بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الكتاب: تاريخ الإسلام المؤلف: الذهبي الجزء: 27 الوفاة: 748 المجموعة: مصادر التاريخ تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمرى الطبعة: الأولى سنة الطبع: 1407 - 1987م المطبعة: لبنان/ بيروت - دار الكتاب العربي الناشر: دار الكتاب العربي ردمك: ملاحظات: 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)) 5 (الطبقة التاسعة والثلاثون حوادث)) ((الأحداث من سنة إلى)) ((حوادث سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.)) فيها قبضوا على الطائع لله في داره، في تاسع عشر شعبان. وسببه أن أبا الحسن بن المعلم كان من خواص بهاء الدولة، فحبس، فجاء بهاء الدولة وقد جلس الطائع لله في الرواق متقلدا سيفا، فلما قرب بهاء الدولة قبل الأرض وجلس على كرسي، وتقدم أصحاب بهاء الدولة فجذبوا الطائع بحمائل سيفه من سريره، وتكاثر عليه الديلم، فلفوه في كساء وحمل في زبزب، وأصعد إلى دار المملكة، وشاش البلد، قدر أكثر الجند أن القبض على بهاء الدولة. فوقعوا في النهب وشلح من حضر من الأشراف والعدول، وقبض على الرئيس علي بن عبد العزيز بن حاجب النعمان في جماعة، وصودروا، واحتيط على الخزائن والخدم، ورجع بهاء الدولة إلى داره. وظهر أمر القادر بالله، وأنه الخليفة، ونودي له في الأسواق. وكتب
5 على الطائع كتابا بخلع نفسه، وأنه سلم الأمر إلى القادر بالله، وشهد عليه الأكابر والأشراف. ونفذ إلى القادر المكتوب، وحثه على القدوم. وشغب الديلم والترك يطالبون برسم البيعة، وبرزوا إلى ظاهر بغداد، وترددت الرسل منهم بهاء الدولة، ومنعوا من الخطبة للقادر، ثم أرضوهم، فسكنوا، وأقيمت الخطبة للقادر في) الخطبة الآتية، وهي ثالث رمضان، وحول من دار الخلافة جميع ما فيها، حتى الخشب الساج والرخام، ثم أبيحت للخاصة والعامة، فقلعت أبوابها وشبابيكها. وجهز مهذب الدولة علي بن نصر القادر بالله من البطائح وحمل إليه من الالآت والفرش ما أمكنه، وأعطاه طيارا كان عمله لنفسه، وشيعه فلما وصل إلى واسط اجتمع الجند وطالبوه بالبيعة، وجرت لهم خطوب، انتهت إلى أن وعدهم بإجرائهم مجرى البغداديين، فرضوا، وسار. وكان مقامه بالبطيحة منذ يوم حصل فيها إلى أن خرج عنها سنتين وأحد عشر شهرا، وقيل سنتين وأربعة أشهر، عند أميرها مهذب الدولة. قال هلال بن المحسن: وجدت الكتاب الذي كتبه القادر بالله: من عبد الله أحمد الإمام القادر بالله أمير المؤمنين، إلى بهاء الدولة وضياء الملة أبي نصر ابن عضد الدولة، مولى أمير المؤمنين، نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، ونسأله أن يصلي على محمد عبده ورسوله، أما بعد، أطال الله بقاءك، وأدام عزك وتأييدك، وأحسن إمتاع أمير المؤمنين بك، فإن كتابي الوارد في صحبة الحسن بن محمد، رعاه الله، عرض على أمير المؤمنين تاليا لما تقدمه، وشافعا ما سبقه، ومتضمنا مثل ما حواه الكتاب قبله، من إجماع المسليمن، قبلك بمشهد منك، على خلع العاصي المتلقب بالطائع عن الإمامة، ونزعه عن الخلافة، لبوائقه المستمرة، وسوء نيته المدخولة، وإشهاده على نفسه بعجزه، ونكوله وإبرائه الكافة من بيعته، وانشراح صدور الناس لبيعة أمير المؤمنين، ووقف أمير المؤمنين على ذلك
6 كله، ووجدك، أدام الله تأييدك، قد انفردت بهذه المأثرة واستحققت بها من الله جليل الأثرة، ومن أمير المؤمنين سني المنزلة، وعلي المرتبة. وفيه: فقد أصبحت سيف أمير المؤمنين المبير لأعدائه، والحاظي دون غيرك بجميل رأيه، والمستبد بحماية حوزته ورعاية رعيته، والسفارة بينه وبين ودائع الله عنده في بريته، وقد برزت راية أمير المؤمنين عن الصليق موضع متوجهه نحو سريره الذي حرسته، ومستقر عزه الذي شيدته، ودار مملكته التي أنت عمادها. إلى أن قال: فواصل حضرة أمير المؤمنين بالإنهاء والمطالعة، إن شاء الله، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. وكتب لثلاثة بقين من شعبان. واسم القادر: أحمد بن إسحاق بن المقتدر أبو العباس، وأمه تمنى مولاة عبد الواحد بن المقتدر.) ولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وكان حسن الطريقة، كثير المعروف، فيه دين وخير، فوصل إلى جبل في عاشر رمضان، وجلس من الغد جلوسا عاما، وهنيء، وأنشد بين يديه الشعراء، فمن ذلك قول الرضي الشريف: * شرف الخلافة يا بني العباس * اليوم جدده أبو العباس * * ذا الطود بقاه الزمان ذخيرة * من ذلك الجبل العظيم الراسي *
7 وحمل إلى القادر بعض الآلات المأخوذة من الطائع، واستكتب له أبو الفضل محمد بن أحمد عارض الديلم، وجعل استداره عبد الواحد بن الحسين الشيرازي: وفي شوال عقد مجلس عظيم، وحلف القادر وبهاء الدولة كل منهما لصاحبه بالوفاء، وقلده القادر ما وراء بابه، مما تقام فيه الدعوة. وكان القادر أبيض، حسن الجسم، كث اللحية، طويلها، يخضب. وصفه الخطيب البغدادي بهذا، وقال: كان من الديانة والسيادة وإدامة التهجد، وكثرة الصدقات، على صفة اشتهرت عنه، وقد صنف كتابا في الأصول، ذكر فيه فضائل الصحابة وإكفار المعتزلة، والقائلين بخلق القرآن. وذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني أن القادر كان يلبس زي العوام، ويقصد الأماكن المعروفة بالخير والبركة، كقبر معروف وغيره، وطلب من ابن القزويني الزاهد أن ينفذ له من طعامه الذي يأكله، فأنفذ إليه باذنجان مقلوا بخل وباقلاء ودبس وخبز بيتي، وشده في ميزر، فأكل منه، وفرق الباقي، وبعث إلى ابن القزويني مائتي دينار، فقبلها. ثم بعد أيام طلب منه طعاما، فأنفذ إليه طبقا جديدا، وفيها زبادي فيها فراريج وفالوذج، ودجاجة مشوية وفالوذجة، فتعجب الخليفة، وأرسل يكلمه في ذلك، فقال: ما تكلفت، لما وسع علي وسعت على نفسي، فتعجب من عقله ودينه. ولم
8 يزل يواصله بالعطاء. وفي ذي الحجة، يوم عيد الغدير جرت فتنة من الرافضة وأهل باب البصرة، واستظهر أهل باب البصرة، وحرقوا أعلام السلطان، فقتل يومئذ جماعة اتهموا بفعل ذلك، وصلبوا، فقامت الهيبة، وارتدع المفسد. وفيها حج بالناس من العراق أبو الحسين محمد بن الحسين بن يحيى، وكان أمير مكة الحسن بن جعفر أبو الفتوح العلوي، فاتفق أن أبا القاسم بن المغربي حصل عند حسان بن المفرج بن الجراح
9 الطائي، فحمله على مباينة صاحب مصر، وقال: لا مغمز في نسب أبي الفتوح،) والصواب أن ينصبه إماما، فوافقه، فمضى ابن المغربي إلى مكة، فأطمع صاحب مكة في الخلافة، وسهل عليه الأمر، فأصغى إلى قوله، وبايعه شيوخ الحسنيين، وحسن أبو القاسم بن المغربي أخذ ما على الكعبة من فضة وضربه دراهم. واتفق موت رجل بجدة معه أموال عظيمة وودائع، فأوصى منها بمائة ألف دينار لأبي الفتوح صاحب مكة ليصون بها تركته والودائع، فاستولى على ذلك كله، فخطب لنفسه، وتسمى بالراشد بالله، وسار لا حقا بآل الجراح الطائي، فلما قرب من الرملة، تلقته العرب، وقبلوا الأرض، وسلموا عليه بالخلافة، وكان متقلدا سيفا زعم أنه ذو الفقار وفي يده قضيب، وذكر أنه قضيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحوله جماعة من بني عمه، وبين يديه ألف عبد أسود، فنزل الرملة، ونادى بإقامة العدل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فانزعج صاحب مصر، وكتب إلى حسان الطائي ملطفا، وبذل له أموالا جزيلة. وكتب إلى ابن عم أبي الفتوح، فولاه الحرمين، وأنفذ له ولشيوخ بني حسن أموالا، فقيل إنه بعث إلى حسان بخمسين ألف دينار مع والده حسان، وأهدى له جارية جهزها بمال عظيم، فأذعن بالطاعة، وعرف أبو الفتوح الحال، فضعف وركب إلى حسان المفرج الطائي مستجيرا به فأجاره، وكتب فيه إلى العزيز، فرده إلى مكة. وفيها استولى بزال على دمشق وهزم متوليها منيرا وفرق جمعه. وفيها أقبل باسيل طاغية الروم في جويشه، فأخذ حمص ونهبها، وسار
10 إلى شيزر ونهبها، ثم نازل طرابلس مدة، ثم رجع إلى بلاده.
11 ((حوادث سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.)) فمن الحوادث فيها أن أبا الحسن علي بن محمد بن المعلم الكوكبي كان قد استولى على أمور السلطان بهاء الدولة كلها، فمنع أهل الكرخ وباب الطاق من النوح يوم عاشوراء، ومن تعليق المسوح، كان كذلك يعمل من نحو ثلاثين سنة، ووقع أيضا بإسقاط من قبل من الشهود بعد وفاة القاضي أبي محمد بن معروف، وأن لا يقبل في الشهادة إلا من كان ارتضاه ابن معروف، وذلك أنه لما توفي كثر قبول الشهود بالشفاعات، حتى بلغت عدة الشهود ثلاثمائة وثلاثة أنفس، ثم إنه فيما بعد، وقع بقبولهم في السنة. وفيها شغبت الجند، وخرجوا بالخيم إلى باب الشماسة، وراسلوا بهاء الدولة يشتكون من أبي) الحسن بن المعلم، وتعديد ما يعاملهم به، وطالبوه بتسليمه إليهم. وكان ابن المعلم قد استولى على الأمور، فالمقرب من قربه والمبعد من بعده، فثقل على الأمراء أمره، ولم يراعهم هو، فأجابهم السلطان، ووعدهم، فأعادوا الرسالة بأنهم لا يرضون إلا بتسليمه إليهم، فأعاد الجواب بأنه يبعده عن مملكته، فأبوا ذلك، إلى أن قال له الرسول: إنه لأمر شديد، فاختر بقاءه دولتك، فقبض عليه حينئذ وعلى أصحابه، وأخرجوا صلته، فصمم الجند أنهم لا يرجعون إلا بتسليمه، فتدمم من ذلك، وركب إليهم، فلم يقم أحد منهم إليه ولا خدمه، وقد
12 أقاموا على المطالبة به، وترك الرجوع إلا بعد تسليمه إلى أبي حرب خال بهاء الدولة، فسقي السم، فلم يعمل فيه، فخنق بحبل. وفي رجب، سلم الطائع لله المخلوع إلى القادر بالله، فأنزله في حجرة ووكل به من يحفظه، وأحسن صيانته ومراعاة أموره، فكان المخلوع يطالب من زيادة الخدمة بمثل ما كان يطالب به أيام خلافته، وأنه حمل إليه طيب من بعض العطارين، فقال: أمن هذا يتطيب أبو العباس قالوا: نعم. فقال: قولوا له في الفلاني من الدار كندوج فيه طيب مما كنت استعمله فأنفذ لي بعضه، وقدمت إليه بعض الليالي شمعة قد أوقدت، فأنكر ذلك، فحملوا إليه غيرها، وأقام على هذا إلى أن توفي. وفيها ولد أبو الفضل محمد بن القادر بالله، وهو الذي جعل ولي العهد، ولقب الغالب بالله. واشتد في الوقت القحط ببغداد.
13 ((حوادث سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.)) فيها أقبل الخان بغراخان الذي يكتب عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله ممالك الترك وإلى قرب الصين، ليأخذ بخارى، فحاربه نوح بن منصور الساماني، فانهزم نوح، وأخذ بخارى، واستنجد نوح بنائبه أبي علي بن سمجور صاحب خراسان، فخذله وعصى، فمرض الخان ببخارى، وراح، فمات في الطريق. وكان دينا. وولي بلاد الترك بعده ايلخان، وبرز نوح إلى مملكته. وفيها شغب الجند لتأخر العطاء، وقصدوا دار الوزير أبي نصر سابور، فنهبوها، وهرب من السطوح، ثم أعطوا العطاء. وفي ذي الحجة تزوج القادر بالله سكينة بنت بهاء الدولة على مائة ألف دينار، فتوفيت قبل) الدخول بها. وفيه بلغ كر القمح ستة آلاف درهم غياثية، والكارة الدقيق مائتين
15 وستين درهما. وفيها ابتاع الوزير أبو نصر سابور بن أردشير دارا بالكرخ وعمرها وسماها دار العلم، ووقفها على العلماء، ونقل إليها كتبا كثيرة.
16 ((حوادث سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.)) فيها قوي أمر العيارين ببغداد، وشرع القتال بين الكرخ وأهل باب البصرة، وظهر المعروف بعزيز من أهل باب البصرة واستفحل أمره، والتزق به كثير من المؤذين، وطرح النار في المحال، وطلب أهل الشرط. ثم صالح الكرخ، وقصد سوق البزازين، وطالب بضرائب الأمتعة حتى الأموال، وكاشف السلطان وأصحابه، وكان ينزل إلى السفن ويطالب بالضرائب، فأمر السلطان بطلب العيارين، فهربوا عنه. وفي ذي الحجة ورد الخبر برجوع الحاج من الطريق، وكان السبب أنهم لما حصلوا بين زبالة والثعلبية اعترض الحاج الأصيفر الأعرابي ومنعهم الجواز إلا برسمه، وتردد الأمر إلى أن ضاق الوقت، فعادوا، ولم يحج أيضا لأهل الشام ولا اليمن، إنما حج أهل مصر.
17 وفيها ولي نقابة العباسيين أبو الحسن محمد بن علي بن أبي تمام الزينبي. وفيها تزوج مهذب الدولة علي بن نصر ببنت بهاء الدولة، وعقد للأمير أبي منصور بن بهاء الدولة على بنت مهذب الدولة، وعقد على كل صداق منهما مائة ألف دينار. واتفق ابن سمجور والي خراسان وفائق على حرب ابن نوح، فكتب إلى الملك سبكتكين يستنجده، فأقبل من غزنة، فالتقى الجمعان، فانهزم ابن سمجور وتمزق جيشه، واستعمل ابن نوح على خراسان محمود بن سبكتكين الذي افتتح الهند.
18 ((حوادث سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.)) فيها نفذ بدر بن حسنويه تسعة آلاف دينار، لتدفع إلى الأصيفر عوضا عما كان يأخذ من الركب العراقي. ((حوادث سنة ست وثمانين وثلاثمائة.)) في المحرم ادعى أهل البصرة أنهم كشفوا عن قبر عتيق، فوجدوا فيه ميتا طريا بشابه وسيفه، وأنه الزبير بن العوام، فأخرجوه وكفنوه ودفنوه بالمربد، وبنوا عليه، وعمل له مسجد، ونقلت) إليه القناديل والبسط والقوام والحفظة. قام بذلك الأمير أبو المسك. فالله أعلم من ذاك الميت.
19 ((حوادث سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.)) فيها توفي فخر الدولة علي ابن ركن الدولة ابن بويه بالري، ورتبوا ولده رستم في السلطنة وهو ابن أربع سنين، وكان فخر الدولة قد أقطعه أبوه بلدانا، فلما توفي أخوه بويه كتب إليه الصاحب إسماعيل بن عباد يحثه على الإسراع، فقدم وتملك مكان أخيه، واستوزر ابن عباد، وكان شهما شجاعا، جماعا للأموال، لقبه الطائع فلك الأمة. وكانت سلطنته أربع عشرة سنة، وعاش ستا وأربعين سنة. ولما اشتد به مرضه أصعد إلى قلعة، فبقي بها أياما يمرض، فمات، وكانت الخزائن مقفلة مختومة، وقد جعل مفاتيحها في كيس من حديد وسمر، وحصلت عند ولده رستم، فلم يوجد ليلة وفاته شيء يكفن فيه، وتعذر النزول إلى البلد لشدة شغب الجند، فاشتروا من قيم الجامع ثوبا، فلف فيه، وشد بالحبال، وجر على درج القلعة حتى تقطع، وكان يقول: قد جمعت لولدي ما يكفيهم ويكفي عسكرهم خمس عشرة سنة. وكان ترك ألفي ألف دينار وثمانمائة ألف وخمسة وسبعين ألف دينار، ومن الجواهر واليواقيت واللؤلؤ أربعة عشر ألف، وخمسمائة قطعة، قيمتها ثلاثة آلاف ألف، ومن الأواني الذهب ما وزنه ألف دينار، ومن أواني الفضة ثلاثة آلاف درهم، ومن الثياب ثلاثة آلاف حمل، وخزانة السلاح ألفا حمل،
21 وخزانة الفرش ألف وخمسمائة حمل، إلى غير ذلك.
22 ((حوادث سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.)) فيها قبض القادر بالله على كاتبه أبي الحسن علي بن عبد العزيز، وقلد أبا العلاء سعيد بن الحسن بن تريك، ثم بعد شهرين ونصف عزله، وأعاد أبا الحسن. وفي ذي الحجة جاء برد مفرط ببغداد، وتجلد الماء وبول الدواب والخيل. وفيها جلس القادر بالله للرسولين اللذين من جهة أبي طالب رستم بن فخر الدولة وأبي النجم بدر بن حسنويه، فعهد لرستم على الري وأعمالها، وأرسل اللواء والخلع، وعهد لبدر على الجبل، ولقبه أبا طالب مجد الدولة. 5 (أعجوبة.)) وهي: هلاك تسعة ملوك على نسق في سنتي سبع وثمانين وثمان وثمانين وثلاثمائة. وفيهم يقول أبو منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي:) * ألم تر مذ عامين أملاك عصرنا * يصيح بهم للموت والقتل صائح. *
23 * فنوح بن منصور طوته يد الردى * على حسرات ضمنتها الجوانح. * * ويا بؤس منصور وفي يوم سرخس * تمزق عنه ملكه وهو طائح. * * وفرق عنه الشمل بالشمل واغتدى * أميرا ضريرا تعتريه الجوائح. * * وصاحب جرجانية في ندامة * ترصده طرف من الحين طامح. * * خوارزم شاه شاه وجه نعيمه * وعن له يوم من النحس طالح. * * وكان علا في الأرض يخبطها أبو * علي إلى أن طوحته الطوائح. * * وصاحب بست ذلك الضيغم الذي * براثنه للمسرفين مفاتح. * * أناخ به من صدمة الدهر كلكل * فلم تغن عنه والمقدر سانح. * * جيوش إذا أربت على عدد الحصى * تغص بها قيعانها والضحاضح. * * وصاحب مصر قد مضى لسبيله * ووال الجبال غيبته الضرائح. * * ودارت على صمصام دولة بويه * دوائر سوء نبلهن فوادح. * * وقد جاز والي الجوزجان فناظر * الحياة فوافته المنايا الطوائح. * * وفائق المجبوب قد جب عمره * فأمسى ولم يندبه في الأرض نائح. * * مضوا في مدى عامين واختطفتهم * عقاب إذا طارت تخر الجوارح. * * أمالك فيهم عبرة مستفادة * بلى، إن نهج الاعتبار لواضح. *
24 ((حوادث سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.)) كانت قد جرت عادة الشيعة في الكرخ وباب الطاق، بنصب القباب، وإظهار الزينة يوم الغدير، والوقيد في ليلته، فأرادت السنية أن تعمل في مقابلة هذا أشياء، فادعت أن اليوم الثامن من يوم الغدير كان اليوم الذي حصل فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في الغار، فعملت فيه ما تعمل الشيعة في يوم الغدير، وجعلت بإزاء عاشوراء يوما بعده بثمانية أيام، إلى مقتل مصعب بن الزبير، وزارت قبره بمسكن، كما يزار قبر الحسين، فكان ابتداء ما عمل في الغار يوم الجمعة لأربع بقين من ذي الحجة، وأقامت السنية هذا الشعار القبيح زمانا طويلا، فلا قوة إلا بالله. وفيها عزل مالك ما وراء النهر من المملكة، وهو منصور بن نوح، وحبس بسرخس.) وبويع أخوه عبد الملك، فبقي في الملك تسعة أشهر، وحاربه الملك الخان، وأسره، واستولى على بخارى في ذي القعدة، من هذا العام. ومات عبد الملك بأفكند في السجن بعد قليل.
25 ((حوادث سنة تسعين وثلاثمائة.)) فيها ظهر بسجستان معدن للذهب، فكانوا يصفون من التراب الذهب الأحمر. وفيها قلد القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي مدينة المنصور، مضافا إلى قضاء الكوفة وغيرها، وولي القاضي أبو محمد عبيد الله بن محمد الأكفاني الرصافة وأعمالها. وفيها ولي نيابة دمشق فحل بن تميم من جهة الحاكم، فمرض ومات بعد أشهر، وولي بعده علي بن جعفر بن فلاح. آخر الحوادث.
26 5 (الطبقة التاسعة والثلاثون وفيات)) ((وفيات سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.)) 4 (أحمد بن إبراهيم بن تمام، أبو بكر البعلبكي المقرئ الفقيه، قاضي بعلبك.)) سمع خثيمة الأطرابلسي، وأبا الميمون بن راشد، وجماعة. وعنه: محمد بن يونس الإسكاف، وأحمد بن الحسن الطيان. 4 (أحمد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن حمزة، أبو نصر النيسابوري المؤذن الوراق،)) المعروف بابن حسكويه. كان كثير الحديث. سمع السراج، وابن خزيمة، والماسرجسي، ومحمد بن إبراهيم العبدوي. روى عنه: الحاكم، وأبو سعد الكنجروذي، وغيرهما. توفي في شعبان. 4 (أحمد بن الحسين بن مهران، أبو بكر الأصبهاني ثم النيسابوري
27 المقرئ العابد، مصنف)) كتاب الغايات في القراءات، قرأ لهشام بدمشق ولابن ذكوان على أبي الحسن محمد بن النضر الأخرم، وببغداد على زيد بن أبي بلال الكوفي، وابن مقسم، وأبي بكر النقاش، وأبي الحسن بن ثوبان، وأبي عيسى بكار بن أحمد، وهبة الله بن جعفر، وبخراسان على غير واحد، وسمع من أبي العباس السراج، وابن خزيمة، وأحمد بن حسين الماسرجسي، ومكي بن عبدان. روى عنه الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكنجروذي وعبد الرحمن بن الحسن بن) عليك، والمقرئ أبو سعد أحمد بن إبراهيم. قال الحاكم: كان إمام عصره في القراءات، وكان أعبد من رأينا من القراء، وكان مجاب الدعوة، انتقيت عليه خمسة أجزاء، وتوفي في شوال، وله ست وثمانون سنة. وتوفي في هذا اليوم أبو الحسن العامري صاحب الفلسفة، فحدثني عمر بن أحمد الزاهد: سمعت الثقة من أصحابنا يذكر أنه رأى بكر بن مهران في المنام في الليلة التي دفن فيها، فقلت: أيها الأستاذ، ما فعل الله بك قال: إن الله عز وجل أقام أبا الحسن العامري بحذائي وقال: هذا فداؤك من النار. وقال الحاكم: قرأنا على ابن مهران ببخارى كتاب الشامل في القراءات. وقرأت أنا كتاب الغاية له على أبي الفضل بن عساكر، بإجازته من المؤيد الطوسي، وزينب الشعرية قالا: أنبأ زاهر الشحامي، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، أنا المصنف رحمه الله، وقد قرأ عليه جماعة، منهم أبو الوفا مهدي بن طوارة شيخ الهذلي.
28 4 (أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه، أبو الحسين الفقيه المديني الضرير.)) حدث في هذا العام عن أبي القاسم البغوي، وابن أبي داود. وعنه: أحمد بن علي النزوي، وأبو نصر الكسائي. 4 (أحمد بن محمد بن الفضل بن الجراح، أبو بكر الخراز البغدادي.)) سمع أبا حامد الحضرمي، وأبا بكر بن دريد، ولزم ابن الأنباري، فأخبر عنه وروى تصانيفه. وكان ثقة دينا: ظاهر المروءة، ومن الفرسان المذكورين. روى عنه: أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري. 4 (إبراهيم بن محمد بن محفوظ بن معقل، أبو إسحاق النيسابوري، شيخ محتشم. كان أحد)) المجتهدين. في العبادة. سمع: أبا بكر بن خزيمة، وأبا العباس بن السراج، وأحمد بن محمد الماسرجسي. توفي في ربيع الأول. وعنه الحاكم قال: رأيت أصوله صحيحة، أكثرها بخطه. 4 (بزال الأمير.)) ولي حرب منير الذي كان على نيابة دمشق، فهزمه بزال واستولى على دمشق في هذه السنة، وقد ولي طرابلس أيضا.)) 4 (بكجور التركي، الأمير أبو الفوارس، مولى سيف الدولة بن حمدان.))
29 ولي إمرة حمص، ثم ولي دمشق للعزيز العبيدي، فجار وظلم وصادر، وخرج عن طاعة العزيز فجهز إليه منير الخادم من مصر، في سنة ثمان وسبعين، فبعث بكجور عسكرا، فالتقوا، فانتصر منير، ثم تصالحا، وذهب بكجور إلى الرقة، فأقام بها دعوة العزيز، ثم قتل بنواحي حلب، في سنة إحدى هذه. 4 (بشر بن الحسين الشيرازي قاضي القضاة، أبو سعيد. قدمه عضد الدولة للقضاء، فولاه)) الطائع قضاء القضاة، سنة تسع وستين. وكان فقيها ظاهريا متدينا معظما للآثار، وما أراه قدم بغداد، بل استناب عليها أربعة قضاة، ثم إنه عزل في سنة ست وسبعين. مات بشيراز عن سبعين سنة في هذا العام. أرخه ابن الخازن. وقال أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء في أصحاب داود: ومنهم قاضي القضاة أبو سعد بشر بن الحسين، كان إماما، أخذ العلم عن علي بن محمد صاحب ابن المغلس بفارس. 4 (جوهر، أبو الحسن القائد الرومي المعروف بالكاتب، مولى المعز
30 أبي تميم. قد من المغرب)) بتجهيز المعز إلى ديار مصر في الجيوش والأهبة في سنة ثمان وخمسين، فاستولى على إقليم مصر، وابتنى القاهرة، واستمر عالي الأمر نافذ الكلمة. وكان بعد موت كافور صاحب مصر قد انخرم النظام، وأقيم في الملك أحمد بن علي بن الإخشيد وهو صغير، وكان ينوب عنه ابن عم والده والحسن بن عبيد الله بن طغج، والوزير حينئذ جعفر بن الفرات، فقلت الأموال على الجند، فكتب جماعة إلى المعز يطلبون منه عسكرا ليسلموا إليه مصر، فنفذ جوهرا في نحو مائة ألف فارس أو أكثر، فنزل بتروجة بقرب الإسكندرية، فراسله أهل مصر في طلب الأمان وتقرير أملاكهم لهم، فأجابهم جوهر، وكتب لهم العهد، فعلم الإخشيدية بذلك، فتأهبوا للقتال، فجاءتهم الكتب والعهود، فاختلفت كلمتهم. ثم أمروا عليهم ابن الشويزاني، وتوجهوا للقتال نحو الجزيرة، وحفظوا الجسور، فوصل جوهر إلى الجيزة، ووقع بينهم القتال في حادي عشر شعبان، ثم سار جوهر إلى منية الصيادين، وأخذ مخاضة منية شلقان، ووصل إلى جوهر طائفة من العسكر في مراكب، وحفظ أهل مصر البلد، فقال جوهر للأمير جعفر بن فلاح: لهذا اليوم خبأك المعز، فعبر عريانا في سراويل وهو في مركب، ومعه الرجال خوضا، فوصلوا إليهم، ووقع القتال، فقتل خلق كثير) من الإخشيدية، وانهزم الباقون، ثم أرسلوا يطلبون الأمان، فأمنهم جوهر، وحضر رسوله ومعه بند أبيض، وطاف بالأمان، ومنع من النهب، فسكن الناس، وفتحت الأسواق، ودخل من الغد جوهر القائد في طبوله وبنوده، وعليه ديباج مذهب، ونزل موضع القاهرة اليوم، واختطها، وحفر أساس القصر لليلته، فأرسل إلى مولاه يبشره بالفتح، وبعث إليه برؤوس القتلى، وقطع خطبة بني العباس، ولبس السواد، وألبس الخطباء البياض، وأن يقال في الخطبة اللهم صل على محمد المصطفى، وعلى علي المرتضى، وعلى فاطمة البتول، وعلى الحسن والحسين سبطي
31 الرسول، وصل على الأئمة آباء أمير المؤمنين المعز بالله. ثم في ربيع الآخر سنة تسع وخمسين أذنوا بمصر ب حي على خير العمل، فاستمر ذلك، وكتب إلى المعز يبشره بذلك، وفرغ من بناء جامع القاهرة في رمضان سنة إحدى وستين، والأغلب أنه الجامع الأزهر. وكان جوهر حسن السيرة في الرعية، ولما مات رثاه جماعة من الشعراء. توفي سنة إحدى وثمانين، وهو على معتقد العبيدية. 4 (الحسن بن محمد بن جعفر بن محمد بن حفص المغازلي الأصبهاني، في المحرم.)) 4 (الحسين بن عمر بن عمران بن حبيش، أبو عبد الله البغدادي، وعنه عبيد الله الأزهري،)) وأبو القاسم التنوخي. وثقه العتيقي. 4 (الحسين بن موسى بن سعيد، أبو علي الخياط المصري. إمام جامع مصر، وعاش تسعا)) وسبعين سنة. 4 (حمدان بن أحمد بن مشارك الهروي، روى عن: أبي إسحاق بن ياسين.)) روى عنه: أبو يعقوب القراب. 4 (حيان القرطبي، أبو بكر الزاهد العابد، من كبار الأولياء، ومن أصحاب أبي بكر بن مجاهد)) الصوفي. توفي بقرطبة في ربيع الأول من السنة. 4 (خلف بن إبراهيم بن عصمة الشبلي النيسابوري. سمع أبا العباس السراج وجماعة.))
32 توفي في جمادى الآخرة. 4 (شريف بن سيف الدولة.)) ) علي بن عبد الله بن حمدان الأمير، أبو المعالي سعد الدولة، ملك حلب ونواحيها بعد أبيه، وطالت أيامه، ثم عرض له قولنج أشفى منه على التلف، ثم تماثل، فواقع جارية فلما فرغ بطل نصفه، فدخل إليه الطبيب فأمر أن يسجر عنده الند والعنبر، فأفاق قليلا، فقال له الطبيب: أرني يدك، فناوله يده اليسرى، فقال: هات اليمين. فقال: ما تركت لي اليمين يمينا. وكان قد خلف وغدر. وتوفي في رمضان، وله أربعون سنة وأشهر، وتولى بعده أبو الفضائل سعد، وبموت سعد انقرض ملك سيف الدولة. 4 (سنان بن محمد الضبعي البصري: لا علم متى توفي.)) لقيه أبو ذر الهروي بعد الثمانين وثلاثمائة، وقال: قرأت عليه من أصل سماعه: ثنا أبو خليفة، فذكر أحاديث. 4 (عبد الله بن أحمد بن حمويه بن يوسف بن أعين.)) أبو محمد السرخسي. سمع سنة ست عشرة وثلاثمائة من الفربري صحيح البخاري، وسمع من عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي كتاب الدارمي، وسمع من إبراهيم بن خزيم الشاشي مسند عبد وتفسيره.
33 روى عنه: أبو ذر عبد بن أحمد الهروي، وأبو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم القراب، ومحمد بن عبد الصمد الترابي المروزي، وعلي بن عبد الله ومحمد بن أحمد بن محمد بن محمود الهرويان، وأبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي. وقال أبو ذر: قرأت عليه وهو ثقة وصاحب أصول حسان. قلت: وله جزء مفيد عد فيه أبواب الصحيح، وعد ما في كل كتاب من الأحاديث، فأورد ذلك الشيخ محيي الدين في مقدمة ما شرح من الصحصيح، وأعلى شيء يروى في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة. وحدث الحموي هذا وقعت لنا المذكورة من طريقه. ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين. وقال القراب: توفي لليلتين بقيتا من ذي الحجة. 4 (عبد الله بن محمد بن بكر بن عبد الرزاق بن داسة، أبو محمد البصري التمار.)) توفي في صفر، وروى عن أبيه صاحب أبي داود. روى عن: أبي بكر محمد بن الحسين بن مكرم، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وخلق.) وعنه أبو ذر الهروي. 4 (عبد الرحمن بن عبد الله المالكي الفقيه.)) أبو القاسم المصري الجوهري. وتوفي بمصر، وهو صاحب مسند الموطأ سمعه من طائفة، منهم أبو العباس بن نفيس المقرئ، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وأبو الحسن بن فهد، وآخرون، وتوفي في رمضان. 4 (عبد الرحيم بن محمد بن حمدون بن نجار الفقيه.)) أبو الفضل النيسابوري البخاري، نسبه إلى جده، وكان من أعيان أصحاب أبي الوليد الفقيه.
34 درس في حياته، وسمع من أبي حامد بن الشرفي، ومكي بن عبدان، وحدث. توفي في جمادى الأولى، وقد توفي والده سنة ثمان وأربعين. 4 (عبد العزيز بن علي بن محمد بن إسحاق بن الفرج.)) أبو عدي المصري، ويعرف بابن الإمام. كان مقرئا مجودا لقراءة ورش لأنها على أبي بكر بن سيف صاحب ابن يعقوب الأرزي. قرأ عليه طاهر بن غلبون، وعبد الجبار بن أحمد الطرسوسي، وإسماعيل بن عمرو الحداد، وأبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، ومكي بن طالب، وأبو عمر الطلمنكي، وأبو العباس محمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس، وغيرهم. وطال عمره وتفرد بعلو هذه الطريق، وقد حدث عن ابن قديد، ومحمد بن زبان. روى عنه يحيى بن الطحان. وقال أبو إسحاق الحبال: توفي لعشر خلون من ربيع الأول. 4 (عبيد الله بن أحمد بن معروف، أبو محمد البغدادي المعتزلي قاضي القضاة.)) ولي بعد أبي بشر عمر بن أكثم، وسمع من يحيى بن صاعد، وابن نيروز، وأبي حامد محمد بن أحمد بن هارون الحضرمي، ومحمد بن نوح وجماعة.
35 ولد سنة ست وثلاثمائة. قال الخطيب: كان من أجلاد الرجال وألباء الناس، مع تجربة وحنكة وفطنة، وبصيرة ثاقبة، وعزيمة ماضية، وكان يجمع وسامة في منظره، وظرفا في ملبسه، وطلاقة في مجلسه، ولباقة في خطابه، ونهوضا بأعباء الأحكام، وهيبة في القلوب قد ضرب في الأدب بسهم، وأخذ من) علم الكلام بحظ. وقال العتيقي: كان مجردا في الاعتزال، ولم يكن له سماع كثير. قلت: روى عنه الحسن بن محمد الخلال، والعتيقي، وعبد الواحد بن شيطا، وأبو جعفر بن المسلمة. ووثقه الخطيب. توفي في صفر، وله شعر رائق، فحل. 4 (عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن)) عوف الزهري، أبو الفضل، بغدادي مسند كبير القدر. سمع: جعفر بن محمد الفريابي، وإبراهيم بن شريك الأسدي وعبد الله بن المخرمي، وعبد الله ابن إسحاق المدائني، ومحمد بن حميد بن المجدر، والبغوي. وعنه: أبو بكر البرقاني، وأبو محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجي، وأبو القاسم التنوخي، وجماعة آخرهم وفاة أبو جعفر بن المسلمة. قال الخطيب كان ثقة، ولد سنة تسعين ومائتين. أخبرني العتيقي قال: سمعت أبا الفضل الزهري يقول: حضرت مجلس الفريابي وفيه عشرة آلاف رجل لم يبق منهم غيري، وجعل يبكي. وذكره الأزجي فقال: شيخ ثقة، مجاب الدعوة.
36 وقال الدارقطني: ثقة صاحب كتاب، وآباؤه كلهم قد حدثوا. توفي في ربيع الأول، وقيل في ربيع الآخر. قلت: وقع لنا من روايته صفة المنافق للفريابي. 4 (عتاب بن هارون بن عتاب بن بشر، أبو أيوب الغافقي الأندلسي من أهل شذونة.)) روى عن أبيه، وحج فسمع من أبي حفص عمر الجمحي، وأبي الحسن الخزاعي، وكان صالحا عابدا. رحل إليه ابن الفرضي فأكثر عنه، وعاش سبعين سنة. 4 (عثمان بن جعفر.)) أبو عمرو الجواليقي البغدادي. حدث في هذه السنة عن عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد بن الباغندي. وعنه أبو العلاء الواسطي، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو طالب العشاري. وثقه العتيقي. 4 (علي بن أحمد بن صالح بن حماد المقرئ القزويني.)) كان فهما بالقراءات. عمر دهرا، وسمع من يوسف بن عاصم الرازي، ومحمد بن مسعود) الأسدي، ويوسف بن حمدان، وأخذ القراءات عن أبي عبد الله الحسين الأزرق، والعباس بن الفضل بن شاذان، ولقي ابن مجاهد ببغداد، وناظره، وأقرأ القرآن ثلاثين سنة. روى: عنه أبو يعلى الحنبلي، ومن قوله نقلت ترجمته، وقال: ولدت سنة ثلاث وثمانين ومائتين. توفي في رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
37 4 (علي بن محمد بن عبيد الله الزهري، أبو الحسن الضرير.)) كان ببغداد، ذكر أنه من ولد عبد الرحمن بن عوف، وأنه سمع من أبي يعلى الموصلي. وعنه: العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، وكان كذابا. 4 (محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان.)) أبو بكر المقرئ الحافظ، مسند أصبهان. طوف الشام ومصر والعراق. وسمع في قريب من خمسين مدينة. سمع: محمد بن نصير بن أبان المديني، ومحمد بن علي الفرقدي، وإبراهيم بن متويه، وطبقتهم بأصبهان، وأول سماعه بعد الثلاثمائة، وسمع أحمد بن الحسن الصوفي، وحامد بن شعيب اللخمي، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وطبقتهم ببغداد، وأبا يعلى بالموصل، وعبدان بالأهواز، وأبا عروبة بحران، ومحمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان، وإسحاق بن أحمد الخزاعي بمكة، وعبد الله بن زيدان البجلي، وعلي بن العباس المقانعي، وعبد الله بن محمد بن مسلم ببيت المقدس، وإبراهيم بن مسرور صاحب لوين بحلب، وأحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر، وسعيد بن عبد العزيز، وأحمد بن هشام بن عمار، ومحمد بن خريم بدمشق، ومحمد بن المعافى بصيدا، ومكحولا ببيروت، وميمون بن هارون بعكا، ومحمد بن عمير صاحب هشام بن عمار، بالرملة، ومضاء بن عبد الباقي بأذنة، وجعفر بن أحمد بن سنان بواسط، ومحمد بن علي بن روح المؤدب بعسكر مكرم، ومحمد بن
38 تمام البهراني، ومحمد بن يحيى بن رزين بحمص، والحسين بن عبد الله القطان الأزدي بالرقة، ومحمد بن محمد بن الأشعث، ومحمد بن زبان، وعلي بن أحمد علان، وأحمد بن عبد الوارث الغسال بمصر، ومحمد بن أبي سلمة بن قوبا بعسقلان، وصنف معجم شيوخه، وسمع شرح الآثار للطحاوي منه، وخرج الفوائد، وجمع مسند أبي حنيفة. روى عنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ، وهما أكبر منه، وحمزة السهمي، وأحمد بن) موسى بن مردود، وأبو نعيم، وأبو طاهر بن عبد الرحيم وإبراهيم بن منصور الكراني سبط بحرويه، ومنصور بن الحسين، وأبو طاهر أحمد بن محمد الثقفي، وأحمد بن محمد بن النعمان، وآخرون. قال أبو طاهر الثقفي: سمعت ابن المقرئ يقول: طفت الشرق والغرب أربع مرات. وقال رجلان: سمعنا ابن المقرئ يقول: مشيت بسبب نسخة المفضل بن فضالة سبعين مرحلة، ولو عرضت على بقال برغيف لم يأخذها. وقال أبو طاهر بن سلمة: سمعت ابن المقرئ يقول: دخلت بيت المقدس عشر مرات، وحججت أربع حجج، واستلمت الحجر في ليلة مائة وخمسين، وأقمت بمكة خمسة وعشرين شهرا، وعن أبي بكر بن أبي علي قال: كان ابن المقرئ يقول: كنت أنا والظبراني وأبو الشيخ في مدينة الرسول عليه السلام، فضاق بنا الوقت، فواصلنا ذلك اليوم، فلما كان وقت العشاء حضرت القبر، وقلت: يا رسول الله الجوع. فقال لي الطبراني: اجلس فإما أن يكون الرزق أو الموت، فقمت أنا وأبو الشيخ، فحضر الباب علوي، ففتحنا له، وإذا معه غلامان بزنبيلين فيهما شيء كثير، وقال: يا قوم شكوتموني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإني رأيته، فأمرني بحمل شيء إليكم. وروى أبو موسى المديني ترجمة ابن المقرئ: نا معمر بن الفاخر، سمعت أبا نصر بن الحسن ابن أبي عمر، سمعت ابن سلامة يقول: قيل
39 للصاحب بن عباد: أنت رجل معتزلي وابن المقرئ محدث، وأنت تحبه، فقال: إنه كان صديق والدي، وقيل مودة الآباء قرابة الأبناء، ولأني كنت نائما، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يقول لي: أنت نائم وولي من أولياء الله على بابك، فانتبهت ودعوت البواب، وقلت: من بالباب قال: أبو بكر بن المقرئ. وقال أبو عبد الله بن مهدي: سمعت ابن المقرئ يقول: مذهبي في الأصول مذهب أحمد بن حنبل وأبي زرعة. قال ابن مردويه: هو ثقة مأمون، صاحب أصول. توفي يوم الاثنين في شوال. وقال أبو نعيم: محدث كبير ثقة، صاحب أصول، سمع ما لا يحصى كثرة، وتوفي عن ست وتسعين سنة.) قلت: وكان الصاحب إسماعيل بن عباد يحترمه، وكان خازن كتب الصاحب، وقد خرجت من معجمه أربعين حديثا عن أربعين شيخا، في أربعين مدينة، سميتها أربعي البلدان لأبي بكر بن المقرئ، وسمعناها. وعند أبي سعيد المدائني حديثه في غاية العلو. مات في شوال. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن عبدة بن سليط السليطي، أبو جعفر النيسابوري.)) عن: أبي بكر الإسفرايني، والشرفي، ومكي بن عبدان، وطبقتهم. وعنه: الحاكم، وانتقى عليه، وأبو يعلى الصابوني، والكنجروذي وجماعة. وحدث أيضا بمكة والعراق. 4 (محمد بن حسين بن شنظير، أبو عبد الله الأموي الطليطلي، والد المحدث أبي إسحاق)) إبراهيم. كان فقيها عارفا بمذهب مالك.
40 روى عن: وهب بن مسرة، ومحمد بن عبد الله بن عيشون، وأبي بكر بن رستم. توفي في المحرم، وكان ابنه غائبا في الرحلة. ولد سنة خمس عشرة وثلاثمائة. 4 (محمد بن خثيم بن ثاقب، أبو بكر البخاري الصفار.)) حدث بصحيح البخاري عن القزويني. توفي بسمرقند في ربيع الأول. 4 (محمد بن سعيد بن قرط، أبو عبد الله بن الصابوني القرطبي.)) سمع من محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن إصبغ، والحسن بن سعد، ورحل فسمع من ابن الأعرابي، وطائفة. وكان رفيق ابن السليم في رحتله، فلما ولي ابن السليم القضاء استعمله على نظر الأوقاف، ثم عزله، وظهرت عليه أمور، ذهب فيها ماله كله، وبقي فقيرا. وقد حدث بيسير في ربيع الأول. 4 (محمد بن عبد الله، أبو الحسن النحوي الوراق، زوج بنت أبي سعيد السيرافي.)) له شرح مختصر الجرمي في النحو، وغير ذلك. 4 (محمد بن عبد الله بن عمرو، أبو جعفر الهروي الفقيه صاحب التفسير.)) 4 (محمد بن علي بن الحسن بن سويد، أبو بكر البغدادي المكتب.)) روى عن: محمد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البغوي، وأبي عروبة، وطائفة كثيرة، وسافر الكثير. روى عنه: أبو بكر البرقاني، وعبيد الله الأزهري، وعلي بن المحسن التنوخي، ووثقه) البرقاني.
41 وقال الأزهري: صدوق، تكلموا فيه بسبب روايته عن أحمد بن سهل الأشناني كتاب قراءة عاصم. توفي في رمضان. 4 (محمد بن القاسم بن أحمد فاذشاه، أبو عبد الله الأصبهاني الشافعي المتكلم الأشعري،)) المعروف بالنتيف. ذكره أبو نعيم فقال: كثير المصنفات في الأصول والفقه والأحكام، ورجل إلى البصرة، وروى عن محمد بن سليمان المالكي، وعلي بن إسحاق المادرائي، وأبي علي اللؤلؤي، وتوفي في شهر ربيع الأول. قلت: ولعله أخذ بالبصرة عن أبي الحسن الأشعري، فإنه أدركه. قال أبو نعيم: كان ينتحل مذهب الأشعري. 4 (محمد بن موسى بن مصباح بن عيسى، أبو بكر القرطبي المؤذن.)) سمع أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وجماعة، فسمع من الأعرابي، والمصريين، وكان متهجدا بكاء. 4 (محمد بن يبقى بن زرب بن يزيد، أبو بكر القرطبي الفقيه المالكي.)) سمع: قاسم بن إصبع، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم، وجماعة، وتفقه عند اللؤللؤي وغيره. وكان أحفظ أهل زمانه لمذهب مالك. كان القاضي أبو بكر محمد بن السليم يقول له: لو رآك ابن القاسم لعجب منك.
42 ولما توفي ابن السليم ولي ابن يبقى على قضاء الجماعة في سنة سبع وستين، وإلى أن مات، وإليه كانت الصلاة والخطابة. وصنف كتاب الخصال في مذهب مالك عارض به كتاب الخصال لابن كاديس الحنفي، فجاء في غاية الإتقان، وله كتاب الرد على ابن مسرة. وكان الحاجب ابن أبي عامر يعظمه ويجلسه معه، ولما توفي أظهر ابن أبي عامر لموته غما شديدا. توفي في رمضان، وكان مع فقهه بصيرا بالعربية والحساب، مشكور السيرة، رئيسا، كثير المحاسن. 4 (محمد بن يوسف بن محمد بن دوست العلاف، أبو بكر البغدادي.)) ) سمع أبا القاسم البغوي، وعبد الملك بن أحمد الدقاق. وعنه: أبو محمد الخلال، وأبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله. وقال أحمد بن محمد العتيقي: هو صالح ثقة. قلت: وتم بمجلس يرويه أبو اليمن الكندي هو لأبي علي عبد الله، ولد هذا، لا له. 4 (مظفر بن الحسن بن المهند، أبو الحسن السلماسي.)) روى عن أحمد بن جوصا، وأبي بكر بن زياد النيسابوري. روى: عنه ابنه مهند، وأبو العباس النشري، وأحمد بن جرير السلماسي. 4 (معاذ بن محمد بن يعقوب، أبو القاسم الزاهد.)) توفي في جمادى الآخرة.
43 4 (منير الصقلبي الخادم.)) غلام الوزير يعقوب بن كلس، ولي إمرة دمشق، فقدمها من مصر سنة ثمان وسبعين، فلما كان في هذا العام أحد وثمانين، قدم بزال من طرابلس في رمضان، فانهزم منير وطلب الجبال، وقصد جوسية، ثم حلب، فأسره رجل من العرب، وأتى به دمشق، وقد قدمها منجوتكين التركي نائبا، فأركب منيرا على جمل وطافوا به في البلد، وقرن معه قرد، ثم أرسل إلى مصر، فعفا عنه العزيز العبيدي. 4 (هارون بن عتاب بن بشر، أبو أيوب الشذوني الغافقي الأندلسي.)) رحل إلى المشرق، وسمع من أبي بكر الأنماطي، والصنجي وأبي محمد الطوسي، وبمصر من القيسي. قال النفزي: ما كان بالأندلس أفضل منه، وكان مالكي المذهب. 4 (يعقوب بن موسى، أبو الحسين الأردبيلي.)) سكن بغداد، وحدث بسؤآلات البرذعي، عن أبي زرعة، عن أحمد بن طاهر النجم عن البرذعي. روى عنه: الدارقطني مع تقدمه، وأبو بكر البرقاني، ووثقه، وكان فقيها شافعيا.
44 وفيها خلع الطائع نفسه مكرها، وبايعوا القادر بالله أحمد بن إسحاق بن المقتدر بالله.
45 ((وفيات سنة اثنتين ومائتين وثلاثمائة.)) 4 (أحمد بن أبان بن سيد،)) ) أبو القاسم الأندلسي اللغوي، صاحب شرطة قرطبة، وكان مقدما في علم اللغة، بارعا، سريع الكتابة. صنف كتاب العالم في اللغة مائة مجلدة على الأجناس، وتوفي في هذا العام. روى عن: أبي علي القالي كتاب النوادر: وروى عن سعيد بن عامر الإشبيلي كتاب الكامل أخذ عنه أبو القاسم الأقليلي وغيره أحمد بن بندار بن محمد بن عبد الله بن مهران أبو زرعة العبسي الأستراباذي الفقيه، قاضي أستراباذ. كتب بأردبيل عن حفص بن عمر بن زبله الحافظ، ودرس الفقه ببغداد على أبي علي بن أبي هريرة، فيما يقال. 4 (أحمد بن عبيد الله بن علي، أخو القائم محمد بن المهدي.))
47 مات في القعدة بمصر، وصلى عليه ابن ابن ابن أخيه العزيز صاحب مصر. وورخه القفطي، وله أربعة أخوة ماتوا قبله بمدة. 4 (أحمد بن عتبة بن مكين، أبو العباس الدمشقي الجوبري المطرز الأطروش.)) روى عن: عبد الله بن عتاب بن الزفتي، ومحمد بن خريم، وسعيد بن عبد العزيز، وأبي الجهم بن طلاب، وخلق سواهم. وعنه: عبد الوهاب بن الحبان، وعلي بن السمسار، وجماعة. قال الكتاني: كان ثقة نبيلا. 4 (أحمد بن علي بن عمر، أبو الحسين البغدادي المشطاحي.)) روى عن طبقة البغوي. وعنه: أبو طاهر بن سعدون الموصلي، وكان ثقة. 4 (أحمد بن محمد بن رجاء القاضي، أبو حامد السرخسي.)) توفي في شوال. 4 (أحمد بن ثابت، أبو العباس الشيرازي الحافظ.)) حدث بدمشق عن القاسم بن القاسم السياري، وعبد الله بن جعفر بن فارس الأصبهاني، والحسين بن عبد الرحمن الرامهرمزي، وجماعة. وعنه: أبو نصر الإسماعيلي، وأبو عبد الله الحاكم، وتمام الرازي.
48 قال الحاكم: جمع من الحديث ما لم يجمعه أحد، وصار له القبول بشيراز، بحيث يضرب به المثل.) وقال الدارقطني: أحمد بن منصور الشيرازي، أدخل بمصر، وأنا بها، أحاديث على جماعة من الشيوخ. قلت: ذكر يحيى بن منده ما يدل على أن الذي دخل مصر، وأدخل على شيوخها رجل آخر، اسمه: أحمد بن منصور. وقال: كانا أخوين، والغلط في اسمه. وعنه أبي العباس صاحب الترجمة، قال: كتبت عن الغزالي ثلاثمائة ألف حديث. وقال الحسين بن أحمد الصفار الشيرازي: لما مات أحمد بن منصور الحافظ، جاء إلى أبي رجل فقال: رأيته في النوم، وهو في المحراب واقف، في جامع شيراز، وعليه حلة، وعلى رأسه تاج مكلل بالجوهر، فقلت: ما فعل الله بك قال: غفر لي وأكرمني، وأدخلني الجنة، فقلت: بماذا قال: بكثرة صلاتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم. 4 (الحسن بن عبد الله بن سعيد، أبو أحمد العسكري الإمام الأديب.))
49 سمع من: عبدان الأهوازي، وأحمد بن يحيى بن زهير التستري، وأبي القاسم عبد الله البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وأبي بكر بن دريد، وإبراهيم بن عرفة نفطويه، ومحمد بن جرير الطبري، والعباس بن أبي الوليد بن شجاع الأصبهاني، وجماعة. روى عنه: أبو بكر أحمد بن جعفر اليزدي الأصبهاني، وأبو الحسن علي بن أحمد النعيمي، وأبو سعد الماليني، وأبو الحسين محمد بن الحسن الأهوازي، وأبو بكر محمد بن أحمد الوادعي، وعبد الواحد بن أحمد الباطرقاني، وأحمد بن محمد بن زنجويه، ومحمد بن منصور بن حيكان التستري، وعلي بن عمر الايذحي، وأبو سعيد الحسن بن علي بن بحر التستري السقطي، وآخرون. وقال فيه السلفي: كان من الأئمة المذكورين بالتصرف في أنواع العلوم، والتبحر في فنون الفهوم، ومن المشهورين بجودة التأليف، وحسن التصنيف، ومن جملة تصانيفه الحكم والأمثال، وكتاب التصحيف وكتاب الأرواح وكتاب الزواجر والمواعظ، وبقي حتى علا به السن، واشتهر في الآفاق، انتهت إليه رئاسة التحديث والإملاء للآداب، والتدريس بقطر خوزستان، وكان يملي بالعسكر وتستر ومدن ناحيته. قلت: أخبرنا بنسبه أبو علي بن الخلال، أنا جعفر، أنا السفلي، أنا أبو الحسين بن الطيوري، أنا أبو سعيد الحسن بن علي السقطي بالبصرة، ثنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد بن) إسماعيل بن زيد بن حكيم العسكري إملاء سنة ثمانين وثلاثمائة بتستر. قال السفلي: فذكر مجالس من أماليه هي عندي، ولما توفي أبو أحمد رثاه الصاحب إسماعيل بن عباد، وأنشده:
50 * قالوا: مضى الشيخ أبو أحمد * وقد رثوه بضروب الندب. * * فقلت: ماذا فقد شيخ مضى * لكنه فقد فنون الأدب. * ووفاته بخط أبي حكيم أحمد بن إسماعيل بن فضلان العسكري اللغوي في يوم الجمعة، لسبع خلون من ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. 4 (سليمان بن عبد الرحمن بن سليمان بن معاوية، أبو أيوب الجمحي القرطبي المؤذن،)) المعروف بابن العجل. روى عن: قاسم بن إصبغ، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، ومحمد بن معاوية. كتبت عنه غير واحد. توفي سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين. 4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن يعقوب، أبو القاسم النسائي الفقيه الشافعي.)) حدث ببغداد سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، فسمع منه أحمد بن جعفر الختلي، وأبو القاسم عبد الله بن الثلاج، وكان قد سمع من الحسن بن سفيان مسنده، وبه ختم الرواية عن الحسن. وسمع مسند ابن راهويه من عبد الله بن شيرويه عنه، وسمع بالعراق من محمد بن محمد الباغندي وطبقته. روى عنه: الحاكم وغيره. وقال الخطيب: قال الحاكم: توفي في شوال سنة اثنتين وثمانين بنسا. وعندي في تاريخ الحاكم أنه توفي سنة أربع وثمانين، والله أعلم.
51 قال: وكان شيخ العدالة والعلم بنسا، وعاش نيفا وتسعين سنة. فيه: ومحمد بن عبد الله بن محمد بن شيرويه المذكور في سنة ثمانين ختم حديث الحسن بن سفيان. 4 (عبد الله بن عثمان بن محمد بن علي بن بيان، أبو محمد الصفار. بغدادي ثقة.)) سمع إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، والمحاملي، وجماعة. وعنه: أحمد بن محمد العتيقي، والحسن بن محمد الخلال، وأب القاسم التنوخي. 4 (عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن نصير بن عبد الوهاب بن عطاء بن واصل، أبو سعيد)) ) القرشي الرازي. حج وسافر إلى مصر والشام وجاور وأقام بنيسابور مدة، فصحب الزاهد أبا علي الثقفي، وحدث عن محمد بن أيوب الرازي بن الضريس، ويوسف بن عاصم. وخرج في آخر عمره إلى مرو، ثم إلى بخارى فتوفي بها في هذه السنة. وله أربع وتسعون سنة. ترجمه الحاكم، وروى عنه هو، ومحمد بن الحسن الكنجروذي، وأبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني، ومحمد بن عبد العزيز المروزي. وقد سمع بدمشق من ابن جوصا، وببغداد من ابن صاعد. قال الحاكم: ولم يزل كالريحانة عند مشايخ التصوف ببلدنا. قلت: هو آخر من روى في الدنيا عن ابن الضريس، وقع لنا حديثه
52 بعلو، ورواياته مستقيمة، ولم أر أحدا ضعفه، لكن يكون سماعه عن ابن الضريس وهو ابن خمس سنين، على ما ضبطه الحاكم، من سنة انتهى إليه علم الإسناد في وقته بخراسان. 4 (عبد الصمد بن محمد بن إبراهيم، أبو حاتم المقرئ، خطيب مدينة أستراباذ ومقرئها.)) روى عن: أبي نعيم بن عدي، والحسن بن حمويه. وعنه: أبو سعيد الإدريسي. 4 (عبد الواحد بن أحمد بن القاسم، أبو بكر الزهري النيسابوري الواعظ المتكلم، ويعرف بابن)) أبي الفضل. سمع: أبا حامد بن بلال، وأبا بكر القطان، والمحبوبي، وطائفة. قال الحاكم: سمع معنا الكثير، وكان يصوم الدهر، ويختم القرآن في يومين. توفي في ربيع الأول بنيسابور، رحمه الله تعالى. 4 (عبد الواحد بن محمد بن شاه الشيرازي الصوفي، أبو الحسن، نزيل نيسابور.)) حدث عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وأبي روق الهزان، وطبقتها. وصحب الزهاد زمانا، وحدث بعد الثمانين، ولا أعلم متى مات. 4 (عمر بن أحمد بن هارون، أبو حفص الآجري البغدادي المقرئ.)) سمع أبا عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبا بكر بن زياد النيسابوري، وإسماعيل الوراق وغيرهم. وعنه: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وجماعة. قال الخطيب الحافظ: كان ثقة صالحا) دينا.
53 4 (علي بن مكي بن علي بن حسين، أبو الحسن الهمذاني الحلاوي.)) روى عن عبد الرحمن الجلاب، وأبي جعفر بن عبيد، ومحمد بن خيران. رحل إلى بغداد فأدرك الخلدي، وأبا سهل بن زياد، وكان حافظا فهما. توفي في ذي القعدة. روى عنه: محمد بن عيسى، وحمد بن سهل المؤدب، وعبد الله بن محمد الحواري، وأحمد بن المأمون، وجماعة. 4 (محمد بن عبد الله بن عمر بن خير، أبو عبد الله القيسي القرطبي البزاز.)) سمع أحمد بن خالد الحباب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس، وجماعة، وحج سنة اثنتين وثلاثين، فسمع من ابن الأعرابي، وعبد الملك بن بحر الجلاب، ومحمد بن الصموت، ثم رحل ثانيا. وكان صدوقا إن شاء الله ضابطا، وقد اتهم بمذهب ابن مسرة، ولم يصح عنه. توفي في المحرم، وقل من كتب عنه. 4 (محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن يحيى، أبو عمر بن حيويه الخزاز، من كبار)) محدثي بغداد. سمع: محمد بن الباغندي، ومحمد بن خلف بن المرزبان، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وأبا القاسم التنوخي البغوي، وخلقا يطول ذكرهم.
54 وعنه: أبو بكر البرقاني، أبو الفتح بن أبي الفوارس والعتيقي، والخلال، وعلي بن المحسن التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وآخرون. قال الخطيب: كان ثقة، كتب طول عمره، روى المصنفات الكبار، ومولده سنة خمس وتسعين ومائتين. حدثني أبو القاسم الأزهري قال، كان ابن حيويه مكثرا، وكان فيه تسامح، وربما أراد أن يقرأ شيئا، ولا يكون أصله قريبا منه فيقرأه من كتاب الحسن بن الرزاز، لثقته بذلك الكتاب، وكان مع ذلك ثقة. قال: وسألت البرقاني عنه، فقال: ثبت حجة. وقال العتيقي: توفي في ربيع الآخر. 4 (محمد بن عبد الرحيم بن أحمد بن إسحاق، أبو بكر الأزدي الكاتب، بغدادي ثقة.)) سمع البغوي، وابن صاعد. روى عنه: ابنه علي، وأبو محمد الخلال التنوخي. 4 (محمد بن علي بن محمد بن شنبويه الأصبهاني، أبو بكر الغزال الكوسج.)) ) سمع علي بن محمد بن مهرويه القزويني. روى عنه: أبو نعيم. 4 (محمد بن الفضل بن علي، أبو الحسن الحربي الناقد.)) سمع أبا القاسم البغوي، وابن صاعد. روى عنه: أبو القاسم عبيد الله الأزهري ووثقه. 4 (محمد بن محمد بن سمعان، أبو منصور الحيري النيسابوري المذكر، نزيل هراة.))
55 وسمع أبا العباس السراج، ومحمد بن المسيب الأرغياني، ومحمد بن أحمد بن عبد الجبار الفسوي الرياني، وغيرهم. روى عنه: الحاكم، وأبو يعقوب القراب، وجماعة آخرهم موتا أبو عمر عبد الواحد المليحي. أقام بهراة أربعين سنة، وتوفي في رجب من السنة. 4 (محمد بن يوسف بن يعقوب الرقي.)) توفي فيها. وقد ذكر في المتوفين قريبا.
56 ((وفيات سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.)) 4 (أحمد بن إبراهيم بن محمد العلامة البغولني النيسابوري الحنفي الزاهد، شيخ أهل الرأي في)) عصره وزاهدهم. أفتى ودرس نحوا من ستين سنة، وكتب الحديث بنيسابور والعراق وبلخ وترمذ، وحدث. ترجمه الحاكم وقال: مات في رمضان واجتمع الخلق الكثير لجنازته. 4 (أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان بن حرب بن مهران، أبو بكر البغدادي)) البزاز. سمع أبا القاسم البغوي، والحسين بن محمد بن عفير، وأحمد بن محمد بن المغلس، ويحيى بن صاعد، وأبا بكر بن دريد، وطائفة بالعراق ومصر والشام، فسمع بدمشق أحمد بن سليمان بن زبان الكندي.
57 روى عنه: رفيقه الدارقطني، وابناه أبو علي الحسن، وعبد الله ابنا أبي بكر، والحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وخلق سواهم. وكان يتجر في البز إلى مصر. قال الخطيب: كان ثقة ثبتا، كثير الحديث. ولد في شهر ربيع الأول سنة ثمان وتسعين ومائتين وأول سماعه سنة ثلاث وثلاثمائة. قال أبو ذر الهروي ما رأيت ببغداد في الثقة مثل القواس، وبعده أبو بكر بن شاذان، فقال لأبي) ذر وراقه: ولا الدارقطني إمامه. وقال عبيد الله الأزهري: وسمعت أبا بكر بن شاذان يقول: جاءني بجزء فيه سماعي من محمد بن محمد الباغندي سنة تسع أو عشر وثلاثمائة، ولم يكن لي منه نسخة فلم أحدث به. توفي في شوال. قال الأزهري: كان ابن شاذان ثبتا حجة. 4 (أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن كنانة، أبو عمران بن العنان اللخمي القرطبي.)) سمع من أحمد بن خالد الحباب، وابن أيمن، ومحمد بن قاسم، وحج، فسمع من ابن الأعرابي، وأحمد بن مسعود الزبيري. سمع الناس منه كثيرا، وحدث عنه محمد بن السليم القاضي في حياته. قال ابن الفرضي: كان ثقة، خيارا، وضابطا لما كتب، جيد التقييد، وكان من أوثق من كتبنا عنه، قال لي: ولدت سنة تسع وتسعين ومائتين، وتوفي وأنا بالمشرق. 4 (أحمد بن جعفر بن الحسن البلدي الواعظ.)) قدم دمشق، وحدث بها عن أبي يعلى الموصلي، ومحمد بن صالح بن ذريح العكبري، وغيرهما. وعنه: تمام الرازي، وأبو نصر بن الحبان، ومكي بن الغمر.
58 قال ابن الأكفاني: توفي سنة ثلاث وثمانين. قلت: لعلها: وستين، فتصحفت. 4 (أحمد بن عمر بن الرويح. سمع أبا القاسم البغوي، وابن صاعد.)) وعنه: أبو طاهر بن عبد الرحيم الكاتب، وأحمد بن محمد العتيقي، ولينه. 4 (أحمد بن عمر بن يزيد، أبو العباس الدوغي الوكيل، من شيوخ همدان.)) روى عن جده محمد بن ينال، وعبد الرحمن بن أحمد بن عباد، ومحمد بن عبد الله بلبل، وإبراهيم بن محمد بن يعقوب، والحسن بن نصر الطوسي، وجماعة. وروى عنه: عبد الرحمن بن الليث، ومحمد بن عيسى، وعلي بن أحمد بن عطية، ويحيى بن علي أبو طالب العسكري، وأبو سعد يحيى بن أحمد الرازي، وكان حافظا لجنس هذا الشأن. توفي في ثامن المحرم. 4 (أحمد بن محمد عبد الله، أبو عمرو الزودي الخراساني الأديب، من شيوخ الحاكم.)) 4 (أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو سعيد النيسابوري الجوري المزكي الفقيه.)) ) توفي عن نيف وتسعين سنة.
59 سمع إبراهيم بن محمد بن شيبان الفقيه، وأبا العباس السراج، وأبا بكر بن خزيمة، وعبد الرحمن، بن الحسين وأبا نعيم بن عدي، وابن شنبوذ المقرئ ومكي بن عبدان. وقد درس وأفتى زمانا على مذهب أبي حنيفة. روى عنه: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وجماعة. وكان يقال له الجوري. توفي في رمضان، وآخر من حدث عنه أبو سعد الكنجروذي. 4 (أحمد بن محمد بن حمويه، أبو الوفاء النيسابوري المزكي، وكان أبوه من كبار فقهاء)) نيسابور، وهو من كبار الشهود. سمع إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، والعباس السراج، وابن خزيمة. وحدث في آخر عمره، وتوفي في ربيع الآخر، وله ثلاث وتسعون سنة. روى عنه: الحاكم، وغيره. 4 (أحمد بن محمد بن إسحاق، أبو علي النيسابوري.)) حدث ببغداد عن أبي حامد بن الصوفي، ومكي بن عبدان. روى عنه: أبو بكر محمد بن عبد الملك بن بشران، وأبو القاسم التنوخي. وكان من فقهاء الحنفية وثقاتهم. 4 (إسحاق بن حمشاد، أبو يعقوب النيسابوري، الزاهد الواعظ، شيخ الكرامية ورأسهم)) بنيسابور. قال الحاكم أبو عبد الله: يقال إنه أسلم على يديه أكثر من خمسة آلاف نفس، وكان من العباد المجتهدين. قال: ولم أر جمعا مثل جمع جنازته،
60 ما أظن أنه تخلف عنه أحد، وأطنب الحاكم في وصفه، مما يدل على أنه من الكرامية، كما عظم في تاريخه محمد بن كرام. مات في رجب. 4 (جعفر بن عبد الله بن يعقوب الفناكي، أبو القاسم الرازي.)) روى عن: محمد بن هارون الروياني مسنده، وسمع عبد الرحمن بن أبي خلف حاتم، وجماعة. قال أبو يعلى الخليلي: موصوف بالعدالة وحسن الديانة، وهو آخر من روى عن الروياني، ثم ذكر وفاته في هذه السنة.) روى عنه: أبو القاسم هبة الله اللالكائي، وأبو أفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي المقرئ. أخبرنا إسماعيل بن الفرا، أنا عبد الله بن أحمد الفقيه سنة ست عشرة وستمائة، أنا محمد بن عبد الباقي، أنا أحمد بن علي الطريثيثي، أنا هبة الله بن الحسن الحافظ، ثنا جعفر بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن يعقوب، ثنا محمد بن هارون الروياني، ثنا أبو كريب، ثنا يحيى، عن أبي بكر، عن الأعمش، عن خثيمة قال: مر على خالد بن الوليد بزق خمر، فقال: أي شيء هذا فقالوا: خل. فقال: جعله الله خلا، فنظروا فإذا هو خل، وقد كان خمرا. وهذا إسناد صحيح. 4 (تمام بن عبد الله بن تمام، أبو تمام أبو غالب المغازي الطليطلي.)) حج وسمع من ابن الأعرابي، وجماعة، ومن أبي الحسن بن أبي عياش، حدثه بغزة عن الطهراني، عن عبد الرزاق. كتب عنه جماعة.
61 4 (ثقف الحبشي.)) من كبار مشايخ الصوفية، سافر ولقي المشايخ، وصار خادم دويرة الرملة، وكان حسن التعهد للفقراء، ثم جاور بالحرم، وبه مات. من كلامه: الحر من يوجب على نفسه خدمة الأحرار، والغني من لا يرى لنفسه على أحد منة، ولا يرى لنفسه استغناء عن أحد. 4 (جعفر بن محمد بن علي، أبو محمد الطاهري البغدادي، من ولد عبد الله بن طاهر الأمير.)) حدث عن: أبي القاسم البغوي، وابن صاعد. وعنه: أحمد بن محمد العتيقي العشاري. ووثقه الخطيب. وهو ابن محمد بن علي بن حسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن مصعب بن رزيق بن محمد بن عبد الله بن طاهر. 4 (الحسن بن أحمد بن سعيد، أبو علي المالكي المؤذن.)) ولد سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وسمع ببغداد أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأبا عمر القاضي. وعنه: العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، وقال: ثقة. 4 (حضرمي بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي البتلهي أبو الحسين)) الدمشقي. 4 (زياد بن محمد بن زياد بن الهيثم، أبو العباس الجرجاني.)) )
62 سمع الداركي، ومحمد بن أحمد بن عمرو الأبهري. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ. توفي في جمادى الأولى. 4 (سعيد بن القاضي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الأصبهاني العسال، أبو محمد.)) روى عن محمد بن علي الجارود، وعلي بن رستم. وعنه: أبو نعيم. 4 (صفر بن عبد الله، أبو عبد الله الهمذاني الخفاف. الرجل الصالح.)) روى عن: عبد الرحمن بن حمدان الخلال، وأحمد بن عبيد، وجماعة. روى عنه: محمد بن عيسى، ومحمد الزجاج، وغيرها. 4 (طاهر بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم البغدادي، أبو عبد الله الكاتب.)) سمع: أبا حامد الحضرمي، وأحمد بن القاسم الفرائضي، ومحمد بن عبد الله المستعيني. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو سعد الكنجروذي، وغيرهما. مات بنيسابور. معدود في فقهاء الشافعية. قال ابن الصلاح: هو فيما أحسب، والد الأستاذ منصور بن عبد القاهر. 4 (ظفر بن إبراهيم بن ظفر، أبو القاسم البصري الزهيري.))
63 4 (عبد الله بن عطية بن حبيب، أبو محمد المقرئ المفسر المعدل. دمشقي.)) قرأ على أبي الحسن محمد بن النضر بن الأخرم، وجعفر بن أبي داود، وحدث عن ابن جوصا، وعلي بن عبد الله الحمصي، وأبي علي الحضائري. روى عنه: أبو محمد بن أبي نصر، وطرفة الحرستاني، وعبد الله بن سوار العنسي، وأبو نصر بن الجبان. وكان إمام مسجد باب الجابية. قال عبد العزيز الكتاني: توفي في شوال. قال: وكان يحفظ، فيما يقال، خمسين ألف بيت من الشعر في الاستشهاد على معاني القرآن وغيره، وكان ثقة. ثنا عنه: علي بن الحسن الربعي، وغيرهما. 4 (عبد الله بن محمد بن القاسم بن حزم، أبو محمد الأندلسي القلعي رحال جوال.)) سمع: أبا القاسم علي بن أبي العقب، وجماعة بدمشق، وأبا بكر الشافعي، وأبا علي بن الصواف ببغداد، وإبراهيم بن علي الهجيمي بالبصرة، وأبا جعفر بن دحيم بالكوفة، وعبد الله ابن الورد بمصر، وذهب إلى ابن مسرة الأندلسي.
64 روى عنه أبو الوليد بن الفرضي، وكان شيخا جليلا زاهدا شجاعا مجاهدا، ولاه المستنصر) بالله الحكم القضاء، فاستعفاه، فأعفاه منه، وكان فقيها صلبا في الحق، ورعا، وربما كانوا يشبهونه بسفيان الثوري في زمانه، وكان ثقة مأمونا، أخذ الناس عنه الكثير، وبلغنا أنه كان يقف وحده للفئة من المشركين. توفي بقلعة أيوب في ربيع الآخر، وله ثلاث وستون سنة. قال ابن الفرضي: سمعت منه علما كثيرا وسمع منه شيوخنا: أحمد بن عون، وعباس بن إصبع، وابن مفرج القاضي، ونفع الله به عالما كثيرا، وكانت الرحلة إليه. 4 (عبد السلام بن الحسين.)) أبو غالب المأموني. شاعر محسن مفلق، بغدادي، شريف جليل. مدح الصاحب بن عباد، ورؤساء نيسابور وبخارى، وكان يسمو بهمته إلى الخلافة. أخذ عنه الثعالبي وفخمه وأرخه. 4 (عبد الصمد بن أحمد بن خنبش، أبو الفتح الخولاني الحمصي.)) سمع: خيثمة بن سليمان، وعثمان بن محمد السمرقندي، وأحمد بن بهزاد السيرافي، وأبا سهل بن زياد، ورحل إلى مصر والعراق، وحكى عن أبي بكر الصنوبري. كتب عنه: عبد الغني بن سعيد، وحدث عنه أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وأبو علي بن وشاح الزينبي، وجماعة.
65 وله شعر حسن. حدث في شوال من هذه السنة. 4 (عبيد الله بن محمد بن علي بن زياد، أبو محمد الجرادي الكاتب، بغدادي فاضل.)) حدث عن: أبي القاسم البغوي، وأبي حامد الحضرمي، وأبي بكر بن دريد. وعنه: هلال الطيبي المؤدب، وأبو القاسم التنوخي، ومحمد بن علي العشاري، وغيرهم. توفي سنة ثلاث وقيل سنة أربع وثمانين. 4 (علي بن حسان بن القاسم، أبو الحسن الجدلي الدممي، ودمما قرية دون الفرات. شيخ مسن.)) روى عن محمد بن عبد الله الحضرمي مطين. روى عنه: أبو خازم محمد بن الفراء، وأبو القاسم علي بن المحسن، وأبو عبد الله الصيرمي، والقاضي أبو الحسن محمد بن إسحاق القهستاني شيخ أبي صادق مرشد. قال أبو خازم بن الفراء: تكلموا فيه. توفي في آخر سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة. قلت: وقع لنا قطعة من مسند علي بن مطين من طريقه. 4 (مجاهد بن إصبغ بن حسان بن جرير، أبو الحسن الأندلسي البجاني.))
66 سمع الواضحة من سعيد بن فحلون، وتفسير يحيى بن سلام من علي المري، وكتب الناس عنه) كثيرا. قال ابن الفرضي: قرأت عليه شيوخ غريب الموطأ لابن حبيب، وكتاب طبقات الفقهاء وكتاب فساد الزمان له، وكان شيخا صالحا طاهرا. وقال: ولدت سنة خمس وثلاثمائة. 4 (محمد بن أحمد بن الحسن بن سعيد، أبو بكر الهاشمي الجرجاني الوراق.)) سمع أبا يعقوب البحري إسحاق بن إبراهيم، وعبد الله بن عدي الحافظ بجرجان، ومحمد بن عبد الله الصفار، ومحمد بن يعقوب الأصم بنيسابور. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وقال: ما رأيت وراقا أسرع يدا منه، ولا أصح خطأ منه، لكنه تغير بآخره وخلط. 4 (محمد بن إسحاق بن محمد، أبو عبد الله الكيساني القزويني.)) سمع الكثير من عبد الرحمن بن أبي حاتم. 4 (محمد بن حامد، أبو بكر البخاري الحنفي، شيخ أهل الرأي وفقيههم ببخارى وأعلمهم)) وأزهدهم، وألزمهم لشمائل السلف. روى عن الهيثم الشاشي، وعبد الله الكلاباذي، وغيرهما. وعنه: الحاكم. أغلق البلد لموته ثلاثة أيام. 4 (محمد بن صالح بن محمد بن سعد بن نزار، أبو عبد الله القحطاني الأندلسي الفقيه المالكي.))
67 سمع: بكر بن حماد التاهرتي، وإسماعيل الصفار، وأبا سعيد بن الأعرابي وخيثمة الأطرابلسي، وجماع، ورحل إلى المشرق، وحج. روى عنه: الحاكم، وأبو القاسم بن حبيب المفسر، وأبو سهل محمد بن نصرويه، والمروزي. وتوفي ببخارى في رجب. 4 (محمد بن العباس، أبو بكر الخوارزمي الشاعر المشهور، ويقال له الطبرخزي لأن أباه من)) خوارزم وأمه من طبرستان، فركبوا له من الإسمين نسبة. وقيل: إنه ابن أخت محمد بن جرير الطبري، وكان مشارا إليه في عصره. له ديوان شعر، وديوان رسائل. فمن شعره: * قامت تودعني بالأدمع * والصمت بين يد منها وبين فم.) * (البين أخرسها والبين أنطقها * هذه حالة في الناس كلهم. * * قد طال ما انهزمت عنا السيوف فلا * تحاربينا بجيش الورد والغنم. * * لم يبق في الأرض لي شيء أهاب له * فهل أهاب انكسار الجفن ذي السقم. * * أستغفر الله من قولي، غلطت بلى * أهاب شمس المعالي مقصد الأمم. * * كان لحظك من سيف الأمير ومن * حتم القضاء ومن عزمي ومن كلمي. * وهي قصيدة طويلة طنانة، وقد تنقل في البلاد، ومدح الملوك، وأقام بحلب مدة، ثم سكن نيسابور.
68 وقال الحاكم في تاريخه: كان وأحد عصره في حفظ اللغة والشعر، وكان يذاكرني بالأسماء والكنى، حتى يحيرني حفظه. سمع من إسماعيل الصفار وأقرانه. ومن شعره: * بآمل مولدي وبنو جرير * فأخوالي ويحكي المرء خاله. * * فغيري رافضي عن تراث * وهأنا رافضي عن كلاله. * وله: * مضت الشبيبة والحبيبة فالتقى * دمعان في الأحشاء يزدحمان. * * ما أنصفتني الحادثات رمينني * بمودعين وليس لي قلبان. * 4 (محمد ابن المحدث أبي عمرو عثمان بن أحمد بن السماك، أبو الحسين البغدادي.)) سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وجماعة. روى عنه: عبيد الله الأزهري، ووثقه الخطيب. 4 (محمد بن عدي بن علي بن عدي بن زهير، أبو بكر المنقري البصري الذي روى سؤالات)) عبيد الآجري: أنا داود السجستاني عن أبي عبيد الآجري. روى عنه هذا الكتاب بالإجازة أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي. وتوفي في ذي الحجة. 4 (محمد بن عمر بن أدهم الجياني، أبو عبد الله.)) سمع بقرطبة من قاسم بن إصبغ، وبمكة من ابن الأعرابي، وابن الورد، وابن جامع السكري.
69 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عيسى، أبو بكر الأصبهاني السمسار.)) سمع بفسا علي بن الحسين بن معدان، عن إسحاق بن راهويه. وعنه: أبو نعيم. 4 (نصر بن محمد بن أحمد بن يعقوب بن منصور بن أبي نصر الطوسي العطار الحافظ.)) ) ولد في حدود سنة عشر وثلاثمائة، وسمع بنيسابور أبا محمد عبد بن الشرفي، وأبا حامد بن بلال، وأبا بكر محمد بن الحسين القطان، والليث بن محمد المروزي، ورحل إلى بغداد، فسمع أبا عبد الله المحاملي، وابن مخلد، وطبقتهما، وبالكوفة أبا العباس بن عقدة، وبمكة ابن الأعرابي، وبدمشق أبا علي الحضايري، وابن زبان الكندي، وبمصر محمد بن وردان العامري، وعمر بن الربيع بن سليمان، وبالرملة الربيع بن سلامة، وبحلب محمد بن زيد، وبمنبج أحمد بن يوسف، وبحران أبا علي محمد بن سعيد الحافظ وخلقا سواهم. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الله السلمي، وأبو سعيد محمد بن علي النقاش، وأبو نعيم، وأبو سعد الكنجروذي. قال الحاكم: هو أحد أركان الحديث بخراسان، مع ما يرجع إليه من الزهد والسخاء، والتعصب لأهل السنة. أول رحلته إلى مرو إلى الليث، ولم يخلف يوم مات بالطابران أحسن حديث منه، وأما في علوم الصوفية وأخبارهم ولقي شيوخهم وكثرة مجالستهم، فإنه توفي ولم يخلف بخراسان مثله في التقدم واللقي. قلت: صحب الشبلي، وتوفي في المحرم، رحمه الله.
70 4 (يحيى بن أحمد بن محمد بن حسن، أبو عمرو المخلدي النيسابوري.)) كان فقيها عابدا إماما، من كبار الشافعية، كثير التلاوة. حدث عن: مؤمل بن الحسن الماسرجسي، وابن الشرفي، ومكي بن عبدان، ورحل إلى الشام مع أبي بكر بن مهران، بعد الثلاثين وثلاثمائة ن فسمعا منه معا. وروى عنه الحاكم، وقال: توفي في ربيع الآخر. 4 (يوسف بن محمد بن سليمان، أبو عمر الهمذاني الشذوني.)) سمع من محمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس، ومحمد بن محمد بن عبد السلام، ومحمد بن يحيى بن لبابة، ورحل إلى الشرق، فأقام بها عشر سنين، وسمع من عثمان بن محمد السمرقندي، وعبد الله بن جعفر بن الورد، وخلق سواهم، وقدم قرطبة بعلم جم. وكان ثقة خيارا. عاش ثمانين سنة. أخذ عنه ابن الفرضي وجماعة.
71 ((وفيات سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.)) 4 (أحمد بن الحسن بن القاسم، أبو بكر الهمذاني الفلكي الحاسب.)) ) قال حفيده الحافظ أبو الفضل علي بن الحسين: كان جدي جامعا لفنون. كان عالما بالأدب والنحو والعروض، وسائر العلوم، ولا سيما علم الحساب، ولقب الفلكي لهذا المعنى، حتى يقال إنه لم ينشأ في الشرق، مثله، والغرب أعلم بالحساب منه. وكان هيوبا، ذا حشمة ومنزلة. سمع: علي بن سعد البزاز، ومحمد بن الحسين الجهني، وأبا بكر بن سهل الدينوري الحافظ. سمع منه: ابناه، وأبو الصقر حسن، وحسين، وعبد الله بن أحمد الكرخي. وتوفي في ذي القعدة، وله خمس وثمانون سنة. 4 (أحمد بن سهل بن إبراهيم، أبو حامد الأنصاري النيسابوري.)) آخر من حدث عن محمد بن شادل، وأبي قريش محمد بن جمعة، وغيرهما. قال الحاكم: وأصوله صحيحة، وكان من الأدباء المذكورين، وأول سماعه سنة سبع وثلاثمائة، وتوفي في ذي الحجة.
73 روى عنه: الحاكم، وأبو سعيد الكنجروذي، وجماعة. 4 (أحمد بن علي بن يحيى بن عون، أبو بكر المعمري القصري.)) حدث عن أبي القاسم البغوي، وابن صاعد. وعنه: أبو محمد الخلال، وهو ثقة. 4 (أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن إسرائيل، أبو بكر البخاري الإسماعيلي، وجد)) القاضي محمد، وهم بيت مشهور ببخارى. سمع: أبا نعيم عبد الملك بن عدي، وأبا بكر أحمد بن محمد المنكدري. وتوفي في رمضان، عن ثلاث وثمانين سنة. 4 (إبراهيم بن علي بن محمد بن غالب، أبو إسحاق التمار، مصري معروف.)) سمع محمد بن الربيع الجيزي، وجعفر بن محمد الطوسي، وأبا سعيد بن الأعرابي. روى عنه: أبو عمر الطلمنكي، وابنه محمد بن إبراهيم. قال الحبال: هو محدث جليل، توفي في رجب. 4 (إبراهيم بن هلال بن إبراهيم، أبو إسحاق الصابي المشرك الحراني،
74 صاحب الرسائل الأدبية)) المشهورة، كاتب ديوان الإنشاء لعز الدولة بختيار بن معز الدولة ملك العراق. كان متشددا في دينه، حرص عليه عز الدولة أن يسلم، فلم يفعل، وكان يصوم رمضان، ويحفظ القرآن، ويستعمله في رسائله، وله النظم الرائق. ولي ديوان الرسائل، سنة تسع وأربعين، وكانت تصدر عنه مكاتبات إلى عضد الدولة بما) تؤلمه: فلما تملك سجنه، وعزم على قتله، فشفعوا فيه فأطلقه في سنة إحدى وسبعين، وأمره أن يصنع له كتابا في أخبار الدولة البويهية، فعمل كتاب الباجي، ولم يزل مبعدا في أيامه. توفي في شوال، وله إحدى وسبعون سنة. فمن شعره. قال أبو القاسم بن برهان: دخلت عليه، وقد لحقه وجع المفاصل، وقد أبل، والمجلس عنده حفل، فأراد أن يريهم أنه قادر على الكتابة، ففتح الدواة ليكتب، فتطاولوا للنظر إلى كتابته، فوضع القلم، وقال بديها. * وجع المفاصل وهو أيسر * ما لقيت من الأذى. * * جعل الذي استحسنته * والناس من خطي كذا. * * والعمر مثل الكاس ير * سب في أواخره القذا. * ومن شعره: * رأتني أميز خلط الخضاب * وأقسم أجزاءه بالقضيب. * * فقالت أبن لي ماذا تريد * بقسمة هذا السواد العجيب. * * فقلت: فديتك ماء الشباب * وعزمي أسخم وجه المشيب. * وكان ابنه المحسن بن إبراهيم من الرؤساء، مات على كفره أيضا، وخلف ابنه هلال بن المحسن الأديب، فأسلم، وروى عن أبي علي الفارسي، وأحمد بن محمد بن الجراح أدبا. قال الخطيب: كان صدوقا. توفي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
75 4 (إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم، أبو القاسم بن الطحان القيسي الحافظ القرطبي المالكي)) الفقيه. غلب عليه الحديث، وله في المدونة أخبار معروفة. سمع: قاسم بن إصبع، والرعيني أحمد بن عبادة، ومحمد بن محمد عبد السلام الحسني، وأحمد بن دحيم، وأحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية. وألف تواليف حسنة، وانتفع به أهل العلم، وعمر دهرا، وصنف في التاريخ. قال ابن الفرضي: سمعت منه، وانتفع به أهل الكورة، وكانت فتياه بما ظهر له من الحديث. توفي في صفر، وشهده ألوف من المسلمين، وطاب الثناء عنه. 4 (جبريل بن محمد بن إسماعيل بن سندول، أبو القاسم الهمذاني الخرقي المعدل.)) ) روى عن: عبدوس بن أحمد السراج، وعلي بن سعد البزاز، وأبي القاسم البغوي، وأبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد بن عامر السمرقندي، ومحمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي، وأبي بكر محمد بن إبراهيم بن المطرز الفقيه، وجماعة. روى عنه: جعفر بن محمد الأبهري، ومحمد بن عيسى، وعبد الله بن عبدان الفقيه. قال شيرويه: ويدل حديثه على الصدق، وذكر وفاته في ذي القعدة من السنة. قلت: هذا أسند من كان في زمانه بهمذان. 4 (صالح بن أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح بن عبد الله بن قيس
76 بن الهذيل بن يزيد بن)) العباس بن الأحنف بن قيس، أبو الفضل التميمي الهمذاني الحافظ السمسار، ويعرف بابن الكوملاذي. روى عن: أبيه، وعلي بن الحسن بن سعد البزاز، وأحمد بن الحسن بن عزون، والقاسم بن إبراهيم، ومحمد بن عبد الله بن بلبل، ومحمد بن المرار بن حمويه، وأحمد بن أوس والقاسم ابن أبي صالح، وعبد السلام بن محمد بن عبديل، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعلي بن محمد ابن مهرويه القزويني، وجماعة. روى عنه: طاهر بن عبد الله بن ماهله، وحمد بن الزجاج، وأحمد بن زنجويه العمري، وطاهر بن أحمد الإمام، وأبو الفتح محمد بن أبي الفوارس الحافظ، وأحمد بن الحسين بن زنبيل النهاوندي وآخرون. وقال شيرويه الديلمي: كان ركنا من أركان الحديث، ثقة صدوقا حافظا دينا ورعا، لا يخاف في الله لومة لائم، وله مصنفات غزيرة. توفي لثمان بقين من شعبان، ويستجاب الدعاء عند قبره، ومولده سنة ثلاث وثلاثمائة، وصلى عليه ابن لآل، فبلغنا أنه قال: كنا نترك ثلث الذنوب من خشية الله، وثلثيها حياء من هذا الشيخ. أخبرنا أحمد بن عبد الكريم الواسطي، أنا نصر بن جزو سنة ثلاث وعشرين وستمائة، أنا أبو طاهر بن سلفة، سمعت حمد بن نصر الحافظ بهمذان، سمعت علي بن حميد الذهلي، سمعت ابن طاهر بن عبد الله بن ماهلة الحافظ، سمعت حمد بن غمر الزجاج الحافظ يقول: لما أملى
77 صالح بن أحمد التميمي الحافظ بهمذان، كانت له رحى، فباعها بسبعمائة دينار، ونثرها على محابر أصحاب الحديث.)) 4 (الطيب بن يمن المعتضدي البغدادي.)) سمع: البغوي، ومحمد بن منصور الشيعي. وعنه: أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وهو ثقة. 4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن سعيد، أبو القاسم النسائي الفقيه،)) شيخ أهل العلم والعدالة بنسا. توفي بها، وله نيف وتسعون سنة، وهو آخر من حدث عن الحسن بن سفيان. توفي بها. وقد ذكر أيضا سنة اثنتين وثمانين. 4 (عبد الله بن إبراهيم بن أحمد بن محمد الطلقي الإستراباذي القاضي الحنفي، من مشايخ)) جرجان. يروي عن أبي القاسم البغوي، وجعفر بن شهزيل الإستراباذي. وعنه: أبو سعد الإدريسي، وأبو محمد المنيري. 4 (عبد الله بن علي بن محمد، أبو بكر بن شبانة العطار عرف بممه، شيخ همذان.)) روى عن: ابن عباد السراج، ومحمد بن صالح الطبري. وعنه: أبو الفضل بن عبدان، ومحمد بن عيسى، وأهل همذان. توفي في ربيع الآخر. 4 (عبد الله بن محمد بن سعيد بن محارب، أبو محمد الأنصاري الأصطخري، نزيل بغداد.))
78 حدث عن أبي خليفة، وزكريا الساجي، وعبد الله بن أدران الشيرازي، خلق من الغرباء. روى عنه: أبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم التنوخي الصيمري، وأكثر شيوخه مجهولون، وأحاديثه عن أبي خليفة مقلوبة، وهي بروايات ابن دريد أشبه. وقال: ولدت بإصطخر، سنة إحدى وتسعين ومائتين، وسمعت من أبي خليفة سنة ثلاث وثلاثمائة. توفي في هذا العام. 4 (عبد الرحمن بن حمدان القاضي، أبو محمد الجرجاني.)) كان أبوه من همذان، فولي قضاء جرجان، وأقام ببغداد مدة، وسكن طوس، ودخل بخارى. وقد سمع ببغداد من ابن صاعد، وبجرجان من أبي نعيم بن عدي. وعنه: أبو عبد الله الحاكم. 4 (عبيد الله بن محمد بن نافع، أبو العباس البشني الصوفي.)) صحب أبا علي الثقفي، وورث من آبائه أموالا كثيرة، فأنفقها في الخير. روى عن: أحمد بن السري الشيرازي صاحب الفسوي. وعنه: أبو سعيد الكنجروذي، وكان كثير العبادة. بقي) سبعين سنة لا يستند إلى حائط ولا يتكئ على وسادة، حج من نيسابور حافيا راجلا، وأقام بالقدس أشهرا، ودخل المغرب، وحج من المغرب، ورجع إلى
79 بست، وتصدق ببقية أملاكه، وعاش خمسا وثمانين سنة. وقال السلمي: سمعته يقول: كانت نفقتي في سنة درهمين وثلاثين. وقد ذكر الحاكم ترجمته في ست ورقات، وقال: سمعته يقول: وقعت لي فترة، فدخلت هيت، وبقيت بها أربعين يوما، لم أذق طعاما ولا شرابا، حتى وجدت الطريق الذي كنت سلكته. قال الحاكم: مات في المحرم، وكان يعد من الأبدال. 4 (علي بن الحسين بن محمويه، أبو الحسن النيسابوري الصوفي الزاهد.)) من أعيان أهل البيوتات، ومن العباد الصالحين والفقراء، وخرج إلى الشام وصحب أبا الخير الأقطع، وعاش ثمانيا وثمانين سنة. وسمع بمصر من أحمد بن داود الحضرمي. ومن يونس بن عبد الأعلى. 4 (علي بن زهير بن عبد الله بن عبد الصمد، أبو الحسن المقرئ.)) بغدادي، سكن دمشق، وأقرأ الناس بالروايات. قرأ على: محمد بن المعبر الأخرم بدمشق، وعلى النقاش، وهبة الله بن جعفر ببغداد. وقرأ عليه الربعي وغيره. 4 (علي بن عبد الله بن محمد بن عمر، أبو الحسين الهمذاني الأصبهاني المعدل.))
80 رحل وسمع الحسين بن عياش، والقطان، وطبقته. يحضر مجلسه الكبار لفضله ورئاسته. روى عنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم. توفي في غرة رمضان. 4 (علي بن عبد الملك بن سليمان بن دهثم الفقيه، أبو الحسن الطرسوسي، نزيل نيسابور.)) كان أديبا فصيحا، إلا أنه متهاونا بالسماع والرواية. روى عن أبي خليفة الجمحي، وأبي علي الموصلي، وعمر بن سنان المنبجي. قال أبو سهل الصعلوكي: قدم علينا الطرسوسي بغداد سنة اثنتين وعشرين، فقلت له: يا أبا الحسن، كيف رويت عن هؤلاء فقال: قد كان أبي حملني إلى العراق وأنا صغير، ثم ردني إلى طرسوس. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو سعيد الكنجروذي، وأبو معاذ عبد الرحمن بن محمد المزكي، وغيرهم. قال الحاكم: وكان معتزليا متهاونا بالسماع، ولم يزل يتجهر إلى أن هجره.) وقد سمع من أبي عروية، وابن جوصا. 4 (علي بن حفص بن عمرو بن نجيح، أبو الحسن الخولاني الأندلسي هو إلبيري. الفقيه.)) روى عن أبيه، وسمع من علي بن الحسن المري، وسعيد بن فحلون، ومسعود. قال ابن الفرضي: قرأت عليه التفسير ليحيى بن سلام، بسماعه من المري. أنبأ أحمد بن مسعود بن جرير سنة أربع وسبعين ومائتين، وكان لا بأس به. وقال لي: ولدت سنة تسع وثلاثمائة.
81 4 (علي بن عيسى، أبو الحسن النحوي المعروف بالرماني.)) أخذ عن أبي بكر بن دريد، والزجاج، وأبي بكر بن السراج. روى عنه: هلال بن المحسن، وأبو القاسم التنوخي، والحسن أبو علي الجوهري. وكان متفننا في علوم كثيرة، من القرآن والفقه والنحو والكلام على مذهب المعتزلة. صنف في التفسير والنحو واللغة. وكان مولده سنة ست وتسعين ومائتين، ومات في جمادى الأولى، وله ثمان وثمانون سنة. شرح كتاب سيبويه شرحا كبيرا، وشرح الجمل لابن السراج، وله كتاب الاشتقاق وكتاب التصريف، وكتبا كثيرة ذكرها القفطي في ترجمته. قال: وصنف في الكلام كتابا سماه صنعة الاستدلال في سبع مجلدات، وكتاب الأسماء والصفات لله تعالى وكتاب الأكوان وكتاب المعلوم والمجهول، وله نحو مائة ومصنف، وكان مع اعتزاله شيعيا. قال التنوخي: ممن ذهب في زماننا إلى أن عليا رضي الله عنه أفضل
82 الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من المعتزلة: أبو الحسن الرماني، لله دره. قلت: كان رأسا في عدة فنون وسماء العربية، وكان يخرج كلامه في النحو بالمنطق، حتى قال فيه أبو علي الفارسي: إن كان النحو ما يقوله الرماني فليس معنا منه شيء، وإن النحو ما نقوله، فليس معه منه شيء. وكان يقال: النحويون في زمانهم ثلاثة، وأحد لا يفهم كلامه، وهو الرماني، وواحد يفهم بعض كلامه، وهو أبو علي، وواحد يفهم جميع كلامه، وهو أبو سعيد السيرافي. وكان أبو حيان التوحيدي يبالغ في تعظيم الرماني حتى قال: إنه لم ير مثله قط علما بالنحو،) وغزارة في الكلام، وبصرا في المقالات، واستخراجا للفرص، مع تأله وتنزه وفصاحة وفقاهة. قلت: ثم وصفه بالدين واليقين والحلم والرواية والاحتمال والوقار. 4 (علي بن محمد بن أحمد بن سهل، أبو الحسن الإستراباذي الفقيه الشاعر. ثقة.)) روى عن أبيه، وأبي نعيم عبد الملك. روى عنه: أبو سعد الإدريسي. 4 (عمر بن زاذان القزويني القاضي.)) سمع عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن هارون بن الحجاج. روى عنه: العتيقي، والعشاري. حدث في هذا العام، وانقطع خبره. 4 (محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان، أبو الحسن الكوفي الحافظ محدث الكوفة.)) رحل إليه أبو ذر الهروي، وأبو الحسن العتيقي، وأبو العلاء الواسطي، وخلق.
83 روى عنه: عبد الله بن زيدان، وعلي بن العباس المقانعي، ومحمد بن دليل بن بشر. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن حشيش، أبو بكر الأصبهاني المعدل.)) سمع: إسحاق بن جميل، ومحمد بن سهل بن الصباح، والحسن بن ذكم ويحيى بن محمد بن صاعد، والحسن بن علي بن زكريا الفقيه العدوي، ومحمد بن هارون الحضرمي، وجماعة. روى عنه: أبو نعيم، وأبو الحسين محمد بن عمر المقرئ، وأحمد بن محمد اللخمي، وآخر من روى عنه عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركاني. توفي عاشر رمضان. 4 (محمد بن أحمد بن علي بن الحسن الكنجروذي الصبغي.)) سمع السراج، وابن خزيمة. وعنه: الحاكم وغيره. مات في شوال. 4 (محمد بن منقذ البكري الطليطلي الخطيب.)) رحل إلى مصر، وسمع من أبي محمد بن الورد بن السكن، وحدث. 4 (محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات، أبو الحسن البغدادي الحافظ.))
84 سمع: أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد، فمن بعدهما، وجمع ما لم يجمعه أحد في وقته. قال الخطيب: وبلغني أنه كان عنده عن علي بن محمد المصري الواعظ وحده ألف جزء، وأنه كتب مائة تفسير، ومائة تاريخ. ثنا عنه أحمد بن علي الباذا، ومحمد بن عبد الواحد بن زرعة، وأبو إسحاق البرمكي، وحدثني الأزهري أن ابن الفرات خلف ثمانية عشر صندوقا مملوءة كتبا، أكثرها بخطه، وكتابه هو الحجة في صحة النقل، وجودة الضبط، ولم يزل يسمع إلى أن) مات. وقال لي العتيقي: هو ثقة مأمون، ما رأيت أحسن قراءة منه للحديث، وقال غيره: مات في شوال، وله بضع وعشرون سنة. 4 (محمد بن علي بن سهل بن مصلح الفقيه، أبو الحسن الماسرجسي ابن بنت الحسن بن عيسى)) بن ماسرجس النيسابوري الشافعي، شيخ الشافعية في عصره. سمع خاله مؤمل بن الحسن، ومكي بن عبدان، وأبا حامد بن الشرفي، وجماعة، ورحل إلى حدود الأربعين وثلاثمائة، فسمع إسماعيل الصفار ببغدادن وعبد الله بن شوذب بواسط، وابن داسة بالبصرة، وابن الأعرابي بمكة، وابن حذلم بدمشق، وأصحاب يونس بن عبد الأعلى، والمزني بمصر. قال الحاكم: كان أعرف الأصحاب بالمذهب وترتيبه. صحب أبا إسحاق المروزي إلى مصر، ولزمه، وتفقه، ثم انصرف إلى بغداد، فكان
85 مفيد أبي علي بن أبي هريرة، ثم رجع إلى بلده، وعقد مجلس النظر ومجلس الأملاء، فأملى زمانا، وتوفي في جمادى الآخرة، عن ست وسبعين سنة. تفقه عليه القاضي أبو الطيب الطبري، وجماعة، وحدث عنه الحاكم وأبو نعيم، وأبو عثمان إسماعيل الصابوني، وأبو سعيد الكنجروذي، وهو صاحب وجه في المذهب. 4 (محمد بن عمران بن موسى بن عبيد، أبو عبيد الله المرزباني البغدادي الكاتب العلامة.)) حدث عن: أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن دريد، وأبي حامد بن هارون الحضرمي ونفطويه، وغيرهم. روى عنه: أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وغيرهما، وكان إخباريا راوية للآداب، صنف في أخبار الشعراء وفي الغزل، غير أن أكثر كتبه لم تكن مما سمعه، بل بالإجازة، فيقول: أخبرنا، ولا يبين. وقال القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري: سمعت أبا عبد الله المرزباني يقول: كان في داري خمسون، ما بين لحاف ودراج معدة لأهل العلم الذين يبيتون عندي. وقال أبو القاسم الأزهري: كان المرزباني يضع المحبرة وقنينة النبيذ، فلا يكتب، ويشرب، وكان معتزليا صنف كتابا في أخبار المعتزلة، وما كان ثقة. قال الخطيب: ليس حاله عندنا الكذب، وأكثر ما عيب عليه المذهب، وروايته بالإجازة، ولم) يبينها.
86 وقال العتيقي: كان معتزليا ثقة، مات في شوال، وله ثمان وثمانون سنة. كان في زمانه تشبه تصانيفه بتصانيف الجاحظ. قال أبو علي الفارسي النحوي: أبو عبيد الله المرزباني من محاسن الدنيا، وكان الملك عضد الدولة مع عظمته يجتاز بباب المرزباني، فيقف حتى يخرج إليه المرزباني، فيسلم عليه، وكانت داره تجمع الفضلاء، وكان مشتهرا بشرب النبيذ، وكتابه في أخبار الشعراء خمسة آلاف ورقة، وله كتاب آخر في الشعراء المحدثين خاصة، كبير إلى الغاية، يكون عشرة آلاف ورقة، وأخبار المسمعين ثلاثة آلاف ورقة، وأخبار الغناء والأصوات ثلاثة آلاف ورقة وله تصانيف كثيرة جدا، أوردها القفطي. وروى الجوهري عن المرزباني أنه أعطى مرة عضد الدولة ألف دينار، وقال: إنه بلغني أنك تؤرخ، فإذا جاء اسمي فأجمل، فقلت: نعم، أجمل، وبذكرك أتجمل. 4 (محمد بن عثمان بن عبيد بن الخطاب، أبو الطيب البغدادي الصيدلاني.)) سمع البغوي، وأبا بكر بن أبي داود. وعنه العتيقي، ووثقه. 4 (محمد بن محمد بن إسماعيل، أبو منصور البياع الواعظ النيسابوري.)) حدث ببغداد عن أبي حامد بن بلال. وعنه: أبو العلاء الواسطي. 4 (محمد بن يحيى بن وهب، أبو بكر القرطبي الفهري مولاهم.)) سمع أحمد بن القرشي، ومسلمة بن قاسم، وجماعة، ورحل فأقام بمصر مدة، قبل الثمانين، وكتب الكثير، فكان بارعا في الفقه والنحو وتجويد القرآن، ثقة. فيما ينقله. توفي في صفر. وقد حدث بيسير.
87 4 (محمد بن يحيى بن عمار، أبو بكر الدمياطي.)) سمع محمد بن زبان، وأبا بكر بن المنذر، ومحمد بن إبراهيم الديبلي، وأبا عبيد بن حربويه القاضي. وعنه: أبو عمر أحمد بن محمد الطلمنكي. سمع منه كتاب الإشراف لابن المنذر، وكتاب الليث بن سعد رواية محمد بن رمح، وروى عنه أيضا يحيى بن علي بن الطحان، وطائفة. 4 (المحسن بن علي بن محمد بن أبي الفهم القاضي، أبو علي التنوخي الأديب.)) ) ولد بالبصرة، فسمع بها أبا العباس محمد بن أحمد الأثرم، وابن داسة، وببغداد أبا بكر الصولي، وجماعة، وكان أديبا إخباريا علامة مصنفا شاعرا. روى عنه: ابنه أبو القاسم علي، وقال: مولدي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وأول سماعه في سنة ثلاث وستين. سمع من واهب المازني صاحب نصر بن علي الجهضمي وقال: لم يكن عند واهب بن يحيى غير هذا الحديث في ستر المسلم. قلت: وقع لنا الحديث عاليا. تولى أبو علي قضاء رامهرمز وعسكر مكرم وغير ذلك، ومات في المحرم من السنة.
88 قال الخطيب: كان سماعه صحيحا، وأول ما تولى القضاء سنة تسع وأربعين، من قبل أبي السائب عتبة بن عبد الله. 4 (منصور بن جعفر بن ملاعب، أبو القاسم البغدادي الصيرفي.)) سمع البغوي، وأبا بكر بن أبي داود. وعنه: أبو العلاء الواسطي، وأحمد بن روح، ووثقه العتيقي، وروى الرئيس الثقفي في أربعينه عن سفيان بن حسنكويه عنه. 4 (موحد بن إسحاق بن إبراهيم، أبو الفرج بن البري الدمشقي المتعبد.)) حكى عن خاله عمر بن سعيد البري، ومحمد بن عبد الله المقرئ، والشيخ أبي صالح صاحب المسجد الخارج باب شرقي. روى عنه: علي بن محمد الجبائي، وطلحة بن أسد الرقي، ومحمد بن عبد الرحمن بن المغيث، وغيرهم. 4 (نصر بن غالب، أبو الفتح البزاز.)) حدث عن البغوي وابن صاعد روى عنه العتيقي وغيره، وهو من أهل باب الطاق ببغداد. 4 (لاحق بن الحسين بن عمران المقدسي، أبو عمر.)) كان كذابا يضع الأسماء والمتون مثل طغج بن طغان، وطرغيل بن غربيل. حدث بخراسان وخوارزم وما وراء النهر عن خثيمة الطرابلسي، والمحاملي، ومحمد بن مخلد العطار.
89 وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو نعيم، وجعفر المستغفري. وتوفي بخوارزم، وقد اتفقوا على كذبه، ويقال له: لاحق الوراق.)) 4 (يحيى بن علي بن يحيى بن عوف، أبو القاسم القصري.)) عن البغوي، وابن صاعد. وعنه: أبو محمد الخلال. وكان ثقة. 4 (يعقوب بن إسحاق، أبو الفضل النسفي المعدل. ثقة.)) روى عن أبي العباس الأصم، وعبد المؤمن بن خلف. كتب عنه: جعفر بن محمد بن المستغفر.
90 ((وفيات سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.)) 4 (أحمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس بن علي، أبو الحسن الهذلي العبدوي النيسابوري)) الزاهد، أبو الحافظ أبي حازم. سمع: أبا العباس بن السراج، وابن خزيمة، وحاتم بن محبوب الفيامي. روى عنه: ابنه والحاكم الكنجروذي. توفي في رمضان. 4 (أحمد بن الحسين بن أحمد الفقيه، أبو نصر النيسابوري الشافعي، أحد الأئمة.)) سمع: أبا حامد الشرفي، وطبقته. وعنه الحاكم، وقال: توفي في جمادى الأولى. 4 (أحمد بن محمد بن إسماعيل، أبو بكر بن المهندس. محدث مصر في وقته.)) سمع: أبا شيبة داود بن إبراهيم، ومحمد بن محمد بن بدر الباهلي، وأبا بشر الدولابي، ومحمد بن زبان، وعلي بن الحسن بن قديد، وأبا عبيد بن حربويه، وجماعة كثيرة، منهم القاسم البغوي، وانتقى عليه الحفاظ من المشارقة والمغاربة. روى عنه: عبد الغني الحافظ، والفقيه، أبو القاسم يحيى بن الحسين القفاص، وعبد الملك بن مسكين الزجاج، وأبو أحمد العباس بن الفضل بن
91 الفرات بن حنزابة، وعلي بن عبد الواحد النجيرمي الكاتب، وعبد الرحمن بن المظفر الكحال، وأبو القاسم يحيى بن علي بن الطحان، وقال: كان ثقة تقيا، وقال غيره: عاش تسعين سنة. 4 (أحمد بن محمد بن عبدوس، أبو الحسن الحاتمي الفقيه النيسابوري.)) سمع الأصم، ومات كهلا في حياة والده. 4 (أحمد بن محمد ين عبد الوارث الزجاج.)) روى عن أبي جعفر الطحاوي، والمهراني، وغيره. توفي في ذي الحجة. 4 (إبراهيم بن محمد بن الفتح المصيصي الجلي، بجيم.)) ) حدث ببغداد عن محمد بن سفيان المصيصي، ومحمد بن إبراهيم البطال. وعنه: أحمد بن محمد العتيقي، وأبو القاسم التنوخي. وقال البرقاني: صدوق، وقال غيره: كان حافظا ضريرا، ومن شيوخه إمام جامع المصيصة أبو الماضي محمد بن يحيى، ومحمد بن حاتم بن روح القزاز، ومحمد بن أحمد بن أبي الخطيب، وآخر من حدث عنه أبو الحسين محمد بن الآبنوسي. 4 (إسماعيل بن عباد الصاحب، أبو القاسم، وزير مؤيد الدولة بويه بن
92 ركن الدولة. أصله من)) الطالقان، وكان نادرة دهره وأعجوبة عصره في الفضائل والمكارم. أخذ الأدب عن الوزير أبي الفضل بن العميد، وأبي الحسين أحمد بن فارس، وسمع الحديث من أبيه، ومن غيره واحد، وحدث باليسير، وأملى مجالس روى فيها عن عبد الله بن جعفر بن فارس وأحمد بن كامل بن سحرة، وأحمد بن محمد أبي الحسن الكنباني، وسليمان الطبراني، وطائفة. روى عنه: أبو العلاء، محمد بن علي بن حسول، وعبد الملك بن علي الرازي القطان، وأبو بكر بن أبي علي المعدل، والقاضي أبو الطيب طاهر الطبري، وأبو بكر بن المقرئ ومع تقدمه، وهو أول من سمي بالصاحب، لأنه صحب مؤيد الدولة من الصبا، وسماه الصاحب، فغلب عليه، ثم سمي به كل من ولي الوزارة بعده، وقيل لأنه كان يصحب أبا الفضل بن العميد، فقيل له صاحب العميد، ثم خفف فقيل: الصاحب. قال فيه أبو سعيد الرستمي: * ورث الوزارة كابرا عن كابر * موصولة الإسناد بالإسناد. * * يروي عن العباس عباد وزرأ * رته وإسماعيل عن عباد. * ولما توفي مؤيد الدولة بجرجان في سنة ثلاث وسبعين، ولي بعده أخوه فخر الدولة أبو الحسن، فأقره على الوزارة، وبالغ في تعظيمه. وكان الوزير أبو الفتح من ذي الكفايتين قد قصد الصاحب، وأزاله عن الوزارة، ثم نصر عليه، وعاد إلى الوزارة، فقي كتاب المحسن التنوخي في الفرج بعد
93 الشدة أن إبراهيم بن علي بن سعيد النصيبيني حدثه قال: سر أبو الفتح، فطلب الندماء، وهيأ مجلسا عظيما بآلات الذهب والفضة والمغاني والفواكه، وشرب بقية يومه، وعامة ليلته، ثم عمل شعرا وغنوا به، يقول فيه:) * إذا بلغ المرء آماله * فليس إلى بعدها منتزح. * وكان هذا بعد تدبيره على الصاحب، حتى أبعده عن مؤيد الدولة، وسيره إلى أصبهان، وانفرد بالدست، ثم طرب بالشعر، وشرب إلى أن سكر، وقال: غطوا المجلس لأصطبح عليه غدا، وقال لندمائه: باكروني، ثم نام، فدعاه مؤيد الدولة في السحر، فقبض عليه، وأخذ ما يملكه، ومات في النكبة، ثم عاد الصاحب إلى الوزارة. قلت: وبقي في الوزارة ثمانية عشر عاما، وفتح خمسين قلعة، وسلمها إلى فخر الدولة، لم يجتمع منها عشرة لآبيه. وكان الصاحب عالما بفنون كثيرة من العلم، لم يدانه في ذاك وزير، وكان أفضل وزراء الدولة الديلمية، وأغزرهم علما، وأوسعهم أدبا، وأوفرهم محاسن. وقد طول ابن النجار ترجمته وجودها. أنبأنا أحمد بن سلامة، عن مسعود بن أبي منصور، أنا أبو علي الحداد، أنا أبو العلاء محمد بن علي، ثنا الصاحب بن عباد، أملانا أبو الحسن بن أحمد بن محمد، ثنا سليمان بن داود القزاز، نا سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر يمشون أمام السرير. قال الصاحب: قد شارك الطبراني في إسناده. قيل: كان ابن عباد فصيحا مفوها، لكنه يتقعر في خطابه، ويستعمل وحشي اللغة، حتى في انبساطه، يعيب التيه ويتيه، ولا ينصف من ناظره. وقيل: كان مشوه الصورة، وصنف في اللغة كتابا سماه المحيط في سبع
94 مجلدات، وله كتاب الكافي في الترسل، وكتاب الأعياد، وكتاب الإمامة ذكر فيه فضائل علي رضي الله عنه، وثبت إمامة من تقدمه. وكان شيعيا كآل بويه، وما أظنه يسب، لكنه معتزلي، قيل إنه نال من البخاري، وقال: إنه حشوي لا يعول عليه، وله كتاب الوزراء وكتاب الكشف عن مساوئ المتنبي وكتاب أسماء الله وصفاته. ومن ترسله: نحن يا سيدي، في مجلس غنى إلا عنك، شاكرا إلا منك، قد تفتحت فيه عيون النرجس، وتوردت خدود فيه بالبنفسج، وفاحت مجامر الأترج، وفتقت فارات النارنج، وانطلقت ألسن العيدان، وقامت خطباء الأوتار، وهبت رياح الأقداح، ونفقت سوق الأنس، وقام منادي الطرب وطلعت كواكب الندماء وامتدت سماء الند، فبحياتي إلا ما حضرت فقد أبت راح مجلسنا أن تصفو إلا أن تناولها يمناك، وأقسم غناؤه أن لا يطيب حتى تعيه أذناك، فخدود نارنجه قد احمرت خجلا لإبطائك، وعيون نرجسه قد حدقت تأميلا للقائك:) وله: * رق الزجاج ورقت الخمر * وتشابهت فتشاكل الأمر. * * فكأنها خمر ولا قدح * وكأنما قدح ولا خمر. *
95 وله يرثي الوزير أبا علي كثير بن أحمد: * يقولون لي: أودى كثير بن أحمد * وذلك مرزوء علي جليل. * * فقلت: دعوني والبكا نبكه معا * فمثل كثير في الرجال قليل. * وورد أن الصاحب جمع من الكتب ما كان يحتاج في نقلها إلى أربعمائة جمل، ولما عزم على الإملاء، تاب إلى الله، واتخذ لنفسه بيتا سماه بيت التوبة ولبث أسبوعا على الخير، ثم أخذ خطوط الفقهاء بصحة توبته، ثم جلس للإملاء، وحضر خلق كثير منهم القاضي عبد الجبار بن أحمد. وكان الصاحب ينفذ إلى بغداد في السنة خمسة آلاف دينار، تفرق على الفقهاء والأدباء، وكان يبغض من يميل غلى الفلسفة، ومرض بالأهواز بالإسهال، فكان إذا قام من الطشت، ترك إلى جانبه عشرة دنانير، حتى لا يتبرم به الخدم، فكانوا يودون دوام علته، ولما عوفي تصدق بنحو من خمسين ألف دينار. وله ديوان شعر. وقد مدحه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخازن الشاعر بقصيدته المشهورة، وهي: * هذا فؤادك نهبى بين أهواء * وذاك رأيك سار بين آراء. * * هواك بين العيون النجل مقتسم * داء لعمرك ما أبلاه من داء. * * لا يستقر بأرض أو يسير إلى * أخرى بشخص قريب عزمه نائي. * * يوما بحزوى ويوما بالكثيب ويو * ما بالعذيب ويوما بالخليصاء. * ومنها: * صبية الحي لم تقنع بها سكنا * حتى علقت صبايا كل أحياء. * * أدعى بأسماء نبزا في قبائلها * كأن أسماء أضحى بعض أسمائي. *
96 * ثنت أناملها عني وقد دميت * من مهجتي فادعتها وشي حناء. * وهي طويلة. وقيل إن نوحا بن منصور الساماني، كتب إليه يستدعيه ليفوضه وزارته، فاعتل عليه بأنه) يحتاج لنقل كتبه، خاصة، أربعمائة جمل، فما الظن بما يليق من التجمل. ومن بديع نظم الصاحب بن عباد: * تبسم إذ تبسم عن إقاح * وأسفر حين أسفر عن صباح. * * وألحقني بكأس من رضاب * وكأس من جنى ورد وراح. * * له وجه يدل به وطرف * يمرضه فيسكر كل صاح. * * جبينك والمقلد والثنايا * صباح في صباح في صباح. * ومن شعره: * الحب سكر خماره التلف * يحسن فيه الذبول والدنف. * * علوه زاد في تصلفه * والحسن ثوب طرازه الصلف. * وقال أبو يوسف القزويني المعتزلي: كتب الفهري قاضي قزوين إلى الصاحب، مع كتب أهداها له: * الفهري عبد كافي الكفاة * وإن اعتد عن وجوه القضاة. * * خدم المجلس الرفيع بكتب * مترعات من علمها منعمات. * فأجاب الصاحب: * قد قبلنا من الجميع كتابا * ورددنا لوقتها الباقيات. * * لست أستغنم الكبير فطبعي * قول خذ، ليس مذهبي قول هات. * ولد بإصطخر، وقيل بالطالقان، في سنة ست وعشرين وثلاثمائة. والطالقان: اسم لناحية من أعمال قزوين، وأما بلد الطالقان التي بخراسان
97 فأخرى، خرج منها جماعة علماء. توفي ليلة الجمعة من صفر، سنة خمس وثمانين. ومن مراثي الصاحب: * ثوى الجود والكافي معا في حفيرة * ليأنس كل منهما بأخيه. * * هما اصطحبا حيين ثم تعانقا * ضجيعين في لحد بباب دريه. * * إذا ارتحل الثاوون عن مستقرهم * أقاما إلى يوم القيامة فيه. * وكان يلقب كافي الكفاة أيضا، وكانت وفاته بالري، ونقل إلى أصبهان، ودفن بمحلة باب درية. ولما توفي أغلقت له مدينة الري، واجتمع الناس على باب فصره، وحضره مخدويه وسائر) الأمراء، وقد غيروا لباسهم، فلما خرج نعشه، صاح الناس صيحة واحدة، وقبلوا الأرض، ومشى فخر الدولة ابن بويه أمام نعشه، وقعد للعزاء. ولبعضهم فيه: * كأن لم يمت حي سواك ولم تقم * على أحد إلا عليك النوائح. * * لئن حسنت فيك المراثي وذكرها * لقد حسنت من قبل فيك المدائح. * 4 (إسماعيل بن محمد بن سعيد، أبو القاسم بن الخبازة السرقسطي.)) سمع محمد بن يحيى بن لبابة، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وسعيد بن فحلون، ورحل فسمع بمصر من أحمد بن مسعود الزبيدي، وبالقيروان من محمد بن محمد اللباد، وجمع علما كثيرا، وكان شيخا صالحا، وقرئت عليه الكتب، وعاش نيفا وثمانين سنة. 4 (أفلح مولى الناصر عبد الرحمن بن محمد بن يحيى الأموي القرطبي.)) رحل وسمع: أبا سعيد بن الأعرابي، وجماعة، وحدث بيسير.
98 4 (الحسين بن علي، أبو عبد الله النمري البصري، صاحب التصانيف.)) كان شاعرا محسنا لغويا أديبا. قرأ على أبي عبد الله الأزدي، وله مصنف في أسماء الذهب والفضة، وكتاب معاني الحماسة وكتاب الخيل وكتاب اللمع. وكان مقيما بالبصرة. 4 (داود بن سليمان بن داود بن رباح، أبو الحسن البغدادي البزاز.)) سمع أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن عبيد الله الكاتب. روى عنه: العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، ومحمد العشاري، ووثقه العتيقي. 4 (سعد بن محمد بن علي، أبو طالب الأزدي العراقي، المعروف بالوكيل.)) من كبار الأدباء، وفحول الشعراء. روى عنه أبو علي التنوخي، وأبو الخطاب الجبلي. ألف شرحا لديوان المتنبي، وكان فقيرا يمدح بالشيء اليسير ولا يبالي. عاش ثمانين سنة. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن علي، أبو المطرف بن السكان المالقي.)) سمع بقرطبة من قاسم بن إصبغ، ومحمد بن معاوية. وكان حسن المشاركة في العلوم والآداب، رئيسا. 4 (عبد الواحد بن جعفر الناقد، بغدادي.)) روى عن أبي القاسم البغوي.
99 وعنه: أحمد بن محمد العتيقي، وقال: ثنا في هذه السنة، وكان) ثقة. 4 (عبد الواحد بن محمد بن شاه، أبو الحسن الشيرازي الصوفي نزيل نيسابور.)) سمع إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، ومحمد بن مخلد، وأبا روق الهزاني، وصحب الزهاد. روى: عنه الحاكم، وغيره. 4 (علي بن أحمد بن محمد، أبو الحسين المهلبي الأديب.)) توفي بمصر، وله فيما قيل: مائة وإحدى وخمسون سنة، والله أعلم. 4 (علي بن الحسين بن بندار بن عبد الله بن خير القاضي، أبو الحسن الأذني.)) سمع: محمد بن الفيض، ومحمد بن خريم، وسعيد بن عبد العزيز بدمشق، وعلي بن عبد الحميد الغضايري بحلب، وأبا عروبة بحران، وابن فيل بأنطاكية، وسكن مصر. روى عنه: عبد الغني الحافظ، ومكي بن علي الجمال، ويوسف بن رياح البصري، وهبة الله بن إبراهيم بن الصواف، وعبد الملك بن مسكين الفقيه، وأحمد بن سعيد بن نفيس المقرئ. وتوفي في ربيع الأول. ما علمت به بأسا.
100 4 (علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد الله، أبو الحسن)) البغدادي الدارقطني، الحافظ المشهور صاحب المصنفات. سمع من: أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد، ومحمد بن إبراهيم بن فيروز، ومحمد بن هارون الحضرمي، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، ومحمد بن قاسم المحاربي، وأبي علي محمد بن سليمان المالكي، وأبي عمر محمد بن يوسف القاضي والحسين ابن المحاملي، وأبي بكر زياد النيسابوري، وأبي روق الهزاني، وبدر بن الهيثم، وأحمد بن إسحاق بن البهلول، وعبد الوهاب بن أبي حية، وأحمد بن القاسم الفرائضي، وأبي طالب أحمد بن نصر الحافظ، وخلق كثير ببغداد والكوفة والبصرة وواسط، ورحل في الكهولة إلى الشام ومصر، فسمع القاضي أبا الطاهر الذهلي وهذه الطبقة. حدث عنه: أبو حامد الإسفرايني الفقيه، وأبو عبد الله الحاكم، وعبد الغني بن سعيد المصري، وتمام الرازي، وأبو بكر البرقاني، وأبو ذر عبد بن أحمد، وأبو نعيم، وأحمد بن الحسن الطيان الدمشقي، وعلي بن السمسار، وأبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو طاهر بن
101 عبد الرحيم الكاتب، والقاضي أبو الطيب الطبري، وأبو عمر بكر بن بشران، وأبو الحسن العتيقي،) وحمزة السهمي، وأبو الغنائم عبد الصمد بن المأمون، وأبو محمد الجوهري، وأبو الحسن محمد بن المهتدي بالله، وأبو الحسين بن الأبنوسي، وخلق كثير. ومولده سنة ست وثلاثمائة. قال الحاكم: صار الدارقطني أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع، وإماما في القراء والنحويين. وفي سنة سبع وستين أقمت ببغداد أربعة أشهر، وكثر اجتماعنا بالليل والنهار، فصادفته فوق ما وصف لي، وسألته عن العلل والشيوخ. وله مصنفات يطول ذكرها، وأشهد أنه لن يخلف على أديم الأرض مثله. وقال الخطيب: كان الدارقطني فريد دهره، وقريع عصره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه في علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال، مع الصدق والثقة، وصحة الاعتقاد، والاضطلاع من علوم، سوى علم الحديث، منها القراءات، فإن له فيها مصنفا مختصرا، جمع الأصول في أبواب عقدها في أول الكتاب، وسمعت من يعتني بالقراءات يقول: لم يسبق أبو الحسن إلى طريقته التي سلكها في عقد الأبواب المقدمة في أول القراءات، وصار القراء بعده يسلكون ذلك، ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء، فإن كتابه السنن يدل على ذلك، وبلغني أنه درس فقه الشافعي على أبي سعيد الأصطخري، وقيل على غيره، ومنها المعرفة بالأدب والشعر، فقيل إنه كان يحفظ دواوين جماعة، فحدثني حمزة ابن محمد بن طاهر أنه كان يحفظ ديوان السيد الحميري، ولهذا نسب إلى التشيع. وحدثني الأزهري قال: بلغني أن الدارقطني حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصفار، فجلس ينسخ جزءا، والصفار يملي، فقال رجل: لا يصح سماعك وأنت تنسخ، فقال الدارقطني: فهمي للإملاء خلاف فهمك ثم قال: تحفظ كم أملى الشيخ قال: لا. قال: أملى ثمانية عشر حديثا، الحديث الأول عن فلان عن
102 فلان عن فلان، ومتنه كذا، والحديث الثاني عن فلان، ومتنه كذا، ثم مر في ذلك حتى أتى على الأحاديث، فعجب الناس منه، أو كما قال. وقال رجاء بن محمد المعدل: قلت للدارقطني: رأيت مثل نفسك فقال: قال الله تعالى: فلا تزكوا أنفسكم فألححت عليه، فقال: لم أر أحدا جمع ما جمعت. وقال أبو ذر عبد بن أحمد: قلت للحاكم ابن البيع: هل رأيت مثل الدارقطني فقال: هو لم ير مثل نفسه، فكيف أنا رواها الخطيب في تاريخه عن أبي الوليد الباجي، عن أبي ذر، فهذا من) رواية الكبار عن الصغار. وكان عبد الغني المصري إذا حكى عن الدارقطني يقول: قال أستاذي، قال الخطيب، سمعت أبا الطيب الطبري يقول: الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث. وقال الخطيب: قال لي الأزهري: كان الدارقطني ذكيا، إذا نوكر شيئا من العلم أي نوع كان وجد عنده من نصيب وافر. ولقد حدثني محمد بن طلحة النعالي أنه حضر مع الدارقطني دعوة، فجرى ذكر الأكلة، فاندفع الدارقطني يورد أخبار الأكلة ونوادرهم، حتى قطع أكثر ليلته بذلك. وقال الأزهري: رأيت الدارقطني أجاب ابن أبي الفوارس عن علة حديث أو اسم، ثم قال: يا أبا الفتح ليس بين الشروق والغرب من يعرف هذا غيري. وقال البرقاني: كان الدارقطني يملي علي العلل من حفظه، فمن أراد أن يعرف قدر ذلك، فليطالع كتاب العلل للدارقطني، ليعرف كيف كان الحفاظ. قال أبو عبد الرحمن السلمي: سمعت الدارقطني يقول: ما في الدنيا شيء أبغض إلي من الكلام. ونقل ابن طاهر المقدسي أنهم اختلفوا ببغداد،
103 فقال قوم: عثمان أفضل، وقال قوم: علي أفضل. قال الدارقطني: فتحاكموا إلي، فأمسكت، وقلت الإمساك خير، ثم لم أر لديني السكوت، فدعوت الذي جاءني مستفتيا، وقلت: قل لهم: عثمان أفضل باتفاق جماعة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا قول أهل السنة، وأول عقد يحل من الرفض. قال الخطيب: فسألت البرقاني: هل كان أبو الحسن يملي عليك العلل من حفظه قال: نعم، وأنا الذي جمعتها، وقرأها الناس من نسختي. ثم قال الخطيب: وحدثني العتيقي، قال: حضرت الدارقطني، وجاء أبو الحسين البيضاوي يغرب ليسمع منه، فامتنع واعتل ببعض العلل، وقال: هذا رجل غريب، وسأله أن يملي عليه أحاديث، فأملى عليه أبو الحسين من حفظه مجلسا تزيد أحاديثه على العشرة متون جميعها: نعم الشيء الهدية أمام الحاجة، فانصرف الرجل، ثم جاءه بعد، وقد أهدى له شيئا، فقربه وأملى عليه من حفظه سبعة عشر حديثا إذا أتاكم كريم فأكرموه. وقال محمد بن طاهر المقدسي: كان للدارقطني مذهب في التدليس خفي، يقول فيما لم يسمعه من أبي القاسم البغوي: حدثكم فلان. قلت: وأخذ الدارقطني عن أبي بكر بن مجاهد سماعا، وقرأ على أبي بكر النقاش، وعلي بن) سعيد القزاز، وأحمد بن بويان، وأحمد بن محمد الديباجي، وبرع في القراءات، وتصدر في آخر أيامه للإقراء.
104 وقد نقلت من خطه حديثا، والجزء بوقف الضيائية. ووقع لي حديثه عاليا بالإجازة، وقد أنبأنا المسلم بن علان أن أبا اليمن الكندي آخرهم، أنا منصور الشيباني، أنا أبو بكر الخطيب، حدثني أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا قال: رأيت في المنام في شهر رمضان كأني أسأل عن حال الدارقطني في الآخرة ما آل إليه أمره فقيل لي: ذاك يدعى في الجنة الإمام. قلت: توفي في ثامن ذي القعدة. 4 (علي بن محمد بن علي الصباح العطار البغدادي، يعرف بابن المريض.)) سمع أبا القاسم البغوي، وابن أبي داود. وعنه: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وأبو طالب العشاري. قال الخطيب: وكان صدوقا. مات في رجب. 4 (علي بن محمد بن معاذ المعدل الملقابادي.)) سمع أبا نعيم بن عدي، ومحمد بن حمدون. وعنه الحاكم. 4 (علي بن معروف البغدادي. حدث في هذه السنة، وتوفي بعدها.)) عن الباغندي، والبغوي، وابن أبي داود، وغيرهم. وعنه: عبد العزيز الأزجي، وجماعة. وثقه الخطيب. 4 (علي بن محمد بن عبد الله القزويني القاضي. توفي بمصر.)) 4 (عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن أيوب بن أزداذ الشيخ، أبو حفص بن شاهين الحافظ)) الواعظ، محدث بغداد ومفيدها.
105 سمع: محمد بن محمد الباغندي، وأبا خبيب العباس بن البرتي، وأبا القاسم البغوي، وشعيب بن محمد الذراع، ومحمد بن هارون بن المجدر، وأبا بكر بن أبي داود بن صاعد، وأبا علي محمد بن سليمان المالكي، ورحل في الكهولة فسمع بدمشق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت، وأحمد بن سليمان بن زبان، وطائفة سواهم، وولد سنة سبع وتسعين ومائتين، وأول سماعه سنة ثمان وثلاثمائة. روى عنه: أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق رفيقه، وهلال الحفار، وأبو سعد الماليني، وأبو) بكر البرقاني، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الخلال، وابنه عبيد الله بن عمر بن شاهين، وأبو محمد الجوهري، ومحمد بن عبد الله المؤدب، ومحمد بن عبد الوهاب بن الشاطر النقيب، وأبو الحسين محمد بن المهتدي، وآخرون. قال ابن ماكولا: ثقة مأمون سمع بالشام والعراق والبصرة وفارس، وجمع الأبواب والتراجم، وصنف كثيرا. وقال أبو الحسين بن المهتدي بالله، قال: أنا ابن شاهين: صنفت ثلاثمائة مصنف وثلاثين مصنفا، أحدها التفسير الكبير ألف جزء، وألف وثلاثمائة جزء، والتاريخ مائة وخمسون جزءا والزهد مائة جزء، وأول ما حدثت بالبصرة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. قال الخطيب: سمعت القاضي أبا بكر محمد بن عمر الداوودي قال: سمعت أبا حفص بن شاهين يقول: حسبت ما اشتريت به الحبر إلى هذا
106 الوقت، فكان سبعمائة درهم. قال الداوودي: وكنا نشتري الحبر كل أربعة أرطال بدرهم. قلت: ما يلحق الشخص أن يكتب بهذا كله بل كان يستنسخ، وقد حدثني شيخنا أبو العباس أحمد ابن إبراهيم الموصلي قال: كان عندنا تفسير ابن شاهين بواسط في نحو ثلاثين مجلدا. وقال الأزهري: كان ابن شاهين ثقة، وكان عنده عن البغوي سبعمائة جزء. وقال أبو الفتح بن أبي الفوارس: كان ابن شاهين ثقة مأمونا، قد جمع وصنف ما لم يصنفه أحد. وقال حمزة السهمي: سمعت الدارقطني يقول: ابن شاهين يلح على الخطأ، وهو ثقة. وقال الخطيب: سمعت محمد بن عمر الداوودي يقول: كان ابن شاهين ثقة، يشبه الشيوخ، إلا أنه كان لحانا، وكان لا يعرف من الفقه لا قليلا ولا كثيرا، كان إذا ذكر له مذاهب الفقهاء كالشافعي وغيره يقول: أنا محمدي المذهب، ورأيته يوما اجتمع مع الدارقطني فما نطق خوفا من أن يخطئ بحضرة أبي الحسن. وسمعته يقول: أنا أكتب ولا أعارض. قال العتيقي: توفي في ذي الحجة. 4 (عمر بن محمد بن موسى الجلاب، يروي عن محمد بن الربيع بن سليمان.)) 4 (قتادة بن محمد بن قتادة النيسابوري.)) سمع أبا حامد بن بلال وعبد الله بن الشرفي.)) 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن حم، أبو الفضل النيسابوري الجلودي الواعظ.))
107 سمع الكثير من: أبي بكر القطان والأصم، وإسماعيل الصفار، وعدة. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن حامد بن موسى بن العباس ين محمد بن يزيد بن)) مسلمة بن الخليفة بن عبد الملك بن مروان، أبو بكر بن الأزرق الأموي المصري. صار إلى القيروان سنة ثلاث وأربعين، فحبسه بنو عبيد بالمهدية نحو أربعة أعوام، ثم خلصه الله، وقدم الأندلس في سنة تسع وأربعين، فأكرمه المستنصر، وأثبته في ديوان قريش. وكان أديبا حليما. روى عن: علي بن عبد الله بن أبي مطر الإسكندراني، وخاله أحمد بن مسعود الزبيري، وابن الصموت. قال ابن الفرضي: كتبت عنه جزءا، وقال لي: ولدت سنة تسع عشرة وثلاثمائة، وتوفي في ذي القعدة. وقد حدثت من حفظه بحديث أخطأ فيه. 4 (محمد بن إبراهيم بن يحيى أبو بكر النيسابوري الكسائي الأديب.)) تخرج به جماعة في العربية. قال الحاكم: ثم إنه على كبر السن حدث بصحيح مسلم من كتاب جديد بخطه عن إبراهيم بن سفيان، فأنكرت عليه، فعاتبني، فقلت: لو أخرجت أصلك وأخبرتني بالحديث على وجهه، فقال: قد كان والدي يحضرني مجلس ابن سفيان بسماع هذا الكتاب، ثم لم أجد سماعي فقال لي أبو أحمد بن عيسى: قد كنت أرى أباك يقيمك في المجلس تسمع وأنت تنام لصغرك، ولم يبق بعدي من يروي هذا الكتاب غيرك، فاكتب من كتابي فإنك تنتفع به، فكتبته من كتابه، فقلت: هذا لا يحل لك، فقام وشكاني.
108 قلت: روى عنه: أبو مسعود أحمد بن محمد البجلي الرازي صحيح مسلم. وتوفي ليلة النحر، ولم يرو عنه الحاكم شيئا. 4 (محمد بن سعيد بن الحسن بن محمد بن سهل، أبو سعيد الهروي القراب. توفي في ذي)) القعدة. 4 (محمد بن عبد الله بن محمد، أبو العباس بن سكرة الهاشمي الأديب.)) ) بغدادي من ذرية أبي جعفر المنصور. كان متسع الباع إلى أنواع الإبداع، فائق الشعر، لا سيما في المجون والسخف، وكان يقال ببغداد: إن زمانا جاد بمثل ابن سكرة وابن الحجاج لسخي جدا، وقد شبها في وقتهما بجرير والفرزدق في وقتهما، ويقال إن ديوان ابن سكرة يربي على خمسين ألف بيت. وتوفي في ربيع الآخر. ومن شعره: * في وجه إنسانه كلفت بها * أربعة ما اجتمعن في أحد. * * الوجه بدر، والصدع غالية * والريق خمر، والثغر من برد. * وقال أبو القاسم التنوخي: أنشدنا ابن سكرة لنفسه، وكان طيب المزاح:
109 * وقائل قال لي: لا بد من فرج * فقلت واغتظت كم لا بد من فرج * * فقال لي: بعد حين. قلت: واعجبا * من يضمن العمر لي يا بارد الحجج. * وله: * غصن بان وفي اليد منه * غصن فيه لؤلؤ منظوم. * * فتحيرت بين غصنين في ذا * قمر طالع وفي ذا نجوم. * 4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن نصر بن ورقاء، أبو بكر الأودني وأودن قرية من قرى)) بخارى. قيده ابن السمعاني بضم الهمزة، وابن ماكولا ومن تبعه على فتحها. كان إمام الشافعية في زمانه بما وراء النهر، وهو من أصحاب الوجوه. وقال الحاكم: هذا من أزهد الفقهاء وأورعهم وأعبدهم وأبكاهم على تقصيره، وأشدهم تواضعا وإنابة. قلت: روى عن الهيثم بن كليب الشاشي، وعبد المؤمن بن النسفي، ومحمد بن صابر البخاري. روى عنه الحاكم، وأبو عبد الله الحليمي، ومحمد بن أحمد بن غنجار، وجعفر المستغفري، وتوفي ببخارى في شهر ربيع الآخر. ومن غرائب وجوهه أن الربا حرام في كل شيء، فلا يجوز بيع مال بجنسه مطلقا. ومن شيوخه ببخارى يعقوب بن يوسف القاسمي.
110 4 (محمد بن عبيد الله بن الحسين، أبو بكر الأصبهاني.)) ) سمع محمد بن هارون الروياني، وعباس بن الوليد بن شجاع ابن أخي أبي زرعة الرازي. روى عنه: أحمد بن محمود الثقفي، وكان ثقة مأمونا. توفي في ربيع الآخر. وروى عنه أيضا أبو نعيم، ووصفه بالعدالة، ولكن قال: مات في ذي القعدة. 4 (محمد بن عمر بن حفصويه، أبو الحسن السرخسي جد الحافظ إسحاق بن إسحاق القراب.)) توفي في ذي الحجة. 4 (محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان، أبو بكر البغدادي الطرازي نزيل نيسابور. من كبار)) القراء والصلحاء. قرأ على: أبي بكر بن مجاهد، وسمع أبا القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، ودخل البصرة وأصبهان ثم نيسابور، وكتب بها عن محمد بن الحسين القطان وغيره. وكان عارفا بالعربية والحديث. قال الحاكم: خالف الأئمة في آخر عمره في أحاديث حدث بها في ذي الحجة. روى عنه الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكنجروذي وغيرهم. وقال الخطيب: ذاهب الحديث. 4 (محمد بن موسى بن المثنى الفقيه، أبو بكر البغدادي الآبري الداوودي الطاهري.))
111 سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا سعيد العدوي. روى عنه: البرقاني وقال: كان فقيها نبيلا على مذهب داوود. ولد سنة ثلاثمائة. 4 (مظفر بن أحمد بن إبراهيم بن الحسين بن برهان، أبو الفتح المقرئ.)) أقرأ القرآن بدمشق مدة. وصنف كتابا في القراءات، وقرأ على أبي القاسم علي بن العقب، وأبي الحسن محمد بن الأخرم، وصالح بن إدريس البغدادي، وحدث عن أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال، وإبراهيم بن المولد الزاهد، وابن حذلم، وأبي علي الحضايري، وأحمد بن محمد بن فطيس. وعنه: تمام الرازي، وأبو سعيد الماليني، وعلي بن الحسن الربعي وجماعة. والصواب برهان، بالضم. 4 (هاشم بن الحجاج، أبو الوليد البطليوسي.)) ) سمع: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن إصبع، وحج، فسمع من أبي سعيد الأعرابي، وأبي حامد البغدادي، وأبي يحيى محمد بن عبد الرحمن بن المقرئ، وأبي محمد بن أسد بن عبد الرحمن الكازروني، وخلق بمكة، ومحمد بن إبراهيم السراج، والفضل بن عبيد الله بالقدس، وعلي بن العباس الغزي بغزة، والحسن بن مليح، وأحمد بن بهزاد بمصر، واستقر ببطليوس، ثم سعي به إلى السلطان فامتحن، وأسكن قرطبة، فقرأ عليه كثيرا وكان لا بأس به في ضبطه. توفي في شوال. قاله ابن الفرضي.
112 4 (يوسف بن الشيخ أبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي النحوي، أبو محمد.)) كان إخباريا، لغويا، علامة، عارفا بالعربية معرفة جيدة، تصدر في مجلس أبيه بعد موته، وقد كان يفيد له في حياته، وكمل بعض تصانيف أبيه، وشرح أبيات سيبويه، فجاء نهاية في بابه، وشرح إصلاح المنطق فأجاد، وله في اللغة مصنفات. توفي في ثالثة من ربيع الآخر. وعمره خمس وخمسون سنة. 4 (يوسف بن عمر بن مسرور، أبو الفتح القواس الزاهد. بغدادي محدث مشهور.)) وسمع: أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وأحمد بن محمد بن المغلس، ومحمد بن هارون الحضرمي، وخلقا كثيرا، ذكر في تراجمهم أنه روى عنهم. روى عنه: أبو محمد الخلال، وأبو الحسن العتيقي، وعبد العزيز الأزجي، وأبو ذر الهروي، وآخر من روى عنه أبو الحسين بن المهتدي. قال الخطيب: كان ثقة زاهدا صادقا، ولد سنة ثلاثمائة، وأول سماعه سنة ست عشرة. سمعت علي بن محمد السمسار يقول: ما أتيت يوسف القواس إلا وجدته يصلي، وسمعت أبا بكر البرقاني والأزهري ذكرا القواس فقالا: كان من الأبدال، زاد الأزهري: وكان مجاب الدعوة.
113 وقال أبو ذر الهروي: سمعت الدارقطني يقول: كنا نتبرك بأبي الفتح القواس وهو صبي. وقال تمام بن محمد الزينبي وغيره: سمعنا القواس أنه وجد في كتبه جزءا في فضائل معاوية قد قرضته الفارة، فدعا عليها، فسقطت فارة من السقف واضطربت حتى ماتت. وجاء عن أبي ذر العروي أنه كان حاضرا لما ماتت. قال العتيقي: مات في ربيع الآخر. كان ثقة مستجاب الدعوة، ما رأيت في معناه مثله. أنبأنا ابن علان، أنا الكندي، أنا القزاز، أنا الخطيب، حدثني عبد الغفار الأموي، حدثني أبو) الحسن بن حميد، سمعت أبا ذر الهروي يقول: كنت عند أبي ذر القواس، فأخرج جزءا فيه قرض الفارة، فدعا الله على الفارة التي قرضته، فسقطت من السقف فارة، لم تزل تضطرب حتى ماتت. وذكر أبو الفتح أنه كان يكتب من لفظ المستسلمي، بل من لفظ الشيخ، فذكر أن رجلا قال له: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يقول لي: من أراد السماع كأنه يسمعه مني فليسمعه كسماع أبي الفتح القواس.
114 ((وفيات سنة ست وثمانين وثلاثمائة.)) 4 (أحمد بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى، أبو حامد المزكي النيسابوري.)) قال الحاكم: له إجازة من أبي العباس الدغولي بخط يده، وسمع من محمد بن الحسين القطان، وبمكة من ابن الأعرابي، وببغداد من البختري والصفار وطبقتهم. روى عنه: أبوه، وأبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ، أملى ببغداد ونيسابور، وحضر مجالسه القضاة والأشراف، وخرجت له فوائد. وتوفي في شعبان، ومولده سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وصحبته ببغداد، وبطريق مكة، وعندي أن الملائكة لم تكتب عليه خطيئة، وصام الدهر نيفا وعشرين سنة، وكان عابدا. قلت: وهو أحد الأخوة. حدث بهمذان، فروى عنه من أهلها جعفر الأبهري، وأبو بكر الزنجاني، وأحمد بن محمد بن سعدويه، وآخرون، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو سعد الكنجروذي. 4 (أحمد بن عبد الوهاب بن الحسين بن سفيان بن يوسف، أبو علي البغدادي القاضي نزيل)) مصر. حدث وتوفي في المحرم.
115 4 (أحمد بن عبد الله بن نعيم بن الجليل، أبو حامد النعيمي.)) روى صحيح البخاري. سمع أبا عبد الله الفربري، وأبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، والحسين بن محمد بن مصعب، وإبراهيم بن حمدويه السلمي، وأبا أحمد بن إسحاق السرخسي، وجماعة. روى عنه: أبو يعقوب القراب، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البرقاني، وأبو حازم) العبدوي، وأبو منصور الكرابيسي، وأبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي شيخ محيي السنة البغوي وغيرهم. وهو سرخسي نزل هراة واستوطنها، وتوفي في ربيع الأول. 4 (أحمد بن علي بن محمد، أبو علي المدائني المعروف بالحاكم، أحد الأدباء المذكورين.)) سمع: أبا بكر بن دريد وجماعة، وصحب عضد الدولة بن بويه، وكان راوية للشعر. روى عن: علي بن المحسن التنوخي، وهلال بن المحسن الصابي، وذكر أنه كان يحفظ ثلاثين ألف بيت شعر. 4 (عبد الله بن الحسين بن حسنون، أبو أحمد السامري البغدادي.)) 4 (أحمد بن محمد بن جعلان. روى عن أبي بكر بن الأنباري.)) وعنه: ابن المحسن التنوخي.
116 4 (أحمد بن وموسى بن أحمد بن خصيب، أبو بكر الأندلسي المعروف بابن الإمام.)) ولي القضاء ببعض مدن الأندلس، وسمع من عمر بن يوسف ومحمد بن شبل، وعاش ستين سنة. 4 (أحمد بن أبي الليث نصر بن محمد النصيبي المصري الحافظ. قدم نيسابور.)) قال الحاكم هو باقعة في الحفظ، شبهت مذاكرته بالحفظ بالسحر، وكان يتقشف، وجالس الصالحين، ثم ذهب إلى ما وراء النهر، وأقبل على الأدب والشعر، ودخل في الأعمال السلطانية، ثم اجتمعت به هناك، وحفظه كما كان، فكنت أتعجب منه. سمع: أحمد بن عبد الرحيم القيسراني، وأبا هاشم الكتاني بالشام وأبا عبد الله الحكيمي، وأبا علي الصفار ببغداد، وأبا العباس الأصم بنيسابور، وأصحاب يونس بن عبد الأعلى بمصر. روى عنه: الحاكم، وجماعة. 4 (جندب بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن خالد، أبو ذر المهلبي الأزدي)) الجرجاني. روى عن أبي إسحاق البحري، ومحمد بن الحسين بن ماهيار، ودعلج السجزي، وجماعة. وكان فقيها خيرا. قال ابن ماكولا: مات في رجب سنة ست. 4 (حمد بن محمد بن حمدون النيسابوري، أبو منصوري الجوزجاني الفقيه.))
117 تفقه ببلخ عند أبي القاسم الصفار، وحدث عن أبي العباس الدغولي وطبقته، وعمر نيفا وتسعين) سنة. 4 (الحسن بن إبراهيم بن زولاق، أبو محمد. أحد علماء الديار المصرية، وصاحب التصانيف)) والتواريخ. مولده في حدود سنة ست وثلاثمائة، ومن كبار شيوخه أبو جعفر الطحاوي، ورحل إلى دمشق بعد الثلاثين، ولم يؤرخه ابن عساكر. 4 (سعيد بن محمد بن مسلمة بن محمد بن تيري، أبو بكر القرطبي.)) سمع من عمه خطاب بن مسلمة، وقاسم بن إصبع. وولي قضاء قرمونة. وتوفي وصلى عليه أخوه مسلمة الزاهد. 4 (عباس بن إصبع بن عبد العزيز الهمذاني الحجاري، أبو بكر القرطبي، ولم يكن من أهل)) وادي الحجارة فيما قيل. سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس، وسيد أبيه الزاهد، وسعيد بن جابر، وعباس بن محمد. وكان ضابطا لما كتب. قرأ الناس عليه كثيرا، وتوفي في ذي القعدة، وله اثنتان وثمانون سنة.
118 4 (صالح بن جعفر، أبو الفرج الرازي.)) حدث عن: أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن زياد النيسابوري. وعنه: أبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، وجماعة. أحاديثه تدل على صدقة. 4 (عبد الله بن أحمد بن مالك، أبو محمد البغدادي البيع.)) سمع: أبا بكر بن داوود، ومحمد بن منصور الشيعي، وسعيدا أخا زبير الحافظ. روى عنه: العتيقي، وأبو طالب النيسابوري، وأبو حازم محمد بن الفراء. وثقه ابن أبي الفوارس. توفي في جمادى الأولى. 4 (عبد الله بن الحسين بن حسنون، أبو أحمد السامري البغدادي المقرئ، مسند ديار مصر)) بالقراءات. ذكر أنه قرأ لحفص على أحمد بن سهل الأشناني صاحب عبيد بن الصباح، وقرأ للسوسي على أصحابه أبي الحسن بن الرقي، وأبي عثمان النحوي، وأبي عمران موسى بن جرير النحوي، وقرأ لقالون على أبي الحسن بن شنبوذ، وقرأ للدوري وغيره على أبي بكر بن) مجاهد، وكذا قرأ على ابن شنبوذ بطرق متعددة. قرأ عليه: أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، وأبو الفتح فارس بن
119 أحمد، ويوسف بن رباح البصري، وعبد الساتر بن الذرب باللاذقية، وأبو الحسين القيسي الخشاب، وأبو القاسم عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي ثم المصري، قرأ عليه بمذاهب السبعة، ورواياته عنه في كتاب العنوان وآخر من قرأ عليه أبو العباس أحمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس شيخ ابن الفحام. وقد وقع لنا بحمد الله من طريقه رواية حفص السوسي بعلو، من قراءتي على أصحاب الصفراوي عنه. إلا أن السامري قد تكلم فيه بعضهم، فقال محمد بن علي الصوري: قال أبو القاسم العنابي البزاز: كنا يوما عند أبي أحمد المقرئ فحدثنا عن أبي العلاء محمد بن أحمد الوكيعي، فاجتمعت بأبي محمد عبد الغني بن سعيد، فذكرت ذلك له، فاستعظمه، وقال: سله متى سمع منه فرجعت إليه، فقال: سمعت منه بمكة في الموسم، سنة ثلاثمائة، فأتيت عبد الغني فأخبرته، فقال: أبو العلاء مات عندنا في أول سنة ثلاثمائة. ثم عبرت معه بعد مدة، وأبو أحمد قاعد يقرئ، فقلت له: لا أسلم على من يكذب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال صاحب العنوان إنه قرأ لأبي الحارث الليث عن الكسائي، على عبد الجبار الطرسوسي، عن قراءته على أبي أحمد السامري، وتلا أبو أحمد برواية المذكور على محمد بن يحيى الكسائي الصغير، عن قراءته على الليث. قال أبو عبد الله القصاع: كذا نقل الجماعة عن أبي أحمد أنه قرأ على محمد بن يحيى، وهو وهم، لأنه توفي سنة ثمانين ومائتين، وولد أبو أحمد بعد موته بنحو خمس عشرة سنة.
120 وقال الخطيب: قال الصوري: وقد ذكر أبو أحمد أنه قرأ على محمد بن يحيى الكسائي، فكان الأمر من ذلك بعيدا. قلت: وهذا وهم، وقع لأبي أحمد رجع عنه، وإنما يروي هذه القراءة عن مجاهد تلاوة عن محمد بن يحيى سماعا لحروفها، وكذا رواه لأبي عمرو الداني في جامع البيان، فقال: قرأت بها على شيخنا أبي الفتح، وقال: قرأت على عبد الله بن الحسين، قال: قرأت على ابن مجاهد، قال: أخبرني محمد بن يحيى الكسائي، عن الليث بن خالد، عن الكسائي. قلت: وأبو الفتح من أثبت القراء وأتقنهم، وأما أبو القاسم الجدلي، وابن الفحام، وغيرهما ممن) عنده طرق أبي أحمد، فلم يذكروا قراءة أبي أحمد عن محمد بن يحيى أصلا، وقد رواها، أعني رواية محمد بن يحيى أبو الحسن بن شنبوذ، وقد سقط اسمه على صاحب العنوان، والله أعلم. وأنا أستغرب قراءة أبي أحمد على أحمد بن سهل الأشناني فإنه توفي سنة سبع وثلاثمائة، ومولد أبي أحمد سنة خمس وسبعين ومائتين، فيكون قد قرأ عليه وهو ابن اثنتي عشرة سنة إن كان قد قرأ عليه. توفي ليلة السبت لثمان بقين من المحرم. وذكر يحيى بن الطحان أن أبا أحمد روى عن أبي العلاء الكوفي وعبد الله بن المعتز، وعون بن المعتز، وعون بن أبي المزرع. قلت: ولم يدرك ابن المعتز، فسألت الله السلامة، فقد بان ضعف أبي أحمد وتخليطه فياحينه. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن الخطيب بن رسته، أبو علي الضبي الأصبهاني.)) سمع الحسن بن محمد الداركي، وأبا عمرو ابن عقبة، وإبراهيم بن عبد الله بن محمد الزينبي.
121 روى عنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ، وأبو نصر إبراهيم بن محمد بن علي الكسائي. 4 (عبد الكبير بن محمد بن عفير، أبو محمد الحكمي الأندلسي المقرئ.)) سمع من أبي جعفر بن النحاس، وأبي سعيد بن الأعرابي، وقاسم بن إصبع، والمظفر بن أحمد المصري، وقرأ على محمد بن عبد الله بن أشته ومحمد بن علي. وأقرأ الناس بقرطبة مدة، وتوفي في صفر. 4 (عبد الله بن أبي زيد، وأبو محمد فقيه القيروان.)) توفي سنة ست وثمانين، وقيل سنة تسع، وقد ذكر هنالك. 4 (عبيد الله بن فرج بن مروان القرطبي النحوي ويعرف بالطوطالقي.)) أخذ عن أبي علي القالي وأبي عبد الله الرياحي، وطائفة، وبرع في اللغة. وبرع في النحو والآداب، وقد اختصر كتاب المدونة، وأجاد. توفي في عشر السبعين. 4 (عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن جميل، أبو أحمد الأصبهاني.)) سمع من جده إسحاق مسند أحمد بن منيع وسمع من الحسن بن عثمان الفسوي: كتب يعقوب ابن سفيان، وسمع من أحمد بن جعفر بن محمويه البغدادي.)
122 روى عنه: أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم الحافظ، وعلي بن القاسم بن إبراهيم بن شنبويه المقرئ، وأبو نصر إبراهيم بن محمد الكسائي، وعثمان بن أحمد بن سعيد الخلال، وعبد الواحد بن أحمد المعلم. قال ابن مردويه: توفي في شعبان. 4 (علي بن أحمد بن محمد بن مهران الأصبهاني.)) روى عن أبي بكر محمد بن سعيد الفارسي، عن زيد بن أخرم. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم. 4 (علي بن القاضي أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل الضبي المحاملي، أبو القاسم البغدادي.)) سمع: أباه، ومحمد بن محمد الباغندي، وابن زياد النيسابوري. وعنه: ابن أخيه أحمد بن عبد الله، وأبو القاسم الأزهري، وتوفي في شعبان. وثقه الخطيب. 4 (علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن شاذان، أبو الحسن الحميري البغدادي الحربي يعرف)) بالسكري وبالختلي، وبالصيرفي، وبالكيال. سمع: أحمد الصوفي، وعلي بن سراج، وعباد بن علي السيريني، ويحيى بن محمد الباغندي، والهيثم بن خلف، وأبا حبيب بن البرتي، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، وعيسى بن سليمان، والحسن بن الطيب البلخي، وعلي بن الحسين بن حبان، وجماعة. تفرد بالرواية عن جماعة منهم.
123 روى: عنه أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال، وأبو الطيب الطبري، والعتيقي، وأبو القاسم التنوخي، والقاضي أبو يعلى محمد بن الحسين الفراء، وأبو الغنائم محمد بن علي بن الدجاجي، وعبد الصمد بن المأمون، وأبو الحسين محمد بن المهتدي بالله وهو آخرهم، وأبو الحسين بن النقور. أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، أنا أحمد بن أبي الفتح، والفتح بن عبد السلام قالا: أنا محمد بن عمر الأرموي، أنا أحمد بن محمد البزاز، أنا علي بن عمر الحربي، ثنا أحمد بن الحسن الصوفي ثنا يحيى بن زبير، ثنا سفيان بن عيينة، عن حميد الأعرج، عن سليمان بن عتيق، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم: أمر بوضع الجوائح ونهى عن بيع السنين. قال التنوخي: سمعت الحربي يقول: ولدت سنة ست وتسعين ومائتين، وأول سماعي سنة ثلاث) وثلاثمائة من الصوفي. قال الخطيب: قال البرقاني، عن الحربي: لا يساوي شيئا، فسألت الأزهري عنه فقال: صدوق، وكان سماعه في كتب أخيه، لكن بعض المحدثين قرأ عليه منها شيئا، لم يكن سماعه، وأما الشيخ فكان في نفسه ثقة. وقال الأزجي: كان صحيح السماع. وقال العتيقي: كان ثقة ذهب بصره في آخر عمره، وتوفي في شوال. 4 (علي بن محمد بن أحمد اليزداذي الرازي نزيل ما وراء النهر.)) روى عن أبي بكر بن زياد النيسابوري، وابني المحاملي: القاسم والحسين، وغيرهم.
124 يعرف بالخازن، ولي القضاء بمدائن عدة. 4 (غزوان بن القاسم بن علي، أبو عمرو المازني البغدادي ثم المصري.)) روى عن الحسن بن مليح، وقرأ القرآن على ابن شنبوذ، وأقرأ. عمر ستا وتسعين سنة. وقال الداني: قرأ على ابن مجاهد، وكان مساهرا ضابطا. تلا عليه إسماعيل بن عمرو الحداد. 4 (المثنى بن محمد بن المثنى، أبو الهيثم الأزدي المروزي.)) حدث عن أحمد بن محمد بن المنكدري، وعبد الرحمن بن محمد بن حمدويه. روى عنه: جعفر المستغفري، وأبو العلاء الواسطي، وعلي بن طلحة. 4 (محمد بن إبراهيم السوسي شيخ الصوفية بدمشق.)) روى عن أبي علي محمد بن شعيب، وأبي عبد الله الروذباري. روى عنه: محمد بن الحسين بن الترجمان. 4 (محمد بن حسان بن محمد الفقيه، أبو عبد الله بن أبي الوليد النيسابوري الشافعي.)) أفتى ودرس زمن أبيه، وروى عن ابن الشرفي، وابن عبدان. وعنه: الحاكم وجماعة. مات في شوال، وله أربع وثمانون سنة. 4 (محمد بن الحسن بن إبراهيم الإستراباذي، وقيل إنه جرجاني، الفقيه
125 الشافعي المعروف)) بالختن. كان ختن الإمام أبي بكر الإسماعيلي. ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وكان إماما فاضلا ورعا مشهورا، وله وجوه حسنة في المذهب، وكان مقدما في الأدب، ومعاني القراءات والقرآن، مناظرا.) سمع الحديث من أبي نعيم عبد الملك بن عدي وجماعة بجرجان، ومن عبد الله بن فارس ونحوه بأصبهان، ومن أبي العباس الأصم بنيسابور، وأكثر عن الأصم، وشرح التلخيص لأبي العباس بن القاص. وخلف من الأولاد أبا بشر الفضل، وأبا النضر عبيد الله، وأبا عمرو عبد الرحمن، وأبا الحسن عبد الواسع. توفي بجرجان يوم عرفة، ودفن يوم الأضحى. 4 (محمد بن خراسان، أبو عبد الله المصري.)) قرأ القرآن على المظفر بن أحمد، وسمع من أبي جعفر النحاس، وبرع في العربية، وسكن صقلية. وحمل عنه جماعة، وعمر ستا وتسعين سنة. 4 (محمد بن سليمان بن يزيد الفامي القزويني، أبو سليمان.)) سمع من أبيه، ومحمد بن جمعة بن زهير، والعباس بن الفضل بن شاذان الرازي، وغيرهم. وعاش تسعين سنة. 4 (محمد بن عبد الله بن عبد المؤمن، أبو عبد الله القرطبي المعلم، ابن بنت أصبغ بن مالك،)) كان عنده أصول جده أصبغ ويذكر أنه سمعها، ويدعي أنه أدرك محمد بن وضاح، كان شيخا تائها لا معرفة له.
126 كتب عنه قوم حدثهم عن جده، لو أرادوه على أن يحدثهم عن نوح عليه السلام لفعل. توفي في المحرم، وقيل إنه جاوز المائة، فالله أعلم. 4 (محمد بن عثمان بن إسحاق، أبو الفضل النسفي. شيخ مسن.)) روى عن محمود بن عنبر تسعين حديثا، وهو آخر أصحابه. روى عنه جعفر المستغفري. 4 (محمد بن علي بن عطية، أبو طالب الحارثي المكي. مصنف كتاب قوت القلوب.)) كان من أهل الجبل، ونشأ بمكة وتزهد، وله لسان حلو في التصوف. روى عن: علي أحمد المصيصي، وأحمد بن يوسف بن جلاد النصيبي، وأحمد بن الضحاك الزاهد، وأبي بكر الآجري، ومحمد بن عبد الحميد الصنعاني، ومحمد بن أحمد المفيد، وغيرهم. روى عنه: عبد العزيز الأزجي. قال الخطيب: حدثني العتيقي، والأزهري أنه كان مجتهدا في العبادة، وتوفي في جمادى) الآخرة، وقال لي أبو طاهر محمد بن علي العلاف إنه وعظ ببغداد، وخلط في كلامه، وحفظ عنه أنه قال: ليس على المخلوقين أضر من الخالق، فبدعه الناس وهجروه. وقال غيره: إن أبا طالب كان يستعمل الرياضة كثيرا، ولقي مشايخ وسادة، ودخل البصرة بعد وفاة أبي الحسن بن سالم، فانتهى إلى مقالته.
127 قال أبو القاسم بن بشران: دخلت على شيخنا أبي طالب المكي فقال: إذا علمت أنه قد ختم لي بخير فانثر على جنازتي سكرا ولوزا، وقل: هذا حاذق، ثم قال: خذ بيدي إذا احتضرت، فإذا قبضت على يدك فاعلم أنه قد ختم بخير، وإن لم أقبض فاعلم أنه لم يختم بخير، فقعدت عنده، فلما كان عند موته قبض على يدي قبضا شديدا، فلما خرجت جنازته نثرت عليه سكرا ولوزا، وقلت: هذا الحاذق كما أمرني. رأيت أربعين حديثا لأبي وبخطه، قد أخرجها بأسانيده، وروى فيها عن عبد الله بن جعفر بن فارس إجازة، وروى في أولها: من حفظ على أمتي أربعين حديثا من خمسة أوجه. وقد خرج فيها من أبي زيد المروزي من صحيح البخاري رحمه الله، كنه حمده بحمده. 4 (محمد بن عبد الله بن حمشاذ، أبو منصور الحمشاذي النيسابوري الفقيه الأديب الزاهد.)) سمع من: أبي طالب حامد بن بدال أبي بكر القطان، وفي الرحلة من ابن الأعرابي، وابن البختري. وكان زاهدا عابدا كبير الشأن يخرج أئمة، وعاش اثنتين وسبعين سنة، وكان من كبار الشافعية. 4 (محمد بن عمر بن سعدون، أبو عبد الله المعافري القرطبي الغضايري.)) شيخ صالح قليل العلم، حج وسمع بمكة من ابن الأعرابي، وبمصر من أحمد بن جامع وجماعة. سقط عليه حائط فمات تحته في ربيع الآخر. وقد أخذ عنه ابن الفرضي.
128 4 (محمد بن محمد بن إبراهيم بن جبريل، أبو طاهر النسفي الفقيه.)) قال جعفر المستغفري: كان يسبح وحده في الفقه والزهد والورع، رحمه الله، ومات كهلا. 4 (محمد بن المسيب، أبو داود العقيلي صاحب الموصل، تملكها سنوات.)) 4 (منصور بن يوسف بن بلكين الصنهاجي صاحب إفريقية.)) كان بطلا شجاعا جوادا، فولي بعد أبيه باديس لعمه حماد على ولاية أشتر، فعظم حماد وكثر) عسكره، ثم عصى على ابن أخيه، ثم اقتتلا سنة ست وأربعين، فانهزم حماد، ومات باديس بعد أشهر، فقاتل المعز بن باديس حمادا، فانهزم أيضا، وفي بيته ملوك أنشأوا بجاية. 4 (ميمون بن عبد الغفار بن حسنويه، أبو سعيد المصري. توفي عن نيف وستين سنة.)) 4 (أبو منصور العزيز بالله بن المعز بالله أبي تميم معد بن المنصور بالله أبي الطاهر إسماعيل)) ابن القائم بأمر الله محمد بن العبيدي. إنهم علويون فاطميون، وهذا هو صاحب مصر والشام والغرب، ووالد الحاكم. ولي المملكة بعد والده في ربيع الآخر سنة خمس وستين وثلاثمائة، وله إحدى وعشرون سنة. وكان كريما شجاعا، حسن الصفح.
129 قال المسبحي: وفي أيامه بني قصر البحر بالقاهرة الذي لم يكن مثله لا في شرق ولا غرب، وقصر الذهب، وجامع القرافة. كان أسمر، أصهب الشعر، أعين أشهل، بعيد ما بين المنكبين، حسن الخلق، قريبا من الناس، لا يؤثر سفك الدماء، وكان مغرى بالصيد، ويتصيد السباع، وكان أديبا فاضلا، فذكر له أبو منصور الثعالبي في يتيمة الدهر هذه الأبيات: * نحن بنو المصطفى ذوو محن * تجرعها في الحياة كاظمنا. * * عجيبة في الأنام محنتنا * أولنا مبتلى وخاتمنا. * * يفرح هذا الورى بعيدهم * طرا وأعيادنا مآتمنا. * وكان قد مات له ابن في العيد، فقال هذا. ثم قال أبو منصور: سمعت الشيخ أبا الطيب يحكي أن الأموي صاحب الأندلس كتب إليه نزار صاحب مصر كتابا يسبه فيه ويهجوه، فكتب إليه: أما بعد، فإنك قد عرفتنا فهجوتنا، ولو عرفناك لأجبناك قال: فاشتد ذلك على نزار، وأفحمه عن الجواب، يعني أنه دعي لا يعرف قبيلته، حتى كان يهجوه. وقال أبو الفرج بن الجوزي: كان العزيز قد أولى عيسى بن نسطورس النصراني، واستناب منشأ اليهودي، فكتبت إليه امرأة: بالذي أعز اليهود بمنشأ، والنصارى بابن نسطورس، وأذل المسلمين بك، إلا نظرت في أمري، فقبض على اليهودي والنصراني، وأخذ من ابن نسطورس ثلاثمائة ألف دينار. قال ابن خلكان، رحمه الله: وأكثر أهل العلم لا يصححون نسب المهدي عبيد الله جد خلفاء مصر، حتى أن العزيز في أول ولايته صعد المنبر يوم الجمعة، فوجد هناك ورقة فيها:
130 * إنا سمعنا نسبا منكرا * يتلى على المنبر في الجامع.) * (إن كنت فيما تدعي صادقا * فاذكر أبا بعد الأب السابع. * * وإن ترد تحقيق ما قلته * فانسب لنا نفسك كالطائع. * * أو لا دع الأنساب مستورة * وادخل بنا في النسب الواسع. * * فإن أنساب بني هاشم * يقصر عنها طمع الطامع. * وصعد العزيز يوما آخر المنبر فرأى ورقة فيها مكتوب: * بالظلم والجور قد رضينا * وليس بالكفر والحماقه. * * إن كنت أوتيت علم غيب * بين لنا كاتب البطاقه. * قال ابن خلكان: وذلك أنهم ادعوا المغيبات، وأخبارهم في ذلك مشهورة. وفتحت للعزيز مصر وحماه وحلب، وخطب له صاحب الموصل أبو الذواد محمد بن المسيب العقيلي بالموصل سنة اثنتين وثمانين، وضرب اسمه على السكة والأعلام، وخطب له أيضا باليمن. ومات في رمضان، وعمره اثنتان وأربعون سنة وأشهر، ببلبيس في حمام من قولنج لحقه. 4 (يوسف بن إبراهيم بن موسى أبو يعقوب السهمي الجرجاني الرجل الصالح، والد الحافظ)) حمزة. وسمع أبا نعيم بن عدي الإسترباذي الجويني، وجماعة. وروى عنه: ابنه، ومحمد بن الخواص. 4 (أبو طالب المكي. اسمه محمد بن علي، قد تقدم.))
131 ((وفيات سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.)) 4 (أحمد بن محمد بن علي بن مزدئن أبو علي القومساني النهاوندي الزاهد. سكن أنبط، قرية)) من كورة همذان. روى عن: أبي يعلى محمد بن زهير الأبلي، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وعبد الله ابن أحمد بن عمر الطائي، وعلي بن محمد بن عامر النهاوندي، وعبد الرحمن الجلاب الهمذاني، وطائفة. روى عنه: ابناه محمد وعثمان، ورافع بن محمد أبو نصر شعيب، وجعفر بن محمد الأبهري، ومحمد بن عيسى، وجماعة من أهل همذان.) قال شيرويه في الطبقاتك كان صدوقا ثقة، شيخ الصوفية، ومقدمهم في الجبل، والمشار إليه، وكان له آيات وكرامات ظاهرة، وقبره بأنبط يزار ويقصد من البلدان. سمعت الإمام محمد بن عثمان القومساني: سمعت جعفر بن محمد الأبهري يقول: دخلت على الشيخ أبي علي بن مردين وهو في محرابه، بعدما ذهب بصره، فجلست حلف عمود أفكر في نفسي، هل بقي في الدنيا من يتكلم على السر، فلم أستكمل خاطري حتى صاح الشيخ من المحراب فقال: يا جعفر، لم تقول كذا وهل تخلو الدنيا من أولياء الله الذين يتكلمون على السر قال شيرويه: وسمعت أبا جعفر محمد بن الحسين
133 الصوفي يقول: سمعت جعفر الأبهري يقول: سمعت أبا علي القومساني يقول: رأيت رب العزة في المنام سنة إحدى وثمانين فناولني كوزين، شبه القوارير، فشربت منهما، فانتبهت وأنا أتلو هذه الآية وسقاهم ربهم شرابا طهورا. ورأيت مرة رب العزة في أيام القحط فقال: يا أبا علي لا تشغل خاطرك، فإنك من عيالي وعيالك عيالي وأضيافك عيالي. قال شيرويه: سمعت أبا علي أحمد بن طاهر القومساني يقول: سمعت جعفر الأبهري يقول: دخلت على أبي علي القومساني، فغسل يديه عقيب الطعام، فأخذت الطشت وخرجت به فشربته، فخرجت إلى بغداد، وما ذقت شيئا. وكنت أسمعه يقول: الرافضة أسوأ حالا عند الله من إبليس، لأنه قال في إبليس وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين. فهذه لعنة إلى وقت معلوم. وقال في الروافض. إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم. يعني تكلموا في عائشة. سمعت أبا الفضل محمد بن عثمان الفقيه، سمع أبا الهيج الكردي يقول: كانت نفسي تطالبني في زيارة الشيخ أبي علي القومساني، فتمادت بي الأيام حتى بلغني مرضه، فبادرت، فتلقاني نعيه في الطريق، فسألت ولده أبا إسحاق أن يحكي لي بعض كراماته، فقال لي: يطول علي وعليك ذلك، ولكني أخبرك ما شاهدت منه في مرض موته، أتانا رجل من كرمان ، صوفي في بزة حسنة، فاستأذنت له، فقال: هذا الرجل لا أحب لقاءه، فرجعت وتعللت بشدة مرضه، فقال: إنني من مسافة بعيدة، فلا تحرمني لقاء الشيخ، فتبقى حسرة، فقال لي: قبل أن أكلمه يا بني إياك أن تدخل هذا الرجل علي، فهبت أن أراجعه، ثم في المرة الثالثة قال: يا بني لا تدخلنه علي، فإنه عاق لوالديه، فرجعت وتجرأت عليه، وأخبرته بجلية الأمر، فاضطرب
134 الرجل وبكى، وسقط إلى الأرض، وقال لي: أنت تائب إلى) الله، فدخلت على الشيخ، فقال: إن الرجل قد تاب، فأدخله، فإن الله يقبل المعذرة، فدخل يبكي ويعتذر، فقال الشيخ: تذكر خروجك من عند أمك وهي تبكي، وتمنعك مفارقتها، وأنت تقول، أنا أريد المشايخ، وهي تمنعك، فخرجت وهي باكية حزينة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي أتاه يغزو ألك والدان قال: نعم، فارقتهما وهما يبكيان، قال: ارجع فأضحكهما كما أبكيتهما. ثم قال الشيخ: عليك بالرجوع من فورك هذا، وإلا كنت من المطرودين من باب الله، فرجع كما أمره ومات الشيخ بعد يوم. قال شيرويه: توفي سنة سبع وثمانين. 4 (أحمد بن محمد بن سلمة، أبو بكر الغساني الدمشقي النحوي، المعروف بابن شرام.)) سمع: أبا الدحداح أحمد بن محمد، وأبا بكر الخرائطي، وجماعة. وعنه: أحمد الطيان، وعلي بن محمد الربعي، ورشا بن نظيف. توفي في شعبان. 4 (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي حماد، أبو إسحاق الأسدي الأبهري المالكي.)) حدث بهمذان سنة سبعين كما ذكر وما وراء النهر، وعمر دهرا. قال أبو يعلى الخليلي: فقيه عابد كبير المحل. سمع أحمد بن
135 محمد بن ساكن الزنجاني، ومحمد القزويني، وبالعراق الجوزجاني، وابن عقدة، ونيف على المائة. مات سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. قلت: تفرد بالرواية عن محمد بن عبد بن عامر السمرقندي وغيره. روى عنه خلق بهمذان. 4 (تميم بن إسماعيل المعروف بالفحل.)) قدم دمشق متوليا عليها من قبل صاحب مصر الحاكم في هذه السنة، وليها سنة تسعين، مات فيها. 4 (جعفر بن محمد بن الفضل، أبو القاسم بن المارستاني الدقاق، بغدادي، قدم مصر، وحدث)) عن أبي بكر بن مجاهد، ومحمد بن مخلد. روى عنه: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو علي بن المذهب. روى كتبا وقراءات. قال الدارقطني: يكذب، ما سمع من هؤلاء. وقال الصوري: كان كذابا. 4 (الحسن بن إبراهيم بن الحسن بن الحسين بن علي بن خلف بن زولاق، أبو محمد الليثي)) ) المصري المؤرخ. له مصنف في التاريخ، وله كتاب خطط مصر. توفي في ذي القعدة، كان جده من مشاهير العلماء. 4 (الحسن بن أحمد بن عبد الله بن بكير، أبو عبد الله البغدادي الصيرفي الحافظ.))
136 سمع أبا جعفر بن البختري، وإسماعيل الصفار، وعثمان بن السماك، وأبا بكر النجار، فمن بعدهم. روى عنه: أبو حفص بن شاهين وهو أكبر منه، وأبو العلاء الواسطي وأبو القاسم التنوخي، وعبيد الله الأزهري، وآخر من حدث عنه أبو الحسين محمد بن المهتدي بالله. قال الأزهري: سمعته يقول في حديث: هذا كتبه عني محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الحسن الدارقطني. وقال أبو القاسم الأزهري: كنت أحضر عند ابن بكير، وبين يديه أجزاء، فأنظر فيها فيقول لي: أيما أحب إليك تذكرني متن ما تريد من هذه الأجزاء، حتى أخبرك بإسناده، أو تذكر إسناده حتى أخبرك بمتنه، فكنت أذكر له المتون، فيحدثني بالأسانيد كما هي حفظا، وفعلت هذا معه مرارا كثيرة، وكان ثقة، لكنهم حسدوه وتكلموا فيه. قال الخطيب: قال ابن أبي الفوارس: كان يتساهل في الحديث، ويلحق في بعض أصول الشرع ما ليس منها، ويصل المقاطيع. ولد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وتوفي في ربيع الآخر، رحمه الله. 4 (حسن بن أحمد بن النيسابوري المحمي، أبو علي.)) حدث ببغداد. عن أبي العباس الأصم. روى عنه: محمد بن طلحة النعالي، وعبيد الله الأزهري. حدث في هذه السنة، وكان ثقة.
137 4 (الحسين بن أحمد بن محمد، أبو عبد الله البصري الريحاني.)) سكن بغداد، حدث عن أبي القاسم البغوي، وابن صاعد، وابن مبشر الواسطي. وعنه: أبو محمد الخلال، والعتيقي، ومحمد بن علي العشاري. قال العتيقي: كان شيخا أمينا له أصول صحاح. 4 (الحسين بن محمد بن سليمان، أبو عبد الله البغدادي الكاتب.)) ) حدث عن البغوي، وأبي محمد بن صاعد، وأبي بكر النيسابوري. روى عنه: أبو القاسم التنوخي، وأبو طالب العشاري، وأبو الحسين بن المهتدي بالله. حدث في هذه السنة، ولم يضبط وفاته، وكان صدوقا. 4 (الحسين بن محمد بن إبراهيم بن شريك، أبو علي الأصبهاني الطبيب.)) سمع محمد بن عمر الجورجيري، وأحمد بن محمد البناي. روى عنه: أبو بكر بن أبي علي المعدل، وأبو نعيم. 4 (سبكتكين الأمير حاجب معز الدولة بن بويه.))
138 خلع عليه الطائع لله وطوقه وسوره، ولقبه نصر الدولة، فلم تطل أيامه. قال أبو الفرج بن الجوزي: سقط من الفرس، فانكسرت ضلعه، فاستدعي ابن الصلت المجبر، فرد ضلعه، ولازمه حتى برأ، فأعطاه يوم دخوله الحمام ألف دينار وفرسا وخلعة، وبقي لا يمكن الانحناء للركوع، وكان يقول للمجبر: إذا تذكرت عافيتي على يدك، فرحت بك، ولا أقدر على مكافأتك، وإذا ذكرت حصول رجلك فوق ظهري اشتد غيظي منك. توفي في أواخر المحرم، وكانت مدة إمارته شهرين ونصف. وخلف ألف ألف دينار، وعشرة ألف ألف درهم، وصندوقين جواهر، وستين صندوقا قماش وفضيات وتحف، ومائة وثلاثين سرجا مذهبة، منها خمسون، في كل واحد، وألف دينار حلية، وستمائة سرج فضة، وأربعة عشر ألف ثوب من أنواع القماش، وثلاثمائة عدل وبسط، وثلاثة آلاف رأس من الدواب، وألف جمل، وثلاثمائة مملوك دارية، وأربعين خادما. وكانت له دار هي دار المملكة اليوم، يعني صارت دار السلطنة، وقد غرم عليها أموالا لا تحصى. ومما روى علي بن المحسن التنوخي عن أبيه، قال: بلغت النفقة على عمل البستان، يعني الذي للدار وسوق الماء إليه، خمسة آلاف ألف درهم. قال: ولعله قد أنفق على أبنية الدار مثل ذلك فيما أظن. 4 (سلمان بن جعفر بن فلاح، أبو تيم الأمير. ولي دمشق في أثناء السنة للحاكم، ثم عزل في)) آخرها بجيش من صمصامة. 4 (سعيد بن خلف، أبو عثمان الصوفي.))
139 سمع بقرطبة من أحمد بن سعيد بن حزم، وأبي عبد الملك بن أبي دليم، وجماعة.) وكان فقيرا من أهل السنة، يعيش من صلة إخوانه. 4 (سهل بن إبراهيم بن سهل بن نوح، أبو القاسم الإستجي مولى بني أمية، ويعرف بابن)) العطار. كان عالما زاهدا متفننا. سمع أحمد بن خالد بن الحباب، ورحل إلى إلبيرة، فأكثر عن ابن فطيس، ولزم العبادة، وسمع الناس منه قديما وجديدا، وطال عمره. قال ابن الفرضي: قرأت عليه أكثر كتبه، وقال لي: ولدت سنة تسع وتسعين ومائتين، وتوفي في رجب. 4 (صدقة بن محمد بن صدقة، أبو القاسم البزاز المصري الوكيل. توفي في شوال.)) 4 (عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن أسد، أبو القاسم الرازي الفقيه الشافعي المحدث، نزيل)) مصر، وكان يلقب بالدود. سمع: عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره بالري، وأحمد بن إبراهيم بن عبادل، ومحمد بن يوسف الهروي بدمشق. قال أبو إسحاق الحبال: كان مكثر جدا. قلت: روى عنه عبد الكريم بن عبد الواحد الحسنابادي وعبد الوهاب بن محمد المصري، ومحمد بن مغلس، وأبو عمر الطلمنكي. مات في جمادى الآخرة. 4 (عبد الله بن محمد بن اليسع، أبو القاسم المقرئ صاحب ابن مجاهد.)) قرأ عليه طلحة بن علي شيخ ابن سوار وغيره.
140 مات في هذا العام، وولد سنة ثلاثمائة، ويعرف بابن اليسع الأنطاكي. قرأ أيضا على إبراهيم بن عبد الرزاق مقرئ الشام، وعلي بن أحمد بن حمد بن عبد الأعلى، وغيرهم. وقرأ عليه أبو العلاء محمد بن علي الواسطي أيضا، وأكبر شيخ له الحسين بن إبراهيم بن أبي عجرم تلميذ أحمد بن جبير. وقد ذكر ثابت بن بندار أنه قرأ على علي بن طلحة البصري عن قراءته على موسى بن جرير الرقي، وهذا بعيد باعتبار مولده، فإنه ضعيف لا يوثق به. 4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم البغدادي الشاهد، أبو القاسم بن الثلاج.)) أصله من حلوان، ولد سنة سبع وثلاثمائة، وحدث عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد، ومن بعدهم، فأكثر.) روى عنه: أبو عبد الله الصيمري، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو القاسم التنوخي، وآخرون. قال التنوخي: قال لنا: ما باع أحد من أسلافي الثلج، وإنما كان جدي مترفا يجمع لنفسه في كل سنة ثلجا كثيرا، فمر بعض الخلفاء بحلوان، فطلب ثلجا، فلم يوجد إلا عند جدي، فأهدى إليه منه، فوقع منه بموقع، فقال: اطلبوا عبد الله الثلاج، فغلب عليه هذا النسب وعرف به. وقال عبيد الله الأزهري: كان ابن الثلاج يضع الحديث على سليمان الملطي وغيره. قلت: وكذا تكلم فيه الدارقطني وغيره. توفي فجأة في ربيع الأول.
141 قال الدارقطني: لا يشتغل به، يضع الأحاديث والأسانيد. 4 (عبد العزيز بن حكم بن أحمد بن الأمير محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام الملقب)) بالداخل، أبو الإصبع الأموي المرواني القرطبي. سمع: عبد الله بن يونس، وقاسم بن إصبغ، وجماعة. وكان أديبا شاعرا نحويا. ولد سنة عشرة وثلاثمائة، وتوفي في المحرم، وحدث. 4 (عبد السلام بن السمح بن نابل، أبو سليمان الهواري.)) سمع أبا سعيد بن الأعرابي، وأبا جعفر بن النحاس النحوي وطائفة، وتفقه بمصر للشافعي، وكان زاهدا صالحا سكن الأندلس. أكثر عنه ابن الفريضي وقال: نوفي في صفر، وله أربع وثمانون سنة. 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن النعمان، أبو القاسم النيسابوري الصفار.)) عن مكي بن عبدان، وعبد الله بن الشرفي، وعدة. وعنه: الحاكم. 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين بن عبديل، أبو نصر الشيباني الهمذاني الأنماطي.)) روى عن الكبار الحسن بن علي بن أبي الحناء، وأحمد بن محمد بن أوس، ومحمد بن عبد الله بلبل، وإبراهيم بن محمد لن يعقوب، وإبراهيم بن عمروس، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الحافظ، وأبي بكر بن مجاهد المقرئ، وأبي نصر محمد المروزي، وطائفة. روى عنه: حمد الزجاج، وجعفر الأبهري، وابن منده الحافظ، وآخرون.
142 قال شيرويه: هو صدوق، ثقة، فقيه، أديب، يحسن هذا الشأن، يعني الحديث. توفي لسبع بقين من ذي القعدة، وصلى عليه ابن لآل.)) 4 (عبد الواحد بن محمد بن عبد الله، أبو الوفاء النيسابوري البزاز.)) سمع أبا حامد بن الشرفي، ومكي بن عبدان، وحدث بانتقاء أبي جعفر المفيد العزائمي. توفي في صفر. 4 (عبد القاهر بن حبان بن عبد القاهر، أبو عبد الله. توفي في جمادى الأولى.)) 4 (عبيد الله بن محمد بن خلف بن سهل بن أبي غالب، أبو القاسم المصري البزاز.)) سمع: محمد بن محمد الباهلي، وابن هاشم الطبراني، وعلي بن أحمد علان، وأبا عبيد بن حربويه القاضي، وعبد الله بن محمد بن جعفر القزويني، وأحمد بن مروان الدينوري. روى عنه: ابن أبي الفتح المصري، وأبو عمر أحمد بن محمد الطلمنكي، وعبد الملك بن مسكين الزجاج، وآخرون. قال الطلمنكي: سمعته يقول: أقمت على هذه الدار أبني فيها عشر سنين، وفيها مائة وأربعون ألف قطعة رخام، وأنفقت عليها نحو عشرة آلاف دينار، وأخذ مني كافور الإخشيدي سبعة وثمانين ألف دينار، ولم يخلف لي أبي إلا اثني عشر ألف دينار، ولكن رزقت من التجارة، ربحت في أربعة أيام في عسل أربعة آلاف دينار.
143 وقال الحبال: توفي لأربعة عشر ليلة، خلت من جمادى الأولى. 4 (عبيد الله بن محمد بن حمدان، الإمام الصالح القدوة، أبو عبد الله بن بطة العكبري الفقيه)) الحنبلي. سمع أبا القاسم البغوي، وابن صاعد، وأبا ذر الباغندي، وأبا بكر بن زياد، وإسماعيل الوراق، والمحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبا طالب أحمد بن نصر الحافظ، ومحمد بن أحمد بن ثابت العكبري، فسمع بدمشق على ابن أبي العقب، وسمع بحمص أحمد بن عبيد، وآخرين. روى عنه: أبو نعيم الحافظ وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو القاسم عبيد الله الأزهري، وعبد العزيز الأزجي، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو محمد الجوهري، وأبو إسحاق البرمكي، وأبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي نزيل مصر، وآخرون. وآخر من روى عنه بالإجازة، أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري روى عنه كتاب الإبانة الكبرى في السنة تأليفه. قال عبد الواحد بن علي العكبري: لم أر في شيوخ الحديث، ولا في غيرهم أحسن هيئة من ابن بطة.) قال الخطيب: حدثني أبو حامد الدلوي قال: لما رجع ابن بطة من الرحلة، لازم بيته أربعين سنة، لم ير يوما منها في سوق، ولا رؤي مفطرا إلا في عيد، وكان أمارا بالمعروف، لم يبلغه خبر أمر منكر إلا غيره.
144 وقال أبو محمد الجوهري: سمعت أخي الحسين يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلت: يا رسول الله، قد اختلفت علي المذاهب. فقال لي: عليك بابن بطة، فأصبحت، ولبست ثيابي، ثم أصعدت إلى عكبرا، فدخلت على ابن بطة في المسجد، فلما رآني، قال لي: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، صدق رسول الله. وقال العتيقي: توفي ابن بطة في المحرم. قال: وكان مستجاب الدعوة. وقال ابن بطة: ولدت في شوال سنة أربع وثلاثمائة، وكان لأبي ببغداد شركاء، فقال أحدهم لأبي: ابعث بابنك إلى بغداد يسمع الحديث. قال: هو صغير. قال: أنا أحمله معي، فحملني معه، فجئت، فإذا ابن منيع يقرأ عليه الحديث، فقال لي بعضهم سل الشيخ أن يخرج معجمه لنقرأ عليه، فسألت ابنه، فقال: إنه يريد دراهم كثيرة، فقلت: لأمي طاق ملجم آخذه منها وأبيعه، قال: ثم قرأنا عليه كتاب المعجم في نفر خاص، في نحو عشرة أيام، وذلك في آخر سنة خمس عشرة، وأول سنة ست عشرة، فاذكره. وقد قال: ثنا إسحاق الطالقاني سنة أربع وعشرين ومائتين، قال المستسلمي: خذوا هذا قبل أن يولد كل محدث على وجه الأرض، اليوم سمعت المستسلمي وهو أبو عبد الله بن مهران يقول له: من ذكرت ياثبت الإسلام. قلت: وابن بطة ضعيف من قبل حفظه، فقد أخبرنا المسلم بن علان والمؤمل البالسي كتابة أن أبا اليمن الكندي أخبرهم، أنا أبو منصور القزاز، أنا أبو بكر الخطيب، حدثني عبد الواحد بن علي الأسدي، قال لي أبو الفتح بن أبي الفوارس، روى ابن بطة، عن البغوي عن مصعب بن عبد الله، عن مالك، عن الزهري، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: طلب العلم فريضة على كل مسلم.
145 قال الخطيب: هذا باطل، والحمل فيه على ابن بطة. قلت: يعني أنه يحدث عن البغوي، وتفرد به ابن بطة، فيجوز أن يكون غلط فيه، وقفز من سند إلى متن آخر، لقلة إتقانه، لا أنه تعمد وضعه. قال الخطيب: وأنا العتيقي، نا ابن بطة، والبغوي، نا مصعب، نا مالك بن هشام بن عروة، قد) ذكر حديث قبض العلم. قال الخطيب: وهو باطل بهذا الإسناد. قلت: والكلام في هذا، كالكلام في الذي قبله، لعله دخل على ابن بطة حديث في حديث. وقال الخطيب: حدثني عبد الواحد بن علي، قال: قال لي الحسن بن شهاب: سألت ابن بطة: أسمعت من البغوي حديث علي بن الجعد فقال: لا. قال عبد الواحد: وكنت قد رأيت في كتب ابن بطة نسخة بحديث علي بن الجعد قد حكها، وكتب بخطه سماعه فيها، فذكرت ذلك للحسن ابن شهاب، فعجب منه. قال عبد الواحد: وروى ابن بطة، عن النجاد، عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي، فأنكر عليه علي بن ينال، وأساء القول فيه، حتى همت العامة بأن تنال منه، فاختفى. وكان ابن بطة قد خرج تلك الأحاديث في تصانيفه فتتبعها على أكثرها.
146 قال الخطيب: وحدثني التنوخي قال: أراد أبي أن يخرجني إلى عكبرا. وسمع من ابن بطة معجم البغوي، فجاءه أبو عبد الله بن بكير، فقال: لا تفعل، فإن ابن بطة لم يسمعه. قال الخطيب: وحدثني أحمد بن الحسن بن خيرون قال: رأيت كتاب ابن بطة بمعجم البغوي في نسخة كانت لغيره، وقد حك اسم صاحبها، وكتب اسمه عليها. قلت: وقد قال ابن الجوزي: قرأت بخط أبي القاسم بن الفراء أخي القاضي أبي يعلى قال: قابلت أصل ابن بطة بالمعجم، ورأيت سماعه في كل جزء، إلا أني لم أر الجزء الثالث أصلا. قال الخطيب: قال لي الأزهري، ابن بطة ضعيف، وعندي عنه معجم البغوي ولا أخرج عنه في الصحيح شيئا. قلت: فكيف كان قال: لم أر به أصلا وإنما وقع إلينا نسخة طرية بخط ابن شهاب، فنسخنا منها، فقرأنا عليه. شاهدت عند حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق نسخة بالغريب لمحمد بن عزيز، وعليها سماع ابن السوسنجردي عن ابن عزيز، فسألت حمزة، فأنكر أن يكون ابن بطة سمع الكتاب، وقال: ادعى سماعه. قال الخطيب: وروى ابن بطة كتب ابن قتيبة، عن ابن أبي مريم الدينوري، وابن أبي مريم هذا لا نعرفه أخذ من أهل العلم، ولا روى عنه سوى ابن بطة، وروى ابن بطة في الإبانة فقال: ثنا إسماعيل الصفار، ثنا
147 ابن عرفة، نا خلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلم الله موسى، يوم كلمه، وعليه جبة صوف ونعلان من جلد حمار غير ذكي، فقال: من ذا العبراني الذي يكلمني من) الشجرة قال: أنا الله. تفرد به ابن بطة، وبهذه الزيادة في آخره، وهو في جزء ابن عرفة بدونهما. وقال الخطيب: ثنا الحسن بن شهاب، ثنا ابن بطة، ثنا حفص بن عمر، بأردبيل، ثنا رجاء بسمرقند، ثنا يحيى الوحاظي، قال ابن بطة: وحدثني أحمد بن عبيد الصفار بحمص، ثنا أبي، ثنا محمد بن عوف الحمصي، ثنا مروان بن محمد قالا: ثنا سليمان بن بلال، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم الأدام الخل. قال الخطيب: حدثني أبو القاسم عبد الواحد الأسدي، حدثني الحسن بن شهاب، أن ابن بطة كتب عنه أبو الحسن بن الفرات كتاب السنن كرجاء بن مرجا، حدثه به عن حفص بن عمر الأردبيلي، عن رجاء، فأنكر ذلك القرطبي، وزعم أن حفصا ليس عنده عن رجاء، وأنه يصغر عن ذلك، فكتبوا إلى أردبيل، وكان ولد حفص بن عمر حيا يستجيزونه، فعاد جوابهم أن أباه لم ير رجاء قط، وأن مولده بعد موت رجاء بسنين. قال عبد
148 الواحد: فتتبع ابن بطة النسخ التي كتبت عنه، وجعلها عن ابن الراجيان، عن الفتح بن شخرف، عن رجاء. قلت: رحم الله ابن بطة، فيدون ما يضعف المحدث. وقد توفي في المحرم. 4 (عبيد الله بن محمد بن جرو، أبو القاسم الأسدي الموصلي النحوي العروضي المعتزلي.)) أخذ العربية عن أبي الدارمي، وأبي سعيد السيرافي، وكان من الأذكياء الفصحاء الشعراء. له كتاب الموضح في العروض جود تصنيفه، وكتاب الأخذ في علوم القرآن، وله كتاب الفصح في القوافي. وكان يلثغ بالراء غينا، فقال له أبو علي شيخه: ضع ذبابة القلم تحت لسانك، ففعل، فلفظ بها. 4 (علي بن عبد العزيز بن مردك بن أحمد، أبو الحسن البرذعي البزاز، نزيل بغداد.)) حدث عن: عبد الرحمن بن أبي حاتم، ونصر بن منصور الأردبيلي، ومحمد بن أحمد بن يعقوب بن شبه. روى له: العتيقي، وعبد العزيز الأزجي، وأبو محمد الجوهري، وأبو طالب العشاري، وجماعة. قال الخطيب: كان ثقة. قال أبو عبد الله الصيمري: ترك الدنيا عن مقدرة، واشتغل بالعبادة ولزم المسجد، وكان أحد الباعة الكبار ببغداد.)
149 توفي في المحرم. 4 (علي بن محمد بن أحمد بن شوكر البغدادي العدل. سمع البغوي، ويحيى بن صاعد.)) وعنه: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وكان ثقة. توفي في المحرم. 4 (علي بن محمد بن عبد الله بن مفلح.)) وأبو عبد الله بن باكويه، جماعة. 4 (علي الملك فخر الدولة، أبو الحسن بن ركن الدولة بن بويه صاحب الري ونواحيها.)) ترجمته في الحوادث، وقد توفي في شعبان. 4 (عمر بن إبراهيم الإمام، أبو حفص العكبري شيخ الحنابلة. كان قيما بأصول الفقه وفروعه،)) صنف شرخ الخرقي وكتابا في الخلاف بين مالك، وأحمد، وسمع أبا بكر النجار، وأبا عمر بن السماك، وجماعة. وعنه أبو بكر عبد العزيز، وابن بطة، وكان يعرف في زمانه بابن المسلم. توفي في جمادى الآخرة، رحمه الله.
150 4 (عمار بن محمد بن مخلد بن جبير، أبو ذر التميمي البغدادي، نزيل بخارى.)) حدث بدمشق وبغداد وخراسان وبخارى عن يحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن عمرو الحضرمي، والمحاملي، وأخيه القاسم بن عقدة، ومحمد بن يوسف الهروي، وأبي سعيد بن الأعرابي، وعبد الكريم النسائي. وعنه: الحاكم، وأبو سهل أحمد بن علي الأبيوردي، وعبد الواحد بن محمد اللحياني، وآخر من حدث عنه عبد الواحد بن عبد الرحمن الزبيري. ذكره المستغفري في تاريخ نسف، وقال: روى عن ابن صاعد مجلسا واحدا، وسمع محمد بن محمود بن عنبر، وعبد المؤمن بن خلف، وحج تسعا وعشرين حجة. ثم قال: أنا أبو ذر، ثنا الحضرمي، فذكر حديثا. قال الحافظ بن عساكر: أنبأ محمود بن أبي القاسم المستسلمي، أنبأ الزبير، ثنا أبو ذر عمار، فذكر حديثا. قال غنجار: توفي ببخارى في حادي عشر صفر. وقال أبو بكر بن السمعاني: هو ثقة. قلت: مات الزبيري بعده بمائة وثمان سنين.)) 4 (قاسم بن حمداد بن ذي النون العتقي، أبو بكر القرطبي.)) سمع قاسم بن إصبع وغيره، وكان أديبا لغويا. كتبوا عنه شيئا من الأدب، وداخل الدولة.
151 4 (محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس، الإمام، أبو الحسين بن سمعون البغدادي الواعظ.)) سمع أبا بكر بن أبي داود، ومحمد بن مخلد العطار بن البختري، وبدمشق أحمد بن سليمان بن زبان، ومحمد بن أبي حذيفة وجماعة، وأملى عنهم. روى عنه: أبو عبد الرحمن السلمي، وعلي بن طلحة المقرئ، والحسن بن محمد الخلال، وأبو طالب العشاري، وأبو الحسين الأبنوسي وخديجة بنت محمد الشاهجانية الواعظة، وأبو بكر أحمد بن محمد بن حمدوه الحنبلي، وآخرون. قال السلمي: هو من مشايخ البغداديين، له لسان عال في هذه العلوم لا ينتمي إلى إسناد، وهو لسان الوقت والمرجوع إليه في آداب المعاملات، ويرجع إلى فنون من العلم. وقال الخطيب: كان أوحد دهره وفرد عصره في الكلام، على علم الخواطر والإشارات، ولسان الوعظ، دون الناس حكمه وجمعوا كلامه، وكان بعض شيوخنا إذا حدثنا عنه قال: حدثنا الشيخ الجليل المنطق بالحكمة. قلت: ولد سنة ثلاثمائة. وسمعون، هو: إسماعيل جده. أنباؤنا عن القاسم بن علي، أن نصر الله الفقيه أخبرهم: أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا عبيد الله بن عبد الواحد الزعفراني، حدثني أبو محمد السني صاحب أبي الحسين بن سمعون قال: كان ابن مسعود فس أول أمره
152 ينسخ بالأجرة، وينفق على نفسه وأمه، فقال لها يوما: أحب أن أحج، قالت: وكيف يمكنك فغلب عليها النوم، فنامت وانتبهت بعد ساعة، وقالت: يا ولدي حج، رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم يقول: دعيه يحج فإن الخير له في حجه. ففرح وباع دفاتره، ودفع إليها من ثمنها، وخرج مع الوفد، فأخذت العرب الوفد، قال: فبقيت عريانا، ووجدت مع رجل عباءة، فقلت: هبها لي أشتريها، فأعطانيها، قال: فجعلت إذا غلبني الجوع ووجدت قوما من الحاج يأكلون، وقفت أنظر إليهم، فيدعون إلى كسرة فأقتنع بها، وأحرمت في العباءة، ورجعت إلى بغداد، وكان الخليفة قد حرم جارية وأراد إخراجها من الدار، قال أبو محمد السني: فقال الخليفة: اطلبوا رجلا مستورا يصلح، فقال بعضهم: قد جاء ابن سمعون من الحج، فاستصوب الخليفة قوله، فزوجه بها، فكان ابن سمعون يجلس على) الكرسي فيعظ ويقول: خرجت حاجا، ويشرح حاله، وها أنا اليوم علي من الثياب ما ترون. قال البرقاني: قلت له يوما: تدعو الناس إلى الزهد وتلبس أحسن الثياب، وتأكل أطيب الطعام، فكيف هذا فقال: كل مايصلحك لله فافعله إذا صلح حالك مع الله. قال الخلال: قال لي ابن سمعون: ما اسمك قلت: حسن. قال: أعطاك الله الاسم، فسله الحسنى. وجرت لابن سمعون حكاية في سنة بضع وستين وثلاثمائة. رواها قاضي المارستان عن القضاعي بالإجازة، قال: ثنا علي بن نصر الصباح، ثنا أبو الثناء شكر العضدي، قال: لما دخل عضد الدولة بغداد، وقد هلك أهلها قتلا وخوفا وجوعا، للفتن التي اتصلت فيها بين الشيعة والسنة، فقال: آفة هؤلاء القصاص، فنادى: لا يقص أحد في الجامع ولا الطرف ولا يتوسل بأحد من الصحابة، ومن أحب التوسل قرأ القرآن، فمن خالف فقد أباح دمه، فوقع في الخبر أن ابن سمعون جلس على كرسيه بجامع المنصور، فأمرني أن أطلبه، فأحضر، فدخل علي رجل له هيئة وعليه نور، فلم أملك أن قمت
153 إليه، وأجلسته إلى جنبي، فجلس غير مكترث، فقلت: إن هذا الملك جبار عظيم، وما أؤثر لك مخالفة أمره، وإني موصلك إليه، فقبل الأرض وتلطف له، واستعن بالله عليه، فقال: الخلق والأمر لله، فمضيت به إلى حجرة، وقد جلس فيها وحده، فأوقفته، ثم دخلت لأستأذن، فإذا هو إلى جانبي قد حول وجهه إلى نحو دار فخر الدولة، ثم استفتح وقرأ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة قال: ثم حول وجهه، وقرأ: ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون فأتى بالعجب، ففتح عين الملك، وما رأيت ذلك منه قط، وترك كمه على وجهه، فلما خرج أبو الحسين قال الملك: اذهب إليه بثلاثة آلاف درهم، وعشرة أثواب من الخزانة، فإن امتنع فقل له: فرقها في أصحابك، وإن قبلها، فجئني برأسه، ففعلت، فقال: إن ثيابي هذه من نحو أربعين سنة، ألبسها يوم خروجي إلى الناس، وأطويها عند رجوعي، وفيها متعة وبقية ما بقيت، ونفقتي من أجرة دار خلفها أبي، فما أصنع بهذا فقلت: فرقها على أصحابك، فقال: ما في أصحابي فقير، فعدت فأخبرته، فقال: الحمد لله الذي سلمه منا وسلمنا منه. وقال أبو سعيد النقاش: كان ابن سمعون يرجع إلى علم القرآن، وعلم الظاهر، متمسكا بالكتاب والسنة، لقيته وحضرت مجلسه، سمعته يسأل عن قوله: أنا جليس من ذكرني، قال: أنا) صائنه عن المعصية، أنا معه حيث يذكرني، أنا معينه. وقال السلمي: سمعت ابن سمعون، وسئل عن التصوف، فقال: أما الاسم فترك الدنيا وأهلها، وأما حقيقة التصوف فنسيان الدنيا ونسيان أهلها، وسمعته يقول: أحق الناس يوم القيامة بالخسارة أهل الدعاوي والإشارة. وقال أبو النجيب الأموي: سألت أبا ذر: هل اتهمت ابن سمعون بشيء فقال: بلغني أنه روى جزءا عن أبي بكر بن أبي داود، كان عليه مكتوب:
154 وأبو الحسين ابن سمعون، وكان رجلا آخر سواه، لأنه كان صبيا، ما كانوا يكنونه في ذلك الوقت، وسماعه من غيره صحيح. قال أبو ذر: وكان القاضي أبو بكر الأشعري وأبو حامد يقبلان يد ابن سمعون إذا جاءاه، وكان القاضي أبو بكر يقول: ربما خفي علي من كلامه بعض الشيء لدقته. وقال السلمي: سمعته يقول: في واعدنا موسى ثلاثين ليلة قال: مواعيد الأحبة وإن اختلفت، فإنها تؤنس. كنا صبيانا ندور على الشط ونقول: * ما طليني وسوفي * وعديني ولا تفي. * * واتركيني مولها * أو تجودي وتعطفي. * قال الخطيب: ثنا محمد بن محمد الظاهري: سمعت ابن سمعون يذكر أنه أتى بيت المقدس ومعه تمر، فطالبته نفسه برطب، فلامها، فعمد إلى التمر وقت إفطاره فوجده رطبا، فلم يأكل منه وتركه، فلما كان ثاني ليلة وجده تمرا. وقال الخطيب: سمعت أبا الفتح القواس يقول: لحقتني إضافة، فأخذت قوسا وخفين، وعزمت على بيعها، فقلت: أحضر مجلس ابن سمعون، ثم أبيعهما، فحضرت، فلما فرغ ناداني: يا أبا الفتح لا تبع الخفين والقوس، فإن الله سيأتيك برزق أو كما قال. وقال الخطيب: حدثني شرف الوزراء أبو القاسم علي بن الحسن، قال: حدثني أبو طاهر محمد بن علي بن العلاف، قال: حضرت أبا الحسين يوما وهو يعظ، وأبو الفتح القواس إلى جنب الكرسي، فنعس، فأمسك أبو الحسين عن الكلام ساعة، ثم استيقظ أبو الفتح، ورفع رأسه، فقال له أبو الحسين: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومك قال: نعم، فقال: لذلك أمسكت خوفا من أن تنزعج.
155 وقال الخطيب: حدثني رئيس الرؤساء الوزير: نا أبو علي بن أبي موسى الهاشمي، حكى لي) مولى الطائع لله أن الطائع أمره فأحضر ابن سمعون، فرأيت الطائع غضبانا، وكان ذا حدة، فأحضرت ابن سمعون، فأذن له الطائع في الدخول، فدخل وسلم بالخلافة، ثم أخذ في وعظه، فقال: روي عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ثم روى عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ثم روى عن أمير المؤمنين وترضى عنه، ووعظ حتى بكى الطائع، وسمع شهيقه، وابتل منديل من دموعه، فلما انصرف، سألت عن سبب طلبه، فقال: رفع إلى أنه ينتقص عليا رضي الله عنه، فأردت أقابله، فلما حضر افتتح بذكر علي والصلاة عليه، وأعاد وأبدى في ذكره، فعلمت أنه وفق، ولعلمه كوشف بذلك. قال العتيقي: توفي سنة ست وعشرين وأربعمائة من داره، ودفن بباب حرب، ولم تكن أكفانه بليت فيما قيل. 4 (محمد بن أحمد بن الفضل بن شهريار، أبو بكر بن أخي علي بن الفضل التاجر الأردستاني.)) روى عن: عبد الرحمن بن أبي حاتم. وعنه: أبو نعيم. 4 (محمد بن الحسين بن جعفر، أبو الطيب التيمي الكوفي النخاس.)) حدث بالكوفة وبغداد عن عبد الله بن زيدان البجلي، وعلي بن العباس المقانعي، وجماعة.
156 وعنه: عبيد الله الأزهري، وأبو محمد الخلال، ومحمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، ومحمد وأبو طاهر ابنا محمد بن عيسى الحذاء الكوفي وجماعة. وكان ثقة. 4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله، أبو الفضل الشيباني الكوفي نزيل بغداد.)) حدث عن: محمد بن جرير، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البغوي، وخلق كثير من العراقيين والشاميين والمصريين. روى عنه جماعة، وانتخب عليه الدارقطني، ثم بان كذبه، وسرقوا حديثه. قال الخطيب: كان عند ذلك يضع الحديث للرافضة، وعاش تسعين سنة. قلت: وكان حافظا عارفا بالفن، مصنفا، لكنه لحقه الإدبار. روى عنه تمام الرازي، وأبو محمد الحسن بن محمد الخلال، وأبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم التنوخي، وخلق. قال الأزهري: كان يحفظ، وكان كذابا دجالا. قال حمزة السهمي: كان يضع الحديث، كتبت عنه، وله سمت ووقار.) قال العتيقي: توفي في ربيع الآخر، وكان كثير التخليط. 4 (محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة، أبو طاهر السلمي، نافعة)) الأئمة أبي بكر، محدث نيسابور، وسمع جده، ومحمد بن إسحاق السراج، وأحمد بن محمد الماسرجسي، وأقرانهم.
157 قال الحاكم: عقدت له مجلس التحديث سنة ثمان وستين، ودخلت بيت كتب جده، وأخرجت له مائتين وخمسين جزءا من سماعاته الصحيحة، وانتقيت له عشرة أجزاء، وقلت: دع الأصول عندي صيانة لها، فأخذها وفرقها على الناس، وذهبت، ومد يده إلى كتب غيره، ثم إنه مرض، وتغير بزوال عقله في سنة أربع وثمانين. ثم قصدته بعد ذلك للرواية، فوجدته لا يعقل، وتوفي سنة سبع وثمانين، في جمادى الأولى، ودفن في دار جده. روى عنه: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكنجروذي وأبو المظفر سعيد بن إبراهيم المقرئ، وأبو بكر محمد بن الحسن بن علي المقرئ، وغيرهم من شيوخ زاهر السحامي، وما أعتقد أنهم سمعوا منه إلا في صحة عقله، فإن من لا يعقل كيف يسمع عليه، والله تعالى أعلم. 4 (محمد بن يحيى البوزجاني، أحد الكبار البارعين في معرفة الهندسة. له فيها تصانيف)) عجيبة. وبوزجان قرية من نيسابور. 4 (محمد بن المسيب بن رافع العقيلي الأمير أبو الذواد. تغلب على الموصل وأخذها سنة)) ثمانين وثلاثمائة، وصاهر لولد عضد الدولة. وتوفي في سنة سبع وثمانين هذه، وقام بعده أخوه حسام الدولة مقلد بن المسيب. 4 (محمد بن هشام بن عباس، أبو عبد الله القرطبي البزاز. جمع الكثير من قاسم بن إصبع،)) وسمع من أبي عبد الملك ابن أبي دليم، وأحمد بن رحيم.
158 قال ابن الفرضي: كتبت عنه وكان صالحا ثقة. توفي في رجب. 4 (موسى بن عيسى بن طانجور، أوب القاسم السراج.)) سمع محمد بن سليمان الباغندي، وأبا بكر بن أبي داود، ومحمد السوانيطي. روى عنه: أبو الحسن العتيقي، ومحمد بن أحمد بن حسنون النرسي وعبيد الله بن الأزهري، ووثقه، وكان مولده سنة خمس وتسعين ومائتين.)) 4 (نوح بن منصور بن نوح بن عبد الملك بن نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن أسد بن)) سامان، أبو القاسم، سلطان ما وراء النهر، وابن سلاطينها. توفي في رجب، وبقيت ولايته اثنتين وعشرين سنة، وولي الأمر بعده ابنه أبو الحارث منصور بن نوح. وذكره ابن الجوزي فقال: مالك خراسان وغزنه وما وراء النهر، ولي بعده ابنه فبقي سنة وتسعة أشهر، ثم قبض عليه خواصه، وأجلسوا في الملك أخاه عبد الملك بن نوح، فقصدهم محمود بن سبكتكين، فالتقاهم وكسرهم، فانهزموا منه إلى بخارى، وانقرض ملك السامانية. 4 (منجوتكين التركي العزيزي. مولى الملقب بالعزيز بن المعز.)) ولي دمشق سنة إحدى وثمانين، وبقي مدة، وفي سنة سبع هذه عزله الحاكم، وأرسل عوضه سليمان بن جعفر بن فلاح، فنزع منجوتكين الطاعة، وسار إلى
159 الرملة، لحرب من يجيئه من مصر، ثم كانت الوقعة يوم الجمعة من جمادى الأولى، فاقتتلوا، ثم انهزم منجوتكين، ووصل دمشق في يومين، وطلب من أهل البلد النصرة، فلم يجيبوه خوفا من الحصار والغلاء، ونهبوا داره، وهموا بالقبض عليه، فانهزم إلى أذرعات، ولجأ إلى ابن الجراح الطائي، فلم يمنعه، وأسلمه إلى الأمير سليمان بن فحل، فبعث إلى مصر، فعفا عنه الحاكم. 4 (أبو العلاء بن ماهان، راوي صحيح مسلم. هو: عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرحمن بن)) ماهان البغدادي. حدث بمصر، عن أبي بكر أحمد بن محمد بن يحيى الأشقر الفقيه، عن القلانسي صاحب مسلم. وله فوت ثلاثة أجزاء الصحيح رواها عن الجلودي. روى عنه: أبو بكر يحيى بن محمد الأشعري، وأحمد بن الفتح بن الواساني المعافري، ومحمد ابن يحيى الحذاء الأندلسيون. وقد كتب الدارقطني إلى أهل مصر ليكتبوا عن ابن ماهان كتاب مسلم ووصفه بالثقة والتمييز. قال الحبال: توفي في سنة سبع وثمانين.
160 ((وفيات سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.)) 4 (أحمد بن عبدان بن محمد بن فرج، أبو بكر الشيرازي الحافظ نزيل الأهواز.)) كان من كبار أئمة الحديث. سأله حمزة السهمي عن الرجال والجرح والتعديل.) روى عن محمد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البغوي، وجماعة. ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وسمع سنة أربع وثلاثمائة من أحمد بن محمد بن السكن البغدادي بشيراز، وسمع من بكر بن أحمد الزهري بكازرون، وتوفي في شهر صفر. روى عنه: أبو الحسن محمد بن علي بن صخر، وحمزة السهمي، وأبو ذر الهروي، وقاضي الأهواز عبد الواحد بن منصور بن المشتري، ولاقاضي علي بن عبيد الله الحسكاني من مشيخة الرازي، وعبد الوهاب الغندجاني وآخرون. وكان يقال له الباز الأبيض، وروى تاريخ البخاري.
161 4 (أحمد بن عبد الله بن عبد البصير أبو عمر الجذامي القرطبي.)) سمع الكثير من قاسم بن إصبع، وأحمد بن دحيم، ومحمد بن الخشني، وخالد بن سعد وطائفة، وكان عارفا بالحديث ووقوف على أحوال نقلته. روى عنه: محمد بن الحسن الزبيدي، وابن الفرضي وقال: أجاز لي ولأبي مصعب ما رواه، وتوفي في جمادى الآخرة، وله سبع وسبعون سنة. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف المزني.)) روى عن محمد بن إبراهيم بن عبادل، وعلي بن أبي العقب. روى عنه: علي بن الحسن الربعي. 4 (أحمد بن منصور بن محمد بن حاتم، أبو النوشري.)) سمع يحيى بن صاعد، وأحمد بن علي الجوزجاني، وإبراهيم بن عبد الصمد القاضي. روى عنه: العتيقي، والتنوخي، وعاش ثمانين سنة، وكان ثقة. 4 (إصبع بن عبد الله بن مسرة، أبو القاسم الخياط.)) حج، وسمع أبا محمد بن الورد، وأحمد بن الحسن الرازي، وأبا إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان، وأبا علي بن السكن. سمع منه مصنفه الصحيح في السنن، وكان من الشهود.
162 قال ابن الفرضي: سمعت منه أشياء، توفي في رمضان. 4 (بكر بن محمد بن بكر بن خريم، أبو القاسم الدمشقي الطرائفي المعدل.)) روى عن ابن جوصا. روى عنه: أحمد بن الحسين الطيان، ورشأ بن نظيف، وغيرهما. 4 (الحسن بن أحمد بن محمد، أبو علي الحرشي الحيري.)) ) سمع أباه أبا عمرو، وأبا نعيم بن عدي، وعدة. وعنه: القاضي أبو بكر. مات في جمادى الآخرة. 4 (الحسن بن عبد الله بن سعيد، أبو علي الكندي الحمصي الفقيه، نزيل بعلبك.)) حدث في هذا العام عن سعيد بن عبد العزيز الحلبي، وابن جوصا. روى عنه: الحسن بن الأشعث المنبجي، وعلي بن محمد الرحبي وجماعة. وقع لنا جزء من حديثه. 4 (الحسن بن علي بن محمد بن بشار، أبو علي الريحاني.)) روى عنه الهمذاني.
163 روى عن: إبراهيم بن عمروس، ومحمد بن عبد الله بن بلبل الزعفراني، ومحمد بن حمدان بن سفيان البغدادي، والقاسم بن أبي صالح، وإبراهيم بن محمد بن يعقوب. روى عنه: أحمد بن زنجويه، وأبو طاهر بن سلمة، ومحمد بن عيسى، وآخرون. قال شيرويه: كان صدوقا صالحا. 4 (الحسن بن علي بن محمد الدمشقي نزيل نيسابور.)) وحدث في هذه السنة عن إبراهيم بن علي الهجيمي، والفضل بن الفضل الكندي، وجماعة. وعنه: أبو عثمان الصابوني، وأحمد بن منصور المقرئ. روى أحاديث لا تشبه أحاديث الصدق. 4 (الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير، أبو عبد الله البغدادي الصيرفي الحافظ.)) سمع أبا جعفر بن البختري، وإسماعيل الصفار، وعثمان بن السماك وأبا بكر بن النجار فمن بعدهم. روى عنه: أبو حفص بن شاهين، وهو أكبر منه، وأبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم التنوخي، وعبيد الله الأزهري، وآخر من حدث عنه أبو الحسين محمد بن المهتدي بالله. قال الأزهري: سمعته يقول في حديث: هذا حديث كتبه عني محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الحسن الدارقطني.
164 وقال أبو القاسم الأزهري: كنت أحضر عند ابن بكير، وبين يديه أجزاء، فأنظر فيها، فيقول لي: أيما أحب إليك، تذكرني متن ما تريد من هذه الأجزاء، حتى أخبرك بإسناده، أو تذكر إسناده حتى أذكرك بمتنه فكنت أذكر المتون، فيحدثني بالأسانيد كما هي حفظا منه، وفعلت) هذا مرارا كثيرة، وكان ثقة، لكنهم حسدوه، وتكلموا فيه. قال الخطيب: قال ابن أبي الفوارس: كان يتساهل في الحديث ويلحق في أصول الشيوخ ما ليس منها، ويصل المقاطيع. ولد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وتوفي في ربيع الآخر، رحمه الله. 4 (حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب، الإمام، أبو سليمان الخطابي البستي الفقيه الأديب،)) مصنف كتاب معالم السنن، وكتاب أسماء الله الحسنى وكتاب الغنية عن الكلام وأهله، وكتاب العزلة، وغير ذلك من التصانيف. سمع: أبا سعيد بن الأعرابي بمكة، وأبا بكر بن داسة بالبصرة، وإسماعيل الصفار ببغداد، أبا العباس الأصم بنيسابور وطبقتهم. وأقام بنيسابور مدة يصنف ويفيد. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، والشيخ أبو حامد الإسفرايني، وأبو نصر محمد بن أحمد بن سليمان البلخي الغزنوي المقرئ، وعلي بن
165 الحسن الفقيه السجزي، ومحمد بن علي بن عبد الملك الفارسي الفسوي، وأبو عبيد الهروي صاحب الفرسين، وعبد الغافر بن محمد الفارسي. وقد سماه أبو منصور الثعالبي في كتاب اليتيمة: أبا سليمان أحمد بن محمد، والصواب حمد كما قاله الجم الغفير. ويقال إنه من ولد زيد ين الخطاب بن نفيل العدوي، ولم يثبت. أخبرنا أبو الحسين اليونيني وشهدة العامرية قالا: أنا جعفر الهمذاني، أنا أبو طاهر السلفي: سمعت أبا المحاسن الروياني بالري، سمعت أبا نصر البلخي بغزنة، سمعت أبا سليمان الخطابي، سمعت سعيد الأعرابي، ونحن نسمع عليه هذا الكتاب، يعني كتاب السنن لأبي داود، وأشار إلي النسخة وهي بين يديه: لو أن رجلا لم يكن عنده من العلم إلا المصحف الذي في كتاب الله، ثم هذا المصحف، لم يحتج معهما إلى شيء من العلم البتة. ولأبي سليمان مقطعات من الشعر في كتاب اليتيمة للثعالبي، منها: * وما غربة الإنسان في شقة النوى * ولكنها والله في عدم الشكل. * * وإني غريب بين بست وأهلها * وإن كان فيها أسرتي وبها أهلي. * وله: * فسامح ولا تستوف حقك كله * وأبق فلم يستوف قط كريم. * * ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد * كلا طرفي قصد الأمور سليم. *) وقد أخذ الخطابي اللغة عن أبي عمر الزاهد، والفقه عن أبي علي بن أبي هريرة، وأبي بكر القفال الشاشي وغيرهما.
166 وذكر أبو يعقوب القراب وفاته في ربيع الآخر. 4 (سعيد بن حسان بن العلاء، أبو عثمان القرطبي نزيل مصر.)) سمع بها من عبد الملك بن بحر بن شاذان الجلاب، ومن عثمان بن محمد السمرقندي بتنيس. وحدث بقرطبة، وبها توفي في صفر. 4 (شافع بن محمد بن الحافظ أبي عوانة يعقوب بن إسحاق، أبو النضر الإسفراييني.)) رحل وطوف إلى العراق والشام ومصر وخراسان بعد وفاة جده. سمع من جده، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وعبد الله بن الزينبي الدمشقي، وابن جوصاء، وأحمد بن إبراهيم الديبلي، وطبقتهم. وروى عنه: الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو نعيم، وأبو ذر الهروي، وأبو مسعود أحمد بن محمد البجلي، أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي. قال الحاكم: خرجت عنه في الصحيح. وقال أبو القاسم بن منده: توفي في المحرم من السنة. 4 (عبيد الله بن سعيد بن عبد الله بن عبد الواحد بن مازيا القاضي، أبو الحسين البروجردي.))
167 حدث بهمذان في سنة أربع وستين عن أبيه، وعبد الله بن إسحاق المدائني، والباغندي، وابن جرير، ومحمد بن المجدر، وأحمد بن جوصا. روى عنه: رافع بن محمد القاضي، وطاهر بن ماهلة، وأبو بكر محمد بن إبراهيم الهمذانيون. ذكره شيرويه ووثقه وقال: توفي ببروجرد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة. قلت: يبعد أنه عاش إلى الآن. 4 (عبيد الله بن المحدث عبد الله بن الحسين البصري، القاضي أبو القاسم المروزي قاضي)) نسف. قال المستغفري: كان صلب المذهب، لما دخل سبكتكبن صاحب غزنة إلى بلخ، دعا فقهاءها إلى مناظرة الكرامية، وكان منهم القاضي عبيد الله، وهو يومئذ على قضاء بلخ، فقال سبكتكين: ما تقولون في هؤلاء الزهاد الأولياء، يعني الكرامية فقال القاضي: هؤلاء كفار. فقال: ما تقولون في أن كنت أعتقد مذهبهم فقال: قولنا فيك كقولنا فيهم، فقام وضربهم بطبرزين حتى أدماهم، وشبح القاضي، وقيدهم وحبسهم، ثم خاف الملامة فأطلقهم، وتوفي) القاضي سنة ثمان وثمانين. 4 (عبيد الله بن عمرو بن محمد بن منتاب، أبو القاسم البغدادي، أخو أبي الطيب.)) سمع يحيى بن صاعد، وعثمان بن السماك. روى عنه: أبو القاسم التنوخي، وأبو الحسين محمد بن حسنون، وغيرهما. وثقه العتيقي، وولد سنة إحدى وثلاثمائة. 4 (عبيد الله بن محمد بن عبيد الله، أبو الفضل الفامي، شيخ صالح نيسابوري، سكن محلة)) نصراباذ.
168 سمع أبا العباس السراج، وأكثر الناس عنه لعلو سنده. قال الحاكم: سماعاته بخط أبيه صحيحة. قلت: روى عنه سعيد العيار، وجماعة، وقع لنا من عواليه. 4 (عبد العزيز بن يوسف، أبو القاسم كاتب الإنشاء للسلطان عضد الدولة، ثم وزر لابنه بهاء)) الدولة خمسة أشهر، وتوفي في شعبان من السنة، وكان أديبا شاعرا نبيلا، ولم يشتهر لأنه لم تطل وزارته. 4 (عمر بن أحمد بن إبراهيم الإمام أبو حفص البرمكي الحنبلي، أحد الأعلام والزهاد، وقد)) ذكرناه في الماضية. أبو حفص العكبري المعروف بابن المسلم. روى هذا عن أبي بكر الصواف، وإسماعيل الخطبي، وتفقه بأبي علي النجار، وأبي بكر عبد العزيز، وله في الفقه تواليف حسنة، رحمه الله. وهو والد المعمر أبي إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي شيخ قاضي المرستان. 4 (عمر بن محمد بن عراك بن محمد بن عراك، أبو حفص الحضرمي المصري المقرئ)) المجود. قرأ القرآن بورش على أبي جعفر حمدان بن عون بن حكيم الخولاني صاحب إسماعيل بن عبد الله النحاس، وعلى أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن جامع السكري، وعلى أبي غانم المظفري أحمد بن حمدان.
169 قرأ عليه فارس بن أحمد الضرير، وتاج الأئمة أحمد بن علي بن قاسم، وأبو الوليد عتبة بن عبد الملك العثماني، وغيرهم.) قال أبو إسحاق الحبال: توفي بمكة يوم عاشوراء، وقد توفي أبو غانم شيخه في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. وتوفي أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن هلال الأزدي سنة عشرين وثلاثمائة، وهو شيخ أبي غانم. وقرأ الأزدي وحمدان الخولاني، على إسماعيل النحاس، عن قراءته على أبي يعقوب الأزدي، عن ورش، فقراءته على الخولاني أعلى بدرجة. وكان ابن عراك من كبار المقرئين. 4 (عمر بن محمد بن الحسين، أبو حفص اليسع. بغدادي، توفي في تنيس.)) 4 (القاسم بن محمد بن أحمد بن معروف، أبو أحمد القنطري الحاكم.)) توفي في ربيع الأول بنسف. روى عن الأصم، وعبد المؤمن بن خلف، وجماعة. روى عنه جعفر المستغفري. 4 (قاسم بن محمد بن قاسم بن إصبع بن محمد البياني، أبو محمد القرطبي قاضي مدينة الفرج.)) سمع من جده. وكتب عنه ابن الفرضي وجماعة. وكان مولده سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وتوفي في ربيع الأول. 4 (محمد بن أحمد بن سليمان، أبو النضر السرمغوني النسوي.)) سمع بدمشق، ونشأ، وحدث عن محمد بن أحمد بن عبد الجبار النسوي، وأبي الدحداح أحمد ابن محمد، وابن جوصا، وأبي نعيم بن عدي.
170 روى عنه أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سلمة، والحسين بن عثمان الشيرازي، وأبو مسعود أحمد بن محمد البجلي. وعاش إلى هذه السنة، ولم تحفظ وفاته. 4 (محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو الفرج الشنبوذي المقرئ، تلميذ ابن شنبوذ، قرأ عليه)) القراءات، وعلى أبي بكر بن مجاهد، وأبي عبد الله إبراهيم بن عرفة النحوي نفطويه، وابن بشار العلاف صاحب الدوري، وهو أقدم شيخ له، ومحمد بن النضر بن الأخرم، وجماعة، واعتنى بهذا الشأن، وتصدر للإقراء بعد أن أكثر الترحال في لقي الشيوخ المقربين. قرأ عليه الهيثم بن أحمد الدمشقي الصباغ، وأبو طاهر محمد بن ياسين الحلبي، وأبو الفرج الأستراباذي، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو عبد الله محمد بن الحسين الكارزيني وطائفة، وآخرهم وفاة، فيما أعلم، أبو علي الأهوازي. وكان عالما بالتفسير ووجوه القراءات. قال الخطيب: سمعت أبا الفضل عبيد الله بن أحمد يذكر أبا الفرج الشنبوذي، فعظم أمره وقال:) سمعته يقول: أحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد القرآن. وقال الخطيب: ولد سنة ثلاثمائة، وتكلم الناس في رواياته، فحدثني أحمد بن سليمان الواسطي المقرئ قال: كان أبو الفرج الشنبوذي يذكر أنه
171 قرأ على أبي العباس الأشناني، فتكلم الناس فيه، وقرأت عليه لابن كثير، ثم سألت عنه الدارقطني، فأساء القول فيه. قال التنوخي: توفي أبو الفرج الشنبوذي في صفر من السنة. قال الدارقطني: أخذ عرضا عن ابن شنبوذ ولازمه، فنسب إليه، عن محمد بن هارون التمار، وأبي مزاحم الخاقاني، وأحمد بن حماد التيمي، ثم سمى جماعة، وقال: مشهور، ضابط، نبيل، حافظ، ماهر، خازن، كان يتحرك في البلدان. روى عنه القراءة غير واحد من شيوخنا. 4 (محمد بن أحمد بن مت، أبو بكر الإشتيخني.)) سمع صحيح البخاري في سنة تسع وثلاثمائة من أبي عبد الله الفربري، وحدث. توفي في رجب، وكان من كبار الشافعية، مع الزهد والعبادة، رحمه الله. روى عنه: أبو سعيد الإدريسي، وعلي بن سختام السمرقندي، وجماعة. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن قادم، أبو عبد الله القرطبي المالكي.)) سمع قاسم بن إصبع وذويه، ورحل فسمع بمصر، وتفقه على ابن سفيان، وسمع ببغداد من أبي بكر الشافعي، وأبي علي بن الصواف. قال ابن الفرضي: كان ضعيفا غير ضابط لنفسه ولا لسانه. توفي في هذا العام، وكان شاعرا محسنا إخباريا، وقد سمعه غير واحد ينال من علي رضي الله عنه، وأنا سمعته ينال من الحسن، لعن الله من نال منهما.
172 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن مج، أبو النضر الكشاني الكرميني.)) روى عن داود بن سليمان بن خزيمة، وأبي حسان مهيب بن سليم، وغيرهما. سماعه سنة عشرة. روى عنه جعفر بن المستغفري. حدث في هذه السنة، وانقطع خبره. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عقيل، أبو بكر النيسابوري القطان.)) سمع محمد بن أحمد بن دلويه، وعلي بن عبدان، وطبقتهما. وعنه: الحاكم، وأبو علي الصابوني. ورخه الحاكم. 4 (محمد بن أحمد بن محمى، أبو بكر البغدادي الجوهري.)) ) روى عن أبي القاسم البغوي. روى عنه: العشاري، والعتيقي، والأزهري. وتوفي في شعبان، وهو ثقة. 4 (محمد بن الحسن بن المظفر، أبو علي البغدادي اللغوي الكاتب، المعروف بالحاتمي، أحد)) الأعلام المشاهير.
173 أخذ اللغة عن أبي بكر الزاهد. روى عنه أبو القاسم التنوخي، وغيره. وله الرسالة الحاتمية التي شرح فيها ما جرى بينه وبين المتنبي من إظهار سرقاته وإبانة عيوبه في شعره، وهي رسالة تدل على تبحره، يذكر في أولها ذهابه على بغلته، وبين يديه غلمانه إلى دار المتنبي، فما أكرمه ولا احترمه، وأنه جلس، فما التفت إليه، فعفنه الحاتمي ووبخه على تيهه وعجبه. توفي الحاتمي في هذه السنة. بلغتنا أخباره مختصرة. 4 (محمد بن الحسن بن أحمد بن علي، أبو الطيب الماذرائي. من رؤساء المصريين ومن بيت)) حشمه. توفي في شوال. 4 (محمد بن الحسين بن مهران القاضي، أبو الفضل المروزي الحدادي الواعظ الصوفي.)) سمع عبد الله بن محمود المروزي، ومحمد بن يحيى بن خالد صاحب إسحاق بن راهويه، وحماد بن أحمد السلمي، والكبار، وعمر حتى جاوز المائة. روى عنه: الحاكم، وبالإجازة أبو يعلى الخليلي. وقال فيه الحاكم: شيخ أهل مرو في الفقه والحديث والتصوف والقضاء، مات بمرو في صفر. قلت: حديثه من أعلى شيء وقع لمحيي السنة البغوي.
174 روى عنه: أبو عمر، ومحمد بن عبد العزيز القنطري، وأبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن جعفر الشاذ بأخي، ومحمد بن إبراهيم الوزيري الخوارزمي، وأبو بكر محمد بن أبي الهيثم الترابي، وغيرهم. 4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الحافظ، أبو بكر الشيباني الجوزقي العدل، شيخ)) نيسابور ومحدثها، وابن أخت محدثها أبي إسحاق إبراهيم بن المزكي. روى عن: أبي العباس السراج، وأبي نعيم بن عدي الجرجاني، وأبي العباس الدغولي. رحل به خاله إلى سرخس وسمع مكي بن عبدان، وأبا حامد بن الشرفي، وأخيه عبد الله بن) الشرفي، ورحل فسمع أبا سعيد بن الأعرابي بمكة، وأبا علي الصفار ببغداد، وأبا حاتم الوسقندي بالري، والقاسم بن عبد الواحد بهمذان، وصنف المسند الصحيح على كتاب مسلم. وجوزق: قرية من قرى نيسابور. وأما الفضل إسحاق الهروي الجوزقي الحافظ فمنسوب إلى جوزق من عمل هراة. ولأبي بكر الجوزقي كتاب المتفق مشهور، وله كتاب المتفق الكبير في نحو ثلاثمائة جزء، يرويه أبو عثمان الصابوني. روي عن أبي بكر قال: أنفقت في الحديث مائة ألف درهم، وما كسبت به درهما.
175 قال الحاكم: وانتقيت له فوائد في عشرين جزءا، ثم بعدها ظهر سماعه من السراج. وتوفي في شوال عن اثنتين وثمانين سنة. روى عنه: الحاكم، والكنجروذي، وسعيد بن محمد البحيري، ومحمد بن علي الخشاب، وسعيد العيار، وأحمد بن منصور بن خلف المغربي، وآخرون. 4 (محمد بن عبد الله حمشاد، أبو منصور النيسابوري الزاهد، أحد الأئمة.)) سمع: أبا حامد بن بلال، ومحمد بن الحسين القطان، وإسماعيل الصفار، وابن البختري، وتفقه على جماعة، وأخذ الكلام عن جماعة، والعربية عن أبي عمر الزاهد ونحوه، ودخل إلى اليمين. كان مجتهدا في العبادة، زاهدا، واعظا، كثير التصانيف، تخرج به جماعة، وكان مجاب الدعوة. توفي في رجب، وله اثنتان وسبعون سنة. له نحو ثلاثمائة مصنف. 4 (محمد بن عبيد الله بن محمد، أبو بكر البغدادي الكرخي الكاتب.)) سمع أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبا بكر بن داسة. روى عنه: أبو حفص بن شاهين، وهو أكبر منه، وجماعة من المتأخرين. ذكره البرقاني، قال: ثقة، ثقة، ثقة. وقال غيره: كان يقرب إلى الدارقطني فخرج له. وتوفي في ذي الحجة.
176 4 (محمد بن علي بن أحمد الإمام، أبو بكر الأدفوي المصري المقرئ النحوي المفسر. وأدفو)) من الصعيد بقرب أسوان. سكن مصر، وكان خشابا يتكسب في بيع الخشب. صحب أبا بكر النحاس ولزمه، وحمل عنه سائر كتبه، وسمع الحديث، وقرأ القرآن برواية) ورش، وكان سيد أهل عصره، وكانت له حلقة كبيرة. أخذ عنه طائفة. وله كتاب تفسير القرآن في مائة وعشرين مجلدة، ومنه نسخة بمصر، بوقف القاضي عبد الرحيم الفاضل. توفي يوم الخميس لثمان بقين من ربيع الأول. ومن قال: الأثفوي فعلى لغة عوام المصريين. قرأ على أبي غانم المظفر بن أحمد المصري، وغيره. قرأ عليه أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، ومحمد بن الحسين بن النعمان، والحسن بن سليمان، وعاش ثلاثا وثمانين سنة. وقد سمع من أحمد بن إبراهيم بن جامع، وسعيد بن السكن، وعدة. 4 (محمد بن سهل القاضي، أبو نصر النيسابوري الفقيه، شيخ الحنفية وعالمهم بخراسان)) وأحسنهم سيرة في القضاء. سمع: أبا حامد بن بلال، وأبا العباس الأصم، وما زال منسوبا إلى الورع والزهد.
177 وحدث عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو جعفر الأزهري، والقاضي أبو القاسم التنوخي. وأبو عبد الله الصيمري. وعاش سبعين سنة. 4 (موسى بن يحيى، أبو هارون الصديني الفاسي الفقيه المالكي.)) كان إماما عالما بالمذهب. لقي الإمام الأسواني، ودخل الأندلس في طلب العلم. روى عنه: أبو الفرج عبدوس. وتوفي بفاس في يوم عرفة، يوم جمعة من سنة ثمان وثمانين. 4 (يوسف بن أحمد بن يوسف بن الدخيل، أبو يعقوب الصيدلاني المكي راوي كتاب الضعفاء)) لأبي جعفر العقيلي، عنه. توفي بمكة. سمع: محمد بن عمرو العقيلي، وعبد الله بن أبي رجاء، وعبد الرحمن بن عبد الله المقرئ، وإسحاق بن أحمد الحلبي، وعلي بن محمد بن أبي قراد الكوفي، وأبا التريك ابن الحسين الطرابلسي، وأبا سعيد بن الأعرابي، ومحمد بن علي السامري صاحب الزيادي. وخلقا من القادمين إلى الحج، وصنف كتاب سيرة أبي حنيفة. روى عنه: الحكم بن النمذر البلوطي، وأحمد بن محمد العتيقي، ومحمد بن أحمد بن نوح الأصبهاني، وعلي بن الوراق.
178 ((وفيات سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.)) 4 (أحمد بن سهل بن محسن، أبو جعفر الحداد الأنصاري الطليطلي المقرئ.)) ) قرأ بمصر على عبد الباقي الأدفوي، وأبي الطيب بن غلبون، وصنف قراءة نافع. مات كهلا. 4 (أحمد بن محمد بن الحسن بن مالك الكلائي، أبو القاسم بليط القرطبي.)) روى عن قاسم بن إصبع، وأبي عبد الملك بن أبي دليص، وكان صالحا. قال ابن الفرضي: كتبت عن، توفي في ذي القعدة. 4 (أحمد بن محمد بن عابد، أبو عمر الأسدي القرطبي الحافظ.)) سمع أحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية، وحدث باليسير.
179 4 (الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن مخلد بن سنان، أبو محمد المخلدي)) النيسابوري العدل، شيخ العدالة، وبقية أهل البيوتات. سمع: أبا العباس السراج، وأحمد بن محمد بن الحسن الذهبي، ومؤمل بن الحسن الماسرجسي، وأبا حامد الأعمشي، وأبا نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي، وأبا بكر بن حمدون، وعبد الله ابن محمد بن مسلم الإسفراييني، وزنجويه بن محمد اللباد، وموسى بن العباس الجويني، وجماعة. قال الحاكم: وهو صحيح السماع، محدث عصره. روى عنه الحاكم، وأبو عثمان البحيري، ويعقوب بن أحمد الصيرفي، وأبو سعيد محمد بن علي الخشاب، وأبو يعلى الصابوني، وأبو سعد الكنجروذي، وأبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري. توفي في رجب. 4 (الحسن بن علي بن عون، أبو محمد الحريري، بغدادي.)) روى عن المحاملي. حدث عنه العتيقي. 4 (زاهر بن أحمد بن محمد بن عيسى، أبو علي السرخسي الفقيه الشافعي المقرئ المحدث.))
180 سمع أبا لبيد محمد بن إدريس الشامي. وسمع محمد بن زهير الأبلي، وأبا القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن حفص الجويني، ومحمد بن المسيب الأرغياني، ومؤمل بن الحسن الماسرجسي، وأبا جعفر أحمد بن محمد بن إسحاق العنزي، وإبراهيم بن عبد اله العسكري الزبيبي، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، ومحمد بن هارون الحضرمي، وأبا علي محمد بن سليمان المالكي. ذكره الحاكم، فقال: شيخ عصره بخراسان، سمعت مناظرته في مجلس أبي بكر بن إسحاق) الصبغي، وكان قد قرأ على أبي بكر بن مجاهد، وتفقه عند أبي إسحاق المروزي. ودرس الأدب على أبي بكر بن الأنباري، وكانت كتبه ترد علي على الدوام. وتوفي في ربيع الآخر، وله ست وتسعون سنة. روى عنه: الحاكم، وأبو عثمان إسماعيل الصابوني، ومحمد بن أحمد بن جعفر المزكي، وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري، والقاضي أبو المظفر منصور بن إسماعيل بن أبي قرة الحنفي، وكريمة الكشميهنية المجاورة، وخلق سواهم. وقد أخذ عن أبي الحسن الأشعري، علم الكلام، وشهده وهو يقول عند الموت: لعن الله المعتزلة موهوا ومخرقوا. وروى الموطأ عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، عن أبي مصعب، وعن مالك، سمعناه بالإجازة العالية من طريقه.
181 4 (سعيد بن عثمان البطليوسي.)) سمع بقرطبة من قاسم بن إصبع، ووهب بن مسرة، وتقدم في الآداب، وولي قضاء بطليوس، فلم يحمد، ثم صرف، وولي الشرطة، ثم عزل. مات في هذه السنة. 4 (سعيد بن يمن، أبو عثمان المرادي. روى عن وهب بن مسرة. روى عنه الصاحبان.)) مات في ذي القعدة بقرطبة. 4 (طالب بن هجرش.)) حدث بمصر، فروى عنه أبو سعيد الماليني. 4 (العباس بن محمد بن حبان بن موسى بن حبان، أبو الفرج الكلابي الدمشقي.)) روى عن جده حبان، ومحمد بن خريم، وأحمد بن جوصاء، وجماعة. روى عنه: تمام، وعلي بن المفضل بن الفرات، وعلي بن موسى السمسار، وغيرهم. وحبان كلاهما بالكسر. ورخه ووثقه عبد العزيز الكتاني. 4 (عبد الله بن إسحاق المعافري، أبو بكر القرطبي.)) عن وهب بن مسرة، وأحمد بن مطرف، وجماعة. حدث عنه الصاحبان وقالا: قدم علينا طليطلة مجاهدا، وأجاز لنا في سنة تسع وثمانين. 4 (عبد الله بن حامد بن محمد، أبو محمد النيسابوري الفقيه الواعظ، كان
182 أبوه من كبار تجار)) ) أصبهان، فسكن نيسابور، فتفقه على أبي محمد علي بن الحسن البيهقي، وأخذ علم الكلام، وسمع أبا حامد بن الشرفي ومكي بن عبدان، وارتحل إلى أبي علي بن أبي هريرة. وعاش ثلاثا وثمانين سنة، وصلى عليه الفقيه أبو بكر بن فورك. روى: عنه الحاكم وأهل نيسابور. 4 (عبد الله بن أبي زيد الفقيه القيرواني، أبو محمد شيخ المالكية بالمغرب. اسم أبيه عبد)) الرحمن، وكان أبو محمد قد جمع مذهب مالك، وشرح أقواله، كان واسع العلم، كثير الحفظ، ذا صلاح وورع. وعنه قال القاضي عياض: حاز رئاسة الدين والدنيا، ورحل إليه من الأقطار، ونخب أصحابه، وكثر الآخذون عنه. وهو الذي لخص المذهب، وملأ البلاد من تواليفه. تفقه بفقهاء بلده، وعول على أبي بكر بن اللباد، وأخذ عن محمد بن مسرور الحجام، والغسال، فسمع من أبي سعيد بن الأعرابي، ومحمد بن الفتح، والحسن بن نصر السوسي، ودارس بن إسماعيل. سمع منه خلق كثير من جميع الآفاق، منهم: الفقيه عبد الرحيم بن العجوز السبتي، والفقيه عبد الله بن غالب السبتي، وعبد الله بن الوليد بن سعد الأنصاري، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الخولاني القيرواني، وخلق سواهم من علماء المغرب. وكان يسمى مالكا الصغير، وصنف كتاب النوادر والزيادات نحو
183 المائة جزء، واختصر المدونة. وعلى هذين الكتابين المعول في الدنيا بالمغرب، وصنف كتاب العتيبة على الأبواب، وكتاب الاقتداء بمذهب مالك وكتاب الرسالة وهو مشهور. وكتاب... 4 (عبد المنعم بن عبد الله بن غلبون بن المبارك، أبو الطيب الحلبي المقرئ، المحقق.)) مؤلف كتاب الإرشاد في القراءات، والد أبي الحسن مؤلف التذكرة، عداده في المصريين، سكنها مدة. قرأ على: إبراهيم بن عبد الرزاق، ونظيف بن عبد الله، ونصر بن يوسف المجاهدي، وصالح ابن إدريس، ومحمد بن جعفرالفريابي. وسمع الحرف من: جعفر بن سليمان صاحب السوسي، ومن الحسن بن حبيب الحصائري، وسمع الحديث من عبيد الله بن الحسين الأنطاكي، وسليمان بن محمد بن زويط وعدي بن) أحمد بن عبد الباقي الأذني، وأحمد بن محمد بن عمارة الدمشقي. قرأ عليه القراءات ابنه طاهر مصنف التذكرة، والحسن بن عبد الله الصقلي، وأحمد بن علي الربعي، وأبو جعفر أحمد بن علي الأزدي، ومكي بن أبي طالب التنيسي، وأبو العباس بن تنيس، وأحمد بن علي بن هاشم تاج الأئمة. وحدث عنه: عبيد الله بن أحمد بن السخت الرقي، وأحمد بن إبراهيم بن كامل الصوري، ومحمد بن جعفر الميماسي، والحسن بن إسماعيل الضراب.
184 قال أبو علي الحسين بن محمد الغساني الحافظ: كان ثقة خيارا. وذكره أبو عمرو الداني، فقال: كان حافظا ضابطا، ذا عفاف ونسك وفضل، وحسن تصنيف. وقال غيره: ولد سنة تسع وثلاثمائة. وقال الحبال: توفي يوم الجمعة لسبع خلون من جمادى الأولى. 4 (عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن سليمان بن حبابة، أبو القاسم البغدادي المتوثي البزاز.)) ولد سنة ثلاثمائة، وسمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وجماعة. روى عنه: أبو محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجي، وعبيد الله الأزهري، وأبو محمد عبد الله بن هزارمرد الصريفيني، روى عنه كتاب الجعديات. وتوفي في ربيع الآخر، وصلى عليه الإمام أبو حامد الإسفراييني. قال الخطيب: كان ثقة. 4 (عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب، أبو الطيب البغدادي الدقاق إمام جامع المنصور.))
185 حدث عن أبي القاسم البغوي، وابن صاعد، وإسماعيل الوراق. روى عنه: عبيد الله الأزهري، والحسن بن محمد، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، وآخرون. قال أبو الفتح بن أبي الفوارس: كان كثير التساهل، لم ير له أصل جيد. 4 (عمر بن أحمد بن عمر، أبو حفص النيسابوري الزاهد. صدوق مكثر.)) سمع ابن الشرفي بن عبدان، وإسماعيل الصفار. وعنه: الحاكم وغيره. 4 (عمر بن أحمد بن حفص البرمكي. تقدم في الماضية.)) 4 (علي بن أحمد بن يوسف، أبو الحسن الخدري العسقلاني. توفي في شعبان، وله اثنتان)) وثمانون سنة. 4 (علي بن معاذ بن سمعان بن أبي شيبة، أبو الحسن الرعيني البجاني الأندلسي.)) ) سمع ببجانة من سعيد بن فحلون، وعلي بن الحسن المري، ومسعود بن علي، وبقرطبة من قاسم بن إصبع. وكان بليغا شاعرا مفوصا نسابة. روى عنه ابن الفرضي وقال: كان يكذب، وقفت على ذلك منه. توفي في رجب، وله نيف وثمانون سنة. 4 (فائق عميد الدولة، أبو الحسن الأمير فتى السلطان نوح بن نصر الساماني.))
186 يروي عن محمد بن قريش، وعبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري، وعيد الله الفاكهي المكي، وابن أبي دارم الكوفي. توفي ببخارى. وقد ولي إمرة هراة مدة، وعقد بها مجلس الإملاء. روى عنه: أبو منصور المؤدب، وأبو عمر عبد الواحد المليحي، وولي بمدن خراسان نيفا وأربعين سنة. 4 (فرج بن عيشون، أبو ثابت الأندلسي.)) سمع كثيرا من قاسم بن إصبع وغيره، وكان رجلا صالحا. كان إمام مدينة إستجة. قال ابن الفرضي: سمعت منه كثيرا، وتوفي في رمضان. 4 (محبوب بن عبد الرحمن، أبو عاصم المحبوبي القاضي الهروي.)) روى عن جده أبي بكر. روى عنه: أبو يعقوب القراب، وأبو عمر المليحي، وغيرهما. 4 (محمد بن أحمد بن علي بن نصير، أبو عبد الله النيسابوري المعدل.)) روى عن: ابن خزيمة، وأبي قريش محمد بن جمعة، وأبي العباس السراج. روى عنه الحاكم. 4 (محمد بن سعيد بن سليمان، أبو عبد الله الغافقي من أهل فحص البلوط.)) سمع وهب بن مسرة، وأحمد بن مطرف، وابن القوطية، وكان فقيها إماما، أخذ العربية عن الرياحي. كتب عن ابن الفرضي. 4 (محمد بن أحمد بن إصبع بن واقد، أبو عبد الله القرطبي.))
187 سمع أحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية القرشي. وكان قليل الفهم والضبط. 4 (محمد بن إسماعيل بن يوسف بن إسحاق بن إبراهيم، أبو عبد اله اليعقوبي النسفي.)) سمع من جده لأمه سعيد بن إبراهيم بن معقل بن عبد المؤمن بن خلف الحافظ. روى عنه أهل بخارى، وسمعوا منه جامع أبي عيسى الترمذي ست مرات. روى عنه: أبو العباس المستغفري، وغيره. وتوفي في رمضان.)) 4 (محمد بن عبدوس بن حاتم، أبو نصر النيسابوري الزاهد الدهان.)) سمع أبا نعيم بن عدي، وزنجويه بن محمد، وأبا بكر الذهبي. وعنه: الحاكم، وقال: مات في رجب، وله مائة سنة. وهو أبو الفقيه أحمد الحاتمي. 4 (محمد بن محمد بن علي، أبو بكر بن أبي الحسن السرخسي النيسابوري الشافعي.)) تفقه على والده، وسمع من ابن نجيد، ومات شابا. 4 (محمد بن محمد بن الحسن بن علي بن بكر، أبو بكر سبط ابن هانئ النيسابوري.)) سمع أبا العباس بن السراج، وأقرانه. توفي في جمادى الآخرة من السنة. وعنه: سعيد العيار، وأبو يعلى الصابوني.
188 4 (محمد بن مكي بن زراع بن هارون، أبو الهيثم الكشميهني المروزي.)) حدث بصحيح البخاري غير مرة عن محمد بن يوسف الفربري، وحدث عن محمد بن إبراهيم ابن يزيد المروزي الداعوني، ومحمد بن أحمد بن عاصم، وإسماعيل بن محمد الصفار، وغيرهم. روى عنه: أبو ذر الهروي، وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري، وأبو الخير محمد بن أبي عمران الصفار، وأبو سهل محمد بن أحمد الحفصي، وكريمة المروزيه وآخرون. ولا أعلمه إلا من الثقات. قال أبو بكر بن السمعاني: توفي في يوم عرفة سنة تسع وثمانين. 4 (محمد بن النعمان بن محمد بن منصور، أبو عبد الله المغربي الفقيه، قاضي ديار مصر،)) وابن قاضيها، وأخو قاضيها لبني عبيد. قال ابن زولاق: لم نشاهد بمصر لقاض من الرئاسة ما شاهدناه لمحمد بن النعمان، ولا بلغنا ذلك عن قاض بالعراق، قال: ووافق ذلك استحقاقا لما فيه من العلم والصيانة والتحفظ والهيبة وإقامة الحق. قلت: وكان على دين بني عبيد، مظهرا للرفض، مبطنا لأمور، نسأل الله العفو.
189 وله شعر رائق، فمنه: * أيا مشبه البدر بدر السماء * لخمس وسبع مضت واثنتين. * * ويا كامل الحسن في فعله * شغلت فؤادي وأسهرت عيني. * * فهل لي في مطمع أرتجيه * وإلا انصرفت بخفي حنين) * (فإما مننت وإما قدرت * فأنت قدير على الحالتين. * وفي سنة ثلاث وثمانين لتسع سنين مضت من ولايته القضاء استخلف على القضاء بمصر والقاهرة ابنه أبا القاسم عبد العزيز على الدوام، وارتفعت رتبة قاضي القضاة محمد، وحتى أقعده صاحب مصر على المنبر معه يوم عيد النحر، سنة خمس وثمانين، وهو الذي غسل العزيز، لما مات، وازدادت عظمنه في أيام الحاكم قم إنه تعال، ولازمه النقرس والقولنج، ومات في صفر من سنة تسع وثمانين. وأتى الحاكم إلى داره وشيعه. وكان مولده بالمغرب سنة أربعين وثلاثمائة، وولي بعده ابن أخيه أبو عبد الله الحسين بن علي ابن النعمان قضاء القضاة، ثم إنه عزل في أربع وتسعين، وضربت رقبته بقصة يطول شرحها، وولي بعده أبو القاسم عبد العزيز بن محمد المذكور، ثم قتله الحاكم في سنة إحدى وأربعمائة، وولي بعده القضاء أبو الحسن مالك بن سعيد الفارقي. 4 (يحيى بن إبراهيم بن أبي الأسد القيسي، أبو زكريا القرطبي.)) سمع من أحمد بن خالد وغيره، وكان مشهورا بالعدالة، ولم يحدث.
190 4 (يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد بن قاسم بن هلال، أبو القاسم القيسي القرطبي الشاهد.)) سمع من أبيه، ومحمد بن عيسى بن زرقا. توفي في ذي الحجة. 4 (يحيى بن هذيل بن عبد الملك بن هذيل بن إسماعيل بن نويرة بن إسماعيل بن نويرة بن)) مالك، أبو بكر التميمي القرطبي الشاعر. سمع من أخيه أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن إصبع، وكان شاعر وقته غير مدافع، وطال عمره، فسمع منه بعض الناس على سبيل الرواية. قال ابن الفرضي: كتبت عنه من حديثه وشعره، وأجاز لي ديوان شعره، وأملى علي نسبه، وأخبرني أنه ولد سنة خمس وثلاثمائة، وكف بصره قبل موته بأعوام. توفي في ثالث عشر ذي القعدة بقرطبة. قلت: هذا كان حامل لواء الشعراء في الأندلس، وقد نبهنا على أنه قيل: توفي سنة إحدى وسبعين، فالله أعلم. ومن شعر ابن هذيل: * إذا جلست على قلبي يدي بيدي * وصحت في الليلة الظلماء واكبدي.) * (ضجت كواكب ليلي في مطالعها * وذابت الصخرة الصماء من كمدي. * وله: * عرفت بعرف الريح أين تيمموا * وأين استقل الظاعنون وسلموا. * * خليلي رداني إلى جانب الحمى * فلست إلى غير الحمى أتيمم. *
191 * أبيت سمير الفرقدين كأنما * وسادي قتادا وضجيعي أرقم. * * وأجوز وسنان العيون كأنه * قضيب من الريحان لدن منعم. * * نظرت إلى أجفانه أول الهوى * فأيقنت أني لست منهن أسلم. * 4 (يحيى بن علي بن محمد بن الملقب بالمختفي أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين)) ابن علي بن أبي طالب، أبو الحسين الزيدي الهاشمي البغدادي. نزيل شيراز. حدث بدمشق عن أبي بكر بن مجاهد، وأبي العباس بن عقدة. روى عنه: الربعي، وعلي بن موسى السمسار.
192 ((وفيات سنة تسعين وثلاثمائة.)) 4 (أحمد بن علي بن الحسين بن محمد بن الأسد التميمي الحماني، أبو عمرو الطبني.)) دخل الأندلس، وسمع من قاسم بن إصبع، وحج سنة اثنتين وأربعين، وكان صالحا. قال ابن الفرضي: كتبت عنه، ومات في المحرم. 4 (أحمد بن الحسن بن بندار، أبو بكر الصبهاني، ثم الطرسوسي القاضي الزاهد.)) قدم نيسابور بعد محنة أهل طرسوس ومصيبتهم، وحدث عن ابن الأعرابي. روى عنه الحاكم. 4 (أحمد بن علي بن إبراهيم، أبو بكر الآبندوني، وآبندون على خمسة فراسخ من جرجان.))
193 روى عن: جده لأمه جعفر بن محمد بن عبد الكريم، وأبي نعيم بن عدي، وعلي بن محمد بن حاتم القومسي. توفي بجرجان. روى عنه: مشايخ جرجان. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، أبو بكر السرخسي.)) سمع عمر بن يعقوب القراب. توفي بهراة في المحرم. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن نصر بن ميمون، أبو عمرو الأسلمي القرطبي الكفيف النحوي.)) سمع قاسم بن إصبع، ومحمد بن محمد بن عبد السلام الخشني. وكان صالحا عفيفا. توفي في شوال، وقد أدب جماعة من الأعيان.)) 4 (أحمد بن محمد بن يعقوب، أبو عبد الله الفارسي الوراق.)) حدث ببغداد عن أبي القاسم البغوي، وابن صاعد، وأبي بكر بن مجاهد. روى عنه: أبو القاسم التنوخي، ومحمد بن علي العشاري، وجماعة. وثقه الخطيب وتوفي في ذي القعدة. 4 (أحمد بن محمد بن أبي موسى القاضي، أبو بكر الهاشمي العباسي الفقيه المالكي.)) بغدادي شريف، ولي قضاء المدائن، وولي خطابة جامع المنصور زمانا، وكان مولده سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
194 وسمع من إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وأحمد بن علي الجوزجاني، وأبي عبد الله المحاملي. روى عنه: أبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم التنوخي. قال الخطيب: كان ثقة، انتخب عليه الدارقطني. 4 (أحمد بن هارون، أبو الحسين المهلبي البغدادي الذي حدث عن أبي القاسم البغوي، وابن)) زياد النيسابوري. سمع منه العتيقي في هذه السنة، ولم يؤرخ. 4 (أحمد بن إسماعيل بن محمد، أبو سعيد الهروي، حفيد الشيخ أبي سعد، وجد أبي عثمان)) الصابوني لأمه، ووالد الحافظ أبي الفضل عمر بن إبراهيم. يروي عن أبي العباس الأصم. روى عنه إسحاق القراب وجماعة. 4 (أمة السلام، أخت القاضي أبي بكر أحمد بن كامل بن شجرة، أم الشيخ البغدادية. سمع منها)) جماعة. روت عن محمد بن إسماعيل البصلاني، ومحمد بن حسين بن حميد بن الربيع. روى عنها: أبو القاسم التنوخي، والقاضي أبو يعلى بن الفراء، وجماعة. توفيت في رجب، ولها اثنتان وتسعون سنة، وكانت دينة فاضلة.
195 4 (برجوان الأستاذ.)) من كبار خدام الحاكم ومدبري دولته، وإليه تنسب جادة برجوان بالقاهرة. قتله الحاكم في نصف جمادى الأولى. أمر زيدان الصقلبي صاحب المظلة فضربه بسكين، فقتله صبرا. ثم إن الحاكم قتل زيدان في سنة ثلاث وتسعين. 4 (جيش بن محمد بن صمصامة.)) ) أمير دمشق، القائد أبو الفتح، وليها من قبل خاله أبي محمود الكتامي سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، ووليها سنة سبعين، بعد موت خاله، ثم عزل بهد سنتين، ثم ولي دمشق سنة تسع وثمانين، إلى أن مات جيش. وكان جبارا ظالم سفاكا للدماء، أخاذا للأموال، وكثر ابتهال أهل دمشق إلى الله في هلاكه، حتى هلك بالجذام في ربيع الآخر سنة تسعين. وكان الأستاذ برجوان مدبر دولة الحاكم قد جهز القائد جيش بن محمد في عسكر، وأمره على الشام، فنزل الرملة، فسار إلى خدمته نواب الشام وخدموه، وقبض على سليمان بن فلاح قبضا جميلا، ونفذ عسكرا لمنازلة صور، وكان أهلها قد عصوا وأمروا عليهم رجلا يعرف بالعلاقة الملاح، وجهز إسطولان في البحر إليها، فاستنجد العلاقة بالروم، فبعث إليه بسيل الملك عدة مراكب، فالتقى الأسطولان، وظفر المصريون بالروم،
196 بيت لهيا، فأحضر بين يدي جيش، فسأله عن أشياء من القرآن والحديث والفقه، فوجده عالما بما سأله، فنظر إلى شاربه وأظفاره، فوجدها مقصوصة، وأمر من ينظر إلى عانته، فوجدها محلوقة، اذهب فقد نجوت مني، لم أجد ما أحتج به عليك، فلما بلغ جيش في مرضه ما بلغ من الجذام، وألقى ما في بطنه حتى كان يقول لأصحابه: اقتلوني، أريحوني من الحياة، لشدة ما كان يناله من الألم. قال لأصحابه: رأيت كأن أهل دمشق كلهم بالسهام فأخطأوني، غير رجل أصابني سهمه، ولو سميته لعبده أهل دمشق، فكانوا يرون أنه ابن الجرمي، أصابت دعوته، وعاش ابن الجرمي بعده ستا وأربعين سنة. 4 (الحسن بن محمد بن عبد الله بن طوق، أبو علي التغلبي الجياني.)) روى عن وهب بن مسرة وأحمد بن زكريا بن الشامة. وقدم طليطلة مرابطا، فروى عنه الصاحبان، وكان رجلا صالحا. توفي في عشر ذي الحجة، وله سبع وسبعون سنة، رحمه الله. 4 (الحسين بن أحمد بن جعفر، أبو عبد الله بن الكوسج المعدل. توفي في ربيع الآخر.)) 4 (الحسين بن أحمد بن محمد بن القنين البغدادي، أبو عبد الله المقرئ في مسجده عند داره،)) وكان من أصحاب عبد الواحد بن أبي هاشم. قرأ عليه أحمد بن محمد القنطري المجاور، وله سماع من أبي عمر الزاهد وغيره.) مات في شعبان. 4 (الحسين بن وليد بن نصر، أبو القاسم القرطبي العريف النحوي، أبو
197 حسن بن وليد النحوي.)) كان عارفا بالنحو، بارعا فيه. أخذ عن ابن القوطية، وحج، فسمع من أبي الطاهر الذهلي، وابن رشيق، وأقام بمصر أعواما، ثم رجع إلى الأندلس، فأدب أولاد المنصور محمد بن أبي عامر. توفي بطليطلة في رجب. 4 (سعيد بن حمدون، أبو بكر القيسي الأندلسي.)) سمع من أصبغ، وابن الشامة، وابن حزم، وحج، فسمع عبد الله بن الورد، وأبا بكر الآجري، ولم يزل يطلب العلم إلى أن مات. قال ابن الفرضي: لم يكن له نفوذ في شيء من العلم. 4 (طاهر بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن موسى، أبو العباس البغدادي الشاعر.)) مدح الخلفاء، وكسب الأموال بالأدب، وتنسك في آخر عمره وتزهد، وله رسائل في الزهد. وتوفي يوم عاشوراء سنة تسعين، وله خمس وسبعون سنة، ودخل الأندلس في سنة أربعين وثلاثمائة. 4 (عبد الله بن أحمد بن علي بن أبي طالب، أبو القاسم البغدادي نزيل مصر.)) روى عن: حسين بن حيان وجادة من كلام يحيى بن معمر، في الجرح والتعديل، والحسين هو جده لأمه. روى أيضا عن أبي ذر الباغندي، وإبراهيم بن علي بن عبد الصمد الهاشمي، وأبي عبد الله المحاملي.
198 روى عنه: تمام الرازي، وأبو سعيد الماليني، وآخرون. وثقه الخطيب وقال: ولد سنة سبع وثلاثمائة. توفي بمصر في المحرم. 4 (عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، بن يحيى، أبو محمد التجيبي ويعرف بقرطبة بابن)) الزيات. رحل إلى العراق مرتين، فسمع من إسماعيل الصفار، ومحمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب بن السماك، وسمع بالبصرة من أبي بكر بن داسة، وجماعة، وبتنيس من عثمان بن محمد السمرقندي. وكان كثير الحديث، مسندا، صحيح السماع، صدوقا إن شاء الله، إلا أن) ضبطه لم يكن جيدا، وكان ضعيف الخط، ربما أخل بالهجاء، وكان متصرفا بالتجارة. كتب الناس عنه كثيرا قديما وحديثا، وسمعنا منه كثيرا. قال ذلك ابن الفرضي. وهو من كبار شيوخ أبي عمر بن عبد البر. توفي في نصف رجب، وله سبع وسبعون سنة. 4 (عبد العزيز بن العباس بن سعدون بن يحيى، أبو القاسم الخولاني المصري.)) توفي في ربيع الآخر. 4 (عبد الحميد بن يحيى، أبو محمد البويطي المصري، نزيل الرملة.)) روى عن: ابن قتيبة العسقلاني، وغيره. وعنه: أبو سعد الماليني، والوليد بن بكر الأندلسي. 4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن حمدون، أبو سعيد النيسابوري.)) سمع الكثير من أبي حامد بن الشرفي، ومكي، وأبي بكر بن حمدون، وحدث سنين.
199 4 (عبد الرحمن بن محمد بن صاعد القرطبي المالكي.)) ولي الشورى أيام ابن زرب، وقد رحل إلى مصر، وسمع الحسن بن رشيق وجماعة. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن خيران، أبو سعيد الشيباني المقرئ الهمذاني)) المعروف بابن الكسائي. روى عن: أبيه، وعن إبراهيم بن محمد بن يعقوب، وأحمد بن محمد بن أوس، وإبراهيم بن عمروس، وعبد الله بن محمد بن الخليل بن الأشقر، ورحل إلى بغداد فأخذ عن أبي بكر بن زياد النيسابوري، وأبي عيسى بن قطن، وأبي ذر ابن الباغندي، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وطبقتهم. روى عنه: محمد بن عيسى، وعبد الرحمن الصائغ، والهمذانيون. وقد قال: ولدت في سنة إحدى وثلاثمائة، وسمعت عن أبي، عن جدي في سنة ثمان وثلاثمائة. وولد ابني أبو القاسم سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وفيها رحلت. قال شيرويه: كان ثقة. توفي في المحرم، رحمه الله. 4 (عبد الكريم بن موسى البزودي النسفي.)) سمع من منصور أبي طلحة البزودي صاحب البخاري، وبالبصرة من أبي علي اللؤلؤي، وحدث. كان زاهدا مفتيا، تفقه على أبي منصور الماتريدي. روى عنه أهل سمرقند. 4 (عبيد الله بن عثمان بن يحيى، أبو القاسم بن جنيفا الدقاق، من ثقات البغداديين.)) ) ولد سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، وسمع المحاملي، والحسين المطبقي، وإسماعيل الصفار.
200 روى عنه: العتيقي، ومحمد بن العلاق، وسبطه القاضي أبو يعلى بن الفراء، وجماعة. قال ابن أبي الفوارس: كان ثقة مأمونا فاضلا، ما رأينا مثله في معناه، رحمه الله. 4 (عبيد الله بن محمد بن إبراهيم بن جبريل، أبو بكر النيسابوري.)) سمع أبا عمر أحمد بن محمد الحيري، ويعقوب بن ماهان الصيدلاني. روى عنه الحاكم. 4 (عبدوس بن محمد بن عبدوس، أبو الفرج الطليطلي.)) سمع ببلده من تمام بن عبد الله، ورحل مرتين، فسمع من الآجري، وأبي العباس الكندي، وحمزة بن محمد الكتاني، وأبي زيد المروزي. وكان زاهدا ورعا فقيرا متقللا. سمع منه الناس كثيرا، وكان ثقة، حسن الضبط. توفي في ذي القعدة. 4 (علي بن أحمد بن عون الله القرطبي، أبو الحسن. توفي في جمادى الأولى.)) سمع من قاسم بن إصبغ مع والده صغيرا، ثم سمع من محمد بن معاوية. 4 (علي بن محمد بن أحمد بن يعقوب المروزي. ثقة مكثر.)) حدث بالري عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأحمد بن خالد الجزوري. أكثر عنه أبو يعلى الخليلي.
201 4 (علي بن عبد الله بن محمد بن عبيد، أبو الحسن البغدادي الزجاج الشاهد.)) عن حبشون الخلال، وأحمد بن علي بن الجوزجاني. وعنه التنوخي، وقال: سمعته يقول: ولدت سنة خمس وتسعين، أو إحدى. قال: وكان نبيلا فاضلا، قرأ على أحمد بن سهل الأشناني. قلت: فهو خاتمة أصحاب الأشناني. 4 (عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير، أبو حفص الكتاني المقرئ. بغدادي مسند.)) قرأ على ابن مجاهد وحمل عنه كتاب السبعة، وسمع من البغوي، وابن صاعد، وأبي حامد الحضرمي، وأبي سعيد العدوي، وجماعة. قرأ عليه أبو علي الأهوازي، وغيره. وحدث عنه: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله، وأبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور، وابن هزارمرد الصريفيني. وقد سمعت كتاب السبعة لابن مجاهد من طريقه بعلو، وقطع لنا قطعة من عواليه بالإجازة. وقد قرأ أيضا على محمد بن جعفر الجزري، وبكار بن أحمد، وزيد بن أبي بلال، وعلي بن) ذؤابة، وأقرأ في مسجده دهرا. وقرأ عليه أحمد بن مسرور، وأبو علي الشرمقاني، وأبو الفوارس محمد بن العباس الأواني، وأبو الفضل عبيد الله بن أحمد الكوفي. وثقه الخطيب، وتوفي في شهر رجب، وله تسعون سنة.
202 قرأت على عمر بن عبد المنعم في سنة ثلاث وتسعين، عن أبي اليمن الكندي، أنا عبد الرحمن ابن محمد الشيباني، أنا محمد بن علي الهاشمي، ثنا عمر بن إبراهيم إملاء، ثنا محمد بن هارون الحضرمي، ثنا زياد بن أيوب، ثنا أبو معاوية الضرير، ثنا عاصم الأحول، عن أنس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر، فقال، من أفطر فرخصة، ومن صام فالصوم أفضل. صحيح، غريب. 4 (عمر بن داود بن سلمون، أبو حفص الأنطرطوسي الأطرابلسي.)) حدث عن محمد بن إبراهيم الديبلي، وأبي روق الهزاني، وابن عقدة، وجماعة. روى عنه: أبو علي الأهوازي، وأحمد بن الحسن الطياني. كان يروي الموضوعات. وقال الأهوازي: سمعته يقول: ختمت اثنتين وأربعين ألف ختمة، وذكر أن مولده سنة خمس وتسعين ومائتين، وسمعته يقول: تزوجت مائة امرأة، واشتريت ثلاثمائة جارية. مات سنة تسعين. 4 (عيسى بن سعيد بن سعدان الكلبي القرطبي، أبو الأصبغ، المقرئ، المحقق.))
203 رحل وعرض القراءة على السامري، وأحمد بن نصر الشذائي وعمر بن إبراهيم الكتاني، وسمع من القاضي أبي بكر الأبهري، وعدة. وأقرأ في مسجده بقرطبة. توفي في جمادى الآخرة كهلا. 4 (فحل بن تميم الأمير المغربي)) ولي إمرة دمشق للحاكم في هذه السنة، ومات فيها، فولي بعده علي بن جعفر بن فلاح. 4 (القاسم بن ميمون بن حمزة محمد بن جعفر أبو محمد العلوي توفي بمصر بن رميل، أبو)) عبد الله البغدادي ثم المصري. سمع محمد بن زبان بن حبيب، ومحمد بن محمد بن الأشعث. وعنه عبد الله بن عبد الله المحاملي، وعبد العزيز بن علي الدقاق، المصري. سمع مراد جزءين من حديثه حدثونا بهما. مات في جمادى الأولى.)) 4 (محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن هارون، أبو الحسين بن أخي ميمي الدقاق، من)) ثقات البغداديين. سمع أبا القاسم البغوي، وأبا جعفر أحمد بن إسحاق بن بهلول، وأبا حامد بن محمد بن هارون الحضرمي، وإسماعيل الوراق، وجماعة. روى عنه: أبو الحسين بن النقور، وأبو طالب العشاري، وأبو محمد الصريفيني، وتوفي سلخ رجب.
204 4 (محمد بن عبد الله بن حمدون، أبو سعيد النيسابوري الزاهد، أحد العباد ببلده.)) سمع من أبي بكر محمد بن حمدون، وأبي حامد بن الشرفي، وأبا نعيم بن عدي. وعنه أحمد بن منصور المغربي، وأبو عثمان سعيد البحيري. 4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن ذي النون، أبو عبد الله الأندلسي البجاني.)) سمع من سعيد بن فحلون، وأحمد بن جابر، وحدث. وفي سماعه من سعيد مقال. 4 (محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين بن أحمد بن يحيى بن الحسين بن الشهيد بن علي)) الزيدي العلوي، أبو الحسن الكوفي نزيل بغداد. كان رئيس الطالبيين، مع كثرة المال والضياع واليسار. ولد سنة خمسة عشرة. وسمع هناد بن السري الصغير، وأبا العباس بن عقدة. روى عنه: أبو محمد الخلال وغيره، وانتخب عليه الدارقطني، وتوفي في ربيع الأول، وكان وافر الجاه والحرمة. ناب عن بني بويه، ولما دخل عضد الدولة بغداد، قال له: امنع الناس من الدعاء والصحبة وقت دخولي، ففعل، فتعجب من طاعة العامة له، ثم فيما بعد قبض عليه وسجنه، وأخذ أمواله، فبقي في السجن مدة، حتى أطلقه شرف الدولة أبو الفوارس بن عضد الدولة، فأقام معه، وأشار عليه بطلب الملك، فتم له ذلك، ودخل معه بغداد.
205 وقيل إنه أخذت منه لما صودر ألف ألف دينار عينا. توفي في عاشر ربيع الأول. 4 (محمد بن محمد بن يعقوب، أبو عصمة السجزي الضبعي.)) توفي في ربيع الأول. 4 (محمد بن يوسف بن محمد الجنيد، أبو زرعة الكشي الحافظ الجرجاني.)) ) كان أبوه من قرية كش، وهي على ثلاثة فراسخ من جرجان. سمع أبو زرعة من: أبي نعيم بن عدي، وأبي العباس الدغلولي، ومكي بن عبدان، وأبي محمد عبد الرحمن بن أبي حلتم، ورحل إلى نيسابور وبغداد وهمذان والحجاز. قال حمزة بن يوسف: جمع الأبواب والمشايخ، وكان يحفظ ويفهم، وأملى علينا بالبصرة، ثم إنه جاوز بمكة إلى أن توفي بها سنة تسعين وثلاثمائة. 4 (المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد القاضي، أبو الفرج النهرواني
206 المعروف بابن طرار)) الفقيه الجريري، نسبة إلى مذهب محمد بن جرير الطبري. سمع: أبا القاسم البغوي، وابن أبي داود، وابن صاعد، وأبا سعيد العدوي، وأبا حامد الحضرمي، وخلقا مثلهم ودونهم، فأكثر، وقرأ على ابن شنبوذ، والخاقاني. قرأ عليه: أبو العلاء، محمد بن علي القاضي، وأبو تغلب الملحمي، وأحمد بن مسرور الخباز، ومحمد بن عمر بن زلال النهاوندي. روى عنه: أبو القاسم الأزهري، وأبو الطيب الطبري، وأحمد بن علي التوزي، وأحمد بن عمر بن روح، وأبو علي محمد بن الحسين الجازري، وآخرون. قال الخطيب: كان من أعلم الناس في وقته بالفقه والنحو واللغة وأصناف الأدب، وولي القضاء بباب الطاق، وكان على مذهب ابن جرير، وبلغنا عن أبي محمد البافي الفقيه أنه كان يقول: إذا حضر القاضي أبو الفرج، فقد حضرت العلوم كلها. قال الخطيب: حدثني أبو حامد الدلوي قال: كان أبو محمد البافي يقول: لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أعلم الناس، لوجب أن يدفع إلى المعافى بن
207 زكريا. قال الخطيب: وسألت البرقاني عن المعافى فقال: كان أعلم الناس، وكان ثقة، لم أسمع منه. وزكريا أبو حيان التوحيدي قال: رأيت المعافى بن زكريا قد نام مستدبر الشمس في جامع الرصافة، في يوم شات، وبه من أثر الضر والفقر والبؤس أمر عظيم، مع غزارة علمه. وقال أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي: قرأت بخط المعافى بن زكريا قال: حججت، فكنت بمنى، فسمعت مناديا ينادي: يا أبا الفرج. فقلت: لعله يريدني، ثم نادى: يا أبا الفرج المعافى. فهممت أناجيه، ثم رجع فنادى: يا أبا الفرج المعافى النهرواني، فقلت: ولم أشك أنه يناديني، هأنذا، فما تريد قال: لعلك من نهروان الشرق قلت: نعم. قال: نحن نريد نهروان) الغرب، قال: فعجبت من هذا الاتفاق، وعلمت أن بالمغرب مكانا يسمى النهروان. توفي المعافى بالنهروان في ذي الحجة، وله خمس وثمانون سنة. 4 (ناجية بن محمد، أبو الحسن الكاتب.)) عن ابن الأنباري، والمحاملي، وجماعة. وعنه العتيقي، والتنوخي. وثقه الخطيب. 4 (يحيى بن منصور، أبو سعيد البوسنجي الفقيه، سمع بنيسابور محمد بن الحسين القطان،)) وغيره. روى عنه جمال الإسلام أبو الحسن الداوودي، وتوفي في ذي الحجة. 4 (وهب بن محمد بن محمود بن إسماعيل، أبو الحزم القرطبي.)) سمع من قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، وكان حافظا للرأي، مشاورا في الأحكام في أيام ابن السليم، فلما ولي القضاء محمد بن يبقى ترك مشاورته، وكان شيخا صالحا كثير الصلاة، مواظبا للجامع، يقرئ الفقه ويفتي. توفي في رمضان. 4 (يحيى بن محمد بن يوسف، أبو زكريا الأشعري القرطبي المعروف بابن الجياني.))
208 سمع محمد بن معاوية القرشي، ومسلمة بن قاسم، ومحمد بن أحمد الخزاز، رمل فسمع بمكة كتاب الضعفاء للعقيلي، وبمصر صحيح مسلم من ابن ماهان. وكان جيد النقل، ضابطا. مات في صفر. وقال أبو عمر بن عبد البر: أنا هذا بجميع جامع الترمذي عن أبي يعقوب بن الدخيل المكي، عن أبي ذر محمد بن إبراهيم الترمذي، عنه.
209 4 (من الوفيات وممن كان في هذا الوقت.)) 4 (أحمد بن محمد بن مهلهل أبو القاسم إلبيري نزيل غرناطة.)) سمع محمد بن عبد الله بن أبي دليم. قال ابن الفرضي: كتبت عنه، وكان صالحا. توفي سنة ثمان أو تسع وثمانين. 4 (إبراهيم بن محمد، أبو معشر الوراق المروزي.)) روى عن أبي علي بن رزين الباساني. وعنه أبو عمر بن عبد الواحد المليحي. 4 (الحسن بن يحيى بن قيس، أبو بكر المقرئ.)) روى مختصر الخرقي في الفقه، عن الخرقي. روى عنه: أبو عبد الله بن حامد الحنبلي الفقيه،) وأبو طالب العشاري. 4 (الحسين بن علي بن محمد بن إسماعيل بن إسحاق، أبو العباس الحلبي.)) توفي قبل والده فيما أظن.
211 قدم بغداد، وحدث بها عن قاسم الملطي، والمحاملي، وابن عقدة، وعلي بن أبي مطر الإسكندراني. روى عنه: علي بن أحمد النعيمي، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي. قال الخطيب: كان يوصف بالحفظ، وما علمت من حاله إلا خيرا. 4 (الحسن بن محمد بن إبراهيم بن شريك، أبو علي الأصبهاني الغسال.)) عن أبي عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن جعفر، ومحمد بن حفص وأحمد بن بندار الشعار. وعنه: أبو طاهر أحمد بن محمود بن النعمان الصائغ، وغيره. ذكره ابن نقطة. 4 (الحسين بن أبي جعفر بن محمد الخالع الرافقي.)) قال: إنه من ذرية معاوية بن أبي سفيان، وكان من كبار النحاة. أخذ عن أبي سعيد السيرافي، وأبي علي الفارسي. وله من المصنفات كتاب الشعراء وكتاب المواصلة والمقاصدة وكتاب الأمثال وكتاب الأدوية والجبال وكتاب الرمال وكتاب تخيلات العرب وكتاب تفسير شعر أبي تمام وكتاب صناعة الشعر وكتب سوى هذه، وكان من الشعراء المذكورين، ولا أعرف متى مات.
212 4 (سليمان بن حسان، أبو داود بن جلجل الأندلسي الطبيب، عالم الأندلس بالطب.)) كان بصيرا بالمعالجات. خدم المؤيد بالله هشام بن المستنصر، وكان إماما في معرفة الأدوية المفردة، لا سيما بكتاب ديسقوريدس العين زربي الذي عرب في خلافة المتوكل، وبقي منه ألفاظ كثيرة يونانية لم تعرب ولا عرفت. قال ابن جلجل: وانتفع الناس بما عرب منه، فلما كان في دولة الناصر عبد الرحمن بن محمد صاحب الأندلس، كاتبه أرمانوس صاحب القسطنطينية قبل الأربعين وثلاثمائة وهاداه بنفائس، فكان منها كتاب ديسقوريدس مصور الحشائش بالتصوير العجيب، والكتاب باليوناني، ومنها كتاب هروشيش تاريخ عجيب في الأمم والملوك باللسان اللطيني. وكان بالأندلس من يتكلم به، ثم كاتبه الناصر وسأله أن يبعث إليه برجل يتكلم باليوناني) واللطيني، ليعلم له عبيدا، حتى يترجموا له، فيعث إليه براهب يسمى نقولا، فوصل قرطبة في سنة أربعين، ونشر من كتاب ديسقوريدس ما كان مجهولا، وكان هناك جماعة من حذاق الأطباء، فأحكم الكتاب، وقد أدركتهم، وأدركت نقولا الراهب وصحبتهم، وفي صدر دولته مات نقولا الراهب. ولابن جلجل تاريخ الأطباء والفلاسفة، وله تذييل وزيادات على كتاب ديسقوريدس مما لم يعرفه ديسقوريدس، صنفه في سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. ولم تبلغنا وفاته متى كانت.
213 4 (عبد الباقي بن الحسين بن أحمد الإمام المقرئ، أبو الحسن بن السقا الخراساني ثم الدمشقي.)) أحد الحذاق بالقراءات، وأحد من عني بهذا الشأن. قرأ على: محمد بن سليمان البعلبكي صاحب هارون الأخفش، وعلى نظيف بن عبد الله، وعلي ابن زيد بن علي الكوفي، وعلي بن محمد بن علي الجلندي، وعلي بن محمد بن الحسن الدبيلي وأحمد بن صالح وإبراهيم بن الحسن، وطائفة بالحجاز والشام والعراق ومصر، وحدث عن عبد الله بن عتاب بن الزفتي، وأبي علي الحصايري، وجماعة. قرأ عليه: أبو الفتح فارس وغيره، وحدث عنه علي بن داود المقرئ، وأبو علي محمد بن أحمد الأصبهاني. وقال أبو عمر الداني: وكان خيرا، فاضلا، ثقة، مأمونا، إماما في القرآن، عالما بالعربية، بصيرا بالمعاني. قال لنا فارس بن أحمد عنه أنه قال: أدركت إبراهيم بن عبد الرزاق بأنطاكية، وحضرت مجلسه، وهو يقرئ في سنة أربع وثلاثين، وأنا داخل، ولم أقرأ عليه. قال الداني: سمعت عبد الرحمن بن عبد الله يقول: كان عبد الباقي سمع معنا على أبي بكر الأبهري، وكتب عنه كتبه في الشرح، ثم قدم مصر، فقامت له فيها رئاسة، وكنا لا نظنه هناك، وكان ببغداد. توفي سنة ثمانين بالإسكندرية، أو بمصر. 4 (عثمان بن محمد، أبو القاسم السامري الوراق.)) سمع أبا بكر بن نيروز الأنماطي، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وجعفر بن مرشد.
214 وعنه: الماليني، والحاكم، وحمزة السهمي، وجماعة. 4 (علي بن الحسين بن عثمان بن سعيد، أبو الحسن الغضائري.)) ) قرأ عليه بالروايات أبو علي الأهوازي. وزعم أنه قرأ على عبد الله بن هاشم الزعفراني تلميذ خلف البزاز، وعلى أحمد بن فرج، وسعيد بن عبد الرحيم الضرير صاحبي الدوري، وعلي بن شنبوذ، ومحمد بن إبراهيم الأهناسي المصري، وعبد الله بن أحمد بن الهيثم المقرئ، على تلميذ أبي أحمد الطيب بن إسماعيل. 4 (عمر بن القاسم، أبو الحسين البغدادي المقرئ صاحب ابن مجاهد، يعرف بابن الحداد وبابن)) وبرة، من بقايا من تلا على ابن مجاهد. حدث عن: ابن مبشر الواسطي، والمحاملي، وقاسم الملطي. روى عنه: أبو محمد الخلال، والعتيقي، وأبو الفرج الطناجيري. قال الخطيب: كان صدوقا. قلت: بقي إلى سنة تسعين. 4 (عبد الله بن إبراهيم بن تميم، أبو القاسم القاضي.)) روى عن أحمد بن إبراهيم الإمام البلدي، وأبي الفوارس الصابوني، وأحمد بن الحسن بن إسحاق الرازي. روى عنه أبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم الأزجي. قال الخطيب: كان صدوقا، خرج له ابن شاهين. 4 (عبد الله بن محمد بن القاسم بن خلف بن حزم، أبو الحسن الثغري
215 القلعي، من قلعة أيوب)) بالأندلس. سمع وهب بن مسرة، وابن عابس، وفي الرحلة من أبي علي بن الصواف ببغداد. ورجع فلزم العبادة والجهاد، وولي قضاء بلده، ثم استغنى من القضاء، وإليه كانت الرحلة، وانتفع به الناس. روى عنه: أبو عمر الطلمنكي، وابن الفرضي، وابن الشقاق. وتوفي سنة ثلاث، وكان عارفا بمذهب مالك. 4 (عثمان بن أحمد بن جعفر العجلي، مستملي ابن شاهين.)) روى عن البغوي، وابن أبي داود، والحسين بن عفير. روى عنه: الخلال، وعبد العزيز الأزجي، والعتيقي، وأبو طالب العشاري. 4 (عثمان بن محمد بن القاسم الأدمي.)) روى عن عبد الله بن إسحاق المدائني، والباغندي، والبغوي.) روى عنه: العتيقي، وأبو بكر بن بشران، ومحمد بن أحمد النرسي. وثقه أبو بكر الخطيب. 4 (نصر بن أحمد بن محمد بن الخليل المرجى أبو القاسم الموصلي.)) روى عن أبي يعلى الموصلي، فهو آخر من روى في الدنيا عنه، وعمر دهرا طويلا. روى عنه: أبو علي الأهوازي، وأبو نصر بن طوق الموصلي، وآخر من روى عنه بالإجازة علي بن البشري. توفي قريبا من سنة تسعين وثلاثمائة.
216 4 (محمد بن أحمد بن عبد الله، وقيل علي بدل عبد الله الفقيه، أبو بكر بن خويز منداذ المالكي)) صاحب أبي بكر الأبهري من كبار المالكية العراقيين. صنف كتابا كبيرا في الخلاف، وآخر في أصول الفقه، وكتاب أحكام القرآن، وله اختيارات في الفقه خالف فيها المذاهب، كقوله: إن العبيد لا يدخلون في الخطاب للأحرار، وأن خبر الواحد يوجب العلم. قاله القاضي عياض، وقال: قد تكلم فيه أبو الوليد الباجي وقال: لم أسمع له في علماء العراقيين ذكر، أو كان له بجانب الكلام جملة، وينافر أهله حتى يؤدي إلى منافرة المتكلمين من أهل السنة، وحكم على أهل الكلام أنهم من أهل الأهواء الذين قال مالك، رحمه الله، في مناكحتهم وأمانتهم وشهادتهم ما قال. قلت: وذكره أبو إسحاق في الطبقات، فقال فيه: المعروف بابن كواز. 4 (محمد بن الحسن بن محمد، أبو الفضل الكاتب، بغدادي صالح.)) روى عن المحاملي، ومحمد بن مخلد. قال الخطيب: حدثونا عنه. 4 (محمد بن الحسين بن حاتم أبو عبد الله الزغرتاني الهروي. سمع أحمد بن سعيد الأشج،)) وأبي الأشعث العجلي. روى عنه: إسحاق القراب، وأبو عبد الواحد المليحي، وغيرهما.
217 4 (محمد بن عمر بن عزيز بن عمران، أبو بكر الهمذاني التككي.)) روى عن أوس الخطيب، وموسى بن محمد بن جعفر، وإبراهيم بن محمد بن فيره الطيان، وأبي بكر بن أبي زكريا، وجماعة. وعنه: عبد الغفار بن محمد، وعبد الله بن كاله، ومكي بن المحتسب وعبد الله بن الحسن الهاشمي، وهو آخر من حدث عنه. قال شيرويه: هو صدوق. 4 (محمد بن عمر بن الفضل بن الموفق، أبو بكر الصوفي الهمذاني الخباز المعروف بابن)) جزر صاحب الشبلي.) روى عن أحمد بن عبد الله الهروي صاحب يحيى بن معاذ الرازي، وغير واحد، وروى تفسير جويبر عن إبراهيم بن محمد بن فيرة الطيان. روى عنه: أبو سهيل بن زيرك، وأبو منصور محمد بن عيسى، وحمد بن سهل المؤدب، والخليل بن عبد الله الخليلي، وآخرون. وقيل إن الدارقطني روى عنه. قال شيرويه: صدوق. قد روى عنه من أهل بغداد أبو حفص بن شاهين، وهو أكبر منه. 4 (عبد الله بن أحمد بن محمد، أبو الحسين بن الأصبهاني المقرئ نزيل بغداد، وحدث عن)) محمد بن عمر بن حفص الجورجيري، وابن داسه، وأبي محمد بن فارس، وعدة. وعنه البرقاني، والعتيقي. وثقه عابد.
218 4 (عبد الواحد بن الحسين القاضي، أبو القاسم الصيمري الشافعي، أحد الأعلام، ومن أصحاب)) الوجوه في المذهب. تفقه بأبي حامد المروروذي، وبأبي الفياض، وارتحل الفقهاء إلى البصرة، وكان من أوعية العلم. تفقه عليه أقضى القضاة الماوردي، وله كتاب الإيضاح في المذهب في سبع مجلدات، وكتاب القياس والعلل، وغير ذلك. سمعوا منه في سبع وثمانين بعض كتبه. 4 (إبراهيم بن الحسين بن حكمان الإمام، أبو منصور بن الكرخي البغدادي.)) سمع أحمد بن عبيد الصفار، وأبا علي الصواف، وطبقتهما، فأكثر، وأراد أن يصنف مسندا، وكان يحضر عنده الدارقطني كل أسبوع، ويعلم على الأحاديث في أصوله، ويملي عليه العلل، حتى خرج من ذلك جملة كبيرة. روى عنه الدارقطني في كتاب المدبج حديثا، ومات قبل الدارقطني بزمان. قال الخطيب: سألت البرقاني عنه، فقال: ما علقت عنه يسيرا، ولم أر مثل صحبته نحوا من عشرين سنة، أدام فيها الصيام، وكان يصلي أربع ركعات بسبع القرآن كل ليلة وقت العتمة. 4 (أحمد بن محمد بن إسحاق بن جوري، أبو الفرج العكبري.))
219 أكثر التطواف، وسمع الكثير بالعراق والعجم والشام والحجاز ومصر، وقد حدث عن خثيمة الأطرابلسي، وأبي سعيد بن الأعرابي، وعبد الصمد الطستي، وطبقتهم. روى عنه: أبو بكر بن لآل، وحمزة السهمي، وأبو نعيم الحافظ، وأبو طاهر محمد بن محمد) ابن الصباغ. قال الخطيب: في حديثه مناكير. 4 (علي بن الحسن بن بندار بن محمد بن المثنى، أبو الحسن التميمي الإستراباذي القسري)) الزاهد، شيخ الصوفية بجرجان. رحل وسمع من أبي سعيد بن الأعرابي، وخثيمة بن سليمان، وأبي بكر الرقي، وخلق. وعنه: ابنه إسماعيل، وعلي بن محمود الزوزني، وفضل الله أبو سعيد الميهني وسعيد بن أبي سعيد العيار، وغيرهم. قال ابن طاهر المقدسي: كان يقف على أفراد لقوم، فيحدث بها عن أناس آخرين، لا يحتج به. 4 (عتبة بن محمد بن حاتم القاضي، أبو الهيثم النيسابوري الحنفي الإمام.)) سمع الأصم وطائفة، وتفقه على أبي الحسين قاضي الحرمين، وسمع
220 في الفقه، وصار أوحد عصره، حتى لم يبق بخراسان قاض حنفي إلا وهو ينتمي إليه. قال أبو عبد الله الحليمي: لقد بارك الله في علم الفقه بأبي الهيثم، فليس بما وراء النهر أحد يرجع إلى النظر والجدل إلا أصحابه. قلت: روى عنه الحاكم حديثا في تاريخه. 4 (عياش بن الحسن الخزري.)) عن أبي بكر بن زياد النيسابوري، وابن الأنباري، والمحاملي. روى عنه الدارقطني، وهو أكبر منه، وأبو بكر بن بشران، وعبد الكريم بن المحاملي. وثقه الخطيب. 4 (مهدي بن محمد، أبو سلمة القشيري النيسابوري الصيدلاني.)) عن أبي حامد بن الشرفي الحافظ، ومحمد بن أحمد بن دلويه، وأبي حامد بن بلال. وقدم بغداد، فحدث بها قبل سنة تسعين. روى عنه: أبو القاسم التنوخي، وهبة الله اللالكائي. قال الخطيب: رواياته مستقيمة. 4 (زيد بن رفاعة، أبو الخير.)) روى بخراسان عن ابن دريد، وابن الأنباري كتب اللغة، وروى لهم عن أبيه، عن ابن كامل الجحدري.
221 ذكره الخطيب، فقال: كان كذابا. سمعت أبا القاسم هبة الله، يعني اللالكائي يقول: رأيته بالري،) وأساء القول فيه، وقال لي التنوخي: ذكر لنا عنه أنه كان يذهب مذهب الفلاسفة. 4 (الحسين بن أحمد بن علي بن خزيمة النيسابوري، أبو محمد الكرابيسي.)) سمع ابن خزيمة. وعنه أبو سعد الكنجروذي. 4 (الربيع بن محمد بن حاتم، أبو الطيب الحاتمي الطوسي.)) عن أبي القاسم، عبد الله بن إبراهيم المزكي، وإبراهيم بن عبدوس الحرشي، وإسماعيل الصفار، وطبقتهم. وعنه: أبو يعلى الصابوني، وأبو بكر محمد بن الحسن المقرئ، غيرهما.
222 4 (يسم الله الرحمن الرحيم.)) 5 (الطبقة الأربعون حوادث)) ((الأحداث من سنة إلى)) ((حوادث سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.)) فيها جلس القادر للحجاج الخراسانية، وأعلمهم أنه قد جعل ولي عهده ولده أبا الفضل الغالب بالله، وله يومئذ ثمان سنين وأربعة أشهر، وسبب عجلته في ذلك أن عبد الله بن عثمان العباسي الواثقي الخطيب خرج إلى خراسان، واتفق هو ورجل رئيس على أن افتعلا كتابا من القادر بتقليد الواثقي ولاية العهد من بعده، ودخل على بعض السلاطين، فاحترمه وخطب له بعد القادر، وكتب إلى القادر بالله، فبادر بولاية العهد لابنه، وأثبت فسق الواثقي، ولم يزل الواثقي في البلاد النائية حتى مات غريبا خائفا من سوء افترائه.
223 ((حوادث سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.)) فيها ثارت العامة ببغداد على النصارى، فنهبوا البيعة وأحرقوها، سقطت على جماعة من المسلمين، فهلكوا، وعظمت الفتنة ببغداد، وانتشر الدعار. وبطل الحج من العراق في هذه السنة. وفيها ولد أبو الحسن وأبو الحسين توأمين للسلطان بهاء الدولة، فعاش أبو الحسين سبع سنين، وأما أبو علي فعاش وملك العراق، ولقب مشرف الدولة. وزاد أمر الشطار ببغداد، وواصلوا أخذ العملات والأموال، وقتلوا، وأشرف الناس معهم على خطة صعبة، وكان فيهم من هو عباسي وعلوي، فبعث بهاء الدولة أبا علي عميد الجيوش إلى) العراق ليبر أمورها، فقدم بغداد، وزينت له، وغرق جماعة، ومنع الشيعة والسنية من إظهار مذهبهم،
225 ونفى الدعار، ونفى ابن المعلم فقيه الشيعة، وقامت هيبته. وفي المحرم غزا السلطان محمود بن سبكتكين الهند، فالتقاه صاحبها الملك جيبال، ومعه ثلاثمائة فيل، فنصر الله محمود، وقتل من الكفار خمسة آلاف، ومن الفيول خمسة عشر فيلا، وأسر جيبال في جماعة من قواده، فكان عليه من الجواهر ما قيمته مائتا ألف رأس دينار وبلغت القيمة من الرقيق خمسمائة ألف رأس نقل ذلك صاحب سيرة محمود بن سبكتكين الأديب الكاتب أبو النصر محمد بن عبد الجبار العتبي، وقد سمع هذا من أبي الفتح البستي وجماعة. قال أبو النصر: وافتدى الملك نفسه بخمسين فيلا. وكان مسنا، فتألم مما تم عليه، وآثر النار على العار، فحلق شعره، ثم حرق نفسه حتى تلف. قال أبو النصر: وافتدى الملك نفسه بخمسين فيلا.
226 ((حوادث سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.)) فيها منع عميد الجيوش يوم عاشوراء من النوح وتعليق المسوح في الأسواق، ومنع السنية عما أبدعوه في أمر مصعب بن الزبير. وفيها قبض بهاء الدولة على وزيره أبي غالب محمد لن خلف، وقرر عليه مائة ألف دينار. وفيها برز عميد الجيوش، وذهب إلى سورا، فاستدعى سيف الدولة علي بن مزيد، وقرر عليه في العام أربعين ألف دينار عن بلاده، وأقره عليها. وفي ربيع الآخر منها أمر نائب دمشق بمصولة الأسود الحاكمي بمغربي، فطيف به على حمار، ونودي عليه: هذا جزاء من يحب أبا بكر وعمر، ثم أمر به، فأخرج إلى الرملة فضربت عنقه هناك، رضي الله عنه، ولا رضي عن قاتله.
227 وفيها نازل السلطان محمود بن سبكتكين بسجستان، وأخذها من صاحبها خلف بن أحمد بالأمان، فاستناب عليها الحاجب قنجى من كبار قواد أبيه، فخرج عليه أهل سجستان بعد أشهر، فسار محمود في عشرة آلاف وحاربهم، وقتل منهم مقتلة كبيرة في ذي الحجة.
228 ((حوادث سنة أربع وتسعين وثلاثمائة.)) فيها قلد بهاء الدولة الشريف أبا أحمد الحسين بن موسى الموسوي قضاء القضاة والحج) والمظالم ونقابة الطالبيين، وكتب له من شيراز العهد، ولقبه الطاهر الأوحد ذو المناقب، فلم ينظر في قضاء القضاة، لامتناع القادر بالله من الإذن له. وحج بالناس أبو الحارث محمد بن محمد العلوي، فاعترض الحاج الأصيفر المنتفقي ونازلهم، وعول على نهبهم، فقالوأ: من يكلمه ويقرر له ما يأخذ فنفذوا أبا الحسن بن الرفاء وأبا عبد الله بن الدجاجي، وكانا من أحسن الناس قراءة، فدخلا إليه، وقرءا بين يديه، فقال: كيف عيشكما ببغداد فقالا: نعم العيش، تصلنا الخلع والصلات. فقال: هل وهبوا لكما ألفا ألف دينار قالا: لا، ولا ألف دينار. فقال: قد وهبت لكما الحاج وأموالهم، فدعوا له وانصرفوا، وفرح الناس. ولما قرءا بعرفات، قال أهل مصر والشام: ما سمعنا عنكم بتبذير مثل هذا يكون عندكم شخصان مثل هذين، فتستصحبونهما معكم معا، فإن هلكا، أي شيء تحملون؟
229 وأخذهما أبو الحسين بن بويه مع أبي عبد الله بن بهلول، وكانوا يصلون به بالنوبة التراويح، وهم أحداث.
230 ((حوادث سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.)) حج بالعراقيين جعفر بن شعيب السلار، ولحقهم عطش في طريقهم، فهلك خلق كثير. وفي المحرم قتل الحاكم بمصر جماعة من الأعيان صبرا. وفيها قتل المنتصر أبو إبراهيم إسماعيل بن نوح بن نصر بن نوح الساماني، وكان قد أسر أخوه عبد الملك، كما ذكرنا في سنة تسع وثمانين. واستولى على ما وراء النهر ايلك خان، وقبض على أبي إبراهيم هذا، وعلى أخيه عبد الملك، وعلى نوح بن منصور الرضي، وعلى أعمامهم أبي زكريا، وأبي سليمان، فتحيل المنتصر وهرب من السجن في زي امرأة كانت تنتابهم لمصالحهم، واختفى أياما عند عجوز، وذهب إلى خوارزم، فتلاحق به من بدو نمار من بقايا الدولة السامانية، حتى اجتمع شمله، وكثف خيله ورجله، وأغار بعض عماله على بخارى، وبيتوا بضعة عشر قائدا من القواد، وحملوا في وثاق إلى خوارزم، وانهزم من بقي من قواد ايلك خان، وعاد المنتصر إلى بخارى، وفرح الناس، فجمع ايلك جيوشه، وتكاثفت أيضا جموع المنتصر، وقصد نيسابور، وحارب أميرها نصر بن سبكتكين أخا محمود، فهزمه، وأخذ نيسابور، فانزعج لذلك السلطان محمود، وطوى
231 المغاور، حتى وافى نيسابور، فتقهقر عنها المنتصر إلى أسفرايين، وجبى الخراج، وقدم له) شمس المعالي قابوس خيلا وجمالا وبغالا، وألف ألف درهم، وثلاثين ألف دينار، مدارة عن جرجان. ثم إن المنتصر عاد إلى نيسابور، فتحيز عنها أخو محمد، وجبى المنتصر منها الأموال، ثم التقى هو وأخو محمود، فكانت بينهما وقعة ملحمة هائلة، فكانت النصرة لصاحب الجيش نصر بن سبكتكين، وانهزم المنتصر، فجاء إلى جرجان، فدفعه عنها شمس المعالي، ثم التقى المنتصر أيضا هو والسبكتكينية بظاهر سرخس، وقتل خلق من الفريقين، وانهزم جمع المنتصر، وقتل جماعة من قواده، فسار المنتصر يعتسف المهالك، فانتبذ به إلى محال الأتراك الغزية، ولهم ميل إلى آل سامان، فأخذتهم المذمة من خذلانه، وحركتهم الحمية لعونه في سنة ثلاث وتسعين، وقصدوا أيلك خان، وحاربوه، ثم خافهم المنتصر وفارقهم، وراسل السلطان محمود بن سبكتكين يذكره بحقوق سلفه عليه، فأكرم محمود رسوله، وتماثل حال المنتصر، جرت له أحوال وأمور وحروب عديدة. وكان موصوفا بالدهاء والشجاعة المفرطة، ثم قام معه فتيان أهل سمرقند، وتراجع أمره، فسمع الخان باحتداد شوكته واشتداد وطأته، فزحف إليه في شعبان سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وانكسر الخان أيلك، ثم جمع وحشد وكر لطلب الثأر، فالتقوا، فخامر خمسة آلاف من جيش المنتصر، وبقي المنتصر أينما قصد، شهرت عليه السيوف وكثر أضداده، ودلف إليه صاحب الجيش ابن سبكتين، وولي سرخس، وولي طوس. وحثوا الظهر في
232 طلبه، ففاتهم إلى بسطام، فرماه شمس المعالي بنحو ألفين من الأكراد والشاهجانية، فأزعجوه عنها حتى ضاقت عليه المسالك، فتلقاه ابن سرخك الساماني، بكتاب يخدعه فيه، فانفعل طمعا في وفائه، فثنته خيل أيلك خان بطرف خراسان، فطاردهم، ثم ولاهم ظهره، فأسروا أخوته، والتجأ إلى ابن بهيج الأعرابي، فما خفر حق مقدمه، وروى الأرض من دمه، كما عناه أبو تمام بقوله: * فتى مات بين الطعن والضرب ميتة * تقوم مقام النصر إذ فاته النصر. * * فأثبت في مستنقع الموت رجله * وقال لها من دون أخمصك الحشر. * * غدا غدوة الحمد فسبح ردائه * فلم ينصرف إلا وأكفانه الأجر. * * مضى طاهر الأثواب لم تبق روضة * غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبر. * * عليك سلام الله وقفا فإنني * رأيت الكريم الحر ليس له عمر. *) وانقضت الأيام السامانية، وذلك في أوائل سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
233 ((حوادث سنة ست وتسعين وثلاثمائة.)) فيها تولى ابن الأكفاني قضاء جميع بغداد. وفيها جلس القادر بالله لأبي المنيع قرواش بن أبي حسان، ولقبه بعميد الدولة، وتفرد قرواش بالإمارة. وحج بالناس محمد بن محمد بن عمر العلوي، وخطب بالحرمين للحاكم صاحب مصر على القاعدة، وأمر الناس بالحرمين بالقيام عند ذكره، وفعل مثل ذلك بمصر، وكان إذا ذكر قاموا وسجدوا في السوق، وفي مواضع الاجتماع، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فلقد كان هؤلاء العبيديون شرا على الإسلام وأهله من الشر.
234 ((حوادث سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.)) فيها خروج أبي ركوة الأموي من ولد هشام بن عبد الملك، واسمه الوليد، وكان يحمل ركوة في السفر، ويتزهد، وقد لقي المشايخ، وكتب الحديث بمصر، وحج، ودخل اليمن والشام، وكان في خلال أسفاره يدعو إلى القائم من ولد هشام بن عبد الملك، ويأخذ البيعة على من ينقاد له، ثم جلس معلما، واجتمع عنده أولاد العرب، فدعاهم فوافقوه، وأسر إليهم أنه الإمام، ولقب نفسه بالثائر بأمر الله المنتصف من أعداء الله، فعرف بهذا بعض الولاة، فكتب إلى الحاكم بأن يأذن له في طلبه قبل أن تقوى شوكته، فأمره باطراح الأمر والفكر فيه، لئلا يجعل له سوقا، وينبه عليه، وكان يخبرهم عن المغيبات، ثم حاربه ذلك الوالي في عسكره، فظفر به أبو ركوة، ثم أخذوا أسلابهم، فأصاب مالية. ونزل برقة، فجمع له أهلها مائتي ألف دينار، وأخذ من يهودي مائتي ألف دينار، ونقش السكة باسمه، وخطب الناس ولعن الحاكم وشتمه، فحشد له الحاكم وجهز لقتاله ستة عشر ألفا، عليهم الفضل بن عبد الله، وأنفق فيهم ذهبا عظيما، فلما قارب تلقاه أبو ركوة، فرام مناجزته، والفضل يراوغ، فقال أصحاب أبي ركوة: قد بذلنا نفوسنا دونك، ولم يبق فينا فضل لمعاودة حرب، ونحن مطلوبون لأجلك، فخذ لنفسك، وانظر أي بلد شئت لنحملك إليه، فذهب إلى بلد النوبة لأنه كان مهادنه، فبعث الفضل في طلبه عسكرا، فأدركوه، فأسلمه أصحابه، فحمل إلى
235 الحاكم. فأركب جملا وطيف به، ثم قتل. وبالغ الحاكم في إكرام الفضل وإعطائه الأقطاع، فمرض، فعاوده مرتين دفعتين، فلما عوفي) قتله. وفيها ورد كتاب من بهاء الدولة بتقليد الشريف أبي الحسن محمد بن أبي أحمد الحسين بن موسى العلوي الحسني النقابة والحج، وتلقيبه بالرضى ذي الحسبين، ولقب أخوه أبو القاسم بالشريف المرتضى ذي المجدين. وفي رمضان قلد سند الدولة علي بن مزيد ما كان لقرواش، وخلع عليه. وثارت على الحجاج ريح سوداء بالثعلبية حتى لم ير بعضهم بعضا، وأصابهم عطش شديد، واعتقلهم ابن الجراح على مال طلبه، وضاق الوقت، فردوا، ووصل أولهم إلى بغداد يوم التروية، فلا قوة إلا بالله.
236 ((حوادث سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.)) في ربيع الآخر، وقع ثلج عظيم ببغداد، حتى كان سمكه في بعض المواضع ذراعا ونصفا، وأقام أسبوعا لم يذب، ورمي إلى الشوارع، وبلغ وقعه إلى الكوفة، وإلى عبادان. وكثرت العملات ببغداد واللصوص، وقتل منهم جماعة. وفي رجب قصد بعض الهاشميين أبا عبد الله محمد بن النعمان بن المعلم شيخ الشيعة، وهو في مسجد، وتعرض به تعرضا امتعض منه تلامذته، فثاروا واستنفروا أهل الكرخ، وصاروا إلى دار القاضي أبي محمد الأكفاني والشيخ أبي حامد الإسفراييني فسبوهما، وطلبوا الفقهاء ليوقعوا بهم، ونشأت فتنة عظيمة، وأحضر مصحف ذكروا أنه مصحف ابن مسعود، وهو يخالف المصاحف، فجمع له القضاة والكبار، فأشار أبو حامد والفقهاء بتحريفه، ففعل ذلك بمحضرهم، وبعد أيام كتب إلى الخليفة بأن رجلا حضر المشهد ليلة نصف شعبان، ودعا على من أحرق المصحف وشتمه، فتقدم بطلبه، فأخذ، فرسم بقتله، فتكلم أهل الكرخ في أمر هذا المقتول لأنه من الشيعة، ووقع القتال بينهم وبين أهل البصرة وباب الشعير ونهر القلائين، وقصد أهل الكرخ دار أبي حامد، فانتقل عنها، ونزل دار القطن، وصاح الروافض: يا حاكم يا منصور، فأحفظ القادر بالله ذلك، وأنفذ الفرسان
237 الذين على بابه لمعاونة السنة، وساعدهم الغلمان، فانكسر الروافض وأحرق ما يلي نهر الدجاج، ثم اجتمع الرؤساء إلى الخليفة، فكلموه، فعفى عنهم ودخل عميد الجيوش بغداد، فراسل ابن المعلم بأن يخرج عن بغداد ولا يساكنه، ووكل به، فخرج في رمضان، وضرب جماعة، ممن قام في الفتنة، وحبس آخرين، ومنع) القصاص من الجلوس، ثم سأل ابن مزيد في ابن المعلم فرد وأذن للقصاص، بشرط أن لا يتعرضوا للفتن. وفي شعبان وقع برد في الواحدة نحو خمسة دراهم. وفيه زلزلت الدينور، فمات تحت الردم أكثر من ستة عشر ألف آدمي، وفر السالمون إلى الصحراء، فأخذوا أكواخا، وهلك ما لا يحصى، وأهدمت أكثر المدينة، وزلزلت سيراف والسيف، وغرق الماء عدة مراكب، ووقع هناك برد عظيم، ووزنت بردة، فكانت مائة وستة دراهم. وفيها هدم الحاكم بيعة قمامة التي بالقدس، وهي عظيمة القدر عند النصارى، يحجون إليها، وبها من الستور والآلات والأواني الذهب شيء مفرط، وكانوا في العيد يظهرون الزينة، وينصبون الصلبان، وتعلق القوام القناديل في بيت المذبح، ويجعلون فيها دهن الزئبق، ويجعلون بين القنديلين خيطا الحرير متصلا، وكانوا يطلونه بدهن البلسان، ويتقرب بعض الرهبان، فيعلق النار في خيط منها من موضع لا يراه أحد، فيتنقل بين القناديل، فيرقد الكل ويقولون: نزل النور من السماء فأوقدها، فيضجون،
238 فلما وصفت هذه الحالة للحاكم، كتب إلى والي الرملة، وإلى أحمد بن يعقوب الداعي بأن يقصد بيت المقدس، ويأخذ القضاة والأشراف والرؤساء، وينزلون على هذه الكنيسة، ويبيحوا للعامة نهبها، ثم يخربونها إلى الأرض، وأحس النصارى، فأخرجوا ما فيها من جوهر وذهب وستور، وانتهب ما بقي، وهدمت. ثم أمر بهدم الكنائس، ونقض بعضها بيده، وأمره بأن يعمر مساجد للمسلمين، وأمر بالنداء: من أراد الإسلام فليسلم، ومن أراد الانتقال إلى بلد الروم كان آمنا إلى أن يخرج، ومن أراد المقام على أن يلزم ما شرط عليه فليقم. وشرط على النصارى تعليق الصلبان ظاهرة على صدورهم، وعلى اليهود تعليق مثال رأس العجل في أعناقهم، ومنعهم من ركوب الخيل، فعملوا صلبان الذهب والفضة، فأنكر الحاكم ذاك، وأمر المحتسبين بإلزامهم تعليق صلبان الخشب، وأن يكون قدر الواحد أربعة أرطال، واليهود تعليق خشبة كالمدقة، وزنها ستة أرطال، وأن يشد في أعناقهم أجراسا عند دخولهم الحمامات. ثم إنه قبل أن يقتل أذن في إعادة البيع والكنائس، وأذن لمن أسلم أن يعود إلى دينه، لكونه مكرها. وقال: تنزه مساجدنا عمن لا نية له في الإسلام.)
239 ((حوادث سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.)) وفي شعبان عصفت ريح شديدة بالعراق، وألقت رملا أحمر بالطرق والبيوت. وفيها عزل أبو عمرو قاضي القضاة وولي القضاء أبو الحسن بن أبي الشوارب، فقال العصفري الشاعر: * عندي حديث ظريف * بمثله يتغنى. * * من قاضيين يعزى * هذا وهذا يهنا. * * هذا يقول: أكرهونا، * وذا يقول: استرحنا. * * ويكذبان جميعا * ومن يصدق منا. * ورجع الركب العراقي خوفا من ابن الجراح الطائي، فدخلوا بغداد يوم عرفة، وخرج بنو رعب الهلاليون، وهم ستمائة، على ركب البصرة، فأخذوا منهم بما قيمته ألف ألف دينار. كذا نقل ابن الجوزي في منتظمه. وفيها ولي دمشق أبو الحسن حامد بن ملهم للحاكم، بعد علي بن جعفر بن فلاح، فوليها سنة وأشهرا، ثم عزل، وكان جوادا ممدحا، وولي
241 بعده أو معه القائد أبو منصور ختكين الداعي المعروف بالضيف، ذكره ابن عساكر فقال: ولي إمرة دمشق مرتين للحاكم فأساء السيرة. وفي جمادى الآخرة كانت الفتنة بالأندلس، وثار محمد بن هشام الأموي على متولي الأندلس، وانخرم النظام ووهى سلطان بني أمية بالأندلس.
242 ((حوادث سنة أربعمائة.)) نقص في ربيع الآخر نهر دجلة نقصانا لم يعهد مثله، وامتنع سير السفن من أوانا والراشدية من أعالي دجلة، لأجل جزائر ظهرت، ولا يعلم أن كري دجلة وقع قبل ذلك. وفيها عمل أبو محمد الحسن بن الفضل بن سهلان على مشهد علي سورا منيعا من ماله، لكثرة من يطرقه من الأعراب، وتحصن المشهد. وفي رمضان أرجف بالقادر بالله بموته، فجلس للناس يوم الجمعة وعليه البردة، وبيده القضيب، وقبل الشيخ أبو حامد الإسفراييني الأرض، فسأل الحسن بن حاجب النعمان الخليفة أن يقرأ آيات من القرآن يسمعها الناس، فقرأ عند ذلك بصوت عال لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة الآيات.) وفيها ورد الخبر إلى العراق بأن الحاكم أنفذ إلى دار جعفر الصادق
243 بالمدينة من فتحها وأخذ ما فيها، ولم يتعرض لهذه الدار أحد، وكان الحاكم قد أنفذ رجلا ومعه صلات العلويين وزادهم، وأمره أن يجمعهم ويعلمهم إيثاره لفتح هذه الدار، والنظر إلى ما فيها من آثار جعفر بن محمد، وحمل ذلك إليه ليراه ويرده، ووعدهم على ذلك بالإكرام، فأجابوه، ففتحت، فوجد فيها مصحف وقعب من خشب مطوق بحديد، ودرقة خيزران وحربة وسرير، فحمل ذلك، ومضى معه جماعة من الحسينيين، ولما وصلوا إلى مصر أعطاهم مبلغا، ورد عليهم السرير وأخذ الباقي، وقال: أنا أحق به. وأمر بعمارة دار العلم، وأحضر فيها فقهاء ومحدثين. وعمر أيضا الجامع الحاكمي بالقاهرة، واتصل الدعاء له، فبقي كذلك ثلاث سنين، ثم أقبل يقتل أهل العلم، وأغلق دار العلم، ومنع من كل ما يفعل من الخير، ثم قتل سرا. وحج بالناس من العراق أبو الحارث محمد بن محمد بن عمر العلوي الكوفي. وفيها غزا محمود بن سبكتكين الهند، فكانت وقعة نارين، ونصر الله الإسلام، فله الحمد، وغنم المسلمون ما لا يحد ولا يوصف، وطلب صاحب الهند الهدنة، وبعث بتحف وتقادم مع أقاربه. قال أبو النصر محمد بن عبد الجبار في سيرة السلطان محمود: نشط
244 السلطان في سنة أربعمائة لغزو الهند تقربا إلى الله، فنهض يحث الخيول، ويخترق الحزون والسهول، إلى أن توسط ديار الهند فاستباحها، ونكس أصنامها، وأوقع بعظيم العلوج وقعة أفاء الله عليه بها أمواله، وأغنم خيوله وأفياله، وحكم فيها سيوف أوليائه، يحرسونهم ما بين كل سبسب وفدفد، ويجررونهم عند كل مهبط ومصعد، ورد إلى غزنة بالغنائم، فلما رأى ملك الهند ما صب الله عليه وعلى أهل مملكته من سوط العذاب بوقائع السلطان، أيقن انه لا قبل له بثقل وطأته، فأرسل إليه أعيان أقاربه ضارعا إليه في هدنة يقف فيها عند أمره، ويسمح بماله ووفره، على أن يقود إليه بادئ الأمر وخمسين فيلا، معها مالا عظيم الخطر، بما يضاهيه من مسار تلك الديار، ومتاع تلك البقاع، وعلى أن يناوب كل عام من أفناء عسكره في خدمة باب السلطان بألفي رجل، إلى إتاوة معلومة. فأوجب السلطان إجابته ببذل طاعته، وإعطاءه الجزية عن يده، وبعث إليه من طالبه بتصحيح المال، وقود الأفيال، فنفذ ما وعدوا، وانعقدت الهدنة، وتتابعت القوافل من خراسان والهند، ولله الحمد.) وبقيت جبال الغور في وسط ممالك السلطان محمود، وبها قوم من الضلال الخالين عن سمة الإسلام يخيفون السبيل، ويتمنعون بتلك الجبال الشواهق، فأهم السلطان شأنهم، وصمم على تدويخ ديارهم وانتزاع بعرة الإستطالة من رؤوسهم، فاجلب عليهم بخيله ورجله، وقدم أمامه والي هراة التونتاش، ووالي طوس أرسلان، فسارا مقتحمين مضايق تلك المسالك، إلى مضيق قد غص بالكماة، فناشدوا الحرب تناوشا بطلت فيه العوامل إلا الصوارم في الجماجم والخناجر في الحناجر، وتصابر الفريقان، حتى سالت نفوس، وطارت رؤوس، فلحقهم السلطان في خواص أبطاله، وجعل يلجئهم إلى ما وراءهم شيئا فشيئا، إلى أن فرقهم في عطفات الجبال، واستفتح المجال إلى عظيم الكفرة المعروف بابن سورى، فغزاه في عقر داره، وأحاط ببلده، وشد عليه، فبرز الرجل في عشرة آلاف كأنما خلقوا من حديد، وكأن
245 أكبادهم الجلاميد، يستأنسون بأهل الوقائع استئناس الظبايا السرايع، ودام القتال إلى نصف النهار، فأمر السلطان بتوليتهم الظهور استدراجا، فاغتروا وانقضوا على مواقعتهم، واغتنموا الفرصة، فكرت عليهم الخيول بضربات غنيت بذواتها عن أدواتها، فلم ترتفع منها واحدة إلا عن دماغ منثور، ونياط مبتور، وصرع في المعركة رجال كهشيم المحتضر، أو أعجاز نخل منقعر، وأسر ابن سورى وسائر حاشيته، وأفاء الله على السلطان ما اشتمل عليه حصنه من ذخائره التي اقتناها كابر عن كابر، وورثها كافر عن كافر، وأمر السلطان بإقامة شعار الإسلام فيما افتتحه من تلك القلاع، فأفصحت بالدين المنابر، واشترك في عز دعوته البادي والحاضر، ولعظم ما ورد على ابن سورى، مص فص خاتم مسموم، فأتلف نفسه، وخسر الدنيا والآخرة. وأما الأندلس فتم فيها فتن هائلة، وانقضت أيام الأمويين، وتفرقت الكلمة. وفي ربيع الأول سنة أربعمائة دخل البربر والنصارى قرطبة، فقتلوا من أهلها أزيد من ثلاثين ألفا، وتملكها سليمان الأموي المستعين، واستقر بها سبعة أشهر، ثم بلغه أن المهدي الأموي، هو ابن عمه، قد استنجد بالنصارى لأخذ الثأر منه، فتأهب، ثم وقع بينهم مصاف، فانهزم البربر والمستعين، وذلك في رابع شوال، ودخل المهدي قرطبة بدولته الثانية، فصادرهم، وفعل الأفاعيل، وخرج يتبع البربر، فكروا عليه فهزموه، واستبيح عسكره، وقتل نحو العشرين ألفا من أهل قرطبة، فإنا لله وإنا إليه راجعون، والله أعلم. آخر الحوادث، والحمد لله وحده.)
246 5 (الطبقة الأربعون وفيات)) ((وفيات سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.)) 4 (أحمد بن عبد الله بن حميد بن زريق، أبو الحسن البغدادي نزيل مصر.)) سمع: أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبا علي محمد بن سعيد الرقي الحافظ، ومحمد ابن بكارالسكسكي، ومحمد بن يوسف الهروي، ومحمد بن جعفر بن ملاس، وخلقا سواهم، وانتقى عليه خلف الوساطي. روى عنه ابن بنته أبو الحسين محمد بن مكي المصري، ورشأ بن نظيف، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وأبو عمر أحمد بن عبد الله الناجي، وآخرون. وثقه الصوري. وزريق بتقديم الزاي. توفي في ربيع الأول. 4 (أحمد بن محمد بن نوح، أبو حامد البخاري، قاضي نسف.)) روى عن أبي نعيم عبد الملك بن عدي، وعيسى بن عبد الله العثماني صاحب بندار. روى عنه: جعفر المستغفري، وقال: توفي في شوال.
247 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون الأنصاري القرطبي، أبو بكر.)) سمع محمد بن معاوية، وأحمد بن ثابت التغلبي، وحج فسمع أبا العباس الكندي، والحسن بن رشيق. وكان صالحا منقطعا، رحمه الله. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الله الأستاذ، أبو العباس السجستاني الزاهد نزيل نيسابور.)) صحب الشبلي، وسمع من أبي عمرو الحيري، وطبقته، وقل ما روى. أرخه الحاكم. 4 (أحمد بن يوسف بن أحمد بن إبراهيم بن أيوب بن عمرو بن مسلم بن واضح، أبو بكر)) الثقفي الخشاب الأصبهاني المؤذن. روى عن: الحسن بن محمد بن دلويه، وعمر بن عبد الله بن الحسن، والحسن الداركي، والفضل بن الخصيب، وجماعة. روى عنه: أبو بكر بن علي، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله، وأبو سهل أحمد بن أحمد الصيرفي، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، وجماعة.)) 4 (إسماعيل بن محمد بن أحمد حاجب، أبو علي الكشاني.)) روى الصحيح عن الفربري. وقال الإدريسي: توفي فيها، وهو آخر من حدث بالجامع الصحيح. وسيعاد في الآتية.
248 4 (جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الحسن الفرات، الوزير المحدث، أبو)) الفضل ابن الوزير أبي الفتح بن حنزابة البغدادي، نزيل مصر. وزر أبو ه للمقتدر في السنة التي قتل المقتدر فيها، وتقلد أبو الفضل وزارة صاحب مصر كافور. وحدث عن: محمد بن هارون الحضرمي، والحسن بن محمد الداركي الأصبهاني، ومحمد بن زهير الأبلي، ومحمد بن حمزة بن عمارة، وأبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي، ومحمد بن سعيد الحمصي، وجماعة. قال الخطيب: كان يذكر أنه سمع من أبي القاسم البغوي مجلسا، ولم يكن عنده، وكان يقول: من جاءني به أغنيته. وكان يملي الحديث بمصر، وبسببه خرج الدارقطني إلى هناك، فإن ابن حنزابة كان يريد أن يصنف مسندا، فخرج أبو الحسن الدارقطني إلى مصر، فأقام عنده مدة، وحصل له منه مال كثير. وروى عنه الدارقطني أحاديث. ولد ابن حنزابة في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثمائة، وتوفي في ثالث عشر ربيع الأول. ومن شعره: * من أخمل النفس أحياها وروحها * ولم يبت طاويا منها على ضجر. * * إن الرياح إذا اشتدت عواصفها * فليس ترمي سوى العالي من الشجر. *
249 وقال السلفي: كان أبو الفضل بن حنزابة من الثقات الحفاظ المتبجحين بصحبة أصحاب الحديث، مع جلالة ورئاسة. يروي ويملي بمصر في حال وزارته، ولا يختار على العلم وصحبة أهله شيئا، وعندي من أماليه فوائد، ومن كلامه على الحديث وتصرفه الدال على حدة فهمه ووفور علمه. وقد روى عنه حمزة الكناني الحافظ مع تقدمه. وقال غير السفلي: إن ابن حنزابة بعد موت كافور، وزر لأبي الفوارس أحمد بن علي) الإخشيدي، فقبض على جماعة من أرباب الدولة وصادرهم، وصادر يعقوب بن كلس، وأخذ منه أربعة آلاف دينار، فهرب إلى المغرب، وآل أمره إلى أن وزر لبني عبيد. ثم إن ابن حنزابة لم يقدر على رضى الإخشيدية، واضطربت عليه الأحوال، واختفى مرتين ونهبت داره. ثم قدم أمير الرملة أبو الحسن محمد بن عبد الله بن طغج وغلب على الأمور، وصادر الوزير ابن حنزابة وعذبه، فنزح إلى الشام في سنة ثمان وخمسين، ثم بعد ذلك رجع إلى مصر. وممن روى عنه الحافظ عبد الغني بن سعيد. وقال الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي: قدم علينا الوزير جعفر بن الفضل إلى حلب، فتلقاه الناس، فكنت فيهم، فعرف أني محدث، فقال: تعرف إسنادا فيه أربعة من الصحابة، كل واحد يروي عن صاحبه قلت: نعم. وذكرت له حديث السائب بن يزيد، عن حويطب بن عبد العزى، عن عبد الله بن السعدي، عن عمر رضي الله عنهم في العمالة، فعرف لي ذلك، وصار لي به عنده منزلة.
250 وقيل: إن الوزير ابن حنزابة كان يستعمل له الكاغد بسمرقند، ويحمل إلى مصر في كل سنة، وكان عنده عدة نساخ. وقال عبد الله بن يوسف: حضرت عند أبي الحسين بن المهلبي بالقاهرة، فقال: كنت منذ أيام حاضرا في دار الوزير أبي الفرج بن كلس، فدخل عليه أبو العباس بن الوزير أبي الفضل بن حنزابة، وكان قد زوجه ابنته، وأكرمه وأجله، وقال له: يا أبا العباس، يا سيدي، ما أنا بأجل من أبيك، ولا بأفضل، أتدري ما أقعد أباك خلف الناس، شيل أنفه بأبيه، يا أبا العباس لا تشل أنفك بأبيك، تدري ما الإقبال نشاط وتواضع، وتدري ما الإدبار كسل وترافع. وقال غيره: كان الوزير أبو الفضل يفطر وينام نومة ثم ينهض في الليل لمتوضأه، ويدخل بيت مصلاه، فيصف قدميه إلى الغداة، ولما توفي صلى عليه في داره الحسين بن علي بن النعمان القاضي، وحضر جنازته قائد القواد وسائر الأكابر، ودفن في مجلس بداره الكبيرة، المعروفة بدار العامة. قال المختار المسبحي: إنه لما غسل، جعل فيه ثلاث شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، كان ابتاعها بمال عظيم، وكانت عنده في درج ذهب، مختومة الأطراف بالمسك،) ووصى بأن تجعل في فيه، ففعل ذلك. وحنزابة: جارية، هي أم والده الفضل. والحنزابة، في اللغة: القصيرة الغليظة.
251 قال ابن طاهر: رأيت عند الحبال كثيرا من الأجزاء التي خرجت لابن حنزابة، وفي بعضها الجزء الموفى ألفا من مسند كذا، والجزء الموفى خمسمائة من مسند كذا، وكذا سائر المسندات، ولم يزل ينفق في البر والمعروف الأموال، وأنفق الكثير على أهل الحرمين، إلى أن اشترى دارا من أقرب الدور، إلى الضريح النبوي، ليس بينه وبين القبر إلا الحائط، وطريق في المسجد، وأوصى أن يدفن فيها، وقرر عند الأشراف ذلك، فسمحوا له بذلك، فلما حمل تابوته من مصر، خرجت الأشراف من الحرمين لتلقيه، وحجوا به، وطافزا بتابوته، ثم ردوه إلى المدينة ودفنوه في تلك الدار، فعلوا ذلك لما له عليهم من الأفضال. 4 (حامد بن محمد بن المطيب، أبو منصور الماليني.)) روى عن أبي علي الرفاء، وأبي محمد المزني، وابن أبي عون الفسوي. روى عنه: الإمام أبو عاصم العبادي، وغيره، وتوفي في شعبان. 4 (الحسن بن محمد بن أحمد بن شعبة، أبو علي المروزي السبخي.)) سكن بغداد، وحدث بجامع الترمذي عن المحبوبي. وحدث عن إسماعيل الصفار وغيره. روى عنه: أبو الحسن العتيقي، وغيره. قال الأزهري: سمعت منه، وكان ثقة فهما. وقال أحمد بن عمران بن البقال: مات في نصف ذي الحجة. 4 (الحسين بن أحمد بن الحجاج، أبو عبد الله البغدادي الشيعي الشاعر المشهور، صاحب)) الديوان الكبير الذي هو عدة مجلدات في الفحش والسخف،
252 وقد أفرد بعض الأدباء من شعره شيئا حسنا، وكان قد ولي حسبة بغداد، وكان إذا مدح أحدا فكأنما قد هجاه في شعره في الركاكة. وكان غاليا في التشيع. ومن شعره. * نمت بسري في الهوى أدمعي * ودلت الواشي على موضعي. * * يا معشر العشاق إن كنتم * مثلي وفي حالي فموتوا معي. * وله:) * قالوا غدا العيد فاستبشر به فرحا * فقلت: مالي وما للعيد والفرح. * * قد كان ذا والنوى لم تمس نازلة * بعقوتي وغراب البين لم يصح. * * أيام لم يحترم قربي الشباب ولم * يغد الشباب على بابي ولم يرح. * * وطائر ناح في صحراء مونقة * على شفا جدول بالعشب متشح. * * بكى وناح ولولا أنه شجن * بشجو قلبي المعنى فيك لم ينح. * * بيني وبينك عهد ليس تخلفه * بعد المزار ووعد غير مطرح. * * وما ذكرتك، والأقداح دائرة * إلا مزجت بدمعي باكيا قدحي. * * ولا سمعت بضرب فيه ذكر هوى * إلا غضبت عليه كل مقترح. *
253 ومن شعره: * يا صاحب البيت الذي * قد مات ضيفاه جميعا. * * حصلتنا حتى نمو * ت بدائنا عطشا وجوعا. * * مالي أرى فلك الرغي * ف لديك مسترقى رفيعا. * * كالبدر لا نرجو إلى * وقت المساء له طلوعا. * ومن شعره: * يا ذاهبا في داره جائيا * بغير معنى وبلا فائده. * * قد جن أضيافك من جوعهم * فاقرأ عليهم سورة المائدة. * ومن شعره وكان اثني عشريا: * فمذهبي أن خير الناس كلهم * بعد النبي أمير المؤمنين علي. * * وليس سب أبي بكر ولا عمر * شيء يقوم به قولي ولا عملي. * * أعوذ بالله من أمر يسوءهما * كلا فإن طريقي في الصواب جلي. * وله معان مستنكرة في الفحش لم يسبق إلى مثلها. روى عنه من شعره التنوخي وغيره. مات بالنيل في جمادى الآخرة، وحمل إلى بغداد. 4 (سعيد بن أحمد بن سعيد بن موسى بن جدير، أبو عثمان
254 القرطبي، صالح زاهد متقشف.)) سمع خالد بن سعد، وأحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن مسور، وجماعة.) روى عنه ابن الفرضي. 4 (سعيد بن علي بن شعيب بن عبد الوهاب القاضي، أبو نصر الهمذاني.)) روى عن أبي عبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وأبي القاسم بن أبي صالح، ومحمد بن عبد الواحد البزاز، وإسماعيل الصفار، وأبي سعيد بن الأعرابي، وابن البختري، وأبي عمرو بن السماك، وطائفة كثيرة. روى عنه: محمد الزجاج، وحمد بن سهل، ومحمد بن جعفر بن بويه الأسداباذي، وأبو منصور محمد بن منصور بن محمد بن الحسين البروجردي. قال شيرويه: كان ثقة صدوقا مرضيا في حكمه، مات بأسداباذ، وحمل إلى همذان في ذي القعدة. وأخبرنا فيد بن عبد الرحمن الصوفي، أنا محمد بن عيسى إجازة، أنه سمع صالحا الحافظ يقول: رأيت في المنام كأن الدنيا كلها ظلمة، إلا حيث كان القاضي شعيب بن علي واقفا، فقلت له: يا أبا نصر النور، يا أبا نصر النور. 4 (ضرار بن نافع، أبو عمرو الضبي الهروي.)) سمع أبا الحسين النيسابوري الحافظ وغيره. 4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد الماسرجسي.))
255 روى عن الأصم وغيره. 4 (عبد الله بن محمد بن أحمد، أبو العباس السجستاني الصوفي.)) سمع ابن الصوفي، ومكي بن عبدان، وكان من الزهاد. 4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله بن علي بن زياد، أبو القاسم النيسابوري النهدي.)) سمع ابن الشرفي، ومحمد بن حمدون. وعنه الحاكم. 4 (عبد الرحمن بن أحمد، أبو سهل البلخي.)) روى عن ابن طرخان المسند، وكتب بنسف عن عبد المؤمن بن خلف، وجماعة. قال جعفر المستغفري: هو اليوم محدث بلخ. قال: وتوفي في ربيع الآخر. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سعيد، أبو القاسم التاجر النيسابوري، وكان يحمل إلى)) مجالس الحديث ومعه العبيد والخدم وجماعة من الوراقين، فسمع من أبي العباس الأصم، ثم) رحل به طاهر الوراق إلى المحبوبي بمرو فأكثر عنه، وتفقه على أبي سهل الصعلوكي، ثم في آخر عمره استشهد على يد الملحد عبد الملك البستي في رمضان. 4 (عبد الخالق بن شبلون، أبو القاسم المغربي المالكي.)) تفقه على أبي سعيد خلف بن أبي هشام، وكان الاعتماد عليه بالقيروان. رحمه الله تعالى. 4 (عبد العزيز بن أحمد الفقيه، أبو الحسن الخوزي شيخ أهل الظاهر.))
256 أخذ عن قاضي القضاة بشر بن الحسين الظاهري، وقدم من شيراز في صحبة السلطان عضد الدولة. وأخذ عنه فقهاء بغداد كأبي بكر بن محمد بن عمر القاضي الداوودي، وقاضي فيروز أباد أبو علي الداوودي. قال القاضي أبو عبد الله الصيمري: ما رأيت فقيها أنظر من الخوزي، وأبي حامد الإسفراييني. 4 (عبد الملك بن محمد الفارسي البغدادي، أخو أبي عمر بن مهدي.)) سمع إسماعيل الصفار، وعثمان بن السماك، وكان سفارا، فحدث بأماكن. روى عنه: أبو سعد السماك، وأبو يعلى الخليلي، وأجاز لأبي القاسم البسري. مات في ذي القعدة. 4 (علي بن الحسن بن علي بن الرازي البغدادي.)) حدث عن أبي يكر بن الأنباري، والمحاملي، وغيرهما. روى عنه: الجوهري، والتنوخي، وجماعة. قال الأزهري: كذاب، ووثقه العتيقي وغيره. 4 (عيسى بن داود بن الجراح، أبو القاسم بن الوزير أبي الحسن البغدادي.)) سمع: أبا االقاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وبدر بن
257 الهيثم، وأبا بكر بن دريد، ومحمد بن نوح، وأبا بكر بن مجاهد، وأباه أبا الحسن، وجماعة. روى عنه: أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وعبد الواحد بن شطا، وأبو جعفر بن المسلمة، وأبو الحسين بن النقور، وآخرون. قال الخطيب: كان ثبت السماع، صحيح الكتاب. ولد سنة اثنتين وثلاثمائة، وأنشدني أبو يعلى بن الفراء، أنشدنا عيسى الوزير لنفسه:) * رب ميت قد صار بالعلم حيا * ومبقى قد حاز جهلا وعيا. * * فاقتنوا العلم كي تنالوا خلودا * لا تعدوا الحياة في الجهل شيا. * وقال: أنشده التنوخي: أنشدنا عيسى لنفسه: * قد فات ما ألقاه تحديدي * وجل عن وصفي وتعديدي. * * وقلت للأيام هزأ بها * بحق من أغراك بي زيدي. * وقال: ذكر لي محمد بن أبي الفوارس أن وفاة عيسى بن الوزير كانت يوم الجمعة، مستهل ربيع الأول سنة إحدى وسبعين. قال: وكان يرمى بشيء من مذهب الفلاسفة. وقال غيره: توفي في ربيع الآخر. وقيل: في المحرم. وقع لنا جزء من عواليه عن الأبرقوهي. 4 (كعب بن عمرو البلخي.)) حدث عن إسماعيل الصفار، وابن الأعرابي. وعنه أبو محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجي. وضع حديثا. قال الخطيب: كان غير ثقة.
258 4 (محمد بن أحمد بن عبد الله، أبو عمر السليطي، من وجوه أهل نيسابور، وزوج بنت الإمام)) أبي بكر الضبعي. سمع أبا حامد بن الشرفي، ومكي بن عبدان، وغيرهما. توفي في ذي القعدة. 4 (محمد بن الحسين بن داسة الأصبهاني الصوفي.)) خرج له الحاكم عن الأصم وأقرانه، وذكر أنه سمع من أبي حامد بن السمرقندي. 4 (محمد بن الحسن بن سليم، أبو بكر البغدادي النجاد.)) سمع ابن عقدة الحافظ، ومحمد بن جعفر المطيري. روى عنه: الأزهري، والعتيقي، ووثقه. 4 (محمد بن حميد بن محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي الخزاز، أبو بكر، من بيت)) علم وشهرة. روى عن يوسف بن بهلول الأنباري، وأبي بكر الصولي. روى عنه العتيقي، والأزهري. 4 (محمد بن عثمان بن شهاب، أبو الحسن المعروف بالبغوي رحل إلى بغداد.)) روى عن أبي حامد الحضرمي، ومحمد بن منصور المنيعي، ومحمد بن نوح، وسعيد بن أخي زبير الحافظ.) روى عنه: عبيد الله الأزهري، والعتيقي، وجماعة. وثقه العتيقي، وتوفي في رمضان عن ثمانين سنة.
259 4 (محمد بن مسلم بن السمط، أبو بكر بن الدلاء الدمشقي المعدل.)) روى عن أبي هاشم، ومحمد بن عبد الأعلى، وابن جوصا، وأبي الدحداح محمد بن أحمد، وجماعة. روى عنه: تمام الرازي، وعلي الحنائي، وأبو علي الأهوازي. توفي في ذي الحجة. 4 (محمد بن محمد بن مسلمة بن سعيد بن تيري، أبو محمد الأباري الأندلسي ابن أخي خطاب)) ابن مسلمة الزاهد. وكان هذا أيضا زاهدا متبتلا، فقيها عارفا بمذهب مالك. سمع: وهب بن مسرة، وابن عون الله، وبمكة أبا بكر الآجري، وقرئت عليه المدونة وغيرها. توفي في هذا العام، وشيعه خلق عظيم. قرأ عليه أبو عمر بن عبد البر جزءين من حديثه. 4 (مقلد بن المسيب بن رافع، حسام الدولة، أبو حسان العقيلي صاحب الموصل.)) كان أخوه أبو الذواد محمد أول من تغلب على الموصل، وملكها في سنة ثمانين وثلاثمائة، وملك حسام الدولة بعده في سنة سبع وثمانين، وكان أعور، له سياسة وحسن تدبير، واتسعت مملكته. نفذ إليه الخليفة القادر بالله اللواء والخلع، فاستخدم من الترك والديلم ثلاثة آلاف فارس، وأطاعته عرب خفاجة. وله شعر وسط وحسن. قتله في هذا العام غلام له تركي في صفر،
260 فيقال: قتله لأنه سمعه يوصي رجلا من الحاج أن يسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: قل له لولا صاحباك لزرتك. فأخبرنا محمد بن النحاس، أنا يوسف الساوي، أنا السلفي، أنا أبو علي البرادني، أنا أبي، والحسن بن طالب البزاز، وابن نبهان الكاتب، قالوا: أراد رجل الحج، فأحضره الأمير مقلد وقال اقرأ على النبي صلى الله عليه وسلم وقل له: لولا صاحباك لزرتك. قال الرجل: فحججت وأتيت المدينة، ولم أقل ذلك إجلالا، فنمت، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منامي، فقال: يا فلان، لم لا تؤد الرسالة فقلت: يا رسول الله أجللتك، فرفع رأسه إلى رجل قائم فقال: خذ هذا الموسى، يعني مقلدا، فوافيت إلى العراق، فسمعت أن الأمير مقلد ذبح على فراشه، ووجد الموسى عند رأسه، فذكرت للناس الرؤيا، فشاعت، فأحضرني ابنه قرواش، فحدثته، فقال لي:) تعرف الموسى فقلت: نعم. فأحضر طبقا مملوء مواسي، فأخرجته منهم، فقال: صدقت، هذا وجدته عند رأسه، وهو مذبوح. رثاه الشريف الرضي وجماعة، وقام بالملك بعده ابنه معتمد الدولة أبو المنيع قرواش فبقي خمسين سنة. 4 (المؤمل بن أحمد بن محمد بن محمد، أبو القاسم الشيباني البغدادي البزاز نزيل مصر.)) حدث عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وأبي حامد الحضرمي، ويعقوب الحراب. روى عنه: يوسف بن رباح، وأبو الحسين محمد بن مكي المصري، وآخرون. وثقه الخطيب وقال: عاش أربعا وتسعين.
261 4 (مهدي بن محمد بن محمد، أبو سلمة النيسابوري الصيدلاني.)) روى عن عبد الله بن الشرفي، وتوفي في رجب في عشر الثمانين. 4 (هبة الله بن موسى بن الحسن، أبو الحسين المزني الموصلي.)) توفي، وله خمس وتسعون سنة. 4 (وهب بن محمد بن محمود الأموي القرطبي.)) سمع: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، وكان فقيها عارفا بمذهب مالك، عابدا مصليا مفتيا، له حلقة بالجامع. شاوره ابن السليم في الأحكام، وقد حدث، وأخذ عنه جماعة. وقد روى عنه: أبو عمر بن عبد البر، وسماه في شيوخه. 4 (يحيى بن عبد الرحمن العاصمي النيسابوري.)) سمع من الأصم، وحدث.
262 ((وفيات سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.)) 4 (أحمد بن سعيد بن بشر، أبو العباس بن الحصار القرطبي.)) سمع من قاسم بن أصبغ، وابن أبي دليم، ومسلمة بن القاسم، وجماعة. وكان محدثا مفتيا. سمع الناس منه كثيرا، ولم يكن بالضابط. توفي في شعبان.)) 4 (أحمد بن عبد الله بن حسن، أبو عمر القرطبي الفقيه، قاضي ريه.)) روى عن قاسم بن أصبغ. 4 (أحمد بن العباس الأملوكي الطحان، مصري.)) روى عن محمد بن الربيع الجيزي، وغيره. 4 (أحمد بن الفرج، أبو الحسن الفارسي، بغدادي، ثقة، فهم.)) روى عن المحاملي، وأبي العباس بن عقدة. روى عنه: أبو بكر البرقاني، وغيره.
263 4 (إبراهيم بن محمد بن محمود الأصبهاني. من أعيان العلماء والتجار.)) حدث بنيسابور بمسند الطيالسي، عن ابن فارس. توفي في صفر. إسماعيل بن سعيد بن سويد، أبو القاسم البغدادي. حدث عن أبي بكر بن دريد، وابن زياد النيسابوري، وأبي بكر بن الأنباري، ومحمد بن مخلد. روى عنه: عبيد الله الأزهري، وأبو القاسم التنوخي، والقاضي أبو يعلى بن الفراء. قال ابن أبي الفوارس: فيه تساهل في السماع والدين. قال الخطيب: كان بعض سماعه مستورا، رأيت إلحاقه فيه. قلت: روى كتاب الوقف والابتداء عن مؤلفه. 4 (إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب، أبو علي الكشاني السمرقندي.)) سمع صحيح البخاري سنة عشرين وثلاثمائة من الفربري وحدث به. روى عنه الصحيح: أبو عبد الله الحسين بن محمد الخلال أخو الحافظ أبي محمد، وأبو سهل أحمد بن علي الأبيوردي، وأبو طاهر محمد بن
264 علي الشجاعي، وغنجار أبو عبد الله الحافظ، وعمر بن أحمد بن شاهين بسمرقند. وقال حمزة أبو سعد الإدريسي: توفي سنة إحدى وتسعين. وقال مؤتمن الساجي: سنة اثنتين. 4 (الحسن بن أحمد بن محمد بن عبد الله، أبو علي بن الرئيس أبي الحسن النيسابوري.)) سمع الأصم ببخارى، وأبا بكر بن خنيس بمرو، وخرج له الفوائد. وحدث ببغداد ونيسابور، وتوفي في ذي القعدة. يقال له: المحمى. 4 (الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب المصري، أبو محمد مصنف المروءة.)) سمع أحمد بن مروان الدينوري، وأبا الحسين محمد بن علي بن أبي الحديد المصري، وأحمد) بن مسعود المقدسي، وعثمان بن محمد الذهبي، وأحمد بن عبيد الحمصي، وعبد الله بن جعفر ابن الورد، ودعلج بن أحمد السجزي، وطائفة، وزاد بيت المقدس، فسمع به وبعسقلان. روى عنه: ابنه عبد العزيز: وأحمد بن علي بن هاشم المقرئ، ورشأ بن نظيف الدمشقي، وجماعة. توفي في ربيع الآخر، وكان مولده في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، وقد روى عنه الدارقطني مع تقدمه. 4 (عبد الله بن أحمد بن خالد بن روزبة، أبو بكر الفارسي الكسروي.)) سمع القاسم بن أبي صالح الجلاب، ومحمد بن عبد الواحد بن
265 شاذان، وعلي بن قرقور، وجماعة بهمذان، وأحمد بن سلمان النجار وجعفر الخلدي، وعبد الله بن إسماعيل الهاشمي ببغداد، ومحمد بن العباس بن وصيف الغزي السمان، وحامد بن محمد الرفاء، وجماعة بالشام وأماكن. روى عنه: محمد بن عيسى، وحمد بن سهل، والخليل بن عبد الله القزويني الحافظ، وآخرون. وكان ينسخ بهمذان بالأجرة، وسكن همذان، وكان يستقي الماء للبيوتات. وقيل: إنه رؤي في النوم، فقال: غفر الله لي بكثرة صلاتي على النبي صلى الله عليه وسلم. وكان يكتب خطا في دقة الشعر، فسئل: لم تفعل ذلك فقال: من قلة الورق والورق، والحمل على العنق. قال شيرويه: كان ثقة صدوقا. 4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن ثرثال، أبو محمد البغدادي نزيل مصر.)) توفي في شوال، وهو نسيب أحمد بن عبد العزيز صاحب الجزء المشهور. 4 (عبد الله بن إبراهيم بن محمد الفقيه، أبو محمد الأصيلي.)) أصله من كورة شذونة، ورحل به والده إلى أصيل من بلاد العدوة، فنشأ بها وطلب العلم، وتفقه بقرطبة، وسمع من ابن المشاط، وابن السليم،
266 وأبان بن عيسى، وأخذ عن وهب بن مسرة بوادي الحجارة، ثم رحل إلى المشرق، فكتب بمصر عن أبي الطاهر الذهلي، وابن حيويه النيسابوري، وابن إسحاق بن سفيان، وكتب بمكة عن أبي زيد المروزي صحيح البخاري، وكتب عن الآجري، ثم دخل بغداد، وأخذ عن أبي بكر الشافعي، وأبي علي بن الصواف، وأبي بكر الأبهري، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي أحمد بن محمد بن محمد) الجرجاني. وصنف كتابا سماه الدلائل ذكر فيه عن مالك، وأبي حنيفة، والشافعي، وكان عالما بالحديث والسنة. قال القاضي عياض: قال الدارقطني: حدثني أبو محمد الأصيلي، ولم أر مثله. قال عياض: وكان من حفاظ مذهب مالك، ومن العالمين بالحديث وعلله ورجاله، وكان يرى القول في إتيان النساء في أدبارهن كراهية دون التحريم، على أن الآثار في ذلك شديدة. وكان ينكر الغلو في كرامات الأولياء، ويثبت منها ما صح، ودعاء الصالحين. ولي قضاء سرقسطة، ثم إنه كره أميرها، فأقيل من القضاء، وبقي على الشورى بقرطبة. وكان نظير أبي محمد بن أبي زيد بالقيروان، وعلى طريقه وهديه، إلا أنه كانت فيه زعارة. حمل الناس عنه، وتوفي في تاسع عشر ذي الحجة، سنة اثنتين وتسعين، وشيعه الخلائق. 4 (عبد الله بن محمد بن زيرك، أبو سهل التميمي الهمذاني. صدوق مكثر.)) روى عن: أبي القاسم بن عبيد، وأبي الفضل الكندي، والقاسم بن محمد بن السراج، وطائفة.
267 روى عنه: عبد الغفار، ويوسف الهمداني الخطيب. 4 (عبد الله بن محمد الضرير المقرئ ببغداد. كان رجلا صالحا.)) روى عن أبي جعفر بن البختري، وأبي علي الصفار. روى عنه آحاد المحدثين. 4 (عبد الأعلى بن محمد النيسابوري الفقيه الشافعي.)) تفقه على أبي الوليد حسان بن محمد، وحدث عن أبي العباس الأصم وغيره. توفي في المحرم. 4 (عبد الرحمن بن أبي شريح أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن مخلد بن عبد الرحمن بن)) المغيرة بن ثابت، أبو محمد الأنصاري الهروي سيد خراسان في زمانه. ولد بعد الثلاثمائة. وسمع: محمد بن عقيل البلخي، وعبد الله بن محمد البغوي، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي، وإسماعيل الوراق، وأحمد بن سعيد الطبري، وجماعة، ورحل به أبوه، وأدرك به البغوي في آخر عمره. وكان صدوقا صحيح السماع. وحدث عنه كثير من أهل هراة، منهم: أبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي، وسفيان بن) محمد التنوخي، وأبو بكر محمد بن عبد الله الغميري وأبو صاعد يعلى بن هبة الله الفضيلي، وأبو عاصم الفضيل، ومحمد بن أبي مسعود الفارسي، وعبد الرحمن البوسنجي، وبيبى بنت عبد الصمد الهرثمية وآخرون. وحديثه اليوم أعلى ما يروى في الدنيا، وقد تدلت شمسه للغروب.
268 وكانت وفاته في صفر، وله خمس وثمانون سنة. أنبأنا جماعة سمعوا من ابن بهارون، أنا أبو الوقت، أنا شيخ الإسلام أبو إسماعيل: سمعت محمد بن أحمد البلخي المؤذن يقول: كنت مع ابن أبي شريح في طريق غور، فأتاه إنسان في بعض تلك الجبال فقال: إن امرأتي ولدت لستة أشهر، فقال: هو ولدك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الولد للفراش. فعاوده، فرد عليه ذلك، فقال الرجل: أنا لا أقول بهذا. فقال: هذا الغزو، وسل عليه السيف، فأكببنا عليه وقلنا: جاهل لا يدري ما يقول. 4 (عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن ماك القزويني. من بيت حديث ورواية.)) سمع من إسحاق بن محمد بن مهرويه، وببغداد من إسماعيل الصفار. أكثر عنه أبو يعلى الخليلي. 4 (عبد الوهاب بن أبي أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو عامر الأصبهاني الغسال.)) 4 (عبيد بن محمد بن حميد، أبو عبد الله القيسي القرطبي.)) سمع من: قاسم بن أصبغ ورحل سنة اثنتين وأربعين فسمع من
269 أحمد بن سلمة الهلالي وابن الجران وأحمد بن محمود الشمعي، وجماعة كثيرة. وكان شيخا صالحا متعبدا مجاهدا. سمع الناس منه كثيرا، وحج في آخر عمره، فتوفي بالحجاز في المحرم. 4 (عثمان بن جني، أبو الفتح الموصلي النحوي اللغوي، صاحب التصانيف.)) كان جني مملوكا روميا لسليمان بن فهد الأزدي. لزم أبو الفتح: أبا علي الفارسي وتبعه في أسفاره حتى أحكم العربية، وصنف في حياته، وسكن بغداد وأقرأ بها الأدب، وصنف اللمع وكتاب سر الصناعة وكتاب شرح تصريف المازني وكتاب التلقين في النحو،
270 وكتاب التعاقب وكتاب الخصائص كتاب المذكر والمؤنث وكتاب المقصور والممدود وكتاب إعراب الحماسة، وكتاب المحتسب في شواذ القراءآات، وله) شعر جيد. وخدم ملوك بني بويه، كعضد الدولة وشرف الدولة، وكان يلزمهم، وقيل إنه كان بفرد عين، وقد قرأ ديوان المتنبي على المتنبي، وصنف شرحه. توفي في صفر، وهو في عشر السبعين رحمه الله. وله كتاب سماه البشرى والظفر شرح فيه بيتا واحدا من شعر الأمير عضد الدولة، وقدمه له، وهو: * أهلا وسهلا بذي البشرى ونوبتها * وباشتمال سرايانا على الظفر. * أوسع الكلام في شرحه واشتقاق ألفاظه. أخذ عنه الثمانيني، وعبد السلام البصري، وأبو الحسن الشمسي، وطائفة. 4 (علي بن عبد العزيز القاضي، أبو الحسن الجرجاني، الفقيه الشافعي الشاعر، وله ديوان)) مشهور، وكان حسن السيرة في أحكامه، صدوقا، جم
271 الفضائل، بديع الخط جدا. ورد نيسابور سنة تسع وثلاثين، مع أخيه في الصبا، وسمعا سائر الشيوخ. ولي قضاء الري. وقال الثعالبي في يتيمة الدهر: هو فرد الزمان، ونادرة الفلك، وإنسان حدقة العلم، وقبة تاج الأدب، وفارس عسكر الشعر، يجمع خط ابن مقلة، إلى نثر الجاحظ، إلى نظم البحتري. وشعره كثيره. وله كتاب الوساطة بين المتنبي وخصوصه، وأبان فيه عن فضل غزير. وهو القائل: * يقولون لي فيك انقباض وإنما * رأوا رجلا عن موقف الذل أحجما. * الأبيات المشهورة. توفي بالري، وحمل إلى جرجان فدفن بها. ومن شعر أبي الحسن الجرجاني هذا: * ولا ذنب للأفكار أنت تركتها * إذا احتشدت لم تنتفع باحتشادها. * * سبقت بأفراد المعاني وألفت * خواطرك الألفاظ بعد شرادها. * * فإن نحن حاولنا اختراع بديعة * حصلنا على مسروقها ومعادها. * وله: * قد برح الحب بمشتاقك * فأوله أحسن أخلاقك.) * (لا تجفه وارع له حقه * فإنه آخر عشاقك. *
272 وللصاحب إسماعيل بن عباد يخاطبه: * إذا نحن سلمنا لك العلم كله * فدعنا وهذي الكتب ننشي صدورها. * * فإنهم لا يرتضون مجيئنا * بجزع إذا نظمت أنت شذورها. * وللقاضي أبي الحسن الجرجاني تفسير القرآن، وكتاب تهذيب التاريخ. قال الثعالب: ترقى محله إلى قضاء القضاة بالري فلم يعزله إلا موته. قال: صلى عليه القاضي عبد الجبار بن أحمد. وقال أبو سعد منصور بن الحسين الآبي في تاريخه: وقع اختيار فخر الدولة بن ركن الدولة على أن تولى علي بن عبد العزيز الجرجاني قضاء مملكته، فولاه بعد موت الصاحب بن عباد بعام، فكان ذلك من محاسن فخر الدولة، وكان هذا القاضي لم ير لنفسه مثلا ولا مقارنا، مع العفة والنزاهة والعدل والصرامة. وقال حمزة السهمي: أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن الحسن بن علي بن إسماعيل الجرجاني، كان قاضي القضاة بالري، وكان من مفاخر جرجان. توفي في الثالث والعشرين من ذي الحجة. 4 (محمد بن أحمد بن حبيب، أبو سهل النيسابوري المقرئ العابد.)) سمع أبا العباس الأصم وجماعة. توفي في صفر. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أبو الحسين)) النيسابوري.
273 سمع الأصم وأقرانه، وحدث. وتوفي في شوال. 4 (محمد بن خليفة بن عبد الجبار بن عبد الله البلوي القرطبي، أبو عبد الله المؤدب.)) حج سنة ثمان وأربعين، وسمع من أبي الحسن الخزاعي، وأبي بكر الآجري، وكان ضعيفا مغفلا، حط عليه ابن الفرضي. وقد روى عنه أبو عمرو الداني المقرئ. 4 (محمد بن سعدون، أبو عبد الله الأندلسي.)) سمع بقرطبة، وحج، فسمع من ابن الورد، وابن أبي الموت، وابن السكن، والآجري، وكان زاهدا ورعا.) سمع منه ابن الفرضي وقال: كان ضعيف الكتاب، غير ضابط، رحمه الله. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن حنشام، أبو الحسين بن البيع.)) سمع محمد بن حمدويه المروزي، والقاسم بن إسماعيل المحاملي ببغداد، وسمع بالشام من جماعة. قال الخطيب: كان ثقة، ثنا عنه البرقاني والأزهري. قلت: وروى عنه أبو القاسم بن الفسوي، وأبو الحسين محمد بن أحمد الأبنوسي. 4 (محمد بن الحسن بن علي القاضي، أبو عبد الله بن الدقاق المصري.)) سمع أبا سعيد بن الأعرابي، ومحمد بن الربيع بن سليمان، وأبا إسحاق بن أبي ثابت، وابن حذلم، وجماعة.
274 روى عنه هبة الله بن إبراهيم الصواف، وانتقى عليه الدارقطني، مع جلالته. ورخه الحبال. 4 (محمد بن عبد الأعلى، أبو بكر النيسابوري الفقيه.)) سمع الأصم، وأبا الوليد الفقيه. 4 (محمد بن عبد الواحد بن محمد بن زكريا، أبو حاتم الخزاعي الرازي اللبان.)) عن ميسرة بن علي، وحامد الرفاء، وابن عدي. وعنه: أبو العلاء الواسطي، والجوهري، وابن المهتدي بالله، وعدة. بقي إلى هذا العام. 4 (محمد بن محمد بن جعفر، أبو بكر الدقاق، الفقيه الشافعي الحاكم.)) قال الخطيب: روى حديثا واحدا، ولم يكن عنده سواه، لأن كتبه احترقت. أنبأه الصيمري عنه، عن أحمد بن إسحاق بن البهلول، عن أبي كريب. وكان أبو بكر هذا يلقب خباط. وله كتاب في الأصول على مذهب الشافعي، وكان فيه دعابة. 4 (محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم، أبو سهل الضبي ابن أخي عبد)) الله الحاكم النيسابوري. قال الحاكم: سمع الكثير قبلي ومعي، وكتب بخطه جملة، وحدث، وكان أكبر مني بخمس عشرة سنة، وكذا علقمة بن قيس، أكثر من عمه عبد الله بن شبرمة.
275 توفي سنة اثنتين وتسعين في جمادى الآخرة، وله سبع وثمانون سنة. رحمه الله.)) 4 (محمد بن محمد بن الفضل، أبو حاتم النيسابوري، الوكيل في مجالس القضاة.)) حدث عن أبي بكرة القطان، وغيره. ذكره الحاكم. 4 (ميمون بن حمزة بن الحسين بن حمزة، أبو القاسم العلوي المصري.)) روى عن: أحمد بن عبد الوارث العسال، وأحمد بن محمد الطحاوي، وجماعة. روى عنه: حفيده أبو إبراهيم أحمد بن القاسم شيخ الرازي. 4 (الوليد بن بكر بن مخلد بن أبي دياز، أبو العباس العمري الأندلسي السرقسطي.)) رحل من الأندلس إلى مصر والشام والعراق وخراسان، وحدث عن: علي بن أحمد بن الخطيب، والحسن بن رشيق المصري، ويوسف الميانجي، وأبي بكر الربعي، وأحمد بن جعفر الرملي، وجماعة. روى عنه: أبو الطيب الكوفي، والحافظ عبد الغني المصري، وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي، وأبو الحسن العتيقي، وأبو طالب العشاري، وأبو سعيد السمان، وأحمد بن منصور بن خلف المغربي، والحسين بن جعفر السلماسي.
276 وله شعر جيد. قال عبد الله بن الفرضي: كان إماما في الحديث والفقه، عالما باللغة والعربية، ولقي في رحلته فيما ذكر أزيد من ألف شيخ، وكان أبو علي الفارسي يرفعه ويثني عليه. وقال الحاكم: إنه سكن نيسابور، ثم انصرف إلى العراق، وعاد إلى نيسابور، وهو مقدم في الأدب، شاعر فائق. توفي بالدينور في رجب. وقال الحافظ عبد الغنب في نسبه: الغمري بالعين المعجمة، ثنا بكتاب التاريخ لعبد الله بن صالح العجلي. وقال الحسن بن شريح: الوليد هذا عمري، ولكنه دخل بلد إفريقية، ومضى ينقط الغين حتى يسلم، وهو مؤدبي، وقال: إذا رجعت إلى الأندلس جعلت النقطة التي على الغين ضمة. وقال الخطيب: كان ثقة كثير السماع.
277 ((وفيات سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.)) 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن سعيد، أبو علي الأصبهاني المقرئ نزيل دمشق.)) قرأ على: زيد بن أبي بلال الكوفي، وأبي بكر بن النقاش، وجماعة، وسمع بدمشق من جماعة متأخرين، وبأصبهان من الطبراني، وبجرجان من ابن عدي، وبالبصرة من أبي إسحاق) الهجيمي، وغيرهم. روى عنه، تمام الرازي، وهو أسند منه، وأبو نصر بن الحبان، وإسماعيل بن رجاء العسقلاني. ودفن بباب الفراديس، وشيعه خلق. وله مصنف في القراءات. وقيل مات عام أول. 4 (أحمد بن محمد بن حاتم، أبو حاتم الطوسي الفقيه.)) سمع أبا سعيد ابن الأعرابي، والصفار، وطبقتهما. وعنه الحاكم. ليس بحكيم، من جزء ابن عرفة. 4 (أحمد بن محمد بن المرزبان بن آزر جشنس، أبو جعفر الأبهري، أبهر أصبهان.)) سمع جزء لوين من أبي جعفر محمد بن إبراهيم الحزوري في سنة
279 خمس وثلاثمائة، وكان أديبا فاضلا. روى عنه: شجاع وأحمد ابنا علي بن شجاع المصقلي، وعبد الرحمن بن محمد بن منده، وهو الذي ورخ وفاته، وأبو عيسى عبد الرحمن بن محمد بن زياد، وأبو بكر محمد بن عمر بن إبراهيم الطهراني، والمطهر بن عبد الواحد البزاني، وأبو بكر محمد بن ماجة الأبهري، وغيرهم. محله الصدق. 4 (إبراهيم بن أحمد بن محمد، أبو إسحاق الطبري المقرئ المالكي المعدل.)) ولد سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وحدث عن: إسماعيل الصفار، وعلي الستوري، وأحمد بن سليمان العباداني، وطبقتهم، وقرأ لقالون على أبي بن بويان، وقرأ لأبي عمرو على أبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الولي، والحسن بن محمد الفحام، وقرأ لعاصم على أبي بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش، وقرأ لحمزة على أبي بكر محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم صاحب إدريس الحداد، وقرأ لحمزة أيضا على أبي عيسى بكار بن أحمد، وأبي الحسن محمد بن عبد الله بن مرة الطوسي. قرأ عليه شيخا أبي طاهر بن سوار: أبو علي الحسن بن علي العطار، وأبو علي الحسن بن أبي الفضل الشرمقاني، وغيرهما. قال الخطيب: كان الدارقطني قد خرج للطبري خمسمائة جزء، وكان مفضلا على أهل العلم، وداره مجمع أهل القرآن والحديث، وكان ثقة.) قلت: وروى عنه جماعة، وكان عارفا بمذهب مالك، وعليه حفظ
280 القرآن الشريف الرضي. وبخل الرضي فنحل الشريف دارا فاخرة بالكرخ. 4 (إدريس بن علي بن إسحاق، أبو القاسم البغدادي المؤدب.)) حدث عن: أبي حامد الحضرمي، وإبراهيم بن عبد الصمد القاضي الهاشمي، وأبي بكر بن الأنباري، وقرأ القرآن على أبي الحسن بن شنبوذ. قال العتيقي: ولد سنة اثنتين وثلاثمائة، وكان ثقة مأمونا، وتوفي في رمضان. روى عنه الأزهري، والحسين الطناجيري، وجماعة. 4 (إسماعيل بن حماد، أبو نصر الجوهري مصنف الصحاح.)) كان من فاراب أحد بلاد الترك، وكان يضرب به المثل في حفظ اللغة، وحسن الكتابة، ويذكر خطه مع خط ابن مقلة، ومهلهل والبريدي. كان يؤثر الغربة على الوطن. دخل بلاد ربيعة، ومضر في طلب الآداب، ولما قضى وطره من قطع الآفاق والأخذ عن علماء الشام والعراق وخراسان، أنزله أبو الحسين الكاتب عنده، وبالغ في إكرام مثواه جهده، فسكن بنيسابور يدرس ويصنف اللغة، ويعلم الكتابة، وينسخ الختم. وفي كتابه الصحاح يقول إسماعيل بن محمد النيسابوري:
281 * هذا كتاب الصحاح سيد ما * صنف قبل الصحاح في الأدب. * * تشمل أنواعه وتجمع ما * فرق في غيره من الكتب. * ومن العجب أن المصريين يروون الصحاح عن ابن القطاع الصقلي، ولا يرويه أحد بخراسان، وقد قيل إن ابن القطاع ركب له سندا لما رأى رغبة المصريين فيه، ورواه لهم، نسأل الله الستر. وفي الصحاح أشياء لا ريب فيه أنه نقلها من صحف فصحف، فانتدب لها علماء مصر، وأصلحوا أوهاما. وقيل إنه اختلط في آخر عمره. ومن شعره: * يا صاحب الدعوة لا تجزعن * فكلنا أزهد من كرز.) * (والماء كالعنبر في قومس * من عزه يجعل في الحرز. * * فسقنا ماء بلا منة * وأنت في حل من الخبز. * وله: * فها أنا يونس في بطن حوت * بنيسابور في ظلم الغمام. * * فبيتي والفؤاد ويوم دجن * ظلام في ظلام في ظلام. *
282 قال جمال الدين علي بن يوسف القفطي: مات الجوهري مترديا من سطح داره بنيسابور، في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة: قال: وقيل: مات في حدود الأربعمائة. وقيل إنه تسودن وعمل له دفين، وشدهما كالجناحين معا، وقال: أريد أن أطير، وقفز، فأهلك نفسه، رحمه الله. وكان من أذكياء العالم. أخذ العربية عن أبي سعيد السيرافي، وأبي علي الفارسي، وأخذ اللغة عن خاله أبي إبراهيم إسحاق الفارابي. وقيل: إن الصحاح كان قد بقي عليه منها قطعة مسودة، فبيضها بعد موته تلميذه إبراهيم بن صالح الوراق، فغلط في أماكن، حتى أنه قال في سفر هو بالألف واللام، وهذا يدل على أنه لم يقرأ القرآن، وقال: الجر أضل الجبل، فصيرها كلمة واحدة، بضاد معجمة، وإنما هي الجر بالتثقيل، أصل الجبل. قال الراضي: * رأيت فتى أشقرا أزرقا * قليل الدماغ كثير الفضول. * * يفضل من حمقه دائما * يزيد من هند على ابن البتول. * 4 (أمية بن أحمد بن حمزة، أبو العباس القرشي المرواني الأندلسي المالكي.)) كان فقيها نبيلا مشاورا بالأندلس. ذكره القاضي عياض.
283 4 (حزم بن أحمد بن حزم بن كوثر، أبو بكر القيسي القرطبي.)) حج سنة ثمان وأربعين، فسمع عبد الرحمن بن أحمد بن أبي مسرة، وأبا بكر الآجري، وحدث بتستر. توفي في جمادى الأولى. 4 (الحسن بن علي بن أحمد، أبو محمد بن وكيع التنيسي، الشاعر المشهور، له ديوان شعر،)) وله كتاب فيه سرقات أبي الطيب المتنبي، سماه المنصف.) وتوفي بتنيس، وهو نافلة محمد بن خلف بن حبان الضبي وكيع البغدادي القاضي. 4 (الحسن بن محمد بن القاسم، أبو علي المخزومي البغدادي المؤدب.)) روى عن: أبي داود، وأبي بكر بن زياد النيسابوري، وابن مجاهد المقرئ. روى عنه: أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال. ووثقه الخطيب. وعاش اثنتين وتسعين سنة. 4 (الحسين بن محمد بن إسحاق البغدادي المعروف بابن السوطي.))
284 سمع: أحمد بن عثمان الأدمي، وجماعة. روى عنه أبو طالب العشاري، وكان كثير الوهم. 4 (خلف بن القاسم بن سهل بن أسود، أبو القاسم الأندلسي بن الدباغ، الحافظ.)) رحل إلى المشرق، فسمع بمصر: أبا محمد بن الورد البغدادي، وسلم بن الفضل، والحسن بن رشيق، وجماعة، وسمع بدمشق علي بن العقب، وأبا الميمون بن راشد، وبمكة من بكير الحداد، وأبي الحسن الخزاعي، والآجري، وبقرطبة من أحمد بن يحيى بن الشامة، ومحمد بن معاوية، وقرأ بالروايات على جماعة. وكان حافظا فهما، عارفا بالرجال. صنف حديث مالك، وحديث شعبة، وأشياء في الزهد. توفي في ربيع الآخر. روى عنه جماعة. وقد قرأ بالرملة على أحمد بن صالح ابن مجاهد. ولد سنة خمس وعشرين. روى عنه: أبو عمرو الداني، وابن عبد البر، وكان لا يقدم عليه أحدا من شيوخه، وهو محدث الأندلس في زمانه. 4 (سعيد بن محمد، أبو عثمان النيسابوري السكري المعدل، سمع أبا العباس الأصم.)) توفي في ذي القعدة. 4 (سليمان بن الفتح، أبو علي بن مكرم السراج الموصلي، من كتاب الشعراء.)) ديوانه مجلد، الغالب عليه الهجو والسخف والمجون، وله مكاتبات إلى
285 الخالديين، والهائم، والببغاء، والبديهي. يحول إلى سنة ثمان وتسعين، ففيها مات. 4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد الرومي النيسابوري.)) صالح، لكن قال الحاكم: لم يقتصر على سماع الصحيح من الشراح، فروى عن ابن خزيمة.) وتوفي في رمضان. قلت: روى عنه أحمد بن منصور بن خلف المقرئ، وسعيد بن أبي سعيد العيار. 4 (عبد الكريم هو أمير المؤمنين الطائع بن المطيع لله الفضل بن المقتدر جعفر بن المعتضد،)) يكنى أبا بكر، وأمه أمة. قال أبو علي بن شاذان: تقلد الطائع لله الخلافة في ذي القعدة سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، وقبضوا عليه في شعبان سنة إحدى وثمانين، وبقي إلى هذه السنة، فتوفي فيها. قال: ورأيته رجلا مربوعا، كبير الأنف، أبيض الشعر. قال أبو الفرج بن الجوزي: ولما ولي الطائع ركب وعليه البردة، ومعه الجيش، وبين يديه سبكتكين، في تاسع عشر ذي القعدة، وخلع من الغد على سبكتكين خلع السلطنة، وعقد له اللواء، ولقبه نصر الدولة، وحضر
286 عيد الأضحى، فركب الطائع إلى المصلى، وعليه قباء وعمامة، وخطب خطبة خفيفة، بعد أن صلى بالناس، ثم إن عز الدولة أدخل يده في إقطاع سبكتكين، فجمع سبكتكين، الأتراك الذين ببغداد، ودعاهم إلى طاعته، فأجابوه، وراسل أبا إسحاق معز الدولة يعلمه بالحال ويطعمه أن يقعد له الأمر، فاستشار أمه، فمنعته، فصار إليها من بغداد جماعة، فصوبوا لها محاربة سبكتكين فحاربوه فهزمهم، واستولى على ما كان ببغداد لعز الدولة، ونادت العامة بنصر سبكتكين، فبعث إلى عز الدولة يقول: إن الأمر قد خرج عن يدك، فأفرج لي عن واسط وبغداد، وليكونا لي، ويكون لك الأهواز والبصرة، ودع الحرب. وكتب عز الدولة إلى عضد الدولة يستنجده، فتوانى، وصار الناس حزبين، وأهل التشيع ينادون بشعار عز الدولة، والسنة والديلم ينادون بشعار سبكتكين، واتصلتالحروب، وسفكت الدماء، وكشفت الدور، وأحرق الكرخ حريقا ثانيا. وكان الطائع شديد الحيل، قويا في خلقه. وتقلد بهاء الدولة بن عضد الدولة بإشارة الأمراء ومعونتهم. ثم كان في دار عبد القادر بالله مكرما محترما، إلى أن مات ليلة عيد الفطر، وصلى عليه القادر بالله، وكبر عليه خمسا، وحمل إلى الرصافة، وشيعه الأكابر
287 والخدم، ورثاه الشريف الرضي بقصيدة. وقال أبو حفص بن شاهين: خلع المطيع نفسه غير مكره، فما صح عندي، وولي ابنه الطائع، وسنه يوم ولي ثلاثة وأربعون سنة.) قلت: فيكون عمره ثلاثا وسبعين سنة. 4 (عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن شهيد الوزير، أبو مروان القرطبي.)) روى عن: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، وكان إماما في اللغة والأخبار. صنف التاريخ الكبير على السنين، من وفاة علي رضي الله عنه، إلى وقته، وهو أزيد من مائة سنة، توفي في رابع ذي القعدة بالذبحة، عن سبعين. روى عنه ابن عائذ. 4 (عثمان بن محمد بن أحمد، أبو عمرو المخرمي القارئ.)) سمع إسماعيل الصفار، والحسين بن صفوان، وبنيسابور: الأصم. روى عنه: أبو العلاء الواسطي، وأبو الحسن العتيقي، ووثقه العتيقي. توفي بالدينور. 4 (عمر بن زكار أبو حفص التمار، بغدادي.)) روى عن: المحاملي، وعثمان بن جعفر اللبان، وإسماعيل الصفار.
288 روى عنه: عبد العزيز الأزجي، وعبيد الله الأزهري، وهبة الله اللالكائي. قال العتيقي: ثقة مأمون. 4 (القاسم بن أحمد، أبو محمد التجيبي الطليطلي نزيل قرطبة، ويعرف بابن أرفع رأسه.)) سمع قاسم بن أصبغ، ومحمد بن أيمن، وابن المشاط، وشاوره ابن السليم وغيره في الأحكام. وولي قضاء بلده وقضاء بطليوس، وتولى بناء حصون الثغر. وكان ثقة، تفقه به جماعة، وكان خبيرا بمذهب مالك. روى عنه: ابن الفرضي، وأبو عمر بن عبد البر، وجماعة. توفي في جمادى الآخرة، وكان ثقة، مزاحا. 4 (كوهي بن الحسن، أبو محمد الفارسي.)) حدث عن أحمد أخي أبي الليث الفرائضي، وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي. روى عنه: عبد العزيز الأزجي، وأبو عبد الله الصيمري القاضي التنوخي، وغيرهم. وثقه الخطيب، وتوفي في شوال. 4 (محمد بن أحمد بن الحسن بن علي، أبو بكر الطاهري البغدادي الضرير، نزيل أصبهان.)) حدث عن: أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي، ومحمد بن عياش الموصلي.) سمع علي بن حرب، وأبا صالح السليل بن أحمد، وجماعة. روى عنه: أحمد بن علي اليزدي، وعبد الرحمن، وعبيد الله، ابنا أبي
289 عبد الله بن منده، وغيرهم. ومات في عاشر ذي القعدة. ذكر ابن النجار. 4 (محمد بن أحمد بن عبد الأعلى، أبو عبد الله المغربي المقرئ الزاهد المعروف بالورشي.)) سمع بمصر والشام والعراق وأصبهان بعد الخمسين وثلاثمائة، وكان راسا في علم القرآن. توفي بسجستان. ذكره الحاكم في تاريخه. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن مهدي الإسكافي، أبو عبد الله الشاهد، من فضلاء بغداد.)) جمع تاريخا كبيرا على السنين، بدأ فيه بسنة الهجرة النبوية. قال ابن الخازن: نقلت منه أشياء حسنة. وقال ابن النجار: كان ثقة أمينا عفيفا، مات في رجب سنة ثلاث وتسعين. 4 (محمد بن ثابت، أبو الحسن الصيرفي، بغدادي.)) عن إسماعيل الصفار، وابن السماك. وعنه: عبيد الله بن أحمد الصيرفي. مات سنة ثلاث وتسعين في رمضان. 4 (محمد بن الحسين بن داود، أخو أبي الحسن محمد الحسين العلوي النيسابوري. كان كثير)) المروءة والأفضال على الصلحاء. يكنى أبا علي. روى عن أبي حامد بن بلال، ومحمد بن الحسين القطان. روى عنه الحاكم، وقال: توفي في شعبان. وذكر ابن الصلاح هذا وأخاه في طبقات الشافعيين، وقيل إن هذا درس فقه الشافعي.
290 4 (محمد بن عبد الله بن أبي عامر محمد بن الوليد القحطاني المعافري الأندلسي الملك)) المنصور الحاجب، أبو عبد الله، مدبر دولة الخليفة المؤيد بالله هشام بن المستنصر الأموي صاحب الأندلس. بويع بعد أبيه، وله تسع سنين، وكان الحاجب أبو عامر هو الكل، فعمد أول تغلبه على الأمر إلى خزائن المستنصر بالله الحكم بن تالناصر، الجامعة للكتب، فأبرز ما فيها من صنوف التواليف من خواصه العلماء، وأمر بإفراد ما فيها من كتب الأوائل، حاشى كتب الطب والحساب، وأمر بإحراقها، فأحرقت، وطمس بعضها، وكانت كثيرة جدا، ففعل ذلك تحببا إلى العوام، وتقبيحا لرأي المستنصر عندهم.) وكان أبو عامر حازما مدبرا وشجاعا بطلا غزا ما لم يغزه أحد من الملوك، وافتتح فتوحا كثيرة، وبقي في المملكة ستا وعشرين سنة. وكان عالما فاضلا، كثير المآثر والمحاسن، قد طلب العلوم في صباه، وزانت بهيبته أقطار الأندلس، وآمنت به لفرط سياسته، وقد استوزر جماعة، كان المؤيد بالله معهم صورة بلا معنى، فإنه استولى على التدبير والحجوبية، ولم يبق أحد مع الدولة يقدر على رؤية المؤيد، بل كان أبو عامر يدخل عليه القصر ويخرج، فيترك إمرة أمير المؤمنين بكذا، وينهى عن كذا، فلا يخالفه
291 أحد، وكان يمنع المؤيد من الاجتماع بأحد، وإذا كان بعد سنين أركبه وجعل عليه برنسا، وألبس جواريه مثله، فلا يعرف المؤيد في سائر الجواري، ويخرجه ليتنزه في الزهراء، ثم يعود إلى القصر على هذه الحالة، وليس له إلا الخطبة والسكة. وكان أبو عامر له في الجمعة مجلس حافل، تجتمع فيه العلماء للمناظرة. وغزا في أيامه نيفا وخمسين غزوة، وملأ بلاد المسلمين غنائم وسبيا، حتة قيل: لقد ابتيعت بنت عظيم من عظماء الروم ذات حسن وجمال بقرطبة بعشرين دينار عامرية، وكان إذا فرغ من قتال العدو، نفض ما عليه من غبار، ثم يجمعه ويحفظه، فلما احتضر، أمر بما اجتمع من ذلك الغبار أن يذر على كفنه. وتوفي رحمه الله وهو بأقصى الثغور، عند موضع يعرف بمدينة سالم، مبطونا شهيدا في هذه السنة. وللشعراء فيه مدائح كثيرة، وكان يجزيهم بالذهب الكثير، وقام بالأمر بعده ولده أبو مروان عبد الملك بن أبي عامر، ولقبره بالمظفر، فدامت أيامه في الأمن والخصب، ولكن لم تطل مدته، ومات، فثارت الفتن بالأندلس. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن بن زكريا، محدث العراق، أبو طاهر)) البغدادي الذهبي المخلص. سمع: أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود بن صاعد وأحمد بن سليمان الطوسي، ورضوان الصيدلاني، ومحمد بن هارون الحضرمي، وجماعة.
292 روى عنه: هبة الله اللالكائي، وأبو محمد الخلال، وأبو سعد إسماعيل بن علي السمان، وأبو طالب المحسن بن شفيروز الفقيه، وإبراهيم بن محمد بن موسى الشروي الفقيه نزيل بغداد، وعبد العزيز بن محمد بن الحسين القطان، وأحمد بن محمد النقور وعلي بن أحمد بن البسري، وعبد العزيز بن علي الأنماطي، وخلق كثير آخرهم محمد بن محمد الزينبي.) قال الخطيب: كان ثقة، مولده في شوال سنة خمس وثلاثمائة. وقال المخلص: أول سماعي من البغوي في سنة اثنتي عشرة. قلت: انتقى عليه الفتح بن أبي الفوارس عدة أجزاء، وأبو بكر البقال عدة أجزاء. والمخلص هو الذي يخلص الغش من الذهب بالتعليق والنار، وقد وقع لنا جملة صالحة من عوالي المخلص. وكانت وفاته في رمضان من السنة، رحمه الله. فمن حديث، قرأت على أحمد بن إسحاق بمصر، أخبركم المبارك بن الجورد، أنا أحمد بن الطلاية، أنا عبد العزيز بن علي، أنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، ثنا محمد بن هارون الحضرمي، أنا إسحاق بن أبي إسحاق إسرائيل، أنا كثير بن عبد الله الأبلي، ثنا أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. هذ حديث لنا
293 تساعي لنا متصل الإسناد، وإن كان كثير الأبلي من الضعفاء، فيبعد أنه تعمد الكذب في سماعه لهذا الحديث من أنس، إذ فيه من الوعيد ما فيه. 4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد، أبو الحسن القرشي المخزومي السلامي المشهور،)) نشأ ببغداد، ولقي بالموصل جماعة من الأدباء، منهم أبو الفرج الببغاء، وأبو عثمان الخالدي، وأبو الحسن التلعفري، فأعجبتهم براعته على حداثة سنه، إلا التلعفري، فإنه اتهمه في شعره. وفيه يقول السلام. * سما التلعفري إلى وصالي * ونفس الكلب تكبر عن وصاله. * * ينافي خلقه خلقي وتأبى * فعالي أن تضاف إلى فعاله. * * فصنعتي النفيسة في لساني * وصنعته الخسيسة في قذاله. * * فإن أشعر فما هو من رجالي * وإن يصفع فما أنا من رجاله. * قصد السلامي حضرة الصاحب إسماعيل بن عباد وهو بأصبهان، فامتدحه، فبالغ الصاحب في إكرامه وإعطائه، ثم قصد حضرة السلطان عضد
294 الدولة إلى شيراز، فأقبل عليه، واختص به، وكان يقول: إذا رأيت السلامي في مجلسي، ظننت أن عطارد نزل من الفلك، فوقف بين يدي. وللسلامي فيه: * يشبهه المداح في البأس والندى * بمن لو رآه كان أصغر خادم. * * في جيشه خمسون ألفا كعنتر * وأمضى وفي خزانه ألف حاتم. *) توفي السلامي في جمادى الأولى من السنة، وهو في عشر الستين، وشعره سائر مدون. 4 (محمد بن علي بن الحسين بن الحسن بن القاسم بن محمد الشريف السيد، أبو الحسن العلوي)) الزيدي الهمذاني المعروف بالوصي. روى عن: عبد الرحمن الجلاب، وأحمد بن عبيد، وعبدان بن يزيد الدقاق، وجماعة بهمذان، وإسماعيل الصفار، وجعفر الخلدي، وابن كامل القاضي ببغداد، والطبري بأصبهان، وخثيمة الأطرابلسي بالشام، وجماعة. روى عنه: محمد بن عيسى، وعبد الرحمن بن أبي الليث الصفار، ومحمد بن عمر بن عزيز التككي، وجعفر بن محمد الأبهري، وآخرون. قال شيرويه: كان ثقة صدوقا صوفيا واعظا، تفقه ببغداد على أبي علي بن أبي هريرة، وتزهد، وجاوز بمكة، ورجع فأقام ببخارى مدة، وبها مات في ثاني عشر المحرم، سنة ثلاث وتسعين. قلت: روى عنه أيضا أبو سعد الكنجروذي، وسمع من الأصم. وقيل إنه مات ببلخ.
295 وقال السلمي: كان أحد الأشراف علما نسبا ومحبة للفقراء، وصحبة لهم، ما يرجع إليه من العلوم كتب الحديث والفقه، وصحب الخلدي، وكان يكرمه، ودخل دويرة الصوفية بالرملة، وكان يخدمهم أياما، حتى قدم فقير فأتى فقبل رأسه، وقال: هذا شريف الجبل، وليس بهمذان أغنى منهم ولا أجل، فقام عباس الشاعر فقبل رجله، فأخذ الشريف أبو الحسن ركوته، وذهب إلى مصر. وقال الحاكم: عاش ثلاثا وثمانين سنة. وقال أبو سعدي الإدريسي: يحكى عنه أنه كان يجازف في الرواية في آخر عمره. 4 (محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول التنوخي الأنباري، أبو غانم بن الأزرق.)) روى عن: أبيه، وأبي بكر بن الأنباري، ومحمد بن مخلد، وتوفي بالأنبار. 4 (وليد بن عبد الرحمن، أبو العباس القيسي القرطبي الزيات.)) سمع من أحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية، وأحمد بن سعيد، وجماعة. وعاش سبعين سنة. 4 (يحيى بن محمد بن يحيى، أبو بشر النيسابوري الكاتب.)) روى عن الأصم، وعلي بن حمشاد. وتوفي في شعبان.)) 4 (يوسف بن محمد بن عمر بن يوسف بن عمروس أبو عمر الأندلسي الأستجي.))
296 سمع الكثير من: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم وجماعة، وكان إماما فقيها رأسا في الفتيا. توفي في جمادى الأولى، وله ثلاث وسبعون سنة، وسمع من غير واحد. وروى عنه ابن عبد البر.
297 ((وفيات سنة أربع وتسعين وثلاثمائة.)) 4 (أحمد بن إبراهيم القصار، أصبهاني محدث.)) روى عن أبي عمر، وأحمد بن محمد بن حكيم، وأبي علي الصحاف، فمن بعدهما. قال أبو نعيم: كان يختلف معنا، إلى أن توفي في ذي الحجة، رحمه الله. 4 (أحمد بن عمر بن خرشيد قوله، أبو علي الأصبهاني التاجر.)) حدث بمصر عن: أبي حامد محمد بن هارون الحضرمي، وأبي بكر بن زياد النيسابوري، وغيرهما. روى عنه: العتيقي، وإسماعيل بن رجاء العسقلاني، ورشأ بن نظيف، وخلق. وثقه الخطيب، وذكر العتيقي أنه سمع منه بمصر وبمكة وبغداد، وكان يحج كل سنة. قال الخطيب: سكن مصر حتى مات. وقال الحبال: مات في جمادى الأولى، رحمه الله. 4 (أحمد بن محمد بن الفضل، أبو العباس بن النهاوندي الزاهد العارف.)) ورخه السلمي، وقال: صحب جعفر الجليدي، له مجاهدة عظيمة وأحوال.
299 4 (إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن سيبخت، أبو الفتح البغدادي الكاتب، نزيل مصر.)) حدث عن: أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود. روى عنه: عبد الملك بن عمر الرزاز، ورشأ بن نظيف، وجماعة. قال الخطيب: كان سيئ الحال في الرواية، وقال مرة: ساقط الرواية. توفي بمصر في جمادى الآخرة. 4 (أفلح بن يحيى القرطبي، مولى إبراهيم بن يوسف.)) وحج وسمع من الآحري، وأبي بكر بن خروف، وجماعة. كتب عنه غير واحد.)) 4 (بدر، أبو الغصن مولى أحمد بن قطن الزيات القرطبي.)) سمع قاسم بن أصبغ، وبمصر من حمزة الكناني، وأبي العباس الرازي، وأبي أحمد بن الناصح. وكان رجلا صالحا. روى أحاديث، ولم يكن كثير علم. 4 (تمصولت الأسود، يقال طزملت الأمير المصري الرافضي.)) ولي دمشق للحاكم سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وفي سنة ثلاث عزر رجلا مغربيا بدمشق على حمار ونودي عليه: هذا جزاء من يحب أبا بكر وعمر، ثم قتله. مات إلى غير رحمة الله في صفر. 4 (حباشة بن حسن.)) سمع بالقيروان: إبراهيم بن عبد الله القلانسي،
300 وزياد بن عبد الرحمن، ودخل إلى الأندلس، فصحب محمد بن عبد الله بن الحداد، وتردد في الثغور مرابطا، ثم رحل إلى المشرق، فسمع من أبي زيد المروزي وغيره، ورجع إلى الأندلس، وكان من فقهاء المالكية. توفي بقرطبة. 4 (سعيد بن محمد بن الفضل الفقيه، أبو سهل النيسابوري الواعظ.)) سمع مكي بن عبدان. وعنه: الحاكم، وطائفة. 4 (شاه بن عبد الرحمن، أبو معاذ الهروي الماليني.)) رحل وسمع علي عبد الله بن مبشر الواسطي، وأبا بكر عبد الله بن زياد النيسابوري، وله جزء سمعناه. روى عنه: أبو عمر المليحي، وأبو عثمان الصابوني، وأبو عاصم الجوهري الهروي، وه آخر من حدث عنه، وحدث عنه أيضا أبو يعلى الصابوني. توفي في جمادى الأولى بهراة. 4 (طلحة بن أسد بن عبد الله بن المختار الرقي، نزيل دمشق.)) روى عن أبي بكر الآجري، وأبي علي الحسن، بن منير التنوخي، وجماعة. روى عنه: أحمد بن الحسن الطيان، ورشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وغيرهم. وكان من الصالحين. توفي في ربيع الأول. قال الكتاني: حدث بكتب الآجري كلها، وكان ثقة مأمونا، يذكر عنه من السخاء والكرم شيء) عظيم، رحمه الله.
301 4 (عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب، أبو عمر السلمي الأصبهاني المقرئ الوراق.)) روى عن: عبد الله بن محمد بن عمر الزهري بن أخي رسته، وعبد الله بن الصباح، ومحمد ابن عمر الجورجيري، وابن الجاورد، وأبي الحسن اللبناني، وغيرهم، وكتب الكثير. روى عنه: أبو بكر بن أبي علي الذكواني، وعبد الوهاب بن منده. توفي في ذي القعدة. 4 (عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن زر، بفتح الزاي، أبو محمد الخواري الرازي.)) روى عن أحمد بن جعفر بن نصر الجمال، وإبراهيم بن محمد السمناني صاحب عيسى بن حماد زغبة. قال الأمير ابن ماكولا وأنه مات في صفر. 4 (عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن نصرويه، أبو محمد النيسابوري، ابن خال الحاكم.)) سمع الأصم، وأحمد بن إسحاق الضبعي، وحدث في ربيع الآخر. 4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله، أبو القاسم النيسابوري المطوعي.)) سمع ببغداد من جعفر الخلدي، وعبد الله بن عدي الحافظ. توفي في جمادى الآخرة. 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم بن عثمان، أبو محمد الأنصاري النيسابوري الحافظ)) العماري. سمع: أبا بكر بن إسحاق العتيقي، وأبا علي الرفاء، وطبقتهما، وصنف وذاكر.
302 قال الدارقطني: سررت برؤيته، عاش سبعا وخمسين سنة. روى عنه الحاكم. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن محمد، أبو سعيد النيسابوري الخلال.)) سمع: أبا العباس الأصم، وغيره، وحدث بطريق مكة. 4 (عبد السلام بن علي، أبو أحمد البغدادي المعلم.)) سمع الجذاع، حدث عن: أبي بكر بن مجاهد، وابن زياد النيسابوري، وأبي مزاحم موسى بن عبيد الله الخاقاني، والمحاملي. روى عنه: أبو القاسم الأزهري، وأبو الحسن العتيقي، وعبد العزيز الأزجي، وثقه العتيقي. 4 (عبد الملك بن إدريس الأزدي، أبو مروان بن الجزيري الكاتب الشاعر، نزيل قرطبة.)) ) توفي في حبس المظفر بن أبي عامر، ولم يخلف مثله كتابة ولا بلاغة وشعرا، وبه ختم بلغاء كتاب الأندلس. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن الخلاص القيسي البجاني الأندلسي.)) عني بالحديث وحج، وسمع من: أبي محمد بن الورد، وحمزة الكناني، وعلي بن الحسن بن علان الحراني، ومحمد بن جعفر غندر. وكان زاهدا صالحا متواضعا حافظا. قال ابن الفرضي: سمعت منه ببجان، وسمع منه غير واحد. توفي في رجب.
303 4 (محمد بن إسماعيل بن محمد، أبو عبد الله الأنصاري الأندلسي من أهل ريه.)) حج سنة ثلاث وأربعين، وله اثنتان وعشرون سنة، فسمع من عثمان بن محمد السمرقندي، وأحمد بن سلمة بن الضحاك، وإسماعيل بن الجراب، وعبد الله بن جعفر بن الورد، ومحمد بن عيسى التميمي البغدادي بن العلاف، وسمع صحيح البخاري من ابن السكن، ورجع فلزم الزهد والانقباض، وولي الخطابة بموضعه، وكان رقيقا بكاء. توفي في شعبان. سمع الناس منه. 4 (محمد بن حسين بن محمد بن أسد، أبو عبد الله التميمي الطبني، الأديب، نزيل الأندلس.)) قيل إنه لم يدخل الأندلس أحد أشعر منه، وكان واسع الأدب والمعرفة، واتصل بالحاجب أبي عامر، وولي الشرطة، وعاش أكثر من تسعين سنة. وكان دخوله الأندلس في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وتوفي قي يوم من سنة أربع وتسعين، وشهده المظفر بن أبي عامر، والأعيان. 4 (محمد بن عبد الملك بن ضيفون، أبو عبد الله اللخمي القرطبي الحداد.)) سمع: عبد الله بن يونس الغبري، وأحمد بن زياد، وقاسم بن أصبغ،
304 وحج في سنة تسع وثلاثين، وشهد رد الحجر الأسود إلى مكانه في هذا العام. وسمع منه: ابن الأعرابي، وعبد الكريم بن النسائي، ومحمد بن يحيى بن دحمان المصيصي، سمع منه بأطرابلس، وعبد الله بن محمد بن سرور الغسال بمدينة القيروان. وكان صالحا عدلا، كتب الناس عنه، وعلت سنه، واضطرب في أشياء قرأت عليه لم يسمعها، ولم يكن ضابطا. قال لي: ولدت سنة ثلاث وثلاثمائة، وتوفي في شوال. قاله ابن الفرضي، وآخر من حدث عنه أبو عمر عمر بن عبد البر.)) 4 (محمد بن عمر بن محمد بن حميد، أبو الحسن بن بهتة البغدادي البزاز.)) سمع إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، والمحاملي، والحسين النطبقي، وغيرهم. روى عنه: العتيقي وقال: ثقة. 4 (محمد بن عبد الله، أبو نصر الأنماطي، نيسابوري صالح، خدم أبا علي الثقفي، وصحب)) الزهاد والأئمة. 4 (محمد بن عطاء الله القرطبي النحوي، من كبار أئمة العربية.)) 4 (محمد بن محمد بن حسان الماليني، ختن الشاركي، أحد المحدثين بهراة.)) روى عن أحمد بن محمد بن علي الباشاني. روى عنه: أبو عثمان الصابوني، وغيره، وأبو عطاء عبد الرحمن بن محمد الجوهري.
305 4 (محمد بن يحيى بن زكريا بن يحيى التميمي، العلامة أبو عبد الله بن برطال القرطبي)) القاضي المالكي. سمع من أحمد بن خالد الحباب، وقاسم بن أصبغ، ومحمد بن عيسى، وحج، فسمع من إبراهيم العقبسي، وأحمد بن إبراهيم بن جامع السكري، وولي قضاء ريه، ثم ولي قضاء الجماعة والصلاة. وعاش إلى أن علت سنه، وثقلت ذهنه، فصرفه الحاجب أبو عامر من القضاء، ونقله إلى الوزارة. روى عنه: عبد الله بن الفرضي، وسراج بن عبد الله. وحدث أيضا عن عثمان بن محمد السمرقندي وخلق، وعاش خمسا وتسعين سنة. وكان حجة. ورحل في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وكان كبير الشأن وافر الجلالة، لحق محمد بن محمد الحناش، وإسماعيل بن القراب. تفرد بأشياء. 4 (يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب، وحرب ابن أخي الزاهد أحمد بن حرب)) النيسابوري، وأبو زكريا المزكي المعروف بالحربي. كان أديبا إخباريا، كثير العلوم، رئيسا. سمع أبا العباس السراج، ومكي بن عبدان، وعبد الله بن محمد الشرفي، وأحمد بن حمدون الأعمش، وعبد الواحد بن محمد بن سعيد، وغيرهم، وحدث بنيسابور والري وببغداد، فأكثروا عنه ثم.) روى عنه: الحاكم، وأبو بكر الأردستاني، ومحمد بن أبي عمرو النيسابوري شيخ الخطيب، وأبو سعد محمد بن محمد بن علي الحاكم،
306 وأبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم الإسماعيلي، وأبو عثمان البحيري، وأبو نصر عبد الرحمن بن علي التاجر، وآخرون. وتوفي في ذي الحجة، وهو صدوق فيه بدعة. 4 (يحيى بن محمد بن وهب بن مسرة بن حكم، أبو زكريا التميمي الفرجي، من مدينة الفرج)) بالأندلس. سمع من جده، ورحل فسمع بمصر من الحسن بن رشيق، وأبي بكر بن إسماعيل المهندس، وجماعة. روى عنه الناس كثيرا، واختصر كتاب الأسماء والكنى للنسائي، وعاش ستين سنة. رحمه الله. 4 (يعيش بن سعيد بن محمد، أبو القاسم القرطبي الوراق المعروف بابن الحجام.)) سمع من قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم، وجمع لمحمد بن معاوية مسند حديثه. وقد ذهب بصره بآخرة، توفي في صفر. كتب الناس عنه. روى عن: شريح الذكواني. 4 (لبنى كاتبة الخليفة المستنصر بالله الحكم بن الناصر الأموي.)) كانت نحوية، حاذقة بالكتابة، شاعرة، بصيرة بالحساب، لم يكن في قصر الإمرة أنبل منها، وكان خطها مليحا، ومعرفتها بالعروض تامة. توفيت في هذه السنة.
307 ((وفيات سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.)) 4 (أحمد بن علي بن أحمد بن عمران، أبو العباس الأصبهاني الخلقاني. ثقة، دين.)) سمع بالبصرة من علي بن إسحاق المارداني، وغيره. روى عنه: الحسن بن محمد بن سليم، ومحمد بن علي بن متويه، والأصبهانيون. توفي في جمادى الآخرة. 4 (أحمد بن فارس بن محمد بن حبيب، أبو الحسن الرازي، وقيل القزويني، المعروف بالرازي)) المالكي اللغوي، نزيل همذان وصاحب
309 المجمل في اللغة. روى عن: أبي الحسن علي بن إبراهيم القطان، وسليمان بن يزيد الفامي، وعلي بن محمد بن) مهرويه القزوينيين، وسعيد بن محمد القطان، ومحمد بن هارون الثقفي، وعبد الرحمن الجلاب، وأحمد بن حميد الهمذانيين، وأبي القاسم الطبراني، وأبي بكر بن السني، وجماعة. روى عنه: أبو سهل بن زيرك، وأبو منصور بن عيسى الصوفي، وعلي بن القاسم الخياط المقرئ، وأبو منصور بن المحتسب، وآخرون. ولد بقزوين، ونشأ بهمذان، وكان أكثر مقامه بالري. وكان كاملا في الأدب، فقيها مناظرا، مالكيا. وكان يناظر في الكلام، وينصر مذهب أهل السنة، وطريقته في النحو طريقة الكوفيين، كان بالجبل نظير ابن لنكك بالعراق، وجمع إتقان العلماء، إلى ظرف الكتاب والشعراء. وله مصنفات بديعة ورسائل مفيدة، وأشعار جيدة، وتلامذه فيهم كثرة، وكان شديد التعصب لآل العميد، وكان الصاحب إسماعيل بن عباد يكرهه لذلك، وكان قد صنف كتاب الحجر وسيره إلى الصاحب، فقال: ردوا الحجر من حيث جاء وأمر له بجائزة قليلة. وقال بعضهم: كان إذا ذكرت اللغة فهو صاحب مجملها، لا بل صاحبها المجمل لها. وكان يحث الفقهاء دائما على معرفة اللغة، ويلقي عليهم ويخجلهم ليتعلموا اللغة، ويقول: من قصر علمه على الفقه وغولط غلط.
310 وقال سعد بن علي الزنجاجي: كان أبو الحسين بن فارس من أئمة اللغة محتجا به في جميع الجهات غير منازع، رحل إلى أبي الحسن علي بن إبراهيم القطان الأوحد في العلوم، ورحل إلى زنجان إلى أبي بكر أحمد بن الحسن الخطيب راوية ثعلب، ورحل إلى مشايخ، إلى أحمد بن طاهر النجم، وكان يقول: ما رأيت مثله. قال سعد: وحمل ابن فارس إلى الري ليقرأ عليه مجد الدولة بن فخر الدولة، وحصل بهما مالا، وبرع ذلك الأمير في الأدب. قال: وكان ابن فارس من الأجواد، حتى أنه يهب ثيابه وفرش بيته. وكان من رؤساء أهل السنة المجردين على مذهب أهل الحديث. توفي في صفر، سنة خمس وتسعين. انتهى قول الزنجاني. وكذا ورخه عبد الرحمن بن مندة وغيره. وقيل: مات سنة تسعين وثلاثمائة، وهو قول ضعيف. أخبرنا إسماعيل بن الفراء، أنا البهاء عبد الرحمن سنة سبع عشرة وستمائة، أنا أبو الحسن عبد الحق، أنا هادي بن إسماعيل، أنا علي بن القاسم سنة ست وأربعين وأربعمائة، أنا أحمد) بن فارس اللغوي، ثنا علي بن أبي خالد بقزوين، ثنا الدبري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله ملائكة في الأرض سياحين يبلغوني عن أمتي السلام. ومن شعر ابن فارس:
311 * مرت بنا هيفاء مجدولة * تركية تنمى لتركيي. * * ترنو بطرف فاتر فاتن * أضعف من حجة نحوي. * وله: * سقى همذان الغيث لست بقائل * سوى ذا وفي الأحشاء نار تضرم. * * ومالي لا أصفي الدعاء لبلدة * أفدت بها نسيان ما كنت أعلم. * * نسيت الذي أحسنته غير أنني * مدين وما في جوف بيتي درهم. * 4 (أحمد بن القاسم بن عبد الرحمن، أبو الفضل التميمي التاهرتي البزاز.)) قدم قرطبة صغيرا، فسمع من قاسم بن أصبغ، وأحمد بن الفضل الدينوري، وأبي عبد الملك بن أبي دليم، ومحمد بن معاوية القرشي، ووهب بن مسرة، ومحمد بن عيسى بن رفاعة. وكان صالحا زاهدا منقبضا. ولد بتاهرت سنة تسع وثلاثمائة، وأتى قرطبة سنة بضع عشرة فسمعه أبوه من هؤلاء أربع وثلاثين، وطلب بنفسه. روى عنه: أبو عمر بن عبد البر، وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الزاهد، أبو الحسين بن أبي نصر النيسابوري الخفاف.)) قال الحاكم: مجاب الدعوة، وسماعاته صحيحة بخط أبيه، من أبي
312 العباس السراج وأقرانه، وبقي واحد عصره في علو الإسناد، وتوفي في ربيع الأول، وصليت أنا عليه، وله ثلاث وتسعون سنة. قلت: روى عنه الحاكم، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن حسكويه، أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن الصوفي، وأبو الحسن بن عبد الرحيم الإسماعيلي، والسيد علي بن محمد الحسيني، وأبو المظفر محمد بن إسماعيل الشجاعي، وأبو نصر الحسين بن أحمد القاضي الحريمي، وأبو الفضل بن عبد الله بن المحب، وسعيد بن العيار، وعائشة بنت محمد بن الحسين البسطامي، وخلق سواهم. وقع لنا جملة من عواليه.)) 4 (أحمد بن محمد، أبو الحسين السمناوي. توفي بمصر في صفر.)) روى عن: محمد بن عيسى بن قرة الزهري. روى عنه محمد بن أبي عدي السمرقندي في مشيخة الرازي، وأحمد بن القاسم بن ميمون بن حمزة الحسيني. 4 (إبراهيم بن مبشر، أبو إسحاق البكري الأندلسي المغربي المؤدب.)) عرض القراءة على محمد الأنطاكي، وكان يقرئ في دكانه، واحتجم فصفي دمه. 4 (جعفر بن عبد الرزاق الدمشقي المهندس.)) روى عن جده أحمد بن خمارويه، وأبي بكر الخرائطي. روى عنه: أبو ذر الهروي، وأبو علي الأهوازي. 4 (الحسين بن محمد بن درستويه، أبو علي الدمشقي المعدل الإمام.)) حدث عن: مكحول، ومحمد بن خريم، وابن جوصا، وجماعة. وكان ثقة. توفي في ربيع الأول. روى عنه: ابنه محمد، و علي بن محمد الحنائي، وأبو علي
313 الأهوازي وأبو القاسم الحنائي، وإبراهيم بن الخضر الصائغ. قال الكتاني: كان ثقة ثبتا. 4 (الحسين بن علي بن النعمان، أبو عبد الله، قاضي قضاة مملكة الحاكم.)) ولي سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وعزل في سنة أربع وتسعين، وفي أول سنة خمس قتله الحاكم وأحرق جثته، وولي بعده ابن عمه عبد العزيز. 4 (الحسين بن محمد إسماعيل بن أبي عابد، أبو القاسم الكوفي.)) سمع أحمد بن عثمان الآدمي، واليمان بن محمد الغوثي، وزيد العامري. روى عنه: أبو القاسم التنوخي وقال: كان ثقة، ولي قضاء الكوفة نيابة، وكان حنفيا، فاضلا، زاهدا. 4 (داود بن رضوان، أبو علي السمرقندي الفقيه الحنفي.)) تفقه بالعراق، وسمع من ابن داسة السنن، ودرس بنيسابور دهرا، وحدث. وتوفي في رجب. 4 (سعيد بن نصر، أبو عثمان مولى الناصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد الأموي.)) ) روى عن: قاسم بن أصبغ، وأحمد بن مطرف، وأحمد بن دحيم، ومحمد بن معاوية، وطائفة. وعني بالرواية والضبط، وكان ثقة.
314 روى عنه: ابن عبد البر، وأبو عمر بن الحذاء، وآخرون. ونيف على الثمانين في ذي الحجة. أثنى عليه ابن عبد البر، قال: أحسن التقييد والضبط، وكان من أهل الورع والفضل، رحمه الله. 4 (شيبة بن محمد بن أحمد بن شعيب بن هارون، أبو محمد الشعيبي.)) سمعه أبوه من عبد الله بن الشرفي، وعلي بن محمد الوراق، وجماعة. توفي في المحرم. 4 (عاصم بن يحيى النيسابوري الزاهد.)) سمع أبا حامد بن بلال، وجماعة. قال الحاكم: وحدثني أبو حازم العبدري أنه كتب بخطه ألف مصحف. د 4 (عبيد الله بن أحمد بن الحسين النيسابوري الحنبلي الواعظ.)) حدث عن: أبي بكر محمد بن الحسين القطان وأقرانه، وأفتى نيفا وخمسين سنة. توفي في رجب. 4 (عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أسد، أبو محمد الجهني الطليطلي الأندلسي الفقيه)) المالكي المغربي، أحد الأعلام، البزار، ثقة أديب ومحدث مسند. سمع من قاسم بن أصبغ وغيره، ورحل فسمع بمصر عبد الله بن جعفر بن الورد، وابن السكن، وبمكة أحمد بن أبي الموت صاحب علي بن عبد العزيز، وكان لا يعير كتابا إلا لمن يثق به، ولا يسمع من غير كتابه، ويحب التلاوة في المصحف، وقد امتحن أيام المنصور ابن أبي عامر بالحبس والقيد، والإخراج من الأندلس.
315 روى عنه: أبو عمر بن عبد البر، وهو من كبار شيوخه، وأبو المطرف بن فطيس، وأبو عمر بن الحذاء، ومصعب بن عبد الله بن محمد الفرضي، والخولاني وآخرون. ولد سنة عشر وثلاثمائة، وتوفي في آخر السنة. 4 (عبد الله بن محمد بن جعفر، أبو الحسن البزاز.)) سمع ابن عبيد ومحمد بن مخلد. روى عنه: أبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم الأزجي. وقال الأزجي: ثقة.)) 4 (عبد الرحمن بن طلحة بن محمد بن أسيد، والفضل بن الخصيب، وابن الجارود.)) روى عنه: شريح الذكواني. 4 (عبد الرحمن بن عثمان، أبو المطرف القشيري القرطبي الحيان.)) روى عن: عاصم بن أصبغ، وأحمد بن ثابت القرطبي التغلبي، وسعيد بن عثمان. وحج سنة خمس وخمسين. وكان صالحا منقبضا زاهدا ثقة، وروى الكثير. روى عنه: علي بن أبي طالب، وأبو إسحاق بن شنظير، وأبو عمرو الداني.
316 مولده سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وتوفي في ذي الحجة بقرية راشد. 4 (عبد الوارث بن سفيان بن جبرون، أبو القاسم القرطبي المعروف بالحبيب.)) سمع من قاسم بن أصبغ أكثر رواياته، وكان أوثق الناس فيه، وأكثرهم ملازمة له، وسمع أيضا من وهب بن مسرة، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم. روى عنه: أبو محمد عبد الله الأصيلي في غير موضع من كتاب الدلائل وأبو عمران الفاسي الفقيه، وأبو عمر بن الحذاء، وأبو عمر بن عبد البر. وقال ابن الحذاء: كان شيخا صالحا عفيفا، يعيش من ضيعة ورثها من أبيه، وقال: مولده سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وأول سماعه سنة ثلاث وثلاثين، وتوفي لخمس بقين من ذي الحجة. وقال ابن عبد البر: قرأت عليه تاريخ أحمد بن أبي خثيمة، عن قاسم بن أصبغ، عنه، وقرأت عليه موطأ ابن وهب، ثلاثون كتابا، عن قاسم بن أصبغ، عن ابن وضاح، عن سحنون، عنه، وقرأت عليه موطأ يحيى بن بكير، وأجزاء كثيرة. 4 (علي بن محمد، أبو الحسن الشيرازي المقرئ المعروف بالمقنعي، نزيل بغداد، ووالد أبي)) محمد الجوهري. حدث عن إبراهيم بن علي الهجيمي، وقرأ بالصرة على ابن خشنام،
317 وببغداد على عبد الواحد بن أبي هاشم، وتصدر للإقراء. قال ابنه: قال لي أبي: ما طلع الفجر علي إلا وأنا أدرس القرآن. مات في المحرم. 4 (عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن علي بن مهران، أبو الحسن التيمي.)) عن: أبي علي الصحاف، وأبي عمرو بن حكيم، وأحمد بن شعيب. مات في شعبانبأصبهان. روى عنه: سعيد البقال.)) 4 (محمد بن أحمد بن أبي النجود، أبو الفرج البغدادي المقرئ، نزيل الديار المصرية.)) أخذ القراءة عرضا وسماعا عن أبي طاهر بن أبي هاشم، وسمع منه كتبه، وروى الحروف عن أحمد بن جعفر الختلي، وسمع من دعلج السجزي وجماعة. قرأ عليه جماعة بمصر، وخرج منها قبل موته بيسير إلى الشام، فتوفي سنة خمس، أو ست وتسعين. رحمه الله. 4 (محمد بن أحمد بن العباس، أبو الحسن الإخميمي المصري.)) سمع محمد بن زبان بن حبيب، وعلي بن أحمد علان، ومحمد بن عبد الله بن سعيد المهراني، وإسماعيل بن داود بن وردان، وأبا جعفر أحمد بن محمد الطحاوي، ومحمد بن إسماعيل المهندس، وجماعة. روى عنه: الحسين محمد بن مكي ثلاثة أجزاء لطاف، وتوفي في ذي القعدة. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن حمدان، أبو أحمد المراري
318 النيسابوري المعدل.)) روى عن: مكي بن عبدان، والمحاملي، وأبي العباس بن عقدة، وغيرهم. روى عنه: أبو سعد الكنجروذي توفي في جمادى الآخرة. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن موسى، أبو نصر الملاحمي البخاري.)) حدث بنيسابور وبغداد، عن محمود بن إسحاق عن محمد بن إسماعيل البخاري كتاب القراءة وراء الإمام، وكتاب رفع اليدين في الصلاة له، وروى أيضا عن: عبد الله بن محمد بن يعقوب الفقيه، وعلي بن قريش، وسهل بن السري الحافظ، والهيثم بن كليب الشاشي، وجماعة. روى عنه: الحاكم، وأبو العلاء الواسطي، ومحمد بن أحمد بن حسنون النرسي، وعبد الصمد ابن علي بن المأمون، وجماعة. وقال أبو العلاء: توفي أبو نصر، وكان من أعيان المحدثين وحفاظهم في سنة خمس وتسعين. زاد غيره: في جمادى الآخرة. وولد سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
319 4 (محمد بن أبي يعقوب إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة واسم مندة: إبراهيم بن الوليد بن)) سنده بن بطة بن أستندار الحافظ الكبير، أبو عبد الله العبدي الأصبهاني. رحل وطوف الدنيا، وجمع، وصنف، وكتب ما لا يحصر، وحدث عن أبيه، وعم أبيه عبد الرحمن بن يحيى، وأبي علي الحسن بن محمد بن النضر، ومحمد بن حمزة بن عمارة،) ومحمد بن الحسين القطان، أبي حامد بن بلال، وأبي سعيد بن الأعرابي، وخثيمة، والأصم، وإسماعيل الصفار، و ابن البختري، والهيثم بن كليب الشاشي، وأبي الطاهر أحمد بن عمر المديني، وأبي الميمون بن راشد الدمشقي، وابن حذلم، وأبي عمرو أحمد بن محمد بن حكيم المديني، ومحمد بن أحمد بن محبوب المروزي، وعثمان بن أحمد بن السماك، وعبد الله بن إبراهيم بن الصباح، وأبي طاهر محمد بن الحسن المجداباذي، ومحمد بن عمر بن حفص الأصبهاني، وخلق كثير، لقيهم بأصبهان وخراسان والعراق والحجاز ومصر والشام وبخارى،
320 وبقي في الرحلة نيفا وثلاثين سنة، وأقام بما وراء النهر زمانا. روى عنه: أبو الشيخ، وهو من شيوخه، والحاكم أبو عبد الله، وتمام الرازي، وحمزة السهمي، وأبو نعيم، ومحمد بن أحمد غنجار، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، وأحمد بن محمود الثقفي، وأبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد العجلي الرازي، وأحمد بن محمد بن المرزبان، وعمر بن محمد بن عمر المعداني، وعبد الواحد بن أحمد بن البقال، والمطهر بن عبد الواحد البزاني، وأحمد بن محمد بن عمر النقاش، والفضل بن عبد الواحد الخيام، وأبو طاهر المنتجع بن أحمد، وأبو بكر محمد بن عمر الطهراني، وأبو المظفر عبد الله بن شبيب المقرئ، وشجاع بن علي المصقلي، وأخوه أحمد، وزياد بن محمد بن زياد الجلاب، وأبو سهل حمد بن أحمد، وعائشة بنت الحسن الوركانية، وبنوه عبيد الله، وعبد الرحمن، وعبد الوهاب، وخلق سواهم. قال الباطرقاني: ثنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق العبدي إمام الأئمة لقاه الله رضوانه. وقال الحاكم: أول خروجه إلى العراق من عندنا، سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، فسمع بها، وبالشام، وأقام بمصر سنين، وصنف التاريخ والشيوخ، ثم التقينا ببخارى، وقد زاد زيادة ظاهرة، وجاءنا إلى نيسابور سنة أربع أو خمس وسبعين، ثم خرج إلى وطنه. وقال عبد الله بن أحمد السوذرجاني: سمعت ابن مندة يقول: كتبت عن ألف شيخ، لم أر فيهم أتقن من أبي أحمد العسال. وقال الحاكم: سمعت أبا علي النيسابوري يقول: أبو عبد الله، من بيت الحديث والحفظ، وأحسن الثناء عليه، وقال: ألا ترون إلى قريحته؟.
321 وقال إسماعيل بن محمد التيمي الحافظ: سمعت عمر السمناني غير مرة يقول: ذكر أبي عبد الله بن منده عند أبي نعيم، فقال: جبلا من الجبال.) وقال ابن طاهر: سمعت سعيد بن علي الحافظ بمكة يقول: وسئل عن الدارقطني، وابن مندة، والحافظ عبد الغني بن سعيد، فقال: أما الدارقطني فأعلمهم بالعلل، وأما ابن مندة فأكثرهم رواية، مع المعرفة التامة، وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفا، وأما عبد الغني فأعرفهم بالأنساب. وقال أبو عبد الله بن ذهل الهروي: سمعت ابن منده يقول: لا يخرج الصحيح إلا من ينزل أو يكذب. وقال أحمد بن الفضل الباطرقاني: كتب أبو أحمد العسال إلى عبد الله بن منده وهو بنيسابور، في حديث أشكل عليه، فأجابه بإيضاحه، وبيان علله. وذكر غير واحد، عن أبي إسحاق بن حمزة الحافظ أنه قال: ما رأيت مثل أبي عبد الله بن منده. قلت: أبو إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن حمزة. توفي سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، وقد روى مع تقدمه عن ابن منده، وقد قال فيه ابن منده: ما رأيت أحفظ منه. وقال عبد الرحمن بن منده: كتب أبي عن أربعة من شيوخه، عن كل واحد ألف جزء. كتب عن ابن الأعراب بمكة ألف جزء وعن خيثمة
322 بأطرابلس ألف جزء، وعن أبي العباس الأصم بنيسابور ألف جزء، وعن الهيثم بن كليب ببخارى ألف جزء. وسمعت أبي يقول: كتبت عن ألف وسبعمائة شيخ. وقال جعفر بن محمد المستغفري الحافظ: ما رأيت أحفظ، من ابن منده، سألته ببخارى: كم تكون سماعات الشيخ قال: تكون خمسة آلاف من. وقال أحمد بن جعفر الأصبهاني الحافظ: كتبت عن أكثر من ألف شيخ، ما فيهم أحفظ من أبي عبد الله منده. وكان أبو عبد الله قد تزوج في عشر الثمانين، فولد له عبد الرحمن، وعبيد الله، وعبد الرحيم، وعبد المهاب. وقال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري: أبو عبد الله بن منده، سيد أهل زمانه. وقال الحافظ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده: كنت مع عمي عبيد الله في طريق نيسابور، فلما بلغنا بير مجنة، قال عمي: كنت مرة ههنا، تعرض لي شيخ جمال، فقال: كنت قافلا عن خراسان مع أبي، فلما وصلنا إلى هنا، إذا نحن بأربعين وقرا من الأحمال، فظننا أنه) منسوج الثياب، وإذا خيمة صغيرة، فيها شيخ، فإذا هو والدك، فسأله بعضنا عن تلك
323 الأحمال، فقال: هذا متاع، قل من يرغب في هذا الزمان فيه، هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الباطرقاني: سمعت أبا عبد الله يقول: طفت الشرق والغرب مرتين، وكنت مع جماعة عند أبي عبد الله في الليلة التي توفي فيها، ففي آخر نفسه، قال واحد منا: لا إله إلا الله، يريد تلقينه، فأشار بيده إليه دفعتين ثلاثة، أي أسكت، يقال لي مثل هذا وتوفي ليلة الجمعة، سلخ ذي القعدة. قلت: وكان أبو نعيم كثير الحط على ابن منده، لمكان المعتقد واختلافهما في المذهب، فقال في تاريخه: ابن منده، حافظ من أولاد المحدثين، توفي في سلخ ذي القعدة، واختلط في آخر عمره، فحدث عن أبي أسيد، وعبد الله ابن أخي أبي زرعة، وابن الجارود، بعد أن سمع منه أن له عنهم إجازة، وتخبط في أماليه، ونسب إلى جماعة أقوالا في المعتقد لم يعرفوا بها، نسأل الله الستر والصيانة. قلت: أي والله، نسأل الله الستر وترك الهوى والعصبية. وسيأتي في ترجمته شيء من تضعيفه، فليس ذلك موجبا لضعفه، ولا قوله موجبا لضعف ابن منده، ولو سمعنا كلام الأقران، بعضهم في بعض لا تسع الخرق. 4 (محمد بن علي بن الحسين العلوي، تقدم في سنة وأرخه غنجار في هذه السنة.)) 4 (محمد بن علي بن الفضل بن محمد بن عقيل، أبو نصر الخزاعي النيسابوري.))
324 سمع أبا بكر محمد بن الحسين بن القطان، والأصم، وتوفي في رجب، بعد أن حدث سنين. روى عنه: أبو يعلى الصابوني. 4 (محمد بن علي بن الحسين بن القصار الخلقاني النيسابوري.)) سمع الأصم، وأبا بكر بن إسحاق الضبعي، وحدث في رمضان. 4 (محمد بن علي، أبو علي البلاذري.)) تفقه على أبي إسحاق المروزي ببغداد، وسمع من الشبلي، والموجودين. لقيه الحاكم ببخارى، ثم نيسابور، ونزل عند القاضي أبي بكر الحيري. مات في نصف المحرم، وكان من كبار الشافعية.)) 4 (محمد بن القاسم، أبو منصور النيسابوري.)) عن الأصم، وأبي محمد الفاكهي المكي. وخرجوا له فوائد، وتوفي في ذي القعدة. 4 (يعقوب بن أبي إسحاق القراب الهروي، أخو الحافظ إسحاق وإسماعيل.)) روى عن أبي الفضل بن حميرويه، ومات شابا، رحمه الله. قل من حمل عنه.
325 ((وفيات سنة ست وتسعين وثلاثمائة.)) 4 (أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة أبو عمر اللخمي الإشبيلي المعروف بابن)) الباجي الحافظ. سمع من أبيه جميع ما عنده، من ذلك مصنف أبي بكر بن أبي شيبة، جميعه عن أبيه، عن عبد الله بن يونس القبري، عن بقي، عنه. قال الخولاني: كان عارفا بالحديث ووجوهه، إماما مشهورا، لم تر عيني مثله في المحدثين وقارا وسمتا، رحل مع ابنه محمد، ولقي شيوخا جلة، وولي أبو عمر قضاء إشبيلية مدة يسيرة، ثم رحل إلى قرطبة فاستوطنها، وأخذنا عنه كثيرا، وكان مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في حادي عشر المحرم، سنة ست وتسعين، وشهدت جنازته في محفل عظيم من وجوه الناس وكبرائهم. وقال عبد الغني بن سعيد في مشتبه النسبة: أبو عمر هذا كتبت عنه
327 وكتب عني. وحدث أيضا عن أبي عمر بن عبد البر، وقال: كان يحفظ غريب الحديث لأبي عبيد وابن قتيبة حفظا حسنا، وشاوره ابن أبي الفوارس القاضي في الأحكام وهو ابن ثماني عشرة سنة، وجمع له أبوه علوم الأرض، ولم يحتج إلى أحد، إلا أنه رحل متأخرا، ولقي في الرحلة أبا بكر بن إسماعيل المهندس، وأبا العلاء بن ماهان. قال: وكان فقيه عصره، وإمام زمانه، لم أر بالأندلس مثله. وقال ابن عبد البر: كتبت عليه مصنفات ابن أبي شيبة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، رحمه الله. وكان إماما في الأصول والفروع. روى عنه ابنه محمد. 4 (أحمد بن بيري الواسطي.)) ترجمته في بضع وأربعمائة، قال لنا ابن الخلال: أنا جعفر، نا السلفي قال: سألت خميسا الجوربي، عن ابن بيري فقال: هو أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيري. سمع البغوي، وابن أبي داود، وابن صاعد الصولي، وابن مبشر الواسطي، وكان ثقة. كف بآخر) عمره. آخر من حدث عنه بواسط أبو الحسن بن مخلد، والداني المفضل. قال خميس: قال لي أبو المعالي ابن سانده: ولدت في السنة التي مات فيها أبو بكر بن بيري سنة ست وتسعين. 4 (أحمد بن موفق أبو القاسم الأموي القرطبي.)) روى عن أحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن مطرف، ووهب بن مسرة.
328 حج فسمع من حمزة الكناني، وأبي بكر الآجري. مات في عشر الثمانين. 4 (أحمد بن محمد بن زكريا الأستاذ، أبو العباس الفسوي الزاهد، شيخ الحرم.)) سمع ابن عدي الجرجاني، وأحمد بن عطاء الروذباري، وجمح بن القاسم الدمشقي، وأبا بكر الربعي، وطائفة بالشام والعراق والعجم. روى عنه: أبو نصر بن الحبان، وأبو علي الأهوازي، وأبو يعلى إسحاق الصابوني، وطائفة. قال الخطيب، كان ثقة، ثنا عنه أبو محمد الخلال وغيره. 4 (أحمد بن محمد بن عمران، أبو الحسن بن الجندي النهشلي البغدادي.)) ولد في آخر سنة ست وثلاثمائة، وسمع من أبي القاسم الأزهري، وأبي محمد الخلال، وأبي الحسين بن النقور، وآخرون. قال الأزهري: حضرته وهو يقرأ عليه كتاب ديوان الأنواع الذي جمعه، فقال لي ابن الأبنوسي: ليس هذا سماعه، وإنما رأى نسخة على ترجمتها اسم وافق اسمه فادعى ذلك. وقال العتيقي: توفي في جمادى الآخرة، وكان يرمى بالتشيع، وكانت له أصول حسان.
329 4 (إبراهيم بن محمد بن الشرفي الحضرمي، خطيب قرطبة، أبو إسحاق.)) روى عن أحمد بن مطرف، وأبي عيسى الليثي، وجماعة، وكان مجلسه محتفلا بوجوه الناس وطلبة العلم، وكان ذكيا حافظا، ولكن أصابه فالج وخرس، وكان إليه شرطة قرطبة، وكان ابن عامر الحاجب يقول: إنه يصلح لكل أمر. 4 (إسحاق بن عبد الله بن إسحاق النصري، أبو يعقوب الحنفي، شيخ الحنيفة وعالمهم)) بجرجان.) يروي عن دعلج، وابن علي بن الصواف. وتوفي في المحرم. 4 (إسماعيل بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس، العلامة، أبو سعيد)) الإسماعيلي الجرجاني الفقيه، شيخ الشافعية بجرجان. كان مقدما في الفقه والعربية، كثير التصانيف، رئيسا مفضلا على أهل العلم. روى عن: أبيه، وابن عدي، وأبي العباس الأصم، وابن دحيم الشيباني، وأحمد بن كامل بن شجرة، وعن محمد بن حفص المكي، وجماعة. روى عنه بنوه: الفضل، والسري، وسعد، ومسعدة، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الخلال، وحمزة بن يوسف السهمي، وخلق سواهم.
330 وثقه الخطيب وغيره. قال القاضي أبو الطيب: ورد الإمام أبو سعد بغداد، فأقام بها، ثم حج. عقد له الفقهاء مجلسين، فولي أحدهما أبو حامد الإسفرايني، والآخر أبو محمد البافي. وتوفي في نصف ربيع الآخر ليلة الجمعة، وله ثلاث وستون سنة، ومما أكرمه الله به أنه مات، وهو في صلاة المغرب يقرأ: إياك نعبد وإياك نستعين ففاضت نفسه. قال حمزة السهمي: كان إمام زمانه، مقدما في الفقه والعربية والكتابة والشروط والكلام، صنف في أصول الفقه كتابا كبيرا، وتخرج على يده جماعة، مع الورع الثخين، والمجاهدة والنصح للإسلام، والسخاء، وحسن الخلق، بالغ السهمي في تقريظه. 4 (إسحاق بن محمد بن حمدويه المروزي، وعبد الله بن محمد الحارثي، وجماعة.)) وعنه: أبو القاسم الأزهري، والحسين أخو الخلال، وغيرهما. 4 (حاتم بن عبد الله بن أحمد بن حاتم بن فرانك، أبو بكر القرطبي البزار.)) ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وحدث عن أحمد بن خالد بن الحباب، وعبد الله بن يونس القبري، والحسن بن سعد، وعمر دهرا.
331 روى عنه القاضي أبو عمر بن الحذاء وقال: أظنه مات سنة ست وتسعين. 4 (شعيب بن محمد بن شعيب، أبوه صالح العجلي البيهقي، وكان أبوه فقيه عصره للشافعية)) بنيسابور. وسمع شعيب من: أبي نعيم عبد الملك بن عدي، ومحمد بن حمدون، وأبي حامد بن الشرفي، ومكي بن عبد الله، وبالعراق من أبي بكر بن الأنباري، وأبي عبد الله المحاملي، وروى الكثير) بنيسابور. روى عنه الحاكم، وقال: توفي في صفر، وولد سنة تسع وثلاثمائة، وأبو عثمان سعيد البحيري. 4 (طالب بن عثمان، أبو أحمد الأزدي النحوي البغدادي المؤدب.)) سمع محمد بن حمدويه المروزي، وأبا بكر بن الأنباري، والمحاملي. روى عنه: علي بن محمد المالكي، ومحمد بن محمد الحسين العطار، وجماعة، وآخرهم أبو الحسين بن المهتدي الخطيب. 4 (عبد الرحمن بن محمد، أبو زيد القرطبي العطار.)) وروى عن أحمد بن سعيد بن حزم الصدفي، وأحمد بن المطرف بن أبي عيسى، وجماعة، وحج، وسمع من حمزة الكناني، وبكر بن الحداد، وأبي حفص عمر الجمحي، والحسن بن الخضر الأسيوطي، وسمع الناس منه كثيرا. قال ابن بشكوال: كان ثقة كثير السماع. روى عنه: أبو إسحاق بن شنظير، وأبو عمر بن عبد البر، وعاش سبعين سنة، رحمه الله.
332 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن أصبغ، أبو المطرف الأموي.)) روى في هذه السنة بالأندلس، عن أبي الحسن الدارقطني. حدث عنه: عبد الرحمن بن يوسف الرفاء. 4 (عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد بن موسى الكلابي المحدث، أبو الحسين الدمشقي المعروف)) بأخي تبوك. روى عن: محمد بن خريم، وطاهر بن محمد، وسعيد بن عبد العزيز، وأبي الجهم بن طلاب، وأبي الحسن بن جوصا، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، وأبي عبيدة أحمد بن عبد الله بن ذكوان، ومحمد بن بكار السكسكي، وخلق سواهم. روى عنه: تمام، وعبد الوهاب الميداني، ورشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وأبو قاسم بن الفرات، وأبو القاسم السميساطي، وأبو القاسم الجنابي، وأبو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون النرسي، وخلق كثير. ولد في ذي القعدة، سنة ثلاث وثلاثمائة، وتوفي في ربيع الأول، عن تسعين سنة. قال عبد العزيز الكتاني: وكان ثقة نبيلا. قلت: كان مسند وقته بدمشق.)
333 4 (علي بن جعفر، أبو الحسين السيرواني الصوفي الزاهد، المجاور بمكة. في سلخ المحرم)) كان موته. قال الحبال: إنه بلغ من السن مائة وإحدى عشرة سنة، حدثونا عنه، وحدث عن إبراهيم الخواص. وقال السلمي في تاريخه: هو من ثقات الشيوخ بناحيته، معدوم القرين، صحب الشبلي. أخبرنا ابن الخلال، أنا جعفر، أنا العثماني، حدثني أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي المقرئ، ثنا عبد الرحمن بن عبد الباقي الباقي بن فارس، نا أبو حفص بن عراك إمام الجامع العتيق بمصر، قال: كان الشيخ أبو الحسن السيرواني المجاور يزور إخوانه في البلاد، فزارني سنة، فبينا هو جالس معي، إذ سمعنا ضوضاء في الجامع، فقيل لنا: رجل سرق منه شيء، فاستحضره الشيخ، فسأله عن أمره، فقال له: إني فقير، ولي عائلة، ففتح علي برداء ودينارين، فصررتهما في الرداء، فسرق ذلك مني، فقال له انتظر، ثم حرك الشيخ شفتيه، ورفع طرفه إلى السماء، فما استتم دعائه حتى سمعنا قائلا يقول: من ضاع منه شيء فليصفه ويأخذه، فوصف له الرجل صفة متاعه، فسلمه إليه، فقال الشيخ: خذه وامض. قال ابن عراك: فسألته عما دعا به، فقال: دعوت باسم الله الأعظم، فسألته أن يعلمني إياه، فامتنع، ثم قال لي: قل اللهم إنا نسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، الحي القيوم، أحرزت نفسي بالحي الذي لا يموت، وألجأت ظهري للحي
334 القيوم، لا إله إلا الله نعم الغافر، الله لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، أفوض أمري إلى الله، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. 4 (علي بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد، أبو الحسن الحلبي القاضي الفقيه الشافعي،)) نزيل مصر. سمع جده إسحاق، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، وعبد الرحمن بن عبيد الله ابن أخي الإمام، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، ومحمد بن الربيع الجيزي، وأبي بكر بن زياد النيسابوري، وجماعة سواهم. روى عنه: عبد الملك بن عثمان الزاهد، ورشأ بن نظيف، والحسين بن عتيق التنيسي، وعبد الملك بن عمر البغدادي الرزاز، وأبو الحسين محمد بن مكي، وآخرون.) قال أبو عمرو الداني: روى عن ابن مجاهد كتاب السبعة، وهو، وشيخنا أبو مسلم، آخر من بقي من أصحاب ابن مجاهد. وعمر أبو الحسن عمرا طويلا، حتى نيف على عشر ومائة فيما بلغني. قلت: ورخ موته القاضي، وقال: يقال إنه ولد سنة خمس وتسعين ومائتين قلت: فعلى هذا يكون قد عاش مائة سنة ونيف سنة. أنبأني أحمد بن عبد القادر، أنا عبد الصمد بن محمد الحاكم، أنا طاهر بن سهل الإسفراييني سنة خمس وعشرين وخمسمائة، أنا محمد بن مكي الأزدي، أنا علي بن محمد بن إسحاق، ثنا عبد الرحمن بن عبيد بن أخي الإمام بحلب، ثنا محمد بن قدامة، ثنا جرير، عن رقبة بن جعفر ابن إياس، عن حبيب، يعني ابن سالم، عن النعمان بن بشير، قال: أعلم الناس بصفات هذه الصلاة، صلاة عشاء الآخرة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، لسقوط القمر لثالثه. تفرد به جرير، عن رقبة بن مصقلة.
335 4 (علي بن محمد بن يوسف بن يعقوب الأستاذ، أبو الحسن بن العلاف البغدادي المقرئ، والد)) أبي طاهر بن العلاف، وجد أبي الحسن الحاجب. كاد أن يقرأ على ابن مجاهد، وابن شنبوذ، فإنه ولد سنة عشر وثلاثمائة، وعني بالقراءات في كبره، وقرأ على النقاش، وبكار بن أحمد ورشد بن علي بن أبي بلال، والحسن بن داود النقار، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وسمع من أبي علي بن محمد الواعظ وجماعة، وتصدر للإقراء مدة، واشتهر وبعد صيته. قرأ عليه: الحسن بن محمد القنطري، وأبو علي الشرمقاني، والحسن بن علي العطار، وأبو الفتح بن شيطا، وآخرون. وثقه الخطيب. 4 (قاسم بن محمد بن قاسم بن عباس، أبو محمد بن عسلون القرطبي الفراء.)) يقال: مات في السنة الماضية. 4 (محمد بن أحمد بن محمد جعفر بن محمد بن بحير بن نوح، أبو عمرو البحيري النيسابوري)) المزكي. سمع أباه الحسين، ويحيى بن منصور القاضي، وعبد الله بن محمد الكعبي، ومحمدا، وعليا، وابني المؤمل بن الحسن، ورحل إلى العراق بعد الستين وثلاثمائة، فكتب عن الموجودين.) روى عنه: الحاكم، وهو أكبر منه، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي ومحمد بن شعيب الروياني. قال الحاكم: كان من حفاظ الحديث المبرزين في المذاكرة. توفي في
336 شعبان، وله ثلاث وستون سنة. قلت: روى عنه ابنه سعيد أيضا، وله أربعون حديثا، سمعناها بعلو. 4 (محمد بن أحمد بن عبدوس بن أحمد، أبو بكر الأديب النحوي النيسابوري الفقيه.)) سمع: أبا عمرو الحيري، ومكي بن عبدان، وابن الشرفي، وعمه إبراهيم بن عبدوس. قال الحاكم: عقدت له مجلس الإملاء سنة ثمان وثمانين، وتوفي في شعبان سنة ست وتسعين. قلت: روى عنه الحاكم، وأبو القاسم القشيري، وأبو يعلى الصابوني. ومن طبقته: 4 (أحمد بن محمد بن عبدوس، أبو بكر الحافظ النسوي نزيل مرو.)) سمع بدمشق أبا القاسم علي بن أبي العقب، وبكير بن الحسن الرازي بمصر، وجماعة. روى عنه: أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني الفقيه، والحسن بن القاسم المروزي، ومحمد ابن الحسن المروزي. ومن طبقتهما: 4 (أحمد بن محمد بن عبدوس الحاتمي، أبو الحسن النيسابوري الفقيه الشافعي.)) سمع الأصم، وجماعة. ومات في الكهولة في حياة أبيه، سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وكان من الفضلاء. أما 4 (أحمد بن محمد بن عبدوس العنزي الطرائفي صاحب عثمان بن سعيد الدارمي، فقد ذكر)) في. 4 (محمد بن إسحاق النيسابوري المطوعي الكيال. أصله من جرجان.)) سمع من الأصم، وأبي عبد الله الصفار. وكان من الصالحين.
337 4 (محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون، أبو بكر الهاشمي العباسي البغدادي.)) سمع أبا بكر بن زياد النيسابوري، وأبا بكر بن الأنباري، والمحاملي، وجماعة، وهو جد أبي) الغنائم عبد الصمد بن علي. روى عنه: أبو بكر البرقاني، وهبة الله اللالكائي، وعبد الباقي بن محمد بن غالب العطار، وجماعة. وعاش ستا وثمانين سنة. وثقه الخطيب. 4 (محمد بن علي بن النضر، أبو بكر الديباجي البغدادي.)) سمع علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وأحمد بن محمد بن سعدان الواسطي، ومحمد بن حمدويه المروزي. وعنه: هبة الله اللالكائي، وأبو بكر البرقاني. ووثقه أبو الحسن العتيقي. 4 (محمد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور، أبو بكر الوراق، من شيوخ بغداد.)) حدث عن: أبي بكر بن أبي داود، والقاسم البغوي، وعمر الدوري، وابن صاعد، وغيرهم. روى عنه: أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال، وجماعة آخرهم أبو نصر محمد بن محمد الزينبي.
338 قال الأزهري: ضعف في روايته عن البغوي. وسماعه من الدوري صحيح. وقال العتيقي: فيه تساهل. وتوفي في صفر. وقال الخطيب: كان ضعيفا جدا. قلت: وهو راوي البعث لابن أبي داود، والثاني من مسند ابن مسعود. 4 (محمد بن عيسى بن محمد بن معلى بن أبي ثور، أبو عبد الله الحضرمي الوراق، من أهل)) قرطبة. روى عن: أحمد بن مسعود بن سعيد بن حزم، وأبي جعفر بن عون الله، وجماعة. وكانت له عناية كبيرة بالرواية، وكان صالحا ثقة. ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة. روى عنه: أبو المطرف بن فطيس القاضي، وغيره. وتوفي في ربيع الآخر. ذكره ابن بشكوال، وقد ذكره ابن الفرضي فقال: سمع من أحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية القرشي، وكان شيخا صالحا حسن المعرفة، ثقة. رحمه الله. 4 (محمد بن نصر بن أحمد بن مالك، أبو الحسن القطيعي.)) روى عن المحاملي، ويوسف بن البهلول الأزرق. روى عنه: أبو محمد الخلال، وغيره وبقي إلى هذه السنة.
339 4 (نجيح بن سليمان الخولاني الأندلسي. توفي بالأندلس.)) 4 (ياسين بن محمد بن محمد بن ياسين بن النضر، أبو يوسف الباهلي النيسابوري.)) ) سمع مكي بن عبدان، وجماعة. روى عنه الحاكم في تاريخه.
340 ((وفيات سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.)) 4 (أصبغ بن الفرج بن فارس، أبو القاسم الطائي القرطبي المالكي، من كبار المفتين بقرطبة.)) كان من أهل اليقظة والنباهة، بصيرا بالفقه. سمع من أبي جعفر بن عون الله، وأبي محمد بن عبد المؤمن، وأبي محمد الباجي. ولي قضاء بطليوس، فأحسن السيرة، ومنهم من يقول: توفي سنة أربعمائة. وكان أخوه حامد من الصلحاء القانتين، يتبرك بلقائه. عاش بعد أخيه أصبغ خمسة أعوام. 4 (الحسن بن محمد بن إبراهيم، أبو علي الصوفي. قال عبد الغافر:)) شيخ قديم، ثقة، كثير الحديث. سمع أبا بكر القطان، وأبا حامد بن بلال، والأصم، وحدث. 4 (خلف بن سليمان، أبو القاسم بن الحجام القرطبي. كان مجودا لحرف نافع.)) قرأ على أبي الحسن الأنطاكي، وكان عارفا برسم المصحف ونقطه، بارعا فيه، ولذلك قيل له: خلف الناقط.
341 4 (سعيد بن يوسف، أبو عثمان الأموي الأندلسي القلعي، من قلعة أيوب.)) روى في الرحلة عن أبي بكر محمد بن عمار الدمياطي، وإبراهيم بن أبي غالب المصري، وجماعة. روى عنه الصاحبان، وأبو عبد الله بن عبد السلام. 4 (سعيد بن محمد بن سيد أبيه، أبو عثمان الأموي الأندلسي.)) حج وأكثر عن أبي الآجري، وحمزة بن محمد الكتاني، ولقي بالقيراون علي بن مسرور، وتميم، وكان صالحا زاهدا متبتلا مجاهدا، أجاز الخولاني في هذه السنة. وكان مولده في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. 4 (عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن الفرج بن متويه القزويني، الفقيه النسابة الحافظ.)) كان متفننا في العلوم. سمع: علي بن مهرويه، وفي الرحلة من إسماعيل الصفار، وعبد الله بن شوذب الواسطي، وجماعة. وولي قضاء خراسان، وعاش بضعا وسبعين سنة.) روى عنه: أبو يعلى الخليل بن عبد الله. 4 (عبد الله بن محمد بن سعيد بن داود، أبو محمد المديني. شيخ صالح، يروي عن ابن داسة.)) وعنه عبد الرحمن بن منده، وسعيد السعداني. مات في رجب سنة سبع وتسعين. 4 (عبد الله بن مسلم بن يحيى، أبو يعلى الدباس. بغدادي ثقة.)) روى عن القاضي المحاملي.
342 روى عنه: هبة الله اللالكائي، وعبيد الله الأزهري، وابن العريف، وأحمد بن سليمان المقرئ. 4 (عبد الحميد بن محمد بن القاسم الشاشي الخانكاهي المذكر.)) سمع من الأصم وطبقته في ذي القعدة. 4 (عبد الرحمن بن المزكي، أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى، أبو الحسن النيسابوري.)) حدث بنيسابور وبغداد، عن محمد بن حفص بن عمرو بن الشرفي وأبي العباس الأصم، وأبي بكر القطان، وأبي حامد بن بلال، وجماعة، وخرجوا عنه الفوائد. قال الحاكم: توفي في شعبان، وكان من عقلاء الرجال العباد. وقال الخطيب: كان ثقة، ثنا عنه محمد بن طلحة. قلت: وروى عنه عمر بن أحمد النيسابوري الحوري، وأبو أحمد بن منصور المقرئ. 4 (عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمة، أبو الحسن البغدادي الخلال.)) سمع المحاملي، وابن عقدة، وعبد الغافر بن سلامة، وجماعة. روى عنه: البرقاني، وعبد العزيز الأزجي، وعبيد الله الأزهري، وأحمد بن سليمان المقرئ وأبو الحسين محمد بن المعتدي بالله، وطائفة. وثقه الخطيب، وعنده جملة كثيرة من مسند يعقوب بن شيبة، سمعه من حفيده، وقد مر أبوه في سنة. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن إسحاق، أبو القاسم بن الحاكم أبي أحمد الأنماطي)) المزكي. نيسابوري، ثقة جليل. روى عن أبي العباس الأصم، وأقرانه.
343 توفي يوم الشك. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبيد الله، أبو المطرف الرعيني القرطبي المعروف بابن)) المشاط.) أخذ القراءات عن أبي الحسن الأنطاكي، وسمع من خلف بن قاسم وغيره، وكان فاضلا رئيسا عالما متصلا بالدولة، نفق على المنصور محمد بن أبي عامر، وولي قضاء بلنسية وغيرها. توفي فجأة في جمادى الآخرة، وصلى عليه والده الثكلان به، وعاش بعده عامين. 4 (عبد الصمد بن عمر، أبو القاسم الدينوري، ثم البغدادي الواعظ.)) روى عن أبي بكر النجاد. قال الخطيب: ثنا عبد العزيز الأزجي، والقاضي أبو عبد الله الصيمري، قال: وكان ثقة زاهدا أمارا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، صاحب مجاهدات وأوراد ومقامات، وإليه تنسب الطائفة المعروفة بأصحاب عبد الصمد. قلت: وكان ببغداد في زماننا الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش المقرئ الصالح، له أصحاب منهم الشيخ إبراهيم بن أحمد الرقي الزاهد، رحمة الله عليه، والشيخ أبو بكر المقصاتي المقرئ، وجماعة ينسبون إليه أيضا. 4 (عبد الكريم بن أحمد بن أبي جدار، أبو الحسن المصري، شيخ مسند.)) روى عن أحمد بن عبد الوارث العسال، وغيره.
344 روى عنه أبو إبراهيم أحمد بن القاسم بن ميمون الحسيني، وجماعة. توفي في سلخ رجب. 4 (عبد الملك بن سعيد بن إبراهيم بن معقل بن الحجاج، أبو مروان النسفي.)) شيخ ثقة، ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وسمع من الطرخاني، ونصر بن مكي، وخلف بن الفتح، والهيثم بن كليب. روى عنه المستغفري في تاريخه. 4 (عاصم بن محمد بن يعقوب بن إسحاق، أبو نصر بن أبي حاتم الهروي، وليس هو)) بالمعصمي. توفي في شعبان. 4 (علي بن أحمد بن علي النيسابوري الشاهد الحذاء.)) سمع الأصم، وقتيبة، وطبقته، وحدث. 4 (علي بن أحمد بن طالب المعدل.)) روى عن أبي سعيد العدوي. حدث عنه القاضي، أبو عبد الله الصيمري، وكان معتزليا، صنف في الرد على الرافضة. توفي في سنة سبع وسبعين ظنا في هذه السنة، أو في التي قبلها.)) 4 (علي بن عمر الفقيه، أبو الحسن بن القصار البغدادي المالكي.)) روى عن علي بن الفضل الستوري، وغيره. روى عنه: أبو ذر الهروي، وأبو الحسين محمد بن المهتدي بالله وغيرهما.
345 ووثقه الخطيب كان من كبار المالكية ببغداد. تفقه على القاضي أبي بكر الأبهري. قال أبو إسحاق الشيرازي: له كتاب في مسائل الخلاف كبير، لا أعرف لهم كتابا في الخلاف أحسن منه. وقال القاضي عياض: كان أصوليا نظارا، ولي قضاء بغداد. وقال أبو ذر: هو أفقه من لقيت من المالكيين، وكان ثقة، قليل الحديث. توفي في سنة ثمان وتسعين. قلت: الصحيح وفاته في هذه السنة، في ثامن من ذي القعدة. ضبطه ابن أبي الفوارس في الوفيات له. 4 (علي بن معاوية بن مصلح، أبو الحسن الأندلسي.)) حج وسمع أبا حفص عمر بن أحمد الجمحي، وإبراهيم بن محمد الديبلي، والآجري، وحمزة بن محمد الكناني الحافظ، وأبا محمد بن الورد البغدادي، والحسن بن الخضر، وسمع بقرطبة من خالد بن سعد، وأحمد بن مطرف، وبمدينة الفرج من وهب بن مسرة، ومحمد بن القاسم بن سعد. قال ابن بشكوال: كان شيخا فاضلا، ثقة فيما رواه. سمع الناس منه كثيرا. حدث عنه الصاحبان، وتوفي في رجب، وكان مولده سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. 4 (عمر بن إبراهيم بن محمد بن علي، أبو سعد الهروي، خال القراب.)) روى عن أبيه، وأبي أحمد بن محمد بن قريش بن سليمان. روى عنه: إسحاق القراب، وحمزة ابن فضالة. توفي في جمادى الآخرة.
346 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عبيد، أبو عبد الله الوشاء الفقيه المالكي الزاهد، كبير المالكية)) بمصر. أخذ عن أبي إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان المصري وغيره، ورحل الناس إليه، وكان قوي النفس، شديد المباينة لبني عبيد أصحاب مصر. أخذ عنه أبو عمران الفاسي، وأبو محمد الشنتجاني، وأبو محمد بن غالب السبتي.) قال الحبال: توفي في تاسع جمادى الآخرة. 4 (محمد بن سعيد البوسنجي، قاضي بوسنج وخطيبها، قتل غيلة في رمضان.)) 4 (محمد بن محمد بن سليمان بن جعفر، أبو الحسن العبدي البغدادي العطار.)) سمع أبا بكر بن زياد النيسابوري، والقاسم، والحسين، ابني المحاملي، وأحمد بن محمد الآدمي. قال العتيقي: هو ثقة مأمون. مات في صفر. روى عنه ابن المهتدي بالله. 4 (موسى بن أحمد بن سعيد، أبو محمد اليحصبي القرطبي، ويعرف بالولد، الفقيه المالكي.)) سمع قاسم بن محمد، وأحمد بن مطرف، ودرس الفقه، وتقلد الشورى.
347 قال ابن الفرضي: نسب إليه تخليط كثير عرف به. 4 (النعمان بن محمد بن محمود بن النعمان، أبو نصر الجرجاني التاجر، نزيل نيسابور.)) سمع أبا طاهر محمد بن الحسن المحمداباذي، والأصم، وأبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم النحوي الجرجاني، وتفقه على أبي بكر الإسماعيلي، وسمع بآمل من أصحاب أبي حاتم الرازي، وأكثر عن ابن عدي. روى عنه أبو عبد الله الحاكم. 4 (أبو سهل بن أبي بشر، هو محمد بن هارون النيسابوري.)) سمع أبا بكر القطان والأصم. توفي في رجب. 4 (أبو سهل محمد بن يحيى النيسابوري الواعظ.)) سمع من الأصم، وأبي سهل القطان. مات في صفر. 4 (أبو العباس بن واصل.)) كان يخدم في الكرخ، وكانوا يقولون: إنك تملك ويهزؤون به، ويقول بعضهم: إن صرت، ملكا فاستخدمني، ويقول الآخر: اخلع علي، فآل أمره إلى أن ملك سيراف، ثم البصرة، ثم قصد الأهواز، وحارب السلطان بهاء الدولة وهزمه، ثم تملك البطيحة، وأخرج عنها مهذب الدولة علي بن نصر إلى بغداد، فنزح مهذب الدولة بخزائن، فأخذت في الطريق، واضطر إلى أن ركب بقرة، واستولى ابن واصل على داره وأمواله، ثم إن فخر الملك أبا غالب قصد ابن واصل، فعجز عن حربه، واستجار بحسان الخفاجي، ثم قصد بدر بن حسنويه، فقتل بواسط في صفر، والله أعلم.
348 ((وفيات سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.)) )) 4 (أحمد بن إبراهيم بن محمد بن سهل، أبو بكر بن إسحاق الهروي القراب الشهيد.)) سمع أبا علي بن درزين الباشاني، وغيره. وعنه: شيخ الإسلام إسماعيل الصابوني، وأبو العلاء صاعد بن منصور، ومحمد بن محمد الأزدي، وأبو عاصم محمد بن أحمد العبادي الفقيه، وجماعة. 4 (أحمد بن إبراهيم، أبو العباس البروجردي، الوزير لفخر الدولة أبي الحسن بن بويه. كان)) يلقب بالأوحد الكافي، وكان أديبا شاعرا. توفي في صفر، وأخرج تابوته، وشيعه الكبار والأشراف، وحمل إلى مشهد كربلاء، ودفن به، وكان يتشيع، وسافر مع تابوته جماعة. 4 (أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد، أبو الفضل الهمذاني الملقب ببديع الزمان، صاحب)) الرسائل الرائعة، وصاحب المقامات التي على منوالها
349 صنف الحريري، واعترف له بالفضل. ومن كلامه: الماء إذا طال مكثه ظهر خبثه، وإذا سكن متنه تحرك نتنه. الموت خطب قد عظم حتى هان، ومس قد خشن حتى لان. والدنيا قد تنكرت حتى صار الموت أخف خطوبها، وخبثت حتى صار أصغر ذنوبها، فانظر هل ترى إلا محنة، ثم انظر يسرة، هل ترى إلا حسرة. ومن رسائله البديعة، وكان قد جرى ذكره في مجلس شيخه أبي الحسن بن فارس فقال ما معناه: إن بديع الزمان قد نسي حق تعليمنا إياه وعقنا، وطمح بأنفه عنا، فالحمد لله على فساد الزمان، وتغير نوع الإنسان. فبلغ ذلك بديع الزمان، فكتب إليه: نعم، أطال الله بقاء الشيخ الإمام، إنه الحمأ المسنون، وإن ظننت به الظنون، والناس لآدم، وإن كان العهد قد تقادم، وتركبت الأضداد، واختلاف البلاد، والشيخ يقول: فسد الزمان، وأفلا يقول: متى كان صالحا في الدولة العباسية، فقد رأينا آخرها، وسمعنا أولها أم المدة المروانية، وفي أخبارها. * لا تكسع الشول بأغبارها * أم السنين الحربية. * * والسيف يعقد في الطلى * والرمح يركز في الكلى. * * ومبيت حجر بالملا * وحرتان وكربلا. * أم البيعة الهاشمية، والعشرة برأس من بني فراس، أم الأيام الأموية، والنفير إلى الحجاز، والعيون تنظر إلى الأعجاز، أم الإمارة العدوية، وصاحبها يقول: هلم بعد البزول إلى النزول،) أم الخلافة التيمية، وهو يقول: طوبى لمن مات في نأنأة الإسلام، أم على عهد الرسالة ويوم الفتح، قيل:
350 اسكني يا فلانة، فقد ذهبت الأمانة. أم في الجاهلية، ولبيد في خلف كجلد الأجرب، أم قبل ذلك، وأخو عاد يقول: * إذ الناس ناس * والبلاد بلاد. * أم قبل ذلك، وآدم فيما يقول: تغيرت البلاد ومن عليها. أم قبل ذلك والملائكة تقول: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ما فسد الناس، إنما اطرد القياس، لا أظلمت الأيام، إنما امتد الظلام، وهل يفسد الشيء إلا عن صلاح، ويمسي المرء إلا عن صباح وإني على توبيخ شيخنا لي، لفقير إلى لقائه، شفيق على بقائه، منتسب إلى ولائه، شاكر لآلائه، لا أجل حريدا عن أمره، ولا أقل بعيدا عن قلبه، وما أنسيته ولا أنساه. * إن له علي كل نعمة خولينها الله ثارا * وعلى كل كلمة علمنيها الله منارا. * ولو عرفت لكتابي موقعا من قلبه، لاغتنمت خدمته به، ولرددت إليه سؤر كاسه وفضل أنفاسه، ولكني خشيت أن يقول: هذه بضاعتنا ردت إلينا. وله، أيده الله العتبى والمودة في القربى، والمرباع، وما ناله الباع، وما ضمه الجلد، وضمنه المشط. ليست رضى، ولكنها جل ما أملك اثنتان، أيد الله الشيخ الإمام، الخراسانية والإنسانية، وإن لم أكن خراساني الطينة، فإني
351 خراساني المدينة، والمؤمن حيث يوجد، لا من حيث يولد، فإذا أصاب إلى خراسان، ولادة همذان، ارتفع القلم، وسقط التكليف، فالجرح جبار، والجاني حمار، ولا جنة ولا نار، فليحملني على هناتي، أليس صاحبنا يقول: * لا تلمني على ركاكة عقلي * إن تيقنت أنني همذاني. * والسلام. وله في كتاب: والبحر وإن لم أره. فقد سمعت خبره. والليث وإن لم ألقه. فقد بصرت خلقه. والملك العادل وغن لم أكن لقيته. فقد بلغني صيته. ومن رأى من السيف أثره، فقد رأى أكثره. والحضرة وإن احتاج إليها المأمون، وقصدها. ولم يستغن عنها قارون، فإن الأحب إلي أن أقصدها، قصد موال. والرجوع عنها بجمال، أحب إلي من الرجوع عنها بمال، قدمت التعريف، وأنا أنتظر الجواب الشريف. فإن نشط الأمير، لضيف ظله خفيف، وضالته رغيف،) فعل، والسلام. وله: * إنا لقرب دار مولانا * كما طرب النشوان مالت به الخمر. * * ومن الارتياح للقائه * كما انتفض العصفور بلله القطر. * * ومن الامتزاج بولائه * كما التقت الصهباء والبارد العذب. * * ومن الابتهاج بمزاره * كما اهتز تحت البارح الغصن الرطب. * ومن شعره: * وكاد يحكيك صوب الغيث منسكبا * لو كان طلق المحيا يمطر الذهبا. * * والدهر لو لم يخن والشمس لو نطقت * والليث لو لم يصد والبحر لو عذبا. *
352 وأول هذه القصيدة: * على أن لا أريح العيس والقتبا * وألبس البيد والظلماء واليلبا. * * واترك الفؤاد معسولا مقبلها * واهجر الكاس تغزو شربها طربا. * * وطفلة كقضيب البان منعطفا * إذا مشت وهلال العيد منتقبا. * * تظل تنثر من أجفانها حببا * دوني وتنظم من أسنانها حببا. * * فأين الذين أعدوا المال من ملك * ترى الذخيرة ما أعطى وما وهبا. * * ما الليث مختطما والسيل مرتطما * والبحر ملتطما والليل مقتربا. * * أمضى شبا منك أدهى منك صاعقة * أجدى يمينا وأدنى منك مطلبا. * * يا من تراه ملوك الأرض فوقهم * كما يرون على أبراجها الشهبا. * * لا تكذبن فخير القول أصدقه * ولا تهابه في أمثالها العربا. * * فما السمؤل عهدا والخليل قرى * ولا ابن سعدى أمة والشنفرى غلبا. * * من الأمير بمعشار إذا اقتسموا * مآثر المجد فيما أسلفوا نهبا. * * ولا ابن حجر ولا ذبيان يعسرني * والمازني ولا القيسي منتدبا. * * هذا لركبته وذا لرهبته * وذا لرغبة أو ذا إذا طربا. * وهي من غرر القصائد لولا ما شانها بإساءة أدبه على خليل الله عليه السلام، وما ذاك ببعيد من الكفر.) توفي البديع الهمذاني بهراة في حادي عشر جمادى الآخرة مسموما. وقيل: مات بالسكتة، وعجل دفنه، وأنه أفاق في قبره، وسمع صوته بالليل، وأنه نبش، فوجد وقد قبض على لحيته من هول القبر، وقد مات، رحمه الله.
353 4 (أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن الفرج، أبو بكر الهمذاني الشافعي الفقيه، المعروف بابن)) لآل. روى عن: أبيه، والقاسم بن أبي صالح، وعبد الرحمن الخلال، وموسى الفراء، وعبد الله بن أحمد الزعفراني من أهل همذان، وإسماعيل الصفار، وعبد الرحمن الطيشي، وعبد الباقي بن قانع، وعثمان بن السماك، وعبد الله بن شوذب الواسطي، وعلي بن الفضل الستوري، وجماعة بالعراق، وأبي سعيد أحمد بن محمد بن الأعرابي بمكة، وحفص بن عمر الأردبيلي، وعلي بن محمد بن عامر النهاوندي، وأبي نصر محمد بن حمدويه المروزي، وأبي بكر بن محمويه العسكري، وأبي الحسن علي بن إبراهيم القطان. روى عنه: جعفر بن محمد الأبهري، ومحمد بن عيسى بن عباد الدينوري، وأبو الفرج عبد الحميد بن الحسن القضاعي، وأبو الفرج البجلي، وخلق كثير من أهل همذان، ومن الواردين عليها. وكان إماما ثقة مفتيا. قال شيرويه: كان ثقة، أوحد زمانه، مفتي البلد، يعني همذان، يحسن هذا الشأن، له مصنفات في علوم الحديث، غير أنه كان مشهورا بالفقه، ورأيت له كتاب السنن ومعجم الصحابة، ما رأيت شيئا أحسن منه. ولد سنة ثمان وثلاثمائة، وتوفي في سادس عشر ربيع الآخر، سنة ثمان وتسعين، والدعاء عند قبره مستجاب. وسمعت يوسف بن الحسن التفكري، سمعت أبا علي الحسن بن علي بن بندار الفرضي بزنجان يقول: ما رأيت قط، مثل أبي بكر بن لآل، وسمعت أبا طالب الزاهد يقول: سمعت أبا سعيد الشكلي وأبا الحسن بن حميد يقولان: كثيرا ما سمعنا أبا بكر بن لآل يقول في دعائه: لا تحييني في سنة أربعمائة. قالا: فمات سنة تسع وتسعين.
354 4 (أحمد بن محمد بن الحسين الحافظ، أبو نصر الكلاباذي، وكلاباذ محلة من بخارى.)) سمع: الهيثم بن الكليب الشاشي، وعلي بن محتاج، وأبا جعفر محمد بن محمد البغدادي، وعبد المؤمن بن خلف النسفي، ومحمد بن محمود بن عنبر، وجماعة.) قال جعفر المستغفري بعد أن روى عنه: هو أحفظ من بما وراء النهر اليوم فيما أعلم، ومات في جمادى الآخرة، عن خمس وسبعين سنة. وقال الحاكم أبو عبد الله: أبو نصر الكلاباذي الكاتب من الحفاظ، حسن الفهم والمعرفة، عارف بصحيح البخاري، وكتب ما وراء النهر وبخراسان والعراق، وجدت شيخنا أبا الحسن الدارقطني قد رضي فهمه ومعرفته، وهو متقن ثبت. توفي في جمادى الآخرة، ولم يخلف بما وراء النهر مثله. قلت: روى عنه الدارقطني في كتاب المدبج، والحاكم، وله مصنف مشهور في أسماء رجال صحيح البخاري وتراجمهم، وحديثه عزيز الوقوع. 4 (أحمد بن هشام بن أمية، أبو عمر الأموي القرطبي.)) سمع قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، ورحل إلى المشرق، وصحب هناك أبا محمد بن أسد، وأبا جعفر بن عون الله، وأبا عبد الله بن مفرج، وانصرف إلى الأندلس، والتزم الإمامة والتأديب، وانتدب لأعمال البر والطاعة والجهاد. روى عنه: الخولاني، وابن الفرضي، وجماعة، وتوفي في ذي الحجة.
355 4 (إبراهيم بن محمد بن أيوب، أبو إسحاق النيسابوري الفقيه الواعظ.)) أملى مدة عن: أبي العباس الأصم. وأقرانه. وتوفي في شعبان. 4 (الحسين بن جعفر بن محمد بن حمدان العنزي الجرجاني، أبو عبد الله الوراق الفقيه.)) طوف البلاد، وسمع أبا سعيد بن الأعرابي، وخيثمة الأطرابلسي، وإسماعيل الصفار، وأبا العباس الأصم. روى عنه: حمزة السهمي، وسليم الرازي، وأبو مسعود أحمد بن محمد البجلي، وآخرون. توفي في رمضان. 4 (الحسين بن هارون بن محمد، أبو عبد الله الضبي البغدادي.)) ولي القضاء بربع الكرخ، ثم أضيف إلى قضاء مدينة المنصور، وقضاء الكوفة. روى عن: أبي العباس بن عقدة، والمحاملي، وأحمد بن علي الجوزجاني، وأحمد بن محمد الآدمي المقرئ، ومحمد بن صالح بن زياد القهستاني، وغيرهم، وأملى عدة مجالس. روى عنه: أبو بكر البرقاني، وأبو القاسم التنوخي، وأبو الحسين بن النقور وجماعة.) وكان ذهبت كتبه، إلا جزأين من سماعه من أحمد الآدمي، وابن عقدة. قال الخطيب. وقال: أنا عبد الكريم المحاملي، أنا الدارقطني،
356 قال القاضي أبو عبد الله الضبي، غاية الفضل والدين، عالم بالأقضية، ماهر بصناعة المحاضر والترسل، موفق في أحواله كلها. وقال البرقاني: حجة في الحديث، وأي شيء كان عنده من السماع جزأين، والباقي إجازة. مات بالبصرة في شوال. 4 (سعيد بن محمد بن عبد الله بن زهير، أبو عثمان الكلبي الأندلسي.)) سكن إشبيلية، وحدث عن وهب بن مسرة، وأحمد بن مطرف، وغيرهما. قال ابن بشكوال: كان صالحا زاهدا، مائلا إلى الآخرة، واسع البر، وأنه كثير العناية بالعلم، ومعاني الزهد. روى عنه الناس، وأجاز الخولاني في سنة ثمان وتسعين، وذكر أن مولده سنة سبع عشرة وثلاثمائة. 4 (سليمان بن الفتح الموصلي.)) يكتب هنا، وتقدم في سنة. 4 (عبد الله بن محمد، أبو محمد البخاري الفقيه الشافعي، المعروف بالبافي، نزيل بغداد، تفقه)) على أبي علي بن أبي هريرة المروزي، وبرع في المذهب، وكان ماهرا بالعربية، حاضر البديهة، حلو النظم، وهو من أصحاب الوجوه، تفقه به جماعة. قال الخطيب: أنشدنا أبو القاسم التنوخي، أنشدني أبو محمد البافي لنفسه:
357 * ثلاثة ما اجتمعن في رجل * إلا وأسلمنه إلى الأجل. * * ذل اغتراب وفاقة وهوى * وكل سائق على عجل. * * يا عاذل العاشقين إنك لو * أنصفت رفهتهم عن العذل. * وقصد البافي صديقا فلم يجده، فطلب دواة، كتب له: * قد حضرنا وليس يقضي التلاقي * نسأل الله خير هذا الفراق. * * إن تغب لم أغب غب * ت وكان افتراقنا باتفاق. * أثنى عليه الخطيب وقال: كان من أفقه أهل وقته في المذهب، بليغ العبارة مع عارضة وفصاحة، يعمل الخطب، ويكتب الكتب الطويلة، من غير روية.) توفي البافي، رحمه الله، في المحرم. 4 (عبد الواحد بن نصر بن محمد، أبو الفرج المخزومي النصيبي الشاعر، المعروف بالببغاء،)) خدم سيف الدولة بن حمدان. قال الخطيب: كان شاعرا مجودا، وكاتبا مترسلا، جيد المعاني، حسن القول في المديح والغزل، ومن شعره: * يا من تشابه من الخلق والخلق * فما تسافر إلا نحوه الحدق. * * توريد دمعي من خديك مختلس * وسقم جسمي من جفنيك مسترق. * * لم يبق لي رمق أشكو إليك به * وإنما يتشكى من به رمق. *
358 وله: * استودع الله قوما ما ذكرتهم * إلا وضعت يدي لهفا على كبدي. * * تبدلوا وتبدلنا وأخسرنا * من ابتغى خلفا يسلى فلم يجد. * * طمعت ثم رأيت أجمل اليأس بي * تنزها فخصمت الشوق بالجلد. * وقال أبو محمد الجوهري: أنشدني الببغاء لنفسه، ومرة قال: أنشدنا ابن الحجاج: * كثير التلون في وعده * قليل الحنو على عبده. * * يموج الكثيب إلى ردفه * وينمي القضيب إلى قده. * * ولما بدا الروض في عارضيه * واشتعل الورد في خده. * * بعثت بقلبي مستعديا * على وجنتيه فلم تعده. * * وخلفته عنده موثقا * فما لي سبيل إلى رده. * وله: * وكأنما نقشت حوافر خيله * للناظرين أهله في الجلمد. * * وكأن طرف الشمس مطروف وقد * جعل الغبار له مكان الإثمد. * وله: * أوليس من إحدى العجائب أنني * فارقته وحنيت بعد فراقه. * * يا من يحاكي البدر عند تمامه * ارحم فتى يحكيه عند محاقه. * توفي في شعبان سنة ثمان، ولقبوه بالببغاء لفصاحته، وقيل: للثغه في لسانه.)) 4 (عبيد الله بن أحمد بن علي، أبو القاسم الصيدلاني المقرئ البغدادي.))
359 سمع من ابن صاعد مجلسين، وهو آخر من حدث عنه من الثقات، قاله الخطيب. وسمع أبا بكر بن زياد النيسابوري ومن بعده. روى عنه: هبة الله بن الحسن اللالكائي، وأبو الحسن العتيقي، وخلق كثير يطول ذكرهم. وقال العتيقي: كان ثقة مأمونا، توفي في رجب، وقد جاوز التسعين بقليل، رحمه الله. 4 (عبيد الله بن عثمان بن علي، أبو زرعة الصيدلاني البناء.)) سمع أبا عبد الله المحاملي، ويرسف بن البهلول. روى عنه: أبو محمد الخلال، والعتيقي، وابن المهتدي، وجماعة. ووثقه عبيد الله الأزهري. توفي في عشر التسعين. 4 (علي بن أحمد، أبو الحسن الهمذاني البيع، المعروف بأقلب خف.)) روى عن: عبد الرحمن بن حمدان، وأبي جعفر ابن عبيد الله، والفضل الكندي. روى عنه: أبو الفرج البجلي، وأحمد بن عيسى، وجبريل بن علي البزار. قال شيرويه: صدوق. 4 (علي بن عبد الملك بن عباس، أبو طالب القزويني النحوي.)) أخذ الناس عنه العربية، وأبو يعلى الخليل بن عبد الله، وغيره، وقد حدث عن أبي الحسن بن سلمة القطان.
360 4 (علي بن عبادل، أبو حفص الرعيني الأندلسي. من كورية. أحد الزهاد المتبتلين، والعلماء)) الراسخين. كان بصيرا بمذهب مالك، إماما متواضعا، يحرث أرضه، ويحتطب، ويمتهن نفسه. محب الفقيه معوذ الزاهد. 4 (علي بن محمد، أبو الحسن النيسابوري المقرئ المعروف بالخباري صاحب التصنيف.)) 4 (محمد بن أحمد بن حاتم الفقيه، أبو حاتم الطوسي.)) رحل وسمع من إسماعيل الصفار، وأبي بكر بن راشد. وتوفي بالطالقان في ذي الحجة. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل، أبو عبد الله الآملي.)) حدث في هذه السنة بجرجان عن أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي، نزيل مصر.)) 4 (محمد بن موسى بن مردويه، أبو عبد الله الأصبهاني، أخو الحافظ أبي بكر.)) كان إماما في الفقه والأصول، وتخرج عليه جماعة، ومضى حميدا سديدا. وروى عن أبي عمرو بن حكيم، وأبي الحسن أحمد بن محمد الكناني. 4 (محمد بن يحيى، أبو عبد الله الجرجاني الفقيه الحنفي، فلج في آخر أيامه، ودفن إلى جانب)) قبر أبي حنيفة، رحمه الله. وقد روى الحديث عن أبي أحمد الغطريفي، وعبد الله بن إسحاق البصري.
361 روى عنه: أبو نصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي، وأبو سعد السمان الرازي. وتفقه على أبي الحسين القدوري. توفي في العشرين من رجب، واسم جده مهدي. 4 (مفلح، أبو صالح الخادم.)) ولي أمر دمشق للحاكم، مدة خمس سنين، وصرف في هذه السنة، بعلي بن فلاح. 4 (مظفر بن نظيف. روى عن المحاملي، وابن مخلد، وكان كذابا.)) 4 (أبو سهل النيسابوري الزاهد، المعروف بالبقال.)) روى عن أبي العباس الأصم، وأبي بكر النجاد، وجماعة. ووعظ وحدث سنين. توفي في صفر.
362 ((وفيات سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.)) 4 (أحمد بن أبي أحمد، أبو عمرو الفراتي الأستوائي الزاهد الواعظ.)) حدث عن أبي الهيثم بن كليب الشاشي، ومحمد بن يعقوب الأصم، وجماعة. روى عنه حفيده رئيس نيسابور أبو الفضل أحمد بن محمد الفراتي وغيره. وتوفي في المحرم. 4 (أحمد بن سعيد بن إبراهيم الهمذاني الأندلسي المعروف بابن الهندي. كان أوحد عصره في)) علم الشروط، وله فيها مصنف. قال القاضي عياض: لم يكن بالمقبول القول، ولا بالمرضي في دينه، وهو آخر من لاعن زوجة بالأندلس. كنيته أبو عمر. روى عن: قاسم بن أصبغ، وابن مسرة. لاعن زوجته في ثمان وثمانين وثلاثمائة، فقيل له: مثلك يفعل هذا قال: أردت إحياء سنة. توفي في رمضان، وله تسع وسبعون سنة.)
363 4 (أحمد بن علي بن لآل، أبو بكر الهمذاني، مختلف فيه.)) مر في السنة الماضية. 4 (أحمد بن عبد القوي بن جبريل، أبو نزار.)) توفي بمصر في ربيع الآخر. 4 (أحمد بن عمر، أبو بكر بن البقال، بغدادي ثقة صالح.)) روى عن: أبي بكر الشافعي، وأبي علي بن الصواف. روى عنه: أبو بكر البرقاني. 4 (أحمد بن عمر بن محمد بن عمر بن محفوظ القاضي، أبو عبد الله المصري الجيزي.)) قرأ على أبي الفتح أحمد بن مدهن. وسمع الحروف من أحمد بن بهزاد، وأحمد بن إبراهيم بن جامع، ومحمد بن أحمد بن منير، وأبي جعفر بن النحاس، وأحمد بن مسعود الزبيري. روى عنه: فارس بن أحمد، وأبو عمرو الداني، وجماعة. قال أبو عمرو: كتبنا عنه شيئا كثيرا من القراءات والحديث. توفي سنة تسع وتسعين. 4 (أحمد بن أبي عمران الهروي، أبو الفضل الصرام الصوفي المجاور بمكة، حمل عنه)) المغاربة كثيرا، وكان زاهدا عارفا. روى عن: محمد بن أحمد بن محبوب المروزي، ودعلج بن السجزي، وأحمد بن بندار، وخثيمة الأطرابلسي، والطبراني، وخلق كثير. روى عنه: أبو يعقوب، القراب وأبو نعيم، وعلي الحنائي، وأبو علي
364 الأهوازي، وأبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، وآخرون من الحجاج والأندلسيون. وأخذ عن محمد بن داود الرقي، ووصفه الأهوازي بالحفظ. 4 (أحمد بن محمد بن إبراهيم بن بندار الأصبهاني، وهو في عشر التسعين.)) 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر، أبو بكر الأصبهاني القصار، الفقيه الشافعي.)) روى عن: أبي علي بن عاصم، وعبد الله بن خالد الرداني، وعبد الله بن جعفر بن فارس، ومحمد بن إسحاق بن عباد البصري، وأبي أحمد العسال. وكان ثبتا صالحا، كبير القدر. حدث عنه: عبد الرحمن بن منده، وأخوه عبد الوهاب، ومحمد بن أحمد بن علي السمسار. ومحمد بن يحيى الصفار، وجماعة.)) 4 (أحمد بن محمد بن الحسين الرازي الضرير، ويقال له البصير، أبو العباس، وكان قد ولد)) أعمى، وكان ذكيا حافظا. استملى على عبد الرحمن بن أبي حاتم، ورحل إلى خراسان وبخارى، فسمع من أبي حامد بن بلال، وأبي العباس الأصم، وجماعة، وحدثببغداد، وانتخب عليه الدارقطني، ووثقه الخطيب. روى عنه عبد الله الأزهري، ومحمد بن عبد الملك بن بشران، وحمد الزجاج، وحميد بن المأمون الهمذانيان، وسليم بن أيوب الفقيه، وجماعة من أهل الري وهمذان.
365 وكان عارفا بهذا الشأن، وحج في هذا العام، وإن لم يكن توفي فيه، فتوفي بعده بيسير، ثم وجدت وفاته في رمضان سنة تسع. قال أبو يعلى الخليلي: سمعته يقول: كنت أستملي لابن أبي حاتم. قال: وسمع من أبي معاوية بن لآل، ومحمد بن الحسين القطان، وشيوخ مرو، وببلخ عبد الله بن محمد بن طرخان البلخي الحافظ، وبخارى محمود بن إسحاق القواس صاحب البخاري، وعبد الله بن محمد بن يعقوب. وكان عارفا بأحاديثه، حافظا، وهو آخر من مات بالري من أصحاب ابن أبي حاتم. قلت: ابن معاوية هو أحمد بن الحسين بن معاوية اسم أبي جده كاسم البصير. روى عن أبي زرعة الرازي، وابن سليمان القزار، وجماعة. 4 (أحمد بن محمد بن ربيع بن سليمان، أبو سعيد الأصبحي الأندلسي المعروف بابن مسلمة،)) وهو جده لأمه. روى عن: أبي علي القالي، وكان لغويا إخباريا. حدث عنه الصاحبان، ومحمد بن أبيض، وهو من أهل قبره. 4 (أحمد بن محمد بن أبي حامد الأنطاكي، الشاعر الملقب بابن الرقعمق، من أعيان شعراء)) زمانه، ظريف الشعر، كثير المجون والهجو، مدح ملوك مصر ورؤساءها فمدح المعز، والعزيز، والحاكم، والوزير ابن كلس. وله في هذا الوزير: * قد سمعنا مقاله واعتذاره * وأقلناه ذنبه وعثاره. *
366 * والمعاني لمن عنيت ولكن * بك عرضت فاسمعي يا جاره.) * (من مراد به أنه أبد الده * ر تراه محلالا أزراره. * * عالم أنه عذاب من الل * ه مباح لأعين النظارة. * * هتك الله ستره فلكم هت * ك من ذي تستر أستاره. * * سحرتني ألحاظه وكذا ك * ل مليح لحاظه سحاره. * * لم أزل لا عدمته من حبيب * أشتهي قربه وآبى نفاره. * وخرج إلى المديح. وله: * كتب الحصير إلى السرير * أن الفصيل ابن البعير. * * فلأمنعن حمارتي * سنتين من علف الشعير. * * لا هم إلا أن تطي * ر من الهزال مع الطيور. * * إن الذين تصافعوا * بالقرع في زمن القشور. * * أسفوا علي لأنهم * حضروا ولم أك في الحضور. * * يا للرجال تصافعوا * فالصفع مفتاح السرور. * * هو في المجالس كالبخو * ر، فلا تملوا من بخور. * توفي سنة تسع وتسعين. 4 (أحمد بن وليد بن هشام بن أبي المفوز، أبو عمر القرطبي.)) عوض حرف نافع على أبي الحسن الأنطاكي، وأقرأ زمانا بمسجده.
367 4 (إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر، أبو جعفر العلوي الموسوي المكي القاضي.)) حدث بدمشق عن: أبي سعيد ابن الأعرابي، وابن الآجري. وعنه: أبو علي الأهوازي، ورشأ بن نظيف، وعلي الحنائي، وأخوه أبو القاسم إبراهيم، وآخرون. وكان قاضي الحرمين. توفي في رمضان. 4 (جنادة بن محمد، أبو أسامة الأزدي الهروي اللغوي.)) كان علامة لغويا أديبا، وكان بينه وبين الحافظ عبد الغني الأزدي المصري، وأبي الحسن علي بن سليمان الأنطاكي المقرئ النحوي اتحاد ومذاكرة وصحبة بمصر، فقتله الحاكم صبرا، وقتل الأنطاكي، واختفى عبد الغني قبلهما في ذي القعدة، قاله المسبحي.) وقال ابن خلكان: كان جنادة مكثرا من حفظ اللغة ونقلها، عارفا بوحشيها ومستعملها، لم يكن في زمان مثله فيه. رحمه الله. 4 (الحسن بن سليمان بن الخير، أبو علي اليافعي الأنطاكي المقرئ، نزيل مصر.)) قرأ القراءات على أبي الفتح بن بدهن، وعلي بن محمد بن علي الأدفوي، وعلي بن الفرج الشنبوذي، وجماعة. قال أبو عمر الداني: كان من أحفظ أهل عصره للقراءات والشواذ، ومع ذلك يحفظ تفسيرا كثيرا، ومعاني جمة، وإعرابا، وعلالا، يسرد ذلك
368 سردا، ولا يتتعتع. جلست إليه، وسمعت منه، وكان يظهر مذهب الرافضة، بسبب الدولة، شاهدت ذلك منه، وذاكرت به فارس بن أحمد، وكان لا يرضاه في دينه. وقيل: كان يؤدب أولاد الوزير ابن حنزابة. قلت: كان مداخلا للدولة العبيدية، فسلط عليه الحاكم قتله في آخر السنة. 4 (الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان، أبو علي البغدادي التاجر الشطرنجي، نزيل أصبهان.)) كان جده سليمان بن علي يروي عن هشام بن عبيد الله الرازي. روى أبو علي عن: أبيه، وعن أبي القاسم هبة الله بن محمد بن أخي أبي زرعة، وأحمد بن موسى بن إسحاق الأنصاري، والحسن بن علي الهمذاني، والفضل بن الخصيب الأصبهاني. روى عنه جماعة، منهم محمود بن جعفر الكوسج، وطلحة بن أحمد القصار، وعبد الرحمن ابن منده، وابن شكرويه. توفي في رجب، وله أربع وتسعون سنة، وكان أسند من بقي بأصبهان، رحمه الله. وهم بيت حديث بأصبهان. انتقى له الحافظ ابن مردويه عشرة أجزاء. ومن شيوخه: أبو أسيد أحمد بن محمد بن أسيد، والحسن بن علي بن أبي الحناء الهمذاي الكسائي، وأحمد بن محمد اللبناني. 4 (الحسن بن محمد الغنجردي الأديب الهروي، يروي عن أبي علي الرفاء وغيره.)) روى عنه: أبو الحسن الداودي. 4 (الحسين بن حيدرة، أبو الخطاب الداوودي الطاهري الشاهد.))
369 توفي ببغداد، وكان ثقة. روى عن: المحاملي، ويوسف الأزرق. روى عنه: أبو محمد الخلال. 4 (حكم بن محمد بن إسماعيل، أبو العاصي السالمي السرقسطي.)) ) روى عن: الحسن بن رشيق المصري، وكان صالحا زاهدا يوم جامع سرقسطة. روى عنه: وضاح بن محمد السرقسطي. 4 (حمد بن عبد الله بن محمد، أبو علي الرازي الأصبهاني.)) سمع عبد الرحمن بن أبي محمد، وغيره، وأحمد بن محمد بن الحسين بن معاوية الرازي. روى عنه: أبو يعلى الخليلي، وسليم الرازي وآخرون. توفي في هذا العام، أو في حدوده. قال سليم: توفي فيها، أو في سنة أربعمائة، وكتب عنه الدارقطني، وقال: من شيوخ الري وعدوله. 4 (خلف بن أحمد بن محمد بن الليث، أمير سجستان، وابن أميرها.)) كان أوحد الملوك في إجلال العلم، والإفضال على العلماء. سمع علي بن بندار الصوفي، ومحمد بن علي الماليني، صاحب عثمان الدارمي، وبالحجاز عبد الله بن محمد الفاكهي، وببغداد أبا علي بن الصواف. وكان مولده سنة ست وعشرين وثلاثمائة. روى عنه: الحاكم مع جلالته، وأبو يعلى الصابوني، وانتخب له الدارقطني.
370 وتوفي شهيدا في الحبس ببلاد الهند، رحمه الله، في قبضة ابن سبكتكين، وكان محمود في سنة ثلاث وتسعين قد نازله وحاصره، واستنزله بالأمان من قلعته، ووجهه إلى بلاد الجوزجان في هيئة ووفور رهبة. ثم بلغ السلطان عنه بعد أربع سنين من ذلك، أنه يكاتب ايلك خان الذي استولى على بخارى، فضيق عليه السلكان بعض الشيء، إلى أن مات في رجب، وورثه ولده أبو حفص. وكان خلف مغشي الجناب من النواحي، لسماحته وأفضاله، ومدحته الشعراء. وكان قد جمع العلماء على تأليف تفسير كبير، لم يغادر فيه شيئا من أقاويل القراء والمفسرين والنحاة، ووشحه بما رواه من الثقات. قال أبو النصر في كتاب اليميني: بلغني أنه أنفق عليهم في جمعة عشرين ألف دينار، والنسخة به بنيسابور، وهي تستغرق عمر الكاتب. أخبرني أبو الفتح البستي، قال: عملت فيه أبياتا، لم أبلغها إياه، ولكنها سارت واشتهرت، فلم أشعر إلا بصرة منه، فيها ثلاثمائة دينار، بعثها. والأبيات، هي هذه الثلاثة.) * خلف بن أحمد الأخلاف * أربى بسؤدده على الأسلاف. * * خلف بن أحمد في الحقيقة واحد * لكنه مرب على الآلاف. * * أضحى لآل الليث أعلام الور * مثل النبي لآل عبد مناف. * وقد مدحه البديع الهمذاني وغيره، وقد حكم على مملكة سجستان دهرا، وعاش خمسا وثمانين، رحمه الله. وفيه يقول الثعالبي: * من ذا الذي لا يذل الدهر صعبته * ولا تلين يد الأيام صعدته. * * أما ترى خلفا شيخ الملوك غذا * مملوك من فتح العذراء بكرته. *
371 4 (طاهر بن عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون، أبو الحسن الحلبي، ثم المصري المقرئ،)) مصنف التذكرة في القراءات، وغير ذلك. كان من كبار المقرئين هو وأبوه أبو الطيب. قرأ على والده، وعلى أبي عدي عبد العزيز بن علي المصري بمصر، وعلى أبي الحسن علي بن محمد بن صالح الهاشمي بالبصرة، وهو من أصحاب العباس الأشناني، وقرأ بالبصرة أيضا على أبي الحسن محمد بن يوسف بن نهار الحرتكي صاحب ابن ثوبان، وتصدر للإقراء. عرض عليه: أبو عمرو الداني، وإبراهيم بن ثابت الإقليسي، وروى عنه كتاب التذكرة. أبو الفتح بن بابشاذ، ومحمد بن أحمد بن علي القزويني، وغيرهما. 4 (عبد الله بن بكر بن محمد، أبو أحمد الطبراني الزاهد، نزيل أكواخ بانياس.)) حدث عن خثيمة، وابن الأعرابي، وأحمد بن زكريا المقدسي، وعثمان بن محمد بن أحمد السمرقندي، وجمع بن القاسم الدمشقي، وخلق كثير. روى عنه: تمام الرازي، ووثقه، وعلي بن محمد الربعي، وأحمد بن رواد العكاوي، وأبو علي الأهوازي، ومحمد بن علي الصوري الحافظ، وقال: كان ثقة، ثبتا، مكثرا. حكى عنه الدارقطني. وقال عبد العزيز الكتاني: كان ثقة يتشيع.
372 قلت: رحل إلى العراق سنة تسع وأربعين. 4 (عبد الله بن محمد بن نصر بن أبيض الأموي، أبو الحسن الطليطلي النحوي الحافظ، نزيل)) ) قرطبة. روى عن أبي جعفر بن عون الله، وعباس بن أصبغ، وعلي بن مصلح، وأجاز له تميم بن محمد القيرواني، ومحمد بن القاسم بن مسعدة. وعني بالحديث وجمعه، جمع كتابا في الرد على محمد بن عبد الله بن مسرة، وهو كتبا كبير حفيل. روى عنه: القاضي أبو عمر بن سميق، وحكم بن محمد، وأبو إسحاق، وأبو جعفر الصاحبان. وكان مولده سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. توفي سنة تسع أو سنة أربعمائة. 4 (عبد الرحمن بن الحاجب المنصور أبي عامر محمد بن عبد الله بن أبي عامر القحطاني)) الأندلسي، المعروف بشنشول، والملقب بالناصر. لما توفي المظفر عبد الملك بن أبي عامر، ولي بعده أخوه هذا، وافتتح أموره باللهو والخلاعة واللعب، وكان يخرج إلى النزه ويتهتك، وهشام المؤيد بالله على عادته التي قررها المنصور، من الاحتجاب غالبا، فدس هذا على المؤيد قوما منه، وأعلموه أنه عازم على قتله إن لم يوله عهده، ويجعله الخليفة من بعده، ثم أمر شنشول القاضي والفقهاء والكبار المثول إلى القصر الذي بالزهراء، وهو قصر يقصر الوصف عنه، فأحضر المؤيد، وأخرج كتابا قرأ بحضرته، كتبه عمرو بن موبذ، بأن المؤيد قد خلع نفسه، واستخلف على الأمة الناصر عبد الرحمن، لعلمه بأهليته في كلام طويل، فشهد من حضر بذلك على المؤيد في ربيع الأول، سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
373 ثم أخذ شنشول في التهتك والفسق، وكان زيه زي أصحاب الشعور المكشوفة، فأمر أصحابه بحلق الشعر، وشد العمائم، تشبها ببني زيري، فبقوا أوحش ما يكون وأسجمه، لأنهم لفوا العمائم بلا صنعة، فبقوا ضحكة. ثم سار غازيا نحو طليطلة، فاتصل به أن محمد بن هشام بن عبد الجبار قام بقرطبة، وهدم الزهراء، وقام معه ابن ذكوان القاضي، لأن الناصر فوض الأمور إلى عيسى ين سعيد الوزير، فعظم ذلك على ابن ذكوان، ودب إلى إفساد رجال عيسى، وذكر فساد رأي المؤيد هشام، وخلعه نفسه، وتوليته شنشول، وتصديقه بما لا يجوز، من جمع البقر البلق، وإعطائه الأموال والجوائز، لمن أتاه بحافر حمار، يدعي أنه حافر العزيز، ومن يأتيه بحجر، يقول: هذا) من الصخرة، وناس يأتونه بشعر، يقولون: هذا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الذي أوجب طمع شنشول. وقيل: لهذا السبب كان المنصور أبو عامر يخفيه عن الناس. ثم أنفق ابن عبد الجبار الذهب في جماعة من الشطار، فاجتمع له أربعمائة رجل، وأخذ يرتب أموره في السر. فلما كانت ليلة الأحد ثاني عشر جمادى الآخرة، من سنة تسع، جمع والي المدينة العسس، وطاف بهم. وهجم الدور، فلم يقع له على أثر، ثم ركب ابن عبد الجبار بعد أيام بغلته، وقت الزوال وصرخ أصحابه، وقصد دار الوالي، فقطع رأسه، وتملك الزهراء، فخرج إلى جوذر الكبير، فقال له أين المؤيد أخرجه، فقد أذل نفسه، وأذلنا بضعفه عن الخلافة، قال: فخرج إليه يقول: يؤمنني وأخرج إليه، قال: إني إنما قمت لأزيل الذل عنه، فإن خلع نفسه طائعا، فليس له عندي إلا ما يحب، قال له جوذر: قد أجابك إلى ذلك، فأرسلوا إلى ابن الكوهي الفقيه، وابن ذكوان القاضي، والوزراء، وأهل الشورى، فدخلوا على هشام، فكتب كتاب الخلع، وعقد الأمر لمحمد المذكور، ثم ضعف أمر شنشول، فظفر به ابن عبد لاجبار، فذبحه في أثناء هذه السنة، وطيف برأسه. ومن تاريخ ابن أبي الفياض قال: ختن شنشول في سنة ثمانين
374 فانتهت النفقة في ختانته إلى خمسمائة ألف دينار، وهو ابن ثماني سنين، وختن معه خمسمائة وسبعون صبيا. 4 (عبد الملك بن الحاجب المنصور محمد بن عبد الله بن أبي عامر المعافري الأندلسي، أبو)) مروان الملقب بالمظفر. قام بعد أبيه بإمرة الأندلس بين يدي خليفة الأندلس، المؤيد بالله هشام بن المستنصر الأموي، وجرى في الأمور مجرى والده، فكان هو الكل، والمؤيد معه صورة بلا حل ولا ربط. ومات المظفر في هذه السنة، وقيل: سنة ثمان وتسعين، والصحيح في سابع عشر صفر، سنة تسع هذه. وقال عبد الواحد بن علي المراكشي: دامت أيامه في الأمن والخصب سبع سنين. قال ابن أبي الفياض: كان المظفر بن المنصور ذا سعد عظيم وكان من فرط الحياء في غاية، ما سمع بمثلها، ومن الشجاعة في منزلة لم يسبق إليها. وكان برا تقيا، طاهر الجيب، حتى أنه لم يحلف بالله، وكان يرى أنه من حلف بالله وحنث أنه) لا كفارة له، ويراه من العظمائم. وقال غيره: إن المظفر غزا ثمان غزوات، وعاش ستا وثلاثين سنة. وثارت الفتن بعج موته، وقام بالأمر بعده أخوه عبد الرحمن المذكور في هذه السنة، ويلقب بالناصر، ويسمى ولي العهد، فاضطربت أحواله، وقام عليه محمد ين هشام بن عبد الجبار بن الناصر لدين الله الأموي، فخذلت الجيوش عبد الرحمن، فقتل وصلب في جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين، وخلعوا المؤيد بالله من الخلافة، وبويع محمد بن هشام، ويلقب المهتدي، ثم قتل سنة أربعمائة، في أواخرها، ورد المؤيد.
375 4 (عبد الواحد بن أحمد بن إسماعيل بن عوف، أبو القاسم المزني الدمشقي الشاهد.)) حدث عن خيثمة، ومحمد بن سليمان بن حيدرة، وأبي المعمر حسين بن محمد الموصلي. روى عنه: علي بن محمد الحنائي، وعلي الربعي. 4 (علي بن الحافظ أبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي)) المصري، أبو الحسن. روى عن: محمد بن علي بن أبي الحديد، عن جدهم يونس. روى عنه: الفضل بن صالح الروذباري، أحد مشيخة الرازي. توفي فجأة في شوال. قلت: ولا تحل الرواية عنه، فإنه منجم، وهو صاحب الزيج الحاكمي، صنفه في أربع مجلدات. قاله ابن خلكان، وقال: ما أقصر في تحريره، وله نظم رائق، وقال: قال المسبحي: أخبرني من رأى ابن يونس، فطلع معه إلى المقطم، فوقف للزهرة، فنزع ثيابه، ولبس ثوبا أحمر، ومقنعة حمراء، وأخرج عودا، فضرب به، والبخور بين يديه، فكان عجبا من العجب. قال المسبحي: وكان أبله مغفلا، يعتم على طرطور طويل، ويجعل رداءه فوق العمامة، وكان طوالا، فإذا ركب بقي ضحكة، وله إصابة بديعة في النجامة. كان القاضي محمد بن النعمان قد عدله وقبله في سنة ثمانين. قلت: القاضي والسلطان أنجس منه.
376 4 (علي بن محمد بن الخضر القزويني.)) يروي عن أبي الحسن القطان وغيره. 4 (فضل بن عبد الله بن صالح، أبو الفتوح. إليه تنسب منية القائد.)) ) القائد المصري، من كبار قواد العزيز. قربه الحاكم وأدناه، ثم نقم عليه، وضرب عنقه في ذي القعدة، لم يظهر منه جزع، وكان شجاعا، جوادا، ممدحا، نبيلا، من وجوه الدولة. وإليه تنسب منية القائد. فضل، وهي بليدة من أعمال الجيزة، قبالة مصر. 4 (قسيم بن أحمد بن مطير، أبو القاسم الظهراوي المصري، شيخ مسن.)) قرأ القرآن على جده لأمه عبد الله بن عبد الرحمن الظهراوي صاحب أبي بكر بن سيف، وكان محققا لرواية ورش، خيرا فاضلا. أثنى عليه أبو عمرو الداني، وقال: كان من ساكني قرية أبي البيس، وكان يقرئ بها وأنا بمصر. توفي في سنة ثمان وتسع وتسعين. 4 (محمد بن أحمد بن علي بن حسين، أبو مسلم البغدادي الكاتب، نزيل مصر.)) روى عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد،
377 وأبي بكر بن دريد، وأبي بكر بن مجاهد، وأبي بكر بن الأنباري، وأبي عيسى بن قطن وسعيد بن محمد أخي زبير الحافظ، وأبي عليمحمد بن سعيد الحراني، وأبي علي الحضائري الدمشقي، وأبي إسحاق بن أبي ثابت، وسمع بالقيروان في حدود الأربعين أو بعدها، من أبي القاسم زياد بن يونس. وتفرد في الدنيا بالرواية عن: البغوي، وجماعة. روى عنه: الحافظ عبد الغني، وأبو عمرو الداني، ورشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وأحمد بن بابشاذ الجوهري، وأبو الفضل بن بندار، وأبو الحسين محمد بن مكي، ومحمد بن عدي السمرقندي ثم المصري، والشريف أبو إبراهيم أحمد بن القاسم بن ميمون الحسيني، وعلي بن بقاء الوراق، والقاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي، وخلق سواهم. قال الخطيب: قال لي الصوري: بعض أصول أبي مسلم عن البغوي وغيره جياد. قلت: فكيف حاله من حال ابن الجندي فقال: قد اطلع منه على تخليط، وهو أمثل من ابن الجندي. حدثني وكيل أبي مسلم، وكان محدثا حافظا، يقال له أبو الحسين العطار قال: ما رأيت في أصول أبي مسلم عن البغوي شيئا صحيحا، غير جزء واحد، كان سماعه فيه صحيحا، وما عداه كان مفسودا. وقال أبو إسحاق الحبال: توفي في ذي القعدة. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن خلف، أبو الحسين الرقي المقبري ابن الفحام، ويعرف بابن أبي)) العميري، نزيل دمشق.) قرأ القرآن على زيد بن أبي بلال الكوفي، وحدث عن النجاد، وعثمان بن محمد المقرئ، وجعفر بن الخلدي، وجماعة.
378 روى عنه: علي بن محمد الحنائي، وأخوه إبراهيم، وأبو علي الأهوازي، وأبو الفرج عمر بن عبد الله الرقي، وحمزة بن محمد الطوسي. قال أبو عمر الداني: كان زاهدا فاضلا متقشفا. وقال ابن الأهوازي: كان يرمى بالتشيع. توفي في ربيع الأول. 4 (محمد بن أحمد بن عبيد الله بن سعيد، أبو عبد الله الأموي القرطبي بن العطار الفقيه)) المالكي، والمتجر في الفقه. روى عن: أبي عيسى الليثي، وأبي بكر بن القوطية، وسعيد بن أحمد بن عبد ربه، وحج فذاكر أبا محمد ابن زيد وناظره. وكان حافظا متيقظا، أديبا، شاعرا، ذكيا، نحويا، بصيرا بالفتوى، عارفا بالفرائض، والحساب، واللغة، والإعراب، رأسا في الشروط وعللها، مدققا لمعانيها، لا يجاريه فيها أحد، صنف فيها كتابا حسنا، وجرت له مع فقهاء قرطبة خطوب طويلة، وأخبار مشهور. كتب عنه جماعة من الفضلاء. وولد سنة ثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في ذي الحجة، وكان الجمع في جنازته عظيما، وانتاب قبره طلاب العلم أياما، وقرؤوا على قبره ختمات. 4 (محمد بن إبراهيم بن يحيى الأندلسي. رحل وسمع من أبي قتيبة مسلم بن الفضل، وأبي بكر)) بن خروف. روى عنه الصاحبان، قالا: مات في رجب. 4 (محمد بن عبد الله بن عيسى بن محمد المري الإمام، أبو عبد الله الإلبيري المعروف بابن)) أبي زمنين، نزيل قرطبة.
379 سمع ببجانة من سعيد بن فحلون، فقرأ عليه مختصر ابن عبد الحكم، وسمع بقرطبة من محمد بن معاوية القرشي، وأحمد بن المطرف وأحمد بن الشامة، وكان عارفا بمذهب مالك، بصيرا به، وسمع أيضا من وهب بن مسرة، وتفقه عند إسحاق بن إبراهيم الطليطلي. وكان من الراسخين في العلم، متفننا في الأدب والشعر، مقتفيا لآثار السلف. له مصنفات في الرقائق والزهد، وشعر رائق، مع زهد ونسك وصدق لهجة، وإقبال على) الطاعة، ومجانبة للسلطان، وسئل: لم قيل لكم: بنو زمنين فلم يعرف. وقال: كنت أهاب أبي، فلم أسأله، ثم في آخر عمره انتقل إلى إلبيرة فسكنها. ولد في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، أو في آخرها. وتوفي على الصحيح سنة تسع وتسعين في ربيع الآخر. وله كتب المغرب في اختصار المدونة ليس في مختصراتها مثله، وكتاب منتخب الأحكام الذي سار في الآفاق، وكتاب الوثايق، وكتاب المذهب في الفقه وكتاب مختصر تفسير ابن سلام وكتاب حياة القلوب في الزهد، وكتاب أنس المريدين وكتاب النصائح المنظومة من شعره، وكتاب أدب الإسلام وكتاب أصول السنة وكتاب قدوة القارئ. ومن شعره: * الموت في كل حين ينشر الكفنا * ونحن في غفلة عما يراد بنا. * * لا تطمئن إلى الدنيا وزخرفها * وإن توشحت من أثوابها الحسنا. * * أين الأحبة والجيران ما فعلوا * أين الذين هم كانوا لنا سكنا. * * سقاهم الدهر كأسا غير صافية * فصيرتهم لأطباق الثرى رهنا. *
380 روى عنه: أبو عمرو الداني، والقاضي أبو عمر بن الحذاء، وطائفة من علماء الأندلس، وكان من بقايا حملة الحجة. رحمه الله. 4 (محمد بن علي بن إسحاق، أبو طالب العلوي، المعروف بابن المهلوس الزاهد.)) كان القادر بالله يعظمه ويحترمه. حكى عن السبكي، وغيره. روى عنه: الحسن بن غالب البغدادي، وغيره، وكان من الزهاد المعدودين. 4 (يحيى بن زكريا بن أحمد ابن أخت أبي بكر البلخي، ثم الدمشقي الشاهد.)) كان أبوه قد ولي قضاء دمشق، فولدبها هذا، وسمع من إبراهيم بن أبي ثابت، وأبي علي الحضائري، وخثيمة، ولم يدرك السماع من أبيه. روى عنه: أبو القاسم إبراهيم بن محمد الحنائي، وأخوه علي والحسن بن الحسين بن يحيى بن زكريا حفيده. وتوفي في ربيع الآخر، وقد نيف على السبعين. 4 (أبو إسحاق الجبيناني، أحد الأئمة والأولياء بالقيروان، اسمه إبراهيم بن أحمد بن علي)) البكري بكر بن وائل.) أجاز له عيسى بن مسكين، وتفقه على حمود بن سهلون، ودرس من الفقه دواوين، وكان أبو محمد بن أبي زيد يعظمه، ويقول: طريقه عالية لا يسلكها أحد في هذا الوقت. توفي سنة تسع وتسعين، وكان كثيرا ما يقول: اتبع ولا تبتدع، اتضع ولا ترتفع، وكان العلماء يقصدونه، ويتبركون برؤيته.
381 ((وفيات سنة أربعمائة.)) 4 (أحمد بن عبد العزيز بن الفرج بن أبي الحباب، أبو عمر القرطبي النحوي صاحب أبي)) عالي القالي. أخذ عنه، وعن أبي محمد عبد الله بن محمد الثغري القاضي. روى عنه: أبو عمرو بن الحذاء وقال: كان من جملة الشيوخ، عالما باللغة والأخبار، فيه صلاح وخير. توفي في سلخ المحرم، وقد قارب التسعين. وقال أبو حيان: وكانت فيه غفلة زائدة، وكان متقد الذهن، عالما، حافظا، ثبتا، بصيرا بالعربية، وهو كان مؤدب المظفر عبد الملك بن أبي عامر، وهو بربري النسب، من مصموده. 4 (أحمد بن عمر بن محمد بن عمر، أبو عبد الله الجيزي المصري.)) توفي في شعبان، وهو من شيوخ أبي عمرو الداني في الحديث. يروي عن طبقته عثمان بن السمرقندي، وأبي الطاهر المديني. 4 (أحمد بن عمار بن عصمة بن معاذ النسفي. سمع بنسف، من علي بن محتاج، وعبد المؤمن)) بن خلف، ونصر بن محمد، سمع منه جامع الترمذي، وسمع بجرجان من ابن عدي، وببغداد من دعلج، وجماعة. وهو من قرية سيركت، إحدى قرى نسف. توفي بها في شعبان، في عشر الثمانين.
383 4 (أحمد بن محمد بن محمد بن عبيدة، أبو جعفر الأموي الطليطلي، ويعرف بابن ميمون)) صاحب ابن إسحاق بن شنظير، ونظيره في الجمع والإكثار والملازمة معا، والسماع جملة، وهما الصاحبان، فهذا أحدهما. روى عن: عبد الله بن محمد بن أمية، وعبد الله بن فتح بن معروف، ومحمد بن عمرو بن عيشون، وشكور بن حبيب وجماعة، وسمع بقرطبة مع صاحبه من أبي جعفر بن عون الله. وتوفي في شوال.)) 4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن علي بن سمقويه، أبو بكر المزكي الفقيه الشافعي النيسابوري.)) روى عن أبي العباس الأصم، وغيره، ودرس الفقه سنين. مات في رمضان. 4 (عبد الملك بن الحسن بن محمد بن إسحاق بن الأزهر الأزهري، أبو نعيم الإسفراييني.)) روى عن خال أبيه الحافظ أبي عوانة كتابه الصحيح المسند بقراءة أبيه، واحتاط له حاله في جماعة، فبارك الله في عمره، حتى سمعه الأئمة واشتهر به. قال الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل: كان رجلا صالحا ثقة، حضر نيسابور في آخر عمره، ولم يعهد بعد ذلك المجلس مثله لقراءة الحديث، كما حدثنا الثقات، وعاد إلى إسفراين، وذلك في سنة تسع وتسعين. قلت: روى عنه الكتاب: الإمام أبو القاسم القشيري، وزوجته فاطمة بنت أبي علي الدقاق، ولها فوت، وعبد الحميد وعبد الله، ابنا عبد الرحمن بن محمد البحيري، وأبو القاسم علي بن عبد الرحمن بن عليك
384 الرازي، وروى عنه بعض الكتاب عثمان بن محمد بن عبيد الله المحمي، وشبيب بن أحمد البستيغي، وأبو الحسن علي بن عبد الله بن يوسف الجويني، وعلي بن محمد بن علي بن ماسرجس الخازن، وعلي بن عبد العزيز الخشاب، وأبو المعالي عمر بن محمد بم حسين البسطامي، أبو بكر محمد بن حسان بن محمد، ومحمد بن عبيد الله الصرام، وأبو نصر محمد بن سهل بن محمد السراج، وهو آخر أصحابه موتا. توفي سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة. وقع لنا هذا المسند بإجازة أبي المظفر ابن السمعاني، لكني أنا سمعت منه ست مجلدات، وبطلت. قال الحاكم في تاريخه. توفي أبو نعيم الإسفراييني ابن أخت أبي عوانة في ربيع الأول، سنة أربعمائة. قلت: وسماعه من خاله كان في حياة البغوي، وابن صاعد، وأبي بكر بن أبي داود، وتوفي خاله قبل البغوي بسنة، وكان مولد أبي نعيم في ربيع الأول، سنة عشر وثلاثمائة، وقد سمع أيضا من أبيه المحدث أبي محمد صاحب يوسف القاضي، ومن أبي نعيم عبد الملك بن عدي، وأبي عمران الجويني، وعبد الله بن محمد بن مسلم الإسفراييني، ومحمد بن عبدك الشعراني، والأصم، وابن الأخرم، لكن اشتغل عنه أكثر الطلبة بمسند أبي عوانة.)) 4 (عبد الواحد بن علي بن غياث، أبو بكر البغدادي الرزاز.)) سمع محمد بن حمدويه المروزي، وابن عياش القطان. روى عنه: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم الأزجي، وأبو الحسين بن المهتدي بالله، ووثقه الخطيب. أنبأني المسلم بن محمد القيسي، أنا الكندي، أنا عبد الله بن أحمد بن
385 يوسف، أنا محمد بن علي ابن المهتدي بالله، قال: ذكر لنا شيخنا عبد الواحد بن علي بن غياث أن مولده في رمضان سنة تسع وثلاثمائة، وانه سمع الحديث من أبي القاسم بن بنت منيع، وأن كتبه انتهبت. قال الخلال: توفي سنة أربعمائة. 4 (عبيد الله بن أحمد بن الحسن، أبو الفرج بن السخت الرقي المقرئ البزاز.)) حدث بدمشق عن النجاد، وجعفر الخلدي، وجماعة. روى عنه: أبو علي الأهوازي، وعلي الحنائي، وهو المذكور في السنة الماضية. 4 (علي بن محمد بن إبراهيم، أبو الحسن المديني الآدمي.)) توفي في رجب. 4 (علي بن محمد بن أحمد بن داود، أبو الحسن بن النحوي الدمشقي الشاهد الخطيب، والد عبد)) المنعم. روى عن علي بن أبي العقب. وعنه: علي الحنائي وغيره. توفي في المحرم. 4 (عمرو بن عثمان بن خطار، أبو حفص القرطبي.)) أخذ عن علي بن عبيد مختصره في الفقه، وعن محمد بن عمرو بن عيشون. روى عنه أبو حفص الزهراوي، وغيره. 4 (عمران بن الحسن بن يوسف، أبو الفرج الخفاف.)) روى بدمشق عن أحمد بن زبان، وأبي إسحاق بن أبي ثابت، وعثمان بن محمد الذهبي. روى عنه: علي بن محمد الحنائي، ورشأ بن نظيف، وأحمد بن الحسن الطيان، وأبو علي الأهوازي، وآخرون.
386 4 (محمد بن أحمد بن جعفر الأصبهاني الكوسج. توفي في صفر.)) 4 (محمد بن أحمد بن معارك، أبو القاسم العقيلي القرطبي النحوي.)) ) روى عن أبي علي القالي، وكان مقدما في علم العربية، والبصر بالشعر. أقرأ النحو. وهو والد عبد الرحمن العقيلي. 4 (محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى، أبو عبد الله الخشني الطليطلي، ويعرف بابن)) المشكيالي. روى عن: أحمد بن خليل قاضي طليطلة، ومحمد بن عمرو بن عيشون، وبقرطبة أحمد بن عيسى، وحج فسمع بمصر أبا محمد بن الورد، أحمد بن سلمة بن الضحاك، وأبا هريرة، وابن أبي العصام، وحمزة بن محمد الكناني، وأبا بكر بن أبي الموت. وكان من كبار المالكية، عينا من أعيان طليطلة، مع زهد وتواضع وورع، وعمل بعلمه لا يأخذه في الله لومة لائم، ثقة، قصده المظفر بن أبي عامر إلى داره، فلما علم قال للطلبة: لا يقم أحد، فامتثلوا أمره، فلما دخل سأله الدعاء، فقال: اللهم أدخل له في قلوب رعيته الطاعة، وأدخل لهم في قلبه الرأفة والرحمة. توفي في سادس جمادى الآخرة، وولد سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، وكان من كبار المسندين بالأندلس. رحمه الله. 4 (محمد بن خلف بن الشوله، أبو عبد الله الأندلسي.)) رحل إلى مصر وأخذ عن الحسين بن عبد الله القرشي معجم الصحابة له، في ثلاثين جزءا، وعن الحسن بن رشيق.
387 حدث عنه الصاحبان، وأبو محمد بن دين، وأبو عبد الله بن عبد السلام الحافظ. وتوفي في جمادى الأولى، عن ست وستين سنة. 4 (محمد بن عمروس بن العاصي القرطبي، أبو عبد الله المالكي.)) أخذ عن أبي عبد الله بن مفرج، وحج سنة تسع وستين، وذهب إلى بغداد، فأخذ عن أبي بكر الأبهري الفقيه، وأبي الحسن بن المظفر، والدارقطني، وأخذ عن أهل البصرة، ومصرف القيروان. روى عنه: أبو عمر بن عبد البر، وأبو عبد الله بن عائذ، وغيرهما. وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (محمد بن هشام بن عبد الجبار بن الناصر لدين الله أبي المظفر عبد الرحمن بن محمد)) ) الأموي الملقب بالمهدي. توثب على الأمر بالأندلس، وخلع المؤيد بالله هشاما، وحارب عبد الرحمن بن الحاجب بن أبي عامر القحطاني شنشول الذي وثب قلبه بسنة، وسمى نفسه ولي العهد، وجعل ابن عمه محمد بن المعز حاجبه، وأمر بإثبات كل من جاءه في الديوان، فلم يبق زاهد، ولا جاهل، ولاحجام، حتى جاءه فاجتمع له نحو من خمسين ألف، وذلن له الوزراء والصقالبة، وجاءوا وبايعوه، وأمر بنهب دور بني عامر، وانتهب جميع ما في الزهراء من الأموال والسلاح، حتى قلعت الأبواب، فيقال: إن الذي وصل إلى خزانة أبي عبد الجبار خمسة آلاف ألف دينار، وخمسمائة ألف دينار، ومن الفضة وخطب له بالخلافة بقرطبة، وتسمى بالمهدي، وقطعت دعوة المؤيد، وصلى المهدي الجمعة بالناس، وقرأ كتاب بلعن عبد الرحمن بن أبي عامر الملقب بشنشول، ثم سار إلى حربه إثر ذلك في سنة تسع وتسعين، وكان
388 ابن ذكوان يحرض على قتاله، ويقول عن شنشول: هو كافر. وكان قد استعان بعسكر من الفرنج وقام معه ابن عومس القومص، فسار إلى قرطبة، وأخذ أمر ابن عبد الجبار يقوى، وأمر شنشول يضعف، وأصحابه تتسحب عنه، فقال له القومص: ارجع بنا قبل أن يدهمنا العدو، فأبى، ومال إلى دير شريس، جوعان سهران، فنزل له الراهب بخبز ودجاجة، فأكل وشرب وسكر، وجاء لحربه حاجب المهدي في خمسمائة فارس، فجدوا في السير وقبضوا عليه، فقال: أنا في طاعة المهدي، وظهر منه جزع وذل، وقبل قدم الحلجب، ثم ضرب عنق شنشول، ونودي عليه هذا شنشول المأبون المخذول. قال الحميدي: قام على المهدي في شوال سنة تسع وتسعين ابن عمه هشام بن سليمان بن الناصر الأموي، مع البربر، فحاربه، ثم انهزمت البربر، وأسر هشام، فضرب المهدي عنقه. وقال غيره: لما استوسق الأمر لابن عبد الجبار المهدي، أظهر من الخلاعة أكثر مما فعله شنشول، وأربى عليه في الفساد، وأخذ الحرم، وعمد إلى نصراني يشبه المؤيد بالله، فقصده حتى مات، وأخرجه إلى الناس، وقال: هذا هشام، وصلى عليه، ودفنه. وفي رمضان وصل إلى ابن عبد الجبار رسول صاحب طرابلس المغرب، فلفل بن سعيد الزناتي، داخلا في الطاعة، ويسأل إرسال سكة يضرب بها الذهب على اسمه، كل ذلك ليعينه على باديس ابن المنصور، فخرج باديس، واخذ طرابلس، وكتب إلى عمه حماد في إغراء القبائل على ابن عبد الجبار.) وكان ابن عبد الجبار بخذلانه قد هم بالغدر، بالبربر الذين حوله، وصرح بذلك لجهله، فنم عليه بسببه هشام بن سليمان بن الناصر لدين الله، وحرضهم على خلعه، فقتلوا وزيريه محمد ابن دري وخلف بن طريف، وثار الهيج، واجتمع لهشام عسكر، وحرقوا السراحين، وعبروا
389 القنطرة، ثم تخادلوا عن هشام، فأخذ، وأخذ أخوه أبو بكر، فقتلهم ابن عبد الجبار صبرا، وقتل خلق من البربر، ثم تحيز البربر إلى قلعة رباح، وهرب معهم سليمان بن الحكم بن سليمان بن الناصر، فبايعوه، وسموه المستعين بالله، وجمعوا له مالا من كل قبيلة، حتى اجتمع له نحو من مائة ألف دينار، فتوجه بالبربر إلى طليطلة، فامتنعوا عليه، ثم ملكها، وقتل واليها، فاعتد ابن عبد الجبار للحصار، وجزع حتى حرى عليه العامة، ثم بعث عسكرا، فهزمهم سليمان، فرتب الناس للقتال، وكان أكثر جند ابن عبد الجبار لحامين رجاله، وقارب سليمان قرطبة، فبرز إليه عسكر ابن عبد الجبار، فناجزهم سليمان، وكان من غرق منهم في الوادي أكثر ممن قتل، وكانت وقعة هائلة، وذهب خلق من الأخيار والمؤدبين والأئمة، فلما أصبح ابن عبد الجبار أخرج المؤيد بالله هشام بن الحكم الذي كان أظهر موته، فأجلسه للناس، وأقبل القاضي يقول: هذا أمير المؤمنين، وأنا محمد نائبه، فقال له البربر: يا بن ذكوان بالأمس تصلي عليه، واليوم تحييه وخرج أهل قرطبة إلى المستعين سليمان، فأحسن ملقاهم، واختفى ابن عبد الجبار، واستوسق أمر المستعين، ودخل القصر، ووارى الناس قتلاهم، فكانوا نحو اثني عشر ألفا. ثم هرب ابن عبد الجبار إلى طليطلة، فقاموا معه، وكتب إلى الفرنجية ووعدهم بالأموال، واجتمع إليه خلق عظيم، وهو أول مال انتقل من بيت المال بالأندلس إلى الفرنج، وكانت الثغور كلها باقية على طاعة ابن عبد الجبار، فقصد قرطبة في جيش كثير، فكان الملتقى على عقبة البقر، على بريد من قرطبة، فاقتتلوا قتالا شديدا، فانهزم سليمان، واستولى المهدي على قرطبة ثانيا، ثم خرج بعد أيام إلى قتال جمهرة البربر، فالتقاهم بوادي آره، فهزموه، ففر إلى قرطبة، ثم انهزم ابن عبد الجبار أقبح هزيمة، وقتل من الفرنج ثلاثة ألف في السنة، وغرق منهم خلق، وأسر ابن عبد الجبار،
390 ثم ضربت عنقه، وقطعت أربعته، في ثامن ذي الحجة، سنة أربعمائة، وله أربع وثلاثون سنة. وثب عليه العبيد، إذ جاء قرطبة منهزما، والله أعلم. 4 (مطهر بن أحمد بن مطهر الأشموني.)) توفي بمصر في ذي الحجة، وله خمس وثمانون سنة.)) 4 (هشام بن عبيد الله بن الناصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد الأموي الأمير، أبو الوليد)) الأندلسي، ويعرف بصاحب الخضراء. قال ابن الأبار: كان خير من بقي من أهل بيت الخلافة عفافا ومروءة وسخاء، إلى أدب ومعرفة، وجمع للكتب، رغب المستعين بالله سليمان في كتبه، فقومت واشتراها. توفي في أول سنة أربعمائة. 4 (أبو سعيد الفلاحي الحنفي النيسابوري.)) حدث عن الأصم وغيره. توفي في صفر. 4 (أبو نصر ابن الحسن بن أحمد بن الحيري النيسابوري، أخو القاضي أبي بكر.)) روى عن أبي العباس الأصم، وأقرانه. وتوفي في رمضان.
391 4 (المتوفون قبل الأربعمائة.)) 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن سيد أبيه، أبو عمر القرطبي.)) روى عن محمد بن معاوية. روى عنه: الصاحبان أبو إسحاق، وأبو جعفر. مات قبل الأربعمائة، وله قريب من سبعين سنة. 4 (أحمد بن أفلح بن حبيب بن عبد الملك، أبو عمر الأموي القرطبي الأديب.)) روى عن قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، ووهب بن مسرة، وجماعة، ورحل إلى الشرق. حدث عنه الصاحبان، وابن أبيض. 4 (أحمد بن عيسى بن سليمان، من أهل بجانة، أبو القاسم الأندلسي.)) روى عن: سعيد بن فحلون، وأحمد بن جابر. روى عنه: الصاحبان، وأبو عمر الطلمنكي. 4 (أحمد بن محمد الأديب، أبو طاهر الشيرازي الشاعر البليغ.)) روى عنه من شعره، أبو القاسم عمر بن محمد النعماني، وأبو غالب محمد بن أحمد بن بشران اللغوي، وعلي بن الحسن الشمس.
393 4 (أحمد بن محمد بن المكتفي بالله علي بن المعتضد.)) سمع من أبي القاسم البغوي. وعنه: أبو الحسين بن المهتدي بالله. سمع منه سنة سبع وتسعين وثلاثمائة. 4 (أحمد بن محمد بن زيد، أبو سعد القزويني المالكي، صاحب أبي بكر الأبهري، تفقه عليه،)) ) وعلى أبي بكر بن علوية الأبهري. صنف المذهب والخلاف وله كتاب المعتمد في الخلاف في مائة جزء، وهو من أحسن الكتب. وسمع من أبي زيد المروزي. وتوفي سنة نيف وتسعين وثلاثمائة. قاله عياض وقرظه. 4 (إبراهيم بن شاكر بن خطاب، أبو إسحاق القرطبي اللجام.)) روى عن أحمد بن ثابت التغلبي، وأبي محمد بن عثمان، وجماعة، وكان رجلا صالحا ورعا، حافظا للحديث، وأسماء الرجال. روى عنه: أبو عمر بن عبد البر. وقال: إن كان في عصره أحد من الأبدال فيوشك أن يكون منهم. رحمه الله. 4 (إسحاق بن إبراهيم بن شريح، أبو محمد الجرجاني.)) عن الأصم، ومحمد بن عبد الله الصفار. قال الخطيب: ثنا عنه أبو العلاء الواسطي، والعتيقي. 4 (الحسين بن محمد بن أحمد بن قطينا، أبو عبد الله البغدادي.)) روى عن أبي بكر بن زياد النيسابوري، والمحاملي. روى عنه أبو بكر البرقاني وعبد العزيز الأزجي، ووثقه الخطيب.
394 4 (حكم بن محمد بن حكم، أبو العاصي الأموي الأطروش.)) روى عن ابن النحاس النحوي، وسلم بن الفضل، وابن خروف، وأبي بكر بن أبي الموت، وابن حيويه النيسابوري. وولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. روى عنه: الصاحبان، وأبو عمرو الداني. 4 (محمد بن خطاب، أبو عبد الله الأزدي القرطبي النحوي.)) روى عن أبيه، وأبي عالي القالي، وابن القوطية، وبرع في الآداب، وتصدر للعربية. قال ابن الأبار: كان قبل الأربعمائة. 4 (خلف بن سعيد بن عبد الله بن عثمان بن زبارة أبو القاسم ابن المرابط الكلبي، من قرية)) الأبرش الكلبي، ويعرف بالمبرقع المحتسب من أهل قرطبة. رحل إلى المشرق مرتين، أولاهما: سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، وهو ابن ثلاث وعشرين سنة، فسمع أبا سعيد بن الأعرابي، وابن الورد، وأبا بكر الآجري. روى عنه: أبو إسحاق بن شنظير، وأبو حفص الزهراوي. قال ابن شنظير: توفي في نحو) الأربعمائة. 4 (خلف بن عيسى بن سعيد الخير، أبو الحزم الوشقي، فقيه وشقه وقاضيها.)) يروي عن ابن عيشون، وأبي عيسى. حدث عنه: ابنه أبو الأصبغ، وأبو عمر بن الحذاء.
395 وكان من فضلاء المالكية. 4 (علي بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي النيسابوري.)) سمع أبا حامد بن الشرفي، ومكي بن عبدان. 4 (علي بن محمد بن يعقوب الرازي.)) مكثر عن عبد الرحمن بن أبي حاتم. روى عنه أهل بلده. 4 (علي بن محمد بن هبة الله الحاجي، أبو الحسن.)) سمع الأصم، وفي الرحلة من أبي بكر الشافعي، وطبقته. مات في صفر، سنة سبع أو تسع وتسعين وثلاثمائة. 4 (عمر بن القاسم، أبو الحسين المقرئ البغدادي صاحب ابن مجاهد، يلقب وبره، ويعرف)) بابن الحداد. حدث عن علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وقاسم بن إبراهيم الملطي، والحسين المحاملي. روى عنه: أبو محمد الخلال، وأبو الحسن العتيقي، وأبو الفرج الطناجيري. قال الخطيب: صدوق. 4 (عبد الرحمن بن أبي الفهد الأندلسي الإلبيري، أبو المظفر. أحد فحول شعراء قرطبة، وعين)) شعراء الدولة العامرية. رحل في شبيبته إلى المشرق، وأضمرته البلاد قبل الأربعمائة. قال أبو عامر بن شهيد: عمل بحضرتي أربعين بيتا على البديهة، ليس فيها حرف معجم أولها: حلمك ما حد حده أحد 4 (مروان بن عبد الرحمن بن مروان بن الإمام الناصر عبد الرحمن
396 الأموي الأندلسي)) المعروف بالطليق، أبو عبد الملك. أحد فحول الشعراء الأشراف. قال ابن حزم: هو في بني أمية كابن المعتز في بني العباس. سجن وهو ابن ست عشرة سنة، فبقي في السجن ست عشرة سنة، ثم أخرج ولقب بالطليق، وعاش بعد إطلاقه ست عشرة) سنة، ومات كهلا قريبا من سنة أربعمائة. قال الحميدي: فأخبرت أنه كان يتعشق جارية ربيت معه، وعينت له، ثم بدا لأبيه فاستأثرها، فاشتدت بمروان الغيرة، فقتل أباه بسجن. فمن شعره: * غصن يهتز في دعص نقا * يجتني منه فؤآدي حرقا * * أطلع الحسن لنا من وجهه * قمرا ليس يرى ممحقا * * ورنا عن طرف ريم أحور * لحظه سهم لقلبي فوقا * منها: * أصبحت شمسا وفوه مغربا * ويد الساقي المحيي مشرقا * * فإذا ما غربت في فمه * تركت في الخد منه شفقا * 4 (محمد بن مسعود، أبو عبد الله البجاني، ثم القرطبي. شاعر مفلق مكثر، مدح الملوك، وكان)) في حدود الأربعمائة. فمن جيد شعره: * على قدر فضل المرء تأتي خطوبه * ويعرف عند الصبر فيما ينوبه * * وعاقبة الصبر الجميل من الفتى * إلى فرج من ذي الجلال تعيبه * * إذا المرء لم يسحب إلى الهول ذيله * ولم يعتزل بالحادثات جيوبه * * فقد خسر في الدنيا من المال حظه * وقل من الأخرى لعمري نصيبه * وله: * خليلي في الأظعان بدر دجنة * أعار سناه مغرب الشمس مشرقا *
397 * فلا تنكروا شقي جيوبي فإنه * يقل لقلبي بعده أن يشفقا * 4 (يعيش بن سعيد، أبو عثمان الأندلسي الوراق. سمع قاسم بن أصبغ، ومحمد بن معاوية بن)) الأحمر. فأكثر عنهما، وألف مسند حديث ابن الأحمر، بأمر الحاكم المستنصر. قال ابن عبد البر: قرأ علينا مسند ابن الأحمر سنة تسعين وثلاثمائة. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن النعمان، أبو الفتح بن النحوي الأنباري، نزيل الرملة.)) روى عن المحاملي، وأبي العباس بن عقدة، ويوسف الأزرق.) روى عنه: أبو سعد الماليني، وعلي الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وآخرون. وكان كثير الحديث. 4 (محمد بن الحسن بن سليمان القاضي، أبو جعفر المطوعي، المعروف بالباحث.)) ولي القضاء بكور خراسان. وله مصنفات كثيرة. أراده ابن عباد على القضاء على شروط، أن ينتحل الاعتزال، فامتنع. ذكره ابن الصلاح في الشافعية. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن حمدان النيسابوري المرادي العدل.)) سمع مكي بن عبدان، والمحاملي، وابن عقدة. قال ابن ماكولا: ثنا عنه أبو سعيد بن عليك بالري. 4 (محمد بن إسحاق النديم البغدادي، أبو الفرج الإخباري الأديب الشيعي المعتزلي، صاحب)) التصانيف. فمن كتبه كتاب الفهرست، وكتاب التشبيهات. والفهرست هو
398 في أخبار الأدباء، ذكر أنه صنف في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، ولا علم متى توفي، وإنما كتبته هنا على التوهم. 4 (محمد بن أسد، أبو طاهر الأشناني، إمام جامع الرقة.)) روى عن أبي سهل ابن زياد، والخلدي، وقرأ بالروايات على النقاش، وأبي طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم. روى عنه: أبو سعد الماليني، وأبو نصر السجزي. 4 (محمد بن الحسن القاضي، أبو عبد الله المصري الدقاق.)) سمع: محمد بن الزبير بن سليمان، وأبا سعيد بن الأعرابي. وعنه: هبة الله بن إبراهيم الصواف. 4 (محمد بن علي بن أحمد بن ذهب التميمي البغدادي المذهب.)) سمع يحيى بن صاعد، وأبا بكر بن زياد النيسابوري. روى عنه: حفيده أبو علي الحسن بن علي بن المذهب، وبقي إلى بعد التسعين وثلاثمائة فيما أظن. 4 (محمد بن علي بن عبد الله الأموي، أبو عبد الله السبتي، ويعرف بابن الشيخ.)) كان محدث سبتة في وقته، مشهور بالخير والورع، رحل إلى الأندلس، وسمع من وهب بن) مسرة، وأبي عيسى الليثي. قال القاضي عياض: كانت عنده غرائب وعجائب. 4 (محمد بن عمر بن خشين، أبو أحمد البغدادي.)) حدث عن يزداد الكاتب، وأبي عبد الله المحاملي، وخيثمة الأطرابلسي. روى عنه: هبة الله اللالكائي، وأبو الحسن العتيقي، وقال: ثقة، كثير الأسفار.
399 4 (علي بن عمر بن محمد بن العباس، أبو الحسن الرازي القصار، الفقيه الشافعي.)) قال أبو يعلى الخليلي: أفضل من لقيناه بالري. كان مفتيها قريبا من ستين سنة، أكثر من عبد الرحمن بن أبي حاتم، وابن معاوية الكاغدي وأحمد بن خالد الحروري، ومحمد بن قارن، ولقي بآخره شيوخ بغداد: ابن السماك، والنجاد، وكان عالما، له في كل علم حظ، وبلغ قريبا من مائة سنة. سمعت عبد الله بن محمد الحافظ يقول: لم يعش أحد من الشافعية ما عاش هذا، وكان عالما بالفتاوى والنظر. قلت: وروى عنه هبة الله اللالكائي، وعبد الجبار بن عبد الله بن بزرة الرازي، وجماعة، ولا أعلم متى توفي. 4 (أبو عبد الله القمي التاجر، من كبار المتمولين بمصر، اشتملت وصيته على ألف ألف دينار،)) وتوفي بطريق مكة سنة أربعمائة. 4 (بديل بن أحمد بن محمد الحافظ، أبو بكر الهروي.)) حدث ببغداد عن الأصم، ومنصور بن الحسن الدينوري، وجماعة. وعنه: أبو سعد الماليني، وأبو محمد الخلال. ذكر الخطيب ترجمته مختصرة. 4 (معروف بن محمد، أبو المشهور الزنجاني الواعظ، نزيل الري.)) روى عن: أبي سعيد بن الأعرابي، وقاسم الملطي. وعنه: البرقاني، ورضوان الدينوري، والعتيقي. قال الخطيب: تكلم فيه. حدث في سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. 4 (أبو حيان التوحيدي، صاحب المصنفات، واسمه علي بن محمد بن العباس الصوفي.))
400 كان في حدود الأربعمائة، وله مصنفات عديدة في الأدب والفصاحة والفلسفة، وكان سيئ الاعتقاد، نفاه الوزير أبو محمد المهلبي. قال ابن بابي في كتاب الخريدة والفريدة: كان أبو حيان كذابا، قليل الدين والورع عن القذف) والمجاهرة بالبهتان، تعرض لأمور جسام من القدح في الشريعة والقول بالتعطيل، ولقد وقف سيدنا الصاحب كافي الكفاة على ما كان يدغله ويخفيه من سوء الاعتقاد، فطلبه ليقتله، فهرب والتجأ إلى أعدائه، ونفق عليهم بزخرفه وإفكه، ثم عثروا منه على قبيح دخلته وسوء عقيدته وما يبطنه من الإلحاد، ويرويه في الإسلام من الفساد، وما يلصقه بأعلام الصحابة من القبائح، ويضيفه إلى السلف الصالح من الفضائح، فطلبه الوزير المهلبي، فاستتر منه، ومات في الاستتار، وأراح الله منه، ولم يؤثر عنه إلا مثلبة أو مخزية. وقال أبو الفرج بن الجوزي في تاريخه: زنادقة الإسلام ثلاثة: ابن الراوندي، وأبو حيان التوحيدي، وأبو العلاء المعري، وأشدهم على الإسلام أبو حيان لأنهما صرحا، وهو مجمع ولم يصرح. قلت: وكان من تلامذه علي بن عيسى الرماني، وقد بالغ في الثناء على الرماني في كتابه الذي ألفه في تقريظ الجاحظ، فانظر إلى الحامد والمحمود، وأجود الثلاثة: الرماني مع اعتزاله وتشيعه.
401 وأبو حيان هو الذي نسب نفسه إلى التوحيد، كما سمى ابن تومرت أتباعه، فقال: الموحدين، وكما سمى صوفية الفلاسفة نفوسهم بأهل الوحدة وأهل الإلحاد. أخبرني أحمد بن سلامة كتابة، عن الطرسوسي، عن ابن طاهر الحافظ، قال: سمعت أبا الفتح عبد الوهاب الشيرازي بالري يقول: سمعت أبا حيان التوحيدي يقول: أناس مضوا تحت التوهم، وظنوا أن الحق معهم، وكان الحق وراءهم. قلت: مثلك يا معشر، بل أنت حامل لوائهم. وقيل: إن أبا حيان معدود في كبار الشافعية. ذكره لي القاضي عز الدين الكناني. وقال الشيخ محيي الدين النواوي في كتاب تهذيب الأسماء: أبو حيان التوحيدي من أصحابنا المصنفين، من غرائبه أنه قال في بعض رسائله: لا ربا في الزعفران، ووافقه عليه القاضي أبو حامد المروزي، والصحيح تحريم الربا فيه. وقد ذكره ابن النجار وقال: له المصنفات الحسنة، كالبصائر وغيرها، وكان فقيرا صابرا متدينا، إلى أن قال: كان صحيح العقيدة، كذا قال، بل كان عدوا لله خبيثا. قال: سمع أبا بكر الشافعي، وجعفر الخلدي، وأبا سعيد السيرافي، والقاضي أحمد بن بشر العامري.) وعنه: علي بن يوسف القاضي، ومحمد بن منصور بن جيكان وعبد الكريم بن محمد الداوودي، ونصر ين عبد العزيز المقرئ الفارسي، ومحمد بن إبراهيم بن فارس الشيرازيون، ولقي الصاحب ابن عباد، وأمثاله. قلت: وسماع نصر بن عبد العزيز منه في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، وقد سمع منه بشيراز أبو سعد عبد الرحمن بن ممجة الأصبهاني في سنة أربعمائة.
402 4 (أبو القاسم بن مسلمة بن أحمد القرطبي.)) كان أستاذا مقدما في علم الهيئة والهندسة والأرصاد وهذه الصنائع المظلمة، وكان حاذقا بمعرفة كتاب المجسطي لبطليموس، وله تصانيف عديدة في العلوم الرياضية، وأنجب له تلامذة منهم ابن السمح، وابن الصفار، وابن خلدون، والكرماني، والزهراوي، وتوفي في حدود سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة. 4 (منصور بن محمد بن منصور، أبو الحسن البغدادي القزاز المقرئ.)) قرأ القرآن: برواية أبي عمرو، على أبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد، وأسن وتفرد في وقته. قرأ عليه القرآن: أبو نصر أحمد بن مسرور الخباز المقرئ، وأبو علي الحسن بن علي العطار، ونصر بن عبد العزيز الشيرازي، وغيرهم. قال الخطيب: حدث عن نفطويه ونحوه. ثنا عنه أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وكان ثقة. 4 (محمد بن أحمد، أبو الفرج الغساني الدمشقي الشاعر المعروف بالوأواء، وليس للشامين في)) وقته مثله. روى عنه من شعره: أبو الحسن الميداني، وأبو محمد الجوهري، وأبو منصور يوسف بن هلال. قال فيه أبو منصور الثعالبي في اليتيمة: وهو من حسنات الشام، وأحد صياغة الكلام، ومن عجيب شأنه ما أخبرني أبو بكر الخوارزمي قال: كان أبو الفرج الوأواء مناديا في دار بطيخ بدمشق على الفواكه، فما زال يشعر، حتى جاد شعره، وسار، ووقع منه ما يروق، وتفرق حتى تعلو العيوق.)
403 وقال يوسف بن هلال: أنشدني الوأواء لنفسه: * ترشفت من شفتيه العقار * وقبلت من خده جلنارا. * * وشاهدت منه كثيبا مهيلا * وغصنا رطيبا وبدرا ونارا. * * وأبصرت من وجهه في الظلام * بكل ما كان بليل نهارا. * قال: وأنشدني لنفسه: * زمان الربيع زمان أنيق * وعيش الخلاعة عيش رفيق. * * وقد جمع الوقت حاليهما * فمن ذا يفيق ومن يستفيق. * * ويوم ستارته غيمه * وقد طرزت رفرفيه البروق. * * عقدنا من الند دخانه * ومن شرر الراح فيه رحيق. * * سجدنا لصلبان منشوره * وقد نصرتنا لديه الرحيق. * * فذا أصفر وجل خائف * وذا أحمر وكذاك العشيق. * * أدريا غلام كؤوس المدام * وإلا فيكفيك لحظ وريق. * * تغنم بنا غفلة الحادثا * ت فوجه الحوادث وجه صفيق. * وله في سيف الدولة بن حمدان: * من قاس جداواك بالغمام فما * أنصف في الحكم بين شكلين. * * أنت إذ جدت ضاحك أبدا * وهو إذا جاد باكي العين. * وله: * أتاني زائرا من كان بيدي * لي الهجر الطويل ولا يزور. * * فقال الناس لما أبصروه * ليهنك زارك القمر المنير. * * متى أرعى رياض الحسن فيه * وعيني قد تضمنها غدير. *
404 4 (سعيد بن عثمان بن مروان القرشي الأندلسي، الشاعر المعروف بابن عمرون، من فحول)) شعراء المنصور أبي عامر صاحب الأندلسي، ومن شعره في المنصور، وقد أحسن ما شاء. * ذكر العقيق ومنزلا بالأبرق * فكفاه ما يلقى الفؤاد وما لقي. * * ردت إليه صبابة ردته من * فرط التوقد كالذبال المحرق. * * من لي بمن تأبى الجفون لفقده * أن لا يلتقي أو نلتقي.) * (ريم يروم وما اجترمت جريمة * قتلي ليتلف من بقائي ما بقي. * * لم يلق قلبي قط من لحظاته * إلا بسهم للحتوف مفوق. * * وإذا رماني عن قسي جفونه * لم أدر من أي الجوانب أتقي. * قال الإمام أبو محمد بن حزم: تذكر المنصور هذه القصيدة في سنة إحدى وثمانين فأعجبته، وكان سعيد قد مدحه بها قديما، فأمر له الآن بثلاثمائة دينار. 4 (ابن الحسين الأندلسي شاعر مفلق في حدود الأربعمائة. فمن شعره:)) * تعيرني أن لا أقيم ببلدة * وفي مثل حالي هذه القمران. * * رأت رجلا لا يشرب الماء صافيا * ويحلو لديه وهو أحمر قان. * * له همم سافرن في طلب العلى * نجوم الثريا عندهن دواني. * * تغرب لما أن تغرب ذكره * علوا كلا هاذين مغتربان. * 4 (أحمد بن علي بن وصيف، أبو الحسين بن خشكناكه البغدادي، الكاتب الشاعر النديم،)) صاحب الموصول بالنظم، وكتاب صناعة البلاغة، وكان شيعيا مناظرا، نادم الوزير المهلبي، وبقي إلى أيام الملك شرف الدولة، وقد نادم ابن بقية الوزير. فمن شعره: * سلمت بالجفون سلمى فسلم * ت إليها قلبا سليما سقيما. *
405 * فالقوام القويم يهتز لدنا * زاده الهز في النقى تقويما. * * كم لها من مقاتل وقتيل * وكلام به تداوي الكلوما. * * رب ليل من شعرها ونهار * من سنا وجهها اتخذت نديما. * 4 (علي بن إسماعيل بن الحسن الأستاذ، أبو الحسن البصري القطان المقرئ المعروف)) بالخاشع، أحد من عني بالقراءات ورحل فيها. قرأ بمكة على أبي بكر محمد بن عيسى بن بندار صاحب قنبل، وبأنطاكية على الأستاذ إبراهيم بن عبد الرزاق، وبغيرها على محمد بن عبد العزيز بن الصباح، وأحمد بن محمد بن بقرة، ومحمد بن عبد الله الرازي صاحب الحسين بن علي الأزرق، وطائفة. وتصدر للإقراء ببغداد. قرأ عليه أبو علي الأهوازي، وأبو نصر أحمد بن مسرور، وأبو بكر محمد بن عمر بن زلال) النهاوندي. 4 (أحمد بن عبد الواحد بن أحمد، أبو بكر البجلي الجريري المكي. رحال جوال.)) روى عن عبد الله بن محمد بن السقاء، وأبي بكر الإسماعيلي، والمفيد، وطبقتهم. وعنه: تمام الرازي، وهو أسند منه، وعلي بن الحسن الربعي، وأبو الحسن بن السمسار، ومات قبل أوان الرواية. 4 (علي بن الحسين بن محمد بن يوسف بن بحر بن بهرام الوزير، أبو القاسم بن المغربي،)) وهو بغدادي الأصل، والمغربي لقب جده. ولد أبو القاسم بحلب، ونشأ بها، ووزر لصاحبها سعد الدولة أبي المعال بن سيف الدولة بن حمدان، ثم هرب خوفا منه إلى مصر، وعظم بها، ووزر للحاكم، ثم قتله الحاكم. وكان شاعرا أديبا.
406 روى عنه: الحافظ عبد الغني الأزدي، وهو والد الوزير أبي القاسم الحسين. 4 (الحسن بن المليح بن مسلم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى بن الحسين بن جعفر بن عبيد الله)) بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الأمير الشريف، أبو محمد العلوي الحسيني المدني، أمير المدينة وابن أميرها. أبي طاهر. قال أبو الغنائم النسابة في كتاب نزهة العيون: حكى الشريف حسن بن المليح قال: قدمت على بكجور نائب دمشق. قلت: وليها في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة. قال: فأتيته وأنا شاب، وكان يحب العلويين، وكان أبي إذا ذاك أمير المدينة، فنزلت في فندق الطائي بسوق القمح من دمشق، وأهديت له شعرا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحكاية، وأن بكجور وصله بأشياء، فلما خرج، قال بعض الحاضرين: كيف يكون هذا شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعله من شعر أهل بيته، قال: فتغير على ثاني يوم، ثم بلغني ذلك، فتألمت، وجئته، وقلت: أشتهي ترد علي هديتي، فأحضره، فطلبت منقل نار، فأحضر، فوضعت الشعر، وكان أربع عشرة شعرة، على ذلك الحجر، فلم يحترق، فبكى الأمير وقال: يا حيانا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالغ في كرامتي، حتى أنني لما ركبت، أخذ بركابي وقبل رجلي. 4 (محمد بن عمر، أبو الحسن الأنباري، الشاعر الذي رثى الوزير ابن بقية بكلمته البديعة.)) ) علو في الحياة والممات. توفي سنة نيف وتسعين وثلاثمائة. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن عثمان الخولاني، أبو بكر القرطبي الزاهد، ويعرف بالعواد. روى)) الموطأ عن أبي عيسى يحيى بن عبد الله، وغيره. حدث عنه أبو الوليد بن الفرضي، وابن أخيه محمد بن عبد الله والد
407 أحمد بن محمد الخولاني، بلغنا أنه توفي بعسقلان. 4 (محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني.)) سمع من إسحاق الدبري جملة صالحة، وحدث بمكة. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم في المستدرك. 4 (محمد بن أبي موسى عيسى بن أحمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن معبد)) بن العباس بن عبد المطلب، الرئيس الأنبل، أبو عبد الله الهاشمي، والد الشريف أبي بكر أحمد. حدث عن جعفر الفريابي، وكان ثقة. قال الخطيب: روى عنه ولده أبو بكر، قال: وإليه انتهت رئاسة العباسيين في زمانه. قال أبو إسحاق الطبري، رأيت ثلاثة لا يزاحمون، يعني في السؤدد: أبو عبد الله الحسين بن أحمد الموسوي الطالبي، والد الشريف المرتضى، وأبو عبد الله محمد بن أبي موسى الهاشمي، وأبو بكر الأكفاني، صدر الشهود.