وافي بالوفيات (جزء 5) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وافي بالوفيات (جزء 5) - نسخه متنی

خلیل بن ایبک صفدی؛ محققین: احمد ارناووط، ترکی مصطفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الكتاب: الوافي بالوفيات
المؤلف: الصفدي
الجزء: 5
الوفاة: 764
المجموعة: مصادر التاريخ
تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى
الطبعة:
سنة الطبع: 1420 - 2000م
المطبعة: بيروت - دار إحياء التراث
الناشر: دار إحياء التراث
ردمك:
ملاحظات:
((الجزء الخامس))
((بسم الله الرحمن الرحيم))
((رب أعن))
)
ابن جري الرقي محمد بن محمود بن عون بن فريج أبو عبد الله التاجر المعروف بابن جري بجيم مضمومة وراء مشددة مفتوحة من أهل الرقة قدم بغداذ مرات وقرأ بها الأدب على أبي البركات ابن الأنباري وسمع المقامات الحريرية من منوجهر وقرأ بواسط القرآن على أبي بكر بن الباقلاني وعلى ابن خطيب شافيا وكانا من أصحاب القلانسي وقرأ الفقه ببغداذ على ابن فضلان وسمع الحديث من ابن شاتيل وابن زريق وابن الطراح وغيرهم وسمع بالشام من يحيى بن أحمد بن محمود الثقفي الأصبهاني وقرأ عليه ابن النجار كتاب الشكر لابن أبي الدنيا قال ابن النجار كان بخيلا شديد الإمساك على نفسه ظاهره ظاهر الفقراء ويعيش عيشهم وطول في وصفه بالبخل وسوء الحال وكثرة المال وقال قصده أصحاب الحديث فلم يسمعهم شيئا إلا بأجر يأخذه من حطام الدنيا وقتل وأخذ ماله في سنة ثلاثين وست مائة
3 (ابن العلوية الصوفي))
محمد بن محمود بن محمد بن محمد بن خسر فيروز بن بهمنيار الشيرازي الأصل البغداذي المولد أبو طالب الصوفي المعروف بابن العلوية تولى قضاء النيل ثم عزل وكان أديبا كيسا ظريفا حدث عن أبي غالب محمد بن الحسن الباقلاني وسمع منه أبو محمد بن الخشاب ومن شعره
* ألا إن قلبي هائم ومروع
* لأجلكم يا سادتي كيف أصنع
*
* ومن أجلكم فارقت إلفي وملني
* سروري ودمعي بعدكم أتجرع
*
* وحقكم إني مشوق إليكم
* وكبدي عليكم كل يوم تقطع
*

5
قلت شعر مرذول ولد سنة تسعين وأربع مائة وتوفي سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة
3 (السناباذي الواعظ))
محمد بن محمود بن محمد بن أحمد السناباذي الطوسي أبو الفتح سمع أبا سعد محمد بن أحمد بن الخليل النوقاني وقرأ الفقه على محمد بن يحيى وكان من أئمة الفقهاء الشافعية مليح الوعظ حسن العبارة فصيحا قدم بغداذ سنة سبع وستين وخمس مائة بعد موت البروي وجلس للوعظ ولم يصادف قبولا فتوجه إلى الشام ودخل مصر واستوطنها إلى حين وفاته وصادف بها القبول التام من الملوك والعوام ولما مات سنة ست وتسعين وخمس مائة دفن بالقرافة وحمله أولاد السلطان على رقابهم))
3 (ابن المروزي))
محمد بن محمود بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن المروزي من بيت مشهور بالعلم والدين والرواية والفضل حفظ القرآن وقرأ الفقه على مذهب الشافعي وعلق التعليقة في الخلاف عن محمد بن أبي علي النوقاني وصحبة إلى حين وفاته وتكلم في مسائل الخلاف وقرأ الأصولين والجدل والمنطق وقرأ النحو واللغة حتى برع فيهما وكان يكتب خطا مليحا وولي الإشراف على ديوان التركات الحشرية وكان كيسا ظريفا لطيفا متوددا أوصى أن يكتب على كفنه
* يكون أجاجا دونكم فإذا انتهى
* إليكم تلقى طيبكم فيطيب
* توفي سنة ست عشرة وست مائة
3 (أبو العلاء الغزنوي))
محمد بن محمود بن أبي الحسن النيسابوري الغزنوي أبو العلاء ذكره تاج الإسلام في تاريخ مرو وقال لقيته ببلخ في شهر رجب سنة سبع وأربعين وخمس مائة وقال هو من أهل غزنة وكان إماما فاضلا واسع العلم متفننا عارفا بالأدب مليح المحاورة كثير المحفوظ جمع كتابا مليحا في شعراء عصره سماه سر السرور وكان والده من مشاهير العلماء صاحب الكتب الحسان مثل التفسير وخلق الإنسان وقدم ولده محمد خراسان رسولا مرتين من صاحب غزنة إلى السلطان سنجر بن ملكشاه وكان ولي القضاء بغزنة

6
3 (ابن محمود بن سبكتكين))
محمد بن محمود بن سبكتكين تولى الملك بعد أبيه بوصية منه وكان أخوه مسعود غائبا فجاء وأظهر خلافه وجرى لهما ما سيأتي ذكره في ترجمة أخيه مسعود بن محمود في حرف الميم مكانه وآخر أمره خلعه الجند واعتقلوه ووكلوا به وتولى أخوه مسعود الأمر بميل الجند إليه وذلك بعد الاثنين والعشرين وأربع مائة كان كريما إلا أنه انهمك على لذاته ففاته المطلوب ولما سجنه أخوه مسعود سمل عينيه ثم إنه بعد ذلك أطاعه الجند فولوه عليهم وقتل أخاه مسعودا سنة ثلاث وثلاثين وأربع مائة والله أعلم
3 (السلطان السلجوقي))
محمد شاه بن محمود بن محمد بن ملكشاه أخو ملكشاه السلطان السلجوقي طلب أن يخطب أن له ببغداذ فلم يجب إلى ذلك فسار إليها وحاصرها ثم رحل عنها وتوفي بالقرب من همذان)
بعلة السل سنة أربع وخمسين وخمس مائة وله ثلاث وثلاثون سنة وكان موصوفا بالعقل والكرم والتأني في أموره واختلف الأمراء بعده فقوم طلبوا أخاه ملكشاه وقوم طلبوا أخاه سليمان شاه وهم الأكثر وقوم طلبوا أرسلان شاه وكان سليمان شاه محبوسا بالموصل فجهزه زين الدين بإشارة نور الدين الشهيد فأجلسوه على سرير الملك بهمذان وكان قصدهم أن يأكلوا به البلاد لأنه كان مشغولا باللعب واللهو
3 (الطوسي الأشعري))
محمد بن محمود بن محمد الشهاب الطوسي أبو الفتح الفقيه الشافعي نزيل مصر إمام مفت علامة مشهور سمع وروى كان جامعا للفنون درس بمنازل العز وانتفع به جماعة قدم بغداذ وركب بالسنجق والسيوف المسللة والغاشية والطوق في عنق البغلة فمنع من ذلك فسافر إلى مصر ووعظ وأظهر مذهب الأشعري وثارت عليه الحنابلة وكان يجري بينه وبين زين الدين ابن نجية العجائب من السباب وسئل أيما أفضل دم الحلاج أو دم الحسين فغضب من ذلك فقيل له إن دم الحلاج كتب على الأرض الله الله ولا كذلك دم الحسين فقال المتهم يحتاج إلى تزكية وتوفي سنة ست وتسعين وخمس مائة
3 (ابن النجار))
محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن الحافظ الكبير

7
محب الدين أبو عبد الله ابن النجار البغداذي صاحب التاريخ ولد في ذي القعدة سنة ثمان وسبعين وخمس مائة وسمع من عبد المنعم بن كليب ويحيى بن بوش وذاكر بن كامل وأبي الفرج ابن الجوزي وأصحاب ابن الحصين والقاضي أبي بكر فأكثر وأول سماعه وله عشر سنين وله الرحلة الواسعة إلى الشام ومصر والحجاز وأصبهان وخراسان ومرو وهراة ونيسابور وسمع الكثير وحصل الأصول والمسانيد وخرج لنفسه ولجماعة وجمع التاريخ الذي ذيل به على تاريخ الخطيب لبغداذ واستدرك فيه على الخطيب فجاء في ثلاثين مجلدا دل على تبحره في هذا الشأن وسعه حفظه وقد نقلت منه تراجم عديدة في هذا الكتاب رحم الله مصنفه وكان إماما ثقة حجة مقرئا مجودا حلو المحاضرة كيسا متواضعا اشتملت مشيخته على ثلاثة آلاف شيخ ورحل سبعا وعشرين سنة يقال إنه حضر مع الشيخ تاج الدين الكندي ليلة في مجلس المعظم عيسى أو الأشرف موسى لأنه كان ذكره وأثنى عليه فقال له أحضره فسأله السلطان عن وفاة الشافعي متى)
كانت فبهت وهذا من التعجيز لمثل هذا الحافظ الكبير القدر فسبحان من له الكمال وله كتاب القمر المنير في المسند الكبير ذكر كل صحابي وما له من الحديث وله كتاب كنز الإمام في معرفة السنن والأحكام والمختلف والمؤتلف ذيل به على ابن ماكولا والمتفق والمفترق على منهاج كتاب الخطيب نسب المحدثين إلى الآباء والبلدان كتاب عواليه كتاب معجمة جنة الناظرين في معرفة التابعين الكمال في معرفة الرجال العقد الفائق في عيون أخبار الدنيا ومحاسن تواريخ الخلائق الدرة الثمينة في أخبار المدينة نزهة الورى في أخبار أم القرى روضة الأوليا في مسجد إيليا الأزهار في أنواع الأشعار سلوة الوحيد غرر الفوائد ست مجلدات مناقب الشافعي وأنوار الزهر في محاسن شعر شعراء العصر كتاب نحا فيه نحو نشوار المحاضرة مما التقطه من أفواه الرجال مجموع غرر الفوائد ومنثور درر القلائد نزهة الطرف في أخبار أهل الظرف إخبار المشتاق إلى أخبار العشاق الكافي في الصلاح الشافي في الطب ووقف كتبه بالنظامية وتوفي سنة ثلاث وأربعين وست مائة قال ياقوت في معجم الأدباء وأنشدني لنفسه
* وقائل قال يوم العيد لي ورأى
* تململي ودموع العين تنهمر
*
* مالي أراك حزينا باكيا أسفا
* كأن قلبك فيه النار تستعر
*
* فقلت إني بعيد الدار عن وطني
* ومملق الكف والأحباب قد هجروا
* ونظر إلى غلام تركي حسن الصورة فرمد باقي يومه فقال
* وقائل قال قد نظرت إلى
* وجه مليح فاعتادك الرمد
*

8
* فقلت إن الشمس المنيرة قد
* يعشى بها الناظر الذي يقد
* قلت شعر مقبول
3 (المراتبي الحنبلي))
محمد بن محمود بن عبد المنعم الإمام تقي الدين المراتبي الحنبلي كان فقيها ورعا في مذهبه ذا فنون توفي سنة أربع وأربعين وست مائة
3 (الرصاصي الطبيب))
محمد بن محمود بن أبي زيد الحكيم الطبيب أبو عبد الله الرازي الرصاصي شيخ فاضل مسن له أربع وثمانون سنة توفي سنة ستين وست مائة ولم يذكره ابن أبي أصيبعة))
3 (المنصور صاحب حماة))
محمد بن محمود بن محمد بن عمر بن شاهنشاه بن أيوب صاحب حماة وابن ملوكها الملك المنصور أبو المعالي ناصر الدين ابن الملك المظفر تقي الدين ابن الملك المنصور صاحب حماة المعرة بعد والده وليهما وعمره عشر سنين وأيام سنة اثنتين وأربعين رعاية لأمه الصاحبة غازية بنت الملك الكامل وقام بتدبير دولته أمه وسيف الدين طغريل أستاذ الدار وشيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز وكان فيه كرم وحسن عشرة ولكنه كان يلعب وينهمك على اللهو وغير ذلك وتوفي سنة ثلاث وثمانين وست مائة
3 (شمس الدين الأصبهاني))
محمد بن محمود بن محمد بن عباد الكافي العلامة شمس الدين أبو عبد الله الأصبهاني الأصولي قدم الشام بعد الخمسين وست مائة وناظر الفقهاء واشتهرت فضائله وسمع بحلب من طغريل المحسني وغيره وانتهت إليه الرياسة في معرفة الأصول في الفقه وشرح المحصول للإمام فخر الدين شرحا كبيرا حافلا وصنف كتاب القواعد مشتملا على أصول الدين وأصول الفقه والمنطق والخلاف وهو حسن تصانيفه وله غاية الطلب في المنطق وله معرفة جيدة بالعربية والأدب والشعر لكنه قليل البضاعة في الفقه والسنة ولي قضاء منبج في أيام الناصر ثم دخل مصر وولي قضاء قوص ثم قضاء الكرك ورجع إلى مصر وولي تدريس الصاحبية وأعاد وأفاد وولي تدريس مشهد الحسين وتدريس الشافعي وتخرج به خلق ورحل إليه الطلبة وكتب عنه الحديث علم الدين البرزالي وغيره مولده بأصبهان سنة ست عشرة وتوفي بالقاهرة سنة ثمان وثمانين وست مائة

9
3 (ابن شهاب الدين محمود))
محمد بن محمود بن سلمان بن فهد القاضي شمس الدين صاحب ديوان الإنشاء بدمشق وابن صاحب ديوان الإنشاء بها جاء والده إلى دمشق من مصر وكان حول والده يكتب المطالعة هو وولده القاضي شرف الدين أبو بكر وكان القاضي شمس الدين إذا سافر الأمير سيف الدين تنكز إلى الصيود يسافر هو معه ويتخلف والده بالمدينة لضعفه عن الحركة وكبر سنه فلما توفي والده في شعبان سنة خمس وعشرين وسبع مائة تولى هو صحابة ديوان الإنشاء مكان والده استقلالا فلم تطل مدته بعد ذلك وتوفي في عاشر شوال سنة سبع وعشرين وسبع)
مائة وكان رحمه الله خطا منسوبا نقشا نغشا مليحا إلى الغاية وكتب مجاميع أدبية كثيرة ولم يكن فيه شر من خيار عباد الله طباعا كثير التواضع لم يغيره المنصب ولم يكن له فيما علمت نظم ولا نثر وكان الأمير سيف الدين تنكز يحبه كثيرا ويميل إليه ولما توفي رثاه جمال الدين محمد بن نباتة بقصيدة أولها
* أطلق دموعك إن القلب معذور
* وإنه بيد الأحزان مأسور
*
* وخل عينيك يهمي من مدامعها
* در على كاتب الإنشاء منثور
*
* يسوءني ويسوء الناس أجمع يا
* بيت البلاغة أن البيت مكسور
*
* في كل يوم برغمي من منازلكم
* ينأى ويذهب محمود ومشكور
*
* خبا الشهاب فقلنا الشمس فاعترضت
* أيدي الردى فزمان الأنس ديجور
*
* آها لمنظر شمس لا يذم لها
* بالسعي في فلك العلياء تسيير
* منها
* لهفي عليه لأخلاق مهذبة
* سعي الثناء بها والأجر مبرور
*
* تواضع لاسمه منه أزدياد على
* وفي التكبر للأسماء تصغير
*
* وهمة بين خدام العلى نشأت
* فاللفظ والعرض ريحان وكافور
*
* لا عيب فيه سوى فكر عوائده
* للحمد رق وللألفاظ تحرير
*
* حتى إذا لاح مرفوعا مدائده
* وراح ذيل علاه وهو مجرور
*
* تخيرته أكف الموت عارفة
* بنقده وتنقته المقادير
* منها
* والمرء في الأصل فخار فلا عجب
* إن راح وهو بكف الدهر مكسور
*
* جادت ضريحك شمس الدين سارية
* يمسي صداك لديها وهو مسرور
*

10
3 (الكاتب))
محمد بن مخلد الكاتب أورد له صاحب كتاب البارع
* تخطي النفوس على العيا
* ن وقد تصيب على المظنه
*
* كم من مضيق في الفضا
* ء ومخرج بين الأسنة
*
3 (شرف الدين ابن مختار))
)
محمد بن مختار شرف الدين الحنفي اجتمعت به غير مرة بقلعة الجبل جرت بيني وبينه مباحث أصولية فكان يميل إلى اعتقاد الفلاسفة وكان جيد الذهن يعرف الهندسة جيدا وله يد طولى في الهيئة والحساب وكان في الأصل صائغا وتسلط بالصياغة على معرفة كتاب الحيل لبني موسى فكان يصنع منها بيده أشياء غريبة ويقدمها للأمير سيف الدين قجليس الناصري فراج عنده وأخذ فقاهات في مدارس الحنفية ورواتب وكانت له يد في المنطق وكان يحب الأدب ولم يكن له فيه يد بل ولا ذوق ولشهاب الدين العسجدي فيه أبيات أنشدنيها منها أولها
* ليس ابن مختار في كفر بمختار
* وإنما كفره تقليد كفار
* توفي في سنة سبع وثلاثين وسبع مائة بالقاهرة
3 (الدميري))
محمد بن المرزبان الدميري قال حمزة كان بليغا عالما بمجاري اللغة تصدر عنه الكتب الطوال وكان يتعاطى الأوصاف ويركب مركب علي بن عبيدة الريحاني وكان أحد التراجمة ومن ينقل الكتب من الفارسية إلى العربية وله أكثر من خمسين نقلا من كتب الفرس وله بضعة عشر كتابا في الأوصاف منها كتاب في وصف الفرس والفارس وكتاب في وصف السيف وكتاب في وصف القلم ومن الكرج آخر يقال له محمد بن سهل ابن المرزبان له كتاب المنتهى ليس هو هذا وتقدم ذكره في موضعه
3 (الباهلي))
محمد بن مرزوق الباهلي روى عنه مسلم والترمذي وابن ماجة وتوفي سنة خمسين ومائتين أو ما دونها

11
3 (الزعفراني الفقيه))
محمد بن مرزوق بن عبد الرزاق بن محمد بن عثمان بن أحمد الجلاب الزعفراني أبو الحسن الفقيه الشافعي درس الفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي ولازمه حتى برع فيه وألف في المذهب عدة كتب منها تحرير أحكام الصيام ومناسك الحج وسمع الحديث الكثير ببغداذ ورحل في طلبه إلى البصرة وخوزستان والأهواز وأصبهان والشام وديار مصر وكتب بخطه كثيرا وجمع وحصل وكان شيخا فاضلا ورعا دينا على طريق السلف وكتب خطا حسنا مضبوطا محققا توفي سنة سبع عشرة وخمس مائة ودفن ببغداذ في الجانب الشرقي في)
الوردية
3 (المالكي والد ابن زهر))
محمد بن مروان بن زهر أبو بكر الإيادي الإشبيلي كان فقيها حافظا لمذهب مالك حاذفا في الفتوى عمر وكان واسع الرواية وهو والد الطبيب الماهر ابن زهر توفي سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة
3 (محمد بن مروان بن أبي حفصة))
محمد بن مروان بن أبي الجنوب بن مروان بن أبي حفصة شاعر ابن شاعر ذكره الطبري وأورد مدائحه في المعتز وذكره ابن الجراح في كتاب الورقة وقال وكان مطرحا في أيام المستعين فلما وقعت الفتنة لزم المعتز ومدحه مدحا كثيرا وخص به فقلده اليمامة والبحرين فتعدى على أهلها وأوقع العصبية وقتل خلقا فتظلموا منه فصرفه وسيأتي ذكر والده وجده في مكانيهما ومن قوله يمدح المعتز في الفتنة
* أعاد لنا المعتز أيام جعفر
* وأحيا لنا بالعدل والجود جعفرا
*
* إمام له في كل قلب محبة
* كوالده قولا وفعلا ومنظرا
*
* ظفرت بحق طالما قد ظلمته
* ومن كان يبغي الحق أمسى مظفرا
*
3 (أبو بكر البغداذي))
محمد بن مروان بن عبد الله أبو بكر أورد له محب الدين ابن النجار قوله
* وعدتني زيارة ذات يوم
* حين طالبتها نهارا جهارا
*
* قلت يا منيتي فهلا بليل
* فهو أخفى لمن أراد استتارا
*

12
* فاستشاطت تجبرا ثم قالت
* لو رأى وجهي الظلام أنارا
*
* أي شمس رأيت تطلع ليلا
* إنما تطلع الشموس نهارا
*
3 (أبو عبد الله الأزدي))
محمد بن مزاح الأزدي يقول في ثقيل
* لنا صديق زائد ثقله
* فظفره كالجبل الراسي
*
* تحمل منه الأرض أضعاف ما
* تحمله من سائر الناس
* وقد ألم في ذلك بقول بعض الأندلسيين)
* ليس بإنسان ولكنه
* يحسبه الناس من الناس
*
* أثقل في أنفس إخوانه
* من جبل راس على راس
*
3 (ابن أبي الأزهر النحوي))
محمد بن مزيد بن محمود بن منصور بن راشد أبو بكر ابن أبي الأزهر الخزاعي النحوي المعروف بابن أبي الأزهر هكذا ذكره الخطيب وذكره محمد بن إسحاق فقال محمد بن أحمد بن مزيد النحوي الاخباري البوسنجي وتوفي عن سن عالية وقال الوزير عبد الرحمن في كتابه في أخبار أخيه حدثني محمد بن مزيد أبي الأزهر مات فيما ذكره الخطيب سنة خمس وعشرين وثلاث مائة وحدث عن إسحاق بن أبي إسرائيل ومحمد ابن سليمان لوين وأبي كريب محمد بن العلاء والزبير بن بكار والمبرد وكان مستمليه وحماد بن إسحاق الموصلي روى عنه كتاب الأغاني لأبيه روى عنه الدارقطني وأبو بكر ابن شاذان والمعافى بن زكرياء وأبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني قال الخطيب وكان كذابا يضع الأحاديث على الثقات وله شعر كثير زاد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لعلي عليه السلام أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي زاد فيه ولو كان لكنته لم يرو هذه الزيادة غيره وله من هذه الأخبار ما لست بصدد ذكره وله تصانيف منها أخبار عقلاء المجانين وكتاب الهرج والمرج في أخبار المستعين والمعتز ومن شعره
* لا تبع لذة يوم لغد
* وبع الغي بتعجيل الرشد
*
* إنها إن أخرت عن وقتها
* باختداع النفس فيها لم تعد
*
* فاشغل النفس بها عن شغلها
* لا تفكر في حميم وولد
*

13
* أو ما خبرت عما قيل في
* مثل باق على مر الأبد
*
* إنما دنياي نفسي فإذا
* تلفت نفسي فلا عاش أحد
* ومنه
* إذا كنت أحتاج في حاجتي
* وأنت صديقي أن أذكرك
*
* فحقك عندي إذا ما قضي
* ت بعد اقتضائي أن أهجرك
*
* فلا حظ فيك لذي حاجة
* إذا كان حظك أن يعذرك
* قلت شعر جيد))
3 (قطرب اللغوي))
محمد بن مستنير النحوي اللغوي البصري مولى سلم بن زياد المعروف بقطرب أخذ الأدب عن سيبويه وعن جماعة من العلماء البصريين وكان حريصا على الاشتغال كان يبكر إلى سيبويه قبل حضور التلاميذ إليه فقال له ما أنت إلا قطرب ليل فبقي علما عليه والقطرب دويبة لا تزال تدب ولا تفتر وكان من أئمة عصره وله من التصانيف معاني القرآن والاشتقاق والقوافي والنوادر والأزمنة والفرق والأصوات والصفات والعلل في النحو والأضداد وخلق الفرس وخلق الإنسان وغريب الحديث والهمز والمجاز في القرآن والمثلث وله تصانيف لطاف في النحو وفعل وافعل والرد على الملحدين في تشابه القرآن وهو أول من وضع المثلث في اللغة وكان قطرب يعلم أولاد أبي دلف العجلي أورد له صاحب البارع قوله
* إن كنت لست معي فالذكر منك معي
* يراك قلبي وإن غيبت عن بصري
*
* والعين تبصر من تهوى وتفقده
* وناظر القلب لا يخلو من النظر
* توفي سنة ست ومائتين يقال اسمه أحمد بن محمد ويقال الحسن بن محمد والأول أصح حدث المرزباني قال صار قطرب إلى أبي دلف يؤدب ولده فلما مات كان الحسن بن قطرب يؤدبه عوضا عن أبيه فحضر معه يوما بعض الحروب فوقع في رأسه سهم فسقط فحامى عنه أبو دلف وحارب أشد حرب حتى استنفذه وحمله إلى مأمنه وهو مغشي عليه وجمع الأطباء وأمرهم باستخراج السهم فقالوا إن خرج السهم ولم يخالط الدماغ عاش وإن خالطه لم يعش

14
ففتح عينيه الحسن بن قطرب ورفع رأسه وقال انزعوه فلو كان له دماغ ما حضر هذا الموضع فقال أبو دلف في ذلك
* وليشركن أبو علي قطرب
* مني يدا بيضاء غير عقام
*
* ردي عليه فتاه بعد ثوائه
* رهنا لكل مهند قضام
*
* في حيث لا تجدي عليه دفاتر
* مرسومة برواقش الأقلام
*
* لا النحو ينفعه ولا إتقانه
* علم العروض ومذهب النظام
* وكان قطرب يرى رأي المعتزلة النظامية وعن النظام أخذ مذهبه وكان يغيظ الأصمعي لأنهما جميعا غلاما خلف الأحمر قال المرزباني ولم يكن ثقة قال ابن السكيت كتب عن)
قطرب قمطرا ثم تبينت أنه يكذب في اللغة فليس أذكر عنه شيئا وقال أبو زيد قطرب وأبوه معتزليان وهما متهمان في عظم الدين وفيه يقول أبو ربيعة ممويه
* ما زلت بالكرخ الدنية ساكنا
* أرجو الغنى وأؤمل الآمالا
*
* حتى رأيت أبا خراشة راكبا
* ورأيت رز يقلب الأموالا
*
* ورأيت مثل أبي علي قطرب
* فيها ومثلي معدما عيالا
*
* فعلمت أن الدار دار مذلة
* تضع الكرام وترفع الأنذالا
*
3 (القاضي الكوفي))
محمد بن مسروق بن معدان الكندي الكوفي الفقيه من أصحاب الرأي كان عجبا في التيه والصلف ولي قضاء مصر فأوقف الشهود أجمع فوثبوا به وشتموه لأنه كان في غاية الكبر توفي سنة خمس وثمانين ومائة
3 (ابن الشدنك))
محمد بن مسعود بن أحمد بن الشدنك أبو الغنائم سمع أبا الحسن علي ابن محمد بن محمد الخطيب الأنباري وأبا الحسين عاصم بن الحسن العاصمي وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار ابن أحمد الصيرفي وغيرهم روى عنه أبو محمد ابن الأخضر وأبو البركات ابن السقطي وكان شيخا صالحا مستورا توفي سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة
3 (أبو يعلى الهروي اللغوي))
محمد بن مسعود بن أبي يعلى الماليني الهروي

15
أبو يعلى الأديب اللغوي قال ابن النجار شيخ فاضل حسن المعرفة باللغة والأدب وهو كرامي المذهب لقيته بقرية غروان من مالين وكتبت عنه من شعره وأورد له
* دع الحرص وانظر في تمتع قانع
* لتفريق إرث كان ذو الحرص جامعة
*
* وشاهد ذبابا قاده الحرص طعمة
* إلى عنكبوت يلزم البيت قانعه
* وأورد له أيضا
* ماذا نؤمل من زمان لم يزل
* هو راغب في خامل عن نابه
*
* نلقاه ضاحكة إليه وجوهنا
* وتراه جهما كاشرا عن نابه)
* (فكأنما مكروه ما هو نازل
* عنه بنا هو نازل عنا به
* قلت هو شعر مقبول
3 (الخطيب الشاعر القرطبي))
محمد بن مسعود أبو عبد الله القرطبي الخطيب سمع من قاسم بن أصبغ وجماعة وكان خطيبا مفوها بليغا شاعرا توفي يوم الفطر سنة تسع وسبعين وثلاث مائة وكان يتقعر في كلامه وأسجاعه ويؤدب بالعربية ثم صار يخطب بين يدي المستنصر بالله في العيد وفي قدوم الوفود ثم ولي قضاء يابرة قال ابن الفرضي سمعته مرارا يخطب مرارا في جامع الزهراء ولم يحدث
3 (ابن أبي الركب النحوي))
محمد بن مسعود أبو بكر الخشبي من أهل جيان الأندلسي يعرف بابن أبي الركب نحوي عظيم من مفاخر الأندلس له كتاب في شرح سيبويه وابنه أبو ذر مصعب إمام في النحو أيضا يذكر في موضعه إن شاء الله تعالى قال السلفي أنشدني له أبو العباس أحمد بن يوسف بن بسام اليعمري البياسي
* بساط ذي الأرض سندسي
* وماؤها العذب لؤلؤي
*
* كأنها البكر حين تجلى
* والزهر من فوقها الحلي
*
3 (القسام النحوي))
محمد بن مسعود القسام الأصبهاني المعروف بالفخر النحوي له تصانيف في الأدب مرغوب فيها وشعر متداول بين أهل بلده ورسائل مدونة وكانت وفاته بعد

16
الستين وخمس مائة وكان قد فاق في الفقه والمساحة والفرائض والحساب وأورد له العماد الكاتب في الخريدة شعرا كثيرا وكتب إلى جماعة من أهل عصره فتاوي شعرا وأجابوه عنها ومن شعره
* ولما أن توليت القضايا
* وفاض الجور من كفيك فيضا
*
* ذبحت بغير سكين وإنا
* لنرجو الذبح بالسكين أيضا
* ومنه في نقرة الذقن
* أيا قمرا جار في حسنه
* على عاشقيه ولم ينصف
*
* سمعنا بيوسف في جبه
* ولم نسمع الجب في يوسف
*)
ومنه
* ماذا العذار على أكناف عارضه
* كأنه من سواد القلب والبصر
*
* إن كان فرصة مسك فهي في رشإ
* أو كان كلفة بدر فهي في قمر
*
3 (البجاني القرطبي))
محمد بن مسعود البجاني القرطبي شاعر مفلق توفي سنة أربع مائة أو ما دونها تقريبا
3 (المعمر ابن بهروز))
محمد بن مسعود بن بهروز الطيب المعمر أبو بكر البغداذي سمع وروى وتوفي سنة خمس وثلاثين وست مائة
3 (ابن التوزي المحدث))
محمد بن مسعود بن أيوب ابن التوزي بالزاي الحلبي القاضي بدر الدين محدث حمص توفي سنة خمس وسبع مائة
محمد بن مسعود صلاح الدين اجتمعت به غير مرة وأنشدني لنفسه في ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وسبع مائة بالقاهرة
* صرف الزبيبي لصرف همي
* نص على نفعه طبيبي
*
* آه على سكرة لعلي
* أن أخلط الهم بالزبيبي
*
3 (الزهري))
محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن الحارث بن زهرة

17
القرشي الزهري أحد الفقهاء المحدثين بالمدينة حافظ زمانه ولد سنة خمسين وطلب العلم في أواخر عصر الصحابة وله نيف وعشرون سنة فروى عن ابن عمر حديثين فيما بلغنا قاله الشيخ شمس الدين وعن سهل بن سعد وأنس بن مالك ومحمود بن الربيع وعبد الرحمن بن أزهر وسنين أبي جميلة وأبي الطفيل وربيعة بن عباد وعبد الله بن ثعلبة وكثير بن العباس بن عبد المطلب وعلقمة بن وقاص والسائب بن يزيد وسعيد بن المسيب وأبي أمامة بن سهل وعروة وسالم وعبيد الله بن عبد الله وخلق كثير قال أبو داود حديثه ألفان ومائتا حديث النصف منها مسند وقال ابن المديني له نحو ألفي حديث وقال مكحول وعمر بن عبد العزيز وهذا لفظه لم يبق أحد أعلم بسنة ماضية من الزهري قال ابن عيينة رأيت الزهري أعيمش أحمر الرأس)
واللحية وفي حمرتها انكفاء كان يجعل فيه كتما وجالس الزهري سعيد بن المسيب ثماني سنين وقال الزهري من سنة الصلاة أن يقرأ فيها بسم الله الرحمن الرحيم ثم فاتحة الكتاب ثم تقرأ سورة وكان يقول أول من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم سرا بالمدينة عمرو بن العاص
قال الحافظ لا يولد في كل أربعين سنة إلا مرة واحدة وقال يونس بن محمد المؤدب حدثنا أبو أويس سألت الزهري عن التقديم والتأخير في الحديث فقال هذا لا يجوز في القرآن فكيف في الحديث إذا أصبت معنى الحديث فلا بأس وكان الزهري قصيرا قليل اللحم له شعرات طوال خفيف العارضين قال أحمد بن حنبل الزهري أحسن الناس حديثا وأجود الناس إسنادا وقال أبو حاتم أثبت أصحاب أنس الزهري وقال يعقوب بن شيبة ثنا الحسن الحلواني ثنا الشافعي قال حدثنا عمي قال دخل سليمان بن يسار على هشام فقال له يا سليمان من الذي تولى كبره منهم فقال ابن سلول قال كذبت بل هو علي فدخل ابن شهاب فقال يا ابن شهاب من الذي تولى كبره منهم فقال ابن أبي فقال له كذبت بل هو علي فقال أنا أكذب لا أبا لك فوالله لو نادى مناد من السماء أن الله قد أحل الكذب ما كذبت حدثني سعيد وعروة وعبيد الله وعلقمة ابن وقاص عن عائشة أن الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي يقال إن قبر الزهري بأدما وهي خلف شغب وبدا وهي أول عمل فلسطين وآخر عمل الحجاز وبها ضيعة للزهري وهو مسنم مجصص قال الواقدي عاش اثنتين وسبعين سنة وقال غيره أربعا وسبعين وتوفي سنة أربع وعشرين ومائة وهو القائل لعبد الله بن عبد الملك بن مروان

18
* أقول لعبد الله لما لقيته
* يسير بأعلى الرقتين مشرقا
*
* ترج خبايا الأرض وارج مليكها
* لعلك يوما أن تجاب فترزقا
*
* لعل الذي أعطى العزيز بقدرة
* وذا خشب أعطى وقد كان دودقا
*
* سيؤتيك مالا واسعا ذا مثابة
* إذا ما مياه الناس غارت تدفقا
*
3 (أبو عبد الله الطائفي))
محمد بن مسلم الطائفي أبو عبد الله المكي قال ابن مهدي كتبه صحاح وقال أحمد ما أضعف حديثه وقال ابن عدي له غرائب روى عنه الجماعة خلا البخاري وتوفي سنة ثمان وسبعين ومائة والصحيح سنة سبع وسبعين ومائة))
3 (الحافظ ابن واره))
محمد بن مسلم بن واره بواو بعدها ألف وراء وهاء الرازي طوف وسمع الكثير روى عنه النسائي ومحمد بن يحيى الذهلي مع تقدمه كان أبو زرعة لا يقوم لأحد ويجلسه مكانه إلا له توفي سنة سبعين ومائتين
3 (أبو الحسين الصالحي المتكلم))
محمد بن مسلم أبو الحسين الصالحي من أهل البصرة أحد المتكلمين على مذهب الإرجاء ورد بغداذ حاجا واجتمعه إليه المتكلمون وأخذوا عنه وله من المصنفات كتاب الإدراك الأول وكتاب الإدراك الثاني ذكره محمد بن إسحاق النديم في كتاب الفهرست
3 (أبو غالب الفزاري))
محمد بن المسلك بن ميمون أبو غالب الفزاري أورد له محب الدين ابن النجار قوله
* يهوى هوا نجد وأين له
* من أن يرى من ساكني نجد
*
* فعسى صروف الدهر تسعده
* فيحل نجدا وهو ذو سعد
* كان موجودا بعد سنة ست وثلاثين وخمس مائة بحلة ابن مزيد
3 (قاضي القضاة ابن مسلم))
محمد بن مسلم بتشديد اللام بن مالك بن مزروع الزيني ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي الزاهد الشيخ الإمام العالم المحدث الفقيه النحوي بركة

19
الإسلام قاضي القضاة شمس الدين أبو عبد الله ولد سنة اثنتين وستين في صفر ومات أبوه وله ست سنين وكان ملاحا في سوق الجبل وحفظ القرآن وتعلم الخياطة واشتغل وتفقه وسمع الكثير له حضور على ابن عبد الدائم وسمع من الشيخ شمس الدين وطبقته وخرج له ابن الفخر مشيخة في مجلد سمعها منه خلق وبرع في الفقه والعربية وتصدر لإقرائهما وتخرج به فضلاء لم يطلب تدريسا ولا فتيا ولا زاحم على الدنيا سمع الشيخ شمس الدين بقراءته الأجزاء وكان ربما يكتب الأسماء والطباق ويذاكر بقي مدة على الخزانة الضيائية فلما توفي القاضي تقي الدين سليمان عين للقضاء وأثني عليه عند السلطان بالعلم والنسك والسكينة فولاه القضاء فتوقف وطلع إليه الشيخ تقي الدين ابن تيمية إلى بيته وقوى عزمه ولامه فأجاب بشرط أن لا يركب بغله ولا يأتي موكبا فأجيب وكان ينزل إلى الجوزية ماشيا وربما ركب حمار المكاري وكان مئزره سجادته)
ودواة الحكم زجاجة واتخذ فرجية مقتصدة من صوف وكبر العمامة قليلا فنهض بأعباء الحكم بعلم وحلم وقوة ورزانة وعمر الأوقاف وحاسب العمال وحرر الإسجالات وحمدت قضاياه ولازم الورع والتحري ولاطف العتاة وحكم إحدى عشرة سنة وشهد له أهل العلم والدين أنه من قضاة العدل وحج مرات وخرج له ابن سعد الأربعين المتباينة المسانيد وخرج له المزي تساعيات وخرج له شمس الدين جزءا وأجاز له من مصر جماعة من أصحاب البوصيري وأوذي بالكلام لما انتصر لابن تيمية فتألم وكظم وسار للحج والمجاورة فمرض من العلى فلما قدم المدينة تحامل حتى وقف مسلما على النبي صلى الله عليه وسلم ثم أدخل إلى منزل فلما كان السحر توفي سنة ست وعشرين وسبع مائة ودفن بالبقيع وله أربع وستون سنة وأشهر
3 (الأنصاري الأشهلي))
محمد بن مسلمة الأنصاري الأشهلي حليفهم ومن الطبقة الأولى من الأنصار وأمه وأم سهم واسمه خليدة من الخزرج أسلم محمد بالمدينة على يدي مصعب بن عمير وذلك قبل الإسلام أسيد بن الحضير وسعد بن معاذ وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم خلا تبوك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلفه على المدينة وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انهزم الناس وكان فيمن قتل كعب بن الأشرف قال ابن يونس شهد فتح مصر وكان فيمن طلع الحصن مع الزبير بن العوام واختط بمصر ثم رجع إلى المدينة وقدم مرة أخرى مصر في مقاسمة عمرو بن العاص لما قاسم عمر العمال ورشاه عمرو بن العاص فلم يقبل وحكى أبو القاسم بن عساكر عن خليفة عن سفيان بن عيينة قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمحمد بن مسلمة كيف تراني يا محمد فقال قويا على جمع المال عفيفا عنه عادلا في القسمة ولو ملت عدلناك كما نعدل السهم في الثقاف فقال عمر الحمد لله الذي جعلني في قوم

20
إذا ملت عدلوني وقال الواقدي بلغ عمر بن الخطاب أن سعد بن أبي وقاص بني قصرا بالكوفة فأرسل محمد بن مسلمة فحرق باب القصر بالنار وكان عمر إذا أراد شيئا من هذه الأشياء بعث محمد بن مسلمة فيه وقال هشام كان محمد من فضلاء الصحابة واعتزل الفتن ولم يشهد صفين ولا الجمل وأقام بالربذة واتخذ سيفا من خشب وعلقه في الجفن في بيته وقال أهيب به ذاعرا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم)
أعطى محمد بن مسلمة سيفا وقال قاتل به المشركين ما قاتلوا فإذا رأيت المسلمين قد أقبل بعضهم على بعض فائت أحدا فاضربه به حتى تقطعه ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة توفي سنة ثلاث أو اثنتين وأربعين بالربذة وقيل بالمدينة ودفن إلى جانب أبي ذر بالربذة
3 (أبو جعفر الطيالسي))
محمد بن مسلمة بن الوليد الواسطي أبو جعفر الطيالسي حدث ببغداذ عن يزيد بن هارون وغيره قال الخطيب له مناكير وقال الدارقطني لا بأس به توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين
3 (الحافظ الأرغياني الاسنفنجي))
محمد بن المسيب بن إسحاق بن عبد الله النيسابوري الأرغياني الإسفنجي الحافظ الجوال الزاهد روى عنه ابن خزيمة مع جلالة قدره قيل إنه بكى حتى عمي كان من العباد المجتهدين وتوفي سنة خمس عشرة وثلاث مائة
3 (الأمير أبو الذواد صاحب الموصل))
محمد بن المسيب الأمير أبو الذواد تغلب على الموصل وأخذها وصاهر لولد عضد الدولة توفي سنة سبع وثمانين وثلاث مائة وقام بعده أخوه حسام الدولة مقلد بن المسيب
3 (الدوركي الحنفي))
محمد بن مصطفى بن زكرياء بن خواجا بن حسن فخر الدين التركي الصلغري الدوركي الحنفي أخبرني الشيخ أثير الدين من لفظه قال صلغر فخذ من الترك ودورك بلد بالروم مولده سنة إحدى وثلاثين وست مائة بدورك كان شيخا فاضلا عنده أدب وله نظم ونثر وقد نظم القدوري في الفقه نظما فصيحا سهلا جامعا ونظم قصيدة في النحو تضمنت أكثر الحاجبية وفخر الدين هذا كتبنا عنه لسان الترك ولسان الفرس وكان عالما

21
باللسانين يعرفهما إفرادا وتركيبا أعانه على ذلك مشاركته في علم العربية وله قصائد كثيرة منها قصيدة في قواعد لسان الترك ونظم كثير في غير فن وأنشدني كثيرا منه درس بالحسامية الفقه على مذهب أبي حنيفة وكان قديما قد تولى الحسبة بغزة وكان الخط جميل العشرة متواضعا منصفا تاليا للقرآن حسن النغمة به وقد أدب بقلعة الجبل بعض أولاد الملوك قلت هو السلطان الملك)
الناصر قال الشيخ أثير الدين وعمي في آخر عمره وأنشدني من قصيدة مدح بها النبي صلى الله عليه وسلم
* قيل اتخذ مدح النبي محمد
* فينا شعارك إن شعرك ريق
*
* وعلى بنانك لليراعة بهجة
* وعلى بيانك للبراعة رونق
*
* يا قطب دائرة الوجود بأسره
* لولاك لم يكن الوجود المطلق
*
* مذ كنت أوله وكنت أخيره
* في الخافقين لواء مجدك يخفق
*
* كل الوجود إلى جمالك شاخص
* فإذا اجتلاك فعن جلال يطرق
*
* كنت النبي وآدم في طينه
* ما كان يعلم أي خلق يخلق
*
* فأتيت واسطة لعقد نبوة
* منها أنار عقيقها والأبرق
* قلت شعر جيد فصيح
3 (القرقساني))
محمد بن مصعب القرقساني روى عنه الترمذي وابن ماجة رحل إلى الأوزاعي قال النسائي ضعيف وتوفي سنة ثمان ومائتين
3 (أبو عبد الله المقرئ))
محمد بن مصعب أبو عبد المقرئ أورد له محب الدين ابن النجار قوله
* أيها العالم الذي ليس في الأر
* ض له مشبه يضاهيه علما
*
* أي شيء من الكلام تراه
* عاملا في الأسماء لفظا وحكما
*
* خافضا ثم رافعا إن تفهم
* ت يزد فهمك التفهم فهما
*
* يشبه الحرف تارة فإذا ما
* ضارع الحرف نفسه صار اسما
*
* هو مرفوع رافع وهو أيضا
* رافع غيره وليس معمى
*
* وهو من بعد ذاك للجر حرف
* فأجبنا إن كنت في النحو شهما
* وقدم بغداذ في زمن الوزير ابن هبيرة واللغز في مذ ومنذ

22
3 (البغداذي العابد))
محمد بن مصعب أبو جعفر البغداذي كان أحد العباد المذكورين والقراء المعروفين أثنى عليه الإمام أحمد ووصفه بالسنة وقال كان رجلا صالحا يقص في المسجد ويدعو وربما كان)
ابن علية يجلس إليه فيسمع دعاءه جاءني وكتب عني الحديث كان يقول يا رب اخبأني تحت عرشك وكان يقول يا نفس ابن مصعب من أين لك في النار برادة ثم رفع صوته وقرأ وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه الآية كان مجاب الدعوة بلغ المأمون عنه شيء فأمر بحسبه فلما دخله رفع رأسه إلى السماء وقال أقسمت عليك أن حبستني عندهم الليلة فأخرج في جوف الليل وصلى الغداة في منزله أسند عن ابن المبارك وغيره وروى عنه ابن سام وغيره اتفقوا على صدقه وثقته وتوفي سنة ثمان وعشرين ومائتين
3 (ابن بهلول الحمصي))
محمد بن مصفى بن بهلول القرشي الحمصي روى عنه أبو داود والنسائي وابن ماجة اعتل بالجحفة ومات بمنى قال محمد بن عوف رأيته في المنام فقلت يا أبا عبد الله
أليس قدمت إلى ما صرت قال إلى خير ومع ذلك فنحن نرى ربنا كل يوم مرتين فقلت يا أبا عبد الله صاحب سنة في الدنيا والآخرة قال فتبسم إلي توفي سنة ست وأربعين ومائتين
3 (أبو غسان المدني))
محمد بن مطرف بن داود أبو غسان المدني أحد العلماء الأثبات روى عنه الجماعة وتوفي سنة سبعين ومائة أو ما دونها
3 (الحافظ البزاز))
محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى أبو الحسين البزاز الحافظ البغداذي رحل إلى الأمصار وبرع في علم الحديث ومعرفة الرجال وتوفي في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين وثلاث مائة سمع الطبري وغيره وروى عنه الدارقطني وغيره واتفقوا على فضله وصدقه وثقته

23
3 (البغداذي المعدل))
محمد بن المظفر بن عبد الله أبو الحسن البغداذي المعدل روى عنه الخطيب توفي سنة عشر وأربع وقد بلغ أربعا وسبعين سنة
3 (قاضي بغداذ أبو بكر الحموي الشافعي))
محمد بن المظفر بن بكر قال ابن النجار ابن بكران بن عبد الصمد العلامة قاضي القضاة أبو بكر الشامي الحموي الفقيه الشافعي ولد بحماة سنة أربع مائة ورحل إلى بغداذ شابا فسكنها وتفقه بها إلى أن ولي قضاء القضاة بعد موت الدامغاني تفقه على أبي الطيب الطبري وكان)
يحفظ تعليقته صنف كتاب البيان عن أصول الدين توفي سنة ثمان وثمانين وأربع مائة طول ابن النجار ترجمته وأثنى عليه ثناء كثيرا
3 (أبو الحسن ابن رئيس الرؤساء))
محمد بن المظفر بن علي بن المسلمة ولد سنة أربع وثمانين وأربع مائة سمع الحديث وتفرد وتعبد وجعل داره التي في دار الخليفة رباطا للصوفية توفي ليلة الجمعة تاسع شهر رجب سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة وحمل إلى جامع القصر وأزيلت شقة من شباك المقصورة التي فيها المحراب ليحصل التابوت في المحراب فيصلي عليه الخليفة وتقدم في الصلاة عليه وزير الخليفة ابن صدقة ودفن عند جامع المنصور قريبا من رباط الزوزني وكان من بني رئيس الرؤساء وترك الدنيا عن قدرة وزهد وانقطع إلى العبادة وكان يتكلم بكلام شديد على طريقة أهل الحقيقة
3 (صفي الدين الزرزاري))
محمد بن المظفر بن يحيى بن المظفر الزرزاري صفي الدين أخبرني الشيخ أثير الدين من لفظه قال كان المذكور عدلا بالقاهرة يفتي في مذهب مالك وكان خفيف الروح فيه طرف مزاح وكان له نظم فمن ذلك قوله
* دليل وجدي معقول ومنقول
* وما غرامي عن المحبوب منقول
*
* يميس غصن نقا من تحت بدر دجى
* من فوقه جنح ليل الشعر مسدول
*
* ما بين برق ثناياه ولؤلؤه
* صوب من المزن بالصهباء معلول
*
* كيف السبيل إلى سلسال مبسمه
* وسلسبيل اللمى ما فيه تسبيل
*
* خلعت ثوب اصطباري حين طرزه
* بالمسك ديباج خد منه مصقول
*
* شهدت أني مشوق فيه مكتئب
* وأنني عند قاضي الحسن مقبول
* قلت شعر متوسط

24
3 (أبو يعلي المنجم))
محمد بن المظفر بن إسماعيل بن بشر أبو يعلي المنجم الشاعر روى عنه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن داود بن ناقيا الشاعر وأبو القاسم عبد الواحد ابن محمد الحمامي شيئا من شعره من شعره في الشمعة)
* وهيفاء قامتها كالقضيب
* إلى الشمس في نورها تنتسب
*
* بدت في قميص من الياسمين
* لنا وقلنسوة من ذهب
*
* وباتت كفاقدة إلفها
* إلى الصبح أدمعها تنسكب
* ومنه قوله
* يا من على ضعف صبري
* بهجره قد تقوى
*
* قلبي لديك رهين
* ما يستطيع سلوا
*
* مولاي كل صديق
* قد صار فيك عدوا
* ومنه قوله
* لقد أرضيت مشغولا
* عن اللوام بالفكر
*
* وعلم مقلتي سهرا
* خلي نام عن سهري
*
* يعذب غير مصطبر
* ويظلم غير منتصر
*
* تملك مهجتي قمر
* فمن يعدي على القمر
* قلت شعر جيد منسجم
3 (أبو الحسين الخرقي ابن نحرير))
محمد بن المظفر بن عبد الله بن مظفر بن نحرير الخرقي أبو الحسين الشاعر مولى بني فهد وأمه تميمية من بني الحارث بن كعب روى عنه أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز العكبري والخطيب التبريزي والمبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي وأبو غالب شجاع بن فارس الذهلي وأبو منصور محمد بن أحمد بن النقور وغيرهم من شعره
* إرم بها في لهوات الوهاد
* وخض بها لجة واد فواد
*
* إن دسوت المجد مضروبة
* في صهوات الصافنات الجياد
*
* أقبح بذي اللب إذا لم ينل
* بأول الرأي أخير المراد
*
* ما العزم إلا نشطة هكذا
* إما إلى الغي وإما الرشاد
*
* المرء مرهون على نهضة
* تقعده في نطع أو وساد
*

25
* وصاحب نبهني غالطا
* والفجر لم يبد ولا قيل كاد
*
* وجلدة الليل على صبغها
* تماطل النقصان بالإزدياد)
* (غم عليه الجو حتى رأى
* نجومه كالجمر تحت الرماد
* ومنه قوله
* أليس وعدتني يا قلب أني
* إذا ما تبت من لبني تتوب
*
* فها أنا تائب من حب لبني
* فما بالي أراك بها تذوب
*
* أما نظرت إليك بفعل غدر
* وبين فعلها النظر المريب
*
* فقال بلى ولكني لأمر
* رجعت فتبت عن قولي أتوب
*
* إذا جازيتها غدرا بغدر
* فمن منا يكون هو الحبيب
* ومنه
* يا نساء الحي من مضر
* إن سلمى ضرة القمر
*
* إن سلمى لا فجعت بها
* أسلمت طرفي إلى السهر
*
* وهي إن صدت وإن وصلت
* مهجتي منها على خطر
*
* وبياض الشعر أسكنها
* في سواد القلب والبصر
* ومن شعره أيضا
* لساني كتوم لأسراركم
* ولكن دمعي لسري يذيع
*
* ولولا دموعي كتمت الهوى
* ولولا الهوى لم يكن لي دموع
* ومنه أيضا
* قم فاسقني خمرة معتقة
* تفوح منها روائح العنبر
*
* حمراء قد شجها المزاج وقد
* صار من الضعف لونها أصفر
*
* تحير الناس في الصفات لها
* لا عرضا أثبتوا ولا جوهر
* قلت شعر جيد وكان رافضيا توفي سنة خمس وخمسين وأربع مائة ودفن بالشونيزية مولده سنة سبع وسبعين وثلاث مائة ومن شعره ما رواه التبريزي الخطيب عنه
* خليلي ما أحلى صبوحي بدجلة
* وأطيب منها بالصراة غبوقي
*
* شربنا على الماءين من ماء كرمة
* فكانا كدر ذائب وعقيق
*
* على قمري أرض وأفق تقابلا
* فمن شائق حلو الهوى ومشوق
*

26
* فما زلت أسقيه وأشرب ريقه
* وما زال يسقيني ويشرب ريقي)
* (وقلت لبدر التم تعرف ذا الفتى
* فقال نعم هذا أخي وشقيقي
*
3 (العنبري))
محمد بن معاذ بن عباد بن معاذ العنبري البصري روى عنه مسلم وأبو داود وأبو زرعة وأبو حاتم قال أبو حاتم صدوق توفي سنة ثلاث وعشرين ومائتين
3 (المسند دران))
محمد بن معاذ بن سفيان البصري الحلبي أبو بكر دران تثنية در سمع وحدث كان أسند من بقي بحلب عمر دهرا وتوفي سنة أربع وتسعين ومائتين
3 (التيمي المدني))
محمد بن معاذ بن عبد الله بن معمر التيمي المدني قال يرثي من أصيب من أهله بقديد
* وكأن المنون تطلب مني
* ذحل وتر فما تريد براحي
*
* بعد رزء أصبته بقديد
* هد ركني وهاض مني جناحي
*
* لخيار الجميع قومي بنو عث
* مان كانوا ذخيرتي وسلاحي
*
* ولخصم ألد يشغب بالظل
* م إذا كثر الخصوم التلاحي
* وقال يرثيهم
* وإني وإن كانت قديد بغيضة
* بها صادفت تلك النفوس حمامها
*
* لداع بسقياها على بعد دارها
* وما ذاك بي إلا بسقياي هامها
*
3 (ابن المعافى الجريري))
محمد بن المعافى بن زكرياء بن يحيى بن حميد بن طرار أبو الحسين ابن أبي علي من أهل النهروان كان والده الجريري بالجيم على مذهب ابن جرير من المفننين في العلوم وسيأتي ذكر والده إن شاء الله تعالى حدث عن جده لأمه محمد بن يحيى بن حميد النهرواني وأبي بكر أحمد ابن يوسف بن خلاد العطار وروى عنه أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان الرازي في معجم شيوخه وغيره
3 (ابن غنيمة الحلاوي الحنبلي))
محمد بن معالي بن غنيمة الحلاوي أبو بكر الفقيه

27
الحنبلي قرأ الفقه على أبي الفتح ابن المني حتى برع وكان منقطعا في مسجده منعكفا على الاشتغال بالعلم والفتيا والإمامة بالناس لا)
يخرج إلا لصلاة الجمعة أو حضور جنازة سمع الكثير في صباه من أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ وأبي بكر محمد بن عبيد الله الزاغوني وأبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي وأبي القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن بن البناء توفي سنة إحدى عشرة وست مائة
3 (أبو جعفر المقرئ))
محمد بن أبي المعالي ابن محمد بن غريب أبو جعفر المقرئ ولد بدار الخلافة ونشأ بها وحفظ القرآن وانتقل إلى الرصافة بباب الطاق وكان يقرأ في ترب الخلفاء هناك سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قال محب الدين ابن النجار كتبت عنه وهو صدوق توفي سنة عشرين وست مائة
3 (ابن قشندة))
محمد بن معالي بن محمد أبو عبد الله المعروف بابن قشندة بقاف مكسورة بعدها شين معجمة مكسورة ونون ساكنة ودال مهملة مفتوحة وبعدها هاء من أهل باب البصرة حدث باليسيرعن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قال ابن النجار لم يتفق لنا لقاؤه توفي بواقصة راجعا من الحج سنة اثنتين وعشرين وست مائة
3 (ابن شدقيني العابر))
محمد بن معالي بن محمد أبو محمد البغداذي ابن شدقيني كان عارفا بتعبير الرؤيا سمع وروى وتوفي سنة اثنتين وتسعين وخمس مائة قال ابن النجار سماه بعض أهل الحديث بالفضل وهذا الاسم أظهر وأشهر وهو أخو شيخنا أبي القاسم فرح وكان الأكبر سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد ابن عبد الواحد بن الحصين وأبا الحسن علي بن عبد الواحد الدينوري وأبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبا نصر محمد بن سعد بن الفرح المؤدب وغيرهم
3 (النيسابوري))
محمد بن معاوية النيسابوري نزيل مكة طوف وصنف كان ضعيفا قال ابن معين كذاب توفي سنة تسع وعشرين ومائتين
3 (أبو الفتوح الكاتب))
محمد بن معاوية بن الفضل بن عبيد الله أبو الفتوح الكاتب الأصبهاني قدم بغداذ واستوطنها وحدث بها عن أبيه وعن أبي عبد الله القاسم بن الفضل ابن أحمد الثقفي وأبي الفتح أحمد بن)
محمد الحداد سمع منه أبو بكر ابن كامل وأبو محمد ابن الخشاب سنة ثمان وأربعين وخمس مائة قال ابن الخشاب شيخ لا بأس به مولده سنة سبع وسبعين وأربع مائة ووفاته

28
3 (أبو بكر ابن الأحمر القرطبي))
محمد بن معاوية بن عبد الرحمن بن معاوية بن إسحاق بن عبد الله بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان أبو بكر الأموي القرطبي المعروف بابن الأحمر رحل إلى المشرق سنة خمس وتسعين ومائتين وسمع النسائي وغيره ودخل إلى أرض الهند تاجرا وكان شيخا جميلا صدوقا حمل الناس عنه وتوفي سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة
3 (بدر الدين ابن معبد))
محمد بن معبد الأمير بدر الدين أخو الأمير علاء الدين علي بن معبد وسيأتي ذكره في مكان من حرف العين إن شاء الله تعالى أصلهما من بعلبك أخذ العشرة للطبلخاناه وكان الأمير سيف الدين تنكز رحمه الله تعالى قد تغير عليه لما غضب على ناصر الدين الدوادار ثم إنه رضي عنه بعد ذلك وكانت له نعمة طائلة وأملاك كثيرة ويحب الفضلاء وعلى ذهنه أيام الناس ووقائعهم وعنده مجلدات وولي الصفقة القبلية في أواخر أيام تنكز وتوفي رحمه الله تعالى سنة سبع وأربعين وسبع مائة وكان شكلا طوالا بطينا وأبوه اسمه محمود بن معبد ومعبد جده
3 (أبو جعفر العلوي الشيعي))
محمد بن معد بن علي بن رافع بن فضائل بن علي بن حمزة بن أحمد بن حمزة أبو جعفر العلوي الموسوي الحلي من حلة سيف الدين صدقة قدم بغداذ واستوطنها وصاهر مؤيد الدين القمي كاتب الإنشاء على أخته وكان عليه وقار وسكينة فقيها فاضلا على مذهب الشيعة عالما بالكلام على مذهب الإمامية وله تعبد وفيه تدين أجاز له الإمام الناصر فقرىء عليه كتاب روح العارفين في داره وحضر عنده ابن الأخضر وولده علي وعبد العزيز ابن دلف الخازن وجماعة كثيرة من أهل العلم وأعيان الناس مولده في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين وخمس مائة ومات في شهر رمضان سنة عشرين وست مائة وحمل إلى مشهد الحسين ودفن هناك
3 (الأسدي اللغوي))
)
محمد بن المعلى بن عبد الله الأسدي أبو عبد الله النحوي اللغوي روى عن أبي العباس الفضل بن محمد بن سهل عن الحزنبل وعن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب عن أبي بكر محمد بن الحسن بن حمادة البلعي وشرح ديوان تميم بن أبي بن مقبل
3 (اللبناني))
محمد بن معمر بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن أبان اللبناني أبو روح الأصبهاني من أولاد المشايخ والمحدثين قدم بغداذ سنة إحدى وأربعين وخمس مائة

29
حاجا وحدث عن والده أبي منصور وعن أبي عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي وأبي مطيع محمد بن عبد الواحد المصري وأبي بكر أحمد بن زاهر الطوسي وأبي مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ وجماعة وسمع منه جماعة منهم أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع وأبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف وعلي بن يعيش القواريري وأحمد بن عمر بن لبيدة المقرئ وأبو محمد عبد الله بن سكينة الأنماطي شيخ ابن النجار توفي سنة ثلاث وخمسين وخمس مائة
3 (ابن معمر الأصبهاني الشافعي))
محمد بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر أبو عبد الله ابن أبي أحمد القرشي الأصبهاني كان فقيها فاضلا حسن المعرفة بمذهب الشافعي وله معرفة حسنة بالحديث ويد باسطة في الأدب وتفنن في العلوم ويكتب خطا حسنا وكان من ظرفاء الناس سمعه والده في صباه الكثير حضورا وسماعا من أبي الفضل الثقفي وأبي بكر محمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني وأبي القاسم إسماعيل بن الأفضل بن الإخشيذ وفاطمة الجوزدانية وخجسته بنت علي الصالحانية وخلق كثير وقدم بغداذ مع والده في صباه وسمع من جماعة في مرات من قدومه ثم عاد إليها وحدث بها وحج وعاد وأملى بالقصر وكان ثقة متدينا له مكانة عند الملوك والسلاطين توفي سنة ثلاث وست مائة وولد سنة عشرين وخمس مائة قال ابن النجار لم يتفق لي لقاؤه وكتب إلي بالإجازة ومن شعره
* تبدت مثلما برزت براح
* وآذنت الكواكب بالبراح
*
* فقلت فضحت حين وضحت ليلا
* وطال لسان واش في لاح
*
* فقالت بعدما جادت ونادت
* وأبدت عن ثغور كالأقاح)
* (وهل تستنجح الحاجات إلا
* بوجه في مساعيه وقاح
*
3 (الحافظ البحراني))
محمد بن معمر بن ربعي أبو عبد الله القيسي البصري البحراني بالحاء المهملة الحافظ روى عنه الجماعة وتوفي سنة ستين ومائتين تقريبا
3 (المعتصم ابن صمادح))
محمد بن معن بن محمد بن صمادح الملقب بالمعتصم التجيبي صاحب المرية وبجانة بالباء الموحدة والجيم المشددة وبعد الألف نون والصمادحية من بلاد الأندلس كان جده محمد بن أحمد بن صمادح صاحب مدينة وشقة وأعمالها في أيام

30
المؤيد هشام بن الحكم الأموي فحاربه ابن عمه منذر ابن يحيى التجيبي واستظهر عليه وعجز عن دفعه وكان داهية لم يعدله أحد من أصحاب السيوف في الدهاء وكان ولده معن مصاهرا لعبد العزيز بن أبي عامر صاحب بلنسية فوثب عبد العزيز على المرية لما قتل زهير لأنه مولاهم فحسده صاحب دانية مجاهد بن عبد الله العامري فقصد بلاد عبد العزيز وهو مشتغل في تركة زهير فلما أحس به خرج إليه من المرية وخلف بها صهره ووزيره معن بن صمادح فخانه في الأمانة وغدر به وطرده عن الإمارة ولم يبق من ملوك الطوائف أحد إلا ذمه إلا أنه تم له الأمر واستتب فلما مات انتقل الملك إلى ولده محمد المعتصم تسمى بأسماء الخلفاء وكان رحب الفناء جزل العطاء حليما عن الدماء فطافت به الآمال واتسع في مدحه المقال ولزمه جماعة من الشعراء كابن الحداد وغيره وكان يوسف بن تاشفين قد أقبل على المعتصم بخلاف ملوك الطوائف فلما خرج عن طاعته المعتمد شاركه في ذلك المعتصم فعزم ابن تاشفين على خلعهما فلما كان إلا أن قصدهما وخيم بفناء المعتصم فمات المعتصم سنة أربع وثمانين وأربع مائة بالمرية قالت أروى بعض حظاياه إني لعند المعتصم وهو يوصي بشأنه ونحن بحيث نعد خيمات ابن تاشفين ونسمع صوتهم إذ سمع وجبة من وجباتهم فقال لا إله إلا الله نغص علينا كل شيء حتى الموت فدمعت عيني فلا أنسى طرفا يرفعه إلي وإنشاده لي بصوت لا أكاد أسمعه
* ترفق بدمعك لا تفنه
* فبين يدي بكاء طويل
* كتب المعتصم إلى ابن عمار يعاتبه
* وزهدني في الناس معرفتي بهم
* وطول اختباري صاحبا بعد صاحب)
* (فلم ترني الأيام خلا تسرني
* مباديه إلا ساءني في العواقب
*
* ولا صرت أرجوه لدفع ملمة
* من الدهر إلا كان إحدى النوائب
* فأجاب ابن عمار بقوله
* سواك يعي قول الوشاة من العدى
* وغيرك يقضي بالظنون الكواذب
*
* ولو أن دهري ساعدتني صروفه
* ركبت إلى مغناك هوج الركائب
*
* وقبلت من يمناك أعذب مورد
* وأديت من رؤياك آكد واجب
* ومن شعر المعتصم أيضا
* يا من بجسمي لبعده سقم
* ما منه غير الدنو يبريني
*
* بين جفوني والنوم معترك
* تصغر عنه حروب صفين
*
* إن كان صرف الزمان أبعدني
* عنك فطيف الخيال يدنيني
* وامتدحه ابن الحداد بقصيدة أولها
* لعلك بالوادي المقدس شاطئ
* فكالعنبر الهندي ما أنا واطئ
*

31
وامتدحه الأسعد ابن بليطة بقصيدة أولها
* برامة ريم زارني بعدما شطا
* تقنصته في الحلم بالشط فاشتطا
*
3 (ابن المغلس البغداذي))
محمد بن المغلس بن جعفر بن محمد بن المغلس أبو الحسن البغداذي سكن مصر وسمع بها أبا محمد الحسن بن رشيق العسكري وأبا القاسم عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن إدريس الشافعي الرازي وروى عنه أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري في مشيخته وجده ابن المغلس الداودي صاحب كتاب الموضح وتوفي أبو الحسن سنة ثلاثين وأربع مائة
3 (المغربي الشاعر))
محمد بن أبي مغنوج من أهل باجة الزيت بالساحل من كورة رصفة بها نشأ وتأدب وكان من تلاميذ محمد بن سعيد الأبروطي وكان هجاء بديها وهو القائل من أبيات
* وإذا مررت بباب شيخ زبنة
* فاكتب عليه قوارع الأشعار
*
* يؤتي ويؤتي شيخه وعجوزه
* وبناته وجميع من في الدار
* وكان من خاصة ابن أبي الكتامي ينادمه ويؤدب بنيه فقال له يوما صف لنا لحية هذا وأشار)
إلى سناط بحضرته يسمى ميمونا قال على أن آخذ كذا وكذا قال نعم فقال ارتجالا
* لحية ميمون إذا حصلت
* لم تبلغ المعشار من ذره
* وسكت فقال ابن أبي الكتامي إنما أمرتك أن تقرن ذلك بالهجاء فقال لا أفعل إلا بزيادة في شرطي فأجابه إلى ذلك فقال من ساعته
* تطلعت فاستقبحت وجهه
* فأقسمت لا أنبتت شعره
* قتل سنة سبع وأربع مائة بسبب الروافض
3 (المغربي))
محمد بن مغيث قال ابن رشيق في الأنموذج كان شاعرا مطبوعا مرسل الكلام مليح الطريقة يقع على النكت ويصيب الأغراض ويقيم حرب الشعراء وكان مفتونا بالخمر متبذلا فيها مدمنا عليها لا يفيق منها سأله بعض إخوانه في مرضه ليخبر قواه المرض

32
الذي مات فيه هل تقدر على النهوض لو رمته فقال لو شئت مشيت من ههنا إلى حانوت أبي زكرياء النباذ فقال فألا قلت إلى الجامع فقال لكل امرئ من دهره ما تعودا ولم تجر العادة بذلك ولقي صاحب المظالم المرناقي وهو مخمور فسلم عليه وقال كيف تجدك فقال بخير ما لم أرك يا مولاي وأراد أن يقول بخير ما رأيتك فأطرق المرناقي ومضى محمد وجما فعمل قصيدة يعتذر إليه فيها أولها
* فرط الحياء وهيبة السلطان
* جبرا على ضد الصواب لساني
* وكتب إلى بعض الرؤساء وقد جاءته بنت له فوجم لها وحزن حزنا شديدا
* لا تأس إن رحت أبا لابنة
* تكظم أشجانا إلى كاظمه
*
* فإن أبناء نبي الهدى
* كلهم من ولدي فاطمه
* فحسن موقع ذلك منه ووصله وأتى عبد المجيد بن مهذب زائرا فحجبه فقال
* زرت عبد المجيد زورة مشتا
* ق إليه فصد عني صدودا
*
* فكأني أتيته أنزع الع
* مة عن رأسه وأخصي سعيدا
* وكان في رأس المذكور قروح وله عبد يؤثره قلت تشبه تعريض ولادة بنت المستكفي في قولها)
* إن ابن زيدون على فضله
* يغتابني ظلما ولا ذنب لي
*
* يلحظني شزرا إذا جئته
* كأنني جئت لأخصي علي
* وقال محمد بن مغيث
* لا عد منا عميرة ابنة كف
* إنها تسعد المحب الشجيا
*
* نقدها الريق ثم لا مهر إلا
* دلو ماء إن لم تكن دهريا
* وشاجر شيلون المصاحفي يوما وعيره فقال أبياتا شافهه ببعضها وهي من أفسد القصر من أفنى خزائنه فقال شيلون أنا فقال من صير العود قنطارا بدينار فقال أنا فقال من لا يصلي وإن صلى فمن نجس فقال له أنت فقال من يستخف بحق الخالق الباري

33
فقال له أبوك فسكت عن باقي الأبيات منقطعا ومن قوله في قرهب يهجوه وقيل إنها لغيره
* سلوا الذي سمى الفتى قرهبا
* أكان عمدا أم كما نجما
*
* عمري لقد أغربت في شتمه
* إن كنت حاولت له شتما
*
* هل هو إلا النصف من شتمه
* ونبحة الكلب فقد تما
* توفي ابن مغيث آخر سنة ثلاث وأربع مائة وقد بلغ الخمسين والسن ظاهرة عليه
3 (السكري الهمذاني))
محمد بن المغيرة بن سنان الضبي الهمذاني السكري الحنفي محدث همذان ومسندها وشيخ فقهائها الحنفية توفي سنة تسعين ومائتين أو ما دونها
3 (القائد أبو الشوائل))
محمد بن مفرج بن وليد الأمير القائد المجاهد أبو الشوائل السياري الغرناطي كان كثير الأموال وأكثرها من الغنائم له بر ومعروف وصدقات وافرة جدا وأما جهاده فقل من يصل إلى رتبته لم يكن فيه عضو إلا وفيه طعنة رمح فيما أقبل من جسده ولم يولد له ولد أوصى)
بثلث ماله للمساكين وأعتق عبيده وأعطى لكل واحد خمسين دينارا وبلغ تسعين سنة توفي سنة خمس وستين وست مائة
3 (أبو الطيب الضبي الشافعي))
محمد بن المفضل بن سلمة بن عاصم أبو الطيب الضبي البغداذي الفقيه الشافعي صاحب ابن سريج كان موصوفا بفرط الذكاء صنف كتبا عدة وهو صاحب وجه وهو وأبوه وجده من مشاهير أئمة اللغة والنحو توفي سنة ثمان وثلاث مائة وهو غض شاب كان ابن سريج يميل إلى تعليمه ويقبل عليه لفرط ذكائه
3 (ابن كاهويه))
محمد بن المفضل بن إسماعيل بن الفضل أبو الفضل ابن كاهوية الأصبهاني الكاتب سمع كثيرا وخرج لنفسه معجما وكان بليغا كاتبا شاعرا مرضي الأخلاق توفي سنة ستين تقريبا وخمسمائة قال ابن النجار مولده سنة أربع وثمانين وأربع مائة من شعره
* أقول للائمي في وجنتيه
* ووردهما تبدل بالبهار
*
* وجوه العاشقين به أطافت
* فأعدي وجهه أثر اصفرار
* ومنه أيضا
* لا تركنن إلى البرية كلها
* واحذر تغيرها على أحوالها
*

34
* فمتى أحبك واحد لملمة
* زالت محبته بقدر زوالها
* ومنه أيضا
* بيني وبين معاندي
* ما لا يزول بغير شك
*
* كعداوة لا تنقضي
* بين البهارج والمحك
* ومنه أيضا
* تناسيتم حق الوداد عليكم
* وأظهرتم نقض العهود لديكم
*
* ولو كان قلبي يستطيع فراقكم
* لما كنت من يشكو هواكم إليكم
* قلت شعر متوسط
3 (خطيب المرية))
محمد بن المفضل بن الحسن أبو بكر اللخمي الأندلسي خطيب المرية كان فاضلا شاعرا أديبا)
متصوفا توفي سنة خمس وأربعين وست مائة
3 (المقرئ التكريتي))
محمد بن مفلح بن علي أبو عبد الله المقرئ التكريتي سمع بتكريت أبا الفرح منصور بن الحسن بن علي البجلي قاضي البوازيج وحدث عنه ببغداذ واستوطنها إلى حين وفاته وكان أحد قراء الديوان في المواكب والمجالس سمع منه أبو عبد الله محمد بن الحسين بن القاسم التكريتي الصوفي توفي سنة ثلاث وأربعين وخمس مائة ودفن بباب أبرز
3 (رخ المروزي))
محمد بن مقاتل أبو الحسن المروزي الكسائي ولقبه رخ روى عنه البخاري وإبراهيم الحربي وأبو زرعة قال أبو حاتم صدوق توفي سنة ست وعشرين ومائتين
3 (سيف الدين ابن المني))
محمد بن مقبل بن فتيان بن مطر العلامة المفتي سيف الدين أبو المظفر ابن أبي البدر بن المني النهرواني ثم البغداذي الحنبلي ولد سنة سبع وستين وتفقه على عمه ناصح الإسلام أبي الفتح بعض التفقه وسمع من الحيص بيص الشاعر وكان فقيها مفتيا حسن الكلام في مسائل الخلاف عدلا متميزا سمع منه أئمة وفضلاء وروى عنه الدمياطي وغيره وتوفي سنة تسع وأربعين وست مائة

35
3 (الأمير ابن مقن))
محمد بن مقن بن المقلد بن جعفر بن عمرو بن المهيأ أبو عبد الله الأمير كانت إليه الإمارة بسامرا وأعمالها وكان أديبا شاعرا من بيت إمارة وتقدم ذكره الوزير أبو سعد محمد بن الحسين في كتاب أخبار الشعراء كان فيه شح وإمساك وكان إذا فرغ من طعامه نثر الخبز في الجفان وخلطه بالماء الحار وصب عليه الأمراق الحامضة والحلوة الباردة والحارة ويحضر الضعفاء للأكل فقيل له لو أفردت كل طعام لكان أحب إليهم فقال هذا لا يأكله إلا مضطر إليه وإذا ميزنا الأطعمة رغب فيها من لا حاجة له بها ومن شعره
* يهيج علي الشوق بعد اندماله
* حمام على شرف القصور جنوح
*
* حمام يغني بالعشي وبالضحى
* ويهتف أحيانا به وينوح
*
* وذكرني ما قد نسيت ولم أكن
* أبوح فأصبحت الغداة أبوح
*)
حدث أبو الحسن ابن الصناديقي البزاز قال قلت له يوما أيها الشيخ الأمير بالذي يغفر ذنبك وكان يحب أن يدعى له بذلك أنت فيمن قلع الحجر الأسود فأمسك وكررت عليه القول وكان في الموضع غليم من صبيان البادية فقال الحق بأهلك يا غليم وأخذ بكتفي وجعل يضرب رأسي بعمود البيت ويقول كنت فيمن رده يا فضولي ويكرر القول والفعل
3 (ابن مكرم))
محمد بن مكرم الكاتب له مع أبي العيناء ومع أبي علي البصير أخبار مشهورة قال لأحمد بن إسرائيل عند تقلده وزارة المعتز يشكو لصوصا دخلوا عليه
* يا أبا جعفر اسمع
* قول محروب حريب
*
* عجب الناس وما جو
* ر زمان بعجيب
*
* من لصوص تركوني
* بين أهلي كالغريب
*
* تركوني بعد خصب ال
* حال في عيش جديب
*
* فأغث لهفان يا ذا ال
* جود بالباع الرحيب
*
* بجميل النظر المج
* دي على كل أديب
* فلم يحظ منه بطائل فقال يهجوه
* إن زمانا أنت مستوزر
* فيه زمان عسر أنكد
*
* يا لبد الدهر ويأجوجه
* أنت كنوح عمره سرمد
*

36
* يذمك الناس جميعا فما
* يلقاك منهم واحد يحمد
*
* طرف الذي استرعاك أمر الورى
* بعد اختبار غائر أرمد
* فلما قتل أحمد قال ابن مكرم يرثيه
* عين بكي على ابن إسرائيل
* لا تملي من البكا والعويل
*
* واجزعي وارفضي التصبر عنه
* إنه في الوفاء غير جميل
*
3 (جمال الدين ابن مكرم))
محمد بن مكرم بتشديد الراء بن علي بن أحمد الأنصاري الرويفعي الإفريقي ثم المصري القاضي جمال الدين أبو الفضل من ولد رويفع بن ثابت الصحابي ولد أول سنة ثلاث وسمع من يوسف بن المخيلي وعبد الرحمن بن الطفيل ومرتضى بن حاتم وابن المقير وطائفة)
وتفرد وعمر وكبر وأكثروا عنه وكان فاضلا وعنده تشيع بلا رفض مات في شعبان سنة إحدى عشرة وسبع مائة خدم في الإنشاء بمصر ثم ولي نظر طرابلس كتب عنه الشيخ شمس الدين أخبرني الشيخ أثير الدين من لفظه قال ولد المذكور يوم الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة ثلاثين وست مائة وهو كاتب الإنشاء الشريف واختصر كتبا وكان كثير النسخ ذا خط حسن وله أدب ونظم ونثر وأنشدني المذكور لنفسه سادس ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وست مائة
* ضع كتابي إذا أتاك إلى الأر
* ض وقلبه في يديك لماما
*
* فعلى ختمه وفي جانبيه
* قبل قد وضعتهن تؤاما
*
* كان قصدي بها مباشرة الأر
* ض وكفيك بالتثامي إذا ما
* وأنشدني المذكور لأبيه المكرم
* الناس قد أثموا فينا بظنهم
* وصدقوا بالذي أدري وتدرينا
*
* ماذا يضرك في تصديق قولهم
* بأن نحقق ما فينا يظنونا
*
* حملي وحملك ذنبا واحدا ثقة
* بالعفو أجمل من إثم الورى فينا
* أنشدني له أيضا
* توهم فينا الناس أمرا وصممت
* على ذاك منهم أنفس وقلوب
*
* وظنوا وبعض الظن إثم وكلهم
* لأقواله فينا عليه ذنوب
*

37
* تعال نحقق ظنهم لنريحهم
* من الإثم فينا مرة ونتوب
* قلت أخذه من قول القائل
* قم بنا تفديك نفسي
* نجعل الشك يقينا
*
* فإلى كم يا حبيبي
* يأثم القائل فينا
* وأخذ هذا من قول الأول
* ما أنس لا أنس قولها بمنى
* ويحك إن الوشاة قد علموا
*
* ونم واش بنا فقلت لها
* هل لك يا هند في الذي زعموا
*
* قالت لماذا ترى فقلت لها
* كي لا تضيع الظنون والتهم
* قلت أنا كأني حاضر خطابهما)
* هذا محب وما يخلصه
* في دينه إن وشاته أثموا
*
* فواصليه واصغي لمغلطة
* يقبلها من طباعه الكرم
*
* يا ويح وصل أتى بمغلطة
* إن كنت لم يرع عندك الذمم
* ولكن المكرم في معناه زيادة على من تقدمه وقوله ثقة بالعفو من أحسن متممات البلاغة وأنشدني الشيخ أثير الدين قال أنشدني فتح الدين أبو عبد الله البكري قال أنشدني ابن المكرم لنفسه
* بالله إن جزت بوادي الأراك
* وقبلت عيدانه الخضر فاك
*
* ابعث إلى المملوك من بعضه
* فإنني والله ما لي سواك
* قلت ما أعرف في كتب الأدب شيئا إلا وقد اختصره جمال الدين بن المكرم فمما اختصره كتاب الأغاني ورتبه على الحروف وزهر الآداب وكتاب الحيوان فيما أظن واليتيمة والذخيرة ونشوار المحاضرة وغير ذلك حتى مفردات ابن البيطار وكان يختصر ويكتب في ديوان الإنشاء واختصر تاريخ ابن عساكر وتاريخ الخطيب وذيل ابن النجار وجمع بين كتاب الصحاح للجوهري والمحكم لابن سيده وكتاب الأزهري فجاء ذلك في سبعة وعشرين مجلدا ورأيت أولها وقد كتب عليه أهل ذلك العصر يقرظونه ويصفونه بالحسن كالشيخ بهاء الدين ابن النحاس وشهاب الدين محمود وغيره ومحيي الدين بن عبد الظاهر فيما أظن وأخبرني من لفظه ولده قطب الدين بقلعة الجبل في ديوان الإنشاء أن والده مات وترك بخطه خمس مائة مجلد

38
3 (أبو المعالي النجم الرملي))
محمد بن مكي بن محمد بن إبراهيم الداري الرملي أبو المعالي المنجم الشاعر روى عنه أبو عبد الله الحراني في روضة الأدباء من جمعه وكتب عنه أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين الكاتب من شعره
* ليس للعدل رجعة وقفول
* وولاه الأمور عنه عدول
*
* من قضاة على النفوس قضاة
* وعدول عن كل خير عدول
* ومنه أيضا
* تعرض لي والقلب صاح من الهوى
* غزال سقتني سكرة الوجد عيناه)
* (على مطلع البدرين يطلع وجهه
* وفي حلل النجمين تبدو ثناياه
*
* إذا ما اعتزام التيه هز قوامه
* رأيت قضيبا هزت الريح أعلاه
*
* رواء الشموس الباهرات رواؤه
* وريا نسيم المندل الرطب رياه
* ومنه قوله ملغزا في الدفتر
* وأخرس ذي نطق فصيح لسانه
* يحدث بالأشياء وهو صموت
*
* إذا ناله ماء الحياة أباده
* وما مثله من قيل عنه يموت
* قلت شعر متوسط ومولده سنة سبع عشرة وأربع مائة
3 (أبو الهيثم الكشميهني))
محمد بن مكي بن محمد بن مكي بن زراع بن هارون أبو الهيثم الكشميهني المروزي حدث بصحيح البخاري غير مرة قال الشيخ شمس الدين ولا أعلمه إلا من الثقات وكان يرويه عن محمد بن يوسف الفربري وتوفي سنة تسع وثمانين وثلاث مائة
3 (ابن الدجاجية))
محمد بن مكي بن محمد بن الحسن بن عبد الله أبو عبد الله القرشي الدمشقي العدل الأديب المعروف بابن الدجاجية ويلقب ببهاء الدين ابن الحفظ كان يجيد النظم كان والده قد درس ببصرى ونظم المهذب روى عنه الدمياطي شعره ومن شعره
* إلى سلم الجرعاء أهدى سلامه
* فماذا على من قد لحاه ولامه
*
* تجلد حتى لم يدع معظم الجوى
* لرائيه إلا جلده وعظامه
* توفي سنة سبع وخمسين وست مائة ومن شعر بهاء الدين ابن حفظ الدين
* كم تكتم الوجد يا معنى
* عنا وما يختفي اللهيب
*
* فسل غراب الكثيب عمن
* بانوا فما بيننا غريب
*

39
ومنه
* من أين لقدك ذا الهيف
* قد حار الواصف ما يصف
*
* الرمح الأسمر يحسده
* والغصن الأخضر والألف
*
* فتبارك من أنشاك لقد
* في الخلق تفاضلت الطرف
*
* قسما بهواك وما أحلى
* قسم العشاق إذا حلفوا)
* (وبمن خاضوا غمرات منى
* وحصى الجمرات بها حذفوا
*
* لا حلت عن الميثاق ولو
* أودى بحشاشتي التلف
*
* يلحاني قوم ما فهموا
* ما شأني فيك وما عرفوا
* ومنه أيضا
* غرته غرته لما سرى
* ظن بأن الصبح قد أسفرا
*
* أقبل يسعى خفرا خائفا
* على ذمام الوعد أن يخفرا
*
* يحق يا قوم لمن قده ال
* خطار أن لا يرهب الأخطرا
*
* ضممته إذ نام سماره
* كما يضم البطل الأسمرا
*
* بتنا وما في ليلنا من كرى
* كأنما النوم غدا منكرا
* ومنه دوبيت
* بالله قفوا بعيشكم في الربع
* كي نسأل عن سكان وادي الجزع
*
* إن لم أرهم أو استمع ذكرهم
* لا حاجة لي في بصري أو سمعي
* ومنه أيضا
* ما عذر فتى ما مد للهو يدا
* والدوح قد اكتسى ثيابا جددا
*
* مالت طربا أغصانه راقصة
* لما صدح الطير عليها وشدا
*
3 (الفقيه الشافعي))
محمد بن مكي بن الحسن الفامي أبو بكر الفقيه الشافعي سبط أبي عمرو عثمان بن أحمد بن محمد بن دوست العلاف البغداذي تفقه على الشيخ أبي إسحق الشيرازي وسمع أبا محمد الحسن بن علي الجوهري وأبا بكر محمد ابن عبد الملك بن بشران وأبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وأبا طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري وروى عنه أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري وأبو طالب المبارك بن علي بن خضير وأبو طاهر السلفي

40
في معجم شيوخه وقال كان يحضر معنا الدرس عند الكيا كل يوم وروى عنه ابن الكليب بالإجازة توفي سنة سبع وخمس مائة وولد سنة ثمان وعشرين وأربع مائة
3 (بدر الدين ابن مكي))
محمد بن مكي بن أبي الغنائم القاضي بدر الدين وكيل بيت المال بطرابلس وكاتب الإنشاء بها)
له النظم الحسن ونثره وسط ويعرف فقها جيدا ويكتب خطا مليحا أخبرني عنه القاضي شرف الدين محمد النهاوندي بصفد قال قال لي بدر الدين محمد بن مكي بطرابلس فتحت بدمشق دكان كتبي فكنت أتجر فيها يعني في المجلدات وأتبلغ من المكسب وأدخر من المجلدات ما أحتاج إليه إلى أن حصلت من ذلك ما أردت من الكتب وفضل لي رأس المال والقوت تلك المدة أو كما قال وأما أنا فلم يتفق لي لقاؤه وحضر إلى دمشق وأنا بها وما اجتمعت به وكتبت له استدعاء قرين قصيدة أولها
* إنفحة روضة أم عرف مسك
* يضوع أم الثناء على ابن مكي
*
* إمام في الفتاوى لا يجاري
* وفرد في البيان بغير شك
*
* إذا ما خط سطرا خلت روضا
* تبسم من غمام بات يبكي
*
* ويحكي نثره درا فأما
* إذا حققت ما يحتاج يحكي
*
* له نظم يروق ألذ وقعا
* على الأسماع من أوتار جنك
*
* كأن كلامه نفثات سحر
* يغازلني بها ألحاظ تركي
*
* وآنق في النواظر من رياض
* نواضر بل جواهر ذات سلك
* وأما الاستدعاء فكان يشتمل على نثر فلما وصل إليه عاد إلي جوابه بعد مديدة يخبر فيه بوصوله وأنه عقيب ذلك توجه إلى اللاذقية فيما يتعلق بأشغال الدولة وأنه عقيب ذلك يجهز الجواب ثم إنه مرض عقيب ذلك وجاء الخبر إلى دمشق بوفاته في أواخر شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وسبع مائة رحمه الله قال رحمه الله كنت أنا وشمس الدين الطيبي نمشي في وحل
فقلت المشي خلف الدواب صعب فقال في الوحل والماء والحجارة فقلت

41
لأن هذا له رشاش فقال)
وربما تزلق الحماره وأخبرني المولى شرف الدين حسين بن ريان قال كنت أنا وهو جالسين في مكان فيه شباك بيني وبينه فلما جاءت الشمس رددته فقال
* لا تحجب الشمس عن أمر تحاوله
* فإن مقصودها أن تبلغ الشرفا
* فقلت
* في الشمس حر لهذا الأمر نحجبها
* وحسبنا البدر في أنواره وكفى
* وأنشدني من لفظه أيضا قال أنشدني من لفظه لنفسه
* أهواه كالبدر لكن في تبذله
* والغصن في ميله عن لوم لائمه
*
* سمح بمهجته ما رد نائله
* كأنما حاتم في فص خاتمه
* ومن شعره ابن مكي
* كأن الشمس إذ غربت غريق
* هوى في البحر أو وافى مغاصا
*
* فأتبعها الهلال على غروب
* بزورقه يريد لها خلاصا
*
3 (السلطان غياث الدين السلجوقي))
محمد بن ماكشاه بن ألب رسلان أبي شجاع محمد بن داود بن ميكائيل ابن سلجوق بن دقاق السلطان غياث الدين أبو شجاع لما توفي أبوه اقتسم الأولاد الثلاثة المملكة هم غياث الدين هذا وبركياروق وسنجر وذلك سنة خمس وثمانين وأربع مائة فلم يكن للأخوين مع بركياروق أمر ووردا بغداذ وسألا المستظهر أن يجلس لهما فجلس وحضر الأعيان ووقف سيف الدولة صدقة من مزيد صاحب الحلة عن يمين السدة وعلى كتف أمير المؤمنين البردة النبوية وعلى رأسه العمامة وبين يديه القضيب فأفيض على محمد سبع خلع وألبس التاج والطوق وعقد الخليفة اللواء بيده وقلده سيفين وأعطاه خمسة أفراس على خلع على سنجر دونه وخطب للسلطان محمد في جوامع بغداذ وتركت الخطبة لبركياروق سنة خمس وتسعين وأربع مائة وكان محمد هذا رجل الملوك السلجوقية وفحلهم وله سيرة حسنة وبر وافر حارب الملاحدة واستقل بالملك بعد أخيه بركياروق وصفت له الدنيا وتزوج المقتفي ابنته فاطمة سنة إحدى وثلاثين وتوفيت في عصمته سنة اثنتين وأربعين وكان عمره سبعا وثلاثين سنة وأشهرا وتوفي سنة إحدى عشرة وخمس مائة بمدينة أصبهان ودفن بها في مدرسة عظيمة للحنفية)
ولما أيس من نفسه أحضر ولده محمودا وقبله وبكى وأمره أن يجلس على تخت السلطنة وينظر في

42
أمور الناس فقال لوالده إنه يوم غير مبارك يعني من جهة النجوم فقال صدقت ولكن على أبيك وأما عليك فمبارك بالسلطنة ولم يخلف أحد من الملوك السلجوقية ما خلفه من الذخائر والأموال والدواب وغير ذلك
3 (ابن مملاذ الكاتب))
محمد بن مملاذ بن بيكامذ بن علي بن منوجهر التبريزي أبو الفضل الكاتب توفي ببغداذ سنة ثلاث وأربعين وست مائة وكان سريع الكتابة والإنشاء ذكر أنه كتب في يوم واحد ستة عشر كراسا قطع الثمن وكان ينشئ الرسالة معكوسة يبدأ بالحمدلة ويختم بالبسملة ومات في عشر السبعين قال ابن النجار قرأ الأدب وجالس العلماء وأكثر مطالعة الكتب في السير وأخبار الملوك وعانى الكتابة والإنشاء وله في ذلك كتب مدونة وهو متدين حسن الطريقة أورد له من شعره
* فلو كان لي حظ من الحجر والنهى
* كفاني بكف الزجر أن أطلب الحدا
*
* ولكن عقلي في اعتقال صبابتي
* سيجعل لي في كل جارحة وجدا
* ومنه يصف مكاتبة
* يود أخو إياد لو وعاها
* ويسحب ذيله سحبان ذلا
*
* وتحسبها شمالا وهي تسري
* لتجمع من شمول الراح شملا
*
* ولو كحلت عيون العين منها
* لأبقت في العيون النجل كحلا
*
3 (الشاعر))
محمد بن مناذر أبو ذريح وقيل أبو عبد الله الشاعر البصري مولى عبد الله بن أبي بكرة مدح المهدي وغيره وكان فصيحا قدم بغداذ وتنسك ثم عاد إلى البصرة فابتلي بمحبة بن عبد الوهاب الثقفي فسقط فمات فرثاه ابن مناذر ومات بعده بيسير سنة ثمان وتسعين ومائة قال الثوري سألت أبا عبيدة عن اليوم الثاني من أيام النحر ما كانت العرب تسميه فقال لا أعلم فلقيت ابن مناذر فأخبرته فقال أخفي هذا على أبي عبيدة هذه أيام متواليات كلها على حرف الراء فالأول يوم النحر والثاني يوم القر والثالث يوم النفر والرابع يوم الصدر قال فلقيت أبا عبيدة فأخبرته فكتبه عني عن محمد بن مناذر أسند ابن مناذر عن شعبة وعن ابن عيينة)
وغيرهما وقد أسقط يحيى بن معين روايته قال وكان صاحب شعر لا صاحب حديث كان يتعشق عبد المجيد ويقول فيه الشعر ويشبب بنساء ثقيف فطردوه من البصرة فخرج إلى مكة وكان يرسل العقارب في المسجد الحرام حتى تلسع الناس ويصب المداد في الليل بالأماكن التي

43
يتوضأ الناس منها حتى تسود وجوههم لا يروى عن رجل فيه خير وقال ابن مناذر يرثي عبد المجيد
* كل شيء لاقى الحمام فمودي
* ما لحي مؤمل من خلود
*
* لا تهاب المنون شيئا ولا تب
* قي على والد ولا مولود
*
* إن عبد المجيد يوم تولى
* هد ركنا ما كان بالمهدود
*
* هد ركني عبد المجيد وقد كن
* بركن أنوء منه شديد
*
* ما درى نعشه ولا حاملوه
* ما على النعش من عفاف وجود
*
* لأقيمن مأتما كنجوم ال
* ليل زهرا يلطمن حر الخدود
*
* كنت لي عصمة وكنت سماء
* بك تحيا أرضي ويخضر عودي
* وهي طويلة ورثاه بغيرها وقال يرثي سفيان بن عيينة
* إن الذي غودر بالمنحنى
* هد من الإسلام أركانا
*
* يا واحد الأمة في علمه
* لقيت من ذي العرش غفرانا
*
* لا يبعدنك الله من ميت
* ورثنا علما وأحزانا
* كان ابن مناذر يجلس إلى إسكاف بالبصرة فلا يزال يهجوه فيضج الإسكاف ويقول له أنا صديقك فاتق الله وابق على الصداقة وابن مناذر يلح فقال الإسكاف فإني أستعين بالله عليك وأتعاطى الشعر فلما أصبح غدا عليه ابن مناذر كما كان يفعل وأخذ يهجوه ويعبث به فقال الإسكاف
* كثرت أبوته وقل عديده
* ورمى القضاء به فراش مناذر
*
* عبد الصبيريين لم تك شاعرا
* كيف ادعيت اليوم نسبة شاعر
* فشاع البيتان بالبصرة ورواهما أعداؤه وتناشدوهما كلما رأوه فخرج من البصرة هاربا إلى مكة وجاور بها ومن شعره في البرامكة
* أتانا بنو الأملاك من آل برمك
* فيا طيب أخبار ويا حسن منظر)
* (إذا وردوا بطحاء مكة أشرقت
* بيحيى وبالفضل بن يحيى وجعفر
*
* وتظلم بغداذ ويجلو لنا الدجى
* بمكة ما كانوا ثلاثة أقمر
*
* فما صلحت إلا لجود أكفهم
* وأرجلهم إلا لأعواد منبر
*
3 (أبو شجاع الواعظ))
محمد بن المنجح بن عبد الله أبو شجاع الواعظ تفقه على

44
أبي محمد عبد الله بن أبي بكر الشاشي وسافر إلى الشام في سنة أربعين وخمس مائة ووعظ بدمشق وأقام بها مدة وخرج إلى بعلبك وولي القضاء بها وصرف عنها بعد مدة وعاد إلى بلاد الجزيرة ولقي ابن البزري الفقيه الشافعي وأحكم عليه قراءة المذهب وكتب بيده الشامل لابن الصباغ والبسيط للغزالي وغير ذلك من الكتب الكبار وقدم بغداذ ووعظ بها وعاد إلى بلاد الجزيرة ولازم ابن البزري إلى أن توفي في أوائل سنة ستين وخمس مائة ثم عاد إلى بغداذ وكان فقيها فاضلا حسن الكلام في المناظرة أديبا مليح الشعر لطيفا ظريفا سمع الحديث من أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبي القاسم عبد الرحمن بن طاهر بن سعيد الميهني وغيرهما وحدث باليسير سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي من شعره
* عذيري من زمن كلما
* شددت عرى أملي حلها
*
* عرائس فكري قد عنست
* لأني عدمت لها أهلها
*
* ونفسي تنهل من مورد
* ترى الموت في الورد إن علها
*
* عليها من الدهر أثقاله
* ولا يغلط الدهر يوما لها
* ومنه قوله
* سلام من وادي الغضا ما تناوحت
* على ضفتيه شمأل وجنوب
*
* أحمل أنفاس الخزامي تحية
* إذا آن منها بالعشي هبوب
*
* لعمري لئن شطت بنا غربة النوى
* وحالت صروف دوننا وخطوب
*
* فما كل رمل جئته رمل عالج
* وما كل ماء عمت فيه سروب
*
* رعى الله هذا الدهر كل محاسني
* لديه وإن أكثرتهن ذنوب
* قلت شعر منسجم عذب ولما كان بواسط طاب وعظه لجماعة فسألوه أن يجلس لهم الأسبوع مرتين كلما عين لهم يوما يحتجون بأن القراء يكونون فيه يوما في ختمة ديوان الخلافة ويوما)
ديوان الإمارة ويوما عند ابن الغزنوي ويوما عند غيره إلى أن ذكروا الأيام كلها فأطرق ثم قال لو عرفت هذا كنت أتيتكم معي بيوم من بغداذ وتوفي سنة إحدى وثمانين وخمس مائة ودفن بالشونيزية
3 (الحافظ شكر))
محمد بن المنذر بن سعيد بن عثمان السلمي الهروي الحافظ

45
أبو عبد الرحمن المعروف بشكر بكاف مشددة بعد الشين المعجمة وفي الطرف راء أكثر الترحال وصنف توفي في أحد الربيعين سنة ثلاث مائة صنف كتاب التاريخ لهراة صغيرا وكتاب الجواهر
3 (ابن أبي عقيل المراكشي الشافعي))
محمد بن المنذر بن محمد بن أبي عقيل عبد الرحمن بن المنذر المغربي المراكشي أبو منصور الفقيه الشافعي نزيل حلب قدم والده إلى بغداذ واتصل بابن هبيرة قبل وزارته وتوفي بالموصل وولد محمد المذكور ببغداذ وسمع بها الحديث من أبي عبد الله ابن خميس وتفقه على أبي البركات الشيرجي وغيره وقرأ القرآن على أبي القرطبي وصحب أبا النجيب السهروردي وسمع منه الحديث ومن المظفر بن الشبلي وابن المادح وابن البطي وغيرهم وسمع كتاب اللالكائي من سعد الله بن حمدين في دار ابن هبيرة ولقي عبد القادر الجيلي وسافر إلى الشام وقرأ قطعة من تأريخ دمشق على مصنفه علي أبي القاسم ابن عساكر وكان يمتنع من الرواية ويقول مشايخنا سمعوا وهم صغار لا يفهمون وكذلك مشايخهم وأنا لا أرى الرواية عمن هذه سبيله وعمر وعلت سنة ولم يرو شيئا وكان فقيها فاضلا غزير العلم عالما بالأدب قال ابن النجار اجتمعت به بحلب غير مرة وكان حسن الأخلاق كيسا ممتعا بإحدى عينيه توفي سنة ثمان وعشرين وست مائة بحلب ودفن خارج باب النصر وله شعر
3 (القرقساني))
محمد بن منصور بن صدقة القرقساني كان من أهل الخير والصلاح وإنما كان كثير الغلط لأنه كان يحدث من حفظه أسند عن الأوزاعي وغيره وروى عنه الإمام أحمد وغيره قال البخاري كان ابن معين سئ الرأي فيه جاء إليه فقال يا أبا الحسن أخرج إلينا كتابا من كتبك فقال له عليك بأفلح الصيدلاني كأنه احتقر ابن معين فقام ابن معين مغضبا وهو يقول لا ارتفعت لك معي راية أبدا توفي سنة ثماني عشرة ومائتين))
3 (أبو بكر القصري المقرئ))
محمد بن منصور بن إبراهيم القصري أبو بكر المقرئ المفسر قرأ القرآن بالروايات على أبي طاهر أحمد بن علي بن سوار وأبي المعالي ثابت ابن بندار وسمع الحديث منهما ومن أبي الحسن علي بن قريش قرأ عليه القرآن جماعة كان حافظا للتفسير عالما بالقراءات وله حلقة بجامع المنصور يورد فيها التفسير كل جمعة وكان طويل اللحية إذا جلس تصل إلى حجره توفي سنة سبع وأربعين وخمس مائة ودفن بباب حرب

46
3 (ابن جميل صاحب المخزن))
محمد بن منصور بن جميل بن محفوظ أبو عبد الله ابن أبي العز الكاتب قدم بغداذ في صباه وقرأ الأدب ولازم مصدق بن شبيب النحوي حتى برع في النحو واللغة وقرأ الحساب والفرائض وقرأ على أبي الفرح ابن كليب شيئا من كتب الأدب وقال الشعر ومدح الإمام الناصر فعرف واشتهر وكان مليح الصورة مقبول الشكل طيب الأخلاق
متواضعا رتب كاتبا في ديوان التركات مدة طويلة ثم ولي نظرة ثم ولي الصدرية بالمخزن ثم عزل واعتقل وأفرج عنه بعد مدة ورتب وكيلا للأمير عدة الدين ابن الإمام الناصر وبقي على وكالته إلى أن مات وكان كاتبا مليح الخط غزير الفضل له النظم والنثر من شعره قوله
* إن حال دونك أسمر وسمير
* فدما الظبي لدمى الظباء مهور
*
* يا هند في أجفان لحظك فترة
* ألجفن هندي يكون فتور
*
* أبليتني بقنا الأشم وطوله
* وقني المشيم أتم وهو قصير
*
* أسد يغار على محاسن ظبية
* فيها نفار وهو فيه نفور
*
* بيضاء مذهبة الشباب يزينها
* وجه تحار إذا رأته الحور
*
* ويهز عطفيها الصبا ويد الصبا
* فيملها الممدود والمقصور
*
* تفتر ضاحكة وأندب باكيا
* فلها بحزني غبطة وسرور
*
* دران إلا أن ذاك منضد
* عذب وهذا مالح منثور
* قلت شعر جيد توفي في شعبان سنة ست عشرة وست مائة ودفن بمقابر قريش بعد الصلاة عليه بالنظامية
3 (الجواز))
)
محمد بن منصور الجواز توفي سنة اثنتين وخمسين ومائتين
3 (الطوسي العابد))
محمد بن منصور بن داود بن إبراهيم الطوسي العابد نزيل بغداذ روى عنه أبو داود والنسائي وتوفي في شوال سنة أربع وخمسين ومائتين

47
3 (ابن القطان البغداذي))
محمد بن منصور بن علي أبو طاهر البغداذي الشاعر الأديب المعروف بالقطان صاحب رسالة التبيين في أصول الدين توفي سنة ثلاث عشرة وأربع مائة ومن شعره
* من منصفي من عاذلي
* ومنقذي من قاتلي
*
* ومن مجيري في الهوى
* من أسهم قواتلي
*
* لا تأمرني بالعزا
* بعد الحبيب الراحل
*
* ولا تلومني على
* إسبال دمع هاتل
*
* فإنني في حيرة
* عنك وشغل شاغل
*
* سقيا لأيام الصبا
* وللحبيب الزائل
*
* ما ضر من قاطعني
* لو أنه مواصلي
*
* ظبي أصاب سهمه
* لما رمى مقاتلي
* ومن شعره لا تأمن الأيام والدهر فللأيام والدهر دول كالمرء في أحواله مقلب بين الأماني والأمل قلت شعر أشبه شيء بالجسم الذي لا روح فيه كان موجودا في سنة ثلاث عشرة وأربع مائة قال ابن النجار وتوفي بعدها بقليل وكان يمدح الصحابة وله خطب جياد وخط حسن
3 (ابن زميل الكاتب))
محمد بن منصور بن زميل بالزاي المضمومة والميم المفتوحة وبعدها ياء آخر الحروف ساكنة ولام على وزن قبيل وبعيد أبو نصر الكاتب الأصبهاني كان يلقب بالكامل وولي عمارة بغداذ سنة سبع وستين وأربع مائة وكان أديبا فاضلا شاعرا روى عنه أبو نصر علي بن هبة الله ابن ماكولا وأبو العز بن كادش شيئا من شعره من شعره قوله)
* لاقيت في حبيك ما لم يلقه
* في حب ليلى قيسها المجنون
*
* لكنني لم أتبع وحش الفلا
* كفعال قيس والجنون فنون
*
3 (البيهقي الأديب))
محمد بن منصور بن محمد بن أحمد بن حميد البيهقي الأديب أبو عبد الله قال عبد الغافر في كتاب السياق هو رجل فاضل كبير صنف فوائد منها كتاب

48
زهرة العلوم في معاني القرآن وسمع الحديث من الأستاذ أبي سهل الصعلوكي وأبي نعيم المهرجاني الأزهري وروى عنه القاضي ناصر المروزي وأقرانه من الطبقة الثانية وله روايات كثيرة ومسموعات
3 (الوزير عميد الملك الكندري))
محمد بن منصور بن محمد ومنهم من قال منصور بن محمد والأول أصح الوزير عميد الملك أبو نصر الكندري وزير طغرلبك كان من رجال الدهر جودا وسخاء وكتابة وشهامة استوزره طغرلبك ونال عنده الرتبة العليا وهو أول وزير كان لبني سلجوق ولو لم يكن له منقبة إلا صحبة إمام الحرمين قال ابن الأثير كان الوزير شديد التعصب على الشافعية كثير الوقيعة في الشافعي وبلغ من تعصبه أنه خاطب السلطان ألب أرسلان في لعن الرافضة على المنابر بخراسان فأذن له في ذلك فأضاف إليهم الأشعرية فأنف من ذلك أئمة خراسان منهم أبو القاسم القشيري وإمام الحرمين وغيرهما وفارقوا خراسان وكان قد تاب فيما ذلك من الوقيعة فيهم فلما جاءت الدولة النظامية أحضر من انتزح منهم وأحسن إليهم وكان الوزير عميد الملك ممدحا قصده الشعراء ومدحوه منهم الكاتب الرئيس المعروف بصردر امتدحه بالقصيدة التي أولها
* أكذا يجازي ود كل قرين
* أم هذه شيم الظباء العين
*
* قصوا علي حديث من قتل الهوى
* إن التأسي روح كل حزين
* منها في المديح
* بأغر ما أبصرت نور جبينه
* إلا اقتضاني بالسجود جبيني
*
* تجلو النواظر في نواحي دسته
* والسرج بدر دجى وليث عرين
*
* عمت فواضله البرية فالتقى
* شكر الغني ودعوة المسكين
*
* قالوا وقد شنوا عليه غارة
* أصلات جود أم قضاء ديون)
* (لو كان في الزمن القديم تظلمت
* منه الكنوز إلى يدي قارون
*
* وشهدت علاه أن عنصر ذاته
* مسك وعنصر غيره من طين
* وهي من القصائد المليحة ولم يزل الوزير عميد الملك في دولة طغرلبك عظيم الجاه وافر الحرمة إلى أن توفي طغرلبك وقام بالمملكة من بعده ابن أخيه ألب رسلان فأقره وزاده إكراما ثم إنه سيره إلى خوارزم شاه ليخطب له ابنته فأرجف أعداؤه أن الوزير خطبها لنفسه وشاع ذلك فعمد إلى لحيته فحلقها وإلى مذاكيره فجبها وكان ذلك سببا لسلامته فنظم الباخرزي أبو الحسن علي في ذلك

49
* قالوا محا السلطان عنه بعدكم
* سمة الفحول وكان قرما صائلا
*
* قلت اسكتوا فالآن زاد فحولة
* لما اغتدى من أنثييه عاطلا
*
* فالفحل يأنف أن يسمى بعضه
* أنثى لذلك جذه مستأصلا
* وهو معنى جيد ثم إن ألب رسلان عزله لسبب يطول شرحه وولي نظام الملك وحبس عميد الملك بنيسابور في دار عميد خراسان ثم نقله إلى مرو الروذ وحبسه في دار فيها عيالة ولما أحس بالقتل دخل إلى حجرة وأخرج كفنه وودع عياله وأغلق باب الحجرة واغتسل وصلى ركعتين وأعطى الذي هم بقتله مائة دينار وقال حقي عليك أن تكفنني في هذا الثوب الذي غسلته بماء زمزم وقال لجلاده قل للوزير بئس ما فعلت علمت الأتراك قتل الوزراء وأصحاب الديوان ومن حفر مهواة وقع فيها ومن سن سنة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة فقال الباخرزي مخاطبا للسلطان
* وعمك أدناه وأعلى محله
* وبوأه من ملكه كنفا رحبا
*
* قضى كل مولى منكما حق عبده
* فخوله الدنيا وخولته العقبى
* وقتل سنة ست وخمسين وأربع مائة أورد له ابن الجوزي في المرآة قوله
* الموت مر ولكني إذا ظمئت
* نفسي إلى العز تستحلي لمشربه
*
* رياسة باض في رأسي وساوسها
* تدور فيه وأخشى أن تدور به
* وقوله عندما قتل
* إن كان بالناس ضيق عن مزاحمتي
* فالموت قد وسع الدنيا على الناس
*
* قضيت والشامت المغرور يتبعني
* إن المنية كأس كلنا حاس
*)
والعجب أن ألب رسلان ونظام الملك ماتا مقتولين ومن العجائب أن آلات التناسل من الكندري مدفونة بخوارزم ودمه مصبوب بمرو الروذ وجسده مقبور بقرية كندر من طريثيث وجمجمته ودماغه مدفونان بنيسابور وسوأته محشوة بالتبن نقلت إلى كرمان ودفنت هناك وفي ذلك يقول الباخرزي
* مفرقا في الأرض أجزاؤه
* بين قرى شتى وبلدان
*
* جب بخوارزم مذاكيره
* طغرل ذاك الملك الفاني
*
* ومص مرو الروذ من جيده
* معصفرا يخضبها قان
*
* والشخص في كندر مستبطن
* وراء أرماس وأكفان
*
* ورأسه طار فلهفي على
* مجثمه في خير جثمان
*
* فلوا بنيسابور مضمونه
* وقحفه الخالي بكرمان
*
* والحكم للجبار فيما مضى
* وكل يوم هو في شان
*

50
3 (ابن منصور النسوي))
محمد بن منصور النسوي عميد خراسان ورد بغداذ زمن طغرلبك وبنى مدرسة ووقفها على أبي بكر ابن أبي المظفر السمعاني وأولاده قال ابن الجوزي في المرآة فهم فيها إلى هلم جرا وبنى مدرسة بنيسابور وفيها تربته وكان كثير الخيرات والصدقات محسنا إلى الرعية توفي سنة أربع وتسعين وأربع مائة
3 (أبو بكر والد الحافظ السمعاني))
محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار الإمام أبو بكر ابن العلامة أبي المظفر التميمي السمعاني والد الحافظ أبي سعد نشأ في عبادة وتحصيل وحظي في الأدب وثمرته نظما ونثرا وبرع في الفقه وزاد على أقرانه بعلم الحديث والرجال والأنساب والتواريخ والوعظ توفي سنة تسع وخمس مائة وسيأتي ذكر والده في حرف الميم في مكانه إن شاء الله تعالى من شعره قوله
* فيا ليت أني النور من كل ناظر
* فيبصر بي من كان وجهك مبصرا
*
* وأني كنت الذهن من كل خاطر
* فيفكر بي من كان فيك مفكرا
* ومنه قوله)
* فلأبعثن على العيون لغيرتي
* عينا أراك بها مع الأبصار
*
* ولأنزلن من القلوب مكامنا
* كيما أفوز بلذة الأفكار
*
* ولأسرين مع النسيم إذا سرى
* حتى أمر عليك في الأسحار
*
* ولأفرشن الخد من فوق الثرى
* فأقي به نعليك كل غبار
*
* كلا فعلت فما انتفعت بحيلة
* عجزت مجالسنا عن الأقدار
*
3 (والد ابن المنير))
محمد بن منصور بن أبي القاسم بن مختار القاضي الجليل أبو المعالي ابن المنير الجذامي الجروي الإسكندراني المعدل أجاز له الإمام الناصر وكتب عنه الطلبة وهو والد زين الدين وناصر الدين توفي سنة ست وخمسين وست مائة
3 (شمس الدين الحاضري))
محمد بن منصور بن موسى الشيخ شمس الدين أبو عبد الله الحاضري الحلبي المقرئ النحوي قرأ القراءات على الكمال الضرير والشيخ علي الدهان والعربية على ابن مالك جمال الدين وله تصدير في الجامع وكان متوسطا في النحو والقراءات توفي سنة سبع مائة والحاضري بالحاء المهملة وبين الألف والراء ضاد معجمة

51
3 (بدر الدين ابن الجوهري))
محمد بن منصور بن إبراهيم بن منصور الإمام العالم الصدر الصاحب بدر الدين الجوهري نزيل مصر ولد سنة اثنتين وخمسين وسمع من إبراهيم ابن خليل بحلب ومن الكمال العباسي وابن عزون وابن عبد الوارث والنجيب وعدة بمصر وتلا بالروايات على الصفي خليل وتفقه وشارك في فضائل وكان ينطوي على دين وعبادة وخير وله جلالة وصورة كبيرة ذكر للوزارة وكان له خلق حاد حدث بدمشق ومصر وتوفي سنة تسع عشرة وسبع مائة
3 (القباري))
محمد بن منصور الشيخ أبو القاسم القباري يأتي ذكره إن شاء الله تعالى في حرف القاف في ذكر القاسم
3 (ابن منصور موقع غزة))
محمد بن منصور شمس الدين موقع غزة أقام بها مدة طويلة يباشر التوقيع وكتابة الجيش ثم)
إنه نقل إلى توقيع صفد عوضا عن بهاء الدين أبي بكر بن غانم لما نقل إلى طرابلس في أواخر سنة سبع وعشرين وسبع مائة تقريبا وتوجه إلى غزة مكانه جمال الدين يوسف بن رزق الله ثم إن ابن منصور عمل على العود إلى غزة لأن صفد لم توافقه وكان له متاجر بغزة في الكتان والصابون وغير ذلك وحصل نعمة وافرة ثم إن الأمير سيف الدين تنكز عزله من غزة بعلاء الدين ابن سالم وبقي ابن منصور بطالا وكان الأمير سيف الدين طينال قد ناب في غزة في وقت وابن منصور موقعها فعرفه ذلك الوقت فلما بطل سأل من طينال أن يسأل الأمير سيف الدين تنكز في أن يكون من جملة كتاب الدرج بطرابلس فرسم له بذلك وتوجه إلى طرابلس وأقام بها قليلا وتوفي فيما أظن في سنة وكان داهية يكتب خطا حسنا وله نظم ما به بأس أنه لم يكن طبقة مع ما فيه من اللحن أنشدني المولى زين الدين عمر بن داود الصفدي قال أنشدني من لفظه لنفسه شمس الدين المذكور وقد أعيد الوزير تقي الدين توبة إلى الوزارة
* عتبت على الزمان وقلت مهلا
* أقمت على الخنا ولبست ثوبه
*
* ففاق من التجاهل والتعامي
* وعاد إلى التقى وأتى بتوبه
* قلت صوابه أفاق
3 (القرشي القزويني))
محمد بن منظور القرشي من أهل قزوين يقول في آل عبد العزيز المذحجيين كانوا ينزلون الري وقزوين
* بنو عبد العزيز إذا أرادوا
* سماحا لم يلق بهم السماح
*
* لهم عن كل مكرمة حجاب
* فقد تركوا المكارم واستراحوا
*

52
فقتله موسى بن عبد العزيز
3 (ابن المنكدر))
محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير التيمي المدني الزاهد العابد أحد الأعلام روى عن عائشة وأبي هريرة وأبي قتادة وأبي أيوب وابن عباس وجابر بن عبد الله وأبي رافع وسفينة وابن عمر وابن الزبير وأسماء بنت أبي بكر وأميمة بنت رقيقة وأنس بن مالك وعمه ربيعة بن عبد الله وسعيد بن المسيب وعروة وخلق كان في غاية الإتقان والحفظ والزهد حجة قال)
أبو حاتم وطائفة ثقة وروى عنه الجماعة وتوفي سنة ثلاثين ومائة
3 (العطار))
محمد بن المنهال العطار البصري أخو حجاج بن المنهال توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين والله أعلم
3 (الحافظ الضرير))
محمد بن المنهال التميمي المجاشعي البصري الضرير الحافظ أبو جعفر روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود وروى عنه النسائي بواسطة قال العجلي بصري ثقة توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين
3 (القاضي أبو حاتم الزبني))
محمد بن أبي المنهال القاضي أبو حاتم من دارة بن الأزد كان قاضيا بمكانه من الساحل في كورة تسمى زبنة وإليها ينسب قال فيه ابن أبي مغنوج وقد تقدم ذكره
* أبا حاتم سد من أسفلك
* أليس هو الشطر من منزلك
* قال ابن رشيق كان أبو حاتم شاعرا مشهورا متفننا في كثير من العلوم توفي سنة ثمان وأربع مائة وقد ناهز التسعين وأورد له

53
* يا كريما صد عني
* لم يكن ذا بك ظني
*
* بعد أن كنت سناني
* وحسامي ومجني
*
* وقذى في عين ضدي
* وشجا في حلق قرني
*
* صرت منكوسا ذليلا
* بعد إعراضك عني
*
3 (ابن البطريق))
محمد بن منير بن البطريق نصيح الدين العجلي البغداذي الجزري الشاعر البغداذي سمع منه الزكي المنذري شعره بالقاهرة وكناه أبا بكر وتوفي بدمشق سنة سبع وثلاثين وستمائة ومن شعره
* أقصد القلعة السحوق كأني
* حجر من حجارة المنجنيق
*
* فدوابي تحفى وثوبي يبلى
* هذه قلعة على التحقيق
* ومنه أيضا)
* ورد ومسك ودر
* خد وخال وثغر
*
* لحظ وجفن وغنج
* سيف ونبل وسحر
*
* غصن وبدر وليل
* قد ووجه وشعر
* ومنه في بر أتاه منغصا
* ألبس قلبي بركم فكرة
* يكاد منها ناظري يعمى
*
* أورثني هما ومن قبله
* لم أر برا يورث الهما
* ومنه
* كيف يحمي تدرعي واحترازي
* من شبا أعين الظباء الجوازي
*
* مقل من أسنة بقدود
* كالعوالي في اللين والاهتزاز
*
* كحلت بالسهاد جفني لما
* غازلتني بالأكحل الغماز
*
* جزت أقضي أمرا فقضيت عمرا
* ليت لم يقض لي على جوازي
*
* بعثت لي حقا بإيماء طرف
* جد في أخذ مهجتي وهو هاز
* وله مدائح في الملك الأشرف شاه أرمن وفي الظاهر غازي الملك ومنه
* اثنان قد كسدا والحمق دأبهما
* أنا بشعري وبالنحو ابن عدلان
*
* فاصفع أبا حسن رأسي وقمته
* فأحمق بكساد جد صفعان
*

54
ومنه
* ما هيجتك معالم ورسوم
* إلا لأنك للغرام غريم
*
* للظاعنين عن المنازل في الحشا
* شوق على مر الزمان مقيم
*
* لي نحوهم نفس يقيم زفيره
* عوج الضلوع ومدمع مسجوم
*
* وأغن أحوى رشفة من ثغره
* برء لمن هو من هواه سليم
*
* انظر إلى جسدي وناحل خصره
* تر كيف أودى بالصحيح سقيم
*
* أحرير خديه كساك عذاره
* حسنا فأنت بوشيه مرقوم
*
* قسما بمن خلق الهوى إن الهوى
* عذب وإن عذابه لأليم
*
* ووحق من سن المكارم إنها
* ماتت فأحياها أغر كريم
*
3 (أبو جعفر العكبري))
)
محمد بن مهدي العكبري أبو جعفر كان خبيث اللسان يهجو الكتاب يقول للحسن بن وهب
* وسائلة عن الحسن بن وهب
* وعما فيه من حسب وخير
*
* فقلت هو المهذب غير أني
* أراه كثير إسبال الستور
*
* وأكثر ما يغنيه فتاه
* رشيق حين يخلو بالسرور
*
* فلولا الريح أسمع من بحجر
* صليل البيض تقرع بالذكور
* وقال
* هديتي تقصر عن همتي
* وهمتي تقصر عن حالي
*
* وخالص الود ومحض الثنا
* أحسن ما يهديه أمثالي
*
3 (الحافظ الرازي))
محمد بن مهران الرازي الجمال أبو جعفر الحافظ روى عن معتمر ابن سليمان وغيره وروى عنه البخاري ومسلم وأبو داود وأبو زرعة وأبو حاتم توفي سنة تسع وثلاثين ومائتين
3 (ابن كوشاذ))
محمد بن مهران بن كوشاذ الأصبهاني سكن سامرا وحدث بها عن

55
إبراهيم بن عبد الله الهروي روى عنه عبد الباقي ابن قانع وذكره الحافظ أبو نعيم في تاريخ أصبهان
3 (أبو عبد الله البغداذي))
محمد بن مهران أبو عبد الله البغداذي حدث عن محمد بن الفرج الأزرق روى عنه إبراهيم بن حمزة الأصبهاني في معجم شيوخه
3 (البناني البغداذي))
محمد بن المهنا بن محمد البناي أبو بكر الشاعر من ساكني باب الأزج أكثر القول في المدائح والغزل قال محب الدين ابن النجار كتبت عنه شيئا من شعره وكان شيخا فاضلا طيب الأخلاق كيسا قال أنشدني لنفسه
* أينام عذالي وأسهر
* وألام في النادي وأزجر
*
* ويروم مني عاذلي
* ما في شروط الحب ينكر
*
* هيهات أن يغتالني
* أو بالملام علي ينصر
*
* وأنا المتيم أشتكي
* ككثير وجدا وأكثر)
* (ومسامعي عن عذله
* موقورة والظهر موقر
*
* ومهفهف حلو الشما
* ئل أسحم الصدغين أحور
*
* يشكو إليه نهوضه
* ظلم المؤزر للمزير
*
* قمر شقائق وجنتي
* ه تقول للعذال مجهر
*
* قسما بلام عذاره
* إن المتيم فيه يعذر
* وقال وأنشدني لنفسه
* حشو الحشاشة جمر كلما اتقدا
* أسهرت ليلي والمحبوب قد رقدا
*
* أرعى النجوم وعهدا ليس يحفظه
* من ليس يعرف إلا نقض ما عهدا
*
* وأطلب الوصل من ريم يماطلني
* وكلما رمته في اليوم قال غدا
*
* هويته وهواني في محبته
* عذب وعيشي مر كلما بعدا
*
* يا ورد خديه لي من آس عارضه
* آس متى جس نبضي لم أمت كمدا
*
* ويا بريق ثناياه بريقته
* أطفي حرارة قلبي قلما بردا
*
* ويا حساما على العشاق يشهره
* من اللحاظ أمتني ميتة الشهدا
* وقال ذكر لي أنه تزوج بتسعين امرأة وتوفي في شوال سنة ست مائة قلت شعر عذب منسجم

56
3 (ابن مهنا))
محمد بن مهنا بن عبد الرافع بن زيد بن أبي بكر شمس الدين القاهري مولده سنة خمسين وست مائة أنشدني الشيخ أثير الدين من لفظه قال أنشدني المذكور لنفسه
* وما ذقت طعم الشهد إلا وريقه
* ألذ وأحلى في المساغ وأعذب
*
* كذلك أصوات المثاني ولفظه
* أرق وأشهى للنفوس وأطرب
*
* وحسبك بدر التم إن قسته به
* فطلعته أبهى وأشهى وأغرب
*
* فيا آمري بالصبر عنه وقد أرى
* عيوني عليه بالمدامع تسكب
*
* ترفق فقلبي لا يميل لغيره
* أغالب فيه الشوق والشوق أغلب
* قلت شعر منحط
3 (الفطري))
)
محمد بن موسى الفطري المدني مولى الفطريين وثقة الترمذي وقال أبو حاتم صدوق يتشيع روى له الجماعة خلا البخاري توفي سنة ثمان ومائتين أو ما دونها
3 (القطان))
محمد بن موسى بن عمران الواسطي القطان روى عنه البخاري ومسلم وابن ماجة ذكره ابن حبان في الثقات وتوفي سنة خمسين ومائتين أو ما دونها
3 (ابن موسى صاحب الحيل))
محمد بن موسى بن شاكر أحد الإخوة الثلاثة الذين تنسب إليهم حيل بني موسى وأخواه أحمد والحسن كانت لهم ههم علية في تحصيل العلوم القديمة أنفذوا إلى بلاد الروم من أحضرها لهم وأحضروا النقلة من أطراف البلاد بالبذل السني وكانت الغالب عليهم الهندسة والحيل في جر الأثقال والموسيقى والنجوم ولهم في الحيل كتاب عجيب مشهور كان المأمون مغرى بعلوم الأوائل وتحقيقها ورأى فيها أن دور كرة الأرض أربعة وعشرون ألف ميل كل ثلاثة أميال فرسخ فيكون المجموع ثمانية آلاف فرسخ بحيث لو وضع طرف حبل على أي نقطة كانت وأدير الحبل على كرة الأرض حتى انتهى بالطرف الآخر إلى تلك النقطة ومسح الحبل كان طوله أربعة وعشرين ألف ميل فسأل بني موسى المذكورين عن حقيقة ذلك فقالوا له نعم هذا قطعي فقال اعملوا الطريق التي ذكرها المتقدمون حتى يتحرر لنا ذلك فسألوا عن الأرض المتساوية فدلوا على صحراء بسنجار أو وطأة الكوفة فأخذوا معهم جماعة يثق بهم المأمون وبمعرفتهم وتوجهوا إلى صحراء سنجار فوقفوا في موضع منها وأخذوا

57
ارتفاع القطب الشمالي وجعلوا في ذلك الموضع وتدا وربطوا فيه حبلا طويلا ثم توجهوا إلى الجهة الشمالية على الاستواء من غير انحراف حسب الإمكان فلما فرغ الحبل نصبوا وتدا آخر وربطوا فيه حبلا آخر وفعلهم فعلهم الأول ولم يزالوا كذلك إلى موضع أخذوا فيه ارتفاع القطب المذكور فوجدوه قد زاد درجة فمسحوا ذلك القدر الذي قدروه من الأرض بالحبال فبلغ ستة وستين ميلا وثلثي ميل فعملوا أن كل درجة من الفلك يقابلها من الأرض سنة وستون ميلا وثلثا ميل ثم عادوا إلى الموضع الأول وفعلوا في جهة الجنوب كما فعلوه في جهة الشمال وأخذوا الارتفاع في موضع فوجدوا القطب فيه قد نقص درجة ومسحوا الحبال فوجدوا القدر الثاني من الجنوب كالقدر الأول من الشمال فعلموا أن حسابهم صح وأن الذي ذكره أرباب الهيئة في ذلك محقق)
فحضروا إلى المأمون وعرفوه ما اتفق فجهزهم إلى وطأة الكوفة وقال افعلوا فيها كما فعلتم في صحراء سنجار فتوجهوا وفعلوا ما فعلوه هناك فطابق فعلهم ما رأوه في صحراء سنجار وتوافق الحسابان فعادوا إلى المأمون وأعلموه ما صح معهم فعلم صحة ما حرره القدماء ولبني موسى المذكورين أوضاع غريبة وأشياء عجيبة في جر الأثقال وقال لي بعض الأذكياء إن الأعمال الثقيلة والعمائر الجبارة كلها عملت بالطليات والبكر من جر الأثقال وتوفي محمد بن موسى المذكور سنة تسع وخمسين ومائتين
3 (الواسطي الصوفي))
محمد بن موسى أبو بكر الواسطي أصله من فرغانة واستوطن مرو وكان من أصحاب الجنيد والنوري لم يتكلم أحد في أصول التصوف مثل كلامه وكان عالما بأصول الدين والعلوم الظاهرة قال إذا ظهر الحق على السرائر لم يبق فيها فضلة لرجاء ولا خوف فسئل أن يدعو فقال أخشى أن يقال لي إن سألتنا ما ليس لك عندنا فقد أسأت إلينا وإن سألتنا ما لك عندنا فقد اتهمتنا وأنشد
* ذريني تجئني ميتتي مطمئنة
* ولم أتجشم هول تلك الموارد
*
* فإن عليات الأمور منوطة
* بمستودعات في بطون الأساود
* توفي سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة
3 (الحنفي قاضي مصر))
محمد بن موسى السرخسي الحنفي قاضي مصر ولاه القاهرة توفي سنة ثلاثين وثلاث مائة تقريبا
3 (الحافظ السمسار))
محمد بن موسى بن الحسين أبو العباس السمسار الدمشقي

58
الحافظ أخو أبي الحسن علي قال أبو محمد الكتاني كان ثقة نبيلا توفي سنة ثلاث وستين وثلاث مائة
3 (الظاهري الأثري))
محمد بن موسى بن المثنى الفقيه أبو بكر البغداذي الأثري الداودي الظاهري كان فقيها نبيلا توفي سنة خمس وثمانين وثلاث مائة
3 (ابن مردويه الفقيه))
)
محمد بن موسى بن مردويه أبو عبد الله الأصبهاني أخو الحافظ أبي بكر كان إماما في الفقه والأصول وتوفي سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة
3 (ابن شاذان))
محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان أبو سعيد بن عمرو النيسابوري الصيرفي أحد الثقات المشاهير روى عنه الخطيب والبيهقي وخلق كثير توفي سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة
3 (ابن أبي عمران))
محمد بن موسى بن عبد الله أبو الخير ابن أبي عمران المروزي الصفار آخر من روى صحيح البخاري بعلو في الدنيا رواه عن الهيثم الكشميهني وقال الحافظ ابن طاهر سمعت عبد الله بن أحمد السمرقندي يقول لم يصح لهذا الرجل أبي الخير ابن أبي عمران موسى من الكشميهني سماع وإنما وافق الاسم الاسم توفي سنة إحدى وسبعين وأربع مائة
3 (البلاساغوني القاضي الحنفي))
محمد بن موسى بن عبد الله القاضي أبو عبد الله التركي البلاساغوني الحنفي سمع من الدامغاني ومن أبي الفضل ابن خيرون ونزل دمشق وولي قضاء القدس ودمشق وعزم على نصب إمام حنفي بجامع دمشق من محبته في مذهبه وعين إماما فامتنع الناس من الصلاة خلفه وصلوا بأجمعهم في دار الخيل وهي القيسارية التي قبل الدرسة الأمينية وهو الذي رتب الإقامة في الجامع مثنى مثنى فبقيت إلى أن أزيلت زمن صلاح الدين سنة سبعين قال ابن عساكر سمعت الحسين بن قبيس يذمه ويذكر أنه كان يقول لو كان لي أمر لأخذت من الشافعية الجزية وكان مبغضا للمالكية أيضا توفي سنة ست وخمس مائة
3 (الحافظ الحازمي))
محمد بن موسى بن عثمان بن موسى بن عثمان بن حازم

59
الحافظ أبو بكر الحازمي الهمذاني كتب الكثير وصنف في الحديث عدة وكان كثير المحفوظ حلو المذاكرة يغلب عليه معرفة أحاديث الأحكام وأملى من طرق الأحاديث التي في مذهب لأبي إسحق وأسندها ولم يتم له كتاب الناسخ والمنسوخ وعجالة المبتدي في الأنساب والمؤتلف والمختلف في البلدان واسناد الأحاديث التي في المهذب وتحفة
السفينة وكتاب ما اتفق في إسناده أربعة من الصحابة أو التابعين بعضهم عن بعض وكتاب شروط الأئمة الخمسة البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي)
وابن ماجة وكتاب سلسلة الذهب وهو ما رواه الإمام أحمد بن حنبل عن الإمام الشافعي رضي الله عنهما وكتاب الفيصل في مشتبه النسبة ولم يتمه قال محب الدين ابن النجار وكان ثقة حجة نبيلا ورعا زاهدا عابدا كثير الصلاة والصيام والمجاهدة والتقلل نزها عفيفا ملازما للخلوة والتصنيف ونشر العلم أدركه أجله شابا ولم يبلغ الأربعين وقال سمعت بعض الأئمة من أصحاب الحديث يذكر أن الحازمي كان يحفظ كتاب الإكمال في المؤتلف والمختلف وكان يكرر عليه ولد في سنة تسع وأربعين وخمس مائة وتوفي سنة أربع وثمانين وخمس مائة
3 (المزالي))
محمد بن موسى بن النعمان الشيخ أبو عبد الله المزالي التلمساني وقيل الفاسي المغربي ولد سنة ست أو سبع وست مائة بتلمسان وقدم الإسكندرية وسمع بها أبا عبد الله الحراني وأبا القاسم الصفراوي وأبا الفضل جعفرا الهمذاني وبمصر أبا الحسن ابن الصابوني وأبا القاسم ابن الطفيل وابن المقير وجماعة وكان فقيها مالكيا زاهدا عابدا عارفا إلا أنه كان متغاليا في أشعريته توفي بمصر ودفن بالقرافة وشيعه الخلائق وكان يوما مشهودا توفي سنة ثلاث وثمانين وست مائة ومن شعره
* أتطمع أن ترى ليلى بعين
* وقد نظرت إلى حسن سواها
*
* سواها لا يروق الطرف حسنا
* وأوصاف الجمال لها حماها
*
* حماها منزل الأحباب قدما
* وإن كان الجلال لها حماها
*
* أتنظرها بعين بعد عين
* فتلك العين تمنعها قذاها
*
* قذاها إن أردت يزول عنها
* بعين الدهر غيرك لا تراها
* وهي أكثر من هذا وله تصانيف منها كتاب مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام في اليقظة والمنام

60
3 (أبو جعفر الزامي النحوي))
محمد بن موسى بن عمران الزامي أبو جعفر النحوي ذكره الثعالبي في البخاريين وقال هو من أفراد الأدباء والشعراء بخراسان عامة وحسنات نيسابور خاصة وكان مع سبقه في ميادين الفضل راجحا في موازين العقل وترقت حاله من التأديب إلى التصفح في ديوان الرسائل ببخارا بعد أبي إسحاق إبراهيم بن علي الفارسي وغلب على شعره التجنيس حتى كاد)
يذهب بهاءه ويكدر ماءه وكل كثير عدو الطبيعة وأورد له
* مضى رمضان المرمض الدين فقده
* وأقبل شوال يشول به قهرا
*
* فيا لك شهرا شهر الله قدره
* لقد شهرت فيه سيوف الهدى شهرا
* وأورد له أيضا
* سقى الله أيام اللوى إن ذكرها
* لوى في الحشا يلوي ذواب الحشا ليا
*
* ليالي ريعان الشبيبة رائع
* وغصني مياد أسوق به هيا
*
* تريع إلى شوق الظباء حوانيا
* إلي كأن الظبي يحسبني ظبيا
* قلت شعر متكلف
3 (سيبويه المعتزلي))
محمد بن موسى بن عبد العزيز الكندي أبو بكر الصيرفي المعروف بابن الجبائي ويعرف أيضا بسيبويه وبالفصيح سمع الكبار وتفقه للشافعي وكان معتزليا متظاهرا بذلك في الزهد والتصوف وتوفي سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة وكان قد تفقه على أبي بكر محمد بن أحمد الحداد
3 (الأقشتين القرطبي))
محمد بن موسى بن هاشم بن يزيد القرطبي المعروف بالأقشتين قال الزبيدي مات في شهر رجب سنة سبع وثلاث مائة وهو من أهل الأندلس ومن موالي المنذر وكان متصرفا في علوم الأدب ورحل إلى المشرق ولقي أبا جعفر الدينوري بمصر وانتسخ كتاب سيبويه من نسخته وأخذه عنه رواية وروى كتب ابن قتيبة عن إبراهيم بن جميل الأندلسي أخذها عنه بمصر وسمع بقيسارية من عمرو بن ثور صاحب الفريابي وله كتاب شواهد الحكم وكتاب طبقات الكتاب بالأندلس وكتاب الموفق وكتاب الرائق وكتاب فضائل المستبصرة
3 (أبو عبد الله السبتي))
محمد بن موسى بن عفان السبتي أبو عبد الله كان من أعرف الناس بالتواريخ وجمع من كتب التاريخ ما لم يجمعه أحد وكان لا يعبر كتابا ويكتب على كتبه

61
* إني حلفت يمينا غير كاذبة
* أن لا أعبر كتابي الدهر إنسانا
*
* إلا برهن وإيمان مغلطة
* كيلا يضيع كتابي أينما كانا
*)
توفي سنة إحدى وتسعين وأربع مائة
3 (السلوي النحوي))
محمد بن موسى السلوي النحوي الأديب أخبرني الشيخ أثير الدين شفاها قال قرأ المذكور كتاب سيبويه على الأستاذ أبي الحسين ابن أبي الربيع وبرع فيه ورحل إلى مدينة فاس فأقرأ بها النحو وكان وقورا فاضلا نزها وتوفي بها سنة خمس وثمانين وست مائة وسنه نحو من خمس وعشرين سنة أنشدنا له أبو محمد ابن أبي يعقوب المحساني مما أنشده في شاب جرح في جبينه لنفسه
* دماء جرح بدت ما بين منبلج
* من الجبين وشعر صيغ من غسق
*
* هو اتضاح نهار وانبلاج دجى
* لا بد بينهما من حمرة الشفق
* قلت المعنى جيد والألفاظ نازلة التركيب وأحسن منه في اللفظ قول ابن التلمساني أو ابن تميم الحموي الإسعردي والأول أكمل معنى
* بكوا لجراحة شقت جبين ال
* حبيب فقلت ما في ذا جناح
*
* أليس جبينه صبحا منيرا
* ولا عجب إذا انشق الصباح
* ومثله ما نقلته من خط محيي الدين بن عبد الظاهر
* ولقد أقول وقد شجتني شجة
* تبدو بصبح جبينك الوضاح
*
* الله أكبر قال ما لك قلت قد
* نادى جمالك فالق الإصباح
*
3 (البريري))
محمد بن موسى بن حماد يعرف بالبريري ويكنى أبا أحمد قال الخطيب مات سنة أربع وتسعين ومائتين كان اخباريا صاحب فهم ومعرفة بأيام الناس حدث عن علي بن الجعد وغيره وروى عنه يحيى ابن صاعد وأحمد بن كامل القاضي وإسماعيل بن علي الخطبي وغيرهم وذكره الدارقطني وقال ليس بالقوي قال القاضي أحمد بن كامل ما جمع أحد من العلم ما جمع محمد بن موسى البريري وكان لا يحفظ إلا حديثين حديث الطائر وحديث إن عمارا لتقتله الفئة الباغية

62
3 (الكوفي النسابة))
محمد بن موسى بن الحسن بن جعفر التغلبي الكوفي الشاعر النسابة ذكره الحاكم أبو عبد الله)
محمد بن عبد الله بن البيع في تاريخ نيسابور وقال ورد علينا سنة خمسين وثلاث مائة وكان يكثر الكون عند أبي أحمد التميمي وكان من أحفظ الناس لأيام الناس وأخبارهم وأشعارهم المتقدمين والمتأخرين ثم إنه خرج إلى بخارا وتوفي بها
3 (أبو بكر الهاشمي))
محمد بن موسى بن يعقوب بن عبد الله المأمون بن هارون الرشيد أبو بكر الهاشمي ولي مكة سنة ثمان وستين ومائتين وقدم مصر فحدث بها عن علي ابن عبد العزيز بالموطإ عن القعنبي عن مالك وتوفي بمصر في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين وثلاث مائة
3 (أبو بكر الحنفي))
محمد بن موسى بن محمد أبو بكر الخوارزمي إمام الحنفية انتهت إليه رياستهم وكان معظما عند الخلفاء والملوك ومن تلامذته الشريف الرضي والقاضي الصيمري قال أبو بكر البرقاني سمعته يقول ديننا دين العجائز ولسنا من الكلام في شيء وكان له إمام حنبلي وما شهد الناس مثله في حسن الفتوى والإصابة فيها دعي مرارا إلى الحكم فامتنع وتوفي سنة ثلاث وأربع مائة
3 (شرف الدين القدسي))
محمد بن موسى الكاتب شرف الدين القدسي كاتب أمير السلاح ثم كتب في ديوان الإنشاء بقلعة الجبل أخبرني الشيخ الإمام الحافظ أثير الدين أبو حيان من لفظه قال هو رجل حسن الأخلاق كريم العشرة محتمل فيه كرم وله خط حسن ونثر كثير ونظم جالسته مرارا وكتبت عنه وقرأ علينا من نظمه ونثره كثيرا وقد خمس شذوز الذهب في

63
صنعة الكيمياء تخميسا حسنا يقضي له بسبق النظم وجودة حوك الكلام ومطابقة الفضل وأنشدني قال أنشدني المذكور من لفظه لنفسه
* اليوم يوم سرور لا شرور به
* فزوج ابن سحاب بابنه العنب
*
* ما أنصف الكاس من أبدى القطوب لها
* وثغرها باسم عن لؤلؤ الحبب
* وأنشدني قال أنشدني المذكور من لفظه لنفسه
* صرف بصرف الحميا ما حمى طربا
* فإن فيها لسم الهم درياقا
*
* دنياك معشوقة والراح ريقتها
* فارشف مراشفها ان كنت عشاقا
*)
وأنشدني قال أنشدني المذكور لنفسه يخاطب الشجاعي وكان كاتبه
* أيا علم الدين الذي عين علمه
* تريه المعالي نثرها ونظامها
*
* قذفت لنا يا بحر أي جواهر
* وها هي فالبس فذها وتؤامها
* منها
* رأى الملك المنصور أنك صالح
* لدولته يلقي إليك زمامها
*
* فولاكها إذ كنت في الرأي شيخها
* وكنت إذا نادى الصريخ غلامها
*
* فما احتفلت إلا وكنت خطيبها
* ولا استبقت إلا وكنت إمامها
*
* فلو غاب بدر الأفق نبت منابه
* بل الشمس لو غابت لقمت مقامها
*
* نهضت بعبء الملك والأمر فادح
* وسست الرعايا مصرها وشآمها
* قلت وتوفي سنة اثنتي عشرة وسبع مائة ومن شعره
* تبسم فاستبكى ببارق ثغره
* سحائب جفن ما أخلت بعارض
*
* مليح أصبناه بعين ونظرة
* فمن اجل هذا قد أصيب بعارض
* وقال
* بي فرط ميل إلى الغزلان والغزل
* فكيف لا يقصر العذال عن عذلي
*
* مالوا علي ولاموا في الهوى عبثا
* من لم يمل سمعه مذ كان للملل
*
* أضحى الغرام غريمي في هوى رشإ
* يغنيه عن كحله ما فيه من كحل
*
* فالبدر من حسنة قد راح ذا كلف
* والورد من خده قد راح في خجل
*
* تشاغل الناس في الأسمار بي وبه
* وانني عن حديث الناس في شغل
* وقال في مليح اسمه سالم

64
* وأهيف تهفو نحو بانة قده
* قلوب تثبت الشجو فهي حمائم
*
* عجبت له إذ دام توريد خده
* وما الورد في حال على الغصن دائم
*
* وأعجب من ذا أن حية شعره
* تجول على أعطافه وهو سالم
* وقال في كريم الدين الكبير
* إذا ما بار فضلك عند قوم
* قصدتهم ولم تظفر بطائل
*
* فخلهم خلاك الذم واقصد
* كريم الدين فهو أبو الفضائل
*)
وكتب شرف الدين محمد بن الوحيد الكاتب إلى الشرف القدسي لما أن خمس شذور الذهب
* لقد رق تخميس الشذور وأصبحت
* مداما ولكن كرمها حضرة القدسي
*
* هي الشمس والأشعار في جنب حسنها
* نجوم وما قدر النجوم مع الشمس
* وكتب إليه الحكيم شمس الدين محمد بن دانيال
* إذا ناب في التقبيل عن شفتي طرسي
* وعن بصري في رؤيتي لكم نفسي
*
* وواصلني منكم خيال مخصص
* بروحي في حلم فما لي وللحسن
*
* ومن لي بمرآك الجميل الذي به
* لعيني غنى عن طلعة البدر والشمس
*
* على أنني مستأنس بعد وحشتي
* بأنس ولي الدولة الأرخن القس
*
* غدوت به بعد البطالة عاملا
* ولا مثلما أعملت في زاده ضرسي
*
* وإن ابنه الشيخ الخطير لمسعفي
* بما شئت من رفد جزيل ومن أنس
*
* وأقسم ما للابن والأب عندهم
* حياة بلا روح تجيء من القدسي
* ومن شعر شرف الدين القدسي
* يا ليلة بت أستجلي محياها
* كأنما بت أستجلي حمياها
*
* أولت يدا ثن ألوت بي فقلت إذا
* ما كان أرخصها عندي وأغلاها
*
* بيوسف الحسن جزء من محاسنه
* فاعجب لها وهي كنز كيف جزاها
*
* طال النهار انتصارا فانطوت قصرا
* كأن في شفقيها كان فجراها
* منها
* يدير من لحظه أو لفظه لطفا
* لو نستطيع لها شربا شربناها
*
* والزير والبم والمثنى ومثلثه
* محركات من الأوتار أشباها
*

65
ومن شعر شرف الدين القدسي رحمه الله والناس ينسبون ذلك إلى محيي الدين بن عبد الظاهر وأخبرني العلامة قاضي القضاة تقي الدين السبكي الشافعي أنها للقدسي وقال أنشدني بعضها من لفظه
* ما ملت عنك لجفوة وملال
* يوما ولا خطر السلو ببالي
*
* يا مانحا جسمي السقام ومانعا
* جفني المنام وتاركي كالآل
*
* عمن أخذت جواز منعي ريقك ال
* معسول يا ذا المعطف العسال)
* (من شعرك الفحام أم عن ثغرك ال
* نظام أم عن طرفك الغزالي
*
* فأجابني أنا مالك أهل الهوى
* والحسن أضحى شافعي وجمالي
*
* وشقائق النعمان أضحى نابتا
* في وجنتي حماه رشق نبالي
*
* والصبر أحمد للمحب إذا ابتلى
* في الحب من محن الهوى بسؤالي
*
* وعلى أسارى الحب في سجن الهوى
* بين الملاح عرفت بالقفال
*
* وقتلت معتزلي في شرع الهوى
* وطرفت بالتنبيه عين السال
*
* وتفقه العشاق في فكل من
* نقل الصحيح اجزته بوصال
*
* والجوهري غدا بثغري ساكنا
* يحمي الصحاح بقدي الميال
*
* وشهود حسني لو نظرت إليهم
* بين الأنام عجبت من أفعالي
*
* جرح البكاء عيونهم وقلوبهم
* وزكوا لقذف الدمع في الأطلال
*
* والشاهد المجروح عندي صادق
* هل في قضاة العاشقين مثالي
*
* وعلى رحيق الثغر صارم مقلتي
* وليته ولكل ثغر وال
*
* وعلى مقامات الغرام شواهد
* جسمي الحريري والبديع مقالي
*
* ولبست من حلل الجمال مفصلا
* حسن الملابس مدهش الغزال
*
* ولحسني الكشاف في جمل الضيا
* لمعا لإيضاح الفصيح مقالي
*
* وأتى المطرز نحو خدي راقما
* طرز العذار وحار في أشكالي
*
* والواقدي بنار هجري والجفا
* وكلته فلكل سال صال
*
* وبلفظي الفراء يفري قلب من
* وافى يناظر ناظري بنصالي
*
* ومصارع العشاق بين خيامنا
* ومقاتل الفرسان يوم نزالي
*
* ورفضت يوم العاشقين فكل من
* ذكر الفراق فدمعه متوالي
*
* ولدي سلوان المطاع سفاهة
* لمتيم أوثقته بحبالي
*
* وخصصت إخوان الصفا برسائل
* ولهم صفا ودي وهم آمالي
*

66
* والبيهقي بوجه كل معنف
* في موقف التوديع والترحال
*
* وبوجهي النقاش راح مفسرا
* سور الملاحة من دليل دلالي
*
* ورقيبي الكلبي قد اخسأته
* بوقوفه في باب ذل سؤالي)
* (ومجاهد أضحى علي مقاتلا
* خوفا من الرقباء والعذال
*
* وأبو نعيم منعم في حليتي
* إذ بات يمليها على النقال
*
* ومحاسني قوت القلوب تكرما
* ومناقب الأبرار حسن فعالي
*
* وتطلعي زاد المسير ومبسمي ال
* ضحاك والمنثور حسن لآلي
*
* وبخدي الزهري جنات المنى
* أضحى بها الثوري من عمالي
*
* وبمنطقي قس الفصاحة واعظ
* في فترة الأجفان للضلال
*
* وقميص حسني قد من قبل الورى
* بيدي اليمين وتارة بشمالي
*
* والثعلبي رأى الوجوه بجهده
* وحلا له في النقل وجه الحال
*
* ولحسني الأنساب يرويها عن ال
* عدل الزكي بصحة النقال
*
* فيراه للتمييز نصبا واجبا
* ورفعت عنه الهجر من أفعالي
*
* ولي الخلافة في الملاح بلحظي ال
* سفاح والمنصور في أقوالي
*
* وعلى محلي بالجمال رواية
* في راية نشرت ليوم جدالي
*
* ومدينة العلم السخاوي أصبحت
* في راحتي فعرفت بالبذال
*
* قال الأوائل ما رأينا مثله
* غصن رطيب مثمر بهلال
*
* قد عمه الحسن الغريب وخاله
* ما في البرية منه قلب خال
*
* فوصلت عشاقي فلام معنفي
* فأجبته هذا الذي يبقى لي
*
* القوم أبناء السبيل وعندنا
* تعطى زكاة الحسن كالأموال
*
* قد طالما نقلوا حديث محاسني
* فهم عدولي صحة ورجالي
*
* هذي القصيدة بالأئمة شرفت
* قدري وفقت بها على أمثالي
*
* فكأنها العقد الثمين وهم بها ال
* در النظيم مكللا بلآلي
* قلت قصيدة فريدة رائقة فائقة إلا أنها لا بد فيها من ألفاظ غير قاعدة والتسامح يسكن قلقها
3 (وجه الفلس))
محمد بن موفق المعروف بوجه الفلس الجياني ذكره حرقوص في كتابه وأورد له
* أنف السلو لقلبه الأسف
* ومضى يقود عنانه الكلف
*

67
* أو ما رأيت نظيم شملهم
* قد بددته النية القذف)
* (رحل الأحية كيف بعدهم
* يلتذ محزون وملتهف
* قلت شعر متوسط
3 (الخبوشاني))
محمد بن الموفق بن سعيد بن علي بن نجم الدين أبو البركات الخبوشاني بالخاء المعجمة والباء الموحدة والشين المعجمة بعد الواو الصوفي الفقيه الشافعي كان يستحضر كتاب المحيط وله كتاب تحقيق المحيط وهو في ستة عشر مجلدا وكان يستحضره لأنه أملاه عن خاطره على ما قيل في ستة عشر مجلدا كان السلطان صلاح الدين يقربه ويكرمه ويعتقد فيه وعمر له المدرسة المجاورة للشافعي حضر إليه الملك العزيز وصافحه فاستدعى بماء وغسل يده وقال يا ولدي إنك تمسك العنان فقال له نعم فامسح وجهك واغسله فإنك مسحت وجهك فقال نعم وغسل وجهه وكان إذا رأى ذميا راكبا قصد قتله وكان الذمة يتحامونه ولم يأكل من وقف مدرسة لقمة ودفن في الكساء الذي حضر فيه من خبوشان وكانت وفاته سنة سبع وثمانين وخمس مائة ودفن في قبة تحت رجلي الشافعي وبينهما شباك يقال إن العاضد خليفة مصر رأى في منامه آخر دولته أنه خرجت إليه عقرب من مسجد في مصر معروف بها فلدغته فلما قصه على العابر قال له ينالك مكروه من شخص مقيم في ذلك المسجد فقال العاضد لوالي مصر أحضر إلي من هو مقيم في ذلك المسجد الفلاني فاحضر إليه رجلا صوفيا فلما رآه من أين حضوره ومتى قدم فكلما سأله عن شيء أجابه فلما ظهر له حاله وضعفه وعجزه عن إيصال مكروه منه إلى العاضد أعطاه شيئا وقال يا شيخ ادع لنا وأطلقه فلما استولى السلطان صلاح الدين وعزم على القبض على العاضد استفتى الفقهاء في خلعه فكان أكثرهم مبالغة في الحط على العاضد وأشدهم قياما في أمره وحضا على خلعه ذلك الصوفي الذي أحضره العاضد لما رأى الرؤيا وكان هو نجم الدين الخبوشاني المذكور
3 (الشيباني))
محمد بن المؤمل بن نصر بن المؤمل الشيباني أبو بكر بن أبي طاهر من أهل بعقوبا من قرية تعرف بقباب ليث قال ابن النجار ذكر لنا أنه من ولد الليث بن نصر بن سيار الشيباني الأمير قدم بغداذ مرارا كثيرة وسمع بها من أبي الوقت السجزي ثم قدم علينا بعد علو سنه وكتبنا عنه وهو شيخ صالح متدين حسن الطريقة توفي سنة سبع عشرة وست مائة

68
))
3 (أبو نصر الفرضي))
محمد بن موهوب بن الحسن أبو نصر الفرضي الضرير كان أوحد وقته في علم الفرائض والحساب وله مصنفات حسنة في ذلك قرأ عليه جماعة وتخرجوا به وذكره ابن
كامل الخفاف في معجم شيوخه الذين سمع منهم ولم يخرج عنه حديثا وكان لا يأخذ أجرة على تعليمه الفرائض والحساب ولكن يأخذ الأجرة على تعليمه الجبر والمقابلة ويقول الفرائض مهمة وهذا من الفضل
3 (ابن حواري الشاعر))
محمد بن المؤيد بن محمد بن أحمد بن حواري مهذب الدين أبو جعفر التنوخي المعري الشاعر سمع وروى وتوفي سنة ثلاث وست مائة من شعره
* توق زوال الحسن عند كماله
* لأنك من صرف النوى غير خائف
*
* ألأم تر أن الورد لما تكاملت
* محاسنه أوردت به كف قاطف
* ومنه
* لاحظته فبدا النجيع بخده
* فاقتص لا متعديا من ناظري
*
* وكلاهما حتى المعاد مضرج
* بدمائه من جابر أو ثائر
* ومنه
* خف الزمان ولا تأمن غوائله
* فما الزمان على شيء بمأمون
*
* غدا ترى الشعر قد غطت غياهبه
* ضياء خديك فاستسعيت في الهون
*
3 (سعد الدين الجويني الصوفي))
محمد بن المؤيد بن عبد الله بن علي بن محمد بن حمويه الشيخ سعد الدين الجويني الصوفي كان صاحب رياضات وأحوال وله كلام في التصوف على طريق أهل الوحدة أقام بقاسيون يتأله ويتعبد مدة ولما ضاق به الحال رجع إلى خراسان واجتمع به جماعة من التتار وأسلك على يده غير واحد منهم وتوفي سنة خمسين وست مائة
3 (ابن المؤيد الألسي))
محمد بن المؤيد بن محمد بن علي بن أحمد الألسي أبو المظفر بن أبي سعد الشاعر ولد ببغداذ ونشأ بها وقال الشعر ومدح الأعيان وروى شيئا من شعره وشعر أبيه ذكره العماد في)
الخريدة قال هاجر إلى العادل نور الدين بالشام وأقام في خيمتي بالمعسكر سنة أربع وستين وكنا في صرخد فمرض فنفذناه إلى دمشق فتوفي في الطريق ومن شعره

69
* أيها العادل الذي ملأ الأر
* ض عطاء غمرا ومنا وعدلا
*
* لم أسر طالبا سوى ظلك الصا
* في وحاشاي لا أصادف ظلا
*
* لست أرضى من بعد ظل إمام ال
* حق ظل الدعي حاشا وكلا
*
* ظل قوم إذا تشنفت فيهم
* سحبوا لي كما وزيقا ورجلا
*
* كل هذا إذا سلمت ولا أو
* ثق أسرا ولا أبضع قتلا
*
* في يدي كافر إذا قلت فيه ال
* شعر سهل المعنى وأعربت جزلا
*
* لم يرققه لي ولم يعط إلا
* حمل صخر على اليدين ونقلا
* قلت شعر منحط
3 (السلطان طغرلبك))
محمد بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق السلطان الكبير ركن الدين أبو طالب طغرلبك أول ملوك السلجوقية أصلهم من بر سنجار وهم قوم لهم عدد وقوة كانوا لا يدخلون تحت طاعة السلطان وإذا قصدهم من لا طاقة لهم به دخلوا المفاوز فلما عبر السلطان محمود إلى ما وراء النهر استمال زعيمهم حتى قدم عليه وقبض عليه ثم اتفق الرأي على تفريق أعيان قومه في النواحي ووضع الخراج عليهم فدخلوا في الطاعة وتهذبوا وطمع الناس فيهم فظلموهم فانفصل منهم ألفا بيت ومضوا إلى كرمان وملكها يومئذ بهاء الدولة بن بويه فأكرمهم وتوفي عن قرب فخافوا من الديلم فقصدوا أصبهان ونزلوا بظاهرها وصاحبها علاء الدولة ابن كاكويه فرغب فيهم واستخدمهم فكتب إليه السلطان محمود يأمره بحربهم فاقتتلوا فقتل منهم جماعة وقصد الباقون أذربيجان ثم قصدهم السلطان محمود بنفسه وشتتهم وتوفي فقام بعده ابنه مسعود واحتاج إلى الجند فكتب إلى الذين منهم بأذربيجان فقدم عليه منهم ألف فارس ورتبهم كما فعل أبوه أولا ثم دخل الهند فخلت لهم البلاد فعاثوا فيها ولم يزل أمرهم يقوى ويشتد حتى ملكوا الري ثم نيسابور وضعف عنهم السلطان مسعود بن محمود ثم إن طغرلبك ملك العراق سنة سبع وأربعين وعدل في الناس وكان ملكا حليما كريما محافظا على الصلاة في الجماعة يصوم الاثنين والخميس وخطب ابنه الخليفة القائم بأمر الله فشق ذلك عليه ولم)
يجد بدا من زواجها فقدم بغداذ وحمل مائة ألف دينار برسم نقل جهازها وعمل العرس وتوفي بعد أشهر بالري سنة أربع وخمسين وأربع مائة وعمره سبعون سنة ونقل إلى مرو ودفن عند قبر أخيه داود وكان السلطان يكثر الصدقات ويقول أستحيي من الله أن أبني دارا ولا أبني إلى جانبها مسجدا وكان عقده على ابنه القائم بظاهر تبريز سنة ثلاث وخمسين ثم توجه إلى بغداذ ونزل بدار المملكة وحملت إليه وجلست على سرير ملبس بالذهب ودخل إليها السلطان وقبل الأرض بين يديها ولم يكشف البرقع عنها ذلك الوقت وقدم لها تحفا يقصر الوصف عنها وقبل الأرض وخدم وانصرف

70
وحكى وزيره محمد بن منصور الكندي عنه أنه قال يعني السلطان رأيت وأنا بخراسان في المنام كأني رفعت إلى السماء وأنا في ضباب لا أبصر معه شيئا غير أنني أشم رائحة طيبة فإذا مناد ينادي أنت قريب من الباري جلت قدرته فاسأل شيئا ليقضى فقلت في نفسي أسأل طول العمر فقيل لك سبعون سنة فقلت يا رب لا تكفيني فقيل لك سبعون سنة ولما حضرته الوفاة قال إنما مثلي مثل شاة تشد قوائمها لجز الصوف فتظن أنها تذبح فتضطرب حتى إذا أطلقت تفرح ثم تشد للذبح فتظن أنها لجز الصوف فتسكن وهذا المرض الذي أنا فيه هو شد القوائم للذبح فمات منه ولم تقم ابنه القائم معه إلا ستة أشهر وماتت بعده سنة ست وتسعين وأربع مائة ولم يخلف السلطان ولدا ذكرا وانتقل الملك إلى ابن أخيه ألب رسلان
3 (الخياط المكي))
محمد بن ميمون المكي الخياط روى عنه الترمذي والنسائي وابن ماجة وتوفي سنة ستين ومائتين تقريبا
3 (مركوش النحوي))
محمد بن ميمون الأندلسي النحوي الأديب المعروف بمركوش كان مشهورا أورد له الحميدي شعرا قال في غلام يقص من شعره
* تبسم عن مثل نور الأقاحي
* وأقصدنا بمراض صحاح
*
* ومر يميس كما ماس غصن
* تلاعب عطفيه هوج الرياح
*
* وقصر من ليله ساعة
* فأعقب ذلك ضوء الصباح
*
* وإني وإن زعم العاذلو
* ن من خمر أجفانه غير صاح
*)
قلت شعر جيد
3 (الحافظ ابن ناصر))
محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر الحافظ أبو الفضل السلامي تفقه للشافعي وقرأ اللغة والأدب على الخطيب التبريزي قال تلميذه أبو الفرج ابن الجوزي كان حافظا متقنا ضابطا ثقة من أهل السنة لا مغمز فيه صنف التصانيف وتوفي سنة خمسين وخمس مائة وخطه في غاية الإتقان والصحة توفي والده وهو صغير فكلفه جده لأمه

71
أبو حكيم الخبري الفرضي وأسمعه في صباه شيئا من الحديث وشغله بحفظ القرآن والتفقه على مذهب الشافعي ثم إنه صحب الخطيب التبريزي اللغوي وقرأ عليه الأدب ومهر وجد في طلب الحديث فسمع من مشايخ وقته وصاحب أبا منصور الجواليقي في قراءة الأدب وسماع الحديث ولازم أبا الحسين ابن الطيوري وسمع منه كثيرا ثم إنه خالط الحنابلة ومال إليهم وانتقل عن مذهب الشافعي إلى مذهب ابن حنبل لمنام رآه ذكره محب الدين ابن النجار في تاريخه وذكر أشياخه الذين روى عنهم وكان من المكثرين حدث بأكثر مسموعاته وكانت له إجازات قديمة من جماعة من الشيوخ كابن النقور والصريفيني وابن ماكولا وغيرهم من الغرباء أخذها له ابن ماكولا في رحلته إلى البلاد ولابن ناصر كتاب المأخذ على أبي عبيد الهروي في كتاب الغريبين مجلد قال ياقوت في معجم الأدباء وكان مع علمه بالحديث ورجاله جيد المعرفة بالأدب صحيح الخط غاية في إتقان الضبط ثبتا إماما إلا أنه كان وقاعة في العلماء مغرى بالمثالب وكان هو والشيخ أبو منصور موهوب ابن الجواليقي يقرآن على أبي زكرياء التبريزي وكان أبو منصور يطلب الحديث وابن ناصر يطلب اللغة فقال لهما أبو زكرياء سيقع المر بالعكس فتصير أنت يا ابن ناصر محدثا وتصير أنت يا أبا منصور لغويا فكان الأمر على ما ذكره وكان ابن ناصر شافعيا ثم صار حنبليا فبلغني أنه أعاد صلاته التي صلاها وهو شافعي منذ احتلم إلى أن تحنبل وأنه غسل جميع ما في منزله من آلة وفرش وثياب حتى جدار داره فقلت لبعض الحنابلة ببغداذ ليت شعري لم فعل ذلك وأنتم تروون في كتبكم بأسانيدكم أن أبا عبد الله بن حنبل إمامكم قرأ على الشافعي وأنه كان يثني عليه إلى أن مات وأنه كان يستغفر له ويقول ما عرفنا تأويل الأحاديث حتى ورد هذا الحجازي وأنه مشى إلى جنب بغلة الشافعي إلى غير ذلك فقال إنما فعل ذلك لأجل ما كان يعتقده من مذهب)
الأشعري فقلت وما صنع الأشعري حتى يستحق معتقد مذهبه أن يفعل المنتقل عنه مثل هذا فقال إنه كان لا يقول بالحرف والصوت وهي بدعة فقلت له أوتزعم أن القول بالحرف والصوت ليس ببدعة قال نعم قلت محال لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من الصحابة والتابعين أنه قال به وأصل البدعة قول محدث لم يقل به الحد الأول فإن زعمت أن الأشعري ابتدع هذا القول فهو يزعم أنكم ابتدعتم هذا القول وليس ههنا ترجيح صرتم إليه أولى بالحق منه بل الترجيح في حيزه لمعاضدة العقل إياه بالبديهة إلا أن تكابروا فإن كابرتم وأصدرتم ألزمتم أن تتبروا من البخاري ومسلم صاحبي الصحيحين فإنهما كانا يقولان مع كثير من عقلاء أصحاب الحديث لفظي بالقرآن مخلوق وهذا مشهور عنهما وخبرهما في ذلك متعارف لا يجهله إلا من لا خبرة له بأخبار الناس فلم يكن عنده غير السكوت وحكمت على الشيخ ابن ناصر

72
بالجهل وقلة العقل والتصور وعظم التهور ومما بلغني من جهله وقلة عقله أنه أراد ذم أبي بكر الخطيب صاحب التاريخ فضاقت مسالك الذم عليه فقال إنه كان فاسقا يعشق والدي وكان والدي يلازم صحبته لذلك ويكثر فوائده فمن ههنا قيل عدو عاقل خير من صديق جاهل
3 (أبو منصور اليزدي))
محمد بن ناصر بن محمد بن أحمد بن هارون الصائغ الصراف أبو منصور من أهل يزد قدم بغداذ وهو في سن الشبيبة وأقام بها مدة يسمع ويكتب وينتخب ويعلق وكان خطه حسنا وله معرفة بالحديث والأدب ويقول الشعر قرأ القرآن على أبي منصور محمد بن أحمد بن عبد الرزاق الخياط وتفقه بالمدرسة النظامية على أبي سعد المتولي وسمع الكثير من أبي الحسن بن العلاف وأبي القاسم بن بيان وأبي علي بن نبهان وأمثالهم قال الحافظ ابن ناصر عنه كان فيه تساهل في الحديث وكان يصحف ومن شعره قوله
* أرى عمرا في كل يوم وليلة
* يغيض وعيشا فيهما يتنغص
*
* زيادة عمر المرء آفة نقصه
* فيا عجبا من زائد يتنقص
* وقبض عليه علاء الدولة كرشاسب بن علي بن فرامرز وحمله إلى طبس وقتله ودفن في تلك البرية بعد العشرين وخمس مائة
3 (الوزير علجة))
)
محمد بن ناصر بن منصور بن أحمد بن عبد الله بن عمر أبو الفضائل المعروف بعلجة الأصبهاني كان من الأعيان قدم بغداذ قديما وتولى بها العمارة قديما ثم ولي الوزارة للخاتون بنت السلطان محمد زوج الإمام المقتفي وأقام ببغداذ إلى حين وفاته وحدث بها فروى عنه أبو بكر بن كامل الخفاف توفي سنة أربع وخمس مائة ببغداذ
3 (أبو عبد الله العلوي))
محمد بن ناصر بن مهدي بن حمزة أبو عبد الله العلوي الحسني من أهل الري قدم مع والده إلى بغداذ صغيرا فنشأ بها وقرأ القرآن والأدب على أبي البقاء الأعمى وتميز وعلت مرتبته وناب عن والده في ديوان المجلس ثم رتب صدرا بالمخزن وناظرا ولم يزل على ذلك إلى أن عزل وعزل والده من الغد ونقلا إلى دار الخلافة وتوفي هناك والده سنة سبع عشرة وست مائة وأذن لولده أين شاء في السكن وغير زيه وهيئته وطلب الراحة ورغب في الخمول
3 (أفضل الدين الخونجي))
محمد بن ناماور بن عبد الملك القاضي أفضل الدين

73
الخونجي الشافعي ولد سنة تسعين وخمس مائة وولي قضاء مصر وأعمالها ودرس بالمدرسة الصالحية وأفتى وصنف ودرس قال أبو شامة كان حكيما منطقيا وكان قاضي قضاة مصر وقال ابن أبي أصيبعة تميز في العلوم الحكمية وأتقن الأمور الشرعية قوي الاشتغال كثير التحصيل اجتمعت به ووجدته الغاية القصوى في سائر العلوم وقرأت بعض الكتاب من الكليات عليه وشرح الكليات إلى النبض له مقالة في الحدود والرسوم وكتاب الجمل في المنطق والموجز في المنطق وكتاب كشف الأسرار في المنطق وكتاب أدوار الحميات توفي خامس شهر رمضان سنة ست وأربعين وست مائة ورثاه العز الضرير الإربلي حسن بن محمد بقصيدة أولها
* قضى أفضل الدنيا فلم يبقى فاضل
* وماتت بموت الخونجي الفضائل
* وكان رحمه الله تلحقه غفلة فيما يفكر فيه من المسائل العقلية وله في ذلك حكايات مأثورة عنه منها أن جلس يوما عند السلطان وأدخل يده في رزة هناك ونسي روحه في الفكرة التي هو فيها فنشبت أصبعه في الرزة وقام الجماعة وهو جالس قد عاقته أصبعه عن القيام فظن السلطان أن له شغلا أخره فقال له أللقاضي حاجة قال نعم تفك أصبعي فأحضر حداد وخلصها فقال إنني فكرت في بسط هذا الإيوان بهذه البسط فوجدته يتوفر فيه بساط إذا بسط)
على ما دار في ذهني فبسط كما قال لهم ففضل من البسط بساط واحد
3 (شيخ حلب))
محمد بن نبهان الشيخ الصالح الزاهد كان مقيما ببيت جبرين من بلاد حلب شاع ذكره بالصلاح واشتهر بالخير وإطعام كل وارد يرد عليه من المأمور والأمير والكبير والصغير ولم يقبل لأحد شيئا فلما كان الأمير سيف الدين طشتمر بحلب اشترى للزاوية أرضا وألزمه بإيقافها عليها فبعد جهد شديد حتى وافق على ذلك ثم إن الأمير سيف الدين طقزتمر لما جاء إلى حلب اشترى له مكانا آخر ووفقه على الزاوية فاتسع الزرق عليه وفاض الخير على أولاده وجماعته ولم نسمع عنه إلا صلاحا وخيرا وبركة وانقطاعا عن الناس وانجماعا وهو كان فقير البلاد الحلبية وشيخها المشار إليه بالصلاح وجاء الخبر إلى دمشق بوفاته رحمه الله تعالى في شعبان سنة أربع وأربعين وسبع مائة وصلى عليه بالجامع الأموي يوم الجمعة صلاة الغائب أخبرني القاضي ناصر الدين محمد بن الصاحب شرف الدين يعقوب قال كان كثير التلاوة كان له كل يوم ختمة ومن لا يراه لا يحسبه يتلو شيئا
3 (شرف الدين النصيبي))
محمد بن نجام شرف الدين الشيباني النصيبي أخبرني الشيخ أثير الدين من لفظه قال كان المذكور مقيما بقوص وأنشدني مجير الدين اللمطي قال أنشدنا شرف الدين النصيبي لنفسه
* جبتي الصوف غدا حالها
* ينشد ما يطرب ذا الكيس
*

74
* بالأمس قد كنت على نعجة
* واليوم أصبحت على تيس
*
3 (ابن أبي البئر))
محمد بن نزار بن أبي سعد بن الحسن بن أبي البئر أبو بكر من أهل القرية بالجانب الغربي من بغداذ قرأ القرآن بالروايات على أبي الفضل أحمد بن محمد بن شنيف وأبي
الحسن سعد الله بن نصر بن الدجاجي وأبي السعادات المبارك بن علي بن محمد الخباز وأبي جعفر أحمد بن أحمد بن القاص وسمع الحديث من أبي بكر أحمد بن المقرب الكرخي وأبي عبد الله منصور بن الموصلي وأبي طالب المبارك بن علي بن خضير الصيرفي وغيرهم قال ابن النجار كتبت عنه وكان حسن الأخلاق متوددا توفي سنة خمس عشرة وست مائة
3 (العيشوني))
)
محمد بن نسيم بن عبد الله العيشوني بالشين المعجمة أبو عبد الله الخياط كان والده مولى لأبي الفضل بن عيشون المنجم سمع أبا الحسن علي بن العلاف وأبا القاسم علي بن أحمد بن بيان وأبا الفضل محمد بن محمد ابن عيشون مولى أبيه وغيرهم قال محب الدين ابن النجار كان شيخا لا بأس به سقط من غرفة في داره فمات في سنة أربع وسبعين وخمس مائة
محمد بن نصر المروزي روى عنه أبو داود والنسائي ذكره ابن حبان في الثقات وتوفي سنة تسع وثلاثين ومائتين
3 (الإمام محمد بن نصر المروزي))
محمد بن نصر المروزي الإمام أبو عبد الله أحد الأعلام في العلوم والأعمال قال الحاكم فيه إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعه كان أعلم الناس باختلاف الصحابة ومن بعدهم وقال أبو بكر الصيرفي لو لم يصنف إلا كتاب القسامة لكان من أفقه الناس قال أبو الفضل محمد بن عبيد الله البلغمي سمعت الأمير إسماعيل بن أحمد يقول كنت بسمرقند فجلست يوما للمظالم وجلس أخي إسحاق إلى جنبي إذ دخل أبو عبد الله محمد بن نصر فقمت إجلالا له لعلمه فلما خرج عاتبني أخي وقال أنت والي خراسان تقوم لرجل من الرعية هذا ذهاب السياسة فبت تلك الليلة متقسم القلب فرأيت

75
النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بعضدي فقال لي ثبت ملكك وملك بنيك بإجلالك محمد بن نصر ثم التفت إلى إسحاق وقال ذهب ملك إسحاق وملك بنيه باستخفافه بمحمد بن نصر وكان زوج خنة بخاء معجمة ونون مشددة أخت القاضي يحيى بن أكثم وتوفي سنة أربع وتسعين ومائتين وله كتاب رفع اليدين في الصلاة في أربعة مجلدات وكان ابن حزم يعظمه
3 (القاضي الهروي))
محمد بن نصر بن منصور بن سعد القاضي الهروي كان في بداية أمره وراقا في بعض المدارس فسار إلى بغداذ وتقلب به الزمان واتصل بالخليفة وصار سفيرا بينه وبين الملوك وكانت له يد في النظم والنثر مر بقرية فاختفى رئيسها منه فكتب بديها
* أقول لركب عائدين إلى الحمى
* إذا ما وقفتم في جوار قبابنا
*
* فأهدوا لفتيان الندى سلامنا
* وقصوا عليهم حالنا في ذهابنا
*
* لنا جارة قالت لنا كيف حالكم
* وقد ساءها مس الضنى من جنابنا)
* (رأت حولنا غرثى يرومون عندها
* فضالة زاد من بقايا جرابنا
*
* فقلت لها أما الجواب فإننا
* أناس غلطنا مرة في حسابنا
*
* فعدنا وقلنا عل ثم ضرورة
* ولمنا وأمسكنا عنان عتابنا
*
* شفينا قلوبا صلنا عند ظننا
* بكل تداوينا فلم يشف ما بنا
* ومن شعره
* أودعكم وأودعكم جناني
* وأنثر دمعتي نثر الجمان
*
* وإني لا أريد لكم فراقا
* ولكن هكذا حكم الزمان
* وتوفي سنة ثماني عشرة وخمس مائة
3 (ابن القيسراني))
محمد بن نصر بن صغير بن خالد أبو عبد الله مهذب الدين أو عدة الدين الشاعر المشهور صاحب الديوان المعروف بابن القيسراني حامل لواء الشعر في زمانه ولد بعكا سنة ثمان وسبعين وأربع مائة ونشأ بقيسرية الساحل فنسب إليها وسكن دمشق وتولى إدارة الساعات التي على باب الجامع وسكن فيها في دولة تاج الملوك وبعده وسكن حلب مدة وولي بها خزانة الكتب وتردد إلى دمشق وبها مات سنة ثمان وأربعين وخمس مائة وقرأ الأدب

76
على توفيق بن محمد وأتقن الهندسة والحساب والنجوم وصحب أبا عبد الله ابن الخياط الشاعر وبه تخرج وروى عنه شعره وكان عندي ديوان ابن الخياط وعليه خط ابن القيسراني وقد قرئ عليه ووقفت على ديوانه بخطه من أوله إلى آخره وملكت به نسخة عليها خطه ودخل بغداذ ومدح صاحب الإنشاء سديد الدولة محمد بن الأنباري وسمع بحلب من الخطيب أبي طاهر هاشم بن أحمد الحلبي وغيره وسمع منه الحافظان أبو القاسم ابن عساكر وأبو سعيد سفيان السمعاني وهو والد موفق الدين خالد وزير نور الدين الشهيد وجاء في أولاده جماعة فضلاء ووزراء وكتاب وكان هو وابن منير شاعري الشام وجرت بينهما وقائع ونوادر وملح وكان ابن منير يرمى بالتشيع فبلغ ابن القيسراني أنه هجاه فقال
* يا ابن منير هجوت مني
* حبرا أفاد الورى صوابه
*
* ولم تضيق بذاك صدري
* فإن لي أسوة الصحابة
* وقال في خطيب)
* شرح المنبر صدرا
* بترقيك خطيبا
*
* أترى ضم خطيبا
* أم ترى ضمخ طيبا
* قال ابن خلكان هما لأبي القاسم زيد بن أبي الفتح أحمد بن عبيد بن فضال الموازيني المعروف أبوه بالماهر ولكن ابن القيسراني أنشدهما لابن هاشم الخطيب لما تولى الخطابة وقال
* وقالوا لاح عارضه
* وما ولت ولايته
*
* فقلت عذار من أهوى
* أمارته إمارته
* ونقلت من خطه له وهو لطيف
* أهيم إلى العذاب من ريقه
* إذا تيم العاشقين العذيب
*
* شهدت عليه وما ذقته
* يقينا ولكن من الغيب غيب
* ونقلت منه أيضا له
* ولما دنا التوديع قلت لصاحبي
* حنانيك سربي عن ملاحظة السرب
*
* إذا كانت الأحداق نوعا من الظبي
* فلا شك أن اللحظ ضرب من الضرب
* ونقلت منه أيضا له
* كم ليلة بت من كأسي وريقته
* نشوان أمزج سلسالا بسلسال
*
* وبات لا تحتمي مني مراشفه
* كأنما ثغره ثغر بلا وال
*

77
ونقلت منه له أيضا
* أسعد بغراء عروضية
* ميزانها في الشعر طيار
*
* وإن تكن جاءت بديهية
* فربما أسكر مسطار
* ونقلت منه له أيضا
* بدور حجي يرفض سيوف نورها الدجى
* وينجاب منها عن شمائل أنجاب
*
* تهز الوغى منكم سيوف صوارم
* وتجلو العلى منكم شمائل كتاب
* ونقلت منه له أيضا
* استشعر اليأس في لا ثم تطمعني
* إشارة في اعتناق اللام بالألف
* ومن أنشأ مهذب الدين ابن القيسراني رسالة صورة منام تعرف بظلامة الخالدي صنفها في)
حق واعظ كان يمدح الناس بأشعار أبي تمام الطائي وهي إني مخبركم عن سرى سريتها ورؤيا رأيتها ومنام حضرته وكلام حفظته فيه فحصرته طال به الليل عن تجانف قصره ومال به القول عن مواقف حصره فبت في غماره عائما وقد تعتري الأحلام من كان نائما ومن حق تأويله أن يقال خيرا رأيت وخيرا يكون وهو أني رأيت في ما يرى الحالم الرائي أبا تمام حبيب بن أوس الطائي في صورة رجل كهل كأس من الفضل عار من الجهل العربية تعرب عن شمائله والألمعية تلمع في مخايله فجعل يرمقني في اعتراض ويستنطقني من غير اعتراض ثم سعى إلي بإقدام علي فعرفني بنفسه بعد أن عرفني بثاقب حدسيه
* فقمت للزور مرتاعا وأرقني
* حقا أرى شخصه أم عادني حلم
* فلما سلم علي وحيا حاورت منه كريم المحيا فقال ألست ابن نصر شاعر العصر فقلت نعم فغار ماء وجهه ونضب وأثار كامن حقده علي الغضب وقال يا معشر الأدباء والفضلاء الألباء متى أهملت بينكم الحقوق وحدث فيكم هذا العقوق وأضيعت عندكم حرمة السلف وخلف فيكم هذا الخلف أأنهب وتغضون ويغار علي وترتضون ألست أول من شرع لكم البديع وأنبع لكم عيون التقسيم والترصيع وعلمكم شن الغارات على ما سن من عجائب الاستعارات وأراكم دون الناس غرائب أنواع الجناس فكل شاعر
بعدي وإن أغرب وزين أبكار أفكاره فأعرب فلا بد له من الاعتراف بأساليبي والاغتراف من منابع قليبي وهذا حق لي على من بعدي لا يسقطه موتي ولا بعدي
* ومن الحزامة لو تكون حزامة
* أن لا تؤخر من به تتقدم
* فلما ملكتني سورة دعواه وحركتني فورة شكواه قلت أيها الشيخ الأجل سلبت المهل

78
وألبست الخجل فما ذاك ومن ذاك قال كنت بحضرة القدس ومستقر الأنس إذ جاءني عبدان لم يكن لي بهما يدان فأزلفاني إلى مقر الخلفاء ووقفاني بين يدي الأئمة الأكفاء وإذا لديهم جماعة الوزراء والقضاة ومن كنت أمتدحهم أيام الحياة فأومأوا بالدعوى علي إلى ابن أبي داود وكان علي شديد الاتقاد سديد سهام الأحقاد فحكم علي برد صلاتي والفدية بجميع صومي وصلاتي فقلت قول المدل الواثق عائدا بالمأمون والمعتصم والواثق يا أمراء المؤمنين ما هذه المؤاخذة بعد الرضى وقد مضى لي من خدمتكم ما مضى فقال المأمون وصمت الباقون يا ابن أوس إنك مدحتنا والناس بأشعار منحولة وقصائد مقولة منقولة وكلام)
مختلق سرقته من قائله قبل أن يخلق فلما آن أوانه واتسق زمانه استرد ودائعه منك وهو غير راض عنك فقلت ومن ذا الذي أعدمني بعد الوجود وأعاضني المعدوم بالموجود وملك علي فني وأصبح أحق به مني فقال كأنك لا تعرف الواعظ الموصلي الولاد الحوصلي البلاد الغريب العمة القريب الهمة البعبعي الإيراد الودعي الإنشاد
* كأنما بين خياشيمه
* مفكر يضرب بالطبل
* الذي انتزعك مدائحه وارتجعك منائحه واستلبك قلائده واحتلبك قصائده بعدما كنت تغير أسماءها وتحلي بغير نجومها سماءها فأصبح يتقرب إلى ملوك عصره بما كنت تدعيه ويعي منه ما لم تكن تعيه نازعا عن وجوهها سواتر النقب واضعا هناءها مواضع النقب قد جعل إليه عقدها وحلها وكان أحق بها وأهلها فقلت خاب الساعون وإنا لله وإنا إليه راجعون قد كان عهدي بهذا الرجل فارضا فمتى صار قارضا وأعرفه يتستر بالحشوية فمتى ارتبك بين البديهة والروية وكان ذا طبع جافي عن التعرض لنظم القوافي وقد كان أخرج من الموصل وليس معه قران يوصل فاشتغل بترهات القصاص نصبا على ذوات الأعين من وراء الخصاص
* وعاش يظن نثر الإفك وعظا
* وينصب تحت ما نثر الشباكا
* وأين منابذة الوعاظ من جهابذة الألفاظ بل أين أشعار الكراسي من قولي ما في وقوعك ساعة من باس والعبد يسأل الإقراء عنه ليتلطف في ارتجاع ما انتزع منه فقال اذهب وأتني بيقين أدفع به عنك بوادر الظنون وشاور في النصرة وانتصح وأستعين بقومك وصح
* يا آل جلهمة بدارك إنما
* أشفار عينك ذابل ومهند
* وقد بدأت من قومي ببني جراح فآتيهم شاكين بالسلاح جادين في إلحاق الجلنبك بصاحب الشوبك وقد بدأوا من قتله بكسر رجله
* وكنت إذا قومي غزوني غزوتهم
* فهل أنا في ذا آل همدان ظالم
*

79
فقلت خفض عليك من الكلام يرحمك الله أبا تمام الخطب أيسر والخصم أعسر أما علمت أن هذا الرجل قد أسند ظهره إلى أمنع معقل وأحصن موئل وأرحب دار وأحوط جدار وأثقب نار وأعلى منار وأحرز حرم وأعز ذمم وأنه قد حط رحله من المكان الأمنع)
وأثبت رجله بالعنان الأرفع من مجلس سيدنا الوزير الرئيس ولي الدين معين الدولة كريم الملك ثقة الحضرة ذي الرياستين أبي الفضل فقال اسمع ما لا يدفع إذا كان الأمر على ما ذكرت ووقع اعترافي بما أنكرت فلم وقع هذا الذنب على تحتي وكيف لم يستلن ملابس تختي ولم خصني بإذالة مصوني وحصني بتحيف غصوني وهلا تصدى بالنهب لمدائح ابني وهب وهما غماما الزمن الجديب وهماما اليوم العصيب وما هذا الانفراد ببناتي والحصاد لناضر نباتي والانقضاض على قصائدي والاقتناص من حبائل مصائدي
* سرقات مني خصوصا فهلا
* من عدو أو صاحب أو جار
* ولم لا عدل عن شومي إلى شعر ابن الرومي وهلا كان يجتري بمثل هذا على البحتري وكيف آثر قربي على القرب من المتنبي وليته قنع ورضي بشعر الشريف الرضي أو يستدرك ما فاته من ديوان ابن نباته أو انتحل الاختيار من أشعار مهيار إلى مثل هؤلاء الفضلاء أيوجب علي الزكاة وليس في الشعر نصاب ويقرب علي أمر الزكاة اعتصاب
* وإن أتصدق به حسبة
* فإن المساكين أولى به
* فقلت إن هذا الرجل لم يكن للقريض بلص ولكنه قريب عهد بحمص وكان أقام بها جامح العنان طامح السنان لو أضاف قلادة الجوزاء إليه لم يجد من ينكر عليه فهو يقول ما شا من غير أن يتحاشى
* لأنهم أهل حمص لا عقول لهم
* بهائم أفرغوا في قالب الناس
* ولم يزل كذلك حتى انتدب له من سراة جندها من بحث عنه ونقب فخرج منها خائفا يترقب فلما ورد دمشق رمى في أغراضها بذلك الرشق
* وقد يستوي المصران حمص وجلق
* ولا حصن جيرون بها والقنيحك
* فكانت عادة حمص تخدعه وسادة دمشق تردعه حتى كوشف وقوشف ورجع به القهقري ودفع في صدره من ورا وقيل له أين يذهب بك وما هذه الشقشقة في غببك إلى مجلس هذا الشريف قهره المنيف صدره العالي ذكره الغالي شكره تشمرج لبائس الأيام

80
وتبرز عوانس الكلام وتطري من القوافي ما خلق ورث وتوري منها ما أنهكه العث ولم يزل يضطره كثرة التوبيخ وقلة الناصر والصريخ إلى أن أشهد على نفسه منذ ليال بالبراءة من أناشيده الخوالي والتوالي وأذعن بالإقرار بما دافعت عنه يد الإنكار)
* ومذهب ما زال مستقبحا
* في الحرب ان يقتل مستسلم
* وأزيدك فيما أفيدك أن هذا الرجل من الانحراف عن شعرك على شفا وكأنك به عنك قد انكفا لعلمه أن أخلق منه ما جدد وإلى متى هذا الكعك المردد وقد كان طالبني منذ أيام بإعارة شعر ابن المعتز مطالبة مضطر إليه ملتز وقد استرحت من شره وضيره والسعيد من كفي بغيره
* رب أمر أتاك لا تحمد الفع
* ال فيه وتحمد الأفعالا
* فقال إن كان الأمر على ما شرحت فقد أشرت بالرأي ونصحت ولكن متى إنجاز هذا الوعد والحلف منوط بخلق هذا الوغد فإنه يقول ويحول وأنت تعرف ما يلي فردوه إلى الله والرسول ولو أمكن إقامة هذا الأمر المنآد بحضرة ابن أبي دواد لبرئت عند الجمهور ساحتي وعدت من رحمة الله إلى مستقر باحتي ولكن دون الوصول إلى الحاكم عقبة كؤود ولا حاجة لنا إلى الاضطرار بالشهود وإذ قد ضمنت عنه ما ضمنت وأمنت علي منه ما أمنت فلي حاجة إليك وما أريد أن أشق عليك وهو أن تعدل بنا في القضية إلى الحال المرضية وتفضل علي وتسديها يدا إلي وتسفر لي في إنشاد أبيات مدحت بها هذا الرئيس قلتها خدمة له وقربة إليه لعلمي بنفاق الأدب عنده وعليه فإذا هززته بها هز الحسام وانثالت عليك مواطر أياديه الجسام اقترح عليه أحسن الله إليه أن تكون الجائزة خروج الأمر العالي بإحضار الخصم إلى مجلس الحكم وأن يوكل به من أجلاد المساخرة من يسيره معي إلى الدار الآخرة لأبرأ بإقراره لي عند قاضي القضاة بما شهدت به هذه المقاضاة وليسلم عند الخلفاء الراشدين عرضي ويحسن على الله تعالى عرضي ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام فضمنت له عن سيدنا ما اشتهى وانتهيت من اقتراحه إلى حيث انتهى ولم يزل يكرر علي أبياته حتى وعيتها ورب سائل ما هي وقائل ها هي
* يا معمل اليعملات في طعنه
* سرى وسيرا مخالفي قرنه
*
* يجوز جوز الفلا به أملي
* جافي جفون الوسنان عن وسنه
*
* لا يمتطي ساكن المطي ولا
* يبيت طيف الخيال من سكنه
*
* إذا استنان السراب خادعه
* عاد بفيض الندى على سننه
*
* وإن أجن الظلام مقلته
* أمسى صباح النجاح من جننه)
* (يبيت عرف الكرام في يده
* ينشيه عرف الجنان في أذنه
*

81
* إن باعدته الأرزاق قربه
* جود ابن عبد الرزاق من مننه
*
* قف بمحل العلا وقل يا كري
* م الملك قول البليغ في لسنه
*
* يا مشتري الفاخر النفيس من ال
* حمد بأغلى العطاء من ثمنه
*
* عمرت ربع الندى لرائده
* بعد وقوف الرجاء في دمنه
*
* ثنى لسان الثناء نحوك ما
* أحييت من فرضه ومن سننه
*
* خلقا وخلقا تقسما فكري
* ما بين إحسانه إلى حسنه
*
* عد معد الندى لوارده
* لا يحوج المستقي إلى شطنه
*
* فرع سماء تبيت أنجمها
* تلوح لوح الثمار في غصنه
*
* إذا اجتنته أيدي العفاة رأت
* أقرب من ظله إلى فننه
*
* ينافس الوشي في جلالته
* منه ثياب التقي على بدنه
*
* يرى بعيني قلب له يقظ
* مستقبل الكائنات من زمنه
*
* أروعه ندبه مهذبه
* ثاقبه ألمعيه فطنه
*
* مقتبل الوالدين بورك في
* ميلاده والصريح من لبنه
*
* فاجتلها ذا الرياستين فقد
* أفصح فيها القريض عن لقنه
*
* واستغن من لبه بغانية
* تميل عن لهوه وعن ددنه
*
* والبس لباس الثناء مقتبلا
* تسحب من ذيله ومن ردنه
*
* برد علا ليس من معادنه
* صناع صنعائه ولا عدنه
*
* يأنف أن ينتمي إلى يمن ال
* أرض وإن كان من ذرى يمنه
* ومن شعره البديع قوله
* هذا الذي سلب العشاق نومهم
* أما ترى عينه ملأى من الوسن
* وكان كثير الإعجاب بقوله
* وأهوى الذي أهوى له البدر ساجدا
* ألست ترى في وجهه أثر الترب
* حضر مرة سماعا وكان المغني حسن الصوت فلما أطرب الجماعة قال
* والله لو أنصف العشاق أنفسهم
* أعطوك ما ادخروا منها وما صانوا)
* (ما أنت حين تغني في مجالسهم
* إلا نسيم الصبا والقوم أغصان
* ومن شعره
* نزلنا على القصب السكري
* نزول رجال يريدون نهبه
*
* بحز كحز رقاب العدى
* ومص كمص شفاه الأحبة
*

82
3 (ابن عنين))
محمد بن نصر الله بن مكارم بن الحسين بن عنين الأديب الرئيس شرف الدين أبو المحاسن الكوفي الأصل الزرعي المنشإ الدمشقي الشاعر صاحب الديوان المشهور ولد بدمشق سنة تسع وأربعين وخمس مائة وسمع من الحافظ أبي القاسم بن عساكر لم يكن في عصره آخر مثله طوف وجال في العراق وخراسان وما وراء النهر والهند ومصر في التجارة ومدح الملوك والوزراء وهجا الصدور والكبراء وكان غزير المادة قيل إنه كان يستحضر غالب الجمهرة هجا جماعة من رؤساء دمشق في قصيدة
سماها مقراض الأعراض فنفاه السلطان صلاح الدين على ذلك فقال
* فعلام أبعدتم أخا ثقة
* ما خانكم يوما ولا سرقا
*
* انفوا المؤذن من بلادكم
* إن كان ينفى كل من صدقا
* ومن شعره مفرق في تراجم هذا الكتاب في من هجاه أو مدحه أو جاراه دخل اليمن ومدح صاحبها أخا صلاح الدين سيف الإسلام طغتكين وقدم مصر وقدم إربل رسولا من جهة المعظم وولي الوزارة آخر دولة المعظم ومدة سلطنة ولده الناصر بدمشق ولما ولي العادل أخو صلاح الدين مدحه واستأذنه في الوصول إلى دمشق واستعطفه وهي مشهورة ذكرتها في ترجمة العادل فأذن له فجاء إليها وقال
* هجوت الأكابر في جلق
* ورعت الرفيع بسب الوضيع
*
* وأخرجت منها ولكنني
* رجعت على رغم أنف الجميع
* واشتغل بطرف من الفقه على القطب النيسابوري والكمال الشهرزوري وقرأ الأدب على أبي الثناء محمود بن رسلان وسمع ببغداذ من منوجهر ابن تركانشاه راوي المقامات ولما ولي كان محمود الولاية كثير النصفة مكفوف اليد عن أموال الناس مع عظم الهيبة إلا أنه ظهر منه في الآخر سوء اعتقاد وطعن على السلف واستهتار بالشرع وكثر عسفه وظلمه وترك الصلاة)
وسب الأنبياء ولم يزل يتناول الخمر إلى قبل وفاته وله ترجمة في تاريخ ابن النجار توفي سنة ثلاثين تقريبا كتب إلى أخيه من الهند مضمنا قول المعري

83
* سامحت كتبك في القطيعة عالما
* إن الصحيفة اعوزت من حامل
*
* وعذرت طيفك في الجفاء فإنه
* يسري فيصبح دوننا بمراحل
* يقال إن المعظم أحضره والشعراء يوما فقال لهم لا بد أن تهجوني قدامي فقالوا الله الله يا خوند فألح عليهم فتقدم ابن عنين وقال
* نحن قوم ما ذكرنا لامرئ
* قط إلا واشتهى أن لا يرانا
* فقال المعظم صدقت فقال ابن عنين شعرنا مثل الخرا فقال المعظم صدقت فقال ابن عنين ذقت الخرا فقال المعظم قبحك الله فقال ابن عنين صفع الله به أصل لحانا وكتب إليه أخوه وهو بالهند يذكره أيام الصبى ويصف له دمشق وطيبها ليستميله إليها فأجاب
* يا سيدي وأخي لقد ذكرتني
* عهد الصبى ووعظتني ونصحت لي
*
* أذكرتني وادي دمشق وظله ال
* ضافي على الصافي البرود السلسل
*
* ووصفت لي زمن الربيع وقد بدا
* هرم الزمان إلى شباب مقبل
*
* وتجاوب الأطيار فيه فمطرب
* يلهي الشجي ونائح يشجي الخلي
*
* يغني النديم عن القيان غناؤها
* فالعندليب بها رسيل البلبل
*
* وكأنما أخذت عن ابن مقلد
* قول المسرح في الثقيل الأول
*
* ومدامة من صيدنايا نشرها
* من عنبر وقميصها من صندل
*
* مسكية النفحات يشرف أصلها
* عن بابل ويجل عن قطربل
*
* وتقول أهل دمشق أكرم معشر
* وأجله ودمشق أفضل منزل
*
* وصدقت إن دمشق جنة هذه ال
* دنيا ولكن الجحيم ألذ لي
*
* لا الدائص الحلبي ينفذ حكمه
* فيها علي ولا العواني الموصلي
*)
وقال

84
* لم يبق لي غير أن أموت كما
* قد مات قبلي مني إلى آدم
*
* كل إلى الله صائر وعلى
* ما قدم المرء قبله قادم
*
* يدرك ما قدمت يداه كما
* قيل فإما جذلان أو نادم
*
* فيا لها حسرة مخلدة
* إذا تساوى المخدوم والخادم
* ومات لابن عنين حمار بالموصل فقال يرثيه
* ليل بأول يوم الحشر متصل
* ومقلة أبدا إنسانها خضل
*
* وهل ألام وقد لاقيت داهية
* ينهد لو حملته بعضها الجبل
*
* ثوى المتل الذي قد كنت آمله
* عونا وخيب فيه ذلك الأمل
*
* لا تبعدن تربة ضمت شمائله
* ولا عدا جانبيها العارض الهطل
*
* لقد حوت غير مكسال ولا رعش
* إن قيد القود من دون السرى الكسل
*
* قد كان لو سابقته الريح غادرها
* كأن اخمصها بالشوك منتعل
*
* لا غامزا عند حمل المثقلات ولا
* يمشي الهوينى كما يمشي الوجى الوجل
*
* مكمل الخلق رحب الصدر منتفخ ال
* جنبين لا ضامر طاو ولا سغل
*
* يطوي على ظمأ خمسا أضالعه
* في كوكب القيظ والرمضاء تشتعل
*
* ويقطع المقفرات الموحشات إذا
* عن قطعها كلت المهرية البزل
*
* ففي الأباطح هيق راعه قنص
* وفي الجبال المنيفات الذرى وعل
*
* لو كان يفدى بمال ما ضننت به
* ولم تصن دونه خيل ولا خول
*
* لكنها خطة لا بد يبلغها
* هذا الورى كل مخلوق له أجل
*
* وإن لي بنظام الدين تعزية
* عنه وفي النجل عن آبائه بدل
* ومن شعر شرف الدين ابن عنين يمدح العزيز سيف الإسلام صاحب اليمن
* حنين إلى الأوطان ليس يزول
* وقلب عن الأشواق ليس يحول
*
* أبيت وأسراب النجوم كأنها
* قفول تهادى إثرهن قفول
*
* أراقبها في الأثر من كل مطلع
* كأني برعي السائرات كفيل
*
* فيا لك من ليل نأى عنه صبحه
* فليس له فجر إليه يؤول)
* (أما لعقود النجم فيه تصرم
* أما لخضاب الفجر فيه نصول
*

85
* كأن الثريا غرة وهو أدهم
* له من وميض الشعريين حجول
*
* ألا ليت شعري هل أبين ليلة
* وظلك يا مقرى علي ظليل
*
* وهل أريني بعدما شطت النوى
* ولي في ربي روض هناك مقيل
*
* دمشق فبي شوق إليها مبرح
* وإن لام واش أو ألح عذول
*
* بلاد بها الحصباء در وتربها
* عبير وأنفاس الشمول شمول
*
* تسلسل فيها ماؤها وهو مطلق
* وصح نسيم الروض وهو عليل
*
* فيا حبذا الروض الذي دون عزتا
* سحيرا إذا هبت عليه قبول
*
* ويا حبذا الوادي إذا ما تدفقت
* جداول بأناس إليه تسيل
*
* في كبدي من قاسيون حزازة
* تزول رواسيه وليس يزول
*
* إذا لاح برق من سنير تدافقت
* لسحب جفوني في الخدود سيول
*
* فلله أيامي وغصن الصبى بها
* وريق وإذ وجه الزمان صقيل
*
* هي الغرض الأقصى وإن لم يكن بها
* صديق ولم يصف الوداد خليل
*
* وكم قائل في الأرض للحر مذهب
* إذا جار دهر واستحال ملول
*
* وهل نافعي أن المياه سوافح
* عذاب ولم ينقع بهن غليل
*
* فقدت الصبي والأهل والدار والهوى
* فلله صبري إنه لجميل
*
* ووالله ما فارقتها عن ملالة
* سواي عن العهد القديم يحول
*
* ولكن أبت أن تحمل الضيم همتي
* ونفس لها فوق السماك حلول
*
* فإن الفتى يلقي المنايا مكرما
* ويكره طول العمر وهو ذليل
*
* تعاف الورود الحائمات مع الأذى
* وللقيظ في أكبادهن صليل
*
* كذلك ألقى ابن الأشج بنفسه
* ولم يرض عمرا في الإسار يطول
*
* سألثم إن وافيتها ذلك الثرى
* وهيهات حالت دون ذاك حؤول
*
* وملتطم الأمواج جون كأنه
* دجى الليل نائي الشاطئين مهول
*
* يعاندني صرف الزمان كأنما
* علي لأحداث الزمان ذحول
*
* على أنني والحمد لله لم أزل
* أصول على أحداثه وأطول
*

86
)
* وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى
* ورأي ظهير الدين في جميل
*
* من القوم أما أحنف فمسفه
* لديه وأما حاتم فبخيل
*
* فتى الجد أما جاره فممنع
* عزيز وأما ضده فذليل
* وقال في نوبة دمياط
* سلوا صهوات الخيل يوم الوغى عنا
* إذا جهلت آياتنا والقنا اللدنا
*
* غداة لقينا دون دمياط جحفلا
* من الروم لا يحصى يقينا ولا ظنا
*
* قد اتفقوا رأيا وعزما وهمة
* ودينا وإن كانوا قد اختلفوا لسنا
*
* تداعوا بأنصار الصليب فأقبلت
* جموع كأن الموج كان لهم سفنا
*
* عليهم من الماذي كل مفاضة
* دلاص كقرن الشمس قد أحكمت وضنا
*
* وأطمعهم فينا غرور فأرقلوا
* إلينا سراعا بالجياد وأرقلنا
*
* فما برحت سمر الرماح تنوشهم
* بأطرافها حتى استجاروا بنا منا
*
* سقيناهم كأسا نفت عنهم الكرى
* وكيف ينام الليل من عدم الأمنا
*
3 (أبو العز التغلبي))
محمد بن نصر بن جامع بن المظفر بن ناصر الدولة أبي محمد الحسن بن الحسين بن عبد الله بن حمدان بن حمدون أبو العز التغلبي من أولاد الملوك روى عن أبي علي بن الحسين بن الشبل الشاعر شيئا من شعره وروى عن غيره أيضا وروى عنه أبو الحسين المبارك ابن الطيوري وأبو طاهر السلفي في معجم شيوخه وقال سمع الحديث ببغداذ والبصرة ولد في سنة ثمان وثلاثين وأربع مائة
3 (أبو بكر الصوفي))
محمد بن نصر بن جعفر بن الحسين الصوفي من أهل روبا قرية بين بغداذ ودير العاقول روى عن أبي بكر الشبلي ومحمد بن حامد العناي وروى عنه أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد الله الهاشمي وأبو سعد أحمد بن محمد الماليني وأبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري
3 (ابن البصري))
محمد بن نصر بن الحسن أبو سعد المعروف بابن البصري حدث باليسير عن أبي قاسم عبد)
الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران وسمع منه شجاع ابن فارس الذهلي وأبو غالب بن عبد الواحد القزاز وروى عنه أبو نصر هبة الله وأبو السعود أحمد وتوفي سنة خمس وستين وأربع مائة وكان شيخا كبيرا كثير الصدقة
محمد بن نصر بن عبد الرحمن بن محفوظ بن أحمد بن الحسين الشرف أبو عبد الله القرشي الدمشقي حدث وكان فاضلا أديبا شاعرا منقطعا عن الناس صالحا توفي سنة خمس وثلاثين وست مائة ومن شعره

87
3 (تاج الدين بن صلايا))
محمد بن نصر بن صلايا بن يحيى الصاحب تاج الدين أبو المكارم ابن صلايا الهاشمي العلوي نائب إربل الشيعي كان نائب الخليفة بإربل وكان من رجالات العالم رأيا وعقلا وحزما وصرامة وكان سمحا جوادا كانت صدقاته وهباته تبلغ في السنة ثلاثين ألف دينار وكان بينه وبين لولو صاحب الموصل منافسة فلما أحضرهما هولاكو قال لولو هذا شريف ونفسه تحدثه بالخلافة ولو قام تبع الناس أمره فقتله هولاكو بقرب توريز سنة ست وخمسين وست مائة وكان عنده أدب وله نظم وكان يشدد العقوبة على شارب الخمر بأن يقلع أضراسه وكان قد دارى التتار حتى إنهم إذا دخلوا إربل ألقوا الخمور التي معهم رعاية له كتب إليه عميد الدين ابن عباس الحنبلي وكان ناظر الأعمال المجاورة لإربل وبينهما مودة عظيمة
* سلام كأنفاس النسيم إذا سرى
* سحيرا ورياها له عطر شمأل
*
* تزر على الرائين أزرار ضوعه
* فأرج منه العرف أرجاء إربل
*
* على العلوي الفاطمي محمد ب
* ن نصر بن يحيى المنعم المتفضل
*
* شأى الناس تاج الدين حسن مناقب
* يفوق بها فخرا على غيره علي
*
* أوالي علاه في التغالي تشيعا
* وإن كنت عند الناس أحسن حنبلي
* فأجابه تاج الدين بقوله
* أتاني كتاب من كريم أوده
* وكان كنشر المسك شيب بمندل
*
* ووافى مثال منه خلت كأنه
* كلام الأديب الفارسي أبي علي
*
* فقابلت منه مسك ريا ختامه
* فيا مرسلا قد جاء خير مرسل
*
* وغير بديع أن بعثتم أمينكم
* إلي بوحي البر ضمن التفضل)
* (لقد زدت في الحسنى وطبت منابتا
* وحزت من العلياء أشرف منزل
*
* وحقك إني لست أخشى تشيعا
* عليك ولكن سوف أدعي بحنبلي
*
* فإن نفترق في مذهبين فإننا
* سيجمعنا صدق المحبة في علي
*
3 (ابن مبشر الحاسب))
محمد بن نصر بن محمد بن مبشر أبو بكر الحاسب كان يتوكل للأمير أبي نصر ابن الإمام قديما وكان فاضلا في معرفة الحساب والهندسة وله في ذلك يد باسطة قرأ عليه جماعة وتخرجوا به قال محب الدين ابن النجار كان كيسا حسن الهيئة جميل الأخلاق حدث بشيء يسير عن أبي العلاء بن عقيل البصري كتبت عنه توفي سنة ثماني عشرة وست مائة ودفن بمقابر قريش من بغداذ
3 (الواعظ الغزنوي))
محمد بن نصر بن محمد بن المؤيد أبو بكر بن أبي الفتوح الحدادي الواعظ من أهل غزنة قدم بغداذ مع والده لما قدم رسولا من السلطان شهاب الدين محمد بن سام ملك الهند وغزنة وأقام مدة وسمع الحديث من جماعة وحصل الأصول قال

88
محب الدين ابن النجار وكان شابا حسنا وفقيها متأدبا حسن الأخلاق متوددا علقت عنه حديثا أو حديثين في المذاكرة وأظنه كان ابن ثلاثين سنة أو نحوها
3 (أبو عبد الله المقرئ الهمذاني))
محمد بن أبي نصر بن أبي علي جيل أمير بن أبي نصر بن أبي يعلى أبو عبد الله المقرئ من أهل همذان قرأ القرآن بالروايات الكثيرة وأفنى عمره في ذلك وأقام بواسط مدة يقرأ على أبي بكر بن الباقلاني وغيره وقدم بغداذ واستوطنها وقرأ بها كثيرا من كتب القراءات وحصل نسخها وسمع الحديث من جماعة من المتأخرين كأبي الفتح بن شاتيل وأبي السعادات بن زريق وأبوي القاسم ذاكر بن كامل ويحيى بن بوش وأبي الفرج ابن كليب وغيرهم قال محب الدين ابن النجار وسمع معنا ولم يتفق لي أن أكتب عنه وقد روى كثيرا من القراءات ومن المصنفات فيها وحدث باليسير وكان إماما بتربة الجهة السلجوقية بالجانب الغربي من بغداذ وتوفي سنة ست وعشرين وست مائة
3 (الحارثي العابد))
)
محمد بن النضر الحارثي الكوفي العابد كان من الأولياء توفي سنة خمسين ومائة أو دونها كان إذا ذكر الموت اضطربت مفاصله وقيل وفاته سنة ثمانين أو ما دونها
3 (ابن الأخرم المقرئ))
محمد بن النضر بن مر بن الحر الربعي المقرئ المعروف بابن الأخرم من أهل دمشق كان أحد الأئمة في علم القراءات والتفسير والعربية قرأ القرآن على أبي عبد الله هارون بن موسى بن شريك الأخفش وقرأ عليه أبو الحسن الداراني وأبو بكر السلمي ورويا عنه وقدم بغداذ أيام أبي بكر ابن مجاهد وأمر ابن مجاهد أصحابه فقرأوا عليه وكان متواضعا حسن الخلق منبسطا يعين من يقرأ عليه بالإشارة بيده وفيه مرة إلى الضم ومرة إلى الفتح ومرة إلى الكسر ومرة إلى الأدغام ومرة إلى الإظهار بإشارات عرفت منه وفهمت عنه وتوفي سنة اثنتين وأربعين وثلاث مائة وكان يوما صائفا فصعدت غمامة على جنازته من المصلى إلى قبره
3 (قاضي مصر))
محمد بن النعمان بن محمد بن منصور أبو عبد الله المعزي قاضي مصر وابن قاضيها وأخو قاضيها لبني عبيد ارتفعت رتبته حتى أقعده العزيز معه على المنبر يوم عيد النحر سنة خمس وثمانين وهو الذي غسل العزيز لما مات وازدادت عظمته عند الحاكم ثم إنه تعلل ولازمه النقرس والقولنج ومات في سنة تسع وثمانين وثلاث ماتئة وولي بعده ابن أخيه الحسين بن علي بن النعمان ثم إنه عزل وضربت رقبته وأحرق وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى في حرف الحاء

89
3 (ابن حطيط))
محمد بن النعمان بن عبد السلام بن حبيب بن حطيط بالحاء المهملة المضمومة وطائين مهملتين وبينهما ياء آخر الحروف ساكنة الأصبهاني وشيخها وابن شيخها توفي سنة خمسين ومائتين تقريبا
3 (أبو نصر الأنباري))
محمد بن النفيس بن علي بن محمد بن محمد بن الخطيب الأنباري أبو نصر من أهل الأنبار من بيت الخطابة والعدالة والحديث والرواية قال ابن النجار وهو عم شيخنا عبد الله وصالح)
ابني علي بن النفيس حدث بالأنبار عن عمه أبي نصر يحيى بن علي سمع منه يوسف بن أحمد بن إبراهيم الكاتب الشيرازي واسفندار بن الموفق البوشنجي
3 (أبو الفتح الصوفي))
محمد بن النفيس بن محمد بن عطاء أبو الفتح ابن أبي المعالي الصوفي برباط المأمونية سمع أبا الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الصوفي وأبا بكر سلامة بن أحمد بن الصدر وغيرهما وحدث بصحيح البخاري عن أبي الوقت وكان شيخا صالحا متدينا حسن الطريقة مشتغلا بما يعنيه توفي سنة خمس وعشرين وست مائة
3 (ابن صعوة الحنبلي))
محمد بن النفيس بن مسعود بن محمد بن علي الدقاق أبو سعد الفقيه الحنبلي المعروف بابن صعوة من ساكني المأمونية قرأ القرآن وتفقه على أبي الفتح ابن المني وعلى إبراهيم بن الصقال وتكلم في مسائل الخلاف وحصل طرفا من الأدب وسمع الحديث من أبي علي أحمد بن محمد الرحبي وأبي محمد عبد الله بن منصور بن هبة الله الموصلي وأبي الحسن علي بن عساكر البطايحي المقرئ وغيرهم وحدث باليسير قال محب الدين ابن النجار علقت عنه في المذاكرة شيئا من الأسانيد وكان من الفضلاء طيب الأخلاق لطيف العشرة بساما متحببا إلى الناس مقبول الشكل متوددا من شعره
* رق يا من قلبه حجر
* لجفون حشوها سهر
*
* ولجسم ما لناظره
* منه إلا الرسم والأثر
*
* فغرامي لو تحمله
* صخر رضوى كاد ينفطر
*
* إن لومي في هواك لمن
* شر ما يجري به القدر
*
* يا بديعا جل عن شبه
* ما يداني حسنك القمر
*
* صل ووجه الدهر مقتبل
* فزمان الوصل مختصر
*
* كم رأينا وجنة فتكت
* فمحا آثارها الشعر
* قلت شعر مقبول منسجم توفي سنة أربع وست مائة ودفن بمقبرة الزرادين من بغداد

90
3 (أبو عبد الله الرزاز))
محمد بن النفيس بن منجب بن المبارك بن موهوب الرزاز أبو عبد الله من أهل باب الأزج)
من بغداذ قرأ القرآن بالروايات وتفقه على إبراهيم بن الصقال وصحبة إلى آخر عمره وكان يتكلم في مسائل الخلاف وسمع الحديث الكثير من ابن كليب وابن الجوزي وذاكر بن كامل وابن بوش وغيرهم وكتب بخطه كثيرا وحصل الأصول وقرأ بنفسه كثيرا وكانت قراءته مبينة مفهومة معربة صحيحة مهذبة ويكتب خطا مليحا ويضبط صحيحا وله معرفة حسنة بالحديث وأنسة بالعربية قال محب الدين ابن النجار سمعت معه وبقراءته كثيرا وسمع أيضا بقراءتي كثيرا واصطحبنا في الطلب وما رأيت في الطلب أميز منه وكان ثقة ثبتا صدوقا متثبتا ما علمت عليه في الحديث طعنا وولي النظر على غلات التمور الواصلة من البصرة وواسط فساءت سيرته وارتكب أمورا شنيعة في ظلم الناس وكثرت الشكاوي عليه وعم جوره فأزيلت يده عن ذلك وترك القضاة قبول شهادته ثم أعيد إلى قبول الشهادة توفي ستة سبع وعشرين وست مائة
3 (العجلي صاحب أحمد))
محمد بن نوح بن ميمون بن عبد الحميد بن أبي الرجال العجلي صاحب الإمام أحمد يعرف والده بالمضروب كان محمد عالما زاهدا ورعا مشهورا بالسنة والدين والثقة امتحن بالقول بخلق القرآن فثبت على السنة حمله المأمون ومعه أحمد بن حنبل إلى الرقة على بعير متزاملين فمرض محمد بن نوح في الطريق فقال لأحمد أبا عبد الله الله الله فإنك لست مثلي إنك رجل يقتدي بك وقد مد هذا الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك فاتق الله وأثبت لأمره فمات بعانة فدفنه الإمام أحمد بها سنة ثماني عشرة ومائتين
3 (التيمي العامري))
محمد بن نوفل التيمي العامري الكوفي من ولد الحارث بن تيم له قصيدة طويلة يطعن فيها على يحيى بن عمر العلوي عند ظهوره بالكوفة منها
* عجبت ليحيى الطالبي وخبثه
* وتغريره بالنفس عند فنا العمر
*
* تمنى بنو بيض الرماد سفاهة
* أماني كانت منهم موضع السر
*
* إزالة ملك قدر الله أنه
* على ولد العباس وقف مدى الدهر
*
* ووالله ما تنفك بالرغم منكم
* حكومتهم فيما يجوز إلى الحشر
*
* رضينا بملك المستعين وهديه
* على رغم آناف الروافض والصعر
*))
3 (أمير المؤمنين الأمين))
محمد بن هارون أمير المؤمنين أبو عبد الله الأمين ابن أمير

91
المؤمنين الرشيد ابن المهدي كان ولي العهد بعد أبيه وكان من أحسن الشباب صورة أبيض طويلا ذا قوة مفرطة وبطش وشجاعة معروفة وفصاحة وأدب وفضل وبلاغة لكن سئ الرأي كثير التبذير أرعن لا يصلح للإمارة ومن قوته يقال إنه قتل أسدا بيديه قال المسعودي ولم يل الخلافة إلى وقتنا هذا هاشمي ابن هاشمية سوى الحسن وأبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه والأمين لأنه ابن زبيدة وهي أم جعفر بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور عاش سبعا وعشرين سنة وآخر أمره خلع ثم أسر وقتل صبرا في المحرم سنة تسع وتسعين ومائة وطيف برأسه لأنه في سنة خمس وتسعين خلع المأمون أخاه وعقد الولاية لولده موسى وهو طفل وبلغ ذلك المأمون فتسمى بإمام المؤمنين وكوتب بذلك وعقد الأمين لعلي بن عيسى بن ماهان على بلاد الجبال وهمذان ونهاوند وقم وأصبهان وأمر له فيما قيل بمائتي ألف دينار وأعطى لجنده مالا عظيما وفرق الأمين على أهل بغداذ ثلاثة آلاف ألف درهم وشخص علي من بغداذ ومعه قيد فضة ليقيد به المأمون بزعمه وسار معه الأمين إلى النهروان وعرض الجند الذين جهزهم مع ابن ماهان فلقيه طاهر بن الحسين من قبل المأمون وهو في أقل من أربعة آلاف فارس فقتل ابن ماهان ولما وصل رأسه إلى المأمون سلم عليه بالخلافة في خراسان وجاء خبره إلى الأمين فقال للذي أخبره ويك دعني فإن كوثرا صاد سمكتين وأنا إلى الآن ما صدت شيئا وقيل إن جيش ابن ماهان كان أربعين ألفا وندم الأمين على خلع المأمون وطمع الأمراء فيه وشغبوا جندهم بالطلب من الأمين ثم جهز عبد الرحمن بن جبلة الأنباري أمير الدينور بالعدة والقوة في عشرين ألف فارس فسار إلى
همذان وضبط طرقها وحصن سورها واستعد لمحاربة طاهر فقتل عبد الرحمن وانكسر جيشه بعد حروب عظيمة وسار طاهر وقد خلت البلاد فأقام بحلوان وخندق بها على جنده ولم يزل الأمين يجهز عسكرا بعد عسكر إلى طاهر وهو ينتصر عليهم إلى أن دعا المأمون الفضل بن سهل فولاه على جميع المشرق من همذان إلى جبل سقينان والتبت طولا ومن بحر فارس والهند إلى بحر الديلم وجرجان عرضا وقرر له ثلاثة آلاف ألف درهم ولقبه ذا الرياستين وولى أخاه الحسن بن سهل ديوان الخراج ثم إن الأمين عفا عن الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان بعدما جرى منه ما جرى وجهزه إلى حلوان)
لقتال طاهر ثم إنه غدر وهرب فقتل وأتي برأسه إلى الأمين وتقدم طاهر إلى الأهواز وولي عماله على اليمامة والبحرين وتوجه إلى واسط فدخلها ووجه إلى الكوفة أحمد بن المهلب القائد وعليها يومئذ العباس بن موسى الهادي فبلغه الخبر فخلع الأمين وكتب بالطاعة لطاهر وكذلك عامل البصرة وغلب طاهر على المدائن فجهز الأمين محمد بن سليمان القائد ومحمد بن حماد البربري فكانت بينهما وبين طاهر وقعة شديدة وانهزم محمد القائد وبقي أمر الأمين كل يوم في إدبار والناس معذورون لكونه خلع أخويه المأمون والمؤتمن وأقام بدلهما ابنه موسى طفلا رضيعا وأما داود بن عيسى فإنه خلع الأمين وبايع للمأمون وجوه أهل الحرمين وسار في وجوه أهله إلى المأمون بمرو وأقام طاهر لا

92
يأتيه جيش من الأمين إلا قهره وهزمه وفي سنة سبع لحق القاسم الملقب بالمؤتمن وهو أخو المأمون ومنصور بن المهدي بالمأمون وتقدم طاهر فنزل بباب الأنبار بالبستان فضاق ذرع الأمين وتفرق ما كان في يده من الأموال فأمر ببيع ما في الخزائن من الأمتعة وضرب أواني الذهب والفضة وكثرت الحرب والهدم حتى درست محاسن بغداذ وعملت فيها المراثي وطاهر مصابر الأمين وجنده حتى مل أهل بغداذ قتاله فاستأمن إلى طاهر المتوكلون للأمين بقصر صالح وسلموه القصر بما فيه ثم استأمن صاحب الشرط محمد بن عيسى فضعف ركن الأمين واستسلم داخل قصر صالح أبو العباس يوسف ابن يعقوب الباذغيسي وجماعة القواد ولما كانت وقعة هذا القصر وقع الأمين على الأكل والشرب واللهو ووكل الأمر إلى محمد بن عيسى بن نهيك وبقي يقاتل عن الأمين غوغاء بغداذ والعيارون والحرافشة فأنكوا في أصحاب طاهر وأيقن محمد بالهلاك ودام حصار بغداذ هكذا خمسة عشر شهرا وفي سنة ثمان قفر خزيمة بن خازم من كبار قواد الأمين إلى طاهر بن الحسين هو ومحمد بن علي بن عيسى بن ماهان فوثبا على جسر دجلة وقطعاه وركزا أعلامهما وخلعا الأمين ودعوا للمأمون فأصبح طاهر وقد ألح بالقتال على أصحاب الأمين وقاتل بنفسه ودخل بالسيف قسرا ونادى من دخل بيته فهو آمن ثم أحاط بمدينة المنصور وبقصر زبيدة وقصر الخلد فخرج محمد بأهله وأمه من القصر إلى مدينة المنصور وتفرق عامة جنده وغلمانه وقل عليهم القوت والماء ثم إنه خرج ليلة في حراقة لما قوي الحصار يوم الخميس والجمعة والسبت وطلب هزيمة فلما سمع بذلك طاهر خرج إليه ورماه بالنشاب فانكفأت الحراقة وغرق الأمين ومن كان فيها فسبح حتى صار إلى بستان)
موسى فعرفه محمد بن حميد الظاهري فصاح بأصحابه وأخذ برجله وحمل على برذون وخلفه من يمسكه كالأسير وحمل إلى طاهر فدعا طاهر بمولاه قريش الدنداني فأمره بقتله ونصب رأسه على حائط بستان ونودي عليه هذا رأس المخلوع محمد ثم بعث به مع البرد والقضيب والمصلى وهو من سعف مبطن مع ابن عمه محمد بن مصعب إلى المأمون وقال له قد بعثت لك بالدنيا وهو رأس الأمين وبالآخرة وهي البرد والقضيب فأمر المأمون لمحمد بن مصعب بألف ألف درهم ولما رأى رأس الأمين سجد وكان قتله سنة تسع وتسعين ومائة وخلافته أربع سنين وأياما وكان الأمين بويع بالخلافة في عسكر أبيه بطوس صبيحة الليلة التي توفي فيها أبوه وذلك يوم السبت لأربع خلون من جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة وهو ابن ثلاث وعشرين سنة أو اثنتين وعشرين وكان المأمون يومئذ بمرو واستوزر الفضل بن الربيع وولى إسماعيل بن صبيح الرسائل والتوقيعات وعيسى بن علي بن ماهان الشرطة وقيل عبد الله بن حازم وأول ما بدأ به الأمين إطلاق عبد الملك بن صالح بن علي الهاشمي من الحبس وكان قد حبسه هارون وكان هارون الرشيد يعرف بفراسته ما وقع بين الأمين والمأمون فكان ينشده
* محمد لا تبغض أخاك فإنه
* يعود عليك البغي إن كنت باغيا
*
* فلا تعجلن فالدهر فيه كفاية
* إذا مال بالأقوام لم يبق باقيا
*

93
وفي الأمين يقول أبو الهول الحميري
* ملك أبوه وأمه من نبعة
* منها سراج الأمة الوهاج
*
* شربوا بمكة في ذرى بطحائها
* ماء النبوة ليس فيه مزاج
* يريد أن أباه وأمه من هاشم ومن شعر محمد الأمين في محبوبه كوثر الخادم
* ما يريد الناس من ص
* ب بمن يهوى كئيب
*
* كوثر ديني ودنيا
* ي وسقمي وطبيبي
*
* أعجز الناس الذي يل
* حي محبا في حبيب
* ومنه في طاهر
* زعم العبد طاهر
* أنني اليوم غادر
*
* كذب العبد وهو عن
* سبل الرشد جائر)
* (نقض العهد والذي
* ينقض العهد كافر
*
* مظهر سوء فعله
* معلن لا يساتر
*
* وعليه تدور بال
* بغي منه الدوائر
*
3 (أمير المؤمنين المعتصم))
محمد بن هارون أمير المؤمنين أبو إسحاق المعتصم بن الرشيد بن المهدي ابن المنصور ولد سنة ثمانين ومائة وأمه أم ولد اسمها ماردة روى عن أبيه وعن أخيه المأمون وروى عنه إسحاق الموصلي وحمدون بن إسماعيل وآخرون بويع بعد المأمون بعهد منه إليه في رابع عشر شهر رجب سنة ثماني عشرة ومائتين وكان أبيض أصهب اللحية طويلها ربع القامة مشرب اللون ذا شجاعة وقوة وهمة عالية وكان يقال له المثمن لأنه ثامن خلفاء بني العباس وملك ثماني سنين وثمانية أشهر وفتح ثمانية فتوح وقتل ثمانية أعداء بابك وباطيش ومازيار والافشين وعجيفا وقارون وقائد الرافضة ورئيس الزنادقة وخلف من الذهب ثمانية آلاف ألف دينار ومن الدراهم مثلها ومن الخيل ثمانين ألف فرس وثمانية آلاف مملوك وثمانية آلاف جارية وبنى ثمانية قصور وقيل بلغ عدد مماليكه ثمانية عشر ألف مملوك وكان عريا من العلم وكان معه صبي يتعلم في الكتاب فقال له أبوه مات يا محمد غلامك فقال نعم واستراح من الكتاب فقال أبوه وإن الكتاب ليبلغ منك هذا دعوه ولا تعلموه وكان يكتب

94
ويقرأ ضعيفا وغزا عمورية وفتحها وقتل ثلاثين ألفا وسبي مثلهم وكان من أهيب الخلفاء وامتحن العلماء بخلق القرآن وقال أحمد بن أبي دؤاد كان المعتصم يخرج يده إلي ويقول عض ساعدي بأكثر قوتك فأقول ما تطيب نفسي فيقول إنه لا يضرني فأروم ذلك فإذا هو لا تعمل فيه الأسنة فضلا عن الأسنان وقبض يوما على جندي أخذ ابنا لامرأة فأمره برده فامتنع فقبض عليه فسمعت صوت عظامه ثم أطلقه فسقط كان ذلك في حياة المأمون وجعل زند رجل بين إصبعين فكسره ومات ليلة الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين وصلى ابنه الواثق عليه ولكثرة عسكره وضيق بغداذ عليه بنى سر من رأى وانتقل إليها بعسكره وسميت العسكر وذلك سنة إحدى وعشرين ومائتين وعلق له خمسون ألف مخلاة ولما احتضر قال ذهبت الحيلة وليس حيلة كررها حتى صمت أولاده هارون الواثق وجعفر المتوكل وأحمد المستعين قيل هو ابن ابنه وقضاته أحمد)
بن أبي دؤاد ومحمد بن سماعة ووزراؤه الفضل بن مروان ثم محمد بن عبد الملك الزيات وحاجبه وصيف مولاه وهو أول من تسمى بخليفة الله وأول من تزيا بزي الأتراك ولبس التاج ورفض زي العرب وترك سكنى بغداذ وأورد له ابن المرزبان في المعجم
* قرب النحام واعجل يا غلام
* واطرح السرج عليه واللجام
*
* أعلم الأتراك إني خائض
* لجة الموت فمن شاء أقام
* وقوله أيضا
* لم يزل بابك حتى
* صار للعالم عبره
*
* ركب الفيل ومن ير
* كب فيلا فهو شهره
* وقال في غلامه عجيب
* إني هويت عجيبا
* هوى أراه عجيبا
*
* طبيب ما بي من ألح
* ب لا عدمت الطبيبا
*
* الوجه منه كبدر
* والقد يحكي القضيبا
*
3 (أبو عيسى ابن الرشيد))
محمد بن هارون أبو عيسى بن هارون الرشيد ولي إمرة الكوفة سنة أربع كان موصوفا بحسن الصورة وكمال الظرف وله أدب وشعر قال ابن حاتم العكلي لم ير الناس أجمل منه قط إذا أراد أن يركب جلس الناس حتى يروه أكثر مما يجلسون

95
للخلفاء قال له الرشيد وهو صغير ليت جمالك لعبد الله يريد المأمون فقال على أن حظه لي فأعجبه جوابه على صغره وضمه إليه وقبله وكان يصرع في اليوم مرات حتى مات سنة عشر ومائتين أو ما قبلها ونزل المأمون في قبره ووجد عليه وامتنع من الطعام أياما وكانت أمه بربرية ويقال اسمه أحمد وإنما اشتهر بكنيته وكانت بينه وبين طاهر ابن الحسين عداوة وكان يهجو طاهرا ويرثي الأمين ومن شعر أبي عيسى
* لساني كتوم لأسرارهم
* ودمعي نموم بسري مذيع
*
* فلولا دموعي كتمت الهوى
* ولولا الهوى لم تكن لي دموع
* ومنه أيضا
* قام بقلبي وقعد
* ظبي نفي عني الجلد)
* (أسهرني ثم رقد
* وما رثى لي من كمد
*
* بدر إذا ازددت هوى
* وذلة تاه وصد
*
* واعطشا إلى فم
* يمج خمرا من برد
*
3 (أبو أحمد ابن الرشيد))
محمد بن هارون الرشيد أبو أحمد أخو أبي العباس الآتي ذكره أمه أم ولد يقال لها كتمان كان ظريفا أديبا معاشرا للفضلاء منادما للخلفاء كان أبو عمرو الشيباني يؤدب أبا أحمد ابن الرشيد فلما كبر أبو أحمد لم ير أبو عمر منه ما أمل فكتب إليه
* إن حق التأديب حق الأبوه
* عند أهل النهى وأهل المروه
*
* وأحق الأقوام أن يعرفوا ألح
* ق ويرعوه أهل بيت النبوة
* توفي سنة أربع وخمسين ومائتين وصلى عليه أحمد بن المتوكل
3 (أبو سليمان ابن الرشيد))
محمد بن هارون الرشيد أخو الإخوة المذكورين ذكره ابن جرير الطبري وقال أمه أم ولد يقال لها رواح وكنيته أبو سليمان
3 (أبو أيوب ابن الرشيد))
محمد بن هارون أبو أيوب أخو الإخوة المذكورين أمه مولدة من الكوفة يقال لها خلوب كان أديبا فاضلا شاعرا ذكره أبو بكر الصولي قال ومن شعره في المأمون
* يا إمام العصر طالت غيبتي
* عنك فالحاسد مبسوط اللسان
*
* عاقب المذنب إن شئت ولا
* تلقه بالهجر في بحر الهوان
* ومن شعره في خادم لبعض إخوته

96
* ضاق بي للصدود واسع أرضي
* بين طول منها فسيح وعرض
*
* ومشى السقم بين أحشاي حتى
* صار بعضي للسقم يرحم بعضي
*
* قلت والغمض قد تمنع واللي
* ل مقيم ما إن يهم بنهض
*
* أي ذنب أذنبت يا رب حتى
* حل غمض الورى وحرم غمضي
*
3 (أبو يعقوب ابن الرشيد))
محمد بن هارون أبو يعقوب أخو الإخوة المذكورين أمه أم ولد يقال لها سررة توفي سنة)
ثلاث وعشرين ومائتين وقد خرج مع إخوته لتلقي الافشين بقناطر خدينة
3 (أبو العباس ابن الرشيد))
محمد بن هارون أبو العباس ابن الرشيد وهو معروف بكنيته لأنه له عدة أخوة لا يعرفون إلا بكناهم كان مغفلا توفي سنة خمسين ومائتين أو ما دونها
محمد بن هارون بن مخلد وهو أخو ميمون بن هارون الرواية ويعرف محمد بكبة الكاتب قال ابن المرزبان متوكلي يقول في رواية أبي هفان وقد روي لغيره
* كأني بإخواني على حافتي قبري
* يهيلونه فوقي وأعينهم تجري
*
* عفا الله عني حين أصبح ثاويا
* أزار فلا أدري وأجفى فلا أدري
* وكتب لبعض إخوانه وقد حبس
* يعز علينا أن نزورك في الحبس
* ولم نستطع نفديك بالمال والنفس
*
* فقدنا بك الأنس الطويل وعطلت
* مجالس كانت منك تأوي إلى أنس
*
* لئن سترتك الجدر عنا فربما
* رأينا جلابيب السحاب على الشمس
*
3 (أمير المؤمنين المهتدي))
محمد بن هارون أبو إسحاق وقيل أبو عبد الله أمير المؤمنين الخليفة الصالح المهتدي بن الواثق بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور ولد في خلافة جده سنة بضع عشرة ومائتين وبويع بالخلافة لليلة بقيت من رجب سنة خمس وخمسين ومائتين وله بضع وثلاثون سنة وما قبل بيعة أحد حتى أتي بالمعتز فلما رآه قام له وسلم على المعتز بالخلافة وجلس بين يديه وجئ بالشهود فشهدوا على المعتز أنه عاجز عن الخلافة فاعترف بذلك ومد يده فبايع المهتدي بالله وهو ابن عمه فارتفع المهتدي حينئذ إلى صدر المجلس وقال لا يجتمع سيفان في غمد وكان أسمر رقيقا مليح الوجه ورعا متعبدا عادلا قويا في أمر الله

97
بطلا شجاعا لكنه لم يجد ناصرا ولا معينا على الخير وكان يلبس في الليل جبة صوف وكساء ويصلي فيهما ويفطر في رمضان على خبز نقي وملح وخل وزيت ويقول فكرت في أنه كان في بني أمية عمر بن عبد العزيز وكان من التقلل والتقشف على ما بلغنا فغرت على بني هاشم وأخذت نفسي بذلك وكان اطرح الملاهي وحرم الغناء وحسم أصحاب السلطان عن الظلم وكان شديد الإشراف على أمر الدواوين ثم إن الأتراك خرجوا عليه وحاربهم بنفسه وجرح فأسروه)
وخلعوه ثم قتلوه سنة ست وخمسين ومائتين قال العمراني إن الأتراك عصروا خصاه حتى مات وبايعوا أحمد بن المتوكل ولقبوه المعتمد على الله في سادس عشر رجب فكانت خلافة المهتدي سنة إلا خمسة عشر يوما جلس يوما للمظالم فاستعداه رجل على ابن له فأحضره وحكم عليه برد الحق للرجل فقال الرجل أنت والله يا أمير المؤمنين كما قال الأعشى
* حكمتموه فقضى بينكم
* أبيض مثل القمر الزاهر
*
* لا يقبل الرشوة في حكمه
* ولا يبالي غبن الخاسر
* فقال المهتدي أما أنا فما جلست هذا المجلس حتى قرأت ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين قال الإسكافي فما رأيت باكيا أكثر من ذلك اليوم ومدحه البحتري بقصيدة أولها
* إذا عرضت أحداج ليلى فنادها
* سقتك الغوادي المزن صوب عهادها
* وبقصيدة أخرى منها
* هجرت الملاهي خشية وتفردا
* بآيات ذكر الله يتلى حكيمها
*
* وما تحسن الدنيا إذا هي لم تعن
* بآخرة حسناء يبقى نعيمها
* أولاده سبعة عشر ذكرا وست بنات وأولاده أعيان أهل بغداذ وهم الخطباء بالجوامع ومنهم العدول ولم يبق ببغداذ من الخلفاء أكثر من ولده وزراؤه أبو أيوب بن وهب وجعفر بن محمد ثم صرفه وقلدها عبد الله بن محمد بن يزداد قضاته الحسن بن أبي الشوارب فعزله وولي عبد الرحمن بن نائل البصري أسند المهتدي الحديث فقال حدثني علي ابن هاشم ثنا محمد بن حسن الفقيه عن ابن أبي ليلى عن داود بن علي عن أبيه عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للعباس وقد سأله ما لنا في هذا الأمر فقال لي النبوة ولكم الخلافة بي فتح الله هذا الأمر وبكم يختمه وأورد الصولي للمهتدي في الأوراق
* أما والذي أعلى السماء بقدرة
* وما زال قدما فوق عرش قد استوى
*
* لئن تم لي التدبير فيما أريده
* لتفتقدن الترك يوما فلا ترى
*

98
3 (ابن المقتدر))
محمد بن هارون بن جعفر المقتدر بن أحمد المعتضد بن الموفق بن جعفر المتوكل بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ذكره)
هلال بن المحسن الصابي في تاريخه وقال إنه توفي في المحرم سنة أربع وثمانين وثلاث مائة
3 (ابن الواثق))
محمد بن هارون أبو إسحاق ابن الواثقي بن المعتصم بن الرشيد قال الصولي سماه المعتصم باسمه وكناه بكنيته حمل مع إخوته بعد قتل أخيه محمد المهتدي بالله إلى بغداذ من سر من رأى وهو صبي صغير فحبس بها
3 (أبو الرؤوس المقرئ))
محمد بن هارون أبو جعفر المقرئ الملقب أبا الرؤوس ذكره أبو بكر الباطرقاني في طبقات القراء قرأ على رويم بن يزيد وروى عنه أبو العباس بن أبي طالب كان صدوقا من خيار الناس وأفضلهم توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين
محمد بن هارون بن شعيب بن عبد الله بن عبد الواحد من ولد أنس بن مالك سمع بالشام ومصر والعراق وأصبهان وصنف وخرج وتوفي سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة
3 (الحافظ شيطا))
محمد بن هارون أبو جعفر المخرمي البغداذي الفلاس الحافظ شيطا بالشين المعجمة والياء آخر الحروف والطاء المهملة توفي سنة خمس وستين ومائتين
3 (الرؤياني))
محمد بن هارون أبو بكر الرؤياني الحافظ له مسند مشهور وله تصانيف في الفقه توفي سنة سبع وثلاث مائة
3 (إمام جامع المنصور))
محمد بن هارون بن العباس بن عيسى بن أبي جعفر المنصور ولي إقامة الحج في سنة ثمان وثمانين ومائتين وأقام خمسين سنة يصلي بجامع المنصور إماما وكان من أهل الستر والصيانة والفضل توفي سنة ثمان وثلاث مائة وهو ابن خمس وسبعين سنة وولي ابنه جعفر مكانه فأقام بعد أبيه تسعة أشهر ثم توفي سنة تسع وثلاث مائة
3 (الحضرمي البغداذي))
محمد بن هارون بن عبد الله بن حميد أبو حامد الحضرمي بغداذي وثقه الدارقطني وغيره)
وتوفي سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة

99
3 (البعلبكي))
محمد بن الهاشم القرشي البعلبكي روى عنه النسائي وقال صدوق يحتج به توفي في سنة أربع وخمسين ومائتين
3 (الخالدي الشاعر))
محمد بن هاشم بن وعلة بن عثمان بن بلال الخالدي الموصلي الشاعر المشهور أخو سعيد بن هاشم وسيأتي ذكره في حرف السين في موضعه إن شاء الله تعالى وكانا
شاعرين اشتركا في كثير من الشعر ونسب إليهما معا وكلاهما من خواص سيف الدولة بن حمدان ومحمد الأكبر والخالدية قرية من عمل الموصل توفي سنة ثمانين وثلاث مائة تقريبا وكانا خزنة كتب سيف الدولة وقد اختارا من الدواوين كثيرا وجمعا مجاميع أدبية مليحة ومن شعر محمد المذكور
* حي الجياد من العقيق وإن عفت
* فيه عهود أحبة ومعاهد
*
* وبكت بكاي على رباه غمائم
* يحتثهن بوارق ورواعد
*
* وعلى الصبي أيام صبري ناقص
* عن شمس كلته ووجدي زائد
*
* طلعت لنا فأنار بدر طالع
* وتأودت فاهتز غصن مائد
*
* وبكت أسى فانهل در ذائب
* وتبسمت فأضاء طل جامد
* وقال
* وصبغ شقائق النعمان يحكي
* يواقيتا نظمن على اقتران
*
* وأحيانا نشبهها خدودا
* كستها الراح ثوبا أرجواني
*
* شقائق مثل أقداح ملاء
* وخشخاش كفارغة القناني
*
* ولما غازلتها الريح خلنا
* بها جيشي وغى يتقابلان
*
* تخال به ثغورا باسمات
* إذا ما افتر نور الأقحوان
*
* وآذريونه قد شبهوه
* بتشبيه صحيح في المعاني
*
* بكأس من عقيق فيه مسك
* وهذا الحق أيد بالبيان
*
3 (صاحب مكة))
)
محمد بن هاشم العلوي صاحب مكة كان يخطب لبني عبيد مرة ولبني العباس مرة بحسب من تقوى منهما توفي سنة سبع وثلاثين وأربع مائة
3 (الخطيب الحلبي))
محمد بن هاشم بن أحمد بن عبد الواحد الخطيب العالم

100
أبو عبد الرحمن ابن أبي طاهر الأسدي نيف على الثمانين وحدث عن أبيه ولأبيه ديوان خطب وكانا شافعيين توفي سنة إحدى وأربعين وست مائة
3 (ابن الوراق النحوي))
محمد بن هبة الله أبو الحسن ابن الوراق النحوي شيخ العربية ببغداذ قال السمعاني تفرد بعلم النحو وهو سبط أبي سعيد السيرافي توفي سنة سبعين وثلاث مائة أو ما يقاربها
3 (أبو بكر الأواني))
محمد بن هبة الله بن أحمد بن عبد الله أبو بكر الأواني ولي قضاء دجيل مدة نيابة عن ابن المرخم في أيام المقتفي ثم تولى النظر بديوان التركات الحشرية في أيام المستضيء ولم يكن محمود السيرة توفي في المحرم سنة ست وسبعين وخمس مائة
3 (أبو بكر الطبري))
محمد بن هبة الله بن الحسن بن منصور أبو بكر بن أبي القاسم كان والده من حفاظ الحديث أسمعه الكثير وحدث بأكثر مسموعاته ومضى على استقامة سمع أبا الفتح هلال بن محمد الحفار وأبا عبد الله الحسين بن الحسن المخزومي وأبوي الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان وعلي بن محمد بن عبد الله بن بشران وأبا الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز وروى عنه أبو القاسم السمرقندي وعبد الوهاب الأنماطي وأبو الحسن ابن عبد السلام وأبو منصور القزاز وعبد الخالق بن عبد الصمد بن البدن وأبو المفائز أحمد بن محمد بن الحسين البزوري وأبو محمد عبد الله بن علي بن أحمد الخياط المقرئ توفي سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة ودفن بمقبرة الشونيزي
3 (ابن المندوف))
محمد بن هبة الله بن الحسن بن علي بن الجعفروني العكبري أبو بكر العطار المعروف بابن المندوف البغداذي حدث عن أبي عبد الله الحسين بن محمد ابن الحسين بن السراج سمع منه)
أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب وقال كان شيخا صالحا توفي سنة تسع وأربعين وخمس مائة
3 (ابن جزنا الكوفي))
محمد بن هبة الله بن الحسين بن جزنا أبو منصور التميمي الكوفي قرأ الأدب على أحمد بن ناقة وسمع الحديث منه ومن أبي الحسن محمد بن محمد ابن غبرة الحارثي وكتب بخطه شيئا من الحديث والنحو وغير ذلك قال محب الدين النجار كتبت عنه وكان شيخا حسنا أديبا فاضلا صالحا متدينا صدوقا أمينا زيدي المذهب حسن الاعتقاد جميل الطريقة لازما لمنزله مشتغلا بما يعنيه توفي سنة سبع وست مائة في صفر ودفن بالوردية
3 (ابن كلبون النسابة))
محمد بن هبة الله بن عبد السميع بن علي بن عبد الصمد بن

101
علي بن العباس ابن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن العباس أبو تمام الهاشمي الخطيب النسابة المعروف بابن كلبون كان يتولى الخطابة بجامع القطيعة وكان قيما بمعرفة أنساب الطالبيين حفظه للحكايات والأشعار كتب عنه أبو محمد بن الخشاب النحوي والشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي شيئا من الأسانيد وروى عنه أبو الحسين أحمد ابن حمزة الموازيني الدمشقي إنشادا في مشيخته توفي سنة ست وسبعين وخمس مائة وقد نيف على الثمانين
3 (ابن أبي حامد))
محمد بن هبة الله بن عبد العزيز بن علي بن محمد بن عمر بن محمد بن الحسين بن عمر بن إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم بن محمد بن نجا بن موسى ابن سعد بن أبي وقاص الصحابي رضي الله عنه المعروف بابن أبي حامد من بيت مشهور بالحشمة والثروة والجاه والتقدم وهو بقية بيته سمع عمه أبا بكر محمد بن محمد بن عبد العزيز والنقيب أبا الحسن محمد بن طراد الزينبي وأبا الوقت عبد الأول السجزي قال محب الدين ابن النجار كتبت عنه وكان شيخا صالحا متدينا سليم الجانب محمود الطريقة حسن الأخلاق صدوقا توفي سنة ثلاث وعشرين وست مائة عن ثلاث وتسعين سنة
3 (أبو رضوان الموصلي))
)
محمد بن هبة الله بن علي أبو رضوان الموصلي سمع ببغداذ أقضى القضاة أبا الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي وقدم دمشق وسمع أبا بكر الخطيب وأبا الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد والقاضي أبا الحسين يحيى بن زيد الزبدي وحدث هناك روى عنه الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي وأبو الفرج الإسفراييني
3 (أبو الدلف الكاتب))
محمد بن هبة الله بن علي بن إبراهيم بن القاسم بن زهمويه أبو الدلف الكاتب من أهل الأزج كان كاتبا حاذفا أديبا فاضلا له شعر وبلاغة كان كاتبا للأمير أبي الحسن ابن
المستظهر بالله فلما خرج على أخيه المسترشد وهرب من دار الخلافة ونهب البلاد وآذى العباد كان أبو الدلف معه فأركب على جمل بسرج وألبس قميصا أحمر وجعل في عنقه مخانق من برم وعظام وبعر وجعل على رأسه برنس أحمر بودع وخرز وشهر من باب النوبي الشريف إلى باب الأزج وخلفه غلام بالدرة يعلوه بها وينادي عليه ثم سجن في الحبس من شعره
* يا من يقرب وصلي منه موعده
* لولا عوائق من خلف تباعده
*
* لا تحسبن دموعي البيض غير دمي
* وإنما نفسي الحامي يصعده
* ومنه أيضا

102
* يا أبا الفتح أن ودك عندي
* مثل روض قد جاده القطر ليلا
*
* واشتياقي إليك افرط حتى
* خفت إن زاد صرت مجنون ليلى
* وقال وقد أراد العبور إلى الجانب الغربي فاشتدت الريح في دجلة وامتنع من العبور
* كل أمري في هواكم عجب
* قادني من منعا
*
* كلما أقدم بي مقصوره
* زدت بالممدود منه جزعا
* توفي في السجن سنة ثلاث عشرة وخمس مائة وأخرج قبل العشاء الآخرة في تابوت ودفن في مقبرة الدمشقي فجاء أهله وأخرجوه وحملوه إلى قبر أحمد ودفنوه قبل نصف الليل
3 (أبو الفرج الوكيل))
محمد بن هبة الله بن كامل بن محمد بن إسماعيل أبو الفرج ابن أبي القاسم من ساكني دار الخلافة ببغداذ قرأ القرآن على أبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد المقرئ وتفقه على أبي الحسن ابن الخل وأبي نصر بن زرما وتأدب وصحب العلماء وكان والده قد أسمعه في صباه)
من أبي غالب أحمد بن البناء وأبي القاسم هبة الله بن عبد الواسطي وأبي النجم بدر بن عبد الله الشيخي وجماعة قال محب الدين ابن النجار كتبت عنه وكان صدوقا حسن الأخلاق لديه فضل وكان وكيلا للخليفة ثم عزل ولزم بيته وافتقر وساءت حاله ولزمته الأمراض إلى حين وفاته توفي سنة سبع وست مائة ودفن بالشونيزية
3 (أبو تمام الخطيب))
محمد بن هبة الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي موسى الهاشمي أبو تمام الخطيب كان فقيها فاضلا على مذهب أحمد بن حنبل وسمع الحديث الكثير وكتب بخطه وحدث باليسير عن أبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ الأصفهاني سمع منه أبو منصور محمد بن ناصر اليزدي وأبو بكر محمد بن أحمد الجوهري البروجردي وروى عنه في معجم شيوخه وتوفي سنة ثلاث عشرة وخمس مائة
3 (ابن البوقي الشافعي))
محمد بن هبة الله بن يحيى بن الحسن بن أحمد بن عبد الباقي أبو العلاء ابن أبي جعفر الفقيه الشافعي المعروف بابن البوقي من أهل واسط كان والده إماما في الفقه والزهد وأبو العلاء هذا كانت له معرفة تامة بالفقه والخلاف والفرائض والحساب وله فيه مصنفات قدم بغداذ وسكنها مدة وتكلم مع الفقهاء في مسائل الخلاف وناب في ديوان المجلس عن الوزير أبي جعفر ابن البلدي ي أيام المستنجد وسمع الحديث بواسط من القاضي

103
أبي علي الحسن بن إبراهيم الفارقي وأبي الكرم نصر الله بن محمد الأزدي وأبي الحسن علي بن هبة الله وغيرهم وتوفي سنة تسعين وخمس مائة بقرية من سواد الحلة ودفن بعدها حمل في مشهد الحسين بن علي رضي الله عنهما
3 (أبو جعفر الصوفي))
محمد بن هبة الله بن المكرم بن عبد الله أبو جعفر الصوفي النيسابوري من أولاد المحدثين سمع أباه أبا نصر والقاضي أبا الفضل محمد بن عمر الأرموي وأبا الفضل
الحافظ محمد بن ناصر والمظفر بن أردشير وأبا الوقت عبد الأول السجزي وغيرهم توفي سنة إحدى وعشرين وست مائة
3 (البندنيجي الشافعي))
)
محمد بن هبة الله بن ثابت الإمام أبو نصر البندنيجي الشافعي كان من أكبر أصحاب الشيخ أبي إسحاق الشيرازي سمع وحدث كان يقرأ في كل أسبوع ستة آلاف مرة قل هو الله أحد ويعتمر في رمضان ثلاثين عمرة وهو ضرير يؤخذ بيده توفي بمكة سنة خمس وتسعين وأربع مائة
3 (السلماسي الشافعي))
محمد بن هبة الله بن عبد الله السديد السلماسي الفقيه الشافعي هو الذي شهر طريقة الشريف بالعراق قصده الناس واشتغلوا عليه وتخرج به جماعة منهم العماد محمد والكمال موسى ولدا يونس وحسبك بهما وكان أحد المعيدين بالمدرسة النظامية وسمع من أبي الحسن علي بن أحمد بن الحسين بن محمويه اليزدي وغيره توفي سنة أربع وسبعين وخمس مائة ودفن بالعطافية ولم يعقب
3 (أبو نصر ابن الشيرازي الكبير))
محمد بن هبة الله بن محمد بن يحيى بن مميل الشيرازي أبو نصر بن أبي العلاء الفقيه الشافعي من أهل شيراز ومن أهل البيوتات الكبار بها قدم بغداذ وبها توفي قرأ المذهب والخلاف على أبي إسحاق الشيرازي ولازمه حتى برع في ذلك وصار أحد المعيدين بالمدرسة النظامية وطلب الحديث وسمع الكثير وكتب بخطه أكثر ما سمع سمع أبا محمد عبد الله الصريفيني وأبا الحسين أحمد بن النقور وأبا منصور عبد الباقي العطار وأبا القاسم علي بن البسري والشريف أبا نصر محمدا الزينبي وأبا القاسم عبد العزيز الأنماطي وأبا محمد أحمد الدقاق وأخاه أبا الغنائم محمدا وأبا الخطاب نصر بن البطر وأبا القاسم عبد الله الحلال وأبا القاسم يوسف المهرواني وأبا الحسين عاصما العاصمي وخلقا غيرهم وحدث

104
بالكثير وروى عنه ولده أبو محمد هبة الله بن المكرم الصوفي ومحمد بن بركة بن كرما وغيرهم وابن بوش التاجر وكان إماما في الفقه والخلاف ويعرف الحديث ثقة صدوقا توفي سنة ست عشرة وخمس مائة ومولده تقريبا سنة اثنتين وأربعين وسيأتي بعد هذا ذكر حفيده القاضي شمس الدين
3 (القاضي شمس الدين ابن الشيرازي))
محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن يحيى ابن بندار بن مميل)
القاضي شمس الدين أبو نصر ابن الشيرازي الدمشقي الشافعي ولد سنة تسع وأربعين وخمس مائة أجاز له الوقت ونصر ابن سيار الهروي وجماعة وسمع الكثير وطال عمره وتفرد عن أقرانه استقل بالقضاء بعد نيابة في الشام ودرس بمدرسة العماد الكاتب وتركها ودرس بالشامية الكبرى وكان عديم النظير في عدم المحاباة في الحكم يستوي عنده الخصمان في النظر وتوفي سنة خمس وثلاثين وست مائة وهو حفيد أبي نصر المقدم ذكره
3 (عم الصاحب كمال الدين ابن العديم))
محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن أحمد القاضي الزاهد أبو غانم ابن القاضي أبي الفضل ابن العديم العقيلي الحلبي سمع وروى وتفقه على مذهب أبي حنيفة وتعبد وانقطع للعبادة وعرض عليه قضاء حلب فامتنع وهو عم الصاحب كمال الدين عمر توفي سنة سبع وعشرين وست مائة وكان يكتب في رمضان إذا اعتكف مصحفا أو مصحفين وكتب تصانيف الترمذي وعني بها وكتب على طريقة ابن البواب
محمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن هارون بن موسى ابن العديم العقيلي الحلبي أبو غانم كان فقيها فاضلا زاهدا عفيفا سمع أباه وغيره وولي قضاء حلب وأعمالها وخطابتها في أيام تاج الدولة تتش سنة ثمان وثمانين وأربع مائة ولم يزل قاضيا إلى أن عزله رضوان لما خطب للمصريين وولي القضاء الزوزني العجمي ولما أعيدت الخطبة للعباسيين أعيد أبو غانم للقضاء وجاءه التقليد من بغداذ بالقضاء والحسبة وكان حنفي المذهب كان يوما قد صلى بالجامع وخلع نعليه قرب المنبر وكانا جديدين فلما قضى الصلاة وقام ليلبسهما وجد نعليه العتيقين مكانهما فسأل غلامه عن ذلك فقال جاء إلينا واحد الساعة وطرق الباب

105
وقال يقول لكم القاضي أنفذوا إليه مداسه العتيق فقد سرق مداسه الجديد فضحك وقال جزاه الله خيرا فإنه لص شفوق وهو في حل منه توفي أبو غانم سنة أربع وثلاثين وخمس مائة
3 (أبو شجاع الواعظ))
محمد بن هبة الله أبو شجاع الواعظ ذكره أبو بكر ابن كامل الخفاف في معجم شيوخه وروى عنه شيئا من شعره ومن شعره
* إلام التفت وفيم افتكرت
* رأيت الأمور عمى كلها)
* (عذيري من زمن كلما
* شددت عرى أملي حلها
* ومنه
* يا نسيم الشمال من أرض نجد
* خبر الظاعنين شوقي ووجدي
*
* لم تزل بي نوائب الدهر حتى
* تركتني نوائب الدهر وحدي
*
* من معيد أيامي البيض في نج
* د وهيهات أين أيام نجد
* ومنه
* قلت للقمري إذ نا
* ح بليل فشجاني
*
* ليت شعري ما الذي أش
* جاك والمحبوب دان
* قلت شعر مقبول
3 (العماد ابن الشرف الأصبهاني))
محمد بن هبة الله بن عبد الوهاب أبو العلاء الأصبهاني يعرف بالعماد ابن الشرف كان جده قاضي خوزستان اجتمع به العماد الكاتب بأصبهان في سنة تسع وأربعين وخمس مائة ولم يبقل شاربه وكان فقيها فاضلا أديبا ومن شعره
* أضاء بوادي الأثل والليل مظلم
* بريق كحد السيف ضرجه الدم
*
* فشبهته إذ لاح في غسق الدجى
* بأسنان زنجي غدت تتبسم
*
* إذا البرق أجرى طرفه فصهيله
* إذا ما تفرى رعده المترنم
*
* ترى صفحة الخضراء والنجم فوقه
* ككف سدوسي بدا فيه درهم
*
* سرى وعلى الآفاق أثواب ظلمة
* وأزرارها منها سماك ومرزم
*
* وذكرني عهد الغواني ولم تزل
* تفيض دموعي في هواها وتسجم
*
* ومذ غربت بالبعد عني شموسها
* تطلع في عيني من الدمع أنجم
*
3 (صعوداء النحوي))
محمد بن هبيرة الأسدي أبو سعيد النحوي المعروف بصعوداء

106
من أهل الكوفة ومن أعيان علمائها بالنحو واللغة وفنون الأدب قدم بغداذ وكان مختصا بعبد الله بن المعتز وعمل له رسالة فيما أنكرته العرب على أبي عبيد القاسم بن سلام ووافقته فيه وكان مؤدب أولاد محمد بن يزداد وزير المأمون وله كتاب مصنف فيما يستعمله الكتاب))
3 (أبو الهذيل العلاف))
محمد بن الهذيل بن عبد الله بن مكحول العلاف البصري المعتزلي أبو الهذيل وقيل اسمه أحمد وكان من أجلاد القوم رأسا في الاعتزال ومن المعتزلة فرقة ينسبون إليه يعرفونه بالهذيلية يقولون بمقالاته زعم أن أهل الجنة تنقطع حركاتهم حتى لا يتكلموا كلمة وينقطع نعيمهم وكذلك أهل النار خمود سكوت وتجتمع اللذة لأهل الجنة والآلام لأهل النار في ذلك السكون وهذا قريب من مذهب جهم بن صفوان فإنه حكم بفناء الجنة والنار وإنما التزم أبو الهذيل هذا المذهب لأنه لما التزم في مسئلة حدث العالم أن الحوادث التي لا أول لها كالحوادث التي لا آخر لها إذ كل واحد منهما لا يتناهى قال إني لا أقول بحركات لا تتناهى بل يصيرون إلى سكون دائم فظن أن ما التزم من الإشكال في الحركة لا يلزمه في السكون وغلط في ذلك بل هو لازم فلا فرق في امتناع عدم التناهي بين الحركات والسكون وأثبت إرادات لا في محل وهو أول من أحدث هذه المقالة وتابعه عليها جماعة من المتأخرين وقال بعض كلام البارئ لا في محل وهو قوله كن وبعضه في محل كالأمر والنهي والخبر والاستخبار وابتدع القول بأن المقتول بالسيف أو غيره لم ينته أجله ولا مات بأجله حتى لو فرضنا أنه لم يقتل لبقي إلى أجله فيموت وكذلك من أكل حراما لم يأكل رزقه وانفرد بأشياء غير هذه يروى عن المأمون قال لحاجبه من بالباب فقال أبو الهذيل وعبد الله بن إباض الخارجي وهشام ابن الكلبي الرافضي فقال ما بقي من رؤوس جهنم أحد إلا وقد حضر شرب مرة عند أناس فراود غلاما أمرد فضربه بتور فدخل في رقبته مثل الطوق فأحضر حداد حتى فكه من عنقه وقال أبو الهذيل أول ما تكلمت كان عمري خمس عشرة سنة فبلغني أن يهوديا قدم البصرة وقطع كل من فيها فقلت لعمي امض بي إليه حتى أناظره فقال لا طاقة لك به فقلت بلى فمضينا إليه فوجدته في إثبات نبوة موسى وإنكار نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ويقول نحن قد اتفقنا على نبوة موسى فأثبتوا لنا نبوة محمد حتى نقر به فقلت له أسألك أو تسألني فقال مستصغرا أو ما ترى ما فعلت بمشايخك فقلت دع هذا واسألني أو أسألك فقال أليس قد ثبتت نبوة موسى وصحت دلائله اتقر بهذا أم تجحده فقلت له سألتني عن نبوة موسى وهذا على أمرين أحدهما موسى الذي أخبر عن نبوة محمد وبشر به وأمر باتباعه فإن كنت سألتني عن نبوة هذا فأنا أقر به وهو نبي والثاني موسى الذي لم يخبر)
عن نبوة محمد ولا بشر به ولا أمر باتباعه فلا أقر به ولا أعرفه فإنه شيطان فتحير اليهودي ثم قال لي ما تقول في التوراة فقلت هي أيضا منقسمة إلى

107
قسمين توراة فيها ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم والبشارة به والأمر باتباعه فهي التوراة الحق المنزلة وتوراة ليس فيها ذكر محمد صلى الله عليه وسلم ولا البشارة به فهي باطلة لا أصدق بها فتحير اليهودي وانقطع ثم قال لي أريد أسارك في شيء فتقدمت إليه فإذا هو يشتمني ويشتم معلمي وأبوي وظن أني أرد عليه وأضاربه بحضرة الناس فيقول إنهم تغلبوا علي فقلت للجماعة ما قال وعرفتهم ما أراد فأخذته الأيدي بالنعال فخرج هاربا من البصرة ولد أبو الهذيل سنة خمس وثلاثين ومائة ومات سنة خمس وثلاثين ومائتين فعمر مائة عام فقيل توفي سنة تسع وثلاثين ومائتين وقال المسعودي في مروج الذهب إنه توفي سنة سبع وعشرين ومائتين وكان قد كف بصره وخرف آخر عمره إلا أنه لا يذهب عليه شيء من الأصول لكنه ضعف عن المناظرة ومحاجة المخالفين له حكي عنه أنه لقي صالح ابن عبد القدوس وقد مات له ولد وهو شديد الجزع عليه فقال له أبو الهذيل لا أرى لجزعك عليه وجها إذ كان الإنسان عندك كالزرع فقال صالح يا أبا الهذيل إنما أجزع عليه لأنه لم يقرأ كتاب الشكوك فقال وما كتاب الشكوك قال كتاب وضعته من قرأه يشك فيما كان حتى يتوهم أنه لم يكن ويشك فيما لم يكن حتى يتوهم أنه كان فقال له أبو الهذيل فشك أنت في موته واعمل على أنه لم يمت وشك في قراءته الكتاب واعمل على أنه قرأه وإن لم يكن قرأه فأخجله وقيل إنما قال ذلك ابن أخته إبراهيم النظام وهو الصحيح ولأبي الهذيل كتاب يعرف بميلاس وكان ميلاس هذا مجوسيا جمع بين أبي الهذيل وبين جماعة من الثنوية فقطعهم أبو الهذيل فأسلم ميلاس عند ذلك
3 (المهدي الأموي))
محمد بن هشام بن عبد الجبار ابن الناصر لدين الله أبي المطرف عبد الرحمن ابن محمد الأموي هو أول من فتح على بني أمية بالمغرب باب الفتنة قام في ثلاثة عشر رجلا توثب على الأمر بالأندلس وخلع المؤيد بالله هشاما وحارب عبد الرحمن الحاجب ابن أبي عامر القحطاني الذي وثب قبله بسنة وسمى نفسه ولي العهد وجعل ابن عمه محمد بن المغيرة حاجبه وأمر بإثبات كل من جاءه في الديوان فلم يبق زاهد ولا جاهل ولا حجام حتى جاءه)
فاجتمع له نحو من خمسين ألفا وذلت له الوزراء والصقالبة وجاءوا وبايعوه وأمر بنهب دور بني عامر وانتهب جميع ما في الزهراء من الأموال والسلاح حتى قلعت الأبواب فيقال إن الذي وصل إلى خزانة ابن عبد الجبار خمسة آلاف ألف دينار وخمس مائة ألف دينار ومن الفضة ألف ألف درهم ثم وجد بعد ذلك خوابي فيها ألف ألف ومائة ألف دينار وخطب له بالخلافة بقرطبة وتسمى بالمهدي وقطعت دعوة المؤيد وصلى المهدي الجمعة بالناس وخطب بلعنة عبد الرحمن بن أبي عامر الملقب بشنشول ثم سار إلى حربه إثر ذلك سنة تسع وتسعين وثلاث مائة وكان القاضي ابن ذكوان يحرض على قتاله ويقول هو كافر وكان قد استعان بعسكر من الفرنج وقام معه ابن غومص القومص فسار إلى قرطبة وأخذ أمر ابن عبد الجبار يقوى وأمر شنشول

108
يضعف وأصحابه تنسحب عنه فقال له القومص ارجع بنا قبل أن يدهمنا العدو فأبى ومال إلى دير شريش جوعان سهران فنزل له الراهب بخبز ودجاجة فأكل وشرب وسكر وجاء لحربه حاجب المهدي في خمس مائة فارس فجدوا في السير وقبضوا عليه فقال أنا في طاعة المهدي وظهر منه جزع وذل وقيل قدم الحاجب ثم ضربت عنق
شنشول ونودي عليه هذا شنشول المأبون ولما استوسق الأمر لابن عبد الجبار أظهر من الخلاعة أكثر مما ظهر من شنشول وأربى عليه في الفساد وأخذ الحرم وعمد إلى نصراني يشبه المؤيد بالله ففصده حتى مات وأخرجه للناس وقال هذا هشام وصلى عليه ودفنه ووصل إلى ابن عبد الجبار رسول صاحب طرابلس الغرب فلفل بن سعيد الزناتي داخلا في الطاعة وسأله إرسال سكة يضرب بها الذهب على اسمه كل ذلك ليعينه على باديس بن المنصور فخرج باديس وأخذ طرابلس وكتب إلى عمه حماد في إغراء القبائل على ابن عبد الجبار وكان ابن عبد الجبار لخذلانه قد هم بالغدر بالبربر الذين حوله وصرح بذلك الجهلة فنم عليه هشام بن سليمان بن الناصر لدين الله وحرضهم على خلعه فقتلوا وزيريه محمد بن درى وخلف بن طريف وثار الهيج واجتمع لهشام عسكر وحرقوا السراجين وعبروا القنطرة ثم تخاذلوا عن هشام فاخذ هو وولده وأخوه أبو بكر فقتله ابن عبد الجبار صبرا وقتل خلقا من البربر ثم إن البربر تحيزوا إلى قلعة رباح وهرب معهم سليمان بن الحكم فبايعوه وسموه المستعين بالله وجمعوا له مالا نحو مائة ألف دينار وتوجه بالبربر إلى طليطلة فامتنعوا عليه ثم ملكها وقتل واليها فاعتد ابن عبد الجبار للحصار وجزع حتى جرأ عليه العامة ثم بعث عسكرا فهزمهم)
سليمان فوثب الناس للقتال وكان أكثر عسكر ابن عبد الجبار فحامين وحاكة وقارب سليمان قرطبة فبرر إليه عسكر ابن عبد الجبار فناجزهم سليمان فكان من غرق منهم في الوادي أكثر ممن قتل وكانت وقعة هائلة وذهب فيها خلق من الأخيار والمؤذنين والأئمة فلما أصبح ابن عبد الجبار أخرج المؤيد بالله هشاما الذي كان أظهر موته فأجلسه للناس وأقبل القاضي يقول هذا أمير المؤمنين وإنما محمد نائبه فقال له البربر يا ابن ذكوان بالأمس تصلي عليه واليوم تحييه وخرج أهل قرطبة إلى المستعين سليمان فأحسن ملتقاهم واختفى ابن عبد الجبار واستوسق أمر المستعين ودخل القصر وأرى الناس قتلاهم وكانوا نحو اثني عشر ألفا ثم هرب ابن عبد الجبار إلى طليطلة فقاموا معه وكتب إلى الفرنجية ووعدهم بالأموال فاجتمع إليه خلق عظيم وهو أول مال انتقل من بيت مال الأندلس إلى الفرنج وكانت الثغور كلها باقية على طاعة ابن عبد الجبار فقصد قرطبة في جيش كبير وكان الملتقى على عقبة البقر على بريد من قرطبة فاقتتلوا قتالا شديدا ثم انهزم ابن عبد الجبار أقبح هزيمة وقتل من الفرنج ثلاثة آلاف وغرق منهم خلق وأسر ابن عبد الجبار ثم ضربت عنقه وقطعت أربعته في ثامن ذي الحجة سنة أربع مائة وله أربع وثلاثون سنة ومن شعر المهدي المذكور في غلام حياه بقضيب آس
* أهديت مشبه قدك المياس
* غصنا رطيبا ناعما من آس
*
* فكأنما تحكيه في حركاته
* وكأنما يحكيك في الأنفاس
*

109
ومنه في جارية اطلعت عليه في مجلس أنسه ويهواها
* إذا طلعت فلا شمس ولا قمر
* أنت التي ليس يهوى غيرك البصر
*
* وكل يوم طواك الدهر عن نظري
* فذاك ذنب لديه ليس يغتفر
*
* يا زائري وكؤوس الراح دائرة
* لح بدر تم فهذي الأنجم الزهر
* محمد بن هشام بن ملاس أبو جعفر النميري له جزء رواه أبو القاسم ابن رواحة عاليا توفي سنة سبعين ومائتين
3 (أبو بكر الأموي المقرئ))
محمد بن هشام بن عبد العزيز بن محمد بن سعيد الخير ابن الأمير الحكم ابن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم أبو بكر أديب شاعر مشهور)
بالتقدم في الأدب يقول الشعر بفضل أدبه فيكثر ويحسن وله كتاب ألفه في أخبار الشعراء بالأندلس من شعره
* وروضة من رياض الحزن حالفها
* طل أطلت به في أفقها الحلل
*
* كأنما الورد فيما بينها ملك
* موف ونوارها من حوله خول
*
3 (أبو محلم الراوية))
محمد بن هشام أبو محلم الراوية التميمي ثم السعدي هو أعرابي بصري كان احفظ الناس للعلم وأذكاهم وكان يهاجي أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الكاتب وأباه ومن قوله في إبراهيم
* تصيخ لكسرى حين يسمع ذكره
* بصماء عن ذكر النبي صدوف
*
* وتعرف في إطراء كسرى ورهطه
* وما أنت في أعلاجهم بشريف
* وله وقيل لمعقل بن عيسى أخي أبي دلف
* ما غاض دمعي عند نازلة
* إلا جعلتك للبكا سببا
*
* فإذا ذكرتك سامحتك به
* مني الجفون ففاض وانسكبا
* وتوفي أبو محلم سنة خمس وأربعين ومائتين وقال ابن السكيت كان رافضيا
3 (السدري))
محمد بن هشام بن أبي حميضة مولى لبني عوال اشترى المتوكل ولاءه بثلاثين ألف درهم هو أبو نبقة السدري كان يصحب الجماز وعبد الصمد ابن المعذل والجاحظ وأدباء البصرة وهو القائل

110
* سأترك هذا الباب ما دام إذنه
* على ما أرى حتى يلين قليلا
*
* إذا لم أجد يوما إلى الإذن سلما
* وجدت إلى ترك المجيء سبيلا
*
3 (ابن الباقلاني))
محمد بن هلال بن أبي الجيش بن علي أبو بكر المعروف بابن الباقلاني نزيل مشهد باب ابرز ببغداذ روى عن أبي بكر بن ثوابة العابر حكاية رواها عنه شجاع الذهلي وهي قال أبو بكر العابر سافرت إلى مكة في جماعة من الصوفية فلما بلغوا ذات عرق لبوا ولبسوا ثياب الإحرام وكان فيهم عبد أسود سكيتا فلم يلب ذلك اليوم مع الناس فقال له شيخ لنا متقدم علينا من شرط الحج التلبية وأنت ما لبيت فقال أقول لبيك ولم يقل لي يا مقبل إذا قال لي يا)
مقبل قلت لبيك قال فلما كان في غد صلى بنا الشيخ الفجر وسمعنا مقبلا يقول لبيك اللهم لبيك ثم وقع ميتا قال فقلنا قد دعاه مولاه وواريناه
3 (ابن الصابي غرس النعمة))
محمد بن هلال بن المحسن بن إبراهيم بن هلال بن إبراهيم بن زهرون ابن حيون بن الوليد بن مروان بن مالك بن بروسن أبو الحسن بن أبي الحسين ابن أبي علي بن أبي إسحق الكاتب المعروف بابن الصابي ويلقب بغرس النعمة من بيت مشهور بالرياسة والفضل والتقدم والوجاهة والكتابة والبلاغة وكان جده المحسن فاضلا كتب الخط المليح وأبوه إبراهيم صاحب الفضل المشهور والتقدم في النظم والنثر وكان على دين الصابئة وأما والده أبو الحسين هلال فإنه أسلم لرؤيا رأى فيها النبي صلى الله عليه وسلم وحسن إسلامه وتوفي محمد بن هلال سنة ثمانين وأربع مائة ومولده سنة ست عشرة وأربع مائة وولي ديوان الإنشاء أيام الإمام القائم قال ذلك ابن الدبيثي وله كتاب الهفوات النادرة والذيل على تاريخ أبيه وكتاب الربيع سلك فيه مسلك نشوار المحاضرة وخلف سبعين ألف دينار ما كان يظن أحد أنه معه زكاتها وقال هبة الله بن المبارك السقطي أنه كان يجازف في تاريخه ويذكر ما ليس بصحيح وابتنى بشارع ابن أبي عوف دار كتب وقف فيها نحوا من أربع مائة مجلد في فنون من العلم ورتب بها خازنا
يقال له ابن الأقساسي العلوي وتردد العلماء إليها سنين كثيرة ثم صرف الخازن وحك ذكر الوقف من الكتب وباعها فأنكرت ذلك عليه فقال قد أستغني عنها بدار الكتب النظامية قال هبة الله فقلت بيع الكتب بعد وقفيتها محظور فقال صرفت ثمنها في الصدقات
3 (ناصر الدين ابن الهمام))
محمد بن الهمام بن إبراهيم بن الخضر بن همام بن فارس ناصر الدين القرشي أخبرني الشيخ أثير الدين من لفظه قال صاحبنا كان له سماع في الحديث وقد حدث عن النجيب الحراني وكان ذا خط حسن وصورة حسنة كريما محبا في الفقراء مأمنا

111
للأدباء حسن النغمة بالقرآن وإنشاد الشعر باشا بأصحابه يحب من يأكل طعامه ومن يجتمع به وكان يعرف الحساب واشتغل بالخدم وناب في نظر البيمارستان المنصوري وكان الفقهاء معهم في الجوامك على أحسن حال وتوفي سنة سبع وسبع مائة))
3 (زنبيلويه))
محمد بن هميان بن محمد بن عبد الحميد البغداذي الوكيل ولقبه زنبيلويه ويه بعد زنبيل حدث عن علي بن مسلم الطوسي توفي سنة إحدى وأربعين وثلاث مائة
3 (أفضل الدين الأصبهاني))
محمد بن الهيثم بن محمد بن الهيثم بن عبد الله بن محمد بن الهيثم أفضل الدين أبو سعد السلمي الأصبهاني قال العماد الكاتب لقيته بأصبهان سنة تسع وأربعين وخمس مائة وفي هذه السنة توفي رحمه الله تعالى مولده في جمادى الآخرة سنة أربع وستين وأربع مائة وكان شيخا كبيرا يحوي علما غزيرا ملازما لبيته يقصده الفضلاء والمستفيدون لأخذ العلم عنه ومن نظمه قصيدة يمدح بها سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس المزيدي بالحلة
* ألم بنا والليل يعتسف الدجى
* خيال له الليل التمام تبلجا
*
* يخوض خداريا من الليل داجيا
* ويفري غدافيا من الجنح أدعجا
*
* فما جر ذيلا فوق شعب ولا أنثنى
* إلى جانب بالقاع إلا تأرجا
* منها
* ولما تشاكينا النوى بدموعنا
* تحلى وسادي لؤلؤا مترجرجا
*
3 (عارض العسكر))
محمد بن أبي الهيجاء الأصبهاني قدم بغداذ أيام المقتفي فولاه عرض العسكر وكان ذا دهاء توفي سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة ومن شعره
* إذا لم أنل في دولة المرء غبطة
* ولم يغشني إحسانه ورعايته
*
* فسيان عندي موته وحياته
* وسيان عندي عزله وولايته
*
3 (ابن أبي الهيجاء والي دمشق))
محمد بن أبي الهيجاء بن محمد الأمير الفاضل عز الدين الهذباني الإربلي والي دمشق ولد سنة عشرين بإربل وقدم الشام شابا واشتغل وجالس العز الضرير وكان جيد المشاركة في التاريخ والأدب والكلام وهو معروف بالتشيع والرفض وكان شيخا كرديا مهيبا يلبس عمامة مدورة ويرسل شعره على كتفيه ولي دمشق فكان جيد السياسية مات بالسوادة التي في رمل مصر سنة سبع مائة))
3 (ابن الهيصم الكرامي))
محمد بن الهيصم أبو عبد الله شيخ الكرامية وعالمهم في

112
وقته وهو الذي ناظره ابن فورك بحضرة السلطان محمود بن سبكتكين وليس للكرامية مثله في الكلام والنظر وكان في زمانه رأس طائفته كما كان القاضي عبد الجبار رأس المعتزلة في عصره وأبو إسحق الإسفراييني في هذا العصر رأس الأشاعرة والشيخ المفيد رأس الرافضة وأبو الحسن الحمامي رأس القراء وأبو عبد الرحمن السلمي رأس الصوفية وأبو عمر ابن دراج القسطلي رأس الشعراء والسلطان محمود ابن سبكتكين رأس الملوك والحافظ عبد الغني رأس المحدثين وابن هلال المعروف بابن البواب رأس الكتاب المجودين وعند اليهود شخص كان معاصر ابن البواب كتب في العبراني مثل ابن البواب في العربي قال ابن الهيصم ما أطلقته المشبهة على الله تعالى من الهيئة والصورة والجوف والاستدارة والوفرة والمصافحة والمعانقة ونحو ذلك لا تطلقه الكرامية عليه بالمعاني الفاسدة التي أطلقها المشبهة وإنما أطلقت الكرامية عليه ما أطلقه القرآن والسنة فقط من غير تشبيه ولا تكييف وما لم يرد به قرآن ولا سنة فلا تطلقه عليه بخلاف سائر المشبهة وقال إن البارئ عالم بما سيكون على الوجه الذي يكون فلا ينقلب علمه جهلا ومريد لما يخلق في الوقت الذي يخلق بإرادة حادثة وقال نحن نثبت القدر خيره وشره من الله تعالى وإنه أراد الكائنات خيرها وشرها وخلق الموجودات كلها حسنها وقبيحها ونثبت للعبد فعلا بلا قدرة حادثة فسمى ذلك كسبا
3 (السلامي))
محمد بن لاجين أبو عبد الله السلامي قال محب الدين ابن النجار ذكره شيخنا يحيى بن القاسم قاضي تكريت أنه قدم عليه وأنشده مادحا له قصيدة أولها
* كم لي أعنف في هواك عذولا
* وأجن منك صبابة ونحولا
*
* وأود منك على التقرب والنوى
* طيفا يبشر باللقاء رسولا
*
* يا شادنا سمحت بحفظ وداده
* نفسي فأصبح بالوصال بخيلا
*
* رفقا جعلت لك الفداء فإنني
* رمت السلو فما وجدت سبيلا
*
* أخليت قلبي من سواك فلم يزل
* بجفاك من دون الورى مأهولا
*
* ومنعت في حبيك من سنة الكرى
* جفني فأصبح بالسهاد كحيلا)
* (كن كيف شئت فلست أول من غدا
* دمه لغير جناية مطلولا
*
* لا تحسبن جفاك يحدث سلوة
* عندي فأرغب في سواك بديلا
*
* كلا ومن أعطاك من دون الورى
* وجها يسر الناظرين جميلا
* قلت شعر عذب منسجم
3 (العابد البصري))
محمد بن واسع بن جابر بن الأخنس أبو بكر الأزدي البصري عابد

113
البصرة أحد الأئمة العباد روى عن أنس بن مالك ومطرف بن الشخير وعبيد بن عمير المكي وعبد الله بن الصامت وأبي صالح السمان وابن سيرين وغيرهم روى عنه
مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي قال العجلي ثقة صالح قال الدارقطني هو ثقة لكنه بلي برواة ضعفاء قال الأصمعي لما صاف قتيبة الترك وهاله أمرهم سأل عن محمد بن واسع فقيل هو ذاك في الميمنة جانح على قوسه يبصبص بإصبعه إلى السماء فقال تلك الإصبع أحب إلي من مائة ألف سيف شهر وشاب طرير وتوفي سنة ثلاث وعشرين ومائة
3 (تاج الدين الحنفي))
محمد بن وثاب بن رافع أبو عبد الله تاج الدين الحنفي كان فقيها عالما فاضلا حسن الشكل درس وأفتى وناب في الحكم بدمشق وكان سديدا في أحكامه مشكور السيرة توفي بدمشق سنة سبع وستين وست مائة وهو في عشر السبعين
3 (الواسطي))
محمد بن وزير الواسطي روى عنه الترمذي وثقة أبو حاتم الرازي وتوفي سنة سبع وخمسين ومائتين
3 (أبو جعفر القائد))
محمد بن ورقاء بن نصلة الشيباني القائد قال
* شيبان قومي وليس الناس مثلهم
* لو ألقموا ما تضيء الشمس لالتقموا
*
* لو يقسم المجد أرباعا لكان لنا
* ثلاثة وبربع تجتزي الأمم
*
* ثلاثة صافيات قد جمعن لنا
* ونحن في الربع بين الناس نستهم
* وهذا البيت جماعة منهم محمد هذا وأبو محمد جعفر بن ورقاء بن محمد ابن ورقاء وأبو أحمد)
عبد الله بن ورقاء وسيأتي ذكر كل واحد منهم في مكانه
3 (ابن وشاح))
محمد بن وشاح بن عبد الله أبو علي ولد سنة تسع وسبعين وثلاث مائة كان كاتبا لنقيب النقباء الكامل وكان فاضلا توفي عن أربع وثمانين سنة سنة ثلاث وستين وأربع مائة ومن شعره
* حملت العصا لا الضعيف أوجب حملها
* علي ولا أني تحنيت من كبر
*
* ولكنني ألزمت نفسي بحملها
* لأعلمها أن المقيم على سفر
*

114
3 (الحافظ ابن وضاح المغربي))
محمد بن وضاح القرطبي الحافظ ولد سنة تسع وتسعين ومائة بقرطبة وسمع يحيى بن يحيى ومحمد بن خالد وجماعة بالأندلس قال ابن الفرضي رحل إلى المشرق رحلتين فسمع في الثانية خلقا كثيرا من البغداذيين والكوفيين والبصريين والشاميين والمصريين والقزوينيين وعدة شيوخه مائة وستون رجلا وبه وببقي بن مخلد صارت الأندلس دار حديث وكان عالما بالحديث بصيرا بطرقه متكلما على علله وله خطأ كثير محفوظ عنه وأشياء يغلط فيها ويصحفها وكان لا علم له بالفقه ولا العربية توفي في المحرم سنة سبع وثمانين
3 (القاضي الحمصي))
محمد بن الوليد أبو الهذيل الزبيدي الحمصي القاضي أحد الأئمة الثقات قال ابن سعد كان أعلم أهل الشام بالفتوى والحديث روى له الجماعة سوى الترمذي وتوفي سنة ثمان وأربعين ومائة
3 (الطرطوشي))
محمد بن الوليد بن محمد بن خلف بن سليمان بن أيوب أبو بكر الفهري الطرطوشي الأندلسي الفقيه المالكي نزيل الإسكندرية وطرطوشة بالشين المعجمة آخر بلاد
المسلمين من الأندلس صحب القاضي أبا الوليد الباجي وأخذ عنه مسائل الخلاف وصنف سراج الملوك للمأمون ابن البطائحي وزير مصر بعد الأفضل وصنف طريقة في الخلاف روى عنه السلفي وغيره توفي سنة عشرين وخمس مائة دخل على الأفضل ابن أمير الجيوش فبسط مئزرا كان معه تحته وجلس عليه وكان إلى جانب الأفضل رجل نصراني فوعظ الأفضل حتى بكى فأنشده)
* يا ذا الذي طاعته قربة
* وحقه مفترض واجب
*
* إن الذي شرفت من اجله
* يزعم هذا أنه كاذب
*

115
وأشار إلى النصراني فأقامه الأفضل وكان الأفضل قد أنزله في مسجد شقيق الملك بالقرب من الرصد وكان يكرهه فلما طال مقامه به ضجر وقال لخادمه إلى متى نصبر اجمع لي المباح فجمعه فأكله ثلاثة أيام فلما كان عند صلاة المغرب قال لخادمه رميته الساعة فلما كان من الغد ركب الأفضل فقتل وولي بعده المأمون ابن البطائحي فأكرم الشيخ إكراما كثيرا
3 (النحوي))
محمد بن ولاد عرف بذلك وإنما هو ابن الوليد التميمي النحوي صاحب التصانيف في علم العربية أخذ عن المبرد النحو وعن ثعلب ومات كهلا في سنة ثلاث مائة أو ما دونها وكان به عرج وقرأ على المبرد كتاب سيبويه وكان حسن الخط جيد الضبط وتزوج أبو علي الدينوري أمه وله في النحو كتاب سماه المنمق
3 (الأندلسي الشاعر))
محمد بن ولاد أبو بكر من أهل شلطيش بغرب الأندلس أورد له ابن الأبار في التحفة
* نطوي سبوتا وآحادا وننشرها
* ونحن في الطي بين السبت والأحد
*
* فعد ما شئت من سبت ومن أحد
* حتى تصير مع المدخول في العدد
* وكان لابن ولاد حفيد صغير يتعلم في المكتب فتغدى معه يوما فقال له أجز أكلنا الخبز مصبوغا بزيت فقال الصبي غداء نافعا في وسط بيت فقال ابن ولاد فلو شيء يرد الميت حيا فقال الصبي لكان الخبز يحيي كل ميت ووجد بخطه بعد موته)
* أرجوك يا رب في سري وفي علني
* إن الرجاء إليك اليوم يحملني
*
* من ذا يؤنسني في القبر منفردا
* إن لم تكن أنت مولاي تؤنسني
*
* وسوف يضحك خل قد بكى جزعا
* بعدي ويسلو الذي قد كان يندبني
*
* ذنبي عظيم ومنك العفو ذو عظم
* فكيف يا رب من عفو تخيبني
*
* سميت نفسك رحمانا فقد وثقت
* نفسي بأنك يا رحمان ترحمني
*

116
3 (ابن الزنف))
محمد بن وهب بن سلمان بن أحمد بن علي أبو المعالي ابن أبي القاسم السلمي المعروف بابن الزنف من أهل دمشق سمع في صباه من أبي الدر ياقوت بن عبد الله البخاري والفقيه أبي الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي وأبي محمد الحسن بن الحسين بن البن الأسدي وأبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي وأبي طالب علي بن حيدرة بن جعفر العلوي وأبي طاهر إبراهيم ابن الحسن بن الحصني وغيرهم وعمر حتى حدث بالكثير وانتشرت عنه الرواية قال محب الدين ابن النجار قدم علينا بغداذ سنة خمس وست مائة متوجها إلى الحج وكانت معه شدة من عواليه سمعناها منه وكتبناها عنه وكان شيخا صالحا حسن الهيئة صدوقا ولد سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة بدمشق وتوفي بها في شعبان سنة ست وست مائة
3 (العابد))
محمد بن وهب أبو جعفر العابد صاحب الجنيد قال سافرت لألقى أبا حاتم العطار الزاهد البصري فطرقت عليه بابه فقال من فقلت رجل يقول ربي الله ففتح الباب ووضع خده على التراب وقال طأ عليه فهل بقي في الدنيا من يحسن أن يقول ربي الله توفي سنة إحدى وسبعين ومائتين وغسله الجنيد وصلى عليه ودفنه إلى جانب سري السقطي
3 (ابن وهب الشاعر))
محمد بن وهب من شعراء المأمون شاعر مليح جيد المعاني فصيح الألفاظ من شعره
* وليل في جوانبه فصول
* من الأظلام أدهم غيهبان
*
* كأن نجومه دمع حبيس
* ترقرق بين أجفان الغواني
* وقال)
* رأيت وضحا في مفرق الرأس راعها
* شريجان مبيض به وبهيم
*
* تفاريق شيب في السواد لوامع
* وما خير ليل ليس فيه نجوم
* وقال في مدح المأمون وهو من حسن التخلص
* وبدا الصباح كأن غرته
* وجه الخليفة حين يمتدح
*
* نشرت بك الدنيا محاسنها
* وتزينت بصفاتك المدح
* وقال
* ألا ربما ضاق الفضاء بأهله
* وأمكن من بين الأسنة مخرج
*
* وقد يركب الخطب وهو قاتل
* إذا لم يكن إلا عليه معرج
*

117
وقال من مديح المأمون
* فكأنه روح تدبرنا
* حركاته وكأننا جسد
* وقال
* نراع لذكر الموت ساعة ذكره
* وتعترض الدنيا فنلهو ونلعب
*
* يقين كأن الشك أغلب أمره
* عليه وعرفان إلى الجهل ينسب
*
* وقد نعت الدنيا إلى نعيمها
* وخاطبني إعجامها وهو معرب
*
* ولكنني منها خلقت لغيرها
* وما كنت منه فهو شيء محبب
*
3 (الحميري البصري))
محمد بن وهيب الحميري البصري شاعر مطبوع مكثر يكنى أبا جعفر مدح المأمون والمعتصم وهو القائل
* نراع لذكر الموت ساعة ذكره
* وتعترض الدنيا فنلهو ونلعب
*
* يقين كأن الشك أغلب أمره
* عليه وعرفان إلى الجهل ينسب
* وقال
* ألا ربما كان التصبر ذلة
* وأدنى إلى الحال التي هي أسمج
*
* ويا ربما ضاق الفضاء بأهله
* وأمكن من بين الأسنة مخرج
* وقال
* ما لمن تمت محاسنه
* أن يعادي طرف من رمقا)
* (لك أن تبدي لنا حسنا
* ولنا أن نعمل الحدقا
* قال محب الدين ابن النجار وكان يتشيع وله مراث في آل البيت وقال صاحب الأغاني كان تياها شديد الذهاب بنفسه وقال دخل على أحمد بن هشام وقد مدحه فرأى بين يديه غلمانا روقة مردا وخدما بيضا فرها في نهاية الحسن والكمال والنظافة فدهش لما رأى وبقي متبلبلا لا ينطق حرفا فضحك أحمد منه وقال له ما لك ويحك تكلم بما تريد فقال
* قد كانت الأصنام وهي قديمة
* كسرت وجذعهن إبراهيم
*
* ولديك أصنام سلمن من الأذى
* وصفت لهن نضارة ونعيم
*
* وبنا إلى صنم نلوذ بركنه
* فقر وأنت إذا هززت كريم
* فقال له اختر من شئت منهم فاختار واحدا فأعطاه إياه فمدحه بأبيات
3 (البديهي))
محمد بن وهيب البديهي حضر مجلس بعض الفقهاء في عقد نكاح فقال له الفقيه لو أملكتك عقد هذا النكاح لشاركتنا في الحسنة فقال له نعم كيف تريد

118
ذلك نظما أو نثرا فاقترحوا نظما فقال هات كاتبا فأملى عليه نظما ذكر الشروط والتاريخ وكل ما له علاقة بالصداق لم يتردد فيه ولا أبطأ كأنه يتلوه من حفظه فبهت القوم وقال له الفقيه أمرك والله عجيب كاد لولا المشاهدة ألا أصدقه وركب إلى المنصور بن أبي عامر فأخبره بالمجلس وأراه الشعر فعجب من ذلك وأمر له بصلة حملت إليه وكان عدة ما ارتجله ثلاثين بيتا منها
* لأصدق عبد الله نجل محمد
* فتى أموي زوجه البكر مريما
*
* وأمهرها عشرين عجل نصفها
* دنانير يحويها أبوها مسلما
*
* وأنكحها منه أبوها محمد
* سلالة إبراهيم من حي خثعما
*
* وباقي صداق البكر باق إلى مدى
* ثلاثة أعوام زمانا متمما
*
* مؤخرة عنه يؤدي جميعها
* إذا لم يكن عند التطلب معدما
*
* ومن شرطها أن لا يكون مؤجلا
* لها أبدا عن دارها أين يمما
*
* وألا يرى حتما بشيء يضيرها
* يصرف فيه الدهر كفا ولا فما
* وكان ابن وهيب إذا جلس ابن أبي عامر للشعراء وأذن لهم في الإنشاد بدأ ابن وهيب ينشده بديهة فلا تأتيه نوبته حتى يفرغ كما أراده ويقوم فينشده وإن مداده ما جف))
3 (ابن الأسقف))
محمد بن ياسين شرف الدين أبو عبد الله المصري المعروف بابن الأسقف نقلت من خط شرف الدين مستوفي إربل قال كان نصرانيا وأسلم وتسمى بمحمد تصرف في الديار المصرية عاملا في أعمالها الحقيرة لا الخطيرة ولما أسلم قرأ القرآن وعرف شيئا من العربية وكان يرمى بالأبنة ورد إربل وأقام بها أياما فقيل إنه اتهم به غلام له وكثر القول عليه فسافر أنشدني لنفسه
* دعني أقبل راحتيك لأنها
* أعنت رجالا مسهم إملاق
*
* لا زالت العليا على أعدائها
* أبدا تشير لنحوها الأرزاق
* قلت شعر ركيك مختل الانتظام والارتباط
3 (أبو طاهر الحلبي البزاز المقرئ))
محمد بن ياسين بن محمد البزاز أبو طاهر المقرئ المعروف بالحلبي هو بغداذي قرأ القرآن على أبي حفص عمر بن أحمد بن إبراهيم الكتاني وأبي الفرج محمد بن إبراهيم الشنبوذي وأبي الحسن علي بن محمد بن يوسف العلاف وروى عنهم سماعا وتلاوة وصنف في القراءات عدة مفردات سمع منه الحسين بن محمد الوني الفرضي وروى عنه عبد السيد بن عتاب وعلي ابن الحسين الطريثيثي وأبو الحسن أحمد بن المحسن بن محمد المقرئون وتوفي سنة ست وعشرين وأربع مائة
3 (أبو بكر الحداد))
محمد بن ياسر بن عبد الله بن عبد الخالق أبو بكر الحداد من أهل

119
بغداذ سكن جبيل وكان إمام جامعها ونسب إلى دمشق سمع بدمشق هشام بن عمار وعمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيما وروى عنه أبو نصر قيس بن بشر السندي الجبيلي وأبو الحسن أحمد بن عامر ابن محمد بن يعقوب الدمشقي وسليمان الطبراني وأبو عبد الله جعفر بن محمد ابن جعفر ابن بنت عدبس الكندي
3 (الأمير محمد بن ياقوت))
محمد بن ياقوت بن عبد الله أبو بكر الأمير كان والده أحد حجاب المقتدر ولي حجبته بعد أحمد بن نصر القشوري وكان محمد يحجب ابنه الراضي وكانت هذه المنزلة في ذلك الوقت)
تزيد على الوزارة ويخاطب من يتولاها بالإمارة على رسم بدر المعتضدي وإليه أمور الجند وتدبير الدولة بيده والوزراء كالمنصرفين على أوامره من شعره
* لا والذي يبقيك لي
* ويسرني بالقرب منك
*
* ما طاب عيش غبت عن
* ه ولا سرور غاب عنك
* ومنه
* حمراء يمزجها ظبي بريقته
* كأنما عصرت من ماء وجنته
*
* حيا بمنطقه النفس التي وقفت
* على المتالف من تفتير مقلته
* ومنه
* أعرضت عني وقتك نفسي
* كل مخوف من الليالي
*
* لقول واش وشى بأني
* أقول إن صد لا أبالي
*
* لا والذي ألتجي إليه
* لكشف ضري وسوء حالي
*
* ما كان مما حكاه حرف
* ولا جرى خاطرا ببالي
* قلت شعر جيد منسجم عذب ولد ببغداذ سنة اثنتين وتسعين ومائتين وتوفي في حبس الراضي في قصر الخلافة سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة
3 (الفقيه المالكي القرطبي))
محمد بن يبقى بن زرب بن يزيد أبو بكر القرطبي الفقيه المالكي صنف كتاب الخصال في مذهب مالك عارض به كتاب الخصال لابن كأس الحنفي فجاء في غاية الإتقان
وله الرد على ابن مسرة وكان بصيرا بالعربية والحساب توفي سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة

120
3 (البتلهي))
محمد بن يحيى بن حمزة البتلهي قاضي دمشق وابن قاضيها روى عن أبيه وجادة وتوفي سنة اثنتين وثلاثين ومائتين
3 (أبو عبد الله اليزيدي))
محمد بن يحيى بن المبارك العدوي أبو عبد الله اليزيدي كان لاصقا بالمأمون من أهل أنسه بالحضرة وخراسان قال ابن المرزبان كانت رتبته أن يدخل إليه مع الفجر فيصلي به ويدرس عليه ثلاثين آية وكان لا يزال يعادله في أسفاره ويفضي إليه المأمون بأسراره وسنه)
وسن الرشيد واحدة وقد مدح الرشيد مدحا كثيرا وهو القائل
* أتظعن والذي تهوى مقيم
* لعمرك إن ذا خطر عظيم
*
* إذا ما كنت للحدثان عونا
* عليك وللفراق فمن تلوم
*
* شقيت به فما أنا عنه سال
* ولا هو إن تلفت به رحيم
* وقال
* تقاضاك دهرك ما أسلفا
* وكدر عيشك بعد الصفا
*
* فلا تنكرن فإن الزمان
* رهين بتشتيت ما ألفا
*
* يجوز على المرء في حكمه
* ولكنه ربما أنصفا
* وقال
* يا بعيدا مزاره
* حل بين الجوانح
*
* نازح الدار ذكره
* ليس عني بنازح
* وقال
* يا بعيد الدار موصو
* لا بقلبي ولساني
*
* ربما باعدك الده
* ر فأدنتك الأماني
* وبقي أبو عبد الله إلى أيام المعتصم وخرج معه إلى مصر وتوفي بها
3 (التمار))
محمد بن يحيى بن أبي سمينة البغداذي التمار روى عنه أبو داود قال أبو حاتم صدوق وقال ابن حنبل لولا أن فيه تلك العلة يعني شرب النبيذ على مذهب الكوفيين توفي
سنة تسع وثلاثين ومائتين

121
3 (القطعي))
محمد بن يحيى بن أبي حزم مهران القطعي البصري أبو عبد الله روى عنه الجماعة خلا البخاري قال أبو حاتم صدوق توفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين
3 (المرتضي العلوي))
محمد بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم ابن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه الشريف الرسي وسوف يأتي ذكر والده في حرف الياء)
في مكانه إن شاء الله تعالى خلف يحيى المذكور ولده محمدا هذا بصعدة وتسمى بالمرتضي لدين الله وكان خطيبا شاعرا فصيحا ولما قام بالأمر اضطرب الناس عليه واتصلت الدعوة لنسلهم وقيل إن محمدا لما اختلفوا عليه خطب الناس خطبة يدعو إلى نفسه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأبوا إلا قتاله فقاتلهم ورفع صوته في حال القتال وقال
* كرر الورد علينا والصدر
* فعل من بدل حقا وكفر
*
* أيها الأمة عودي للهدى
* ودعي عنك أحاديث السمر
*
* وأقبلي ما قال يحيى لكم
* ابن بنت المصطفى خير البشر
*
* عدمتني البيض والسمر معا
* وتبدلت رقادي بسهر
*
* لأجرن على أعدائنا
* نار حرب بضرام مستعر
*
3 (الأسدي))
محمد بن يحيى الأسدي قال ابن المرزبان متوكلي يقول
* ليت الكرى عاود العينين ثانية
* لعل طيفا لها في النوم يلقاني
*
* أو ليت أن نسيم الريح يبلغها
* عني تضاعف أسقامي وأشجاني
* وقال
* وآمن لصروف الدهر قلت له
* وأجهل الناس بالأيام آمنها
*
* لا تفعلن ورحى الأيام دائرة
* فكم ترى سافلا دقت طواحنها
*
3 (الزعفراني النحوي))
محمد بن يحيى أبو الحسن الزعفراني النحوي أحد تلاميذ أبي الحسن علي ابن عيسى الربعي وكان الربعي يثني عليه ويصفه وصفا كثيرا وهو بصري ولقي أبا علي الفارسي وأخذ عنه محمد بن الحسين بن زنجي وحدث ابن نصر قال قال لي أبو الحسن الزعفراني نزل علي أبو علي الفارسي لما قدم البصرة وقرأت عليه الكتاب فقال لي أنت مستغن عني يا أبا الحسن قلت إن استغنيت عن الفهم لم أغن عن الفخر والجمال قال ابن نصر فسألت الربعي عن هذا فصدقه وقال لي قدم أبو علي الفارسي البصرة وأبو الحسن

122
الزعفراني نحوي مستقل قال ابن نصر وحدثني الزعفراني وقد سألته في باب ما لم يسم فاعله لم لم يجز تصدير ما يشتغل بحرف الجر قائما مقام الفاعل ولم قصر به شغله بحرف الجر عن رتبة)
الفاعل فصار مفعولا فذكر في ذلك ما أوضحه وقال لي ما نفعني شيء من النحو قط سوى هذا الباب فإني كتبت رقعة إلى أبي الحسن علي بن محمد بن كامل عامل البصرة سألته النظر لي من جملة المساحة بجريبين فوقع يترك له من عرض المرفوع في ذكر المساحة ووقف وقفة ولم يدر كيف الإعراب فكتب ثلاثة أجرية فتبركت بهذا الباب فقط
3 (الحافظ الذهلي))
محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس الإمام الذهلي مولاهم النيسابوري الحافظ سمع من خلق كثير روى عنه الجماعة خلا مسلم قال ارتحلت ثلاث رحلات وأنفقت مائة وخمسين ألفا قال النسائي ثقة مأمون قال أبو عمرو أحمد بن نصر الخفاف رأيت محمد بن يحيى في المنام فقلت ما فعل الله بك قال غفر لي قلت فما فعل بحديثك قال كتب بماء الذهب ورفع في عليين توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين وسيأتي خبره مع مسلم في ترجمة مسلم وكان سبب الوحشة بينه وبين البخاري لما دخل البخاري نيسابور شغب عليه محمد بن يحيى في مسألة خلق اللفظ وكان قد سمع منه ولم يمكنه ترك الرواية عنه وروى عنه في الصوم والطب والجنائز والعتق وغير ذلك مقدار ثلاثين موضعا ولم يصرح باسمه فيقول حدثنا محمد ابن يحيى الذهلي بل يقول حدثنا محمد ولا يزيد عليه ويقول محمد بن عبد الله فينسبه إلى جده وينسبه أيضا إلى جد أبيه
3 (صقلاب المديني))
محمد بن يحيى بن نافع مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب المعروف بصقلاب قال ابن المرزبان رشيدي هو القائل
* مل فما تعطفه رحمه
* واتخذ العلات إخوانا
*
* إن ساءك الدهر بهجرانه
* فربما سرك أحيانا
*
* لا تيأسن من وصل ذي ملة
* أطرف بعد الوصل هجرانا
*
* يمل هذا مثلما مل ذا
* فيرجع الوصل كما كانا
*
3 (أبو غسان الكاتب))
محمد بن يحيى بن علي أبو غسان الكاتب المدني الراوية قال ابن المرزبان مأموني روى عنه عمر بن شبة وهو القائل لعبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن)

123
* لطيت بأجبال الحجاز كأنها
* لك اليوم أم ترضع الدر أو أب
*
* وأنت ترى أن الأولى لست دونهم
* ببغداذ قد نالوا الثراء وأتربسوا
*
* وأنت امرؤ ضخم الحمالة ماجد
* عليك قبول والمكشف أطيب
* فأجابه عبد الله
* لحاني أبو غسان في ضعف همتي
* وأني لا أغشى الملوك فأترب
*
* وأني بأدنى العيش والرزق قانع
* وأني أسباب الغنى أتجنب
*
* فلم أر هذا الرزق عن حيلة الفتى
* ولكنه كاللحم حين يؤرب
*
* حظوظ وأقسام تقسم بينهم
* فكلهم من قسمة الله منصب
*
3 (الحافظ حيويه))
محمد بن يحيى بن موسى الإسفراييني الحافظ حيويه توفي سنة ستين ومائتين أو ما دونها
3 (القزاز))
محمد بن يحيى القزاز البصري سمع وروى ومات في شهر رجب سنة تسعين ومائتين وهو من شيوخ الطبراني
3 (حامل كفنه))
محمد بن يحيى البغداذي حامل كفنه توفي في سنة ثلاث مائة أو ما دونها قال الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي في كتاب الألقاب حامل كفنه هو أبو سعيد محمد بن يحيى البزاز الدمشقي يروي عن عثمان بن أبي شيبة أنا أبو منصور القزاز أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال بلغني أن المعروف بحامل كفنه توفي وغسل وكفن وصلي عليه ودفن فلما كان أول الليل جاءه نباش فنبش عليه فلما حل أكفانه ليأخذها استوى قاعدا فخرج النباش هاربا منه فقام وحمل كفنه وخرج من القبر وجاء إلى منزله وأهله يبكون فدق الباب عليهم فقالوا من أنت فقال أنا فلان فقالوا له لا يحل لك أن تزيدنا على ما بنا فقال يا قوم افتحوا فأنا والله فلان فعرفوا صوته ففتحوا له الباب وعاد حزنهم فرحا وسمي من يومه حامل كفنه وحامل كفنه آخر اسمه محمد بن سعيد ويكنى أبا يحيى يروي عن مجاهد بن موسى لقب بذلك وحامل كفنه آخر اسمه عبد الرحيم بن حاتم أبو سعيد العتكي يروي عن إبراهيم بن سعيد الجوهري انتهى قلت كذا رأيت الشيخ شمس الدين قال في محمد بن يحيى)
هذا إنه بغداذي وقال ابن الجوزي إنه دمشقي وقال إنه يروي عن عثمان بن أبي شيبة وعثمان ابن أبي شيبة توفي سنة تسع وثلاثين ومائتين وحامل كفنه هذا توفي في حدود الثلاث مائة فيحمل أن يكون هذا المذكور هو المراد بحامل كفنه

124
3 (الحافظ ابن مندة))
محمد بن يحيى بن مندة الحافظ المشهور أبو عبد الله صاحب تاريخ أصبهان كان أحد الحفاظ الثقات وهو من أهل بيت كبير خرج منهم جماعة من العلماء لم يكونوا عبديين وإنما أم الحافظ أبي عبد الله المذكور كانت من بني عبد ياليل واسمها برة بنت محمد فنسب الحافظ إلى أخواله ذكر ذلك الحافظ أبو موسى الأصبهاني في كتاب زيادات الأنساب توفي الحافظ أبو عبد الله ابن مندة سنة إحدى وثلاث مائة
3 (الكسائي الصغير))
محمد بن يحيى الكسائي الصغير المقرئ يروي عنه ابن مجاهد وروى عن خلف بن هشام البزاز
3 (الصولي الشطرنجي))
محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس بن محمد بن صول أبو بكر الصولي البغداذي أحد الأدباء المتقدمين في الآداب والأخبار والشعر والتاريخ حدث عن أبي العيناء والمبرد وثعلب وأبي داود السجستاني والحافظ الكديمي نادم عدة من الخلفاء وصنف أخبار الخلفاء وأخبار الشعراء وأخبار الوزراء وأخبار القرامطة وكتاب الورقة وكتاب الغرر وأخبار أبي عمرو ابن العلاء وكتاب العبادة وأخبار ابن هرمة وأخبار السيد الحميري وأخبار إسحق بن إبراهيم وجمع أخبار جماعة من الشعراء ورتبه على حروف المعجم كلهم محدثون وكتاب أدب الكاتب على الحقيقة وكتاب الشبان عمله لابن الفرات كتاب الشامل في علم القرآن لم يتم كتاب مناقب ابن الفرات كتاب سؤال وجواب كتاب رمضان أخبار أبي نواس أخبار أبي تمام كتاب أخبار أبي سعيد الجنابي كتاب في السعاة كتاب الأمالي يسمى الغرر وجمع شعر ابن الرومي وجمع شعر أبي تمام وشعر البحتري وشعر أبي نواس وشعر العباس بن الأحنف وشعر علي بن الجهم وشعر ابن طباطبا وشعر إبراهيم بن العباس الصولي وشعر أبي عيينة المهلبي
وشعر أبي شراعة وكتاب شعراء مضر وقال أبو بكر الصولي أنشدني بعض)
الوزراء بيتا للبحتري وجعل يردده ويستحسنه وهو
* وكأن في جسمي الذي
* في ناظريك من السقم
*

125
فجذبت الدواة وعملت في حضرته
* أحببت من أجله من كان يشبهه
* وكل شيء من المعشوق معشوق
*
* حتى حكيت بجسمي ما بمقلته
* كأن سقمي من جفنيه مسروق
* فاستحسن ذلك ووصلني ثم إن رجلا من الكتاب يعرف بالرحوفي ادعى هذين البيتين فعاتبته فقال هبهما لي فقلت أخاف أن تمتحن بقول مثلهما فلا تحسن فقال اعمل أنت فعملت بحضرته
* إذا شكوت هواه قال ما صدقا
* وشاهد الدمع في خدي قد نطقا
*
* ونار قلبي في الأحشاء ملهبة
* لولا تشاغلها بالدمع لاحترقا
*
* يا راقد العين لا يدري بما لقيت
* عين تكابد فيه الدمع والأرقا
*
* يكاد جسمي يخفي في ضني جسدي
* كأن سقمي من عينيك قد سرقا
* وفيه يقول ابن زريق الكوفي
* داري بلا خيش ولكنني
* عقدت من خيشين طاقين
*
* دار إذا ما اشتد حر بها
* أنشدت للصولي بيتين
* وكان حسن الاعتقاد جميل الطريقة مقبول القول وحديثه بعلو عند أصحاب السلفي وتوفي سنة خمس وثلاثين وثلاث مائة بخلف وكان أوحد زمانه في لعب الشطرنج كان الماوردي اللاعب عند المكتفي متقدما فوصف له الصولي فأحضره ولعبا بين يديه فأخذ المكتفي في تشجيع الماوردي والزهزهة له ألفا به وعناية به إلى أن دهش الولي فلما اتصل اللعب بينهما وتبين حسن لعبه وغلبه غلبا بينا قال المكتفي للماوردي صار ماء وردك بولا وقال أبو سعيد العقيلي يهجو الصولي
* إنما الصولي شيخ
* أعلم الناس خزانه
*
* إن سألناه بعلم
* طلبا منه إبانه
*
* قال يا غلمان هاتوا
* رزمة العلم فلانه
*
3 (أبو الذكر المالكي))
)
محمد بن يحيى بن مهدي أبو الذكر المصري الأسواني كان من كبار الفقهاء المالكية توفي سنة أربعين وثلاث مائة تقريبا
3 (الرباحي النحوي المغربي))
محمد بن يحيى بن عبد السلام الأزدي الأندلسي النحوي المعروف بالرباحي كان عارفا بالعربية صادقا ذكيا فقيها عالما أدب المغيرة بن الناصر

126
لدين الله وتوفي سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة وكان يعرف بالقلفاط وهو شاعر مشهور ومن شعر القلفاط
* مزن تغنيه الصبا فإذا همى
* لبت حياه روضة غناء
*
* فالأرض من ذاك الحيا موشية
* والروض من تلك السماء سماء
*
* ما إن وشت كفا صناع ما وشى
* ذاك الغناء بها وذاك الماء
*
* زهر لها مقل جواحظ تارة
* ترنو وتارات لها إغضاء
* ومنه
* طوى عني مودته غزال
* طوى قلبي على الأحزان طيا
*
* إذا ما قلت يسلوه فؤادي
* تجدد حبه فازددت غيا
*
* أحييه وأفديه بنفسي
* وذاك الوجه أهل أن يحيا
* قلت شعر جيد
3 (أبو عبد الله الجرجاني الحنفي))
محمد بن يحيى أبو عبد الله الجرجاني الفقيه الحنفي من علماء العراق كان زاهدا عابدا نظيرا لأبي بكر الرازي فلج آخر أيامه ودفن إلى جانب قبر أبي حنيفة سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة
محمد بن يحيى بن يحيى أبو الوفاء كتب إليه أبو عبد الله الحسين بن علي البغوي
* رأيت الفضل يحيى يا بن يحيى
* فجانبه أبو يحيى طويلا
*
* مودته ممازحة لقلبي
* كما قد مازج الماء الشمولا
* فأجابه أبو الوفاء
* أبا عبد الإله بقيت جزل ال
* كلام تنيلنا برا جزيلا
*
* فما ابن المزن زوج بنت كرم
* ليمهرها أخو الكرم الغفولا)
* (بأشهى من كلامك في فؤادي
* وقد أسلى الجوى وشفى الغليلا
* وقال أبو الوفاء
* بقيت بمرو الروذ في عدة المطر
* وطول مقام المرء في مثلها خطر
*
* إذا ما أذان الرعد آذاننا وعت
* لقينا بها الحيطان تسجد للمطر
*

127
أحسن من هذا وأكمل قول بعض شعراء الذخيرة
* بدار سقتها ديمة إثر ديمة
* فمالت بها الجدران شطرا على شطر
*
* فمن عارض يسقي ومن سقف مجلس
* يغني ومن بيت يميل من السكر
*
3 (ابن حزم المغربي))
محمد بن يحيى بن حزم من شعراء الذخيرة قال ابن بسام أحلى الناس شعرا لا سيما إذا عاتب أو عتب جعل هذا الغرض هجيراه وكنيته أبو الوليد من شعره
* أتجزع من دمعي وأنت أسلته
* ومن نار أحشائي ومنك لهيبها
*
* وتزعم أن النفس غيرك علقت
* وأنت ولا من عليك حبيبها
*
* إذا طلعت شمس عليك بسلوة
* أثار الهوى بين الضلوع غروبها
* ومن شعره من قصيدة
* شمس ترمق من محاجر أرمد
* والظل يركض في النسيم الواني
*
* والراح تأخذ من معاطف أغيد
* أخذ الصبا من عطف غصن البان
*
* ملنا نؤمل غير ذلك منزلا
* والراح تقصر خطوه فيداني
*
* ثم اعتنقنا والوشاة بمعزل
* وقد التقت في جفنه سنتان
*
* والبدر يرميني بمقلة حاسد
* لو يستطيع لكان حيث يراني
* ومنه أيضا
* وكم ليلة بات الهوى يستفزني
* ولا رقبة دون الأماني ولا ستر
*
* وفي ساعدي بدر على غصن بانة
* يود مكاني بين لباته البدر
*
* وفي لحظة كالسكر لا عن مدامة
* ولولا اعتراض الشك قلت هو السكر
*
* فلم يك إلا ما أباح لي التقى
* ولم يبق إلا أن تحل لي الخمر
* ومنه أيضا)
* وكم ليلة ظافرت في ظلها المنى
* وقد طرفت من أعين الرقباء
*
* وفي ساعدي حلو الشمائل مترف
* لعوب بيأسي تارة ورجائي
*
* أطارحه حلو العتاب وربما
* تغاضب فاسترضيته ببكائي
*
* وفي لفظه من سورة الراح فترة
* تمت إلى ألحاظه بولاء
*
* وقد عابثته الراح حتى رمت به
* لقا بين ثنيي بردتي وردائي
*
* على حاجة في النفس لو شئت نلتها
* ولكن حمتني عفتي وحيائي
*

128
ومنه أيضا
* كم ليل ضمت عليه ساعدي
* والمسك يأخذ منه ما يعطيه
*
* والبدر من حسد يجمجم قوله
* ما ضر مجدك لو شركتك فيه
*
3 (ابن سراقة الشافعي))
محمد بن يحيى بن سراقة أبو الحسن العامري البصري الفقيه الشافعي الفرضي المحدث صاحب التصانيف في الفقه والفرائض وأسماء الضعفاء والمجروحين توفي بعد الأربع مائة
3 (ابن الحذاء القرطبي))
محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يعقوب التميمي أبو عبد الله ابن الحذاء القرطبي المالكي كان عارفا بالحديث بارعا في الأثر صنف كتاب التعريف بمن ذكر في الموطأ من الرجال والنساء وكتاب الإنباه والخطباء والخطب في مجلدين والبشرى في تأويل الرؤيا في عشرة أسفار وولي قضاء بجاية ثم قضاء إشبيلية وعهد أن يدفن بين أكفانه كتابه المعروف بالإنباه على أسماء الله فنثر ورقه وجعل بين القميص والأكفان ذكر القاضي عياض في طبقات المالكية توفي سنة ست عشرة وأربع مائة
3 (ابن الصائغ))
محمد بن يحيى بن باجة وقيل محمد بن باجة أبو بكر الأندلسي السرقسطي الشاعر المعروف بابن الصائغ تقدم في أول فصل الباء مستوفى
3 (ابن نيق الشاطبي))
محمد بن يحيى بن خليفة بن نيق أبو عامر الشاطبي مهر في الأدب والعربية وبلغ الغاية من البلاغة والكتابة والشعر ولقي أبا العلاء ابن زهر وأخذ عنه الطب وبعد صيته في ذلك مع)
المشاركة في عدة علوم كان رئيسا معظما جميل الرواء له مصنف كبير في الحماسة وتصنيف آخر في ذكر ملوك الأندلس والأعيان والشعراء وتوفي سنة سبع وأربعين وخمس مائة
3 (محيي الدين النيسابوري))
محمد بن يحيى بن أبي منصور العلامة أبو سعد النيسابوري الشافعي محيي الدين تلميذ الغزالي برع في الفقه وصنف في المذهب والخلاف وانتهت إليه رياسة الفقهاء بنيسابور وصنف المحيط في شرح الوسيط والانتصاف في مسائل

129
الخلاف قتله الغز في شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وخمس مائة لما دخلوا نيسابور وهو القائل
* وقالوا يصير الشعر في الماء حية
* إذا الشمس لاقته فما خلته صدقا
*
* فلما التوى صدغاه في ماء وجهه
* وقد لسعا قلبي تيقنته حقا
* حضر بعض فضلاء عصره درسه وسمع فوائده فأنشد
* رفات الدين والاسلام تحيا
* بمحيي الدين مولانا ابن يحيى
*
* كأن الله رب العرش يلقي
* عليه حين يلقي الدرس وحيا
* وكان الغز في وقعتهم مع السلطان سنجر السلجوقي قد أخذوا محيي الدين ودسوا في فيه التراب إلى أن مات فرثاه جماعة منهم أبو الحسن علي بن أبي القاسم البيهقي قال
* يا سافكا دم عالم متبحر
* قد طار في أقصى الممالك صيته
*
* بالله قل لي يا ظلوم ولا تخف
* من كان محيي الدين كيف تميته
*
3 (أبو بكر المزكي المحدث))
محمد بن يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه أبو بكر المزكي النيسابوري المحدث ابن المحدث أبي زكرياء ابن المزكي توفي سنة أربع وسبعين وأربع مائة
3 (اليمني الواعظ))
محمد بن يحيى بن علي بن مسلم بن موسى بن عمران القرشي اليمني الزبيدي الحنفي الواعظ قدم دمشق وكان له معرفة بالنحو والأدب قيل إنه كان يميل إلى مذهب السالمية ويقول إن الأموات يأكلون ويشربون وينكحون في قبورهم والشارب والزاني والسارق لا يلام على فعله لأن ذلك بقضاء الله وقدره توفي سنة خمس وخمسين وخمس مائة وله منار)
الاقتضاء ومنهاج الاقتفاء والرد على ابن الخشاب وكتاب القوافي تعليل من قرأ ونحن عصبة بالنصب والحساب وغير ذلك
3 (ابن الوزير عون الدين هبيرة))
محمد بن يحيى بن محمد بن هبيرة ابن الوزير عون الدين ابن هبيرة ناب في الوزارة عن أبيه ولما توفي أبوه حبس فهرب من الحبس فأخذ وضرب ودفن بمطمورة حتى مات سنة إحدى وستين وخمس مائة وكان يلقب بعز الدين وهو

130
رفيع الشأن عالي المكان ذكره العماد الكاتب في الخريدة وأورد له في الذيل
* كم منحت الأحداث صبرا جميلا
* ولكم خلت صابها سلسبيلا
*
* ولكم قلت للذي ظل يلحا
* ني على الوجد والأذى سل سبيلا
* وأورد له محب الدين ابن النجار
* ذاعت لنا في هواك أسرار
* يا ظبية في الحشا لها دار
*
* واعجبا للوصال أوثره
* وهي ليوم الفراق تختار
*
* لما استقلت بها ظعائنها
* وهتكت للفراق أستار
*
* ناديت يا ظبية بكاظمة
* ها دمع عيني عليك مدرار
*
* قلبي وفي علي تقلبه
* لكن دمعي الغداة غدار
*
* الماء والنار في قد جمعا
* ما اجتمع الماء قط والنار
* قلت شعر منحط
3 (ابن النحاس الواسطي))
محمد بن يحيى بن هبة الله أبو نصر ابن النحاس الواسطي وبها توفي سنة ثلاث عشر وست مائة من شعره
* وقائلة لما عمرت وصار لي
* ثمانون عاما عش كذا وابق واسلم
*
* ودم وانتشق روح الحياة فإنه
* لأطيب من بيت بصعدة مظلم
*
* فقلت لها عذري لديك ممهد
* ببيت زهير فاعلمي وتعلمي
*
* سئمت تكاليف الحياة ومن يعش
* ثمانين عاما لا محالة يسأم
*
3 (البجلي الواسطي))
)
محمد بن يحيى بن طلحة أبو عبد الله البجلي الواسطي الشاعر دخل بغداذ والشام وتوفي سنة ثلاث وتسعين وخمس مائة مدح الملك الناصر صلاح الدين وغيره ومن شعره
* لقد أوحشتني الدار بعد أنيسها
* وضاق علي الرحب وهو فسيح
*
* وأصبح مغنى كنتم تسكنونه
* كجسم خلت منه العشية روح
*
* ترى ترجع الأيام تجمع بيننا
* ويرجع وجه الدهر وهو صبيح
*
* ويأتي بشير منكم فأضمه
* وأشركه في مهجتي وأبيح
*
* فإن تسمحوا بالبعد عني فإنني
* بخيل به لو تعلمون شحيح
* قلت شعر نازل

131
محمد بن يحيى أبو عبد الله ذكره حرقوص في كتابه وطول الثناء عليه وأورد له قوله يصف غيثا
* يا بارقا برقت له الأصواء
* وتكشفت عن نوره الأضواء
*
* لا تبعدن فإن بعدك للورى
* حتف وللترب الرغيب ظماء
*
* برق براق الأرض تضمر عشقها
* وتوده الميثاء والمعزاء
*
* نار إذا التهبت ولم يك حدها
* هزلا تولد من سناها ماء
*
* ضحك إذا استبكى السحاب فما له
* إذ يلتظي إلا الأياء أياء
*
* فالروض من ذاك الحيا موشية
* والأرض من تلك السماء سماء
*
* ما إن وشت كفا صناع ما وشى
* ذاك الضياء بها وذاك الماء
*
* لما خبا ذاك اللهيب ترقرقت
* في الأرض من ذاك اللهيب إضاء
*
* رزق لها مقل جواحظ تارة
* ترنو وتارات لها إغضاء
*
3 (القاضي ابن فضلان))
محمد بن يحيى بن علي بن الفضل بن هبة الله قاضي القضاة محيي الدين أبو عبد الله بن فضلان بالفاء والضاد المعجمة على وزن سلمان البغداذي الشافعي مدرس المستنصرية ولي القضاء للإمام الناصر آخر دولته تفقه على والده وبرع في المذهب ورحل إلى خراسان وناظر علماءها وكان علامة في المذهب والأصول والخلاف والمنطق سمحا جوادا لا يدخر شيئا وكان قوالا ازدحموا على نعشه لما مات سنة إحدى وثلاثين وست مائة كتب إلى)
الناصر في مضاعفة الجزية على أهل الذمة وقال يجوز أخذها منهم فوق الدينار إلى المائة حسب امتداد اليد عليهم وعزله الظاهر بعد شهرين من ولايته ثم ولي النظر على البيمارستان وعزل بعد ستة أشهر وولي نظر الجوالي ثم ولي تدريس مدرسة أم الناصر وتولى تدريس المستنصرية وتوجه رسولا إلى الروم وسيأتي ذكر والده في حرف الياء
3 (أبو بكر البرذعي))
محمد بن يحيى بن هلال أبو بكر البرذعي ذكره أبو سعد الإدريسي في تاريخ سمرقند وقال سكن بغداذ وكان فاضلا أديبا شاعرا قدم علينا سمرقند سنة خمسين وثلاث مائة وكتبنا عنه بها يروي عن أبي بكر محمد ابن الفضل بن حاتم الطبري ومحمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي الطبري وروى عنه الإدريسي حديثا
3 (ابن البرذعي النحوي))
محمد بن يحيى بن هشام العلامة أبو عبد الله النصاري

132
الخزرجي الأندلسي المعروف بابن البرذعي من أهل الجزيرة الخضراء كان رأسا في العربية عاكفا على التعليم كان أبو علي الشلوبين يثني عليه ويعترف له صنف فصل المقال في أبنية الأفعال وله كتاب المسائل النخب في عدة مجلدات والإفصاح وغير ذلك توفي بتونس سنة ست وأربعين وست مائة وقد نيف على السبعين
3 (القاضي أبو الحسين الغرناطي الأشعري))
محمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن الربيع العلامة القاضي أبو الحسين ابن العلامة المصنف المتكلم قاضي غرناطة أبي عامر الأشعري اليماني
القرطبي أحد فرسان الكلام روى عن أبيه وعمه أبي جعفر أحمد وأبي القاسم أحمد بن بقي وغيرهم قال الشيخ أثير الدين أبو حيان أجاز لي ونقلت أسماء شيوخه وعمل برنامجا إلى أن قال وهو كان المشار إليه بالأندلس في العلوم العقلية من أصول الدين والفقه والحساب والهندسة وله معرفة بالطب ووجاهة عند السلطان ابن الأحمر وكان أشعري النسب والمذهب وله تصانيف في المعقولات قال وسمعت قاضي القضاة تقي الدين ابن دقيق العيد يقول ما وقفنا على كلام أحد من متأخري المغربة مشبه لكلام العجم مثل هذا توفي سنة ثلاث وسبعين وست مائة))
3 (صاحب تونس))
محمد بن يحيى بن عبد الواحد بن عمر الأمير المستنصر أبو عبد الله ابن الأمير أبي زكرياء الهنتاتي ولي أبوه يحيى مدة ومات سنة سبع وأربعين وهما بربريان موحدان صاحبا تونس وأجل ملوك الغرب في زمانهما كان جده الشيخ الهنتاتي من العشرة أصحاب ابن تومرت وكان محمد ملكا عظيما شجاعا سؤوسا متحيلا على بلوغ قصده يقتحم الأخطار وهو ذو غرام بالعمارات واللذات تزف إليه كل ليلة جارية وقتل عمية لما تملك وأباد جماعة من الخوارج ووضع جماعة منهم في قبة أساسها ثم أرسل الماء عليها وارتدمت عليهم وكانت أسلحة الجيش كلها في خزائنه فإذا وقع أمر أخرجها ولم يكن لجنده اقطاع بل يجمع ارتفاع البلاد ويأخذ لنفسه الربع والثمن وينفق ما بقي فيهم كل عام نفقات روى عنه الخطيب أبو بكر ابن سيد الناس توفي سنة خمس وسبعين وست مائة أخبرني الشيخ أثير الدين من لفظه قال أخبرني رئيس الأدباء أبو الحسن حازم أنه قال كنت أساير المستنصر ونحن في البستان الذي أنشأه ظاهر تونس فكنا نتمالط في الشعر يبدأ هو بالبيت وأتمه أنا وأبدأ ويتمه هو وكان مائلا إلى الفقه على طريقة أهل الحديث وأنشدني أثير الدين من لفظه قال أنشدني صاحبنا أبو عمرو ابن الحافظ أبي بكر ابن سيد الناس قال أنشدني أبي قال أنشدنا المستنصر بالله أبو عبد الله ملك أفريقية لنفسه

133
* مالي عليك سوى الدموع معين
* إن كنت تغدر في الهوى وتخون
*
* من منجدي غير الدموع وإنها
* لمغيثة مهما استغاث حزين
*
* الله يعلم أن ما حملتني
* صعب ولكن في رضاك يهون
* وقال أخبرني أبو الزهر أن المستنصر كان في بعض متصيداته فكتب لأبي عبد الله ابن أبي الحسين يأمره بإحضار الأجناد لأخذ أرزاقهم
* ليحضر كل ليث ذي منال
* زكا فرعا لإسداء النوال
*
* غدا يوم الخميس فما شغلنا
* بأسد الوحش عن أسد الرجال
* انتهى ما قاله أثير الدين وكان والده يحيى قد صنع دارا عظيمة تحت الأرض وأودع فيها من أنواع الأموال والسلاح ما جعله عدة وذخيرة لسلطانه ولم يترك على وجه الأرض من له علم بهذا الموضع إلا صاحب وزارة الفضل وهو أبو عبد الله ابن الحسين بن سعيد فلما جرت)
الفتنة واستقرت قدم ابن يحيى في السلطنة وكان الوزير المذكور ممن سخط عليه وقبض على دياره وأمواله وصيره كالمحبوس كتب الوزير إليه رقعة وطلب الاجتماع به في مصلحة الدولة فأحضره وسأله فقال إن المرحوم صنع تحت الأرض دارا أودعها نفائس أمواله وليس يعرفها غيري ووصاني أنه إذا انتقل إلى جوار ربه إذ توقع أن تقع فتنة بين أقاربه وقال إذا انقضت سنة واستقر الأمر لأحد من ولدي أو من تتيقن أنه يصلح لأمر المسلمين فأطلعه على هذه الذخائر فربما فنيت الأموال بالفتنة فلا يجد القائم بالأمر ما يصلح به الدولة إذا تفرغ للتدبير والسياسة ففرح السلطان وبادر إلى تلك الدار فرأى ما ملأ عينه وسر قلبه وخرج الوزير والخيل تجنب أمامه وبدر الأموال بين يديه وأعاد الوزير إلى أحسن حالاته وقال السلطان إن من أجب شكر الله علي أن أفتتح المال بأن أؤدي منه للرعية الذين نهبت دورهم واحترقت في الفتنة التي كانت بيني وبين أقاربي ما خسروه وأمر بالنداء فيهم وأحضرهم وكل من حلف على شيء قبضه وانصرف
3 (أبو عصيدة صاحب تونس))
محمد بن يحيى المنصور بالله أبو عصيدة ابن الواثق الهنتاتي تملك تونس بإشارة المرجاني في آخر سنة أربع وأربعين وكان دينا صالحا حميد السيرة منفقا من جنده وكانوا نحوا من سبعة آلاف وكان مليح الشكل شريف النفس مهيبا سائسا توفي سنة تسع وسبع مائة ولم يعهد إلى أحد فقام بعده ابن عمه فقتل بعد أيام توثب عليه المتوكل خالد بن يحيى من بني عمه وتملك ثم خلع بعد يومين ومات أبو عصيدة شابا لقب بذلك لأنه عمل في سماط له عصيدة عظيمة في وعاء سعته تفوق العبارة في وسطه بركة واسطة
مملوءة من سمن ويليها خندق من عسل ثم خندق من دهن ثم خندق من دبس ثم خندق من زيت ثم خندق من رب سبعة خنادق والله أعلم
3 (ابن الصيرفي))
محمد بن يحيى بن أبي منصور ابن أبي الفتح محيي الدين أبو عبد الله المعروف بابن الصيرفي مولده سنة ست وعشرين وست مائة وتوفي سنة خمس وثمانين وست مائة بدمشق ودفن بمقابر باب الفراديس كان عنده فضيلة وحسن عشرة وعلى ذهنه حكايات

134
وأشعار وقطعة صالحة من التواريخ سمع الكثير في صغره وكبره وتولى عدة جهات وكان له حرمة)
ومكانة وتوكل للأمير علم الدين سنجر أمير جاندار الملك الظاهر ولازم الأمير افتخار الدين وولده ناصر الدين
3 (القرطبي المالكي الأشعري))
محمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن أحمد العلامة أبو عبد الله القرطبي المالكي الأشعري نزيل مالقة ولد بقرطبة سنة ست وعشرين وكان شيخ مالقة وعالمها ووزيرها محدثا فقيها أشعريا من محفوظاته المقامات كان آخر من حدث عن والده بالسماع وسمع من الدباج والشلوبين وابن الطيلسان وتوفي سنة تسع عشرة وسبع مائة
3 (ابن الغليظ))
محمد بن يحيى بن الغليظ هو ابن الأديب أبي زكرياء قال الشيخ أثير الدين أديب هيجاء أنشدنا أبو الزهر قال أنشدنا ابن الغليظ لنفسه
* وليتم ابن أبي طاطو بلادكم
* وربما خفيت عنكم معائبه
*
* أليس من شؤمه إن حل في بلد
* دارت رحاه وما درت سحائبه
*
3 (الكرماني المعبر))
محمد بن يحيى بن محمد بن أحمد الكرماني أبو عبد الله المعبر كان فقيها على مذهب الشافعي وسمع الحديث كثيرا من أبي الحسن أحمد بن محمد بن الصلت القرشي وأبي الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز وأبي الحسين علي بن بشران وأبي الحسين محمد بن الحسن الأصبهاني وأبي عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحاملي وأبي علي الحسن بن شاذان وأبي محمد الحسن بن الجوهري وغيرهم وقرأ بنفسه على المشايخ وسمع أبو بكر الخطيب الحافظ بقراءته وروى عنه في تاريخه في مواضع وحدث بكثير وسمع منه أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي وطاهر بن محمد النيسابوري وأخوه علي بن محمد وتوفي سنة سبع وأربعين وأربع مائة
3 (ابن مواهب البرداني))
محمد بن يحيى بن محمد بن مواهب بن إسرائيل بن عقيل أبو الفتح البرداني البغداذي سمع الشريفين أبا علي محمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدي وأبا الغنائم محمد بن محمد بن المهتدي بالله وأبا علي محمد بن سعيد بن نبهان الكاتب وغيرهم وحدث بالكثير روى عنه)
أبو الفتوح نصر بن علي بن الخضر بن الحافظ وكان شيخا صالحا حافظا لكتاب الله كثير العبادة يقوم الليل إلا أنه لعب به الصبيان وقالوا له لو ادعيت سماع المقامات لكان يحصل لك بروايتها من المحتشمين شيء كثير وحسنوا له ذلك وادعى سماعها قال أبو الفتوح فنهيته عن ذلك فصار يدعو علي في المجالس ويقول فلان حرمني كذا وكذا من المال فالله بيني وبينه ولا أدري أحدث بها أم لا توفي سنة تسع وتسعين وأربع مائة ودفن بباب حرب

135
3 (السلامي ابن الحبير))
محمد بن يحيى بن مظفر بن نعيم السلامي قال محب الدين ابن النجار أبو بكر ابن شيخنا أبي زكرياء المعروف بابن الحبير تصغير حبر قرأ الفقه على مذهب أحمد بن حنبل على أبي الفتح ابن المني ثم لازم النوقاني وقرأ عليه الخلاف والأصول حتى برع في ذلك وناظر الفقهاء ودرس مدة وانتفع به الطلبة وانتقل إلى مذهب الشافعي وولي تدريس الاسبابذية التي بين الدربين وصارت له حلقة بجامع القصر ويتكلم عنده الفقهاء فيها وناب في الحكم والقضاء عن ابن فضلان مدة ولايته ثم ولي التدريس بمدرسة ابن المطلب ثم ولي تدريس النظامية وكان يخرج إلى مكة في كل سنة على كسوة الكعبة وصدقات الحرمين وسمع الحديث من شهدة الكاتبة ومن أبي الفرج ابن كليب ومن جماعة من الشيوخ وصحب أبا الفرج ابن الجوزي وسمع منه كثيرا من مروياته ومصنفاته وكتبت عنه وهو فاضل صدوق غزير العلم كثير المحفوظ حسن الكلام في المناظرة مضطلع بفنون العلم متدين كثير العبادة والتهجد وتلاوة القرآن حسن الخلاق متواضع جميل السيرة محمود الطريقة سليم الجانب ولد سنة تسع وخمسين وخمس مائة وتوفي سنة تسع وثلاثين وست مائة
3 (الجرجاني الحنفي))
محمد بن يحيى بن مهدي الجرجاني أبو عبد الله الفقيه الحنفي قرأ الفقه على أبي بكر الرازي حتى برع فيه وعليه تفقه أبو الحسين ابن القدوري وحدث عن عبد الله بن إسحاق بن يعقوب النصري وأبي أحمد الغطريفي روى عنه أبو سعد إسماعيل بن علي السمان الرازي وأبو نصر الشيرازي وذكره الخطيب أبو بكر في التاريخ ولم يذكر
له رواية وتوفي سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة
3 (المنجم))
)
محمد بن يحيى بن أبي منصور المنجم أكبر ولد يحيى كان عالما فاضلا أديبا له تصانيف حسان وبلاغة جيدة وفصاحة بالغة ومن تصانيفه كتاب أخبار الشعراء وهو كتاب مشهور مقدم على كتب أخبار الشعراء وكانت عنايته بعلم النجوم تامة وكان حسن العلم بالموسيقى والهندسة والطب والكلام وله مؤلفات في العربية
3 (أبو عبد الله الأسواني الصالح))
محمد بن يحيى بن أبي بكر ابن محمد بن علي بن إدريس صفي الدين أبو عبد الله الأسواني الهرغي نزيل إخميم كان مشهورا بالصلاح يعتقد الناس بركته وينقلون عنه مكاشفات وكرامات كتب عنه الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد وأبو بكر ابن عبد الباقي الخطيب وأبو عبد الله ابن النعمان والشيخ قطب الدين ابن القسطلاني والكمال ابن البرهان وكان من أصحاب الشيخ أبي يحيى ابن شافع قال الفاضل كمال الدين جعفر الأدفوي وكان

136
يدعي أنه يرى النبي صلى الله عليه وسلم ويجتمع به قال حكى عنه شيخنا العالم الفقيه تاج الدين محمد بن الدشنائي قال كنت أسمع به فأشتهي رؤيته فلما اتفق سفري إلى إخميم توجهت إليه فتكلم إلى أن قال ما يبقى في النار أحد فقلت ولا اليهود ولا النصارى فقال ولا اليهود ولا النصارى قال قلت له الله تعالى قال كذا وقال صلى الله عليه وسلم كذا قال كنت أعتقد ما تعتقده إلى أن وجدت النبي صلى الله عليه وسلم أو قال جاءني النبي صلى الله عليه وسلم وقال لي كذا فتألمت منه وقمت ورجعت إلى قوص واجتمعت بوالدي فقال لي وصلت إلى أخميم فقلت نعم فاجتمعت بأبي عبد الله الأسواني قلت نعم فقال ما قال فحكيت له فتبسم فقال حضرت أنا والشيخ تقي الدين عنده وجرى مثل ذلك ونازعناه طويلا فقال يا أصحابنا ما تبقى في النار إلا هذان الرجلان قال وحكى لي صاحبنا الشيخ الفقيه شرف الدين محمد بن الفاسح الإخميمي قال جرى شيء من ذلك عند شيخنا ابن دقيق العيد فقال كان في بلدك من يقول هذه المقالة فقلت من سيدي فقال عجيب تعرفني أذكر أحدا وبلغت مقالته بعض قضاة القضاة فأرسل إلى قاضي إخميم أن يحضره ويعمل معه الشرع وكان الحاكم بها ابن المطوع وكان عاقلا فيه سياسة فأحضره والعوام تعتقده فقال يا شيخ أبا عبد الله ما نتوب كلنا إلى الله تعالى فقال نعم نقول كلنا اللهم إنا نتوب إليك فقال ذلك وتركه وكتب إلى قاضي القضاة أنه أحضره وأنه تاب وذكر حاله وقيام العوام معه وما ينقل عنه من خير وقال)
لنا شيخنا أثير الدين أبو حيان سمعت الشيخ تقي الدين القشيري يقول سمعت أبا عبد الله محمد بن يحيى الهرغي يقول سمعت أبا زيد التكروري يقول سمعت الشيخ أبا مدين يقول كفى بالحدوث نقصا في جميع الخليفة ومن كان معلولا لم يدرك الحقيقة وتوفي بإخميم سنة ست وثمانين وست مائة ودفن برباطة بها ومولده سنة اثنتين وست مائة وأبوه أبو زكرياء من المغرب قدم أسوان وأقام بها وتوفي سنة تسع عشرة وست مائة ومن شعر أبي عبد الله
* من يوم ألست كان منهم ما كان
* وصلي بهم من قبل أين ومكان
*
* لا صد ولا هجران أخشاه ولا
* ما يحدثه يا صاحبي صرف زمان
* ومنه
* يا ليالينا بذي سلم
* ومنى والخيف والعلم
*
* هل ترى من عودة وعسى
* أقضي حق العهد والذمم
*
* لا وعيش مر لي بهم
* إنه من أعظم القسم
*
* لست أسلو حبهم أبدا
* لو أرى في ذاك سفك دمي
*
* يا عذولي قل عن عذلي
* وغرامي زد ودم سقمي
*
* وسقى تلك الربوع حيا
* وبله من واسع الكرم
* قال الفاضل كمال الدين جعفر الأدفوي ووجدت بخط الكمال ابن البرهان سمعت الشيخ

137
أبا عبد الله يقول دخلت دمشق فحضرت مجلس واعظ كان معظما فيها فقال ليس أحد يخلو من هوى فقال له شخص ولا رسول الله فقال ولا رسول الله فأنكرت عليه فقال قال صلى الله عليه وسلم حبب إلي من دنياكم ثلاث فقلت هذا عليك لأنه ما قال أحببت ثم فارقته ورأيت قائلا يقول لي في النوم أو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ضربنا عنقه فخرج من دمشق فقتل
3 (ابن الفويرة الحنفي))
محمد بن يحيى الشيخ الإمام المفتي بدر الدين ابن الفويرة الحنفي كان قد اشتغل اشتغالا كثيرا وهو رفيق القاضي فخر الدين المصري في الاشتغال تفنن في العلوم وشارك في الفنون وتوفي رحمه الله كهلا سنة خمس وثلاثين وسبع مائة حضرت حلقة أشغاله بالجامع الأموي عند شباك الكاملية بالحائط الشمالي وأوردت عليه في لفظه طهور وأن هذه الصيغة للمبالغة)
في تكرار الفعل من الفاعل على ما تقدم من سؤالي نظما في ترجمة أبي الفتح محمد بن عبد اللطيف السبكي فأعجبه ذلك إعجابا كثيرا وزهزه له ولم تكن إقامة الوزن في طباعه رحمه الله تعالى فإنه كان ينشد على ما حكاه لي عنه القاضي شهاب الدين أحمد بن فضل الله معاوي إننا بشر فأسجحي بإثبات الياء بعد الحاء
3 (القاضي بدر الدين ابن فضل الله))
محمد بن يحيى بن فضل الله القاضي بدر الدين صاحب ديوان الإنشاء بالشام يأتي نسبه مستوفى في ترجمة أخيه القاضي شهاب الدين أحمد توجه إلى الديار المصرية صحبة والده وأقام بها وأدخله أخوه القاضي علاء الدين علي إلى دار العدل بعد وفاة أبيه ووقع في الدست ولما توجه أخوه القاضي علاء الدين إلى الكرك صحبة الناصر أحمد وتسلطن الصالح إسماعيل سد الوظيفة إلى أن عاد أخوه ثم إنه جهز إلى الشام على صحابة ديوان الإنشاء فورد إليها في أول شهر رجب الفرد سنة ثلاث وأربعين وسبع مائة وكان ساكنا عاقلا وادعا كثير الإطراق والصمت وأحبه الناس وخضع له الأمراء والأكابر وعمر دورا متلاصقة عند قناة صالح جوا باب توما وأنشأ إلى جانبها حماما يتصل ببعض ما هو ساكنه فما متع بذلك ولا دخلها غير مرتين أو ثلاث وتوفي بعد مرض حاد سادس عشرين شهر رجب الفرد سنة ست وأربعين وسبع مائة وكانت له جنازة عظيمة وصلى عليه نائب الشام والأمراء والقضاة والعلماء وغيرهم ودفن في تربة والده بجبل الصالحية ومولده سنة عشر وسبع مائة وهو شقيق أخيه القاضي شهاب الدين وخلف نعمة طائلة وأملاكا كثيرة وكتبت إلى أخيه القاضي علاء الدين أعزيه على لسان الأمير عز الدين طقطاي الدوادار كتابا من رأس القلم يوم وفاته والبريد واقف

138
يقبل الأرض لا ساق إليها الله بعدها وفد عزاء ولا أذاقها فقد أحبة ولا فراق أعزاء ولا أعدمها جملة صبر يفتقر منه إلى أقل الأجزاء وينهى ما قدره الله تعالى من وفاة المخدوم القاضي بدر الدين أخي مولانا جعله الله وارث الأعمار وأسكن من مضى جنات عدن وإن كانت القلوب بعده من الأحزان في النار فإنا لله وإنا إليه راجعون قول من غاب بدره وخلا من الدست صدره وعمر مصابه فهو يتأسى بالناس وعدم جلده فقال للدمع اجر فكم في وقوفك اليوم من باس وهذا مصاب لم يكن فيه مولانا بأوحد وعزاء لا ينتهي الناس فيه إلى)
غاية أو حد
* علينا لك الإسعاد إن كان نافعا
* بشق قلوب لا بشق جيوب
* فما كان الدست الشريف إلا صدر نزع منه القلب أو نجوم بينما بدرها يشرق إذا به في الغرب وما يقول المملوك إلا إن كان البدر قد غاب فإن النير الأعظم واف وبينكم الكريم سالم الضرب وإنما أدركه بالوهم خفي زحاف وما بقي إلا الأخذ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في الصبر والاحتساب وتسليم الأمر إلى صاحبه الذي كتب هذا المصرع على الرقاب وفي بقائك ما يسلي من الحزن وظل مولانا بحمد الله تعالى باق على بيته وما نقص عدد ترجع جملته إلى مولانا وكلنا ذلك الدارج والله لا يذيقه بعدها فقد قرين قريب ويعوض ذلك الذاهب عما تركه في هذه الدار الفانية من الدار الباقية بأوفر نصيب إن شاء الله تعالى وقلت أرثيه ولم أكتب بذلك إلى أحد
* لفقدك بدر الدين ق مسنا الضر
* وأظلم أفق الشام واستوحشت مصر
*
* وشقق جيب البرق واستعبر الحيا
* ولطم خد الرعد وانصدع الفجر
*
* وكادت لنوح الورق في غسق الدجى
* تجف على الأغصان أوراقها الخضر
*
* لك الله من غاد إلى ساحة البلى
* ومن بعده تبقى الأحاديث والذكر
*
* كأن بني الإنشاء يوم مصابه
* نجوم سماء خر من بينها البدر
*
3 (القاضي ابن يخلفتن))
محمد بن يخلفتن بن أحمد بن تنفليت أبو عبد الله الحبشي البربري الفازازي التلمساني الفقيه قال ابن الأبار كان فقيها أديبا مقدما في الكتابة والشعر ولي قضاء مرسية وقرطبة وكان حميد السيرة حدث أنه كان يحفظ صحيح البخاري توفي سنة إحدى وعشرين وست مائة ومن شعره
3 (وزير المأمون))
محمد بن يزداد بن سويد الكاتب المروزي الوزير وزر للمأمون

139
كان حسن البلاغة كثير الأدب مشهورا بقول الشعر له في المأمون مرثية معروفة وكان سليمان بن وهب يكتب بين يديه وكان به خاصا ثم اتصل به أن سليمان سعى عليه فاطرحه ولمحمد فيه أشعار منها قوله)
* المرء مثل هلال عند مطلعه
* يبدو ضئيلا ضعيفا ثم يتسق
*
* يزداد حتى إذا ما تم أعقبه
* كر الجديدين نقصانا فينمحق
* وسمع قول الشاعر
* إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة
* فإن فساد المرء أن يترددا
* فأضاف إليه
* وإن كنت ذا عزم فأنفذه عاجلا
* فإن فساد العزم أن يتفندا
* وقال في جارية كان يهواها
* أيا من بها أرض من الناس كلهم
* وإن كنت أشكو تيهها وازورارها
*
* لو أن الأماني خيرت فتخيرت
* على الحسن إنسانا لكنت اختيارها
* وقال
* فلا تأمنن الدهر حرا ظلمته
* فما ليل حر إن ظلمت بنائم
* توفي سنة ثلاثين ومائتين بسر من رأى
3 (المرواني))
محمد بن يزيد بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم هو القائل وقد جرت بينه وبين عبد الله بن مصعب الزبيري مفاخرة بحضرة المهدي
* إن النبوة والخلافة والهدى
* والدين والدنيا لعبد مناف
*
* نزل القران على أبيهم واحيهم
* بالحق والبرهان والإنصاف
*
* فيه الحلال وما يحرم كله
* شاف لمن يبغي الطريقة كاف
*
3 (الخزرجي الشاعر))
محمد بن يزيد الخزرجي الشاعر الأعور لقيه علي بن المهدي الكسروي وأخذ عنه وهو القائل
* يا ابن من يكتب في الأع
* ناق من غير دواة
*
* لم يكن يكتب فيها
* غير خط الألفات
* يريد أن أباه حجام والله أعلم
3 (البشري الشاعر))
)
محمد بن يزيد البشري الأموي أبو جعفر من ولد بشر بن مروان

140
ابن الحكم من أهل ميافارقين قدم إلى سر من رأى وأقام بها دهرا واتصل بعيسى بن فرخانشاه وله في المتوكل مراث وهو القائل
* أترضى لي أن أرضى
* بتقصيرك في بري
*
* وقد أخلقت من ود
* ك ما أخلقت من عمري
*
* لعل الله أن يصن
* ع لي من حيث لا أدري
*
* فألقاك بلا شكر
* وتلقاني بلا عذر
* ومن شعره
* لها وأعارني ولها
* وأبصر حرقتي فزها
*
* له وجه يدل به
* ولي حرق أذل بها
*
3 (الرفاعي قاضي بغداذ))
محمد بن يزيد بن محمد بن كثير بن رفاعة أبو هاشم العجلي الرفاعي الكوفي الفقيه قاضي بغداذ روى عنه مسلم والترمذي وابن ماجة قال البخاري رأيتهم مجمعين على تضعيفه توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين
3 (محمش الحنفي))
محمد بن يزيد بن عبد الله السلمي النيسابوري الفقيه محمش بالحاء المهملة والشين المعجمة كان شيخ الحنفية في عصره بنيسابور وتوفي سنة تسع وخمسين ومائتين
3 (المبرد النحوي))
محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي البصري أبو العباس المبرد إمام العربية ببغداذ في زمانه أخذ عن المازني وأبي حاتم السجستاني وغيرهما وروى عنه إسماعيل الصفار ولزمه مدة وإبراهيم بن نفطويه ومحمد بن يحيى الصولي وجماعة وكان فصيحا بليغا مفوها ثقة اخباريا علامة صاحب نوادر وظرافة وكان جميلا وسيما لا سيما في صباه وله تصانيف مشهورة منها كتاب الكامل قال القاضي الفاضل طالعته سبعين مرة وكل مرة أزداد منه فوائد والمقتضب والروضة ولما صنف المازني كتاب الألف واللام سأل المبرد عن دقيقه وعويصه فأجابه بأحسن جواب فقال له قم فأنت المبرد بكسر الراء أي المثبت للحق

141
فغيره)
الكوفيون وفتحوا الراء وتوفي آخر سنة خمس وثمانين ومائتين وعاش خمسا وسبعين سنة ولم يخلف مثله ذكر القاضي شمس الدين ابن خلكان في ترجمة المبرد أنه رأى مناما له علاقة بالمبرد وهو منام غريب عجيب أودعه تاريخه وكانت العداوة قد اشتهرت بين المبرد وثعلب حتى نظم الناس ذلك في أشعارهم فقال بعض الشعراء
* كفى حزنا أنا جميعا ببلدة
* ويجمعنا في أرض برشهر مشهد
*
* وكل لكل مخلص الود وامق
* ولكننا في جانب عنه مفرد
*
* نروح ونغدو لا تزاور بيننا
* وليس بمضروب لنا عنه موعد
*
* فأبداننا في بلدة والتقاؤنا
* عسير كأنا ثعلب والمبرد
* وقال أحمد بن أبي طاهر يهجوه
* يوم كحر الشوق في القلب والحشا
* على أنه منه أحر وأوقد
*
* ظللت به عند المبرد قاعدا
* فما زلت من ألفاظه أتبرد
* وكان المبرد حسن الصورة ولأبي حاتم السجستاني فيه أغزال يأتي ذكر شيء منها في ترجمة أبي حاتم ومن شعر المبرد
* حبذا ماء العناقي
* د بريق الغانيات
*
* بهما ينبت لحمي
* ودمي أي نبات
*
* أيها الطالب شيئا
* من لذيذ الشهوات
*
* كل بماء المزن تفا
* ح خدود ناعمات
* وللمبرد من المصنفات كتاب الاشتقاق وكتاب الأنواء والأزمنة وكتاب القوافي وكتاب الخط والهجاء والمدخل إلى كتاب سيبويه والمقصور والممدود والمذكر والمؤنث ومعاني القرآن ويعرف بالكتاب التام والرد على سيبويه والرسالة الكاملة وإعراب القرآن والحث على الأدب والصدق ونسب عدنان وقحطان والزيادة على المنتزعة من كتاب سيبويه وكتاب التعازي وشرح شواهد سيبويه وضرورة الشعر وأدب الجليس والحروف في معاني القرآن إلى طه صفات الله عز وجل والممادح والمقابح الرياض المونقة الدواهي الجامع ولم يتم الوشي معنى كتاب سيبويه كتاب الناطق كتاب العروض كتاب البلاغة معنى كتاب الأوسط للأخفش شرح كلام العرب وتلخيص ألفاظها ومزاوجة كلامها وتقريب معانيها واتفقت ألفاظه واختلفت معانيه)
الفاضل والمفضول طبقات النحاة البصريين كتاب العبارة عن أسماء الله تعالى الحروف التصريف الكافي في الأخبار
محمد بن يزيد الواسطي توفي سنة تسعين ومائة في قول

142
3 (المسلمي أبو الإصبع))
محمد بن يزيد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم أبو الإصبع الحصني كان ينزل حصن مسلمة بديار مضر فنسب إليه قال ابن المرزبان شاعر محسن مدح المأمون وهجا عبد الله بن طاهر وعارضه في قصيدته التي أولها
* مدمن الإغضاء موصول
* ومديم العتب مملول
* وكان فخر فيها بأشياء مثل قتل أبيه للأمين فأجابه المسلمي بقصيدة أولها
* لا يرعك القال والقيل
* كل ما بلغت تجميل
* منها
* أيها البادي ببطنته
* ما لأغلاطك تحصيل
*
* قاتل المخلوع مقتول
* ودم القاتل مطلول
*
* لا تنجيه مذاهبه
* نهر بوشنج ولا النيل
*
* يا أخي المخلوع طلت يدا
* لم يكن في باعها طول
* وكان محمد بن عبد الملك بن صالح الهاشمي يناقض أبا الإصبع فقال المسلمي قصيدة يفخر فيها أولها
* أما صفاتي فلها شان
* وقد نماني الشيخ مروان
* فقال محمد بن عبد الملك
* بانوا فبان العيش إذا بانوا
* وأبدت المكنون أجفان
*
3 (الكلابي الأبرص))
محمد بن يزيد الكلابي الأبرص هو ابن أبي الوليد كان يزيد حجة في اللغة احتج به الفراء وابن الأعرابي في شواهدهما وهو وابنه محمد شاعران وقال محمد في المتوكل
* أدوى الشباب فلا عين ولا أثر
* وارتد باليأس عن أهوائه النظر
*
* كل مضى فانقضى إلا تذكره
* كما تحمل أهل الدار فانشمروا
*)
منها
* هم أناس أبوهم كلما نسبوا
* عم النبي الذي استسقي به المطر
*
* وجعفر لقريش كلها غرر
* بأمنا وأبينا تلكم الغرر
*
3 (ابن ماجة))
محمد بن يزيد مولى ربيعة الحافظ أبو عبد الله ابن ماجة القزويني

143
مصنف السنن والتفسير والتاريخ كان محدث قزوين غير مدافع ولد سنة تسع ومائتين وسمع على محمد الطنافسي وعبد الله بن معاوية وهشام بن عمار ومحمد بن رمح وسويد بن سعيد وعبد الله بن الجراح القهستاني ومصعب بن عبد الله بن الزبير وإبراهيم بن محمد الشافعي ويزيد بن عبد الله اليمامي وجبارة بن المغلس وداود بن رشيد وإبراهيم بن المنذر الحزامي وأبي بكر ابن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير وخلق كثير وروى عنه محمد بن عيسى الأبهري وأبو عمرو أحمد بن محمد بن حكيم المدائني وعلي بن إبراهيم القطان وسليمان بن يزيد الفامي وأبو الطيب أحمد بن روح البغداذي كان أبوه يعرف بماجه ولاؤه لربيعة قال عرضت هذه السنن على أبي زرعة فنظر فيه فقال أظن إن وقع هذا في أيدي الناس تعطلت هذه الجوامع أو أكثرها ثم قال لعل لا يكون فيه تمام ثلاثين حديثا مما في إسناده ضعف أو نحو ذا قال الشيخ شمس الدين إنما نقص رتبة كتابه بروايته أحاديث منكرة فيه توفي لثمان بقين من شهر رمضان يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء وصلى عليه أخوه أبو بكر سنة ثلاث وسبعين ومائتين
3 (أبو الحسن الدمشقي))
محمد بن يزيد بن عبد الصمد أبو الحسن الدمشقي سمع وحدث وتوفي سنة تسع وتسعين ومائتين
3 (أبو بكر اليزيدي))
محمد بن يزيد اليزيدي أبو بكر كان قد هاجى نصرا الخبزرزي بالبصرة فزاد عليه نصر في الفحش ووجد فيه مقالا ومطعنا توفي سنة أربع وعشرين وثلاث مائة وهو من ولد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وكان مضطلعا بعلوم كثيرة مقدما في النحو واللغة وغير ذلك وله شعر))
3 (الشيباني))
محمد بن يزيد بن مزيد بن زائدة الشيباني كان موصوفا بالكرم لا يرد سائلا فإن لم يحضره مال لم يقل لا بل يعده ويعجل العدة مدحه أحمد ابن أبي فنن صالح بن سعيد وقيل هي لأبي الشيص الخزاعي
* عشق المكارم فهو مشتغل بها
* والمكرمات قليلة العشاق
*
* بث الصنائع في البلاد فأصبحت
* تجبى إليه محامد الآفاق
*
* وأقام سوقا للثناء ولم تكن
* سوق الثناء تعد في الأسواق
* وكان له أخ اسمه خالد وسيأتي ذكره وذكر والده في مكانيهما إن شاء الله تعالى
3 (القاضي البصري))
محمد بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم

144
أبو محمد البصري ولد سنة ثمان ومائتين وولي قضاة البصرة سنة ست وسبعين ومائتين وضم إليه قضاء واسط ثم قضاء الشرقية ببغداذ وكان حسن السيرة جميل المذهب مستقيم الطريقة صالحا ورعا عفيفا حاكما بالحق مات مصروفا عن القضاء في شهر رمضان سنة سبع وتسعين ومائتين غير مطعون عليه في شيء سمع سليمان بن حرب وغيره وروى عنه ابن قانع وغيره ولما احتضر دخل عليه إخوانه يعودونه فقالوا كيف تجدك فقال
* أراني في انتقاص كل يوم
* ولا يبقى مع النقصان شي
*
* طوى العصران ما نشراه مني
* فأخلق جدتي نشر وطي
*
3 (الصوفي السامري))
محمد بن يعقوب بن الفرج أبو جعفر الصوفي السامري ورث مالا كثيرا فأنفقه في طلب العلم وعلى الفقراء والزهاد والصوفية والمحدثين توفي بالرملة سنة إحدى وسبعين ومائتين حدث عن علي بن المديني وغيره وروى عنه بشر بن يوسف الهروي وغيره قال بيان بن أحمد دخلت عليه في مصر وهو في بيت مملوء كتبا فقلت له اختصر لي من هذه الكتب كلمتين أنتفع بهما فقال ليكن همك مجموعا فيما يرضي الله تعالى فإن اعترض عليك شيء فتب من وقتك
3 (مثقال الواسطي))
)
محمد بن يعقوب يعرف بمثقال الواسطي يكنى أبا جعفر استفرغ شعره في الهجاء وكان ابن الرومي أول أيامه ينحله شعره في هجاء القحطبي قال ابن المرزبان أخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال من أشعار ابن الرومي ولمثقال
* يا ابن التي لم تزل تجاري
* في الغي شيطانها اللعينا
*
* حتى إذا يومها أتاها
* أوصت بنيها خذوا بنينا
*
* بأن إذا مت فاجعلوني
* ذريرة للمخنثينا
*
3 (الأصم المحدث))
محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان أبو العباس الأموي مولاهم النيسابوري الأصم كان يكره أن يقال له الأصم قال الحاكم إنما ظهر به الصمم بعد انصرافه من الرحلة فاستحكم فيه حتى بقي لا يسمع نهيق الحمار وكان محدث عصره بلا مدافعة حدث في الإسلام ستا وسبعين سنة ولم يختلف في صدقه وصحة سماعاته وضبط والده يعقوب الوراق لها أذن سبعين سنة في مسجده وكف بصره بآخره وانقطعت الرحلة

145
إليه ورجع أمره إلى أن كان يناول قلما فإذا أخذه بيده علم أنهم يطلبون الرواية فيقول حدثنا الربيع بن سليمان ويسرد أحاديث يحفظها وهي أربعة عشر حديثا وسبع حكايات وصار بأسوإ حال وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة ست وأربعين وثلاث مائة قال الحاكم سمعت أبا العباس يقول رأيت أبي في المنام فقال لي عليك بكتاب البويطي فليس في كتب الشافعية مثله
3 (أبو حاتم الهروي))
محمد بن يعقوب بن إسحاق بن محمود بن إسحاق أبو حاتم الإمام الهروي روى عن جماعة وروى عنه جماعة وكان فقيها فاضلا توفي في شهر رجب سنة ثمان وستين وثلاث مائة
3 (محيي الدين ابن النحاس))
محمد بن يعقوب بن إبراهيم بن هبة الله بن طارق بن سالم الإمام العلامة محيي الدين أبو عبد الله ابن القاضي الإمام بدر الدين ابن النحاس الأسدي الحلبي الحنفي ولد بحلب سنة أربع عشرة وسمع من ابن شداد وجده لأمه موفق الدين يعيش شيئا يسيرا وكأنه كان مكبا على الفقه والاشتغال قال الشيخ شمس الدين لم أجده سمع من ابن روزبه ولا من الموفق عبد اللطيف ولا هذه الطبقة واشتغل ببغداذ وجالس بها العلماء وناظر وبان فضله وسمع من أبي إسحاق)
الكاشغري وأبي بكر ابن الخازن وكان صدرا معظما متبحرا في المذهب وغوامضه موصوفا بالذكاء وحسن المناظرة انتهت إليه رياسة المذهب بدمشق ودرس بالريحانية والظاهرية وولي نظر الدواوين وولي نظر الأوقاف والجامع وكان معمارا مهندسا كافيا موصوفا بحسن الإنصاف في البحث وكان يقول أنا على مذهب الإمام أبي حنيفة في الفروع ومذهب الإمام أحمد في الأصول وكان يحب الحديث والسنة سمع منه ابن الخباز وابن العطار والفرضي والمزي والبرزالي وابن تيمية وابن حبيب والمقاتلي وأبو بكر الرحبي وابن النابلسي وتوفي سنة خمس وثمانين وست مائة ودفن بتربته بالمزة وحضر جنازته نائب السلطنة والقضاة والأعيان وفيه يقول علاء الدين الوداعي وقد قرر قواعد مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه ويعرض بذكر ولده شهاب الدين يوسف ومن خطه نقلت
* ومن مثل محيي الدين دامت حياته
* إلى مذهب الدين الحنيفي يرشد
*
* لقد أشبه النعمان وهو حقيقة
* أبو يوسف في علمه ومحمد
*
3 (عماد الدين الجرائدي))
محمد بن يعقوب بن بدران الإمام المسند المقرئ عماد الدين أبو عبد الله ابن المقرئ ابن الجريدي الأنصاري الدمشقي ثم القاهري نزيل بيت المقدس ولد بدمشق سنة تسع وثلاثين وأجاز له السخاوي وسمع بمصر سنة أربع وأربعين وبعدها من ابن

146
الجميزي وسبط السلفي والمنذري والرشيد العطار وتلا بالسبع مفردات على الكمال الضرير وسمع منه الشاطبية ومن ابن الشاطبي وحفظها وجود الخط ودخل اليمن وروى بأماكن روى عنه البرزالي والواني والسبكي وجماعة واستوطن القدس ثماني سنين وبه توفي سنة عشرين وسبع مائة وسيأتي ذكر والده تقي الدين يعقوب إن شاء الله تعالى في مكانه من حرف الياء
3 (عسقلنج الشاعر))
محمد بن يعقوب الجرجرائي المعروف بعسقلنج قدم للعسكر سنة تسع عشرة وثلاث مائة ومن شعره
* قف بالملاح فما لي دمعة تقف
* ساروا بروحي إذ ساروا ولم يقفوا
*
* مات العزاء وأمسى الوجد بعدهم
* له لوجدي وجدا مدمع يكف
*
* وكيف صبر سليب الصبر ذي دنف
* بمدنف بعذابي ما به دنف
*)
قلت ما هذا إلا شعر غث وبرد رث ومعذور من سماه بهذا الاسم ولو كان لي فيه حكم لسميته عجقفلج أعني كلامه عجق أفلج فإن كان نظمه هذا طبعا فالطبع خير منه وإن كان تطبعا فالعجب منه كونه يرضى بهذا
3 (الكليني الشيعي))
محمد بن يعقوب أبو جعفر الكليني بضم الكاف وإمالة اللام وقبل الياء الأخيرة نون من أهل الري سكن بغداذ إلى حين وفاته وكان من فقهاء الشيعة والمصنفين على مذهبهم حدث عن أبي الحسين محمد بن علي الجعفري السمرقندي ومحمد بن أحمد الخفاف النيسابوري وعلي بن إبراهيم بن هاشم توفي سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة
3 (الفرغاني))
محمد بن يعقوب أبو عمر الفرغاني حدث بالأنبار بحديث عجيب قال محب الدين ابن النجار أخبرناه عبد السلام بن شعيب بن طاهر الوطيسي في كتابه إلي قال أنا أبو
الفضل محمد بن ينمان بن يوسف المؤدب أنا جدي أبو ثابت ينجير بن منصور الصوفي أنا أبو محمد جعفر بن محمد الأبهري قال سألت أبا عمر محمد بن يعقوب الفرغاني بالأنبار متى ينفخ في الصور فقال سألت الحسين بن الفضل متى ينفخ في الصور فقال سألت داود ابن سليمان متى ينفخ في الصور فقال سألت حجر بن هشام متى ينفخ في الصور فقال سألت عثمان بن عطاء متى ينفخ في الصور فقال سألت أبي متى ينفخ في الصور فقال سألت ابن عباس متى ينفخ في الصور فقال سألت النبي صلى الله عليه وسلم متى ينفخ في الصور فقال سألت جبريل متى ينفخ في الصور فقال سألت ميكائيل متى ينفخ في الصور فقال سألت

147
إسرافيل متى ينفخ في الصور فقال سألت الرفيع متى ينفخ في الصور فقال سألت اللوح متى ينفخ في الصور فقال سألت القلم متى ينفخ في الصور فقال إن الله تعالى خلق ملكا يوم خلق السماوات والأرض فأمره أن يقول لا إله إلا الله فهو يقول لا إله إلا الله مادا بها صوته لا يقطعها ولا يتنفس فيها ولا يتمها فإذا أتمها أمر إسرافيل بنفخ الصور وقامت القيامة
قلت هذا بهت يشهد به العقل وتكذبه أصول النقل ثم هذا يلزم منه الكفر لأنه أن ينتهي التلفظ بالشهادة إلى قوله إله فيكون قد قال لا إله وهذا نفي مطلق للإلهية وهو قول المعطلة ولا يصح)
الإقرار بالإلهية لله تعالى حتى يقال إلا الله ليكون قد استثني الخاص من العام ثم إن الاستثناء لا يأتي إلا بعد زمان لا يعلم مدته إلا الله تعالى ولو قال القائل اليوم لا إله وفي غد لما عد ذلك إقرارا بالربوبية لله تعالى بل لو قال الآن لا إله وسكت مدة ثم قال في يومه إلا الله لم يكن ذلك شهادة لله بالربوبية سلمنا أن هذا غير لازم فأي فائدة في ملك يقول لا إله إلا الله في ما شاء الله من ألوف السنين مرة واحدة في عمره ولو قال مرتين كان أفضل ولو قال ثلاثا كان أفضل وهكذا إلى ما لا نهاية له
3 (الناصر ابن عبد المؤمن))
محمد بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي السلطان الملك الناصر أبو عبد الله القيسي المغربي الملقب بأمير المؤمنين وأمه أمة رومية اسمها زهر بويع بعهد أبيه إليه وكان أبيض أشقر أشهل أسيل الخد حسن القامة كثير الإطراق بعيد الغور بلسانه لثغة شجاعا حليما فيه بخل بالمال وعفة عن الدماء وقلة خوض فيما لا يعنيه وله من الأولاد ولده يوسف ولي عهده ويحيى وتوفي في حياته وإسحاق واستوزر أخاه إبراهيم ابن السلطان يعقوب وهو أولى منه بالملك أوصى عبيده وحرسه أنه من ظهر لكم بالليل فهو مباح الدم ثم أراد أن يختبرهم فسكر ليلة وقام يمشي في بستانه فجعلوه غرضا لرماحهم فجعل يقول أنا الخليفة أنا الخليفة فلم يمكنهم استدراك الفائت فمات سنة عشر وست مائة وقام بعده بالأمر ابنه يوسف أبو يعقوب المستنصر بالله وضعفت دولة بني عبد المؤمن في أيام ولده يوسف المذكور وسيأتي ذكر والده يعقوب بن يوسف وذكر ولده يوسف بن محمد في مكانيهما من هذا الكتاب
3 (المعمر ابن الديني))
محمد بن يعقوب بن أبي الفرح بن عمر بن الخطاب الشيخ المعمر مسند العراق شهاب الدين أبو سعد ابن الدينة ويقال ابن الديني البغداذي ولد سنة تسع وثمانين وسمع من أبي الفتح المندائي وابن سكينة وحنبل الرصافي وابن الحريف وابن الأخضر ويقال إنه سمع من أبي الفرج ابن الجوزي وذلك ممكن لأنه سمع في صباه من ابن كليب ومن ابن الأخضر وذلك سنة أربع وتسعين ولي مشيخة المستنصرية وروى عنه الدمياطي وأبو العلاء الفرضي وأجاز لمن أدرك حياته وتوفي سنة سبعين وست مائة
3 (مجير الدين ابن تميم))
)
محمد بن يعقوب بن علي مجير الدين ابن تميم الإسعردي

148
وهو سبط فخر الدين ابن تميم سكن حماة وخدم الملك المنصور وكان جنديا محتشما شجاعا مطبوعا كريم الأخلاق بديع النظم رقيقه لطيف التخيل إلا أنه لا يجيد إلا في المقاطيع فأما إذا طال نفسه ونظم القصائد انحط نظمه ولم يرتفع توفي بحماة سنة أربع وثمانين وست مائة وهو في التضمن الذي عاناه فضلاء المتأخرين آية وفي صحة المعاني والذوق اللطيف غاية لأنه يأخذ المعنى الأول ويحل تركيبه وينقله بألفاظه الأولى إلى معنى ثان حتى كأن الناظم الأول إنما أراد به المعنى الثاني وقد أكثر من ذلك حتى قال
* أطالع كل ديوان أراه
* ولم أزجر عن التضمين طيري
*
* أضمن كل بيت فيه معنى
* فشعري نصفه من شعر غيري
* ومما نقلته من خطه له في التضمين المذكور
* أهديته قدحا فإن أنصفته
* أوسعته بجماله تقبيلا
*
* نظمت به الصهباء در حبابها
* حتى يصير لرأسه إكليلا
* ونقلت منه أيضا
* لو أنك إذ شربناها كؤوسا
* ملئن من المدام الأرجواني
*
* حسبت سقاتها دارت علينا
* بأشربة وقفن بلا أواني
* ونقلت منه أيضا
* إن كان راووق المدامة عندما
* مات الأمير بكى بدمع قان
*
* فاليوم ينشد وهو يبكي عندما
* شرب المدامة من يد السلطان
*
* يا عين صار الدمع عندك عادة
* تبكين في فرح وفي أحزان
* ونقلت منه له
* قالوا فلان تولى نتف عارضه
* ليصبح الحسن عنه غير منتقل
*
* فقلت سد طريق الشعر يعجزه
* ومن يسد طريق العارض الهطل
* ونقلت منه له
* تعيب تحتي جوادا لا حراك به
* يكاد من همزه بالركض ينخذم
*
* فلا يغرك منه سنه غلطا
* إن الجواد على علاته هرم
*)
ونقلت منه له يهجو كحالا
* دعوا الشمس من كحل العيون فكفه
* تسوق إلى الطرف الصحيح الدواهيا
*
* فكم ذهبت من ناظر بسواده
* وخلت بياضا خلفها ومآقيا
* ونقلت منه له

149
* لو كنت في الحمام والحنا على
* أعطافه ولجسمه لألاء
*
* لرأيت ما يسبيك منه بقامة
* سال النضار بها وقام الماء
* ونقلت منه له في بركة ألقت الشمس عليها الشعاع
* لو كنت إذ أبصرتها فوارة
* للشمس في أمواهها لألاء
*
* لرأيت أعجب ما يرى في بركة
* سال النضار بها وقام الماء
* ونقلت منه له يرثي قدحا
* أيا قدحا قد صدع الدهر شمله
* فأصبح بعد الراح قد جاور التربا
*
* سأبكيك في وقت الصبوح وإنني
* سأكثر في وقت الغبوق لك الندابا
*
* وإن قطبت شمس المدام فحقها
* لأنك كنت الشرق للشمس والغربا
* ونقلت منه له في مليح كان عنده خصي انتقل إلى غيره
* يقول ويبدي للخصي اعتذاره
* برغبته في غيره واجتنابه
*
* رأيتك مخصيا فملت إلى الذي
* له فضلة عن جسمه في إهابه
* ونقلت منه له في فوازة
* لقد نزهت عيني أنابيب بركة
* تقابلني أمواهها بالعجائب
*
* أنابيب لجت في غلو كأنما
* تحاول ثأرا عند بعض الكواكب
* ونقلت منه له في عوادة
* جاءت بعود كلما لعبت به
* لعبت بي الأشجان والتبريح
*
* غنت فجاوبها ولم يك قبلها
* شجر الأراك مع الحمام ينوح
* ونقلت منه له
* يا ليلة قصرت بزورة غادة
* سفرت فأغنى وجهها عن بدرها
*
* حتى إذا خافت هجوم صباحها
* نشرت ثلاث ذوائب من شعرها
*)
ونقلت منه له
* وأهيف من البدر غصن قوامه
* عليه قلوب العاشقين تطير
*
* يدور عذاراه لتقبيل وجنة
* على مثلها كان الخصيب يدور
* ونقلت منه له
* ولم أنس قول الورد والنار قد سطت
* عليه فأمسى دمعه يتحدر
*
* وترفق فما هذي دموعي التي ترى
* ولكنها نفس تذوب فتقطر
* ونقلت منه له في جارية تحمل فانوسا

150
* يقول لها الفانوس لما بدت له
* وفي قلبه نار من الوجد تسعر
*
* خذي بيدي ثم اكشفي الثوب تنظري
* بي الضر إلا أنني أتستر
* ونقلت منه له
* وطرف تخط الأرض رجلاي فوقه
* إذا ما مشى ضاقت علي المنافس
*
* وما أنا إلا راجل فوق ظهره
* ولكنني فيما ترى العين فارس
* ونقلت منه له في مليح يشرب من بركة
* أفدي الذي أهوى بفيه شاربا
* من بركة راقت وطابت مشرعا
*
* أبدت لعيني وجهه وخياله
* فأرتني القمرين في وقت معا
* ونقلت منه
* طوبى لمرآة الحبيب فإنها
* حملت براحة غصن بان أينعا
*
* واستقبلت قمر السماء بوجهها
* فأرتني القمرين في وقت معا
* ونقلت منه له
* لم أنس قول الورد حين جنيته
* ودموعي خوف الحريق تراق
*
* لا تعجلوا في أخذ روحي فاصبروا
* فإليكم هذا الحديث يساق
* ونقلت منه له
* سقيت إليك من الحديقة وردة
* وأتتك قبل أوانها تطفيلا
*
* طمعت بلثمك إذ رأتك فجمعت
* فمها إليك كطالب تقبيلا
* ونقلت منه له في غير التضمين)
* وليلة بتها من ثغر حبي
* ومن كأسي إلى فلق الصباح
*
* أقبل أقحوانا في شقيق
* وأشربها شقيقا في أقاحي
* ونقلت منه له
* وليلة بت أسقى في غياهبها
* راحا تسل شبابي من يد الهرم
*
* ما زلت أشربها حتى نظرت إلى
* غزالة الصبح ترعى نرجس الظلم
* ونقلت منه له
* ألا رب يوم قد تقضى ببركة
* غدوت به فيما جرى متفكرا
*
* بعيني رأيت الماء فيها وقد هوى
* على رأسه من شاهق فتكسرا
* ونقلت منه له
* تأمل إلى الدولاب والنهر إذا جرى
* ودمعهما بين الرياض غزير
*

151
* كأن نسيم الروض قد ضاع منهما
* فأصبح ذا يجري وذاك يدور
* ونقلت منه له
* ونهر حالف الأهواء حتى
* غدت طوعا له في كل أمر
*
* إذا سرقت حلى الأغصان ألقت
* إليه بها فيأخذها ويجري
* ونقلت منه له
* كيف السبيل للثم من أحبيته
* في روضة للزهر فيها معرك
*
* ما بين منثور وناظر نرجس
* مع أقحوان وصفه لا يدرك
*
* هذا يشير بإصبع وعيون ذا
* ترنو إليه وثغر هذا يضحك
* ونقلت منه له
* أيا حسنها من روضة ضاع نشرها
* فنادت عليه في الرياض طيور
*
* ودولابها كادت تعد ضلوعه
* لكثرة ما يبكي بها ويدور
* ونقلت منه له
* لو كنت إذ نادمت من أحببته
* في روضة تسبي العقول وتفتن
*
* لرأيتها وعيونها من غيرة
* مني تفيض ووجهها يتلون
* ونقلت منه له)
* لو كنت تشهدني وقد حمي الوغى
* في موقف ما الموت عنه بمعزل
*
* لترى أنابيب القناة على يدي
* تجري دما من تحت ظل القسطل
* ونقلت منه له
* راقبت غفوة من أحب ولم أكن
* أدري بأن الريح من رقبائه
*
* حتى هممت بأن أقبل خده
* هبت وغطت وجهه بقبائه
* ونقلت منه له
* لي بستان كبير
* نجده أصبح غورا
*
* دارت الأيام حتى
* كبشه قد صار ثورا
* ونقلت منه له
* إني لأعجب في الوغى من فارس
* حارت دقائق فكرتي في كنهه
*
* أدى الشهادة لي بأني فارس ال
* هيجاء حين جرحته في وجهه
* ونقلت منه له يصف بحرة
* ولما احتمت منا الغزالة بالسما
* وعز على قناصها أن ينالها
*

152
* نصبنا شباك الماء في الأرض حيلة
* عليها فلم نقدر فصدنا خيالها
* ونقلت منه له في حجرة شهباء أهديت إليه
* أتتني الحجر الشهباء تزهى
* بحسن جل عن وصفي ونعتي
*
* وأرجو أن رسم الصرم يأتي
* لسعد منهما حظي وبختي
*
* فألبسه وأركبها جميعا
* فيصبح جودكم فوقي وتحتي
* ونقلت منه له
* للبركة الغراء في نقصانها
* عذر فجد بقبوله متصدقا
*
* لما أراد الماء يعلو أنشأت
* كفاك غيثا بالعطايا مغدقا
*
* لزم الثرى خجلا ولم يرفع له
* رأسا فلما غبت عنه تدفقا
* ونقلت منه وقد أهدي تفاحا وخشكنانجا
* يا أيها الملك الذي أوصافه
* كملت فلم تحتج إلى تتميم
*
* أفنيت ما فوق البسيطة كلها
* كرما يغطي فعل كل كريم)
* (ثم ارتقيت إلى السماء فجدت لي
* من أفقها بأهلة ونجوم
* ونقلت منه له وقد أذن له بالرجوع من البيكار مضمنا
* أذنت لي في رحيل لا أسر به
* ولا تلذ به روحي ولا بدني
*
* لأنني منك في عز وفي دعة
* وهكذا كنت في أهلي وفي وطني
* ونقلت منه له
* وحمائم قد قصرت عن سجعها
* فوق الغصون عبارة الخطباء
*
* كررن حرف الراء في أسجاعها
* لتغيظ منها واصل بن عطاء
*
* هو لم يطق بالراء نطقا وهي لم
* تنطق إذا خطبت بغير الراء
* ونقلت منه له
* يا جاعل الماء مثل الريح في عظم
* خفض مقالك إن القول ينتقد
*
* البحر والبحر لا تخفي مهابته
* للخوفي من سطوات الريح يرتعد
*
* وربما صرعته من مهابتها
* أما تراه على أشداقه الزبد
* ونقلت منه له
* انظر إلى الروضة الغناء حين بدت
* واعجب إذا الغيم فيها أسبل المطرا
*
* بينا تراه خيوطا عند ناظره
* حتى تراه على غدرانها إبرا
* ونقلت منه له

153
* زار الحمى فتعطرت أنفاسه
* شغفا بمن تصبو إليه الأنفس
*
* وأحب رؤيته فأنبت نرجسا
* إن الرياض عيونهن النرجس
* ونقلت منه له
* يا حسنه من قدح ثوبه
* يروق عيني وشيه المذهب
*
* رق إلى أن كاد من رقة
* يجري مع الخمرة إذ يشرب
* ونقلت منه له
* لما اقتنيت من الصوارم أعوجا
* يجري الفضاء بنهره المتموج
*
* جئت القفار وما حملت إداوة
* للماء من ثقتي بنهر الأعوج
* ونقلت منه له)
* وكأن أرغفة الخوان وحولها
* بقل يهش إليه نفس الآكل
*
* وجنات غيد صففت وجميعها
* يبدو به خط العذار الباقل
*
3 (بدر الدين ابن النحوية))
محمد بن يعقوب الشيخ الإمام النحوي الأديب بدر الدين ابن النحوية كان بحماة وله يد طولى في الأدب اختصر المصباح لبدر الدين ابن مالك في المعاني والبيان والبديع وسماه ضوء المصباح وهذه تسمية حسنة كما اختصر ابن سناء الملك كتاب الحيوان للجاحظ وسماه روح الحيوان وكما اختصر البرق الشامي وسمي سنا البرق وصنف العلامة قاضي القضاة تقي الدين أبو الحسن علي السبكي كتابا سماه النور في مسائل الدور واختصره فسماه قطب النور واختصرت أنا ديوان السراج الوراق وسميته لمع السراج وهذه مناسبات في تسمية المختصرات وشرح بدر الدين ابن النحوية ضوء المصباح في مجلدين وسماه إسفار الصباح عن ضوء المصباح وعندي في هذه التسمية شيء وهو أن الشروح ما توضع إلا لبيان الأصول وضوء الصباح إذا أسفر ذهب نور المصباح ولم يبن وشرح أيضا ألفية ابن معطي شرحا حسنا وسماه حرز الفوائد وقيد الأوابد أنشدني من لفظه الشيخ الإمام العلامة نجم الدين علي بن داود القحفازي الحنفي قال أنشدني شيخنا بدر الدين محمد ابن النحوية ما كتبه ارتجالا على قصيدة أحضرها بعض شعراء العصر يمدح صاحب حماة
* لا ينشدا هذا القريض متيم
* خودا يحاذر من أليم صدودها
*
* فتمله وتصده وتظنه
* أن قد أغار على فريد عقودها
* قلت لا يقال إلا حاذرت كذا ولا يقال إلا صد عنه إلا أن يكون حمل ذلك على المعنى ويكون أراد حاذرت بمعنى خفت وتصده بمعنى تجفوه وفي هذا ما فيه وقد كتبت إسفار

154
الصباح بخطي ووقفت فيه على مواضع غلط في التمثيل بها منها ما قلد غيره فيه ومنها ما استبد به وبلغني عن قاضي القضاة جلال الدين القزويني رحمه الله تعالى أنه قال اجتمعت ببدر الدين ابن النحوية في العادلية بدمشق وسألته عن قول أبي النجم
* قد أصبحت أم الخيار تدعي
* علي ذنبا كله لم أصنع
* في تقديم حرف السلب وتأخيره فما أجاب بشيء أو كما قال وقد تكلم على هذا البيت كلاما جيدا في إسفار الصباح والسبب في ذلك أن كل من وضع مصنفا لا يلزمه أن
يستحضر الكلام)
عليه متى طلب منه لأنه حالة التصنيف يراجع الكتب المدونة في ذلك الفن ويطالع الشروح فيحرر الكلام في ذلك الوقت ثم يشذ عنه
3 (كاتب سر دمشق))
محمد بن يعقوب هو القاضي ناصر الدين ابن الصاحب شرف الدين وسوف يأتي ذكر والده في حرف الياء إن شاء الله تعالى سألته عن مولده فقال تقريبا سنة سبع وسبع مائة بحلب وقال لي قرأت القرآن لأبي عمرو على الشيخ تاج الدين الرومي وعلى الشيخ إبراهيم الفتح وعلى القاضي فخر الدين ابن خطيب جبرين قال وقرأت التلقين لأبي البقاء والحاجبية وألفية ابن معطي على الشيخ علم الدين طلحة ثم القاضي فخر الدين ابن خطيب جبرين قال وحفظت تصريف ابن الحاجب وقرأت عليه قال وقرأت التنبيه للشيخ أبي إسحاق حفظا على القاضي فخر الدين المذكور وعلى الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني وقرأت المختصر لابن الحاجب حفظا وبحثا على الشيخ كمال الدين إلى العام والخاص والقاضي فخر الدين كاملا وحفظت نصف الحاصل قبل المختصر وبحثت على القاضي فخر الدين ثلاث سور من أول الكشاف وقرأت علوم الحديث للنووي على القاضي شمس الدين ابن النقيب وقرأت على أمين الدين الأبهري نصف التذكرة للنصير الطوسي في الهيئة وقرأت عليه رسائل الأسطرلاب وسمعت بعض البخاري على المزي وسمعت الموطأ على ابن النقيب وسنن أبي داود وأجزاء حديثية قال وسمعت على سنقر مملوك ابن الأستاذ في الرابعة حضورا وعلى الشيخ عز الدين ابن العجمي وأجاز لي الحجار وحججت مع والدي سنة عشرين وسبع مائة ولم أبلغ الحلم قلت وأذن له الشيخ كمال الدين بالإفتاء على مذهب الشافعي لما كان قاضيا بحلب وكان قد تولى في حياة والده نظر الخاص المرتجع عن العربان بحلب مدة تقارب ثمانية أشهر ثم نقل بذلك إلى كتابة الإنشاء بحلب ثم لما كان الأمير سيف الدين أرغون بحلب نائبا جعله من موقعي الدست وكان يحبه كثيرا ويقول له يا فقيه ويجلس عنده في الليل وتولى تدريس النورية والشعيبية بحلب في سنة ثمان وعشرين وسبع مائة وتولى تدريس الأسدية سنة أربع وأربعين وسبع مائة ورسم له بكتابة سر حلب عوضا عن القاضي شهاب الدين ابن القطب سنة تسع وثلاثين وسبع مائة وتولى قضاء العسكر بحلب تلك السنة ولم يزل بحلب إلى أن توفي تاج الدين ابن

155
الزين خضر بدمشق في أيام الأمير سيف الدين يلبغا اليحيوي فسير طلبه)
من الكامل أن يكون عنده بدمشق كاتب سر فرسم له بذلك فحضر إلى دمشق رابع عشر جمادى الأولى سنة سبع وأربعين وسبع مائة وطلع الناس وتلقوه من عز الدين طقطاي الدوادار والأمير سيف الدين تمر المهمندار والموقعين ولم أر أحدا دخل دخوله من كتاب السر إلى دمشق ورأيته ساكنا محتملا مداريا لا يرى مشاققة أحد ولا منازعته كثير الإحسان إلى الفقراء والمساكين يبرهم ويقضي حوائجهم ويكتب كتابة حسنة وينظم وينثر سريعا ويستحضر قواعد الفقه فروعا وأصولا وقواعد أصول الدين وقواعد الإعراب والمعاني والبيان والهيئة وقواعد الطبل ويستحضر من كليات الطب جملة ولي دمشق سنة ثمان وأربعين سمع صحيح مسلم على الشيخ محمد السلاوي وسمع سنن أبي داود على الشيخ شمس الدين محمد بن نباتة وعلى بنت الخباز وسمع عليها جملة من الأجزاء ومشيخة ابن عبد الدائم وغير ذلك وكتب إلي ونحن بمرج الغشولة صحبة الأمير سيف الدين يلبغا اليحيوي نائب الشام وقد وقع مطر كثير برعد وبرق
* كأن البرق حين تراه ليلا
* ظبي في الجو قد خرطت بعنف
*
* تخال الضوء منه نار جيش
* أضاءت والرعود فجيش زحف
* فكتبت الجواب
* يحاكي البرق بشرك يوم جود
* إذا أعطيت ألفا بعد ألف
*
* وصوت الرعد مثل حشا عدو
* يخاف سطاك في حيف وحتف
* فكتبت الجواب إلي
* لئن أوسعت إحسانا وفضلا
* وجدت بنظم مدح فيك لائق
*
* فهذا الفضل أخجل صوب سحب
* وهذا البشر أخجل بشر بارق
* وكتب هو إلي أيضا
* وكأن القطر في ساجي الدجى
* لؤلؤ رصع ثوبا أسودا
*
* فإذا ما قارب الأرض غدا
* فضة تشرق مع بعد المدى
* فكتبت أنا إليه الجواب
* ما مطرنا الآن في المرج سدى
* ورأينا العذر في هذا بدا
*
* نظر الجو لما تبذله
* فهو يبكي بالغوادي حسدا
*)
وكتب هو إلي أيضا
* طبق الجو بالسحاب صباحا
* ومطرنا سحا مغيثا وبيلا
*
* نسخ الري كل قحط ويبس
* بغمام أهدى لنا سلسبيلا
*
* ارتشفنا الرضاب منه فخلنا
* عن يقين مزاجه زنجبيلا
*

156
فكتبت أنا الجواب إليه
* جلت الأرض بعد يبس وقحط
* من بكاء الغمام وجها جميلا
*
* وتثني القضيب فيها رطيبا
* وتمشي النسيم فيها عليلا
*
* هكذا كل بلدة أنت فيها
* يجعل الغيث في حماها مسيلا
* فكتب هو الجواب إلي
* أوضح الله للبيان سبيلا
* بك يا أقوم المجيدين قيلا
*
* إن تثنى القضيب في الروض عجبا
* أو تبدي نضاره مستطيلا
*
* فبأقلامك المباهاة فخرا
* كل غصن رطب وحدا صقيلا
*
* ولئن زدت في ثنائي إني
* شاكر فضلك الجزيل طويلا
* وكتب هو إلي أيضا
* ليلة المرج خلتها ألف شهر
* زلزلت أرضنا من الرعد عصرا
*
* خامنا فيه كاد لولا رجال
* أمسكوه ينشق شفعا ووترا
*
* ويكاد العمود من شدة الري
* ح به أن ينحط وهنا وكسرا
* فكتبت أنا الجواب إليه
* لم تزلزل أرض بها أنت لكن
* رنحت عطفها بفضلك شكرا
*
* وكذاك الأطناب تثني وتدعو
* لك من تحتها فتهتز سكرا
*
* وعجيب من العواميد إذ لم
* تمس أوراقها بجودك خضرا
* فكتب الجواب هو إلي
* يا إماما له الفضائل تعزى
* وبليغا قولا ونظما ونثرا
*
* إن تفضلت بالثناء فإني
* بأياديك ما برحت مقرا
*
* إن أمنا الزلزال فهو يقينا
* رحمة تقتضي قياما وشكرا)
* (أنت للأرض طود فضل عظيم
* منعها تهتز طوعا وقسرا
*
* دمت في نعمة وفضل ومجد
* دائم ترتقي وهنيت عشرا
* وكنت مرة في خدمته ونحن على ضمير فاشتد علينا الحر وزاد فكتبت إليه
* رب يوم على ضمير تقضى
* فقطعناه في عنا وبلاء
*
* يتمنى الحرباء من شدة ألح
* ر لو انساب ضفدعا في الماء
* فكتب هو الجواب إلي

157
* يومنا في ضمير يوم كريه
* ما رأينا كحره في الفلاء
*
* كاد حرباؤه يموت حريقا
* من لظى شمسه على الصحراء
* وكتب هو إلي أيضا في المعنى
* يوما نزلنا على ضمير
* أوقد حر النهار ناره
*
* وصارت الشمس ذا التهاب
* وقودها الناس والحجارة
*
3 (ابن أخبار التركي))
محمد بن يلتكين بن أخبار بن عبد الله التركي القائمي أبو بكر اسمعه والده الكثير في صباه من أبي القاسم ابن بيان وأبي علي ابن نبهان وأبي الغنائم ابن النرسي وأبي علي ابن المهدي وأبي الغنائم ابن المهتدي وأبي طالب ابن يوسف وخلق من هذه الطبقة وخرج له الحافظ أبو نصر الحسن بن محمد اليونارتي الأصبهاني فوائد وحدث بنسخة الحسن بن عرفة عن ابن بيان سمعها منه أبو المظفر عبد الملك بن علي الهمذاني وابنه ببغداذ ثم تغرب عن بغداذ وسكن دهستان وكان فقيها فاضلا أديبا شاعران سمع منه المبارك ابن كامل الخفاف ومن شعره
* رحلت وقلبي بهم مولع
* فعيني لفرقتهم تدمع
*
* وحقهم ما التذذت الكرى
* ولا طاب لي بعدهم مضجع
*
* أقضي نهاري بذكراهم
* وأتبعه الليل لا أهجع
*
* وإني على حفظ ودي لهم
* تراهم على العهد أم ضيعوا
* ومنه
* أترى ما مضى من الأزمان
* عائدا بعد بعده عن عياني)
* (أم ترى من عهدت من أهل بغدا
* ذ على ما عهدت أم قد سلاني
* قلت شعر متوسط توفي سنة ست أو سبع وخمسين وخمس مائة
3 (أخو الحجاج))
محمد بن يوسف الثقفي أخو الحجاج توفي سنة مائة أو ما قبلها قدم أميرا على اليمن ولما قتل ابن الزبير بعث الحجاج بكفه إليه فعلقها بصنعاء وكان طاووس ووهب بن منبه يصلبان خلفه واستعمل طاووسا اليماني على الصدقات ثم قال له ارفع حسابك فقال له وأي حساب لك عندي أخذتها من الأغنياء ودفعتها إلى الفقراء وكان محمد يسب عليا رضوان الله عليه على المنبر ويأمر بذلك وأخذ حجرا المدني وكان رجلا صالحا فأقامه عند المنبر وقال سب أبا تراب فقال إن الأمير محمدا أمرني أن أسب عليا فالعنوه لعنه الله فتفرق الناس

158
على ذلك ولم يفهمها إلا رجل واحد وكان علي رضي الله عنه قال لحجر هذا كيف بك إذا قمت مقاما تؤمر فيه بلعنتي قال أويكون ذلك قال نعم سبني ولا تتبرأ مني وكان عمر بن عبد العزيز بن حيان بالحجاز والوليد بالشام وقرة بن شريك بمصر امتلأت بلاد الله جورا وقدم محمد من اليمن بهدايا عظيمة فأرسلت أم البنين إلى محمد أن أرسل إلي بالهدية فقال لا حتى يراها أمير المؤمنين فغضبت ورآها الوليد فبعث بها إليها فقالت لا حاجة لي بها فقد غصبها من أموال الناس وأخذها ظلما فسأله الوليد فقال معاذ الله فأحلفه بين الركن والمقام خمسين يمينا أنه ما ظلم أحدا ولا غصبه فأخذها الوليد وبعث بها إلى أم البنين ورجع محمد إلى اليمن فأصابه داء فتقطعت أمعاؤه وأعضاؤه ومات
3 (عروس الزهاد))
محمد بن يوسف بن معدان الأصبهاني الملقب بعروس الزهاد وهو من أجداد الحافظ أبي نعيم توفي سنة أربع وثمانين ومائة
3 (الفريابي))
محمد بن يوسف بن واقد أبو عبد الله الفريابي ولد سنة عشرين ومائة كان عالما زاهدا ورعا من الطبقة السادسة قال رأيت في المنام أني دخلت كرما فيه عنب فأكلت من عنبه كله إلا الأبيض فقصصت رؤياي على سفيان الثوري فقال تصيب من العلوم كلها إلا الفرائض فإنها جوهر العلم كما أن العنب الأبيض جوهر العنب وكان كما قال روى عن الثوري وغيره)
وروى عنه الإمام أحمد وغيره قال البخاري كان الفريابي من أفضل أهل زمانه وكان ثقة صدوقا مجاب الدعوة توفي سنة اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة ومائتين
3 (ابن الطباع المحدث))
محمد بن يوسف بن عيسى أبو بكر ابن الطباع قدم سر من رأى فنزل في البغويين فاجتمع الناس والمحدثون إليه فسمع محمد بن عبد الله بن طاهر الضوضاء فقال ما هذا قالوا كلام المحدثين عند ابن الطباع فكتب إليه يطلبه فكتب إليه أما بعد فأكرمك الله كرامة تكون لك في الدنيا عزا وفي الآخرة حرزا لم أتخلف عنك صيانة بل ديانة لأن العلم يؤتى ولا يأتي فلما قرأها محمد قال صدق ثم صار إليه هو وبنوه فحدثه عامة الليل ثم قام محمد وانصرف وقال لحاجبه سله ما يريد فقال ابن الطباع قل له يبعث لنا ما نتغطى به من البرد فأرسل إليه بمطرف خز يساوي خمس مائة دينار توفي سنة سبع وسبعين ومائتين

159
محمد بن يوسف بن معدان الثقفي الأصبهاني البناء الزاهد المجاب الدعوة جد والد أبي نعيم الحافظ لأمه له مصنفات في الزهد منها كتاب معاملات القلوب وكتاب الصبر وممن روى عنه أبو الشيخ توفي سنة ست وثمانين ومائتين وقد تقدم ذكر جده آنفا
3 (أبو الحسن الاخباري))
محمد بن يوسف بن أحمد بن الحسن الاخباري أديب شاعر سمع بأرجان أبا عبد الله محمد بن أحمد بن حبيب وبشيراز أبا زرعة أحمد بن الفضل الطبري وبمصر أبا محمد الحسن بن رشيق العسكري وأبا محمد عبد الله بن أحمد ابن محمود بن ثرثال وبالبصرة أبا القاسم علي بن أحمد المكي البزاز وسمع من أبي العباس أحمد بن محمد بن عقدة الكوفي وغيره وحدث بدمشق سنة تسع وتسعين وثلاث مائة ومن شعره
3 (الاستراباذي))
محمد بن يوسف بن حماد أبو بكر الاستراباذي كان عنده كتب أبي بكر ابن أبي شيبة عنه توفي سنة ثماني عشرة وثلاث مائة
3 (الفربري راوي البخاري))
محمد بن يوسف بن مطر بن صالح أبو عبد الله الفربري بفتح الفاء وكسرها وباء موحدة بين رائين سمع الصحيح من البخاري بفرير كان ثقة ورعا حدث عنه بالصحيح أبو علي سعيد)
بن السكن الحافظ بمصر سنة ثلاث وأربعين وهو أول من حدث عن الفربري توفي الفربري سنة عشرين وثلاث مائة
3 (القاضي أبو عمر البغداذي))
محمد بن يوسف بن يعقوب الأزدي مولاهم أبو عمر البغداذي القاضي توفي سنة عشرين وثلاث مائة ولد القاضي أبو عمر الأزدي سنة ثلاث وأربعين ومائتين وسمع الشيوخ ولقي العلماء لم يكن له نظير في الحكام عقلا وحلما وذكاء وتمكنا وإيجازا للمعاني الكثيرة في الألفاظ القليلة وصفه الخطيب بأوصاف جميلة من الجود والفضل والحياء والكرم والإحسان إلى القاضي والداني واستخلف لأبيه يوسف على القضاء بالجانب الشرقي من بغداذ وكان يحكم بين أهل مدينة المنصور رياسة وبين أهل الجانب الشرقي نيابة وصرف هو ووالده ثم تولى زمن المقتدر قضاء الجانب الشرقي من بغداذ وعدة نواح من السواد والشام والحرمين واليمن وغير ذلك ثم قلد قضاء القضاة
سنة سبع عشرة وثلاث مائة وحمل الناس عنه علما كثيرا من الحديث والفقه وصنف مسندا كبيرا ولم ير الناس ببغداذ أحسن من مجلسه كان يجلس للحديث وعن يمينه أبو القاسم ابن منيع وهو قريب من أبيه في السن والسند وعن

160
يساره ابن صاعد وأبو بكر النيسابوري بين يديه وسائر الحفاظ حول سريره وما عثروا عليه بخطإ قط لا في رواية الحديث ولا في أحكامه حضر عنده يوما ثوب يمان قيمته خمسون دينارا وعنده جماعة من أصحابه وشهوده الذين يأنس بهم فاستحسنوه فقال علي بالقلانسي ففصله قلانس على عددهم وقال لو استحسنه واحد منكم وهبته له فلما اشتركتم في استحسانه وجب قسمته بينكم وهو لا يقوم بملابسكم فجعلته قلانس لكم ورؤي في المنام بعد موته فقيل له ما فعل الله بك فقال أدركتني دعوة العبد الصالح إبراهيم الحربي وكانا قد اجتمعا في مكان فقال القاضي لغلامه ارفع نعلي إبراهيم في منديلك ففعل فلما قام الحربي قال القاضي لغلامه قدم نعلي إبراهيم فأخرجهما من المنديل فقال إبراهيم للقاضي رفع الله قدرك في الدنيا والآخرة أسند القاضي عن محمد بن الوليد ومحمد بن إسحاق الصاغاني وعثمان بن هشام بن دلهم وغيرهم وروى عنه الدارقطني ويوسف ابن عمر القواس وأبو القاسم ابن حبابة وآخرون
3 (ابن مرداس الشافعي))
)
محمد بن يوسف بن بشر بن النضر بن مرداس الفقيه الشافعي أحد الرحالين توفي في شهر رمضان سنة ثلاثين وثلاث مائة أو ما دونها
3 (أبو عمر الكندي))
محمد بن يوسف بن يعقوب بن حفص بن يوسف بن نصير أبو عمر الكندي مصنف تاريخ مصر توفي في شوال سنة خمسين وثلاث مائة تقريبا
3 (الحافظ أبو زرعة الكشي))
محمد بن يوسف بن محمد بن جنيد الحافظ أبو زرعة الجرجاني الكشي توفي سنة تسعين وثلاث مائة
3 (الكفرطابي))
محمد بن يوسف بن عمر أبو عبد الله ابن منيرة الكفرطابي نزيل شيراز توفي سنة ثلاث وخمسين وخمس مائة من شعره
* يا قوم خاب مطلبي
* لا واخذ الله أبي
*
* لأنه درسني
* أصناف علم الخطب
*
* وعنده أني بها
* أحوي جزيل النشب
*
* فما أفادتني سوى
* حرفة أهل الأدب
*
* وليته علمني
* صنعته وهو صبي
*
* الحاكة لا
* مسائل المقتضب
*

161
* تبا لدهر أصبحت
* صروفه تلعب بي
*
* كأنه وليدة
* لاهية باللعب
* وله كتاب في نقد الشعر وكتاب غريب القرآن وكتاب بحر النحو فيه نقض مسائل كثيرة على أصول النحويين ومن شعر الكفرطابي بيتان في كل كلمة منهما زاي
* تجاوزت أجواز المفاوز جازيا
* بأزرق غزته نزوع النواهز
*
* وزجيت بزلا كالجوازي مجهزا
* وأزجيت عزم الهبرزي المناجز
* ومن شعره في السيف
* ومهند تقفو المنون سبيله
* أبدا فكيف يقال ريب منون)
* (ترك المنايا في النفوس فرحن عن
* غبن وراح وليس بالمغبون
*
* لو أن سيفا ناطقا لتحدثت
* شفراته بسرائر وشجون
*
* وكأنما القدر المتاح مجسم
* في حده أو عزم عز الدين
* والكفرطابي هذا هو شيخ لأبي الثناء محمود بن نعمة بن أرسلان الشيرازي الآتي ذكره إن شاء الله تعالى في حرف الميم مكانه وقيل إن الكفرطابي قرأ على الطليطلي
3 (المنجم المغربي))
محمد بن يوسف المنجم قال ابن رشيق غلب عليه التنجيم وأورد له قوله
* لقد طبع الله الحسين بن عسكر
* على الخلق الفضفاض والكرم المحض
*
* فتى الدهر متلاف لكل ذخيرة
* سماحا وجودا سالم الدين والعرض
* وقوله
* لعمري لئن كنا حليفي صناعة
* لقد سبقت ريش الخوافي القوادم
*
* فقل للذي استهزا بنا في فعاله
* مقالي يقظان وعرضك نائم
*
* سيغسل عني الماء فعلك كله
* وقولي باق والعظام رمائم
*
* تدب على الأعضاء منه عقارب
* وتنفث في الأحشاء منه أراقم
*
* فإن كان ذا عرض تلوح كلومه
* فعندي ضمادات له ومراهم
* قلت هذا يشبه ما جرى ليزيد بن مفرغ لما هجا عبيد الله بن زياد وأمكنه الله منه ولم يمكنه يزيد بن معاوية من قتله ومكنه من عقوبته فسقاه نبيذا حلوا جعل فيه مسهلا فأسهل بطنه وطيف به وهو على تلك الحال وقرن معه هرة وخنزير فجعل يسلح والصبيان يتبعونه ويصيحون به

162
وألح عليه ما يخرج منه حتى أضعفه وسقط فقيل لعبيد الله لا نأمن أن يموت فأمر به أن يغسل فلما اغتسل قال
* يغسل الماء ما فعلت وقولي
* راسخ منك في العظام البوالي
* محمد بن يوسف بن علي بن أبي منصور الهمذاني أبو شجاع الفقيه الشافعي سكن بغداذ وأقام بالمدرسة النظامية وسمع ببغداذ أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبا القاسم زاهر بن طاهر الشحامي وغيرهما وحدث باليسير
3 (أبو الفتح الواعظ))
)
محمد بن يوسف بن محمد المطوعي أبو الفتح الواعظ من أهل بست قدم بغداذ حاجا وعقد بها مجلس الوعظ في كل جمعة بجامع السلطان قال الحافظ السلفي كان حسن الوعظ بالفارسية قليل البضاعة في العربية يحضر مجلسه الأتراك العسكرية وفيه تواضع زائد وكتب عني فوائد ثم رأيته بالأشتر من مدن الجبل
محمد بن يوسف بن أبي القاسم أبو المحاسن الشاشي قدم بغداذ ومدح بها جماعة ذكره الوراق الحظيري في زينة الدهر ومن شعره
* لا تحقرن أديبا راق رونقه
* من الفصاحة إما راح في سمل
*
* فالسكر العسكري الحلو من قصب
* والنرجس البابلي الغض من بصل
* وعارض قصيدة الفياض الهروي التي أولها السعي إلى في رضاك محال فقال يمدح برهان الدين عليا الغزنوي الواعظ
* المجد ماء وهو منك زلال
* والفضل ريح وهي منك شمال
*
* والنظم شهب وهي فيك ثواقب
* والشعر حر وهو فيك حلال
*
* والشبع إلا من يديك مجاعة
* والري إلا من ثراك محال
*
* والنجح إلا من نوالك خيبة
* والوعد إلا من لهاك مطال
*
* والبدر إلا من جبينك كاسف
* والبحر إلا من يمينك آل
*
* للمدح في أوصاف مجدك فسحة
* لا بل له مندوحة ومجال
*
* عنوان فضلك للمآثر حلة
* وطراز عقلك للعلى سربال
*
* ورواء بشرك للمناقب رونق
* وبهاء وجهك للعقول صقال
* منها
* خذها حديقة خاطر هي وردة
* في خد مجدك بل عليه خال
*
3 (المرسي الخطيب))
محمد بن يوسف بن سعادة أبو عبد الله المرسي مولى سعيد بن

163
نصر نزيل شاطبة كان عارفا بالآثار مشاركا في التفسير حافظا للفروع بصيرا باللغة مائلا إلى التصوف ذا حظ من علم الكلام فصيحا مفوها صنف كتاب شجرة الوهم المترقية إلى ذروة الفهم لم يسبق إلى)
مثله توفي سنة ست وستين وخمس مائة
3 (موفق الدين البحراني))
محمد بن يوسف بن محمد بن قائد موفق الدين الإربلي البحراني الشاعر كان بارع الأدب رائق الشعر لطيف المعاني قدم دمشق ومدح صلاح الدين وكان يعرف الهندسة وله اشتغال في الفلسفة توفي سنة خمس وثمانين وخمس مائة ومن شعره
3 (التاريخي الأندلسي))
محمد بن يوسف أبو عبد الله التاريخي الوراق الأندلسي ألف بالأندلس للحكم المستنصر كتابا في مسالك إفريقية وممالكها وألف في أخبار ملوكها وحروبهم والقائمين عليهم كتبا جمة وكذلك ألف أخبار تيهرت ووهران وسجلماسة وتنس ونكور والبصرة هناك وغيرها تواليف حسانا
3 (خواجا إمام صلاح الدين))
محمد بن يوسف بن أبي بكر الشيخ ضياء الدين أبو بكر الآملي الطبري المقرئ إمام السلطان صلاح الدين يعرف بخواجا إمام صلاح الدين توفي سنة ست مائة تقريبا
3 (الملك الأشرف عز الدين محمد))
محمد بن يوسف الملك الأشرف عز الدين ابن السلطان صلاح الدين توفي بحلب سنة خمس وست مائة
3 (ابن المنتجب الكاتب))
محمد بن يوسف بن محمد أبو عبد الله النيسابوري البغداذي الكاتب المعروف بابن المنتجب قرأ الأدب وكان أبوه صوفيا فنشأ له سعد الدين أبو عبد الله هذا وبرع في الخط وكان جماعة من الفضلاء يفضلون خطه على خط ابن البواب وكان ضنينا بخطه جدا توفي شابا سنة ثمان وست مائة قال محب الدين ابن النجار كتب إلي مرة رقعة في

164
حاجة سألنيها ثم أعاد إلي الرسول الذي أوصلها إلي يطلبها مني فامتنعت من ردها فألح علي كثيرا وردد الرسول مرارا حتى أضجرني فرددتها عليه وكان فيه بأو وكبر
3 (الحافظ الزكي البرزالي))
محمد بن يوسف بن محمد بن يداس بالياء آخر الحروف والدال المهملة المشددة والسين المهملة بعد الألف الحافظ الرحال زكي الدين أبو عبد الله البرزالي ذكر أن مولده تقريبا سنة)
سبع وسبعين وخمس مائة قدم دمشق سنة خمس وست مائة ثم رجع إلى مصر ثم رد إلى دمشق ورحل إلى خراسان وبلاد الجبل وسمع بأصبهان ونيسابور ومرو وهراة وهمذان وبغداذ والري والموصل وتكريت وإربل وحلب وحران وعاد إلى دمشق بعد خمس سنين واستوطنها وكتب بخطه عمن دب ودرج وأم بمسجد فلوس طرف ميدان الحصا وولي مشيخة مشهد عروة ولم يفتر عن السماح حدث بالكثير وتوفي سنة ست وثلاثين وست مائة
3 (أبو الفتح المقدسي))
محمد بن يوسف بن همام بن علي أبو الفتح المقدسي من أهل دمشق قدم بغداذ شابا سنة إحدى وثمانين وخمس مائة وسكنها إلى حين وفاته وتفقه على أبي الفتح ابن المني وسمع الحديث من جماعة الشيوخ في ذلك الوقت ثم انتقل إلى مذهب الشافعي وصحب عبد العزيز بن دلف الخازن وكان يناول الكتب بين يديه في خزانة الشريف الزيدي بتربة الجهة السلجوقية ويبيع الكتب وترك الاشتغال ثم ولي آخر عمره خزانة الكتب بالمدرسة النظامية وصار له رسم يأخذه كل سنة من صدقات الخليفة وأثرت حاله وكان متدينا حسن الطريقة متوددا إلى الناس توفي سنة ثلاث وثلاثين وست مائة ودفن بباب حرب وقد بلغ السبعين
3 (الرفاء البلنسي))
محمد بن يوسف الرفاء البلنسي أورد له أمية بن أبي الصلت في الحديقة قوله
* وإذا تنثني حولي غصون معاطف
* تأطر من حلي بروق سواجع
*
* وأرعى ثريا كل قرط خفوقه
* لقلبي وأما دره لمدامعي
* وأنشده بعض الفضلاء في الشمعة
* وناحلة صفراء لم تدر ما الهوى
* فتبكي لهجر أو لطول بعاد
*
* حكتني نحولا واصفرارا وحرقة
* وفيض دموع واتصال سهاد
* فزاد ذلك وقال
* صفراء لم تدر الهوى غير أنها
* رثت لي فباتت تسعد الوجد أجمعا
*
* حكتني نحولا واصفرارا وحرقة
* وخفقا وسقما واصطبارا وأدمعا
*

165
3 (الفخر الكنجي))
محمد بن يوسف بن محمد بن الفخر الكنجي نزيل دمشق عني بالحديث وسمع ورحل)
وحصل كان إماما محدثا لكنه كان يميل إلى الرفض جمع كتبا في التشيع وداخل التتار فانتدب له من تأذى منه فبقر جنبه بالجامع في سنة ثمان وخمسين وست مائة وله شعر يدل على تشيعه وهو
* وكان علي أرمد العين يبتغي
* دواء فلما لم يحس مداويا
*
* شفاه رسول الله منه بتفلة
* فبورك مرقيا وبورك راقيا
*
* وقال سأعطي الراية اليوم فارسا
* كميا شجاعا في الحروب محاميا
*
* يحب الإله والإله يحبه
* به يفتح الله الحصون كما هيا
*
* فخص بها دون البرية كلها
* عليا وسماه الوصي المؤاخيا
*
3 (ابن مسدي))
محمد بن يوسف بن موسى بن يوسف بن مسدي الحافظ أبو بكر الغرناطي الأزدي المهلبي سمع الكثير بالمغرب وديار مصر وصنف وانتقى على المشايخ وظهرت فضائله روى عن أبي محمد عبد الرحمن ابن الأستاذ الحلبي ومحمد بن عماد الحراني وخرج معجما لنفسه عمل تراجمه مسجوعة وهو سجع متمكن روى عنه الدارقطني وغيره وجاور بمكة وبها مات سنة ثلاث وستين وست مائة في شوال ولبس الخرقة من جده أبي موسى سنة اثنتين وست مائة ومن الأمين عبد اللطيف النرسي ولبسهم عن الشيخ عبد القادر وسمع سنة ثمان وبعدها بالأندلس ومن الفخر الفارسي بمصر وقد تكلم فيه فكان يدلس الإجازة وحكى أبو محمد الدلاصي عنه أنه غض من عائشة رضي الله عنها وقال الحافظ اليغموري ما نقمنا عليه إلا أنه كان يتكلم في عائشة وقال العفيف ابن المطري إنه يصاحب الزيدية ويداخلهم وقدموه لخطابة الحرم وأكثر كتبه بأيدي الزيدية وكان ينشئ الخطبة ببلاغة وفصاحة وله مصنفات كثيرة وله منسك كبير ضخم ذكر فيه المذاهب وحججها وأدلتها روى عنه أمين الدين عبد الصمد والعفيف ابن مزروع والرضي محمد بن خليل قال الشيخ شمس الدين رأيت له قصيدة طويلة تدل على التشيع ورأيت له مناقب الصديق مجلد وطالعت معجمة بخطه وفيه عجائب وتواريخ وتوفي سنة ثلاث وستين وست مائة
3 (السلطان ابن الأحمر))
محمد بن يوسف بن نصر السلطان أبو عبد الله بن الأحمر

166
الأرجوني صاحب الأندلس بويع)
سنة تسع وعشرين بأرجونة وهي بليدة بالقرب من القرطبة وكان سعيدا مدبرا مؤيدا حازما بطلا شجاعا ذا دين وعفاف هزم ابن هود ثلاث مرات ولم تكسر له راية قط وجاء الأذفونش وحاصر جيان عامين وأخذها بالصلح وعقدت بينهما الهدنة عام اثنين وأربعين فدامت عشرين سنة فعمرت البلاد حتى توفي في شهر رجب سنة اثنتين وستين وست مائة وتملك بعده ابنه محمد
3 (شهاب الدين التلعفري))
محمد بن يوسف بن مسعود بن بركة الأديب البارع شهاب الدين أبو عبد الله الشيباني التلعفري الشاعر المشهور ولد بالموصل سنة ثلاث وتسعين واشتغل بالأدب ومدح الملوك والأعيان وكان خليعا معاشرا امتحن بالقمار وكلما أعطاه الملك الأشرف شيئا قامر به فطرده إلى حلب فمدح العزيز فأحسن إليه وقرر له رسوما فسلك معه ذلك المسلك فنودي في حلب أي من قامر مع الشهاب التلعفري قطعنا يده فضاقت عليه الأرض فجاء إلى دمشق ولم يزل يستجدي ويقامر حتى بقي في أتون ثم في الآخر نادم صاحب حماة توفي سنة خمس وسبعين وست مائة أنشدني من لفظه القاضي شهاب الدين أحمد بن غانم ورشيد الدين يوسف بن أبي البيان كلاهما قال أنشدنا المذكور من لفظه لنفسه بحماة وفيها توريات حسنة
* جريت بحمراء الكميت إلى الشقرا
* مقر الهوى حسنا وأعرضت عن مقرا
*
* ولم أخل بالخلخال أعمال كاسها
* وأثبت في تاريخ ما سرني سطرا
*
* وأبصرت ما بين الميادين سائلا
* فلم أر إلا أن أقابله نهرا
*
* ولا سيما والروض من حوله له
* بساط وقد مد النسيم له نشرا
*
* فلله أيام تولت بجانبي
* يزيد فقد كانت ببهجتها العمرا
*
* وما كان مقصودي يزيد وبرده
* ولكن قصدي كان أن أنظر الزهرا
* وأنشدني من لفظه شهاب الدين أحمد بن غانم بالسند المذكور له
* وإذا الثنية أشرقت وشممت من
* نفس الحمى أرجا كنشر عبير
*
* سل هضبها المنصوب أين حديثها ال
* مرفوع عن ذيل الصبا المجرور
*

167
ونقلت من خط الفاضل علي الوداعي
* ولقد وقفت على الثنية سائلا
* عما أشار به فتى شيبان)
* (فروت أحاديث الحمى عن عامر
* وحديث روض السفح عن أبان
* وقال التلعفري أيضا
* أيطرق في الدجى منكم خيال
* وطرفي ساهر هذا محال
*
* سقت أيامنا بأراك حزوي
* وهاتيك الربى سحب ثقال
*
* منازل للصبي ما زال شملي
* له فيها بمن أهوى اتصال
*
* دموعي بعدها دال وميم
* على خدي لها ميم ودال
* وقال أيضا
* حتام أرفل في هواك وتغفل
* وإلام أهزل من جفاك وتهزل
*
* يا مضرما في مهجتي بصدوده
* حرقا يكاد لهن يذبل يذبل
*
* القلب دل عليك أنك في الدجى
* قمر السماء لأنه لك منزل
*
* هب أن خدك قد أصيب بعارض
* ما بال صدغك راح وهو مسلسل
*
* قسما بحاجبك الذي لم ينعقد
* إلا أرانا السبي وهو محلل
*
* وبما بثغرك من سلافة ريقه
* عذبت فقيل هي الرحيق السلسل
*
* لولا مقبلك المنظم عقده
* ما بات من يهواك وهو مقبل
*
* حزني وحسنك إن لغا من لامني
* ونحوت هجري مجمل ومفصل
*
* لو كنت في شرع المحبة عادلا
* يا ظالمي ما كنت عني تعدل
*
* وأما عجيب أن دمعي معرب
* عن سر ما أخفيه وهو المهمل
*
* أضحى ويا لك من عناء هاتكا
* ستر الهوى وعليه أصبح يسبل
*
* يا آمري بسلوه ليغرني
* إن السلو كما تقول لأجمل
*
* لكن يعز خلاص قلب متيم
* تركته أيدي الهجر وهو مبلبل
*
* هيهات كلا لا نجاة لمن غدا
* من جسمه في كل عضو مقتل
* فأنشد قبيل موته وهو آخر شعره رحمه الله تعالى
* إذا ما بات من ترب فراشي
* وبت مجاور الرب الرحيم
*

168
* فهنوني أصيحابي وقولوا
* لك البشرى قدمت على كريم
* وقال أيضا من أبيات)
* طيف غنيت به عن شيم بارقة
* وعن تلقي صبا مسكية النفس
*
* أراحني من مواعيد مزخرفة
* أجريت منهن آمالي على يبس
*
* فبت في نعمة لليل سابغة
* ممتعا باللمى والثغر واللعس
*
* أردد الطرف في خد نضارته
* وقف على مستق منها ومقتبس
*
* خد متى قلت إن الورد يشبهه
* قال الجمال تأمل ذا وذا وقس
* وقال أيضا
* لم أنس ليلة زرتها في غفلة
* من كاشح ومراقب وحسود
*
* فضممت منها غصن بان أهيف
* مترنح من بانة مقدود
*
* ولثمت ثغرا واحياي وخجلتي
* إن قلت مثل اللؤلؤ المنضود
*
* فشكرت صمت خلاخل وأساور
* وشكوت نطق مخانق وعقود
* وقال أيضا
* في ثغره والقوام اللدان ألف غنى
* عن أبرق الحزن بل عن بانة الوادي
*
* سبحان مطلع بدر التم منه على
* غصن رطيب من الأغصان مياد
*
* سكرت من نشوة في مقلتيه صحا
* منها وزاد ضلالي وجهه الهادي
*
* ما ضرني ما أقاسي فيه من سقم
* ومن ضني لو غدا من بعض عوادي
* وقال أيضا
* يا نقي الخد الذي لم يزل في
* ه اجتماع لحمرة وبياض
*
* لك وعد مستقبل حال قسرا
* دونه سيف مقلتيك الماضي
* وقال أيضا
* إن كان يرضيك بأن أبقى كذا
* رهن الصبابة والغرام فحبذا
*
* سهل بكم هذا السقام وهين
* في حبكم ما ألتقيه من الأذى
*
* يا عاذلي ما العذل ضربة لازب
* لفتى عليه غدا الهوى مستحوذا
*
* لي لا لك القلب المشوق وأدمعي
* لا دمعك الجاري فمن يصغي إذا
*
* بي شادن لا قيض الله الذي
* أبلى به من أسره لي مأخذا
*
* ليلي لون الشعر صبحي السنا
* خوطي لين القد مسكي الشذا)
* (لو قابل القمر المنير وقيل لي
* هذاك أم هذا الهلال لقلت ذا
*

169
* يا من له خد غدا متنزها
* ياقوته عن أن يكون زمرذا
* وقال أيضا
* أي دمع من الجفون أساله
* إذ أتته مع النسيم رساله
*
* حملته الرياح أسرار عرف
* أودعتها السحائب الهطاله
*
* يا خليلي وللخليل حقوق
* واجبات الأحوال في كل حاله
*
* سل عقيق الحمى وقل إذ تراه
* خاليا من ظبائه المختاله
*
* أين تلك المراشف العسليا
* ت وتلك المعاطف العساله
*
* وليال قضيتها كلآل
* بغزال تغار منه الغزاله
*
* بابلي الألحاظ والريق والأل
* فاظ كل مدامة سلساله
*
* من بني الترك كلما جذب القو
* س رأينا في برجه بدر هاله
*
* يقطع الوهم حين يرمي ولا يد
* رى يداه أم عينه النباله
*
* قلت لما لوى ديون وصالي
* وهو مثر وقادر لا محاله
*
* بيننا الشرع قال سربي فعندي
* من صفاتي لكل دعوى دلاله
*
* وشهودي من خال خدي وقدي
* فشهود معروفة بالعدالة
*
* أنا وكلت مقلتي في دم الخل
* ق فقلت قبلت هذي الوكالة
* وفيه يقول شهاب الدين ابن العزازي يهجوه
* ما يقول الهاجون في شيخ سوء
* راجح الجهل ناقص المقدار
*
* شان تلعفرا فأضحت به أل
* أم أرض نعم وأخبث دار
*
* ذو محيا في غاية القبح لم ير
* خ عليه الحياء فضل خمار
*
* فلكم جاء لابسا ثوب عاب
* ولكم راح ساحبا ثوب عار
*
* بين ميمي مهانة ومساو
* ثم قافي قيادة وقمار
* هذا على أن العزازي مدحه بموشحة مليحة ولكن هذه العادة جارية بين أهل كل عصر وفي ترجمة علي بن عثمان السليماني له قصيدة ذكرتها هناك وهي التي أولها
* هذا العذول عليكم ما لي وله
* أنا قد رضيت بذا الغرام وذا الوله
*)
وأما الموشحة التي للعزازي يمدح التلعفري فهي قوله
* بات طرفي يتشكى الأرقا
* وتوالت أدمعي لا ترتقي
* ليت أيامي ببانات اللوى غفلت عنها ليالات النوى

170
عاذلاتي باعتلاقي بالهوى كيف سلواني وقلبي والجوى
* أقسما في الحب لن نفترقا
* وجفوني أقسمت لا تلتقي
* ولقد همت بذي قد نضر قامة البانة منه تنهصر ذي رضاب بارد الظلم خصر في فؤادي منه نار تستعر
* رشأ قلبي به قد علقا
* جل من صوره من علق
* سال في سالفه المسك فنم وشذا المسك أبى أن يكتتم أحور صحيح عينيه السقم مذ تبدى وتثنى وابتسم
* خلته بدرا على غصن نقا
* باسما عن أنفس الدر نقي
* ساد بالدل وفرط الخفر سانحات الظبيات العفر مثلما فاق فتى التلعفري قالة الشعر بوشي الحبر
* أريحي خص لما خلقا
* بسخا النفس وحسن الخلق
* شاعر فاق فحول الشعرا بقواف مثل إطراق الكرى باسمات يجتلي منها الورى)
ثغرا يبسم أو زاهرا يرى
* كلما لاح سناها مشرقا
* سجد الغرب لفضل المشرق
* شيمة أصفى من الراح الشمول همة أوفت على العلياء طول نبعة جرت على النجم الذيول دوحة طابت فروعا وأصول
* سح جود في ذراها ورقا
* فكساها يانعات الورق
* أيها الموفي على عهد الزمن

171
كرما محضا وفضلا ومنن حاكه الخادم من غير ثمن جالب الوشي لصنعاء اليمن
* فاستمعها زادك الله بقا
* مدحة لم يحكها ابن بقي
* فأجابه شهاب الدين التلعفري عن ذلك بقوله وهو في غير الروي لكنه من مادته
* كيف يروي ما بقلبي من ظما
* غير برق لائح من إضم
* إن تبدي لك بان الأجرع وأثيلات النقا من لعلع يا خليلي قف على الدار معي وتأمل كم بها من مصرع
* واحترز واحذر فأحداق الدمى
* كم أراقت في رباها من دم
* حظ قلبي في الغرام الوله فعذولي فيه ما لي وله حسبي الليل فما أطوله لم يزل آخره أوله
* في هوى أهيف معسول اللمى
* ريقه كم قد شفى من ألم
* سائلي عن أحمد مما حوى)
من خلال هي للداء دوا ما سواه وهو يا صاح سوا ناشر من كل فن ما انطوى
* بحر آداب وفضل قد طمى
* فاخش من آذيه الملتطم
* العزازي الشهاب الثاقب شكره فرض علينا واجب فهو إذ تبلوه نعم الصاحب سهمه في كل فن صائب
* جائل في حلبة الفضل كما
* جال في يوم الوغى شهم كمي
* شاعر أبدع في أشعاره ومتى أنكرت قولي باره لو جرى مهيار في مضماره

172
والخوارزمي في آثاره
* قلت عودا وارجعا من أنتما
* ذا امرؤ القيس إليه ينتمي
*
3 (شمس الدين الجزري))
محمد بن يوسف شمس الدين الجزري الخطيب كان عالما بالأصول وصنف فيه وله شرح لطيف على ألفية ابن مالك واشتغل على شمس الدين الأصبهاني شارح المحصول في العقليات ودرس بالشريفية وبالغربة بمصر وانتفع الناس به وكان حسن الصورة كريم الأخلاق تولى الخطابة بجامع ابن طولون وبالقلعة أنشدني من لفظه الشيخ أثير الدين لشمس الدين الجزري
* سل عن أحاديث أشواقي إذا خطرت
* رسل النسيم فقد أودعتها لمعا
*
* واستوضح البارق النجدي عن نفسي
* بعد النوى فسيحكية إذا لمعا
*
* واستمل من طير غصن البان بث جوى
* أخفيته فسيمليه إذا سجعا
*
* ومذ رمتنا النوى والله ما هدأت
* أشجان قلبي وطرفي قط ما هجعا
*
* وليس يمسك من بعد النوى رمقي
* إلا أماني قلبي أن نعود معا
*))
3 (أمين الدين ابن القباقبي))
محمد بن يوسف بن محمد الشاب أمين الدين ابن الرئيس مجد الدين القباقبي الأنصاري الدمشقي الكاتب بديوان الجيش كان مليح الصورة لطيف الشمائل عاقلا عاش ستا وعشرين سنة وتوفي سنة أربع وثمانين وست مائة رثاه الشيخ نجم الدين القحفازي النحوي بقصيدة أولها
* أسعدي يا حمام قلبا عميدا
* لدروس الفراق أمسى معيدا
*
3 (بهاء الدين البرزالي))
محمد بن يوسف ابن الحافظ زكي الدين محمد بن يوسف بن محمد بن يداس الشيخ الإمام العالم المرتضى بهاء الدين أبو الفضل ابن أبي الحجاج ابن البرزالي الإشبيلي الأصل الدمشقي الشافعي ولد سنة ثمان وثلاثين وأحضره والده على جماعة منهم السخاوي وابن الصلاح وكريمة وعتيق السلماني والمخلص ابن هلال والتاج ابن أبي جعفر ومحاسن الجوري والمرجى ابن شقيرة ثم توفي والده شابا وخلفه وله خمسة أعوام فربي في حجر جده الإمام علم الدين القاسم بن أحمد اللورقي وقرأ عليه القرآن
وشيئا من النحو وكتب الخط المنسوب وبرع فيه ونسخ جملة من الكتب وأجاز له طائفة من شيوخ بغداذ ومصر والشام وقرأ عليه ولده الحافظ أبو محمد القاسم شيئا كثيرا منها الكتب الستة بالإجازات وحدث بدمشق

173
ومصر والحجاز وبرع في كتابة الشروط وكتب الحكم للقضاة ورزق حظوة من التصون والديانة والتقوى والتعبد وتوفي سنة تسع وتسعين وست مائة
محمد بن يوسف محيي الدين المقدسي المصري النحوي توفي سنة ثلاث وسبع مائة
3 (الذهبي الإربلي))
محمد بن يوسف بن يعقوب بن أبي طاهر الإربلي ثم الدمشقي الذهبي ولد سنة أربع وعشرين وست مائة وأجاز له أبو محمد ابن البن وجماعة وسمع من ابن المسلم المازني وأبي نصر ابن عساكر وابن الزبيدي وابن اللتي وابن مكرم والزكي البرزالي وعدة وخرجت له مشيخة وذيل عليها الشيخ شمس الدين وكان مكثرا وسمع السنن الكبير للبيهقي سنة اثنتين وثلاثين على المرسي وكان شيخا عاميا سقط من السلم فمات لوقته في رمضان سنة أربع وسبع مائة وتفرد بأشياء))
3 (ابن المهتار))
محمد بن يوسف بن محمد بن المهتار المصري العدل الجليل ناصر الدين أبو عبد الله ابن الشيخ مجد الدين المصري ثم الدمشقي الشافعي سمع من ابن الضلاح والمرجى ابن شقيرة ومكي ابن علان وجماعة وأجاز له ظافر بن شحم وابن المقير وتفرد بأجزاء وكان نقيب قاضي القضاة إمام الدين القزويني مولده سنة سبع وثلاثين وست مائة وتوفي سنة خمس عشرة وسبع مائة
3 (ابن سعد الملك جمال الدين))
محمد بن يوسف بن نحرير جمال الدين المعروف بابن سعد الملك الأسواني المولد والدار الطنبذي المحتد قال الفاضل كمال الدين جعفر الأدفوي كان فقيها حفظ الوجيز فاضلا أديبا رئيسا ورزق عشرة أولاد وسماهم بأسماء الصحابة العشرة رضي الله عنهم وكان شجاعا مقداما غيورا وله في ذلك حكايات توفي بأسوان بعد الستين وست مائة وقفت له على مقامة كتبها لبعض الأمراء يصف فيها الجوارح والخيل منها في مدح الأمير الممدوح قوله من أضحت نعمه سوارح واستعبدت رياسته القلوب والجوارح وأصبح لبها للمجد مقرا ولغرائب الثناء والسودد مستقرا ومنها إنه خرج يوما مع الناس وقد وصلوا برهم بإيناس كل منهم يهتز للأكرومه ويأوي إلى شرف أرومه على خيل مسومه مثقفة مقومه ما بين جون وأدهم أذكى من فارسه وأفهم إذا زاغ عن سنان أو انعطف لعنان ظننته عتد مواصله أو انفضل عن مفاصله وأشقر كالطراف عبل الأطراف ينهب كريم له سالفة ريم كأنما خلق من عقيق أو تردى برداء من شقيق إن أوردته الطراد أوردك المراد وكميت كالطود ذي وظيف كذراع العود يلطم الأرض بزبر وينزل من السماء بخبر وهملاج أشهب

174
إن زجرته ألهب أديمه روضة بهار ينظر من ليل في نهار ينساب انسياب الأيم ويمر مرور الغيم لا ينبه النائم إذا عبر به ولا يحرك الهوى في مسربه أخفى وطأ من الطيف وأوطأ ظهرا من مهاد الصيف قال فلم يزل بنا المسير وكل منا طاعة صاحبه أسير إلى أن قصدنا واديا كان لعيوننا باديا فما قطعنا منه عرضا حتى أتينا أرضا كأنما فرش قرارها بزبرجد وصيغت أنوارها من لجين وعسجد وقد وفرت فيها السحاب دموعها وأحسنت في قيعانها جمعها نسيمها سقيم وماؤها مقيم فهي تهدي للناشق أنفاس المعشوق)
للعاشق ومنها في وصف كلب ذو خطم مخطوف ومخلب كصدغ معطوف غائب الحصر حاضر النصر له طاعة التهذيب واختلاس ذيب وتلفت مريب وحذاقة تدريب له من الطرف أوراكه ومن الطرف إدراكه ومن الأسد صولته وعراكه إذا طلب فهو منون وإذا انطوى فهو نون
3 (العلامة أثير الدين أبو حيان))
محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الشيخ الإمام الحافظ العلامة فريد العصر وشيخ الزمان وإمام النحاة أثير الدين أبو حيان الغرناطي قرأ القرآن بالروايات وسمع الحديث بجزيرة الأندلس وبلاد إفريقية وثغر الإسكندرية وديار مصر والحجاز وحصل الإجازات من الشام والعراق وغي ذلك واجتهد وطلب وحصل وكتب وقيد ولم أر في أشياخي أكثر اشتغالا منه لأني لم أره إلا يسمع أو يشتغل أو يكتب ولم يكتب ولم أره على غير ذلك وله إقبال على الطلبة الأذكياء وعنده تعظيم لهم نظم ونثر وله الموشحات البديعة وهو ثبت فيما ينقله محرر لما يقوله عارف باللغة ضابط لألفاظها وأما النحو والتصريف فهو إمام الدنيا فيهما لم يذكر معه في أقطار الأرض غيره في العربية وله اليد الطولى في التفسير والحديث والشروط والفروع وتراجم الناس وطبقاتهم وتواريخهم وحوادثهم خصوصا المغاربة وتقييد أسمائهم على ما يتلفظون به من إمالة وترخيم وترقيق وتفخيم لأنهم مجاورو بلاد الفرنج وأسماؤهم قريبة وألقابهم كذلك كل ذلك قد جوده وقيده وحرره والشيخ شمس الدين الذهبي له سؤالات سأله عنها فيما يتعلق بالمغاربة وأجابه عنها وله التصانيف التي سارت وطارت وانتشرت وما انتثرت وقرئت ودريت ونسخت وما فسخت أخملت كتب الأقدمين وألهت المقيمين بمصر والقادمين وقرأ الناس عليه وصاروا أئمة وأشياخا في حياته وهو الذي جسر الناس على مصنفات الشيخ جمال الدين ابن مالك رحمه الله ورغبهم في قراءتها وشرح لهم غامضها وخاض بهم لججها وفتح لهم مقفلها وكان يقول عن مقدمة ابن الحاجب رحمه الله تعالى هذه نحو الفقهاء والتزم أن لا يقرئ أحدا إلا إن كان في سيبويه أو في التسهيل لابن مالك

175
أو في تصانيفه ولما قدم البلاد لازم الشيخ بهاء الدين ابن النحاس رحمه الله كثيرا وأخذ عنه كتب الأدب وهو شيخ حسن العمة مليح الوجه ظاهر اللون مشربا حمرة منور الشيبة كبير اللحية مسترسل الشعر فيها لم تكن كثة عبارته فصيحة لغة الأندلس يعقد القاف قريبا من الكاف على)
أنه ينطق بها في القرآن فصيحة وسمعته يقول ما في هذه البلاد من يعقد حرف القاف وكان له خصوصية بالأمير سيف الدين أرغون الدوادار الناصري نائب السلطان بالممالك الاسلامية ينبسط معه ويبيت عنده ولما توفيت ابنته نضار طلع إلى السلطان الملك الناصر وسأل منه أن يدفنها في بيتها داخل القاهرة فأذن له في ذلك وسيأتي ذكرها إن شاء الله تعالى وكان أولا يرى رأي الظاهرية ثم إنه تمذهب للشافعي رضي الله عنه وتولى تدريس التفسير بالقبة المنصورية والإقراء بالجامع الأقمر وقرأت عليه الأشعار الستة والمقامات الحريرية وحضرها جماعة من أفاضل الديار المصرية وسمعوها بقراءتي عليه وكان بيده نسخة صحيحة يثق بها وبيد الجماعة قريب من اثنتي عشرة نسخة وإحداهن بخط الحريري ووقع منه ومن الجماعة في أثناء القراءة فوائد ومباحث عديدة وقال لم أر بعد ابن دقيق العيد أفصح من قراءتك ولما وصلت المقامة التي أورد الحريري فيها الأحاجي قال ما أعرف مفهوم الأحجية المصطلح عليها بين أهل الأدب فأخذت في إيضاح ذلك وضرب الأمثلة له فقال لي لا تتعب معي فإني تعبت مع نفسي في معرفة ذلك كثيرا وما أفاد ولا ظهر لي وهذا في غاية الإنصاف منه والعدالة لاعترافه لي في ذلك الجمع وهم يسمعون كلامه بمثل ذلك وقرأت عليه أيضا سقط الزند لأبي العلاء وقرأت عليه بعض الحماسة لأبي تمام الطائي ومقصورة ابن دريد وغير ذلك وسمعت من لفظه كتاب تلخيص العبارات بلطيف الإشارات في القراءات السبع لابن بليمة وسمعت عليه كتاب الفصيح لثعلب بقراءة القاضي شهاب الدين ابن فضل الله بالقاهرة وسمعت من لفظه خطبة كتابه المسمى ب ارتشاف الضرب من لسان العرب وانتقيت ديوانه وكتبته وسمعته منه وسمعت من لفظه ما اخترته من كتابه مجاني الهصر وغير ذلك أنشدني من لفظه لنفسه
* سبق الدمع بالمسير المطايا
* إذ نوى من أحب عني نقله
*
* وأجاد السطور في صفحة الخ
* د ولم لا يجيد وهو ابن مقله
* وأنشدني أيضا في صفات الحروف
* أنا هاو لمستطيل أغن
* كلما اشتد صارت النفس رخوه
*
* أهمس القول وهو يجهر سبي
* وإذا ما انخفضت أظهر علوه
*
* فتح الوصل ثم أطبق هجرا
* بصفير والقلب قلقل شجوه)
* (لان دهرا ثم اغتدى ذا انحراف
* وفشا السر مذ تكررت نحوه
* وأنشدني أيضا لنفسه
* يقول لي العذول ولم أطعه
* تل فقد بدا للحب لحيه
*

176
* تخيل أنها شانت حبيبي
* وعندي أنها زين وحليه
* وأنشدني أيضا لنفسه
* شوقي لذاك المحيا الزاهر الزاهي
* شوق شديد وجسمي الواهن الواهي
*
* أسهرت طرفي ودلهت الفؤاد هوى
* فالطرف والقلب مني الساهر الساهي
*
* نهبت قلبي وتنهى أن يبوح بما
* يلقاه واشوقه للناهب الناهي
*
* بهرت كل مليح بالبهاء فما
* في النيرين شبيه الباهر الباهي
*
* لهجت بالحب لما أن لهوت به
* عن كل شيء وويح اللاهج اللاهي
* وأنشدني أيضا لنفسه
* راض حبيبي عارض قد بدا
* يا حسنه من عارض رائض
*
* وظن قوم أن قلبي سلا
* والأصل لا يعتد بالعارض
* أنشدني أيضا لنفسه موشحة
* إن كان ليل داج وخاننا الإصباح
* فنورها الوهاج يغني عن المصباح
*
* سلافة تبدو
* كالكواكب الأزهر
*
* مزاجها شهد
* وعرفها عنبر
*
* يا حبذا الورد
* منها وإن أسكر
*
* قلبي بها قد هاج فما تراني صاح
* عن ذلك المنهاج وعن هوى يا صاح
*
* وبي رشا أهيف
* قد لج في بعدي
*
* بدر فلا يخسف
* منه سنا الخد
*
* بلحظه المرهف
* يسطو على الأسد
*
* كسطوة الحجاج في الناس والسفاح
* فما ترى من ناج من لحظه السفاح
*
* علل بالمسك
* قلبي رشا أحور
*
* منعم المسك
* ذو مبسم أعطر)
* (رياه كالمسك
* وريقه كوثر
*
* غصن على رجراج طاعت له الأرواح
* فحبذا الآراج إن هبت الأرواح
*
* مهلا أبا القاسم
* على أبي حيان
*
* ما إن له عاصم
* من لحظك الفتان
*
* وهجرك الدائم
* قد طال بالهيمان
*
* فدمعه أمواج وسره قد لاح
* لكنه ما عاج ولا أطاع اللاح
*

177
* يا رب ذي بهتان
* يعذل في الراح
*
* وفي هوى الغزلان
* دافعت بالراح
*
* وقلت لا سلوان
* عن ذاك يا لاحي
*
* سبع الوجوه والتاج هي منية الأفراح
* فاخترلي يا زجاج قمصال وزوج أقداح
* وأنشدني من لفظه أيضا لنفسه يعارض شمس الدين محمد بن العفيف التلمساني
* عاذ لي في الأهيف الانس
* لو رآه كان قد عذرا
*
* رشا قد زانه الحور
* غصن من فوقه قمر
*
* قمر من سحبه الشعر
* ثغر في فيه أم درر
*
* جال بين الدر واللعس
* خمرة من ذاقها سكرا
*
* رجة بالردف أم كسل
* ريقة بالثغر أم عسل
*
* وردة بالخد أم خجل
* كحل بالعين أم كحل
*
* يا لها من أعين نعس
* جلبت لناظري سهرا
*
* مذ نأى عن مقلتي سني
* ما أذيقا لذة الوسن
*
* طالما ألقاه من شجني
* عجبا ضدان في بدني
*
* بفؤادي جذوة القبس
* وبعيني الماء منفجرا
*
* قد أتاني الله بالفرج
* إذ دنا مني أبو الفرج
*
* قمر قد حل في المهج
* كيف لا يخشى من الوهج
*
* غيره لو صابه نفسي
* ظنه من حره شررا
*
* نصب العينين لي شركا
* فانثنى والقلب قد ملكا)
* (قمر أضحى له فلكا
* قال لي يوما وقد ضحكا
*
* أنت جئت في أرض أندلس
* نحو مصر تعشق القمرا
* والموشحة التي لشمس الدين محمد التلمساني في هذا الوزن هي
* قمر يجلو دجى الغلس
* بهر الأبصار مذ ظهرا
*
* آمن من شبهة الكلف
* ذبت في حبيه بالكلف
*
* لم يزل يسعى إلى تلفي
* بركاب الدل والصلف
*

178
* آه لولا أعين الحرس
* نلت منه الوصل مقتدرا
*
* يا أميرا جار مذ وليا
* كيف لا ترثي لمن بليا
*
* فبثغر منك قد جليا
* قد حلا طعما وقد حليا
*
* وبما أوتيت من كيس
* جد فما أبقيت مصطبرا
*
* بدر تم في الجمال سني
* ولهذا لقبوه سني
*
* قد سباني لذة الوسن
* بمحيا باهر حسن
*
* هو خشفي وهو مفترسي
* فارو عن أعجوبتي خبرا
*
* لك خد يا أبا الفرج
* زين بالتوريد والضرج
*
* وحديث عاطر الأرج
* كم سبى قلبا بلا حرج
*
* لو رآك الغصن لم يمس
* أو رآك البدر لاستترا
*
* يا مذيبا مهجتي كمدا
* فت في الحسن البدور مدى
*
* يا كحيلا كحله اعتمدا
* عجبا أن تبرئ الرمدا
*
* وبسقم الناظرين كسي
* جفنك السحار فانكسرا
* وتوجه الشيخ أثير الدين أبو حيان يوما لزيارة الشيخ صدر الدين ابن الوكيل فلم يجده في منزله فكتب بالجبس على عادة المصريين حضر أبو حيان وكانت الكتابة على مصراع الباب فلما حضر الشيخ صدر الدين رأى اسم الشيخ وكتب إليه
* قالوا أبو حيان غير مدافع
* ملك النحاة فقلت بالإجماع
*
* اسم الملوك على النقود وإنني
* شاهدت كنيته على المصراع
* وفيه يقول القاضي محيي الدين عبد الله بن عبد الظاهر وقد سمعه يتكلم في مسألة أصولية)
نقلت ذلك من خط محيي الدين وأنشدنيه أثير الدين من لفظه
* قد قيل لما أن سمعت مباحثا
* في الذات قررها أجل مفيد
*
* هذا أبو حيان قلت صدقتم
* وبررتم هذا هو التوحيدي
* وأنشدني من لفظه لنفسه القصيدة الدالية التي نظمها في مدح النحو والخليل وسيبويه ثم خرج منها إلى مديح صاحب غرناطة وغيره من أشياخه وأولها
* هو العلم لا كالعلم شيء تراوده
* لقد فاز باغيه وأنجح قاصده
* وهي تزيد على المائة بيت قصيدة مليحة حكي لي أن الشيخ أثير الدين نظمها وهو ضعيف وتوجه إليه جماعة يعودونه فيهم شمس الدين ابن دانيال فأنشدهم الشيخ القصيدة المذكورة فلما فرغت قال ابن دانيال يا جماعة وأخبركم أن الشيخ عوفي وما بقي به بأس لأنه لم يبق عنده فضله قوموا بنا بسم الله وأنشدني الشيخ أثير الدين لنفسه قصيدته السينية التي أولها

179
* أهاجك ربع حائل الرسم دارسه
* كوحي كتاب أضعف الخط دارسه
* وهي قصيدة مليحة تلعب فيها بفنون الكلام تقارب المائة وأنشدني لنفسه إجازة
* تقشقته شيخا كأن مشيبه
* على وجنتيه ياسمين على ورد
*
* أخا العقل يدري ما يراد من النهى
* أمنت عليه من رقيب ومن ضد
*
* وقالوا الورى قسمان في شرعة الهوى
* لسود اللحى ناس وناس إلى المرد
*
* ألا إنني لو كنت أصبو لأمرد
* صبوت إلى هيفاء مائسة القد
*
* وسود اللحى أبصرت فيهم مشاركا
* فأحببت أن أبقى بأبيضهم وحدي
* وأنشدني من لفظه لنفسه في مليح أحدب
* تعشقته أحدبا كيسا
* يحاكي نجيبا حنين البغام
*
* إذا كدت أسقط من فوقه
* تعلقت من ظهره بالسنام
* أنشدني من لفظه لنفسه في مليح أسود
* علقته سبجي اللحظ حالكه
* ما ابيض منه سوى ثغر حكى الدررا
*
* قد صاغه من سواد العين خالقه
* وكل عين إليه تقصد النظرا
* وأنشدني لنفسه إجازة ومن خطه نقلت
* ألا ما لها لخصا بقلبي عوابثا
* أظن بها هاروت أصبح نافثا)
* (إذا رام ذو وجد سلوا منعنه
* وكن على دين التصابي بواعثا
*
* وقيدن من أضحى عن الحب مطلقا
* وأسرعن للبلوى بمن كان رائثا
*
* بروحي رشا من آل خاقان راحل
* وإن كان ما بين الجوانح لا بثا
*
* غدا واحدا في الحسن للفضل ثانيا
* وللبدر والشمس المنيرة ثالثا
* وأنشدني لنفسه
* عداتي لهم فضل علي ومنة
* فلا أذهب الرحمن عني الأعاديا
*
* هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها
* وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا
* وأنشدني لنفسه إجازة ومن خطه نقلت
* أسحر لتلك العين في القلب أم وخز
* ولين لذاك الجسم في اللمس أم خز
*
* وأملود ذاك القد أم أسمر غدا
* له أبدا في قلب عاشقه هز
*
* فتاة كساها الحسن أفخر ملبس
* فصار عليه من محاسنها طرز
*
* وأهدى إليها الغصن لين قوامه
* فماس كأن الغصن خامره العز
*
* يضوع أديم الأرض من نشر طيبها
* ويخضر في آثارها تربة الجرز
*

180
* وتختال في برد الشباب إذا مشت
* فينهضها قد ويقعدها عجز
*
* أصابت فؤاد الصب منها بنظرة
* فلا رقية تجدي المصاب ولا حرز
* وأنشدني لنفسه إجازة في مليح أبرص ومن خطه نقلت
* وقالوا الذي قد صرت طوع جماله
* ونفسك لاقت في هواه نزاعها
*
* به وضح تأباه نفس أخي الحجى
* وأفظع داء ما ينافي طباعها
*
* فقلت لهم لا عيب فيه يشينه
* ولا علة فيه يروم دفاعها
*
* ولكنما شمس الضحى حين قابلت
* محاسنه ألقت عليه شعاعها
* وأنشدني لنفسه ومن خطه نقلت
* رجاؤك فلسا قد غدا في حبائلي
* قنيصا رجاء للنتاج من العقم
*
* أأتعب في تحصيله وأضيعه
* إذا كنت معتاضا من البرء بالسقم
* وأنشدني لنفسه ومن خطه نقلت في نوتي
* كلفت بنوتي كأن قوامه
* إذا ينثني خوط من البان ناعم)
* (مجاذفه في كل قلب مجاذب
* وهزاته للعاشقين هزائم
* وأنشدني لنفسه ومن خطه نقلت في فحام
* وعلقته مسود عين ووفرة
* وثوب يعاني صنعة الفحم عن قصد
*
* كأن خطوط الفحم في وجناته
* لطاخة مسك في جني من الورد
* وأنشدني لنفسه ومن خطه نقلت في مليح أعمى
* ما ضر حسن الذي أهواه أن سنا
* كريمتيه بلا شين قد احتجبا
*
* قد كانتا زهرتي روض وقد ذوتا
* لكن حسنهما الفتان ما ذهبا
*
* كالسيف قد زال عنه صقله فغدا
* أنكى وآلم في قلب الذي ضربا
* وأنشدني إجازة لنفسه ومن خطه نقلت
* سأل البدر هل تبدى أخوه
* قلت يا بدر لن يطيق طلوعا
*
* كيف يبدو وأنت يا بدر باد
* أو بدران يطلعان جميعا
* وكتبت له أستدعي إجازته بما صورته المسؤول من إحسان سيدنا الشيخ الإمام العالم العامل العلامة لسان العرب ترجمان الأدب جامع الفضائل عمدة وسائل السائل حجة المقلدين زين المقلدين قطب المولين أفضل الآخرين وارث علوم الأولين صاحب اليد الطولى في كل مقام ضيق والتصانيف التي تأخذ بمجامع القلوب فكل ذي لب إليها شيق والمباحث التي أثارت الأدلة الراجحة من مكامن

181
أماكنها وقنصت أوابدها الجامحة من مواطئ مواطنها كشاف معضلات الأوائل سباق غايات قصر عن شأوها سحبان وائل فارع هضبات البلاغة في اجتلاء اجتلابها وهي في مرقى مرقدها سالب تيجان الفصاحة في اقتضاء اقتعابها من فرق فرقدها حتى أبرز كلامه جنان فضل جنان من بعده عن الدخول إليها جبان وأتى ببراهين وجوه حورها لم يطمثهن إنس قبله ولا جان وأبدع خمائل نظم ونثر لا تصل إلى أفنان فنونها يد جان أثير الدين أبي حيان محمد
* لا زال ميت العلم يحييه ولا
* عجب لذلك من أبي حيان
*
* حتى ينال بنو العلوم مرامهم
* ويحلهم دار المنى بأمان
* إجازة كاتب هذه الأحرف ما رواه فسح الله في مدته من المسانيد والمصنفات والسنن)
والمجاميع الحديثية والتصانيف الأدبية نظما ونثرا إلى غير ذلك من أصناف العلوم على اختلاف أوضاعها وتباين أجناسها وأنواعها مما تلقاه ببلاد الأندلس وإفريقية والإسكندرية والديار المصرية والبلاد الحجازية وغيرها من البلدان بقراءة أو سماع أو منازلة أو إجازة خاصة أو عامة كيف ما تأدى ذلك إليه وإجازة ما له أدام الله إفادته من التصانيف في تفسير القرآن العظيم والعلوم الحديثية والأدبية وغيرها وما له من نظم ونثر إجازة خاصة وأن يثبت بخطه تصانيفه إلى حين هذا التاريخ وأن يجيزه إجازة عامة لما يتجدد له من بعد ذلك على رأي من يراه ويجوزه منعما متفضلا إن شاء الله تعالى
فكتب الجواب بما صورته أعزك الله ظننت بالإنسان جميلا فغاليت وأبديت من الإحسان جزيلا وما باليت وصفت من هو القتام يظنه الناظر سماء والسراب يحسبه الظمآن ماء يا ابن الكرام وأنت أبصر من يشيم أمع الروض النضير يرعى الهشيم أما أغنتك فواضلك وفضائلك ومعارفك وعوارفك عن بغبة من دأماء وتربة من يهماء لقد تبلجت المهارق من نور صفحاتك وتأرجت الأكوان من أريج نفخاتك ولأنت أعرف بمن تقصد للدراية وأنقذ بمن تعتمد عليه في الرواية لكنك أردت أن تكسو من مطارفك وتتفضل بتالدك وطارفك وتجلو الخامل في منصة النباهة وتنقذه من لكن الفهاهه فتشيد له ذكرا وتعلي له قدرا ولم يمكنه إلا إسعافك فيما طلبت وإجابتك فيما إليه ندبت فإن المالك لا يعصى والمتفضل المحسن لا يقصى وقد أجزت لك أيدك الله جميع ما رويته عن أشياخي بجزيرة الأندلس وبلاد إفريقية وديار مصر والحجاز وغير ذلك بقراءة وسماع ومناولة وإجازة بمشافهة وكتابة ووجادة وجميع ما أجيز لي أن أرويه بالشام والعراق وغير ذلك وجميع ما صنفته واختصرته وجمعته وأنشأته نثرا ونظما وجميع ما سألت في هذا الاستدعاء فمن مروياتي الكتاب العزيز قرأته بقراءات السبعة على جماعة من أعلاهم الشيخ المسند المعمر فخر الدين أبو الظاهر إسماعيل بن هبة الله بن علي بن هبة الله المصري ابن المليجي آخر من

182
روى القرآن بالتلاوة عن أبي الجود والكتب الستة والموطأ ومسند عبد ومسند الدارمي ومسند الشافعي ومسند الطيالسي والمعجم الكبير للطبراني والمعجم الصغير له وسنن الدارقطني وغير ذلك وأما الأجزاء فكثيرة جدا ومن كتب النحو والآداب فأروي بالقراءة كتاب سيبويه والإيضاح والتكملة والمفصل وجمل الزجاجي وغير)
ذلك والأشعار الستة والحماسة وديوان حبيب وديوان المتنبي وديوان المعري
وأما شيوخي الذين رويت عنهم بالسماع أو القراءة فهم كثير وأذكر الآن جملة من عواليهم فمنهم القاضي أبو علي الحسن بن عبد العزيز بن أبي الأحوص القرشي والمقرئ أبو جعفر أحمد بن سعد بن أحمد بن بشير الأنصاري وإسحاق بن عبد الرحيم بن محمد بن عبد الملك بن درباس وأبو بكر بن عباس بن يحيى بن غريب البغداذي القواس وصفي الدين الحسين بن أبي المنصور ظافر الخزرجي وأبو الحسين محمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن ربيع الأشعري ووجيه الدين محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الأزدي ابن الدهان وقطب الدين محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن القسطلاني ورضي الدين محمد بن علي بن يوسف الأنصاري الشاطبي اللغوي ونجيب الدين محمد بن أحمد بن محمد بن المؤيد الهمذاني ومحمد بن مكي بن أبي القاسم بن حامد الأصبهاني الصفار ومحمد بن عمر بن محمد بن علي السعدي الضرير ابن الفارض وزين الدين أبو بكر محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن الأنماطي ومحمد بن إبراهيم بن ترجم بن حازم المازني ومحمد بن الحسين ابن الحسن بن إبراهيم الداري ابن الخليلي ومحمد بن عبد المنعم بن محمد بن يوسف الأنصاري ابن الخيمي ومحمد بن عبد الله بن محمد بن عمر العنسي عرف بابن النن وعبد الله بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد العزيز الطائي القرطبي وعبد الله بن نصر الله بن أحمد بن رسلان بن فتيان بن كامل الخزمي وعبد الله بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن فارس التميمي وعبد الرحيم بن يوسف بن يحيى بن يوسف ابن خطيب المزة وعبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد العلي المصري السكري وعبد العزيز ابن عبد المنعم بن علي بن نصر بن الصيقل الحراني وعبد العزيز بن عبد القادر بن إسماعيل الفيالي الصالحي الكتاني وعبد المعطي بن عبد الكريم ابن أبي المكارم من منجى الخزرجي وعلي بن صالح بن أبي علي بن يحيى بن إسماعيل الحسيني البهنسي المجاور وعازي بن أبي الفضل بن عبد الوهاب الحلاوي والفضل بن علي بن نضر بن عبد الله بن الحسين بن رواحة الخزرجي ويوسف بن إسحاق بن أبي بكر الطبري المكي واليسر بن عبد الله بن محمد بن خلف بن اليسر القشيري ومؤنسة بنت السلطان الملك العادل أبي بكر بن أيوب بن شاذي وشامية بنت الحافظ أبي علي الحسن بن محمد بن محمد التيمية وزينب بنت عبد اللطيف بن يوسف بن محمد بن علي)
البغداذي
وممن كتبت عنهم من مشاهير الأدباء أبو الحكم مالك بن عبد الرحمن ابن علي بن الفرح

183
المالقي ابن المرحل وأبو الحسن حازم بن محمد بن حازم الأنصاري القرطاجني وأبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن يحيى بن عبد الله الهذلي التطيلي وأبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن زنون المالقي وأبو عبد الله محمد بن عمر بن جبير الجلياني العكي المالقي وأبو الحسين يحيى بن عبد العظيم بن يحيى الأنصاري الجزار وأبو عمرو عثمان بن سعيد ابن عبد الرحمن بن تولو القرشي وأبو حفص عمر بن محمد بن أبي علي الحسن المصري الوراق وأبو الربيع سليمان بن علي بن عبد الله بن ياتيبن الكومي التلمساني وأبو العباس أحمد بن أبي الفتح نصر الله بن باتكين القاهري وأبو عبد الله محمد بن سعيد بن حماد بن محسن الصنهاجي البوصيري وأبو العباس أحمد بن عبد
الملك بن عبد المنعم العزازي
وممن أخذت عنه من النحاة أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الخشني الأبذي وأبو الحسن علي بن محمد بن علي بن يوسف الكتامي ابن الضائع وأبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير بن محمد بن الزبير الثقفي وأبو جعفر أحمد بن يوسف بن علي بن يوسف الفهري اللبلي وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن نصر الحلبي ابن النحاس
وممن لقيت من الظاهرية أبو العباس أحمد بن علي بن خالص الأنصاري الإشبيلي الزاهد وأبو الفضل محمد بن محمد بن سعدون الفهري الشنتمري وجملة الذين سمعت منهم نحو من أربع مائة شخص وخمسين وأما الذين أجازوني فعالم كثير جدا من أهل غرناطة ومالقة وسبتة وديار إفريقية وديار مصر والحجاز والعراق والشام
وأما ما صنفت فمن ذلك البحر المحيط في تفسير القرآن العظيم إتحاف الأريب بما في القرآن من الغريب كتاب الأسفار الملخص من كتاب الصفار شرحا لكتاب سيبويه كتاب التجريد لأحكام سيبويه كتاب التذييل والتكميل في شرح التسهيل كتاب التنخيل الملخص من شرح التسهيل كتاب التذكرة كتاب المبدع في التصريف كتاب الموفور كتاب التقريب كتاب التدريب كتاب غاية الإحسان كتاب النكت الحسان كتاب الشذا في مسألة كذا كتاب الفصل في أحكام الفصل كتاب اللمحة كتاب الشذرة كتاب الارتضاء في الفرق بين الضاد والظاء كتاب عقد اللآلي كتاب نكت الأمالي كتاب النافع في قراءة نافع الأثير في قراءة)
ابن كثير المورد الغمر في قراءة أبي عمرو الروض الباسم في قراءة عاصم المزن الهامر في قراءة ابن عامر الرمزة في قراءة حمزة تقريب النائي في قراءة الكسائي غاية المطلوب في قراءة يعقوب المطلوب في قراءة يعقوب قصيدة النير الجلي في قراءة زيد بن علي الوهاج في اختصار المنهاج الأنوار الأجلي في اختصار المجلي الحلل الحالية في أسانيد القرآن العالية كتاب الإعلام بأركان الإسلام نثر الزهر ونظم الزهر قطر الحبي في جواب أسئلة الذهبي فهرست مسموعاتي نوافث السحر في دمائث الشعر تحفة الندس في نحاة الأندلس الأبيات الوافية في علم القافية جزء في الحديث مشيخة ابن أبي منصور كتاب الإدراك للسان الأتراك زهو الملك في

184
نحو الترك نفحة المسك في سيرة الترك كتاب الأفعال في لسان الترك منطق الخرس في لسان الفرس
ومما لم يكمل تصنيفه كتاب مسلك الرشد في تجريد مسائل نهاية ابن رشد كتاب منهج السالك في الكلام على ألفية ابن مالك نهاية الإغراب في علمي التصريف والإعراب رجز مجاني الهصر في آداب وتواريخ لأهل العصر خلاصة التبيان في علمي البديع والبيان رجز نور الغبش في لسان الحبش المخبور في لسان اليخمور
قاله وكتبه أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان ومولدي بغرناطة في أخريات شوال سنة أربع وخمسين وست مائة تمت
وتوفي رحمه الله تعالى في ثامن عشري صفر سنة خمس وأربعين وسبعمائة وصلي عليه بجامع دمشق صلاة الغائب في شهر ربيع الأول وقلت أنا في رثائه
* مات أثير الدين شيخ الورى
* فاستعر البارق واستعبرا
*
* ورق من حزن نسيم الصبا
* واعتل في الأسحار لما سرى
*
* وصادحات الأيك في نوحها
* رثته في السجع على حرف را
*
* يا عين جودي بالدموع التي
* يروي به ما ضمه من ثرى
*
* واجري دما فالخطب في شأنه
* قد اقتضى أكثر مما جرى
*
* مات إمام كان في علمه
* يرى إماما والورى من ورا
*
* أمسى منادي للبلى مفردا
* فضمه القبر على ما ترى
*
* يا أسفا كان هدى ظاهرا
* فعاد في تربته مضمرا)
* (وكان جمع الفضل في عصره
* صح فلما أن قضى كسرا
*
* وعرف الفضل به برهة
* والآن لما أن مضى نكرا
*
* وكان ممنوعا من الصرف لا
* يطرق من وافاه خطب عرا
*
* لا أفعل التفضيل ما بينه
* وبين من أعرفه في الورى
*
* لا بدل عن نعته بالتقى
* ففعله كان له مصدرا
*
* لم يدغم في اللحد إلا وقد
* فك من الصبر وثيق العرى
*
* بكى له زيد وعمرو فمن
* أمثله النحو وممن قرا
*
* ما أعقد التسهيل من بعده
* فكم له من عسرة يسرا
*
* وجسر الناس على خوضه
* إذا كان في النحو قد استبحرا
*
* من بعده قد حال تمييزه
* وحظه قد رجع القهقرى
*
* شارك من قد ساد في فنه
* وكم له فن به استأثرا
*

185
* دأب بني الآداب أن يغسلوا
* بدمعهم فيه بقايا الكرى
*
* والنحو قد سار الردى نحوه
* والصرف للتصريف قد غيرا
*
* واللغة الفصحى غدت بعده
* يلغى الذي في ضبطها قررا
*
* تفسيره البحر المحيط الذي
* يهدي إلى وارده الجوهرا
*
* فوائد من فضله جمة
* عليه فيها نعقد الخنصرا
*
* وكان ثبتا نقله حجة
* مثل ضياء الصبح إن أسفرا
*
* ورحلة في سنة المصطفى
* أصدق من تسمع إن خبرا
*
* له الأسانيد التي قد علت
* فاستفلت عنها سوامي الذرى
*
* ساوى بها الأحفاد أجدادهم
* فاعجب لماض فاته من طرا
*
* وشاعرا في نظمه مفلقا
* كم حرر اللفظ وكم حبرا
*
* له معان كلما خطها
* تستر ما يرقم في تسترا
*
* أفديه من ماض لأمر الردى
* مستقبلا من ربه بالقرى
*
* ما بات في أبيض أكفانه
* إلا وأضحى سندسا أخضرا
*
* تصافح الحور له راحة
* كم تعبت في كل ما سطرا)
* (إن مات فالذكر له خالد
* يحيا به من قبل أن ينشرا
*
* جاد ثرى واراه غيث إذا
* مساه بالسقيا له بكرا
*
* وخصه من ربه رحمة
* تورده في حشره الكوثرا
* محمد بن يوسف بن عبد الغني بن ترشك بالتاء ثالثة الحروف والراء وشين معجمة وبعدها كاف الشيخ تاج الدين المقرئ الصوفي البغداذي مولده ثالث عشر شهر رجب الفرد سنة ثمان وستين وست مائة ببغداذ حفظ القرآن العظيم في صباه بالروايات وأقرأه وسمع الكثير من ابن حصين ومن في طبقته وإجازاته عالية وروى وحدث وسمع منه خلق ببغداذ وبدمشق وبغيرهما من البلاد وكان ذا سمت حسن وخلق طاهر ونفس عفيفة رضية وصوت مطرب إلى الغاية وقدم الشام مرارا وحدث وحج غير مرة ثم عاد إلى بلده وتوفي رحمه الله تعالى سنة خمسين وسبع مائة وقد أضر بأخرة
3 (شمس الدين الخياط))
محمد بن يوسف بن عبد الله شمس الدين الشاعر الخياط الدمشقي الحنفي تردد إلى شمس الدين الصائغ وقرأ عليه وتردد كثيرا إلى شيخنا الإمام العلامة

186
شهاب الدين محمود وكتب عنه كثيرا وكان يثني عليه ويميل إليه ونظم قصيدة جيمية مدح بها قاضي القضاة نجم الدين ابن صصري فكتب عليها شهاب الدين محمود وقرظها وأثنى عليها وكتب عليها أيضا فضلاء العصر وانصقل نظمه وجاد وهو طويل النفس في النظم قادر عليه يدخل ديوانه في ست مجلدات وسافر إلى الديار المصرية ومدح أعيانها واتصل بالأمير سيف الدين ألجاي الدوادار وكان يبيت عنده ومدح السلطان الملك الناصر بأبيات قرأها عليه قاضي القضاة جلال الدين القزويني فرسم له براتب على دمشق في كل يوم درهمين وغالب ما ينظمه يقرأه علي وأسمعه من لفظه سألته عن مولده فقال في رجب سنة ثلاث وتسعين وست مائة بدمشق وتوفي رحمه الله تعالى في عودة من لحج في المفازة ودفن في معان ليلة الرابعة عشرة من محرم سنة ست وخمسين وسبع مائة سامحه الله وعامله بلطفه وأنشدني من لفظه لنفسه
* قصدت مصرا من ربي جلق
* بهمة تجري بتجريب
*
* فلم أر الطرة حتى جرت
* دموع عيني في المزيريب
* وأنشدني من لفظه له)
* تركت لقوم طلاب الغنى
* لحب الغناء ولهو الطرب
*
* وعندي من زهر فضة
* وعندي من خندريس ذهب
* وأنشدني أيضا لنفسه
* خلفت بالشام حبيبي وقد
* يممت مصرا لعنا طارق
*
* والأرض قد طالت فلا تبعدي
* بالله يا مصر على العاشق
* وأنشدني من لفظه لنفسه
* يا أهل مصر أنتم للعلا
* كواكب الإحسان والفضل
*
* لو لم تكونوا لي سعودا لما
* وافيتكم أضرب في الرمل
* وأنشدني لنفسه أيضا
* كم تظهر الحسن البديع وتدعي
* وبياض شكلك في النواظر مظلم
*
* هل تصدق الدعوى لمن في وجهه
* بالذقن كذبه السواد الأعظم
* و أنشدني من لفظه لنفسه وقد أجازه قاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى على قصيدة مدحه بها
* لم يجزني القاضي على قدر شعري
* بل حباني مضاعف الأبيات
*
* فلهذا أعدها صدقات
* من عطاياه لا من الصدقات
* وأنشدني أيضا

187
* حتام شخصي بين هذا الورى
* حي وفضلي عندهم ميت
*
* أبني بيوت الشعر في جلق
* وليس يبنى لي بها بيت
* وأنشدني من لفظه أيضا
* ويلاه من ظبي له وجنة
* شاماتها تلعب بالأنفس
*
* لو لم يكن في خده جنة
* لما اكتسى بالعارض السندسي
* وأنشدني لنفسه
* يا كعبة الحسن التي رميت لها
* في كل قلب بالهوى جمرات
*
* قد تم ميقات الصدود وقصدنا
* لو تم منك لوصلنا ميقات
* وأنشدني أيضا)
* قد طال فكري في القريض الذي
* نم نفعه لست على طائل
*
* أمرني زورا فصرت امرءا
* صاحب ديوان بلا حاصل
* وأنشدني له في الفلوس
* يا ليت شعري أي خير يرتجى
* للمعتفي من هذه الأزمان
*
* لو لم يكن عدم الدراهم قد بدا
* ما كان صار الفلس بالميزان
* وأنشدني له في المشمش
* حبذا مشمش يروق لطرفي
* منه حسن حديثه مشهور
*
* قد بلاني بحبه وهو مثلي
* أصفر الجسم قلبه مكسور
* وأنشدني أيضا
* يا أيها البحر الذي في ورده
* ري لقلب الحائم المتعطش
*
* أشكو إليك هوان شعر لم يقم
* لي رخصه بغلو سعر المشمس
* وأنشدني أيضا
* يا من به أدرأ عن مهجتي
* من حادث الأيام ما أختشي
*
* قد أقبل الصيف وما في يدي
* من درهم للتوت والمشمش
* وأنشدني أيضا
* لوزي جلق شيء
* يذوب قلبي عليه
*
* كالسلسبيل ولكن
* كيف السبيل إليه
* وأنشدني له ما يكتب على باب
* نحن إلفان ما افترقنا لبغض
* لا ولا في اجتماعنا ما يريب
*

188
* نكتم السر بيننا في زمان
* كاتم السر في بنيه غريب
* وأنشدني إليه أيضا ما يكتب على باب
* من ذا الذي ينكر فضلي وقد
* فزت من الحسن بمعنى غريب
*
* عندي لمن يخذله دهره
* نصر من الله وفتح قريب
* وكان المولى جمال الدين ابن نباتة إذا جاء إلى دار السعادة يقال له ملك الأمراء في القصر فيحتاج أن يروح إلى القصر الأبلق ماشيا فقال في ذلك)
* يا سائلي في وظيفتي عن
* كنه حديثي وعن معاش
*
* ما حال من لا يزال ينوي
* مسافة القصر وهو ماش
* فقال شمس الدين جوابا له
* يا شاعرا يخطئ المعاني
* فيما يعاني من المعاش
*
* أنت شبيه الحمار عندي
* مركب الجهل وهو ماش
* وأنشدني لنفسه من لفظه
* ألا حبذا وادي دمشق إذا سرى
* نسيم الصبا في روضة المتأرج
*
* فما بان فضل البان حتى رأيته
* مطلا عليه من جبال البنفسج
* وأنشدني من لفظه لنفسه
* لربوتنا واد حوى كل بهجة
* وعيش الورى يحلو لديه ويعذب
*
* تروق لنا الأنهار من تحت جنكه
* فلا عجب أنا نخوض ونلعب
* وأنشدني لنفسه وقد خلع على ابن نباتة في صداق كتبه ومشى بها في البلد
* ما خلعة العقد على شاعرنا
* يوم الهنا إلا شقاء وعنا
*
* رأيته فيها وقد أرخى له
* ذؤابة تبدي عليه الحزنا
*
* فقلت من هذا الذي سواده
* بين الورى سوده قال أنا
*
* نباتة كان أبي فقلت ما
* أنبتك الله نباتا حسنا
* وأنشدني من لفظه فيه أيضا أبياتا منها
* ما خلعة ابن نباتة إلا كمن
* ألقى الرياض على الكنيف المنتن
* منها

189
* واختص عمته بفضل ذؤابة
* هي في القلوب قبيحة والأعين
*
* فكأنها ذنب لكلب نابح
* تحت الدجى من فرط داء مزمن
*
* فالله يجعلها له كفن البلى
* ويكون غاية كل سوء يقتني
*
* حتى يقول مسير في هجوه
* هذا لعمر أبيك شر مكفن
* ونظم المولى جمال الدين ابن نباتة ما يكتب على دواة فولاذ وهو
* معنى الفضائل والندى والبأس لي
* والسيف مشتهر بمعنى واحد)
* (بالنفس أضرب من نضار ذائب
* والناس تضرب في حديد بارد
* فأنشدني شمس الدين لنفسه
* قل للذي وصف الدواة وحسنها
* ما جئت عن لفظي بمعنى زائد
*
* أسخنت عينك في نضار ذائب
* وذبحت نفسك بالحديد البارد
* ولما نظم جمال الدين ابن نباتة قصيدته التائية الطنانة في العلامة كمال الدين ابن الزملكاني رحمه الله تعالى جعل غزلها المقدم على المديح في وصف الخمر وأولها
* قضى ما قضيت منكم لبانات
* متيم عبثت فيه الصبابات
* نظم شمس الدين قصيدة أخرى في وزنها ورويها ومدح الشيخ كمال الدين أيضا وجاء منها ما أنشدني من لفظه
* ما شان مدحي لكم ذكر المدام ولا
* أضحت جوامع لفظي وهي حانات
*
* ولا طرقت حمى خمارة سحرا
* ولا اكتست لي بكأس الراح كاسات
*
* عن منظر الروض يغنيني القريض وعن
* رقص الزجاجات تلهيني الجزازات
*
* عشوت منها إلى نور الكمال ولم
* يدر على خاطري دير ومشكاة
* وأنشدني له في يوم بارد
* ويوم شديد البرد حجب شمسه
* عن العين نوء لاح في الجو أسود
*
* فأمطر أجفاني وميض بروقه
* وصيرني من شدة البرد أرعد
* وأنشدني له في المعنى
* رثاثة حالي عن رثاثة منزلي
* تبين وفي هذين قد كمل النقص
*
* وبالدفء قلبي ليس بالدف مولع
* ولي أضلع بالبرد شيمتها الرقص
* وكتب على كتابي جنان الجناس لما وقف عليه قصيدة أولها

190
* سر الفصاحة في كتابك ظاهر
* وله ضياء الحسن عنك مذيع
*
* وكذا الثناء المحض في أثنائه
* بنوافج الذكر الجميل تضوع
*
* فلذاك يحفظ في الصدور لفضله
* وسواه ينسى ذكره ويضيع
*
* لله روض في جنان جناسه
* هو للقلوب وللعيون ربيع
*
* كم أثمرت أغصانه بفوائد
* كم طاب فيها للفؤاد ولوع)
* (ما زال يمطره الجنان سحائبا
* يضحي بها القرطاس وهو مريع
*
* في طيه نشر العلوم تأرجت
* أرجاؤه فتعطر المجموع
*
* سفر عن الفضل المحقق سافر
* وله على القمر المنير طلوع
*
* بينت فيه لنا الأصول فأينعت
* لجنى العقول من الأصول فروع
*
* وشرعت في حل الرموز وقد حلا
* للفهم في ذاك الشروع شروع
*
* لم يبق في علم المعاني ناطق
* إلا وبان به لديك خضوع
*
* فابن الأثير وإن تأثل مجده
* وعصى لكان لما بنيت يطيع
*
* سيرت أمثالا لها حكم فما
* لنجومها مثل النجوم رجوع
*
* أعليت بنيان البديع مشيدا
* ما لم يشيد للزمان بديع
*
* وأذبت لابن أبي الحديد جوانحا
* لم يطف منها للحريق دموع
*
* وأدرت أفلاكا على أمثاله
* أضحت تروق بحسنها وتروع
*
* وطعنت في ابن سنان عند خفاجة
* لغة فأودت بالصدور صدوع
*
* وأنرت ما لا نور المصباح في
* علم البيان وفي سناه لموع
*
* وتخلف المعتز إذ زل ابنه
* وبدا بمنطقه لديك خشوع
*
* هذا كتاب قد كبت به العدى
* فجنابه عن حاسديه منيع
*
* اتعبت من يسري وراءك في النهى
* ومتى تساوي ظالع وضليع
*
* ورفعت قدر العلم حين وضعته
* فتشرف الموضوع والمرفوع
*
* نثر حكته من الكواكب نثرة
* فيها لصفحة أوجه ترصيع
*
* ونظام شعر دونه الشعرى وإن
* أمست ومنزلها عليه رفيع
*
* شعر يروق طباقه وجناسه
* والسبر والتقسيم والتصريع
*
* يسمو حبيبا بالمحاسن إن بدا
* ويرى الوليد لديه وهو رضيع
* وهذا القدر منها كاف وله قصيدة أخرى نظمها على كتابي نصرة الثائر على المثل السائر طويلة أيضا

191
3 (القاضي محب الدين كاتب جنكلي))
محمد بن يوسف بن أحمد بن عبد الدائم هو القاضي الإمام العالم الفاضل البليغ محب الدين أبو)
عبد الله ابن نجم الدين التيمي كاتب الأمير بدر الدين جنكلي بن البابا ولد سنة سبع وتسعين وست مائة في جمادى الأولى وسمع البخاري على الشيخ نصر والحجاز وست الوزراء ومسلما على الشريف أخي عطوف وسنن أبي داود على جمال الدين ابن الصابوني والدارمي ومسند عبد بن حميد على مشايخ وأجزاء أخر على مشايخ عصره وقرأ السبع على تقي الدين الصائغ وعرض عليه الشاطبية وحفظ المنهاج للنووي والحاوي وألفية ابن مالك وبعض التسهيل وحج سنة اثنتين وثلاثين وسبع مائة وشرح التسهيل لابن مالك ولم يكمل يومئذ وهو يجيء في أربع مجلدات وسمعت من لفظه أوائله وهو في غاية الحسن مباحث جيدة دقيقة مشحونة بالمنطق والأصول واعتراضات وأجوبة ومآخذ دقيقة كلام من ذاق العلم وعرف لبه وشرح التلخيص في المعاني والبيان لقاضي القضاة جلال الدين ولم يكمل أيضا وهو شرح جيد مفيد ويكتب الدرج ويترسل وله نثر وما أظن أن له نظما وفيه رياسة وحشمة ومروءة كاملة وتعصب مع الكبار والصغار وفيه ديانة وصيانة وأمانة في ديوان مخدومه وأميره يميل إليه ويثق به ويعتمد عليه وما أراه إلا من محاسن الديار المصرية لكمال أدواته وعلومه فقها وأصولا ومنطقا وعربية وغير ذلك وكرم نفسه وطباعه ومروءته الزائدة وتعصبه وديانته ولما توفي مخدومه رحمه الله تعالى لزم بيته وطلب لمناصب كبار فما أجاب وطلب لنظر الإسكندرية فاستعفى ولم يزل إلى أن حضر الأمير سيف الدين منكلي بغا الفخري من طرابلس إلى القاهرة فباشر عنده على عادته مع الأمير بدر الدين جنكلي بن البابا رحمه الله تعالى فكتبت إليه
* من جنكلي صرت إلى منكلي
* فكل خير أرتجي منك لي
*
* وأنت لي كهف وما مقصدي
* من هذه الدنيا سوى أن تلي
*
* يا سيدا أضحى ثنائي على
* عليائه يحكي شذا المندل
*
* لولاك لم أصبح مصرا على
* مصر وصرف الدهر لم يعدل
*
* أبعدت عن قربك كرها ولو
* وفقت لم أبعد ولم أرحل
*
* فلا عطاياك التي أجتني
* ولا محياك الذي أجتلي
*
* وربما يسمح لي باللقا
* رب بفضل اللطف لم يبخل
*
* فغمرة البعد وإن أظلمت
* آفاقها لا بد أن تنجلي
*))
3 (الحافظ الكديمي))
محمد بن يونس بن موسى الكديمي بالدال المهملة القرشي

192
السامي البصري الحافظ أحد الضعفاء ولد سنة ثلاث وقيل خمس وثمانين وهو ابن امرأة روح بن عبادة قال كتبت عن ألف وستة وثمانين رجلا من البصريين وحججت فرأيت عبد الرزاق ولم أسمع منه وكان حسن الحديث حسن المعرفة وما وجد عليه إلا صحبته لسليمان الشاذكوني قال أبو حاتم وابن حبان لعله قد وضع أكثر من ألف حديث وقال ابن عدي ادعى رؤية قوم ولم يدركهم ترك عامة مشايخنا الرواية عنه قال الدارقطني كان يتهم بالوضع وتوفي سنة ست وثمانين ومائتين
3 (عماد الدين ابن يونس))
محمد بن يونس بن محمد بن منعة العلامة عماد الدين أبو حامد ابن يونس الإربلي الأصل الموصلي الفقيه الشافعي تفقه بالموصل على والده ثم توجه إلى بغداد وتفقه بالنظامية وسمع الحديث وعاد إلى الموصل ودرس عدة مدارس وعلا صيته وشاع ذكره صنف المحيط جمع فيه بين المهذب والوسيط وشرح الوجيز وصنف جدلا وعقيدة وتوجه رسولا إلى الخليفة غير مرة وولي قضاء الموصل خمسة أشهر وعزل وكان شديد الورع كثير الوسوسة لا يمس القلم حتى يغسله وهو دمث الأخلاق كثير المباطنة لصاحب الموصل نور الدين ولم يزل حتى نقله من مذهب الحنفية إلى مذهب الشافعية ولم يرزق سعادة في تصانيفه وحفيده مصنف التعجيز توفي عماد الدين سنة ثمان وست مائة
محمد بن يونس الشيخ جمال الدين الساوجي الزاهد شيخ الطائفة القرندلية قدم دمشق وقرأ القرآن والعلم وسكن قاسيون في زاوية الشيخ عثمان الرومي وصلى بالشيخ عثمان مدة ثم حصل له زهد وفراغ عن الدنيا فترك الزاوية وأقام بمقبرة باب الصغير بقرب موضع القبة التي

193
بنيت لأصحابه وبقي مديدة في قبة زينب بنت زين العابدين فاجتمع بالجلال الدركزيني والشيخ عثمان كوهي الفارسي الذي دفن بالقنوات بمكان القرندلية ثم إن الساوجي حلق وجهه ورأسه ولاق حاله بأولئك فوافقوه وحلقوا مثله ثم إن أصحاب الشيخ عثمان طلبوا الساوجي فوجدوه بالقبة فسبوه وقبحوا فعله فلم ينطق ثم إنه اشتهر وتبعه جماعة وحلقوا وذلك في حدود العشرين وست مائة ثم إنه لبس دلق شعر وسافر إلى دمياط فأنكروا حاله وزيه فزيق بينهم)
ساعة ثم إنه رفع رأسه فإذا هو بشيبة كبيرة بيضاء على ما قيل فاعتقدوا فيه وتوفي بدمياط وقبره هناك مشهور وذكر شمس الدين الجزري في تاريخه أنه رأى كراريس بخطه من تفسير القرآن له وجلس في المشيخة بعده بمقبرة باب الصغير جلال الدين الدركزيني وبعده الشيخ محمد البلخي وهو الذي شرع لهم الجولق الثقيل وأقام الزاوية وأنشأها وكثر أصحابه وكان للملك الظاهر فيه اعتقاد فلما تسلطن طلبه فلم يمض إليه فبنى لهم السلطان هذه القبة من مال الجامع وكان إذا قدم إلى الشام يعطيهم ألف درهم وشقتي بسط ورتب لهم ثلاثين غرارة قمح في السنة وفي اليوم عشرة دراهم وكان السويداوي منهم يحضر سماط السلطان الملك الظاهر ويمازح السلطان ولما أنكروا في دولة الأشرف موسى على الشيخ علي الحريري أنكروا على القرندلية ونفوهم إلى قصر الجنيد وذكر نجم الدين ابن إسرائيل الشاعر أن هذه الطائفة ظهرت بدمشق سنة ست عشرة وست مائة وكانت وفاة الساوجي المذكور في حدود الثلاثين وست مائة رحمه الله تعالى

194
((حرف الألف))
((من اسمه آدم))
3 (آدم بن أحمد بن أسد))
3 (أبو سعد النحوي اللغوي))
حاذق مناظر ذكره الحافظ أبو سعد السمعاني فقال هو من أهل هراة سكن بلخ كان أديبا فاضلا عالما بأصول اللغة صائبا حسن السيرة قدم بغداذ حاجا سنة عشرين وخمس مائة ومات في الخامس والعشرين من شوال سنة ست وثلاثين وخمس مائة ولما ورد بغداذ اجتمع إليه أهل العلم وقرأوا عليه الحديث والأدب وجرى بينه وبين الشيخ أبي منصور موهوب بن أحمد بن الخضر الجواليقي ببغداذ مناظرة في شيء اختلفا فيه فقال له الهروي أنت لا تحسن أن تنسب نفسك فإن الجواليقي نسبة إلى الجمع والنسبة إلى الجمع بلفظه لا تصح قال وهذا الذي ذكره الهروي نوع مغالطة فإن لفظ الجمع إذا سمي به جاز أن ينسب إليه بلفظه كمدائني ومعافري وأنماري وما أشبه ذلك قال
ياقوت في معجم الأدباء وهذا الاعتذار ليس بالقوي لأن الجواليق ليس باسم رجل فيصح ما ذكره وإنما هو نسبة إلى بائع ذلك فإن كان اسم موضع أو قبيلة أو اسم رجل نسب إليه صح ما ذكره قلت واحد الجواليق جوالق بضم الجيم)
والجمع جوالق بفتح الجيم وجواليق
3 (ابن عبد العزيز الأموي))
3 (آدم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي أبو عمر))
كان من فحول الشعراء توفي في عشر الستين ومائة كان يشرب الخمر ويفرط في المجون فأخذه المهدي وجلده ثلاث مائة سوط على أن يقر بالزندقة فقال والله ما أشركت بالله طرفة عين ومتى رأيت قريشيا تزندق قال وأين قولك
* اسقني واسق غصينا
* لا تبع بالنقد دينا
*
* اسقنيها مزة الطع
* م تريك الشين زينا
* فقال لئن كنت قلت ذلك فما هو مما يشهد على قائله بالزندقة فقال فأين قولك
* اسقني واسق خليلي
* في مدى الليل الطويل
* منها
* لونها أصفر صاف
* وهي كالمسك الفتيل
*
* في لسان المرء منها
* مثل طعم الزنجبيل
*

195
* ريحها ينفح مسكا
* ساطعا من رأس ميل
*
* من ينل منها ثلاثا
* ينس منهاج السبيل
*
* قل لمن يلحاك فيها
* من فقيه أو نبيل
*
* أنت دعها وارج أخرى
* من رحيق السلسبيل
* وهي أبيات طويلة ساقها صاحب الأغاني فقال كنت في فتيان قريش أشرب النبيذ وأقول ما قلت على سبيل المجون والله ما كفرت بالله قط ولا شككت فيه فخلي سبيله ورق له آدم هذا أحد من من عليه السفاح لما قتل من وجد منهم وهو القائل
* اسقني يا معاوية
* سبعة في ثمانية
*
* اسقنيها وغنني
* قبل أخذ الزبانيه
*
* اسقنيها مدامة
* مزة الطعم صافيه
*
* ثم من لامني علي
* ها فذاك ابن زانيه
* وهو القائل من أبيات)
* شربت على تذكر عهد كسرى
* شرابا لونه كالأرجوان
*
* ورحت كأنني كسرى إذا ما
* علاه التاج يوم المهرجان
* وهو القائل
* أحبك حبين لي واحد
* وآخر إنك أهل لذاكا
*
* فأما الذي هو حب الطباع
* فشئ خصصت به عن سواكا
*
* وأما الذي هو حب الجمال
* فلست أرى الحسن حتى أراكا
*
* ولست أمن بهذا عليك
* لك المن في ذا وهذا وذاكا
* واستأذن يوما على يعقوب بن الربيع وكان يعقوب على شراب وكان آدم قد تاب فقال يعقوب ارفعوا الشراب فإن هذا قد تاب وأحسبه يكره أن يراه فرفع وأذن له فلما دخل عليه قال إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون قال يعقوب هو الذي وجدت ولكننا ظننا أنه الذي يثقل عليك لتركك الشراب قال أي والله إنه ليثقل علي قال فهل قلت في ذلك شيئا منذ تركته قال قلت
* ألا هل فتى عن شربها اليوم صابر
* ليجزيه يوما بذلك قادر
*
* شربت فلما قيل ليس بنازع
* نزعت وثوبي من أذى اللوم طاهر
* وكان مع المهدي رجل من أهل الموصل يقال له سليمان بن المختار وكانت له لحية طويلة عظيمة فذهب يوما ليركب فوقعت لحيته تحت قدمه في الركاب فذهب عامتها فقال آدم بن عبد العزيز في ذلك

196
* قد استوجب في الحكم
* سليمان بن مختار
*
* بما طول من لحي
* ته جزا بمئشار
*
* أو السيف أو الحلق
* أو التحريق بالنار
*
* فقد صار بها أشه
* ر من راية بيطار
* فأنشدت للمهدي فضحك وسارت الأبيات فقال أسيد بن أسيد الأزدي وكان وافر اللحية ينبغي لأمير المؤمنين أن يكف هذا الماجن عن الناس فبلغ ذلك آدم فقال
* لحية طالت وتمت
* لأسيد بن أسيد
*
* كشراع من عباء
* قطعت حبل الوريد)
* (يعجب الناظر منها
* من قريب وبعيد
*
* هي إن زادت قليلا
* قطعت حبل البريد
*
3 (آدم بن أبي إياس))
3 (عبد الرحمن بن محمد أبو الحسن العسقلاني))
مولى بني تيم أو تميم أصله من خراسان ونشأ ببغداذ وطلب العلم ورحل إلى البلاد واستوطن عسقلان وكان صالحا من الأبدال لما احتضر ختم القرآن وهو مسجى ثم قال بمحبتي لك إلا رفقت بي في هذا المصرع فلهذا اليوم كنت أؤملك ثم قال لا إله إلا الله ثم قضى اسند الحديث عن شعبة وخلق كثير وروى عنه البخاري وغيره واتفقوا على صدقه وثقته وزهده وورعه وتوفي سنة عشرين ومائتين
((من اسمه أباجو))
3 (أباجو الأمير ركن الدين))
كان من أكبر الأمراء المشاهير وكان خيرا جيدا وهو الذي غناه ناصر الدين حسن ابن النقيب في قوله
* المجد والشمس مكي
* كبكجري وأباجو
*
* هذاك عذب فرات
* وذاك ملح أجاج
* وكان المجد والشمس مكي حاجبين للصاحب بهاء الدين بن حنا فلما بلغه ذلك أمسك بكجرى وقال يا خوند ابن النقيب هجاك ومدح الأمير ركن الدين أباجو أو شبهكما يا خوند بالنقيبين اللذين قدامي يا خوند وأنشده البيتين فطلب بكجرى ابن النقيب وضربه بالعصا ورماه في الحبس فبقي مدة إلى أن يشفع فيه وتوفي أباجو بغزة سنة ست وثمانين وست مائة

197
((من اسمه آدينة))
3 (آدينة نائب العراق))
ولي بغداذ سنوات وكان ريض الأخلاق له عدة حمدت سيرته وخفف ظلما كثيرا وكان يذهب إلى الجمعة ماشيا توفي بناحية الكوفة سنة تسع وسبع مائة
((من اسمه أبان))
3 (أبان بن سعيد بن العاص الأموي))
له صحبة توفي سنة ثلاث عشرة للهجرة وكان من الطبقة الثالثة من الصحابة أسلم بين الحديبية وخيبر وهو الذي حمل عثمان على فرس عام الحديبية وأجاره حتى دخل مكة وبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له
* أقبل وأدبر ولا تخف أحدا
* بنو سعيد أعزة الحرم
* استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض سراياه وولاه البحرين بعد العلاء بن الحضرمي ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم على أبي بكر فقال له ارجع إلى عملك فقال لا أعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج إلى الشام غازيا فتوفي بأجندين وقيل باليرموك وقيل بمرج الصفر وقيل عاش إلى سنة تسع وعشرين والأول أصح وكان لأبيه سعيد ثمانية بنين ذكور منهم ثلاثة ماتوا على الكفر أحيحة وبه كان يكنى وقتل يوم الفجار والعاص وعبيدة قتلا جميعا ببدر كافرين وخمسة أدركوا الإسلام وصحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم خالد وعمرو وسعيد وأبان والحكم وغير رسول الله اسم الحكم وسماه عبد الله ولا عقب لواحد منهم إلا العاص بن سعيد
3 (أبان المحاربي الصحابي))
كان أحد الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم روى عن

198
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من مسلم يقول إذا أصبح الحمد لله ربي لا أشرك به شيئا وأشهد أن لا إله إلا الله إلا ظل تغفر له ذنونه حتى يمسي ومن قالها حين يمسي غفرت له ذنوبه حتى يصبح
3 (أبان بن تغلب بن رياح الجريري))
3 (بالجيم أبو سعد الربعي الكوفي البكري))
)
مولى بني جرير بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل قال ياقوت ذكره أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في مصنفي الإمامية فقال هو جليل القدر ثقة عظيم المنزلة في أصحابنا لقي أبا محمد علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبد الله رضي عنهم وروى عنهم وكانت له عندهم حظوة وقدم قال أبو جعفر اجلس في مجلس في مسجد المدينة وأفت الناس فإني أحب أن أرى في شيعتي مثلك وكان قارئا فقيها لغويا تبدى وسمع من العرب وروى عنهم وصنف الغريب في القرآن وذكر شواهد من الشعر فجاء فيما بعد عبد الرحمن ابن محمد الأزدي الكوفي فجمع من كتاب أبان ومحمد بن السائب الكلبي وأبي روق عطية بن الحارث فجعله كتابا واحدا وبين ما اختلفوا فيه وما اتفقوا عليه فتارة يجيء كتاب أبان مفردا وتارة يجيء مشتركا على ما عمله عبد الرحمن ولأبان أيضا كتاب الفضائل وتوفي سنة إحدى وأربعين ومائة روى له مسلم والأربعة وقال شمس الدين هو صدوق موثق
3 (أبان بن صدقة الكاتب))
قال الصاحب ابن عباد في كتاب الوزراء إن الربيع بن يونس وزر للمنصور بعد أبي أيوب المورياني وكان امره يدور على كاتبه أبان بن صدقة فلم يزل وزيره إلى أن توفي المنصور ثم قلد المهدي أبان بن صدقة كتابة ولده هارون الرشيد سنة ستين ومائة ثم عزله سنة إحدى وستين وقلده كتابة موسى الهادي فمات وهو يكتب لموسى الهادي بجرجان سنة سبع وستين ومائة
3 (أبان بن صمعة الأنصاري))
والد عتبة الغلام الزاهد وثقة ابن معين وقال اختلط

199
بأخرة روى له ابن ماجة ومسلم تبعا وتوفي سنة اثنتين وخمسين ومائة وقيل سنة ثلاث
3 (أبان بن يزيد العطار الحافظ))
أبو يزيد البصري أحد الأعلام روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي توفي في عشر الستين ومائة
3 (أبان بن عثمان بن عفان))
سمع أباه وزيد بن ثابت وكانت ولايته على المدينة سبع سنين روى له مسلم والأربعة قال)
الأموي المدني توفي سنة خمس ومائة وقيل مات قبل عبد الملك في عشر التسعين للهجرة
3 (أبان بن عثمان بن زكرياء اللؤلؤي))
يعرف بالأحمر الشيعي البجلي أبو عبد الله مولاهم ذكره أبو جعفر الطوسي في أخبار مصنفي الإمامية قال أصله الكوفة كان يسكنها تارة والبصرة تارة وقد أخذ عنه أبو عبيدة معمر بن المثنى وأبو عبد الله محمد بن سلام الجمحي وأكثروا الحكاية عنه في أخبار الشعراء والنسب والأيام روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى بن جعفر وما عرف من مصنفاته إلا كتاب جمع فيه المبتدأ والمبعث والمغازي والوفاة والسقيفة والردة
3 (أبان بن عبد الحميد اللاحقي))
الشاعر مولى رقاش بن ربيعة كان بينه وبين ابن المعذل أهاجي ومناقضات من شعره
* لا تنمن عن صديق حديثا
* واستعذ إن نطقت من نمام
*
* واخفض الصوت إن نطقت بليل
* والتفت بالنهار قبل الكلام
* ورد من البصرة إلى بغداذ قاصدا البرامكة فاختص بالفضل وقرب من قلب يحيى وصار صاحب الجماعة وذا أمرهم ونظم كتاب كليلة ودمنة لهم ليسهل حفظه عليهم أوله
* هذا كتاب أدب ومحنة
* فيه الذي يدعى كليل دمنه
* قال صاحب الأغاني فأعطاه يحيى عشرة آلاف دينار وأعطاه الفضل خمسة آلاف دينار ولم يعطه جعفر شيئا وقال ألا يكفيك أن أحفظه وأرويه عنك ولأبان اللاحقي القصيدة المعروفة بذات الحلل وهو أحد الشعراء الذين زعم الجاحظ أنهم أطبع المحدثين وله أدب وظرف وله

200
القصيدة التي مدح فيها نفسه وخاطب الفضل بن يحيى وأولها
* أنا من حاجة الأمير وكنز
* من كنوز الأمير ذو رباح
* فعارضه أبو نواس وكان يهاجيه
الأبتر رأس البترية اسمه كثير
الأبله العراقي الشاعر اسمه محمد بن بختيار
((من اسمه إبراهيم))
إبراهيم بن أحمد بن محمد أبو إسحاق الطبري المالكي المعدل سمع وحدث وتوفي رحمه الله تعالى سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة
إبراهيم بن أحمد أبو إسحاق المروزي الشافعي إمام عصره في الفتوى والتدريس أخذ الفقه عن ابن سريج وشرح مختصر المزني وله تواليف كثيرة وأقام ببغداذ دهرا طويلا يفتي ويدرس وأنجب من أصحابه جماعة وإليه ينسب المروزي ببغداذ الذي في قطيعة الربيع ثم ارتحل إلى مصر آخر عمره وأدركه أجله بها وتوفي رحمه الله تعالى سنة أربعين وثلاث مائة ودفن بالقرب من الشافعي رضي الله عنه
إبراهيم بن أحمد أبو إسحاق الخواص الصوفي الزاهد شيخ الصوفية بالري وله تصانيف في التصوف توفي رحمه الله تعالى قبل الثلاث مائة تقريبا
إبراهيم بن أحمد بن محمد الأغلبي التميمي أمير القيروان تولى الأمر فكان في أول أمره حسن السيرة يقتفي طرائق العدل ثم إنه غلبت عليه السوداء فأكثر من سفك الدماء وقتل جماعة من بناته وحظاياه لا لجناية خرج يوما للنزهة فاعترضه رجل وقال إني رجل عشقت جارية عشقا قلما عشقه أحد فرغبت إلى مولاها في بيعها فقال لا أنقصها من خمسين دينارا فنظرت في جميع ما أملكه فإذا هو ثلاثون دينارا وبقي علي عشرون دينارا فإن رأى الأمير أبقاه الله أن ينظر في أمري ويتفضل علي فدعا إبراهيم سيد الجارية وأمر له بخمسين دينارا وللرجل بخمسين دينارا أخرى فسمع بذلك إنسان آخر فاعترضه وقال أيها الأمير إنني عاشق قال فما الذي تجد قال حرارة عظيمة قال خذوه واغمسوه في الماء حتى يبرد ما بقلبه ففعلوا به ذلك ثم أتوه به قال ما فعلت تلك الحرارة قال والله يا مولاي مكانها برد شديد فضحك منه وأمر له بعشرين دينارا وفي آخر أمره قدم عليه رسول المعتضد يأمره أن يلحق ببابه ويولي على

201
إفريقية ولده أبا العباس لما شكا أهل إفريقية منه فأظهر التوبة ورفض الملك ولبس الخشن من الثياب وأخرج من في سجونه وسلم الأمر إلى ولده المذكور وتوجه إلى صقلية مجاهدا ففتح فيها وعبر المجاز إلى قلورية وسبى وقتل وهربوا منه إلى القلاع ومات مبطونا سنة تسع وثمانين بزلق الأمعاء ودفن في قبة بصقلية وكان قد ولي الأمر سنة إحدى وستين ومائتين ومن شعره)
* نحن النجوم بنو النجوم وجدنا
* قمر السماء أبو النجوم تميم
*
* والشمس جدتنا فمن ذا مثلنا
* متواصلان كريمة وكريم
* وكان التجار يسيرون من مصر إلى سبتة لا يعارضون ولا يروعون ابتنى الحصون والمحارس على سواحل البحر بحيث أن النيران كانت توقد في ليلة واحدة من سبتة إلى الإسكندرية حتى يقال إن بأرض المغرب من بنائه وبناء آبائه ثلاثين ألف حصن وهذا الأمر لم يسمع بمثله ومصر سوسة وعمل لها سورا
إبراهيم بن أحمد بن الزبير الشاعر ابن علي بن إبراهيم بن محمد بن فليتة أبو إسحاق ابن أبي الحسن الكاتب الأسواني هو ابن الرشيد بن الزبير وسيأتي ذكر والده إن شاء الله تعالى في مكانه روى عنه الحافظ المنذري شيئا من شعره وقال سألته عن مولده فذكر ما يدل على أنه سنة إحدى وستين وخمس مائة وتقلب في الخدم الديوانية إلى القاضي الفاضل ولحقه دين اختفى بسببه قال
* يا أيها المولى الذي لم يزل
* بفضله يذهب عنا الحزن
*
* قد أصبح المملوك في شدة
* يعالج الموت من المؤتمن
* إبراهيم بن أحمد بن طلحة الأسواني الشاعر المشهور روى عنه من شعره عبد القوي بن وحشي وأبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الأسيوطي وله ديوان شعر منه
* أرى كل من أنصفته الود مقبلا
* علي بوجه وهو بالقلب معرض
*
* حذار من الإخوان إن شئت راحة
* فقرب بني الدنيا لمن صح ممرض
*
* بلوت كثيرا من أناس صحبتهم
* فما منهم إلا حسود ومبغض
*
* فقلبي على ما يسخن الطرف منطو
* وطرفي على ما يحزن القلب مغمض
* قلت شعر متوسط
3 (أبو إسحاق الكاتب))
إبراهيم بن أحمد المارداني أبو إسحاق الكاتب سافر إلى الشام ومصر وولي الكتابة لأبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون وكان معه بدمشق حين قتل ثم إنه

202
عاد إلى بغداذ في أحد عشر يوما فأخبر المعتضد بقتله خمارويه ولحق إبراهيم فلج فمات منه سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة عن ست وستين سنة))
3 (ابن إبراهيم بن حسان))
إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن حسان أبو إسحاق ابن أبي بكر البزاز قال محب الدين ابن النجار كان من أعيان التجار ووجوه المشايخ وكان حافظا لكتاب الله كثير التلاوة صالحا دينا حسن الطريقة وكانت له معرفة بالكتب وخطوط العلماء سمع أبا الدر ياقوت بن عبد الله
وتسعين وخمس مائة
إبراهيم بن أحمد بن أبي تمام التكريتي أبو تمام ذكره أبو محمد عبد الله بن علي بن سويدة التكريتي في تاريخ تكريت وبغداذ والموصل
إبراهيم بن أحمد بن هلال الأنباري أبو إسحاق ابن أبي عون الكاتب ابن أبي النجم له تصانيف في الأدب حسنة منها كتاب النواحي في أخبار البلدان وكتاب بيت مال السرور إلا أنه غلب عليه الحمق والرقاعة واستحوذ عليه الشيطان فصحب أبا جعفر محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبي العزاقر وصار من ثقاته الغالين في محنته فكان يدعي فيه الإلهية تعالى الله ولما قبض على أبي جعفر المخذول وتتبع أصحابه أحضر إبراهيم هذا وقيل له سب أبا جعفر وابصق عليه فأرعد وأظهر خوفا شديدا من ذلك فضربت عنقه وصلب ثم أحرقت جثته بعد ذلك بالنار سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة وقد استوعب ياقوت في معجم الأدباء عقيدته وطول ترجمته
إبراهيم بن أحمد بن محمد توزون الطبري النحوي من أهل الفضل والأدب سكن بغداذ وصحب أبا عمر الزاهد وكتب عنه كتاب الياقوتة وعلى النسخة التي بخطه الاعتماد ولقي أكابر العلماء وكان صحيح النقل جيد الخط والضبط وكان منقطعا إلى بني حمدان
إبراهيم بن أحمد الأسدي هو القائل يرثي المتوكل
* خلت المنابر واكتست شمس الضحى
* بعد الضياء ملابس الإظلام
*
* ما كادت الأسماع إكبارا له
* يصغين للإجلال والإعظام
*
* ملأ القلوب من الغليل فأنزفت
* ماء الشؤون مدامع الأقوام
*
* هجمت فجيعته على كبد الورى
* فأذابت الأرواح في الأجسام
* وقال فيه أيضا

203
* هكذا فلتكن منايا الكرام
* بين ناي ومزهر ومدام)
* (بين كاسين أردتاه جميعا
* كأس لذاته وكاس الحمام
*
* يقظ في السرور حتى أتاه
* قدر الله خفية في المنام
*
* لم تذل نفسه صروف المنايا
* بصنوف الأوجاع والأسقام
*
* هابه معلنا فدب إليه
* في كسور الدجى بحد الحسام
*
* والمنايا مراتب تتفاضل
* موت الكرام
* إبراهيم بن أحمد بن محمد أبو طاهر العكبري ولد سنة عشر وخمس مائة وتوفي سنة اثنتين وتسعين وخمس مائة رأى في منامه كأنه يقرأ سورة يس وهي اثنتان وثمانون آية ويقال إنه من قرأها في منامه عاش بعدد آيها سنين فمات وله اثنتان وثمانون سنة وكذا يقال إنه قرأ أول ما نزل من القرآن طال عمره ومن قرأ آخر ما نزل من القرآن قصر عمره
3 (القاضي برهان الدين الزرعي))
إبراهيم بن أحمد بن هلال القاضي الإمام الفاضل المفنن برهان الدين الزرعي الحنبلي كان نائب القاضي علاء الدين ابن المنجى الحنبلي ومدرس الحنبلية وناظرها ومدرس وقف سيف الدين بكتمر والي الولاة بمدرسة الشيخ أبي عمر وحلقة العماد بالجامع الأموي ومعيد المدرسة الصدرية والمدرسة الجوزية والمسمارية أتقن الفروع على مذهب ابن حنبل وأصول الفقه والنحو والفرائض والحساب وكتب الخط المنسوب المليح إلى الغاية وكان له قدرة على حكايات الخطوط ومناسباتها ويحمل الناس إليه الكتب ليكتب أسماءها بحسن خطه وقرأ الأصول على ابن الزملكاني والقاضي جلال الدين القزويني وغيرهما من الشافعية ولم يكن في أصول الدين حنبليا والله أعلم وذهنه يتوقد ذكاء وندب في وقت إلى نظر بيت المال أيام الصاحب شمس الدين فلم يوافق وكان بصيرا بالفتوى جيد الأحكام وكان له ميل كثير إلى التسري بالأتراك وتعلم منهم لسان الترك وتحدث به جيدا وكان في الغالب يكون جمعة في دكة الجواري وجمعة في سوق الكتب وكان عذب العبارة فصيحها حسن الوجه مليح العمة ولد سنة ثمان وثمانين وست مائة وتوفي في نصف شهر رجب الفرد يوم الجمعة بكرة النهار وصلي عليه بالجامع الأموي سنة إحدى وأربعين وسبع مائة
3 (كمال الدين الإسكندري الكاتب المقرئ))
إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن فارس شيخ القراء ومسندهم كمال الدين أبو)
إسحاق ابن الوزير الصاحب نجيب الدين التميمي الإسكندري ثم الدمشقي المقرئ الكاتب ولد بالإسكندرية سنة ست وتسعين وخمس مائة وتوفي رحمه الله تعالى سنة ست وسبعين وست مائة حفظ القرآن صغيرا وقرأ القراءات العشر بعدة تصانيف على الكندي وكان آخر من قرأ عليه موتا وانتهى إليه علو الإسناد في القراءات إلا أنه كان يباشر

204
نظر بيت المال من المكوس فتورع جماعة من القراء عن الأخذ عنه وولي نظر الجيش وكان أمينا حسن السيرة
3 (ابن شاقلاء الحنبلي))
إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حمدان ابن شاقلاء أبو إسحاق البغداذي البزاز شيخ الحنابلة وفقيههم كان إماما في الأصول والفروع توفي رحمه الله تعالى سنة تسع وستين وثلاث مائة
3 (الأزدي اللغوي))
إبراهيم بن أحمد بن الليث الأزدي الكاتب قال ياقوت لا أعرف من حاله إلا ما قاله السلفي أنشدني أبو القاسم الحسن بن أبي الفتح الهمذاني قال أنشدني أبو المظفر إبراهيم بن أحمد بن الليث قدم علينا همذان وقد حضر مجلسه الأدباء والنحاة لمحله من الأدب
* وقد أغدو وصاحبي محوص
* على عذراء ناء بها الرهيص
*
* كأن بني النحوص على ذراها
* حوائم ما لها عنه محيص
*
3 (صدر الدين ابن عقبة))
إبراهيم بن أحمد بن عقبة بن هبة الله بن عطاء القاضي صدر الدين ابن الشيخ محيي الدين البصروي الحنفي ولد سنة تسع وست مائة ببصرى وتوفي رحمه الله سنة سبع وتسعين وست مائة درس وأعاد وأفتى بمواضع وولي قضاء حلب مديدة ثم عزل وكان له كفاية بدمشق ثم سافر إلى مصر وتوصل وحصل تقليدا بقضاء حلب وقدم إلى دمشق فأدركه الموت وتعجب الناس من حرصه وأظنه والله أعلم أنه تولى قضاء صفد مرة وما وصل إليها وما مكن من المباشرة أخبرني الشيخ نجم الدين ابن الكمال الصفدي إنه كان يكرر علي المفصل بصفد وهو في قلب المدينة فيسمع من أقصى المدينة
3 (ابن حاتم الحنبلي شيخ بعلبك))
إبراهيم بن أحمد بن حاتم الحنبلي ابن حاتم ابن علي الفقيه أبو إسحاق البعلبكي ولد سنة إحدى)
وثلاثين وست مائة وتوفي رحمه الله سنة اثنتي عشرة وسبع مائة أجاز له نصر بن عبد الرزاق وابن روزبه وابن اللتي وابن الأواني وابن القبيطي وعدة وسمع من سليمان الإسعردي وأبي سليمان الحافظ وخطيب مردا واشتغل على الفقيه اليويني وصحبه وكانت له وظائف نسخ وطلب العلم وكان خيرا ناسخا فقيها متواضعا يبدأ من يلقاه المنتقى بالسلام سمع الشيخ شمس الدين منه ومن أخته مريم
3 (الغافقي النحوي))
إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن يعقوب العلامة شيخ القراء والنحاة

205
أبو إسحاق الإشبيلي الغافقي شيخ سبتة ولد سنة إحدى وأربعين وست مائة وتوفي رحمه الله تعالى سنة ست عشرة وسبع مائة حمل صغيرا إلى سبتة وسمع التيسير من محمد بن جوبر الداوي عن ابن أبي جمرة وسمع الموطأ وكتاب الشفاء وأشياء وأكثر عن أبي هريرة عن أبي عبد الله الأزدي سنة ستين وتلا بالروايات على أبي بكر ابن مشليون وقرأ كتاب سيبويه تفهما على ابن الحسين ابن أبي الربيع وساد أهل المغرب في العربية وتخرج به جماعة وألف كتابا كبيرا في شرح الجمل وكتابا في قراءة نافع
3 (عز الدين الغرافي))
إبراهيم بن أحمد بن عبد المحسن بن أحمد الشيخ الفقيه الإمام الصالح الخير المعمر بقية المشايخ الشيخ عز الدين العلوي الحسيني من ذرية موسى الكاظم يعرف بالغرافي ثم الإسكندراني الشافعي الناسخ ولد بالثغر سنة ثمان وثلاثين وست مائة وتوفي سنة ثمان وعشرين وسبع مائة وهو أصغر من أخيه تاج الدين الغرافي بعشر سنين سمع بدمشق سنة اثنتين وخمسين من حليمة حفيدة جمال الإسلام ومن البادرائي والزين خالد وسمع بحلب من نقيب الشرفاء وأجاز له الموفق بن يعيش النحوي وابن رواج والجميزي وجماعة وحدث قديما وهو ابن بضع وعشرين سنة أخذ عنه الوجيه السبتي وسمع الشيخ شمس الدين منه جزءا وخرج لنفسه شيئا وكان فيه زهد ونزاهة يرتفق من النسخ ثم إنه عجز وقام بمصالحه معين الدين المصغوني وصار بعد أخيه شيخ دار الحديث النبيهية يقال إنه حفظ الوجيز في الفقه والإيضاح في النحو
3 (الشيخ إبراهيم الرقي))
)
إبراهيم بن أحمد بن محمد بن معالي الشيخ الإمام القدوة المذكر القانت أبو إسحاق الرقي الحنبلي الزاهد نزيل دمشق ولد سنة نيف وأربعين وست مائة وتوفي رحمه الله تعالى سنة ثلاث وسبع مائة تلا بالروايات على الشيخ يوسف القفصي وصحب عبد الصمد بن أبي الجيش وعني بالتفسير والفقه والتذكير وبرع في الطب وشارك في المعارف وله نظم ونثر ومواعظ محركة وكان عذب العبارة لطيف الإشارة على رأسه طاقية وخرقة صغيرة وله تواليف ومختصرات وألف تفسيرا للفاتحة في مجلد وربما حضر السماع منع الفقراء بأدب وحسن قصد توفي بمنزله المصنوع له تحت المأذنة الشرقية ومن نظمه

206
* يزور فتنجلي عني همومي
* لأن جلاء همي في يديه
*
* ويمضي بالمسرة حين يمضي
* لأن حوالتي فيها عليه
*
* ولولا أنه يعد التلاقي
* لكنت أموت من شوقي إليه
* ومنه
* لولا رجاء نعيمي في دياركم
* بالوصل ما كنت أهوى الدار والوطنا
*
* إن المساكن لا تخلو لساكنها
* حتى يشاهد في أثنائها السكنا
*
3 (الرئيس جمال الدين ابن المغربي))
إبراهيم بن أحمد المعروف بابن المغربي الصدر الرئيس جمال الدين أبو إسحاق رئيس الأطباء بالديار المصرية والممالك الشامية ذو الرتبة المنيعة والمكانة العالية والوجاهة في الدولة والحرمة عند الناس خصوصا في أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون لقربه من السلطان وخدمة الأكابر الأمراء والوزراء في مواطن كثيرة سرا وجهرا وكان ممن خرج صحبة الركاب الناصري سنة ثمان وسبع مائة وأقام معه بالكرك وتردد في الدخول إليه مع من كان يدخل إليه من ذوي الخدم ثم تفرد بذلك مع الخاصكية فصارت له بهذا خصوصية ليست لأحد وكان السلطان يعرف له حق ذلك ويرعاه ويطمئن إليه ويعول دون كل أحد عليه وكان أبوه شهاب الدين أوحد أهل زمانه في الطب وأنواع الفضائل وقرأ جمال الدين على مشايخ الأطباء وأخذ عن أبيه الطب والنجامة إلى غير ذلك وكان أبوه كثير السرور به والرضى عنه وفرق مالا على بنيه ثم تركهم مدة وطلب منهم المال فأحضر إليه جمال الدين المال وقد نماه وثمره ولم يحضر غيره المال لتفريط حصل فيه فازداد جمال الدين مكانه من)
خاطره ورد عليه المال ومثله معه وكان إذا رآه قال هذا إبراهيم سعيد وكان الأمر على ما ذكره وصدقت فراسته وخدم السلطان في حياة أبيه وتقدم لديه وباشر المارستان وفوضت إليه الرياسة مطلقا ثم أخذ في الترقي إلى أن عد من أعيان الدولة وأكابر أرباب المراتب والتحق بدرجة الوزراء وذوي التصرف بل زاد عليهم لإقبال السلطان عليه وقربه منه وكان أول داخل إليه يدخل كل يوم قبل كل ذي وظيفة برانية من أرباب السيوف والأقلام فيسأل السلطان عن أحواله وأحوال مبيته وأعراضه في ليلته فيحدثه في ذلك ثم أمور بقية المرضى من السلطان والأمراء ومماليك السلطان وأرباب وظائف وسائر الناس ويسأله السلطان عن أحوال البلد ومن فيه من القضاة والمحتسب ووالي البلد وعما يقوله العوام ويستفيض فيه الرعية ومن لعله وقع في تلك الليلة بخدمة أو أمسك بجزيرة أو أخذ بحق أو ظلم ولهذا كان يخشى ويرجى وتقبل شفاعاته وتقضى حاجاته وكان يجد سبيله إذا أراد لغيبة أرباب الوظائف السلطانية ولا يجدون سبيلا لهم عليه إذ تناط بهم أمور من تصرف في مال أو عزل وولاية يقال في ذلك بسببهم ولا يناط به شيء من ذلك يقال فيه بسببه فلهذا طال مكثه ودامت سعادته ولم يغير عليه مغير ولا استحال عليه السلطان وحصل النعم العظيمة والأموال

207
الوافرة والسعادة المتكاثرة أخبرني القاضي شهاب الدين أحمد بن فضل الله قال لقد حرص النشو على رميه من عين السلطان بكل طريق فلم يقدر حتى إنه عمل أوراقا بما على الخاص من المتأخرات من زمان من تقدمه وذكر فيها جملة كثيرة ثمن صنف أظنه رصاصا بيع من جمال الدين ثم قرأ الأوراق على السلطان ليعلمه أن له أموالا واسعة يتكسب فيها ويتاجر على السلطان قال لي ابن قروينه وكان حاضرا قرأتها والله أعلم لقد بقي يعيد ذكر جمال الدين مرات ويرفع صوته ثم يسكت ليفتح السلطان معه بابا فيه فيقول فماذا يريد فما زاد السلطان على أن قال هذا لا تؤخره روح الساعة أعطه ماله ولا تؤخر له شيئا وقال لي القاضي شهاب الدين ابن فضل الله أيضا وكان السلطان عارفا بما لجمال الدين من المنافع مما يحصل له من الخلع الكوامل والبغال المسرجة الملجمة والتعابي والقماش والإنعامات من الآدر السلطانية والأمراء وآدرهم
والأعيان عنده عافية مرضاهم إلى غير ذلك من الافتقادات هذا إلى ما له من الجوامك والرواتب والإنعامات والتشريف السلطاني وجامكية المارستان والتدريس من رسوم التزكية وخدم الناس والمكسب مع الاقتصاد في النفقة والاقتصار على)
الضروري الذي لا بد منه وكان يلازم الخدمة سفرا وحضرا ويتجمل في ملبوسه ومركوبه وحشمه وداره وجواريه وخدمه من غير إسراف ولا تكثر وكان السلطان لا يقول له إلا يا إبراهيم وربما قال يا حكيم إبراهيم ولقد قال مرة بحضوري إبراهيم صاحبنا يعني جمال الدين المذكور وكان غاية منه في قرب المحل والأمن إليه وله مع هذا خصوصية ببكتمر الساقي أنه إلى جانب السلطان أميل وعلى رضاه أحل وجمال الدين على إفراط هذا العلو وقرب هذا الدنو لا يتكبر ولا يرى نفسه إلا مثل بعض الأطباء توقرا لجماعة رفقته كلهم ويجل أقدار ذوي السن منهم وأهل الفضل ويخاطبهم بالأدب ويحدثهم بالحسنى ويأخذ بقلب الكبير منهم والصغير والمسلم والذمي وكان يكره صلاح الدين ابن البرهان ويكرمه ويبغض ابن الأكفاني ويعظمه ويحفظ بكل طريق لسانه ويتقصد ذكر المحاسن والتعامي من المعائب وله الفضيلة الوافرة في الطب علما وعملا والخوض في الحكميات والمشاركة في الهيئة والنجامة كل هذا إلى حسن العقل المعيشي ومصاحبة الناس على الجميل وكان لا يعود مريضا إلا من ذوي السلطان ولا يأتيه في الغالب إلا مرة واحدة ثم يقرر عنده طبيبا يكون يعوده ويأتيه بأخباره ثم إذا برأ ذلك المريض استوجب عليه جمال الدين ما يستوجبه مثله فإذا خلع عليه أو أنعم عليه بشيء دخل إلى السلطان وقبل الأرض لديه فيحيط علما بما وصل إليه وسألته يوما عن السلطان وكان قد تغير مزاجه فقال والله ما نقدر نصف له إلا ما يبدأ هو بذكره ونلاطفه ملاطفة وما نقدر نتمكن من مداواته على ما يجب وهو والله أعرف منا فيه صلاح مزاجه وقال لي أيضا وكان قد عرض لي دوار صفراوي كدت أهلك منه فوصف لي السديد الدمياطي وفرج الله ابن صغير وابن البرهان أنواع المعالجات ولم يفد وكان أقربها إلى النفع ما وصفه فرج الله قال أسخن ماء كاويا واربط رجليك على المفصل ربائط بأنشوطة ثم ضع رجليك في الماء وحال ما تضعهما تحل الأنشوطة بسرعة وتصبر على الماء إلى أن يفتر ثم أخرج رجليك ونشفهما وادهنهما بدهن بنفسج فكنت أفعل ذلك فأجد به خفا ولا

208
أخلص فسألني الرئيس جمال الدين يوما عما أجد فشكوت إليه دوام الحال وعدم إجداء العلاج إلا ما وصفه ابن صغير لما أجد به من الخف وإن كنت لا أخلص فقال فات الحكيم فرج الله الملح ثم قال لي أضف إلى دهن البنفسج ملحا ناعما مرتين ثلاثا تخلص بإذن الله إن شاء الله فعملت فكان كما قال قلت ولما اثقل السلطان في المرض نوبة موته كان جمال الدين مريضا ولم يحضره)
وقيل إنما تمارض بعد أمن التهم والله أعلم
3 (أبو عمرو المرسي القاضي))
إبراهيم بن إدريس القاضي أبو عمرو التجيبي من أهل مرسية وهو أخو أبي بحر صفوان الآتي ذكره إن شاء الله تعالى في مكانه ولي قضاء بلده والخطبة بجامعه وتوفي رحمه الله تعالى أول سنة ثلاثين وست مائة وأورد له ابن الأبار في تحفة القادم قوله
* قسما بحسن الطل في الزهر
* يبدو به شيئا على ثغر
*
* أو بالنسيم إذا ثنى غصنا
* فأرى انثناء العطف كالكسر
*
* أو بالغصون تكللت زهرا
* فأتتك بالأجياد والشذر
*
* لقد استعنت على التألم في
* أمر الهوى فقضى الهوى أمري
*
* ومطوق طارحته شجني
* وعلى الدجى وق من الفجر
*
* يشدو بعطف مائس ثمل
* شرب الندى عوضا عن الخمر
*
* يهتز من طرب له فإذا
* غنى رمى بدراهم الزهر
*
* فحسبت عبد الحق يطرفه
* فيجود أنشدت من شعري
* منها
* وإليكم راقت محاسنها
* والحسن في الأسلاك للنحر
*
* أعملت فيها خاطري سحرا
* فاشتق منه فجاء بالسحر
*
3 (ابن أدهم الزاهد))
إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر أبو إسحاق العجلي وقيل التميمي البلخي الزاهد أحد الأعلام روى عن أبيه ومنصور ومحمد ابن زياد الجمحي وأبي إسحاق وأبي جعفر الباقر ومالك بن دينار والأعمش قال الفضل بن موسى حج أدهم بأم إبراهيم وهي حبلى فولدت إبراهيم بمكة فجعلت تطوف به على الخلق في المسجد تقول ادعوا

209
لابني أن يجعله الله تعالى عبدا صالحا وأخباره مشهورة في مبدأ تزهده وطريقه مذكورة معلومة قيل غزا في البحر مع أصحابه فاختلف في الليلة التي مات فيها إلى الخلاء خمسا وعشرين مرة كل مرة يجدد الوضوء فلما أحس بالموت قال أوتروا لي قوسي وقبض عليها وتوفي وهي في كفه فدفن في جزيرة في البحر في بلاد الروم قال إبراهيم بن بشار الصوفي كنت مارا مع)
إبراهيم فأتينا على قبر مسنم فترحم عليه وقال هذا قبر حميد بن جابر أمير المدن كلها كان غرقا في بحار الدنيا ثم أخرجه الله منها بلغني أنه سر ذات يوم بشيء ونام فرأى رجلا بيده كتاب فناوله إياه وفتحه فإذا فيه كتاب بالذهب مكتوب لا تؤثرون فانيا على باق ولا تغترن بملكك فإن ما أنت فيه جسيم إلا أنه عديم وهو ملك لولا أنه هلك وفرح وسرور إلا أنه لهو وغرور وهو يوم لو كان يوثق له بغد فسارع إلى أمر الله فإن الله قال وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين فانتبه فزعا وقال هذا تنبيه من الله وموعظة فخرج من ملكه وقصد هذا الجبل وعبد الله فيه حتى مات وقال رأيت في النوم كأن قائلا يقول لي أيحسن بالحر المريد أن يتذلل للعبيد وهو يجد عند مولاه كل ما يريد وقال النسائي إبراهيم أحد الزهاد مأمون ثقة قال الدارقطني ثقة قال البخاري مات سنة إحدى وستين ومائة وقال ابن يونس سنة اثنتين وسيرته في تاريخ دمشق ثلاث وثلاثون ورقة وهي طويلة في حلية الأولياء
3 (الهديمي))
إبراهيم بن إسحاق الهديمي أكثر شعره في اختلاف حاله من ذلك يرثي قميصه ذكره المرزباني في معجم الشعراء
* قميصي قد أباد أبا وأما
* وخالا كان بي برا وعما
*
* وأصبح باقيا جسمي
* أرم الدهر منه ما استرما
*
* إذا شبرا رممت وهى ذراعا
* فأعلم أن ذلك لن يتما
*
* أقول له ابغ بي بدلا ودعني
* ففعلك قد تنكد واستذما
*
* فلم يحفل بما حاولت منه
* وغناني كيادا لي وظلما
*
* سأصبر صاغرا وأموت غما
* وإن جرعت فيك اليوم سما
* قلت إن كان أراد بالقافية سم الخياط وهو خرت الإبرة فقد جود التضمين والظاهر أنه ما أراده والله أعلم وهذا اتفاق عجيب وقوله أيضا
* أضحى قميصي طالبا
* لدي خطبا جللا
*
* قلت له حسبك قد
* قربت مني الأجلا
*

210
* وأنت وقف للبلى
* فما ترى مرتحلا)
* (فقال لي دع ذا ألم
* تسمع مقالي أولا
*
* يا من لصب خبل
* يموت موتا عجلا
*
* قيده الحب كما
* قيد داع جملا
*
3 (الحافظ الحربي))
إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير الفقيه أبو إسحاق أحد الأئمة الأعلام ولد سنة ثمان وتسعين ومائة وطلب العلم سنة بضع عشرة وسمع هوذة بن خليفة وجماعة وتفقه على أحمد بن حنبل وكان من نجباء أصحابه روى عنه ابن صاعد وابن السماك عثمان والنجاد أبو بكر وآخرهم موتا القطيعي قال الخطيب كان إماما في العلم رأسا في الزهد عارفا بالفقه بصيرا بالأحكام حافظا للحديث مميزا لعلله قيما بالأدب جماعة للغة صنف غريب الحديث وكتبا كثيرة قال ثعلب مرارا ما فقدت إبراهيم الحربي من مجلس لغة أو نحو خمسين سنة وحدث عبد الله ابن أحمد بن حنبل قال كان أبي يقول لي امض إلى إبراهيم الحربي حتى يلقي عليك الفرائض وقال إبراهيم الحربي في كتاب غريب الحديث الذي صنفه أبو عبيد ثلاثة وخمسون حديثا ليس لها أصل وقد أعلمت عليها في كتاب السروي منها أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي يدها مناجد ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن السراويلات المخرفجة وأتى النبي صلى الله عليه وسلم أهل قاهة وقال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم لو أمرت بهذا البيت فسفروا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للنساء إذا جعتن خجلتن وإذا شبعتن دقعتن وأنشده رجل
* أنكرت ذلي فأي شيء
* أحسن من ذلة المحب
*
* أليس شوقي وفيض دمعي
* وضعف جسمي شهود حبي
* فقال إبراهيم هؤلاء شهود ثقات وقال إبراهيم ما أنشدت شيئا من الشعر قط إلا قرأت بعده قل هو الله أحد ثلاث مرات وقال الدارقطني أبو الحسن إبراهيم الحربي ثقة كان إماما يقاس بأحمد بن حنبل في زهده وعلمه وورعه وهو إمام مصنف عالم بكل شيء بارع في كل علم صدوق قال ياقوت في كتاب معجم الأدباء نقلت من خط الإمام الحافظ

211
أبي نصر عبد الرحيم بن وهبان صديقنا ومفيدنا قال نقلت من خط أبي بكر محمد بن منصور السمعاني سمعت أبا المعالي ثابت بن بندار البقال يقول حكى البرقاني رحمه الله تعالى يقول كان)
إسماعيل بن إسحاق القاضي يشتهي رؤية إبراهيم الحربي وكان إبراهيم لا يدخل عليه يقول لا أدخل دارا عليها بواب فأخبر إسماعيل بذلك فقال أنا أدع بابي كباب الجامع فجاء إبراهيم إليه فلما دخل عليه خلع نعليه فأخذ أبو عمر محمد بن يوسف القاضي نعليه ولفهما في منديل دمشقي وجعله في كمه وجرى بينهما علم كثير فلما قام إبراهيم التمس نعليه فخرج أبو عمر النعل من كمه فقال له إبراهيم غفر الله لك كما أكرمت العلم فلما مات أبو عمر القاضي رئي في المنام فقيل له ما فعل الله بك فقال أجيبت في دعوة إبراهيم ودخل عليه قوم يعودونه فقالوا كيف تجدك يا أبا إسحاق قال أجدني كما قال
* دب في السقام سفلا وعلوا
* وأراني أذوب عضوا فعضوا
*
* بليت جدتي بطاعة نفسي
* وتذكرت طاعة الله نضوا
* وقال ياقوت أيضا حدثني صديقنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود ابن النجار حرسه الله قال حدثني أبو بكر أحمد بن سعيد بن أحمد الصباغ الأصبهاني بها قال حدثني أحمد بن الفضل الحافظ الأصبهاني ويعرف بجنك إملاء قال حدثني الحسن بن أحمد المقرئ يعني أبا علي الحداد قال أظنه عن أبي نعيم إنه كان يحضر مجلس إبراهيم الحربي جماعة من الشبان للقراءة عليه ففقد أحدهم أياما فسأل عنه من حضر فقالوا هذا هو مشغول فسكت ثم سألهم مرة أخرى في يوم آخر فأجابوه بمثل ذلك وكان الشاب ابتلي بمحبة شخص شغله عن حضور مجلسه وعظموا إبراهيم الحربي أن يخبروه بجلية الحال فلما تكرر السؤال عنه وهم لا يزيدونه على أنه مشغول قال لهم يا قوم إن كان مريضا قوموا بنا لنعوده أو مديونا اجتهدنا في مساعدته أو محبوسا سعينا في خلاصه فخبروني عن جلية حاله فقالوا نجلك عن ذلك فقال لابد أن تخبروني فقالوا إنه قد ابتلي بعشق صبي فوجم إبراهيم ساعة ثم قال هذا الصبي الذي ابتلي بعشقه هو مليح أو قبيح فعجب القوم من سؤاله عن مثل هذا مع جلالته في أنفسهم وقالوا أيها الشيخ مثلك يسأل عن مثل هذا فقال إنه بلغني أن الإنسان إذا ابتلي بمحبة صورة قبيحة كان بلاء يجب الاستعاذة منه وإن كان مليحا كان ابتلاء يجب الصبر عليه واحتمال المشقة فيه قال فعجبنا مما أتى به قال ياقوت هذه الحكاية مع الإسناد حدثنيه مفاوضة بحلب ولم يكن أصله معه فكتبته بالمعنى واللفظ يزيد وينقص ومن مصنفات إبراهيم الحربي كتاب سجود القرآن مناسك الحج الهداية والسنة فيها والحمام وآدابه والذي خرج من)
تفسيره لغريب الحديث مسند أبي بكر رضي الله عنه مسند عمر رضي الله عنه مسند عثمان رضي الله عنه مسند علي رضي الله عنه مسند الزبير رضي الله عنه مسند طلحة رضي الله عنه مسند سعد ابن

212
أبي وقاص رضي الله عنه مسند العباس رضي الله عنه مسند شيبة ابن عثمان رضي الله عنه مسند عبد الله بن جعفر مسند المسور بن مخرمة مسند المطلب بن ربيعة مسند السائب مسند خالد بن الوليد مسند أبي عبيدة بن الجراح مسند ما روي عن معاوية مسند ما روي عن عاصم بن عمر مسند صفوان بن أمية مسند جبلة بن هبيرة مسند عمرو بن العاص مسند عمران بن حصين مسند حكيم بن حزام مسند عبد الله بن زمعة مسند عبد الرحمن بن سمرة مسند عبد الله بن عمرو مسند عبد الله بن عمر
وكان أصل إبراهيم الحربي من مرو قال أبو بكر الشافعي سمعت إبراهيم يقول عندي من علي بن المديني قمطر ولا أحدث عنه بشيء لأني رأيته المغرب وبيده نعله مبادرا فقلت إلى أين قال ألحق الصلاة مع أبي عبد الله قلت من أبو عبد الله قال ابن أبي داؤد وتوفي لسبع بقين من ذي الحجة سنة خمس وثمانين ومائتين
3 (أبو القاسم الديباجي))
إبراهيم بن إسحاق بن محمد بن هاشم أبو القاسم الديباجي روى عنه أبو بكر ابن روزبه الهمذاني في كتاب التبصر والتذكر من جمعه أورد له محب الدين ابن النجار
* أنبأنا خير بني آدم
* وما على أحمد إلا البلاغ
*
* الناس مغبونون في نعمة
* منحة أبدانهم والفراغ
*
3 (أبو إسحاق البارع))
إبراهيم بن إسحاق الأديب اللغوي أبو إسحاق الضرير البارع قال ياقوت سمع الحديث بالبصرة والأهواز وبغداذ بعد الأربعين والثلاث مائة وكان من الشعراء المجودين طاف بعض الدنيا واستوطن نيسابور إلى أن مات بها سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة وكان من الشعراء المجودين وممن تعلم الفقه والكلام قال ذلك كله الحاكم ولقيه وروى عنه
3 (مجد الدين ابن القلانسي))
إبراهيم بن أسعد بن المظفر بن أسعد بن حمزة بن أسعد الرئيس مجد الدين ابن مؤيد الدين التميمي الدمشقي ابن القلانسي أخو الصاحب عز الدين حمزة وسيأتي ذكره في مكانه إن شاء)
الله تعالى كان مليح الكتابة حسن الشكل والبزة له الإلمام بالأدب وله نظم خدم في الجهات وتوفي رحمه الله تعالى سنة تسع وثمانين وست مائة ولم يعقب
3 (أخو حمدون النديم))
إبراهيم بن إسماعيل بن داود الكاتب أصله من العجم وهو وأخوه حمدون وداود ابنا إسماعيل شعراء وابنه حمدون بن إبراهيم أشعرهم ونادم أخوه حمدون بن إسماعيل المعتصم ومن بعده من الخلفاء إلى أن توفي في خلافة المعتز وسيأتي إن شاء الله تعالى ذكر جماعة من أهل بيته وإبراهيم الذي يقول

213
* كأن الذي ولى من العيش لم يكن
* وكل جديد سوف يخلقه الدهر
*
* مضى سالف من عيشنا غير عائد
* فلم يبق إلا ما يمثله الذكر
* قلت من هنا اختلس المعنى الشيخ فتح الدين ابن سيد الناس في قوله
* عصر مضى وجلابيب الصبي قشب
* لم يبق من طيبه إلا تمنيه
* وقال إبراهيم أيضا
* إني ليطمعني وإن أسرفت في
* حب الصبي وعصيت قول المرشد
*
* حبي لآل محمد وعداوة
* أضمرتها لعدو آل محمد
* وقال في أبي محكم السعدي
* لو أن مولى تميم كلها نشروا
* فأثبتوك لقيل الأمر مصنوع
*
* إن الجديد إذا ما زيد في خلق
* تبين الناس أن الثوب مرقوع
*
3 (الكثيري))
إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الرحمن الكثيري القرشي المدني قال المرزباني هو من ولد كثير بن الصلب السهمي متوكلي يقول من قصيدة يرثي فيها عبيد الله بن حمزة العلوي
* ماذا به حل بطن الأرض من كرم
* ومن عفاف ومن فضل ومن جود
*
* يعطي الجزيل بلا من ولا كدر
* بحر يفيض بفضل منه ممدود
*
* يعطي ثقيل على الأعداء يفدحهم
* والحزم والحكم منه غير مفقود
*
* لو كان عقل ودين مخلدي أحد
* كان المعمر أحوى البيض والسود
* وتوفي رحمه الله تعالى))
3 (ابن يسار النسائي))
إبراهيم بن إسماعيل بن يسار النسائي المدني مولى بني كنانة كان يسار النسائي يتبع طوائف النساء فسمي بذلك قال المرزباني إبراهيم محدث مأموني وهو القائل يمدح بكار بن عبد الله بن مصعب الزبيري
* إن الزمام زمام الخير نعرفه
* وابن الزمام زمام الخير بكار
*
* لذاك أقسمت بالبيت العتيق ومن
* يطيف بالبيت ومن وفد وزوار
*
* لا أخلط الدهر وديكم بغيركم
* من يجعل الفضة البيضاء كالقار
*

214
ثم إنه هجاه عندما تقلد المدينة فقال
* فإن يك أمسى أميرا
* يطيبنا فقد نكس الزمان
*
3 (الدرجي الحنفي المسند))
إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى بن علوي المسند برهان الدين أبو إسحاق الدرجي القرشي الدمشقي الحنفي إمام المدرسة العزية بالكشك ولد سنة تسع وتسعين وخمس مائة وأجاز له أبو جعفر محمد الصيدلاني وأم هانئ عفيفة الفارقانية ومحمد بن معمر بن الفاخر وأبو المفاخر خلف ابن أحمد الفراء وعبيد الله بن محمد بن أبي نصر اللفتواني وأبو الفخر أسعد ابن سعيد والمؤيد بن الاخوة وسمع أجزاء من الكندي وابن الحرستاني وأبي الفتوح البكري وحدث بالمعجم الكبير للطبراني وكان ثقة فاضلا خيرا روى عنه الدمياطي وابن تيمية ونجم الدين القحفازي والمزي والبرزالي وابن العطار وللشيخ شمس الدين منه إجازة وتوفي سنة إحدى وثمانين وست مائة
3 (والي الرشيد الأغلبي))
إبراهيم بن الأغلب التميمي السعدي أبوه الأغلب ممن ولي إمارة إفريقية ثم قتل في حرب وتوالت عليها ولاة إلى أن ولي الرشيد إبراهيم فاستقرت فيه وفي عقبه وكان إبراهيم هذا فقيها عالما أديبا خطيبا ذا بأس وحزم وعلم بالحرب ومكايدها ولم يل إفريقية قبله أحد أعدل منه سيرة ولا أحسن سياسة وكانت ولايته أولا على الزاب فلما ظهرت نجابته خرج في سبعين رجلا من الزاب بعد أن طلب في تجارها مالا يقترضه ليستعين به في طلب الملك فقالوا نعطيك مالا وتخرج في هذا العدد القليل إلى الجموع العظيمة فلا نأمن عليك وتضيع)
أموالنا فتحيل على أهله وأخذ حليهم وثيابهم واستعان به وخرج به إلى القيروان لنصرة العكي حين ثار عليه الثوار وطردوه إلى طرابلس فكسرهم وردهم العكي إلى ملكه وكانت الجموع الني اجتمعت على العكي سبعين ألفا فما زال إبراهيم بجودة رأيه وحسن تدبيره حتى هزمهم فكتب صاحب البريد إلى الرشيد فولى إبراهيم القيروان ومن شعره
* ألم ترني رددت طريد عك
* وقد برحت به أيدي الركاب
*
* أخذت الثغر في سبعين منا
* وقد أشفى على حد الذهاب
*
* هزمت لهم بعدتهم ألوفا
* كأن رعيلهم قطع السحاب
* وكان من رأيه أنه لما رأى تحكم العرب وغلبتهم على ولاة إفريقية أخذ يستخلص له من يعتمد عليه فاشترى العبيد وبنى له قصرا للفرجة ونقل إليه سلاحا في الخفية ثم جعلها مدينة وسورها وحصنها وأسكن بها من يثق به من المذكورين فلما ثار أقرب الناس وهو عمران بن مجالد وقام معه أهل القيروان خندق إبراهيم على نفسه وبقي محصورا سنة والقتال قائم بينهما

215
على أن المدينتين متقاربتان بينهما قدر عشرة أميال وجاءه من الرشيد مال الأرزاق فركب إبراهيم في خيله ورجاله وعبي عساكره تعبية الحرب وزحف إلى القيروان حتى إذا قرب منها أمر مناديا ينادي ألا من كان له اسم في ديوان أمير المؤمنين فليقدم لقبض عطاء ثم انصرف إلى قصره ولم يحدث شيئا فلما أيقن عمران بإسلام الجند له هرب تحت الليل إلى الزاب وقلع إبراهيم أبواب القيروان وثلم سورها وقتل عمران المذكور عبد الله بن إبراهيم وتوفي إبراهيم سنة ست وتسعين ومائة وهو ابن ست وخمسين سنة وولايته اثنتا عشرة سنة وأربعة أشهر وعشرة أيام
3 (ابن عبد الله الصوابي))
إبراهيم بن أونبا بن عبد الصوابي الأمير مجاهد الدين والي دمشق وليها بعد الأمير حسام الدين ابن أبي علي سنة أربع وأربعين وست مائة وكان أولا أمير جاندار الملك الصالح نجم الدين وكان أميرا جليلا فاضلا عاقلا رئيسا كثير الصمت مقتصدا في إنفاقه وكان بينه وبين الأمير حسام الدين ابن أبي علي مصافاة كثيرة ومودة أكيدة ولما مرض مرض موته أسند نظر الخانقاة التي عمرها على شرف الميدان القبلي ظاهر دمشق إلى حسام الدين فتوقف في قبول ذلك ثم قبله مكرها وتوفي سنة ثلاث وخمسين وست مائة ودفن بالخانقاة المذكورة)
أورد له قطب الدين في الذيل على مرآة الزمان
* أشبهك الغصن في خصال
* القد واللين والتثني
*
* لكن تجنيك ما حكاه
* الغصن يجني وأنت تجني
* وأورد له أيضا
* ومليح قلت ما الاس
* م حبيبي قال مالك
*
* قلت صف لي قدك الزا
* هي وصف حسن اعتدالك
*
* قال كالرمح وكالغص
* ن وما أشبه ذلك
* قلت الصحيح أن هذه الثلاثة لابن قزل المشد وهي ديوانه والله أعلم
3 (ابن أيبك المعظمي))
إبراهيم بن أيبك بن عبد الله مظفر الدين كان والده الأمير عز الدين المعظمي صاحب صرخد وكان والده أميرا كبيرا وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى مضى إبراهيم هذا إلى الملك الصالح نجم الدين ووشى بأبيه وأنه أودع أمواله للحلبيين فأمر الصالح بحمل البرهان كاتب أبيه وابن الموصلي صاحب ديوانه والبدر الخادم ومسرور إلى مصر فأما البرهان فإنه مات خوفا يوم إخراجه وحمل الباقون ولم يظهر عليهم شيء فرجعوا إلى دمشق وقد لاقوا شدائد وقال شمس الدين سبط ابن الجوزي في إبراهيم هذا إنه ولد جارية تبناه الأمير عز الدين المعظمي وليس بولده وتوفي سنة أربع وخمسين وست مائة
3 (ابن أيبك الصفدي))
إبراهيم بن أيبك بن عبد الله الصفدي جمال الدين أبو إسحاق

216
هذا المذكور أخي وشقيقي ولد تقريبا في سنة سبع مائة وتوفي رحمه الله في رابع جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وسبع مائة وتوفي رحمه الله في رابع جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وسبع مائة ودفن بمقابر الصوفية ليلة الجمعة من الشهر المذكور مضت عليه برهة مشغول باللعب غير منقلب إلى العلم وأتقن في ذلك اللعب عدة
صنائع ثم أقبل إقبالا كليا على الطلب سنة ثلاث وعشرين وسبع مائة وحفظ ألفية ابن مالك وثلث التعجيز ثم عدل إلى الحاوي وقرأ على الشيخ علاء الدين علي وابن الرسام بصفد وعلى الشيخ شهاب الدين ابن الموصلي بالقاهرة وسمع بقراءتي على الشيخ أثير الدين أبي حيان وعلى الشيخ فتح الدين ابن سيد الناس وغيرهما بالشام)
ومصر وكتب بخطه عدة مجلدات وأتقن وضع الأرباع وكان فيها ظريف الوضع والدهان وقرأ الحساب ورسائل الاسترلاب وكان ذهنه في الرياضي جيدا قابلا طويل الروح على الإدمان فيه وعرف الفرائض وأتقن الشروط وكان مقبول القول بالشام ومصر يجلس مع العدول وباشر الأيتام بصفد وثمر مالهم واغتبط به القاضي شمس الدين الخضري الحاكم بصفد مرض بدمشق مدة سبعين يوما وقاسى آلاما منوعة ثم تحزن بطاعون أربعة أيام ودرج إلى رحمة الله تعالى لما توفي رحمه الله تعالى كتب إلي بدر الدين حسن بن علي الغزي قصيدة يعزيني فيه وهي الله ولي التوفيق
* أشكيه وهو الحمام المدرك
* فرطت قضيته فما تستدرك
*
* سبق القضاء به فقل في جامح
* ملك المدى وعنانه لا يملك
*
* عرضت به الدنيا أمام نعيمها
* وسينقضي ذاك النعيم ويترك
*
* ومضت على غلوائها أحكامه
* راض بها الملوك والمتملك
*
* فلكل نفس منه أدرك طالب
* فيه استوى المستور والمتهتك
*
* تثنى صدور السمهرية والظبي
* تنفل وهو بحامليها يفتك
*
* فلذاك أخلف ظن كل مؤمل
* درك الخلود ونيله لا يدرك
*
* سل عن تصاريف الزمان أهيله
* ولسوف تدرك منه ما قد أدركوا
*
* ذهبوا وسكن في الثرى نأماتهم
* قدر لآجال النفوس محرك
*
* قدر تقاضي كل جسم حاجة
* في نفسه فقضى عليه الأملك
*
* أخليلي الشاكي وكان المشتكي
* وبنو الزمان قصارهم أن يشتكوا
*
* لا تذهبن لذاهب أسفا وقد
* مد الحجاب له وسد المسلك
*
* ظفرت به أيدي المنون وإنها
* أيد لما ظفرت به تستهلك
*
* لكنها الذكرى تهيج فبح بما
* ضمنت حشاك فكتمه لك مهلك
*
* وإذا عراك لأريحية ذكره
* طيف يدين لحكمه المتنسك
*
* فأهن عليه غزير دمعك إنه
* ليهون فيه دم ودمع يسفك
*

217
* قل يا أخي وكم دعوتك سامعا
* فالآن أنت أصم لا تتحرك
*
* زلت بك النعل الثبوت ولا أرى
* أحدا لما أوطئته يستمسك)
* (ذهبت بإبراهيم كل بشاشة
* للعيش كنت بذيلها أتمسك
*
* ومضى كما مضت القرون إلى ثرى
* ساوى الغني بقربه المتصعلك
*
* فسقى ثراه من الغمام مجلجل
* دان عراه بالنسيم تفكك
*
* ينهل في القاع الذي هو ساكن
* حتى يروض منه ما يتدكدك
* والحمد لله رب العالمين
المملوك حسن الغزي وقلت أنا أرثيه أيضا بقصيدة أولها
* إذا لم يذب إنسان عيني وأجفاني
* عليك فما أقسى فؤادي وأجفاني
*
* رحلت برغمي يا أخي وتركتني
* وحيدا أقاسي فيك أحزاب أحزاني
*
* وحل بك الأمر الذي جل خطبه
* لقد بل أرداني بدمعي وأرداني
*
* دنا منك دوني يا لها فيك حسرة
* ولما تناءى ما أراه تناساني
* منها
* وما كنت أدري إذ رأيت عذاره
* به زهرات الشيب أن الردى جان
*
* مضى فوق أعناق ورجلي أمامه
* تدوس من البلوى أسنة مران
*
* يمثله وهمي إذا زرت قبره
* كما اعتدت منه قائما يتلقاني
*
* وأحسبه من بره لو نسيته
* لطول المدى في قبره ليس ينساني
*
* أقول وقد أنسيت أنسي لفقده
* قفانبك من ذكرى حبيب وعرفان
*
* ونوحا على ربع الصبي من شبيبتي
* ورسم عفت آياته منذ أزمان
*
* وكفا عناء الدمع مني فقد حوى
* أفانين جري غير كز ولا وان
*
* ولا تحفلا بالسحب من بعده فقد
* تعاون فيك كل أوطف حنان
*
* أيا نار إبراهيم أحرقت مهجتي
* فهل ينطفي جمري بدمع كطوفان
*
* ويا ساجعات الورق هجت صبابتي
* وقد نحت من شجو على عذب البان
*
* وقالوا تجلد كي يهابك حزنه
* ولو كان يخشاني لما كان يغشاني
*
* بكيت شقيقا بات في التراب ذاويا
* فهلا أراه يانعا وهو ينعاني
*
* توهم تقصيري عن البر والتقى
* فراح أمامي كي يثقل ميزاني)
* (وهو خطبي كونه راح سالما
* وما ناله لو مت حرقة أشجاني
*
* أقسامه في الموت إذ لست باقيا
* ويفضل لي بالحزن كأس ردى ثان
*

218
* فيا لأخ قد كان خلفي وكلنا
* إلى غاية نجري ففات وخلاني
*
* وكان ورائي ثم أصبح سابقي
* وأحسبه في السابقين بإحسان
*
* كأني به إذ بات في قعر لحده
* وحيدا ولم يأنس بأهل وجيران
*
* تداركه لطف الإله بنسمة
* تهب على أزهار عفو وغفران
*
* وقد نور التوحيد ظلمة قبره
* وحياه رضوان بروح وريحان
* وقلت أيضا
* ألا يا شقيقا قد شققت له الثرى
* وجرع كأس الموت لا عشت من قبلي
*
* أخاف لظى من قتل نفسي حسرة
* عليك فتشقي في نعيمك من أجلي
* وقلت أيضا
* رأيت أخي على فرش المنايا
* عفوا غوثا من الخطب العنيف
*
* كلانا كن في نزع شديد
* ولكن مات بالسبب الضعيف
* وقلت أيضا مضمنا
* أخي وقد وافيت مستأخرا
* بعدي إلى دار الفنا والفساد
*
* وفتني سبقا لدار البقا
* فالسابق السابق منا الجواد
* وقلت أيضا
* هل تصدح الورق ولي أنة
* قد ملأت جو اللوى بالجوى
*
* وهل يزور الورد صوب الحيا
* ولي شقيق في الثرى قد جوى
* وقلت
* أخي فدتك النفس لما رأت
* مصرعك المحتوم لكن أبيت
*
* وأنت بعدي لم تقدمتني
* ما يقنضي الإنصاف ما قد أتيت
* وقلت
* لو جئت قبلي هان ما حل بي
* لما ترديت الردى واشتملت
*
* ما من درى النحو وأحكامه
* ما يقتضي الترتيب ما قد فعلت
*)
وقلت
* قضى نحبا أعز الناس عندي
* وما أحد على الأيام باق
*
* فيا عجبا تقدمني لربي
* أخي وأنا أراه في السياق
* وقلت
* برغمي أن أودعت شخصك في الثرى
* ولم أتخذ في وسط قلبي له قبرا
*

219
* وأقسم ما وفيت حقك في الأسى
* ولو كنت برا عاينوا أدمعي بحرا
* وقلت
* لست أرضى بلوعتي وبكائي
* وضلوعي حرى وعيني عبري
*
* ما بهذا تقضى حقوق مصابي
* لو دخلت الضريح أصبحت برا
* وقلت
* لما فقدت أخي تضاعف للأسى
* حزني فنومي لا يزال طريدا
*
* حزني لمصرعه وحزن رزيتي
* فيه وحزني إذ بقيت وحيدا
* وقلت
* سأشرح قصتي للناس حتى
* يؤديني السؤال إلى خبير
*
* أيمضي الجور حتى في المنايا
* بتقديم الصغير على الكبير
* وقلت
* ألا يا دهر قد راءيتنا في
* أخي فتركتنا نصلي سعيرا
*
* أتيت لنا به نجما صغيرا
* وعدت أخذته قمرا كبيرا
* وقلت
* بات أخي بالرغم من لحده
* وما شققت الجيب من ويلي
*
* تبعت فيه سنة المصطفى
* لكن شققت الدمع للذيل
* وقلت
* ولما أن رأت بالرغم عيني
* شقيقي في قرار اللحد ملقى
*
* وضعت يد الأسى في جيب جفني
* فشقت أدمعي للذيل شقا
* وقلت)
* يا ليت شعري وعلمي قد قضى ومضى
* بأن دهري بما أهواه غير سخي
*
* هل عاد ميت على من بات يندبه
* طول الزمان فأرجو أن يكون أخي
* وقلت
* هذي الحياة إذا فرضنا أنها
* طالت وقد سلمت من التنكيد
*
* والله ليس تفي بأن وجوهنا
* في الترب تغدو طعمة للدود
* وقلت مضمنا
* قد خان دهري يا أخي
* قل لي بأي يد يمت
*
* لم يبق لي فيه منى
* من شاء بعدك فليمت
*

220
وقلت
* أخي ولا تلمني أن دفنتك في الثرى
* وأنك في الأحشاء لم تتخذ دارا
*
* وكيف يكون القبر ما بين أضلعي
* وأنت بفضل الله لا تسكن النارا
* وقلت
* يا موت خلفتني كئيبا
* تضرم نار الجوى ضلوعي
*
* ولو أعاد البكاء ميتا
* كان أخي عام في دموعي
* وقلت
* قضى نحبه من كنت أرجو حياته
* لينفعني إن عاش في المال والأهل
*
* فهون خطبا لم يهن كونه قضى
* وما ذاق ما قد ذقت من غصة الثكل
* وقلت
* راح إلى الله أخي مسرعا
* لا أصغر الرحمن مسعاه
*
* والسحب تبكيه بدمع الحيا
* والورق في الأغصان تنعاه
*
* يا ليت يرعى القبر لي وجهه
* كي لا يبيت الدود يرعاه
* وقلت مضمنا
* عدمت مع أخي فأذهلني مصابي
* عليه فحرروه وأرخوه
*
* وكيف يلذ للعقلاء عيش
* وكل أخ مفارقه أخوه
* وقلت)
* يا ذهبا ذاب قلبي بعده لهفا
* وليت لو كان يغنيه تلهفه
*
* ومن بلائي الذي قد حل بعدك بي
* حملت هم الذي بعدي أخلفه
* وقلت
* أخي ذقت كأس الموت في الدهر مرة
* وجرعت كاسات الردى فيك ألوانا
*
* وجار عليك الدهر دوني ظالما
* فغادرني نبعا وأذواك ريحانا
* وقلت
* يا أخي حينك وافي
* ليته وافق حيني
*
* الجوى حرق قلبي
* والبكا قرح عيني
* وكتبت على قبره
* يا ساكنا تحت طباق الثرى
* وهو مع المعدوم معدود
*
* بأي خديك تبدي البلى
* وأي عينيك رعى الدود
*

221
ونظمت فيه من القصائد والمقاطيع غير هذا ولكن هذا القدر كاف
3 (ابن القريشة الحنبلي))
إبراهيم بن بركات بن أبي الفضل الشيخ الصالح أبو إسحاق الصوفي ابن القريشة بالقاف والراء والياء آخر الحروف والشين المعجمة والهاء أحد الإخوة شيخ الخانقاه الأسدية وإمام تربة بني صصري القادري البعلبكي الحنبلي كان شيخا منور الشيبة مليح الشكل حلو المذاكرة عليه أنس المشاهدة صحب المشايخ وسمع من الشيخ الفقيه فكان خاتمة أصحابه ومن ابن عبد الدائم وعلي بن الأوحد وابن أبي اليسر وأبي زكرياء ابن الصيرفي وعدة وروى الكثير واشتهر وعاش تسعين سنة وأكثر لأن مولده سنة ثمان وأربعين وست مائة وتوفي رحمه الله ثالث عشر شهر رجب سنة أربعين وسبع مائة بالجبل وكان يقول مولدي سنة خمسين وروى عنه الشيخ علم الدين البرزالي وغيره في حياته وتوفي هو بعد البرزالي الذي روى عنه وسمع منه شمس الدين السروجي وأولاد المحب وأبي سعيد ونجم الدين الذهلي وولد الشيخ شمس الدين وسبطاه
3 (الرمادي البصري))
إبراهيم بن بشار أبو إسحاق الرمادي البصري روى عنه أبو داود وروى الترمذي عنه)
بواسطة وأحمد بن أبي خيثمة قال البخاري يهم في الشيء بعد الشيء وهو صدوق وقال ابن حبان كان متقنا حافظا صحب سفيان سنين كثيرة وقال ابن معين ليس بالشيء قال النسائي ليس بالقوي وقال محمد بن أحمد الزريقي كان أزهد أهل زمانه توفي رحمه الله تعالى سنة أربع وعشرين ومائتين
3 (الجزري))
إبراهيم بن أبي بكر بن إبراهيم بن عبد العزيز بن عمر المرتضى العدل مجد الدين والد شمس الدين الجزري صاحب التاريخ وقد تقدم ذكره في المحمدين مكانه ولد مجد الدين سنة تسع وست مائة بالجزيرة العمرية وأكثر الترحال في التجارة إلى الهند واليمن والنواحي ودخل أكثر من سبعين مدينة ثم إنه استوطن دمشق وكان بزارا بالرماحين وكان حسن البزة مقبول القول وتوفي رحمه الله تعالى ثلاث وتسعين وست مائة وكان كثيرا ما ينشد لولده شمس الدين احذر من الواوات

222
واو الوصية والوديعة والوكالة والوقوف
3 (الفاشوشة الكتبي))
إبراهيم بن أبي بكر بن عبد العزيز شمس الدين الجزري الكتبي المعروف بالفاشوشة ولد سنة اثنتين وست مائة كان يذكر أنه سمع من فخر الدين ابن تيمية وتوفي سنة سبع مائة وكان تاجرا بسوق الكتب بدمشق له فيها دكان كبير وكتب كثيرة وخبرة تامة بالكتب يقال إنه لما احترقت اللبادين احترق له خمسة آلاف مجلد ولم يبق له غير الكتب التي كانت عند الناس في العرض أو في العارية وكان يترفض قيل إنه جاء إليه إنسان في بعض الأيام وقال له هل عندك كتاب فضائل يزيد عليه السلام فقال نعم ودخل إلى الدكان وخرج وفي يده جراب عتيق وجعل يضربه على رأسه ويقول العجب كونك ما قلت صلى الله عليه وسلم
3 (الأمير مجير الدين الكردي))
إبراهيم بن أبي بكر بن أبي زكري الأمير مجير الدين كان من أعيان الأمراء الأكابر الأكراد كان جوادا ممدحا من بيت كبير خدم الصالح أيوب وهو بالمشرق وقدم معه الشام واعتقله الصالح إسماعيل لما أمسك الصالح أيوب بالكرك وأفرج عنه واستمر في خدمة الصالح أيوب بمصر إلى أن توفي الصالح وقتل ولده المعظم ثم اتصل بخدمة الناصر)
صاحب الشام وحج بالناس سنة ثلاث وخمسين وفعل من المعروف ما اشتهر ذكره ثم أمسك هو والأمير نور الدين علي بن الشجاع الأكتع لما ضرب البحرية وعسكر المغيث مصافا مع عسكر الناصر ثم أفرج عنهما لما وقع الصلح وجعله الناصر بنابلس مقيما وعنده عسكر فقدم عليه جمع عظيم من التتار فهاجموا نابلس وتلقاهم بوجهه وقاتلهم قتالا شديدا وقتل منهم بيده جماعة فاستشهد ذلك اليوم سنة ثمان وخمسين وست مائة وكان حسنة من حسنات الدهر يحفظ شعرا كثيرا كثير المخاطبة كثير المحاضرة كريم العشرة كثير البر للفقراء والأغنياء ومن شعره أورده قطب الدين اليونيني في ذيله على مرآة الزمان
* جعل العتاب إلى الصدود سبيلا
* لما رأى سقمي عليه دليلا
*
* وظللت أورده حديث مدامعي
* عن شرح جفني مسندا منقولا
* ومنه
* قضى البارق النجدي في ساعة اللمح
* بفيض دموعي إذ تراءى على السفح
*
* ذبحت الكرى ما بين جفني وناظري
* فمحمر دمعي الآن من ذلك الذبح
*
3 (ابن كاتب قيصر النصراني))
إبراهيم بن أبي الثناء علم الملك عرف بابن كاتب قيصر

223
كان من أعيان النصارى الفضلاء هو وأخوه تاج الملك إسحاق نقلت من خط نور الدين ابن سعيد المغربي ما نسبه للمذكور في الياسمين المحشو بالأحمر
* أرى ياسمينا محشى غدا
* إلى الند في نشرة ينتمي
*
* كمثل قصاصة تصفية
* تلوث أطرافها بالدم
*
3 (قائد المعز))
إبراهيم بن جعفر أبو محمود الكتامي أحد قواد المعز صاحب مصر توفي سنة سبعين وثلاث مائة
3 (أمير المؤمنين المتقي بالله))
إبراهيم بن جعفر أمير المؤمنين أبو إسحاق المتقي بالله ابن المقتدر ابن المعتضد ولد سنة سبع وتسعين ومائتين واستخلف سنة تسع وعشرين وثلاث مائة بعد أخيه الراضي بالله فوليها إلى سنة ثلاث وثلاثين ثم إنهم خلعوة وسملوا عيينة وبقي في قيد الحياة وكان حسن الجسم)
مشربا حمرة أبيض أشقر الشعر بجعودة أشهل العينين وكان فيه دين وصلاح وكثرة صلاة وصيام لا يشرب الخمر وتوفي في السجن سنة سبع وخمسين وثلاث مائة رحمه الله تعالى وكان قد خلع وكحل يوم السبت لعشر بقين من صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة وكانت خلافته ثلاث سنين وأحد عشر شهرا وكانت وفاته بعد خمس وعشرين سنة من خلعه وكانت أيامه منغصة عليه لاضطراب الأتراك حتى إنه فر إلى الرقة فلقيه الإخشيد صاحب مصر وأهدى له تحفا كثيرة وتوجع لما ناله من الأتراك ورغبه في أن يسير معه إلى مصر فقال كيف أقيم في زاوية من الدنيا وأترك العراق متوسطة الدنيا وسرتها ومقر الخلافة وينبوعها ولما خلا بخواصه قالوا له الرأي أن تسير معه إلى مصر لتستريح من هؤلاء الذين يحكمون عليك فقال كيف يحسن في رأيكم أنا نتمكن من حاشية غريبة منا عرية عن إحساسنا الوافر إليها وقد رأيتم أن خواصنا الذين هم برأي العين منا ومستغرقون في إحساننا لما تحكموا في دولتنا ووجدوا لهم علينا مقدرة كيف عاملونا فكيف يكون حالنا في ديار قوم إنما يرون أنهم خلصونا مما نزل بنا ثم سار حتى قدم بغداذ بعد أن خاطبه توزون أمير الأتراك وحلف له أن لا يغدر به وزينت له بغداذ زينة يضرب بها المثل وضربت له القباب العجيبة في طريقه فلما وصل إلى السندية على نهر عيسى قبض عليه توزون وسمله وبايع المستكفي من ساعته ودخل بغداذ في تلك الزينة فكثر تعجب الناس من ذلك وفال المتقي لله في ذلك
* كحلونا وما شكو
* نا إليهم من الرمد
*
* ثم عاثوا بنا ونح
* ن أسود وهم نقد
*
* كيف يغتر من أقم
* نا وفي درستنا قعد
*

224
3 (البغداذي))
إبراهيم بن الحارث البغداذي نزيل نيسابور روى عنه البخاري وتوفي سنة خمس وستين ومائتين
3 (النيلي))
إبراهيم بن الحجاج النيلي الشامي روى عنه النسائي بواسطة ذكره ابن حبان في الثقات توفي رحمه الله تعالى في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين
3 (العلوي))
)
إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه روى عن أبيه وهو أخو عبد الله بن الحسن خرج من بيته جماعة وطلبوا الأمر وجرت لهم أمور وسيأتي ذكرهم كل واحد في مكانه إن شاء الله تعالى توفي بعد العشرين والمائة رحمه الله تعالى
3 (المخرمي الدمشقي المسند))
إبراهيم بن أبي الحسن بن صدقة بن إبراهيم البغداذي المسند المقرئ المعمر شرف الدين أبو إسحاق المخرمي الدمشقي ولد سنة أربع وعشرين وست مائة وتوفي رحمه الله تعالى سنة تسع وسبع مائة وسمع من ابن اللتي وأبي نصر ابن عساكر وأبي الحسن ابن المقير ومكرم بن أبي الصقر وجعفر الهمذاني وأجاز له ابن الصباح والناصح وأبو الوفاء محمود بن مندة تفرد وروى الكثير وكان حسن الأخلاق خيرا ويؤم في مسجد ويقرئ الصغار وله حلقة سمع عليه شمس الدين بكفربطنا
3 (قاضي تونس))
إبراهيم بن حسن بن علي بن عبد الرفيع الربعي المالكي الحاكم بتونس ولد سنة ست وثلاثين وست مائة وتوفي رحمه الله سنة أربع وثلاثين وسبع مائة وألف أربعين حديثا قال الشيخ شمس الدين استفدت منها واختصر التفريع لابن الجلاب سماه السهل البديع وعمر دهرا ذكر أنه سمع من محمد بن عبد الجبار الرعيني سنة خمس وخمسين كتاب البخاري عن أبي محمد ابن أسد عن ابن السكن وذكر أنه سمع الموطأ كله عن

225
ابن حوط الله عن أبي عبد الله ابن زرقون قال وسمعت أربعين السلفي بقراءتي سنة ثمان وخمسين على الفقيه عثمان بن سفيان التميمي عن الحافظ ابن الفضل عنه وسمعت مقامات الحريري عليه وابن جبير عن الخشوعي قال الشيخ شمس الدين قرأت وفاة ابن عبد الرفيع بخط ابن المطري سنة أربع وثلاثين وذكر أنه كتب إليه بالإجازة وخلفه في العلم والقضاء العلامة أبو العباس أحمد بن عبد السلام صاحب شرح المختصر في الفقه لابن الحاجب
3 (الحصني الحموي الشافعي))
إبراهيم بن الحسن بن طاهر أبو طاهر الحموي المعروف بالحصني الشافعي كان فاضلا دينا خيرا حسن السيرة سكن دمشق وتفقه ببغداذ سمع ببغداذ أبا علي ابن نبهان الكاتب وأبا طالب الزينبي وأبا علي ابن المهدي وكتب عنه أبو سعيد السمعاني وسمع منه بدمشق وقال ولد في)
ذي الحجة سنة خمس وثمانين وأربع مائة قلت وقد روى واقعة جرت لنور الدين الشهيد رحمه الله يأتي ذكرها في ترجمه نور الدين إن شاء الله تعالى
3 (الرؤاسي))
إبراهيم بن حميد الرؤاسي الكوفي ثقة روى له البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وتوفي رحمه الله تعالى سنة ثمان وسبعين ومائة
3 (أبو ثور صاحب الشافعي))
إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان أبو ثور الكلبي الفقيه البغداذي صاحب الشافعي رضي الله عنه ناقل الأقوال القديمة عنه كان أحد الأعلام الثقات المأمون له في المذهب الكتب المصنفة في الأحكام جمع فيها بين الحديث والفقه وكان مبدأ اشتغاله بمذهب أهل الرأي حتى قدم الشافعي رضي الله عنه إلى العراق فاختلف إليه واتبعه ورفض مذهبه الأول وتوفي سنة أربعين ومائتين ببغداذ ودفن بمقبرة باب الكنائس رحمه الله تعالى
3 (بطيطي الحافظ))
إبراهيم بن خالد الحافظ المعروف ببطيطي توفي رحمه الله تعالى قبل الخمسين والمائتين
3 (نجيب الدين الادمي))
إبراهيم بن خليل بن عبد الله نجيب الدين الدمشقي الادمي أخو شمس الدين يوسف بن خليل الآتي ذكره إن شاء الله تعالى في حرف الياء مكانه ولد يوم الفطر

226
سنة خمس وسبعين وخمس مائة وتوفي رحمه الله تعالى سنة ثمان وخمسين وست مائة لأنه عدم في نوبة التتار حدث بدمشق وحلب وكان صحيح السماع
3 (جمال الدين العسقلاني المقرئ))
إبراهيم بن داود بن ظافر بن ربيعة الشيخ جمال الدين أبو إسحاق العسقلاني الدمشقي المقرئ الشافعي ولد سنة اثنتين وعشرين وست مائة وتوفي رحمه الله تعالى سنة اثنتين وتسعين وست مائة ودفن بتربة شيخه السخاوي بقاسيون سمع من ابن الزبيدي وابن اللتي ومكرم والسخاوي وابن الجميزي والفخر الإربلي وطائفة وقرأ على السخاوي وانقطع إليه ولازمه ثمانية أعوام وأفرد عليه وجمع للسبعة وسبع ختم وأخذ عنه علما كثيرا من التفسير والحديث والأدب ثم طلب بنفسه وكتب وقرأ الكتب الكثيرة على التقى اليلداني وطبقته وكان يقرأ)
الحديث بالفاضلية ثم إنه عاد شيخها وولي مشيخة تربة أم الصالح بعد العماد الموصلي وقرأ عليه جماعة كثيرة منهم الجمال البدوي والشيخ محمد المصري والشمس العسقلاني وسمع منه البرزالي والطلبة قال الشيخ شمس الدين وكنا جماعة نجمع عليه في بيته وصلت في الجمع عليه إلى آخر القصص وأجاز لي جميع ما يجوز له روايته
3 (الحافظ سيفنة))
إبراهيم بن ديزيل الكسائي الهمذاني الحافظ الملقب بدابة عفان للزومه إياه ويعرف بسيفنة بالسين والياء آخر الحروف ساكنة والفاء والنون المشددة وبعدها هاء وهو اسم طائر بمصر لا يقع على شجرة إلا أكل ورقها ولا يفارقها وكذلك كان إبراهيم لا يقدم على شيخ ويفارقه إلا بعد أن يكتب جميع حديثه سمع بالحجاز والشام ومصر والعراق والجبال وروى عنه جماعة من الكبار قال إذا كان كتابي بيدي وأحمد بن حنبل عن يميني وابن معين عن يساري لا أبالي يعني بضبطه وجودة كتبه وتوفي رحمه الله سنة إحدى وثمانين ومائتين
3 (أبو حكيم الحنبلي))
إبراهيم بن دينار بن أحمد بن الحسين بن حامد بن إبراهيم النهرواني أبو حكيم الفقيه الحنبلي قال ابن النجار أحد أئمة الدين المشهورين بالفضل والورع والحلم والصبر والتواضع قرأ الفقه على أبي سعد ابن حمزة صاحب أبي الخطاب الكلوذاني حتى برع فيه وصارت له معرفة تامة بالفقه والخلاف والفرائض وأنشأ مدرسة بباب الأزج من ماله وانقطع فيها مستغلا بنشر العلم وكان يخيط للناس ثياب الخام ويأكل من كسب يده ويأخذ أجرة القميص حبتين ولا يزيد على ذلك ولا يقبل لأحد صلة وحكاياته مشهورة في عدم غضبه وصبره على خدمة الفقراء والعجائز والأرامل والزمنى سمع الحديث من أبي الحسن علي بن محمد بن العلاف وأبي القاسم علي بن أحمد ابن
أحمد بن محمد بن بيان وأبي علي محمد بن سعيد بن نبهان وأبي عثمان ابن إسماعيل بن محمد الأصبهاني وأبي طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف

227
وأبي القاسم هبة الله بن الحصين وغيرهم وروى عنه ابن الجوزي وابن الأخضر وغيرهما وكان صدوقا وتوفي سنة ست وخمسين وخمس مائة
إبراهيم بن رضوان بن تتش بن ألب رسلان شمس الملوك أبو نصر نزل على حلب محاصرا لها ومعه الأمير دبيس بن صدقة وبغدوين ملك الفرنج سنة ثماني عشرة وخمس مائة وفي)
سنة إحدى وعشرين قدم إلى حلب أيضا فملكها ودخلها وفرحوا به ونادوا بشعاره ثم إن الأتابك زنكي أعطاه نصيبين فملكها إلى أن مات رحمه الله تعالى في سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة
3 (الزجاج النحوي))
إبراهيم بن السري بن سهل أبو إسحاق الزجاج النحوي قال الخطيب كان من أهل الدين والفضل حسن الاعتقاد جميل المذهب وله مصنفات حسان في الأدب توفي سنة إحدى عشرة وثلاث مائة وهو أستاذ أبي علي الفارسي قال كنت أخرط الزجاج فاشتهيت النحو فلزمت المبرد وكان لا يعلم إلا بأجرة فقال لي أي شيء صناعتك قلت أخرط الزجاج وكسبي كل يوم درهم ودانقان أو درهم ونصف وأريد أن تبالغ في تعليمي وأنا أعطيك كل يوم درهما وألتزم بذلك أبدا إلى أن يفرق الموت بيننا استغنيت عن التعليم أو احتجت إليه فكان ينصحني في التعليم حتى استقللت وأنا أعطيه الدرهم كل يوم فجاءه كتاب من بعض بني مارقة من الصراة يلتمسون نحويا لأولادهم فقلت له أسمني لهم فأسماني فخرجت فكنت أعلمهم وأنفذ إليه كل شهر ثلاثين درهما وأزيده ما أقدر عليه ومضت مدة فطلب منه عبيد الله بن سليمان مؤدبا لابنه القاسم فقال لا أعرف إلا رجلا زجاجا بالصراة مع بني مارقة فكتب إليهم فأحضرني وأسلم إلي القاسم فكان ذلك سبب غنائي فكنت أعطي المبرد ذلك الدرهم إلى أن مات ولا أخليه من التفقد بحسب طاقتي فكنت أقول للقاسم بن عبيد الله إن بلغك الله الوزارة ماذا تصنع بي فيقول ما أحببت فأقول له تعطيني عشرين ألف دينار وكانت غاية أمنيتين فلما ولي القاسم الوزارة وأنا نديمة وملازمة هبته أن أذكره فلما كان اليوم الثالث من وزارته قال لي يا أبا إسحاق لم أرك تذكرني بالنذر فقلت عولت على رعاية الوزير فقال لي إنه المعتضد ولولاه ما تعاظمني دفع ذلك إليك في مكان واحد ولكني أخاف أن يصير لي معه حديث في ذلك فاسمح بأخذه متفرقا فقلت يا سيدي أفعل فقال اجلس للناس وخذ رقاعهم في الحوائج الكبار واستعجل عليها ولا تمتنع من مسألتي شيئا تخاطب فيه صحيحا كان أو محالا إلى

228
أن تحصل لك مال النذر فكنت أعرض عليه كل يوم رقاعا فيوقع لي فيها وربما قال كم ضمن لك على هذا فأقول كذا وكذا فيقول غبنت هذا يساوي كذا وكذا ارجع فاستزد فأراجع القوم ولا أزال أماكسهم حتى أبلغ الحد الذي رسمه فحصل عندي عشرون ألف دينار)
وأكثر في مديدة فقال لي بعد شهور يا أبا إسحاق حصل مال الذر فقلت لا فسكت وكنت أعرض عليه ويسألني في كل شهر ونحوه حصل المال فأقول لا خوفا من انقطاع الكسب إلى أن حصل لي ضعف ذلك فسألني يوما فاستحييت من الكذب المتصل فقلت قد حصل ذلك ببركة الوزير فقال فرجت والله عني وقد كنت مشغول القلب إلى أن يحصل لك ثم وقع لي إلى خازنه بثلاثة آلاف دينار صلة فأخذتها وامتنعت عن أن أعرض عليه شيئا فلما كتم من الغد جئت وجلست على رسمي فأومأ إلي أن هات ما معك فقلت ما أخذت من أحد شيئا لأن النذر حصل فقال يا سبحان الله أتراني أقطع عنك شيئا قد صار لك عادة وعلمه الناس وصارت لك به وجاهة ومنزلة وللناس غدو ورواح إلى بابك ولا يعلم السبب فيظن ذلك لضعف جاهك عندي اعرض علي على رسمك وخذ بلا حساب فقبلت يده وباكرت إليه بالرقاع ولم أزل كذلك إلى أن مات
ومن تصانيف الزجاج المؤاخذات على الفصيح لثعلب كتاب الاشتقاق كتاب القوافي كتاب العروض كتاب الفرق كتاب خلق الإنسان كتاب خلق الفرس كتاب مختصر في النحو كتاب فعلت وأفعلت كتاب ما ينصرف وما لا ينصرف كتاب شرح أبيات سيبويه كتاب النوادر كتاب معاني القرآن وكتاب ما فسر من جامع المنطق كتاب الأنواء وقال ياقوت الحموي قال ابن بشران كان أبو إسحاق الزجاج ينزل بالجانب الغربي من بغداذ بالموضع المعروف بالدويرة وأنشدت له
* قعودي لا يرد الرزق عني
* ولا يدنيه إن لم يقض شي
*
* قعدت فقد أتاني في قعودي
* وسرت فعافني والسير لي
*
* فلما أن رأيت القصد أدنى
* إلى رشدي وأن الحرص غي
*
* تركت لمدلج دلج الليالي
* ولي ظل أعيش به وفي
* وقد ذكر ياقوت في تاريخ الأدباء له سبب اتصال الزجاج فيما بعد المعتضد
3 (ابن سعدان المؤدب))
إبراهيم بن سعدان بن حمزة الشيباني المؤدب كان أبو الحسن العنزي كثير الرواية عنه يروي الأخبار عنه ومستحسن الأشعار وكان إبراهيم يؤدب المؤيد وكان ذا منزلة عنده قال ياقوت وحدث المرزباني فيما رفعه إلى أبي إسحاق الطلحي أحمد بن محمد بن حسان في حمار)
إبراهيم بن سعدان

229
* ألا أيها العير المصرف لونه
* بلونين في قر الشتاء وفي الصيف
*
* هلم وقاك الله من كل آفة
* إلى مجد مولاك الشفوق على الضيف
* وقال إبراهيم حرفان فيهما أربع وعشرون نقطة لا يعرف مثلهما حكاهما أبو الحسن اللحياني تتقتقت أي صعدت في الجبل وتبشبشت من البشاشة وحرف في القرآن هجاؤه عشرة أحرف متصلة ليس في القرآن مثله ليستخلفنهم في الأرض وحدث المرزباني عن الصولي عن أبي العيناء قال قال المتوكل بلغني أنك رافضي فقلت يا أمير المؤمنين وكيف أكون رافضيا وبلدي البصرة ومنشأي مسجد جامعها وأستاذي الأصمعي وجيراني باهلة وليس يخلو الناس من طلب دين أو دنيا فإن أرادوا دينا فقد أجمع المسلمون على تقديم من أخروا وتأخير من قدموا وإن أرادوا دينا فأنت وآباؤك أمراء المؤمنين ولا دين إلا بك ولا دنيا إلا معك أبوك مستنزل الغيث وفي يديك خزائن الأرض وأنا مولاك فقال ابن سعدان زعم ذلك فيك قال فقلت ومن ابن سعدان والله ما يفرق ذلك بين الإمام والمأموم والتابع والمتبوع إنما ذلك حامل درة ومعلم صبية وآخذ على كتاب الله أجرة فقال لا تفعل إنه مؤدب المؤيد فقلت يا أمير المؤمنين إنه لم يؤدبه حسبة وإنما أدبه بأجرة فإذا أعطيته حقه فقد قضيت ذمامه فقام ابن سعدان فقال يا أبا العيناء لا والله ما صدق يا أمير المؤمنين في شيء مما حكاه عني ثم أقبل على المتوكل فقال أي شيء أسهل عليك يا أمير المؤمنين من أن ينقضي مجلسك على ما تحب ثم يخرج هذا فتقطعني قال فضحك المتوكل
3 (ابن سعد))
إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف المدني كان من العلماء الثقات ولي قضاء المدينة وكان أبوه قاضيها وكان إبراهيم أسود اللون قدم بغداذ فأكرمه الرشيد وأظهر بره وسئل عن الغناء فأفتى بتحليله وأتاه بعض أصحاب الحديث ليسمع منه فسمعه يتغنى فقال لقد كنت حريصا على أن أسمع منك فأما الآن فلا أسمع منك فقال إذا لا أفقد إلا شخصك وعلي وعلي إن حدثت ببغداذ حديثا حتى أغني قبله وشاعت عنه هذه ببغداذ وبلغت الرشيد فدعا به وسأله عن حديث المخزومية التي قطعها رسول الله صلى الله عليه وسلم في السرقة فدعا بعود فقال الرشيد أعود البخور فقال لا ولكن عود الطرب فتبسم ففهمها)
إبراهيم بن

230
سعد فقال لعلك بلغك يا أمير المؤمنين حديث السفيه الذي آذاني بالأمس وألجأني إلى أن حلفت قال نعم ودعا له بعود فغناه
* يا أم طلحة إن البين قد أزفا
* قل الثواء لئن كان الرحيل غدا
* فقال له الرشيد من كان من فقهائكم يكره السماع قال من ربطه الله قال فهل بلغك عن مالك في هذا شيء قال أخبرني أبي أنهم اجتمعوا في بني يربوع في مدعاة وهم يومئذ جلة ومعهم دفوف ومعازف وعيدان يغنون ويلعبون ومع مالك دف مربع وهو يغنيهم
* سليمى أجمعت بينا
* فأين لقاؤها أينا
* الأبيات الثلاثة فضحك الرشيد ووصله بمال رواها غير واحد عن أبي بكر محمد بن إسحاق الصفار وروى له الجماعة كلهم وتوفي سنة ثلاث وثمانين ومائة
3 (ابن جماعة))
إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة بن حازم بن صخر الزاهد العابد أبو إسحاق الكناني الحموي شيخ البيانية بحماة كان صالحا خيرا كثير الذكر سلفي المعتقد روى عنه ولده قاضي القضاة بدر الدين محمد بن جماعة وقد تقدم ذكره في المحمدين خرج من حماة وودع أهله وقال أذهب فأموت بالقدس فكان ذلك كما قال وتوفي رحمه الله تعالى يوم النحر سنة خمس وسبعين وست مائة
إبراهيم بن سعيد بن محمد بن الكميت أبو إسحاق الفارقي روى ببغداذ شيئا من شعره وسمع بها صحيح البخاري من أبي الوقت وتفقه بالنظامية روى عنه القاضي أبو البركات الموصلي في مشيخته وذكر أنه سمع منه ببغداذ سنة ثلاث وخمسين وخمس مائة أورد له ابن النجار
* وأكحل الطرف ممشوق القوام صبا
* إليه قلبي وآلى لا يفارقه
*
* أهابه أن أمد الطرف أبصره
* شوقا إليه ولكني أسارقه
*
* وكلما ازددت وجدا صحت لا عجبا
* إن مات من حب هذا الظبي عاشقه
* قلت أحسن من هذا قول الآخر
* لئن تلف المضنى عليك صبابة
* بحق له والله ذاك ويعذر
* رجع إلى قول ابن الكميت
* تجمع الحسن والإحسان فيه فما
* له نظير تعالى الله خالقه
*

231
)
* فالبدر طلعته والليل طرته
* وروضة الحزن من حزوى خلائقه
* وأورد له أيضا
* ظبي أغن له في طرفه مرض
* تلوح شمس الضحى من تحت طرته
*
* يهتز كالغصن إلا أنه بشر
* قد صاغه الله فردا في ملاحته
*
* إذا تثنى رأيت البدر في فلك
* من جيبه والثريا فوق جبهته
*
* أهوى هواه ولي نفس معذبة
* تذوب شوقا إلى تقبيل وفرته
* قلت شعر منحط
3 (الحافظ الجوهري))
إبراهيم بن سعيد الجوهري أبو إسحاق الحافظ بغداذي حافظ صاحب حديث روى عنه مسلم والأربعة وكان ثقة ثبتا صنف المسند وتوفي رحمه الله تعالى سنة سبع وأربعين ومائتين
3 (الرفاعي الضرير))
إبراهيم بن سعيد بن الطيب أبو إسحاق الرفاعي الضرير قدم واسط صبيا فدخل الجامع وهو ذو فاقة فأتى حلقه عبد الغفار الحصيني فتلقن القرآن وكان معاشه من أهل الحلقة ثم أصعد إلى بغداذ فصحب أبا سعيد السيرافي وقرأ عليه شرحه في كتاب سيبويه وسمع منه كتب اللغة والدواوين وعاد إلى واسط وقد مات عبد الغفار فجلس يقرئ الناس في الجامع ونزل في الزيدية من واسط وهناك يكون الرافضة والعلويين فنسب إلى مذهبهم ومقت وجفاه الناس وكان شاعرا أورد له ياقوت
* وأحبه ما كنت أحسب أنني
* أبلى ببينهم فبنت وبانوا
*
* نأت المسافة فالتذكر حظهم
* مني وحظي منهم النسيان
* وتوفي سنة إحدى عشرة وأربع مائة ودفن مع غروب الشمس ولم يكن معه إلا اثنان وكادا يقتلان وكان غاية في العلم ومن غد ذلك النهار توفي رجل من حشو العامة فأغلقت البلدة من أجله

232
3 (الحبال الحافظ))
إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الحافظ أبو إسحاق الحبال النعماني مولاهم المصري سمع من الحافظ عبد الغني سنة سبع وأربع مائة وروى عن جماعة وروى عنه ابن ماكولا والخطيب)
وغيرهما وتوفي سنة اثنتين وثمانين وأربع مائة
إبراهيم بن سعيد بن يحيى بن محمد بن الخشاب القاضي الرئيس أبو طاهر الحلبي كان من أعيان الحلبيين وكبرائهم وكان فاضلا أديبا شاعرا منشئا له النثر والنظم وله نظر في العلوم إلا أنه كان من أجلاء الشيعة المعروفين وكان دمث الأخلاق ظريفا مطبوعا توفي سنة تسع وثمانين وخمس مائة
3 (الزيادي النحوي))
إبراهيم بن سفيان الزيادي كان نحويا لغويا راوية قرأ كتاب سيبويه على سيبويه رحمه الله ولم يتمه وروى عن الأصمعي وأبي عبيدة ونظرائهم وكان شاعرا وكان يشبه بالأصمعي في معرفة الشعر ومعانيه وكان فيه دعابة ومزاح ومن شعره
* قد خرج الهجر على الوصل
* وانقطع الحبل من الحبل
*
* ودبق الهجر جناح الهوى
* وانفلت الوصل من البخل
*
* فليت ذا الهجر قبيل الهوى
* ليسلم الوصل من القتل
* وفيه يقول الجماز يهجوه
* ليس بكذاب ولا آثم
* من قال إبراهيم ملعون
*
* حكم رسول الله في جده
* ما ناله إلا الملاعين
*
* وبعد هذا كله إنه
* يعجبه القثاء والتين
* وقال الزيادي في جارية سوداء
* ألا حبذا حبذا حبذا
* حبيب تحملت فيه الأذى
*
* ويا حبذا برد أنيابه
* إذا الليل أظلم واجلوذا
* ومن تصانيفه كتاب النقط والشكل كتاب الأمثال كتاب تنميق الأخبار كتاب أسماء الرياح والأمطار شرح نكت كتاب سيبويه وتوفي سنة تسع وأربعين ومائتين في أيام المستعين
3 (ابن النجار الكاتب))
إبراهيم بن سليمان بن حمزة بن خليفة جمال الدين ابن النجار القرشي الدمشقي المجود ولد بدمشق سنة تسعين وخمس مائة وتوفي سنة إحدى وخمسين

233
وست مائة رحمه الله تعالى وحدث وكتب في الإجازات وكتب عليه أبناء البلد وكان الشهاب غازي المجود الآتي ذكره)
في حرف الغين مكانه من أصحابه وله نظم وأدب وسافر إلى حلب وبغداذ وكتب للأمجد صاحب بعلبك وسافر إلى الإسكندرية وتولى الإشراف بها وسمع بدمشق من التاج الكندي وغيره ومن شعره ما قاله في أسود شائب
* يا رب أسود شائب أبصرته
* وكأن عينيه لظى وقاد
*
* فحسبته فحما بدت في بعضه
* نار وباقيه عليه رماد
* قالت قال وقاد والأصل وقادة لأنه صفة للظى وهي مؤنثة قال الله تعالى إنها لظى نزاعة للشوى ولكنه ذكره حملا على المعنى لأنه المعنى جمر وقاد كما في قول الشاعر ولا أرض أبقل ابقالها وهو مشهور وقال أيضا
* ما لهذي العيون قاتلها الل
* ه تسمى لواحظا وهي نبل
*
* ولهذا الذي يسمونه العش
* ق مجازا وفي الحقيقة قتل
*
* ولقلبي يقول أسلو فإن قل
* ت نعم قال لست والله أسلو
* وقال أيضا
* ومغرم بالبدال قلت له
* يا ولدي قد وقعت في التعب
*
* طورا على الراحتين منبطحا
* وتارة جاثيا على الركب
*
* دخل وخرج وليس بينهما
* في اليد من فضة ولا ذهب
*
* أيسر ما فيه أن مسلكه
* تأمن فيه من عين مرتقب
*
* وعندنا قهوة معتقة
* كأن في كأسها سنا لهب
*
* ومن بنات القيان مخطفة
* تغار منها الأغصان في الكثب
*
* ومطرب يحسن الغناء لنا
* إن كنت ممن يقول بالطرب
*
* ولست تخلو مع كل ذلك من
* عمود أير كالزند منتصب
*
* ينطح نطح الكباش متصلا
* بطول رهز كالخرز في القرب
* وقال أيضا
* لقد نبتت في صحن خدك لحية
* تأنق فيها صانع الإنس والجن
*
* وما كنت محتاجا إلى حسن نبتها
* ولكنها زادتك حسنا إلى حسن
*))
3 (الورديسي الضرير))
إبراهيم بن سليمان بن رزق الله بن سليمان بن عبد الله الورديسي

234
أبو الفرج الضرير ولد بورديس قرية عند إسكاف ودخل بغداذ في صباه وسمع أبا الخطاب نصر بن البطر ورزق الله بن عبد الوهاب التميمي وأحمد ابن خيرون وأحمد بن الحسن الكرجي وأحمد بن عبد القادر بن يوسف وأبا الفوارس طراد بن محمد بن الزينبي وغيرهم قال ابن النجار كان فهما حافظا لأسماء الرجال روى عنه شيخنا ابن بوش وقال أخبرني الحاتمي قال أنا السمعاني قال أبو الفرج الورديسي شيخ ثقة حسن السيرة يفهم الحديث سمع الكثير بنفسه وله أصول توفي سنة أربع وثلاثين وخمس مائة ودفن بباب حرب
3 (مستملي ابن سماعة))
إبراهيم بن سليمان الجرجاني مستملي ابن سماعة قال ابن النجار ذكر أحمد بن طاهر أنه تقلد القضاء بسر من رأى للمتوكل على الله وجلس للنصف من صفر سنة سبع وثلاثين ومائتين وعزله باقي السنة وقلد قضاء القضاة جعفر بن عبد الواحد الهاشمي
3 (المؤدب))
إبراهيم بن سليمان أبو إسماعيل المؤدب البغداذي كان يؤدب أولاد الوزير ابن عبيد الله قال أبو داود ثقة رأيت ابن حنبل يكتب أحاديثه بنزول قال النسائي لا بأس به وروى له ابن ماجة وتوفي سنة ثلاث وثمانين ومائة
آخر الجزء الخامس من كتاب الوافي بالوفيات ويتلوه إن شاء الله تعالى إبراهيم بن سهل الإشبيلي الإسرائيلي والحمد لله رب العالمين

235
/ 1