كان من الأنبياء ولا تخبرهما.
1420 - ثنا سلمة بن شبيب، حدثنا محمد بن كثير، ثنا الأوزاعي، عن قتادة،
عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأبي بكر:
هذا سيد كهول أهل الجنة من الأولين الآخرين إلا النبيين والمرسلين.
1421 - ثنا أبو بكر، ثنا الفضل بن دكين، عن فطر، عن كثير بياع النوى
قال: سمعت عبد الله بن مليل يقول: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه
يقول:
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
لم يكن نبي قبلي إلا وقد أعطي سبعة رفقاء نجباء ووزراء، وإني قد أعطيت
أربعة عشر. حمزة وأبو بكر وعمر وعلي.
1422 - ثنا أبو بكر، ثنا وكيع، عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن
مولى لربعي بن حراش، عن ربعي بن حراش، عن حنيفة قال كنا جلوسا عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال:
إني لا أدري كم قدر بقائي فيكم، فاقتدوا باللذين من بعدي، وأشار إلى أبي
بكر وعمر.
1423 - ثنا يعقوب، ثنا ابن إبراهيم بن سعد، عن سفيان الثوري، عن
عبد الملك بن عمير عن هلال مولى ربعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة،
عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
1424 - ثنا محمد بن المثنى، ثنا عبد الملك بن عمر، ثنا رياح، عن سعيد بن
عجلان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لأبي بكر
وعمر:

603
ألا أخبركما بمثلكما في الملائكة ومثلكما في الأنبياء، لما مثلك أنت يا أبا بكر في
الملائكة كمثل ميكائيل ينزل بالرحمة ومثلك في الأنبياء كمثل إبراهيم إذ كذبه قومه
وصنعوا ما صنعوا تمال فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم.
ومثلك يا عمر في الملائكة كمثل جبريل ينزل بالبأس والشدة والنقمة على أعداء
الله، ومثلك في الأنبياء مثل نوح إذ قال:
رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا.
208 - باب: في قوله العشرة في الجنة وتحرك الجبل
بهم:
1425 - ثنا يوسف بن يعقوب الصفار ثقة من أهل الخير، ثنا عبيد بن سعيد
القرشي ثنا سفيان الثوري، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن فلان بن
حيان القرشي، عن عبد الله بن ظالم، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال:
أتاني رجل فقال: أخبرني عن علي فإني أحببته حبا لم أحبه أحدا قط. قال:
بئس ما صنعت أبغضت رجلا من أهل الجنة، ثم أنشأ يحدث قال: تحرك حراء
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): اسكن حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو
شهيد. قال: وعليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة
والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن مالك قال ولو شئت أن أخبركم بالعاشر
أخبرتكم. يعني نفسه.
1426 - ثنا أبو بكر، ثنا أبو الأحوص، عن منصور، عن هلال بن يساف،
عن عبد الله بن ظالم، عن سعيد بن زيد قال: أشهد على تسعة أنهم في الجنة ولو
شهدت على العاشر لصدقت. قال: قلت: وما ذاك؟ قال: كان رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) على حراء وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد
الرحمن بن عوف فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
أثبت حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد. قلت: فمن
العاشر؟ قال: أنا.
1427 - حدثنا وهبان بن بقية، حدثنا خلف بن عبد الله، عن حصين، عن
هلال بن يساف عن عبد الله بن ظالم قال: لما بويع لمعاوية بالكوفة أقام المغيرة بن

604
شعبة خطباء يلعنون عليا رضي الله عنه قال: فأخذ بيدي سعيد بن زيد بن عمرو
ابن نفيل فقال: ألا ترى إلى هذا الرجل الظالم يأمر بلعن رجل من أهل الجنة
أشهد على تسعة إنهم في الجنة ولو شهدت على العاشر لم أبال. قال: قلت:
فكيف ذاك؟ قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على حراء. فذكر مثله
1428 - ثنا أبو موسى، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن الحر بن الصباح
عن عبد الرحمن بن الأخنس أن المغيرة بن شعبة خطب فنال من علي، فقال سعيد
ابن زيد: أشهد أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في
الجنة وأبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعلي في الجنة وعثمان في الجنة وعبد الرحمن
في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وسعد في الجنة، ثم قال: إن شئتم
أخبرتكم من العاشر، ثم ذكر نفسه.
1429 - ثنا أبو بكر، ثنا وكيع، عن شعبة، عن الحر بن الصباح، عن عبد
الرحمن بن الأخنس، عن سعيد بن زيد، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
1430 - ثنا خليفة بن خياط حدثنا عمرو بن عاصم، عن شعبة، عن الحر بن
الصباح، عن عبد الرحمن بن الأخنس، عن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) مثله. وزاد وأبو عبيدة بن الجراح.
1431 - ثنا الحسن بن البزار ثنا شعيب بن حرب، ثنا شعبة قال: سمعت الحر
ابن الصباح قال: سمعت عبد الرحمن بن الأخنس يقول: سمعت سعيد بن زيد
يقول: أشهد على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن تسعة (في نسخة: سبعة) في الجنة
يقول: النبي (صلى الله عليه وسلم) في الجنة وأبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعلي في الجنة
وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد في الجنة
ولو شئت أن أسمي العاشر لسميت.
1432 - ثنا الحسن بن البزار، ثنا شعيب بن حرب، ثنا شيبان أبو معاوية، ثنا
أبو يعفور، عن يزيد بن الحارث عن سعيد بن زيد، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) نحوه.
1433 - ثنا أبو موسى وأبو بكر بن خلاد قالا ثنا يحيى بن سعيد، ثنا صدقة
ابن المثنى ثنا رياح بن الحارث أن المغيرة بن شعبة كان في المسجد الأكبر وعنده

605
أهل الكوفة عن يمينه وعن يساره فجاء رجل يدعى سعيد بن زيد فحياه المغيرة بن
شعبة فأجلسه عند رجليه على السرير فجاء رجل من أهل الكوفة فاستقبل المغيرة
فسب وسب فقال: يا مغيرة من يسب هذا؟ قال: يسب عليا. قال: يا مغيرة
ابن شعبة ألا أسمع أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يسبون عندك فلا تنكر ولا
تغير؟ أنا أشهد على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بما سمعته أذناي ووعاه قلبي فإني لم أكن
أروي عنه كذبا يسألني إذا لقيته أنه قال: أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعلي في
الجنة وعثمان في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في
الجنة وسعد ابن مالك في الجنة وتاسع المؤمنين في الجنة ولو شئت أن أسميه لسميته
ففرح أهل المسجد وناشدوه يا صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من التاسع؟ قال:
أتناشدوني بالله والله أعظم! أنا تاسع المؤمنين ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) العاشر. ثم
أتبع ذلك يمينا وشمالا الله لشهد رجل شهده مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اغبر فيه
وجهه مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أفضل من عمل أحدكم ولو عمر عمر نوح.
1434 - حدثنا أبو بكر ثنا محمد بن بشر، حدثني صدقة بن المثنى، حدثني
رياح بن الحارث عن سعيد بن زيد، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله. غير أنه قال: قام
رجل من أهل الكوفة يدعى قيس بن علقمة فاستقبل المغيرة بن شعبة فسب
وسب.
1435 - حدثنا أبو الربيع، حدثنا محمد بن حازم، ثنا صدقة بن المثنى
النخعي، عن رياح بن الحارث عن سعيد بن زيد قال: أشهد لسمعت رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) يقول: لمقام أقامه أحدهم في سبيل الله يغبر فيه وجهه أفضل من عمل
أحدكم عمره ثم ذكر مثل حديث يحيى.
1436 - ثنا يعقوب بن يحيى بن عبد الملك بن أبي عتبة، عن صدقة بن المثنى،
عن رياح عن جده، عن سعيد بن زيد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) بنحو حديث يحيى
حدثونا عن ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، عن عمر بن سعيد بن شريح
اللخمي، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن سعيد بن زيد
حدثهم في نفر من قريش أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: أبو بكر في الجنة وعمر في
الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وسعد بن أبي
وقاص في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة وسكت عن العاشر، فقال القوم

606
نناشدك يا أبا الأعور من العاشر؟ قال: إما إذا ناشدتموني فأبو الأعور في
الجنة. يعني نفسه.
209 - باب: تحرك الجبل بهم.
1437 - حدثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي
عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) صعد أحدا واتبعه أبو
بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فضربه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) برجله وقال: أثبت
أحد إنما عليك نبي وصديق وشهيدان.
1438 - ثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس بن
مالك قال: صعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحدا واتبعه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي
فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان.
1439 - ثنا يحيى بن خلف، حدثنا أبو داود، ثنا عمران، عن قتادة، عن أنس
ابن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان على حراء فرجف بهم فقال: أثبت فإنما عليك
نبي أو صديق أو شهيد. وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعمر وعثمان وعلي.
1440 - حدثنا عاصم الأحول، ثنا معتمر، عن أبيه، عن قتادة، عن أبي
غلاب عن رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) وأبا بكر وعمر
وعثمان كانوا على حراء فرجف بهم أو تحرك بهم، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): أثبت
فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان.
1441 - حدثنا يعقوب بن حميد، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن سهيل بن أبي
صالح، عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان على حراء وأبو بكر
وعمر وعثمان وطلحة والزبير فتحركت بهم الصخرة فقال النبي (صلى الله عليه وسلم):
اهدئي فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد.
1442 - حدثنا ابن عسكر، ثنا عبد الله بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير
ابن نفير، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) صعد على جبل ومعه أبو بكر
وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحرك بهم الجبل فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
اسكن حراء فإنما عليك نبي أو صديق أو شهيد.

607
1443 - ثنا محمد بن علي بن حسن بن شقيق، ثنا أبي، عن حسين بن واقد،
عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على حراء فتحرك
فقال: اسكن (في نسخة: أثبت) فإنه ليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان.
فكان عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر وعمر وعثمان.
1444 - ثنا أحمد بن الفرات، ثنا عبد الرزاق عن معمر، عن أبي حازم، عن
سهل بن سعد قال: ارتج أحد وعليه النبي (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر وعمر وعثمان
فقال النبي (صلى الله عليه وسلم):
اسكن أحد فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد.
1445 - ثنا الحسن بن علي، ثنا ابن أبي مريم وعمرو بن خالد، قالا: حدثنا
ابن لهيعة، حدثنا عياش بن عباس، عن الهيثم بن شفي، عن عبد الله بن سعد بن أبي
سرح، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه ومعه أبو بكر وعمر
وعثمان والزبير وغيرهم على جبل، إذ تحرك بهم الجبل فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: اسكن حراء، فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد.
1446 - حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود، ثنا إسماعيل بن زكريا، عن النضر
الخزاز، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على حراء
فتزلزل، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
أثبت حراء فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد، وعليه أبو بكر وعمر
وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن
زيد بن عمرو بن نفيل.
1447 - ثنا إبراهيم بن المنذر الخزامي، ثنا عباس بن أبي سلمة. حدثني
موسى بن يعقوب عن عباد بن إسحاق، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن بولا قال:
سمعت عثمان بن عفان يقول: بينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على صخرة حراء وأبو
بكر فتحركت فقال: ما شأنك أو ما يحركك إنما عليك نبي أو صديق أو شهيد؟
وهو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر وعمر وعثمان والزبير وطلحة. قال أبو
بكر: ورواه عن عثمان، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ثمامة بن حزن وأبو سلمة بن عبد
الرحمن وأبو عبد الرحمن السلمي وهارون بن عنتر، عن أبيه، عن جده، وفيه عن
محمد بن أبي بكر الصديق.

608
210 - باب:
1448 - حدثنا هدبة بن خالد، ثنا همام، حدثنا قتادة عن محمد بن سيرين،
عن عبد الله بن عمرو، وحدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف، ثنا أبو داود، عن همام،
عن قتادة عن محمد بن عبيد المنفي ومحمد بن سيرين عن عبد الله بن عمر قال:
كنت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حش من حشان المدينة فاستأذن رجل فقال لي
رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
ائذن له وبشره بالجنة، فإذا أبو بكر فأذنت له وبشرته بالجنة، فقرب يحمد الله
حتى جاء فجلس، فاستأذن رجل رفيع الصوت فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
ائذن له وبشره بالجنة، فإذا عمر فأذنت له وبشرته بالجنة، فقرب يحمد الله،
ثم استأذن رجل خفيض الصوت فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه، فأذنت له وبشرته بالجنة على بلوى،
فإذا عثمان بن عفان، فقرب يحمد الله حتى جلس. قال عبد الله فقلت: يا رسول الله
أين أنا؟ قال: أنت مع أبيك.
1449 - ثنا محمد بن مسكين، ثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم. عن محمد بن
جعفر، عن شريك بن عبد الله، عن سعيد بن المسيب، عن أبي موسى أنه قال:
خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى حائط من حوائط المدينة، فلما دخل الحائط جلست
على بابه، فذكر الحديث.
1450 - ثنا هدبة بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، وعن
أبي سلمة، عن أبي موسى وعلي بن الحكم، عن أبي عثمان، عن أبي موسى أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان في حائط المدينة وهو مستند إلى الحائط و معه رجل،
فاستفتح رجل الباب فقال: افتح الباب وبشره بالجنة، ففتحت له الباب وبشرته
بالجنة، فإذا هو أبو بكر ثم جاء رجل آخر فاستفتح الباب، ثم قال: اذهب
فافتح له وبشره بالجنة مع بلوى شديدة تصيبه، فذهب ففتحت فإذا هو عثمان بن
عفان رضي الله عنه.

609
1451 - حدثنا أبو مسعود الجريري، ثنا معتمر، ثنا أبي، عن قتادة، عن
أبي الحجاج عن أبي موسى، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) نحوه.
1452 - حدثنا بشر بن هلال الصواف، ثنا غسان بن مضر، ثنا سعيد بن
يزيد أبو سلمة عن أبي نصرة، عن أبي موسى الأشعري قال: دخل رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) حائطا بالمدينة، فتسجى بثوبه وأغلقت الباب، فجاء رجل فضرب
الباب، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): يا عبد الله بن قيس افتح للضارب وبشره
بالجنة، قال: ففتحت الباب فإذا أبو بكر فقلت: أبشر بتبشير الله ورسوله أبشر
بالجنة. قال: فحمد الله وجلس. قال: ثم لبث ما شاء الله فجاء رجل فضرب
الباب فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): عبد الله بن قيس افتح عن الضارب وبشره
بالجنة، ففتحت فإذا عمر بن الخطاب، فقلت أبشر بتبشير الله ورسوله أبشر
بالجنة قال: فحمد الله وجلس، ثم لبث ما شاء الله أن يلبث، فجاء رجل فضرب
الباب فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): يا عبد الله بن قيس افتح عن الضارب وبشره
بالجنة وسيلقى بلاء، ففتحت فإذا هو عثمان بن عفان فقلت: أبشر بتبشير الله
ورسوله أبشر بالجنة على أن قد ابتعتها ستلقى بلاء، فحمد الله وجلس كئيبا،
فقال له كلمة لم يقلها لصاحبيه.
1453 - ثنا أبو بكر، ثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عبد الله بن محمد بن
عقيل، عن جابر بن عبد الله قال: مشيت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى امرأة رجل
من الأنصار فرشت له صدر نخل، وذبحت له شاة فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
ليدخلن رجل من أهل الجنة، فدخل أبو بكر ثم قال: ليدخلن رجل من أهل
الجنة، فدخل عمر، ثم قال: ليدخلن رجل من أهل الجنة، ثم قال: اللهم إن
شئت جعلته عليا، فدخل علي.
1454 - حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، عن شعبة، عن علي بن زيد قال:
شعبة، قبل أن يخلط قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: سمعت سعد بن
أبي وقاص يقول: خلف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) علي بن أبي طالب، فقال:
أتخلفني فقال: ألم ترض أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أن لا نبي

610
بعدي؟ قال رضيت.
1455 - ثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، عن شعبة، عن الربيع بن قريع قال
سمعت ابن عمر وسأله رجل عن عثمان وعلي فذكر مناقبهما في الخير، وقال في
عثمان: جهز جيش العسرة.
211 - باب:
1456 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن بشر، عن عبيد الله بن
عمر، ثنا أبو بكر بن سالم، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه عن رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) قال: رأيت في النوم كأني أنزع بدلو بكرة على قليب، فجاء أبو بكر
فنزع ذنوبا أو ذنوبيته، فنزع نزعا ضعيفا والله يغفر له، ثم جاء عمر بن الخطاب
فاستقى فاستحالت غربا، فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه حتى روى الناس
وضربوا بالعطن.
1457 - ثنا أبو بكر، ثنا علي بن مسهر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة،
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
بينا أنا أسقي على بير إذ جاء ابن أبي قحافة، فنزع ذنوبا أو ذنوبين فيهما
ضعف، والله يغفر له، ثم جاء عمر، فنزع حتى استحالت في يده غربا وضرب
الناس بعطن، فما رأيت عبقريا يفري فريه.
1458 - ثنا عمرو بن عثمان، ثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن
الزهري، عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول:
بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو، فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذها ابن
أبي قحافة، فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف، وليغفر الله له، ثم
استحالت الدلو غربا، فأخذها عمر بن الخطاب، فلم أر عبقريا من الناس
يفري فري عمر بن الخطاب حتى ضرب الناس بعطن.
1459 - ثنا ابن كاسب، ثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن

611
شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) نحوه،
ورواه عقيل أيضا.
1460 - ثنا محمد بن مسكين، ثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم، ثنا محمد بن
جعفر، ثنا شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن سعيد بن المسيب، عن أبي موسى
الأشعري قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حائط من حوائط المدينة لحاجته
وخرجت في أثره، فلما دخل الحائط جلست على بابه، فقلت: لأكونن اليوم بواب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولم يأمرني فذهب النبي (صلى الله عليه وسلم) فقضى حاجته، ثم جلس
على قف البئر، فكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فجاء أبو بكر يستأذن عليه
ليدخل فقلت: كما أنت حتى أستأذن لك فوقف، فجئت إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)
فقلت: يا نبي الله أبو بكر يستأذن عليك، فقال: ائذن له وبشره بالجنة فدخل
وجلس على يمين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر ثم جاء
عمر فقلت: كما أنت حتى استأذن لك على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال النبي عليه
السلام: ائذن له وبشره بالجنة، فجاء فجلس عن يسار النبي (صلى الله عليه وسلم) وكشف
عن ساقيه، ودلاهما في البئر فامتلأ القف فلم يكن فيه مجلس، ثم جاء عثمان،
فقلت: كما أنت حتى استأذن لك فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): ائذن له وبشره بالجنة
معها بلاء يصيبه فدخل فلم يجد معهم مجلسا، فتحول حتى جلس مقابلهم على
شفة البئر، وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر.
قال ابن المسيب: فأولت ذلك قبورهم: النبي (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر وعمر.
قال القاضي: ليس في إسناده إلا ثقة.
1461 - ثنا محمد بن بكار، ثنا حمزة بن عبد الله الثقفي أبو عمارة، ثنا عثمان
ابن موسى أبو عمرو بن عثمان الذي كان قاضي البصرة، حدثني عطاء، عن ابن
عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
في التوراة مكتوب: ملعون من لعن كبيره، يعني أميره وواليه.
1462 - حدثنا وهب بن بقية، ثنا خالد بن حسين بن قيس، عن عكرمة، عن
ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):

612
من استعمل عاملا على قوم وفي تلك العصابة من هو أرضى لله منه فقد خان
الله وخان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وخان جميع المسلمين. وأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال:
من مشى إلى سلطان الله في الأرض ليذله أذل الله رقبته قبل يوم القيامة مع ما
ذخر له من العذاب، وسلطان الله كتابه وسنن نبيه.
1463 - ثنا المقدمي، ثنا وهب بن جرير، ثنا أبي، عن يعلى بن حكيم، عن
عكرمة، عن ابن عباس قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في مرضه الذي مات فيه
عاصبا رأسه بخرقة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس ليس
أحد أمن علي بنفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت متخذا من الناس
خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام أفضل سدوا كل خوخة في
المسجد إلا خوخة أبي بكر.
1464 - ثنا عباس بن الوليد الدمشقي. حدثنا علي بن عياش، حدثني سعيد
ابن عمارة حدثني الحارث بن النعمان، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
من سود مع قوم فهو منهم، ومن روع مسلما برضاء سلطان جئ به معه يوم
القيامة.
1465 - حدثنا ابن كاسب، ثنا إبراهيم بن محمد بن ثابت، عن عمرو بن
أبي عمرو، عن المطلب، عن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
ألست مولاكم ألست خيركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: فإني فرط لكم
على الحوض يوم القيامة، والله سائلكم عن اثنتين، عن القرآن وعن عترتي.
212 - باب: ما ذكر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: خير
الناس قرني.
1466 - حدثنا ابن نمير، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن
عبيدة، عن عبد الله قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم.

613
1467 - حدثنا الحسن بن علي، ثنا أزهر السمان، حدثنا ابن عون، عن
إبراهيم، عن عبيدة عن عبد الله قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
خير الناس قرني ثم الذين يلونهم.
1468 - ثنا إبراهيم بن حجاج قال: سمعت أبان بن يزيد يحدث عن أبي
جمرة، عن زهدم الجرمي، عن عمران بن حصين، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:
خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم.
1469 - حدثنا أبو بكر. ثنا غندر، عن شعبة، عن أبي جمرة، عن زهدم
الجرمي، عن عمران، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
1470 - ثنا أبو الربيع، ثنا منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن علي
ابن مدرك، عن هلال بن يساف، عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم):
خير الناس قرني. ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم.
1471 - حدثنا ابن نمير، ثنا ابن فضيل، عن الأعمش، عن علي بن مدرك،
عن هلال بن يساف، عن عمران بن حصين، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
1472 - ثنا أبو بكر، ثنا وكيع، عن الأعمش، ثنا هلال بن يساف قال:
سمعت عمران بن حصين يحدث قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
1473 - خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم.
ثنا أبو سلمة يحيى بن خلف، حدثنا عبد الأعلى، عن الجريري، عن أبي
نضرة، عن عبد الله بن قولة القشيري، عن بريدة قال: سمعت رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) يقول:
خير أمتي من هم قرني، ثم الذين يلونهم.
قال أبو بكر: وفيه عن يزيد بن الأخنس وعمرو بن السعدي.

614
213 - باب: في قوله عليه السلام: بعثت في خير قرن
1474 - حدثنا أبو بكر، ثنا عفان، ثنا حماد، عن الجريري، عن أبي نضرة،
عن عبد الله بن قولة، عن بريدة قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
خير هذه الأمة القرن الذي بعثت فيهم.
1475 - ثنا أبو بكر، ثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن السدي، عن عبد
الله البهي، عن عائشة قالت: قال رجل: يا رسول الله أي الناس خير؟ قال:
القرن الذي أنا منهم، ثم الثاني، ثم الثالث.
1476 - حدثنا أبو بكر، ثنا عبد الله بن إدريس، عن أبيه، عن جده، عن
جعدة بن هبيرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): خير الناس قرني، ثم الذين
يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم.
1477 - ثنا أبو بكر، ثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عاصم، عن
خيثمة، عن النعمان بن بشير، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: خير الناس قرني، ثم
الذين يلونهم.
1478 - حدثنا هشام بن عمار، ثنا صدقة بن خالد، ثنا عمرو بن شراحيل،
عن بلال بن سعد، عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله! أي أمتك خير؟ قال: أنا
وأقراني. قلنا: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال: القرن الثاني. قلنا: ثم ماذا؟
قال: القرن الثالث.
1479 - حدثنا يحي بن حكم، ثنا أبو بحر، ثنا شعبة، عن سماك، عن عبد الله
ابن عميرة عن رجل، عن زوج بنت أبي جهل، عن بنت أبي جهل أن رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) قال:
خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم.
214 - باب: في قوله تعالى: كنتم خير أمة أخرجت، للناس.
1480 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن إسرائيل،

615
عن سماك، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس (كنتم خير أمة أخرجت للناس) (1)
قال: الذين هاجروا مع محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة.
215 - باب: ذكر قول النبي (صلى الله عليه وسلم): لا تزالون بخير ما
دام فيكم من رآني.
1481 - حدثنا أبو بكر، ثنا زيد بن الحباب، ثنا عبد الله بن العلاء بن زيد
أبو الزبير الدمشقي، ثنا عبد الله بن عامر، عن واثلة بن أسقع قال: قال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم):
لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني، والله لا تزالون بخير ما دام
فيكم من رأى من رآني وصاحب من صاحبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم
من رأى من رأى من رآني، وصاحب من صاحب من صاحبني.
1482 - ثنا الحوطي، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا عبد الله بن العلاء، حدثني عبد
الله بن عامر اليحصبي، عن واثلة بن الأسقع، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) نحوه.
216 - باب: ذكر قول النبي (صلى الله عليه وسلم): لن يدخل النار
من رآني وآمن بي.
1483 - ثنا هدبة بن خالد، ثنا حماد بن الجعد، عن قتادة، عن أيمن، عن أبي
أمامة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): طوبى لمن رآني وآمن بي.
1484 - حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا موسى بن إبراهيم بن بشير
قال: سمعت طلحة بن خراش يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
لن تمس النار مسلما رأى من رأى من رآني.
1485 - ثنا أبو مروان العثماني، ثنا نافع بن صيفي، عن عبد الرحمن بن
عقبة؟ بن عامر، عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
لا يدخل النار مسلم رآني، ولا رأى من رآني، ولا رأى من رأى من رآني.
1486 - ثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا بقية، عن



(1) سورة آل عمران، الآية 110.
616
محمد بن زياد عن عبد الله بن بسر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لهم وحسن مآب.
1487 - حدثنا أبو بكر، ثنا وكيع، حدثنا إبراهيم أبو إسحاق، عن أبي
نضرة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني.
1488 - ثنا ابن مصفى، ثنا يحيى بن سعيد القطان، عن سعيد بن ميسرة، عن
أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): طوبى لمن رآني. وفيه كلام.
217 -: ما ذكر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: أوصيكم
بأصحابي.
1489 - ثنا علي بن حمزة، ثنا جرير بن حازم، عن عبد الملك بن عمير، عن
جابر بن سمرة قال خطبنا عمر، فقال في خطبته: قام فينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فقال: ألا أحسنوا إلى أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم.
1490 - حدثنا أبو بكر يحيى بن ليلى، حدثنا عبد الملك بن عمير، عن قبيصة
ابن جابر قال: خطبنا عمر بن الخطاب بباب الجابية فقال: إن رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) قام فينا كقيامي فيكم فقال:
يا أيها الناس اتقوا الله في أصحابي، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.
218 - باب: في ذكر قول النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه: جعل عقوبة
أمتي السيف وكفارتهم القتل.
1491 - ثنا أبو يعقوب بن يعقوب الصفار، ثنا عبيد بن سعيد القرشي، ثنا
سفيان عن منصور، عن هلال بن يساف، عن هلال بن حيان، عن عبد الله بن
ظالم عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
في المسجد فقال:
إنه سيكون فتن، فيكون فيها ويكون. قالوا: يا رسول الله لئن أدركنا ذلك

617
لنهلكن. قال: بحسبهم القتل.
1492 - حدثنا أبو بكر، ثنا أبو أسامة، ثنا مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة،
عن هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم، عن سعيد بن زيد قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم).
حسبهم أو بحسبهم القتل.
1493 - ثنا المقدمي، ثنا حسين بن حسن بن عطية، ثنا أبو مالك الأشجعي
عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بحسب أصحابي القتل.
219 - باب: في ذكر فضل قريش ومعرفة حقها، وفي
ذكر فضل بني هاشم على سائر قريش.
1494 - ثنا محمد بن المثنى بن عبيد، ثنا بهلول بن المورق السامي، حدثنا
موسى بن عبيدة، حدثني عمرو بن عبد الله بن نوفل من بني عدي بن كعب، عن
محمد بن مسلم الزبيري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة قالت قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم): قال لي جبريل عليه السلام: قلبت الأرض مشارقها
ومغاربها فلم أجد رجلا أفضل من محمد عليه الصلاة والسلام، وقلبت الأرض
مشارقها ومغاربها، فلم أجد بني أب أفضل من بني هاشم.
1495 - حدثنا هشام بن عمار، ثنا محمد بن شعيب بن ثابور، حدثني
الأوزاعي عن شداد أبي عمار، عن واثلة بن الأسقع، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:
إن الله اصطفى بني كنانة من بني إسماعيل واصطفى من بني كنانة قريشا،
واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم.
1496 - حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي وثنا
أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، عن شداد أبي عمار،
عن واثلة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
1497 - ثنا أبو بكر، ثنا محمد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله
ابن الحارث عن عبد المطلب بن ربيعة أن أناسا من الأنصار قالوا للنبي (صلى الله عليه وسلم):

618
إنا نسمع من قومك حتى يقول القائل منهم: إنما مثل محمد مثل نخلة نبتت في
كباء. قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
أيها الناس من أنا؟ قالوا: أنت رسول الله عليك السلام. قال:
أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، فما سمعناه انتمى قبلها قط، ثم قال: إن الله
عز وجل خلق خلقه، ثم فرقهم فرقتين، فجعلني من خير الفرقتين. ثم جعلهم
قبائل، فجعلني من خيرهم قبيلة فإنا خيركم بيتا، وخيركم نفسا.
1498 - ثنا الحسن بن علي، ثنا حسان بن إبراهيم، عن سفيان بن سعيد
الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، عن سليمان بن قتة، عن ابن عباس في قوله:
(ذكر لك ولقومك) قال: شرف لك ولقومك. وفي قوله (كتابا فيه ذكركم)
قال: شرفكم.
1499 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا معاوية بن هشام، عن علي بن
صالح، عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود
قال: بينما نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا أقبلت فتية من بني هاشم فلما رآهم
اغرورقت عيناه وتغير لونه. قال: فقلت: يا رسول الله ما نزال نرى في
وجهك شيئا نكرهه، فقال:
إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي
بلاء وتشريدا وتطريدا
1500 - ثنا يعقوب بن حميد، ثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن
شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله قال: قال عبد الله بن مسعود: فيما نحن عند
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في قريب من ماء أتى رجال ليس فيهم إلا قرشي. قال: لا
والله ما رأيت صفحة وجوه رجال أحسن من وجوههم.
1501 - ثنا عمرو بن عثمان، ثنا أبي، ثنا عبد الله بن عبد العزيز، عن أخيه
محمد بن عبد العزيز عن ابن شهاب، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب وعروة
ابن الزبير، عن عتبة بن غزوان قال: غدوت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أعوده
وعنده نفر من المهاجرين والأنصار، فقال: يا معشر المهاجرين قد أصبحتم كأن

619
وجوهكم صفائح الذهب.
1502 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا معاوية بن هشام، ثنا زائدة، عن
حصين، عن أبي مالك، عن ابن عباس (إلا المودة في القربى) قال: أن
تحفظوني في قرابتي.
220 - باب: ذكر قول النبي عليه السلام: من يرد هو أن
قريش أهانه الله.
1503 - حدثنا يعقوب بن حميد، ثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان،
عن ابن شهاب عن محمد بن أبي سفيان ابن العلاء بن جارية الثقفي، عن يوسف
ابن الحكم، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال: قال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم):
من يرد هوان قريش أهانه الله.
1504 - ثنا أبو بكر، ثنا يونس بن محمد، ثنا الليث بن سعد عن يزيد عن
إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري، عن محمد بن أبي سفيان عن
يوسف بن عقيل عن سعد، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
1505 - حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبيد الله بن محمد قال: سمعت أبي يحدث
قال سمعت عمي عبيد الله بن عمر بن موسى يقول: ثنا ربيعة بن أبي عبد
الرحمن، عن سعيد بن المسيب عن عمرو بن عثمان قال: قال أبي: يا بني إن
وليت من أمر الناس شيئا فأكرم قريشا، فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول:
من أهان قريشا أهانه الله.
1506 - ثنا إبراهيم بن فهد، ثنا داود بن شبيب، عن أبي هلال، عن قتادة،
عن أنس قال: قال النبي عليه السلام: من يرد هوان قريش أهانه الله.
221 - باب: في قول النبي عليه السلام: قريش أهل
صدق وأمانة.

620
1507 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن خثيم، عن
إسماعيل بن عبيد الله بن رفاعة، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
إن قريشا أهل صدق وأمانة من بغاهم العواثر أكبه الله لوجهه.
222 - باب: ذكر قول النبي عليه السلام: إن للرجل من
قريش قوة الرجلين من غيرهم
1508 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون، عن ابن أبي ذيب،
عن الزهري، عن طلحة بن عبد الله بن عوف، عن عبد الرحمن بن الأزهر، عن
جبير بن مطعم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: للقرشي مثل قوة الرجلين من
غيرهم. قيل للزهري: ما عنى بذلك؟ قال: في نبل الرأي.
1509 - حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا أبي، ثنا عبد الله بن عبد العزيز، عن
أخيه محمد بن عبد العزيز عن الزهري، عن أبي سلمة وعن سعيد بن المسيب،
عن عتبة بن غزوان، وعن عروة بن الزبير، عن عتبة بن غزوان قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
ألا وإن قوة الرجل من قريش مثل قوة الرجلين من غيرهم.
223 - باب: ذكر قول النبي عليه السلام: الناس تبع
لقريش في الخير والشر.
1510 - ثنا أبو بكر، ثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): الناس تبع لقريش في الخير والشر.
1511 - حدثنا أبو بكر، ثنا يعلى بن عبيد، عن محمد بن عمرو، عن أبي
سلمة، عن أبي بريدة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الناس تبع لقريش في هذا
الأمر خيارهم تبع لخيارهم، وشرارهم تبع لشرارهم.
1512 - ثنا عمرو بن عثمان، ثنا أبي، عن عبد الله بن عبد العزيز عن أخيه
محمد بن عبد العزيز عن ابن شهاب، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب وعروة

621
ابن الزبير، عن عتبة بن غزوان قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
ألا وإن مؤمن الناس تبع لمؤمن قريش. ألا وإن فاجرهم تبع لفاجرهم.
1513 - حدثنا أبو بكر، ثنا وكيع، عن سفيان، عن عثمان الثقفي، عن أبي
صادق، عن ربيعة بن ناجد، عن علي قال: قريش أئمة العرب أبرارها أئمة
أبرارها، وفجارها أئمة فجارها، ولكل حق، فأدوا إلى كل ذي حق حقه.
1514 - ثنا أبو بكر، ثنا قبيصة، عن سفيان، عن الحارث بن حصيرة، عن
أبي صادق، عن علي رضي الله عنه قال: قريش أئمة العرب أبرارها أئمة
أبرارها، وفجارها أئمة فجارها.
224 - باب: ما ذكر عن النبي (صلى الله عليه وسلم): تعلموا من
قريش ولا تعلموها.
1515 - ثنا أبو بكر، ثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن سهل بن
أبي حثمة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): تعلموا من قريش ولا تعلموها.
1516 - حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا أبي، حدثنا عبد الله بن عبد العزيز، عن
محمد بن عبد العزيز عن ابن شهاب، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب عن عتبة
ابن غزوان وعن عروة بن الزبير، عن عتبة بن غزوان قال: قال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم):
تعلموا من قريش ولا تعلموها.
1517 - ثنا يعقوب، ثنا إبراهيم بن محمد بن ثابت، حدثني عمرو بن أبي
عمرو مولى المطلب عن المطلب بن عبد الله، عن جبير بن مطعم أن رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) قال:
يا أيها الناس لا تعلموا قريشا، وتعلموا منها، فإنهم أعلم منكم. يعني
قريشا.
1518 - ثنا الحسن بن علي، ثنا يزيد بن هارون، ثنا أبو معشر، عن
المقبري، عن عبد الله بن السايب، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

622
تعلموا من قريش ولا تعلموها.
1519 - ثنا الحسن بن علي، ثنا يزيد بن هارون، ثنا أبو معشر، عن
المقبري، عن عبد الله بن السايب، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
قدموا قريشا ولا تقدموها.
1520 - ثنا عمرو بن عثمان، حدثنا أبي، ثنا عبد الله بن عبد العزيز، عن
محمد بن عبد العزيز، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن
المسيب، عن عتبة بن غزوان، وعن عروة بن الزبير، عن عتبة بن غزوان أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:
قدموا قريشا ولا تقدموها.
1521 - ثنا أبو بكر، ثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن سهل بن
أبي حثمة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): قدموا قريشا ولا تقدموها.
حدثنا يعقوب بن حميد ثنا إبراهيم بن ثابت عن عمرو بن أبي عمرو عن
المطلب عن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
يا أيها الناس لا تقدموا قريشا، فتهلكوا، ولا تخلفوا عنها فتضلوا.
225 - باب: في فضل عالم قريش.
1522 - حدثنا محمد بن عبد الله، ثنا جعفر بن سليمان، عن النضر بن حميد،
عن الجارود، عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود - قال وكان ابن مسعود
يرفع الحديث - قال:
لا تسبوا قريشا، فإن علم عالمها يملأ الأرض علما.
1523 - حدثنا محمد بن عوف، ثنا أبو اليمان، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن
عبد العزيز بن عبيد الله عن وهب بن كيسان، عن أبي هريرة قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم):

623
اللهم اهد قريشا، فإن علم عالمها يملأ طباق الأرض.
1524 - حدثنا الحسن بن علي، ثنا نعيم بن حماد بن أبي حبيبة من أهل مكة،
عن ابن جريج، عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
لا يزال الدين واصبا ما بقي من قريش عشرون رجلا.
1525 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن عبد الله الأسدي، عن ابن
أبي ذئب عن جبير بن أبي صالح، عن الزهري، عن سعد بن أبي وقاص أن
رجلا قتل، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
أبعده الله كان يبغض قريشا.
226 - باب: ذكر قول النبي (صلى الله عليه وسلم): لا يقتل قرشي
صبرا.
1526 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا علي بن مسهر، عن زكريا عن
الشعبي، عن عبد الله بن مطيع بن الأسود، عن أبيه قال: سمعت رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) يوم فتح مكة:
لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم.
227 - باب: ذكر قول النبي (صلى الله عليه وسلم): لولا أن تبطر
قريش لأخبرتها بما لها عند الله عز وجل.
1527 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا الفضل بن دكين، عن عبد الله
ابن بشر، عن زيد بن أبي عتاب قال: ارتقى معاوية على المنبر فقال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم):
لولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لخيارها عند الله عز وجل.
1528 - حدثنا يعقوب بن حميد، ثنا محمد بن ثابت، حدثنا عمرو بن أبي
عمرو مولى المطلب، عن المطلب بن عبد الله، عن جبير بن مطعم قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم):

624
لولا أن تبطر قريش لأخبرتها بالذي عند الله.
1529 - حدثنا يعقوب، ثنا عبد الله بن الحارث عن طلحة بن عمرو، حدثني
عطاء، عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:
لولا أن تطغى قريش لأخبرتها بما لها عند الله.
1530 - حدثنا أحمد بن الفرات، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، عن
يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم أن قتادة الظفري وقع في قريش فكأنه
نال منهم، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم):
مه يا قتادة لا تسبن قريشا، فإنه يوشك أن ترى فيهم رجالا، أو يأتي منهم
رجال، فتزدري عملك مع أعمالهم أو فعلك مع أفعالهم لولا أن تبطر قريش
لأخبرتها بما لها عند الله. قال: فسمعني حفص بن عبد الله بن سالم وأنا أحدث
هذا الحديث قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن جده مثل
ذلك.
228 - باب: ذكر قول النبي عليه السلام: خير نساء
ركبن الإبل نساء قريش.
1531 - ثنا محمود بن خالد، ثنا أحمد بن علي النميري، عن صفوان بن
عمرو، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
نساء قريش خير نساء ركبن الإبل: أحناه على طفل: وأرعاه على زوج في
ذات يده.
1532 - حدثنا محمد بن مصفى، ثنا محمد بن حرب، ثنا الزبيدي، عن
الزهري، عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
1533 - ثنا أبو بكر، ثنا يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، عن أبي
سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):

625
خير نساء ركبن الإبل نساء قريش: أحناه على ولد في صغره وأرعاه على بعل
في ذات يده، ولو علمت أن مريم بنت عمران ركبت بعيرا لما فضلت عليها
أحدا.
1534 - حدثنا المقدمي، ثنا مسلم بن إبراهيم، نا شداد بن سعيد، عن
الجريري، عن أبي نضرة، عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لشباب
قريش:
احفظوا فروجكم. ألا من حفظ الله له فرجه فله الجنة.
1535 - ثنا محمد بن مرزوق، ثنا زاجر بن الصلت، عن الحارث بن عمر، عن
شداد أبي طلحة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: يا شباب قريش لا تزنوا، من سلم له
شبابه دخل الجنة.
229 - باب: ما ذكر عن النبي عليه السلام، أنه قال:
" أسرع الناس فناء قريش ".
1536 - حدثنا يعقوب بن حميد، ثنا عبد الله بن موسى التيمي، عن عبد
الحميد بن جعفر، عن عمر، عن ابن لعبد الرحمن بن شبل، عن أبيه أن رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) قال:
لا تذهب الأيام والليالي حتى يوجد النعل بالمقامة: نسخة يقال: كأنها نعل
قرشي.
230 - باب: ما ذكر عن النبي عليه السلام أنه قال:
ستفنيهم المنايا.
1537 - ثنا أبو الربيع، ثنا هشيم، أخبرنا مجالد، عن الشعبي، عن
مرزوق، عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله! أي العرب أسرع فناء؟ قال:
قومك: قالت: قلت: وكيف ذلك؟ قال: يستجلبهم الموت وينفسهم على
الناس.
231 - باب: ذكر قول النبي عليه السلام لقريشي أن
يزدهم (يذيقهم: نسخة) نوالا.

626
1538 - ثنا محمد بن حرب، حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، ثنا الأعمش،
عن طارق بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم):
اللهم إنك أذقت أول قريش نكالا، فأذق آخرهم نوالا.
1539 - حدثنا الحسن بن علي، حدثنا عبد الحميد الحماني، ثنا الأعمش، عن
طارق، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
1540 - حدثنا محمد بن عبد الملك حدثنا جعفر بن سليمان، ثنا النضر بن
حميد الكنهبي عن الجارود، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود
قال: - وكان ابن مسعود يرفع الحديث - قال:
لا تسبوا قريشا، فإن علم عالمها يملأ الأرض علما. اللهم كما أذقت أولها
نكالا، فأذق آخرها نوالا.
1541 - حدثنا يعقوب بن حميد، ثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد
الساعدي، حدثني أبي، عن جدي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:
أحبوا قريشا فإن من أحبهم أحبه الله.
1542 - ثنا يعقوب، ثنا معن بن عيسى، ثنا كثير بن عبد الله عن أبيه، عن
جده أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:
يا معشر قريش إنكم الولاة من بعدي، فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون،
(واعتصموا بحبل الله جميعا...) (1) إلى آخر الآية.
1543 - حدثنا أبو بكر، ثنا محمد بن بشر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن
مجالد، عن الشعبي، عن عامر بن سعد قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
انظروا قريشا واسمعوا قولهم وزودوا فعلهم.
1544 - ثنا أبو بكر، ثنا حميد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن المؤمل، عن



(1) سورة آل عمران، الآية 103.
627
عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
إذا اختلف الناس فالحق في مضر.
232 - باب: ما ذكر في لايلاف قريش.
1545 - حدثنا أسيد بن عاصم، حدثنا عامر بن إبراهيم، حدثنا الخطاب بن
جعفر بن أبي المغيرة عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
لإيلاف قريش إلفهم قال: نعمتي على قريش إيلافهم رحلة الشتاء
والصيف. كانوا يصيفون بالطائف ويشتون بمكة. فليعبدوا رب هذا البيت
قال: الكعبة. الذي أطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف قال: الجذام.
233 - باب: في فضائل أهل البيت
1546 - ثنا ابن كاسب ثنا إسماعيل بن عبد الله، حدثني أبي، عن حميد بن
قيس مولى بني أسد عن عطاء بن أبي رباح وغيره من أصحاب ابن عباس، عن
ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
يا بني عبد المطلب إني سألت الله لكم ثلاثا: أن يثبت قائمكم، ويهدي
ضالكم، وأن يعلم جاهلكم، وأن يجعلكم جودا مجدا رحماء فلو أن رجلا صف
بين الركن والمقام فصلى وقام، ثم لقي الله عز وجل وهو ينقص أهل بيت محمد
دخل النار.
1547 - ثنا عمرو بن عثمان، ثنا أبي، حدثنا عبد الله بن عبد العزيز، عن
محمد بن عبد العزيز، عن ابن شهاب عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب وعروة
ابن الزبير، عن عتبة بن غزوان قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
يا أيها الناس إن هذا الأمر لا ينبغي أن يكون إلا في هذا الحي من قريش، هم
أوسط العرب في العرب، وأقرب في العرب من العرب. ألا لا تقدموا قريشا.
بسم الله الرحمن الرحيم.
1548 - أنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا شريك،

628
عن الركين القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت يرفعه قال:
إني قد تركت فيكم الخليفتين بعدي: كتاب الله وعترتي. إنهما أن يتفرقا
حتى يردا علي الحوض.
1549 - حدثنا أبو بكر، ثنا أبو داود عمر بن سعد، ثنا شريك، عن الركين،
عن القاسم، عن زيد قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
إني تارك فيكم الخليفتين من بعدي: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن
يتفرقا حتى يردا على الحوض.
1550 - حدثنا أبو بكر، ثنا محمد بن فضيل، عن أبي حيان، عن يزيد بن
حبان قال: انطلقت أنا وحصين بن عقبة إلى زيد بن أرقم فجلسنا إليه فقال له
حصين: يا زيد لقد أكرمك الله رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسمعت حديثه
وغزوت معه
1551 - حدثنا يا زيد ما سمعت منه. قال: قال زيد: قام رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) فخطبنا بما يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ
وذكر، ثم قال:
أما بعد أيها الناس إنما أنتظر أن يأتي رسول من ربي فأجيب، وإني تارك
فيكم الثقلين: أحدهما كتاب الله، فيه الهدى والنور فاستمسكوا بكتاب الله
وخذوا به، فرغب في كتاب الله وحث عليه، ثم قال أهل بيتي أذكر كم الله في أهل
بيتي ثلاثا.
1552 - ثنا حسين بن حسن، حدثنا أبو الجواب، حدثنا عمار بن رزيق، عن
الأعمش عن يزيد بن حبان، عن زيد بن أرقم، عن النبي (صلى الله عليه وسلم):
إني تارك فيكم الثقلين نحوه.
1553 - حدثنا علي بن ميمون، حدثنا سعيد بن سلمة، عن عبد الملك، عن
عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به فلن تضلوا بهدي: الثقلين،

629
وأحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي
أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض.
1554 - حدثنا أبو بكر، ثنا محمد بن بشر، ثنا زكريا، حدثنا عطية، عن أبي
سعيد الخدري أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله
حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي
الحوض.
1555 - حدثنا أبو مسعود الرازي، حدثنا زيد بن عوف، حدثنا أبو عوانة،
عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم
قال: لما رجع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من حجة الوداع كان بغدير خم قال: كأني قد
دعيت فأجبت، وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله
وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. وإن
الله مولاي وأنا ولي المؤمنين، ثم أخذ بيد علي رضي الله عنهما، فقال: من كنت
وليه فعلي وليه. فقال: أنت سمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟ فقال:
ما كان في الركاب إلا قد سمعه بأذنيه ورآه بعينيه. قال الأعمش: فحدثنا
عطية، عن أبي سعيد بمثل ذلك.
1556 - ثنا أبو بكر، ثنا زيد بن الحباب، حدثنا موسى بن عبيدة، حدثني
صدقة بن يسار عن ابن عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) خطب فحمد الله وأثنى عليه بما هو
أهل، ثم قال:
أيها الناس قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا: كتاب الله عز
وجل.
1557 - حدثنا فضل بن سهل، عن ابن أبي أويس، حدثنا أبي، عن عبد الله
ابن أبي عبد الله النضري، وعن ثور بن يزيد، عن عكرمة، عن ابن عباس أن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: فذكر الحديث.
1558 - حدثنا سليمان بن عبيد الله الغيلاني، حدثنا أبو عامر، حدثنا كثير بن

630
زيد، عن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه أن رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) قال: إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله، سببه بيد
الله، وسببه بأيديكم، وأهل بيتي.
1559 - قال أبو بكر بن أبي عاصم رحمه الله: سألت عن السنة ما هي؟
والسنة اسم جامع لمعان كثيرة في الأحكام وغير ذلك ومما اتفق أهل العلم على أن
نسبوه إلى السنة القول بإثبات القدر، وإن الاستطاعة مع الفعل للفعل والإيمان
بالقدر خيره وشره حلوه ومره وكل طاعة من مطيع فبتوفيق الله له، وكل معصية
من عاص فبخذلان الله السابق منه وله، والسعيد من سبقت له السعادة، والشقي
من سبقت له الشقاوة، والأشياء غير خارجة من مشيئة الله وإرادته، وأفعال العباد
من الخير والشر فعل لهم خلق لخالقهم، والقرآن كلام الله تبارك وتعالى تكلم الله
به ليس بمخلوق ومن قال مخلوق ممن قامت عليه الحجة فكافر بالله العظيم، ومن
قال من قبل أن تقوم عليه الحجة فلا شئ عليه، والإيمان قول ومحمل يزيد
وينقص وإثبات رؤية الله عز وجل يراه أولياؤه في الآخرة نظر عيان كما جاءت
الأخبار، وأبو بكر الصديق أفضل أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعده وهو
الخليفة خلافة النبوة بويع يوم بويع وهو أفضلهم وهو أحقهم بها، ثم عمر بن
الخطاب بعده على مثل ذلك، ثم عثمان بن عفان بعده على مثل ذلك، ثم علي بعده
على مثل ذلك رحمة الله عليهم جميعا.
وأبو بكر الصديق أعلمهم عندي بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأفضلهم
وأزهدهم وأشجعهم وأسخاهم. ومن الدليل على ذلك قوله في أهل الردة وقد
نازلة أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) على أن يقبل منهم بعضا فأبى إلا كل ما أوجب الله
عليهم أو يقاتلهم ورأى أن الكفر ببعض التنزيل يحل دماءهم فعزم على قتالهم
فعلم أنه الحق. ومن شجاعته كونه مع النبي عليه السلام في الغار وهجرته معه
معرضا نفسه لقريش وسائر العرب مع قصد المشركين وطلبهم له وما بذلوا فيه
من الرغائب، ثم ما ظهر في رأيه ونبله وسخائه أن كان ماله في الجاهلية أربعين
ألف أوقية ففرق كله في الإسلام. ومن زهده أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ندب إلى الصدقة
فجاء أبو بكر بجميع ماله إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال النبي (صلى الله عليه وسلم):

631
ما أبقيت لأهلك؟ قال: الله ورسوله.
ولم يفعل هذا أحد منهم، وقال في قصة الكتاب الذي أراد النبي (صلى الله عليه وسلم) أن
يكتب لهم: يأبى الله ويدفع بالمؤمنين وسماه الله من السماء الصديق وبويع واتفق
المسلمون على بيعته، وعلموا أن الصلاح فيها فسموه خليفة رسول الله وخاطبوه
بها. ثم عمر بن الخطاب رحمة الله عليه على مثل سبيل أبي بكر، وما وصفنا به
مع شدته واستقامته وسياسته. ومن ذلك قوله لعيينة والأقرع: إنما كان النبي
(صلى الله عليه وسلم) يتألفكما والإسلام قليل، وقد أغنى الله عنكما، وذكر سير عمر وسياسته
كثر. ثم عثمان بن عفان من أعلمهم وأشجعهم وأسخاهم وأجودهم جودا ومن
علمه أن عليا وعبد الرحمن رحمة الله عليهما أشارا في إقامة الحد على أمة حاطب
فرأى عمر ذلك معهم. قال: يا أبا عمر وما تقول؟ قال: لا أرى عليها حدا
لأنها تستهل (تستحل: نسخة) به وإنما الحد على من عمله. فقال عمر بعد أن
فهم ذلك عنه: صدقت والله إنما الحد على من عمله. وتزوج ابنتي النبي
(صلى الله عليه وسلم) ولم يجتمع ذلك لأحد قط، ثم أذهنهم ذهنا وأظهرهم عبادة حفظ القرآن
على كبر سنه في قلة مدة فكان يقوم به في ليلة واحدة. ومن سخائه أن النبي
(صلى الله عليه وسلم) ندب إلى جيش العسرة فجاء بألف دينار ثم ألف ثم ألف ثم جهز جيش
العسرة بأجمع جهازهم.
ثم علي رحمة الله عليه مثل ذلك في كماله وزهده وعلمه وسخائه. ومن زهده
أنه اشتغل في سنة أربعين ألف دينار ففرقها وقميص كرابيس سنبلاني. قال
محمد بن كعب القرظي: سمعت عليا يقول: بلغت صدقة مالي أربعين ألف
دينار. ومن فضائله التي أبانه الله بها تزويجه بفاطمة وولده الحسن والحسين رحمة
الله عليهما وحمله باب خيبر وقتله مرحبا وأشياء يكثر ذكرها. ثم لكل واحد من
أهل الشورى فضائل يكثر ذكرها.
ومما قد ينسب إلى السنة وذلك عندي إيمان نحو عذاب القبر. ومنكر
ونكير. والشفاعة. والحوض. والميزان. وحب أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ومعرفة فضائلهم وترك سبهم والطعن عليهم وولايتهم والصلاة على من مات
من أهل التوحيد، والترحم على من أصاب ذنبا والرجاء للمذنبين. وترك الوعيد

632
ورد العباد إلى مشيئة الله والخروج من النار يخرج الله من يشاء منها برحمته.
والصلاة خلف كل أمير جائر. والصلاة في جماعة والغزو مع كل أمير. والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون.
وتم بحمد الله وكرمه. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين.
وقع الفراغ من تنميق هذه النسخة الشريفة نهار الأحد ثالث وعشرين من
ربيع الثاني سنة 1085 من الهجرة النبوية على مهاجرها أفضل الصلاة والسلام
وكان تمامها على يد أقل عباد الله وأحوجهم إلى رحمة الله الراجي عفو ربه الرحيم
موسى بن إبراهيم غفر الله له ولوالديه ولأستاذيه ومعلميه ولمن أحسن إليه،
ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات آمين.

633
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد فقد قرأ علي الشاب
الأريب الشيخ محمد أبو طاهر بن إسحاق الملا إبراهيم الكوراني ثم المدني
حفظه الله ورحم والده هذا الكتاب بأجمعه في مجالس عديدة. آخرها بعد عصر
يوم الخميس غرة شهر شعبان في سنة 1106 وسمع بقراءته بعض المجالس
الشيخ الفاضل الكامل سيدي أبو محمد عبد الرحمن بن الشيخ أبي الغيث الخطيب
بالمحراب النبوي، والشيخ الصالح الكامل سيدي محمد أبو سعيد ابن إسحاق
الملا إبراهيم وولده النجيب أحمد أبو الفتوح والشيخ موسى البصري والخواجة
عمر بن محمد الراكب المدني وغيرهم وأجزتهم جميعا بروايته... وعن روايته
بشرطه قال ذلك.... الفقير.... (1)
تم بحمد الله ومنه وكرمه.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين.
* * *
وقد تم طبعه في مطابع المكتب الإسلامي ببيروت في غرة رجب سنة
1400 من هجرة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والحمد لله الذي بنعمته
تتم الصالحات ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
* * *



(1) في الأصل الكلام غير واضح
634
تراجم رجال السند
في كتاب " السنة " لابن أبي عاصم

635
محمد بن أحمد الرملي
محمد بن أحمد بن حمزة، شمس الدين الرملي: فقيه الديار المصرية
ومرجعها في الفتوى، ولد سنة 919 وتوفي سنة 1004، نسبته إلى " الرملة " (من
قرى المنوفية بمصر) ومولده ووفاته بالقاهرة. ولي إفتاء الشافعية. وجمع فتاوى
أبيه. وصنف شروحا وحواشي كثيرة منها " عمدة الرابح " شرح على هدية
الناصح، في فقه الشافعية و " غاية البيان في شرح زبد ابن رسلان " و " غاية المرام "
في شرح شروط الإمامة لوالده، و " نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج " فقه. وله:
" فتاوى شمس الدين الرملي ".
زكريا بن محمد الأنصاري 823 - 926
زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري السنيكي المصري الشافعي،
أبو يحي: شيخ الإسلام. قاض مفسر، من حفاظ الحديث. ولد في " سنيكة "
(بشرقية مصر) وتعلم في القاهرة، وكف بصره سنة 906، نشأ فقيرا معدوما ولما
ظهر فضله وعلمه، تتابعت إليه الهدايا والعطايا، وتكاثر الناس عليه للتعلم عليه
وإفساد القارئين عليه علما ومالا، وكان يناصح الحكام، له تصانيف كثيرة في الفقه
واللغة والحديث والأصول والمنطق.
أحمد بن علي بن حجر
ولد سنة 773 وتوفي 852 أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني، أبو
الفضل، شهاب الدين، ابن حجر من أئمة العلم والتاريخ. أصله من عسقلان
(بفلسطين)، ومولده ووفاته بالقاهرة، ولع بالأدب والشعر، وعلت شهرته

637
بالحديث. مؤلفاته بالتاريخ والحديث كثيرة وعظيمة ومفيدة جدا (تهادنها الملوك
وكتبها الأكابر) كما يقول السخاوي. ولي القضاء وكان فصيحا عالما بأيام
المتقدمين والمتأخرين.
عبد الرحيم بن محمد ابن الفرات
ولد 759 ه‍ وتوفي 851 ه‍. عبد الرحيم بن محمد بن عبد الرحيم، عز الدين
المعروف بابن الفرات: فاضل مصري. مولده ووفاته بالقاهرة له: له: " تذكرة
الإمام في النهي عن القيام " و " مجاميع ومختصرات ". منها " نخبة الفوائد " في فقه
الحنفية، لخصه من كتاب " عقد القلائد في حل قيد الشرائد " لابن وهبان، وهو
ابن المؤرخ " محمد بن عبد الرحيم " المعروف بابن الفرات، أيضا.
المديني
ولد سنة 501 ه‍ وتوفي سنة 581 ه‍. محمد بن عمر بن أحمد بن عمر بن
محمد الأصبهاني المديني، أبو موسى: من حفاظ الحديث، المصنفين فيه. مولده
ووفاته في أصبهان، زار بغداد وهمذان، من كتبه " الأخبار الطوال " و " اللطائف "
في الظاهرية بدمشق، في الحديث و " خصائص المسند " أي مسند ابن حنبل، و
" تتمة معرفة الصحابة " و " الوظائف " و " عوالي التابعين " و " المغيث " أكمل به
كتاب: " الغريبين " للهروي، و " الزيادات " جعله ذيلا على " أنساب " المقدسي.
قال السبكي: وفضائله كثيرة، وقد صنف فيها غير واحد ونسبة المديني إلى مدينة
أصبهان.
الدمياطي
ولد سنة 613 ه‍ وتوفي سنة 705 ه‍. من أكابر الشافعية، عبد المؤمن
بن خلف الدمياطي، أبو محمد، شرف الدين: حافظ للحديث. ولد بدمياط.
وتنقل في البلاد، وتوفي فجأة في القاهرة. قال الذهبي: كان مليح الهيئة، حسن
الخلق، بساما، فصيحا لغويا مقرئا، جيد العبارة، كبير النفس، صحيح
الكتب، مفيدا جدا في المذاكرة. وقال المزي: " ما رأيت أحفظ منه "، من كتبه

638
" معجم " ضمنه أسماء شيوخه وهم نحو ألف وثلاثمائة، في أربع مجلدات، و
" كشف المغطى في تبيين الصلاة الوسطى و " المتجر الرابح في ثواب العمل
الصالح " و " قبائل الخزرج " و " العقد المثمن فيمن اسمه عبد المؤمن " و " المختصر
في سيرة سيد البشر " وكتاب " فضل الخيل " و " التسلي والاغتباط بثواب من تقدم من
الافراط ".
يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي
ولد سنة 555 ه‍ وتوفي سنة 648 ه‍.
يوسف بن خليل بن قراجا بن عبد الله، أبو الحجاج، شمس الدين
الدمشقي ثم الحلبي: محدث، حنبلي. ولد وتفقه بدمشق. وقام برحلة إلى بغداد
وأصبهان ومصر، وتفرد في وقته بأشياء كثيرة عن الأصبهانيين، فكان أوسع
معاصريه رحلة وأكثرهم كتابة. وجمع لنفسه " معجما " عن أزيد من خمسمائة
شيخ، و " ثمانيات " و " عوالي " خ باسم " الفوائد العوالي الصحاح " بدار الكتب، و
" فوائد " وكتب بخطه كثيرا. واطوطن حلب في آخر عمره، وتوفي بها، قال
الذهبي: روى عنه خلق كثيرة آخرهم بالإجازة " زينب الكمال "
الصيرفي
ولد سنة 421 وتوفي سنة 514 ه‍ محمود بن إسماعيل، أبو منصور
الأصبهاني الصيرفي الأشقر، راوي المعجم الكبير عن ابن فادشاه عن مؤلفه
الطبراني، وله ثلاث وتسعون سنة، توفي في ذي القعدة، قال السلفي عنه: " كان
صالحا ".
الإمام ابن الصلاح الشهرزوري
ولد سنة 577 ه‍ وتوفي سنة 643 ه‍، أبو عمرو وعثمان بن عبد الرحمن
(صلاح الدين) ابن عثمان بن موسى بن أبي النصر النصري الشهرزوري الكردي
الشرخاني، تقي الدين، المعروف بابن الصلاح أحد الفضلاء المقدمين في التفسير
والحديث والفقه وأسماء الرجال. ولد في شرخان (قرب شهرزور) وانتقل إلى
الموصل ثم إلى خراسان فبيت المقدس حيث ولي التدريس في الصلاحية. وانتقل

639
إلى دمشق فولاه الملك الأشرف تدريس دار الحديث. وتوفي فيها. له كتاب:
" معرفة أنواع علم الحديث " يعرف بمقدمة ابن الصلاح، و " الأمالي " و " الفتاوي "
جمعه بعض أصحابه و " شرح الوسيط " في فقه الشابعية و " صلة الناسك في صفة
المناسك " و " فوائد الرحلة " أجزاء كثيرة مشتملة على فوائد في أنواع العلوم قيدها في
رحلة إلى خراسان و " أدب المفتي والمستفتي " و " طبقات الفقهاء الشافعية ".
الضياء المقدسي، محمد بن عبد الواحد:
قال الزركشي:
ولد 569 وتوفي 643 ه‍. محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن
السعدي، المقدسي الأصل، الصالحي الحنبلي، أبو عبد الله: عالم بالحديث
مؤرخ، من أهل دمشق، مولدا ووفاة، بنى فيها مدرسة دار الحديث الضيائية
المحمدية بسفح قاسيون، شرقي الجامع المظفري ووقف بها كتبه، ورجل إلى
بغداد ومصر وفارس، من كتبه " الأحكام " في الحديث، و " فضائل الأعمال "
و " الأحاديث المختارة " تسعون جزءا و " فضائل الشام " و " مناقب أصحاب
الحديث " و " سبب هجرة المقادسة إلى دمشق " نحو عشرة أجزاء وقال ابن كثير:
سمع الحديث الكثير، وكتب كثيرا وطوق وجمع وصنف وألف كتبا مفيدة،
حسنة كثيرة الفوائد، من ذلك كتاب: " الأحكام " ولم يتمه، وكتاب " المختارة "
وفيه علوم حسنة حديثية، وهي أجور من مستدرك الحاكم لو كمل، وله " فضائل
الأعمال " غير ذلك من الكتب الحسنة الدالة على حفظه واطلاعه وتضلعه من علوم
الحديث متنا وإسنادا. وكان رحمه الله في غاية العبادة والزهادة والورع والخير، وقد
وقف كتبا كثيرة عظيمة لخزانة المدرسة الضيائية التي وقفها على أصحابهم من
المحدثين والفقهاء، وقد وقفت عليها أوقاف أخر كثيرة بعد ذلك.
فخر الدين، علي بن أحمد ابن البخاري
ولد سنة 595 ه‍ وتوفي 690 ه‍. علامة بالحديث، نعته الذهبي بمسند
الدنيا. قال ابن تيمية: " ينشرح صدري إذا أدخلت ابن البخاري بيني وبين
النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ". حدث نحوا من ستين سنة بدمشق ومصر

640
وبغداد. وله شعر جيد. توفي في دمشق. له: " مشيخة " من تخريج الحافظ ابن
الظاهري، منها نسخة في الأحمدية بحلب (261 - ف 68)، وأخرى نفيسة جدا
في مكتبة خدا بخش بطهران، وله مخطوطة في الرباط (323 ك)، أربع ورقات
" مشيخة من جزء الأنصاري " بآخرها سماعات.
عبد القادر الله هاوي
ولد سنة 536 ه‍ وتوفي سنة 612 ه‍. عبد القادر بن عبد الله الفهمي،
بالولاء، الرهاوي ثم الحراني، أبو محمد، رحال، عالم بالتراجم من حفاظ
الحديث، ولد بالرها وتوفي بحران، كان من موالي بني فهم الحرانيين، وأعتقوه
صغيرا فنسب إليهم، طاف بلاد العراق وفارس والشام ومصر، في طلب
الحديث، وكان يمشي في رحلاته على قدميه، وكتبه محمولة مع الناس. وربما كان
طعامه من عندهم، لفقره. من مصنفاته: " كتاب الأربعين المتباينة الإسناد
والبلاد " مجلدان في الحديث، و " المادح والممدوح " ومصنف في " الفرائض
والحساب "
ابن فورك القباب:
ولادته مجهولة التاريخ، توفي سنة 370 ه‍. أبو بكر عبد الله بن محمد بن
محمد بن فورك القباب من أهل أصبهان يروي عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن
النعمان وأبي بكر بن أبي عاصم، روى عنه أبو بكر محمد بن محمد بن إدريس
الجرجراني الحافظ وأبو بكر أحمد بن محمد بن الحرب التميمي الأصبهاني، نزيل
نيسابور وغيرهما، مات يوم الأحد الخامس عشر من ذي القعدة سنة سبعين
وثلاثماية.
(الأنساب: 440)
سديه

641
/ 1