بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الكتاب: معرفة علوم الحديث المؤلف: الحاكم النيسابوري الجزء: الوفاة: 405 المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام تحقيق: لجنة إحياء التراث العربي في دار الآفاق الجديدة وتصحيح السيد معظم حسين الطبعة: الرابعة سنة الطبع: 1400 - 1980 م المطبعة: الناشر: منشورات دار الآفاق الحديث - بيروت ردمك: ملاحظات: كتاب معرفة علوم الحديث تصنيف الامام الحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري رحمه الله اعتنى بنشره وتصحيحه والتعليق عليه مع ترجمة المصنف الأستاذ الدكتور السيد معظم حسين، أم - أي، دي فل (أكسن) رئيس الشعبة العربية والاسلامية بجامعة دكة ينغاله تحقيق لجنة إحياء التراث العربي في دار الآفاق الجديدة منشورات دار الآفاق الحديث بيروت
تعريف الكتاب 1 جميع الحقوق محفوظة للناشر الطبعة الرابعة 1400 ه / 1980 م.
تعريف الكتاب 2 تذكرة المصنف (1) هو الحاكم الحافظ الشهير إمام المحدثين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد ابن حمدويه بن نعيم الضبي الطهماني النيسابوري المعروف بابن البيع صاحب التصانيف، ولد صبيحة الثالث من ربيع الأول سنة إحدي وعشرين وثلاث مائة بنيسابور، طلب العلم من الصغر باعتناء والده وخاله واستملى على أبى حاتم بن حبان سنة أربع وثلاثين، فكان أول سماعة وهو ابن تسع ورحل من نيسابور إلى العراق سنة أحدي وأربعين وحج ثم سافر في بلاد خراسان وما وراء النهر سمع من جماعة لا يحصون كثرة فإن معظم شيوخه بنيسابور وحدها نحو ألف شيخ وسمع بغيرها من نحو ألف شيخ. كان تفقه على أبي سهل محمد بن سليمان الصعلوكي قبل انتقاله إلى العراق وقرأ على أبى علي بن أبي هريرة الفقيه بعد ما رحل إليها وصحب في التصوف أبا عمر بن محمد بن جعفر الخلدي وأبا عثمان المغربي وجماعة واختص بصحبة إمام وقته أبي بكر الضبي فكان يراجعه في السؤال والجرح والتعديل والعلل وأوصى إليه في أمور مدرسة دار السنة وفوض إليه تولية أوقافه في ذلك. وله إلى العراق والحجاز رحلتان وكانت الرحلة الثانية سنة ستين وثلاث مائة وناظر خمس وخمسين وبالعراق سنة سبع وستين ولازمه الدارقطني وسمع منه أبو بكر القطان الشاشي وأنظاره.
(1) المصادر التي جمعت منها هذه الترجمة وفيات الأعيان لابن خلكان ج 1 ص 484 - 485 ولسان الميزان للحافظ العسقلاني ج 5 ص 233 - 234 وتذكرة الحفاظ للذهبي ج 3 ص 228 - 233 وطبقات الشافعية لابن السبكي ج 3 ص 64 - 72 تذكرة المصنف 3 وتقلد القضاء بنيسابور سنة تسع وخمسين وثلاث مائة في أيام الدولة السامانية وزارة أبي النصر محمد بن عبد الجبار العتبي وقلد بعد ذلك قضاء جرجان فتمنع وكانوا ينفذونه في الرسائل إلى ملوك بني بويه. روى عن أبيه ومحمد بن علي المذكر وأبي العباس محمد بن يعقوب الأصم وأبي عبد الله محمد بن يعقوب بن الأحزم ومحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني الصفار نزيل نيسابور وأبى حامد بن حسنويه المقرئ وأبي النضر محمد بن محمد ابن يوسف الفقيه وأبى عمرو عثمان بن السماك وأبى بكر النجار وأبى الوليد حسان ابن محمد الفقيه وأبى بكر بن إسحاق الضبي الفقيه وعبد الباقي بن القانع الحافظ وأبى جعفر محمد بن صالح بن الحاني وأبى العباس بن محبوب والحسن بن يعقوب البخاري وأبى سهل بن زياد وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب وعلي بن محمد بن عقبة الشيباني وابن درستويه وخلق منهم أبو علي الحافظ النيسابوري انتفع بصحبته وما زال يسمع حتى سمع من أصحابه. وروي عنه أبو الحسن الدارقطني وهو من شيوخه وأبو الفتح بن أبي الفوارس وأبو ذر الهروي وأبو بكر البيهقي والأستاذ أبو القاسم القشيري وأبو صالح المؤذن وأبو العلاء الواسطي ومحمد بن أحمد بن يعقوب وأبو بطى الخليلي وعثمان بن محمد الجمحي والزكي عبد الحميد البحيري وجماعة آخرهم أبو بكر بن خلف الشيرازي. وقد سمع منه من شيوخه أحمد بن أبي عثمان الحيري وأبو إسحاق المزكي وأعجب ما يحكى أن أبا عمر الطلمنكي قد كتب علوم الحديث للحاكم عن شيخ له بسماعه من صاحب الحاكم عن الحاكم. كان الحاكم إماما جليلا حافظا عارفا ثقة واسع العلم اتفق الناس على إمامته وجلالته وعظمة قدره، ورحل إليه من البلاد لسعة علمه ودرايته واتفق العلماء على أنه من أعلم اللائمة الذين حفظ الله بهم هذا الدين.
تذكرة المصنف 4 تفرد الحاكم أبو عبد الله في عصره من غير أن يقابله أحد ممن اشتهر بحفظ الحديث وعلله بالحجاز والشام والعراقين والجبال والري وطبرستان وقومس وخراسان بأسرها وما وراء النهر. قيل أن أربعة من الحفاظ تعاصروا - الدارقطني ببغداد وعبد الغنى بمصر وأبو عبد الله بن مندة بإصبهان وأبو عبد الله الحاكم بنيسابور أما الدارقطني فأعلمهم بالعلل وأما عبد الغنى فأعلمهم بالأنساب وأما ابن مندة فأكثرهم حديثا وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفا. روى أنه إذا حضر الحاكم مجلس سماع محتو على شيوخ وصدور كان يؤنسهم بمحاضرته ويطيب أوقاتهم بحكاياته بحيث يظهر صفاء كلامه على الحاضرين فيأنسون بحضوره. ويحكى أن مقدمي عصره مثل الأعمام أبى لسهل الصعلوكي والإمام ابن فورك وسائر الأئمة كانوا يقدمون الحاكم على أنفسهم ويراعون حق فضله ويعرفون له الحرمة الأكيدة بسبب تفرده بحفظه ومعرفته. واتفق له من التصانيف ما يبلغ نحو ألف جزء من تخريج الصحيحين (1) وتاريخ نيسابور وفضائل الشافعي وفوائد الشيوخ وأمالي العشيات وتراجم الشيوخ وعلوم الحديث وكتاب العلل وكتاب الأمالي وغير ذلك، وأما ما تفرد بإخراجه فمعرفة علوم الحديث وتاريخ علماء نيسابور والمدخل إلى علم الصحيح (2) والمستدرك على الصحيحين وما تفرد به كل واحد من الامامين وفضائل الإمام الشافعي وقد رمي هذا الامام الجليل بالتشيع. قيل إنه يذهب إلى تقديم علي رضي الله عنه من غير أن يطعن في واحد من الصحابة رضي الله عنه عنهم. إذا تتبعنا وجدنا الطاعنين يذكرون أن محمد بن طاهر
(1) توجد نسخة مخطوطة منه في التكية الاخلاصية بحلب. (2) قد طبع هذا الكتاب الشيخ محمد راغب الطباخ في مطبعته العلمية بحلب سنة 1351 ه. تذكرة المصنف 5 المقدسي ذكر انه سأل أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري عن الحاكم أبى عبد الله فقال: ثقة في الحديث رافضي خبيث، وان ابن طاهر هذا قال إنه كان شديد التعصب للشيعة في الباطن وكان يظهر التسنن في التقديم والخلافة وكان غاليا منحرفا عن معاوية وآله يتظاهر بذلك ولا يتعذر منه. أما قول أبى إسماعيل وابن طاهر فلا يعبأ به إذ كانا يرميان بالتجسيم وكونهما من المجسمة أشهر مما يرمى به الحاكم من الرفض. قال أبو بكر الخطيب: أبو عبد الله بن البيع الحاكم كان ثقة وكان يميل إلى التشيع فحدثني إبراهيم بن محمد الأموي بنيسابور وكان عالما صالحا قال: جمع أبو عبد الله الحاكم الأحاديث وزعم أنها صحاح على شرط البخاري ومسلم ومنها حديث الطير (1) ومن كنت مولاه فعلي مولاه (2) فأنكه عليه أصحاب الحديث ذلك ولم يلتفتوا إلى قوله. تمسك الذهبي وابن السبكي برأي أبى بكر الخطيب إذ هو ثقة ضابط، لكن لا يدل ذلك قطعا على ميلانه إلى التشيع وتقديمه عليا رضي الله عنه على الشيخين بل يستبعد تفضيله لعلى على عثمان رضي الله عنهما إذ له معارض أقوى لا يقدر على دفعه فإنه عقد بابا في كتاب الأربعين لتفضيل أبى بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم واختصهم من بين الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، وقدم في المستدرك ذكر عثمان رضي الله عنه وروي فيه من حديث أحمد ابن أخي ابن وهب، حدثنا عمى حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: أول
(1) انظر المستدرك ج 2 ص 120 - 122 أخرجه الترمذي في مناقب علي رضي الله عنه عن أنس ابن مالك قال كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طير فقال اللهم اثنتي بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير، فجاء على فأكله معه. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرف من حديث السدى إلا من هذا الوجه، وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن أنس. (2) راجع المستدرك ج 3 ص 110 قد أخرجه الترمذي أيضا في مناقب علي رضي الله عنه فقال: هذا حديث حسن تذكرة المصنف 6 حجر حجر حمله النبي صلى الله عليه وسلم لبناء المسجد ثم حمل أبو بكر حجرا ثم حمل عمر حجرا فقلت: يا رسول الله، ألا ترى إلى هؤلاء كيف يساعونك؟ فقال: يا عائشة، هؤلاء الخلفاء من بعدي، وخرج أيضا في فضائل عثمان رضي الله عنه حديثا: لينهض كل رجل منكم إلى كفئه، فنهض النبي صلى الله عليه وسلم إلى عثمان. فمن يخرج مثل هذه الأحاديث التي تكاد تكون نصا في خلافة الثلاثة وتفضيلهم وأفضلية عثمان رضي الله عنه هل يظهر به التشيع والرفض؟ مع هذا حكى الشيخ الذهبي كلام ابن طاهر وذيل عليه أن للحاكم جزءا في فضل فاطمة رضي الله عنها. إذا نظرنا في هذا الرجل - كما قال السبكي - وجدنا أنه محدث ثقة لا يختلف في ذلك وهذه العقيدة تبعد عن المحدثين فان التشيع فيهم نادر. ثم إذا نظرنا في مشايخه الذين أخذ عنهم العلم وكانت له صحبة معهم وجدناهم من كبار أهل السنة ومتصلين في عقيدة أبي الحسن الأشعري كالشيخ أبي بكر إسحاق الضبي والأستاذ أبي بكر بن فورك والأستاذ أبي سهل الصعلوكي وأمثالهم وهؤلاء هم الذين كان يجالسهم في البحث ويتكلم معهم في أصول الديانات، ثم إذا نظرنا تراجم أهل السنة في تاريخه وجدناه يعطيهم حقهم من الاعظام والثناء كما يبدو مثلا من ترجمة أبي سهل الصعلوكي وأبي بكر بن إسحاق وغيرهما من كتابه ولا يظهر شيئا من الغمز على عقائدهم وإن استقرئ فلا يوجد مؤرخ ينتحل عقيدة يخلو كتابه عن الفخر على من يحيد عنها، ثم نرى أن الحافظ الثبت أبا القاسم بن عساكر أثبته في عداد الأشعريين الذين يستبعدون عن أهل التشيع ويبرؤون إلى الله عنهم. وفي المستدرك أحاديث كثيرة ليست على شرط الصحة بل فيه أحاديث موضوعة مستنكرة. واعتذر عن ذلك أن الحاكم صنفه في أواخر عمره وقد اعترته غفلة،
(1) على هذا ذكر الحاكم فضائل طلحة والزبير وعبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم. تذكرة المصنف 7 ويدل على ذلك أنه ذكر جماعة في كتاب الضعفاء له وقطع بترك الرواية عنهم ومنع الاحتجاج بهم لكنه أخرج في المستدرك أحاديث بعضهم وصححها، ومن ذلك أنه أخرج حديثا لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وكان قد ذكره في الضعفاء فقال أنه روى عن أبيه أحاديث موضوعة. ويظهر من كلام الحاكم أيضا أنه حصل له تغير وغفلة في آخر عمره لأنه قال: إذا ذكرت في باب لا بد من المطالعة لكبر سني (1). وقال الحافظ ابن حجر: إنما وقع للحاكم تساهل لأنه سود الكتاب لينقحه فعاجلته المنية ولم يتيسر له تنقيحه. على أن الحاكم أجل قدرا وأعظم خطرا وأكبر ذكرا من أن يذكر في الضعفاء. فمن تأمل كلامه في تصانيفه وتصرفه في أماليه ونظره في طرق الحديث أذعن بفضله واعترف له بالمزية على من تقدمه وإتعابه من بعده وتعجيزه اللاحقين عن بلوغ شأوه - عاش حميدا ولم يخلف في وقته مثله. روي أن الحاكم دخل الحمام وخرج فقال " آه " فقبض روحه وهو متزر لم يلبس قميصه بعد وذلك في ثالث صفر سنة خمس وأربعمائة يوم الأربعاء ودفن بعد العصر وصلى عليه القاضي أبو بكر الحيري.
(1) انظر تذكرة الحفاظ ج 3 ص 229. تذكرة المصنف 8 بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المصحح الحمد لله الذي أسبغ علينا النعمة، ورضي لنا الاسلام دينا وجعلنا خير أمة، وأنزل الكتاب هدى للناس ورحمة، وبعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والمحكمة، والصلاة والسلام على نبيه وصفيه محمد الذي من الله به علينا منة أي منة، وعلى آله الأطهار وأصحابه البررة الحفظة للقرآن والسنة. وبعد، فان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين الذين سمعوا أقوال النبي عليه الصلاة والسلام وشهدوا أفعاله وأحواله إذا أشكل عليهم فهم آية واختلفوا في تفسيرها أو حكم من أحكامها رجعوا إلى الأحاديث لاستيضاحها. فالحديث النبوي تفصيل للكتاب العزيز وأصل للشريعة الاسلامية. فما زال هذا العلم - كما قال في كشف الظنون (1) - من عهد الرسول عليه الصلاة والسلام أشرف العلوم وأجلها لدى الصحابة والتابعين خلفا بعد سلف لا يشرف بينهم أحد بعد حفظ كتاب الله سبحانه وتعالى إلا بقدر ما يحفظ منه ولا يعظم في النفوس إلا بحسب ما يسمع من الحديث عنه. فتوفرت الرغبات في تعلمه وانبعثت العزائم إلى تحصيله حتى أن كان أحدهم يرحل المراحل ويقطع الفيافي ويجاوز المفاوز ويجوب البلاد شرقا وغربا في طلب حديث واحد (2). وكان اعتمادهم أولا على الحفظ والضبط في القلوب غير ملتفتين إلى ما يكتبونه محافظة على هذا العلم كحفظهم كتاب الله سبحانه وتعالى فلما انتشر الاسلام واتسعت
(1) في الكلام على " علم الحديث ". (2) فقد ذكر البخاري في صحيحه في كتاب العلم أن جابر بن عبد الله رحل مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد. مقدمة المصحح 9 الأمصار وتفرقت الصحابة في الأقطار ومات معظمهم وقل الضبط مست الحاجة إلى تدوين الحديث وتقييده بالكتابة. يرجع عهد تدوين الحديث إلى عصر الصحابة رضي الله عنهم. فقد كان منهم عدة أشخاص يكتبون ويحدثون مما كتبوا (1) لكن معظمهم كانوا يعون ذلك في صدورهم إذ نهوا عن كتابة الحديث (2) في بدء الاسلام خشية اختلاطه بالقرآن. اتبع كبار التابعين الصحابة الكرام في اهتمامهم بشأن الحديث ونشره بطريق الرواية إلى أن وضع زمام الخلافة في يد الإمام العادل عمر بن عبد العزيز فأمر بكتابة الحديث على رأس المائة. قال البخاري في صحيحه في كتاب العلم: وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبه فاني خفت دروس العلم لذهاب العلماء ولا تقبل إلا حديث النبي صلى الله عليه وسلم وليفشوا العلم وليجلسوا حتى يعلم من لا يعلم فان العلم لا يهلك حتى يكون سرا. وكذلك كتب إلى عماله في أمهات المدن الاسلامية بجمع الحديث. أول من دون الحديث بأمر عمر بن عبد العزيز محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري أحد الأئمة الاعلام وعالم أخل الحجاز والشام، أخذ عن جماعة من صغار الصحابة وكبار التابعين. ثم فشا التدوين في الطبقة التي تلي طبقة الزهري. فكان أول من جمعه ابن جريح بمكة، وابن إسحاق أو مالك بالمدينة، والربيع بن صبيح أو سعيد بن أبي عروبة أو حماد بن سلمة بالبصرة، وسفيان الثوري
(1) ذكر البخاري في صحيحه في كتاب العلم أن عبد الله بن عمرو كان يكتب الحديث فإنه روي عن أبي هريرة أنه قال ما من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر حديثا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب. (2) أخرج مسلم في صحيحه في كتاب إلي هد (باب التثبت في الحديث) عن أبي سعيد الخدري أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه وحدثوا عني ولا حرج من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. مقدمة المصحح 10 بالكوفة، والأوزاعي بالشام، وهشيم بواسط، ومعمر باليمن، وجرير بن عبد الحميد بالري، وابن المبارك بخراسان، وكل هؤلاء من أهل القرن الثاني وكانت مجموعات الحديث لهم مختلطة بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين. ثم أخذ رواة الحديث يفردونه بالجمع والتأليف في أول القرن الثالث ولم يزل التأليف في الحديث متواليا إلى أن ظهر الامام البخاري وبرع في علم الحديث وحصل له فيه المنزلة العليا فأراد أن يجرد الصحيح ويجعله في كتاب على حدة فألف كتابه المشهور بصحيح البخاري وأورد فيه ما تبين له صحته. واقتفى أثره في ذلك مسلم بن الحجاج وكان من الآخذين عنه والمستفيدين منه فألف كتابه المشهور بصحيح مسلم فلقب هذان الكتابان بالصحيحين. وكانت كتب الحديث قبل هذا بحيث لا يتبين للناظر فيها درجة الحديث من الصحة إلا بعد البحث عن أحوال رواته وغير ذلك مما هو معروف عند أهل الحديث. قد كان للصحابة رضي الله عنهم عناية شديدة في معرفة الحديث وفي نقله لمن لم يبلغه ولشدة عنايتهم به كان كثير من جلة الصحابة كأبي بكر والزبير وأبي عبيدة والعباس بن عبد المطلب يقلون الرواية عنه بل كان بعضهم لا يكاد يروى (1) شيئا كسعيد بن زيد بن عمرو وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة. وقد ثبت كثير من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم في قبول كثير من الاخبار.
(1) أخرج ابن ماجة في سننه (ص 4) عن السائب بن يزيد أنه قال صحبت سعد بن مالك من المدينة إلى مكة فما سمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث واحد. وروى عن الشعبي أنه قال جالست ابن عمر سنة فما سمعته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا. وروى البخاري عن عبد الله بن الزبير أنه قال قالت للزبير إني لا أسمعك تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يحدث فلان وفلان؟ قال أما إني لم أفارقه ولكن سمعته يقول من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار. وروى عن أنس أنه قال إنه ليمنعني أن أحدثكم حديثا كثيرا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تعمد على كذبا فليتبوأ مقعده من النار. وأخرج ابن ماجة في سننه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال قلنا لزيد بن أرقم حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كبرنا ونسينا والحديث عن رسول الله شديد. مقدمة المصحح 11 قال الذهبي في ترجمة أبي بكر رضي الله عنه أنه كان أول من احتاط في قبول الاخبار فروى ابن شهاب عن قبيصة أن الجدة جاءت إلى أبي بكر رضي الله عنه تلتمس أن تورث فقال ما أجد لك في كتاب الله شيئا وما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لك شيئا ثم سأل الناس فقام المغيرة فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيها السدس فقال له هل معك أحد فشهد محمد بن مسلمة بمثل ذلك فأنفذه لها أبو بكر رضي الله عنه. وكان عمر رضي الله عنه شديد الانكار على من أكثر الرواية أو أتى بخبر في الحكم لا شاهد له عليه وكان لشدة احتياطه وخوفه من أن يخطئ الصاحب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرهم أن يقلوا الرواية يريد بذلك أن لا يتسع الناس فيها فيدخلها الشوب ويقع التدليس والكذب من المنافق والفاجر والأعرابي. وهو الذي سن للمحدثين التثبت في النقل وربما كان يتوقف في خبر الواحد إذا ارتاب. روى الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن أبا موسى سلم على عمر رضي الله عنه من وراء الباب ثلاث مرات فلم يؤذن له فرجع فأرسل عمر رضي الله عنه في أثره فقال لم رجعت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سلم أحدكم ثلاثا فلم يجب فليرجع. قال لتأتيني على ذلك ببينة أو لأفعلن بك فجاء أبو موسى منتقعا لونه ونحن جلوس فقلنا ما شأنك فأخبرنا وقال فهل سمع أحد منكم فقلنا نعم، كلنا سمعنا فأرسلوا معه رجلا حتى أتى عمر فأخبره. وقال علي رضي الله عنه: كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله بما شاء منه وإذا حدثني عنه محدث استحلفته فان حلف لي صدقته، وأيضا قال: حدثونا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله (1):
(1) راجع صحيح البخاري كتاب العلم. مقدمة المصحح 12 فمن ثم ترى تثبت الصحابة رضوان الله تعالى عليهم في رواية الحديث واحتياطهم في قبول الاخبار (1) ولما نشأت الفتنة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه واختلف المسلمون في الخلافة وادعاها غير واحد انصرفت عناية كل حزب من أحزابهم إلى استنباط الأدلة واستخراج الأحاديث المؤيدة لدعواهم. فكان بعضهم إذا أعوزهم حديث يؤدون به قولا أو يقيمون به حجة اختلقوا حديثا من عند أنفسهم وتكاثر ذلك أثناء تلك الفوضى. فكان المهلب بن أبي صفرة مثلا يضع الحديث ليشد بها أمر المسلمين ويضعف أمر الخوارج (2) وأمثال المهلب كثيرون وكانوا يضعون الحديث لأغراض مختلفة إذ كثر الابتداع من الخوارج والروافض ومنكري الاقدار وغيرهم. فلما هدأت الفتنة وعمد المسلمون إلى التحقيق وجدوا تلك الموضوعات قد تكاثرت فاشتغلوا في التفريق بينهما وبين الصحيح. قال مسلم في صحيحه (3) وحدثني أبو أيوب سليمان بن عبد الله الغيلاني حدثنا أبو عامر يعني العقدي حدثنا رباح عن قيس بن سعد عن مجاهد قال جاء بشير بن كعب العدوي إلى ابن عباس فجعل يحدث ويقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه ولا ينظر إليه فقال يا ابن عباس، ما لي أراك تسمع لحديثي أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسمع. فقال ابن عباس انا كنا مرة إذا سمعنا رجلا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدرته أبصارنا وأصغينا إليه بآذاننا، فلما ركب الناس الصعبة والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف.
(1) حتى روى أن عمر رضي الله عنه لم يلتفت إلى رواية فاطمة بنت قيس في أن لا نفقة ولا سكنى للمبتوتة ثلاثا وأنه قال لا ندع كتاب ربنا وسنة نبينا لكلام امرأة لا ندري لعلها حفظت أو نسيت (صحيح مسلم ج 1 ص 485). (2) ابن خلكان وفيات الأعيان ج 2 ص 146 (3) في باب النهى عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في محلها (ج 1 ص 10). مقدمة المصحح 13 اعلم أن أئمة الحديث لما شرعوا في تدوينه دونوه على الهيئة التي وجدوه عليها ولم يسقطوا مما وصل إليهم في الأكثر إلا ما يعلم أنه موضوع مختلق فجمعوه بالأسانيد التي وجدوه بها. ومن يتوقف في قبول روايته واتبعوا ذلك بالبحث عن المروى وحال الرواية إذ ليس كما يرويه من كان موسوما بالعدالة والضبط يؤخذ به لأنه قد يعرض له السهو والنسيان أو الوهم. فإذا كان حملة الحديث ورواته يختلفون حفظا وضبطا وورعا وعناية إلى غير ذلك من الأوصاف نشأ من ذلك العلم بأحوال هؤلاء الرواة تعديلا وجرحا وتدوين تاريخ ولادتهم وحياتهم ووفاتهم وتفرع منه علوم كثيرة ومن جملتها - كما قال ابن خلدون في مقدمته (1) - النظر في الأسانيد ومعرفة ما يجب العمل به من الأحاديث بوقوعه على السند الكامل الشروط لان العمل إنما وجب بما يغلب على الظن صدقه من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجتهد في الطرق التي تحصل ذلك الظن وهو بمعرفة رواة الحديث بالعدالة والضبط. وإنما يثبت ذلك بالنقل عن أعلام الدين بتعديلهم وبرائتهم من الجرح والغفلة ويكون لنا ذلك دليلا على القبول أو الترك. وكذلك مراتب هؤلاء النقلة من الصحابة والتابعين وتفاوتهم في ذلك وتميزهم فيه واحدا واحدا وكذلك الأسانيد تتفاوت باتصالها وانقطاعها بان يكون الراوي ولم يلق الراوي الذي نقل عنه وبسلامتها عن العلل الموهنة لها وتنتهى بالتفاوت إلى طرفين فيحكم بقبول الاعلى ورد الأسفل ويختلف في المتوسط بحسب المنقول من أئمة هذا الشأن. ولهم في ذلك ألفاظ اصطلحوا على وصفها لهذه المراتب المرتبة مثل الصحيح والحسن والضعيف والمرسل والمنقطع والمعضل والشاذ والغريب وغير ذلك من ألقابه المتداولة بينهم وبوبوا على كل واحد منها ونقلوا ما فيه من خلاف أئمة هذا الشأن أو الوفاق ثم النظر في كيفية أخذ الرواة بعضهم
(1) ص 368 مقدمة المصحح 14 عن بعض بقراءة أو كتابة أو مناولة أو إجازة وتفاوت رتبها وما للعلماء في ذلك من الخلاف بالقبول والرد. ثم أتبعوا ذلك بكلام في ألفاظ تقع في متون الحديث من غريب أو مشكل أو تصحيف أو مفترق منها أو مختلف وما يناسب ذلك. وقال الحافظ ابن حجر في أول شرحه (1) لكتابه نخبة الفكر: إن أول من صنف في الاصطلاح هو القاضي أبو محمد (2) الرامهرمزي فعمل كتاب المحدث الفاصل (3) لكنه لم يستوعب والحاكم أبو عبد الله النيسابوري لكنه لم يهذب (4) وتلاه أبو نعيم الأصبهاني فعمل على كتابه مستخرجا وأبقى أشياء للمتعقب. ثم جاء بعدهم الخطيب أبو بكر البغدادي فصنف في قوانين الرواية كتابا سماء الكفاية وفى آدابها كتابا سماه الجامع لآداب الشيخ والسامع وقل فن من فنون الحديث إلا وقد صنف فيه كتابا مفردا فكان - كما قال الحافظ أبو بكر بن نقطة - كل من أنصف علم أن المحدثين بعد الخطيب عيال على كتبه. ثم جاء بعدهم بعض من تأخر عن الخطيب فأخذ من هذا العلم بنصب فجمع القاضي عياض كتابا لطيفا سماه إلا لماع وأبو حفص (5) الميانجي جزءا سماه ما لا يسع المحدث جهله وأمثال ذلك من التصانيف التي اشتهرت وبسطت واختصرت إلى أن جاء الحافظ الفقيه أبو عمرو عثمان بن الصلاح الشهرزوري نزيل دمشق فجمع لما ولى تدريس الحديث بالمدرسة الأشرفية كتابه المشهور فهذب فنونه وأملاه شيئا بعد شئ فلهذا لم يحصل ترتيبه على الوضع المتناسب واعتنى بتصانيف الخطيب المتفرقة فجمع شتات مقاصدها وضم إليها من غيرها فنخب فوائدها فاجتمع في كتابه ما تفرق في غيره فلهذا عكف الناس عليه وساروا بسيره فلا يحصى كم من ناظم له ومختصر ومستدرك عليه ومقتصر ومعارض له ومنتصر. ا ه.
(1) المسمى بنزهة النظر في توضيح نخبة الفكر سيأتي ذكره (2) أبو محمد حسن بن عبد الرحمن ابن خلاد الرامهرمزي المتوفى 260 ه. (3) المحدث الفاصل بين الراوي والواعي: هذا هو أول كتاب في علوم الحديث في غالب الظن وأنه يوجد قبله مصنفات مفردة في أشياء من فنونه لكن هذا أجمع ما جمع في زمانه. (4) لكن العلامة ابن خلدون قال أنه " هو الذي هذبه وأظهر محاسنه " - راجع مقدمته ص 329 (5) أبو حفص عمر بن عبد المجيد القرشي المتوفى سنة 580 مقدمة المصحح 15 فكل من الزين العراقي (1) والبدر الزركشي (2) والحافظ ابن حجر عمل عليه نكتا: فنكت العراقي تسمى بالتقييد والايضاح لما أطلق وأغلق من كتاب ابن الصلاح، ونكت الحافظ ابن حجر تسمى بالافصاح بتكميل النكت على ابن الصلاح، واختصره جماعة منهم قاضى القضاة بالديار المصرية بدر الدين محمد بن إبراهيم بن سعد الله ابن جماعة الكناني الحموي الشافعي المتوفى سنه 733 وسماه بالمنهل الروى في الحديث النبوي وشرحه سبطه عز الدين محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز بن بدر الدين بن جماعة الكناني المتوفى سنة 819 وسماه المنهج السوى في شرح المنهل الروى ومنهم سراج الدين أبو حفص عمر بن رسلان بن نصير البلقيني الشافعي المتوفى سنة 805 وسماه محاسن الاصطلاح في تضمين كتاب ابن صلاح (3) ومنهم محيي الدين يحيى بن شرف النووي المتوفى سنة 676 وسماه تقريب الارشاد إلى علم الاسناد ثم اختصره وسمى مختصره التقريب والتيسير هو المشهور الان وعليه شروح عديدة للزين العراقي والسخاوي والسيوطي وغيرهم. ونظم عليه (4) زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي المتوفى سنه 805 ألفيه تسمى نظم الدرر في علم الأثر لخص فيها علوم ابن الصلاح وزاد عليها وقد أتمها سنه 768 وعمل عليها شرحا سماه فتح المغيث أئمة سنة 771 ثم شرحها بشرحين مطول ومختصر، وقد عمل برهان الدين إبراهيم اليفاعي المتوفى سنة 855 حاشية عليه سماها النكت الوفية بما في شرح الألفية وممن شرحها أيضا السخاوي وسماه فتح المغيث في شرح ألفية الحديث وهو أفضل شروحها لا ترى - كما قال هو فيه - له نظيرا في الاتقان والجمع مع التلخيص والتحقيق، والسيوطي وسماه قطر الدرر، وقطب الدين محمد بن محمد الخيضري الدمشقي وسماه صعود المراقي،
(1) زين الدين عبد الرحيم العراقي المتوفى سنة 806 (2) بدر الدين محمد بن بهادر المتوفى سنة 794 (3) منه نسخة بدار الكتب الملكية في برلين عدد رقمها 1048 (4) لمحمد بن أحمد بن خليل الحوبي المتوفى سنة 396 نظم مختصر على تأليف ابن الصلاح في علم الحديث توجد نسخة مخطوطة منه في مكتبة برلين المذكورة عدد رقمها 1046 مقدمة المصحح 16 وشيخ الاسلام القاضي أبو يحيى زكرياء بن محمد الأنصاري الشافعي المتوفى بمصر سنة 928 وسماه فتح الباقي بشرح ألفية العراقي، وللشيخ علي بن أحمد بن مكرم الصعيدي العدوي المالكي المتوفى بمصر سنة 1189 حاشية عليه في مجلد. وقد نظم السيوطي ألفية حاذى بها ألفية العراقي وزاد عليها نكتا غزيرة وفوائد جمة. ومن المتون الجامعة الممتعة من كتب هذا الفن أيضا نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر لشهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني وقد شرحها بكتابه نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر وهو شرح وجيز جليل، وعليه حاشية للشيخ أبى الامداد إبراهيم بن إبراهيم بن حسن اللقاني المالكي المتوفى سنة 1041 سماها قضاء الوطر من نزهة النظر، وأيضا للعلامة سرى الدين بن الصائغ المتوفى سنة 1066 وحاشية أخرى للشيخ قاسم بن قطلوبغا الحنفي المتوفى سنة 876 وعليها أيضا شروح عديدة، منها لولده كمال الدين محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني وسماه نتيجة النظر في شرح نخبة الفكر، ولمعاصره كمال الدين أبى عبد الله محمد بن الحسن بن علي بن يحيى بن محمد ابن خلف الله بن خليفة التميمي الداري المالكي المغربي الأصل الشمني (1) الإسكندري نزيل القاهرة المتوفى سنة 821، ولمحمد أكرم بن عبد الرحمن المكي وسماه إمعان النظر في توضيح نخبة الفكر، وللشيخ علي بن سلطان محمد الهروي القارئ الحنفي المتوفى سنة 1014 شرح الشرح للمؤلف سماه مصطلحات أهل الأثر على شرح نخبة الفكر، وللشيخ عبد الرؤف بن تاج العارفين المناوي المتوفى سنة 1021 أيضا وسماه اليواقيت والدرر في شرح شرح نخبة الفكر، وكذا شرحها أيضا الشيخ أبو الحسن محمد صادق بن عبد الهادي السندي المدني الحنفي نزيل المدينة المنورة المتوفى بها سنة 1138 وغيرهم (2).
(1) نسبة لمزرعة بباب قسطنطينية يقال لها شمنة. (2) لكمال الدين محمد بن محمد بن أبي شريف المقدسي المتوفى سنة 1419 حاشية على النخبة وشرحها منها نسخة خطية بدار الكتب الملكية في برلين عدد رقمها 1108 مقدمة المصحح 17 ونظم النخبة جماعة منهم كمال الدين الشمني المتقدم الذكر قريبا ثم شرح هذا النظم ولده الدين أبو العباس أحمد بن محمد الشمسي القسطنطيني الأصل الإسكندري المولد القاهري المنشأ المالكي ثم الحنفي (1) المتوفى سنة 872 وسماه العالي الرتبة في شرح نظم النخبة، ومنهم شيخ الاسلام محمد رضى الدين أبو الفضل ابن محمد أبى البركات رضى الدين بن أحمد الغزي المتوفى سنة 935 وسماه سلك الدرر في مصطلح أهل الأثر ونظم نخبة الفكر لابن حجر (2). ومنهم أبو حامد سيدي العربي بن أبي المحاسن يوسف بن محمد الفارسي دارا ولقبا القصرى أصلا الفهري نسبا المتوفى سنة 1052 وسماه عقد الدرر في نظم نخبة الفكر، وله عليها شرح وله أيضا منظومة مختصرة في ألقاب الحديث سماها في آخرها بالطرفة، وعليها شرح لأبي عبد الله فتح ابن شيخ الاسلام أبى محمد بن عبد القادر بن علي بن أبي المحاسن يوسف القاضي المتوفى سنة 1116 وهو مشهور متداول ووضعت عليه حواش عديدة. لأبي محمد الحسين بن عبد الله الطيبي المتوفى سنة 743 خلاصة في معرفة الحديث (3) ولأبي الخير محمد بن محمد بن الجزري المتوفى سنة 833 مقدمة في علم الحديث (4) وأيضا تذكرة العلماء في أصول الحديث (5) وللسيد محمد بن إبراهيم بن علي بن المرتضى ابن الهادي المعروف بابن الوزير المتوفى سنة 860 مختصر في علم الحديث سماه تنقيح الانظار في علوم الآثار (6) وليوسف بن حسن بن عبد الهادي الدمشقي المتوفى سنة 909 أيضا مختصر في علم الحديث سماه بلغة الحثيث في علوم الحديث (7) ولعبد الله الشنشوري الشافعي الفرضي المتوفى سنة 999 كتاب المختصر في مصطلح أهل الأثر وشرحه المسمى خلاصة الفكر في شرح المختصر (8) وللسيد الشريف أبى الحسن علي بن محمد بن
(1) وهو شارح المغنى لابن هشام ومحشى الشفاء. (2) منه نسخة خطية بدار الكتب الملكية في برلين عدد رقمها 1113 (3) منه نسخة خطية في مكتبة برلين المذكورة عدد رقمها 1064 (4) منه نسخة في مكتبة برلين عدد رقمها 1084 (5) منه نسخة في مكتبة برلين عدد رقمها 1085 (6) منه نسخة في مكتبة برلين عدد رقمها 1118 (7) منه نسخة في مكتبة برلين عدد رقمها 1119 (8) منه نسخة في مكتبة برلين عدد رقمها 1122 مقدمة المصحح 18 على الحسيني الجرجاني الحنفي المتوفى بشيراز سنة 816 مختصر جامع لمعرفة علوم الحديث (1) ورتبه على مقدمة ومقاصد وأكثره مأخوذ من خلاصة حسين الطيبي في أصول الحديث وقد شرحه العلامة المتأخر أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي الهندي المتوفى سنة 1304 وسماه ظفر الأماني في مختصر الجرجاني. ولأبي العباس شهاب الدين أحمد بن فرح بن أحمد بن محمد اللخمي الإشبيلي الشافعي نزيل دمشق المتوفى سنة 669 منظومة في ألقاب الحديث تعرف بالقصيدة الغرامية لقوله في أولها " غرامي صحيح " الخ وعليها عدة شروح لبدر الدين محمد بن أبي بكر بن جماعة سماه زوال الترح بشرح منظومة ابن فرح (2) وللحافظ قاسم بن قطلوبغا الحنفي ولأبي العباس أحمد بن حسين بنن علي بن الخطيب بن قنفذ القسمطيني المتوفى سنة 810 ولمحمد بن إبراهيم بن خليل التتائي المالكي المتوفى سنة 937 ولشمس الدين أبى الفضل محمد بن محمد الدلجي العثماني الشافعي المتوفى سنة 947 (3) وليحيى بن عبد الرحمن الأصفهاني القرشي الزبيري الأسدي الشهير بالقرافي الشافعي المتوفى سنة 960 (4) ولمحمد الأمير الكبير المتوفى سنة 1180 (5) ولعمر بن محمد بن فتوح البيقوني الدمشقي المتوفى سنة 1080 أيضا منظومة تعرف بالبيقونية في علم المصطلح وضع الناس عليها أيضا شروحا عديدة فمنها البهجة الشهير بجاد المولى الشافعي الحاجري المتوفى سنة 1229، وللحموي ولابن الميت الدمياطي ولمحمد بن عبد الباقي يوسف الزرقاني المتوفى سنة 1122 ولغيرهم (6).
(1) يسمى الرسالة الطيبية منه نسخة في مكتبة برلين عدد رقمها 1066 (2) في بغية الرواة أن له عليها شروحا ثلاثة. (3) أو 950 (4) منه نسخة خطية بدار الكتب الملكية في برلين عدد رقمها 1180 (5) منه نسخة خطية بدار الكتب المذكورة عدد رقمها 1059 (6) منه نسخة مخطوطة في مكتبة برلين المذكورة عدد رقمها 1128 ولعطية الأجهوري الشافعي المتوفى سنة 1190 شرح لهذا الشرح للمنظومة البيقونية يوجد أيضا منه نسخة مخطوطة في مكتبة برلين عدد رقمها 1129 مقدمة المصحح 19 ولتقي الدين أبى الفتح محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري المعروف بابن دقيق العيد المتوفى سنة 706 كتاب الاقتراح في بيان الاصطلاح. وقد ألف في علوم الحديث كثيرون من دون هؤلاء المذكورين كمحمد بن المنفلوطي المتوفى سنة 702 وابن الملقين المتوفى سنة 804 وابن الجريري المتوفى سنة 833 ومن أهم الكتب التي قد ألفت في هذا الفن أخيرا كتاب توجيه النظر إلى أصول الأثر للعلامة الشيخ طاهر الجزائري الدمشقي سنة 1338 (*). قد طبع أكثر مشاهير كتب علوم الحديث للمتأخرين مع أجود شروحها فكتاب علوم الحديث للفقيه تقى الدين أبى عمرو عثمان بن الصلاح المتوفى سنة 642 الذي اشتهر بمقدمة ابن الصلاح قد نشره أولا العالم المحدث الشيخ أبو الحسنات اللكنوي بطبع حجر في الهند سنة 1304 وطبع ثانيا في مصر سنة 1326 بتصحيح الشيخ
* منه نسخة خطية بدار الكتب الملكية في برلين عدد رقمها 1063 ولنذكر هنا عدة من الكتب الاخر التي التقطناها من المصادر النادرة: (1) التقاسيم والأنواع لمحمد بن حبان بن أحمد البستي التيمي المتوفى سنة 354 (2) الثواب في الحديث لعبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصفهاني المتوفى سنة 360 (3) الاعلام في استيعاب الرواية عن الأئمة الاعلام لعلي بن إبراهيم الغرناطي المتوفى سنة 577 (4) المغنى في علم الحديث لعمر بن بدر بن سعيد الحنفي الموصلي المتوفى سنة 622 (5) جامع الأصول في الحديث لمحمد بن إسحاق القونوي المتوفى سنة 672 (6) المغيث في علم الحديث لأحمد بن محمد الصاحب المتوفى سنة 788 (7) المقنع في علوم الحديث لابن الملقن المتوفى سنة 804 (8) اشرافات الأصول في أحاديث الرسول لزكريا بن محمد بن عبيد الله القايني المتوفى سنة 808 (9) الهداية إلى علم الرواية لابن الجزري المتوفى سنة 833 (10) منظومة في أصول الحديث لأحمد بن محمد الشمني المتوفى سنة 872 (11) منبع الدرر في علم الأثر لمحمد بن سليمان الكافيجي المتوفى سنة 978 (12) الروض المكلل والورد المعلل في مصطلح الحديث للسيوطي المتوفى سنة 911 (13) مصباح الظلام في علم الحديث الرسول عليه السلام لحسين بن علي الحصكفي المتوفى سنة 917 (14) الدرر في مصطلح أهل الأثر ليونس الأثري الرشيدي المتوفى سنة 1020 (15) بغية الطالبين لمعرفة اصطلاح لعبد الرؤف بن تاج العارفين المناوي المتوفى سنة 1031 مقدمة المصحح 20 محمود السمكري الحلبي وكتب في ظاهره أنه قوبل على نسختين الأولى طبعت في الهند باعتناء العالم المحدث الشيخ عبد الحي اللكنوي والثانية نسخة مخطوطة قوبلت على المؤلف محفوظة برواق الأتراك بمصر ولم تخرج هذه الطبعة خالية من الغلط بل فيها أغلاط فاحشة لا تدرك إلا بعد مراجعة كتب هذا الفن. وقد طبع تدريب الراوي في شرح تقريب النووي للحافظ الجلال السيوطي في مصر في المطبعة الخيرية سنة 1307 وقد أجاد فيه الحافظ لابن الصلاح فقد طبعت في الهند بدون تاريخ، وقد طبع أيضا شرح الألفية لمصنفها مع شرحها المشهور بفتح المغيث في شرح ألفية الحديث لشمس الدين محمد السخاوي بطبع حجر في لكناؤ سنة 1303، وقد نشرت أيضا ألفية السيوطي في مصطلح الحديث بمصر سنة 1332، واعتنى المسيو لؤيس بنشر نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر لابن حجر العسقلاني مطبوعا في كلكته سنة 1862 م وطبع بعد بمصر سنة 1301 في مجموعة مع رسالة أخرى في مصطلح الحديث لمحمد البركوي وطبع أيضا مع كتاب سنن ابن ماجة موسوما بالنخب الفكرية. وأما شرح المصنف لها المسمى بنزهة النظر في توضيح نخبة الفكر فقد طبع بالهند مع الأصل في كلكته سنة 1862 وفى مصر سنة 1308 ه. وشرح الشرح لعلي بن سلطان محمد الهروي القارئ قد طبع بمطبعة " أخوت " للعلامة عبد الحي الهندي قد طبع في لكتاؤ مع مقدمة ابن الصلاح سنة 1304،، وأما منظومة عمر ابن محمد بن فتوح البيقوني في علم المصطلح التي تعرف بالبيقونية فقد طبع مرارا بمصر سنة 1273 و 1276 و 1297 و 1302 و 1306 و 1323 والبهجة الوضية شرح متن البيقونية تأليف العلامة الشيخ محمود نشابه طبعت في سنة 1328 على يد ولد المؤلف السيد عبد اللطيف رئيس المعارف ومدرس الجامع الكبير المنصوري
مقدمة المصحح 21 بطرابلس الشام، وحاشية الشيخ عطية على شرح محمد الزرقاني على البيقونية طبعت في مصر بمطبعة عثمان بن عبد الرزاق سنة 1305 و 1310 والكتاب المسمى بزوال الترح في شرح منظومة ابن فرح لبدر الدين محمد بن أبي بكر بن جماعة نشره الأستاذ فليشر مع ترجمته إلى اللغة الألمانية في ليدن سنة 1865 م. وآخر الكتب المفيدة في هذا الفن كتاب توجيه النظر إلى أصول الأثر للعلامة طاهر الجزائري قد طبع في مصر سنة 1328. أما أمهات الكتب في علوم الحديث للمتقدمين فلم تنشر ولم تزل مخطوطة إلى الان. فالمحدث الفاصل بين الراوي والواعي للقاضي أبى محمد الرامهرمزي الذي هو كتاب في هذا الفن، منه نسخة في المكتبة الظاهرية بدمشق ونسخة في التكية خلاصية في حلب (1). أما الكتاب الجامع لآداب الراوي والسامع للامام الحافظ أحمد بن علي المعروف بالخطيب البغدادي المتوفى سنة 462 فهو - كما قال في كشف الظنون - مشتمل على قواعد أصول الحديث وفوائده ومنه نسخة نفيسة جدا في مكتبة المجلس البلدي في الإسكندرية (2). وأما الكفاية في معرفة أصول الرواية للحافظ المذكور فمنه نسخة في مكتبة المدرسة العثمانية بحلب (3) ونسخة في المكتبة الظاهرية بدمشق (44) ونسخة في المكتبة السلطانية بمصر (5) ونسخة في الخزانة الآصفية بحيدر آباد الدكن. يكفينا في بيان أهمية هذين الكتابين عيال على كتبه. وأما كتاب الالماع للقاضي عياض فمنه نسخة في دار الكتب الظاهرية بدمشق.
(1) الشيخ الأستاذ محمد راغب الطباخ الحلبي وصف هذه النسخة في مجلة المجمع العلمي العربي ج 5 ص 269 حيث قال: انها نفيسة جدا وعليها خطوط كثيرة من العلماء. (2) هي مجزأة إلى عشرين جزءا وعلى كل جزء سماعات كثيرة للحفاظ وأكابر العلماء، كانت هذه النسخة عند الشيخ محمد راغب الطباخ الحلبي المذكور فبيعت إلى المكتبة المتقدمة. (3) عدد رقمها 64 (4) وهي في 416 صحيفة بخط مغربي محررة سنة 628 ه (5) في قسم الحديث وهي ناقصة من الأول. مقدمة المصحح 22 أما كتاب معرفة علوم الحديث للحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري الذي هو ثاني الكتب التي ألفت في هذا الفن الجليل نهضنا إلى نشره ههنا. قد عثرت على ثماني نسخ منه في أثناء سفري في بلاد أوربا وتركيا والشام ومصر. منها نسخة في لندرا وثلاث نسخ في قسطنطينية ونسخة في دمشق ونسخة في حلب ونسختان في القاهرة. أول نسخة وقفت عليها هي التي محفوظة في مكتبة المتحف البريطاني في لندرا عدد رقمها 9676. فنسختها بيدي سنة 1929 م حين فرغت من دروسي لشهادة الدكتوراه بجامعة أكسفورد. هذه النسخة أحسن النسخ وجدتها بعد. وهي مجزأة إلى خمسة أجزاء محتوية على 164 ورقة يبلغ طول الصفحة منها 13 سنتيمترا وعرضها 10 سنتيمترا وفى كل صفحة 22 سطرا تقريبا ومكتوب على الصفحة الأولى منها: كتاب معرفة علوم الحديث تصنيف الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري رحمه الله. رواية الشيخ الأديب أبى بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي عنه. رواية النفيس أبى المطهر القاسم الصيدلاني عنه إجازة. رواية الشيخ الامام علم الدين أبى الحسن علي بن أبي الفتح محمود المحمودي إجازة عنه. سماع منه لمالكه الطواشي الاجل المنعم افتخار الدين ياقوت بن عبد الله المسعودي عرف بالعزى نفعه بالعلم آمين. وفى آخر جزء من الاجزاء ما نصه: كتبه العبد الفقير إلى ربه المستغفر من ذنبه نصير بن نبا بن صالح الأنصاري وكان الفراغ من نسخة في سنة أربع وثلاثين وستمائة بالقاهرة المعزية بدار الحديث الكاملية عمرها الله بدائم العز والبقاء. وكتب بعده صورة السماع هكذا:
مقدمة المصحح 23 سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الامام العامل الصدر الكامل الصالح الورع الدين بقية المشايخ علم الدين أبى الحسن علي بن أبي الفتح محمود بن أبي أحمد المحمودي الصابوني بحق إجازته من أبى المطهر الصيدلاني بحق إجازته من أبى خلف بحق سماعه من المصنف بقراءة - مثبت الأسماء نصير بن نبا بنن صالح الأنصاري وهذا خطه - صاحب الكتاب الطواشي الاجل المجد المخدوم افتخار الدين ياقوت بن عبد الله المسعودي عرف بالعزى وقد أجازه الشيخ ما فاته من الكتاب وصح ذلك وثبت لهم ولمثبت الأسماء نصير في الثاني عشر من صفر من سنة أربع وثلاثين وستمائة بقلعة الجبل المعمورة بمنزل الطواشي صاحب الكتاب المصرية الحمد لله حق حمده وصلواته على محمد وآله وسلم. وتحت ذلك ما نصه: صورة السماع من الأصل المنقول منه ما مثاله - سمع جميع الجزء من علم الحديث على الشيخ الامام العالم أبى نزار بيعه بن الحسن بن علي بن يحيى الحضرمي اليمنى بحق سماعه له وقراءته على أبى المطهر الصيدلاني بإجازته من أبى خلف عن مصنفه بقراءة الشريف أبى عبد الله محمد بن عبد العزيز أبى القاسم الإدريسي والفقيه المحدث أبى محمد عبد العظيم بن عبد القوى بن عبد الله المنذري وملهم بن فتوح بن بشارة الصوفي وعبد الباقي بن أبي محمد بن علي بن خشاب وبركات بن ظافر بن عساكر وصح بمسجد المسمع بمصر يوم السبت من شهر ربيع الأول من سنة اثنتين وستمائة. فهذه النسخة هي التي ذكرها العلامة الشيخ طاهر الجزائري الدمشقي في كتابه توجيه النظر إلى علوم الأثر ص 203 حيث قال ما أورد ملخصا من كتاب الحاكم: وقد وقع إلينا حين الانتقاء نسخة كتبت في القاهرة في دار الحديث الكاملية سنة 634 وقرئت في قلعة الجبل على بعض أهل الأثر وهي منقولة من نسخة الحافظ المنذري المثبت عليها صورة سماعه في آخر كل جزء من الاجزاء الخمسة من الشيخ الامام أبى نزار ربيعة بن الحسن اليمنى الحضرمي سنة 602
مقدمة المصحح 24 ومن النسخ الثلاث في قسطنطينية إحدى في مكتبة ولى الدين عدد رقمها 454، هي ذات 142 ورقة وفى ورق 23 سطرا وطول الورق بالسنتيمتر 24 وعرضه 17، هذه النسخة لا يوثق بها لكثرة ما فيها من التحريف وهي عارية عن صورة السماع وغير مثبت اسم الكتاب وتاريخ الكتابة. واثنتان في مكتبة أيا صوفية فالأولى عدد رقمها 444 تقع في 106 صفحة وفى كل منها 244 سطرا تقريبا وطول الصفحة بالسنتيمتر 20 وعرضها 14 وكتب في الصفحة الأخيرة. تم الكتاب والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله سلم تسليما - كتبه إسماعيل ابن محمد بن أحمد بن سهل المقرئ النقاش. وكتب بعد صورة السماع: وقرأت جميع هذا الكتاب على الفقيه المحدث برهان الدين بن عبد القوى بن أبي المحسن بن ياسين وذلك بروايته سماعا عن أبي الفضل محمد بن يوسف الغزنوي عن الشيخ الحافظ أبى الفضل محمد بن ناصر السلمى عن أبي محمد بن عبد الله بن عمر السمرقندي عن أبي بكر بن خلف عن الحاكم المصنف - في مجالس آخرها في يوم السبت الثاني من شهر ربيع الأول سنة أربع عشر وستمائة. كتب سليمان بن محمد بن سليمان الحلى اليماني. وتوجد في ص 82 صورة سماع مكتتب على الام المنقول عنها - سمع منى هذا الجزء الثالث الشيخ الأجل الزكي أبو سعد عبد الله بن محمد بن أبي السلوى المعدل وذلك بقراءتي في جامع القصر في جمادى الآخرة من سنة ثمان وسبعين وأربع مائة. كتبه عبد الله بن أحمد بن عمر السمرقندي حامدا لله ربه ومصليا على محمد رسوله وعلى آله وسلم تسليما. هذه النسخة ذات نقص مضطربة الأوراق مختلطة الأنواع حيث امتنعت المقابلة مع نسختي المنقولة من الأصل المحفوظ في المتحف البريطاني.
مقدمة المصحح 25 وأما النسخة الثانية في مكتبة أيا صوفية عدد رقمها 449 هي في 128 صفحة في كل صفحة 15 سطرا والصفحة منها في 22 سنتيمترا في ظهر الصفحة الثانية منها ما نصه: أخبرنا الشيخ الامام العالم شهاب الدين أبو الفضل محمد بن يوسف بن علي الغرنوي الحنفي رضى الله بقراءتي عليه بالقاهرة المعزية في صفر سنة ثمان وسبعين وخمس مائة قال أخبرنا الشيخ الامام الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي قراءة علينا بلفظه في شهر ربيع الاخر سنة سبع وثلاثين وخمس مائة قال أخبرنا الشيخ الامام الحافظ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عمر بن الأشعث السمرقندي في جمادى الأولى سنة تسع وخمس مائة قال قرأت على الشيخ الجليل أبى بكر أحمد ابن أبي الحسن بن خلف الشيرازي الأديب بنيسابور في جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة، قلت له أخبركم الحاكم أبو عبد الله البيع قراءة عليه وأنت تسمع فأفر به سنة أربع وأربع مائة. وفى آخر هذه النسخة: صورة ما وجدت بخط الحافظ أبى عبد الله ابن السمرقندي - نقلت هذه النسخة بنيسابور من أصل الحاكم أبى عبد الله الذي وقفه على أصحاب الحديث ودفعه إلى وصيه الشيخ المعتمد أبى عبد الرحمن السلمي وهو الان في يد ورثة أبى صالح المؤذن ورأيت على الجزء الأخير كله والكتاب بتمامه إسماعيل وصالح ابنا أبى صالح المؤذن عن الشيخ أبى بكر أحمد بن خلف الشيرازي رواية عن الحاكم أبى عبد الله وسماعه مثبت فيه وفى نسخة أبى بكر بن خلف بتمامه. حينما زرت مدينة حلب الشهباء تشرفت بلقاء الشيخ الأستاذ محمد راغب الصباخ الحلبي الذي تقدم ذكره وهو مدرس علم الحديث والمصطلح والتاريخ في المدرسة الخروية في حلب ومؤلف التاريخ الكبير أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء. فجاد على الشيخ بالكرم والعناية وأنا شاكر له معترف باحسانه الغزير إذ هو أفادني ببعض
مقدمة المصحح 26 كلامه المفيد في هذا الموضوع وأرشدني إلى التكية الاخلاصية عند السادة الرفاعية حيث وجدت نسخة من كتاب الحاكم (1) في أولها ما نصه: أخبرنا جماعة من الشيوخ الثقات الأئمة الاثبات منهم سيدي ووالدي شرف الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن ألب أرسلان البغدادي الشافعي قال أخبرنا أبو حسين علي بن أبي عبد الله محمد بن علي بن منصور بن المطهر ببغداد سماعا عليه قال أخبرنا أبو الفضل أحمد بن طاهر بن سعيد المهيمني وأبو الفضل محمد بن ناصر محمد السلامي الحافظ إذنا منهما قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن أبي الحسن علي بن عبد الله بن خلف الشيرازي قال المهيمني سماعا وقال ابن ناصر قال الشيرازي أخبرنا الامام الحافظ أبو عبد الله الحاكم قال: وكتب في آخرها بخط كاتبها: آخر الكتاب والحمد لله رب العالمين على نعمه المتوالية وآلائه المتظاهرة والصلاة والسلام على سيدنا محمد المرسل بالآيات الباهرة والمعجزات الظاهرة وعلى آله العترة الطاهرة وأصحابه النجوم الزاهرة. فرغ من كتابته من أوثقته ذنوبه وأسرته خطاياه وعيوبه المفتقر إلى رحمة الله الغنى محمد بن محمد بن علي البغدادي تاب عليه توبة نصوحا وغفر له ولوالديه ولمشايخه وجاد عليه بكرمه ونجحهم بإحسانه فتوحا وكان نجازه بالمسجد الأقصى الشريف عمره الله بذكره في يوم الأحد الثاني والعشرون من شهر الله سنة أحد عشر وثماني مائة أحسن الله ابتداءها عن المسلمين شدتها ولاواءها وختمها بالتوفيق والسعادة بمنه وحسبنا الله ونعم الوكيل. وفى دمشق ظفرنا على نسخة من كتاب الحاكم في دار الكتب الظاهرية عدد رقمها 403 هي في 86 صفحة وفى كل صفحة من 34 إلى 38 سطرا وطول الصفحة بالسنتيمتر 26 وعرضها 9 هذه النسخة أيضا مثل التي في مكتبة ولى الدين بالاستانة عارية عن صورة السماع وغير مثبت عليها اسم الناسخ وتاريخ النسخ. يغلب على الظن أن
(1) لم يسع لي الوقت في إقامتي القصيرة بحلب الشهباء أن أقابل هذه النسخة. مقدمة المصحح 27 العلامة طاهر الجزائري ثم الدمشقي قد استعملها لتلخيصه في كتاب توجيه النظر لأنه من مؤسسي هذه المكتبة الظاهرية. وقد راجعت نسختي المنقولة من أصل المتحف البريطاني على هذه النسخة تماما. اطلعت في القاهرة على نسختين: إحداهما في وراق المغاربة في الأزهر الشريف، والأخرى عند صاحب الفضيلة الشيخ عبد المعطى السقاء بالمنزل رقم 8 بشارع الشلبي. لكن لم يساعدني الزمان لأجل عطلة رمضان المبارك حين كنت بالقاهرة أن أقابلها. من كتاب علوم الحديث للحاكم ثلاث نسخ أيضا موجودة في الهند: إحداهن في مكتبة خدا بخش بمدينة عظيم أباد (1) 1291 قابلت هذه النسخة مقيما بهذه المدينة في إحدى العطلات الكبرى. وأما النسختان الاخريان فإحداهما في مكتبة مولانا حبيب الرحمن خان الشرواني بحبيب كنج في عليكده، والأخرى في المكتبة الآصفية بحيدر آباد الدكن قد قابلت لي دائرة المعارف العثمانية هاتين النسختين بنسختي التي أرسلتها إليها مكتوبة بالماكينة بيد أن أكثر الاختلافات والاصطلاحات التي حصلت لي من هذه المقابلة قد وجدتها قبل بمقابلتي مع النسخ المحفوظة بمكتبة خدا بخش وبدار الكتب الظاهرية وغيرهما. يلوح لي أن هذه النسخ تتفق فيها الزيادة والرواية مع كثير من الأغلاط الفاحشة فلعلها منقولة بعضها من أصل واحد وبعضها من بعض. فيكون مجمع ما عثرت عليه من كتاب معرفة علوم الحديث للحاكم إحدى عشرة نسخة أجودها التي بمكتبة المتحف البريطاني. هي نسخة تغلب الصحة عليها، ضبط كثير من كلماتها بالحركات وليس في هوامشها غير كلمات قليلة سقطت من الأصل فاستدركها الناسخ ويكتب في نهايتها كلمة " صح " إشارة إلى سقوطها من
(1) كتب في آخرها بخط الكاتب: تم الكتاب بعون المالك الوهاب بتاريخ غرة شهر رمضان سنة ألف ومائتين واحدى وتسعين - كتبه الأحقر راجي رحمة ربه الأكبر عبده المسمى جوهر. مقدمة المصحح 28 الأصل أو رواية مختلفة عن نسخة أخرى ويكتب فوقها الحرف " خ " إشارة إلى روايتها بهذا النص في نسخة أخرى. فاعتمدت في الطبع على نسخة المتحف البريطاني وأثبت في أسفل الصفحات ما وجدت من الاختلافات والزيادات بالمقابلة مع النسخ الاخر وما وفقني الله عليه من التصحيح والتنقيح والتنبيه بمراجعة الكتب المعتبرة في هذا الفن. فهذه النسخة موسومة في التصحيح عند اختلاف النسخ " بالأصل " والنسخة بمكتبة أيا صوفية مرموز إليها بالكلمة " صو " ونسخة المكتبة الظاهرية مشار إليها بالحرف " ظ " والنسخة بمكتبة خدا بخش مشار إليها بالحرف " خ " ونسخة مولانا الشرواني بالحرف " ش " ونسخة المكتبة الآصفية بالكلمة " صف ". ناهيك بهذه النسخ المتعددة بديار الكتب المختلفة في بلاد الشرق والغرب على أهمية الكتاب ومزيتها. يظهر من روايات عديدة وسماعات كثيرة على النسخ أن الكتاب قرئ واسعا، قرأه كثير من المشايخ والعلماء والطلاب لعظيم فائدته. العلامة طاهر الجزائري أورد ملخصا من هذا الكتاب في كتابه توجيه النظر إلى علوم الأثر (ص 163 - 203) حيث قال: وقفنا على كتاب معرفة علوم الحديث للحافظ الاجل بالحاكم فوجدنا فيه فوائد مهمة رائعة ينبغي لطالبي هذا الفن الوقوف عليها فرأينا أن نورد من كل مبحث من مباحثه شيئا مما ذكر فيه حتى يكون المطالع لذلك كأنه مشرف عليه. وحسبنا في بيان أهمية كتاب الحاكم ما قال ابن خلدون (مقدمة ص 368): " وقد ألف الناس في علوم الحديث وأكثروا ومن فحول علمائه وأئمتهم أبو عبد الله الحاكم وتآليفه فيه مشهورة وهو الذي هذبه وأظهر محاسنه ". فعزمت اتكالا على الله على نشر هذا الكتاب الذي هو ثاني الكتب المؤلفة في هذا الفن الجليل تعميما لاستفادة القراء الكرام منه. جامعة دكة س. م. حسين 25 أكتوبر سنة 1935 م
مقدمة المصحح 29 بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا الشيخ الامام علم الدين أبو الحسن علي بن أبي الفتح محمود بن أحمد المحمودي الصابوني قراءة عليه وأنا أسمع قال أخبرنا أبو المطهر القاسم بن الفضل بن عبد الواحد الصيدلاني إجازة قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن عمر بن خلف الشيرازي ثم النيسابوري قال أخبرنا الحاكم أبو عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم الحافظ النيسابوري قال الحمد لله ذي المن والاحسان والقدرة والسلطان الذي أنشأ الخلق بربوبيته وجنسهم بمشيته واصطفى منهم طائفة أصفياء وجعلهم بررة أتقياء فهم خواص عباده وأوتاد بلاده يصرف عنهم البلايا ويخصهم بالخيرات ة العطايا فهم القائمون بإظهار دينه والمتمسكون بسنن نبيه فله الحمد على ما قدر وقضى وأشهد أن لا إله إلا الله الذي زجر عن اتخاذ الأولياء دون كتابه واتباع الخلق دون نبيه صلى الله عليه وسلم وأشهد أن محمدا عبده المصطفى ورسوله المجتبى بلغ عنه رسالته فصلى الله عليه آمرا وناهيا ومبيحا وزاجرا وعلى آله الطيبين قال الحاكم رحمه الله أما بعد فإني لما رأيت البدع في زماننا كثرت ومعرفة الناس بأصول السنن
1 قلت مع إمعانهم في كتابة الاخبار وكثرة طلبها على الاهمال والاغفال دعاني ذلك إلى تصنيف كتاب خفيف يشتمل على ذكر أنواع علم الحديث مما يحتاج إليه طلبة الاخبار المواظبون على كتابة الآثار واعتمد في ذلك سلوك الاختصار دون الاطناب في الاكثار والله الموفق لما قصدته والمان في بيان ما أردته انه جواد كريم رؤوف رحيم حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق البصري بمصر ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن معاوية بن قرة قال سمعت أبي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال ناس من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة سمعت أبا عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الادمي بمكة يقول سمعت موسى بن هارون يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول وسئل عن معنى هذا الحديث فقال إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث فلا أدري من هم قال أبو عبد الله وفي مثل هذا قيل من أمر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحق فلقد أحسن أحمد بن حنبل في تفسير هذا الخبر ان الطائفة المنصورة التي يرفع الخذلان عنهم إلى قيام الساعة هم أصحاب الحديث ومن أحق بهذا التأويل من قوم سلكوا محجة الصالحين واتبعوا اثار السلف من الماضين ودمغوا أهل البرع والمخالفين بسنن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله أجمعين من قوم آثروا قطع المفاوز والقفاز على التنعم في الدمن والأوطار وتنعموا بالبؤس في الاسفار
2 مع مساكنة العلم والاخبار وقنعوا عند جمع الأحاديث والآثار بوجود الكسر والاطمار قد رفضوا الالحاد الذي تتوق إليه النفوس الشهوانية وتوابع ذلك من البدع والأهواء والمقاييس والآراء والزيغ جعلوا المساجد بيوتهم وأساطينها تكاهم وبواريها فرشهم حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة ثنا محمد بن الحسين بن أبي الحنين ثنا عمر بن حفص بن غياث قال سمعت أبي وقيل له الا تنظر إلى أصحاب الحديث وما هم فيه قال هم خير أهل الدنيا وحدثني أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق قال سمعت علي بن خشرم يقول سمعت أبا بكر بن عياش يقول اني لأرجو ان يكون أصحاب الحديث خير الناس يقيم أحدهم ببابي وقد كتب عني فلو شاء ان يرجع ويقول حدثني أبو بكر جميع حديثه فعل الا انهم لا يكذبون قال أبو عبد الله ولقد صدقا جميعا ان أصحاب الحديث خير الناس وكيف لا يكونون كذلك وقد نبذوا الدنيا بأسرها وراءهم وجعلوا عذاؤهم الكتابة وسمرهم المعارضة واسترواحهم المذاكرة وخلوقهم المداد ونومهم السهاد واصطلاءهم الضياء وتوسدهم الحصى فالشدائد مع وجود الأسانيد العالية عندهم رخاء ووجود الرخاء مع فقد ما طلبوه عندهم بؤس فعقولهم بلذاذة السنة غامرة قلوبهم بالرضاء في الأحوال عامرة تعلم السنن سرورهم ومجالس العلم حبورهم وأهل السنة قاطبة إخوانهم وأهل الالحاد والبدع بأسرها أعداؤهم
3 سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد الحنظلي ببغداد يقول سمعت أبا إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي يقول كنت انا وأحمد بن الحسن الترمذي عند أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل فقال له أحمد بن الحسن يا أبا عبد الله ذكروا لابن أبي فتيلة بمكة أصحاب الحديث فقال أصحاب الحديث قوم سوء فقام أبو عبد الله وهو ينفض ثوبه فقال زنديق زنديق زنديق ودخل البيت سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول سمعت جعفر بن محمد بن سنان الواسطي يقول سمعت أحمد بن سنان القطان يقول ليس في الدنيا مبتدع الا وهو يبغض أهل الحديث وإذا ابتدع الرجل نزع حلاوة الحديث من قلبه سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارا يقول سمعت أبا نصر أحمد بن سلام الفقيه يقول ليس شئ اثقل على أهل الالحاد والبدع لا أبغض إليهم من سماع الحديث وروايته بإسناد قال أبو عبد الله وعلى هذا عهدنا في أسفارنا وأوطاننا كل من ينسب إلى نوع من الآحاد والبدع لا ينظر إلى الطائفة المنصورة الا بعين الحقارة ويسميها الحشوية سمعت الشيخ أبا بكر أحمد بن إسحاق الفقيه وهو يناظر رجلا فقال الشيخ حدثنا فلان فقال له الرجل دعنا من حدثنا إلى متى حدثنا فقال له الشيخ قم يا كافر ولا يحل لك ان تدخل داري بعد هذا ثم التفت إلينا فقال ما قلت قط لاحد لا تدخل داري الا لهذا
4 ذكر أول نوع من أنواع علم الحديث قال أبو عبد الله النوع الأول من هذه العلوم معرفة عالي الاسناد وفي طلب الاسناد العالي سنة صحيحة حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو النضر ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال كنا نهينا ان نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شئ فكان يعجبنا أن يأتيه الرجل من أهل البادية فيسأله ونحن نسمع فاتاه رجل منهم فقال يا محمد اتانا رسولك فزعم انك تزعم أن الله أرسلك قال صدق قال فمن خلق السماء قال الله قال فمن خلق الأرض قال الله قال فمن نصب هذه الجبال قال الله قال فمن جعل فيها هذه المنافع قال الله قال فبالذي خلق السماء والأرض ونصب الجبال وجعل فيها هذه المنافع الله أرسلك قال نعم قال وزعم رسولك ان علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا قال صدق قال فبالذي أرسلك الله امرك بهذا قال نعم قال وزعم رسولك ان علينا صدقة في أموالنا قال صدق قال فبالذي أرسلك الله امرك بهذا قال نعم قال وزعم رسولك ان علينا صوم شهر في سنتنا قال صدق قال فبالذي أرسلك الله امرك بهذا قال نعم قال وزعم رسولك ان علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلا قال صدق نال فبالذي أرسلك الله امرك بهذا قال نعم قال والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا انقص منهن فلما مضى قال لئن صدق ليدخلن الجنة قال أبو عبد الله وهذا حديث مخرج في المسند الصحيح لمسلم وفيه دليل
5 على إجازة طلب المرء العلو من الاسناد وترك الاقتصار على النزول فيه وإن كان سماعه عن الثقة إذ البدوي لما جاءه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما فرض الله عليهم لم يقنعه ذلك حتى رحل بنفسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع منه ما بلغه الرسول عنه ولو كان طلب العلو في الاسناد غير مستحب لأنكر عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم سؤاله إياه عما أخبره رسوله عنه ولا مره بالاقتصار على ما أخبره الرسول عنه ولقد حدثنا أبو العباس القاسم بن القاسم السياري بمرو حدثنا أبو الموجة محمد بن عمرو ثنا عبدان قال سمعت عبد الله بن المبارك يقول الاسناد من الدين ولولا الاسناد لقال من شاء ما شاء قال أبو عبد الله فلولا الاسناد وطلب هذه الطائفة له وكثرة مواظبتهم على حفظه لدرس منار الاسلام ولتمكن أهل الالحاد والبدع فيه بوضع الأحاديث وقلب الأسانيد فان الاخبار إذا تعرت عن وجود الأسانيد فيها كانت بترا كما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا أبو بكر بن أبي الأسود ثنا إبراهيم أبو إسحاق الطالقاني ثنا بقية ثنا عتبة بن أبي حكيم انه كان عند إسحاق بن أبي فروة وعنده الزهري قال فجعل بن أبي فروة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له الزهري قاتلك الله يا بن أبي فروة ما أجرأك على الله لا تسند حديثك تحدثنا بأحاديث ليس لها خطم ولا أزمة
6 قال أبو عبد الله فاما طلب العالي من الأسانيد فإنها مسنونة كما ذكرناه وقد رحل في طلب الاسناد العلي غير واحد من الصحابة فمن ذلك ما أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن موسى السني بمرو أخبرنا أبو الموجه ثنا عبدان أنا أبو حمزة وابن عيينة وابن المبارك قالوا ثنا صالح بن صالح قال سأل رجل من أهل خراسان عامرا فقال يا أبا عمرو كيف تقول في رجل كانت له وليدة فأعتقها فتزوجها فانا نقول عندنا هو كالركب بدنة فقال حدثنا أبو بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت له وليدة فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله اجران وأيما عبد مملوك أدى حق الله وحق مواليه فله اجران أعطيتكها بغير أجر فلقد كان الراكب يركب فيما هو أدنى من هذا إلى المدينة قال أبو عبد الله فهذا الراكب إنما يركب في طلب عالي الاسناد ولو اقتصر على النازل لوجد بحضرته من يحدثه به ومنه ما حدثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان حدثنا بن جريح قال سمعت أبا سعيد الأعمى يحدث عن عطاء بن أبي رباح قال خرج أبو أيوب إلى عقبة بن عامر يسأله عن حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبق أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غيره وغير عقبة فلما قدم إلى منزل مسلمة بن مخلد الأنصاري وهو أمير مصر فأخبره فعجل عليه فخرج إليه فعانقه ثم قال له ما جاء بك يا أبا أيوب فقال حديث سمعته من
7 رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري وغير عقبة فابعث من يدلني على منزله قال فبعث معه من يدله على منزل عقبة فأخبر عقبة فعجل فخرج إليه فعانقه فقال ما جاء بك يا أبا أيوب فقال حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري وغيرك في ستر المؤمن قال عقبة نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ستر مؤمنا في الدنيا على خزية ستره الله يوم القيامة فقال له أبو أيوب صدقت ثم انصرف أبو أيوب إلى راحلته فركبها راجعا إلى المدينة فما أدركته جائزة مسلمة بن مخلد الا بعريش مصر قال أبو عبد الله فهذا أبو أيوب الأنصاري على تقدم صحبته وكثرة سماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم رحل إلى صحابي من أقرانه في حديث واحد لو اقتصر على سماعه من بعض أصحابه لامكنه ومنه ما حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه ثنا الحسن بن علي بن زياد ثنا إسحاق بن محمد الفروي ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال إني كنت لأسافر مسيرة الأيام والليالي في الحديث الواحد ومنه ما أخبرني أبو جعفر محمد بن أحمد التميمي من كتابه ثنا عبد الله بن محمد الأسفرائيني ثنا نصر بن مرزوق قال سمعت عمرو بن أبي سلمة يقول قلت للأوزاعي يا أبا عمرو انا ألزمك منذ أربعة أيام ولم اسمع منك إلا ثلاثين حديثا قال وتستقل ثلاثين حديثا في أربعة أيام لقد سار جابر بن عبد الله إلى مصر
8 واشترى راحلة فركبها حتى سأل عقبة بن عامر عن حديث واحد وانصرف إلى المدينة وأنت مستقل ثلاثين حديثا في أربعة أيام قال أبو عبد الله وجابر بن عبد الله على كثرة حديثه وملازمته رسول الله صلى الله عليه وسلم رحل إلى من هو مثله أو دونه مسافة بعيدة في طلب حديث واحد أخبرني أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن عمر القرشي ثنا أبي ثنا جعفر الطيالسي قال سمعت يحيى بن معين يقول أربعة لا تؤنس منهم رشدا حارس الدرب ومنادى القاضي وابن المحدث ورجل يكتب في بلده ولا يرحل في طلب الحديث سمعت أبا عبد الله محمد بن محمد بن عبيد الله الواعظ يقول سمعت علي بن محمد الجرجاني يقول ثنا إبراهيم بن مهدي ثنا عبد الله بن يوسف ثنا شعبة قال سمعت بشر بن حرب يقول سمعت بن عمر يقول قلت لطالب العلم يتخذ نعلين من حديد قال أبو عبد الله فأما معرفة العالية من الأسانيد فليس على ما يتوهمه عوام الناس يعدون الأسانيد فما وجدوا منها أقرب عددا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوهمونه أعلى ومثال ذلك ما حدثناه أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة ثنا الخضر بن أبان الهاشمي حدثنا أبو هدبة إبراهيم بن هدبة ثنا أنس بن مالك وهذه نسخة عندنا بهذا الاسناد
9 وأخبرنا أمد بن كامل القاضي ببغداد ثنا أحمد بن محمد بن غالب حدثنا عبد الله بن دينار ثنا أنس بن مالك وهذه أيضا نسخة كبيرة وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار حدثنا أبو جعفر محمد بن مسلمة الواسطي ثنا موسى بن عبد الله الطويل عن أنس بن مالك وهذه نسخة وأعجب من ذلك ما حدثناه جماعة من شيوخنا عن أبي الدنيا واسمه عثمان بن الخطاب بن عبد الله المغربي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقالوا إن أبا الدنيا خدم أمير المؤمنين ورفسته بغلته وأنه كان يستسقى به بالمغرب ولقد حضرت مجلس أبي جعفر محمد بن عبيد الله العلوي بالكوفة فدخل شيخ أسود أبيض الرأس واللحية فقال لنا أتدرون من هذا قلنا لا قال هذا ينسب إلى أبي الدنيا المغربي مولى أمير المؤمنين بأربعة آباء قال أبو عبد الله وفي الجملة أن هذه الأسانيد وأشبهها كخراش بن عبد الله وكثير بن سليم ويغنم بن سالم بن قنبر مما لا يفرح بها ولا يحتج بشئ منها وقل ما يوجد في مسانيد أئمة الحديث حديث واحد عنهم وأقرب ما يصح لأقراننا من الأسانيد بعدد الرجال ما حدثونا عن أحمد بن شيبان الرملي قال ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن بن عمر وعن الزهري عن أنس وعن عبيد الله بن أبي يزيد عن بن عباس وعن عبد الله بن دينار عن بن عمرو عن زياد بن علاقة عن جرير فهذه الأسانيد لابن عيينة صحيحة
10 ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم قريبة وكذلك حدثونا عن جماعة من شيوخنا عن يزيد بن هارون عن سليمان التيمي عن أنس وعن حميد الطويل عن أنس والعالي من الأسانيد التي تعرف بالفهم لا بعد الرجال غير هذا فرب إسناد يزيد عدده على السبعة والثمانية إلى العشرة وهو أعلى من ذلك ومثال ذلك ما حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر قال الحاكم هذا إسناد صحيح مخرج في كتاب مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه وقد بلغ عدد رواته سبعة وهو أعلى من الأربع الذي قدمنا ذكره فان الغرض فيه القرب من سليمان بن مهران الأعمش فان الحديث له وهو إمام من أئمة الحديث وكذلك كل إسناد يقرب من الامام المذكور فيه فإذا صحت الرواية إلى ذلك الامام بالعدد اليسير فإنه عال أخبرنا أبو الطيب محمد بن أحمد المذكر ثنا إبراهيم بن محمد المروزي ثنا علي بن خشرم قال قال لنا وكيع أي الاسنادين أحب إليكم الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله أو سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله فقلنا الأعمش عن أبي وائل فقال يا سبحان الله الأعمش شيخ وأبو وائل شيخ وسفيان فقيه ومنصور فقيه وإبراهيم فقيه وعلقمة فقيه وحديث يتداوله الفقهاء خير من أن يتداوله الشيوخ
11 حدثنا علي بن الفضل السامري ثنا الحسن بن عرفة العبدي ثنا هشيم عن يونس بن عبيد عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مطل الغنى ظلم قال الحاكم وهذا أعلى ما يقع لأقراننا من الأسانيد وفي إسناده سبعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما صار عاليا لقربه من هشيم بن بشير وهو أحد الأئمة وكذلك كل إسناد يقرب من عبد الملك بن جريج وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ومالك بن أنس وسفيان بن سعيد الثوري وشعبة بن الحجاج وزهير بن معاوية وحماد بن زيد وغيرهم من أئمة الحديث فإنه عال وإن زاد في عدده بعد ذكر الامام الذي جعلناه مثالا فهذه علامة الاسناد العالي ولو أتينا لكل حرف منها بشاهد لطال به الكلام ذكر النوع الثاني من أنواع علم الحديث والنوع الثاني من معرفة علوم الحديث العلم بالنازل من الاسناد ولعل قائلا يقول النزول ضد العلو فقد عرف ضده وليس كذلك فإن للنزول مراتب لا يعرفها إلا أهل الصنعة فمنها ما تؤدى الضرورة إلى سماعه نازلا ومنها ما يحتاج طالب العلم إلى معرفة وتبحر فيه فلا يكتب النازل وهو موجود بإسناد أعلى منه مثال ذلك ما حدثناه أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ القرشي ثنا محمد بن أحمد بن أنس القرشي ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني أبو هانئ عن أبي عثمان مسلم بن يسار عن أبي هريرة رحمه الله أن
12 رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم قال الحاكم هذا الحديث ذكره مسلم في خطبة المسند الصحيح رواه عن بن نمير عن المقرئ وأمثاله في الكتاب تزيد على المئتين فمن وجده هكذا عن ثلاثة عن المقرئ ثم كتب عن ثلاثة عن مسلم عن بن نمير عن المقرئ فإنه لقلة معرفته بالنزول وأشباه هذا كثيرة والأحاديث النازلة على أوجه كثيرة فمنها ما يستوي العدد في روايتين إحداهما أعلى من الأخرى ومثال ذلك لأمثالنا أنا إذا نزلنا في حديث الأعمش فرويناه عن شيوخنا عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن وكيع عن الأعمش أو رويناه عن شيوخنا عن أحمد بن سلمة عن إسحاق بن راهويه عن عيسى بن يونس عن الأعمش فإنه أعلى من أن نرويه عن شيوخنا عن أبي العباس السراج عن هناد بن السري عن أبي معاوية عن الأعمش أو نرويه عن شيوخنا عن محمد بن إسحاق عن أبي كريب عن أبي أسامة عن الأعمش وهذا مثل الألوف من الحديث لمن فهمه وتدبره فقاس عليه أحاديث الثوري ومالك وشعبة وغيرهم من الأئمة والأصل في ذلك أن النزول عن شيخ تقدم موته واشتهر فضله أحلى وأعلى منه عن شيخ تأخر موته وعرف بالصدق ومما يحتاج طالب الحديث إلى معرفته من النزول أن ينظر في إسناد الشيخ الذي يكتب عنه فما قرب من سنه طلب أعلى منه ومثال ذلك أنى نشأت
13 وطلبت الحديث بعد وفاة محمد بن إسحاق بن خزيمة بعشر سنين فإذا وقع الحديث من حديث أبي كريب وبندار وأبي موسى وعبد الجبار بن العلاء وغيرهم عندي من حديث أبي بكر الجارودي وإبراهيم بن أبي طالب وأقرانهما عن هؤلاء الشيوخ فإنه لي أعلى من أن يكون عن من يقرب وفاته من ولادتي ونشوي وهذا أصل كبير في معرفة النزول وكذلك إذا وقع الحديث لطلابه في عصرنا عن محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى أبو أحمد بن يوسف السلمي أو مسلم بن الحجاج وأقرانهم فإنه أعلى من أن يقع لهم عن الشرقي ومكي وأقرانهما رضي الله تعالى عنه ذكر النوع الثالث من أنواع علم الحديث النوع الثالث من هذا العلم معرفة صدق المحدث وإتقانه وثبته وصحة أصوله وما يحتمله سنه ورحلته من الأسانيد وغير ذلك من غفلته وتهاونه بنفسه وعلمه وأصوله حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ حدثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي حدثنا معاوية بن هشام ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال ما كل الحديث سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحدثنا أصحابنا وكنا مشتغلين في رعاية الإبل وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يطلبون ما يفوتهم سماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسمعونه من أقرانهم وممن هو أحفظ منهم وكانوا يشددون على من يسمعون منه كما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس
14 بن الوليد بن مزيد البيروتي قال أخبرني أبي قال أخبرني الأوزاعي قال أخبرنا بن شهاب عن قبيصة بن ذؤيب قال جاءت الجدة في عهد أبي بكر رضي الله عنه تلتمس أن تورث فقال أبو بكر ما أجد لك في كتاب الله شيئا وما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لك شيئا حتى أسأل الناس العشية فلما صلى الظهر قال في الناس يسألهم فقال المغيرة بن شعبة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيها السدس قال أبو بكر رضي الله عنه سمع ذلك معك أحد فقال محمد بن مسلمة فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيها السدس فأنفذ ذلك لها أبو بكر رضي الله عنه وأما أمير المؤمنين علي رضي الله عنه فكان إذا فاته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث ثم سمعه من غيره يحلف المحدث الذي يحدث به والحديث في ذلك عنه مستفيض مشهور فأغنى اشتهاره عن ذكره في هذا الموضع وكذلك جماعة من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ثم عن أئمة المسلمين كانوا يبحثون وينقرون عن الحديث إلى أن يصح لهم سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت حنبل بن إسحاق بن حنبل يقول سمعت علي بن عبد الله يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول ينبغي أن يكون في صاحب الحديث غير خصلة ينبغي لصاحب الحديث أن يكون ثبت الاخذ ويفهم ما يقال له ويبصر الرجال ثم يتعهد ذلك قال الحاكم ومما يحتاج إليه طالب الحديث في زماننا هذا أن يبحث عن أحوال المحدث أولا هل يعتقد الشريعة في التوحيد وهل يلزم نفسه طاعة الأنبياء
15 والرسل صلى الله عليه فيما أوحى إليهم ووضعوا من الشرع ثم يتأمل حاله هل هو صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه فإن الداعي إلى البدعة لا يكتب عنه ولا كرامة لاجماع جماعة من أئمة المسلمين على تركه ثم يتعرف سنه هل يحتمل سماعه من شيوخه الذين يحدث عنهم فقد رأينا من المشايخ جماعة أخبرونا بسن يقصر عن لقاء شيوخ حدثوا عنهم ثم يتأمل أصوله أعتيقة هي أم جديدة فقد نبغ في عصرنا هذا جماعة يشترون الكتب فيحدثون بها وجماعة يكتبون سماعاتهم بخطوطهم في كتب عتيقة في الوقت فيحدثون بها فمن يسمع منهم من غير أهل الصنعة فمعذور بجهله فأما أهل الصنعة إذا سمعوا من أمثال هؤلاء بعد الخبرة ففيه جرحهم وإسقاطهم إلى أن تظهر توبتهم على أن الجاهل بالصنعة لا يعذر فإنه يلزمه السؤال عما لا يعرفه وعلى ذلك كان السلف رضي الله عنهم أجمعين حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا أبو أسامة عن الأعمش قال كان إبراهيم صيرفي الحديث فكنت إذا سمعت الحديث من بعض أصحابنا أتيته فعرضته عليه أخبرنا عبد الله بن محمد الكعبي ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا إسحاق بن منصور عن هريم بن سفيان عن مطرف عن سوادة بن أبي الجعد عن أبي جعفر الباقر قال من فقه الرجل بصره بالحديث وإذا عرف طالب
16 الحديث إسلام المحدث وصحة سماعه كتب عنه فقل من يجد ما يرجع إلى الفهم والمعرفة والحفظ وكل محدث تهاون بالسماع واستخف بالحديث فلا يخفى حاله ويظهر أمره سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت خلف بن سالم يقول سماع الحديث هين والخروج منه صعب حدثنا أبو سهل محمد بن محمد بن الحسين الترمذي ثنا محمد بن صالح بن سهل الترمذي حدثنا إسماعيل ين سيف حدثني محمد بن عبد الواحد بن أخي حزم قال سمعت يونس بن عبيد يقول إن للحديث خفقة فاتقوا خفقة الحديث سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول سمعت محمد بن إسماعيل بن مهران يقول سمعت بشر بن آدم يقول سمعت أبا عاصم يقول من استخف بالحديث استخف به الحديث رضي الله تعالى عنهم ذكر النوع الرابع من معرفة علم الحديث النوع الرابع من هذا العلم معرفة المسانيد من الأحاديث وهذا علم كبير من هذه الأنواع لاختلاف أئمة المسلمين في الاحتجاج بغير المسند والمسند من الحديث أن يرويه المحدث عن شيخ يظهر سماعه منه لسن يحتمله وكذلك سماع شيخه من شيخه إلى أن يصل الاسناد إلى صحابي مشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومثال ذلك ما حدثناه أبو عمرو عثمان بن أبو السماك ببغداد ثنا الحسن بن مكرم ثنا عثمان بن عمر أخبرنا يونس عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك
17 عن أبيه أنه تقاضى بن أبي حدرد دينا كان عليه في المسجد فارتفعت أصواتهما حتى سمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج حتى كشف ستر حجرته فقال يا كعب ضع من دينك هذا وأشار إليه أي الشطر فقال نعم فقضاه وبيان مثال ما ذكرت أن سماعي عن بن السماك ظاهر وسماعه من الحسن بن مكرم ظاهر وكذلك سماع الحسن من عثمان بن عمر وسماع عثمان بن عمر من يونس بن يزيد وهو عال لعثمان ويونس معروف بالزهري وكذلك الزهري ببني كعب بن مالك وبنو كعب بن مالك بأبيهم وكعب برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبته وهذا مثل ضربته لألوف من الحديث يستدل بهذا الحديث الواحد على جملتها من رزق فهم هذا العلم وضد هذا ما حدثناه أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة ثنا الحسن بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا عبد الرزاق عن معمر عن محمد بن واسع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقال نادما أقاله الله نفسه يوم القيامة ومن كشف عن مسلم كربة كشف الله عنه كربة من كرب يوم القيامة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه قال الحاكم هذا إسناد من نظر فيه من غير أهل الصنعة لم يشك في صحته وسنده وليس كذلك فإن معمر بن راشد الصنعاني ثقة مأمون ولم يسمع من محمد بن واسع ومحمد بن واسع ثقة مأمون ولم يسمع من أبي صالح ولهذا الحديث علة يطول شرحها وهو مثل لألوف مثله من الأحاديث التي لا يعرفها إلا أهل هذا العلم ثم للمسند شرائط غير ما ذكرناه منها أن لا يكون موقوفا ولا مرسلا ولا معضلا ولا في روايته مدلس فهذه الأنواع يجئ شرحها بعد هذا فان معرفة كل نوع منها علم على الانفراد
18 ومن شرائط المسند أن لا يكون في إسناده أخبرت عن فلان ولا حدثت عن فلان ولا بلغني عن فلان ولا رفعه فلان ولا أظنه مرفوعا وغير ذلك ما ينفسد به ونحن مع هذه الشرائط لا نحكم لهذا الحديث بالصحة فإن الصحيح من الحديث له شرط نذكره في موضعه إن شاء الله ذكر النوع الخامس من هذه العلوم النوع الخامس منه معرفة الموقوفات من الروايات ومثال ذلك ما حدثنا الزبير بن عبد الواحد الحافظ بأسداباذ ثنا محمد بن أحمد الزيبقي ثنا زكريا بن يحيى المنقري ثنا الأصمعي حدثنا كيسان مولى هشام بن حسان عن محمد بن حسان عن محمد بن سيرين عن المغيرة بن شعبة قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرعون بابه بالأظافير قال الحاكم هذا حديث يتوهمه من ليس من أهل الصنعة مسندا لذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بمسند فإنه موقوف على صحابي حكى عن أقرانه من الصحابة فعلا وليس يسنده واحد منهم وإنما ذكرت هذا الموقوف ليستدل به على جملة من الأحاديث التي تشبهه فأما الموقوف على الصحابة فإنه قل ما يخفى على أهل العلم وشرحه أن يروى الحديث إلى الصحابي من غير إرسال ولا إعضال فإذا بلغ الصحابي قال إنه كان يقول كذا وكذا وكان يفعل كذا وكان يأمر بكذا وكذا ومن الموقوف الذي يستدل به على أحاديث كثيرة ما حدثناه أحمد بن كامل القاضي ثنا يزيد بن الهيثم ثنا محمد بن جعفر الفيدي ثنا بن فضيل عن
19 أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل عن أبي هريرة رضي الله عنه في قول الله عز وجل لواحة للبشر قال تلقاهم جهنم يوم القيامة فتلفحهم لفحة فلا تترك لحما على عظم إلا وضعت على العراقيب قال وأشباه هذا من الموقوفات تعد في تفسير الصحابة فأما ما نقول في تفسير الصحابي مسند فإنما نقوله في غير هذا النوع فإنه كما أخبرناه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إسحاق بن أبي أويس حدثني مالك بن أنس عن محمد بن المنكدر عن جابر قال كانت اليهود تقول من أتى امرأته من دبرها في قبلها جاء الولد أحول فأنزل الله عز وجل نساؤكم حرث لكم قال الحاكم هذا الحديث وأشباهه مسندة عن آخرها وليست بموقوفة فان الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل فأخبر عن آية من القرآن أنها نزلت في كذا وكذا فإنه حديث مسند ومما يلزم طالب الحديث معرفته نوع من الموقوفات وهي مرسلة قبل الوصول إلى الصحابة ومثال ذلك ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني محمد بن عمرو عن بن جريج عن سليمان بن موسى قال قال جابر بن عبد الله إذا صمت فليصم سمعك وبصرك من المحارم ولسانك من الكذب ودع أذى الخادم وليكن عليك وقار وسكينة ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك
20 سواء قال الحاكم هذا حديث يتوهمه من ليس الحديث من صناعته أنه موقوف على جابر وهو موقوف ومرسل قبل التوقيف فان سليمان بن موسى الأشدق لم يسمع من جابر ولم يره بينهما عطاء بن أبي رباح في أحاديث كثيرة وربما اشتبه أيضا على غير المتبحر في الصنعة فيقول لم يلحق بن وهب محمد بن عمرو بن علقمة ولا روى محمد بن عمرو بن علقمة عن بن جريج ومحمد بن عمرو هذا هو اليافعي شيخ من أهل مصر وليس بابن علقمة المدني ومما يلزم طالب الحديث معرفته نوع آخر من الموقوفات وهي مسندة في الأصل يقصر به بعض الرواة فلا يسنده مصال ذلك ما حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي ثنا أمية بن بسطام ثنا يزيد بن زريع ثنا روح بن القاسم ثنا منصور عن ربعي بن حراش عن أبي مسعود قال إنما حفظ الناس من آخر النبوة إذا لم تستحي فاصنع ما شئت قال الحاكم هذا حديث أسنده الثوري وشعبة وغيرهما عن منصور وقد قصر به روح بن القاسم فوقفه ومثال هذا في الحديث كثير ولا يعلم سندها إلا الفرسان من نقاد الحديث ولا تعد في الموقوفات رضي الله تعالى عنهما ذكر النوع السادس من معرفة علوم الحديث النوع السادس من هذا العلم معرفة الأسانيد التي لا يذكر سندها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الله تعالى مثال ذلك ما حدثناه أبو نصر محمد بن محمد بن حامد الترمذي
21 ثنا محمد بن حبال الصنعاني حدثنا عمرو بن عبد الغفار الصنعاني ثنا بشر بن السري حدثنا زائدة عن عمار بن أبي معاوية عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال كنا نتمضمض من اللبن ولا نتوضأ منه أخبرنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارا ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ ثنا محمد بن عمرو بن جبلة حدثنا حرمي بن عمارة حدثني هارون بن موسى قال سمعت الحسن يحدث عن أنس بن مالك قال كان يقال في أيام العشر بك يوم ألف يوم ويوم عرفة عشرة آلاف يوم قال يعنى في الفضل أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني بالكوفة ثنا أحمد بن حازم بن أبو غرزة ثنا علي بن قادم أخبرنا علي بن صالح عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم عن عبد الله قال من أتى ساحرا أو عرافا فقد كفر بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم قال الحاكم هذا باب كبير يطول ذكره بالأسانيد فمن ذلك ما ذكرنا ومنه قول الصحابي المعروف بالصحبة أمرنا أن نفعل كذا ونهينا عن كذا وكذا وكنا نؤمر بكذا وكنا ننهى عن كذا وكنا نفعل كذا وكنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم فينا وكنا لا نرى بأسا بكذا وكان يقال كذا وكذا وقول الصحابي من السنة كذا وأشباه ما ذكرناه إذا قاله الصحابي المعروف بالصحبة فهو حديث مسند وكل ذلك مخرج في المسانيد ذكر النوع السابع من معرفة أنواع الحديث النوع السابع من هذا العلم معرفة الصحابة على مراتبهم فأولهم قوم أسلموا بمكة مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم رضي الله عنهم ولا أعلم خلافا بين أصحاب التواريخ أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أولهم
22 إسلاما وإنما اختلفوا في بلوغه والصحيح عند الجماعة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أول من أسلم من الرجال البالغين بحديث عمرو بن عبسة أنه قال يا رسول الله من تبعك على هذا الامر قال حر وعبد وإذا معه أبو بكر وبلال رضي الله عنهما والطبقة الثانية من الصحابة أصحاب دار الندوة وذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أسل وأظهر إسلامه حمل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دار الندوة فبايعه جماعة من أهل مكة والطبقة الثالثة من الصحابة المهاجرة إلى الحبشة والطبقة الرابعة من الصحابة الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم عند العقبة يقال فلان عقبي وفلان عقبي والطبقة الخامسة من الصحابة أصحاب العقبة الثانية وأكثرهم من الأنصار والطبقة السادسة أول المهاجرين الذين وصلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء قبل أن يدخلوا المدينة ويبني المسجد والطبقة السابعة أهل بدر الذين قال رسول الله صلى الله عليهم وسلم فيهم لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم والطبقة الثامنة المهاجرة الذين هاجروا بين بدر والحديبية والطبقة التاسعة أهل بيعة الرضوان الذين أنزل الله تعالى فيهم لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة وكانت بيعة الرضوان بالحديبية لما صد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العمرة وصالح كفار قريش على أن يعتمر من
23 العام المقبل والحديبية بئر وكانت الشجرة بالقرب من البئر ثم إن الشجرة فقدت بعد ذلك فلم توجد وقالوا إن السيول ذهبت بها فقال سعيد بن المسيب سمعت أبي وكان من أصحاب الشجرة يقول فد طلبناها غير مرة فلم نجدها فأما ما يذكره عوام الحجيج أنها شجرة بين منى ومكة فإنه خطأ فاحش والطبقة العاشرة من الصحابة المهاجرة بين الحديبية والفتح منهم خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وأبو هريرة وغيرهم وفيهم كثرة فان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما غنم خيبر قصدوه من كل ناحية مهاجرين فكان يعطيهم والطبقة الحادي عشرة فهم الذين أسلموا يوم الفتح وهم جماعة من قريش منهم من أسلم طائعا ومنهم من اتقى السيف ثم تغير والله أعلم بما أضمروا واعتقدوا ثم الطبقة الثانية عشرة صبيان وأطفال رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وفي حجة الوداع وغيرها وعدادهم في الصحابة منهم السائب بن يزيد وعبد الله بن ثعلبة بن أبي صعير فإنهما قدما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا لهما ولجماعة يطول الكتاب بذكرهم ومنهم أبو الطفيل عامر بن واثلة وأبو جحيفة وهب بن عبد الله فإنهما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف وعند زمزم وقد صحت الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا هجرة بعد الفتح وإنما هو جهاد ونية قال الحاكم هذا باب لو استقصيت فيه بأسانيد وروايات لصار كتابا على حدة فإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى عنهم تفرقوا وسكنوا
24 بلادا شاسعة فماتوا في أماكن شتى وهذا الباب يجمع أنواعا من العلوم غير اني دللت على كل نوع منه على ما حضرني في الوقت ومن تبحر في معرفة الصحابة فهو حافظ كامل الحفظ فقد رأيت جماعة من مشايخنا يروون الحديث المرسل عن تابعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوهمونه صحابيا وربما رووا المسند عن صحابي فيتوهمونه تابعيا ذكر النوع الثامن من علوم الحديث النوع الثامن من هذا العلم معرفة المراسيل المختلف في الاحتجاج بها وهذا نوع من علم الحديث صعب قل ما يهتدى إليه إلا المتبحر في هذا العلم فإن مشايخ الحديث لم يختلفوا في أن الحديث المرسل هو الذي يرويه المحدث بأسانيد متصلة إلى التابعي فيقول التابعي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر ما تروى المراسيل من أهل المدينة عن سعيد بن المسيب ومن أهل مكة عن عطاء بن أبي رباح ومن أهل مصر عن سعيد بن أبي هلال ومن أهل الشام عن مكحول الدمشقي ومن أهل البصرة عن الحسن بن أبي الحسن ومن أهل الكوفة عن إبراهيم بن يزيد النخعي وقد يروى الحديث بع الحديث عن غيرهم من التابعين إلا أن الغلبة لرواياتهم وأصحها مراسيل سعيد بن المسيب والدليل عليه أن سعيدا من أولاد الصحابة فإن أباه المسيب بن حزن من أصحاب الشجرة وبيعة الرضوان وقد أدرك سعيد عمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير إلى آخر العشرة وليس في جماعة التابعين من أدركهم وسمع منهم غير سعيد وقيس بن أبي حازم ثم مع هذا فإنه فقيه أهل
25 الحجاز ومفتيهم وأول فقهاء السبعة الذين يعد مالك بن أنس إجماعهم إجماع كافة الناس سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول أصح المراسيل مراسيل سعيد بن المسيب وأيضا فقد تأمل الأئمة المتقدمون مراسيله فوجدوها بأسانيد صحيحة وهذه الشرائط لم توجد في مراسيل غيره فهذه صفة المراسيل عند أهل الحديث حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال وجدت بخط أبي ثنا الحسن بن عيسى مولى بن المبارك قال حدثت بن المبارك بحديث لأبي بكر بن عياش عن عاصم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حسن فقلت لابن المبارك أنه ليس عنه إسناد فقال إن عاصما يحتمل له أن يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فغدوت إلى أبي بكر فإذا بن المبارك قد سبقني إليه وهو إلى جنبه فظننته فد سأله عنه قال الحكام فأما مشايخ أهل الكوفة فكل من أرسل الحديث عن التابعين وأتباع التابعين ومن بعدهم من العلماء فإنه عندهم مرسل محتج به وليس كذلك عندنا فان مرسل أتباع التابعين عندنا معضل وسيأتي ذكره وشرحه بعد هذا إن شاء الله عز وجل سمعت أبا عبد الله محمد بن محمد بن عبيد الله الواعظ يقول سمعت عبد الله بن عدي بن عبد الله يقول سمعت أحمد بن محمد بن الحسن يقول سمعت محمد بن يزيد الواسطي يقول سمعت يزيد بن هارون يقول قلت لحماد بن زيد يا أبا إسماعيل هل ذكر الله أصحاب الحديث في القرآن فقال بلى ألم تسمع إلى قول الله تعالى
26 ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون فهذا فيمن رحل في طلب العلم ثم رجع به إلى من وراءه ليعلمهم إياه قال الحكام ففي هذا النص دليل على أن العلم المحتج به هو المسموع غير المرسل هذا من الكتاب وأما من السنة فحدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني بالكوفة ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة حدثنا ضرار بن صرد ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله الأسدي عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم والحديث المشهور المستفيض بذلك قوله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها حتى يؤديها إلى من لم يسمعها الحديث رضي الله تعالى عنهما ذكر النوع التاسع من معرفة علوم الحديث النوع التاسع من هذا العلم معرفة المنقطع من الحديث وهو غير المرسل وقل ما يوجد في الحفاظ من يميز بينهما والمنقطع على أنواع ثلاثة فمثال نوع منها ما حدثناه أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السما ببغداد ثنا أيوب بن سليمان السعدي ثنا عبد العزيز بن موسى اللاحوني أبو روح ثنا هلال بن حق عن الجريري عن أبي العلاء وهو بن الشخير عن رجلين من بنى حنظلة عن شداد بن أوس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أحدنا أن يقول في صلاته اللهم إني أسألك التثبت في الأمور وعزيمة الرشد وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك وأستغفرك لما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأسألك من خير ما تعلم
27 قال الحاكم هذا الاسناد مثل لنوع من المنقطع لجهالة الرجلين بين أبي العلاء بن الشخير وشداد بن أوس وشواهده في الحديث كثيرة وقد يروى الحديث وفي إسناده رجل غير مسمى وليس بمنقطع ومثال ذلك ما أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب التاجر بمرو ثنا أحمد بن سيار ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان الثوري ثنا داود بن أبي هند ثنا شيخ عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسل يأتي على الناس زمان يخير الرجل بين العجز والفجور فمن أدرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور وهكذا رواه عتاب بن بشير والهياج بن بسطام عن داود بن أبي هند وإذا الرجل الذي لم يقفوا على اسمه أبو عمر الجدلي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثني يحيى بن أبي طالب ثنا علي بن عاصم عن داود بن أبي هند قال نزلت جزيرة قيس فسمعت شيخا أعمى يقال له أبو عمر يقول سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على الناس زمان يخير الرجل بين العجز والفجور فمن أدرك ذلك الزمان فليتخير العجز على الفجور قال الحاكم فهذا النوع من المنقطع الذي لا يقف عليه إلا الحافظ الفهم المتبحر في الصنعة وله شواهد كثيرة جعلت هذا الواحد شاهدا لها والنوع الثالث من المنقطع أن يكون في الاسناد رواية راو لم يسمع من الذي يروى عنه الحديث قبل الوصول إلى التابعي الذي هو موضع الارسال ولا يقال لهذا النوع من الحديث مرسل إنما يقال له منقطع مثاله ما حدثنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا محمد بن سليمان الحضرمي حدثنا محمد بن سهل ثنا عبد الرازق قال ذكر الثوري عن أبي إسحاق عن
28 زيد بن يثيع عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن وليتموها أبا بكر فقوي أمين لا تأخذه في الله لومة لائم وإن وليتموها عليا فهاد مهدى يقيمكم على طريق مستقيم قال الحاكم هذا إسناد لا يتأمله متأمل إلا علم اتصاله وسنده فإن الحضرمي ومحمد بن سهل بن عسكر ثقتان وسماع عبد الرزاق من سفيان الثوري واشتهاره به معروف وكذلك سماع الثوري من أبي إسحاق واشتهاره به معروف وفيه انقطاع في موضعين فإن عبد الرزاق لم يسمعه من الثوري والثوري لم يسمعه من أبي إسحاق أخبرناه أبو عمرو بن السماك ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي حدثنا محمد بن أبي السري ثنا عبد الرزاق أخرني النعمان بن أبي شيبة الجندي عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق فذكره نحوه حدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة ثنا الحسن بن علوية القطان حدثني عبد السلام بن صالح ثنا عبد الله بن نمير ثنا سفيان الثوري ثنا شريك عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن حذيفة قال ذكروا الامارة والخلافة عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث بنحوه وقال وكل من تأمل ما ذكرناه من المنقطع علم وتيقن أن هذا العلم من الدقيق الذي لا يستدركه إلا الموفق والطالب المتعلم ذكر النوع العاشر من علوم الحديث قال الحاكم النوع العاشر من هذه العلوم معرفة المسلسل من الأسانيد فإنه نوعه من السماع الظاهر الذي لا غبار عليه ومثاله ما سمعت أبا الحسين بن علي
29 الحافظ يقول سمعت علي بن سالم الأصبهاني يقول سمعت أبا سعيد يحيى بن حكيم يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول سمعت سفيان الثوري يقول سمعت أبا عون الثقفي يقول سمعت عبد لله بن شداد يقول سمعت أبا هريرة يقول الوضوء مما مست النار قال فذكرت ذلك لمروان أو ذكر له فأرسل أو أرسلني إلى أم سلمة فحدثتني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى الصلاة فانتشل عظما أو أكل كتفا ثم صلى ولم يتوضأ هذا النوع الأول من المسلسل والنوع الثاني منه ما حدثناه أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن المؤمل الضرير حدثني إبراهيم بن راشد الادمي حدثني محمد بن يحيى الواسطي خادم أبي منصور الشنابزي قال قال لي أبو منصور قم فصب علي حتى أريك وضوء منصور فان منصورا قال لي قم فصب على حتى أريك وضوء إبراهيم فإن إبراهيم قال لي قم فصب على حتى أريك وضوء علقمة فإن علقمة قال لي قم فصب على حتى أريك وضوء بن مسعود فإن بن مسعود قال لي قم فصب علي حتى أريك وضوء النبي صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لي قم فصب على حتى أريك وضوء جبرائيل عليه السلام فقلت لأبي جعفر كيف توضأ قال ثلاثا ثلاثا والنوع الثالث من المسلسل ما حدثناه أبو جعفر محمد بن علي الصائغ ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة ثنا أبو نعيم ثنا نصير بن أبي الأشعث قال سمعت أبا الزبير يحدث أنه سمع جابرا يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا نمت فاطف السراج وأغلق الباب وأوك السقاء وخمر الاناء فإن الشيطان لا يفتح غلقا ولا يحل
30 وكاء ولا يكشف إناء وإن الفويسقة تضرم على الناس بيوتهم فإن لم تجد ما تخمره فأعرض عليه عودا واذكر اسم الله عليه قال الحاكم هذا النوع مما تكثر شواهده في الحديث أن يكون علامة السماع بين كل راويين ظاهرا أو ان يكون بلفظ السماع أو حدثنا أو أخبرنا إلى أن يصل مسلسلا إلى النبي صلى الله عليه وسلم والنوع الرابع من المسلسل ما أخبرناه جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ثنا القاسم بن محمد الدلال ومحمد بن عبد الله الحضرمي قال ثنا أبو بلال الأشعري حدثنا حصين بن ذيال الجعفي قال قال رجل للحسن بن صالح أمسح على الخفين قال نعم قال فإن قال لي ربي من أمرك بهذا قال قل الحسن بن حي قال فإن قيل لك أنت قال فأقول أمرني المنصور بن المعتمر قال فإن قيل لمنصور قال يقول أمرني إبراهيم قال فإن قيل لإبراهيم قال يقول أمرني همام بن الحارث قال فإن قيل لهمام قال يقول أمرني جرير قال فإن قيل لجرير قال يقول أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم والنوع الخامس من المسلسل ما حدثني الزبير بن عبد الواحد حدثني أبو الحسن يوسف بن عبد الاحد القمني الشافعي بمصر قال حدثني سليم بن شعيب الكسائي حدثني سعيد الآدم حدثني شهاب بن خراش الحوشبي قال سمعت يزيد الرقاشي يحدث عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجد العبد حلاوة الايمان حتى يؤمن بالقدر خيره وشره وحلوه ومره قال وقبض رسول
31 الله صلى الله عليه وسلم على لحيته فقال آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره قال وقبض أنس على لحيته فقال آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره قال وأخذ يزيد بلحيته فقال آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره قال وأخذ شهاب بلحيته فقال آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه مره قال وأخذ سعيد بلحيته فقال آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه مره قال وأخذ سليمان بلحيته فقال آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره قال وأخذ يوسف بلحيته فقال آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره قال وأخذ شيخنا الزبير بلحيته فقال آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره قال لنا الشيخ أبو بكر الشيرازي قال لنا الحاكم أبو عبد الله وأنا أقول عن نية صادقة وعقيدة صحيحة آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره وأخذ بلحيته وأخذ الشيخ أبو بكر بلحيته فقال آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره والنوع السادس من المسلسل ما عدهن في يدي أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة وقال لي عدهن في يدي علي بن أحمد بن الحسين العجلي وقال لي عدهن في يدي حرب بن الحسن الطحان وقال لي عدهن في يدي يحيى بن المساور الحناط وقال لي عدهن في يدي عمرو بن خالد وقال لي عدهن في يدي زيد بن علي بن الحسين وقال لي عدهن في يدي علي بن الحسين وقال عدهن في يدي أبي الحسين بن علي وقال لي عدهن في يدي علي بن أبي طالب وقال لي عدهن في يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عدهن في يدي جبريل وقال جبريل هكذا نزلت بهن من عند رب العزة اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد الله بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك
32 حميد مجيد اللهم ترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم تحنن على محمد وآل محمد كما تحننت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم وسلم على محمد وعلى آل محمد كما سلمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وقبض حرب خمس أصابعه وقبض علي بن أحمد العجلي خمس أصابعه وقبض شيخنا أبو بكر خمس أصابعه وعدهن في أيدينا وقبض الحاكم أبو عبد الله خمس أصابعه وعدهن في أيدينا وقبض أحمد بن خلف خمس أصابعه وعدهن في أيدينا والنوع السابع من المسلسل أني شهدت على أبي بكر محمد بن داود الصوفي أنه قال شهدت على علي بن الحسن بن سالم أنه قال شهدت على يحيى بن حكيم أنه قال شهدت على أبي قتيبة أنه قال شهدت على زهير بن أبي خيثمة أنه قال شهدت على عبد الملك بن أبي بشير أنه قال شهدت على عكرمة أنه قال شهدت علي بن عباس أنه قال شهدت على أبي بكر الصديق أنه قال كل السمكة الطافية والنوع الثامن من المسلسل شبك بيدي أحمد بن الحسين المقرئ وقال شبك بيدي أبو عمر عبد العزيز بن عمر بن الحسن بن بكر بن الشرود الصنعاني وقال شبك بيدي أبي وقال شبك بيدي أبي وقال شبك بيدي إبراهيم بن يحيى وقال إبراهيم شبك بيدي صفوان بن سليم وقال صفوان شبك بيدي أيوب بن خالد الأنصاري وقال أيوب شبك بيدي عبد الله بن رافع وقال عبد الله شبك بيدي أبو هريرة وقال أبو هريرة شبك بيدي أبو القاسم صلى الله عليه
33 وسلم وقال خلق الله الأرض يوم السبت والجبال يوم الأحد والشجر يوم الاثنين والمكروه يوم الثلاثاء والنور يوم الأربعاء والدواب يوم الخميس وآدم يوم الجمعة فهذه أنواع المسلسل من الأسانيد المتصلة التي لا يشوبها تدليس وآثار السماع بين الراويين ظاهرة غير أن رسم الجرح والتعديل عليها محكم وإني لا أحكم لبعض هذه الأسانيد بالصحة وإنما ذكرتها لأستدل بشواهدها عليها إن شاء الله رضي الله تعالى عنه ذكر النوع الحادي عشر من علوم الحديث هذا النوع من هذا العلوم هو معرفة الأحاديث المعنعنة وليس فيها تدليس وهي متصلة بإجماع أئمة أهل النقل على تورع رواتها عن أنواع التدليس مثال ذلك ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر الخولاني حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد الأنصاري عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله عز وجل قال الحاكم هذا حديث رواته بصريون ثم مدنيون ومكيون وليس من مذاهبهم التدليس فسواء عندنا ذكروا سماعهم أو لم يذكروه وإنما جعلته مثلا لألوف مثله ومثال ذلك ما أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى ثنا إسرائيل عن عبد الله بن المختار عن بن سيرين
34 عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه أذى قال الحاكم هذا حديث رواته كوفيون وبصريون ممن لا يدلسون وليس ذلك من مذهبهم ورواياتهم سليمة وإن لم يذكروا السماع وأما ضد هذا من الحديث فمثاله ما حدثناه أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء أنا يعلى بن عبيد حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال ذكرنا ليلة القدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كم مضى من الشهر قلنا ثنتان وعشرون وبقي ثمان فقال مضى ثنتان وعشرون وبقى سبع اطلبوها الليلة الشهر تسع وعشرون قال الحاكم لم يسمع هذا الحديث الأعمش من أبي صالح وقد رواه أكثر أصحابه عنه هكذا منقطعا فأخبرني عبد الله بن محمد بن موسى ثنا محمد بن أيوب حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا خلاد الجعفي حدثني أبو مسلم عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش عن الأعمش عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال ذكرنا ليلة القدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كم مضى من الشهر قلنا ثنتان وعشرون وبقى ثمان فقال مضى ثنتان وعشرون وبقى سبع اطلبوها الليلة الشهر تسع وعشرون قال وشواهد هذا ونظائره في الحديث كثيرة وسنأتي بمشية الله على شرحها في ذكر المدلسين إن شاء الله رضي الله تعالى عنهم
35 ذكر النوع الثاني عشر من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم هو المعضل من الروايات فقد ذكر إمام الحديث علي بن عبد الله المديني فمن بعده من أئمتنا أن المعضل من الروايات أن يكون بين المرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من رجل وأنه غير المرسل فإن المراسيل للتابعين دون غيرهم ومثال هذا النوع من الحديث ما حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا بن وهب أخبرنا مخرمة بن بكير عن أبيه عن عمرو بن شعيب قال قاتل عبد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لك سيدك قال لا فقال لو قتلت لدخلت النار قال سيده فهو حر يا رسول الله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم الآن فقاتل وحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا محمد بن عبد الله أنا بن وهب أخبرني مسلمة بن علي أن النبي صلى الله عله وسلم قال إن العبد ليعمل بعمل أهل الجنة حتى إذا حضرته الوفاة حاف في وصيته فوجبت له النار وإن العبد ليعمل بعمل أهل النار حتى إذا حضرته الوفاة عدل في وصيته فوجبت له الجنة قال الحاكم فقد أعضل الاسناد الأول عمرو بن شعيب والاسناد الثاني مسلمة بن علي ثم لا نعلم أحدا من الرواة وصله ولا أرسله عنهما فالحديثان معضلان
36 وليس كل ما يشبه هذا بمعضل فربما أعضل أتباع التابعين الحديث وأتباعهم في وقت ثم وصلاه أو أرسلاه في وقت مثال ذلك ما أنا أبو بكر بن أبي نصر الدار بردي بمرو ثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي ثنا القعنبي عن مالك إنه قد بلغه أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمملوك طعامه وكسوته بالمعروف ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق هذا معضل أعضله عن مالك هكذا في الموطأ إلا أنه قد وصل عنه خارج الموطأ أخبرنا أبو الطيب محمد بن عبد الله الشعيري حدثنا محمش بن عصام المعدل ثنا حفص بن عبد الله ثنا إبراهيم بن طهمان عن مالك بن أنس عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمملوك طعامه وكسوته بالمعروف ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق وهكذا رواه النعمان بن عبد السلام وغيره عن مالك قال الحاكم فينبغي للعالم بهذه الصنعة أن يميز بين المعضل الذي لا يوصل وبين ما أعضله الراوي في وقت ثم وصله في وقت والنوع الثاني من المعضل أن يعضله الراوي من أتباع التابعين فلا يرويه عن أحد ويوقفه فلا يذكره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم معضلا ثم يوجد ذلك الكلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم متصلا
37 مثاله ما حدثناه إسماعيل بن أحمد الجرجاني أنا محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ثنا عثمان بن محمد بن موسى الدعلجي ثنا خليد بن دعلج قال سمعت الحسن يقول أخذ المؤمن عن الله أدبا حسنا إذا وسع عليه وسع وإذا قتر عليه قتر حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ثنا جعفر بن محمد بن كزال ثنا إبراهيم بن بشير المكي ثنا معاوية بن عبد الكريم الضال قال سمعت أبا حمزة يقول سمعت بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المؤمن أخذ عن الله أدبا حسنا إذا وسع عليه وسع على نفسه وإذا أمسك عليه أمسك وشبيه ذلك ما حدثناه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي ثنا أبو كريب ثنا يحيى بن أدم حدثنا أبو بكر بن عايش عن الأعمش عن الشعبي قال يقال للرجل يوم القيامة عملت كذا وكذا فيقول ما عملته فيختم على فيه فينطق جوارحه أو قال ينطق لسانه فيقول لجوارحه أبعدكن الله ما خاصمت إلا فيكن قال قد أعضله الأعمش وهو عن الشعبي متصل مسند مخرج في الصحيح لمسلم حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا إبراهيم بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي النضر ثنا أبو النضر ثنا عبيد الله الأشجعي عن سفيان الثوري عن عبيد المكتب عن فضيل بن عمرو عن الشعبي عن أنس بن مالك قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال هل تدرون مم ضحكت قلنا الله
38 ورسوله أعلم قال من مخاطبة العبد ربه يوم القيامة فيقول يا رب ألم تجرني من الظلم فيقول بلى قال فإني لا أجيز اليوم على نفسي شاهدا إلا مني فيقول كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين عليك شهودا فيختم على فيه ثم يقال لأركانه انطقي فتنطق بأعماله ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل وأشباه هذا كثيرة وفيما ذكرنا لمن تدبره غنية إن شاء الله ذكر النوع الثالث عشر من علوم الحديث هذا النوع هو معرفة المدرج في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلام الصحابة وتلخيص كلام غيره من كلامه صلى الله عليه وسلم ومثال ذلك ما حدثناه أبو بكر بن إسحاق الفقيه انا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا زهير بن معاوية عن الحسن بن الحر عن القاسم بن مخيمرة قال أخذ علقمة بيدي وحدثني أن عبد الله أخذ بيده وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد عبد الله فعلمه التشهد في الصلاة وقال قل التحيات لله والصلوات فذكر التشهد قال فإذا قلت هذا فقد قضيت صلاتك إن شئت أن تقوم فقم وإن شئت أن تقعد فاقعد قال الحاكم هكذا رواه جماعة عن زهير وغيره عن الحسن بن الحر وقوله إذا قلت هذا مدرج في الحديث من كلام عبد الله بن مسعود فإن سنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقضي بانقضاء التشهد والدليل عليه ما حدثناه علي بن
39 حمشاذ العدل ثنا عبد الله بن محمد بن غزير ثنا غسان بن الربيع ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن الحسين بن الحر عن القاسم بن مخيمرة قال أخذ علقمة بيدي وأخذ عبد الله بيد علقمة وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد عبد الله فعلمه التشهد في الصلاة وقال قل التحيات لله فذكر الحديث إلى آخر التشهد فقال قال عبد الله بن مسعود إذا فرغت من هذا فقد قضيت صلاتك فإن شئت فاقعد وإن شئت فقم فقد ظهر لمن رزق الفهم أن الذي ميز كلام عبد الله بن مسعود من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فقد أتى بالزيادة الظاهرة والزيادة من الثقة مقبولة وقد أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي يقول عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ثقة وشبيه ذلك ما حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري حدثنا يحيى بن فضيل ثنا الحسن بن صالح ثنا سعيد ثنا قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أعتق نصيبا له في عبد أو شقيصا فخلاصه عليه في ماله إن كان له مال وإلا قوم العبد قيمة عدل ثم استسعى في قيمته غير مشقوق عليه قال الحاكم حديث العتق ثابت صحيح وذكر الاستسعاء فيه من قول قتادة وقد وهم من أدرجه في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشهد بصحة ذلك ما حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا علي بن الحسن الدارابجردي ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا همام عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة أن رجلا أعتق شقصا له في مملوك فغرمه النبي صلى الله عليه وسلم قال
40 همام وكان قتادة يقول إن لم يكن له مال استسعى العبد فهذا أظهر من الأول أن القول الزائد المبين المميز وقد ميز همام وهو ثبت ذكر النوع الرابع عشر من علوم الحديث النوع الرابع عشر من هذا العلم معرفة التابعين وهذا نوع يشتمل على علوم كثيرة فإنهم على طبقات في الترتيب ومهما غفل الانسان عن هذا العلم لم يفرق بين الصحابة والتابعين ثم لم يفرق أيضا بين التابعين وأتباع التابعين قال الله عز وجل والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم وقد ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثناه أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ببغداد وأبو العباس محمد بن يعقوب الأوموي بنيسابور وأبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو قالوا حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي حدثنا أزهر بن سعد ثنا بن عون عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فلا أدري أذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قرنه قرنين أو ثلاثة قال الحاكم هذا حديث مخرج في الصحيح لمسلم بن الحجاج وله علة عجيبة حدثناه محمد بن صالح بن هانئ ثنا محمد بن نعيم ثنا عمرو بن علي ثنا أزهر ثنا بن عون عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
41 خير الناس قرني قال فحدثت به يحيى بن سعيد فقال ليس في حديث بن بن عون عن عبد الله فقلت له بلى فيه قال لا فقلت إن أزهر ثنا عن بن عون عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال رأيت أزهر جاء بكتابه ليس فيه عن عبد الله قال عمرو بن علي فاختلفت إلى أزهر قريبا من شهرين للنظر فيه فنظر في كتابه ثم خرج فقال لم أجده إلا عن عبيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم فخير الناس قرنا بعد الصحابة من شافه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظ عنهم الدين والسنن وهم قد شهدوا الوحي والتنزيل فمن الطبقة الأولى من التابعين وهم قوم لحقوا العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ويعدهم جماعة من الصحابة فمنهم سعيد بن المسيب وقيس بن أبي حازم وأبو عثمان النهدي وقيس بن عباد وأبو ساسان حضين بن المنذر وأبو وائل شقيق بن سلمة وأبو رجاء العطاردي وغيرهم والطبقة الثانية من التابعين الأسود بن يزيد وعلقمة بن قيس ومسروق بن الأجدع وأبو سلمة بن عبد الرحمن وخارجة بن زيد وغيرهم من هذه الطبقة والطبقة الثالثة من التابعين عامر بن شراحيل الشعبي وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وشريح بن الحارث وأقرانهم من هذه الطبقة وهم طبقات خمس عشرة طبقة آخرهم من لقى أنس بن مالك من أهل البصرة ومن لقى عبد الله بن أبي أوفى من أهل الكوفة ومن لقى السائب بن يزيد من أهل المدينة ومن لقى عبد الله بن الحارث بن جزء من أهل مصر ومن لقى أبا أمامة الباهلي من أهل الشام
42 أخبرنا أبو جعفر البغدادي ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا علي بن المديني قال آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة سهل بن سعد الساعدي وآخر من بقي بالبصرة أنس بن مالك وآخر من بقي بالكوفة أبو جحيفة وهب بن عبد الله السوائي من بني سواءة بن عامر وآخر من بعى بالشام عبد الله بن بسر المازني من بنى مازن بن منصور وآخر من بقي بمصر عبد الله بن الحارث بن جزء حدثنا سفيان قال قلت للأحوص بن حكيم أكان أبو أمامة آخر من مات عندكم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال آخر كان بعده يقال له بن بسر وقد رأيته ورأيت أنس بن مالك على حمار بين الصفا والمروة وقال علي وآخر من مات بمكة ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي ويقال له الحماني فأما الفقهاء السبعة من أهل المدينة فسعيد بن المسيب والقاسم بن محمد بن أبي بكر وعروة بن الزبير وخارجة بن زيد بن ثابت وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وسليمان بن يسار فهؤلاء الفقهاء السبعة عند الأكثر من علماء الحجاز وأخبرنا أحمد بن علي المقرئ ثنا أبو العوام محمد بن عبد الله بن عبد الجبار المرادي بمصر حدثنا خالد بن نزار الأيلي ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال أدركت من فقهائنا الذين ينتهى إلى قولهم سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير والقاسم بن محمد وأبا بكر بن عبد الرحمن وخارجة بن زيد وعبيد الله بن عبد الله وسليمان بن يسار هم أهل فقه وصلاح وفضل وفد ذكر سالم بن عبد الله أيضا فيهم بدلا عن أبي بكر بن عبد الرحمن وأبي سلمة بن عبد الرحمن
43 أخبرني أبو أحمد علي بن محمد بن عبد الله المروزي ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال سمعت علي بن المديني يقول سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول فقهاء أهل المدينة اثنا عشر سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله بن عمر وحمزة بن عبد الله بن عمر وزيد بن عبد الله بن عمر وعبيد الله بن عبد الله بن عمر وبلال بن عبد الله بن عمر وأبان بن عثمان بن عفان وقبيصة بن ذؤيب وخارجة بن زيد بن ثابت وإسماعيل بن زيد بن ثابت فأما المخضرمون من التابعين هم الذين أدركوا الجاهلية وحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وليست لهم صحبة فهم أبو رجاء العطاردي وأبو وائل الأسدي وسويد بن غفلة وأبو عثمان النهدي وغيرهم من التابعين قرأت بخط مسلم بن الحجاج رحمه الله ذكر من أدرك الجاهلية ولم يلق النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه صحب الصحابة بعد النبي صلى الله علي وسلم منهم أبو عمرو الشيباني سعد بن إياس ومنهم سويد بن غفلة الكندي يكنى أبا أمية ومنهم شريح بن هانئ الحارثي ومنهم يسير بن عمرو ويقال أسير بن عمرو وأهل البصرة يقولون بن جابر ومنهم عمرو بن ميمون الأودي ويكنى أبا عبد الله ومنهم الأسود بن يزيد النخعي ويكنى أبا عمرو ومنهم الأسود بن هلال المحاربي من ساكني الكوفة ومنهم المعرور بن سويد ومنهم عبد خير بن يزيد الخيواني أبو عمارة ومنهم شبيل بن عوف الأحمسي ومنهم مسعود بن حراش أخو ربعي بن حراش ومنهم مالك بن عمير ومنهم أبو عثمان النهدي واسمه عبد الرحمن بن مل ومنهم أبو رجاء العطاردي واسمه عمران بن تميم ومنهم غنيم بن قيس ويكنى أبا العنبر ومنهم أبو رافع الصائغ ومنهم أبو الحلال العتكي واسمه ربيعه بن زرارة ومنهم خالد بن عمير العدوي
44 ومنهم ثمامة بن حزن القشيري ومنهم جبير بن نفير الحضرمي قال الحاكم فبلغ عدد من ذكر هم مسلم رحمه الله من المخضرمين عشرين رجلا فحدثني بعض مشائخنا من الأدباء أن المخضرم اشتقاقه من أن أهل الجاهلية كانوا يخضرمون آذان الإبل أي يقطعونها لتكون علامة لاسلامهم إن أغير عليها أو حوربوا ومن التابعين بعد المخضرمين طبقة ولدوا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسمعوا منه منهم يوسف بن عبد الله بن سلام ومحمد بن أبي بكر الصديق وبشير بن أبي مسعود الأنصاري وأمامة بن سهل بن حنيف وعبد الله بن عامر بن كريز وسعيد بن سعد بن عبادة والوليد بن عبادة بن الصامت وعبد الله بن عامر بن ربيعة وعبد الله بن ثعلبة بن صعير وأبو عبد الله الصنابحي وعمرو بن سلمة الجرمي وعبيد بن عمير وسليمان بن ربيعة وعلقمة بن قيس وطبقة تعد في التابعين ولم يصح سماع أحد منهم من الصحابة منهم إبراهيم بن سويد النخعي وإنما روايته الصحيحة عن علقمة والأسود ولم يدرك أحدا من الصحابة وليس هذا بإبراهيم بن يزيد النخعي الفقيه وبكير بن أبي السميط لم يصح له عن أنس رواية إنما أسقط قتادة من الوسط وبكير بن عبد الله بن الأشج لم يثبت سماعه من عبد الله بن الحارث بن جزء وإنما رواياته عن التابعين وثابت بن عجلان الأنصاري لم يصح سماعه من بن عباس إنما يروى عن عطاء وسعيد بن جبير عن بن عباس وسعيد بن عبد الرحمن الرقاشي وأخوه واصل أبو حرة لم يثبت سماع واحد منهما من أنس وطبقة عدادهم عند الناس في أتباع التابعين وقد لقوا الصحابة منهم أبو الزناد عبد الله بن ذكوان وقد لقى عبد الله بن عمر وأنس بن مالك وأبا أمامة بن سهل
45 وهشام بن عروة وقد أدخل على عبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله وموسى بن عقبة وقد أدرك أنس بن مالك وأم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص ذكر النوع الخامس عشر من علوم الحديث وهو معرفة أتباع التابعين فإن غلط من لا يعرفهم يعظم أن يعدهم الطبقة الرابعة أولا يميز فيجعل بعضهم من التابعين كما قدمنا ذكره وقد ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أبو الحسن علي بن محم بن سختويه العدل أنا هشام بن علي السدوسي أن موسى بن إسماعيل حدثهم حدثنا أبان بن يزيد عن أبي جمرة عن زهدم الجرمي عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير الناس القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم ينشأ قوم يشهدون ولا يستشهدون ويحلفون ولا يستحلفون ويخونون ولا يؤتمنون يفشو فيهم السمن قال الحاكم فهذه صفة أتباع التابعين إذ جعلهم النبي صلى الله عليه وسلم خير الناس بعد الصحابة والتابعين المنتخبين وهم الطبقة الثالثة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وفيهم جماعة من أئمة المسلمين وفقهاء الأمصار مثل مالك بن أنس الأصبحي و عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي وسفيان بن سعيد الثوري وشعبة بن الحجاج العتكي وابن جريج ثم يعد أيضا فيهم جماعة من تلامذة هؤلاء الأئمة الذين ذكرناهم مثل يحيى بن سعيد القطان وقد أدرك أصحاب أنس وعبد الله بن المبارك وقد أدرك جماعة من
46 التابعين ومحمد بن الحسن الشيباني ممن روى الموطأ عن مالك وقد أدرك جماعة من التابعين وإبراهيم بن طهمان الزاهد وقد أدرك جماعة من التابعين وفي هذه الطبقة جماعة يشتبه على المتعلم أساميهم فيتوهمهم من التابعين لنسب يجمعهم أو غير ذلك بما يشتبه على غير المتبحرين في هذا العلم مثل إبراهيم بن محمد أبن سعد بن أبي وقاص ولم يسمع من أحد من الصحابة وربما نسب إلى جده فيتوهمه الراوي بحديثه إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص وهو تابعي كبير عنده عن أبيه وغيره من الصحابة ومنهم حفص بن عمر بن سعد القرظ وسعد صحابي وحفص لم يسمع من جده ولا غيره من الصحابة وربما نسب إلى جده فيتوهمه الواهم بأنه تابعي ومنهم الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم وهو الذي يعرف بحسين الأصغر الذي يروى عنه عبد الله بن المبارك وغيره وربما قال الراوي عن حسين بن علي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيشتبه على من لا يتحقق أنه مرسل ويتوهمه من التابعين وليس كذلك فإن ولد علي بن الحسين زين العابدين ستة منهم حدثوا محمد وعبد الله وزيد وعمر وحسين وفاطمة وليس فيهم تابعي غير محمد وهو أبو جعفر باقر العلوم ومنهم سعيد بن أبي خيرة البصري كثير الرواية عن الحسن وقد أرسل عن سعيد عن أبي هريرة وأنس وإنما يكون بينهما الحسن والراوي عن سعيد داود بن أبي هند وهو تابعي سمع من أنس بن مالك فربما خفي عن طالب الحديث فيقول هذا شيخ داود وعند داود عن أنس فلا ينكر أن يكون هذا تابعيا وليس كذلك فإنه من الاتباع ومنهم سليمان الأحول وهو سليمان بن أبي مسلم المكي وربما روى عنه عن بن عباس فيتأمل الراوي حاله فيقول
47 هذا كبير وهو خال عبد الله بن أبي نجيح لا ينكر أن يلقى الصحابة وليس كذلك فإنه من الاتباع ورواياته عن طاوس عن بن عباس ومنهم سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي وعداده في المصريين صاحب حديث الأضحية كبير السن والمحل روى عنه عمرو بن الحارث وشعبة والليث وقد قيل عنه عن البراء بن عازب فإذا تأمل الراوي محله وسنه وجلالة الرواة عنه لا يستبعد كونه من التابعين وليس كذلك فإن بينه وبين البراء عبيد بن فيروز ومنهم سليمان بن يسار الذي يروى عنه سليمان بن بلال وابن أبي ذئب وهذا شيخ من أهل المدينة يقال له صاحب المقصورة فربما خفي على من ليس هذا العلم من صنعته ويروى رواية أتباع التابعين عنه فيتوهمه سليمان بن يسار مولى ميمونة سابع الفقهاء السبعة وكان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال الحاكم فقد ذكرنا هذه الأسامي ليستدل بها على جماعة من أتباع التابعين لم نذكرهم ويعلم بذلك أن معرفة الاتباع نوع كبير من هذا العلم ذكر النوع السادس عشر من علم الحديث هذ النوع منه معرفة الأكابر من الأصاغر وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الكبر الكبر وقال البركة مع أكابرهم وشرح هذه المعرفة أن طالب هذا العلم إذا كتب حديثا لليث بن سعد عن عبد الله بن صالح لا يتوهم أن الراوي دون المروي عنه وكذلك إذا روى حديثا ليحيى بن سعيد الأنصاري عن مالك بن أنس والأعمش عن شعبة أبو ابن جريج عن إسماعيل بن علية أو الزهري عن بهز بن حكيم أو الليث بن سعد عن أبي يوسف القاضي وما أشبه هذا
48 فإني ذكر ما حضرني في الوقت ومثاله في الروايات كثيرة فمن فهم الطالب أن لا يقيس مثل هذه الرواية على الاقران أو الاستواء في الاسناد والسن فإن هذا النوع غير معرفة الاقران الذي نذكره بمشية الله بعد هذا والمثال الثاني لهذا النوع من العلم أن يروى العالم الحافظ المتقدم عن المحدث الذي لا يعلم غير الرواية عن كتابه فينبغي أن يعلم الطالب فضل التابع على المتبوع مثال هذا رواية الثوري وشعبة عن الأعمش وأشباهه من المحدثين ورواية مالك بن أنس وابن أبي ذئب عن عبد الله بن دينار وأشباهه ورواية أحمد وإسحاق عن عبيد الله بن موسى وأشباهه وليس في هؤلاء مجروح بل كلهم من أهل الصدق إلا أن الرواة عنهم أئمة حفاظ فقهاء وهم محدثون فقط قال الحاكم وقد رأيت أنا في زماننا من هذا النوع ما يطول ذكره كان شيخنا وإمامنا أبو بكر بن إسحاق يروى عن أبي الحسن أحمد بن محمد الطائفي وربما توهم المبتدئ أنه أستاذه وكان فقيه عصرنا أبو الوليد يحدث عن أبي الطيب الذهلي وكان أبو علي الحافظ يحدث عن بن بطة فلا ينبغي أن يخفى على طالب هذا العلم فقد صحت الرواية عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم ذكر النوع السابع عشر من علوم الحديث هذا النوع من هذا العلم معرفة أولاد الصحابة فإن من جهل هذا النوع اشتبه عليه كثير من الروايات أول ما يلزم الحديثي معرفته من ذلك أولاد سيد البشر محمد المصطفى صلى الله عليه عنه منهم
49 حدثنا علي بن عبد الرحمن بن عيسى الدهقان بالكوفة قال حدثنا الحسين بن الحكم الحبري قال ثنا الحسن بن الحسين العرني قال ثنا حبان بن علي العنزي عن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس وفي قوله عز وجل قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم إلى قوله الكاذبين نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى نفسه ونساءنا ونساءكم في فاطمة وأبناءنا وأبناءكم في حسن وحسين والدعاء على الكاذبين نزلت في العاقب والسيد وعبد المسيح وأصحابهم قال الحاكم وقد تواترت الاخبار في التفاسير عن عبد الله بن عباس وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ يوم المباهلة بيد علي وحسن وحسين وجعلوا فاطمة وراءهم ثم قال هؤلاء أبناءنا وأنفسنا ونساؤنا فهلموا أنفسكم وأبناءكم ونساءكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين حدثنا أبو الحسين بن مأتي من أصل كتابه ثنا الحسين بن الحكم قال حدثنا حسن بن حسين قال ثنا عيسى بن عبد الله بن عمر بن علي عن أبيه عن جده عن علي قال ما سماني الحسن والحسين يا أبت حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم كانا يقولان لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبت يا أبت وكان الحسن يقول لي يا أبا حسن وكان الحسين يقول لي يا أبا حسين قال الحاكم فقد صحت الرواية من ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فاطمة والحسن والحسين والحسن بن الحسن بن علي وعبد الله وحسن وعلي وزيد بني الحسن بن الحسين بن علي وعمرو بن الحسن بن علي ومحمد بن عمرو بن حسن
50 بن علي والحسن بن زيد بن حسن بن علي وموسى بن عبد الله بن حسن بن حسن ومحمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي وعن علي بن الحسين بن علي وفاطمة بنت الحسين بن علي ومحمد وعبد الله وزيد وعمر وحسين بنى علي بن الحسين وعن جعفر بن محمد بن علي والحسين بن زيد بن علي فهؤلاء قد صحت عنهم الروايات وقد روى الحديث عن زهاء مائتي رجل وامرأة من أهل البيت وممن صحت الرواية عنه من ولد أبي بكر الصديق رضي الله عنه عائشة وأسماء وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر وهو أبو عتيق وعبد الله بن أبي عتيق والقاسم بن محمد بن أبي بكر وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد ومن أولاد البنات جعفر بن محمد الصادق وكان يقول أبو بكر جدي أفيسب الرجل جده لا قدمني الله إن لم أقدمه وأما العمريون فقد كثرت الثقات الاثبات منهم بلغ عديد من أخرج حديثه في الصحيح منهم نيفا وأربعين رجلا قال الحاكم فقد جعلت هؤلاء العلماء من ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما مثالا لأولاد سائر الصحابة تحريا للتخفيف وولد سعد بن أبي وقاص إلى سنة خمسين ومائتين فيهم فقهاء وأئمة وثقات وحفاظ وكذلك أعقاب عبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود والعباس بن عبد المطلب رضي الله عنهم أجمعين ثم بعد هذا معرفة أولاد التابعين وأتباع التابعين وغيرهم من أئمة المسلمين علم كبير ونوع بذاته من أنواع علم الحديث وقد اقتصرت من الصدر الأول على من سميتهم ومن الاتباع على أولاد الأئمة المذكورين بالعلم من أتباع التابعين فمن بعدهم
51 فولد مالك بن أنس يحيى بن مالك ولا نعلم له ولدا غيره وأما الثوري فإنه لم يعقب وولد شعبة بن الحجاج سعيد بن شعبة وولد عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي محمد بن الأوزاعي وليس له غيره وولد أبي حنيفة حماد بن أبي حنيفة وليس له غيره ولحماد أعقاب وولد الشافعي عثمان ومحمد وهو أبو الحسن قد كان ورد على أحمد بن حنبل بغداد وولد أحمد بن حنبل صالح وعبد الله وليس لهما ثلاث وولد عبد الرحمن بن مهدي إبراهيم موسى وليس له غيرهما وولد يحيى بن سعيد محمد وهو أبو بكر الذي سلمه إلى أبي قدامة السرخسي فحج به وعبد الله بن المبارك لم يعقب وولد علي بن المديني محمد وعبد الله رويا عن أبيهما ويحيى بن معين لم يعقب ذكرا وله أعقاب من بناته رأيت كهلا منهم ببغداد وأما البخاري ومسلم فإنهما لم يعقبا ذكرا ذكر النوع الثامن عشر من علوم الحديث هذا النوع من علم الحديث معرفة الجرح والتعديل وهما في الأصل نوعان كل نوع منهما علم برأسه وهو ثمرة هذا العلم والمرقاة الكبيرة منه وقد تكلمت عليه في كتاب المدخل إلى معرفة الصحيح بكلام شاف رضيه كل من رآه من أهل الصنعة ثم ذكرت في كتاب المزكيين لرواة الاخبار على عشر طبقات في كل عصر منهم أربعة وهم أربعون رجلا فالطبقة الأولى منهم أبو بكر وعمر وعلي وزيد بن ثابت فإنهم قد جرحوا وعدلوا وبحثوا عن صحة الروايات وسقيمها والطبقة العاشرة منهم أبو إسحاق إبراهيم بن حمزة الأصبهاني وأبو علي النيسابوري وأبو بكر محمد بن عمر بن سالم البغدادي وأبو القاسم حمزة بن علي الكناني المصري
52 وقد ذكر في كتاب المدخل إلى معرفة كتاب الإكليل أنواع العدالة على خمسة أقسام والجرح على عشرة أقسام وتكلمت في هذه الكتب على الجرح والتعديل مما يغنى عن إعادته واستشهدت بأقاويل الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين وأصل عدالة المحدث أن يكون مسلما لا يدعو إلى بدعة ولا يعلن من أنواع المعاصي ما تسقط به عدالته فإن كان مع ذلك حافظا لحديثه فهي أرفع درجات المحدثين وإن كان صاحب كتاب فلا ينبغي أن يحدث إلا من أصوله وأقل ما يلزمه أن يحسن قراءة كتابه على ما ذكرته في أول هذا الكتاب من علامات الصدق على الأصول وإن كان المحدث غريبا لا يقدر على إخراج أصوله فلا يكتب عنه إلا ما يحفظه إذا لم يخالف الثقات في حديثه فإن حدث من حفظه بالمناكير التي لا يتابع عليها لم يؤخذ عنه وقد كان أبو عروبة رحمه الله يقول الأصل سلاح وسمعت أبا الوليد الفقيه يقول سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول وسئل عن عبد الله بن شيرويه فقال لقد خلط واشتغل بما لا يليق بالعلم وأهله إلا أنه حفظ الأصول لوقت الحاجة إليها قال الحاكم وقد اختلف أئمة الحديث في أصح الأسانيد فحدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال ثنا محمد بن سليمان قال سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول أصح الأسانيد كلها مالك عن نافع عن بن عمر وأصح أسانيد أبي هريرة أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة وسمعت أبا بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة يحكي عن بعض شيوخه عن أبي بكر بن أبي شيبة قال أصح الأسانيد كلها الزهري عن علي
53 بن الحسين عن أبيه وأخبرني خلف بن محمد البخاري ثنا محمد بن حريث البخاري قال سمعت عمرو بن علي يقول أصح الأسانيد محمد بن سيرين عن عبيدة عن علي أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة الأصبهاني عن بعض شيوخه قال سمعت سليمان بن داود يقول أصح الأسانيد كلها يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة وسمعت أبا الوليد الفقيه غير مرة يقول سمعت محمد بن سليمان بن خالد الميداني يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول أصح الأسانيد كلها الزهري عن سالم عن أبيه حدثني الحسين بن عبد الله الصيرفي قال حدثني محمد بن حماد الدوري بحلب قال أخبرني أحمد بن القاسم بن نصر بن دوست قال حدثنا حجاج بن الشاعر قال اجتمع أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني في جماعة معهم اجتمعوا فذكروا أجود الأسانيد الجياد فقال رجل منهم أجود الأسانيد شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عامر أخي أم سلمة عن أم سلمة وقال علي بن المديني أجود الأسانيد بن عون عن محمد عن عبيدة عن علي وقال أبو عبد الله أحمد بن حنبل أجود الأسانيد الزهري عن سالم عن أبيه وقال يحيى الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله فقال له انسان الأعمش مثل الزهري فقال برئت من الأعمش أن يكون مثل الزهري الزهري يرى العرض والإجازة وكان يعمل لبني أمية وذكر الأعمش فمدحه فقال فقير صبور مجانب السلطان وذكر علمه بالقرآن وورعه قال الحاكم فأقول وبالله التوفيق إن هؤلاء الأئمة الحفاظ قد ذكر كل ما أدى إليه اجتهاده في أصح الأسانيد ولكل صحابي رواة من التابعين ولهم أتباع
54 وأكثرهم ثقات فلا يمكن أن يقطع الحكم في أصح الأسانيد لصحابي واحد فنقول وبالله التوفيق إن أصح أسانيد أهل البيت جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي إذا كان الراوي عن جعفر ثقة وأصح أسانيد الصديق إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر وأصح أسانيد عمر الزهري عن سالم عن أبيه عن جده وأصح أسانيد المكثرين من الصحابة لأبي هريرة الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ولعبد الله بن عمر مالك عن نافع عن بن عمر ولعائشة عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن القاسم بن محمد بن أبي بكر عن عائشة سمعت أبا بكر أحمد بن سلمان الفقيه يقول سمعت جعفر بن أبي عثمان الطيالسي يقول سمعت يحيى بن معين يقول عبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة ترجمة مشبكة بالذهب ومن أصح الأسانيد أيضا محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب بن زهرة القرشي عن عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد القرشي عن عائشة وأصح أسانيد عبد الله بن مسعود سفيان بن سعيد الثوري عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم بن يزيد النخعي عن علقمة بن قيس النخعي عن عبد الله بن مسعود وأصح أسانيد أنس بن مالك بن أنس عن الزهري عن أنس وأصح أسانيد المكيين سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر وأصح أسانيد اليمانيين معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة
55 سمعت أبا أحمد الحافظ يقول سمعت أبا حامد بن الشرقي يقول سألت محمد بن يحيى فقلت أي الاسنادين أصح محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أو معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة فقال إسناد محمد بن عمرو أشهر وإسناد معمر أمتن قال الحاكم فقلت لأبي أحمد الحافظ محمد بن يحيى إمام غير مدافع إمامته ولكني أقول معمر بن راشد أثبت من محمد بن عمرو وأبو سلمة أجل وأشرف وأثبت من همام بن منبه فأعجبه هذا القول وقال فيه ما قال قلنا وأثبت إسناد المصريين الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر الجهني وأثبت إسناد الشاميين عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن حسان بن عطية عن الصحابة وأثبت أسانيد الخراسانيين الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه ولعل قائلا يقول إن هذا الاسناد لم يخرج منه في الصحيحين إلا حديثان فيقال له وجدنا للخراسانيين أصح من هذا الاسناد فكلهم ثقات وخراسانيون وبريدة بن حصيب مدفون بمرو ثم نقول بعون الله بعد هذا إن أو هي أسانيد أهل البيت عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن الحارث الأعور عن علي سمعت علي بن عمر الحافظ يحكي عن بعض شيوخهم قال حضر نضلة مجلس أبي همام السكوني فقال أبو همام حدثنا أبي قال ثنا عمرو عن
56 جابر فقام نضلة فقال أنت وأبوك وعمرو وجابر الله الله إن صبرنا وخرج من المجلس وأوهى أسانيد الصديق صدقة بن موسى الدقيقي عن فرقد السبخي عن مرة الطيب عن أبي بكر الصديق وأوهى أسانيد العمريين محمد بن القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر عن أبيه عن جده فإن محمدا والقاسم و عبد الله لم يحتج بهم وأوهى أسانيد أبي هريرة السري بن إسماعيل عن داود بن يزيد الأودي عن أبيه عن أبي هريرة وأوهى أسانيد عائشة نسخة عند البصريين عن الحارث بن شبل عن أم النعمان الكندية عن عائشة وأوهى أسانيد عبد الله بن مسعود شريك عن أبي فزارة عن أبي زيد عن عبد الله إلا أن أبا فزارة راشد بن كيسان كوفي ثقة وأوهى أسانيد أنس داود بن المحبر بن قحذام عن أبيه عن أبان بن أبي عياش عن أنس وأوهى أسانيد المكيين عبد الله بن ميمون القداح عن شهاب بن خراش عن إبراهيم بن يزيد الخوزي عن عكرمة عن بن عباس وأوهى أسانيد اليمانيين حفص بن عمر العدني عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن بن عباس وأوهى أسانيد المصريين أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد عن أبيه عن جده عن قرة بن عبد الرحمن بن حيويل عن كل من روى عنه فإنها نسخة كبيرة
57 وأوهى أسانيد الشاميين محمد بن قيس المصلوب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة وأوهى أسانيد الخراسانيين عبد الله بن عبد الرحمن بن مليحة عن نهشل بن سعيد عن الضحاك عن بن عباس وابن مليحة ونهشل نيسابوريان وإنما ذكرتهما في الجرح من بين سائر كور خراسان ليعلم أني لم أحاب في أكثر ما ذكرته قال الحاكم فهذه الأحرف التي أوردتها في الجرح والتعديل مما لم أذكر في الكتب الثلاثة التي قدمت ذكرها والكلام في الجرح والتعديل أكثر مما يمكن الاستقصاء فيه لكني قصدت الاقتصار في هذا الكتاب ليستدل بالحديث الواحد على أحاديث كثيرة وقد استقصيت الكلام في إباحة جرح المحدث في المدخل إلى معرفة كتاب الإكليل فاستغنيت به عن إعادته ذكر النوع التاسع عشر من علوم الحديث وهو معرفة الصحيح والسقيم وهذا النوع من هذه العلوم غير الجرح والتعديل الذي قدمنا ذكره فرب إسناد يسلم من المجروحين غير مخرج في الصحيح فمن ذلك ما حدثناه عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان قال حدثنا أبو حاتم الرازي قال ثنا نصر بن علي قال حدثنا أبي عن بن عون عن محمد بن سيرين عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الليل والنهر مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل قال الحاكم هذا حديث ليس في إسناده إلا ثقة ثبت وذكر النهار فيه وهم والكلام عليه يطول
58 ومنه ما حدثنا الإمام أبو بكر بن إسحاق قال أخبرنا محمد بن محمد بن حيان التمار قال ثنا أبو الوليد الطيالسي قال ثنا مالك بن أنس عن بن شهاب عن عروة عن عائشة قالت ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قط إن اشتهاه أكله وإلا تركه هذا إسناد تداوله الأئمة والثقات وهو باطل من حديث مالك وإنما أريد بهذا الاسناد ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده امرأة قط وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك محارم الله فينتقم لله بها ولقد جهدت جهدي أن أقف على الواهم فيه من هو فلم أقف عليه اللهم إلا أن أكبر الظن علي بن حيان البصري عل أنه صدوق مقبول ومنه ما حدثنا محمد بن صالح بن هانئ قال ثنا إبراهيم بن أبي طالب قال ثنا الحسن بن عيسى قال ثنا بن المبارك قال ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن القاسم عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى المطر قال اللهم صيبا هنيئا قال الحاكم وهذا حديث تداوله الثقات هكذا وهو في الأصل معلول واه ففي هذه الأحاديث الثلاثة قياس على ثلاث مائة أو ثلاثة آلاف أو أكثر من ذلك إن الصحيح لا يعرف بروايته فقط وإنما يعرف بالفهم والحفظ وكثرة السماع وليس لهذا النوع من العلم عون أكثر من مذاكرة أهل الفهم والمعرفة ليظهر ما يخفى
59 من علة الحديث فإذا وجد مثل هذه الأحاديث بالأسانيد الصحيحة غير مخرجة في كتابي الامامين البخاري ومسلم لزم صاحب الحديث التنقير عن علته ومذاكرة أهل المعرفة به لتظهر علته حدثني أبو سعيد أحمد بن محمد النسوي قال ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال ثنا محمد بن أبي السري قال ثنا معتمر بن سليمان قال حدثنا كهمس عن عبد الله بن بريدة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال تزاوروا وأكثروا مذاكرة الحديث فإن لم تفعلوا يندرس الحديث قال الحاكم وأنا مبين بعون الله وحسن توفيقه بعد هذا كيفية المذاكرة ورسمها ومن ذكر بها ومن سقط والله المسهل لذلك بمنه حدثنا أو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى المقرئ ببغداد قال ثنا العباس بن محمد الدوري قال ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى قال حدثني أبي عن بن أبي ليلى عن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ثابت بن قيس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمعون ويسمع منكم ويسمع من الذين يسمعون منكم ويسمع من الذين يسمعون من الذين يسمعون منكم ثم يأتي من بعد ذلك قوم سمان يحبون السمن ويشهدون قبل أن يسئلوا قال الحاكم وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أربع طباق من رواة الحديث وهذه الخامسة التي نحن فيها على ما وصفه فقد قال أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه إن العالم إذا لم يعرف الصحيح والسقيم والناسخ والمنسوخ من الحديث لا يسمى عالما
60 حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال أخبرنا بن وهب قال أخبرني مسلمة بن علي عن زيد بن واقد عن حرام بن حكيم قال سمعت أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حدثوا عني كما سمعتم ولا حرج إلا من افترى على كذبا متعمدا بغير علم فليتبوأ مقعده من النار قال الحاكم قد أحال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر العلم على السماع وذكر الراوي بغير سماع ولا علم بما ذكره فليتأمل الشحيح بدينه هذا الوعيد منه صلى الله عليه وسلم حدثني موسى بن سعيد الحنظلي بهمذان قال ثنا يحيى بن عبد الله بن ماهان قال سمعت حماد بن غسان يقول سمعت عبد الله بن وهب يقول سمعت مالك بن أنس يقول لقد حدثت بأحاديث وددت أني ضربت بكل حديث منها سوطين ولم أحدث بها قال الحاكم فمالك بن أنس على تحرجه وقلة حديثه يتقى الحديث هذه التقية فكيف بغيره ممن يحدث بالطم والرم حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا العباس بن محمد الدوري قال حدثنا سعيد بن محمد الجرمي قال ثنا معن بن عيسى قال حدثتني عبيدة بنت نائل عن عائشة بنت سعد عن أبيها أنه قال ما يمنعني من الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن لا أكون أكثر أصحابه عنه حديثا ولكني أكره أن يتقولوا علي قال الحاكم هذه التقية التي ذكرناها عن الصحابة والتابعين وأتباعهم كل ذلك ليميزوا بين الصحيح والسقيم فيسلموا من التحديث وقد ذكرت في كتاب المدخل إلى معرفة الصحيح ما يستغنى عنه المستفيد وإعادته في هذا الموضع يتعذر
61 وصفة الحديث الصحيح أن يرويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابي زائل عنه اسم الجهالة وهو أن يروى عنه تابعيان عدلان ثم يتداوله أهل الحديث بالقبول إلى وقتنا هذا كالشهادة على الشهادة أخبرنا محمد بن أحمد بن تميم الأصم قال ثنا عبيد بن شريك قال ثنا نعيم بن حماد قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول قيل لشعبة من الذي يترك حديثه قال إذا روى عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون فأكثر ترك حديثه فإذا اتهم بالحديث ترك حديثه فإذا أكثر الغلط ترك حديثه وإذا روى حديثا اجتمع عليه أنه غلط ترك حديثه وما كان غير هذا فارو عنه أخبرني عبد الله بن محمد بن موسى قال ثنا إسماعيل بن قتيبة قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال ثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن الربيع بن خثيم قال إن من الحديث حديثا له ضوء كضوء النهار نعرفه به وأن من الحديث حديثا له ظلمة كظلمة الليل نعرفه بها حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا العباس بن محمد الدوري قال ثنا يحيى بن معين قال ثنا جرير عن رقبة أن عبد الله بن مسور المدائني وضع أحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتملها الناس حدثنا أبو بكر الشافعي قال ثنا محمد بن إسماعيل السلمي قال ثنا عبد العزيز الأويسي قال ثنا مالك قال كان ربيعة بن أبي عبد الرحمن يقول لابن شهاب إن حالي ليست تشبه حالك فقال له بن شهاب وكيف ذلك قال ربيعة أنا أقول برأيي من شاء أخذه فاستحسنه وعمل به ومن شاء تركه وأنت في القوم تحدث عن النبي صلى الله عله وسلم فيحفظ
62 ذكر النوع العشرين من علم الحديث النوع العشرون من هذا العلم بعد معرفة ما قدمنا ذكره من صحة الحديث إتقانا ومعرفة لا تقليدا وظنا معرفة فقه الحديث إذ هو ثمرة هذه العلوم وبه قوام الشريعة فأما فقهاء الاسلام أصحاب القياس والرأي والاستنباط والجدل والنظر فمعرون في كل عصر وأهل كل بلد ونحن ذاكرون بمشية الله في هذا الموضع فقه الحديث عن أهله ليستدل بذلك على أن أهل هذه الصنعة من تبحر فيها لا يجهل فقه الحديث إذ هو نوع من أنواع هذا العلم فممن أشرنا إله من أهل الحديث محمد بن مسلم الزهري حدثنا محمد بن صالح بن هانئ قال حدثنا إبراهيم بن أبي طالب قال حدثني نوح بن حبيب قال حدثنا عبد الرحمن بن مهرى قال حدثنا حماد بن زيد عن برد عن مكحول قال ما رأيت أحدا اعلم بسنة ماضية من الزهري أخبرنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ قال أخبرنا محمد بن سعيد الرازي قال ثنا محمد بن عبد الله المديني بعين زرية قال ثنا معن بن عيسى قال حدثنا مالك بن أنس عن بن شهاب قال إن هذا العلم أدب الله الذي أدب به نبيه صلى الله عليه وسلم وأدب النبي صلى الله عليه وسلم أمته به وهو أمانة الله إلى رسوله ليؤديه على ما أدى إله فمن سمع علما فليجعله أمامه حجة فيما بينه وبين نبيه حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال ثنا بن وهب قال أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب قال حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن أباه قال سمعت عثمان بن عفان يقول اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث وذكر الحديث بطوله
63 قال بن شهاب في هذا الحديث بيان أن لا خير في خل من خمر أفسدت حتى يكون الله يفسدها عند ذلك يطيب الخل ولا بأس على امرئ أن يبتاع خلا وحده من أهل الكتاب ما لم يعلم أنها كانت خمرا فتعمدوا إفسادها بالماء فإن كان خمرا عمدوا ليكون خلا فلا خير في أكل ذلك قال بن وهب وسمعت مالكا يقول سمعت بن شهاب سئل عن خمر جعلت في قلة وجعل معها ملح وأخلاط كثيرة ثم جعل في الشمس حتى عاد مريا يصطبغ به قال بن شهاب شهدت قبيصة بن ذؤيب ينهى أن يجعل الخمر مريا إذا اخذ وهو خمر ومنهم يحيى بن سعيد الأنصاري أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد قال قدم أيوب من المدينة فقيل له من أفقه من خلفت بها قال يحيى بن سعيد حدثنا علي بن عيسى قال ثنا إبراهيم بن أبي طالب قال حدثني يحيى بن أكثم قال ثنا عبد الله بن صالح عن الليث عن عبيد الله بن عمر قال كان يحيى بن سعيد يحدث كأنما ينسج علينا اللؤلؤ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال أنا بن وهب قال أخبرني الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده ما لي مما أفاء الله عليكم شئ ولا مثل هذه أو هذا إلا الخمس والخمس مردود عليكم قال فسئل يعنى يحيى عن النفل في أول مغنم فقال ذلك على وجه الاجتهاد من الامام وليس في ذلك
64 أمر موقت ولا شئ ثابت بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفل في بعض مغازيه ولم يبلغنا أنه نفل في مغازيه كلها فذلك عندنا على وجه الاجتهاد من الامام في أول مغنم وفيما بعده ومنهم عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن الوليد بن مزيد يقول سمعت عقبة بن علقمة يقول سمعت موسى بن بشار وكان قد صحب مكحولا يقول ما رأيت أحدا قط أحد نظرا ولا أنقى للغل عن الاسلام من الأوزاعي حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا العباس بن الوليد البيروتي قال ثنا أبو عبد الله بن بحر قال سمعت الأوزاعي يقول يجتنب أو يترك من قول أهل العراق خمس ومن قول أهل الحجاز خمس من قول أهل العراق شرب المسكر والاكل عند الفجر في رمضان ولا جمعة إلا في سبعة أمصار وتأخير صلاة العصر حتى يكون ظل كل شئ أربعة أمثاله والفرار يوم الزحف ومن قول أهل الحجاز استماع الملاهي والجمع بين الصلاتين من غير عذر والمتعة بالنساء والدرهم بالدرهمين والدينار بالدينارين يدا بيد واتيان النساء في أدبارهن حدثني محمد بن صالح بن هانئ قال حدثنا محمد بن عمرو بن النضر الحرشي قال ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال ثنا محمد بن مصعب عن الأوزاعي عن مخلد بن الحسين أنه حدث عن أيوب السختياني أنه قال إذا حدثت الرجل بسنه فقال دعنا من هذا وأجبنا عن القرآن فاعلم أنه ضال قال الأوزاعي إن السنة جاءت قاضية على الكتاب ولم يجئ الكتاب قاضيا على السنة ومنهم سفيان بن عيينة الهلالي سمعت أبا بكر محمد بن جعفر المزكي يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول يونس بن عبد الأعلى يقول سمعت الشافعي يقول ما رأيت أفقه من بن عيينة وأسكت عن الفتيا منه
65 سمعت أبا الطيب الكرابيسي يقول سمعت إبراهيم بن محمد بن يزيد المروزي يقول سمعت علي بن خشرم يقول كنا في مجلس سفيان بن عيينة فقال يا أصحاب الحديث تعلموا فقه الحديث لا يقهركم أصحاب الرأي ما قال أبو حنيفة شيئا إلا ونحن نروي فيه حديثا أو حديثين قال فتركوه وقالوا عمرو بن دينار عمن أخبرنا أبو حامد أحد بن محمد بن العباس الخطيب بمرو قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن زاذان المورزي قال أخبرنا أحمد بن عصام قال أنا نصر بن حاجب قال سألت سفيان بن عيينة عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالمواساة أهي لازمة لهذه الأمة فقال كانت لازمة للأنصار فيما بايعهم عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يواسوا المهاجرين ففعلوا ذلك حتى نزلت آية الزكاة المفروضة ثم ذكر التطوع في الصدقة فوسع عليهم في ذلك إلا عند الضرورة حيث لا يجد غيره قيل لسفيان كيف قسم النبي صلى الله عليه وسلم للمهاجرين دون الأنصار وقد قاتلوا عليه جميعا قال إنما فعل ذلك لتقع المواساة عن الأنصار ثم ترجع إلى الأنصار أموالهم إذا استغنى عنهم المهاجرون فسقطت عن الأنصار المواساة إلا عند الضرورة ونظر بذلك لهما جميعا ومنهم عبد الله بن المبارك الحنظلي أخبرنا أبو العباس السياري قال حدثنا عيسى بن محمد بن عيسى قال ثنا العباس بن مصعب قال جمع عبد الله بن مبارك الحديث والفقه والعربية وأيام الناس والشجاعة والتجارة والسخاء والمحبة عند الفرق سمعت أبا عبد الله محمد بن خيران بن الحسن الزاهد بهمذان يقول سمعت علي بن صالح الكرابيسي يقول سمعت نصر بن طلبة يقول سمعت محمد بن أعين يقول
66 سمعت الفضيل بن عياض يقول ورب هذا البيت ما رأت عيناي مثل عبد الله بن المبارك سمعت علي بن حمشاذ العدل يقول سمعت أحمد بن سلمة يقول سمعت محمد بن مسلم بن وارة يقول سمعت حبانا صاحب بن المبارك يقول قلت لعبد الله بن المبارك قول عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم حين نزل براءتها من السماء وبحمد الله لا بحمدك إني لأستعظم هذا القول فقال عبد الله ولت الحمد أهله سمعت أبا العباس أحمد بن هارون الفقيه يقول سمعت يحيى بن ساسويه يقول سمعت أبا عمار يقول سمعت عبد الله بن المبارك وسئل عن قوله صلى الله عليه وسلم كلابس ثوبي زور قال الذي يلبس ما ليس له حدثنا بكر بن محمد الصيرفي بمرو قال ثنا إسحاق بن الهياج البلخي قال ثنا أبو قدامة قال سمعت الحسن بنم الربيع يقول قال عبد الله بن المبارك في حديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم استقيموا لقريش ما استقامت لكم تفسيره حديث أم سلمة لا تقاتلوهم ما صلوا الصلاة ومنهم يحيى بن سعيد القطان سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ يقول سمعت عبد الله بن بشر الطالقاني يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول سمعت يحيى بن سعيد أثبت الناس قال أحمد وما كتبت عن مثل يحيى بن سعيد حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا حنبل بن إسحاق بن حنبل قال حدثنا علي بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد ذكر عن بن جريج عن يعقوب بن عطاء عن عطاء عن بن عباس في الايلاء أنه واحدة بائنة قال فدخلت على
67 أبيه فأنكره فخرجت إليه فقال قد سمعته منه أو حدثني به قال علي فقلت ليحيى فما تقول أنت قال حدثني شعبة قال حدثني بن أبي نجيح علقمة في الايلا قال يوقف قال يحيى وقال عطاء عن بن عباس قال إن مضت الأربعة الأشهر فهي واحدة بائنة قال وسألت يحيى عن العطاس فقال كان شعبة يحدث عن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي أيوب في العطاس قال يحيى والمستحب فيه ما حدثنا بن أبي ليلى قال حدثني أخي عن أبي عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله على كل حال وليقل له يرحمك الله وليقل يهديكم الله ويصلح بالكم قال يحيى فرددته علي بن أبي ليلى غير مرة فقال عن علي بن أبي طالب ومنهم عبد الرحمن بن مهدي حدثني محمد بن صالح بن هانئ قال ثنا محمد بن إسماعيل بن مهران قال حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي قال سمعت علي بن المدين يقول والله لو أخذت وحلفت بين الركن والمقام لحلفت بالله أني لم أر قط أعلم بالحديث من عبد الرحمن بن مهدي حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال سألت عبد الرحمن بن مهدي عن رضاع الكبير فقال سمعت مالكا يحدث عن نافع عن بن عمر قال لا رضاعة إلا لصغير ولا رضاعة لكبير حدثنا أبو العباس قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال سألت عبد الرحمن عن نحل الولد فقال ثنا مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة إن
68 أبا بكر نحلها جداد عشرين وسقا من ماله بالغابة قال أبي كذا قال بالغابة وإنما هو العالية قال وسألت عبد الرحمن عن الآبق إذا سرق فقال حماد بن سلمة أخبرنا عن هشام بن عروة عن يحيى بن سعيد عن عروة بن الزبير قال يقطع الآبق إذا سرق وقال حماد سأل رجل هشام بن عروة عنه فقال لم أسمعه من أبي ولكن حدثني الثقة المأمون على ما تغيب عنه يحيى بن سعيد ومنهم يحيى بن يحيى التميمي سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ يقول سمعت يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول ما رأيت مثل يحيى بن يحيى ولا أحسب أن يحيى بن يحيى رأى مثل نفسه سمعت أبا عبد الله يقول سمعت يحيى بن محمد يقول ما رأيت محدثا أورع من يحيى بن يحيى ولا أحسن لباسا منه أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل القارئ قال حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن يحيى إملاء قال أتيت يحيى بن يحيى يوم جمعة فانطلقت معه إلى المسجد وهو راكب برذون حتى أتينا المسجد الجامع عند الزوال فدخل المسجد ودخلت معه فصلى في الصحن في الشمس وذلك في الصيف ولم يركع قبل الصلاة ولا بعدها فلما أراد أن يسجد بسط كم قميصه فسجد عليه فلما انصرف انصرفت معه حتى دخل إلى بيته ومعنا رجل آخر يسمى محمد بن عثمان فسأله محمد عن الطريق القذر يمر به الانسان وذلك أنا مررنا بطريق قذر فسأله محمد عن مثل ذلك الطريق يجتاز به الانسان فقال يحيى بن يحيى قرأت على مالك عن محمد بن عمارة عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التميمي عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قالت سألت
69 أم سلمة فقلت إني امرأة أطيل ذيلي فأمر بالمكان القذر والمكان الطيب فقالت أم سلمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطهره ما بعده قال أبو زكريا احسبني كتبت هذا الحديث على مفتاح الحانوت لأنه لم يكن معي بياض ومنهم أحمد بن محمد بن حنبل سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت يوسف بن عبد الله الخوارزمي ببيت المقدس يقول سمعت حرملة بن يحيى يقول سمعت الشافعي يقول خرجت من بغداد وما خلفت بها أفقه ولا أزهد ولا أورع ولا أعلم من أحمد بن حنبل حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سألت أبي عن وطئ المستحاضة فقال حدثنا وكيع عن سفيان بن غيلان عن عبد الملك بن ميسرة عن الشعبي عن قمير عن عائشة قالت المستحاضة لا يغشاها زوجها قال أبي ورأيت في كتاب الأشجعي كما رواه وكيع ورواه غندر عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن الشعبي أنه قال المستحاضة لا يغشاها زوجها أخبرنا أبو بكر محمد عبد الله العماني قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثني محمد بن عثمان بن صفوان بن أمية الجمحي قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما خالطت الصدقة ملا إلا أهلكته قال أبي تفسيره أن الرجل يأخذ الصدقة أو الزكاة وهو موسر أو غني وإنما هي للفقير حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا مخلد بن يزيد عن الأوزاعي عن عبد الواحد بن قيس
70 عن أبي هريرة قال تكفير كل لحاء ركعتان قال أبي يعنى الرجل الذي يلاحى الرجل يخاصمه يصلي ركعتين تكفيره يعني كفارته ومنهم علي بن عبد الله بن جعفر المديني سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس العنزي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول سمعت علي بن المديني يقول وهو كفر يعني من قال القرآن مخلوق سمعت الشريف القاضي أبا الحسن محمد بن صالح الهاشمي قاضي القضاة يقول هذه أسامي مصنفات علي بن المديني كتاب الأسامي والكنى ثمانية أجزاء كتاب الضعفاء عشرة أجزاء كتاب المدلسين خمسة أجزاء كتاب أول من نظر في الرجال فحص عنهم جزء كتاب الطبقات عشرة أجزاء كتاب من روى عن رجل لم يره جزء كتاب علل المسند ثلاثون جزءا كتاب العلل لإسماعيل القاضي أربعة عشر جزاء كتاب علل حديث بن عيينة ثلاثة عشر جزءا كتاب من لا يحتج بحديثه ولا يسقط جزءان كتاب الكنى خمسة أجزاء كتاب الوهم والخطأ خمسة أجزاء كتاب قبائل العرب عشرة أجزاء كتاب من نزل من الصحابة سائر البلدان خمسة أجزاء كتاب التاريخ عشرة أجزاء كتاب العرض على المحدث جزءان كتاب من حدث ثم رجع عنه جزءان كتاب يحيى وعبد الرحمن في الرجال خمسة أجزاء كتاب سؤالاته يحيى جزءان كتاب الثقات والمثبتين عشرة أجزاء كتاب اختلاف الحديث خمسة أجزاء كتاب الأسامي الشاذة ثلاثة أجزاء كتاب الأشربة ثلاثة أجزاء كتاب تفسير غريب الحديث خمسة أجزاء كتاب الاخوة والأخوات ثلاثة أجزاء كتاب من تعرف باسم دون اسم أبيه جزءان كتاب من يعرف باللقب جزء وكتاب العلل المتفرقة ثلاثون جزءا وكتاب مذاهب المحدثين جزءان قال الحاكم إنما
71 اقتصرنا على فهرست مصنفاته في هذا الموضع ليستدل به على تبحره وتقدمه وكماله ومنهم يحيى بن معين صاحب الجرح والتعديل سمعت بكر بن محمد بن أحمد الصيرفي يقول سمعت جعفر بن محمد بن كزال يقول كنت مع يحيى بن معين بالمدينة فمرض مرضه الذي مات فيه وتوفى بالمدينة فحمل على سرير رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل ينادى بين يديه هذا الذي كان ينفى الكذب عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول سمعت يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه قال أخبرني من رأى بريدة بن سفيان يشرب الخمر في طريق الري قال يحيى بن معين وقد روى محمد بن إسحاق عن بريدة هذا وأهل المدينة ومكة يسمون النبيذ خمرا والذي عندنا أنه رأى بريدة يشرب النبيذ في طريق الري فقال رأيته يشرب خمرا قال وسئل عن أقل المهر فقال حدثنا الأسود بن عامر قال ثنا سفيان الثوري عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم زوج امرأة من رجل على سورة من القرآن وحدثنا يونس بن محمد قال ثنا صالح بن رومان عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن رجلا تزوج امرأة على ملء الكف من طعام لكان ذلك صداقا ومنهم إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا الحسن بن حليم المروزي قال ثنا أبو عمرو نصر بن زكريا قال ثنا إسحاق بن إبراهيم قال سألني أحمد بن حنبل عن حديث الفضل بن موسى من
72 حديث بن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يلحظ في صلاته ولا يلوي عنقه خلف ظهره قال فحدثته فقال له رجل يا أبا يعقوب رواه وكيع خلاف هذا فقال له أحمد بن حنبل اسكت إذا حدثك أبو يعقوب أمير المؤمنين فتمسك به أخبرنا أبو زكريا العنبري قال ثنا أحمد بن محمد بن الأزهر قال سمعت أبي يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول كنت عند عبد الله بن إدريس وعنده جماعة من أهل الكوفة وأهل الحجاز فجرى ذكر المسكر فحرمه الحجازيون وجعل أهل الكوفة يحتجون في تحليله إلى أن قال بعضهم حدثنا أبو إسحاق عن سعيد بن ذي لعوة عن علي في الخرصة فقال الحجازيون والله ما تجيئون به عن المهاجرين ولا عن الأنصار ولا عن أبنائهم وإنما تجيئون به عن العميان والعوران والعرجان والعمشان والحولان قال الأزهري فحدثني أحمد بن سيار قال ثنا علي بن يونس قال قال أبو بكر بن عياش أقول لهم حدثنا أبو حصين فيقولون حدثنا أبو إسحاق عن سعيد بن ذي لعوة الماص بظر أمه كان يشتم عثمان ومنهم محمد بن يحيى الذهلي سمعت أبا زكريا العنبري يقول سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر يقول رأيت محمد بن يحيى بعد وفاته في المنام فقلت يا أبا عبد الله ما فعل بك ربك قال غفر لي قلت فما فعل بحديثك قال كتب بماء الذهب ورفع في عليين سمعت يحيى بن منصور القاضي يقول سمعت خالي عبد الله بن علي بن الجارود يقول سمعت محمد بن سهل بن عسكر يقول كنا عند أحمد بن حنبل فدخل محمد بن
73 يحيى فقام إليه أحمد وتعجب منه الناس ثم قال لبنيه وأصحابه اذهبوا إلى أبي عبد الله فاكتبوا عنه أخبرني محمد بن صالح بن هانئ قال ثنا أبو عمر المستملي قال ثنا محمد بن يحيى بحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه ليغان على قلبي فسئل عن معناه فقال سمعت عفان يقول سألت الاعراب عنه فقالوا إنه ليغطى على قلبي قال وسئل محمد بن يحيى عن اللفظة في الحديث هل رأيت الله فيقول ما ينبغي لاحد أن يرى الله تعالى فقال هذا في الدنيا فأما في الآخرة فإن أهل الجنة ينظرون إلى الله تعالى بأبصارهم أخبرني أبي قال ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت محمد بن يحيى يقول أرى الوضوء من مس الذكر استحباب لا إيجابا لحديث عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا علي بن عيسى قال ثنا أبو عمر قال ثنا محمد بن يحيى قال حدثنا أبو نعيم قال ثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله حبس عن مكة القتل قال محمد بن يحيى وصحف أبو نعيم فيه إنما هو حبس عن مكة الفيل ومنهم محمد بن إسماعيل البخاري سمعت أبا الطيب محمد بن أحمد المذكر يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول ما رأيت تحت أديم هذا السماء أعلم بالحديث من محمد ين إسماعيل البخاري سمعت يحيى بن عمرو بن صالح الفقيه يقول سمعت أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الفقيه يقول كتب أهل بغداد إلى محمد بن إسماعيل البخاري المسلمون بخير ما بقيت لهم وليس بعدك خير حين تفتقد
74 حدثني أبو سعيد أحمد بن محمد النسوي قال حدثني أبو حسان مهيب بن سليم قال سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول اعتللت بنيسابور علة خفيفة وذلك في شهر رمضان فعادني إسحاق بن راهويه في نفر من أصحابه فقال لي أفطرت يا أبا عبد الله فقلت نعم قال خشيت أن تضعف عن قبول الرخصة فقلت أخبرنا عبدان عن بن المبارك عن بن جريج قال قلت لعطاء من أي المرض أفطر قال ومن أي مرض كان كما قال الله عز وجل فمن كا منكم مريض قال البخاري ولم يكن هذا عند إسحاق سمعت أبا بكر محمد بن جعفر يقول سمعت محمد بن إسحاق يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول عندنا خبر صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في القراءة على العالم فقيل له عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم فذكر قصة ضمام بن ثعلبة وقوله للنبي صلى الله عليه وسلم الله أرسلك إلينا قال نعم الله أمرك أن تأمرنا أن نصلي في اليوم والليلة قال نعم سمعت أبا سعيد المؤذن يقول سمعت زنجويه بن محمد يقول سمعت محمد بن إسماعيل يقول أحسن حديث الكوفيين حديث أبي الزعراء عن عبد الله يقوم نبيكم رابع أربعة وإنما الحديث أنا أول شافع وأول مشفع ومنهم أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم سمعت أبا حامد أحمد بن محمد المقرئ الفقيه الواعظ يقول سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي يقول لما انصرف قتيبة بن سعد إلى الري سألوه أن يحدثهم فامتنع وقال أحدثكم بعد أن حضر مجلسي أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو خيثمة فقالوا له فإن عندنا غلاما يسرد
75 كل ما حدثت به مجلسا مجلسا قم يا أبا زرعة فقام أبو زرعة فسرد كل ما حدث به قتيبة فحدثهم قتيبة سمعت أبا بكر بن عبدويه الوراق بالري يقول سمعت أبا جعفر محمد بن علي الساوي وراق أبي زرعة يوق حضرت أبا زرعة بما شهران وكان في السوق وعنده أبو حاتم وحمد بن مسلم بن وارة والمنذر بن شاذان وجماعة من العلماء فذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فاستحيوا من أبي زرعة وقالوا تعالوا نذكر الحديث فقال أبو عبد الله بن وارة حدثنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم قال ثنا عبد الحميد بن جعفر عن صالح ولم يجاوز والباقون سكتوا فقال أبو زرعة وهو في السوق ثنا بندار قال ثنا أبو عاصم قال ثنا عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن أبي عريب عن كثير بن مرة الحضرمي عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ومات رحمه الله ومنهم أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي أخبرنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي قال ثنا أحمد بن سلمة قال ما رأيت بعد إسحاق ومحمد بن يحيى أحفظ للحديث ولا أعلم بمعانيه من أبي حاتم محمد بن إدريس أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن أبي الوزير التاجر قال ثنا أبو حاتم الرازي قال ثنا الأنصاري قال حدثني حميد الطويل عن أنس قال كان بن لام سليم يقال له أبو عمير وكان النبي صلى الله عليه وسلم ربما يمازحه إذا دخل فدخل يوما فمازحه فوجده حزينا فقال ما لي أرى أبا عمير حزينا قال يا رسول الله
76 مات نغره الذي كان يلعب به فجعل يناديه يا أبا عمير ما فعل النغير قال أبو حاتم فيه غير شئ من العلم فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم مازح صبيا وفيه أنه لم ينه عن لعب الصبي بالطير وفيه أنه كنى من لم يولد له وفيه أنه لم ينه عن صيد وحش المدينة وفيه أنه صغر الطير وهو خلق من خلق الله ومنهم إبراهيم بن إسحاق الحربي البغدادي سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله الصفار يقول سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربي وحدث عن حميد بن زنجويه عن عبد الله بن صالح العجلي بحديث فقال اللهم لك الحمد ورفع يديه يحمد الله تعالى ثم قال عندي عن عبد الله بن صالح العجلي قمطر وليس عندي عن حميد غير هذا الطبق وأنا احمد الله على الصدق قال الحاكم زادني فيه بعض أصحابنا عن أبي عبد الله الصفار قال فقام رجل من المجلس فقال يا أبا إسحاق لو قلت فيما لم تسمع سمعت لما أقبل الله بهذه الوجوه عليك أخبرنا أحمد بن جعفر الزاهد قال حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي قال ثنا أبو بكر بن أبي الأسود قال ثنا حميد بن الأسود عن هشام بن عروة عن أبيه عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور قال إبراهيم فيه نهى عن الرياء وله علة حدثنا عبيد الله بن عمر قال حدثنا حماد بن زيد ح وحدثنا موسى قال ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه ح وحدثنا على قال ثنا مبارك بن فضالة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ح وحدثنا موسى قال ثنا حماد بن سلمة عن هشام عن فاطمة عن أسماء عن النبي
77 صلى الله عليه وسلم نحوه قال إبراهيم فهذه أربعة أقاويل عن هشام أصوبها قول من قال عن هشام عن فاطمة عن أسماء وأما قول من قال عن هشام عن أبيه عن سفيان بن عبد الله إنما أراد عن عبد الله بن سفيان وهو الذي روى عنه يعلى بن عطاء الثقفي سمعت الفاضي محمد بن صالح يقول لا نعلم أن بغداد أخرجت مثل إبراهيم بن إسحاق الحربي في الأدب والفقه والحديث والزهد ثم ذكر القاضي أن له كتابا في غريب الحديث لم يسبق إليه ومنهم مسلم بن الحجاج القشيري حدثنا محمد بن إبراهيم الهاشمي قال ثنا أحمد بن سلمة قال سمعت الحسين بن منصور يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ونظر إلى مسلم بن الحجاج فقال مرد كامل بوذ أخبرني الحسين بن محمد الدارمي قال ثنا محمد بن إسحاق قال حدثني مسلم بن الحجاج قال حديثا يحيى بن أيوب قال ثنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا يونس بن يزيد عن الزهري عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب قال إنما كانت الفتيا الماء من الماء رخصة في أول الاسلام ثم نهى عنها قال أبو بكر فسمعت مسلم بن الحجاج يقول حديث عثمان بن عفان وأبي سعيد الخدري في ترك الغسل من الاكسال وقوله الماء من الماء ثابت متقدم من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم منسوخ بحديث عائشة وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس بين شعبها الأربع ومس الختان الختان والرواية الأخرى وجاوز الختان الختان
78 وفي حديث أبي هريرة من رواية هشام ثم جهدها ومن رواية سعيد ثم اجتهد وكل ذلك في المعنى راجع إلى أمر واحد وهو تغييب الحشفة في الفرج فإذا كان ذلك منهما وجب عليهما الغسل وهما لا يبلغان ذلك من الفعل وإلا قد اجتهد وجهدها فأما حديث سهل بن سعد عن أبي بن كعب الماء من الماء كانت رخصة من النبي صلى الله عليه وسلم ثم أمرنا بالاغتسال فإن الزهري لم يسمعه من سهل بن سعد وإنما قال حدثني بعض من أرضى عن سهل بن سعد ولعله سمعه من أبي حازم فإن مبشر بن إسماعيل قد رواه عن أبي غسان محمد بن مطرف وهو ثقة عن أبي حازم حدثنيه محمد بن مهران الرازي قال ثنا مبشر الحلبي عن محمد أبي غسان عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب وحدثنا هارون بن سعيد قال ثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث قال قال بن شهاب وحدثني من أرضى عن سهل بن سعد الساعدي أن أبي بن كعب حدثه ومنهم أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي سمعت أبا زكريا العنبري يقول شهدت جنازة الحسين بن محمد القباني سنة تسع وثمانين ومئتين فقدم أبو عبد الله للصلاة عليه فصلى عليه فلما أراد أن ينصرف قدمت دابته فأخذ أبو عمرو الخفاف بلجامه وأبو بكر محمد بن إسحاق بركابه وأبو بكر الجارودي وإبراهيم بن أبي طالب يسويان عليه ثيابه فمضى ولم يكلم واحدا منهم سمعت أبا عمرو بن أبي جعفر المقرئ يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول لو لم يكن في أبي عبد الله البوشنجي من البخل في العلم ما كان وكان يعلمني ما خرجت إلى مصر سمعت أبا بكر محمد بن جعفر المزكي يقول سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول في حديث النبي صلى الله عليه وسلم يقول البذاء من الجفاء فقال البذاء خلاف
79 البذاذة إنما البذاء طول اللسان برمي الفواحش والبهتان يقال فلان بذئ اللسان البذاذة التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها من الغيمان هي رثاثة الثياب في الملبس والمفرش وذلك تواضع عن رفيع الثياب وثمين الملابس والمفترش وهي ملابس أهل الزهد في الدنيا يقال فلان بذ الهيئة رث الملبس والله أعلم سمعت أبا زكريا العنبري يقول سمعت أبا عبد الله البوشنجي وحدثنا عن يحيى بن بكير عن ضمام بن إسماعيل عن أبي قبيل المعافري عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال تهادوا تحابوا فقال بالتشديد من الحب وأما بالتخفيف من المحاباة ومنهم عثمان بن سعيد الدارمي وهو المقدم سمعت أبا عبد الله محمد بن العباس الضبي يقول سمعت أبا الفضل بن إسحاق يقول ما رأينا مثل عثمان بن سعيد ولا رأى عثمان مثل نفسه أخذ الأدب عن بن الاعرابي والفقه عن أبي يعقوب البويطي والحديث عن يحيى بن معين وعلي بن المديني وتقدم في هذه العلوم رحمه الله حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد العنزي قال ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال ثنا نعيم بن حماد عن بن المبارك عن سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا كبر حتى ترى إبهاماه قريبا من أذنيه قال وسمعت أبا الحسن يقول قال سمعت عثمان بن سعيد يقول فليس في رواية الثوري وزهير وهشيم عنه أنه كان يرفعهما عند الركوع وإنما ذكروا صفة الرقع كيف يرفع وإلى أين يبلغ به ولم يذكر فيه
80 العود من رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أنه لم يذكر فيه قراءته وركوعه وسجوده وتسليمه كيف كان فهذا الذي يسبق القلب إلى صحته عن يزيد حدثنا علي بن المديني عن سفيان قال ثنا يزيد بن أبي زياد وهو تابعي بمكة فلما قدمنا الكوفة إذا هو يقول رفع يديه ثم لا يعود قال سفيان فإذا هم لقنوه هذه الكلمة وسألت أحمد بن حنبل رحمه الله فقال لا يصح عنه هذا الحديث وسمعت يحيى بن معين يضعف يزيد بن أبي زياد قال عثمان بن سعيد ولو صح عن البرآء أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه إلا أول مرة وقال غيره أنه عاد لرفعهما كان أولى الحديثين أن يؤخذ به حديث صاحب الرؤية لأنه لم يقدر على الحكاية إلا بالرؤية الصحيحة والحفظ والذي قال لم أر فقد يمكن أنه عاد ولم يره ومنهم أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى يقول سمعت عبيد الله بن محمد بن مسلم يقول سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري يقول كان محمد بن نصر المروزي عندنا إماما فكيف بخراسان أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال ثنا إسماعيل بن قتيبة قال سمعت أبا حامد أحمد بن محمد بن سعيد الصيدلاني جار إسحاق يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقو لو صلح في زماننا أحد للقضاء لصلح أبو عبد الله المروزي قال وثنا إسماعيل بن قتيبة قال سمعت محمد بن يحيى غير مرة إذا سئل عن مسألة يقول سلوا أبا عبد الله المروزي
81 سمعت أبا محمد الثقفي يقول سمعت جدي يقول جالست أبا عبد الله المروزي أربع سنين فلم أسمعه طول تلك المدة يتكلم في غير العلم إلا أني حضرته يوما وقيل له عن أبيه إسماعيل وما كان يتعاطاه لو وعظته أو زبرته فرفع رأسه ثم قال أنا لا أفسد مروتي بصلاحه قال أبو عبد الله فضائل أبي عبد الله المروزي ومناقبه كثيرة فإنه إمام الحديث بخراسان وأما كلامه في فقه الحديث فأكثر من أن يمكن ذكره ومصنفاته في بلاد المسلمين مشهورة ولعلها تزيد على ست مائة جزء عندنا من المسموعات ما يزيد على مائة جزء ومنهم أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي سمعت أبا علي الحافظ غير مرة يذكر أربعة من أئمة المسلمين رآهم فيبدأ بأبي عبد الرحمن وسمعت جعفر بن محمد بن الحارث يقول سمعت مأمون المصري الحافظ يقول خرجنا مع أبي عبد الرحمن إلى طرسوس سنة للغداء فاجتمع جماعة من مشايخ الاسلام واجتمع من الحفاظ عبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن إبراهيم مربع وأبو الاذان وكليجة وغيرهم فتشاوروا من ينتقى لهم على الشيوخ فاجتمعوا على أبي عبد الرحمن النسائي وكتبوا كلهم بانتخابه قال أبو عبد الله فأما كلام أبي عبد الرحمن على فقه الحديث فأكثر من أن يذكر في هذا الموضع ومن نظر في كتاب السنن له تحير في حسن كلامه وليس
82 هذا الكتاب بمسموع عندنا ومع ما جمع أبو عبد الرحمن من الفضائل رزق الشهادة في آخر عمره فحدثني محمد بن إسحاق الأصبهاني قال سمعت مشايخنا بمصر يذكرون أن أبا عبد الرحمن فارق مصر في آخر عمره وخرج إلى دمشق فسئل بها عن معاوية بن أبي سفيان وما روى من فضائله فقال لا يرضى معاوية رأسا برأس حتى يفضل قال فما زالوا يدفعون في حضنيه حتى أخرج من المسجد ثم حمل إلى الرملة ومات بها سنة ثلاث وثلاث ماية وهو مدفون بمكة سمعت علي بن عمر الحافظ غير مرة يقول أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره ومنهم أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة سمعت أبا بكر محمد بن علي الفقيه الشاشي يقول سمعت أبا بكر الصيرفي يقول سمعت أبا العباس بن سريج وذكر أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة فقال يخرج النكت من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمنقاش سمعت أبا أحمد الحافظ يقول سمعت الحاكم أبا الحسن السنجاني يقول نظرت في مسألة الحج لمحمد بن إسحاق بن خزيمة فتيقنت أنه علم لا نحسنه نحن قال أبو عبد الله فضائل هذا الامام مجموعة عندي في أوراق كثيرة وهي أشهر وأكثر من أن يحتملها هذا الموضع ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابا سوى المسائل والمسائل المصنفة أكثر من مائة جزء فإن فقه حديث بريرة ثلاثة أجزاء ومسألة الحج خمسة أجزاء وأنا أذكر في هذا الموضع من دقيق كلامه الذي أشار إليه إمام فقهاء عصره أبو العباس بن سريج ما يستدل به على كثير من علومه قرأت بخط أبي عمرو
83 المستملي ووفاته قبل وفاة أبي بكر بنيف وثلاثين سنة قال سألت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام الدهر ضيقت عليه جهنم فقال ينبغي أن يكون ها هنا معنى عليه عنه فلا يدخل جهنم لان من أراد لله عملا وطاعة ازداد به عند الله رفعة وعليه كرامة وإليه قربة سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول من لم يقر بأن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته فهو كافر بربه يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه وألقى على بعض المزابل حيث لا يتأذى المسلمون والمعاهدون بنتن ريح جيفته وكان ماله فيئا لا يرثه أحد من المسلمين إذا المسلم لا يرث الكافر كما قال صلى الله عليه وسلم حدثني الحسين بن محمد الدارمي قال ثنا أبو بكر الإمام قال ثنا أبو موسى قال ثنا عبد الصمد قال ثنا شعبة عن خالد عن الحسن عن أمه عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تقتل عمارا الفئة الباغية قال أبو بكر فنشهد أن كل من نازع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في خلافته فهو باغ على هذا عهدت مشايخنا وبه قال بن إدريس رضي الله عنه سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول وسئل عن قول النبي صلى الله عليه وسلم تحاجت الجنة والنار فقالت الجنة يدخلني الضعفاء فقيل لمحمد بن إسحاق من الضعيف قال الذي يبرئ نفسه من الحول والقوة يعنى في اليوم عشرين مرة إلى خمسين مرة سمعت أبا زكريا العنبري يقول سمعت محمد بن إسحاق يقول ليس لأحد مع النبي صلى الله عليه وسلم قول إذا صح الخبر عنه سمعت أبا هشام الرفاعي يقول سمعت يحيى بن آدم يقول لا يحتاج مع قول النبي صلى الله عليه وسلم إلى قول أحد
84 وإنما كان يقال سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما ليعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم مات وهو عليها قال أبو عبد الله قد اختصرت هذا الباب وتركت أسامي جماعة من أئمتنا كان من حقهم أن أذكرهم في هذا الموضع فمنهم أبو داود السجستاني ومحمد بن عبد الوهاب العبدي وأبو بكر الجارودي وإبراهيم بن أبي طالب وأبو عيسى الترمذي وموسى بن هارون البزاز والحسن بن علي المعمري وعلي بن الحسين بن الجنيد ومحمد بن مسلم بن وارة ومحمد بن عقيل البلخي وغيرهم من مشايخنا رضي الله عنهم ذكر النوع الحادي والعشرين من علوم الحديث هذا النوع منه معرفة ناسخ الحديث من منسوخه وأنا ذاكر بمشيئة الله تعالى منه أحاديث يستدل بها على الكثير أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال حدثنا أحمد بن مهدي بن رستم قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة عن عبد الله بن عمرو القارئ عن أبي أيوب الأنصاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال توضؤوا مما غيرت النار قال أبو عبد الله هذا الامر منسوخ الناسخ له ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا محمد بن عوف قال ثنا علي بن عياش قال ثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال كان آخر الامرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مست النار
85 وحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا إبراهيم بن مرزوق قال حدثنا وهب قال ثنا شعبة عن عبد الله بن عبد الله عن أبي ليلى عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تتوضؤوا من لحوم الغنم وحدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه قال أخبرنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا بن المنكدر وعبد الله بن محمد بن عقيل وعمرو عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل خبزا ولحما فصلى ولم يتوضأ حديث منسوخ أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو قال ثنا سعيد بن مسعود قال ثنا النضر بن شميل قال أخبرنا شعبة عن الحكم قال سمعت بن أبي ليلى يحدث عن عبد الله بن عكيم قال قرئ علينا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب قال أبو عبد الله هذا منسوخ والناسخ له ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الربيع بن سليمان قال ثنا بشر بن بكر قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بشاة ميتة فقال هلا استمتعتم بجلدها قالوا يا رسول الله إنها ميتة فقال إنما حرم أكلها قال الحاكم هذا حديث مختلف في إسناده والصحيح عن بن عباس عن ميمونة هكذا رواه مالك بن أنس وغيره عن الزهري حديث منسوخ أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي قال ثنا أبو حاتم الرازي قال ثنا أبو اليمان قال حدثنا إسماعيل بن عياش قال ثنا عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب عن وهب بن كيسان ونعيم بن عبد الله المجمر عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما حسر عنه البحر
86 فكل وما وجدته طافيا فوق الماء فلا تأكله والناسخ لذلك ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا الربيع بن سليمان قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مالك عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة أن المغيرة بن أبي بردة أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ من ماء البحر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الطهور ملؤه الحل ميتته حديث منسوخ أخبرنا عبد الله بن محمد الفاكهي بمكة قال ثنا عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة قال ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ عن الليث عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يأكل أحدكم من أضحيته فوق ثلاثة أيام والناسخ لذلك ما أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نتزود لحوم الأضاحي إلى المدينة قال أبو عبد الله وفي هذه أخبار كثيرة في قوله صلى الله عليه وسلم كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي ألا فكلوا منها وتزودوا حديث منسوخ أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة قال ثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري قال ثنا محمد بن عبيد عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الميت يعذب ببكاء أهله عليه رواه يحيى بن سعيد وقال فيه عن عمر والناسخ لذلك ما أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر الدار بردي بمرو قال ثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي قال ثنا
87 القعنبي عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أمه عمرة أنها أخبرته أنها سمعت عائشة وذكر لها أن عبد الله بن عمر يقول أن الميت يعذب ببكاء الحي عليه فقالت عائشة يغفر الله لأبي عبد الرحمن أما أنه لم يكذب ولكنه نسي أو أخطأ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على يهودية يبكي عليها فقال إنهم يبكون وإنها تعذب في قبرها قال الحاكم فقد جعلت هذه الأحاديث الناسخة لما تقدمها مثلا الحديث كثير لا يحتمل الموضع ذكرها ذكر النوع الثاني والعشرين من علوم الحديث هذا النوع منه معرفة الألفاظ الغريبة في المتون وهذا علم قد تكلم فيه جماعة من أتباع التابعين منهم مالك والثوري وشعبة فمن بعدهم فأول من صنف الغريب في الاسلام النضر بن شميل له فيه كتاب هو عندنا بلا سماع ثم صنف فيه أبو عبيد القاسم بن سلام كتابه الكبير الذي أخبرناه محمد بن محمد بن الحسن الكارزي قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا أبو عبيد فحدثني أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس بن سلمة العنزي قال ثنا أبو الحسن علي بن محمد الهروي قال سمعت هلال بن العلاء الرقي يقول من الله تعالى ذكره على هذه الأمة بأربعة قال بالشافعي بفقه أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأبي عبيد فسر غرائب أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيحيى بن معين نفى الكذب عن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأحمد بن حنبل ثبت في المحنة بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لولاهم لذهب الاسلام
88 قال أبو عبد الله وقد صنف الغريب بعد أبي عبيد جماعة منهم علي بن المديني وإبراهيم بن إسحاق الحربي وعبد الله بن مسلم القتيبي وغيرهم وفي أهل عصرنا من صنفه وأنا ذاكر بمشيئة الله في هذا الموضع من الحديث ما لم يذكره واحد منهم في كتابه ليستدل به على شواهده إن شاء الله سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول في حديث أنس في قصة الحديبية أعطه الحذيا قال البشارة يقال لها الحذيا والعرب قول حذوته بالحذيا وإنما يعين بالبشارة بالخير حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري قال ثنا أبو أسامة قال ثنا عامر بن عبيدة الباهلي قال ثنا أبو المليح الهذلي عن أبيه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأصابنا بغيش من مطر فنادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم ونحن في سفر من شاء أن يصلي في رحله فليفعل قال أبو عبد الله سألت الأدباء عن معني البغيش فقالوا المطر والعرب تقول بغشة وبغيش أخبرنا أبو أحمد إسحاق بن محمد بن خالد بن شيرويه بن بهرام الهاشمي بالكوفة قال ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة قال ثنا خالد بن مخلد القطواني قال ثنا معاوية بن أبي مزرد عن أبيه عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ بيد الحسين بن علي فيرفعه على باطن قدميه فيقول حزقة حزقة ترق عين قه اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه
89 قال أبو عبد الله سألت الأدباء عن معنى هذا الحديث فقالوا لي أن الحزقة المقارب الخطي والقصير الذي يقرب خطاه وعين بقة أشار إلى البقة التي تطير ولا شئ أصغر من عينها لصغرها وأخبرني بعض الأدباء أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد بالبقة فاطمة فقال للحسين يا قرة عين بقة ترق والله أعلم سألت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري عن قول النبي صلى الله عليه وسلم المعتكف معكف الذنوب فقال المعتكف في معنى المحتبس والمعكوف المحبوس قال الله عز وجل والهدي معكوفا أي محبوسا وروى عن عثمان بن عطاء أنه قال مثل المعتكف كمثل الملازم لغريمه فالمعتكف لذنوبه ملازم باب سيده فيقول لا أبرح من بابك حتى تغفر لي وترحمني ولا يبرح من بابه ساعة واحدة ولذلك نهى المعتكف عن مجامعة النساء لأنه يترك ملازمة الدعاء ويشتغل بلهو النساء قال الله عز وجل لا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد والمباشرة هاهنا الجماع وهو مثل قوله فالآن باشروهن يعني جامعوهن في ليالي شهر رمضان فأبيح للصائم غير المعتكف الجماع وحظر عليه الجماع في الاعتكاف وإنما تطيروا بذكر الاحتباس فتفاءلوا بذكر الاعتكاف وهو مثل المهر للحرائر والثمن للمماليك والإماء وكذلك الوصي للميت والوكيل للحي والمعنى واحد والله أعلم سمعت أبا زكريا العنبري يقول حدثنا أحمد بن خالد الدامغاني قال ثنا هشام بن عمار قال ثنا صدقة قال ثنا عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض وقبل أن يرفع ثم جمع بين إصبعيه الوسطى والتي تلي الابهام هكذا ثم قال العالم والمتعلم في الخير شريكان ولا خر في سائر الناس بعد قال أبو زكريا فالعالم والمتعلم في الاجر سيان كما أن الداعي والمؤمن في الدعاء شريكان
90 قال الله عز وجل في شأن الدعاء في قصة موسى وهارون صلى الله عليهما وقد أجيبت دعوتكما كما حدثنا محمد بن عبد السلام قال ثنا إسحاق بن إبراهيم قال ثنا أبو نعيم قال ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال قد أجيبت دعوتكما قال دعى موسى وأمن هارون سمعت أبا عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد صاحب ثعلب يقول أخبرني ثعلب قال أخبرني أبو نصر عن الأصمعي قال العرب تقول لقست نفسي أي غثت قال ثعلب ومنه النهي في قوله صلى الله عليه وسلم لا يقولن أحدكم خبثت نفسي وليقل لقست نفس حدثنا أبو عمر قال أنا ثعلب عن بن الاعرابي قال العرب تقول لقست نفسي أي ضاقت قال ثعلب فعلى قول بن الاعرابي هو أجود لان النفس تضيق من الامر ولا يكون بها غثيان لان الغثيان ضرب من الوجع قرأت بخط أبي العباس محمد بن يعقوب عن محمد بن عبد الوهاب قال قلت لعي بن عثام لم سموا نقباء قال النقيب الضمين ضمنوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إسلام قومهم فسموا بذلك نقباء حدثنا مكي بن بندار الزنجاني عن بعض مشايخه عن أبي العيناء قال ثنا الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن أبيه عن جده قال سمعت عليا يقول طوبى لمن كانت له مزخه يزخها ثم ينام الفخة رضي الله تعالى عنه
91 ذكر النوع الثالث والعشرين من علم الحديث هذا النوع من هذا العلم معرفة المشهور من الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشهور من الحديث غير الصحيح فرب حديث مشهور لم يخرج في الصحيح من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم ومنه قوله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها ومنه الخوارج كلاب النار ومنه لا نكاح إلا بولي ومنه إذا انتصف شعبان فلا صيام حتى يجئ رمضان ومنه أفطر الحاجم والمحجوم ومنه من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار ومنه من مس ذكره فليتوضأ ومنه من كان له إمام فقراءة الامام له قراءة ومنه الأذنان من الرأس ومنه صلاة القاعد عن النصف من صلاة القائم فكل هذه الأحاديث مشهورة بأسانيدها وطرقها وأبواب يجمعها أصحاب الحديث وكل حديث منها تجمع طرقه في جزء أو جزئين ولم يخرج في الصحيح منها حرف وأما الأحاديث المشهورة المخرجة في الصحيح فمثل قوله صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم من أتى الجمعة فليغتسل وقله صلى الله عليه وسلم إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء وقوله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة وقوله صلى الله عليه وسلم إنما الامام ليؤتم به وقوله صلى الله عليه وسلم تقتل عمارا الفئة الباغية وأمره صلى الله عليه وسلم برفع اليدين في الصلاة عند الركوع ورفع
92 الرأس وأمره صلى الله عليه وسلم بإفراد الإقامة وقوله صلى الله عليه وسلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وقوله صلى الله عليه وسلم لا تقاطعوا ولا تدابروا والطوالات من الأحاديث مثل حديث الايمان وحديث الزكاة وحديث الحج وحديث الإفك وحديث التوبة وحديث المعراج وحديث الشفاعة وحديث القبر وحديث أم زرع ومن الطوالات المشهورة التي لم تخرج في الصحيح حديث الطير وحديث عرض القبائل وحديث والآن العدوي وحديث الشورى وحديث سقيفة بني ساعدة ومقتل عثمان رضي الله عنه وحديث سطيح وعجائب بسم الله الرحمن الرحيم وحديث بلوقيا وحديث حليمة وحديث قس بن ساعدة وحديث أم معبد وغيرها من الطوالات فهذا الأنواع التي ذكرنا من المشهورة التي يعرفها أهل العلم وقل ما يخفى ذلك عليهم وهو المشهور الذي يستوفي في معرفتها الخاص والعام وأما المشهور الذي يعرفه أهل الصنعة فمثال ذلك ما حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن أبي الوزير التاجر قال ثنا أبو حاتم الرازي قال حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثني سليمان التيمي عن أبي مجلز عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت شهرا بعد الركوع يدعو على رعل وذكوان قال أبو عبد الله هذا حديث مخرج في الصحيح وله رواة عن أنس غير أبي مجلز ورواه عن أبي مجلز غير التيمي ورواه عن التيمي غير الأنصاري ولا يعلم ذلك غير أهل الصنعة فإن الغير إذا تأمله يقول سليمان التيمي هو صاحب أنس
93 وهذا حديث غريب أن يرويه عن رجل عن أنس ولا يعلم أن الحديث عند الزهري وقتادة وله عن قتادة طرق كثيرة ولا يعلم أيضا أن الحديث بطوله في ذكر العرنيين يجمع ويذاكر بطرقه وأمثال هذا الحديث ألوف من الأحاديث التي لا يقف على شهرتها غير أهل الحديث والمجتهدين في جمعه ومعرفته ذكر النوع الرابع والعشرين من علم الحديث هذا النوع منه معرفة الغريب من الحديث وليس هذا العلم ضد الأول فإنه يشتمل على أنواع شتى لا بد من شرحها في هذا الموضع فنوع منه غرائب الصحيح مثال ذلك ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال ثنا يونس بن بكير عن عبد الواحد بن أيمن المخزومي قال حدثني أيمن قال سمعت جابر بن عبد الله يقول كنا يوم الخندق نحفر الخندق فعرضت فيه كذانة وهو الجبل فقتل يا رسول الله كذانة قد عرضت فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رشوا عليها ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم فأتاها وبطنه معصوب بحجر من الجوع فذكر حديثا طويلا فيه ذكر أهل الصفة ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم إياهم وهو حديث في ورقة قال الحاكم رواه البخاري في الجامع الصحيح عن خلاد بن يحيى المكي عن عبد الواحد بن أيمن فهذا حديث صحيح وقد تفرد به عبد الواحد بن أيمن عن أبيه وهو من غرائب الصحيح ومن ذلك ما حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن أسد قال ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي العباس
94 الأعمى الشاعر عن عبد الله بن عمرو قال لما حاصر النبي صلى الله عليه وسلم أهل الطائف فلم ينل منهم شيئا فقال إنا قافلون إن شاء الله غدا فقال المسلمون أنرجع ولم نفتحه فقال لهم اغدوا على القتال فغدوا فأصابهم جراح فقال لهم إنا قافلون غدا فأعجبهم ذلك فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحاكم رواه مسلم في المسند الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن سفيان وهو غريب صحيح فإني لا أعلم أحدا حدث به عن عبد الله بن عمرو غير أبي العباس السائب بن فروخ الشاعر ولا عنه غير عمرو بن دينار ولا عنه غير سفيان بن عيينة فهو غريب صحيح والنوع الثاني من غريب الحديث غرائب الشيوخ مثاله ما حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الربيع بن سليمان قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مالك عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يبيع حاضر لباد قال الحاكم هذا حديث غريب لمالك بن أنس عن نافع وهو إمام يجمع حديثه تفرد به عنه الشافعي وهو إمام مقدم لا نعلم أحدا حدث به عنه غير الربيع بن سليمان وهو ثقة مأمون حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو قال حدثنا سعيد بن مسعود قال حدثنا لنضر بن شميل قال ثنا شعبة عن حصين عن أبي وائل عن عبد الله حديث التشهد قال الحاكم هذا حديث يعد في أفراد النضر بن شميل عن شعبة وقد تابعه بدل بن المحبر ولا أعلم له راويا عن النضر بن شميل غير سعيد بن مسعود والنوع الثالث من غريب الحديث غرائب المتون مثال ذلك ما حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الخزاعي بمكة قال حدثنا أبو يحيى بن مسرة قال
95 حدثنا خلاد بن يحيى قال ثنا أبو عقيل عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ولا تبغض إلى نفسك عبادة الله فان المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى قال الحاكم هذا حديث غريب الاسناد والمتن فكل ما روى فيه فهو من الخلاف على محمد بن سوقة فأما بن المنكدر عن جابر فليس يرويه غير محمد بن سوقة وعنه أبو عقيل وعنه خلاد بن يحيى حدثنا أبو الحسن محمد بن المظفر الحافظ قال حدثنا عبد الله بن محمد بن غزوان قال ثنا علي بن جابر قال ثنا محمد بن خالد بن عبد الله قال ثنا محمد بن فضيل قال ثنا محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يا عبد الله أتاني ملك فقال يا محمد وسل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ما بعثوا قال قلت على ما بعثوا قال على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب قال الحاكم تفرد به علي بن جابر عن محمد بن خالد عن محمد بن فضي ولم نكتبه الا عن بن مظفر وهو عندنا حافظ ثقة مأمون فهذه الأنواع التي ذكرتها مثلا الألوف من الحديث يجري على مثالها وسننها ذكر النوع الخامس والعشرين من علم الحديث هذا النوع منه معرفة الافراد من الأحاديث وهو على ثلاثة أنواع فالنوع الأول منه معرفة سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفرد بها أهل مدينة واحدة عن الصحابي ومثال ذلك ما حدثناه أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه
96 ببخارا قال ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ قال ثنا علي بن حكيم قال ثنا شريك عن أبي الحسناء عن الحكم بن عتيبة عن حنش قال كان علي رضي الله عنه يضحي بكبشين بكبش عن النبي صلى الله عليه وسلم وبكبش عن نفسه وقال كان أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أضحي عنه فأنا أضحي عنه أبدا قال الحاكم تفرد به أهل الكوفة من أول الاسناد إلى آخره لم يشركهم فيه أحد ومنه ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا هلال بن العلاء الرقي قال حدثنا أبو الوليد قال ثنا همام عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقرأ فاتحة الكتاب وما تيسر قال الحاكم تفرد بذكر الامر فيه أهل البصرة من أول الاسناد إلى آخره لم يشركهم في هذا اللفظ سواهم ومنه ما حدثنا أبو علي محمد بن علي بن عمر المذكر قال ثنا أبو الأزهر قال حدثنا بن أبي فديك قال أخبرنا الضحاك بن عثمان عن أبي النضر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة لما توفي سعد بن أبي وقاص قالت ادخلوا به المسجد حتى أصلي عليه فأنكر ذلك عليها فقالت والله لقد صلى صلى الله عليه وسلم على سهيل بن بيضاء وأخيه في المسجد قال الحاكم تفرد به أهل المدينة ورواته كلهم مدنيون وقد روي بإسناد آخر عن موسى بن عقبة عن عبد الواحد بن حمزة عن عبد الله بن الزبير عن عائشة وكلهم مدنيون لم يشركهم فيه أحد ومنه ما حدثني أبو علي الحسين بن علي الحافظ قال ثنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن أبي عبد الله المديني بمصر قال حدثنا حرملة بن يحيى قال ثنا بن وهب قال ثنا عمرو بن الحارث عن حبغان بن واسع بن حبان عن أبيه عن عبد الله بن
97 زيد الأنصاري قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ فأخذ ماء لأذنيه خلاف الماء الذي مسح به رأسه قال الحاكم هذه سنة غريبة تفرد بها أهل مصر ولم يشركهم فيها أحد ومنه ما حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الإمام قال أخبرنا إسماعيل بن قتيبة قال حدثنا يحيى بن يحيى قال ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبد الرحمن بن رافع عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه ألا إنه ستفتح عليكم أرض العجم أو قال الأعاجم وفيها بيوت تدعى الحمامات ألا وهن حرام على رجال أمتي إلا بأزر وعلى نساء أمتي إلا نفساء أو سقيمة قال الحاكم تفرد بذكر تحريم الحمامات على النساء أهل الشام بهذا الاسناد ومنه ما أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد إسحاق الخزاعي بمكة قال ثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن زكريا بن أ ي مسرة المكي قال حدثنا خلاد بن يحيى المكي قال ثنا إسماعيل بن عبد الملك وهو بن أبي الصفير مكي عن عبد الله بن أبي مليكة هو مكي عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها فقالت يا رسول الله خرجت من عندي وأنت طيب النفس لما رأيت من أمتك ثم رجعت إلى خاثرا حزينا فقال إني دخلت الكعبة ووددت أن لم أكن دخلتها إن أكون أتعبت أمتي قال الحاكم هذا حديث تفرد به أهل مكة وليس في رواته إلا مكي ومنه ما حدثنا أبو أحمد علي بن محمد الحنيني بمرو قال حدثنا إبراهيم بن هلال البوزنجردي قال ثنا علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبا حمزة السكري يقول
98 استشار قتيبة بن مسلم أهل مرو في رجل يجعله على القضاء فأشاروا عليه بعبد الله بن بريدة فدعاه وقال له اني قد جعلتك على القضاء بخراسان فقال بن بريدة ما كنت لأجلس على قضاء بعد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته من أبي بريدة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول القضاة ثلاثة فاثنان في النار وواحد في الجنة فأما الاثنان فقاض قضى بغير الحق وهو يعلم فهو في النار وقاض قضى بغير الحق وهو لا يعلم فهو في النار وأما الواحد الذي هو في الجنة فقاض قضى بالحق فهو في الجنة قال الحاكم هذا حديث تفرد به الخراسانيون فان رواته عن آخرهم مراوزة والنوع الثاني من الافراد أحاديث يتفرد بروايتها رجل وأحج عن إمام من الأئمة ومثال ذلك ما حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا أحمد بن شيبان الرملي قال ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية إلى نجد فبلغت سهمانهم اثني عشر بعيرا فنفلنا النبي صلى الله عليه وسلم بعيرا بعيرا قال الحاكم تفرد به سفيان بن عيينة عن الزهري وعنه أحمد بن شيبان الرملي ومنه ما حدثناه أبو الحسن علي بن الفضل السامري ببغداد قال ثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا إبراهيم بن محمد المدني عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سدوا هذه الأبواب الشوارع التي في المسجد الا باب أبي بكر فإني لا أعلم رجلا من الصحابة أحسن يدا من أبي بكر رضي الله عنه قال الحاكم تفرد به إبراهيم بن محمد المدني عن الزهري وعنه الحسن بن عرفة
99 ومنه ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا هارون بن سليمان الأصبهاني قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن منصور والأعمش وواصل الأحبب عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قالت يا رسول الله أي الذنب أعظم قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت ثم ماذا قال أن تقتل ولد خشية أن يأكل معك قلت ثم ماذا قال أن تزاني حليلة جارك وقال تفرد به عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري عن واصل قال أبو عبد الله هذا النوع من الافراد يكثر ولا يمكن ذكره لكثرته وهو عند أهل الصناعة متعارف وقد ذكرنا مثاله فأما النوع الثالث من الافراد فإنه أحاديث لأهل المدينة تفرد بها عنهم أهل مكة مثلا وأحاديث لأهل مكة ينفرد بها عنهم أهل المدينة مثلا وأحاديث ينفرد بها الخراسانيون عن أهل الحرمين مثلا وهذا نوع يعز وجوده وفهمه ومثال ذلك ما حدثناه أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال ثنا موسى بن سهل بن كثير قال ثنا إسماعيل بن علية عن خالد الحذاء عن بن أشوع عن الشعبي عن وراد قال كتب معاوية بن أبي سفيان إلى المغيرة اكتب إلي بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه أنه كان ينهى عن قيل وقال وكثره السؤال وإضاعة المالك قال الحاكم سعيد بن عمرو بن أشوع شيخ من ثقات الكوفيين يجمع حديثه ويعز وجوده وليس هذا الحديث عند الكوفيين عنه إنما ينفرد به أبو المنازل خالد بن مهران الحذاء البصري عنه وحدثنا أبو بكر الشافعي قال ثنا محمد بن شداد قال ثنا أبو زكير يحيى بن محمد بن قيس قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى
100 الله عليه وسلم كلوا البلح بالتمر فان الشيطان إذا رآه غضب وقال عاش بن آدم حتى أكل الجديد بالخلق قال الحاكم تفرد به أبو زكير عن هشام بن عروة وهو من أفراد البصريين عن المدنيين فان يحيى بن محمد بن قيس بصري مخرج حديثه في كتاب مسلم وهشام بن عروة بن الزبير مدني حدثنا أبو عمر عثمان بن أحمد بن السماك ببغداد قال ثنا محمد بن عيسى المدايني قال ثنا محمد بن الفضل بن العطية قال حدثنا أبو إسحاق ح وحدثنا أبو العباس المحبوبي قال حدثنا محمد بن الليث قال ثنا يحيى بن إسحاق الكاجغوني قال قال ثنا عبد الكبير بن دينار عن بن إسحاق عن البراء قال كان رجل يقال له نعم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أنت عبد الله قال أبو عبد الله أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي امام تابعي من أهل الكوفة وليس هذا الحديث عند الكوفيين عنه فان عبد الكبير بن دينار مروزي ومحمد بن الفضل بن عطية بخاري وقد تفردا به عنه فهو من أفارد الخراسانيين عن الكوفيين حدثنا إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم العدل ومحمد بن سليمان بن منصور المذكور قالا حدثنا الحسين بن داود بن معاذ البلخي قال ثنا الفضيل بن عياض قال ثنا منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل للدنيا يا دنيا اخدمي من خدمني وأتعبي يا دنيا من خدمك قال الحاكم هذا حديث من أفراد الخراسانيين عن المكيين فان الحسين بن داود بلخي والفضل بن عياض عداده في المكيين
101 حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا خالد بن نزار الأيلي قال أخبرني نافع بن عمر الجمحي عن بشر بن عاصم عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أبغض الرجال إلى الله البليغ الذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها قال الحاكم وهذا الحديث من أفراد المصريين عن المكيين فان خالد بن نزار عداده في المصريين ونافع بن عمر مكي حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي قال ثنا الحسين بن داود بن معاذ قال ثنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال خطبنا عمر بن الخطاب بالجابية فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا كمقامي فيكم الحديث قال الحاكم وهذا الحديث من أفراد الخراسانيين عن الكوفيين فان عبد الله بن المبارك إمام أهل خراسان وهذا يعد في افراده عن محمد بن سواقه وهو كوفي وقد حدث به أيضا النضر بن إسماعيل البجلي حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال ثنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد بن سلام الرازي بأصبهان قال ثنا يحيى بن الضريس قال ثنا عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب قال ثنا أبي عن أبيه عن جده عن علي قال نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل المسجد والناس يصلون بين راكع وقائم فصلى فإذا سائل قال يا سائل أعطاك أحد شيئا فقال لا إلا هذا الراكع لعلي أعطاني خاتما قال الحاكم هذا حديث تفرد به الرازيون عن الكوفيين فان يحيى بن الضريس الرازي قاضيهم وعيسى العلوي من أهل الكوفة
102 ذكر النوع السادس والعشرين من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم معرفة المدلسين الذين لا يميز من كتب عنهم بين ما سمعوه وما لم يسمعوه وفي التابعين وأتباع التابعين والى عصرنا هذا منهم جماعة حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد النحوي ببغداد قال ثنا أحمد بن بشر المرثدي قال حدثنا خالد بن خراش قال سمعت حماد بن زيد يقول المدلس متشبع بما لم يعط أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة الأصبهاني قال ثنا محمد بن عبد الله بن رستة الأصبهاني قال ثنا سليمان بن داود المنقري قال سمعت عبد الصمد بن عبد الوارث يحدث عن أبيه قال التدليس ذل قال سليمان التدليس والغش والغرور والخداع والكذب يحشر يوم تبلى السرائر في نفاذ واحد أخبرنا أبو العباس السياري قال أخبرنا أبو الموجه قال أخبرنا عبدان قال ذكر لعبد الله بن المبارك رجل ممن كان يدلس فقال فيه قولا شديدا وأنشد فيه دلس للناس أحاديثه والله لا يقبل تدليسا قال أبو عبد الله فالتدليس عندنا على ستة أجناس فمن المدلسين من دلس عن الثقات الذين هم في الثقة مثل المحدث أو فوقه أو دونه الا أنهم لم يخرجوا من عداد الذين يقبل أخبراهم فمنهم من التابعين أبو سفيان طلحة بن نافع وقتادة بن دعامة وغيرهما أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق الأزهري قال نثا محمد بن إسحاق قال ثنا محمد بن البراء قال ثنا علي بن المديني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول
103 كان شعبة يرى أحاديث أبي سفيان عن جابر إنما هو كتاب سليمان اليشكري قال قلت لعبد الرحمن سمعته من شعبة قال أو بلغني عنه سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد بن تميم يقول سمعت أبا قلابة بن الرقاشي يقول سمعت علي بن عبد الله يقول شعبة أعلم الناس بحديث قتادة ما سمع مما لم يسمع قال أبو عبد الله ففي هذه الأئمة المذكورين بالتدليس من التابعين جماعة وأتباعهم غير أني لم أذكرهم فإن غرضهم من ذكر الرواية أن يدعو إلى الله عز وجل فكانوا يقولون قال فلان لبعض الصحابة فأما غير التابعين فأغراضهم فيه مختلفة وأما الجنس الثاني من المدلسين فقوم يدلسون الحديث فيقولون قال فلان فإذا وقع إليهم من ينقر سماعاتهم ويلح ويراجع ذكروا فيه سماعاتهم أخبرني قاضي القضاة محمد بن صالح الهاشمي قال ثنا أبو جعفر المستعيني قال ثنا علي بن عبد الله المديني قال قال أبي ثنا عبد الرازق قال أخبرنا معتمر بن سليمان التيمي قال جئت إلى رباح بن زيد فأملى علي كتاب بن طاوس فلما فرغت قلت سمعته من معتمر قال لا ولكن أخرج إلى معتمر كتابا فدفعه إلي قال وحدثنا أبي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول سألت سفيان عن حديث إبراهيم بن عقبة في الرضاع فقال لم أسمعه حدثني معمر عنه قال أبي وسمعت يحيى يقول كان هشام بن عروة يحدث عن أبيه عن عائشة قالت ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين وما ضرب بيده شيئا قط الحديث قال يحيى فلما سألته قال أخبرني أبي عن عائشة قالت ما خير
104 رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين لم أسمع من أبي الا هذا والباقي لم أسمعه إنما هو عن الزهري أخبرني محمد بن أحمد الذهلي قال حدثنا إبراهيم بن محمد السكري قال ثنا علي بن خشرم قال قال لنا بن عيينة عن الزهري فقيل له سمعته من الزهري فقال لا ولا ممن سمعه من الزهري حدثني عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني قال ثنا جدي قال ثنا كثير بن يحيى قال حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فلان في النار ينادي يا حنان يا منان قال أبو عوانة قلت للأعمش سمعت هذا من إبراهيم قال لا حدثني به حكيم بن جبير عنه قال أبو عبد الله نكتفي بما ذكرناه من مثال هذا الجنس فقد صح مثل ذلك عن محمد بن إسحاق ويزيد بن أبي زياد وشباك وأبي إسحاق ومغيرة وهشيم بن بشير وفيما حدثونا أن جماعة من أصحاب هشيم اجتمعوا يوما على أن لا يأخذوا منه التدليس ففطن لذلك فكان يقول في كل حديث يذكره حدثنا حصين ومغيرة عن إبراهيم فلما فرغ قال لهم هل دلست لكم اليوم فقالوا لا فقال لم أسمع من مغيرة حرفا مما ذكرته إنما قلت حدثني حصين ومغيرة غير مسموع لي والجنس الثالث من التدليس قوم دلسوا على أقوام مجهولين لا يدرى من هم ومن أين هم مثال ذلك ما أخبرناه الحسن بن محمد بن إسحاق قال ثنا محمد بن أحمد بن البراء قال ثنا علي بن عبد الله قال حدثني حسين الأشقر قال ثنا شعيب بن عبد الله النهمي عن أبي عبد الله عن نوف قال بت عند علي فذكر كلاما قال بن المديني
105 فحدثني حسين فقلت لحسين ممن سمعته فقال حدثنيه شعيب عن أبي عبد الله عن نوف فقلت لشعيب من حدثك بهذا قال أبو عبد الله الجصاص قلت عن من قال عن حماد القصار فلقيت حمادا فقلت من حدثك بهذا قال بلغني عن فرقد السبخي عن نوف فإذا هو قد دلس عن ثلاثة والحديث بعد منقطع وأبو عبد الله الجصاص مجهول وحماد القصار لا يدرى من هو وبلغه عن فرقد وفرقد لم يدرك نوفا ولا رآه أخبرني أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي بالكوفة قال ثنا الحسين بن حميد بن الربيع قال ثنا عثمان بن محمد قال حدثنا بن إدريس عن شعبة عن عبد الله بن صبيح عن محمد بن سيرين قال ثلاثة يصدقون من حدثهم أنس وأبو العالية والحسن قال أبو عبد الله قد روى جماعة من الأئمة عن قوم من المجهولين فمنهم سفيان الثوري روى عن أبي همام السكوني وأبي مسكين وأبي خالد الطائي وغيرهم من المجهولين ممن لم يقف على أساميهم غير أبي همام فإنه الوليد بن قيس إن شاء الله وكذلك شعبة بن الحجاج حدث عن جماعة من المجهولين فأما بقية بن الوليد فحدث عن خلق من خلق الله لا يوقف على أنسابهم ولا عدالتهم وقال أحمد بن حنبل إذا حدث بقية عن المشهورين فرواياته مقبولة وإذا حدث عن المجهولين فغير مقبولة وعيسى بن موسى التيمي البخاري الملقب بغنجار شيخ في نفسه ثقة مقبول قد احتج به محمد بن إسماعيل البخاري في الجامع الصحيح غير أنه يحدث عن أكثر من مائة شيخ من المجهولين لا يعرفون بأحاديث مناكير وربما توهم طالب هذا العلم أنه يجرح فيه وليس كذلك
106 والجنس الرابع من المدلسين قوم دلسوا أحاديث رووها عن المجروحين فغيروا أساميهم وكناهم كي لا يعرفوا أخبرني محمد بن صالح الهاشمي قاضي القضاة قال ثنا أبو جعفر المستعيني قال حدثنا عبد الله بن علي المديني قال حدثني أبي قال كل ما في كتاب بن جريج أخبرت عن داود بن الحصين وأخبرت عن صالح مولى التوأمة فهو من كتب إبراهيم بن أبي يحيى سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول إبراهيم بن أبي يحيى لا يكتب حديثه كان جهميا رافضيا قلت ليحيى يروى بن جريج عن إبراهيم بن أبي يحيى قال حدث عنه من مات مريضا مات شهيدا قال أبو عبد الله وقد كان الثوري يحدث عن إبراهيم بن هراسة فيقول حدثنا أبو إسحاق الشيباني قال سليمان الشاذكوني من أراد التدين بالحديث فلا يأخذ عن الأعمش ولا عن قتادة الا ما قالا سمعناه قال علي بن المديني حدثنا يعلى بن عبيد عن محمد بن إسحاق عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى مائة بدنة فيها جمل لأبي جهل قال بن المديني فكنت أرى ان هذا من صحيح حديث بن إسحاق فإذا هو قد دلسه حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن إسحاق قال حدثني من لا أتهم عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن بن عباس فإذا الحديث مضطرب
107 قال علي وحدثنا سفيان عن أيوب عن أبي قلابة قال زكاة الأرض يبسها فقلت لسفيان فان وهيبا رواه عن أيوب عن أبي قلابة فقال سفيان رواه أبو عمير الحارث بن عمير عن أيوب فقيل لسفيان من عن أبي عمير قال ابنه حمزة فلقيت حمزة بن الحارث فحدثني عن أبيه عن أيوب عن أبي قلابة بهذا الحديث أخبرني عبد الله بن حمويه الدقيقي قال حدثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي قال حدثني خلف بن سالم قال سمعت عدة من مشايخ أصحابنا تذاكروا كثرة التدليس والمدلسين فأخذنا في تمييز أخبارهم فاشتبه علينا تدليس الحسن بن أبي الحسن وإبراهيم بن يزيد النخعي لان الحسن كثيرا ما يدخل بينه وبين الصحابة أقواما مجهولين وربما دلس عن مثل عتي بن ضمرة وحنيف بن المنتجب ودغفل بن حنظلة وأمثالهم وإبراهيم أيضا يدخل بينه وبين أصحاب عبد الله مثل هني بن نويرة وسهم بن منجاب وخزامة الطائي وربما دلس عنهم وذكر تدليس أبي إسحاق السبيعي فأكثر من عجائبه وكذلك الحكم ومغيرة وابن إسحاق وهشيم الجنس الخامس من المدلسين قوم دلسوا عن قوم سمعوا منهم الكثير وربما فاتهم الشئ عنهم فيدلسونه أخبرني قاضي القضاة محمد بن صالح الهاشمي قال ثنا أبو جعفر المستعيني قال حدثنا عبد الله بن علي بن عبد الله بن المديني قال ثنا أبي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول حدثنا صالح بن أبي الأخضر قال حديثي منه ما قرأت على الزهري ومنه ما سمعت ومنه ما وجدت في كتاب ولست أفصل ذا من ذا قال يحيى وكان قدم علينا فكان يقول حدثنا الزهري حدثنا الزهري
108 قال علي بن المديني وربما كان سفيان بن عيينة إذا أراد أن يدلس يقول عشرة عن زبيد منهم مالك بن مغول عن مرة عن عبد الله ان الله قسم بينكم أخلاقكم قال علي وكان زهير وإسرائيل يقولان عن أبي إسحاق انه كان يقول ليس أبو عبيدة حدثنا ولكن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستنجاء بالأحجار الثلاثة قال بن الشاذكوني ما سمعت بتدليس قط أعجب من هذا ولا أخفى قال أبو عبيدة لم يحدثني ولكن عبد الرحمن عن فلان عن فلان ولم يقل حدثني فجاز الحديث وسار أخبرني أبو يحيى السمرقندي قال ثنا محمد بن نصر قال حدثني جماعة عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه عن الحسن بن ذكوان عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الميتة وعن ثمن الخمر والحمر الأهلية وكسب البغي وعن عسب كل ذي فحل قال أبو عبد الله محمد بن نصر وهذا حديث لم يسمعه الحسن بن ذكوان من حبيب بن أبي ثابت وذلك أن محمد بن يحيى حدثنا قال ثنا أبو معمر قال حدثني عبد الوارث عن الحسن بن ذكوان عن عمرو بن خالد عن حبيب بن أبي ثابت وعمرو هذا منكر الحديث فدلسه الحسن عنه قال أبو عبد الله ومن هذه الطبقة جماعة من المحدثين المتقدمين والمتأخرين مخرج حديثهم في الصحيح الا أن المتبحر في هذا العلم يميز بين ما سمعوه وما دلسوه والجنس السادس من التدليس قوم رووا عن شيوخ لم يروهم قط ولم يسمعوا منهم إنما قالوا قال فلان فحمل ذلك عنهم على السماع وليس عندهم عنهم سماع عال ولا نازل
109 أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمذان قال حدثنا إبراهيم بن نصر قال ثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثني صاحب لي من أهل الري يقال له أشرس قال قدم علينا محمد بن إسحاق فكان يحدثنا عن إسحاق بن راشد فقدم علينا إسحاق بن راشد فجعل يقول ثنا الزهري وثنا الزهري قال فقلت له أين لقيت بن شهاب قال لم ألقه مررت ببيت المقدس فوجدت كتابا له ثم أخبرني محمد بن صالح الهاشمي قاضي القضاة قال حدثنا محمد بن عبد الله بن الحسين المستعيني قال حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال قال أبي سمعت يحيى بن سعيد يقول قال علي بن المبارك كتاب يحيى بن أبي كثير هذا بعث إلي يحيى من اليمامة أو خلفه عندي ولم أسمعه من يحيى يشك في قوله بعث إلى من اليمامة أو خلفه عندي قال علي سمعت يحيى يقول قال التيمي ذهبوا بصحيفة جابر إلى الحسن فرواها وذهبوا بها إلى قتادة فرواها وأتوني بها فلم أروها قال علي قال عبد الرحمن بن مهدي كان عند مخرمة كتب لأبيه لم يسمعها منه قال علي الحكم عن مقسم عن بن عباس إنما سمع منه أربعة أحاديث والباقي كتاب قال أبي وسئل عن عمرو بن حكام فقال كان له قريب سمع من شعبة فلما مات أخذ كتبه وقال كان لا يعرف قال أبي حدثني الحسن بن محمد بن عبد الله بن يزيد قال كان الصباح إذا جاء عبد الوهاب بن مخلد يقول ترى هذا والله ما صدقه أبوه في شئ وما هو الا أخذ الكتب
110 قال أبو عبد الله هذا باب يطول فليعلم صاحب الحديث أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة ولا من جابر ولا من بن عمر ولا من بن عباس شيئا قط وان الأعمش لم يسمع من أنس وأن الشعبي لم يسمع من صحابي غير أنس وأن الشعبي لم يسمع من عائشة ولا من عبد الله بن مسعود ولا من أسامة بن زيد ولا من علي إنما رآه رؤية ولا من معاذ بن جبل ولا من زيد بن ثابت وأن قتادة لم يسمع من صحابي غير أنس وأن عامة حديث عمرو بن دينار عن الصحابة غير مسموعة وأن عامة حديث مكحول عن الصحابة حوالة وأن ذلك كان كله يخفى الا على الحفاظ للحديث وقال أبو عبد الله قد ذكرت في هذه الأجناس الستة أنواع التدليس ليتأمله طالب هذا العلم فيقيس بالأقل على الأكثر ولم أستحسن ذكر أسامي من دلس من أئمة المسلمين صيانة للحديث ورواته غير أن أدل على جملة يهتدي إليها الباحث عن الأئمة الذين دلسوا والذين تورعوا عن التدليس وهو أن أهل الحجاز والحرمين ومصر والعوالي ليس التدليس من مذهبهم وكذلك أهل خراسان والجبال وإصبهان وبلاد فارس وخوزستان وما وراء النهر لا يعلم أحد من أئمتهم دلس وأكثر المحدثين تدليسا أهل الكوفة ونفر يسير من أهل البصرة فأما مدينة السلام بغداد فقد خرج منها جماعة من أئمة الحديث مثل أبي النضر هاشم بن القاسم وأبي نوح عبد الرحمن بن غزوان وأبي كامل مظفر بن مدرك وأبي محمد يونس بن محمد المؤدب وهم في الطبقة الأولى من أهل بغداد لا يذكر عنهم وعن أقرانهم من الطبقة الأولى التدليس ثم الطبقة الثانية بعدهم الحسن بن موسى الأشيب وسريج بن النعمان الجوهري ومعاوية بن عمرو الأزدي والمعلى بن منصور وأقرانهم من هذه الطبقة لم يذكر عنهم التدليس ثم الطبقة الثالثة إسحاق بن عيسى بن الطباع ومنصور بن سلمة الخزاعي وسليمان بن داود الهاشمي وأبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار
111 لم يذكر عنهم وعن طبقتهم التدليس ثم الطبقة الرابعة منهم مثل الهيثم بن خارجة والحكم بن موسى وخلف بن هشام وداود بن عمر الضبي لم يذكر عنهم وعن طبقتهم التدليس ثم الطبقة الخامسة مثل إمام الحديث أحمد بن حنبل ومزكى الرواة يحيى بن معين وصاحب المسند أبي خيثمة زهير بن حرب وعمرو بن محمد الناقد لم يذكر عن واحد منهم التدليس ثم الطبقة السادسة والسابعة فلم يذكر عنهم ذلك الا أبي بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي الواسطي فحدثني أبو علي الحافظ قال كنت يوما عند أبي بكر بن الباغندي وهو يملي علي فقال لي أبو يزيد عمرو بن يزيد الجرمي فأمسكت عن الكتابة ثم أعاد ثانيا ثم قال حديث سرار بن مجشر فقلت قد أغناك الله عنه يا أبا بكر فقد حدثناه أبو عبد الرحمن النسائي قال حدثنا أبو يزيد فان أخذ أحد من أهل بغداد التدليس فعن الباغندي وحده ذكر النوع السابع والعشرين من علوم الحديث هذا النوع منه معرفة علل الحديث وهو علم برأسه غير الصحيح والسقيم والجرح والتعديل أخبرنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الهاشمي قال حدثنا أحمد بن سلمة بن عبد الله قال سمعت أبا قدامة السرخسي يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول لان أعرف علة حديث هو عندي أحب إلي من أن أكتب عشرين حديثا ليس عندي قال أبو عبد الله وإنما يعلل الحديث من أوجه ليس للجرح فيها مدخل فان حديث المجروح ساقط واه وعلة الحديث يكثر في أحاديث الثقات أن يحدثوا
112 بحديث له علة فيخفى عليهم علمه فيصير الحديث معلولا والحجة فيه عندنا الحفظ والفهم والمعرفة لا غير وقال عبد الرحمن بن مهدي معرفة الحديث الهام فلو قلت للعالم يعلل الحديث من أين قلت هذا لم يكن له حجة وأخبرني أبو علي الحسين بن محمد بن عبد ويه الوراق بالري قال ثنا محمد بن صالح الكليني قال سمعت أبا زرعة وقال له رجل ما الحجة في تعليلكم الحديث قال الحجة أن تسألني عن حديث له علة فأذكر علته ثم تقصد بن وارة يعني محمد بن مسلم بن وارة وتسأله عنه ولا تخبره بأنك قد سألتني عنه فيذكر علته ثم تقصد أبا حاتم فيعلله ثم تميز كلام كل منا على ذلك الحديث فإن وجدت بيننا خلافا في علته فاعلم أن كلا منا تكلم على مراده وان وجدت الكلمة متفقة فاعلم حقيقة هذا العلم قال ففعل الرجل فاتفقت كلمتهم عليه فقال أشهد أن هذا العلم إلهام فالجنس الأول من أجناس علل الحديث مثاله ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال ثنا حجاج بن محمد قال قال بن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من جلس مجلسا كثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك الا غفر له ما كان في مجلسه ذلك قال أبو عبد الله هذا حديث من تأمله لم يشك أنه من شرط الصحيح وله علة فاحشة حدثني أبو نصر أحمد بن محمد الوراق قال سمعت أبا حامد أحمد بن حمدون القصار يقول سمعت مسلم بن الحجاج وجاء إلى محمد بن إسماعيل البخاري فقبل بين
113 عينيه وقال دعني حتى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله حدثك محمد بن سلام قال ثنا مخلد بن يزيد الحراني قال أخبرنا بن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في كفارة المجلس فما علته قال محمد بن إسماعيل هذا حديث مليح ولا أعلم في الدنيا في هذا الباب غير هذا الحديث الا أنه معلول حدثنا به موسى بن إسماعيل قال حدثنا وهيب قال ثنا سهيل عن عون بن عبد الله قوله قال محمد بن إسماعيل هذا أولى فإنه لا يذكر لموسى بن عقبة سماعا من سهيل والجنس الثاني من علل الحديث حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا العباس بن محمد الدوري قال ثنا قبيصة بن عقبة عن سفيان عن خالد الحذاء أو عاصم عن أبي قلابة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرحم أمتي أبو بكر وأشدهم في دين الله عمر وأصدقهم حياء عثمان وأقراهم أبي بن كعب وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وإن لكل أمة أمينا وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة قال أبو عبد الله وهذا من نوع آخر علته فلو صح بإسناده لأخرج في الصحيح إنما روى خالد الحذاء عن أبي قلابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أرحم أمتي مرسلا وأسند ووصل ان لكل أمة أمينا وأبو عبيدة أمين هذه الأمة هكذا رواه البصريون الحفاظ عن خالد الحذاء وعاصم جميعا وأسقط المرسل من الحديث وخرج المتصل بذكر أبي عبيدة في الصحيحين والجنس الثالث من علل الحديث حدثنا أبو عباس محمد بن يعقوب قال ثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال ثنا بن أبي مريم قال حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير
114 عن موسى بن عقبة عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني لاستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة قال أبو عبد الله وهذا إسناد لا ينظر فيه حديثي الا علم أنه من شرط الصحيح والمدنيون إذا رووا عن الكوفيين زلقوا حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ قال ثنا يحيى بن محمد بن يحيى قال ثنا أبو الربيع قال ثنا حماد بن زيد عن ثابت البناني قال سمعت أبا بردة يحدث عن الأغر المزني وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ليغان على قلبي فاستغفر الله في اليوم مائة مرة قال أبو عبد الله رواه مسلم بن الحجاج في الصحيح عن أبي الربيع وهو الصحيح المحفوظ ورواه الكوفيون أيضا مسعر وشعبة وغيرهما عن عمرو بن مرة عن أبي بردة هكذا والجنس الرابع من علل الحديث أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال ثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي قال ثنا أبو حذيفة قال ثنا زهير بن محمد عن عثمان بن سليمان عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور قال أبو عبد الله قد خرج العسكري وغيره من المشايخ هذا الحديث في الوحدان وهو معلول من ثلاثة أوجه أحدها أن عثمان هو بن أبي سليمان والآخر أ عثمان إنما رواه عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه والثالث قوله سمع النبي صلى الله عليه وسلم وأبو سليمان لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وقد خرجت شواهده في التلخيص
115 والجنس الخامس من علل الحديث حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا بحر بن نصر قال أنا بن وهب قال أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب عن علي بن الحسين عن رجال من الأنصار أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فرمى بنجم فاستنار فذكر الحديث بطوله قال الحاكم علة هذا الحديث أن يونس على حفظه وجلالة محله قصر به وإنما هو عن بن عباس قال حدثني رجال من الأنصار وهكذا رواه بن عيينة ويونس من سائر الروايات وشعيب بن أبي حمزة وصالح بن كيسان والأوزاعي وغيرهم عن الزهري وهو مخرج في الصحيح والجنس السادس من علل الحديث حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى قال ثنا أبو العباس الثقفي قال ثنا حاتم بن الليث الجوهري قال ثنا حامد بن أبي حمزة السكري قال ثنا علي بن الحسين بن واقد قال حدثني أبي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال قلت يا رسول الله ما لك أفصحنا ولم تخرج من بين أظهرنا قال كانت لغة إسماعيل قد درست فجاء بها جبرائيل عليه السلام إلي فحفظنيها قال أبو عبد الله لهذا الحديث علة عجيبة حدثني أبو عبد الله محمد بن العباس الضبي رحمه الله من أصل كتابه قال أنا أحمد بن علي بن زرين الفاشاني من أصل كتابه قال ثنا علي بن خشرم قال ثنا علي بن الحسين بن واقد قال بلغني أن عمر بن الخطاب قال يا رسول الله انك أفصحنا ولم تخرج من بين أظهرنا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لغة إسماعيل كانت قد درست فأتاني بها جبرائيل فحفظنيها
116 والجنس السابع من علل الحديث حدثنا الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه قال أخبرنا أبو بكر يعقوب بن يوسف المطوعي قال ثنا أبو داود سليمان بن محمد المباركي قال ثنا أبو شهاب عن سفيان الثوري عن الحجاج بن فرافصة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم قال أبو عبد الله وهكذا رواه عيسى بن يونس ويحيى بن الضريس عن الثوري فنظرت فإذا له علة أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو قال ثنا أحمد بن سيار قال حدثنا محمد بن كثير قال ثنا سفيان الثوري عن الحجاج بن الفرافصة عن رجل عن أبي سلمة قال سفيان أراه ذكر أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم الجنس الثامن من علل الحديث حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني قال ثنا روح بن عبادة قال حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن يحيى بن أبي كثير عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر عند أهل بيت قال أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار ونزلت عليكم السكينة قال أبو عبد الله قد ثبت عندنا من غير وجه رواية يحيى بن أبي كثير عن أنس بن مالك إلا أنه لم يسمع منه هذا الحديث وله علة أخبرنا أبو العباس قاسم بن القاسم السياري وأبو محمد الحسن بن حليم المروزيان بمرو قالا حدثنا أبو الموجه
117 قال أخبرنا عبدان قال أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا هشام عن يحيى بن أبي كثير قال حدثت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر عند أهل بيت قال أفطر عندم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة الجنس التاسع من علل الحديث أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي قال ثنا يحيى بن عثمان بن صالح السهمي قال ثنا سعيد بن كثير بن عفير قال حدثني المنذر بن عبد الله الحزامي عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن دينار عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة قال سبحانك اللهم تبارك اسمك وتعالى جدك وذكر الحديث بطوله قال أبو عبد الله لهذا الحديث علة صحيحة والمنذر بن عبد الله أخذ طريق المجرة فيه حدثنا أبو جعفر محمد بن عبيد الله العلوي النقيب بالكوفة قال حدثنا الحسين بن الحكم الحبري قال حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل قال ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة قال ثنا عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا افتتح الصلاة فذكر الحديث بغير هذا اللفظ وهذا مخرج في صحيح لمسلم الجنس العاشر من علل الحديث أخبرنا أحمد بن علي بن الحسن المقرئ قال حدثنا أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي قال ثنا أبي عن أبيه عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ضحك في صلاته يعيد الصلاة ولا يعيد الوضوء قال أبو عبد الله الحاكم لهذا الحديث علة صحيحة أخبرنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن السبيعي بالكوفة قال ثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي قال ثنا وكيع
118 عن الأعمش عن أبي سفيان قال سئل جابر عن الرجل يضحك في الصلاة قال يعيد الصلاة ولا يعيد الوضوء قال أبو عبد الله فقد ذكرنا علل الحديث على عشرة أجناس وبقيت أجناس لم نذكرها وإنما جعلتها مثالا لأحاديث كثيرة معلولة ليهتدي إليها المتبحر في هذا العلم فان معرفة علل الحديث من أجل هذه العلوم ذكر النوع الثامن والعشرين من علوم الحديث هذا النوع منه معرفة الشاذ من الروايات وهو غير المعلول فان المعلول ما يوقف على علته أنه دخل حديث في حديث أو وهم فيه راو أو أرسله واحد فوصله وأهم فأما الشاذ فإنه حديث يتفرد به ثقة من الثقات وليس للحديث أصل متابع لذلك الثقة سمعت أبا بكر أحمد بن محمد المتكلم الأشقر يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول قال لي الشافعي ليس الشاذ من الحديث أن يروى الثقة ما لا يرويه غيره هذا ليس بشاذ إنما الشاذ أن يروي الثقة حديثا يخالف فيه الناس هذا الشاذ من الحديث ومثاله ما حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه قال ثنا موسى بن هارون قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزوة تبوك إذا ارتحل قبل زيغ الشمس أخر الظهر حتى يجمعها إلى العصر فيصليهما جميعا وإذا ارتحل بعد زيغ الشمس صلى الظهر والعصر جميعا ثم سار وكان إذا ارتحل قبل المغرب أخر المغرب حتى يصليها مع العشاء وإذا ارتحل بعد المغرب عجل العشاء فصلاها مع المغرب
119 قال أبو عبد الله هذا حديث رواته أئمة ثقات وهو شاذ الاسناد والمتن لا نعرف له علة نعلله بها ولو كان الحديث عند الليث عن أبي الزبير عن أبي الطفيل لعللنا به الحديث ولو كان عند يزيد بن أبي حبيب عن أبي الزبير لعللنا به فلما لم نجد له العلتين خرج عن أن يكون معلولا ثم نظرنا فلم نجد ليزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل رواية ولا وجدنا هذا المتن بهذه السياقة عند أحد من أصحاب أبي الطفيل ولا عند أحد ممن رواه عن معاذ بن جبل عن أبي الطفيل فقلنا الحديث شاذ وقد حدثونا عن أبي العباس الثقفي قال كان قتيبة بن صعيد يقول لنا على هذا الحديث علامة أحمد بن حنبل وعلي بن المديني ويحيى ين معين وأبي بكر بن أبي شيبة وأبي خيثمة حتى عد قتيبة أسامي سبعة من أئمة الحديث كتبوا عنه هذا الحديث وقد أخبرناه أحمد بن جعفر القطيعي قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا قتيبة فذكره قال أبو عبد الله فأئمة الحديث إنما سمعوه من قتيبة تعجبا من إسناده ومتنه ثم لم يبلغنا عن أحد منهم انه ذكر للحديث علة وقد قرأ علينا أبو علي الحافظ هذا الباب وحدثنا به عن أبي عبد الرحمن النسائي وهو امام عصره عن قتيبة بن سعيد ولم يذكر أبو عبد الرحمن ولا أبو علي للحديث علة فنظرنا فإذا الحديث موضوع وقتيبة بن سعيد ثقة مأمون حدثني أبو الحسن محمد بن موسى بن عمران الفقيه قال ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال سمعت صالح بن حفصويه النيسابوري قال أبو بكر وهو صاحب حديث يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول قلت لقتيبة بن سعيد مع من كتبت
120 عن الليث بن سعد حديث يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل فقال كتبته مع خالد المدايني قال البخاري وكان خالد المدايني يدخل الأحاديث على الشيوخ ومن هذا الجنس حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو الثقة المأمون من أصل كتابه قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن سيار قال ثنا محمد بن كثير العبدي قال ثنا سفيان الثوري قال حدثني أبو الزبير عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الظهر يرفع يديه إذا كبر وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع قال أبو عبد الله وهذا الحديث شاذ الاسناد والمتن إذ لم نقف له على علة وليس عند الثوري عن أبي الزبير هذا الحديث ولا ذكر أحد في حديث رفع اليدين انه في صلاة الظهر أو غيرها ولا نعلم أحدا رواه عن أبي الزبير غير إبراهيم بن طهمان وحده تفرد بنه الا حديث يحدث به سليمان بن أحمد الملطي من حديث زياد بن سوقة وسليمان متروك يضع الحديث وقد رأيت جماعة من أصحابنا يذكرون ان علته ان يكون عن محمد بن كثير عن إبراهيم ين طهمان وهذا خطأ فاحش وليس عند محمد بن كثير عن إبراهيم بن طهمان حرف فيتوهمون قياسا ان محمد بن كثير يروي عن إبراهيم بن طهمان كما روى أبو حذيفة لأنهما جميعا رويا عن الثوري وليس كذلك فإن إبل حذيفة قد روى عن جماعة لم يسمع منهم محمد بن كثير منهم إبراهيم بن طهمان وشبل بن عباد وعكرمة بن عمار وغيرهم من أكابر الشيوخ حدثنا أبو الحسين عبد الرحمن بن نصر المصري الأصم ببغداد قال ثنا أبو عمرو بن خزيمة البصري بمصر قال ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثنا
121 أبي عن ثمامة عن أنس قال كان قيس بن سعد من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرط من الأمير يعني ينظر في أموره وحدثنا جماعة من مشايخنا عن أبي بكر محمد بن إسحاق قال حدثني أبو عمرو محمد بن خزيمة البصري بمصر وكان ثقة فذكر الحديث بنحوه قال أبو عبد الله وهذا الحديث شاذ بمرة فان رواته ثقات وليس له أصل عن أنس ولا عن غيره من الصحابة بإسناد آخر ذكر النوع التاسع والعشرين من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم معرفة سنن لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعارضها مثلها فيحتج أصحاب المذاهب بأحدهما وهما في الصحة والسقم سيان ومثال ذلك ما حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب قال انا الربيع بن سليمان قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من أراد منكم ان يهل بحج وعمرة فليفعل ومن أراد ان يهل بحج فليهل قالت وأهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحج وأهل به ناس معه وأهل ناس بالعمرة والحج وأهل ناس بالعمرة وكنت ممن أهل بالعمرة حدثنا أبو الحسين أحمد بن عثمان المقرئ ببغداد قال ثنا محمد بن ماهان قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا مالك بن أنس عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد الحج
122 أخبرني عمر بن صفوان الجمحي بمكة قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا إبراهيم بن زياد سبلان قال ثنا عباد بن عباد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال أهللنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج مفردا قال أبو عبد الله فهذه الأخبار تصرح بان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مفردا وكذلك أخبار جابر بن عبد الله وكلها مخرجة في الصحيح وهذه الأخبار الصحيحة يعارضها ما أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو قال ثنا سعيد بن مسعود قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالبطحاء فقال بم أهللت فقلت بإهلال كإهلال النبي صلى الله عليه وسلم قال هل سقت من هدي قلت لا قال فطف بالبيت وبين الصفا والمروة ثم حل وذكر الحديث أخبرنا أحمد بن حعفر القطيعي قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن قتادة قال قال عبد الله بن شقيق كان عثمان ينهى عن المتعة وكان على يأمر بها فقال عثمان لعلي كلمة ثم قال علي لقد علمت انا قد تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجل ولكن كنا خائفين أخبرنا أبو العباس المحبوبي قال ثنا أحمد بن سيار قال حدثنا محمد بن كثير قال ثنا سفيان بن غنيم بن قيس عن سعد بن مالك انه سمع معاوية ينهى عن المتعة في الحج فقال سعد لقد تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وان معاوية لكافر بالعرش
123 حدثنا أبو بكر بن إسحاق الإمام قال أخبرنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا بن بكير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله ان عبد الله بن عمر قال تمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بالعمرة إلى الحج الحديث قال أبو عبد الله وهذه الأخبار كلها مخرجة في الصحيح تصرح بان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان متمتعا وهذه الأخبار الصحيحة يعارضها ما أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد الزيادي قال ثنا محمد بن الفرج الأزرق قال حدثنا الحسن بن موسى الأشيب قال ثنا شعبة عن حميد بن هلال قال سمعت مطرفا قال قال لي عمران بن حصين اني أحدثك حديثا عسى الله ان ينفعك به ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جمع بين حج وعورة ثم لم ينه عنه حتى مات ولم ينزل قرآن يحرمه حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال ثنا إبراهيم بن عبد الله قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حميد عن بكر عن أنس قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يلبي بالحج والعمرة جميعا قال حميد قال بكر فحدثت بذلك بن عمر فقال لبى بالحج وحده فلقيت أنسا فحدثته بقول بن عمر فقال أنس ما تعدونا الا صبيانا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لبيك عمرة وحجا وقد روى عن بن عمر وأسماء بنت أبي بكر مثله وهذه الأحاديث تصرح بان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قارنا والحجة واحدة والمعارضات صحيحة وقد شفى الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق في الكلام على هذه الأخبار واختار التمتع وكذلك أحمد وإسحاق واختار الشافعي الافراد واختار أبو حنيفة القران
124 أصل ثان حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري قال ثنا محمد بن عبيد عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر ان عمر قال يا رسول أينام أحدنا وهو جنب قال نعم إذا توضأ حدثنا أبو عبد الله الشيباني قال ثنا إبراهيم بن عبد الله قال أخبرنا وهب بن جرير قال انا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة انها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان جنبا وأراد ان يأكل أو ينام توضأ قال أبو عبد الله هذه الأخبار في هذا صحيحة وهذه الأخبار يعارضها ما أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب العبدي قال ثنا أبو قلابة ومحمد بن سليمان قالا ثنا أبو عاصم عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام وهن جنب ولا يمس ماء أخبرنا أحمد بن سليمان الفقيه قال ثنا جعفر بن محمد بن شاكر قال ثنا عفان قال ثنا أبو عوانة عن أبي إسحاق عن الأسود قال سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت كلاما ثم قالت فإذا قضى صلاته مال إلى فراشه فان كانت له حاجة إلى أهله ثم نام كهيئته لم يمس ماء قال أبو عبد الله فهذه الأسانيد صحيحة كلها والخبر ان يعارض أحدهما الآخر وأخبار المدنيين والكوفيين متفقة على الوضوء وأخبار أبي إسحاق السبيعي معارضة لها أصل ثالث حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا بحر بن نصر قال قرئ علي بن وهب أخبرك مالك بن أنس والليث بن سعد ويونس بن يزيد وابن سمعان ان بن شهاب أخبرهم قال أخبرني أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فرسا فصرع عنه فجحش شقه الأيمن فصلى صلاة من الصلوات وهو
125 قاعد وصلينا وراءه قعودا فلما انصرف قال إنما جعل الامام ليؤتم به فإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعين قال أبو عبد الله هذا حديث مخرج في الصحيحين وله شواهد في الصحابة ويعارضه هذا حدثنا أبو بكر بن إسحاق قال أخبرنا محمد بن أحمد بن النضر قال حدثنا معاوية بن عمرو قال ثنا زائدة ح وحدثنا محمد بن صالح قال ثنا محمد بن عمرو الحرشي قال ثنا أحمد بن يونس قال ثنا زائدة قال ثنا موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله قال دخلت على عائشة فقلت الا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت بلى ثقل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أصلى الناس قلت لا فذكر الحديث في صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف أبي بكر وخروج النبي صلى الله عليه وسلم وجلوسه إلى جنب أبي بكر قالت فجعل أبو بكر يصلى وهو قائم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قاعد وذكر الحديث قال أبو عبد الله قد روى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه وأمره أبا بكر الصديق رضي الله عنه ان يصلى بالناس جماعة غير عائشة منهم عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وزيد بن أرقم وعبد الله بن عباس وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن زمعة وسالم بن عبيد وأنس بن مالك وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر وغيرهم من الصحابة وأكثرها مخرجة في الصحيح وهو آخر الامرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم
126 أصل رابع حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا الربيع بن سليمان قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مالك عن نافع عن نبيه بن وهب أن عمر بن عبيد الله أراد ان يزوج طلحة بن عمر بنت شيبة بن جبير فأرسل إلى أبان بن عثمان ليحضر ذلك وهو أمير الحاج فقال أبان سمعت عثمان بن عفان يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا ينكح المحرم ولا ينكح ولا يخطب قال أبو عبد الله في النهي عن نكاح المحرم باب مخرج أكثرها في الصحيح وتعارضها هذه الأخبار حدثني علي بن حمشاذ العدل قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدثنا علي بن المديني قال ثنا سفيان قال ثنا عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم نكح ميمونة وهو محرم قال أبو عبد الله هكذا روى عن سعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح وطاؤس بن كيسان وعكرمة مولى بن عباس ومجاهد بن جبر وعبد الله بن أبي مليكة وغيرهم عن عبد الله بن عباس وكان سعيد بن المسيب ينكر هذا الحديث وقد كان يزيد بن الأصم يروى عن أبي رافع انه كان يقول كنت والله الرسول بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وميمونة وما تزوجها الا حلالا وقد خرجت علته في كتاب الإكليل في عمرة القضاء بتفصيله وشرحه حتى لقد شفيت أصل خامس أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني قال حدثنا جدي قال ثنا عبد الله بن صالح قال أخبرنا بن لهيعة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج والعمرة فريضتان واجبتان يعارضه حديث الحجاج بن أرطاة
127 حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال ثنا فهد بن حيان قال ثنا عبد الواحد بن زياد قال ثنا الحجاج بن أرطاة عن محمد بن المنكدر عن جابر ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العمرة أواجبة هي فقال لا وان تعتمر خير لك أصل سادس حدثنا أبو بكر بن إسحاق وعلي بن حمشاذ وجعفر بن محمد الخلدي وعمرو بن محمد العدل وأبو بكر بن بالويه والحسن بن محمد الأزهري قال الامام أخبرنا وقالوا حدثنا عبد الله بن أيوب بن زاذان الضرير قال ثنا محمد بن سليمان الذهلي قال ثنا عبد الوارث بن سعيد قال قدمت مكة فوجدت بها أبا حنيفة وابن أبي ليلى وابن شبرمة فسألت أبا حنيفة فقلت ما تقول في رجل باع بيعا وشرط شرطا قال البيع باطل والشرط باطل ثم أتيت بن أبي ليلى فسألته فقال البيع جائز والشرط باطل ثم أتيت بن شبرمة فسألته فقال البيع جائز والشرط جائز فقلت يا سبحان الله ثلاثة من فقهاء العراق اختلفتم على في مسألة واحدة فاتيت أبا حنيفة فأخبرته فقال ما أدري ما قالا حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بنع وشرط البيع باطل والشرط باطل ثم أتيت بن أبي ليلى فأخبرته فقال ما أدري ما قالا حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اشترى بريرة فاعتقها البيع جائز والشرط باطل ثم أتيت بن شبرمة فأخبرته فقال ما أدري ما قالا حدثني مسعر بن كدام عن محارب بن دثار عن جابر قال بعت من النبي صلى الله عليه وسلم ناقة وشرط لي حملانها إلى المدينة البيع جائز والشرط جائز قال أبو عبد الله قد جعلت هذه الأحاديث التي ذكرتها مثالا لحديث كثير يطول شرحها في هذا الكتاب
128 ذكر النوع الثلاثين من علوم الحديث هذا النوع من هذا العلم معرفة الاخبار التي لا معارض لها بوجه من الوجوه ومثال ذلك ما حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة قال ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد قال انا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري قال أخبرني القاسم بن محمد ان عائشة أخبرته ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي مستترة بقرام فيها صورة تماثيل فتلون وجهه ثم اهوى القرام فهتكه بيده ثم قال إن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله عز وجل قال أبو عبد الله هذه سنة صحيحة لا معرض لها حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا إبراهيم بن مرزوق قال ثنا وهب بن جرير قال ثنا شعبة عن سماك بن بن حرب عن مصعب بن سعد عن أن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول قال أبو عبد الله هذه سنة صحيحة لا معارض لها أخبرنا أحمد بن سليمان الموصلي قال ثنا علي بن حرب قال ثنا سفيان عن الزهري عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء قال أبو عبد الله هذه سنة صحيحة لا معارض لها أخبرنا حمزة بن العباس العقبي ببغداد حدثنا محمد بن عيسى المدائني قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت جاءت امرأة رفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن رفاعة قد طلقني فأبت طلاقي فتزوجت
129 عبد الرحمن بن الزبير وإنما معه مثل هدبة الثوب فقال أتريدين ان ترجعي إلى رفاعة لا حتى تذوق عسيلته ويذوق عسيلتك وأبو بكر عند النبي صلى الله عليه وسلم وخالد بن سعيد ينتظر ان يوذن له فقال يا أبا بكر الا تسمع ما تجهر به عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو عبد الله هذه سنة صحيحة لا معارض لها حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو قال ثنا الفضل بن عبد الجبار قال ثنا النضر بن شميل قال أخبرنا بن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شغار في الاسلام قال أبو عبد الله هذه سنة صحيحة لا معارض لها وقد صنف عثمان بن سعيد الدارمي فيه كتابا كبيرا ذكر النوع الحادي والثلاثين من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم معرفة زيادات ألفاظ فقهية في أحاديث ينفرد بالزيادة راو واحد وهذا مما يعز وجوده ويقل في أهل الصنعة من يحفظه وقد كان أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري الفقيه ببغداد يذكر ذلك وأبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني بخراسان وبعدهما شيخنا أبو الوليد رضي الله عنهم أجمعين ومثال هذا النوع ما حدثناه أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك قال حدثنا الحسن بن مكرم قال ثنا عثمان بن عمر قال ثنا مالك بن مغول عن الوليد بن العيزار عن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن مسعود قال سألت رسول الله
130 صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال الصلاة في أول وقتها قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قلت ثم أي قال بر الوالدين قال أبو عبد الله هذا حديث صحيح محفوظ رواه جماعة من أئمة المسلمين عن مالك بن مغول وكذلك عن عثمان بن عمر فلم يذكر أول الوقت فيه غير بندار بن بشار والحسن بن مكرم وهما ثقتان فقيهان ومنه ما أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن الطوسي بنيسابور وأبو محمد عبد الله بن محمد الخزاعي بمكة قالا حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرة قال ثنا يحيى بن محمد الجاري قال ثنا زكريا بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع عن أبيه عن جده عن بن عمر قال قال رسول الله صلى عليه وسلم من شرب في اناء ذهب أو فضة أو في اناء فيه شئ من ذلك فإنما يجرجر في بطنه نار جهنم قال أبو عبد الله هذا حديث روى عن أم سلمة وهو مخرج في الصحيح وكذلك روى من غير وجه عن بن عمر واللفظة أو اناء فيه شئ من ذلك لم نكتبها الا بهذا الاسناد ومنه ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا محمد بن الجهم السمري قال حدثنا نصر بن حماد قال أخبرنا أبو معشر عن نافع عن بن عمر قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نخرج صدقة الفطر عن كل صغير وكبير حر أو عبد صاعا من تمر أو صاعا من زبيب أو صاعا من شعير أو صاعا من قمح وكان يأمرنا ان نخرجها قبل الصلاة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسمها قبل ان ننصرف من المصلى ويقول أغنوهم عن طواف هذا اليوم
131 قال أبو عبد الله هذا حديث رواه جماعة من أئمة الحديث عن نافع فلم يذكروا صاع القمح فيه الا حديث عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحي يتفرد به عن عبيد الله بن عمر عن نافع ومنه ما حدثنا أبو بكر بن إسحاق الإمام قال أخبرنا أبو مسلم قال حدثنا عبد الله بن رجاء قال ثنا همام عن محمد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أو سأله رجل فقال بينا انا في الصلاة ذهبت أحك فخذي فأصابت يدي ذكري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل هو الا بضعة منك قال أبو عبد الله هذا حديث رواه جماعة من التابعين وغيرهم عن محمد بن جابر فلم يذكر الزيادة في حك الفخذ غير عبد الله بن رجاء عن همام بن يحيى وهما ثقتان ومنه ما حدثني أبو الحسن أحمد بن الخضر الشافعي قال حدثنا جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ قال ثنا أحمد بن نصر المقرئ قال ثنا آدم بن أبي إياس العسقلاني قال ثنا عبد الله بن زياد بن سمعان عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج غير تمام قال فقال له رجل يا أبا هريرة اني أكون أحيانا وراء الإمام قال اقرأ بها في نفسك يا فارسي فاني سمعت رسول الله صلى اله عليه وسلم يقول قال الله تبارك وتعالى قسمت هذه السورة بيني وبين عبدي فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد بسم الله الرحمن الرحيم قال الله
132 ذكرني عبدي وإذا قال الحمد لله رب العالمين قال الله تبارك وتعالى حمدني عبدي وذكر باقي الحديث قال أبو عبد الله هذا حديث مخرج في الصحيح من حديث العلاء بن عبد الرحمن ولا اعلم أحدا ذكر فيه قراءة بسم الله الرحمن الرحيم غير آدم بن أبي إياس عن بن سمعان ومنه ما حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه قال أخبرنا الحسن بن علي بن زياد قال ثنا إبراهيم بن موسى الفراء قال ثنا بقية عن الوضين بن عطاء عن محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ عن علي بن أبي طالب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الستة وكاء العين فمن نام فليتوضأ قال أبو عبد الله هذا حديث مروي من غير وجه لم يذكر فيه فمن نام فليتوضأ غير إبراهيم بن موسى الرازي وهو ثقة مأمون سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد بن تميم الحنظلي يقول سمعت أبا إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي يقول قلت لأحمد بن حنبل كتبت عن إبراهيم بن موسى الصغير قال لا تقل الصغير وهو كبير هو كبير ومنه ما حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد الخطيب بمرو قال ثنا إبراهيم بن العلاء قال حدثنا نصر بن حاجب قال ثنا مسلم بن خالد عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة الا المكتوبة قيل يا رسول الله ولا ركعتي الفجر قال ولا ركعتي الفجر
133 قال أبو عبد الله هذا حديث مخرج في الصحيح من حديث عمرو بن دينار بإسناده الا الزيادة فيه فإنه يتفرد بها نصر بن حاجب عن مسلم بن خالد ومنه ما سمعت أبا بكر بن إسحاق الامام يقول حدثني أبو علي الحافظ فسألت أبا علي فحدثني قال ثنا إسحاق بن أحمد بن إسحاق الرقي قال حدثنا أبو يوسف محمد بن أحمد بن الحجاج الرقي قال حدثنا عيسى بن يونس قال ثنا بن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما امرأة نكحت بغير اذن وليها وشاهدي عدل فنكاحها باطل فان دخل بها فلها المهر وان اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له قال أبو عبد الله هذا حديث محفوظ من حديث بن جريج عن سليمان بن موسى الأشدق فاما ذكر الشاهدين فيه فانا لم نكتبه الا عن أبي علي بهذا الاسناد ومنه ما أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو قال حدثنا محمد بن عيسى الطرسوسي قال حدثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد عن سماك بن عطية عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال أمر بلال ان يشفع الاذان ويوتر الإقامة الا الإقامة قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة فإنه قالها مرتين قال أبو عبد الله هذا حديث رواه الناس عن أيوب فلم يذكر الزيادة من تثنية قد قامت الصلاة غير سماك بن عطية البصري وهو ثقة ومنه ما أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد الداربردي بمرو قال ثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي قال حدثنا القعنبي عن مالك عن حميد عن أنس قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمر حتى يزهى قيل وما زهوه قال يحمر أو يصفر أرأيت ان منع الله الثمرة فبم يستحل أحدكم مال أخيه
134 قال أبو عبد الله هذه الزيادة في هذا الحديث أرأيت ان منع الله الثمرة عجيبة فان مالك بن أنس ينفرد بها ولم يذكرها غيره علمي في هذا الخبر وقد قال بعض أئمتنا انها من قول أنس فسمعت الشيخ أبا بكر بن إسحاق يقول رأيت مالك بن أنس في المنام شيخ أسمر طوال فقلت أحدثكم حميد الطويل عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أرأيت ان منع الله الثمرة فبم يستحل أحدكم مال أخيه قال نعم ذكر النوع الثاني والثلاثين من علوم الحديث هذا النوع من هذا العلم معرفة مذاهب المحدثين قال مالك بن أنس رحمه الله ولا يؤخذ العلم من صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه وقال يحيى بن معين كان محمد بن مناذر الشاعر زنديقا يخرج إلى البطحاء فيصطاد العقارب ثم يرسلها على المسلمين في المسجد الحرام وقال وكان إبراهيم بن أبي يحيى جهميا قدريا أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي قال حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح السهمي قال ثنا نعيم قال حدثني حاتم الفاخر وكان ثقة قال سمعت سفيان الثوري يقول اني لا روي الحديث على ثلاثة أوجه اسمع الحديث من الرجل اتخذه دينا واسمع الحديث من الرجل أتوقف في حديثه واسمع الحديث من الرجل لا اعتد بحديثه وأحب معرفة مذهبه أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن الفضل الوراق بمكة قال ثنا محمد بن العقيلي قال ثنا عمر بن محمد الأسدي قال ثنا أبي قال حدثنا مفضل بن صدقة الحنفي قال شهدت منصور بن المعتمر وحدث أبان بن تغلب بحديث عن محمد بن علي فيه قرص لعثمان فقال له كذبت كذبت وصاح به
135 قال أبو عبد الله أبان بن تغلب ثقة مخرج حديثه في الصحيحين وكان قاص الشيعة حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا محمد بن علي الوراق قال سمعت أحمد بن حنبل يقول إبراهيم بن طهمان صدوق من أهل خراسان وكان يتكلم في الارجاء قال أبو عبد الله إبراهيم بن طهمان ثقة مخرج حديثه في الصحيح الا ان مالك بن أنس فمن بعده من الأئمة أنكروا عليه الارجاء حدثنا محمد بن صالح بن هانئ قال ثنا محمد بن إسماعيل بن مهران قال ثنا محمد بن موسى الواسطي قال ثنا المثنى بن معاذ قال ثنا أبي قال كتبت إلى شعبة وهو ببغداد أسأله عن أبي شيبة القاضي قال فكتب إلى لا ترو عنه فإنه رجل مذموم في مذهبه وإذا قرأت كتابي فمزقه حدثنا علي بن حمشاذ العدل قال ثنا محمد بن أحمد بن النضر الأزدي قال ثنا أبو بكر بن عفان قال خرج بن عيينة علينا من منزله وكان منزله بقعيقعان فقال الا فاحذروا بن أبي رواد المرجئ لا تجالسوه واحذروا إبراهيم بن أبي يحيى القدري لا تجالسوه أخبرني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه قال ثنا معاذ بن المثنى العنبري قال سألت علي بن المديني عن أبي إسرائيل الملائي فقال لم يكن في حديثه بذاك وكان يذكر عثمان يعني بالسوء أخبرني أبو بكر محمد بن نصير الخلدي قال ثنا جعفر بن محمد السوسي بمكة قال حدثنا إبراهيم بن يعقوب قال سمعت علي بن الحسين بن واقد يحدث عن أبيه
136 قال قدمت الكوفة فاتيت السدي فسألته عن تفسير سبعين آية من كتاب الله عز وجل فحدثني فلم ارم مجلسي حتى سمعته يسب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فلم أعد إليه أخبرني علي بن الفضل الخزاعي قال ثنا عبد الله بن الحسن قال ثنا علي بن المديني قال أخبرني من سمع يزيد بن هارون يقول سمعت أبا حمزة الثمالي يؤمن بالرجعة أخبرني أبو علي الحافظ قال أخبرنا علي بن مسلم الأصبهاني قال حدثنا عقيل بن يحيى الأصبهاني قال سمعت أبا داود يقول كان جرير بن حازم إذا قدم قال شعبة قد جاءكم هذا الحشوي حدثنا علي بن حمشاذ العدل قال ثنا محمد بن أحمد بن النضر قال وجدت في كتاب جدي معاوية بن عمرو عن أخيه الكرماني بن عمرو قال ثنا منصور بن دينار عن معاوية بن إسحاق بن طلحة عن عمران بن طلحة بن عبيد الله قال أتيت عليا فلما رآني رحب بي وأدناني وأجلسني معه على مجلسه ثم قال والله اني لأرجو ان أكون انا وأبوك ممن قال اله عز وجل ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين فقال الحارث الأعور الله اجل من ذلك واعدل قال فقال على فمن هم اذن لا أم لك قال منصور وذكر محمد بن عبد الله ان عليا تناول دواة فحذف بها الأعور يريد وجهه فأخطأه أخبرنا الحسين بن محمد الصنعاني قال ثنا عبد الله بن محمود بن عبد الرحمن المروزي قال ثنا أحمد بن عبد الله الفرياناني قال ثنا سفيان بن عبد الملك قال سمعت بن المبارك يقول اما الحسن بن دينار فكان يرى رأى القدر وكان يحمل كتبه إلى بيوت الناس ويخرجها من يده ثم يحدث منها وكان لا يحفظ
137 أخبرنا دعلج بن أحمد السجزي قال ثنا أحمد بن علي الابار قال حدثنا محمود بن غيلان قال قلت ليزيد بن هارون ما تقول في الحسن بن زياد اللؤلؤي فقال أو مسلم هو! أخبرني محمد بن يزيد قال حدثنا إبراهيم بن أبي طالب قال ثنا الحن بن علي الحلواني قال قلت ليزيد بن هارون هل سمعت في حريز بن عثمان شيئا تنكره عليه من هذا الباب فقال إني سألته ان لا يذكر شيئا من هذا مخافة ان اسمع منه شيئا يضيق على الرواية عنه فأشد شئ سمعته يقول لنا أميرنا ولكم أميركم يعني لنا معاوية ولكم علي قلت ليزيد فاقر بهذا على نفسه قال نعم أخبرني أبو حامد أحمد بن الحسين الخسروجردي بها قال حدثنا عبد الله بن الحارث قال ثنا حوثرة بن أشرس قال رأيت يزيد بن هارون في المنام فقلت له ما فعل الله بك يا أبا خالد فقال أتاني منكر ونكير فقالا من ربك وما دينك ومن نبيك فقلت أتسألني عن ربي ونبي وديني وانا يزيد بن هارون وكنت أحدث الناس عن نبيهم سبعين سنة فقالا صدقت نم نومة العروس فما وجدنا عليك بأسا الا انك حدثت عن جريز بن عثمان وكان يبغض عليا أبغضه الله أخبرنا خلف بن محمد البخاري قال حدثنا محمد بن حريث البخاري قال حدثنا عمرو بن علي قال سمعت معاذ بن معاذ يقول صليت خلف الربيع بن بدر انا وعمر بن الهيثم الرقاشي فأخبرني انه أدركته الصلاة معه مرة أخرى قال فصليت فلما سلم قعدت ادعو فقال لعلك ممن يقول اللهم اعصمني فقال معاذ فأعدت تلك الصلاة بعد عشرين سنة أخبرنا مخلد بن جعفر الباقرحي قال حدثنا الهيثم بن خلف الدوري قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا أبو نعيم قال ذكر الحسن بن صالح عند الثوري فقال
138 ذلك رجل كان يرى السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم قال أبو عبد الله الحسن بن صالح ثقة مأمون مخرج حديثه في الصحيح وإنما عني الثوري رحمه الله انه كان زيدي المذهب أخبرنا بكر بن محمد الصيرفي بمرو قال حدثنا أبو يحيى جعفر بن محمد الزعفراني الرازي ببغداد قال حدثنا عبد الرحمن بن عمر الزهري قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول أخبرني عبد الواحد بن زياد قال قلت لزفر بن الهذيل عطلتم حدود الله كلها فقلنا ما حجتكم قلتم ادرؤا الحدود بالشبهات حتى إذا صرتم إلى أعظم الحدود قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يقتل مؤمن بكافر قلتم يقتل مؤمن بكافر فقبلتم ما نهيتم عنه وتركتم ما أمرتم به قال عبد الرحمن وحدثني معاذ بن معاذ قال كنت عند سوار بن عبد الله فجاء الغلام فقال زفر بالباب فقال زفر الرائي لا تأذن له فإنه مبتدع أخبرني محمد بن إبراهيم الوراق بمكة قال حدثنا محمد بن عمرو بن موسى المكي قال حدثنا محمد بن إسماعيل المكي قال ثنا سعيد بن منصور المكي قال قلت لابن إدريس رأيت سالم بن أبي حفصة قال رايته طويل اللحية أحمقها وهو يقول لبيك لبيك قاتل نعثل لبيك مهلك بني أمية لبيك أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله العماني قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سمعت أبي يقول سالم الأفطس مرجئ أخبرنا إبراهيم بن أحمد الوراق قال حدثنا محمد بن شعيب قال سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول عبد العزيز بن أبي رواد كان يرى الارجاء أخبرنا عبد الله بن إبراهيم الجرجاني قال حدثنا محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري قال سمعت أبا صالح محمد بن إسماعيل الصراري يقول بلغنا ونحن بصنعاء عند
139 عبد الرزاق ان أصحابنا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وغيرهما تركوا حديث عبد الرزاق وكرهوه فدخلنا من ذلك غم شديد وقلنا قد أنفقنا ورحلنا وتعبنا وآخر ذلك سقط حديثه فلم أزل في غم من ذلك إلى وقت الحج فخرجت من صنعاء إلى مكة فوافقت بها يحيى بن معين وقلت له يا أبا زكريا ما الذي بلغنا عنكم في عبد الرزاق فقال ما هو فقلنا بلغنا انكم تركتم حديثه ورغبتم عنه فقال يا أبا صالح لو ارتد عبد الرزاق عن الاسلام ما تركنا حديثه قال أبو عبد الله قد ذكرت ما أدى إليه الاجتهاد في الوقت من مذاهب المتقدمين ولم يحتمل الاختصار أكثر منه وفي القلب ان أذكر بمشيئة الله في غير هذا الكتاب مذاهب المحدثين بعد هذه الطبقة من شيوخ شيوخي والله الموفق لذلك بمنه ذكر النوع الثالث والثلاثين من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم مذاكرة الحديث والتمييز بها والمعرفة عند المذاكرة بين الصدوق وغيره فان المجازف في المذاكرة يجازف في التحديث ولقد كتبت على جماعة من أصحابنا في المذاكرة أحاديث لم يخرجوا من عهدتها قط وهي مثبتة عندي وكذلك أخبرني أبو علي الحافظ وغيره من مشايخنا انهم حفظوا على قوم في المذاكرة ما احتجوا بذلك على جرحهم ونسأل الله حسن العواقب والسلامة مما نحن فيه بمنه وطوله سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري قال حدثنا أبو يحيى الحماني عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن بي نضرة عن أبي سعيد قال تذاكروا الحديث فان الحديث يهيج الحديث
140 كأخبرني عبد الحميد بن عبد الرحمن القاضي قال ثنا أبي قال حدثنا عبد الله بن هاشم قال حدثنا وكيع قال ثنا كهمس عن الحسن عن عبد الله بن بريدة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال تزاوروا وأكثروا ذكر الحديث فإنكم ان لم تفعلوا يندرس الحديث أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد الأصم ببغداد قال ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان قال حدثنا ضرار بن صرد قال حدثنا يحيى بن آدم قال ثنا إسرائيل عن عطاء بن السائب عن أبي الأحوص عن عبد الله قال تذاكروا الحديث فان حياته مذاكرته حدثنا أبو بكر بن إسحاق الإمام قال حدثنا إسماعيل بن قتيبة قال ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن الكلبي عن أبي صالح قال حدثنا بن عباس يوما بحديث فلم نحفظه فتذاكرناه بيننا حتى حفظناه حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري قال ثنا أبو يحيى الحماني عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال تذاكروا الحديث فان ذكر الحديث حياته سمعت أبا علي الحافظ يقول سمعت عبدان الأهوازي يقول ذاكرت عمار بن زربي بحديث بشر بن منصور عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تمنعوا إماء الله مساجد الله فما كان الا بعد أيام حتى حدث عن بشر بن منصور عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احتج آدم وموسى وثبت عليه يحدث به كل من دب ودرج فأتيته فقلت له يا كذاب من أين لك عبيد الله عن نافع عن بن عمر احتج آدم وموسى وإنما ذكرت لك لا تمنعوا إماء الله مساجد الله
141 قال أبو عبد الله قلت للقاضي أبي بكر محمد بن عمر بن الجعابي من يروي عن سنان بن أبي سنان غير الزهري فقال لا نعلم له راويا غير الزهري ثم قال اللهم الا اني أظن أن أبا طوالة القاضي حدث عنه بشئ ولم يكن عندي إذ ذلك أن أبا طوالة عنده عنه فوجدت من حديث قتيبة عن الدراوردي عن أبي طوالة عن سنان حرفا فكتبت به إليه فأعجبه ذلك سمعت عمر بن جعفر البصري يعول دخلت الكوفة سنة من السنين وانا أريد الحج فالتقيت بابي العباس بن عقدة وبت عنده تلك الليلة فأخذ يذاكرني بشئ لا اهتدي إليه فقلت يا أبا العباس أيش عند أيوب السختياني عن الحسن فذكر حديثين فقلت تحفظ عن أيوب عن الحسن عن أبي برزة ان رجلا أغلظ لأبي بكر فقال عمر يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم دعني فاضرب عنقه فقال مه يا عمر ما كانت لاحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبقي وكبرت وسكت فقال لا أو تذكر لي سماعك فيه فقلت حدثنا عبدان قال ثنا محمد بن عبيد بن حسان قال حدثنا سفيان بن موسى عن أيوب سمعت علي بن عمر الحافظ يقول ذكر لبعض أصحابنا ممن ادعى الحفظ ونحن بمصر حديث لسفيان بن موسى عن أيوب فقال هذا خطأ إنما هو سفيان بن عيينة عن موسى بن عقبة وأيوب قال ولم يعرف سفيان بن موسى البصري وهو ثقة مأمون سمعت أحمد بن الخضر الشافعي غير مرة يقول قدم علينا أبو علي عبد الله بن محمد بن علي الحافظ البلخي حاجا فعجز أهل بلدنا عن مذاكرته لحفظه فاجتمع معه جعفر بن أحمد الحافظ فذكرا لبيك حجة وعمرة معا فقال جعفر تحفظ عن سليمان التيمي عن أنس فبقي أبو علي فقال جعفر حدثناه يحيى بن حبيب بن عربي قال ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أنس فقطع المجلس بذلك
142 قال أبو عبد الله وجدت أبا علي الحافظ سئ الرأي في أبي القاسم اللخمي فسألته عن السبب فيه فقال اجتمعنا على باب أبي خليفة فذكرنا طرق أمرت ان اسجد على سبعة أعضاء فقلت له تحفظ عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة الزراد عن طاوس عن بن عبا س فقال بلى غندر وابن أبي عدي فقلت من عنهما فقال حدثناه عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عنهما فاتهمته إذ ذاك ثم قال أبو علي ما حدث به غير عثمان بن عمر فحدثني أبو علي الحافظ قال أخبرنا علي بن سلم الأصبهاني قال حدثنا صالح بن محمد بن يحيى بن سعيد قال حدثنا عثمان بن عمر قال ثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن طاوس عن بن عباس سألت أبا محمد الحسن بن محمد بن صالح السبيعي الحافظ عن حديث إسماعيل بن رجاء عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس فقال لهذا الحديث قصة تدل على عوار من لا يصدق في المذاكرة قرأ علينا عبد الله بن محمد بن ناجية مسند فاطمة بنت قيس سنة ثلاث مائة فدخلت على أبي بكر البغندي عند منصرفي من مجلس بن ناجية فسألني من أين جئت قلت من جلس بن ناجية قال وأيش قرأ عليكم اليوم فقلت أحاديث الشعبي عن فاطمة بنت قيس فقال من لكم عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي عن الشعبي فنظرت في الجزء فلم أجد فقال اكتب ذكر أبو بكر بن أبي شيبة فقلت عن من فمنعته عن التدليس وطالبته بالسماع فقال حدثني محمد بن عبيدة الحافظ قال حدثني محمد بن المعلى الأثرم قال حدثني أبو بكر بن أبي شيبة قال أخبرنا محمد بن بشر العبدي عن مالك بن مغول عن إسماعيل بن رجاء عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم قصة الطلاق والسكنى والنفقة ثم انصرفت إلى حلب وكان عندنا بحلب بغدادي يحفظ
143 يعرف بابن سهل فذكرت له هذا الحديث فخرج إلى الكوفة وذاكر أبا العباس بن سعيد به فقال أبو العباس ليس عند إسماعيل بن رجاء عن الشعبي قال ثم وجد أبو العباس لإسماعيل بن رجاء عن الشعبي فقال لي قد وجدت عن إسماعيل بن رجاء عن الشعبي حرفين قال السبيعي فكتب بن عقدة هذا الحديث عن بن سهل عني عن الباغندي قال السبيعي فاجتمعت مع فلان وسمى شيخا من أكابر حفاظ الحديث بحلب سنة ست عشرة وثلاث مائة فذاكرته به في جملة أبواب ذكرناها فلم يعرفه ثم اجتمعنا بالرملة فذاكرته به فلم يعرفه ثم اجتمعنا بعد ذلك بسنين بدمشق فاستعادني إسناده تعجبا ولم يعرقه ثم اجتمعنا ببغداد بعد ذلك بسنين وذكرنا هذا الباب فقال لي حدثنا أبو القاسم علي بن إسماعيل الصفار قال ثنا أبو بكر الأثرم قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ولم يعلم أن هذا الأثرم غير ذاك قال السبيعي فذكرت قصتي لفلان المفيد واتى عليه سنون فحدث بالحديث عن الباغندي وحكى انه دخل الكوفة وان أبا العباس بن سعيد سأله عنه فذكر القصة كما وقع لي أضافها إلى نفسه ثم قال السبيعي المذاكرة تكشف عن مثل هذا وقال لي السبيعي تذكر هذا الباب فقلت عن قرة بن خالد عن سيار عن الشعبي فقال حدثنا عن يحيى بن حكيم عن خالد بن الحارث عن قرة ثم قال لي أتحفظ عن سعد الكاتب عن الشعبي قلت لا فقال حدثنا عن نصر بن علي عن عبد الله بن داود الخريبي قال ثنا سعد الكاتب عن الشعبي قلت بن ناجية حدثكم قال لا أدري فقال أبو الحسن الدارقطني نعم بن ناجية حدثهم به والسبيعي ساكت قلت له عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن الشعبي فقال لا اعرفه ثم قال لي تعرف عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير عن بن عباس أوحى إلى محمد صلى الله عليه وسلم في يحيى بن زكريا فقلت حدثناه عن الشافعي عن المسمعي عن
144 أبي نعيم فقال المسمعي لا يذكر حدثنا عن حميد بن الربيع الخزاز قال ثنا أبو نعيم قلت وقد تكلم في حميد فقال حدثني محمد بن إبراهيم بن جابر الفقيه قال حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سألت أبي عن حميد بن الربيع فقال دعوا المسكين وعن ماذا يسئل من امره ثم قال السبيعي تحفظ عن خالد الحذاء عن رجل عن الشعبي قلت لا قال حدثنا عن محمد بن يحيى القطعي قال حدثنا عبد الاعلى عن خالد فقال له أبو الحسن ما كتبته في الدنيا الا عنك عن بن ناجية هذا مجلس كبير مكتوب عندي ولى معه مجالس على هذا النحو قال الحاكم أبو عبد الله حضرت مجلس أبي الحسين القنطري في محلته ببغداد وحضره أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان وأبو الحسين بن العطار وأبو بكر القطيعي والحسن بن علان وغيرهم فلما فرغنا من القراءة ذكرنا طرق الغار فدخل الشيخ يذكر معنا فقال حدثنا أبو قلابة عن أبي عاصم عن بن جريج عن موسى بن عقبة وما ذكر غير هذا فلما بلغنا آخر الباب قال لنا الشيخ عندكم عن جويرية بن أسماء عن نافع فقلنا لا فقال حدثناه معاذ بن المثنى قال حدثني بن أخي جويرية عن جويرية فكتبنا بأجمعنا الحديث وانا اشهد بالله انه وأهم فيه سمعت أبا سعيد عمرو بن محمد بن منصور يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول لما دخلت بخارا ففي أول مجلس حضرت مجلس الأمير إسماعيل بن أحمد في جماعة من أهل العلم فذكرت بحضرته أحاديث فقال الأمير حدثنا أبي قال ثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمتي أمة مرحومة الحديث فقلت أيد الله الأمير ما حدث بهذا الحديث أنس ولا حميد ولا يزيد بن هارون فسكت وقال كيف قلت هذا حديث
145 أبي موسى الأشعري ومداره عليه فلما قمنا من المجلس قال لي أبو علي صالح بن محمد البغدادي يا أبا بكر جزاك الله خيرا فإنه قد ذكر لنا هذا الاسناد غير مرة ولم يجسر واحد منا ان يرده عليه قال أبو عبد الله وإنما أراد الأمير إسماعيل رحمه الله حديث يزيد بن هارون عن المسعودي عن سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه عن جده ذكر النوع الرابع والثلاثين من علوم الحديث هذا النوع منه معرفة التصحيفات في المتون فقد زلق فيه جماعة من أئمة الحديث سمعت أبا زكريا العنبري يقول سمعت أبي يقول حدث محمد بن يحيى بحديث علي انه كان رجلا غبينا فقال كان على رجلا عنينا ثم قال استغفر الله ان الجواد يعثر كان على رجلا غبينا سمعت أبا العباس أحمد بن محمد الوراق يقول سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي يقول سمعت أبي يقول لأبي زرعة حفظ الله أخانا صالح بن محمد البغدادي لا يزال يضحكنا شاهدا وغائبا كتب إلى يذكر انه لما مات محمد بن يحيى الذهلي اجلس للتحديث شيخ لهم يعرف بمحمش فحدث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا أبا عمير ما فعل البعير وان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تصحب الملائكة رفقة فيها خرس سمعت الشيخ أبا بكر بن إسحاق يقول كنا عند شيخ بواسط كان ابنه يلقنه فقال الابن حدثكم مسلم بن إبراهيم فقال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال ثنا هشام
146 وشعبة عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البراق في المسجد قال الشيخ أبو بكر فلما تلقن الشيخ البراق قلت حنطه قال الشيخ حنطه قال أبو عبد الله وقد بلغني ان شيخنا أبا بكر الشافعي قرأ عليهم عن إبراهيم تصحيف أصحاب الحديث سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد الدروي يقول سمعت يحيى بن معين يقول في حديث أبي إسحاق عن علي انهم تذاكروا العزل عند عمر فقال لا تكون نسمة حتى تمر على التارات قيل ليحيى انهم يقولون على الترائب قال لا هو التارات سمعت أبا أحمد محمد بن علي الزراري يقول حضرت مجلس الامام أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبو النضر يقرأ عليه كتاب المختصر للمزني فقال وتوضأ عمر من ماء في حر نصرانية فضحك الناس فقال أبو بكر لا تخجل يا بني فاني سمعت المزني يقول سمعت الشافعي يقول ما ضحك من خط رجل الا ثبت صوابه في قبله سمعت أحمد بن يحيى الذهلي يقول سمعت محمد بن عبدوس المقرئ يقول قصدنا شيخنا لنسمع منه وكان قي كتابه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ادهنوا غبا فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهبوا عنا حدثنا أبو بكر بن إسحاق الإمام قال حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن الوليد قال حدثنا صفوان بن صالح قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما الحديث وذكر فيه الأسامي وفيه الحفيظ المقيت
147 قال أبو عبد الله وهكذا أخرجه أبو بكر بن خزيمة في المأثور المقيت فحدثنا أبو زكريا العنبري قال ثنا أبو عبد الله البوشنجي قال حدثنا موسى بن أيوب النصيبي قال حدثنا الوليد بن مسلم فذكر الحديث بنحوه وقال الحفيظ المغيث سمعت أبا زكريا العنبري يقول سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول المحفوظ المغيث ومن قال المقيت فقد صحف أخبرني أبو بكر بن إسحاق الإمام قال أخبرنا صالح بن مقاتل بن صالح قال حدثني أبي قال ثنا محمد بن الزبرقان عن نضر بن طريف عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن بن عباس ان محرما وقصت به راحلته فطرحته عنها فمات فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يغسلوه بالماء والسدر وان يكفنوه في ثوبيه ولا تخمروا وجهه فإنه يبعث يوم القيامة يلبي قال أبو عبد الله ذكر الوجه تصحيف من الرواة لاجماع الثقات الاثبات من أصحاب عمرو بن دينار على روايته عنه ولا تغطوا رأسه وهو المحفوظ حدثني حامد بن محمد الصوفي قال سمعت محمد بن علي المذكر وحدث بحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال زر عنا تزداد حنا ثم قص قصة طويلة ان قوما ما كانوا يودون عشر غلاتهم ولا يتصدقون فصارت زروعهم كلها حنا بدل الاتبان وما يشبه هذا من الكلام سمعت أبا منصور بن أبي محمد الفقيه يقول كنت بعدن اليمن يوما وأعرابي يذاكرنا فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى نصب بين يديه شاة فأنكرت ذلك عليه فجاء بجزء فيه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى
148 نصب بين يديه عنزة فقال أبصر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى يصب بين يديه عنزة فقلت أخطأت إنما هو عنزة أي عصا قال أبو عبد الله فقد ذكرت مثالا يستدل به على تصحيفات كثيرة في المتون صحفها قوم لم يكن الحديث بيشقهم كما قال عبد الله بن المبارك رحمه الله ذكر النوع الخامس والثلاثين من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم معرفة تصحيفات المحدثين في الأسانيد أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن مالك بن عرفطة عن عبد خير عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء والمزفت قال أحمد بن حنبل رحمه الله صحف شعبة فيه إنما هو خالد بن علقمة قال أبو عبد الله والدليل على صحة قول أحمد رحمه الله ان زائدة بن قدامة وأبا عوانة وشريك بن عبد الله رووا عن خالد بن علقمة عن عبد خير بنحوه أخبرنا أبو العباس المحبوبي بمرو قال ثنا سعيد بن مسعود قال حدثنا النضر بن شميل قال أخبرنا شعبة قال أخبرنا عمرو بن دينار عن طاوس عن بن المندلي أو بن أبي المندلي قال فذكرته لأيوب فقال هو حجر المندلي عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله عليه وسلم العمري للوارث قال أبو عبد الله وهذا مما وهم فيه شعبة وصحف في الأقاويل الثلاثة إنما هو حجر بن قيس المدري هكذا رواه بن جريج والأوزاعي والثوري وجماعة عن عمرو بن دينار وقد صحف قتادة في هذا الاسم تصحيفا أعجب من هذا أخبرناه
149 أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عمرويه الصفار ببغداد قال حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال ثنا هدبة بن خالد قال ثنا حماد بن الجعد قال سئل قتادة وانا شاهد عن العمري فقال حدثني عمرو بن دينار عن طاوس عن الحجور بن حجر البدري عن زيد بن ثابت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في العمرى انه جائز أخبرني أبو علي الحافظ قال أخبرنا يحيى بن علي بن محمد الحلبي بحلب قال ثنا جدي محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة قال ثنا محمد بن الحسن الشيباني قال حدثنا أبو حنيفة عن محمد بن شهاب الزهري عن سبرة بن الربيع الجهني عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم فتح مكة سمعت أبا علي يقول صحف فيه أبو حنيفة لاجماع أصحاب الزهري على روايته عنه عن الربيع بن سبرة عن أبيه سمعت أبا الحسن محمد بن موسى المقرئ يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول سمعت المزني يقول سمعت الشافعي يقول صحف مالك في عمر بن عثمان وإنما هو عمرو بن عثمان وفي جابر بن عتيك وإنما هو جبر بن عتيك وفي عبد العزيز بن قرير وإنما هو عبد الملك بن قريب قال أبو عبد الله قوله رحمه الله في عبد العزيز وهم فإنه عبد العزيز بن قرير بلا شك وليس بعبد الملك بن قريب فان مالكا لا يروي عن الأصمعي وعبد العزيز هذا قد روى عنه غير مالك حدثني عمرو بن جعفر البصري قال حدثنا عبدان قال حدثنا معمر بن سهل قال ثنا عامر بن مدرك عن الحسن بن صالح عن أكيل عن بن أبي نعم عن المغيرة بن شعبة ان النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الخفين
150 قال أبو عبد الله صحف الأهوازيون في أكيل وإنما يرويه الحسن بن صالح عن بكير بن عامر البجلي عن بن أبي نعم فكأن الراوي اخذه املاء سمع بكيرا فتوهمه أكيلا حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري قال ثنا يحيى بن فصيل قال ثنا الحسن بن صالح عن بكير عن بن أبي نعم وذكره أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار فال حدثنا أحمد بن عصام قال ثنا أبو بكر الحنفي قال ثنا سفيان بن سعيد عن بن أبي ليلى عن عبد الله بن عبد الله عن جده عن علي أنه كان يتعشى ثم يلتف في ثيابه فينام قبل ان يصلي العشاء قال أبو عبد الله صحف أبو بكر الحنفي في إسناده عن عبد الله بن عبد الله عن جده إنما هو عن عبد الله بن عبد الله عن جدته أسيلة هكذا رواه عبد الرحمن بن مهدي والحسين بن حفص وعبد الله بن الوليد العدني عن الثوري حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أبو عتبة قال حدثنا بقية قال ثنا شعبة عن قتادة عن أبي أيوب العتكي عن صفية بنت حيي انها دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم جمعة وهي صائمة فقال لها صمت أمس قالت لا قال فتصومين غدا قالت لا قال فأفطري قال أبو عبد الله صحف بقية بن الوليد في ذكر صفية ولم يتابع عليه والحديث عند يحيى بن سعيد وغندر والناس عن شعبة عن قتادة عن أبي أيوب العتكي عن جويرية بنت الحارث عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
151 سمعت أحمد بن يحيى الذهلي يقول سمعت محمد بن عبدوس المقرئ يقول سمعت بعض مشايخنا يقول قرأ علينا شيخ ببغداد عن سفيان الثوري عن جلد الجدا عن الجسر قال أبو عبد الله وقد كان بعض المتفقهة يسمع معنا فيعارض فقال في المعارضة عن رقبة بن مشقلة فبقيت عليه ولقب برقبة قال أبو عبد الله قد جعلت هذه الأحاديث التي ذكرتها مثالا لتصحيفات كثيرة احث به المتعلم على معرفة أسامي رواة الحديث والله الموفق لذلك ذكر النوع السادس والثلاثين من علوم الحديث هذا النوع من هذا العلم رضي الله تعالى عنها معرفة الاخوة والأخوات من الصحابة والتابعين واتباعهم والى عصرنا هذا وهو علم برأسه عزيز وقد صنف أبو العباس السراج رحمه الله فيه كتابا لكني اجهد ان أذكر في هذا الموضع بعد الصدر الأول والثاني ما يستفاد فنبدأ فيه بقوم سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع أولادهم منه الا الذي له ولد واحد فإنه لا يدخل في ذكر الاخوة فمنهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعائشة وأسماء وعبد الرحمن وعمر بن الخطاب رضي الله عنه وعبد الله بن عمر وحفصة بنت عمر وليس لعثمان رضي الله عنه ولد سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه والحسن والحسين رضي الله عنهما والعباس بن عبد المطلب والفضل عبد الله وأبو سلمة بن عبد الأسد وعمر بن أبي سلمة وزينب بنت أبي سلمة وسعد بن عبادة وقيس بن سعد وسعيد بن سعد
152 والجنس الثاني من الصحابة علي وجعفر وعقيل اخوة عمر بن الخطاب وزيد اخوان هذا الجنس يكثر ذكره ومن الاخوة في التابعين محمد بن علي الباقر و عبد الله بن علي وزيد بن علي وعمر بن علي اخوة تابعيون سالم وعبد الله وحمزة وعبيد الله وزيد وواقد وعبد الرحمن ولد عبد الله بن عمر بن الخطاب كلهم تابعيون أبان وعمرو وسعيد ولد عثمان بن عفان كلهم تابعيون عبد الله ومصعب وعروة ولد الزبير تابعيون يحيى وموسى وعمران وعيسى وعائشة ولد طلحة بن عبيد الله تابعيون إبراهيم وحميد ومصعب وأبو سلمة ولد عبد الرحمن بن عوف تابعيون مصعب وعامر ومحمد وإبراهيم وعمر ويحيى وإسحاق وعائشة ولد سعد بن أبي وقاص تابعيون كثير وتمام وقثم ولد العباس بن عبد المطلب تابعيون عبيد الله وعتبة وعون وناجية ولد عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي تابعيون محمد وأنيس ويحيى ومعبد وحفصة وكريمة ولد سيرين تابعيون النضر وموسى وأبو بكر وعبد الله وعبيد الله وعمر بنو أنس بن مالك تابعيون عروة وحمزة والعقار ويعفور بنو المغيرة بن شعبة تابعيون عبد الرحمن ومسلم وعبد العزيز ويزيد وعبيد الله بنو أبي بكرة تابعيون عطاء وسليمان وعبد الله وإسحاق وموسى وعبد الرحمن بنو يسار تابعيون سالم وزياد وعبيد بنو أبي الجعد تابعيون
153 وفي التابعين جماعة من الأئمة المشهورين اخوان فمنهم محمد وعبد الله ابنا مسلم بن شهاب الزهري محمد ونافع ابنا جبير بن مطعم عبد الرحمن وأبو عبيدة ابنا عبد الله بن مسعود والنعمان وسويد ابنا مقرن المزني الحسن وسعيد ابنا أبي الحسن يحيى وسعد وعبد ربه بنو سعيد بن قيس النجاري سعيد وعبد الله ابنا عبد الرحمن بن أبزي وهب وهمام ابنا منبه محمد وأبو بكر ابنا منكدر بن عبد الله بن الهدير علقمة وعبد الجبار ابنا وائل بن حجر الأسود وعبد الرحمن ابنا يزيد النخعي زيد وخالد ابنا أسلم العدوي عبد الله وسليمان ابنا بريدة بعجة ومعاذ ابنا عبد الله بن بدر مطرف ويزيد ابنا عبد الله بن الشخير هذيل وأرقم ابنا شرحبيل عاصم وعبد الله ابنا ضمرة السلولي محمد والمغيرة ابنا المنتشر قال أبو عبد الله فهذا الذي ذكرته من الصحابة والتابعين مثال لجماعة لم أذكرهم سألت أبا بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة عن ولد سوقة بن سعيد البجلي فقال خمسة منهم حدثوا وخرج حديثهم محمد بن سوقة وعبد الله بن سوقة وعبد الرحمن بن سوقة وزياد بن سوقة وسعيد بن سوقة سمعت أبا بكر محمد بن عمر بن الجعابي الحافظ يقول بنو أخ ثلاثة هم أكبر من عمومتهم علقمة بن قيس بن يزيد أبو شبل أكبر من عمه الأسود بن يزيد وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى أكبر من عمه محمد بن عبد الرحمن وعمارة بن القعقاع بن شبرمة أكبر من عمه عبد الله بن شبرمة ومن اتباع التابعين سمعت أبا عبد الرحمن محمد بن مأمون الحافظ بمرو يقول عزرة بن ثابت ومحمد بن ثابت وعلي بن ثابت اخوة أبوهم ثابت بن أبي زيد الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حدثوا عن آخرهم
154 سمعت أبا عبد الرحمن يقول عبد العزيز بن أبي رواد وجبلة بن أبي رواد وعثمان بن أبي زواد إخوة ثلاثة حدثوا عن آخرهم وأعقبوا جماعة من المحدثين وأبو رواد اسمه ميمون وأبو حفصة بن عمارة بن أبي حفصة وثابت وهما اخوان حدثا جميعا سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ غير مرة يقول آدم بن عيينة وعمران بن عيينة ومحمد بن عيينة وسفيان بن عيينة وإبراهيم بن عيينة حدثوا عن آخرهم سمعت أبا علي يقول بكير بن عبد الله بن الأشج ويعقوب بن عبد الله بن الأشج وعمر بن عبد الله بن الأشج اخوة سمعت أحمد بن العباس المقرئ غير مرة يقول سمعت أحمد بن موسى بن مجاهد يقول أبو سفيان بن العلاء وأبو عمرو بن العلاء وأبو حفص بن العلاء ومعاذ بن العلاء وسنبس بن العلاء بن الريان اخوة سمعت أبا بكر بن أبي دارم يقول جامع بن أبي راشد والربيع بن أبي راشد وربيح بن أبي راشد اخوة سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ يقول عبد الملك بن أعين وحمران بن أعين وزرارة بن أعين اخوة قال أبو عبد الله ومما يستفاد في الأخوين من اتباع التابعين عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن قسيط ويزيد بن يزيد بن عبد الله بن قسيط قد روى الواقدي عنهما إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذئب فد حدث فاما محمد بن عبد الرحمن فمشهور إسماعيل بن إبراهيم بن علية وربعي بن إبراهيم بن عليه
155 مسحاج بن موسى وسماك بن موسى الضبيان قال أبو عبد الله قد ذكرت من الاخوة في بلدان المسلمين بعض ما يستفاد وفيه ما يستغرب ويعز وجوده في كتب المتقدمين فانى أخذت أكثره لفظا عن أئمة الحديث في بلدي وأسفاري وانا ذاكر بمشيئة الله تعالى مالا احسب ذكره غيري من الاخوة في علماء نيسابور ذكر الاخوة من علماء نيسابور على غير ترتيب وتقديم وتأخير حفص بن عبد الرحمن وعبد الله بن عبد الرحمن ومت بن عبد الرحمن وقد حدثوا وافتوا واقرؤوا سهل بن عمار ومحمد بن عمار واسد بن عمار العتكيون حدث عنهم تلميذهم العباس بن حمزة الحكم بن حبيب وعبد الوهاب بن حبيب وعبد الله بن حبيب العبديون مبشر بن عبد الله بن رزين وعمر بن عبد الله بن رزين ومسعود بن عبد الله بن رزين القهندزيون حدثوا عن اتباع التابعين يحيى بن صبيح وعبد الله بن صبيح حدث عنهما اتباع التابعين وخطتهما عندنا مشهورة وليحيى عندنا حرف في القراءات الحسين بن عبيد الله ومحمد بن عبيد الله وعبد الله بن عبيد الله بنو الترك سمع الحسين من سفيان الثوري ومحمد من أبيه رجاء ومحمد وعبد الخالق بنو إبراهيم بن طهمان حدثوا عن أبيهم سعيد بن الصباح وإسحاق بن الصباح ويحيى بن الصباح لهم عندنا اعقاب وخطة مشهورة وقد حدثوا عن اتباع التابعين
156 بشار بن قيراط وحماد بن قيراط وعثمان بن قيراط حدثوا عن آخرهم عن اتباع التابعين وخطتهم سكة البلخيين بشر بن القاسم ومبشر بن القاسم حدثنا عن اتباع التابعين ولبشر رحلة إلى مصر وسماع من بن لهيعة وبالمدينة من مالك وغيره ولهما عندنا اعقاب وقد حدثا سلمة بن الجارود بن يزيد وعلي بن الجارود حدثا والسكة والخطة منسوبتان إلى أبيهما الحسين بن الضحاك وعبد الوهاب بن الضحاك سماعهما من اتباع التابعين وهما قرشيان خطتهما باغ الرازيين أحمد بن حرب العابد وزكرياء بن حرب والحسين بن حرب حدثوا عن آخرهم وأحمد أورعهم والحسين أفقههم وزكريا أيسرهم وخطتهم التي فيها أعقابهم مشهورة الحسن والحسين وسهل بنو بشر بن القاسم فقهاء قضاة حدثوا عن آخرهم أحمد ومحمد ابنا النضر بن عبد الوهاب روى عنهما محمد بن إسماعيل البخاري محمد وأحمد ابنا عبد الوهاب بن حبيب العبدي حدثا جميعا ومحمد امام إبراهيم وإسماعيل ومحمد بنو إسحاق بن إبراهيم الثقفي حدثا إبراهيم وإسماعيل ببغداد ومحمد أبو العباس السراج محدث بلدنا وقد حدث عن أخويه وحدثا عنه ذكر النوع السابع والثلاثين من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم الله تبارك وتعالى معرفة جماعة من الصحابة والتابعين واتباع التابعين ليس لكل واحد منهم الا راو واحد مثال ذلك في الصحابة ما حدثناه أبو أحمد بكر بن محمد الصيرافي بمرو قال حدثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي قال حدثنا مكي بن إبراهيم قال حدثنا داود بن
157 يزيد الأودي عن عامر عن هرم بن خنبش قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتته امرأة فقالت يا رسول أي الشهر اعتمر قال اعتمري في رمضان فان عمرة في رمضان تعدل حجة قال أبو عبد الله هرم بن خنبش صحابي لم يرو عنه غير عامر بن شراحبيل الشعبي وكذلك عامر بن شهر وعروة بن مضرس ومحمد بن صفوان الأنصاري لم يرو عنه غير الشعبي أخبرنا الحسن بن يعقوب العدل قال حدثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء قال أخبرنا جعفر بن عون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال حدثني دكين بن سعيد المزني قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في ركب من مزينة فقال لعمر انطلق فجهزهم فانطلق معنا فاتى بيتا فاخرج مفتاحا من خرقة ففتح الباب فإذا شبه الفصيل الرابض من تمر فاخذنا منه حاجتنا قال فلقد التفت إليه وانا من آخر أصحابي فكانا لم نرزه تمرة قال أبو عبد الله دكين بن سعيد المزني صحابي لم يرو عنه غير قيس بن أبي حازم وكذلك الصنابح بن الأعسر ومرداس بن مالك الأسلمي وأبو سهم وأبو حازم والد قيس كلهم صحابيون لا نعلم لهم راويا غير قيس بن أبي حازم حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال حدثنا أبو داود الطيالسي قال حدثنا شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل عن قيس بن أبي غرزة قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر التجار انه مخالط سوقكم هذا حلف ولغو فشوبوه بالصدقة أو بشئ من صدقة قال أبو عبد الله قيس بن أبي غزرة ليس له راو غير أبي وائل وكذلك الحارث بن حسان البكري صحابي وليس له راو غير أبي وائل
158 حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت الحسن يحدث عن صعصعة عم الفرزدق انه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فقال يا رسول الله حسبي لا أبالي ان لا اسمع من القرآن غير هذا قال أبو عبد الله صعصعة عم الفرزدق لا يعلم له راويا غير الحسن بن أبي الحسن البصري وكذلك عمرو بن تغلب وسعد مولى أبي بكر الصديق واحمر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وكلهم صحابيون لم يرو عنهم غير الحسن فهذا مثال لجماعة من الصحابة ليس لهم الا راو واحد ومن الصحابة جماعة لم يرو عنهم إلا أولادهم منهم المسيب بن حزن القرشي لم يرو عنه غير سعيد وعمير بن قتادة لم يرو عنه غير عبيد ومالك بن نضلة الجشمي لم يرو عنه غير ابنه عوف أبي الأحوص الجشمي وشكل بن حميد لم يرو عنه الا ابنه شتير وشداد بن الهاد لم يرو عنه الا ابنه شتير وشداد بن الهاد لم يرو عنه الا ابنه عبد الله ومعاوية بن حيدة لم يرو عنه الا ابنه حكيم وسعد بن تميم السكوني لم يرو عنه الا ابنه بلال بن سعد وفيهم كثرة فجعلت ما ذكرته مثالا لمن لم أذكره وفي التابعين جماعة ليس لهم الا الراوي الواحد حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا العباس بن محمد الدوري قال ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا أبي عن صالح عن بن شهاب قال حدثني محمد بن أبي سفيان بن جارية الثقفي ان يوسف بن الحاكم أبا الحجاج أخبره ان سعد بن أبي وقاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من يرد هوان قريش أهانه الله
159 قال أبو عبد الله لا نعلم لمحمد بن أبي سفيان وعمرو بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية الثقفي راويا غير الزهري وكذلك تفرد الزهري عن نيف وعشرين رجلا من التابعين لم يرو عنهم غيره وذكرهم في هذا الموضع يكثر وكذلك عمرو بن دينار قد تفرد بالرواية عن جماعة من التابعين وكذلك يحيى بن سعيد الأنصاري وأبو إسحاق السبيعي وهشام بن عروة وغيرهم وذكرهم يكثر ومثال ذلك في اتباع التابعين ما حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري قال أخبرنا بن وهب قال أخبرني مالك بن أنس عن المسور بن رفاعة القرظي عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير عن أبيه ان رفاعة طلق امرأته سهيمة بنت وهب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا فنكحها عبد الرحمن بن الزبير فاعترض عنها ولم يستطع ان يمسها فطلقها فأراد رفاعة ان ينكحها وهو زوجها الذي كان طلقها قال عبد الرحمن فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا تحل لك حتى تذوق العسيلة قال أبو عبد الله لم يحدث عن المسور بن رفاعة القرظي غير مالك بن أنس تفرد عنه بالرواية وكذلك زهاء عشرة من شيوخ المدينة لم يحدث عنهم غير مالك حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الإمام قال أخبرنا محمد بن غالب قال حدثنا سفيان عن عبد الله بن شداد الليثي عن رجل عن خزيمة بن ثابت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تأتوا النساء في ادبارهن ان الله لا يستحي من الحق قال أبو عبد الله هكذا رواه عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري ولم يسم الرجل وقال عن عبد الله بن شداد الأعرج فأما عبد الله بن شداد فانا لا نعلم أحدا روى عنه غير سفيان الثوري وقد تفرد الثوري بالرواية من بضعة عشر شيخا
160 أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه قال حدثنا محمد بن يونس قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا شعبة عن المفضل بن فضالة عن أبي رجاء عن عمران بن حصين انه خرج عليهم وعليه مقطعة خز لم ير عليه مثلها فقيل له في ذلك فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أنعم الله على عبد أحب ان يرى اثر نعمته عليه قال أبو عبد الله قد أسند شعبة عن هذا الشيخ حديثين ولا نعلم له راويا غير شعبة وليس بينه وبين المفضل بن فضالة نسب ولا قرابة فان هذا بصري والمفضل بن فضالة حجازي وقد تفرد شعبة بالرواية عن زهاء ثلاثين شيخا من شيوخه لم يرو عنهم غيره وكذلك كل امام من أئمة الحديث قد تفرد بالرواية عن شيوخ لم يرو عنهم غيره فقد جعلت هذا القدر مثالا للجماعة والله أعلم واحكم وهو حسبي ونعم الوكيل ذكر النوع الثامن والثلاثين من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم معرفة قبائل الرواة من الصحابة والتابعين واتباعهم ثم إلى عصرنا هذا كل من له نسب في العرب مشهور غ " حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الربيع بن سليمان وسعيد بن عثمان التنوخي قالا حدثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي قال حدثني أبو عمار شداد عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اصطفى بني كنانة من ولد إسماعيل واصطفى من بني كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي قال حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان قال حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي قال ثنا يحيى بن بريد الأشعري قال أخبرنا
161 بن جريج عن عطاء عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبوا العرب لثلاث لأني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي قال أبو عبد الله قد تواترت الاخبار عن الرسول صلى الله عليه وسلم في فضائل قبائل العرب قبيلة قبيلة وذكرها في هذا الموضع يطول وكذلك شرح القبائل قد سبقنا إلى ذكره فانا أذكر في هذا الموضع أحاديث ارويها عن شيوخي فاذكر كل من يرجع من رواتها إلى قبيلة في العرب من الصحابي إلى وقتنا هذا ليستدل بذلك على كيفية معرفة هذا النوع من العلم والله المعين عليه بمنه أخبرنا عبدان بن يزيد الدقاق بهمذان قال حدثنا محمد بن صالح الأشبح قال حدثنا محمد بن إسحاق اللؤلؤي قال حدثنا بقية بن الوليد قال حدثنا أبو بكر بن عبد الله عن عطية بن قيس عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اختبر تقله قال أبو عبد الله أبو الدرداء أنصاري وعطية بن قيس كلابي وأبو بكر هو بن عبد الله بن أبي مريم غساني وبقية بن الوليد يحصبي والباقون من العجم أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي قال حدثنا سعيد بن مسعود قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا مسعر بن كدام عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن أخيه عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في جلد الميتة قال إن دباغه قد اذهب بخبثه أو رجسه أو نجسه قال أبو عبد الله عبد الله بن عباس هاشمي وعبيد الله بن أبي الجعد وأخوه سالم غطفانيان وعمرو بن مرة جهني ومسعر بن كذام هلالي ويزيد بن هارون سلمي وسعيد بن مسعود حنظلي والباقون عجم
162 حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان أخبره ان عمه واسع بن حبان أخبره قال قال عبد الله بن عمر لقد رقيت ذات يوم على ظهر بيتنا فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا على لبنتين لحاجته مستقبل الشام مستدبر القبلة قال أبو عبد الله بن عمر عدوي وواسع ومحمد ويحيى أنصاريون وإبراهيم بن عبد الله بن سعد تميمي وشيخنا أبو عبد الله من بني شيبان حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا زكريا بن يحيى بن أسد قال حدثنا سفيان عن بن المنكدر سمع عروة بن الزبير يقول حدثتنا عائشة ان رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ايذنوا له بئس رجل العشيرة فذكر الحديث قال أبو عبد الله عائشة تمية وعروة قرشي ومحمد بن المنكدر قرشي وسفيان هلالي وشيخنا أبو العباس أموي وحدثنا أبو العباس قال حدثنا أبو عتبة قال ثنا محمد بن حمير قال حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة وعمرو بن قيس والزبيدي عن الزهري عن عبد الرحمن الأعرج عن بن بحينة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد سجدتي السهو قبل السلام قال أبو عبد الله عبد الله بن مالك بن بحينة أنصاري وعبد الرحمن الأعرج من موالي قريش والزهري قرشي والزبيدي قرشي وعمرو بن قيس سكوني ومحمد بن حمير يحصبي وأبو عتبة قرشي وأبو العباس أموي والباقون موالي
163 قال أبو عبد الله قد مثلت بهذه الأحاديث التي ذكرتها مثالا لمعرفة القبائل وهذا الجنس الأول منه والجنس الثاني منه معرفة نسخ العرب وقعت إلى العجم فصاروا رواتها وتفردوا بها حتى لا يقع إلى العرب في بلادهم منها الا اليسير ومثال ذلك نسخة لعبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن عبد الله بن جناب عن أبي سعيد الخدري تفرد بها عبد الله بن الجراح القهستاني عن القاسم بن عبد الله بن عمر عن عمه عبيد الله نسخة لزفر بن الهذيل الجعفي تفرد بها عنه شداد بن حكيم البلخي ونسخة أيضا لزفر بن الهذيل الجعفي تفرد بها أبو وهب محمد بن مزاحم المروزي عنه نسخة لرقبة بن مسقلة العبدي ينفرد بها عيسى بن موسى الغنجار البخاري عن أبي حمزة محمد بن ميمون المروزي عنه نسخة لعبد الملك بن أبي نضرة العبدي ينفرد بها عثمان بن جبلة المروزي عنه نسخة للحجاج بن الحجاج الباهلي ينفرد بها إبراهيم بن طهمان الخراساني عنه نسخة لعبيد الله بن الشميط بن عجلان الباهلي ينفرد بها عبدان بن عثمان المروزي عنه نسخة لمحمد بن زياد القرشي ينفرد بها إبراهيم بن طهمان الخراساني عنه نسخ لعبيد الله بن عمر العمري وحصين بن عبد الرحمن السلمي وهشام بن عروة القرشي ومحمد بن مسلم أبي الزبير القرشي وسليمان بن مهران الكاهلي ومحمد بن المنكدر القرشي وسلمة بن دينار أبي حازم الأشجعي وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج القرشي وعمر بن عبد الله أبي إسحاق السبيعي ينفرد بها نوح بن أبي مريم المروزي عنهم
164 نسخة لشعبة بن الحجاج العتكي ينفرد بها مالك بن سليمان الهروي عنه نسخة لأبي إسحاق السبيعي ينفرد بها عبد الكبير بن دينار المروزي عنه نسخة لمحمد بن مروان السدي ينفرد بها علي بن إسحاق السمرقندي عنه نسخة لعبد الله بن بريدة الأسلمي ينفرد بها الحسين بن واقد المروزي عنه نسخ للثوري وغيره من مشائخ العرب ينفرد بها الهياج بن بسطام الهروي عنهم نسخ كثيرة للعرب ينفرد بها خارجة بن مصعب السرخسي عنهم نسخ للعرب ينفرد بها أبو جعفر عيسى بن ماهان الرازي عنهم نسخ للثوري وغيره ينفرد بها أبو مهران بن أبي عمر الرازي عنهم نسخ للثوري وغيره ينفرد بها نوح بن ميمون المروزي عنهم وكذلك علي بن أبي بكر الأسفدني ويحيى بن الضريس وغيرهما من شيوخ الري نسخة لبهز بن حكيم القشيري ينفرد بها مكي بن إبراهيم البلخي عنه نسخ للعرب ينفرد بها عمرو بن أبي قيس الرازي عنهم نسخ لمالك بن أنس الأصبحي وسفيان بن سعيد الثوري وشعبة بن الحجاج العتكي وعبد الله بن عمر العمري ينفرد بها الحسين بن الوليد النيسابوري عنهم وسمعت أبا العباس محمد بن يعقوب غير مرة يقول سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول سمعت أبي يقول حدثني الحسين بن الوليد النيسابوري وكان ثقة قال أبو عبد الله فهذا الذي ذكرته مثال للجنس الثاني من معرفة القبائل الجنس الثالث من هذا النوع معرفة شعوب القبائل قال الله عز من قائل وجعلناكم شعوبا وقبائل
165 ومثال هذا الجنس أولا الحديث الذي حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا عبد الله بن بكر السهمي قال حدثنا يزيد بن عوانة عن محمد بن ذكوان خال ولد حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن بن عمر قال انا لقعود بفناء النبي صلى الله عليه وسلم إذا مرت به امرأة فقال بعض القوم هذه بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو سفيان مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن فانطلقت المرأة فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ويعرف في وجهه الغضب فقال ما بال أقوال تبلغني عن أقوام ان الله خلق السماوات سبعا فاختار العلى منها فاسكنها من شاء من خلقه ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم واختار من بني آدم العرب اختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فإنا من خيار إلى خيار فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم قال أبو عبد الله فليعلم طالب هذا العلم ان كل مضري عربي فان مضر شعبة من العرب وان كل قرشي مضري فان قريشا شعبة من مضر وان كل هاشمي قرشي فان هاشما شعبة من قريش وان كل علوي هاشمي وقد اختلفوا في العلوية لم سموا علوية فقيل إنه انتماء إلى علي وقيل إنه انتماء إلى أعلى الرتب من رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن عرف ما أشرت إليه من قبيلة المصطفى صلى الله عليه وسلم جعله مثالا لسائر القبائل فيعلم ان المطلبي قرشي وان العبشمي قرشي وان التيمي قرشي وان العدوي قرشي وان الأموي قرشي فالأصل قريش وهذه شعب وكذلك النهشليون تميميون والدارميون تميميون والسعديون تميميون والسليطيون تميميون والقيسيون تميميون والأهتميون تميميون
166 وكذلك الخزرجيون أنصاريون والنجاريون أنصاريون والحارثيون أنصاريون والساعديون أنصاريون والسلميون أنصاريون والأوسيون أنصاريون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل دور الأنصار خير فهذا مثال لمعرفة الشعب من القبائل الجنس الرابع من هذا النوع معرفة شعب مؤتلفة في اللفظ مختلفة في قبيلتين ومثال ذلك أن أبا يعلى منذرا الثوري التابعي من ثور همدان وان سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري من ثور تميم محمد بن يحيى بن حبان المازني من مازن بن النجار سلمة بن عمرو المازني من رهط مازن بن الغضوبة قارظ بن شيبة الليثي من بني ليث بن بكر بن عبد مناة عمران بن أبي أنس الليثي من بني عامر بن الليث يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي من المنتمين إلى شداد بن الهاد الليثي إسماعيل بن عبد الرحمن بن ذؤيب الأسدي من بني أسد بن خزيمة أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن الأسدي من بني أسد بن عبد العزي بن قصي عبد الله بن عكرمة بن عبد الرحمن المخزومي من بني مخروم بن عمرو عبد الرحمن بن الحارث المخزومي من بني مخزوم بن المغيرة أبو وجزة يزيد بن عبيد السعدي من سعد بن بكر بن هوازن يحيى بن المغيرة بن عبد الله السعدي من سعد تميم ومنهم شيخ بلدنا إبراهيم بن عبد الله بن سليمان السعدي عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي من أسلم خزاعة عطاء بن أبي مروان الأسلمي من أسلم بني جمح الجنس الخامس من هذا النوع قوم من المحدثين عرفوا بقبائل أخوالهم وأكثرهم من صميم العرب صلبية فغلبت عليهم قبائل الأخوال
167 مثال هذا الجنس عيسى بن حفص الأنصاري هكذا يقول القعنبي وغيره وهو عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب كانت أمه ميمونة بنت داود الخزرجية فربما يعرف بقبيلة أخواله محمد بن عبد الرحمن بن مجبر الأنصاري هو محمد بن عبد الرحمن بن مجبر بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب كانت جدته عائشة بنت أسد الأنصاري فعرف بقبيلة أخواله يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة المخزومي جده أبو قتادة الحارث بن ربعي من كبار الأنصار غلب عليه قبيلة أخواله فان أمه حديدة بنت نضيلة المخزومية وشيخ بلدنا أبو الحسن أحمد بن يوسف السلمي عرف بقبيلة سليم وهو أزدي صلبية حدثنا علي بن عيسى الحيري قال حدثنا الحسين بن محمد بن زياد القباني قال حدثنا أحمد بن يوسف بن خالد بن سالم بن راويه الأزدي بالبصرة وهو حمداننا السلمي وحدثنا أبو عبد الله بن الأخرم قال حدثنا أحمد بن سلمة قال حدثنا أحمد بن يوسف الأزدي يقول سمعت أبا أحمد يقول سمعت مكي بن عبدان يقول قال لنا أحمد بن يوسف انا أزدي وكانت أمي سلمية وسألت الشيخ الصالح أبا عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف السلمي عن السبب فيه فقال كانت امرأته أزدية فعرف بذلك ذكر النوع التاسع والثلاثين من معرفة علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم معرفة انساب المحدثين من الصحابة والى عصرنا هذا فقد أمرنا سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بذلك
168 حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه الجلاب قال ثنا أبو بكر محمد بن شاذان الجوهري قال ثنا يوسف بن سلمان قال ثنا حاتم بن إسماعيل قا ثنا أبو الأسباط الحارثي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا أنسابكم تصلوا أرحامكم حدثنا عبد الله بن جعفر الفارسي قال حدثنا يعقوب بن سفيان الفارسي قال حدثنا سعيد بن أبي مريم قال حدثنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن عمارة بن غزية عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة ان رسول الله سلى الله عليه وسلم قال لحسان بن ثابت لا تعجل وأت أبا بكر الصديق رضي الله عنه فإنه اعلم قريش بأنسابها حتى يلخص لك نسبي أخبرني محمد بن الحسن السمسار قال حدثنا هارون بن يوسف قال ثنا بن أبي عمر قال ثنا سفيان عن بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن سعد أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم من انا يا رسول الله قال أنت سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة من قال غير هذا فعليه لعنة الله أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن عبد الرحمن الدباس بمكة قال أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن إسحاق الكاتب قال أخبرنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال حدثني محمد بن فليح عن أبيه عن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة قال جاء عبد الرحمن بن الحارث بن هشام إلى سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ونحن عنده بالعقيق فسأله عن سامة بن لوي فقال سعيد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله سامة منا أم نحن منه فقال بل هو منا ألم تسمعوا قول شاعر الناقة قال بن إسحاق فظننت انا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد بقوله قول شاعر الناقة
169 أبلغا عامرا وسعدا رسولا * ان نفسي اليكما مشتاقه ان يكن في عمان داري فإني * ماجد ما خرجت من غير فاقة رب كأس هرقت يا بن لوى * حذر الموت لم يكن مهراقه لا أرى مثل سامة بن لوى * يوم حلوا به قبيل الناقة قال أبو عبد الله هذا النوع من هذا العلم قد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على تعليمه وأشار إلى اجل الصحابة في معرفته وسئل صلى الله عليه وسلم عنه فتكلم فيه وهو نوع كبير من هذه العلوم الا ان أئمتنا قد كفونا شرحه والكلام فيه وانا استعين الله على تلخيص نسب النبي صلى الله عليه وسلم بابي هو وأمي ثم الدلالة على جماعة من الصحابة والتابعين فمن بعدهم من أئمة المسلمين يلقون رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسبه والإشارة إلى الجد الذي يلقون رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده حدثني أبو علي الحسين بن علي الحافظ قال أخبرنا محمد بن سعيد بن بكر القاضي بعسقلان قال حدثنا صالح بن علي النوفلي قال حدثنا عبد الله بن محمد بن ربيعة قال حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس بن مالك قال بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ان رجالا من كندة يزعمون أنه منهم فقال إنما كان يقول ذاك العباس وأبو سفيان بن حرب إذا قدما اليمن ليأمنا بذلك وانا لا ننتفي من آبائنا نحن بنو النضر بن كنانة قال وخطب رسول اله صلى الله عليه وسلم الناس فقال انا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لوى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار وما افترق الناس فرقتين الا جعلني الله في الخير
170 منهما حتى خرجت من نكاح ولم اخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي وانا خيركم نسبا وخيركم أبا صلى الله عليه وسلم قال أبو عبد الله قد انتسب المصطفى صلى الله عليه وسلم وخطب الناس بنسبه وأقرب أصحابه به نسبا علي وحمزة والعباس وجعفر رضي الله عنهم فاما أبو بكر الصديق رضي الله عنه فإنه يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند جدهم مرة بن كعب بن لوى فإنه عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة واما عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإنه يلقى رسول اله صلى الله عليه وسلم عند جدهم كعب بن لوى فإنه عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن قرظ بن رزاح بن عدي بن كعب واما عثمان بن عفان رضي الله عنه فإنه يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند جدهم عبد مناف فإنه عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف واما علي بن أبي طالب رضي الله عنه فإنه يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند جدهم عبد المطلب فإنه علي بن أبي طالب بن عبد المطلب قال أبو عبد الله أنا بعد أن ذكرت الخلفاء الأربعة أذكر قوما يخفى على أكثر الناس ما يجمعهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم من النسب فإن طلحة والزبير قربهما من نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهور فمنهم ربيعة وعبد الله وعبد المطلب وأبو سفيان بنو الحار ث بن عبد المطلب وعتبة بن أبي لهب وأبو لهب اسمه عبد العزى بن عبد المطلب فهؤلاء كلهم صحابيون من بنى أعمام المصطفى صلى الله عليه وسلم وأما سعيد بن العاص الأكبر فإنه يجمعه ورسول الله صلى الله عليه وسلم عبد مناف فإنه سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
171 وكذلك ابناه خالد وعمرو صحابيان والسائب بن العوام أخو الزبير يجمعه ورسول الله صلى الله عليه وسلم قصي بن كلاب وهو السائب بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وحكيم بن حزام يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند جدهم قصي فإنه حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي قال أبو عبد الله فقد جعلت من ذكرتهم مثالا في القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم لجماعة لم نذكرهم من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وممن يجمعهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم هذا النسب من التابعين بعد الاشراف من العلوية وأولاد العشرة من الصحابة جبير بن الحويرث بن نفير بن بجير بن عدي بن قصي بن كلاب عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث بن عبد مناف محمد بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب محمد بن المكندر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن الحرث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة سعيد بن العاص الأصغر بن سعيد بن أبي أحيحة بن العاص بن أمية بن عبد شمس عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف حنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمرة في حجة الوداع وهو بن ثلاث سنين وهو الذي فتح نيسابور
172 عبيد الله بن عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف عبد الله بن مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن مرة عبد الملك بن المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عمرو ويحيى وعنبسة بنو سعيد بن العاص بن سعيد بن أبي أحيحة بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف وأخوه محمد بن قيس معاذ وعثمان ابنا عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن عامر ان كعب بن سعد بن تيم بن مرة نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس بن محدود بن نضر بن مالك بن حسل بن عامر بن لوى بن غالب يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند لوى عثمان بن إسحاق بن عبد الله بن أبي خرشة بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن خزيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لوى عثمان بن عبد الله بن سراقة بن المعتمر بن أنس بن أداة بن رياح بن عبد الله بن قرظ بن رزاح بن عدي بن كعب بن مرة معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة
173 أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن الأسد بن عبد العزى بن قصي وممن يجمعهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم هذا النسب من أتباع التابعين وفيهم جماعة من أئمة المسلمين مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر وهو الحارث بن عثمان بن حسل بن عمرو بن الحارث بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله من ولد تيم بن مرة بن كعب يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند مرة بن كعب عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة سفيان بن سعيد بن مسروق بن نافع بن عبد الله بن موهبة بن عبد الله بن منقد بن النضر بن مازن بن ثعلبة بن أد بن طانجة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند جدهم الياس بن مضر حنظلة بن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح يجمعه ورسول الله صلى الله عليه وسلم كنانة بن مدركة قال الحاكم وفي الطبقة الرابعة جماعة من الفقهاء والمحدثين يجمعهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم هذا النسب منهم أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن المطلب بن عبد مناف عبيد بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف عبد العزيز بن أبان بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن أمية
174 ذكر روايات تجمع هذا النسب حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأموي قال حدثنا الربيع بن سليمان المرادي قال حدثنا محمد بن إدريس الشافعي قال أخبرنا عمى محمد بن علي بن شافع عن عبد الله بن علي بن السائب عن نافع بن عجير بن عبد يزيد أن ركانة بن عبد يزيد طلق امرأته سهيمة المزنية البتة ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني طلقت امرأتي سهيمة البتة ووالله ما أردت إلا واحدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أردت إلا واحدة فقال ركانة والله ما أردت إلا واحدة فردها إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلقها الثانية في زمان عمر والثالثة في زمان عثمان بن عفان قال أبو عبد الله رواة هذا الحديث عن آخرهم قرشيون حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن أخي طاهر العقيقي قال حدثنا أبو محمد إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد قال حدثني علي بن جعفر بن محمد عن الحسين بن زيد عن عمه عمر بن علي بن الحسين عن أبيه أن العباس بن عبد المطلب قال يا رسول الله إنك حرمت علينا صدقات الناس فهل تحل صدقة بعضنا لبعض قال نعم قال حسين فرأيت مشيخة أهل بيتي يشربون من الماء في المسجد إذا كان لبعض بني هاشم ويكرهون ما لم يكن لبنى هاشم قال أبو عبد الله رواة هذا الحديث كلهم هاشميون حدثنا أبو الحسين محمد بن عمر بن معاوية بن يحيى بن معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله القرشي قال حدثني أبي عمر بن معاوية قال حدثني أبي معاوية
175 بن يحيى قال حدثني معاوية بن إسحاق قال حدثني أبي قال حدثني طلحة بن عبيد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار قال أبو عبد الله رواة هذا الحديث كلهم قرشيون حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال ثنا حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة قال حدثني أبي عبد العزيز بن الربيع بن سبرة بن معبد عن أبيه عن جده قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتمتع من النساء عام الفتح بمكة قال فخرجت أنا وصاحب لي من بنى سليم حتى وجدنا جارية من بنى عامر كأنها بكرة عيطاء فخطبناها إلى نفسها وعرضنا عليها بردينا فجعلت تنظر فتراني أشب وأجمل من صاحبي وترى برد صاحبي أجود وأحسن من بردى فوامرت نفسها ساعة ثم اختارتني على صاحبي فكن معنا ثلاثا ثم أمرنا نبي الله صلى الله عليه وسلم أن نفارقهن قال أبو عبد الله رواة هذا الحديث كلهم قرشيون أخبرنا أحمد بن سليمان الموصلي قال حدثنا علي بن حرب الموصلي قال ثنا سفيان عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ظلم شيئا من الأرض طوقه من سبع أرضين ومن قتل دون ماله فهو شهيد قال الحاكم رواة هذا الحديث كلهم من الزهري قرشيون
176 قال أبو عبد الله فقد جعلنا نسب المصطفى صلى الله عليه وسلم مثالا لسائر أنساب العرب ولولا خشية التطويل لأوردت روايات لسائر العرب لكني آثرت التخفيف رضي الله تعالى عنهما ذكر النوع الأربعين من معرفة علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم أسامي المحدثين وقد كفانا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله هذا النوع فشفى بتصنيفه فيه وبين ولخص غير أني لم استجز إخلاء هذا الموضع من هذا الأصل إذ هو نوع كبير من هذا العلم وأنا مبين بمشيئة الله منه ما يتعذر وجوده في كتب المتقدمين وأجعله مثالا ليستدل به على ما لم أذكره حدثنا أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد قال حدثنا عبيد بن عبد الواحد قال حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب أنه قال حدثني بن أبي أنس أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين قال أبو عبد الله بن أبي أنس هذا نافع بن أبي أنس وأبوه أبن أنس مالك بن أبي عامر الخولاني الأصبحي جد مالك بن أنس الامام ونافع هو أبو سهيل بن مالك عم مالك بن أنس حدثنا أبو علي الحافظ قال حدثنا أبو يحيى زكريا بن الحارث قال حدثنا محمد بن الأزهر السجزي قال ثنا خلف بن أيوب قال حدثنا أبو يوسف عن أبي حنيفة عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن أبي الوليد عن جابر
177 بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من صلى خلف إمام فإن قراءته له قراءة أخبرنا أبو يحيى السمرقندي قال ثنا محمد بن نصر قال ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال حدثنا عمي قال أخبرني الليث بن سعد عن يعقوب بن إبراهيم عن النعمان بن ثابت عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن أبي الوليد عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى خلف إمام فإن قراءة الإمام له قراءة قال أبو عبد الله عبد الله بن شداد هو بنفسه أبو الوليد ومن تهاون بمعرفة الأسامي أورثه مثل هذا الوهم أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال ثنا محمد بن أحمد بن البراء قال سمعت علي بن عبد الله المديني يقول عبد الله بن شداد أصله مديني وكنيته أبو الوليد قد روى عنه أهل الكوفة وكان مع علي يوم النهر وقد لقى عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل وابن عباس وابن عمر حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني قال ثنا عمران بن موسى قال حدثنا أبو معمر قال حدثنا حجاج بن محمد عن بن جريج عن إبراهيم بن أبي عطاء عن موسى بن وردان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات مريضا مات شهيدا ووقى فتان القبر وغدى وريح عليه برزقه من الجنة قال أبو عبد الله إبراهيم هذا هو بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول حديث من مات مريضا مات شهيدا كان بن جريج يقول فيه إبراهيم بن أبي عطاء وهو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى
178 قال أبو عبد الله فهذا جنس من معرفة الأسامي ربما تعذر على جماعة من أهل العلم معرفته والجنس الثاني منه معرفة أسامي المحدثين منفردة لا توجد في رواة الحديث بالاسم الواحد منها إلا الواحد مثال ذلك في الصحابة أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد بن المسيب قال حدثني جدي قال حدثنا بن أبي مريم قال ثنا بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال أخبرني أبو الحسين الأشعري عن أبي ريحانة واسمه شمعون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المشاغبة قال أبو عبد الله هذا حديث غريب الاسناد والمتن وليس في رواة الحديث شمعون غير أبي ريحانة أخبرني أبو بكر أحمد بن إسحاق الامام قرأته عليه من الأصل كتابه قال حدثنا محمد بن يونس القرشي قال ثنا الأزرق بن عذور قال ثنا شعيب بن عبد الله بن زبيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بالشاهد واليمين قال أبو عبد الله هذا زبيب بن ثعلبة وليس في رواة الحديث متسمى بهذا الاسم غيره حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال ثنا هاشم بن القاسم قال ثنا شيبان بن عبد الرحمن عن ليث عن بلال العبسي عن شبير بن شكل عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت علمني شيئا أقوله وأدعو به قال قل رب أعوذ بك من شر سمعي وشر بصري وشر لساني وشر قلبي وشر مني
179 قال أبو عبد الله هذا شكل بن حميد له صحبة وليس في رواة الحديث شكل غيره أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر القارئ ببغداد قال حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح قال حدثنا قيس بن حفص الدارمي قال حدثنا مسلمة بن علقمة عن داود بن أبي هند عن شهر بن حوشب عن الزبرقان عن النواس بن سمعان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرب خدعة قال أبو عبد الله وليس في رواة الحريث نواس غير هذا الواحد وهو من أكابر الصحابة قال الحاكم وفي التابعين من هذا الجنس جماعة سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول حدثنا محمد بن عوف الطائي قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال ثنا الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش قال سمعت عليا يقول والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لعهد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق قال أبو عبد الله لا أعلم في رواة الحديث زرا غير بن حبيش الأسدي وهذا الحديث مخرج في الصحيح حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري قال ثنا بن نمير عن الأعمش عن المعرور بن سويد قال قال عبد الله إن في طلب الرجل إلى أخيه الحاجة فتنة إن هو أعطى حمد غير الذي أعطى وإن منعه ذم غير الذي منعه قال أبو عبد الله لا أعلم في رواة الحديث معرورا غير بن سويد وهو من كبار التابعين مخرج حديثه في الصحيح
180 أخبرنا أحمد بن عثمان البزاز ببغداد قال حدثنا محمد بن مسلمة الواسطي قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن عبد الله الداناج عن حضين بن المنذر بن وعلة قال صلى الوليد بن عقبة بالناس أربعا وهو سكران فذكر الحديث فقال علي ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أربعين وضرب أبو بكر أربعين وضرب عمر صدرا من خلافته أربعين ثم أتمها عثمان ثمانين وكل سنة قال أبو عبد الله ليس في رواة الحديث حضين بالضاد غير أبي ساسان هذا وهو تاعي دليل ورد مع عبد الله بن عامر نيسابور ومرو قال الحاكم وفي أتباع التابعين منهم جماعة وهذا مثاله حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد قال أخبرني أبي قال سمعت الأوزاعي يقول أخبرني أبو عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك قال حدثني عقبة بن وساج قال حدثني أنس بن مالك قال قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أسن أصحابه أبو بكر رضي الله عنه فكان يصبغ بالحناء والكتم ردد ذلك حتى أقناها قال ثم لقيته من بعد فقلت حتى اسودت قال لم أذكر سوادا قال أبو عبد الله أبو عبيد اسمه حيي ولا أعلم في الرواة له سميا حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال ثنا أحمد بن عمار الواسطي قال حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي قال ثنا سعير بن الخمس عن زيد بن أسلم عن بن عمر قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بقطعة من ذهب من معدن بنى سليم أو صدقة جاءته فقال إنه سيكون معادن يكون فيها شرار خلق الله أو من شرار خلق الله
181 قال أبو عبد الله سعير والخمس كلاهما من المفردات التي لا اعلم أحدا تسمى بهما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا أبو جعفر محمد بن عيسى العطار قال ثنا نصر بن حماد قال ثنا الربيع بن بدر عن عنطوانة عن الحسن عن أنس قال قلت يا رسول الله أين أضع بصري في الصلاة قال صلى الله عليه وسلم عند موضع سجودك يا أنس قال قلت يا رسول الله هذا شديد لا أستطيع هذا قال ففي المكتوبة إذا قال أبو عبد الله وعنظوانة لا اعرف في الرواة غير هذا وفي الطبقة الرابعة من الرواة منهم جماعة مثاله ما أخبرناه عبد الله بن إسحاق البغوي قال ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل قال حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا عرابي بن معاوية الحضرمي قال حدثني عبد الله بن هبيرة السبائي قال حدثنا بلال بن عبد الله بن عمر ان أباه عبد الله بن عمر قال توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا تمنعوا النساء حظوظهن من المساجد فقلت اما انا فسأمنع أهلي فين شاء ليسرح أهله فالتفت إلى فقال لعنك الله ثلاث مرات تسمعني وأنا أقول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر ان لا تمنعوا النساء المساجد وتقول نمنعهن ثم بكى وقام مغضبا قال أبو عبد الله عرابي ليس في رواة الحديث غير هذا الواحد حدثني علي بن عيسى قال حدثنا موسى بن عبد المؤمن قال حدثنا أبو الطاهر قال ثنا أشهب بن عبد العزيز عن مالك بن أنس عن أبي النضر عن علي بن الحسين عن بن عباس في المرأتين اللتين تظاهرتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث بطوله قال أبو عبد الله أشهب فقيه أهل مصر وليس في الرواة له سمي
182 ذكر النوع الحادي والأربعين من معرفة أصول الحديث هذا النوع من هذه العلوم رحمه الله معرفة الكنى للصحابة والتابعين واتباعهم والى عصرنا هذا وقد صنف المحدثون فيه كتبا كثيرة وربما يشذ عنهم الشئ بعد الشئ وانا ذاكر بمشية الله في هذا الموضع ما يستفاد مثال ذلك في الصحابة ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول أبو الحمراء صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه هلال بن الحارث وكان يكون بحمص قال يحيى بن معين قد رأيت غلاما من ولده بها أخبرنا عبد الله بن الحسين القاضي قال حدثنا الحارث بن محمد قال حدثنا إسحاق بن عيسى قال ثنا محمد بن فضيل عن عاصم الأحول عن الشعبي قال أول من بايع بيعة الرضوان أبو سنان عبد الله بن وهب الأسدي وأول مال خمس في الاسلام مال أبي سنان أخبرني أحمد بن محمد بن عبدوس قال ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي يقول اسم أبي شريح الكعبي ثابت قال أبو عبد الله كذا قال دحيم وقد اجمعوا على خلافة فإنه كعب بن عمرو سمعت محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول تميم الداري أبو رقية قال وسمعت يحيى يقول كنية عبد الله بن مغفل أبو سعيد قال وسمعت يحيى يقول ذو الكلاع يكنى أبا شرحبيل أخبرني محمد بن المؤمل قال حدثنا الفضل بن محمد قال حدثنا أحمد بن حنبل قال مالك بن قيس المازني كنيته أبو صرمة
183 أخبرنا أحمد بن سلمان قال حدثنا يحيى بن جعفر قال ثنا يزيد بن هارون عن شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت أبا صفوان مالك بن عمير الأسدي قال قدمت مكة قبل ان يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم فاشترى مني سراويل فارجح لي سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد يقول سمعت يحيى بن معين يقول أبو طالب اسمه عبد مناف قال أبو عبد الله وهكذا ذكره أحمد بن حنبل عن الشافعي وأكثر المتقدمين على أن اسمه كنيته فالله اعلم قال الحاكم فقد جعلت هذه الكنى مثالا لكني الصحابة من الصدر الأول فاما أكابر الصحابة فكناهم مشهورة مخرجة في الكتب وهذه كنى جماعة من التابعين أخرجتها من سماعاتي حدثنا علي بن عيسى قال ثنا الحسير بن محمد بزياد قال حدثني يعقوب بن أبي معاوية قال ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ عن سعيد بن أبي أيوب قال حدثني جعفر بن ربيعة عن ربيعة بن يزيد عن إسماعيل بن عبيد قال دخلت على أم الدرداء وعندها قبيصة بن ذؤيب فقلت له يا أبا سعيد أخبرنا دعلج بن أحمد السجزي قال حدثنا محمد بن علي بن زيد قال حدثنا سعيد بن منصور قال حدثنا عبيد الله بن اياد بن لقيط عن أبيه عن أبي كبشة البراء بن قيس السكوني سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول كنية هارون بن رياب أبو بكر
184 أخبرنا محمد بن المؤمل قال ثنا الفضل بن محمد قال ثنا أحمد بن حنبل قال أبو لبابة صاحب عائشة اسمه مروان سمعت أبا العباس الأموي يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول أبو حذيفة الذي روى عن عائشة اسمه سلمة بن صهيبة حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا بحر بن نصر قال ثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث ان يحيى بن ميمون الحضرمي حدثه ان وداعة اليحمدي حدثه انه كان بجنب أبي موسى مالك بن عبادة الغافقي أخبرنا الحسن بن محمد الأزهري قال ثنا محمد بن أحمد بن البراء قال حدثنا علي بن المديني قال قلت لأبي عبيدة معمر بن المثنى من أول من قضى بالبصرة قال أبو مريم الحنفي استقضاه أبو موسى الأشعري قال علي بن المديني واسمه إياس بن صبيح قال أبو عبد الله علي بن ربيعة الأسدي صاحب علي كنيته أبو المغيرة أخبرنا محمد بن المؤمل قال حدثنا الفضل بن محمد قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حريث بن مالك الأسدي كنيته أبو ماوية البصري قال أبو عبد الله هلاب بن ميمونة عن أبيه عن أبي هريرة أبو ميمونة اسمه أسامة بن زيد مديني سمعت محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول اسم أبي السليل ضريب بن نقير أخبرنا محمد بن المؤمل قال حدثنا الفضل بن محمد قال حدثنا أحمد بن حنبل قاله أبو سالم الجيشاني سفيان بن هانئ
185 أخبرنا عبد الله بن محمد الفاكهي بمكة قال ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة قال حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ قال ثنا حياة قال أخبرني الحجاج بن شداد ان أبا صالح سعيد بن عبد الرحمن الغفاري أخبره عن عقبة بن عامر الجهني قال سمعت محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد يقول سألت يحيى بن معين عن حديث سفيان بن عيينة عن مالك بن أنس عن الزهري عن أبي عبد الرحمن عن زيد بن ثابت قال لا تحل له الا من الباب الذي خرجت منه من أبو عبد الرحمن هذا قال يقولون سليمان بن يسار قال أبو عبد الله وهذه كنى جماعة من اتباع التابعين أخرجتها من السماع حدثنا أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي ببغداد قال حدثنا إبراهيم بن عبد الرحيم دنوقا قال ثنا خالد بن يزيد العمري قال حدثنا أبو مودود عبد العزيز بن سليمان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى عليه وسلم لسقط أقدمه بين يدي أحب إلى من ألف فارس اخلفه ورائي حدثنا أبو بكر بن إسحاق الإمام قال ثنا عبيد الله بن عبد الواحد بن شريك قال ثنا سعيد بن أبي مريم قال ثنا أبو التمام عبد العزيز بن أبي حازم قال سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سألت يحيى بن معين عن حديث محمد بن مسلم الطائفي عن سليم عن مجاهد من سليم هذا فقال قد روى عنه بن جريج وروى عنه عبد الملك بن أبي سليمان فقال أبو عبيد الله سليم مولى أم علي أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي قال ثنا إبراهيم بن الحسين قال ثنا آدم بن أبي إياس قال ثنا شعبة قال حدثنا يزيد بن حمير بن عمر
186 حدثنا محمد بن يعقوب قال ثنا العباس بن محمد قال ثنا شبابة بن سوار قال ثنا أبو زبر عبد الله بن العلاء بن زبر عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول ما يسئل عنه العبد يوم القيامة من النعيم ان يقال له ألم نصح لك جسمك ألم نروك من الماء البارد أخبرنا أبو عبد الله الشيباني قال حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى قال ثنا مسدد قال أبو عمر يونس بن القاسم اليمامي أخبرنا أبو عبد الله قال ثنا يحيى بن محمد قال ثنا مسدد أبو شهاب محمد بن إبراهيم عن عاصم بن بهدلة أخبرنا محمد بن علي بن دحيم قال ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة قال حدثنا أبو نعيم قال ثنا أبو سيدان عبيد بن الطفيل الغطفاني عن عطية بن سعد أخبرنا أبو محمد المزي قال ثنا يوسف بن موسى قال حدثنا هشام بن عمار قال ثنا صدقة بن خالد القرشي قال أخبرنا بن جابر قال مر بنا خالد بن اللجلاج فدعاه مكحول فقال يا أبا إبراهيم سمعت محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول إسماعيل بن كثير المكي كنيته أبو هاشم وأبو المنهال المكي عبد الرحمن بن مطعم حدثنا أبو عبد الله الشيباني قال حدثنا علي بن الحسن الهلالي قال حدثنا أبو نعيم قال ثنا أبو شهاب الأسدي موسى بن نافع حدثنا أبو النضر الفقيه قال ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني أبو شريح عن أبي الصباح محمد بن شهر عن أبي علي الهمداني
187 قال أبو عبد الله وهذه الكنى المتفرقة من كنى المحدثين وأكثرها غرائب قد جمعني والقاضي أبا بكر محمد بن عمر الجعابي الحافظ مدينة السلام في رحلتي الثانية وذاكرته في مجالس كثيرة وكانت كتبه إلى متواترة إلى أن توفى رحمه الله حدثني عبد الله بن أحمد بن جعفر قال سمعت أبا بكر محمد بن عمر بن سالم الحافظ يقول كنية مورج بن عمرو أبو فيد واسم ذي الرمة غيلان محمد بن عمرو بن علقمة يكنى أبا الحسن قيس بن سعد المكي يكنى أبا عبيد الله طارق بن شهاب أبو عبد الله رافع بن عميرة الطائي يكنى أبا الحسن حدث عنه طارق بن شهاب وغيره الربيع بن خثيم يكنى أبا يزيد يسير بن عمرو أبو قيس حبة العرني أبو قدامة الأسود بن هلال المحاربي أبو سلام شبث بن ربعي أبو عبد القدوس عمرو بن ميمون الأودي أبو عبد الله عمير بن سعيد النخعي أبو يحيى صلة بن زفر أبو العلاء عتبة بن فرقد يكنى أبو عبد الله إبراهيم بن يزيد التيمي أبو أسماء يزيد بن شريك أبو إبراهيم تميم بن سلمة أبو سلمة يحدث عنه علي بن مدرك سعد بن عبيدة أبو حمزة وهو ختن أبي عبد الرحمن السلمي وكان يرأى رأي الخوارج نعيم بن أبي هند أبو هند اسمه النعمان وأبو هند أعتق أبا الجعد أبا سالم بن أبي الجعد أبو شيبة عبد الرحمن بن إسحاق يحدث عنه أبو معاوية وغيره وله بن يسمى شيبة جبلة بن سحيم أبو سويرة برة بن عبد الرحمن أبو العباس محارب بن دثار أبو النضر ويقال أبو كردوس صفوان بن سليم أبو عبد الله غيلان بن جامع أبو عبد الله وهو غيلان بن جامع بن أشعث عبيدة بن معتب أبو عبد الكريم أبو تميمة الهجيمي طريق بن مجالد يحيى بن أبي كثير أبو نصر واسم أبي كثير نشيط أبو عمر الصيني اسمه نشيط حماد بن درهم يكنى درهم أبا زياد وحماد أبا إسماعيل أسلم مولى عمر أبو زيد علي بن غراب أبو الوليد معقل بن مقرن أبو حكيم حبيب
188 بن صالح بن حبيب يكنى أبا موسى سعيد بن يسار أخو سليمان وعطاء وعبد الله وعبد الملك ويسار مولى ميمونة وسعيد بن يسار أبو الحباب وسعيد بن يسار مولى الحسن بن علي وسعيد بن يسار أخو أبي مزرد وسعيد بن يسار أخو الحسن البصري قال أبو عبد الله ذكر الكنية التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتنى بها ثم اختصاص بن عمه علي رضي الله عنه بإباحتها لولده ومن كناهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمته قال الحاكم قد صحت الروايات عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي وعنه صلى الله عليه وسلم من تسمى باسمي فلا يكتني بكنيتي وعنه صلى الله عليه وسلم لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي ولما ولد محمد بن الحنفية كناه علي رضي الله عنه أبا القاسم فأخبرنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بن عيسى الدهقان بالكوفة قال ثنا الحسين بن الحكم الحبري قال ثنا عبد العزيز بن الخطاب قال ثنا قيس بن الربيع عن ليث عن محمد بن نشر الهمداني عن محمد بن الحنفية عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يولد لك غلام نحلته اسمي وكنيتي فولد له محمد أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ قال ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء قال أخبرنا جعفر بن عون عن فطر بن خليفة عن منذر الثوري قال كانت رخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه أن قال له يا رسول الله أرأيت إن ولد لي بعدك ولد ذكر ما أسميه وأكنيه أسميه باسمك أكنيه بكنيتك قال نعم قال فولد له محمد بن علي فسماه محمدا وكناه بأبي القاسم
189 أخبرنا أبو محمد الحسين بن محمد بن يحيى بن الحسن العلوي قال ثنا جدي يحيى بن الحسن قال حدثنا أحمد بن سلام قال حدثني جعفر بن هذيل قال ثنا محمد بن الصلت الأسدي قال ثنا ربيع بن منذر الثوري عن أبيه أظنه عن بن الحنفية قال وقع بين طلحة وبين علي رضي الله عنهما كلام قال فقال لعلي إنك تسمي باسمه وتكني بكنيته وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك أن يجمعا لاحد من أمته فقال علي إن الجرئ من اجترى على الله وعلى رسوله يا فلان ادع لي فلانا وفلانا فجاء نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من قريش فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص لعلي أن يجمعهما وحرمهما على أمته من بعده حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا حميد بن عياش الرملي قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كناها أم عبد الله قال أبو عبد الله وفي سائر الأخبار لما ولدت أسماء عبد الله بن الزبير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة اكتني بابنك عبد الله فإن الخالة والدة الله تعالى ذكر النوع الثاني والأربعين من معرفة علوم الحديث هذا النوع من معرفة هذه العلوم معرفة بلدان رواة الحديث وأوطانهم وهو علم قد زلق فيه جماعة من كبار العلماء بما يشتبه عليهم فيه فأول ما يلزمنا من ذلك أن نذكر تفرق الصحابة من المدينة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وانجلائهم عنها ووقوع كل منهم إلى نواحي متفرقة وصبر جماعة من الصحابة بالمدينة لما حثهم المصطفى صلى الله عليه وسلم على المقام بها أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد الصيرفي ببغداد قال ثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء قال أخبرنا محمد بن عمار قال ثنا سالم بن نوح العطار قال حدثنا
190 الجريري قال ثنا أبو نضرة عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليعودن هذا الامر إلى المدينة كما بدأ منها حتى لا يكون إيمان إلا بها ولا يترك المدينة رجل رغبة عنها إلا أبدلها الله من هو خير منه وليسمعن أقوام بريف وعيش فيأتونه والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لا يصبر على لأواء المدينة أحد إلا كان له أجر مجاهد ذكر من سكن الكوفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب سعد بن أبي وقاص سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل عبد الله بن مسعود خباب بن الأرت سهل بن حنيف أبو قتادة بن ربعي سلمان الفارسي حذيفة بن اليمان عمار بن ياسر أبو موسى الأشعري أبو مسعود الأنصاري البراء بن عازب عبد الله بن يزيد الخطمي النعمان بن مقرن وأخوه معقل بن مقرن النعمان بن بشير المغيرة بن شعبة جرير بن عبد الله البجلي عدي بن حاتم الطائي عروة بن مضرس الطائي عبد الله بن أبي أوفى أشعث بن قيس جابر بن سمرة حذيفة بن أسيد الغفاري عمرو بن الحمق سليمان بن صرد وائل بن حجر صفوان بن عسال أسامة بن شريك عامر بن شهر عرفجة بن شريح نافع بن عتبة بن أبي وقاص ثعلبة بن الحكم عروة البارقي جندب بن عبد الله البجلي سمرة بن جندب قطبة بن مالك حبشي بن جنادة يعلى بن مرة الثقفي عمارة بن رويبة طارق بن عبد الله المحاربي خزيمة بن ثابت بشير بن الخصاصية قيس بن أبي غرزة حنظلة الكاتب المستورد بن شداد أبو الطفيل أبو جحيفة هؤلاء أكثرهم بالكوفة دفنوا قال أبو عبد الله قد كنت دخلت الكوفة أول ما دخلتها سنة إحدى وأربعين وكان أبو الحسن بن عقبة الشيباني يدلني على مساجد الصحابة فذهبت إلى مساجد
191 كثيرة منها وهي إذ ذاك عامرة وكنا نأوي إلى مسجد جرير بن عبد الله في بجيلة ثم دخلتها سنة خمس وأربعين ومسجد بن عقبة قد خرب فكان أبو القاسم السكوني يأخذ بيدي في الجامع فيدور معي على الأسطوانات فيقول هذه أسطوانة جرير وهذه أسطوانة عبد الله وهذه أسطوانة البراء وقد عرفت منها ما عرفنيه ذلك الشيخ رحمة الله وممن نزل مكة من الصحابة عياش وعبد الله ابنا أبي ربيعة المخزوميان والحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن السائب المخزومي قارئ الصحابة بمكة وعتاب بن أسيد وكان خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بها وأخوه خالد بن أسيد والحكم بن أبي العاص وعثمان بن طلحة وعقبة بن الحارث وشيبة بن عثمان الحجبي وصفوان بن أمية وأبو محذورة ومطيع بن الأسود وعبد الله بن مطيع والمهاجر بن قنفد وسهيل بن عمرو وعمير بن قتادة الليثي وكرز بن علقمة وتميم بن أسد والأسود بن خلف وأبو شريح الكعبي وعبد الله بن حبشي وعبد الله بن صفوان ولقيط بن صبرة وإياس بن عبد المزني وممن نزل البصرة من الصحابة عتبة بن غزوان وعمران بن حصين وأبو برزة الأسلمي ومحجن بن الأدرع وعبد الله بن مغفل المزني ومعقل بن يسار وعبد الرحمن بن سمرة وأبو بكرة وأنس بن مالك توفى وهو بن مائة وسبع سنين وهشام بن عامر وأبو زيد الأنصاري وعمرو بن أخطب وثابت بن زيد ومجاشع بن مسعود وأخوه مجالد وعائذ بن عمرو المزني وقرة بن إياس المزني وعبد الله بن الشخير ومعاوية بن حيدة وقبيصة بن المخارق وعياض بن حماز وقيس بن عاصم والأقرع بن حابس
192 وصعصعة بن ناجية وعثمان والحكم ابنا أبي العاص والأسود بن سريع وسليم بن جابر الهجيمي وعرفجة بن أسعد وأبو العشراء الدارمي وجارية بن قدامة والعداء بن خالد وعبد الله بن سرجس وميسرة الفجر وسلمان بن عامر الضبي وسلمة بن المحبق وممن نزل مصر من الصحابة عقبة بن عامر الجهني وعمرو بن العاص وعبد الله بن عمرو وخارجة بن حذافة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح ومحمية بن جزء وعبد الله بن الحارث بن جزء وأبو بصرة الغفاري وأبو سعد الخير ومعاذ بن أنس الجهني ومعاوية بن حديج وزياد بن الحارث الصدائي ومسلمة بن مخلد وسرق وأبو فاطمة الأيادي وأبو جمعة وأبو الشموس البلوي وممن نزل الشام من الصحابة أبو عبيدة بن الجراح وبلال بن رباح وعبادة بن الصامت ومعاذ بن جبل وسعد بن عبادة وأبو الدرداء وشرحبيل بن حسنة وخالد بن الوليد وعياض بن غنم والفضل بن العباس بن عبد المطلب بالأردن وأبو مالك الأشعري وعوف بن مالك الأشجعي وثوبان وشداد بن أوس وفضالة بن عبيد وعمرو بن عنبسة والحارث بن هشام ومعاوية بن أبي سفيان وواثلة بن الأسقع وبسر بن أبي أرطاة وحبيب بن مسلمة والضحاك بن قيس وقباث بن أشيم والعرباض بن سارية وعبد الله بن بسر المازني وعتبة بن عبد السلمي وعبد الله بن حوالة وكعب بن مرة وكعب بن عياض والمقدام بن معدى كرب وأبو هند الداري وسلمة بن نفيل وغطيف بن الحارث وعطية بن عمرو السعدي وفروة بن عمرو الجذامي وممن نزل الجزيرة من الصحابة عدي بن عميرة الكندي ووابصة بن معبد الأسدي والوليد بن عقبة بن أبي معيط
193 وممن نزل خراسان من الصحابة وتوفى بها بريدة بن حصيب الأسلمي مدفون بمرو وأبو برزة الأسلمي والحكم بن عمرو الغفاري وعبد الله بن خازم الأسلمي مدفون بنيسابور برستاق جوين قثم بن العباس مدفون بسمرقند قال أبو عبد الله فأما مدينة السلام فإني لا أعلم صحابيا توفى بها إلا أن جماعة من التابعين وأتباع التابعين نزلوها وماتوا بها منهم هشام بن عروة بن الزبير ومحمد بن إسحاق بن يسار وإسماعيل بن سالم الأسدي وأبو حنيفة الفقيه وشيبان بن عبد الرحمن النحوي وإبراهيم بن سعد الزهري جماعة هؤلاء في مقبرة الخيزران وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ورد على المهدي وتوفى بها فحضر المهدى دفنه وصلى عليه وأمر بدفنه في مقابر قريش وعبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن حزم استقضاه الرشيد فتوفى بها فصلى عليه الرشيد ودفنه في مقابر قريش وعبد الرحمن بن أبي الزناد توفى ببغداد ودفن في مقبرة باب التبن وهشيم بن بشير توفى ببغداد وبها دفن وعنبسة بن عبد الواحد وأبو إسماعيل المؤدب والفرج بن فضالة ومروان بن شجاع وعبيدة بن حميد وأبو حفص الابار وعباد بن العوام وعلي بن ثابت وأبو يوسف القاضي وأسد بن عمرو وعفان بن مسلم الصفار ماتوا عن آخرهم ببغداد ودفنوا بها قال الحاكم ولم أستجز إخلاء هذا الموضع من ذكر مدينة السلام تعصبا لها إذ هي مدينة العلم وموسم العلماء والأفاضل عمرها الله فأما ذكر التابعين وأتباعهم على ما ذكرت الصحابة فإنه يكثر لكني أذكر الجنس الثاني من معرفة أوطان رواة الاخبار بأحاديث أرويها وأذكر مواطن رواتها ليكون مثالا لسائر الروايات
194 أخبرنا إبراهيم بن عصمة العدل قال حدثنا أبي قال ثنا عبدان بن عثمان قال ثنا أبو حمزة عن إبراهيم الصازغ عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قال أبو عبد الله جابر بن عبد الله من أهل قبا مدني وأبو الزبير مكي وإبراهيم الصائغ وأبو حمزة وعبدان مروزيون وشيخنا وأبوه نيسابوريان حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا إبراهيم بن منقذ الخولاني قال حدثني إدريس بن يحيى عن عبد الله بن عياش قال حدثني عبد الله بن سليمان عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال غ الله وملائكته يصلون على المتسحرين قال أبو عبد الله بن عمر ونافع مدنيان وعبد الله بن سليمان وعبد الله بن عياش وإدريس وإبراهيم بن منقذ مصريون حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد العنزي قال حدثنا عثمان بن سعيد بن خالد الدارمي قال حدثني إبراهيم بن أبي الليث قال حدثنا الأشجعي عن سفيان الثوري عن هشام بن سعد عن المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء الناس بنو آدم وآدم من تراب مؤمن تقي وفاجر شقي لينتهين أقوام يفخرون برجال إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونوا أهون على الله من جعلان تدفع النتن بأنفها قال أبو عبد الله أبو هريرة مدني وكذلك المقبري وهشام بن سعد والثوري والأشجعي كوفيان وإبراهيم بن أبي الليث بغدادي وعثمان بن سعيد سجزي وشيخنا نيسابوري وقال الحاكم قد جعلت هذه الأحاديث مثالا لكل ما يروى من الأحاديث أن يأخذ الحافظ الحديث فيذكر أوطان رواته
195 والجنس الثالث من معرفة بلدان المحدثين معرفة قوم من المحدثين تغربوا عن أوطانهم إلى بلاد شاسعة فطال مكثهم بها فنسبوا إليها وهذا من دقيق هذا العلم أخبرنا أبو النضر الفقيه قال حدثنا الفضل بن عبد الله اليشكري قال حدثنا مالك بن سليمان قال حدثنا عيسى الرازي عن الربيع بن أنس عن عبد الله بن مغفل المزني قال شهدت النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن نبيذ الجر وأنا شهدته حين رخص فيه وقال اجتنبوا المسكر قال أبو عبد الله الربيع بن أنس بصري من التابعين سكن مرو فنسب إليها وقد ذكره المراوزة في تواريخهم وعيسى بن ماهان أبو جعفر الرازي كوفي نزل الري ومات بها فنسب إليها حدثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي قال حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين قال حدثنا يوسف بن عدي قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن أبي إسحاق الشيباني عن عباس بن ذريح عن شريح بن هانئ عن عائشة قالت لو علمت ليلة القدر ما سألت ربي فيها إلا العافية حتى أصبح قال أبو عبد الله يوسف بن عدي كوفي ورواياته كلها عن الكوفيين سكن مصر فغلب عليه الاشتهار بأهلها وليس له عنهم سماع ومثال هذا يكثر وبالقليل منه يستدل على كثيره من رزق الفهم ذكر النوع الثالث والأربعين من علوم الحديث هذا النوع من معرفة هذه العلوم معرفة الموالي وأولاد الموالي من رواة الحديث في الصحابة والتابعين وأتباعهم فقد قدمنا ذكر القبائل وهذا ضد ذلك النوع
196 وأول ما يلزمنا الابتداء به موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنهم شقران كان حبشيا لعبد الرحمن بن عوف فوهبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه وكان ممن شهد دفن النبي صلى الله عليه وسلم وألقى في قبره قطيفة والحديث به مشهور ومنهم ثوبان وكان من سبى اليمن فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وله حديث كثير ومنهم رويفع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من سبى خيبر ومنهم زيد بن حارثة من سبى العرب من كلب فمن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه فقيل زيد بن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت أدعوهم لآبائهم وكانت امرأته أم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فولدت له أسامة بن زيد وآنسة أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعرني قال حدثنا جدي قال ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال ثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن بن شهاب قال وكان ممن شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آنسة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو كبشة ويقال اسمه سليم أخبرنا إسماعيل بن محمد بإسناده عن بن شهاب قال في ذكر من شهد بدرا أبو كبشة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل اسمه إبراهيم زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مولاته سلمى فولدت له عبيد الله بن أبي رافع كاتب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وله رواية عن رسول الله صلى الله
197 عليه وسلم وضمرة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أعقب وسلمان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا الحسن بن يعقوب قال حدثنا يحيى بن أبي طالب عن علي بن عاصم بإسناده إسلام سلمان ذكر أنه كان عبدا فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أتاه فأسلم فابتاعه النبي صلى الله عليه وسلم وأعتقه وسفينة أخبرنا عثمان بن أحمد بن السماك قال ثنا الحسن بن مكرم قال حدثنا عثمان بن عمر قال أخبرنا أسامة بن زيد عن محمد بن المنكدر عن سفينة قال ركبت البحر في سفينة فتكسرت فركبت لوحا منها فطرحني في جزيرة فيها أسد فلم يرعني فقلت يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يغمزني بمنكبه حتى أقامني على الطريق ثم همهم فظننت أنه السلام ومهران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم له حديث وممن يعدون في الموالي من التابعين وأئمة المسلمين أخبرنا أبو علي الحافظ قال أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله البيروتي قال ثنا محمد بن أحمد بن مطر بن العلاء قال حدثني محمد بن يوسف بن بشير القرشي قال حدثني الوليد بن محمد الموقري قال سمعت محمد بن مسلم بن شهاب الزهري يقول قدمت على عبد الملك بن مروان فقال لي من أين قدمت يا زهري قلت من مكة قال فمن خلفت يسود أهلها قال قلت عطاء بن أبي رباح قال فمن العرب أم من الموالي قال قلت من الموالي قال وبم سادهم قال قلت بالديانة والرواية قال إن أهل الديانة والرواية لنبغي أن يسودوا فمن يسود أهل اليمن قال قلت طاوس بن كيسان قال فمن العرب أم من الموالي قال قلت من الموالي قال وبم سادهم قال قلت بما سادهم به
198 عطاء قال إنه لينبغي فمن يسود أهل مصر قال قلت يزيد بن أبي حبيب قال فمن العرب أم من الموالي قال قلت من الموالي قال فمن يسود أهل الشام قال قلت مكحول قال فمن العرب أم من الموالي قال قلت من الموالي عبد نوبي أعتقته امرأة من هذيل قال فمن يسود أهل الجزيرة قال قلت ميمون بن مهران قال فمن العرب أم من الموالي قال قلت من الموالي قال فمن يسود أهل خراسان قلا قلت الضحاك بن مزاحم قال فمن العرب أم من الموار قال قلت من الموالي قال فمن يسود أهل البصرة قلت الحسن بن أبي الحسن قال فمن العرب أم من الموالي قال قلت من الموالي قال وليك فمن يسود أهل الكوفة قال قلت إبراهيم النخعي قال فمن العرب أم من المالي قال قلت من العرب قال ويلك يا زهري فزجت عني والله ليسودن الموالي على العرب حتى يخطب لها على المنابر والعرب تحتها قال قلت يا أمير المؤمنين إنما هو أمر الله ودينه من حفظه ساد ومن ضيعه سقط أخبرنا أبو العباس السايري قال ثنا عيسى بن محمد بن عيسى قال ثنا العباس بن مصعب قال وخرج من مرو أربعة من أولاد العبيد ما منهم أحد إلا وهو إمام عصره عبد الله بن المبارك ومبارك عبد وإبراهيم بن ميمون الصائغ وميمون عبدة والحسين بن واقد وواقد عبد وأبو حمزة محمد بن ميمون السكري وميمون عبد رفيع أبو العالية الرياحي كان عبدا لامرأة من بنى رياح فأعتقته وهو من كبار التابعين سيرين مولى لبنى النجار وهو أبو محمد بن سيرين وقد روى عن عمر بن الخطاب وكنية سيرين أبو عمرة أرطبان كان عبدا لعبد الله بن ذرة المزني وهو جد عبد الله بن عون
199 يسار هو أبو الحسن البصري كان عبدا للربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك فاعتقته أم الحسن خيرة مولاة أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم توبة بن كيسان العنبري وكيسان مولى أيوب بن أزهر العنبري مالك بن دينار ودينار مولى لامرأة من بنى سامة بن لوى عبد العزيز بن صهيب كان يقال له عبد العزيز العبد من مولى أنس بن مالك أيوب بن كيسان السختياني وكيسان مولى العنزة حميد بن أبي حميد الطويل أبو حميد أبوه اسمه طرخان مولى طلحة الطلحات وطلحة خزاعي شعيب بن الحبحاب والحبحاب مولى لبنى واقد نافع مولى عبد الله بن عمر من سبى نيسابور عبد الرحمن بن هرمز الأعرج وهرمز عبد أبو عبيد مولى عبد الرحمن بن أزهر ويقال أنه مولى عبد الرحمن بن عوف أبو سعيد كيسان المقبري مولى لبنى ليث بن بكر أفلح مولى أبي أيوب كاتبه أبو أيوب الأنصاري على أربعين ألف درهم ثم ندم على كتابته فرده إلى خدمته ثم أعتقه سليمان وعطاء وعبد الملك بنو يسار وهم من فقهاء التابعين وأبوهم يسار مولى ميمونة وليسار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواية أبو مرة مولى عقيل بن أبي طالب من كبار التابعين صالح بن نبهان ونبهان مولى التؤمة بنت أمية بن خلف القرشي عمرو بن دينار دينار مولى باذان الجمحي
200 الجنس الثالث من معرفة الموالي أن يميز الحديثي معرفتهم من الروايات وهذا مثاله حدثنا بكر بن محمد الصيرفي بمرو قال ثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي قال ثنا إبراهيم بن سليمان الزيات قال ثنا بحر السقاء عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التسبيح للرجال والتصفيق للنساء قال أبو عبد الله بحر بن كنيز السقاء وكنيز عبد حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ قال ثنا محمد بن أحمد بن أنس القرشي قال حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ قال ثنا حياة قال حدثني أبو عقيل أنه سمع أبا حازم ومحمد بن المنكدر يحدثنا عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضى عنها أن أم هانئ بنت أبي طالب قالت يا رسول الله إني قد كبرت وثقلت فأخبرني بعمل أعمله وأنا جالسة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم قولي لا إله إلا الله وحده لا شريك له مائة مرة فوالله ما سبقتها من حسنة وما تركت بعدها من سيئة وقولي الله أكبر مائة مرة يكتب لك بها خير من ألف بدنة مجللة متقبلة وقولي سبحان الله مائة مرة يكتب لك بها خير من مائة فرس ملجم مسرج في سبيل الله وقولي الحمد لله مائة مرة يكتب لك بها خير من مائة رقبة قال أبو عبد الله رواة هذا الحديث كلهم عربيون غير أبي حازم فإنه سلمة بن دينار ودينار عبد أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله النحوي ببغداد قال حدثنا يحيى بن جعفر قال ثنا عبد الوهاب بن عطاء قال ثنا راشد أبو محمد الحماني قال بلغني أن رجلا بالبصرة عنده اسم الله الأعظم يقال له عبد الله بن الحارث بن نوفل فأتيته فسألته عن ذلك فقال ثنا عبد الله بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكبر
201 هؤلاء الكلمات لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات ورب العرش الكريم قال أبو عبد الله راشد أبو محمد هو راشد بن نجيح الحماني ونجيح عبد وراشد عزيز الحديث قال الحاكم 4 قد جعلت هذه الأحاديث مثالا لكل حديث يرويه محدث ليعلم المتبحر في هذا العلم الموالي من رواته والله الموفق بمنه ذكر النوع الرابع والأربعين من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم معرفة أعمار المحدثين من ولادتهم إلى وقت وفاتهم وقد اختلفت الروايات في سن سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ولم يختلفوا أنه ولد عام الفيل وأنه بعث وهو بن أربعين سنة وأنه أقام بالمدينة عشرا إنما اختلفوا في مقامه بمكة بعد المبعث فقالوا عشرا وقال اثني عشرة وقالوا ثلاث عشرة وقالوا خمس عشرة فهذه نكتة الخلاف في سنه صلى الله عليه وسلم فأما أبو بكر الصديق رضي الله عنه فإنه توفى وهو بن ثلاث وستين سنة وذلك في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة وتوفى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو بن ستين سنة في أكثر الأقاويل وقيل خمس وخمسين سنة وقيل خمس وستين سنة ولم يختلفوا في وقت وفاته أنه توفى في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه صبرا في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وهو يومئذ بن اثنتين وثماني سنة
202 وكذلك قتل علي رضي الله عنه ليلة الجمعة لسبع عشرة من رمضان سنة أربعين وهو يومئذ بن ثلاث وستين سنة وقتل طلحة والزبير جميعا رضي الله عنهما يوم الجمل في جمادي الأولى من سنة ست وثلاثين وسنهما واحد كانا جميعا يوم قتلا ابني أربع وستين سنة ومات عبد الرحمن بن عوف سنة اثنتين وثلاثين وهو بن خمس وسبعين سنة ومات سعد بن أبي وقاص سنة خمس وخمسين وهو بن أربع وثمانين سنة ومات أبو عبيدة بن الجراح سنة ثمان عشرة وهو يوم مات بن ثمان وخمسين سنة ومات سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل سنة إحدى وخمسين وهو يومئذ بن ثلاث وتسعين سنة قال أبو عبد الله قد جعلت أعمار العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة مثالا لسائر الصحابة ليبحث الباحث عن ولادتهم ووقت وفاتهم ومبلغ أعمارهم أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الصفار قال ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي قال سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول مات علقمة سنة إحدى وستين ومسروق سنة ثنتين وستين وعبيدة سنة ثلاث وسبعين وعمرو بن ميمون سنة أربع وسبعين والأسود بن يزيد سنة خمس وسبعين وسويد بن غفلة سنة ثمانين ومحمد بن الحنفية سنة ثمانين وشريح بن الحارث سنة ثمان وسبعين وكان له يوم مات مائة سنة وثمان وستين وعبد الرحمن بن أبي ليلى وأبو البحتري الطائي في الجماجم سنة ثلاث وثمانين وعمرو بن حريث سنة خمس وثماني وعلي بن الحسين سنة ثنتين وتسعين ومات أنس بن مالك وأبو الشعثاء جابر بن زيد في جمعة سنة ثلاث وتسعين وقتل سعيد بن جبير سنة خمس وتسعين ومات إبراهيم بن زيد
203 النخعي سنة ست وتسعين وسالم بن أبي الجعد في زمان سليمان بن عبد الملك سنة سبع وتسعين وأبو خالد الوالبي سنة مائة ومات عمر بن عبد العزيز سنة إحدى ومائة ومجاهد بن جبر سنة ثنتين ومائة والشعبي وموسى بن طلحة وأبو بردة سنة أربع ومائة والضحاك بن مزاحم سنة خمس ومائة وطاؤس وسالم بن عبد الله سنة ست ومائة وعكرمة سنة أربع ومائة ومحمد بن كعب القرظي سنة ثمان ومائة والحسن بن يسار البصري سنة عشر ومائة ومحمد بن سيرين بعده بمائة يوم ومات طلحة بن مصرف سنة ثنتي عشرة ومائة وقتادة ونافع سنة سبع عشرة ومائة ومحمد بن علي أبو جعفر سنة أربع عشرة ومائة والحكم بن عتيبة وعطاء بن أبي رباح سنة خمس عشرة ومائة وعمرو بن مرة سنة ست عشرة ومائة وأبو صخرة جامع بن شداد سنة ثمان عشرة ومائة وقيس بن مسلم سنة عشرين ومائة وأبو قيس الأودي وحماد بن أبي سليمان وواصل بن حبان الأحدب سنة عشرين ومائة ومات سلمة بن كهيل يوم عاشوراء سنة إحدى وعشرين ومائة وزبيد بن الحارث اليامي سنة ثنتين وعشرين ومائة وأبو إسحاق السبيعي وجابر بن يزيد الجعفي سنة ثمان وعشرين ومائة ويحيى بن أبي كثير سنة تسع وعشرين ومائة وعبد الله بن شبرمة سنة أربع وأربعين ومائة وهشام بن عروة وعبد الملك بن أبي سليمان سنة خمس وأربعين ومائة وإسماعيل بن أبي خالد سنة ست وأربعين ومائة والأعمش ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وجعفر بن محمد وزكرياء بن أبي زائدة سنة ثمان وأربعين ومائة وأبو جناب الكلبي سنة خمسين ومائة وأبو حنيفة سنة خمسين ومائة وولد سنة ثمانين وكان له يوم مات سبعون سنة ومات علي بن صالح بن حي سنة أربع وخمسين ومائة ومسعر بن كدام سنة خمس وخمسين ومائة وعمر بن ذر سنة ست وخمسين ومائة وإسرائيل بن يونس سنة ستين ومائة وقيس بن الربيع والحسن بن صالح بن حي سنة سبع وستين ومائة وسفيان الثوري سنة إحدى وستين ومائة وشريك بن عبد الله سنة سبع وسبعين ومائة ومات
204 الزهري سنة أربع وعشرين ومائة وجعفر بن إياس سنة ثلاث أو أربع وعشرين ومائة إلى هنا عن أبي إسماعيل عن أبي نعيم ذكر طبقة بعد هؤلاء أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي بالكوفة قال حدثنا الحسين بن حميد بن الربيع قال حدثني أبي قال مات زائدة بن قدامة سنة إحدى وستين ومائة ومات إسرائيل بن يونس سنة اثنتين وستين ومائة ومات شيبان النحوي سنة أربع وستين ومائة ومات سعيد بن عبد العزيز الدمشقي سنة أربع وستين ومائة ومات داود الطائي سنة خمس وستين ومائة ومات الليث بن سعد سنة خمس وستين ومائة ومات حماد بن سلمة سنة خمس وستين ومائة ومات الحسن بن صالح سنة سبع وستين ومائة ومات عبثر وإبراهيم بن حميد وقيس بن الربيع سنة ثمان وستين ومائة ومات جعفر الأحمر وأبو شيبة سنة سبع وستين ومائة ومات يحيى بن سلمة بن كهيل سنة ثمان وستين ومائة ومات حبان بن علي ومحمد بن أبان سنة إحدى وسبعين ومائة ومات سلام بن أبي مطيع سنة ثلاث وسبعين ومائة و مات بكر بن مضر سنة خمس وسبعين ومائة ومات أبو عوانة سنة ست وسبعين ومائة ومات شريك بن عبد الله سنة سبع وسبعين ومائة وفيها مات عبد الواحد بن زياد وأبو الأحوص وجعفر بن سليمان ومات عبد الوارث بن سعيد ومفضل بن يونس وإبراهيم بن حميد الرواسي سنة ثمان وسبعين ومائة ومات مالك بن أنيس وحماد بن زيد وخالد بن عبد الله سنة تسع وسبعين ومائة ومات عباد بن عباد المهلبي وعلي بن هاشم بن البريد وسلمة الأحمر وسعيد بن خثيم سنة ثمانين ومائة إلى هنا عن الأحمسي ذكر وفاة طبقة من المحدثين بعد هؤلاء أخبرنا دعلج بن أحمد السنجري ببغداد قال حدثنا أحمد بن علي الابار قال حدثني محمد بن يحيى بن فياض قال مات يزيد بن زريع سنة إحدى وثمانين ومائة ومات عبد الاعلى بن عبد الأعلى سنة تسع وثمانين ومائة وفيها مات بن علية
205 ومات يحيى وعبد الرحمن وابن عيينة سنة ثمان وتسعين ومائة ومات عمر بن يونس باليمامة منصرفه من الحج وكان حج سنة ست ومائتين وفيها حج وهب بن جرير ومات منصرفه من الحج بالمنجاشانية وحمل إلى البصرة ومات أبو عاصم سنة ثلاث عشرة ومائتين ومات محمد بن عبد الله الأنصاري سنة خمس عشرة ومائتين وولد في شوال سنة ثمان عشرة ومائة ذكر طبقة من المحدثين بعدهم الله تعالى أخبرنا أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو قال سمعت محمد بن عمير الرازي يقول مات إسماعيل بن أبي أويس سنة سبع وعشرين ومائتين وكان مولده سنة تسع وثلاثين ومائة ومات أحمد بن عبد الله بن يونس في هذه السنة وفيها مات أبو الوليد الطيالسي وتوفى بشر بن الحارث الزاهد المعروف بالحافي سنة سبع وعشرين ومائتين ومات أبو نصر التمار سنة ثمان وعشرين ومائتين ومات علي بن الجعد ومحمد بن سعد كاتب الواقدي ومؤمل بن الفضل الحراني سنة ثلاثين ومائتين وفيها مات هارون بن معروف البغدادي وعاصم بن علي بن عاصم بن صهيب الواسطي وأبو عبد الله محمد بن زياد الاعرابي اللغوي وأحمد بن نصر الخزاعي الشهيد سنة إحدى وثلاثين ومائتين ذكر طبقة بعد هؤلاء أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك الأموي قال ثنا أبو بكر محمد بن العباس بن فضيل البغدادي بحلب قال ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال مات الحكم بن موسى سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ومات إبراهيم بن محمد بن عرعرة سنة إحدى وثلاثين ومائتين ومات محرز بن عون سنة إحدى وثلاثين ومائتين ومات
206 عمرو الناقد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ومات عبد الله بن عون الخزاز سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ومات يحيى بن معين سنة ثلاث وثلاثين ومائتين ومات القواريري سنة خمس وثلاثين ومائتين ومات منصور بن أبي مزاحم سنة خمس وثلاثين ومائتين ومات إسحاق بن إسماعيل الطالقاني سنة ثلاثين ومائتين ومات يحيى بن أيوب المقابري سنة أربع وثلاثين ومائتين ومات محمد بن إسحاق المسيبي سنة ست وثلاثين ومائتين ذكر طبقة بعدهم رضي الله تعالى عنه أخبرني أبو الحسين بن أبي عمرو السماك عن أبيه بعد أن أخرج إلى كتاب أبيه فقرأت فيه بخط يده توفى عبد الرحمن بن محمد بن منصور البصري سنة إحدى وسبعين ومائتين ومات حنبل بن إسحاق سنة ثلاث وسبعين ومائتين ومات الحسن بن مكرم سنة أربع وسبعين ومائتين ومات إبراهيم بن الوليد الجشاش سنة اثنتين وسبعين ومائتين ومات أحمد بن عبد الجبار العطاردي سنة اثنتين وسبعين ومائتين ومات محمد بن عبيد الله المنادي سنة اثنتين وسبعين ومائتين ومات علي بن عبد الحميد الواسطي سنة أربع وسبعين ومائتين ومات عبد الكريم الديرعاقولي سنة ثمان وسبعين ومائتين ومات غلام الخليل سنة خمس وسبعين ومائتين ومات عبد الله بن أبي الدنيا سنة اثنتين وثمانين ومائتين ومات الحرث بن أبي أسامة سنة اثنتين وثمانين ومائتين وتوفى المبرد النحوي سنة خمس وثمانين ومائتين ومات جعفر الطيالسي سنة اثنتين وثمانين ومائتين ومات إسحاق الحربي سنة أربع وثمانين ومائتين ومات إبراهيم الحربي سنة خمس وثمانين ومائتين ومات محمد بن يونس الكديمي سنة ست وثمانين ومائتين ومات ثعلب النحوي سنة إحدى وتسعين
207 ومائتين ومات بشر بن موسى سنة ثمان وثمانين ومائتين ومات معاذ بن المثنى سنة ثمان وثمانين ومائتين ومات عبد الله بن أحمد بن حنبل سنة تسعين ومائتين ومات أحمد بن يحيى الحلواني سنة ست وتسعين ومائتين ومات موسى بن إسحاق القاضي سنة سبع وتسعين ومائتين سمعت خلف بن محمد البخاري يقول مات أبو هارون سهل بن شاذويه سنة تسع وتسعين ومائتين ومات صالح بن محمد البغدادي الحافظ ببخارا في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين ومات نصر بن أحمد الحافظ في شهر رمضان سنة ثالث وتسعين ومائتين أخبرني أبو عبد الرحمن محمد بن مأمون الحافظ بمرو قال توفى عبد الله بن أبي دارة سنة خمس وتسعين ومائتين وتوفى عبد الله بن جعفر بن خاقان سنة ست وتسعين ومائتين وتوفى أبو عبد الله أحمد بن عمر الذهلي سنة خمس وتسعين ومائتين وتوفى أبو عبد الرحمن الوهكاني سنة سبع وتسعين ومائتين وتوفى أبو صالح الحافظ سنة تسع وتسعين ومائتين وتوفى أبو علي بن شبويه في هذه السنة وتوفى أبو العباس أحمد بن سعيد بن مسعود في جمارى الأولى سنة ثمان وتسعين ومائتين وفيها توفى حمك بن عصام هؤلاء شيوخ المأموني ذكر طبقة من شيوخ العراق وخراسان بعد هؤلاء سمعت عيسى بن حامد بن بشر بن عيسى القاضي الرخجي ببغداد يقول مات إسحاق بن أبي حسان الأنماطي سنة اثنتين وثلاثمائة ومات إبراهيم بن شريك سنة اثنتين وثلاثمائة ومات أبو عيسى بن العراد سنة اثنتين وثلاثمائة وفيها مات أبو العباس البراثي ومات بن ناجية سنة إحدى وثلاثمائة ومات محمد بن السري القنطري وأحمد بن الحسين الحذاء وأبو علي الخرقي سنة تسع وتسعين ومائتين
208 ومات أبو عمر القتات وابن دلان وعلي بن طيفور النسوي والفضل بن صالح الهاشمي والحسين بن عمر بن أبي الأحوص وأحمد بن يعقوب بن أخي العرق المقرئ سنة ثلاثمائة ومات عبد الله بن عيسى الفسطاطي وأحمد بن محمد بن الجعد والوشاء وجعفر بن محمد الفريابي وأبو معشر الدارمي وأحمد بن سالم الادمي سنة إحدى وثلاثمائة ومات أبو العباس أحمد بن الصلت بن مغلس الحماني وعبد الله بن الصقر بن نصر السكري سنة اثنتين وثلاثمائة ومات جدي محمد بن الحسين القنبيطي الحافظ وأبو العباس أحمد بن موسى الشطوي سنة أربع وثلاثمائة ومات أبو بكر بن أبي داود السجستاني سنة ست عشرة وثلاثمائة سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله بن الجراح المروزي العدل يقول توفى أبو صالح الحسين بن الفرج المروزي وأبو العباس الحسن بن سفيان النسوي سنة ثلاث وثلاثمائة وتوفى أحمد بن تميم المروزي سنة ثلاثمائة وتوفى أبو رجاء محمد بن السبخي سنة ست وثلاثمائة وتوفي أبو عبد الله بن محمد السعدي سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وفيها توفى إسحاق بن إبراهيم التاجر كلهم شيوخ بن الجراح سمعت أبا حماد أحمد بن الحسين القاضي ببخارا يقول مات أبو النضر الخلقاني سنة أربع عشرة وثلاث مائة مات أبو العباس أحمد بن الخضر سنة خمس عشرة وثلاث مائة مات أبو الحسين بن حمك سنة ست عشرة وثلاث مائة توفى أبو النضر بن فوران الزاهد سنة ست عشرة وثلاث مائة وفيها مات أبو عمرو بن محفوظ مات أبو سهل الأنباري سنة ست عشرة وثلاث مائة مات علي بن محمد الخالدي سنة سبع عشرة وثلاث مائة مات أبو عبد الله محمد بن سعيد البورقي سنة ثمان عشرة وثلاث مائة وفيها مات أبو علي الأعرج مات أبو بكر عبد الرحمن بن محمد الحبيبي سنة تسع عشرة وثلاث مائة مات أبو العباس أحمد بن الحارث
209 بن محمد بن عبد الكريم والحسن بن عمرو بن أشرف سنة تسع عشرة وثلاث مأة وفيها مات عبد الله بن عمران الفقيه ومات أبو الوفاء داود بن أحمد صاحب أحاديث أبي عصمة سنة عشرين وثلاث مائة قال أبو عبد الله قد ذكرت طرقا من هذا النوع يعز وجودها وفيه إن شاء الله كفاية وتركت مشايخ بلدي فإنه مخرج في تاريخ النيسابوريين ذكر النوع الخامس والأربعين من علوم الحديث هذ النوع منه معرفة ألقاب المحدثين فإن فيهم جماعة لا يعرفون إلا بها ثم منهم جماعة فلبت عليهم الألقاب وأظهروا الكراهية لها فكان سفيان الثوري إذا روى عن مسلم البطين يممع يديه ويقول مسلم ولا يقول البطين وكان عبد الله بن يزيد المقرئ إذا روى عن موسى بن علي يقول موسى بن رباح فينسبه إلى الجد فإنه كان يقول لا أجعل في حل من قال لي علي فأول لقب ذكر في الاسلام لقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه أخبرنا أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي بالكوفة قال حدثنا الحسين بن حميد بن الربيع قال حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال حدثنا أبو بكر بن أبي أويس قال حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال أذكر أن ألي الزبير بن العوام كان يرتجز ويقول مبارك من ولد الصديق أزهر من آل أبي عتيق التذه كما ألذ ريقي قال أبو عبد الله قد اختلف أصحاب الاخبار في هذا اللقب لم قيل له فقالوا إنه لعتاقة وجهه وقال آخرون إنه عتيق الله وذكره بشرحه يطول في هذا الموضع
210 وقال وقد لقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأبي تراب أخبرنا أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى قال حدثنا الفضل بن محمد الشعراني قال ثنا إبراهيم بن حمزة قال ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال استعمل على المدينة رجل من آل مروان قال فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليا قال فأبي سهل فقال له أما إذا أبيت فقل لعن الله أبا تراب فقال سهل ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب وإن كان ليفرح إذا دعى به فقال له أخبرنا عن قصته لم سمى أبا تراب قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال لها أين بن عمك فقالت كان بيني وبينه شئ فغاضبني فخرج ولم يقل عندي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لانسان أنظر أين هو فجاء فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو في المسجد راقد فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداءه عن شقه فأصابه تراب فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول قم يا أبا تراب قم يا أبا تراب قال أبو عبد الله وفي الصحابة جماعة يعرفون بألقاب يطول ذكرهم فمنه ذو اليدين و ذو الشمالين وذو الغرة وذو الأصابع وغيرهم وهذه كلها ألقاب ولهؤلاء الصحابة أسامي معروفة عند أهل العلم ثم بعد الصحابة في التابعين وأتباعهم من أئمة المسلمين جماعة ذو ألقاب يعرفون بها سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول كان يزيد بن مطرف يسرح لحيته فخرج منها عقرب فلقب بالرشك
211 سمعت بكر بن محمد الصيرفي يقول سمعت جعفر بن محمد بن كرال يقول كان يحيى بن معين يلقب أصحابه فلقب محمد بن إبراهيم بمربع ولقب عبيد بن حاتم و بالعجل ولقب صالح بن محمد بجزرة ولقب الحسين بن إبراهيم بشمخصة ولقب محمد بن صالح بكيلجة ولقب علي بن عبد الصمد بعلان ما غمه وهؤلاء كلهم من كبار أصحابه وحفاظ الحديث حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أبو قلابة الرقاشي قال حدثنا عبيد الله بن عائشة القرشي قال حدثنا بكر بن كلثوم السلمي قال أبو قلابة وهو جدي أبو أمي قال قدم علينا بن جريج البصرة قال فاجتمع الناس عليه قال فحدث عن الحسن البصري بحديث فأنكره الناس عليه فقال ما تنكرون علي فقد لزمت عطاء عشرين سنة ربما حدثني عنه الرجل بالشئ الذي لم أسمعه منه قال وقال بن عائشة إنما لقب غندرا بن جريج من ذلك اليوم الذي كان يكثر الشغب عليه فقال أسكت يا غندر وأهل الحجاز يسمون الشغب غندر سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري يقول سمعت الحسين بن فهم يقول سمعت عبد الله بن عمر بن أبان الجعفي وسئل لم لقبت بمشكدانه فقال والله ما لقبني بهذا اللقب إلا الكندي الفضل بن دكين وذلك أني كنت دخلت عليه يوما الحمام ثم خرجت فتبخرت وحضرت مجلسه فقال يا أبا عبد الرحمن أعيذك بالله ما أنت إلا مشكدانه قالها مرة بعد أخرى فلقبوني بها سمعت أبا محمد أحمد بن عبد الله المزني يقول سمعت أبا جعفر الحضرمي يقول كنت ألقب مع الصبيان في الطين وقد تطينت وأنا صبي لم أسمع الحديث إذ مر بنا أبو نعيم الفضل بن دكين وكان بينه وبين أبي مودة فنظر إلي فقال يا مطين
212 يا مطين قد آن أن تحضر المجلس لسماع الحديث فما حملت إليه بعد ذلك بأيام فإذا هو قد مات سمعت أبا بكر محمد بن محمد المذكر يقول سمعت أبا محمد البلاذري يقول سمعت محمد بن جرير يقول إنما لقب محمد بن سليمان المصيصي بلوين لأنه كان يبيع الدواب ببغداد فيقول هذا الفرس له لوين هذا الفرس له قديد فلقب بلوين سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارا يقول سمعت أبا علي صالح بن محمد البغدادي يقول وسئل لم لقبت بجزرة فقال قدم عمرو بن زرارة الحديثي بغداد فاجتمع عليه خلق عظيم فلما كان عند الفراغ من المجلس سئلت من أين سمعت فقلت من حديث الجزرة فبقيت على سمعت خلف بن محمد الكرابيسي ببخارا يقول سمعت أبا هارون سهل بن شاذويه يقول إنما لقب عيسى بن موسى التيمي بالغنجار لحمرة وجنتيه سمعت الحسين بن محمد الماسرجي يقول سمعت محمد بن إبراهيم بن نومرد الدامغاني يقول كنا في مجلس إبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمداني وكان يلقب بسيفنة فتقدم إليه بعض الغرباء يسئله في أحاديث فامتنع عليه فيها إبراهيم فقال إن حدثتني بهذه الأحاديث وإلا هجوتك فقال له إبراهيم كيف تهجوني قال أقول قائل مالك في رنه فقلت ذا من فعل سيفنه قال فتبسم إبراهيم واجابه في تلك الأحاديث قال بن نومرد وإنما لقب إبراهيم بن الحسين بسيفية لكثرة كتابته الحديث وسيفنة طائر بمصر لا يقع على شجرة إلا أكل ورقها حتى لا يبقى منها شيئا وكذلك كان إبراهيم إذا وقع إلى محدث لا يفارقه حتى يكتب جميع حديثه
213 سمعت أبا الحسن أحمد بن جعفر العلوي بالكوفة يقول سمعت أبي يحدث عن آبائه أن أبا جعفر المنصور كان يرحل في طلب العلم قبل الخلافة فبينا هو يدخل منزلا من المنازل قبض عليه صاحب الرصد فقال زن درهمين قبل أن تدخل قال خل عني فإني رجل من بني هاشم قال زن درهمين قال خل عني فإني رجل من بني أعمام رسول الله صلى الله عليه وسلم قال زن درهمين قال خل عني فإني رجل قارئ لكتاب الله قال زن درهمين قال خل عني فإني رجل عالم بالفقه والفرائض قال زن درهمين قال فلما أعياه أمره وزن الدرهمين ولزم جمع المال والتدنق فيه فبقي على ذلك برهة من زمانه إلى أن قلد الخلافة وبقى عليه فصار الناس يبخلونه فلقب بأبي الدوانيق سمعت أبا الحسن أحمد بن الخضر الشافعي يقول سمعت جعفر بن أحمد الحافظ يقول كنا في مجلس محمد بن رافع في منزله قعودا تحت الشجرة وهو مستند إليها يقرأ علينا وكان إذا رفع في المجلس أحد صوته أو تبسم قام فلا يقدر أحد منا على مراجعته قال فوقع ذرق طائر على يدي وقلمي وكتابي فضحك خادم من خدم طاهر بن عبد الله وأولاده معنا في المجلس فنظر إليه محمد بن رافع فوضع الكتاب فأنهى ذلك الخبر إلى السلطان فجاءني الخادم عند السحر ومعه حمال على ظهره ببيت سامان فقال والله ما كنت أملك في الوقت شيئا أحمله إليك غير هذا وهو هدية لك فإن سئلت عني فقل لا أدري من تبسم فقلت أفعل فلما كان عند الغداة وحملت إلى باب السلطان فبرأت الخادم مما قيل ثم بعت السامان بثلاثين دينارا فاستعنت به في الخروج إلى العراق وبارك الله لي فيه فلقبت بالحصيري وما بعت الحصير ولا باعه أحد من آبائي أخبرني أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم الخواص رحمه الله قال سمعت رويم بن محمد بن رويم بن يزيد يقول كنا عند داود بن علي الأصبهاني
214 إذ دخل عليه ابنه محمد وهو يبكي وكان يعزه فضمه إليه وقال ما يبكيك قال الصبيان يلقبونني قال فعلى أي شئ حتى أنهاهم قال يقولون لي شيئا قال قل لي ما هو حتى أنهاهم عن الذي يقولون قال يقولون لي يا عصفور الشوك قال فضحك داود فقال له ابنه أنت على أشد من الصبيان مم تضحك قال فقال داود لا إلاه إلا الله ما هذه الألقاب إلا من السماء ما أنت يا بنى إلا عصفور الشوك قال أبو عبد الله فقد ذكرت في ألقاب المتأخرين بعض ما رويته عن شيوخي فأما الألقاب التي تعرف بها الرواة فأكثر من أن يمكن ذكرها في هذا الموضع وأصحاب التواريخ من أئمتنا رضي الله عنهم قد ذكروها فأغنى ذلك عن ذكرها في هذا الموضع صلى الله عليه وسلم ذكر النوع السادس والأربعين من معرفة علوم الحديث هذا النوع منه الله تعالى معرفة رواية الاقران من التابعين واتباع التابعين ومن بعدهم من علماء المسلمين ورواية بعضهم عن بعض وهذا النوع منه غير رواية الأكابر عن الأصاغر فقد قدمنا ذلك الجنس وإنما القرينان إذا تقارب سنهما وإسنادهما وهو على ثلاثة أجناس فالجنس الأول منه الذي سماه بعض مشائخنا المدبج وهو أن يروى قرين عن قرينه ثم يروى ذلك القرين عنه فهو المدبج مثاله في الصحابة كما حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري قال ثنا أبو أسامة قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن محمد بن يحيى بن حبان عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة عن عائشة رضي الله عنها
215 قالت فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من الفراش فجعلت اطلبه بيدي فوقعت يدي على باطن قدميه وهما منصوبتان فسمعته يقول اللهم إني أعوذ برحمتك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك قال أبو عبد الله وقد روت عائشة عن أبي هريرة وسألته عن حديثه أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر الداربردي بمرو قال حدثنا عبد الله بن روح المدايني قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا أبو عامر الخزاز عن سيار أبي الحكم عن الشعبي عن علقمة أن عائشة قالت لأبي هريرة أنت حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأة عذبت في هرة فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك حديث آخر أخبرنا عمر بن جعفر البصري قال حدثنا عبدان الأهوازي قال ثنا بشر بن آدم بن بنت أزهر قال حدثني جدي أزهر عن سليمان التيمي عن خداش عن أبي الزبير عن جابر عن أبي عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل الجنة من بايع تحت الشجرة إلا صاحب الجمل الأحمر قال أبو عبد الله وقد روى عن عبد الله بن عباس عن جابر أخبرنا محمد بن إسحاق الضبعي قال ثنا الحسن بن علي بن زياد قال حدثنا عبيد بن يعيش قال حدثنا محمد بن فضيل عن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال حدثني جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ وإذا سالك عبادي عني فأين قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان الآية قال صلى الله عليه وسلم اللهم أمرت بالدعاء وتكفلت بالإجابة لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك
216 قال أبو عبد الله ومثال ذلك في التابعين كما حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال أخبرني عمر بن عبد العزيز بن مروان أن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ الزهري أخبره أنه وجد أبا هريرة يتوضأ على ظهر المسجد فقال أبو هريرة إنما أتوضأ من أثوار أقط أكلتها لان النبي صلى الله عليه وسلم قال توضؤوا مما مست النار قال أبو عبد الله وقد روى عمر بن عبد العزيز عن الزهري أخبرني محمد بن إسماعيل المقرئ قال أخبرنا محمد بن نوح الجنديسابوري قال ثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل بن صبيح الهلالي قال ثنا يعقوب بن محمد الزهري قال حدثنا عبد العزيز بن عمران عن عمر بن عبد العزيز عن الزهري عن سالم عن أبيه قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية الناس للبيعة فجاء أبو سنان بن محصن فقال يا رسول الله أبايعك على ما في نفسك قال وما في نفسي قال أضرب بسيفي بين يديك حتى يظهرك الله أو أقتل قال فبايعه وبايع الناس على بيعة أبي سنان قال أبو عبد الله ومثاله في أتباع التابعين كما أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد الحنظلي ببغداد قال ثنا سليمان بن محمد بن الفضل قال ثنا محمد بن عقبة بن علقمة قال حدثني أبي قال حدثني الأوزاعي عن مالك بن أنس عن أبي نعيم وهب بن كيسان عن عمر بن أبي سلمة قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أدن بنى فسم الله وكل بيمينك وكل مما يليك قال أبو عبد الله وقد روى مالك بن أنس عن الأوزاعي حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا العباس بن محمد الدوري قال ثنا أبو الأحوص محمد بن حيان قال ثنا حماد بن خالد قال ثنا مالك بن أنس قال
217 حدثني الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يحب الرفق في الامر كله قال أبو عبد الله ومثاله في أتباع الاتباع كما حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه من أصل كتابه قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثني عبد الرزاق قال ثنا عمر بن حوشب قال حدثني إسماعيل بن أمية عن أبيه عن جده قال كان لهم غلام يقال له طهمان أو ذكوان قال فأعتق جده نصفه قال فجاء العبد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال النبي صلى الله عليه وسلم يعتق في عتقك ويرق في رقك قال فكان يخدم سيده حتى مات قال أبو عبد الله وقد حدث عبد الرزاق عن أحمد بن حنبل حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن المسيب قال ثنا مهدي بن الحارث بن مرقاش قال حدثنا الحسن بن أبي الربيع قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثني أحمد بن حنبل عن الوليد بن مسلم عن زيد بن واقد قال سمعت نافعا مولى بن عمر يقول كان بن عمر إذا رأى مصليا لا يرفع يديه في الصلاة حصبه وأمره أن يرفع يديه قال أبو عبد الله ومثال ذلك في الطبقة الخامسة حدثنا أبو عبد الله محمد بن بعقوب قال حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى قال حدثنا أبي قال ثنا سعيد بن واصل قال ثنا شعبة عن عبد الله بن صبيح عن محمد بن سيرين عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا خالي فمن شاء منكم فليخرج خاله يعنى أبا طلحة زوج أم سليم في الكرم قال هذا قال أبو عبد الله وقد حدث محمد بن يحيى عن أبيه يحيى بن محمد بأحاديث حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال ثنا أبو عمرو المستملي قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثني ابني أبو زكريا قال ثنا عبد الرحمن بن المبارك العيشي قال
218 حدثنا قريش بن حيان عن بكر بن وائل عن الزهري عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة قالا لا تكلموهم إذا أقبلوا ولا تسبوهم إذا أدبروا يعنى السعاة قال أبو عبد الله ومثال ذلك في الطبقة السادسة أخبرنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال حدثنا يعقوب بن يوسف الضبي قال ثنا أبو جنادة عن عبيد الله بن الحسن عن بن سيرين عن أبي هريرة قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشاء فذكر الحديث قال أبو عبد الله وقد روى أبو العباس بن عقدة عن شيخنا أبي بكر بن داود حدثني أبو ذر بن المنذر المفيد بالكوفة قال حدثنا أبو العباس بن سعيد قال حدثنا أبو بكر محمد بن داود النيسابوري قال حدثنا يحيى بن أحمد بن زياد قال حدثنا خالد بن الهياج عن أبيه عن مسعر عن وبرة عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في البيت قال أبو عبد الله هذا الذي ذكرته الجنس الأول من الاقران وهو الذي سماه بعض مشايخنا المدبج فالجنس الثاني منه غير المدبج ومثاله كما حدثناه أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الصفار قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن محد بن النعمان بن عبد السلام الأصبهاني قال حدثنا عبيد بن أبي عبيدة قال حدثنا المعتمر بن سلمان عن أبيه عن مسعر عن أبي بكر بن حفص عن عبد الله أبن الحسن عن عبد الله بن جعفر قال في شأن هؤلاء الكلمات لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين اللهم اغفر لي اللهم ارحمني اللهم تجاوز عني اللهم أعف عني فإنك عفو غفور قال عبد الله بن جعفر أخبرني عمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه هؤلاء الكلمات
219 قال أبو عبد الله مسعر وسليمان التيمي قرينان إلا أني لا أحفظ لمسعر عنه رواية حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا الحسن بن علي بن عفان قال حدثنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن زهير عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا دعا ثلاثا قال أبو عبد الله زائدة بن قدامة وزهير بن معاوية قرينان إلا أني لا أحفظ لزهير عنه رواية حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا الربيع بن سليمان قال حدثنا شعيب بن الليث بن سعد قال حدثنا أبي قال حدثني بن الهاد عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قد كان يكون في الأمم محدثون فإن يكن في أمتي أحد منهم فعمر بن الخطاب قال أبو عبد الله يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد وإن كان أسند وأقدم من إبراهيم بن سعد بن إبراهيم فإنهما في أكثر الأسانيد قرينان ولا أحفظ لإبراهيم بن سعد عنه رواية أخبرنا أحمد بن علي بن الحسن المقرئ قال ثنا سعيد بن عيسى الفارسي بشيراز وكان من المعمرين قال حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن رقب بن مصقلة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلام الذي قتله الخضر فقال طبع كافرا قال أبو عبد الله سليمان بن طرخان ورقبة بن مصقلة قرينان ولا أحفظ لرقبة عنه رواية فقد جعلت هذه الأحاديث مثالا لمعرفة الاقران وإنه غير الأكابر على الأصاغر
220 صلى الله عليه وسلم ذكر النوع السابع والأربعين من معرفة علوم الحديث هذا النوع منه معرفة المتشابه في قبائل الرواة وبلدانهم وأساميهم وكناهم وصناعاتهم وقوم يروى عنهم إمام واحد فيشتبه كناهم وأساميهم لأنها واحدة وقوم يتفق أساميهم وأسامي آبائهم فلا يقع التمييز بينهم إلا بعد المعرفة وهي سبعة أجناس قل ما يقف عليها إلا المتبحر في الصنعة فإنها أجناس متفقة في الخط مختلفة في المعاني ومن لم يأخذ هذا العلم من أفواه الحفاظ المبرزين لم يؤمن عليه التصحيف فيها وأنا بمشيئة الله أستقصي عن هذا النوع وأدع ذكر الاستشهاد بالأسانيد تحريا للاختصار فالجنس الأول من هذه الأجناس معرفة المتشابه من القبائل فمن ذلك القيسيون والعيشيون والعنسيون والعبسيون فالقيسيون بطن من تميم وهم رهط قيس بن عاصم المنقري وكل قبيلة من قبائل العرب فيهم زعيم مشهور اسمه قيس ولعقب المسمى قيس فيقال له قيسي والعيشيون بصريون منهم عبد الرحمن بن المبارك وغيره والعنسيون شاميون منهم عمير بن هانئ وهو تابعي وبلال بن سعد الزاهد وغيره من تابعي أهل الشام والعبسيون كوفيون منهم عبيد الله بن موسى وغيره العوفي والعوقي والعرفي فالعوفيون جماعة حدثوا بالكوفة وبغداد وهم ولد عطية بن سعد العوفي والعوقيون بصريون منهم محمد بن سنان العوقي زنفل بن عبد الله العرفي من أهل عرفات له حديث كبير الزبيدي والزبيدي والزيدي والربذي والزنبري والزبيري فالزبيدي رجاء بن ربيعه الزبيدي وابنه إسماعيل بن رجاء كوفيان تابعيان والزبيدي أبو حمة محمد بن
221 يوسف الزبيدي وغيره من أهل اليمن والزيديون منتمون إلى الامام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين انتماء نسب أو مذهب والربذي موسى بن عبيدة الربذي وغيره ممن ينسب إلى الربذة والزنبريون مدنيون منهم داود بن زنبر القرشي وهو أول من أخذ الفقه عن مالك بن أنس وابنه سعيد بن داود كثير الحديث والافراد والزبيريون ولد الزبير بن العوام القرشي وفيهم كثرة ورواة الحمراني والحبراني عبد الله بن راشد الحبراني تابعي كبير عداده في الشاميين والخمرانيون ينتمون إلى حمران بن أعين منهم إبراهيم بن معدان النيسابوري صاحب عبد الله بن المبارك البجليون والنخليون والبجليون فالبجليون كثير وهم من بجيلة فيهم صحابيون وتابعيون والنخليون ولد عمران النخلي ومنهم أبو عبد الله محمد بن عمران النخلي من كبار المحدثين حدث عنه أبو بكر بن أبي الأسود وغيره والبجليون منهم عيسى بن عبد الرحمن السلمي البجلي من بنى سليم العايشي والفايشي فأما العايشي فعبيد الله بن محمد العايشي التيمي وغيره ومضاء الفايشي وفايش من همدان روى عن عائشة بنت الصديق وغيرها من الصحابة وقد روى عنه أبو إسحاق السبيعي البصريون والنصريون والنضريون فأما البصريون فكثير وعبدة بن حزن البصري صحابي ومالك بن أوس بن الحدثان النصري من كبار التابعين وقد روى عن أبيه أوس بن الحدثان عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو سعد بن وهب النصري صحابي وقد روى الواقدي عن بكر بن عبد الله النصري عن حسين بن عبد الله الهاشمي والنضريون بمرو بيت كبير فيهم محدثون وفقهاء وقضاة
222 الشني والسني والسني أبان بن أبي عيا ش الشين قالوا إن أباه فيروز مولى شن وعقبة بن خالد الشني ثقة من البصريين حدث عن الحسن ومحمد بن سيرين وهشام بن عبيد الله السني وسن قرية كبيرة بالسري والسنيون جماعة من أهل خراسان يذكرون بالسنة الندبي والبدي بشر بن حرب الندبي عداده في البصريين تابعي يروي عن عبد الله بن عمر وأبي سعيد الخدري وحبيب بن يسار البدي مولى بني بداء روى عن زيد بن أرقم وزكرياء بن يحيى بن خالد البدي كوفي عزيز الحديث روى عن إبراهيم النخعي وغيره الأزديون والأردنيون فأما الأزديون فمنهم حماد بن زيد وجرير بن حازم وغيرهما والأردنيون شاميون وفيهم كثرة الساميون والشاميون فأما الساميون فولد سامة بن لوي فيهم صحابيون وتابعيون وأما الشاميون فكثير ومثال الجنس الثاني من هذا النوع معرفة المتشابه في البلدان مثل البخاري والنجاري والنخاري البخاريون فيهم جماعة من أتباع التابعين منهم خليد بن حسان وقد روى عن الحسن ومحمد بن سيرين ومنهم إسحاق بن وهب وقد روى عن نافع وعبد الله بن دينار وغيرهما من التابعين ومنهم إمام الحديث محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري وأما النجاريون فبيت كبير في الأنصار منهم أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره والحسن ومحمد بن سيرين من مواليهم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير دور الأنصار دار بني النجار
223 والنخاري قد حدثوا عن أبي عيسى محمد بن علي بن الحسين النخاري شيخ حدث ببغداد البلخي والثلجي البلخيون فيهم كثرة ومنهم جماعة من أتباع التابعين منهم سعدان بن سعيد وغيره ومنهم شقيق بن إبراهيم الزاهد الذي به يضرب المثل في الزهد ومنهم الحسن بن شجاع وكان أحمد بن حنبل رحمه الله يقول ما جاءنا من خراسان أحفظ من الحسن بن شجاع وقد روى عنه البخاري في الصحيح وأما أبو عبد الله محمد بن شجاع الثلجي فإنه كثير الحديث كثير التصنيف رأيت عند أبي عبد الله محمد بن أحمد بن موسى القمي خازن السلطان عن أبه عن محمد بن شجاع كتاب المناسك في نيف وستين جزءا كبارا دقاقا الأنباري و الأنباري عامر بن إبراهيم الأنباري روى عن فرج بن فضالة وسليم بن وهب الأنباري روى عنه محمد بن الحسن بهلول بن حسان الأنباري وابنه إسحاق بن بهلول وولده المحدثون ووضاح بن حسان الأنباري عنده عن الثوري وشعبة والأيلي والابلي يونس بن يزيد الأيلي راوية الزهري وطلحة بن عبد الملك الأيلي عنده عن القاسم بن محمد بن أبي بكر وقد روى عنه أئمة الدين ومحمد بن أبي سفيان بن أبي الزرد الابلي عنده عن البصريين وقد حدثونا عن علي بن أحمد بن بسطام الابلي وعن أبي يعلى محمد بن زهير الابلي وغيرهما الصنعاني والصغاني قي الصنعانيين كثرة منهم التابعون وأتباعهم و أبو سعد محمد بن أبي ميسر الصغاني من أتباع التابعين حدث عنه أحمد بن حنبل وغيره
224 الجنس الثالث من هذا النوع المتشابه في الأسامي برير وبربر وبرثن وبرير وبريرة وبربري وثوير قال أبو معشر والواقدي إن اسم أبي ذر الغفاري برير بن جنادة وقد خولفا فيه فقيل جندب وبرير بن صرم الباهلي روى عن عبد الله بن عباس وبربر المغني شيخ من أهل العراق يحدث عن مالك بن أنس وبرثن عبد الرحمن مولى أم برثن وهو عبد الرحمن بن آدم صاحب السقاية روى عنه قتادة وسليمان التيمي وبرير ثمر الأراك في حديث طلحة النصري لقد نزل في الصفة فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لقد أتى علي وعلى صاحبي بضع عشر يوما ما لي وماله طعام إلا البرير حدثنا علي بن عيسى قال ثنا إبراهيم بن علي قال حدثنا يحيى بن يحيى قال ثنا هشيم عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود عن طلحة النصري قال داود فقلت لأبي حرب وما البرير قال ثمر الأراك وبريرة مولاة عائشة روت عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد روى عنها عروة بن الزبير وبربري شيخ لشعبة بن الحجاج وثوير هو بن أبي فاخته بجيد وأبو بجيد وبخيد ونجيد وأم بجيد وأبو نجيد حدثنا يحيى بن محمد العنبري قال حدثنا محمد بن إبراهيم العبدي قال حدثنا أمية بن بسطام قال ثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح بن القاسم عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن بجيد عن جدته عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ردوا السائل ولو بظلف محرق وأبو بجيد نافع بن الأسود التميمي عن عمر وبخيد أيوب بن بخيد المعافري عن سعيد بن أبي سعيد الحجري روى عنه أبو شريح المعافري ونجيد هو بن عمران بن حصين حدث أبو داود الطيالسي عن يعقوب بن محمد بن نجيد بن عمران بن حصين عن أبيه عن جده ونجيد هو بن أحمد بن يوسف السلمي والد شيخنا أبي عمرو بن نجيد
225 وأبو نجيد كنية عمران بن حصين الخزاعي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم بجيد حدثنا علي بن عيسى قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن السامي والحسين بن إدريس قالا حدثنا خالد بن الهياج بن بسطام قال حدثني أبي قال ثنا روح بن القاسم عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن بجيد عن جدته أم بجيد أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ردوا السائل ولو بظلف محرق شريح وسريج وشريج شريح بن الحارث القاضي أبو أمية الكندي سمع علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود توفى سنة ثمان وسبعين وهو بن مائة وسبع وعشرين سنة سريج بن النعمان الجوهري سمع زهير بن معاوية وفليح بن سليمان روى عنه أحمد بن حنبل شريج بن حيان روى عنه كعب بن سعيد البخاري الزاهد سماك وشباك سماك بن حرب الكوفي تابعي روى عنه الثوري وشعبة وشباك الضبي عن إبراهيم النخعي وغيره سليم وسليم وسلم وسلمى سليم بن أسود أبو الشعثاء المحاربي تابعي كبير وسليم بن حيان البصري سمع سعيد بن ميناء وغيره من التابعين وسلم بن أبي الذيال سمع عبد الله بن دينار وغيره وسلمى أبو بكر الهذلي سمع الزهري وغيره سوار وسرار سوار بن عبد الله القاضي الكبير جد سوار بن عبد الله بن سوار القاضي الصغير سمع بكر بن عبد الله المزني وسرار بن مجشر أبو عبيدة البصري سمع أيوب السختياني وغيره عقيل وعقيل عقيل بن أبي طالب وغيره وعقيل بن خالد الأيلي وغيره أسيد وأسيد وأسيد أسيد بن صفوان روى عن علي بن أبي طالب قال عبد الملك بن عمير وقد كان أسيد بن صفوان أدرك النبي صلى الله عليه وسلم
226 وقد تسمى باسمه جماعة أسيد بن حصير صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره من المحدثين أسيد بن عمرو بن يثربي الأسيدي أنس وأتش أما أنس فكثير ومحمد وعلي ابنا الحسن بن أتسش الصنعانيان اليمانيان لهما روايات كثيرة أشقر وأشعر وأسعر وأسعد أشقر بن بجير بن قيس بن ثعلبة بصري روى عنه أبو عبيد الحداد وأشعر بن خليف بن منقد قتل يوم الفتح وأسعر الجعفي روى عنه زهير بن معاوية وأسعد كثير في الصحابة وغيرهم أمية وآمنة وأمة وأمنة أمية كثي وآمنة في النساء كثير وأمة بنت خالد بن سعيد بن العاص صحابية وأمنة بن عيسى شيخ مصري روى عنه المصريون الجنس الرابع من هذا النوع المتشابه في كنى الرواة أبو الأشهب و أبو الأشعث فأبو الأشهب جعفر بن حيان العطاردي البصري سمع الحسن وأبا رجاء العطاردي وفي أبي الأشهب كثرة في الرواة وأبو الأشعث شراحيل بن آدة الصنعاني تابعي وفيه كثرة أبو أمية وأبو آمنة فأبو أمية سويد بن غفلة الجعفي مخضرم وفيهم كثرة وأبو آمنة أخبرنا محمد بن صالح قال ثنا أحمد بن نصر قال ثنا أبو نعيم قال حدثنا شريك عن أبي جعفر الفراء قال سمعت أبا آمنة الفزاري يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يحتجم
227 أبو إياس وأبو أناس أبو إياس معاوية بن قرة المزني تابعي في آخرين وأبو أناس جوية الأسدي من القراء روى عنه نعيم بن يحيى السعيدي أبو يزيد و أبو بريد وابن بريدة فأبو يزيد عقيل بن أبي طالب القرشي من الصحابة في آخرين وأبو يزيد الربيع بن خثيم تابعي في آخرين وأبو بريد عمرو بن سلمة الجرمي أدرك زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بريد عمرو بن يزيد الجرمي صاحب أفراد وغرائب حدثونا عن أبي عبد الرحمن النسائي وغيره عنه وابن بريدة في الحديث كثير وهو عبد الله وسليمان ابنا بريدة بن حصيب الأسلمي أبو بكرة وأبو نضرة وأبو بصرة وأبو بصير وأبو نصر وأبو النضر وأبو نصيرة وأبو نضيرة وأبو نصير وأبو بصيرة فأبو بكر نفيع بن الحارث الثقفي صحابي وأبو نضرة المنذر بن مالك تابعي راويه أبي سعيد الخدري وأبو بصرة حميل بن بصرة صحابي وأبو بصير والد عبد الله بن أبي بصير وأبو نصيرة روى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ومنهم من قال أبو نضيرة وأبو نصر وأبو نضر فكثير وأبو نصير حدثنا علي بن حمشاذ العدل قال ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا محمد بن بشر العبدي قال ثنا هارون بن إبراهيم عن أبي نصير قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى لمن رآني وطوبى لمن رأى من رآني وطوبى لمن رأى من رأى من
228 رآني قال علي أبو نصير مجهول وأبو نصيرة مسلم بن عبيد روى عنه يزيد بن هارون وأبو بصيرة الأنصاري له ذكر في المغازي أبو معبد وأبو معيد فأما أبو معبد فجماعة منهم صاحب عبد الله بن عباس وأبو معيد حفص بن غيلان الدمشقي الجنس الخامس من هذا النوع المتشابه في صناعات الرواة الجزار والخراز والحمار والخباز والخزاز والجرار فأما الجزارون فمنهم شيخنا عبد الرحمن بن حمدان الهمداني سمع المسند من إبراهيم بن نصر الرازي والمسند من هلال بن العلاء الرقي فأما الخراز فعبد الله بن عون شيخ كبير من أهل العراق وأما أبو عثمان سعيد بن عثمان الخراز فحدثونا عنه عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره وأما أحمد بن موسى بن إسحاق الحمار فحدثونا عنه عن أبي نعيم وابن الأصبهاني وأما الخبازون فيهم كثرة في الطبقة الخامسة وأما الخزازون فمنهم أبو عامر صالح بن رستم البصري الخزاز سمع الحسن بن أبي الحسن وعبد الله بن أبي مليكة ومنهم أبو حنيفة النعمان بن ثابت الفقيه وأما الجرار فإن أبا مسعود الجرار الكوفي عنده من الشعبي وإبراهيم النخعي البقال والنقال والنبال أبو سعد سعيد بن المرزبان البقال الكوفي تابعي والحارث بن سريج النقال من كبار المحدثين وعداده في البغداديين وهو الذي حمل كتاب الرسالة من يد الشافعي إلى عبد الرحمن بن مهدي وأما النبال فعمر بن سليمان وأظنه من أهل البصرة حدث عن سليمان بن بحرب وغيره البزاز والبزار والتمار فأما البزازون ففيهم كثرة منهم عبد الله بن محمد بن ناجية محدث بغداد وأبو يحيى زكريا بن يحيى البزاز محدث بلدنا في عصره وكذلك البزارون ومنهم عبيد بن شريك سمع بن أبي مريم وابن عفير والتمارون كثير منهم
229 عبيد بن عبيدة بن مرة التمار البصري صاحب أحاديث سليمان التيمي وهو ثقة يغرب الغسال والعسال عبد الله بن محمد بن نوح الغسال المروزي روى عن صخر بن محمد الحاجبي وأحمد بن عبد الله الفرياناني حدثنا عنه أبو علي الصغاني وغيره وأبو أحمد محمد بن إبراهيم العسال الحافظ قاضي إصبهان أحد أئمة أهل الحديث اللبان والتبان واللباد فأما اللبانون فجماعة من محدثي بغداد ممن حدثونا عنهم منهم عثمان بن جعفر وشيخ فقهاء الكوفيين في بلدنا أبو العباس أحمد بن هارون التبان حدثنا عن علي بن عبد العزيز وأحمد بن نصر اللباد ومن في عصرهما من المحدثين الجنس السادس من هذا النوع قوم من رواة الآثار يروى عنهم راو واحد فيشتبه على الناس كناهم وأساميهم مثال ذلك أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي أبو إسحاق سلمان بن فيروز الشيباني وأبو إسحاق إسماعيل بن رجاء الزبيدي وأبو إسحاق إبراهيم بن مسلم الهجري قد رووا كلهم عن عبد الله بن أبي أوفى وقد روى عنهم الثوري وشعبة وينبغي لصاحب الحديث أن يعرف الغالب على روايات كل منهم فيميز حديث هذا من ذلك والسبيل إلى معرفته أن الثوري والشعبة إذا رويا عن أبي إسحاق السبيعي لا يزيدان على أبي إسحاق فقط والغلب على رواية أبي إسحاق عن الصحابة البراء بن عازب وزيد بن أرقم فإذا روى عن التابعين فإنه يروى عن جماعة يروى عنهم هؤلاء وإذا رويا عن أبي إسحاق الشيباني فإنهما يذكران الشيباني في أكثر الروايات وربما لم يسميا والعلامة الصحيحة فيما يرويان عن أبي إسحاق عن الشعبي فهو أبو إسحاق الشيباني دون غيره وأما الهجري فإن شعبة أكثرهما عنه رواية وأكثر رواية الهجري عن أبي الأحوص الجشمي إلا أن السبيعي أيضا كثير الروايات عن
230 أبي الأحوص فلا يقع التمييز في مثل هذا الموضع إلا بالحفظ والدراية فإن الفرق بين حديث هذا وذاك عن أبي الأحوص يطول شرحه وأما الزبيدي فإنهما في أكثر الروايات يسميانه ولا يكنيانه إنما يقولان إسماعيل بن رجاء وأكثر روايته عن أبيه وإبراهيم النخعي أبو بكر بن المنكدر روى عنه بن جريج وعن أخيه محمد بن المنكدر وليس لأبي بكر اسم ومحمد بن المنكدر مختلف في كنيته فقيل أبو عبد الله وقيل أبو بكر حدثني علي بن عيسى قال حدثنا الحسين بن محمد بن زياد قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا علي بن عبد الله قال سمعت سفيان يقول إن أيوب أتى بن المنكدر فقال له يا أبا بكر قال أبو عبد الله فالتمييز بين الأخوين وعند بعض الناس كنيتهما واحدة ويرويان عن جابر بالحفظ فقط فان أبا بكر الذي لا اسم له قليل الحديث وأكثر روايته عن التابعين عمرو بن سليم الزرقي وغيره ومحمد بن المنكدر حديثه يظهر ويلوح وقل ما يكنى إنما يقال محمد بن المنكدر وأبو بكر بن المنكدر أبو بردة الأشعري وأبو بردة الأشعري وأبو بردة الأشعري فأما الأول منهم عامر بن قيس الأشعري وهو أخو أبي موسى الأشعري له صحبة والثاني أبو بردة بن أبي موسى وهو عامر بن عبد الله بن قيس روايته عن أبيه والثالث أبو بردة بريد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى وقد روى يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن أبي بردة بن أبي موسى وعن أبي بردة يريد بن عبد الله بن أبي بردة ومن الناس من يتوهم أن يونس بن أبي إسحاق لم يسمع من أبي بردة بن أبي موسى وإنما هو عن أبي عن أبيه بردة وليس كذلك قال علي بن المديني سمع أبو إسحاق من أبي بردة وسمع يونس بن أبي إسحاق من أبي بردة كما سمع أبوه وقد روى شعبة عن أبي بشر وأبي بشر وقل ما يسمى واحدا منهما وأحدهما أبو بشر بيان بن بشر الأحمسي كوفي تابعي والآخر أبو بشر جعفر بن أبي وحشية
231 وأبو وحشية إياس وهو بصري والحافظ المميز إذا وجد الحديث عن شعبة عن أبي بشر عن قيس بن أبي حازم أو الشعبي علم أنه بيان بن بشر وإذا وجد الحديث عن أبي بشر عن سعيد بن جبير علم أنه جعفر بن أبي وحشية وقد روى الحكم بن عتيبة عن أبي جعفر الباقر محمد بن علي الطالبي وروى عن أبي جعفر محمد بن عبد الرحمن بن يزيد النخعي وكل من أبوي جعفر يروى عن أبيه والتمييز فيه أن حديث الحكم عن محمد بن علي الباقر عن أبيه كثير وعن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد حديث واحد ورواية الباقر عن آبائه ظاهرة ورواية أبي جعفر الآخر عن أبيه عن عبد الله وقد روى شعبة والثوري وزهير وزايدة عن أبي فروة عروة بن الحارث الهمداني ورووا عن أبي فروة مسلم بن سالم الجهني ولا يسمون واحدا منهما إنما يقولون أبو فروة فقط والتمييز في الروايات أن كل ما روى عن أبي فروة عن الشعبي فهو عروة بن الحارث وما روى عن أبي فروة عن غير الشعبي فهو مسلم بن سالم الجهني وقد روى قتادة عن عزرة وعن عزرة وأحدهما عزرة بن يحيى والآخر عزرة بن تميم وقد سألنا أبا علي الحافظ عن روايات قتادة فأملي على ذلك بشواهدها وقد أمليت كلام أبي علي على الناس فأغنى عن إعادته والجنس السابع من هذا النوع قوم يتفق أساميهم وأسامي آبائهم ثم الرواة عنهم من طبقة واحدة من المحدثين فيشتبه التمييز بينهم ومثال ذلك السائب بن مالك والسائب بن مالك قد رويا عن الصحابة وروى عنهما الزهري أخبرنا الحسن بن حكيم المروزي قال أخبرنا أبو الموجه قال أخبرنا عبدان قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا يونس عن الزهري قال حدثني السائب بن
232 مالك الدولي عن عمر وحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال أخبرنا بن وهب قال أخبرني سالم بن غيلان عن يزيد بن أبي حبيب عن الزهري عن سائب بن مالك أنه سمع فضالة بن عبيد أنه قال أقبل رجل فقال يا رسول الله ما أقرب العمل إلى الجهاد الحديث في كتاب الجهاد والسائب بن مالك الأشعري أيضا تابعي عن عبد الله بن عمر وغيره وروى عنه أبو إسحاق السبيعي سلام بن سليمان وسلام بن سليم وسلام بن سلم فأما سلام بن سليمان الأول فهو أبو منذر القارئ صاحب عاصم روى عنه زيد بن الحباب ويونس بن محمد وأما سلام بن سليم فهو أبو الأحوص الحنفي الكوفي متفق على إخراجه في الصحيح روايته عن أبي إسحاق الهمداني ومنصور بن المعتمر روى عنه وكيع وعبد الرحمن بن مهدي وأما سلام بن سلم فهو السعدي الطويل يروي عن زيد العمي وغيره وسلام بن سليمان المدايني الصغير روايته عن ورقاء بن عمر وأبي عمرو بن العلاء وليس بذلك حدثنا أبو النضر الفقيه قال حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال ثنا سلام بن سليمان المدايني قال ثنا أبو عمرو بن العلاء عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ فشاربون شرب الهيم سهيل بن ذكوان وسهيل بن ذكوان فالأول سهيل بن أبي صالح السمان وأبو صالح اسمه ذكر وان وهو المشهور المخرج حديثه في الصحيح وأكثر روايته عن أبيه وربما أدخل بينه وبين أبيه الأعمش والقعقاع بن حكيم وسميا مولى أبي بكر بن عبد الرحمن وسهيل بن ذكوان المكي ويقال له أبو السندي قال يزيد بن هارون أخبرنا سهيل بن ذكوان المكي أبو عمرو وكان عندنا بواسط روى عن عائشة وعبد الله بن الزبير وقد روى عنه هشيم ومروان بن معاوية
233 جابر بن يزيد وجابر بن يزيد وجابر بن يزيد وجابر بن يزيد وجابر بن يزيد فالأول منهم جابر بن يزيد بن الأسود السوائي يروى عن أبيه يزيد بن الأسود وقد روى عنه يعلى بن عطاء والثاني جابر بن يزيد الجعفي المطعون في مذهبه وحديثه روى عن جماعة من التابعين يروى عنه الثوري وشعبة والثالث جابر بن يزيد بن رفاعة العجلي روى عن الشعبي ومجاهد وأكثر ما يشتبه هذا وجابر بن يزيد الجعفي فان الجعفي أيضا كثير الرواية عنهما والرابع جابر بن يزيد الذي يروي عنه فرقد السبخي عن مسروق بن الدع وهذا يشتبه فان الجعفي أيضا يحدث عن مسروق والخامس جابر بن يزيد أبو الجهم عن الربيع بن أنس روى نصر بن علي الجهضمي عن سليمان الرفاعي عنه الحسن بن الحكم والحسن بن الحكم والحسن بن الحكم والحسن بن الحكم والحسن بن الحكم فأولهم النخعي الذي يروى عن الشعبي وعدي بن ثابت يروى عنه شريك وإسماعيل بن زكريا وعيسى بن يونس والثاني الحسن بن الحكم العبدي عن أبي بردة روى عنه عبد الله بن المبارك وغيره وهما في عصر واحد وقد يتفق الرواة عنهما والثالث الحسن بن الحكم بن الحارث عن بن سيرين روى عنه موسى بن إسماعيل وهو أيضا قريب منهما إلا أن حديثه في البصريين والرابع الحسن بن الحكم بن طهمان البصري سكن الري روى عن هشام الدستوائي وحماد بن سلمة روى عنه هشام بن عبيد الله وغيره والخامس قال محمد بن عجلان حدثني الحسن بن الحكم النخعي وإنما هو الحسن بن الحر بن الحكم وهو ثقة مأمون مشهور وقد ينسب إلى جده فيشتبه فإن الحسن بن الحكم النخعي الأول يروى عن شيوخ الحسن بن الحر بن الحكم النخعي ربيع بن سليمان وربيع بن سليمان مصريان في عصر واحد أحدهما المرادي صاحب الشافعي والثاني الجيزي أبو أبي عبيد الله محمد بن الربيع الجيزي وإسنادهما متقارب
234 زياد بن حصين وزياد بن حصين وزياد بن حصين وزياد بن حصين أولهم بن حصين بن أوس النهشلي ولحصين صحبة روى عن أبيه والثاني يروى عنه مغيرة بن مقسم عن بن عمر والثالث أبو جهضم روى عن زيد بن وهب والرابع اليربوعي أبو جهمة يروى عن بن عباس يروى عنه الأعمش وغيره سعيد بن بشير وسعيد بن بشير وسعيد بن بشير وسعيد بن بشير فأولهم سعيد بن بشير الدمشقي عن قتادة وأبي الزبير ومطر الوراق واختلفت الأقاويل فيه فحدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ قال ثنا الحسين بن الحسن بن مهاجر قال حدثنا العباس بن الوليد الخلال قال ثنا مروان بن محمد قال سمعت سفيان بن عيينة على جمرة العقبة يقول حدثنا سعيد بن بشير وكان حافظا وسمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول سعيد بن بشير ليس بشئ والثاني سعيد بن بشير الأنصاري الذي يروي عنه الليث بن سعد عن محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني وربما توهم المتوهم أنه الدمشقي وليس كذلك والثالث سعيد بن بشير عن الحسن البصري يروي عنه مالك بن إسماعيل والرابع شيخ من أهل مصر من قريش يحدث عنه أهل مصر حدثنا أبو العابس محمد بن يعقوب قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال ثنا سعيد بن بشير المصري قال أخبرنا عبد الله بن حكيم الكتاني رجل من أهل اليمن من مواليهم عن قيس بن كلاب الكلابي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ظهر الثنية ينادي الناس ثلاثا يا أيها الناس إن الله قد حرم دماءكم وأموالكم وأولادكم كحرمة هذا اليوم من هذا الشهر من السنة اللهم هل بلغت اللهم هل بلغ سعيد بن عمرو وعشرة فأولهم سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص القرشي يروى عن عائشة وابن عمر وأبي هريرة حجازي سكن الكوفة حديثه مخرج
235 في الصحيح والثاني سعيد بن عمرو بن شرحبيل بن سعد بن عبادة روى عنه عمارة بن غزية وغيره والثالث سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة عن أبيه وأبي عبيدة بن عبد الله روى عنه المسعودي وغيره والرابع سعيد بن عمرو بن سليم الزرقي عن أبيه والقاسم بن محمد روى عنه مالك بن أنس والدراوردي والخامس سعيد بن عمرو بن أشوع القاضي روى عن شريح بن الحارث ورواد روى عنه أبو إسحاق السبيعي وخالد الحذاء والسادس سعيد بن عمرو بن أبي نصر السكوني الكوفي عن بن أبي ليلى روى عنه محمد بن عمران بن أبي ليلى والسابع سعيد بن عمرو بن سفيان عن أبيه روى عنه الأسود بن قيس والثامن سعيد بن عمرو الزبيري عن أبيه روى عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي والتاسع سعيد بن عمر الحمصي عن بقية وإسماعيل بن عياش روى عنه أبو حاتم الرازي وغيره والعاشر سعيد بن عمرو الأشعثي عن عبثر وغيره روى عنه مسلم بن الحجاج صالح بن إبراهيم وصالح بن إبراهيم وهما قرشيان في عصر واحد فالأول صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده والثاني صالح بن إبراهيم بن طلحة بن عبيد الله عن أبيه عن جده سمعت الفقيه أبا بكر الأبهري يقول سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول لأبي على النيسابوري الحافظ يا أبا علي إبراهيم عن إبراهيم عن إبراهيم من هم فقال أبو علي إبراهيم بن طهمان عن إبراهيم بن عامر البجلي عن إبراهيم النخعي فقال أحسنت يا أبا علي أخبرني خلف قال ثنا خلف قال ثنا خلف قال ثنا خلف قال ثنا خلف فالأول منهم الأمير أبو أحمد خلف بن أحمد السجزي والثاني أبو صالح خلف بن محمد البخاري والثالث خلف بن سليمان النسفي صاحب المسند والرابع خلف بن محمد بن كردوس الواسطي والخامس خلف بن موسى بن خلف وقد حدثنا بالحديث أبو صالح قال أخبرنا خلف بن سليمان قال أخبرنا خلف بن محمد
236 صالح بن حيان وصالح بن حيان وهما في عصر واحد فأولهما صالح بن حي وقيل بن حيان أبو الحسن وعلى وعاصم روايته عن أبي بردة بن أبي موسى والآخر صالح بن حيان القرشي عن أبي وايل طلحة بن عبد الله القرشي وطلحة بن عبد الله القرشي وهما في عصر واحد وقد روى عنهما جميعا سعد بن إبراهيم فالأول طلحة بن عبد الله بن عوف الزهري بن أخي عبد الرحمن بن عوف عن عمه وغيره والثاني طلحة بن عبد الله بن عثمان بن عبيد الله بن معمر التيمي عن عائشة طارق بن عبد الرحمن وطارق بن عبد الرحمن في عصر واحد فالأول طارق بن عبد الرحمن البجلي عن بن أبي أوفى وقيس بن أبي حازم روى عنه إسماعيل بن أبي خالد والثوري والثاني طارق بن عبد الرحمن عن الصحابة يروى عنه عكرمة بن عمار عبد الله بن بشر وعبد الله بن بشر وعبد الله بن بشر ثلاثتهم كوفيون فالأول الهلالي الذي يروى عن بن مسعود والثاني الخثعمي عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير والثالث كوفي ولى قضاء الرقة عن الزهري وأبي إسحاق السبيعي عبد الله بن بحير وعبد الله بن بحير فالأول اليماني الصنعاني روى عنه هشام بن يوسف وعبد الرزاق والثاني البصري عن الحسن ومعاوية بن قرة روى عنه بن المبارك عبد الله بن جعفر المديني وعبد الله بن جعفر المديني إسنادهما واحد وفي عصر واحد والرواة عنهم يتقاربون فالأول المخرمي مخرج حديثه في الصحيح والثاني والد علي بن المديني
237 قال أبو عبد الله قد استقصيت في هذا النوع بعض الاستقصاء والذي بقي منه أكثر مما ذكرته تحريا للتخفيف ذكر النوع الثامن والأربعين من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم معرفة مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسراياه وبعوثه وكتبه إلى ملوك المشركين وما يصح من ذلك وما يشذ وما أبلى كل واحد من الصحابة في تلك الحروب بين يديه ومن ثبت ومن هرب ومن جبن عن القتال ومن كر ومن تدين بنصرته صلى الله عليه وسلم ومن نافق وكيف قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنائم ومن زاد ومن نقص وكيف جعل سلب القتيل بين الاثنين والثلاثة وكيف أقام الحدود في الغلول وهذه أنواع من العلوم التي لا يستغنى عنها عالم حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الحسن بن علي بن عفان قال ثنا عمرو بن محمد العنقزي قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال كنت إلى جنب زيد بن أرقم في يوم فطر فقلت له كم غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم قال سبع عشرة قلت كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم قال تسع عشرة قال أبو عبد الله قد أخبر زيد عن أكثر الأحوال التي شهدها وقال جابر بن عبد الله عزا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى وعشرين غزوة أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد قال أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال غزا النبي صلى الله عليه وسلم أربعا وعشرين غزوة
238 قال أبو عبد الله وقد ذكر جماعة من الأئمة أن أصح المغازي كتاب موسى بن عقبة عن بن شهاب فأخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني قال حدثنا جدي قال حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة قال قال بن شهاب غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا والكدر ماء لبنى سليم ثم غزا غطفان بنخل ثم غزا قريشا وبنى سليم بنجران ثم غزا يوم أحد ثم طلب العدو بحمر الأسد ثم غزا قريشا لموعدهم فأخلفوه ثم غزا بنى النضير ثم غزا تلقاء نجد يريد محاربا وبنى ثعلبة ثم غزوة ذات الرقاع ثم غزوة دومة ثم غزوة الخندق ثم غزوة بني قريظة ثم غزوة بنى المصطلق بالمريسيع ثم ذات السلاسل من مشارق الشام ثم غزوة القردة وغزوة الجموع تلقاء أرض بنى سليم وغزوة تحسم وغزوة الطرف وغزوة وادي القرى فهذه غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصح الأسانيد فأما سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكثيرة وقد أخبرنا محمد بن إبراهيم الهاشمي قال حدثنا الحسين بن محمد القباني قال حدثني أحمد بن الحجاج قال حدثنا معاذ بن فضالة أبو زيد قال حدثني هشام عن قتادة أن مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسراياه كانت ثلاثا وأربعين قال أبو عبد الله هكذا كتبناه وأظنه أراد السرايا دون الغزوات فقد ذكرت في كتاب الإكليل على الترتيب بعوث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسراياه زيادة على المائة وأخبرني الثقة من أصحابنا ببخارا أنه قرأ في كتاب أبي عبد الله محمد بن نصر رحمه الله السرايا والبعوث دون الحروب بنفسه نيفا وسبعين قال أبو عبد الله وهذا الموضع لا يسع فيه من ذكر هذا العلم أكثر مما ذكرته وهذه آداب رسول الله صلى الله عليه وسلم في المغازي التي كان يوصى بها أمراء الأجناد
239 أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي ببغداد قال حدثنا محمد بن العباس الكابلي قال ثنا إبراهيم بن موسى الرازي قال حدثنا بن أبي زايدة عن عمرو بن قيس عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث سرية أوصاهم بتقوى الله في خاصة نفسه ومن معه من المسلمين ثم يقول أغزوا باسم الله وفي سبيل الله قاتلوا من كفر بالله لا تغلوا ولا تغدروا ولا تتمثلوا ولا تقتلوا وليدا ولا شيخا فانيا وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال فايتهن أجابوك إليها فأقل منهم وكف عنهم ادعهم إلى الاسلام الاسلام فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم فان هم أجابوك وإلا فأخبرهم أنهم كأعراب المسلمين ليس لهم في الفئ والغنيمة نصيب إلا أن يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية عن يد وهم صاغرون وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك على أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله فإنك ما تدري ما حكم الله فيهم وإن أرادوك على أن تعطيهم ذمة الله فلا تعطهم ذمة الله ولكن أعطهم ذمتكم وذمم آبائكم فإنكم إن تخفروا ذممكم وذمم آبائكم أهون عليكم من أن تخفروا ذمة الله ورسوله ذكر النوع التاسع والأربعين من معرفة علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم ع 1 معرفة الأئمة الثقات المشهورين من التابعين وأتباعهم ممن يجمع حديثهم للحفظ والمذاكرة والتبرك بهم وبذكرهم من المشرق إلى الغرب فمنهم من أهل المدينة محمد بن مسلم الزهري محمد بن المنكدر القرشي محمد وموسى وإبراهيم بنو عقبة بن أبي عياش ثور بن زيد الديلي ربيعة بن أبي عبد الرحمن الرائي سعد بن إبراهيم الزهري صفوان بن سليم الزهري عبد الله بن دينار العدوي عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري
240 عبيد الله بن عمر بن حفص العمري يحيى وعبد ربه وسعد بنو سعيد بن قيس الأنصاري عمارة بن غزية الأنصاري مالك بن أنس الأصبحي نافع وزيد ابنا عبد الرحمن بن أبي نعيم القارئ زيد بن أسلم العدوي عبد الله بن الفضل الهاشمي عمر بن عبد العزيز أبو حازم سلمة بن دينار الزاهد يزيد بن رومان صالح بن كيسان أبو سهيل نافع بن مالك أبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم القاضي عبد الرحمن بن حرملة بكير بن عبد الله بن الأشج مدني سكن مصر ثم رجع إلى المدينة ومات بها زيد بن علي بن الحسين الشهيد جعفر بن محمد الصادق مسلم بن أبي مريم صدقة بن يسار عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز شبل بن العلاء الحرقي خارجة بن زيد بن ثابت إسماعيل بن أبي حكيم عبد الله بن سعيد بن أبي هند ربيعة بن عثمان التيمي ومن أهل مكة إبراهيم بن ميسرة إسماعيل بن أمية أيوب بن موسى مجاهد بن جبر داود بن شابور عمرو بن دينار زياد بن سعد عبد الملك بن جريج عبد الله بن كثير القارئ يعقوب بن عطاء بن أبي رباح قيس بن سعد حميد بن قيس الأعرج شبل بن عباد عبد الله بن أبي نجيح عبد الله بن عثمان بن خثيم عبد الوهاب بن بخت عثمان بن الأسود علي بن صالح المكي عبد الله بن عطاء فضيل بن عياض خلاد بن عطاء بن أبي رباح ومن أهل مصر عمرو بن الحارث خير بن نعيم الحضرمي يزيد بن أبي حبيب عياش بن عباس القتباني عبيد الله بن أبي جعفر عبد الله بن سليمان الطويل كثير بن فرقد عبد الرحمن بن خالد بن مسافر مخرج في الصحيحين وكان أمير مصر زهرة بن معبد بن عبد الله بن هشام بن زهرة القرشي عبد الرحمن
241 بن شريح الغافقي حياة بن شريح التجيبي عبد الله بن عياش القتباني طلحة بن عبد الملك الأيلي رزيق بن حكيم الأيلي ومن أهل الشام إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي شعيب بن أبي حمزة الحمصي محمد بن الوليد الزبيدي وضمضم بن زرعة ورجاء بن حياة الكندي وعبد الله بن محيريز الجمحي ويونس بن ميسرة بن حلبس الكناني وعبادة بن نسي الكندي وبحير بن سعد الكلاعي وزيد بن واقد الدمشقي وعاصم بن رجاء بن حياة الكندي والوضين بن عطاء والنعمان بن المنذر الدمشقي وعبد الله بن شوذب وميسرة بن معبد اللخمي وعبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب وأبو وهب عبد الله بن عبيد الله الكلاعي ويزيد بن أبي مريم وأبو بكر بن أبي مريم الغساني ويقال اسمه عبد السالم والعلاء بن الحارث ومكحول الفقيه وهشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي وأبو معيد حفص بن غيلان وحجوة بن مدرك الغساني وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ويزيد بن يزيد بن جابر وإبراهيم بن مرة وأرطاة بن المنذر السكوني وعبد الله بن العلاء بن زبر وبشر بن العلاء بن زبر ومحمد بن زياد الألهاني ويحيى بن أبي عمرو الشيباني ويحيى بن الحارث الذماري ورجاء بن أبي سليمان وحريز بن عثمان الرحبي وثابت بن ثوبان الدمشقي وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وسعيد بن عبد العزيز التنوخي وبرد بن سنان الدمشقي وثور بن يزيد الكلاعي وعروة بن رويم اللخمي ويحيى بن يحيى الغساني وشرحبيل بن مسلم
242 الخولاني قال أحمد بن حنبل من ثقات الشاميين وعبد الرحمن بن نمر اليحصبي وسعيد بن بشير الدمشقي ونمير بن يزيد التنيسي عزيز الحديث وعمر بن قيس الكندي ونصر بن علقمة وأبو شيبة يحيى بن عبد الرحمن وعمر بن يزيد النصري إسماعيل بن عبيد الله بن أبي مهاجر وبلال بن سعد وسلمة بن العيار الفزاري أم الدرداء الأنصارية جنادة بن أبي أمية أرطاة بن المنذر ومن أهل اليمن حجر بن قيس المدري والضحاك بن فيروز الديلمي وأبو الأشعث شرحبيل بن كليب بن آدة الصنعاني والمطعم بن المقدام الصنعاني وراشد بن داود الصنعاني وحنش بن عبد الله الصنعاني وعمر بن حبيب الصنعاني وشهاب بن عبد الله الخولاني وأيمن بن نابل وهو يماني سكن مكة ووهب وهمام ومعقل وعمر بنو منبه جماعتهم ثقات ومعقل أعزهم حديثا وسماك بن الفضل الخولاني والمغيرة بن حكيم الصنعاني وعمرو بن مسلم الجندي والحكم بن أبان العدني والنضر بن كثير العدني وعبد الله بن طاوس عزيز الحديث وهمام بن نافع الصنعاني وعريف بن إبراهيم الصنعاني عزيز الحديث وطاؤس بن كيسان وعبد الله بن طاوس ومحمد بن عبد الله بن طاوس وطاؤس بن عبد الله بن طاوس وسماك بن الوليد الجيساني ومن أهل اليمامة ضمضم بن جوس اليمامي وهلال بن سراج الحنفي وعبد الله بن بدر اليمامي وأبو كثير يزيد بن عبد الرحمن السحيمي ويحيى بن أبي كثير وعبد الله بن يحيى بن أبي كثير ومن أهل الكوفة الربيع بن خثيم العابد صعصعة بن صوحان العبدي كميل بن زياد النخعي عامر بن شراحيل الشعبي سعيد بن جبير الأسدي إبراهيم النخعي أبو إسحاق السبيعي عبد الملك بن عمير اللخمي محارب بن دثار
243 الذهلي آدم بن علي الشيباني وبرة بن عبد الرحمن السلعي عدي بن ثابت الأنصاري مسلم بن أبي عمران البطين علي بن الأقمر الوادعي أخوه كلثوم بن الأقمر عزيز الحديث جدا واصل بن حيان الأحدب عبد الملك بن ميسرة الهلالي الزراد طلحة بن مصرف اليامي زبيد بن الحارث اليامي سلمة بن كهيل الحضرمي والحر بن الصياح النخعي حبيب بن أبي ثابت الأسدي أبو حصين عثمان بن عاصم الثقفي أبو عون محمد بن عبيد الله الثقفي عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عبد العزيز بن رفيع الأسدي عبد الملك بن سعيد بن جبير محمد بن قيس الهمداني أبو فروة مسلم بن سالم الجهني أبو فروة عروة بن الحارث الهمداني سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري أبو صخرة جامع بن شداد المحاربي عياش بن عمرو العائذي الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري هلال بن حميد الوزان موسى بن أبي عائشة الهمداني بيان بن بشر الأحمسي إسماعيل بن رجاء الزبيدي إسماعيل بن عبد الرحمن السدي علي بن مدرك النخعي قيس بن وهب الهمداني الزبير بن عدي اليامي سعيد بن مسروق الثوري جامع بن أبي راشد وأخوه الربيع بن أبي راشد الحكم بن عتيبة الكندي حماد بن أبي سليمان وهو مولى إبراهيم بن أبي موسى الأشعري الفضيل بن عمرو الفقيمي وأخوه الحسن بن عمرو الفقيمي الحارث بن يزيد العكلي عبدة بن أبي لبابة القرشي مولاهم سعيد بن عمرو بن أشوع الهمداني منصور بن المعتمر السلمي أبو معشر زياد بن كليب التيمي إبراهيم بن مهاجر البجلي علقمة بن مرثد الحضرمي أبو مالك سعد بن طارق الأشجعي مغيرة بن مغسم الضبي عمار بن معاوية الدهني قابوس بن أبي ظبيان الجنبي أبو سنان ضرار
244 ابن مرة الشيباني حبيب بن أبي عمرة الأزدي الربيع بن حسين الأسدي سليمان بن مهران الكاهلي الأعمش الأسدي إسماعيل بن أبي خالد البجلي أبو إسحاق الشيباني سليمان بن فيروز مطرف بن طريف الحارثي إسماعيل بن سميع الحنفي خالد بن سلمة بن العاص المخزومي وهو الفافأ هارون بن عنترة الشيباني الحسن بن عبيد الله النخعي هيثم بن حبيب الصيرفي أبو سعد سعيد بن المرزبان البقال محمد بن سلم أبو سالم العبسي أبو حيان يحيى بن سعيد التيمي موسى بن عبد الله الجهني عبد الله بن شبرمة الضبي غيلان بن جامع المحاربي مخول بن راشد النهدي عبيدة بن معتب الضبي زكريا بن أبي زائدة الهمداني الحسن بن الحر النخعي الصلت بن بهرام الهلالي بكير بن عامر البجلي محمد بن قيس الأسدي عمر بن ذر بن عبد الله الهمداني عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت الأسدي القاسم بن الوليد الهمداني أبان بن ثعلب الربعي مسعر بن كدام الهلالي أبو حنيفة النعمان بن ثابت التيمي مالك بن مغول البجلي أبو العميس عتبة بن عبد الله المسعودي عبد الجبار بن العباس الشيباني عبد الرحمن بن زبيد اليامي سفيان بن سعيد الثوري عمر بن سعيد الثوري أخوه محمد بن سوقة البجلي وزياد بن سوقة وعبد الله بن سوقة وعبد الرحمن بن سوقة وسعيد بن سوقة يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي علي بن صالح بن حي الحسن بن صالح بن حي كامل بن العلاء التميمي القاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود سعير بن الخمس التميمي عباس بن ذريح الهمداني عيسى بن عمر النحوي فرات بن أبي عبد الرحمن القزاز فراس بن يحيى الخارفي كثير بن قاروندا أبو إسماعيل النهدي موسى بن عبد الملك بن عمير اللخمي أبو البلاد يحيى بن أبي سليم عبد الملك بن سعيد بن أبجر الهمداني
245 حصين بن عبد الرحمن النخعي عبد الملك بن أعين البجلي عبد الرحمن بن الأصبهاني عبد الله بن عبد الله الرازي الربيع بن الركين بن الربيع الفزاري رقبة بن مصقلة العبدي عمرو بن قيس الملائي وائل بن داود وابنه بكر بن وائل يزيد بن كيسان العلاء بن المسيب بن رافع عبد الله بن أبي السفر الهمداني عمر بن أبي زائدة وأخوه زكريا مطيع بن عبد الله الغزال عبد الله بن الحارث بن أخت الشعبي حديثين سليم مولى الشعبي سنة بن مسلم البطين الفضل بن يزيد الثمالي مزاحم بن زفر بختري بن المختار يروى عنه وكيع وغيره الصلت بن بهرام عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى إدريس بن يزيد الأودي الحسن بن سالم بن أبي الجعد بسام بن عبد الرحمن الصيرفي مساور الوراق صدقة بن أبي عمران نصير بن أبي الأشعث الكناسي إبراهيم بن حرب أخو سماك أسند ثلاثة أحاديث سعيد بن سماك بن حرب عروة بن عبد الله القشيري عيسى بن قرطاس أسند نحو العشرة يوسف بن ميمون الصباغ زيد بن عطاء بن السائب إسحاق بن أبي إسحاق الشيباني سليمان بن قرم عبد الله بن عمرو بن مرة عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عبد الله بن مسلم الملائي دثار بن محارب بن دثار حديث واحد محمد بن علي السلمي جابر بن الحر جابر بن يحيى الحضرمي عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري نصر بن عبد الرحمن الخزاز حمزة بن حبيب الزيات حبيب بن حبيب أخو حمزة الأبيض بن أبان القرشي مفضل بن مهلهل وأخوه الفضل بن مهلهل داود بن نصير الطائي زفر بن الهذيل سعد الكاتب يروي عن الشعبي وهو أعز الناس حديثا أبو حماد مفضل بن صدقة الحنفي عباس بن عوسجة عمرو بن منصور المشرقي عمران بن مسلم
246 القبي أبو أيوب عبد الله بن علي الإفريقي محمد بن السماك الواعظ زياد بن زياد بن خيثمة بدر بن عثمان يحيى بن أيوب البجلي جرير بن أيوب البجلي إسماعيل بن سميع الحنفي أبيض بن الأغر المزني آدم بن عيينة محمد بن عيينة حبيب بن حسان بن أبي الأشرس صباح بن يحيى المزني طعمة بن غيلان عبد الله بن مسعر بن كدام عبد الله بن المختار ويقال إنه بصري يسكن الكوفة عافية بن يزيد القاصي يسكن في آخر أيامه مصر زكريا بن خالد البدي فضيل بن غزوان الضبي محمد بن جحادة الأيادي هارون بن سعد العجلي عمرو بن مرة عبد الله بن سعيد بن جبير عبد الملك بن سعيد بن جبير علقمة بن مرثد الحضرمي ومن أهل الجزيرة ميمون بن مهران وعمر بن ميمون بن مهران وكثير بن مرة الحضرمي وعبد الله بن بسر الحبراني وخالد بن معدان العابد وأبو الزاهرية حدير بن كريب وثور بن يزيد أبو خالد الرحبي هذا من رحبة حمص جزري وليس بالشامي خصيف بن عبد الرحمن الجزري وخصاف بن عبد الرحمن عزيز الحديث سالم بن عجلان الأفطس علي بن بذيمة الحراني عريف بن درهم مصاد بن عقبة أمي بن عبد الرحمن الصيرفي داود بن عيسى النخعي كوفي سكن الجزيرة وزهير وحديج ورحيل بنو معاوية كوفيون سكنوا الجزيرة سابق بن عبد الله البربري رقي صاعد بن مسلم عبد الله بن مالك الجزري عمرو بن سلمان القبي معقل بن عبد الله الجزري ورقة بن عمر اليشكري كوفي سكن الجزيرة وخرج حديثه بها زيد بن رفيع زيد بن أبي أنيسة جعفر بن برقان النضر بن عربي غالب بن عبيد الله الجزري ومن أهل البصرة أيوب بن أبي تميمة السختياني أشعث بن عبد الملك الحمراني معاوية بن قرة المزني إياس بن معاوية بن قرة بكر بن عبد الله المزني بهز بن حكيم القشيري توبة بن عبد الرحمن العنبري ثمامة بن عبد الله بن أنس
247 جعفر بن أبي وحشية أبو بشر جعفر بن حيان العطاردي حبيب بن الشهيد يونس بن عبيد خالد بن مهران الحذاء سليمان بن طرخان التيمي عبد الله بن عون يحيى بن عتيق داود بن أبي هند راشد بن نجيح الحماني أبو عمرو ربان بن العلاء بن عمار بن العريان بن عبد الله بن الحصين بن الحارث بن دلهم من خزاعة بن مازن وأخواه أبي سفيان ومعاذ واصل بن عبد الرحمن أبو حرة الرقاشي وأخوه سعيد بن عبد الرحمن الرقاشي سلمة بن علقمة سالم بن رزين سليم بن حيان سعيد بن أبي صدقة وسهل بن مسلم السراج وسرار بن مجشر وسوار بن عبد الله العنبري الكبير والسري بن يحيى وشعبة بن الحجاج وشعيب بن الحبحاب وشبيل بن عزرة وعبد الله بن بكر المزني وعبد الرحمن السراج وعمارة بن أبي حفصة وعمران بن حدير وعمران بن مسلم القصير وعلي بن الحكم البناني وعاصم بن سليمان الأحول وعقبة بن خالد الشني وفرقد السبخي وقرة بن خالد السدوسي ومحمد بن زياد القرشي ومحمد بن واسع ومحمد بن عمرو أبو سهل الأنصاري ومحمد بن الزبير الحنظلي ومحمد بن بشر بن بشير الأسلمي ومنصور بن زاذان ومالك بن دينار ومطر بن طهمان الوراق ومعاوية بن عبد الكريم الضال وميمون بن موسى العرئي وعبيد الله بن الحسن العنبري وهارون بن رئاب الأسيدي وهارون بن موسى الأعور وهشام بن حسان وهلال بن حق ويزيد بن إبراهيم التستري وقتادة بن دعامة السدوسي حميد بن هلال العبدي أبو خلدة خالد بن دينار النيلي الأسود بن شيبان أبو عامر صالح بن رستم الخزاز ميمون بن سياه روح بن القاسم زكريا بن حكيم الحبطي سالم بن أبي الذيال ومن أهل الواسط أبو هاشم يحيى بن دينار الرماني خلف بن حوشب العوام بن حوشب طلاب بن حوشب يوسف بن حوشب أبو خالد يزيد بن
248 عبد الرحمن الدالاني سفيان بن حسين أصبغ بن يزيد الوراق وكان يكتب المصاحف إسماعيل بن سالم ومن أهل خراسان محمد بن زياد قاضي مرو وعنده عن سعيد بن جبير وغيره عثمان بن أبي رواد العتكي سمع الزهري وغيره وهو عزيز الحديث عزرة بن ثابت الأنصاري وأخوه محمد بن ثابت الأنصاري وعلي بن ثابت الأنصاري يزيد بن عمر النحوي وكنية عمر أبو سعيد أبو المنيب العتكي أبو حريز عبد الله بن الحسين قاضي سجستان إبراهيم بن طهمان الفقيه العابد ومنزله وأعقابه بنيسابور يحيى بن صبيح المقرئ ومنزله وأعقابه بنيسابور الحسين بن واقد المروزي يعقوب بن القعقاع المروزي أبو حمزة محمد بن ميمون المروزي عبدة بن أبي برزة السجستاني ويكنى أبا يحيى وعبد العزيز بن أبي رواد وعبد المؤمن بن خالد الحنفي وعلباء بن أحمر اليشكري والمغيرة بن مسلم السراج وإبراهيم بن ميمون الصائغ وأبو جعفر عيسى بن ماهان الرازي وإبراهيم بن أدهم الزاهد من أهل بلخ وسعدان بن سعيد الخلمي وشقيق بن إبراهيم الزاهد والفضل بن عطية البخاري ثقة مأمون روى عنه الثوري وهشيم سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول محمد بن الفضل الخراساني ضعيف وأبوه ثقة يحدث عن أبيه سفيان بن عيينة وبشير الكوسج نيسابوري ويقال مروزي سمع الحسن ومحمد بن سيرين وعبد الله بن كيسان أبو مجاهد وعيسى بن عبيد الكندي وعبد الرحمن بن مسلم أبو مسلم صاحب الدولة وأبو غانم يونس بن نافع القاضي ومحرز بن الوضاح وقتيبة بن مسلم الأمير وعبس بن غفار العوذي ونصر بن سيار الأمير والنضر بن محمد الشيباني ومعاذ بن حرملة وحكيم بن زيد ونمير بن جنادة المروزي وخليد بن حسان البخاري وإسحاق بن وهب البخاري تابعي وكرز بن وبرة الجرجاني
249 ذكر النوع الخمسين من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم جمع الأبواب التي يجمعها أصحاب الحديث وطلب الفائت منها والمذاكرة بها فقد حدثني محمد بن يعقوب بن إسماعيل الحافظ قال حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال حدثنا محمد بن سهل بن عسكر قال وقف المأمون يوما للاذن ونحن وقوف بين يديه إذ تقدم إليه غريب بيده محبرة فقال يا أمير المؤمنين صاحب حديث منقطع به فقال له المأمون أيش تحفظ في باب كذي فلم يذكر فيه شيئا فما زال المأمون يقول حدثنا هشيم وحدثنا حجاج بن محمد وحدثنا فلان حتى ذكر الباب ثم سأله عن باب ثان فلم يذكر فيه شيئا فذكره المأمون ثم نظر إلى أصحابه فقال أحدهم يطلب الحديث ثلاثة أيام ثم يقول أنا من أصحاب الحديث أعطوه ثلاثة دراهم قال أبو عبد الله قد روينا عن جماعة من أئمة الحديث أنهم استحبوا أن يبدأ الحديثي بجمع بابين الأعمال بالنيات ونضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وأنا أذكر بمشية الله بعد البابين الأبواب التي جمعتها وذاكرت جماعة من أئمة الحديث ببعضها فمن هذه الأبواب ما مدخلها في كتاب الايمان مثال ذلك سؤال عبد الله بن مسعود أي الذنب أعظم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق حديث زاذان عن البراء في عذاب القبر الندم توبة لا يزني الزاين وهو مؤمن ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا إن لله تسعة وتسعين اسما حديث جرير بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة من دخل السوق فقال لا إله إلا الله المستشار مؤتمن لا يلدغ المؤمن من
250 جحر مرتين من حسن إسلام المرء الأرواح جنود مجندة الحلال بين والحرام بين حديث عمرو بن الحمق من أمن رجلا على مه حديث المعراج ستكون هنات وهنات قصة الخوارج لا تحاسدوا أخبار الرؤية أنزل القرآن على سبعة أحرف لا يجمع الله أمتي على الضلالة ومن هذه الأبواب أبواب مدخلها في كتاب الطهارة مثالها لا يقبل الله صلاة بغير طهور المسح على الخفين من مس فرجه فليتوضأ ان عمر رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أينام أحدنا وهو جنب الأذنان من الرأس الغسل يوم الجمعة إذا ولغ الكلب في الاناء ومن هذه الأبواب ما مدخلها في كتاب الصلاة رفع اليدين لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم إفراد الإقامة الصلاة على القبر الصلاة لأول وقتها ولوقتها أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الامام إذا صلى أحدكم الجمعة سبعة يظلهم الله في ظله أخبار الوتر غذا دخل أحدكم المسجد صلاة الليل مثنى مثنى إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة أمرت أن أسجد على سبع التكبير في العيدين ما يقطع الصلاة حديث أبي إسحاق أشاهد فلان يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله صلاة القاعد أوصاني خليلي بثلاث طرق التشهد إذا أمن الامام فآمنوا ومن التفريق في سائر الكتب لا طلاق قبل نكاح طرق أبي موسى دخل حائطا طرق الإفك اطلبوا الخير لا تذهب الأيام والليالي قصة
251 الغار من كنت مولاه اقتدوا بالذين من بعدي حديث عطية القرظي عرضت قصة العنبر صوموا لرؤيته من تعلم علما ليباهي به العلماء استأذن الأشعري على عمر إن مما أدرك الناس نهى عن خصاء البهائم ما عاب طعما قط إن رجلا لدغته عقرب القضاء باليمين مع الشاهد قصة أم زرع لا تنكح المرأة على عمتها أفضلكم من تعلم القرآن إن أهل الدرجات العلى أصبحت أنا وحفصة صائمتين أفطر الحاجم والمحجوم حديث أسامة بن شريك أتى الاعراب رسول الله صلى الله عليه وسلم خير هذه الأمة لأعطين الراية قصة المخدج من كتم علما لا تسئل الامارة قبض العلم لا نكاح إلا بولي مسند أبي العشراء الدارمي إذا أحب الله عبدا حديث البراء أسلمت نفسي إليك قصة الطير قصة المفطر في رمضان أنت مني بمنزلة هارون من موسى أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة ما من أيام في العشر من دخل السوق طلب العلم فريضة السفر قطعة من العذاب طرق الحسن عن صعصعة أتيت أبا ذر ألا لا تغالوا في مهور النساء العمري للوارث التختم في اليمين كان إذا بعث سرية مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انتصف شعبان من كذب على متعمدا اللهم بارك لامتي في بكورها إذا أتى كريم قوم تقتل عمارا الفئة الباغية ذكاة الجنين خطبة عمر الجابية شر الناس من يخاف لسانه لم ير للمتاحبين مثل النكاح حديث غيلان بن سلمة ليس الخبر كالمعاينة زر غبا تزداد حبا ليس بالكذاب
252 من أصلح بين الناس طرق الجساسة إن أول ما نبدأ به أن نصلي ثم نذبح من صام رمضان وأتبعه بست إذا دخل العشر وأراد أحدهم أن يضحي حديث عروة بن مضرس أتيت من جبلي طئ الأيم أحق بنفسها من حفظ على أمتي أربعين حديثا الكمأة من المن طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم الادام الخل الخيل مقعود في نواصيها الخير حديث على نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أربع العمري سبيلها سبيل الميزان من قتل دون ماله فهو شهيد كل مسكر حرام إن من الشعر حكمة قصة العرنيين ما بين قبري ومنبري روضة صلاة في مسجدي هذا اختلاف الاخبار في تزويج ميمونة بنت الحارث تسحروا فإن فيه بركة حديث اللديغ حرمت الخمر بعينها من أعتق شقصا له في عبيد الشفعة فما لم يقسم الطواف بالبيت صلاة لا تغلق بالرهن الصلاة خلف أبي بكر الناس كابل مائة لا ترجعوا بعدي كفارا إن دماءكم وأولادكم حرام عليكم طرق محمد بن المنكدر عن جابر أن رجلا أتى امرأته وطرق نافع عن بن عمر في الباب إذا أراد الله قبض عبد بأرض إن الله يحب أن يقبل رخصه حديث المغفرة المشي أمام الجنازة من رأى مبتلى الركعتين قبل صلاة المغرب دعوة ذي النون أشد الناس بلاء الأنبياء بين كل أذانين صلاة الدعاء بين الأذان والإقامة من بات وفي يده غمر من جلس مجلسا كثر فيه لغطه سدوا هذه الأبواب إلا باب أبي بكر ارحم أمتي بأمتي أبو بكر إنه ليغان على قلبي سيد الشهداء حديث عبد الله بن بريد
253 حدثنا البراء وهو غير كذوب رمى بنجم فاستنار المؤمن غر كريم نفل في البداءة الربع أخبار الشفاعة ذكر النوع الحادي والخمسين من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم الله تعالى معرفة جماعة من الرواة التابعين فمن بعدهم لم يحتج بحديثهم في الصحيح ولم يسقطوا قد ذكرت فيما تقدم من ذكر مصنفات علي بن المديني رحمه الله كتابا مترجما بهذه الصفة غير أني لم أر الكتاب قط ولم أقف عليه وهذا علم حسن فان في رواة الاخبار جماعة بهذه الصفة ومثال ذلك في الصحابة أبو عبيدة عامر بن عبد الله الجراح أمين هذه الأمة لم يصح إليه الطريق من جهة الناقلين فلم يخرج في الصحيحين وكذلك عتبة بن غزوان وأبو كبشة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة والأرقم بن الأرقم وقدامة بن مظعون والسائب بن مظعون وشجاع بن وهب الأسدي وعباد بن بشر الأشهلي وسلامة بن وتش في جماعة من الصحابة إلا إني ذكرت هؤلاء رضي الله عنهم فإنهم من المهاجرين الذين شهدوا بدرا وليس لهم في الصحيح رواية إذ لم يصح إليهم الطريق ولهم ذكر في الصحيح من روايات غيرهم من الصحابة مثل قوله صلى الله عليه وسلم لكل أمة امين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح وما يشبه هذا ومثال ذلك في التابعين محمد بن طلحة بن عبيد الله محمد بن أبي بن كعب السائب بن خلاد بن السائب محمد بن أسامة بن زيد عمارة بن خزيمة بن ثابت
254 عبد الرحمن بن عوف حسان بن ثابت مصعب بن عبد الرحمن بن عوف مصعب بن الزبير بن العوام سعيد بن سعد بن عبادة عبيد الله بن رافع بن خديج يوسف بن عبد الله بن سلام عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله إسماعيل بن زيد بن ثابت هؤلاء التابعون على علو محالهم في التابعين ومحال آبائهم في الصحابة ليس لهم في الصحيح ذكر لفساد الطريق إليهم لا لجرح فيهم فقد نزههم الله عن ذلك وفي التابعين جماعة من هذه الطبقة ومثال ذلك في أتباع التابعين موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب عبد الرحمن بن أبي زناد عطاء بن السائب الثقفي قابوس بن أبي ظبيان الجنبي إبراهيم بن سالم الهجري عاصم بن كليب الجرمي إسماعيل بن سميع الحنفي أبو يعقوب العبدي هارون بن عنترة الشيباني أجلح بن عبد الله الكندي أشعث بن سوار الثقفي محمد بن سالم أبو سهل عبد الله بن شبرمة الضبي أبو حنيفة النعمان بن ثابت بشير بن سلمان النهدي عبيدة بن معتب الضبي الحسن بن الحر الصلت بن بهرام بكير بن عامر البجلي طلحة بن يحيى داود بن يزيد الأودي القاسم بن الوليد الهمداني فطر بن خليفة الحناط عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي قيس بن الربيع الأسدي القاسم بن معن المسعودي ومثال ذلك في أتباع الاتباع مطلب بن زياد زفر بن الهذيل أبو يوسف القاضي حماد بن شعيب القاسم بن مالك المزني عثام بن علي العامري يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية يحيى بن اليمان العجلي يحيى بن سلم الطالقاني عائذ
255 بن حبيب محمد بن ربيعة الكلابي عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني علي بن قادم عمرو بن محمد العنقزي سعيد بن زيد أخو حماد الحكم بن سنان الفربي يوسف بن خالد السمتي صفوان بن عيسى الزهري عبد الله بن داود الخريبي ريحان بن سعيد القرشي يعقوب بن إسحاق الحضرمي مروان بن شجاع الجزري أبو قتادة الحراني مطرف بن مازن إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني علي بن عاصم محمد بن يزيد الواسطي ومثال ذلك في الطبقة الخامسة من المحدثين عون بن عمارة الغبري والقاسم بن الحكم العرني ومثال ذلك في الطبقة السادسة من المحدثين أحمد بن عبد الجبار العطاردي محمد بن سعد العوفي محمد بن عيسى بن حيان المدايني علي بن إبراهيم الخزاز عبيد بن كثير العامري أبو بكر بن أبي العوام الرياحي الحارث بن أبي أسامة محمد بن سليمان بن الحارث الواسطي أحمد بن عبيد بن ناصع النحوي إسماعيل بن الفضل البلخي أبو بكر بن أبي خيثمة إسحاق بن الحسن الحربي محمد بن غالب بن حرب بكر بن سهل الدمياطي الحسين بن الحكم الحبري الحسن بن سهل المجوز سهل بن عمار العتكي يحيى بن جعفر بن أبي طالب قال أبو عبد الله فجميع من ذكرناهم في هذا النوع بعد الصحابة والتابعين فمن بعدهم قوم قد اشتهروا بالرواية ولم يعدوا في الطبقة الاثبات المتقنين الحفاظ والله أعلم ذكر النوع الثاني والخمسين من معرفة علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم معرفة من رخص في العرض على العالم ورآه سماعا ومن رأى الكتابة بالإجازة من بلد إلى بلد اخبارا ومن أنكر ذلك ورأي شرح الحال فيه عند الرواية وبيان العرض أن يكون الرواة حافظا متقنا فيقدم المستفيد
256 إليه جزءا من حديثه أو أكثر من ذلك فيناوله فيتأمل الراوي حديثه فإذا أخبره وعرف انه من حديثه قال لمستفيد قد وقفت على ما ناولتنيه وعرفت الأحاديث كلها وهذه رواياتي عن شيوخي فحدث بها عني فقال جماعة من أئمة الحديث انه سماع منهم من أهل المدينة أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أحد الفقهاء السبعة حكاه مالك عن شيوخه عنه وأبو عبد الله عكرمة مولى بن عباس ومحمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب بن زهرة الزهري وربيعة بن أبي عبد الرحمن الرائي والعلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب ويحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري وهشام بن عروة بن الزبير القرشي ومحمد بن عمرو بن علقمة الليثي ومالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصباحي وعبد العزيز بن محمد بن أبي عبيد الاندراوردي في جماعة بعدهم ومن أهل مكة مجاهد بن جبر أبو الحجاج المخزومي مولاهم وأبو الزبير محمد بن مسلم القرشي مولاهم وعبد الله بن عثمان بن خثيم القارئ ونافع بن عمر الجمحي وداود بن عبد الرحمن العطار وسفيان بن عيينة الهلالي ومسلم بن خالد الزنجي في جماعة بعدهم ومن أهل الكوفة علقمة بن قيس النخعي وعلي بن ربيعة الأسدي وأبو بردة بن أبي موسى الأشعري وعامر بن شراحيل الشعبي وإبراهيم بن يزيد النخعي وحبيب بن أبي ثابت الأسدي ومنصور بن المعتمر السلمي وإسرائيل بن يونس السبيعي والحسن بن صالح بن حي وزهير بن معاوية الجعفي في جماعة بعدهم ومن أهل البصرة أبو المتوكل علي بن داود الناجي وقتادة بن دعامة السدوسي وأبو العالية زياد بن فيروز وحميد بن أبي حميد الطويل وعلي بن زيد بن جدعان
257 وداود بن أبي هند وكهمس بن الحسن الهلالي وسعيد بن أبي عروبة وجرير بن حازم الجهضمي وسليمان بن المغيرة القيسي في آخرين بعدهم ومن أهل مصر عبد الرحمن بن القاسم وأشهب بن عبد العزيز وعبد الله بن وهب وسعيد بن عفير ويوسف بن عمرو ويحيى بن عبد الله بن بكير وعبد الله بن عبد الحكم بن أعين وجماعة من المالكيين بعدهم وكذلك جماعة من أهل الشام وخراسان قال أبو عبد الله وقد رأيت أنا جماعة من مشايخي يرون العرض سماعا والحجة عندهم في ذلك ما حدثناه أبو بكر إسحاق قال أخبرنا علي بن عبد العزيز قال أخبرنا أحمد بن محمد بن أيوب قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان قال قال أبن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن بن عباس أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه إلى كسرى مع عبد الله بن حذافة وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين ويدفعه عظيم البحرين إلى كسرى وحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا يونس بن محمد قال ثنا الليث بن سعد قال حدثني سعيد المقبري عن شريك بن عبد الله عن أنس بن مالك قال بينا نحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل فذكر الحديث قال يا محمد إني سائلك فمشتد عليك في المسألة فلا تجدن في نفسك فقال سل ما بدا لك فقال الرجل نشدتك بربك ورب من قبلك الله أرسلك إلى الناس كلهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم نعم قال أبو عبد الله احتج شيخ الصنعة أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله في كتاب العلم من الجامع الصحيح بهذا الحديث في باب العرض على المحدث
258 أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني قال حدثنا جدي قال سمعت إسماعيل بن أبي بن أبي أويس يقول سمعت خالي مالك بن أنس يقول قال لي يحيى بن سعيد الأنصاري لما أراد الخروج إلى العراق التقط لي مائة حديث من حديث بن شهاب حتى أرويها عنك عنه قال مالك فكتبتها ثم بعثت بها إليه فقيل لمالك أسمعها منك قال هو أفقه من ذلك أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثني الزبير بن بكار قال حدثني مطرف بن عبد الله قال صحبت مالكا سبع عشرة سنة فما رايته قرأ الموطأ على أحد وسمعته يأبى أشد الاباء على من يقول لا يجزيه إلا السماع ويقول كيف لا يحزنك هذا في الحديث ويحزنك في القرآن والقرآن أعظم وكيف لا يقنعك أن تأخذه عرضا والمحدث أخذ عرضا ولم لا تجوز لنفسك أن تعرض أنت كما عرض هو حدثنا أبو بكر الشافعي قال ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا بن أبي أويس قال سئل مالك عن حديثه أسماع هو فقال منه سماع ومنه عرض وليس العرض بأدنى عندنا من السماع قال أبو عبد الله قد ذكرنا مذاهب جماعة من الأئمة العرض فإنهم أجازوه على الشرائط التي قدمنا ذكرها ولو عاينوا ما عايناه من محدثي زماننا لما أجاوزه فإن المحدث إذا لم يعرف ما في كتابه كيف يعرض عليه وأما فقهاء الاسلام الذين أفتوا في الحلال والحرام فإن فيهم من لم ير العرض سماعا واختلفوا أيضا في القراءة على المحدث أهو أخبار أم لا وبه قال الشافعي المطلبي بالحجاز والأوزاعي بالشام والبويطي والمزني بمصر وأبو حنيفة وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل بالعراق وعبد الله
259 بن المبارك ويحيى بن يحيى وإسحاق بن راهويه بالمشرق وعليه عهدنا أئمتنا وبه قالوا وإليه ذهبوا وإليه نذهب وبه نقول إن العرض ليس بسماع وإن القراءة على المحدث إخبار والحجة عندهم في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها حتى يؤذيها إلى من لم يسمع وقوله صلى الله عليه وسلم تسمعون ويسمع منكم في أخبار كثيرة حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا الربيع بن سليمان قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نضر الله عبدا سمع مقالتي فحفظها فوعاها وأدها فرب حامل فقه غير فقيه الحديث قال الشافعي رحمه الله فلما ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى استماع مقالته وحفظها وأدائها إلى من يؤديها والامر واحد دل على أنه صلى الله عليه وسلم لا يأمر أن يؤدى عنه إلا ما يقوم به الحجة على من أدى إليه لأنه إنما يؤدي عنه حلال يؤتى وحرام يجتنب وحد يقام ومال يؤخذ ويعطى ونصيحة في دين ودنيا قال أبو عبد الله والذي اختاره في الرواية وعهدت عليه أكثر مشايخي وأئمة عصري أن يقول في الذي يأخذه من المحدث لفظا وليس معه أحد حدثني فلان وما يأخذه عن المحدث لفظا مع غيره حدثنا فلان وما قرأ على المحدث بنفسه أخبرني فلان وما قرئ على المحدث وهو حاضر أخبرنا فلان وما عرض على المحدث فأجاز له روايته شفاها يقول فيه أنبأني فلان وما كتب إليه المحدث من مدينة ولم يشافهه بالإجازة يقول كتب إلى فلان
260 سمعت أبا بكر إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الفقيه بالري يقول سألت أبا شعيب الحراني الإجازة لأصحابي بالري فقال أبو شعيب حدثنا جدي قال حدثنا موسى بن أعين عن شعبة قال كتب إلي المنصور بحديث ثم لقيته بعد ذلك فسألته عن ذلك الحديث فقال لي أليس قد حدثتك به إذا كتبت به إليك فقد حدثتك حدثنا الزبير بن عبد الواحد قال أخبرنا أبو تراب محمد بن سهل قال حدثنا أحمد بن داود بن قطن بن كثير قال حدثنا محمد بن معاوية قال سمعت بقية يقول لقيني شعبة ببغداد فقال لي لو لم ألقك لمت معك كتاب بحير بن سعد قال قلت لا قال إذا رجعت فاكتبه واختمه ووجه به إلي تم الكتاب بحمد الله ومنه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم محتويات كتاب معرفة علوم الحديث صفحة تذكرة المصنف ج مقدمة المصحح ط خطبة الكتاب